الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 28/12/2017

30.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الامريكية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة العبرية والالمانية :  
الصحافة البريطانية :
ميدل إيست آي: بعد الحرب … من الذي سيدفع ثمن إعادة الإعمار في سوريا؟
روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران والصين والاتحاد الأوروبي: كلها أدت دوراً في الصراع السوري، ولكن هل ستساعد على إعادة الإعمار؟
لا يزال الصراع الذي دام سبع سنوات في سوريا دون حل، والملايين من السوريين يعيشون الآن خارج حدود سوريا، غالباً في مخيمات اللاجئين. ويستمر القتال في جميع أنحاء البلاد. وقد دمرت البنية التحتية، وبلغ مجموع التكلفة التقديرية لإعادة الإعمار 226 مليار دولار.
لكن هناك اعتقاد دولي واسع الانتشار بأن الرئيس بشار الأسد وحلفاءه سوف يدعون النصر والبدء في إعادة الإعمار.
========================
ديلي ميل›: إختباء حوالي 300 من مقاتلي داعش البريطانيين في تركيا
NewsA اخبار اليوم- هرب الاف المقاتلين من تنظيم داعش الى تركيا بعد ان فقدت الجماعة الارهابية قبضتها على معاقل الرقة في سوريا والموصل في العراق هذا العام.
وقد حذرت مصادر أمنية غربية من تزايد مخاطر الفظائع في أوروبا حيث يحاول عناصر تنظيم داعش العودة إلى ديارهم, وفقا لصحيفة ‹ديلي ميل› البريطانية.
وذكرت الصحيفة البريطانية ان ما يقرب من 300 من المتطرفين الهاربين الذين يختبئون حاليا فى تركيا يعتقد انهم بريطانيون.
ونقلت الصحيفة عن ضابط في المخابرات السورية الكردية قوله ان معظم البريطانيين ال 850 الذين انضموا الى داعش في سوريا لم يهربوا من البلاد.
وفي تشرين الأول / أكتوبر حذر تقرير من أن بريطانيا هي موطن المزيد من الدواعش الذين عادوا من سوريا من جميع البلدان الأخرى تقريبا.
وفي الوقت نفسه، لا يزال أقل من ألف مقاتل من داعش في العراق وسوريا، كما قال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يقاتل الجماعة المسلحة السنية المتشددة اليوم وهوثلثالرقمالمقدرقبلثلاثةأسابيعفقط.
وقد أعلنت كل من العراق وسوريا انتصارا على داعش في الأسابيع الأخيرة، بعد سنة شهدت قيام جيوش البلدين، ومجموعة من الحلفاء الأجانب، وقوات محلية مختلفة، بإخراج المقاتلين من جميع المدن والقرى التي كانت تقوم، الخلافة المعلنة.
وقادت الولايات المتحدة تحالفا دوليا يقوم بضربات جوية ضد الدولة الإسلامية منذ عام 2014 عندما اجتاحت المجموعة ثلث العراق. الولايات المتحدة عملت القوات كمستشارين على الأرض مع القوات الحكومية العراقية ومع المجموعات الكردية والعربية في سوريا.
========================
الغارديان :يونيسيف: 2017 سنة وحشية لأطفال الحروب
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن الأطفال المحاصرين في مناطق الحروب يستخدمون بشكل متزايد سلاحَ حرب، حيث يتم تجنيدهم للقتال وإجبارهم على العمل مهاجمين انتحاريين واستخدامهم دروعا بشرية.
وأشارت صحيفة غارديان إلى بيان للمنظمة يلخص عام 2017 بأنه سنة وحشية للأطفال الواقعين في مرمى النزاعات، وقالت اليونيسيف إن أطراف الصراعات كانت تتجاهل بشكل صارخ القانون الإنساني الدولي وكان الأطفال يتعرضون للهجوم بشكل روتيني.
وأضافت المنظمة أن الاغتصاب والزواج القسري والاختطاف والاسترقاق قد أصبحت أساليب اعتيادية في الصراعات في جميع أنحاء العراق وسوريا واليمن، وكذلك نيجيريا وجنوب السودان وميانمار.
وقال مدير برامج الطوارئ في اليونيسيف مانويل فونتين إن بعض الأطفال، الذين اختطفتهم الجماعات المتطرفة، يعتدى عليهم مرة أخرى من قبل قوات الأمن عند إطلاق سراحهم، ويتضرر آخرون بصورة غير مباشرة جراء القتال من خلال سوء التغذية والمرض بسبب تقييد إمكانية الحصول على الغذاء والمياه والصرف الصحي أو الحرمان منها. وهناك نحو 27 مليون طفل في مناطق الصراعات حرموا من الدراسة.
 
وذكرت الصحيفة أن الكثير من القتال الذي عايشه الأطفال وقع خلال صراعات طويلة المدى في أفريقيا كما هي الحال مع حركة بوكو حرام "الجهادية" الناشطة في نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون، والتي أجبرت ما لا يقل عن 135 طفلا على العمل مهاجمين انتحاريين، وهو ما يقارب خمسة أضعاف العدد في العام 2016.
 
وفي جمهورية أفريقيا الوسطى كان الأطفال يغتصبون ويقتلون ويجندون بالقوة بعد موجة من النزاع الطائفي منذ انقلاب 2013.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية تسبب عنف المليشيات والعنف السياسي في تشريد أكثر من 850 ألف طفل من ديارهم، بينما هوجم أكثر من 200 مركز صحي و400 مدرسة عمدا.
وفي الصومال تم تجنيد نحو 1800 طفل للقتال في العشرة أشهر الأولى من عام 2017، بينما جند في الجماعات المسلحة في جنوب السودان أكثر من 19 ألف طفل منذ عام 2013.
 
وقد خلف القتال في اليمن على مدى ثلاث سنوات ما لا يقل عن 5000 طفل قتيل أو مصاب، ونحو 1.8 مليون طفل يعانون سوء التغذية.
كما عانى الأطفال من النزاعات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا. وفي العراق وسوريا كان الأطفال يستخدمون دروعا بشرية، وكانوا أهدافا للقناصة، أما في أفغانستان فقتل نحو 700 طفل في القتال في التسعة أشهر الأولى من هذا العام.
وأشار تقرير اليونيسيف أيضا إلى أن أطفال الروهينغا في ميانمار كانوا يتعرضون لعنف منهجي ويطردون من منازلهم، وأن أكثر من نصف 650 ألف روهينغي الذين أجبروا على العبور إلى بنغلاديش كانوا في سن الـ18.
========================
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :الخطر المتزايد لوقوع مواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا
مايكل هيرتسوغ
متاح أيضاً في English
كانون الأول/ديسمبر 2017
في الأشهر الأخيرة، بدأت التّوتّرات تشتدّ على الجبهات الشمالية لإسرائيل مع سوريا ولبنان. وفي الوقت الذي تعمل فيه إيران بجدّ لملء الفراغ الّذي خلّفته هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» - "«داعش» إلى الخارج، إيران إلى الداخل"، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- تشعر إسرائيل بأنّها مضطرّة لتوسيع خطوطها الحمراء المعلن عنها في سوريا واتّخاذ إجراءات بشأنها. ويستمد هذا الشّعور أيضاً من الردّ المحدود للولايات المتّحدة على موقف إيران العدائي في سوريا، مما يعني السّماح لإسرائيل بالتّعامل مع إيران ووكلائها بمفردها، وإضفاء الشرعية الأساسي من قبل المبادرة السّياسيّة الروسيّة لوجود إيراني دائم في البلاد. والنتيجة هي تزايد خطر وقوع مواجهة بين إسرائيل والمعسكر الذي تقوده إيران في هذا المسرح.
مخططات إيران
في الآونة الأخيرة، تتركز الأنظار بشكل كبير في إسرائيل على الخطط الإيرانية لفترة ما بعد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولا سيّما خطّة إنشاء منطقة نفوذ مباشرة تمتدّ من حدود إيران إلى البحر الأبيض المتوسّط، وخطّة تعزيز جبهة عسكريّة ضدّ سوريا ولبنان. ووفقاً للمخابرات الإسرائيليّة حول الخطط الإيرانيّة - الّتي تمت مناقشتها علناً من قبل قادة هذه المخابرات - فإن خطط التّحصّن في سوريا وتعزيز جبهة عسكريّة ضدّ إسرائيل، تتضمّن معاقلَ عسكريّة طويلة الأمد، وجيشاً بالوكالة منتشراً بشكل دائم وشرعي - بالإضافة إلى القوات في العراق ولبنان - وإنشاء منشآت عسكريّة صناعيّة لإنتاج صواريخ دقيقة في سوريا ولبنان.
ويركّز القلق الخاص الأوّل على محاولة إيران إقامة "ممرّ أرضي" في وسط الشرق الأوسط - أيّ من إيران مروراً بالعراق وسوريا ووصولاً إلى البحر الأبيض المتوسّط - مع يد واحدة تواجه إسرائيل في جنوب سوريا ويد أخرى تمتدّ نحو مناطق الخليج المأهولة بالسّكان الشّيعة. ويعتبر هذا الممر وسيلة نحو إقامة منطقة متاخمة للنفوذ الإيراني المباشر في بلاد ما بين النّهرين والشّام، استناداً إلى زيادة تعزيز التّأثير الإيراني الكبير على حكومات العراق وسوريا ولبنان، [ووجود] قوّات كبيرة بالوكالة، وركائز عسكريّة إيرانيّة في جميع أنحاء المنطقة، وتّغيّرات ديمغرافيّة على الأرض. وبغضّ النّظر عن مَواطن الضّعف الكامنة، يمكن لهذا الممرّ أن يمكّن إيران من تعزيز قوّتها السّياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة في العراق وسوريا ولبنان، وإبرازها بصورة أكثر فاعلية، بما في ذلك تسليح وكلائها وتمكينهم وتفعيلهم.
ثانياً، تسعى الجمهورية الإسلامية إلى إقامة وجود عسكري واقتصادي طويل الأمد في سوريا بموافقة رسميّة من نظام الأسد الذي أصبح أكثر اعتماداً عليها. وتشمل الخطط العسكريّة الإيرانيّة قاعدة بحريّة/رصيف ميناء على شواطئ البحر الأبيض المتوّسّط غير بعيدين عن القاعدة الروسية في طرطوس، والقاعدة الجوية بالقرب من دمشق، والقاعدة الأرضيّة للقوات المسلحة الطائفيّة تحت قيادة إيرانيّة في جنوب دمشق. وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، نشرت هيئة الإذاعة البريطانيّة (الـ "بي. بي. سي.") صوراً مصوّرة بالأقمار الصناعية لعمليّة بناء في قاعدة أرضية سوريّة غير مستخدمة، تعتقد المخابرات الغربيّة أنّه يتمّ إدارتها من قبل إيران من أجل تحقيق أهدافها. وتقع القاعدة بالقرب من منطقة الكسوة جنوب دمشق على بعد خمسين كيلومتراً من مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل. وفي ليلة 1-2 كانون الأول/ديسمبر، استُهدِفت هذه القاعدة ودمرت جزئيّاً بضربة عُزيت إلى إسرائيل على نطاق واسع.
ثالثاً، تسعى إيران إلى بناء وحدة مسلحة كبيرة، أو جيش بالوكالة، ونشرها/نشره بشكل دائم في سوريا، كجزء مما يسمى بمحور المقاومة. وقد بنى «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني على نحو متزايد قوات ميليشيات شبه نظامية واعتمد عليها بشكل كبير طوال الحرب السورية، في الوقت الذي كان فيه الجيش السوري يعاني من الإنهاك، إلى أن تضاءل في النهاية إلى ثلث حجمه الأصلي. وتشمل تلك الميليشيات ما يقدر بنحو 100،000 سوري موالين للنظام، و«قوات الدفاع الوطني» المحلّية الّتي شُكّلت وفقاً لقوات «الباسيج» الإيرانية شبه العسكرية. ولا تقلّ أهمّيّة عن ذلك، الميليشيات غير السّوريّة الّتي تضم ما يتراوح بين 000،20 و 000،25 مقاتل شيعي ينتمون إلى «حزب الله» اللبناني بالإضافة إلى الميليشيات العراقية (عناصر «قوّات الحشد الشعبي» الّذين يشار إليهم الآن باسم "الحيدريّون") ولواء "فاطميون" الأفغاني ولواء "زينبيّون" الباكستاني، الّذين تمّ نشرهم وقيادتهم جميعاً من قبل كتيبة إيرانيّة قوامها 000،1 إلى 000،2 من الأفراد العسكريين. وليس من الواضح ما إذا كانت هذه الميليشيات غير السورية ستبقى في سوريا على المدى الطويل وإلى أي مدى. ومع ذلك، تعمل إيران الآن على إقامة "«حزب الله» السوري"، الذي يضم عشرات الآلاف من العناصر معظمهم من الشيعة والعلويين.
كما تشجّع إيران النظام السوري على إضفاء الطابع المؤسسي على مثل هذه القوة بالوكالة، ربما كجزء من «قوات الدفاع الوطني» أو تعمل إلى جانبها. غير أنّ الجمهورية الإسلامية مدفوعة بمبرّر منطقي يختلف عن مبرّر الرّوس الذّين يحثّون الأسد على دمج «قوات الدفاع الوطني» وقوات الميليشيات الأخرى في الجيش السوري عبر أدوات مثل متطوعي «الفيلق الخامس - اقتحام» الّذي تمّ تشكيله حديثاً. وبينما تسعى روسيا إلى إعادة تنشيط أدوات الإنفاذ الخاصّة بالنّظام، يبدو أنّ إيران تريد أن تستنسخ «قوّات الحشد الشعبي» العراقية وتحافظ على سيطرتها الفعالة على هذه القوّات، التّي يمكن أن تستخدمها أيضاً أثناء الأعمال العدائيّة ضد إسرائيل. ومن شأن هذه القوّات أن تزوّد إيران بأداة قوّة مهمّة بديلة لقوّة النّظام في فترة ما بعد الحرب، بينما تقلّل بشكل عامّ من نشر قوّاتها الخاصة.
وأخيراً، اتّخذت إيران خطوات من أجل إنشاء مرافق عسكريّة صناعيّة في سوريا ولبنان، ولا سيّما خطوط إنتاج لتطوير صواريخ عالية الدّقّة لـ «حزب الله» كجزء من "مشروع دقّة" أوسع نطاقاً للصّواريخ والقذائف الإيرانيّة.
وتعتبر إسرائيل أن جميع هذه التحركات تشكل تهديداً استراتيجياً كبيراً طويل الأجل، وإذا ما تحققت، لن تحوّل سوريا إلى محمية إيرانية فحسب، بل ستؤدي أيضاً إلى ترسيخ جذور إيران - التي تعهّد نظامها بتدمير إسرائيل - في بلد مجاور، مما يمكّنها من تحويل سوريا إلى جبهة إرهابية وعسكرية ضد إسرائيل، ويزيد من الاحتكاكات المباشرة بين إيران وإسرائيل.
وخلال تعبير وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن التفكير الحالي داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، صرّح مؤخراً بأنه إذا اندلعت مواجهة عسكرية محتملة في شمال البلاد فإن إسرائيل لن تواجه جبهة لبنانية نشطة فحسب، بل جبهة سورية أيضاً، حيث ستندمج هاتين الجبهتين معاً لكي تصبحا جبهة شماليّة موحدة ضد إسرائيل. وفي مثل هذه "الحرب الشمالية" (مصطلح يفضّله المخططون العسكريون الإسرائيليون حالياً عوضاً عن "حرب لبنان الثالثة")، تتوقع إسرائيل أن تواجه «حزب الله» [اللبناني] المتمرّس في القتال - وهو ميليشيا تحوّلت إلى قوة عسكرية - و"«حزب الله» السوري"، و "فيالق شيعية أخرى" إلى جانب جيش سوري أعيد تأهيله. وستعتمد هذه القوات جميعاً على الوجود العسكري الإيراني، والبنية التحتية العسكرية، وترسانة صاروخية كبيرة، مما يضيف إلى الترسانة الحالية لـ «حزب الله» التي تتضمّن نحو 120 ألف صاروخ في لبنان. ولا يستبعد المسؤولون الإسرائيليون دعم "القوّات المسلّحة اللبنانية" لـ «حزب الله» اللبناني في مثل هذه الحرب، نظراً إلى العلاقات الوثيقة المتزايدة بين الكيانين.
وفي ظل هذه الخلفية، أجرى "جيش الدفاع الإسرائيلي" في أيلول/سبتمبر إحدى أكبر مناوراته العسكرية منذ عقود، مركّزاً على سيناريوهات "الحرب الشمالية". بالإضافة إلى ذلك، طالب وزير الدفاع ليبرمان مؤخراً بزيادة كبيرة في ميزانية الدفاع لمعالجة هذه التهديدات الناشئة، من بينها احتمال تصميم صاروخ إسرائيلي كبير وتشكيل قوّة صاروخية للتّصدّي للقوة الصاروخية الإيرانيّة.
أين الولايات المتحدة وروسيا؟
تدرك إسرائيل أن التّصدّي لمخططات إيران ووكلائها خارج حدود إسرائيل المباشرة يشكّل تحدياً كبيراً. وتشمل الأسباب المحددة، اندفاع إيران الحاسم للهيمنة الإقليمية، وحجم خططها وأنشطتها في سوريا ولبنان، ونظاماً حكوميّاً سوريّاً جريئاً تحت سيطرة إيران، وتردّد الولايات المتحدة وروسيا في اتخاذ خطوات استباقية هامة لوقف إيران من مواصلة تعميق جذورها في سوريا.
ويبدو أن إدارة ترامب ترى بوضوح طموحات إيران للهيمنة في المنطقة بشكل عام وفي بلاد الشام بشكل خاصّ، وهي تدعم أنشطة الردع الإسرائيلية ضدها، ولكنّ البعض في القدس قلقون بشأن ما إذا كانت واشنطن ستقوم باستحداث عمل جدي ومستمر خاص بها وتنفذه كجزء من استراتيجية شاملة للتّصدّي للأنشطة الإقليمية الإيرانية الضارة. ومن المحتمل جداً أن يسود الميل داخل الإدارة إلى الاكتفاء بهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإعطاء الأولوية لقضايا السياسات الأخرى، والحد من دور الولايات المتحدة في سوريا. ولدى معظم الدوائر السياسية في إسرائيل انطباعاً بأن الولايات المتحدة قد تقبّلت أساساً الدور الروسي الرائد في سوريا، وأنّها سوف تقلص دورها، وتحافظ على وجود محدود في البلاد، وتشارك في الجهود الهادفة إلى تخفيف التصعيد في جنوب سوريا.
وبالمشاركة مع روسيا - منذ انتشارها العسكري في سوريا في أواخر عام 2015 دعماً للرئيس بشار الأسد وحلفائه - تمكنت إسرائيل من إقامة حوار قيادات وثيق ومنتج، شمل قيام وزير الدفاع الروسي بأول زيارة له إلى إسرائيل في منتصف تشرين الأوّل/أكتوبر، و[إقامة] آلية ثنائية فعالة لتجنب المواجهة العسكرية. وقد وافقت روسيا على خطوط إسرائيل الحمراء (التي تمّت مناقشتها أدناه) في سوريا واحترمتها، وبقيت صامتة علناً ​​عندما تصرفت إسرائيل بناء عليها، في حين احتجت فقط بصورة غير علنية في حالات الخطر المتصوّر على الجنود والممتلكات الروسية. ولكن في حين أنّ هذا الموقف وغيره من المواقف الروسية - على سبيل المثال، الانفتاح على نظام يتسم بقدر أكبر من اللامركزية في سوريا - يشير إلى أوجه الاختلاف مع إيران، إلّا أنّ مصالح روسيا بالمقارنة مع إيران، أقل تواؤماً مع إسرائيل. ولا تزال روسيا بحاجة إلى إيران في سوريا وخارجها، ولن تتخلى عن شراكتها مع النظام الإيراني، الأمر الذي يمكن أن يفسّر إصرارها العام على إضفاء الشرعية على الوجود الإيراني في سوريا. وقد تحاول روسيا كبح الطموحات الإيرانية، ولكنّها قد تختار أن تفعل ذلك جزئياً، وتبتعد عن أنظار الجمهور وعن المواجهة المباشرة، وأن تلوّح فقط بأنشطة الردع الإسرائيلية عندما يكون ذلك ملائماً بهدف كبح جماح إيران ونظام الأسد. ووفقاً لمسؤولين اسرائيليّين، إنّ روسيا غير راضية عن الخطط الإيرانية الّتي تهدف إلى إنشاء قاعدة بحرية قريبة من قاعدتها الخاصة أو قاعدة أرضية قريبة من إسرائيل، بينما يبقى موقف روسيا من إنشاء قاعدة جوّيّة إيرانية أقل وضوحاً. ويبقى أن نرى ما إذا كانت روسيا مستعدة للتدخل بفعالية وإلى أيّ مدى لمنع هذه المخطّطات الإيرانية وغيرها من التّحقّق.
وفي تموز/يوليو 2017، وافقت الولايات المتحدة وروسيا والأردن على إنشاء منطقة تخفيف التصعيد في المحافظات الثلاث التي تواجه إسرائيل والأردن في جنوب غرب سوريا. وقد نصّت مذكرة المبادئ التي أعدّتها الدول الثلاث في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر على "خفض عدد القوات الاجنبية والمقاتلين الأجانب في المنطقة والقضاء عليها نهائياً" - مما يبعد في هذه المرحلة القوات غير السورية مثل إيران و«حزب الله» والميليشيات الشيعية الأخرى مسافة 5 كيلومترات عن الخطوط العازلة القائمة بين قوات المتمردين والجيش السوري. ويعني ذلك أنه في معظم هضبة الجولان ستكون إيران ووكلاؤها غير السوريين على مسافة تتراوح بين 15 و 30 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية، معتمدين على الجغرافيا وعلى نشر قواتهم، وفي المرتفعات الشماليّة، حيث يتمركز «حزب الله»، سيكونون على بعد حوالى 5 كيلومترات عنها - مع بقاء كل من هذين النّطاقين بعيدين كلّ البعد عن المطلب الإسرائيلي بمنطقة عازلة تصل إلى ما بين 50 إلى 60 كيلومتراً. وقد وعدت الولايات المتحدة إسرائيل بأنها ستعمل، في المراحل المقبلة، على توسيع المنطقة العازلة، ودفع القوات الإيرانية ووكلائها أكثر وأكثر نحو دمشق، ولكن هذه النتيجة غير مضمونة على الإطلاق
وعلاوة على ذلك، لا تتناول مذكرة المبادئ احتمال زيادة تدريجية بعيدة عن الأضواء في وجود الميليشيات الإيرانيّة والميليشيات الشيعية التابعة لها بما في ذلك العناصر السّوريّة المنتسبة إلى «الحرس الثوري الإسلامي» وبناها التّحتيّة في الجنوب. ومن المرجح أن يحصل هذا التطور مع مرور الوقت، برعاية النظام السوري في سعيه لإعادة تأكيد سيادته في جنوب سوريا ضد الجهاديين المتبقّين وجماعات المتمردين الضعيفة. ويفسر ذلك سبب مسارعة إسرائيل إلى الإعلان في شهري تموز/يوليو وتشرين الثاني/نوفمبر أنها ليست ملزمة باتفاق تخفيف التصعيد وستحافظ على حريتها في العمل وسط التهديدات الناشئة.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل والأردن، فعلى الرغم من التنسيق الأمني الثنائي الوثيق بشأن سوريا والتحديات الإقليمية الأخرى، يختلف البلدان إلى حد ما بشأن اتفاق تخفيف التصعيد. ويشعر الأردن بقلق عميق إزاء إيران ووكلائها الذين ينشرون قوات بالقرب من حدوده، كما هو الحال بالنسبة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية». ومع ذلك، فإن الأردن مستعد لقبول عودة النظام السوري في جنوب سوريا في ظلّ ضمانات أمريكية وروسية، وذلك بهدف إعادة فتح حدوده مع سوريا من أجل تدفق التجارة الأساسية والتخفيف من الضغط الّذي يشكّله اللاّجئون على طول الحدود المشتركة. وبالنسبة لإسرائيل، فمن المرجح أن يأتي النظام السوري بصفقة إيرانية غير مقبولة، مما يشكل تحدياً لإسرائيل.
خطوط إسرائيل الحمراء المتطورة
حرصت إسرائيل بشكل كبير كي لا يتمّ استدراجها إلى الحرب السورية، وقد نجحت حتى الآن. لكن في الوقت نفسه، وضعت إسرائيل عدداً من الخطوط الحمراء التي سيؤدي عبورها إلى القيام بعمل عسكري - وقد اتّخذت إجراءات مراراً بشأنها. وتركز هذه الخطوط الحمراء تحديداً على احتمال ظهور واقع في جنوب سوريا، بالقرب من حدود إسرائيل، مما يهدد أمن إسرائيل؛ أيّ اقتناء «حزب الله» للأسلحة الاستراتيجية؛ وتهديدات لحرية إسرائيل في الإجراءات العملية، ولا سيما عمليّات التحليق في لبنان. وتماشياً مع التغيرات على الأرض، تطورت الخطوط الحمراء الإسرائيلية، وعلى الأخص في العام الماضي مع تحوّل تيار الحرب لصالح الأسد ومؤيديه، مما مكّن إيران من المضي قدماً بخططها الطويلة الأجل.
وفي جنوب سوريا، تعتزم إسرائيل منع التهديدات العابرة للحدود الإسرائيليّة والهجمات وإطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية. ومن أجل الثني عن أي إغراء لاستهدافها، حرصت إسرائيل على الرّدّ على النيران غير المقصودة نحو أراضيها. فعندما تحرّكت قوات من المحور الإيراني - السوري عسكرياً نحو حدود إسرائيل في أوائل عام 2015، قامت هذه الأخيرة بإنشاء خط أحمر آخر وإنفاذه في تلك المنطقة - أي منع إقامة معقل عملياتي إيراني/شيعي. ووفقاً لتقارير إعلامية، استهدفت إسرائيل في كانون الثاني/يناير 2015 قافلة على متنها جنرالاً إيرانياً وناشطين من «حزب الله» يجولون في الجنوب لهذا الغرض، كما قامت في عمليات مختلفة باستهداف عناصر أخرى تابعة لـ «الحرس الثوري الإيراني» كانت ناشطة في تلك المنطقة. وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2017، كشفت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية عن هوية قائد «حزب الله» في جنوب سوريا، منير علي نعيم شعيتو، موجّهة بذلك رسالة تحذيرية له ولمن يمثل.
وبالإضافة إلى ذلك، ففي الأشهر الأخيرة، ومع استئناف النظام السوري اهتمامه في جنوب سوريا، أصرت إسرائيل أن يتم تأييد "اتفاقية فك الاشتباك" بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، وأن تكون جزءا لا يتجزأ من أي حل سياسي. وقد أنشأت الاتّفاقيّة منطقة عازلة ("منطقة فصل") بين القوات العسكرية الإسرائيلية والسورية، فضلاً عن المناطق التي تُفرض فيها قيوداً على القوات والأسلحة على كلا الجانبين، ويتم رصد هذه المناطق من قبل "قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك". وتماشياً مع هذا الموقف، اعترضت قوات "جيش الدفاع الإسرائيلي" طائرة سورية بدون طيار كانت تحلق فوق "منطقة الفصل"، وأطلقت النّار مرتين على القوات السورية التي تعمل على إقامة مواقع عسكرية في انتهاك للاتفاق.
وفيما يتعلق بـ تسليح «حزب الله»، حدّدت إسرائيل كخطّ أحمر عمليّة شحن أنظمة أسلحة استراتيجية “تخرق التّوازن” – مثل صواريخ أرض-أرض دقيقة وصواريخ متطورة مضادة للسّفن والطائرات وقدرات غير تقليدية – من سوريا وعبرها إلى «حزب الله» في لبنان، مما قد يؤثر بشكل كبير على مواجهة مستقبلية بين إسرائيل و«حزب الله». وفي حين أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن أي ضربة احترازيّة محددة، إلّا أنها اعترفت علناً بأنها اتخذت مثل هذا الإجراء في مناسبات عديدة. وقد كشف قائد “سلاح الجوي الإسرائيلي” المنتهية ولايته الجنرال أمير إيشيل أن سلاح الجو قد شنّ في السنوات القليلة الماضية ما يقرب من مائة هجوم على قوافل الأسلحة ومخابئها، وكان معظمها مرتبطاً بـ «حزب الله». وقد تمّ تنفيذ ذلك بناء على المفهوم العقائدي “حملة بين الحروب” الذي وضعه “جيش الدفاع الإسرائيلي” (ويطلق عليه باللغة العبرية اسم “مابام”)، الذي يهدف إلى إحباط عمليّة اكتساب الأعداء قدرات استراتيجية وإلى تعزيز عمليّة الردع الإسرائيلية دون إحداث تصعيد نحو نزاع مسلح كبير.
وفي العام الماضي، تطوّر هذا الخط الأحمر ليشمل إنشاء خطوط إنتاج صناعية لهذه القدرات الاستراتيجية في سوريا ولبنان. وتركّز إسرائيل بشكل خاص على "مشروع الدّقة" الخاصّ بإيران الذي يهدف إلى إنتاج آلاف الصواريخ والقذائف العالية الدقة خلال عدد من السّنوات. ومن شأن هذه الترسانة أن تضع في أيدي «حزب الله» آلاف الصواريخ الدقيقة التي يتراوح مداها بين 100 و 500 كيلومتر، مدعومة بمئات الصواريخ الدقيقة في إيران نفسها التي يصل مداها إلى 2,000 كيلومتر. وقد أتّقنت إيران بالفعل كيفيّة تحويل الصواريخ والقذائف غير الدقيقة إلى صواريخ دقيقة (على سبيل المثال، تحويل صواريخ "فاتح-110" إلى صواريخ "رعد" أو تحويل صواريخ "شهاب-3" إلى صواريخ "عماد")، مستخدمة نظام التموضع العالمي الروسي المعروف باسم "غلوناس" وغيره من الوسائل التقنية. وترغب الجمهورية الإسلامية الآن بتوفير مثل هذه القدرات إلى المسارح السورية واللبنانية وإقامة خطوط إنتاج محلية حيث يتم تجميع مجموعات دقيقة وملائمة لصواريخ «حزب الله»، مما يمنح الدقة لهذه الصواريخ ويجعل الإيرانيين يتخطّون المسار الحالي والأكثر تعقيداً وخطورة لنقل هذه القدرات من إيران.
كما من شأن هذه الترسانة أن تُمكّن أعداء إسرائيل من استهداف مواقع حساسة للغاية وذات أهمية استراتيجية، وذلك في أوقات الحرب، مثل المواقع المرتبطة بالحكومة والقيادة والسيطرة والبنية التحتية والجيش، مما يؤثّر سلباً على قدرة إسرائيل على إدارة الحرب بفعالية ويهدد هذه القدرة، فضلاً عن الفوز بالحرب بشكل حاسم. ومن منظور إسرائيلي، فإن هذا الواقع لا يطاق، خاصة وأن إسرائيل قد لا تكتسب القدرات اللازمة لاعتراض مجموعة الصواريخ المميتة لـ «حزب الله» قبل أن يتحقّق "مشروع الدقة" الإيراني.
إن ذلك قد يفسّر الضّربة الّتي شُنّت في 7 أيلول/سبتمبر 2017، والّتي نُسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل، ضد منشأة عسكرية تُعرف باسم "المصنع 4000" في مصياف/حماة، في شمال غرب سوريا، التابع لـ "المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية". وتعتقد أجهزة المخابرات الإسرائيلية والغربية أنّه تمّ تكريس هذه المنشأة، من بين أمور أخرى، لـ "مشروع الدقة" الخاصّ بإيران و«حزب الله»، بالإضافة إلى إنتاج القدرات الكيميائية لأغراض عسكرية. وقد انحرفت الضّربة عن النمط السابق المتمثل في استهداف قوافل الأسلحة ومخابئها عبر استهداف منشأة تطوير وإنتاج سورية - وليس بعيداً من الانتشار العسكري الروسي. وفي 4 كانون الأول/ديسمبر، تم استهداف منشأة أخرى تابعة لـ "المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية" تقوم بتطوير وإنتاج المعدات، لكن هذه المرة في منطقة جمرايا، بالقرب من دمشق.
وفي ضوء قوة الدفع الإيرانية، قامت إسرائيل في الأشهر الأخيرة بتوسيع "منطقة عدم المقبولية" الخاصّة بها في سوريا لتشمل الانتشار العسكري والبنية التحتية الإيرانيّين الطويلي الأجل على النحو الذي تمثله الخطط الإيرانية المذكورة آنفاً. بيد أن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين قد حرصوا على عدم وضع خطوط حمراء محددة في هذا الصدد. فقام كلّ من رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الدفاع ليبرمان ورئيس أركان "جيش الدفاع الإسرائيلي" الجنرال غادي آيزنكوت، في مقابلة استثنائية له مع وسيلة الإعلام الّتي تسيطر عليها السّعوديّة "إيلاف"، بالتّحذير بصورة عامة من أن إسرائيل لن "تقبل بـ" قيام إيران بترسيخ جذورها عسكرياً في سوريا وتحويلها إلى "قاعدة عمليات متقدمة ضد إسرائيل" ولن "تسمح لها" بذلك، كما لن "توافق على" ذلك. كما تعهد نتنياهو في عدد من المناسبات بأن إسرائيل "ستعمل على منعها "و" مقاومتها "و" عدم السماح لها بتحقيق ذلك"، وأبلغ زملاءه الدوليين بأنّ أي معقل عسكري إيراني ضمن حدود هذا التعريف العام سيتحوّل إلى هدف مشروع. ومع ذلك، توقف عن رسم خط أحمر محدد بعبارات محددة.
ومن المفترض أنّ هذا الخطّ من فن الخطابة يهدف إلى خدمة عمليّة الردع مع السماح لإسرائيل بقدر كاف من المرونة بتحديد متى وأين تتصرّف. وهو يعكس في جوهره معضلة إسرائيلية مستقبليّة محتملة تتعلّق بتحديد المكان الذي يمكن فيه وضع حدّاً فاصلاً بين الوقاية المطلوبة والتصعيد غير المرغوب فيه. وأشار نتنياهو إلى هذه المسألة في مقابلة أجراها مع "هيئة الإذاعة البريطانية" في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، موضحاً أنه "كلما كنا مستعدين لوقف إيران، كلما قل احتمال لجوئنا إلى أمور أكبر بكثير"، وأن مبدأه التوجيهي يقضي "باقتلاع الأمور السّيّئة من جذورها". وقد تكون الضربة على القاعدة البرية بالقرب من الكسوة في 1-2 كانون الأوّل/ديسمبر، التي نُسبت إلى إسرائيل، والّتي تمت مناقشتها في وقت سابق، مثالاً جيداً على ذلك؛ فقد شهدت أوّلاً تغطية إعلاميّة ثمّ استُهدفت في الوقت الذي كانت فيه قيد الإنشاء، وقبل أن تصبح مأهولة.
أما بالنسبة لإسرائيل، فقد ظلّ خطر التّصعيد في سوريا منخفضاً طالما استمرت الحرب، وشاركت فيها الجهات الفاعلة ذات الصلة بما فيه الكفاية بحيث جعلها غير قادرة على فتح جبهة أخرى مع إسرائيل التي تُعتبر جهة فاعلة قويّة. ولكن من المرجح أن يزداد خطر التصعيد من هذا القبيل مع اقتراب الحرب من نهايتها، وأن يفرض تخفيف التصعيد والحلول السياسية جدول الأعمال، وأن يستعيد نظاماً سورياً جريئاً السيطرة على معظم مناطق البلاد، وأن تقوم إيران بترسيخ نفسها بشكل أعمق في المنطقة. وفي هذا السياق، من المرجح أن تتسبب التدابير الاحترازيّة الإسرائيلية في ردود جريئة من المعسكر الإيراني -السوري، وربما بضغط روسي من أجل ضبط النفس الإسرائيلي بهدف تجنب التصعيد وتفادي تقويض العملية السياسية التي تقودها روسيا.
وفي الواقع، ففي وقت سابق من عام 2017، بدأ النظام السوري بالرد على الضربات الإسرائيلية المُتصوّرة بإطلاق النار باتجاه الطائرات الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن تلك الإجراءات لم تعرض الطائرات للخطر، إلا أنها أشارت إلى ازدياد الجرأة والنّزعة إلى الرّدّ، مما دفع إسرائيل إلى اتخاذ قرار بالردّ بالمثل على أي عملية إطلاق نار من هذا القبيل، بهدف حماية حريتها في القيام بالعمليّات بشكل حاسم - بما في ذلك عمليّاتها ضد إدخال قدرات متطورة للدفاع الجوي واستخدامها - وهو إجراء يعتبر بمثابة خط أحمر آخر. ولهذا السبب، دمّرت قوات "جيش الدفاع الإسرائيلي" في تشرين الأول/أكتوبر أحد رادارات بطارية الدفاع الجوي السورية الّتي أطلقت النار على الطائرات الإسرائيلية في مهمة استطلاعية روتينية في لبنان، وذلك بينما كان وزير الدفاع الروسي يزور إسرائيل. وفي أعقاب ذلك الحادث، حذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقری، الذي كان يزور سوريا آنذاك، من أنّه لا يمكن السماح لإسرائيل بالعمل بحرية في سوريا. وبالتّالي، ينبغي للمرء أن يفترض أنّ إيران وسوريا يسعيان الآن إلى إيجاد سبل لخلق وسيلة للتّصدّي للرّدع الإسرائيلي، الأمر الذي يمكن أن يصبّ بدوره الزّيت على أزيز النار.
ويقيناً، وجّهت أعمال إسرائيل في سوريا رسالة رادعة هادفة إلى جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، ولا سيما إيران ونظام الأسد، وشكّلت أداة قوية ضد الخطط الإيرانية. في الوقت الحالي، تسمح هذه الأعمال للولايات المتحدة "بالتعاقد" مع إسرائيل في الجزء الأكبر من الجهود الحركية لمواجهة إيران في سوريا، وتزويد روسيا بوسيلة ضغط مانعة تتعلّق بإيران و«حزب الله». ومن المفارقات، أن بعض هذه التدابير يمكن أن تخدم، من دون قصد، المصلحة الأساسية للأسد بعد الحرب لكبح النفوذ الإيراني الساحق في بلده المدمَّر.
لكن مع ازدياد مخاطر المواجهة مع إيران في سوريا، سيتعين على إسرائيل أن تقيّم بدقة أكبر، توازن الردع الدقيق من أجل تجنب تصعيد عسكري كبير أو انقلاب روسيا ضدها - ومن وجهة نظر إسرائيل، إن هاتين النتيجتين غير مرغوب فيهما للغاية. وسيدعو تحدياً متزايداً للخطوط الحمراء التي أعلنتها إسرائيل إلى وضع تعريف أكثر صرامة لما يشكل خطّاً أحمراً حقيقياً، وليس مجدر شعار، يبرّر أيّ إجراء تقوم به إسرائيل عند عبوره حتّى عند خطر حصول تصعيد عسكري كبير، أو خلق توتر مع روسيا. وإذا شعرت إسرائيل بأنّه يمكن لأيّ خطوة إيرانية معينة أن تتطوّر إلى تحدّ لا يطاق في مواجهة مستقبلية مع إيران و«حزب الله»، فمن المرجح أن تتخذ إجراءات وتخاطر في نشوب مواجهة الآن وليس لاحقاً، لكن بشروط أفضل. ومن الواضح أنّ جميع التدابير الإيرانية لن تبرر مثل هذا الرد، بل سيقوم بعضها بتبريره.
والجدير بالذّكر أنّ إسرائيل تواجه معضلة مماثلة في لبنان، ولا سيّما في محاولتها لمنع تنفيذ "مشروع الدقة" الإيراني في تلك البلاد. وليس من قبيل المصادفة أن تفرض إسرائيل خطوطها الحمراء على الجهود الاستراتيجية التي يقوم بها «حزب الله» من أجل التسلح - في سوريا وليس في لبنان. ويرجع السّبب في ذلك إلى أنّ إسرائيل لا تواجه في لبنان سوى «حزب الله» المدعوم من إيران، مما يجعل مخاطر الرد على ضربة إسرائيلية أعلى مما هي عليه في سوريا.
الخاتمة
يشغل الضغط الإيراني لسدّ الثغرة الناجمة عن هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، حيزاً كبيراً في المشهد الاستراتيجي الإسرائيلي. وإذا استمر المسار الحالي، قد تتواجه جهتان فاعلتان عازمتان - إسرائيل وإيران - بشكل متزايد في سوريا وتنزلقان إلى حافة الهاوية في نهاية المطاف، وتتصاعد المسألة إلى مواجهة في النهاية. وتُظهر زيادة احتمالات سوء التقدير عدم وضوح الخطوط الحمراء الإيرانية في هذه المرحلة.
وفي الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولي على تعزيز الهدوء في فترة ما بعد الحرب وتشجيع قيام نتائج سياسية مستقرة في سوريا، عليهم أن يدركوا أن إيران الراسخة الجذور في سوريا ستتصرف ضد تحقيق هذه الأهداف، في حين قد يؤدي ذلك إلى اندلاع ثورة عنيفة أخرى ذات عواقب إقليمية. وفي هذا السياق، ينطوي التحدي السّياسي الرئيسي على إقناع روسيا باتخاذ إجراءات هامة بشأن مصالحها المتباينة مع إيران.
وفي النهاية، يمكن التّصدّي للخطط الإيرانية في سوريا بشكل أفضل بكثير إذا كانت إجراءات الردع الإسرائيلية تندرج ضمن استراتيجية أمريكية استباقية أوسع نطاقاً تهدف إلى منع إيران [من التوسع] في المنطقة، بدلاً من أن تحمل إسرائيل وحدها معظم هذا العبء. ولم يفت الأوان بعد لمنع المزيد من عدم الاستقرار والتصعيد، والدّعوة إلى وضع استراتيجية متماسكة [واستعادة] دور قيادي أمريكي. فعلامات الفشل والمشاكل قد أخذت تظهر.
العميد (المتقاعد) مايكل هيرتسوغ، هو ضابط احتياط في "جيش الجفاع الإسرائيلي"، وزميل زائر في "بايكوم" وزميل "ميلتون فاين" الدولي في معهد واشنطن. وقد شارك تقريباً في جميع المفاوضات التي جرت بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عام 1993.
========================
فورين أفيرز: ما هي فرص عودة تنظيم الدولة من جديد؟
نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالا لكل من بنجامين باهني وباتريك جونستون، حول المرونة التي يتمتع بها تنظيم الدولة، التي قد تمكنه من العودة إلى الواجهة مرة أخرى.
ويقول الكاتبان إنه "بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد تنظيم الدولة، وبجهود مقاتلين عراقيين وأكراد، ودعم 80 بلدا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، كان يحق لرئيس الوزراء العراقي أن يقول إن (حلم التحرير أصبح حقيقة)، عندما أعلن الانتصار على تنظيم الدولة".
ويستدرك الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "الانتصار ليس كاملا؛ وذلك ليس فقط بسبب هجمات الذئب الوحيد، ولا عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم من سوريا والعراق، واستمرار عمل التنظيم في أماكن أخرى، ومع أن تلك الأمور مقلقة، إلا أن هناك سيناريو أخطر يستحق الانتباه، وهو إمكانية أن يستطيع تنظيم الدولة بعث نفسه من جديد في مكان ولادته في العراق وسوريا، وكان التنظيم يخطط لمثل هذا منذ عام 2016 قبل هزيمته في الرقة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر".
ويرى الكاتبان أن "الذي يخيف أكثر هو أن لدى تنظيم الدولة تجربة في إعادة بعث الذات من شبه الموت الكامل، فقبل عدة أعوام استطاع أن يبعث نفسه بعد ما بدا أنه هزيمة، ويجب أن يكون تاريخ ذلك البعث تحذيرا لما قد يكون قادما".
ويشير الكاتبان إلى أن "ما يسمى تنظيم الدولة اليوم أسسه أبو مصعب الزرقاوي عام 2003، (وحمل التنظيم أسماء مختلفة في مراحل مختلفة من عمره)، وتم تغيير شكل التنظيم بحسب الحاجة منذ ذلك الحين: من حركة جهادية ناشئة تحت الأرض، إلى تمرد ثوري ثم إلى دويلة، وبعد ذلك إلى شبه دولة توسعت حدودها في سوريا والعراق، لكن هذه التغيرات لم تكن خطية، حيث تمدد تنظيم الدولة وتقلص بحسب الظروف، إلا أنه بقي يسعى إلى الهدف ذاته، وهو إعادة (الخلافة)، ويتقلص التنظيم ثانية بعد أن خسر عاصمتيه في الموصل وفي الرقة، لكن أهدافه الاستراتيجية لم تتغير".
ويلفت الكاتبان إلى أن "قيادات التنظيم قارنت في تصريحات لها مؤخرا بين وضع التنظيم الآن ووضعه عام 2008، عندما لجأ التنظيم إلى حرب العصابات والإرهاب، فهيأ الآرضية لسيطرته على الأراضي في سوريا والعراق بعد أقل من خمس سنوات، كما تشير الوثائق الإدارية والمذكرات الداخلية، التي تم العثور عليها بعد أن تمكن برنامج الصحوات من التخلص من التنظيم في وسط العراق وغربه، وهرب بقية أعضاء التنظيم واختفوا تحت الأرض إلى الموصل ومحيطها، ومع أنهم اضطروا للاختباء، إلا أنهم استخدموا منطقة الموصل قاعدة للتجنيد وتمويل الخلايا في أنحاء العراق".
ويذكر الكاتبان أن "تنظيم الدولة قام بنشر جهازه الأمني (أمنيات) ليغتال معارضيه السنة- خاصة من الصحوات والشرطة، الذين هددوا أمن عمليات التنظيم وسيطرته على سياسة السنة العرب، وعمل التنظيم على محاولة استيعاب السياسيين السنة في منطقة الموصل وبغداد بوعده التخفيف من العنف ضد قطاعات الاقتصاد المهمة، مقابل الدعم المالي والسياسي".
ويبين الكاتبان أن "هذه العوامل كلها عملت من أجل هدف أساسي هو: إشعال الصراع السني الشيعي، ليرى السنة في تنظيم الدولة أملهم، بالإضافة إلى أن الذراع الأمني للتنظيم قام بإرهاب المنافسين المحليين والأعمال لمساعدة التنظيم على إعادة بناء إمكانياته، وحرضت الحكومة العراقية، التي يسيطر عليها الشيعة، والمصابة بالبارانويا، بأن تبالغ في رد الفعل لشبح التهديد الإرهابي السني، وبذلك أعاد التنظيم إشعال الحرب الطائفية، التي ساعدت على قيام التنظيم في الأصل بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وعندما قضت غارة أمريكية عراقية عام 2010 على مجموعة من كبار قيادات التنظيم، قام أبو بكر البغدادي بالاستمرار في استراتيجية التنظيم، في الوقت الذي كان يعمل فيه تحت الأرض بالقضاء على المنافسين وبناء قوة التنظيم البشرية، بمساعدة السجناء على الهروب من السجن، وعندما بدأ الربيع العربي، وتنامى الاضطراب المدني عام 2011 و 2012 قام التنظيم بإرسال عملائه إلى سوريا لتأسيس قاعدة عمليات جديدة، فأصبحت الأرضية مهيأة للاستيلاء السريع لتنظيم الدولة عام 2014على مساحة واسعة من الأرض تساوي مساحة بريطانيا". 
ويقول الكاتبان: "الآن، وبعد أن حققت الحملة التي تقودها الولايات المتحدة هدفها الرئيسي، فإن تنظيم الدولة يواجه تحديات صعبة في كل من العراق وسوريا، فهو يفتقر إلى القوة العسكرية التقليدية وإلى القوة البشرية؛ بسبب الاقتتال الداخلي وموجات الاستسلام".
ويستدرك الكاتبان بأن "تنظيم الدولة استطاع في الماضي تجاوز تحديات شبيهة في أواخر العقد الأول من الألفية الثانية، فبالرغم من خسارته للمناطق التي يسيطر عليها كلها تقريبا، فإنه لا يزال يملك كادرا ملتزما جدا في صميمه، بما في ذلك عناصر في جهازه الأمني، بالإضافة إلى إدرايين ذوي خبرة، يشكلون عامل تماسك للتنظيم من الرأس إلى القاعدة".
وينوه الكاتبان إلى أن "التنظيم لم يضع وقتا في تحوله من (خلافة) إلى الإرهاب والتمرد، وبدأت هذه الحملة الجديدة تؤتي أكلها، فنجح التنظيم في شن هجمات في مناطق كان قد أعلنها التحالف الذي تقوده أمريكا مناطق محررة، مثل الفلوجة والرمادي، وفي مناطق لم يسيطر عليها التنظيم حتى في ذروته، مثل بغداد ومحافظة ديالا، وكما فعل في 2010 فإن التنظيم يحاول أن يجعل الحكومة تقوم بحملة ضد العرب السنة، قاعدة التنظيم للتجنيد وقاعدة شرعيته السياسية".
ويفيد الكاتبان بأنه "عندما أعلن التنظيم عن قيام (الخلافة) عام 2014، قال التنظيم إن استراتيجيته هي (البقاء والتمدد) أما استراتيجيته الجديدة فهي أقرب إلى التعافي، وفي الوقت الذي سيستمر فيه بعض مقاتليه بالفرار من سوريا والعراق، إما للانضمام إلى فروع أخرى في آسيا وأفريقيا، أو للعودة إلى بلادهم، فإن آخرين سيبقون بهدف استغلال فرص الإرهاب والتمرد، وفي هذه المناطق، حيث يمتلك التنظيم معرفة وشبكات معلومات محلية، تمنحه فرصة أفضل لإعادة التسلل إلى ألمساحات الرئيسية والعمل بشكل سري".
ويجد الكاتبان أن "هناك عوامل رئيسية ثلاثة يعتمد عليها نجاح التنظيم في بعث نفسه من جديد: نوعية الحكم والقيادة الشرعية للعرب السنة في المناطق السنية، والاستمرار في السياسات الطائفية التي تسيطر عليها المجموعات الشيعية، وإمكانيات المؤسسات في بدء إعادة بناء المناطق ذات الغالبية السنية، التي دمرت خلال الحرب على تنظيم الدولة، وكان سبب عودة تنظيم الدولة في المرة الماضية في العراق هو مزيج من الفساد السياسي المحلي والإهمال والتمييز من الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة، أما في سوريا فإن التحديات الأمنية ستتلاشى في الوقت الحاضر؛ لأن الكثير من مقاتلي التنظيم فروا الى مناطق آمنة في الصحراء، لكن إن ظهر الفراغ الأمني مرة أخرى -وهو احتمال واقعي بسبب القائمة المعقدة للقوى في الحرب الأهلية السورية- وإن بدأ التحالف الكردي بالتحلل، يمكن للكثير من أولئك المقاتلين العودة بسرعة". 
ويرى الكاتبان أن "إمكانية القضاء على تنظيم الدولة نهائيا تعتمد على العراقيين والسوريين، لكن مع ذلك فإن هناك دورا مهما للاعبين الخارجين، فمع أن العمليات العسكرية الكبيرة من الآن فصاعدا لن ينتج عنها سوى القليل، إلا أن بإمكان أمريكا وحلفائها مساعدة العراق على بناء إمكانياته في مجالي الأمن والمخابرات اللازمة للقضاء على التمرد والمجموعات الإرهابية، بالإضافة إلى أنه يمكنهم أيضا المساعدة في تعطيل القيادة الدولية لتنظيم الدولة باعتراض اتصالاته البشرية والإلكترونية في العراق".
ويخلص الكاتبان إلى القول إن "وجودا عسكريا أمريكيا دائما في العراق سيساعد على إبقاء الحملة الاستخباراتية ضد قيادات التنظيم، الذين اختفوا تحت الأرض في العراق وسوريا، بالإضافة إلى أن ذلك الوجود سيوازن التأثير الإيراني في الشؤون الأمنية العراقية، التي قد تساعد في منع وقوع موجة طائفية أخرى ضد السنة في بغداد، والأهم هو تحقيق دولة عراقية غير طائفية؛ لضمان عدم نجاح تنظيم الدولة في بعث نفسه من جديد".
========================
الصحافة الروسية :
صحيفة روسية: أمريكا تدبر حربا جديدة ضد "الأسد"
الأربعاء 27 كانون الأول 2017
بلدي نيوز - (متابعات)
اعتبرت صحيفة روسية، أن إقدام الإدارة الأمريكية على إمداد حلفائها في سوريا بأسلحة يعني تدبير حرب جديدة ضد نظام الأسد.
وأفادت مصادر عربية وكردية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وافق على خطة إرسال أسلحة متطورة إلى "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "وحدات حماية الشعب الكردية" عامودها الفقري، وجاء ذلك بعد توقيع ترمب لقائمة أسلحة بقيمة 393 مليون دولار أمريكي سيتم إرسالها إلى سوريا في العام المقبل 2018 رغم معارضة تركيا بشدة.
وقالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إن ذلك يتنافى مع ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس من أن الولايات المتحدة لن تقوم بتسليح وحدات حماية الشعب الكردية بعد دحر تنظيم "الدولة"، حسب ما نقلت وكالة سبوتنيك.
ووفق دورية "ديلي نيوز" الأمريكية، فإن المساعدة العسكرية الأمريكية ستصل أيضا إلى مجموعات "المعارضة المعتدلة" بما فيها الجيش السوري الحر، التي أعلنت أنها لن تشارك في "مؤتمر الحوار الوطني السوري" في سوتشي الذي دعت إليه موسكو.
وبصفة الإجمال سيبلغ عدد عناصر مجموعات المعارضة (السورية)، الموالية لأمريكا في العام المقبل أكثر من 30 ألف مسلح.
وشددت الصحيفة الروسية على أن هذا جيش كامل، قادر على شن حرب كبيرة على حكومة الأسد.
وحسب جريدة "‎حرييت ديلي نيوز" التركية، فإن القائمة التي وقعها ترامب تضمنت 12000 بندقية فردية بقيمة 6.3 مليون دولار، و6000 رشاش بقيمة 20.3 مليون.
وخلال الشهر الجاري طالبت روسيا، الولايات الأمريكية بالانسحاب من سوريا، معتبرة أنها وجودها ليس قانونيا، باعتباره أن تم بدون رغبة حكومة النظام، على العكس من الوجود الروسي الذي حصل بعد تلقي روسيا دعوة رسمية من نظام الأسد، وتشدد موسكو على أن سبب الوجود الأمريكي في سوريا قد انتهى بإعلانها القضاء على تنظيم "الدولة" فيها، وهو ما ينفيه البنتاغون مؤكدا أن التنظيم ما زال يسيطر على مناطق في سوريا.
========================
نيزافيسيمايا غازيتا: هل تترك موسكو حليفها السوري تحت رحمة الضربات الإسرائيلية؟
 “على الحدود مع إسرائيل تندلع بؤرة جديدة من الحرب السورية”، عنوان مقال إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا” عن أن هجوم دمشق في المناطق الحدودية يقلق الدولة العبرية.
وجاء في المقال أن القوات الحكومية السورية والقوات الموالية لإيران تواصل توسيع المنطقة الخاضعة لسيطرتها بالقرب من إسرائيل ولبنان، مسوغة ذلك بقتال الجهاديين. وأن المشاركين في الهجوم اقتربوا من جيب بيت جن الذي لا يزال المعقل الوحيد للمتمردين في جنوب محافظة دمشق، وفيه أيضا المعارضة التي وافقت على هدنة. ويلفت المقال إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى رد إسرائيلي.
ويأخذ المقال من الصحافة الإسرائيلية قولها إن القوات الخاصة الإيرانية، وكذلك مقاتلي حزب الله اللبناني، قاموا بهجوم على المناطق الحدودية. وحذرت صحيفة "هآرتس" من أن أحدا في القيادة العسكرية لا يوافق على الجلوس مكتوف الأيدي بينما يجري بناء جسر إيراني بالقرب منه.
وفي الصدد، سألت “نيزافيسيمايا غازيتا”، غريغوري لوكيانوف، كبير المحاضرين في قسم العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد، رأيه، فقال للصحيفة: “عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي، تستجيب إسرائيل بكل الوسائل المتاحة لها. ويصدق هذا بشكل خاص على الوضع في سوريا. فإذا ما وجدت القوات السورية نفسها، من دون غطاء جوي من القوات الجوية الفضائية الروسية، على مقربة من الخط الأحمر الذي رسمته إسرائيل (للسوريين)، يمكننا أن نتوقع إطلاق صواريخ وغارات جوية أو أي شكل آخر من أشكال القوة. على الأقل، يمكننا أن نكون على يقين من أن إسرائيل لن تقتصر على بيانات ومذكرات دبلوماسية، وسوف تركز على استعراض القوة والقدرة على التأثير في الوضع في المناطق الحدودية”.
وأضاف لوكيانوف أن الموقف الروسي من الصراع بين إسرائيل وسوريا له خصوصية واضحة. فمن جهة “لدينا علاقات جيدة جدا مع إسرائيل، والجانب الروسي يعتز بهذه العلاقات. ومن جهة أخرى، فإن الجانب الروسي لا يمكن أن يؤثر دائما في القرارات التي تتخذ في مقرات قيادة الجيش السوري، والقوات المتحالفة معه على أرض الواقع. ونتيجة لذلك، لا تستطيع روسيا ولا تريد أن تتحمل المسؤولية عن كل ما تقوم به هذه الجهات الفاعلة. وفي المقابل، يجب علينا أن نشيد بتفهم القيادة الإسرائيلية لحدود النفوذ الروسي في سوريا، ما جعل من الممكن لإسرائيل وروسيا، رغم كثرة الحوادث، الاتفاق بشأنها. وهذا يعطي الأمل في إمكانية الاتفاق حتى في الظروف الراهنة”. (روسيا اليوم)
========================
كومرسانت: روسيا ستمد تركيا بأربع وحدات من منظومة إس-400 الصاروخية مقابل 2.5 مليار دولار
موسكو ـ  قال سيرجي تشيميزوف رئيس مجموعة روستيك الروسية الحكومية لصحيفة كومرسانت اليومية اليوم الأربعاء إن روسيا ستمد تركيا بأربع وحدات من منظومة إس-400 للصواريخ أرض-جو مقابل 2.5 مليار دولار في إطار صفقة تم الانتهاء تقريبا من وضع اللمسات الأخيرة عليها.
وأضاف تشيميزوف أن تركيا ستدفع 45 في المئة من التكلفة مقدما بينما ستمنحها روسيا قروضا تغطي باقي التكلفة. وتابع قائلا إن من المتوقع أن تبدأ موسكو تسليم أول الوحدات في مارس آذار 2020، حسب “رويترز.
وأثارت الصفقة قلقا في الغرب لأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي لكن لا يمكن دمج منظومة الصواريخ الروسية في الهيكل العسكري للحلف. والعلاقات بين موسكو والحلف العسكري الغربي متوترة.
وقال تشيميزوف للصحيفة إن تركيا أول من سيملك منظومة صواريخ إس-400 المتطورة من بين أعضاء حلف شمال الأطلسي.
وأضاف أن وزارتي المالية في روسيا وتركيا أنهتا بالفعل المحادثات الخاصة بتمويل الصفقة وأنه لم يتبق سوى المصادقة على الوثائق النهائية.
========================
الصحافة العبرية والالمانية :
"جيروزاليم بوست" :إيران تهدد حدود إسرائيل.. تل أبيب تتحمل بقاء الأسد ولكن من دون "حزب الله"!
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تقرير لها، أنه بعد سنوات من خسارة النظام السوري جنوبي سوريا لصالح جماعات المعارضة والجماعات المسلحة، تسعى القوات الحكومية، التي تدعمها ايران و"حزب الله"، إلى السيطرة على المنطقة الاستراتيجية التي تسيطر عليها قوات المعارضة على امتداد الحدود الشمالية لإسرائيل.
وبعد انقضاء 7 سنوات منذ بدء الحرب الأهلية التي انخرطت فيها القوى العظمى وعشرات الجماعات المتطرفة، استعاد النظام السوري 70% من الأراضي السورية بمساعدة الغارات الجوية الروسية وجنود المشاة الذين تدعمهم إيران. وأدى الاعتداء على بلدة بيت جن -المتاخمة لمدينة القنيطرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة على امتداد الحدود الإسرائيلية- إلى إثارة قلق ومخاوف إسرائيل.
ويأتي ذلك الاعتداء في إطار جهود الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة السيطرة على المناطق الريفية الخاضعة لسيطرة المعارضة غربي دمشق.
وقد أثار الاعتداء الإيراني على مرتفعات الجولان، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية كبرى، مخاوف إسرائيل منذ بدء النزاع السوري. ومع ذلك يرى العقيد موردخاي كيدار، الباحث بمركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية، أن إسرائيل تستطيع تحمل وجود الأسد بمنطقة الجولان، طالما أن إيران و"حزب الله" بعيدان عنها.
وأشار كيدار إلى أن اسرائيل لا تستطيع تحمل وجود إيران ومخالبها المتمثلة في "حزب الله" في مرتفعات الجولان. والسؤال الذي يطرح نفسه ليس ما يفعله النظام السوري حالياً، بل هل ما يحدث هو ستار لإيران و"حزب الله" من أجل إقامة منطقة لـ"حزب الله" على الحدود الإسرائيلية".
وبعد مضي 7 سنوات منذ بدء تفكك سوريا، لا يصبح السيناريو القادم للبلاد واضحاً. وحيث أصبح المشهد يشير إلى تفوق الأسد، تخشى إسرائيل أن يؤدي انتصار الرئيس السوري إلى تعزيز وجود إيران بالجولان، ونشر القوات الشيعية، ومن بينها حزب الله، على امتداد حدودها، وفق ما تقول الصحيفة.
وأضاف كيدار: "يبدو الموقف اليوم أن سوريا تتنفس من خلال رئتي بلدان أخرى. والاسم الكامل لسوريا هو الجمهورية العربية السورية، ولكن هل تظل بالفعل عربية وسورية، أم تحظى بدعم روسيا وتركيا وإيران؟"
وقال إن إسرائيل ترى من وجهة نظرها أن الأسد يمثل أقل الشرور الثلاثة من بين المنتصرين المحتملين في سوريا، وهم الأسد أو إيران أو المتطرفون.
وقد أعرب مسؤولو الدفاع الإسرائيلي مراراً عن تخوفهم من تنامي التواجد الإيراني على امتداد حدودها وتهريب الأسلحة المتطورة إلى "حزب الله"، من طهران إلى لبنان عبر سوريا، مؤكدين أن كلا الأمرين خط أحمر بالنسبة لإسرائيل.
ويُعتقد أن إسرائيل وراء عشرات الضربات الجوية، ومن بينها الضربة الجوية التي استهدفت قاعدة الكسوة العسكرية الإيرانية المزعومة بالقرب من دمشق في وقت سابق من هذا الشهر.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن كيدار قوله: "إن المسؤولين قد حذَّروا أيضاً من أن قوات الدفاع الإسرائيلي لن تسمح لإيران بإقامة قاعدة عسكرية في محيط 40 كيلومتراً من حدودها، وأن إيران تتفهم ذلك جيداً".
وذكرت وكالة "رويترز"، أن حزب الله وغيره من القوات التي تدعمها إيران قد لعبت دوراً في الاعتداء على بيت جن. ومع ذلك، يذكر أيمن التميمي، الباحث بمنتدى الشرق الأوسط، أنه لا يوجد حالياً تواجد يُذكر لحزب الله أو إيران بالمنطقة.
وقال التميمي: "ربما أن حزب الله يلعب دوراً، رغم أن المعلومات عن ذلك ضئيلة للغاية. ومع ذلك، لا يزال الأمر يختلف عن قيادة الهجوم"، مضيفاً إن "القوات الرئيسية التي قادت الاعتداء هي الكتيبتان الرابعة والسابعة من الجيش السوري ن خلال دعم القوات المحلية".
وذكر التميمي أن القوات الأجنبية الرئيسية التي لعبت دوراً في الهجوم هي "لواء الإمام الحسين"، و"كتيبة الموت" العراقيتان، ضمن الكتيبة الرابعة للجيش السوري. ومع ذلك، فقد خضع الهجوم لقيادة كتائب الجيش السوري، ويعد امتداداً لحملة الحكومة لاستعادة المناطق الريفية غربي دمشق.
وأضاف: "أعتقد أن الإيرانيين يرغبون في التواجد على المدى الطويل جنوبي سوريا. ومع ذلك، لا أعتقد أنه ينبغي رؤية كل خطوة تتخذها الحكومة لاستعادة إحدى المناطق في الجنوب السوري من خلال هذا المنظور".
========================
صحيفة ألمانية: كيف تحول بابا نويل إلى مغسّل للجثث بسوريا؟
عربي21- أسامة الذهبي# الأربعاء، 27 ديسمبر 2017 10:10 م00
نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية مقالا للكاتبة السورية، لينا عطفة، تروي فيه قصة تحول عمها الطاهر من بابا نويل إلى مغسّل للجثث في قرية السالمية.
وقالت الكاتبة، في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إن عمها الطاهر كان في السابق يتقمص دور بابا نويل في قرية السالمية، حيث كان يتجول في الشوارع ويوزع الهدايا على الأطفال. وبعد أن سئم عمها من ارتداء زي بابا نويل، اضطر إلى ارتداء قناع الغوريلا. ورغم مظهره المخيف، إلا أن الأطفال كانوا يشعرون بسعادة غامرة عند رؤيته، وكانوا يتبادلون معه الهدايا.
واسترجعت الكاتبة تفاصيل حياة عمها الذي اضطر إلى الانقطاع عن الدراسة في سن السادسة عشر؛ ليؤمن مصاريف أمه وإخوته المعاقين. كما سافر الطاهر بحثا عن عمل في ليبيا، حيث وجد عملا في شركة ضخ المياه. وعند عودته إلى سوريا، اشتغل الطاهر في شركة حفر الآبار العميقة بالقرب من قرية السالمية قبل أن يحول منزله إلى محل لبيع قوارير الغاز.
وذكرت الكاتبة أن عمها الطاهر يدخن ثلاث علب سجائر بشكل يومي ويشرب سبع كؤوس من الشاي. كما يكره الطاهر كل الحيوانات ويحب تناول اللحوم الحمراء، والاستماع إلى القصائد العراقية وأغاني البوب المصرية. ورغم تقدمه في السن نسبيا، إلا أن الطاهر يرفض فكرة الزواج.
وأشارت الكاتبة إلى أن عمها لا زال يحافظ على ملامحه الطفولية. وعند وفاة والدته، انفجر هذا الرجل باكيا كالرضيع نظرا لشدة تعلقه بها. ومنذ ذلك الوقت، يعتبر الطاهر نفسه "طفلا يتيما"، وفي كل ليلة ينام في فراش أمه حاملا خاتمها.
وأوضحت الكاتبة أنه بعد أن اشتغل عمها في مجال ملئ وبيع قوارير الغاز، اكتشف موهبته في صنع الزعتر النابلسي. وعلى هذا الأساس، اشترى الطاهر آلة تجفيف الزعتر ليصبح بائع زعتر نابلسي ناجحا. لقد كان الطاهر شخصا شغوفا بعمله، لدرجة أنه كان يوزع بطاقات زيارة على كل المحلات في القرية. وفي هذا الصدد، كشف الطاهر عن سر لذة الزعتر الذي يبيعه "لقد تعلمت مهارة صنع الزعتر النابلسي من والدتي. ويكمن سر لذة منتجاتي في جودة السماق الذي أستخدمه في صناعة الزعتر".
وأوردت الكاتبة أنه على الرغم من أن عمها أصبح أشهر بائع زعتر نابلسي في قرية السالمية، إلا أنه سرعان ما شعر بالملل من مهنته وتوقف عن إنتاج الزعتر. وبعد فرارها إلى ألمانيا، انقطعت عنها أخبار عمها قبل أن يجريا اتصالا عن طريق سكايب. وخلال المحادثة، كان الطاهر أنيقا وحليق الذقن على غير عادته. وعند سؤاله عن السر الكامن وراء هذه الأناقة، أجاب الطاهر ابنة أخيه بأنه يعمل مغسّل جثث.
ونقلت الكاتبة على لسان عمها الطاهر قوله "منذ سنوات، اكتشفت أنني لا أخاف الموتى أثناء قيامي بتغسيل جثة عمي منير. وأعتقد أن الموت يمثل الاستراحة الأخيرة، فضلا عن أنه يعد فرصة مناسبة للدردشة قليلا والأكل المجاني. ويرغب الكثير من الأشخاص في أن أغسل جثث موتاهم، ناهيك عن بقية الحرفاء الموجودين على قائمة الانتظار".
وفي سياق متصل، قال الطاهر "في الوقت الراهن، أمنح تخفيضا للعائلات التي خسرت العديد من أفرادها خلال الحرب، بينما لا أتلقى أجرا من العائلات الفقيرة. كما أعتبر كل شخص يعترض سبيلي مشروع ميت، فتراني في بعض الأحيان، أسأل أصدقائي عن موعد موتهم من باب المزاح. ولكسب الرزق أيضا أقوم ببيع الشاي خلال مجالس العزاء. لكنني أشعر بالانزعاج نظرا لأنني لا أقوم بتغسيل جثث الشهداء".
وأفادت الكاتبة بأن عمها نصحها بتغسيل الموتى عوض الانشغال بنظم قصائد الشعر التي لا تدر الكثير من المال حسب رأيه، علما وأن الشعب الألماني في غالب الأحيان يحرق جثث الموتى. وفي ختام المحادثة، طلب الطاهر من ابنة أخيه أن تقوم بالترويج لمؤسسته المختصة في خدمات الدفن على حسابها على موقع فيسبوك وفي ألمانيا.
وفي الختام، قالت الكاتبة إنها وعدت عمها الطاهر بأن تؤلف كتابا يروي قصته بهدف الترويج لمؤسسته في ألمانيا. وحيال هذا الشأن، قال الطاهر مخاطبا ابنة أخيه "أجهل القراءة والكتابة، لكن أرسلي لي بعض النسخ من ديوانك الشعري بهدف الترويج له داخل المنازل التي أقصدها".
========================