الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 2/8/2016

سوريا في الصحافة العالمية 2/8/2016

03.08.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الروسية : الصحافة البريطانية : الصحافة العبرية : الصحافة الامريكية :  
الصحافة الروسية :
موسكوفسكي كومسوموليتس: طائرتنا بإدلب حلقت منخفضة بلا حماية
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/8/1/صحيفة-روسية-طائرتنا-بإدلب-حلقت-منخفضة-بلا-حماية
كتبت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية أن حادثة إسقاط المروحية الروسية "Mi 8" في إدلب تعتبر الأكبر من حيث عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا، متسائلة عن سبب تحليق الطائرة عبر منطقة يسيطر عليها مسلحو المعارضة السورية.
كما طرحت الصحيفة سؤالا عن سبب اختيار ارتفاع في متناول المقاتلين الذين بحوزتهم مضادات للطائرات، خاصة أن العسكريين الروس يعلمون أن هذه الأسلحة انتشرت بكثافة في سوريا بالأعوام الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن الطائرة كانت تحلق من غير غطاء من مروحيات أخرى في منطقة ريف إدلب التي يسيطر عليها الجيش الحر السوري وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا).
وقالت نقلا عن مصادرها إن عملية البحث عن جثث طاقم المروحية المكون من خمسة عسكريين ستبدأ بعد تمشيط المنطقة وتحريرها من المسلحين، مضيفة أن القوات الروسية من الممكن أن تضع مسلحي المعارضة في إدلب أمام خيارين، إما تسليم الجثث أو البدء بقصف جوي شامل للمنطقة كاملة.
وكانت الرئاسة الروسية أكدت مصرع خمسة من عسكرييها كانوا على متن مروحية أسقطتها المعارضة السورية المسلحة في ريف إدلب شمال غربي سوريا، وهي خامس مروحية روسية يتم إسقاطها منذ بدء التدخل العسكري الروسي قبل عشرة أشهر.
وقالت الرئاسة الروسية إن العسكريين الخمسة -وهم طاقم من ثلاثة أفراد وضابطين- قتلوا اليوم الاثنين عقب إسقاط المروحية من طراز "Mi 8" شمال شرق بلدة سراقب بمحافظة إدلب على مقربة من الحدود الإدارية مع محافظة حلب.
========================
إيزفيستيا : الولايات المتحدة تدرج “جبهة النصرة” في قائمة “المعارضة المعتدلة”
https://arabic.rt.com/press/834791-الولايات-المتحدة--جبهة-النصرة--قائمة-المعارضة-المعتدلة/
تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى قرار “جبهة النصرة” فك ارتباطها بـ”القاعدة”، مشيرة إلى أنها بهذا تسعى لأن تنزع عن نفسها صفة الإرهاب.
 جاء في مقال الصحيفة:
أشار مصدر مقرب من الدوائر الدبلوماسية الروسية إلى أن صاحبة فكرة تغيير اسم مجموعة “جبهة النصرة” إلى “جبهة فتح الشام” والتنصل من تنظيم “القاعدة” هي الولايات المتحدة، التي تريد بذلك إدراجها في قائمة “المعارضة المعتدلة” في سوريا.
جبهة-النصرة
ويؤيد هذا الرأي اللواء السوري المتقاعد ثابت محمد، الذي قال إنه ليس سرا أن الولايات المتحدة أنشأت تنظيم “القاعدة”. و”جبهة النصرة” هي جناحه في سوريا، فلذلك هي تتبع الأجهزة الأمنية الأمريكية. وحيث أن روسيا تطالب منذ عدة أشهر واشنطن بفصل ما يسمى “المعارضة المعتدلة” عن “جبهة النصرة”، فإن واشنطن بدلا من هذا، قررت تغيير اسمها وفصلها عن “القاعدة”، حيث سيكون بالإمكان مستقبلا استثناؤها من المنظمات الإرهابية.
بيد أن الجرائم الدموية التي اقترفها مسلحو “النصرة” لن تسمح أبدا باعتبارها تنظيما غير إرهابي.
وقد نشرت وزارة الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني بهذا الشأن ما يلي: “ليس هناك من حاجة لإثبات أن الإرهابيين يحاولون عبثا تغيير صورتهم؛ لأن “جبهة النصرة مهما غيرت اسمها، كانت وستبقى منظمة إرهابية خارجة عن القانون، وليس لها هدف سوى إنشاء ما يسمى “دولة الخلافة” باستخدام وسائل وطرق وحشية وبربرية. لذلك سوف تستمر محاربتها بدعم من المجتمع الدولي إلى حين القضاء عليها تماما”.
من جانبه، أشار المستشرق ليونيد إيسايف في حديث أدلى به إلى “إيزفيستيا” إلى أن “جبهة النصرة” لن تكتفي بتغيير اسمها والانفصال عن “القاعدة”. فقد أعلن ممثلو “جبهة النصرة” قبل فترة عن استعدادهم لإنشاء تحالف مع “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”. وهذه خطوة منطقية للاختباء خلفهما. أي أنه عندما تبدأ روسيا بقصف “النصرة” التي غيرت صورتها، وتحالفت مع مجموعات أخرى، فإن الغرب وغيره من “المدافعين عن حقوق الإنسان” سيتهمون موسكو بمهاجمة “المعارضة المعتدلة”.
ويذكر أن “جبهة النصرة” أعلنت عن انفصالها عن تنظيم “القاعدة” وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام” يوم 28 يوليو/تموز 2016. وقد شكر زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني قادة “القاعدة” “على تفهمهم ضرورة قطع ارتباطنا بهم”.
ولم تظهر من جانب “القاعدة” أي اعتراضات على انفصال “النصرة”. فقد قال زعيم التنظيم أيمن الظواهري لوكالة “رويتر”: “يمكنكم أن تضحوا بالعلاقات التنظيمية والحزبية، إذا كانت تهدد وحدتكم وتكاتفكم”.
هذا، وتجدر الاشارة إلى أن “جبهة النصرة” أُسست في سوريا عام 2011، وأعلنت عن نفسها رسميا في فبراير/شباط 2012، عندما نشرت شريط فيديو حول معارضتها للنظام ومحاربتها إياه. وقد حددت هدفها الرئيس بإطاحة نظام الأسد، وتأسيس إمارة إسلامية في سوريا. وتدعم هذه المنظمة العديد من المجموعات المسلحة التي تعدُّها الولايات المتحدة وحلفاؤها “معتدلة”. لذلك تبقى مسألة الفصل بين “المعارضة المعتدلة” والمنظمات الارهابية مطلبا رئيسا لموسكو من واشنطن.
========================
الصحافة البريطانية :
التايمز: مصير حلب يمثل قضية محورية فيما يتعلق بقدرة نظام الأسد على البقاء أو سقوطه
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/08/160801_press_tuesday
اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الموضوعات ومنها مصير مدينة حلب في ظل العمليات العسكرية الجارية هناك و قراءة في وضع الأتراك في المانيا، فضلاً عن مقتل طفل حلب النجم قصي عبطيني بطل مسلسل " أم عبدو الحلبية" .
ونطالع في صحيفة التايمز مقالاً لتوم كوغهلين بعنوان التايمز: "مصير حلب يمثل قضية محورية فيما يتعلق بقدرة نظام الأسد على البقاء أو سقوطه".
وقال كاتب المقال إن "المعارضة السورية دفعت بأفضل رجالها وامكانيتها في محاولة لكسر الحصار عن مدينة حلب".
وأضاف أن "الحرب الأهلية في سوريا مرت بالعديد من المراحل ، إلا أن مصير مدينة حلب يبقى الأهم لدوره الحيوي للمعارضة".
وأوضح كاتب المقال أنه " في حال سقطت حلب، فإنه ستشن حملة ممنهجة للسيطرة على الحدود التركية ، إذ أن النظام السوري شن حملة مماثلة على الحدود اللبنانية منذ عام 2012 إلى 2015، لقطع خطوط الإمدادات عن المعارضة وكذلك تجويع سكان المدينة".
وتابع بالقول إن " النظام السوري يحاول منذ 3 سنوات السيطرة على حلب بالكامل وذلك بقطع خطوط الإمداد عنها"، مضيفاً أن سقوط طريق كاستيلللو الشهر الماضي ، يعد أمراً حيوياً، ومع ذلك فإنه من المحتمل أن تمتد هذه الحملة للسيطرة على حلب شهور عدة وربما قد يلجأ الجيش السوري إلى تجويع السكان لدفعهم للاستسلام".
========================
صحيفة الديلي تلغراف :"طفل حلب"
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/08/160801_press_tuesday
ونشرت صحيفة الديلي تلغراف تقريراً بعنوان " الطفل النجم يقتل بصاروخ خلال محاولته الخروج من حلب".
وقال التقرير إن "الطفل السوري قصي عبطيني الذي لمع نجمه بدور عبدو في مسلسل "أم عبدو الحلبية" الساخر قتل بعد استهداف سيارة عائلته بصاروخ".
وأضاف عرض هذا المسلسل على "يوتيوب" قبل عامين وحظي باهتمام واسع.
وعكس المسلسل أوضاع الأحياء في مدينة حلب والأوضاع الاجتماعية والمعيشية المريرة في ظل الحرب، وعرضها في قالب كوميدي يبعث البهجة والسرور في قلوب المشاهدين، بحسب كاتب التقرير.
وتمتع قصي بموهبة فذة وكان وجه الطفولة السورية التي تعاني في ظل الحرب المستمرة منذ بداية الحرب السورية.
وأفاد كاتب التقرير أن قصي كان في العاشرة من عمره عندما شارك في تظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وعام بعد عام، أصبح ناقداً لنظام الأسد، وظهر في العديد من المقابلات منتقداً اياه.
ونعى أسعد (19 عاما) أخاه قصي قائلاً إن " أخيه كان يتصدر التظاهرات المناوئه للنظام السوري"، مضيفاص أنه كان محبوباً من الجميع، إلا أنه أخي الصغير وأنا افتقده كثيراً.
 
========================
إندبندنت: حتى لا تصبح حلب مرادفا للتقاعس الدولي
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/08/160801_press_tuesday
تعدّ جماعتا تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) ثروة إستراتيجية للأسد، لأنهما تتيحان له تصوير نفسه على أنه "أهون الشرين"، مما يحث العالم على دعمه في قتاله ضد "الإرهاب". لكن هذه السياسة تتجاهل أغلبية السوريين الذين لا يريدون أن يحكمهم الأسد أو الجماعات المتطرفة.
وأشار بيرت كوندرز وزير الشؤون الخارجية الهولندي وعضو المجموعة الدولية لدعم سوريا إلى أن الحرب في سوريا قد تزداد سوءا بعد استيلاء قوات الأسد على المرتفعات المطلة على طريق الكاستيلو، آخر الطرق المؤدية إلى حلب المعروفة بأنها مركز سوريا الاقتصادي، وأنه على غرار رواندا أو سربرنيتشا هناك خطر حقيقي بأن اسم "حلب" سيكون مرادفا لفشل العالم في التحرك لإنقاذها.
"الجهود الدولية يجب أن توجه الآن نحو نهج ثنائي المسار؛ يتمثل في محاربة الإرهاب والتأكيد على الحل السياسي، وأن يكون وصول المساعدات الإنسانية واستعادة وقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام في جنيف هي الأولويات الأولى"
وقال كوندرز -في مقاله بصحيفة إندبندنت- إن تجنب هذه الكارثة لن يكون ممكنا إلا من خلال الضغط الدولي، ويجب على الأمم المتحدة والمجموعة الدولية لدعم سوريا وغيرها من الدول أن تكون أكثر صخبا في دعوة نظام الأسد لرفع الحصار، ووصف التركيز الدولي على قتال الجماعات "الإرهابية" -مثل تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام- بالإقصائي، وأن فيه مجازفة باستغلال النظام السوري له.
وفي أحسن الأحوال، يمكن لأي حملة عسكرية مكثفة ضد جبهة فتح الشام أن تشجع الجماعة على الانقسام، وينضم المقاتلون الأكثر اعتدالا فيها إلى قوات الثوار، وفي أسوأ الأحوال ستغذي الحملة العسكرية الرواية الكاذبة التي نسجها نظام الأسد بأن السبب الأصلي للصراع السوري هو التطرف، ذاك التأكيد الذي يتجاهل حقيقة أن النظام يستخدم العنف الوحشي ضد شعبه يوميا.
وختم كوندرز بأن الجهود الدولية يجب أن توجه الآن نحو نهج ثنائي المسار؛ يتمثل في محاربة الإرهاب والتأكيد على الحل السياسي، وأن يكون وصول المساعدات الإنسانية واستعادة وقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام في جنيف هي الأولويات الأولى.
وفي السياق نفسه، أشار مقال بصحيفة غارديان إلى وجود علاقة بين أوروبا التي تعاني من موجة من الهجمات "الإرهابية" ومدينة حلب السورية التي تعاني كابوسها الخاص تحت الحصار، وأن العلاقة بينهما أكثر من مصادفة.
وأوضحت الكاتبة ناتالي نوغايريد أنه في الوقت الذي استخدمت فيه القنابل والأسلحة والسكاكين في فرنسا وألمانيا كانت قوات الأسد تتقدم لمحاصرة -وربما لتفريغ أو تجويع- الأحياء الشرقية لحلب.
وأشارت إلى أن انشغال معظم الساسة الأوروبيين بالأحداث التي وقعت في بلادهم عما حدث في حلب أمر طبيعي في مثل هذه الأزمات الأمنية، حيث ينكفئ الآخر على مشاكله الداخلية، لكنها أردفت أن الأحداث التي تجري في حلب سيكون لها تأثيرها على أوروبا ومواطنيها.
وترى الكاتبة أنه لا يمكن دحر تنظيم الدولة فقط من خلال العمليات العسكرية في العراق وسوريا، أو العمليات الأمنية في أوروبا، بل إن دحره يمكن أن يتم إذا تم تعطيل الإغراء الذي تمارسه هذه الجماعات المتشددة على الشباب في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
 
وأضافت أن المذابح التي ارتكبها نظام الأسد على مدى خمس سنوات وفشل المجتمع الدولي في وضع حد لها، أو حتى محاسبته، قد أوجدت سببا كبيرا لهذا التطرف الذي يجعل أوروبا تنزف الآن.
وختمت بأنه لا توجد إجابات سهلة لهذه الفوضى التي تحيط بالشرق الأوسط، لكنها أكدت ضرورة التركيز المستمر على بناء الوعي بكيفية سلامة المواطنين في أوروبا، وأنه لا يمكن فصله عن مسألة حماية المدنيين في سوريا.
========================
الغارديان: عدم مبالاة الغرب بمعاناة السوريين وراء تقدم جيش الأسد في حلب
http://altagreer.com/الغارديان-عدم-مبالاة-الغرب-بمعاناة-ال/
نشر في : الثلاثاء 2 أغسطس 2016 - 12:05 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 2 أغسطس 2016 - 12:05 ص
الغارديان – التقرير
في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من الإرهاب، تعاني مدينة حلب، التي كانت يوما ما ثاني أكبر المدن السورية، من كابوسها الخاص. لكن العلاقة بين هذين التطورين ليست مصادفة، ففي الوقت الذي تستخدم فيه القنابل والبنادق والسكاكين في فرنسا وألمانيا، كانت هناك عملية عسكرية ضخمة في طريقها لمحاصرة، وربما لمحو أو تجويع، المناطق الشرقية في حلب، التي كانت منذ عام 2012، تحت سيطرة المعارضة السورية.
وفي ردود فعلهم على الهجمات الإرهابية الأخيرة، تحدث عدد قليل جدا من المسؤولين الغربيين عن أوجه التشابه بين هذه الهجمات وبين معاناة حلب. هذا أمر مفهوم. فالرأي العام بطبيعته يركز بشكل أكبر على التداعيات الداخلية للأحداث المؤلمة، فعندما تسيطر المخاوف الأمنية وتثار العواطف السياسية، يكون من الصعب النظر فيما وراء ما يحدث أمامك، لكن حلب سيكون لها تداعيات على أوروبا ومواطنيها، وليس هناك سبب وجيه لنعتقد أنها ستكون إيجابية.
وإليكم السبب: لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة من خلال العمل العسكري في العراق وسوريا، أو عمليات الشرطة في أوروبا. يمكن فقط هزيمتها من خلال تحييد التأثير، الذي يمارسه التنظيم، على الشباب المسلم السني الحائر في الشرق الأوسط وأماكن أخرى من العالم، فالمذابح التي يرتكبها نظام الأسد في سوريا منذ خمس سنوات، وفشل المجتمع الدولي في وضع نهاية لها – أو حتى محاسبة نظامه – أسهمت بشكل كبير في التطرف، الذي يتسبب في نزيف أوروبا اليوم.
سيذكر التاريخ صيف عام 2015 على أنه الوقت الذي أصبحت فيه الفوضى واقعا حيا بالنسبة للأوروبيين، بسبب أزمة اللاجئين. وربما يذكر التاريخ صيف 2016 على أنه نقطة التحول، التي تلاشى عندها الأمل في تسوية الحرب الأهلية في سوريا عن طريق المفاوضات، الأمر الذي كان يفقد تنظيم الدولة قدرته على تجنيد ونشر الإرهاب.
في الأيام الأخيرة، حقق جيش بشار الأسد، بمساعدة القوة الجوية الروسية والقوات البرية، التابعة لإيران، هدفها الذي سعت إليه لفترة طويلة، وهو محاصرة شرق حلب، الذي يعيش فيه حوالي 200 إلى 300 ألف عالق تحت هجماتهم. وأي أوروبي يتذكر ما حدث في التسعينات، يجب أن يقارن حصار سراييفو ومجزرة سربرينيتشا، التي وقعت قبل 21 عاما. وكما قال أحد مسؤولي الأمم المتحدة هذا الأسبوع: “في التسعينات، قلنا هذا لن يحدث أبدا مرة أخرى. حلب هي سربرينيتشا الجديدة”.
أولئك الذين يتعاطفون مع اللاجئين، يجب أن يتحركوا خطوة أخرى للأمام ويتساءلوا لماذا لم يتم فعل شيء لمنع الفظاعات الجماعية، التي تسببت في إجبار الكثيرين على المعاناة برا وجوا للوصول إلى عالمنا. يجب أن نسأل الاستراتيجيات الغربية الخاطئة، التي تركز بشكل كامل على قتال تنظيم الدولة، وليس على حماية المدنيين السوريين.
يجب أن يتم طرح الكثير من الأسئلة الآن، حول ما تقوم به روسيا في سوريا، بدلا من مساءلتها عن الحرب الإلكترونية في الولايات المتحدة (بغض النظر عن حجم هذه القضية)، لأن تداعيات دعم روسيا للأسد أكثر تهديدا للنظام الديموقراطي الليبرالي في أوروبا. وإذا ظل الأسد في السلطة، وهو ما يبدو أنه الهدف الأكبر لمحاولات إعادة السيطرة على حلب، فسيكون هناك مزيد من التطرف؛ كما أن غياب التحول السياسي في سوريا سيشعل الغضب السني، الذي يتغذى عليه تنظيم الدولة. وهذا بدوره سيؤدي إلى مزيد من الإرهاب في أوروبا، كما سيقدم تربة خصبة لحركات اليمين المتطرف، التي تريد تهميش المبادئ الديمقراطية.
وإذا أراد التقدميون، الذين يهتمون بالحفاظ على هذه المبادئ، فهم العلاقة بين الأمرين، فعليهم أن يدركوا الحاجة إلى النظر للخارج. ورغم قوة شعارات “لا مزيد من الحروب”، الخاصة باليسار الغربي، فإنه خلال الخمس سنوات الأخيرة، لم تكن هناك مظاهرات ذات أهمية بالشوارع، ضد الحرب التي شنها الأسد وحلفاؤه على المواطنين السوريين. فما الذي يقوله هذا عن التضامن مع المسلمين، الذي يدعي كثيرون أنهم يؤمنون به؟
 نحن ننعى موتانا في أوروبا، ولا يمكن التقليل من هذا الحزن؛ لكن عدم قدرتنا على التركيز -ولو قليلا- على معاناة السوريين ربما تكون يوما ما شيئا مؤرقا لنا. فبدلا من القلق بشأن نشر صور الجهاديين في صحفنا، يجب علينا أن نلفت الانتباه إلى الصورة الأكبر وهي كيف يؤدي الدمار في الشرق الأوسط إلى دمار سياسي في المجتمعات الأوروبية؛ ويجب علينا بذل مزيد من الجهد في محاولة التغلب على صعوبة تغطية الصحافة لسوريا وما يعانيه مواطنوها.
ليست هناك حلول بسيطة للفوضى التي تجتاح الشرق الأوسط، لكن بناء الوعي بخصوص الطريقة، التي يرتبط بها أمن المواطنين في أوروبا بحماية المواطنين في سوريا، يجب أن يتم التركيز عليه. فخلال العقود الأخيرة، لم تؤثر الفظائع في أي مكان، سواء في رواندا أو حروب البلقان أو العراق ما بعد 2003، على النسيج السياسي والاجتماعي لأوروبا، كما فعلت الحرب السورية. وفي الوقت الذي تصبح فيه عذابات حلب أكثر عمقا، لا يزال حلم خروج دولة ديمقراطية من بين الحطام في سوريا يعيش داخل السوريين المشتتين في أوروبا. لكن في نفس الوقت، إن ارتباكنا وقدريتنا هي ما يعيشه السوريون – بين جمل مثل: “القنابل الغربية هي أكبر مشكلة”، أو “ماذا يمكننا أن نفعل”.
إنه أمر جيد أن تكون هناك أصوات تدعو الأوروبيين إلى الصمود والامتناع عن الخلط بين اللاجئين والإرهابيين، لكننا لا نزال نفتقد جزءا من المعادلة: لم يعد بإمكاننا تجاهل العلاقة بين قدرنا وقدر السوريين، الذين تتضاءل آمالهم في العيش بأمان بشكل سريع.
إن القوى التي تحاصر حلب الآن، تعول على عدم اكتراثنا، بنفس القدر الذي تعول به على معداتها العسكرية – ويشهد على ذلك الجهد الذي بذلوه في إنتاج الصور الدعائية. فتصريحات المسؤولين الروس والسوريين عن “الممر الإنساني الآمن” لا تهدف فقط إلى تضييق الخناق على شعب بأكمله، قبل أن يقع فريسة لآلة الدولة القمعية (وهو تكتيك يعود إلى حرب الكرملين على الشيشان). كما أنها أيضا حيلة تهدف إلى جعل بقيتنا يصرفون أنظارهم بعيدا، بناء على اعتقاد لا أساس له، بأن مدى اهتمامنا وتعاطفنا مع ضحايا بعيدين عنا محدود.
========================
جارديان: داعش يستغل جرائم الأسد وإيران لـ"تفجير أوروبا"
http://www.tmm24.org/168829
الاثنين - 27 شوّال 1437 - 01 أغسطس 2016 - 12:14 مساءً
0 2871
كشفت الكاتبة البريطانية نتالي نوجايريد، عن علاقة بين حصار النظام السوري لأهالي حلب، والإرهاب الذي يضرب أوروبا.
وذكرت نوجايريد، في مقال نشرته صحيفة جارديان، الاثنين (1 أغسطس 2016) أن بين أوروبا التي تعاني من موجة من الهجمات، ومدينة حلب التي تعاني مأساتها الخاصة تحت الحصار؛ علاقة واضحة.
وتقول نوجايريد إن نظام الأسد نجح أخيرًا في تطويق حلب بدعم المقاتلات الروسية والقوات البرية الإيرانية المعاونة. وبذلك حاصر ما يقرب من 300 ألف مدني داخلها. ومن ثم يجب على الأوروبيين أن يتذكروا ما جرى من حصار سراييفو ثم مذبحة سربرينتيشا قبل 21 عامًا.
وتوضح نوجايريد أنه في الوقت الذي كانت فيه السكاكين والمسدسات والقنابل تستخدم في مدن أوروبية في فرنسا وألمانيا؛ كانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد تتقدم وتحاصر مدينة حلب التي كانت يومًا ما ثاني كبريات مدن سوريا كلها.
وتؤكد نوجايريد أن أغلب الساسة الأوروبيين انشغلوا بالأحداث التي تجري في أوروبا عما يحدث في حلب، علاوةً على أن الرأي العام العالمي والأوروبي كذلك، صب اهتمامه على أحداث فرنسا وألمانيا من قبلها، ولم يُولِ أحداث حلب اهتمامًا يُذكر.
وترى نوجايريد أنه عندما تتفاقم الأزمات الأمنية، من الطبيعي ألا ينظر الإنسان أبعد من قدميه، وينشغل بتأمين نفسه، لكنها توضح أن الأحداث التي تجري في حلب سيكون لها تأثير في أوروبا ومواطنيها.
وتشير نوجايريد إلى أن الخطر الذي يشكله تنظيم داعش يتزايد؛ فالتنظيم لا يمكن هزيمته هزيمة ساحقة بالعمليات العسكرية في العراق وسوريا، وبالعمليات الأمنية في دول أوروبا، معتبرةً أن المزيد من المآسي في سوريا وفي حلب، ستزيد تعاطف الشباب مع التنظيم، وتسهل عمليات التجنيد واستقطاب مزيد من المقاتلين من العالم العربي والدول الإسلامية والغرب أيضًا.
وخلصت نوجايريد إلى أن التعاطف مع المهاجرين لا يكفي، بل يجب على أوروبا أن تخطو خطوة أخرى وتفكر لماذا يخوض المهاجرون هذه المخاطر عبر الأرض والبحر للوصول إلى أوروبا وتطالب بالتدخل لمنع المذابح والانتهاكات بحق المدنيين؟!
========================
الإندبندنت:الغرب لا يبالى بـ مأسات أهالى حلب تحت الحصار       
http://www.al-omah.com/translations/134334-الإندبندنتالغرب-لا-يبالى-بـ-مأسات-أهالى-حلب-تحت-الحصار.html
نشرت في      انفرادات وترجمات
01 أغسطس 2016
نشرت حريدة، "الجارديان"، البريطانية، الإثنين، مقالا للكاتبة نتالي نوغايريد بعنوان "القوات التي تحاصر حلب تعتمد على خلافاتنا".
تقول الجريدة إن هناك علاقة واضحة بين أوروبا التي تعاني من موجة من الهجمات ومدينة حلب التي تعاني مأساتها الخاصة تحت الحصار.
وتوضح نوغايريد أنه في الوقت الذي كانت فيه السكاكين والمسدسات والقنابل تستخدم في مدن اوروبية في فرنسا وألمانيا كانت قوات بشار الأسد تتقدم وتحاصر مدينة حلب التي كانت يوما ما ثاني اكبر مدينة في سوريا كلها.
وتؤكد الكاتبة أن أغلب الساسة الأوروبيين انشغلوا بالأحداث التي تجري في أوروبا عما يحدث في حلب علاوة على أن الرأي العام العالمي والأوروبي كذلك صب اهتمامه على أحداث فرنسا وألمانيا من قبلها ولم يول اهتماما يذكر بأحداث حلب.
وتقول نوغايريد إنه عندما تتفاقم الأزمات الأمنية من الطبيعي ألا ينظر الإنسان أبعد من قدميه وينشغل بتأمين نفسه لكنها توضح أن الأحداث التي تجري في حلب سيكون لها تأثير على أوروبا ومواطنيها.
وتوضح أن الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة يتزايد، فالتنظيم لايمكن هزيمته هزيمة ساحقة بواسطة العمليات العسكرية في العراق وسوريا والأمنية في دول أوروبا معتبرة أن المزيد من المآسي في سوريا وفي حلب ستزيد من تعاطف الشباب مع التنظيم وتسهل عمليات التجنيد واستقطاب مزيد من المقاتلين من العالم العربي والدول الإسلامية والغرب أيضا.
وتقول إن نظام الأسد نجح أخيرا في تطويق حلب بدعم المقاتلات الروسية والقوات البرية الإيرانية المعاونة وبذلك حاصروا ما يقرب من 300 الف مدني داخلها وبالتالي يجب على الأوروبيين ان يتذكروا ما جرى من حصار سراييفو ثم مذبحة سربرينيتسا قبل 21 عاما.
ويخلص نوغايريد إلى أن التعاطف مع المهاجرين لايكفي بل يجب على اوروبا أن تخطو خطوة أخرى وتفكر لماذا يخوض المهاجرون هذه المخاطر عبر الأرض والبحر للوصول إلى أوروبا وتطالب بالتدخل لمنع المذابح والانتهاكات بحق المدنيين.
الأمة_متابعات
========================
ايكونوميست: الانقلاب الفاشل في تركيا عزز من قوة الاسد في الحرب السورية
http://kayhan.ir/ar/news/42672
طهران/كيهان العربي: ذكرت مجلة "ايكونوميست" وفي اشارة الى الاجراءات الانتقامية لاردوغان ضد الانقلابيين ان هذه الاجراءات عززت من قوة الرئيس بشار الاسد في سوريا. وشددت المجلة على ان هذه الظروف ستستتبع ردود سلبية لمعارضة كانت تركيا تدعمها في سوريا.
ونوهت المجلة الى انه في الوقت الذي ينشغل "اردوغان" لاختبار مختلف السبل للانتقام من اعدائه داخل تركيا، تتعرض المعارضة السورية بسبب قلة الدعم التركي لهم لاندحارات متتالية.
على سبيل المثال فقد خسروا الممر الحدودي "باب الهوى" والذي يمثل الشريان الاساس لارسال المساعدات التركية للمعارضة السورية.
من جانب آخر فانه بعد يومين من تحركات الجيش التركي، تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من السيطرة على عدة مواقع على طريق الكاستلو.
الطريق الذي يعتبر الممر الاخير لامداد المعارضة في شرق حلب. وبعد هذه المكاسب تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من محاصرة المناطق الخاضعة للمعارضة بشكل كامل.
واضافت المجلة انه في الوقت الذي يتراجع الدعم الدولي للمعارضة، يستمر دعم المؤيدين للحكومة السورية بقوة.
========================
الصحافة العبرية :
يديعوت 31/7/2016 :الصوت صوت نصر الله… والنص نص طهران
http://www.alquds.co.uk/?p=574457
صحف عبرية
Aug 01, 2016
 
يجلس نصرالله في خندق (معروف أين يختبيء، ومتى يخرج ويدخل). ويتبين له بأنه لم يعد ذا صلة. فقد فقدت تهديداته على اسرائيل حجمها. وهو يتلقى التحذيرات، والان تحت اسم ليبرمان، إلا يجرب استفزازنا. ولم يعد سرا بان قدرة المناورة العسكرية لحزب الله محدودة. فالحرس الثوري من طهران يمسكون به من مسافة قصيرة بالضبط مثلما يمسكون ببشار. وحتى في داخل المنظمة يثور جدال حول «التوابيت»: كم شاباً آخر سيجندون بالقوة لحرب البقاء في سوريا. وفي صالونات بيروت أصبح نصرالله شخصية مكروهة. ومن يستمع إلى السياسيين، التجار والاكاديميين والإعلاميين، سيتلقى وابلا من الشتائم عن «السيد» الذي يمنعهم من ان يختاروا لأنفسهم رئيسا وان يتصرفوا كدولة عادية.
شيء ما غريب يجري على طول الحدود المفتوحة بين سوريا ولبنان. من الجانب الشرقي يتواصل هرب المدنيين الذين يتعرضون للقصف. في الاتجاه المعاكس، في ذات المسار، تسافر الشاحنات التي تنقل مقاتلي حزب الله لتعزيز جيش الأسد. ثمانية مخيمات لاجئين سوريين، نصف مليون طفل، نساء ومعوقين، يثقلون على اقتصاد لبنان.
هذه الايام كان يفترض أن تكون ذروة ازدهار السياحة في شواطيء جونيا. غير أن حركة السياح العرب، مصدر دخل هائل، تتوقف دفعة واحدة. وبسبب الخصومة مع إيران، اوقعت السعودية على لبنان عقوبة جماعية واوقفت تبرعات بالمليارات. وفي نظر ستة دول عربية فان حزب الله هو منظمة إرهابية، وبسبب المخزون الكبير من الصواريخ التي يحتفظ بها يتوجب ضبط نصرالله كي لا يجن جنونه. في هجومه الساخر اول أمس على الاسرة المالكة السعودية، «التي تعطي اسرائيل التطبيع بالمجان»، بدا نصرالله كبعوضة تحاول لدغ فيل. فبعد التقارير عن لقاءات الجنرال أنور عشقي السعودي في القدس، ارسل نصرالله ليتحدث على لسان آيات الله من طهران. هذا ليس «تطبيعا»، هذا هو الميل الجديد الذي يجعل اسرائيل والسعودية لا تخفيان بعد اليوم. وبالأساس هذه هي القناة التي تثير جنون الإيرانيين: السعودية ـ مصر- الاردن ـ المغرب ـ امارتون في الخليج واسرائيل.
ومن أجل اكمال الصورة ينبغي الانتباه إلى الكلمة النادرة التي القاها جون بيرنان، رئيس السي.اي.ايه، الذي قدر في نهاية الاسبوع بأن سوريا لن تبقى دولة واحدة حين يطير الاسد. وفي المدى الفوري هذا يعني ان ليس للاسد موعد لانتهاء مدته وانهم لم ينجحوا في اعداد خليفة له. أما في المدى البعيد فان سوريا ستتسبب بوجع رأس غير قليل لكل من له صلة بالامر حين تتفكك إلى ثلاثة أو أربعة كانتونات.
أما بيان الانفصال المفاجيء لمنظمة جبهة النصرة عن القاعدة فيثير غضب نصرالله أيضا. فقد بدأ يظهر ازدحام في الميليشيات التي تقاتل في سوريا. داعش من جهة، الجيش السوري الحر، الجيش السوري مع حزب الله والحرس الثوري، والان الجولاني يؤسس «النصرة» غامضة المخططات. ويحتمل أن يكون هذا التنكر مجرد عملية تشويش، والجولاني سيواصل الحفاظ على علاقة خفية مع القاعدة. ويحتمل بالتأكيد أن تكون «النصرة» تلقت توصية استخبارية من منظمة معينة جدا بان تبدأ بالتخطيط لليوم التالي لبشار.
البيت الابيض لا يشتري هذا التحول بسهولة. فقد أعلن ناطق رسمي بأن هذا لا يزال قيد الدراسة دون أن يرفض فكرة ان ينضم مقاتلون محليون إلى التحالف الأمريكي ضد داعش. واذا ما استعرضوا العضلات في الميدان، واذا اضاف فك الارتباط عن القاعدة إلى تفكك المنظمة الام في افغانستان، واذا ساهمت اسرائيل بالمعلومات التي تملكها عن الجولاني ـ نصرالله والاسد يؤكد انه «عميل للموساد» ـ فستضاف «النصرة» باسمهم الجديد إلى خريطة الطريق لتصميم وجه سوريا الجديدة.
 
سمدار بيري
يديعوت 31/7/2016
 
 
========================
يديعوت آحرونوت :نصرالله بات عديم الأهمية بعدما أنهكته حرب سوريا
http://www.gulfeyes.net/middle-east/519909.html
شوقي عبدالعزيز- إرم نيوز
 
وصفت صحيفة “يديعوت آحرونوت” الإسرائيلية، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بأنه بات “عديم الأهمية” بعدما أُنهكت قواته بسبب الحرب في سوريا، وانصرف اهتمام المحسنين إليه في إيران إلى معاركهم الاقتصادية والسياسية ضد المملكة العربية المملكة.
وأوردت الصحيفة ضمن مقال للكاتبة سميدار بيري، إنه بينما يجلس نصر الله في مخبئه، أصبح يدرك بكل تأكيد أنه عديم الأهمية، حيث فقدت تهديداته لإسرائيل تأثيرها، كما يجري تحذيره من قبل ليبرمان حالياً من محاولة فعل أي شيء ضد إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أنه لم يعد خافياً على أحد أن قدرة المناورة العسكرية لدى “حزب الله” أصبحت محدودة، فالحرس الثوري في طهران يُحكم قبضته عليه بقوة، بالضبط مثلما يحكم قبضته على الرئيس السوري بشار الأسد، وتعاني تلك المنظمة “الإرهابية” اللبنانية من صراع داخلي، حول عدد الشباب الذي يجب تجنيده للحرب القاتلة في سوريا.
وأصبح نصر الله، بحسب الصحيفة، شخصية مكروهة في منازل بيروت، ومن يستمع إلى السياسيين والتجار والإعلاميين والأكاديميين سيجد وابلاً من الشتائم، موجهًا للرجل الذي يمنعهم من انتخاب رئيس لهم، ويجعل دولتهم معطلة منذ أكثر من عامين.
وإشارت الصحيفة إلى وجود شيء غريب يجري على طول الحدود المفتوحة بين سوريا ولبنان، حيث يتواصل هروب المدنيين الذين يتعرضون للقصف من الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي، وفي الاتجاه المعاكس تواصل الشاحنات نقل مقاتلي حزب الله إلى سوريا، لتعزيز جيش الأسد.
وتمثل مخيمات اللاجئين السوريين الثمانية، المكتظة بنصف مليون من الأطفال والنساء والعجزة، عبئاً ثقيلاً على كاهل اقتصاد لبنان.
وكان من المفترض أن تكون هذه الأيام ذروة ازدهار موسم السياحة في شواطئ جونيه، لكن قدوم السياح العرب إليها توقف بشكل مفاجئ.
وترى بعض الدول العربية أن “حزب الله” منظمة إرهابية، وبسبب المخزون الكبير من الصواريخ الذي يحتفظ به الحزب، يتوجب مراقبة سلوك نصر الله، وفقاً للصحيفة العبرية.
وشبهت “يديعوت أحرونوت” نصر الله في هجومه البائس الأخير على الأسرة المالكة المملكة، بالبعوضة التي تحاول لدغ فيل، وفي أعقاب تقارير عن لقاءات الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي في القدس، أرسل الملالي في طهران نصر الله ليتحدث نيابة عنهم.
ومن أجل توضيح الصورة بشكل أكبر، ينبغي الانتباه إلى الكلمة النادرة التي ألقاها جون بيرنان، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “CIA”، الذي توقع في نهاية الأسبوع بأن سوريا لن تبقى دولة موحدة بعد رحيل الأسد، وهذا يعني في المستقبل القريب أن الأسد ليس له خليفة جاهز ولا تاريخ محدد بوضوح لانتهاء صلاحية حكمه، وفي المستقبل البعيد يبدو أن سوريا سوف تسبب العديد من المتاعب في وضعها المستقبلي.
وأضافت الصحيفة، أن إعلان “جبهة النصرة” المفاجئ بالانفصال عن تنظيم “القاعدة”، يثير أيضاً قلق نصر الله، فقد بدأ يظهر الآن ازدحام في الميليشيات التي تقاتل في سوريا، فهناك تنظيم “داعش”، والجيش السوري الحر، والجيش السوري مع حلفائه من “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني، والآن الجولاني يؤسس “جبهة فتح الشام” الغامضة.
ويُحتمل أن يكون هذا الانفصال مجرد عملية تشويش، وأنه سيواصل الحفاظ على علاقة خفية مع تنظيم “القاعدة”، كما يحتمل أن تكون “جبهة النصرة” قد تلقت توصية استخبارية من منظمة ما بالبدء في التخطيط لمرحلة ما بعد بشار الأسد.
ولا يركن البيت الأبيض بسهولة لهذا التحول، حيث أعلن ناطق رسمي بأنهم لا يزالون في فترة اختبار، ولكن المسؤول لم ينف فكرة انضمام مقاتلين محليين إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”.
========================
الصحافة الامريكية :
وول ستريت جورنال»: أزمة الإسلام السياسي.. لماذا تفشل الديمقراطية في الشرق الأوسط وتنجح خارجه؟
http://www.sasapost.com/translation/the-crisis-of-political-islam/
 في مقال لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، تناول الكاتب «ياروسلاف تروفيموف» أسباب فشل الديمقراطية في الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، ونجاحها في الدول الإسلامية الأخرى خارجه، كما تناول الأزمات التي مر بها ما يعرف بـ«الإسلام السياسي» في المنطقة في مختلفة الدولة، ويحاول الربط بينها للوقوف على أسباب فشله في تحقيق أهدافه.
الديمقراطية في تركيا ومصر
يبدأ الكاتب من تركيا، وتحديدًا في عام 1999، حينما سُجِن عمدة إسطنبول الأسبق رجب طيب أردوغان ومُنِع من مزاولة السياسة مدى الحياة بسبب إلقائه قصيدة يقول فيها بأن الدين الإسلامي هو مرجعيته، وأن من حقه التصريح بذلك علنًا، وإلا فلا فائدة من العيش. ولم يستمر الحظر الذي فُرِض على أردوغان، إذ يشغل حاليًا منصب الرئاسة، بعد 11 سنة قضاها في منصب رئيس الوزراء.
في عام 2005، كان أردوغان يشغل منصب رئيس وزراء تركيا، ونال استحسانًا كبيرًا لما حققه من تقدم في سجلات البلاد لحقوق الإنسان، ولدفع مساعي بلاده في الانضمام للاتحاد الأوروبي. خلال العِقد التالي، أخمد أردوغان المراكز الرئيسية للمعارضة داخل النظام البيروقراطي، والإعلام، والجيش، والقضاء. وفي أعقاب محاولة انقلاب فاشلة على حكومته، شن أردوغان حملة على عشرات الآلاف من المعارضين المحتملين، بما في ذلك احتجاز قرابة 9000 شخص منذ فشل محاولة الانقلاب بحسب المقال.
يشير الكاتب إلى أنه على مدار عقود، في الكثير من دول الشرق الأوسط، لم يكن يُسمح للسياسيين أصحاب الاتجاه الإسلامي مثل أردوغان بالتحدث، وعندما يفعلون، عادة ما كانوا يواجهون أحكامًا بالسجن أو الإعدام. ومن الجزائر إلى #مصر إلى تركيا، مارست أجهزة الدولة عمليات القمع المتكررة – بدرجات متفاوتة من الشدة – لتهميش الإسلام السياسي، وسحق الحريات الديمقراطية، بداعي الحفاظ على القيم العلمانية. في الغرب، كانت الحكومات تفضل الحكام المستبدين الذين يعرفونهم جيدًا على الإسلاميين المجهولين بالنسبة لهم.
في المقابل، تبنت الكثير من الحركات الإسلامية التي نشأت تحت تأثير جماعة الإخوان المسلمين المصرية – ومن بينها حزب أردوغان – تدريجيًا لغة التعددية السياسية وفكرة السياسة الديمقراطية والانتخابات. الأهم، بالرغم من ذلك، أن الإسلاميين المعاصرين دائمًا ما نظروا إلى الديمقراطية ليس باعتبارها قيمة في حد ذاتها، بل كطريقة للوصول إلى نظام إسلامي، بحسب المقال. بالنسبة لهم، كانت صناديق الاقتراع هي الطريقة الممكنة لإزالة آثار ما بعد الاستعمار من الأنظمة العلمانية، والتي في وجهة نظر أتباعهم، فشلت في تحقيق العدالة أو تنمية المجتمع المسلم.
في #مصر، بلغت الآمال بتحقيق الديمقراطية ذروتها في أعقاب ثورة 25 يناير. ومع ذلك، بدأ محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديموقراطيًا في البلاد – والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين – بعد أشهر قليلة من انتخابه في 2012، حملته لتثبيت حكمه، ومنح نفسه حصانة من الرقابة القضائية. لم يستمر مرسي في الحكم طويلًا، بعدما أطاحه انقلاب عسكري ناجح في العام التالي، والذي جاء بالرئيس الحالي للبلاد، عبد الفتاح #السيسي، والذي سريعًا ما أثبت أن نظامه أكثر قمعًا حتى من نظام مبارك.
يقول حسن حسن، زميل معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن «هناك الكثير مما ينبغي فعله قبل الوصول للديمقراطية. تواجه الكثير من تلك الدول قصورًا في التعليم، والأفكار التعددية، وبناء توافق في الآراء».
الديمقراطية والإسلام
يقول الكاتب أن مشكلة الديمقراطية لا ترتبط بشكل وثيق بالإسلام، بقدر ما ترتبط بالإسلام السياسي، وهو أيديولوجية حديثة نشأت في القرن العشرين في #مصر في محاولة لعلاج تأخر الشرق الأوسط مقارنة بالغرب. انتهى المطاف بالآباء المؤسسين لتلك الحركة من جماعة الإخوان المسلمين بموت عنيف، إذ اغتيل حسن البنا رميًا بالرصاص، في حين أُعدِم سيد قطب على يد الحكومة المصرية عام 1966، إلا أن أفكارهم تجذرت عبر الشرق الأوسط بعد فشل الحكومات الاستبدادية في نشر أفكار منافسة كالاشتراكية والقومية العربية. في الوقت الحالي، تعد فروع جماعة الإخوان هي الحركات السياسية المهيمنة في المغرب، وتركيا، وقطاع غزة.
يضيف الكاتب أنه بالنظر إلى حقيقة أن العالم الإسلامي يتجاوز حدود الشرق الأوسط، فكلما ابتعدنا عن منطقة الشرق الأوسط تقل أهمية هذا النوع من الإسلام السياسي. في أندونيسيا، البلد الذي يضم أكبر تعداد من المسلمين في العالم، تشهد البلاد ديمقراطية ناجحة منذ عام 1999، إذ أن الأحزاب الإسلامية المحافظة تظل على هامش السلطة، في حين تتحقق المطالب المحلية بحكم أكثر تدينًا من خلال اللامركزية في الحكم.
فشلت أحزاب الإسلام السياسي أيضًا باستمرار في صناديق الاقتراع في باكستان، التي تعد ثاني أكبر الدول الإسلامية من حيث عدد السكان، وهو أحد الأسباب التي قادت الإسلاميين المتطرفين لتبني استراتيجية إرهابية بدلًا من الديمقراطية. وعلى الرغم من أن الجيش الباكستاني مازال يحتفظ بنفوذ كبير على السياسة الخارجية والأمنية، فقد تعززت السياسة الديمقراطية في باكستان مع نهاية الحكم العسكري المباشر عام 2008. وأدت انتخابات عام 2013 إلى أول تسليم للسلطة في البلاد بين الأحزاب المتنافسة. خارج حدود الشرق الأوسط، نجحت الديمقراطية أيضًا – حتى الآن على الأقل – في دول ذات أغلبية مسلمة متنوعة كالسنغال وألبانيا.
ولكن مع ذلك، يبدو أن الأفكار السياسية تميل للسفر من قلب العالم الإسلامي إلى خارجه، وليس العكس. منذ عشر سنوات، كان يُنظر في كثير من الأحيان لدولة مالي – الواقعة غرب أفريقيا – باعتبارها الديمقراطية الإسلامية الأكثر تحررًا، وكمصدر إلهام محتمل للديموقراطيين في المناطق التي مزقتها الحرب مثل أفغانستان والعراق. وبحلول عام 2012، انهارت ديمقراطية مالي في ظل هجمة المتطرفين الذين اتخذوا طريق طالبان والقاعدة، بحسب مقال صحيفة وول ستريت جورنال.
من وجهة نظر الكاتب، يختلف الإسلام كدين أسس نبيه إمبراطورية ناجحة عن المسيحية على سبيل المثال، وكنتيجة لذلك، فهو يقدم وصفة أكثر تفصيلًا لشكل الحكم والمجتمع أكثر مما تقدمه المسيحية. وعلى هذا النحو، يجد السياسيون والمصوتون الذين يؤمنون بسيادة شريعة الإسلام أنفسهم في صراع حتمي مع مبدأ الديمقراطية والذي قد تختار الأغلبية عن طريقه مسارًا مختلفًا، وهذا هو السبب الرئيسي لرفض التنظيمات المتطرفة، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، للديمقراطية المباشرة باعتبارها بدعة كفرية.
هل حلت إيران المعضلة؟
عقب الثورة الإيرانية في عام 1979، تظاهرت إيران بحل تلك المعضلة من خلال تأسيس جمهوريتها «الإسلامية»، إلا أنه وفقًا للنظام الحالي للبلاد – الذي تحتفظ فيه المؤسسة الدينية الشيعية بالسلطة العليا – فقد تحولت المؤسسات الديمقراطية للبلاد والمسؤولين المنتخبين إلى جهات جانبية غير فاعلة فيما يتعلق باتخاذ القرارات الكبرى، إذ تقع السلطة المطلقة في نهاية المطاف في يد المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، وليس للبرلمان، كما ينص الدستور الإيراني بشكل صريح على أن جميع القوانين واللوائح في الدولة يجب أن تستند إلى معايير الشريعة الإسلامية، وهو ما يحدده رجال الدين، بحسب ما ذكره المقال.
يضيف الكاتب أن الثورة الإيرانية قادت أيضًا إلى انقسام طائفي قوي هز المنطقة، وهو ما كان عقبة أخرى في طريق الوصول إلى الديمقراطية. في السعودية، التي تضم أكثر المناطق الإسلامية قداسة والتي تواجه منافسة شديدة من جانب الدولة الدينية في إيران، كان الرد بإثارة الشعور الإسلامي ضد الشيعة وتمويل حروب بالوكالة مع حلفاء إيران في #اليمن وسوريا.
تونس.. الأمل الأول والأخير
يتناول الكاتب دعم دول الخليج مثل السعودية والإمارات انقلاب #السيسي في #مصر، وأن تلك الدول، التي تخشى على أنظمة حكمها، وقفت في موقف معادٍ للتجربة الديمقراطية في تونس، الدولة التي شهدت انطلاق ثورات الربيع العربي. وتظل تونس حاليًا هي الدولة الوحيدة التي لم تتبدد فيها الآمال في الحرية على يد الجيش (كما في حالة #مصر)، أو على يد القمع الدموي (كما في حالة البحرين)، أو على يد الفوضى والحرب الأهلية (كما حدث في سوريا وليبيا واليمن).
أصبحت تونس منارة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة بفضل حكمة فرعها المحلي من جماعة الإخوان، وهو حزب النهضة. بعد الانقلاب العسكري في #مصر عام 2013، اتخذ حزب النهضة – الذي كان على رأس الحكومة التونسية – نحوًا براغماتيًا غير معتاد، إذ قبلت بحلول وسطية في جلسات صياغة الدستور الجديد للبلاد، وقبلت بنتائج الانتخابات التي لم تكن في صالحهم.
وفي مؤتمر حديث لحزب النهضة، قال زعيم الحزب راشد الغنوشي «ربما نخسر السلطة، ولكن تونس ستنتصر»، كما اشار أن تونس تمكنت من تجنب المذابح التي حدثت في دول الربيع العربي الأخرى من خلال تبني مبدأ الحوار، وقبول الآخر، وتجنب الإقصاء والانتقام.
كيف وصلت سوريا والعراق للوضع الحالي؟
يقول الكاتب أن الوصفة التونسية أثبتت صعوبة تطبيقها في دول مثل سوريا والعراق، والتي نُحتت حدودها الجغرافية بأيدي الاستعمار الأوروبي، وأن أغلب فترات حكم تلك الدول عبر التاريخ الحديث سيطرت عليها الأنظمة الديكتاتورية التي غطت حكم الأقلية بواجهة علمانية. حكمت عائلة الأسد العلوية المستبدة سوريا ذات الأغلبية السنية على سبيل المثال لفترات طويلة، في حين أن العراق ذا الأغلبية الشيعية ظل تحت وطأة ديكتاتورية صدام حسين السني.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003 والذي جاء بحكم الأغلبية، انحدرت البلاد سريعًا نحو هيمنة طائفية شيعية، وخاصة في ظل حكم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، والذي رفض الاستجابة لمطالب السنة، مما دفع الكثير منهم إلى أحضان تنظيم الدولة الإسلامية. في سوريا، يستمر العلويون والأقليات الأخرى في دعم الرئيس بشار الأسد على الرغم من وحشيته، خوفًا من أن وصول السنة للحكم قد يؤدي إلى إبادتهم، وليس فقط إبعادهم عن الحكم، وفقًا لكاتب المقال.
لماذا يقف الغرب صامتًا؟
في الدول المحورية مثل #مصر وتركيا، وكلاهما شركاء مهمون للولايات المتحدة، أصبح النضال السياسي لعبة خاسرة. وفي ظل هذا المناخ، لم يعد لدى الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا سوى أدوات قليلة لتعزيز أجندة الديمقراطية، وخاصة بعد اتجاه إدارة أوباما لتقليل التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، ومحاولة القوى المناهضة للديمقراطية مثل روسيا والصين لبسط نفوذها في المنطقة.
يقول الكاتب أن ذكريات منطقة الشرق الأوسط مع الغرب طويلة، كما أن الكثيرين لم ينسوا بعد وقوف الغرب إلى جانب الأنظمة الديكتاتورية كنظام مبارك في #مصر، وقبلت تبرير المستبدين بأن البديل الوحيد لحكمهم الفاسد سيكون استبدادًا دينيًا يفرضه الإسلاميون. كذلك في #مصر، دعمت النخبة الليبرالية والعلمانية انقلاب #السيسي بحفاوة في 2013، إلى أن طالتهم موجة القمع التي تبعت وصوله إلى الحكم.
دائما ما حاول الغرب بصعوبة الموازنة بين مبادئه ومصالحه، فالولايات المتحدة على سبيل المثال لم تقدم سوى انتقادات طفيفة لانتهاكات #السيسي. كذلك الحال في 1991، حينما رحبت الكثير من دول الغرب – خاصة فرنسا – بإفشال الجولة الثانية من الانتخابات التي بدا من المؤكد فوز حزب إسلامي بها. أثار الانقلاب العسكري الجزائري حربًا أهلية حصدت ما لا يقل عن 200 ألف شخص، وقادت الكثير من الإسلاميين المسالمين في ذلك الوقت إلى إدراك أن السلطة لا يمكن اقتناصها سوى بالرصاص والقنابل، وهو ما أسهم بشكل مباشر في صعود تنظيم القاعدة في تلك الفترة.
في نهاية المقال، أشار الكاتب إلى أن تركيا كانت على حافة سيناريو مماثل الأسبوع الماضي. «من الصعب التفاؤل بشأن تركيا. ولكن إذا كان الانقلاب قد نجح، كان ذلك ليضيف دليلًا دامغًا على أنه لا يمكن للإسلاميين الوصول للسلطة عن طريق الديمقراطية، أو لا يمكنهم البقاء فيها من خلال الديمقراطية»، هكذا قال شادي حميد، زميل مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز، ومؤلف كتاب «إغراءات السلطة: الإسلاميون والديمقراطية». وأضاف «كان ذلك ليرسل رسالة خطيرة يستفيد منها تنظيم داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، وهي أن الطريقة الوحيدة لتحقيق أي شئ هو القوة الغاشمة».
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».
========================
معهد واشنطن :الإسلاموفوبيا: هذا ما يريده تنظيم «الدولة الإسلامية»
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/islamophobia-what-isis-really-wants
محمد منصور
متاح أيضاً في English
"منتدى فكرة"
29 تموز/يوليو 2016
في الثالث من حزيران/ يونيو، توفي الملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي. ولم تكد تمر أيام قليلة على وفاته، وتصدره عناوين الأخبار الرئيسية التي احتفت به كسفير للإسلام المعتدل والمتسامح، حتى تلاشت تلك الصورة بشكل فجائي، لتطغى  محلها صورة مناقضة لها تماماً، وذلك بعدما قام "عمر متين" بارتكاب مجزرة أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية، ليهيمن ­ ولمدة طويلة ­ على عناوين الصحافة العالمية. وفي ظل التباعد الكبير، بل والتنافر الواضح بين النموذجين، سارعت وسائل الإعلام الأمريكية إلى إهمال نموذج كلاي، وتسليط الأضواء على "متين" الذي أعلن مبايعته لما يسمى بـ تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش»)، وذلك من خلال مكالمة هاتفية خلال اللحظات الأخيرة من الهجوم. من هنا تأتي ظاهرة الخوف من الإسلام والمسلمين (إسلاموفوبيا).
لقد ساهم الهجوم في تعزيز موقف تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي ادعى تبنيه لعملية أورلاندو، على الرغم من عدم وجود أي دليل يربط بين مرتكب العملية والتنظيم. وقد نجزم بما لا يدع مجالاً للشك، بأن ادعاء تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم إنما هو فقط لحفظ ماء الوجه، خاصة بعد أن تكبد العديد من الهزائم المتوالية على يد القوات العراقية المحلية.
وعلاوة على ذلك، ساهم تصرف "متين" في تغذية خطاب "صراع الحضارات" الذي يعتمده تنظيم «الدولة الإسلامية» في تجنيده للشباب الساخط والنافر من الثقافة الغربية، والتي يرى أنها ترفضه. ومن ثم، كان لتنامي فكر الإسلاموفوبيا في الغرب، دور كبير في اعتناق أولئك الشباب لفكرة التطرف عبر شبكة الإنترنت.
من هذا المنطلق يمكن القول بأن نشر الخوف من الإسلام يعتبر أحد الأهداف الطويلة المدى التي يحاول تنظيم «داعش» تحقيقها، من خلال عملياته اللاإنسانية، مثل: مذبحة أورلاندو وغيرها.
عمر متين والاستشراق
أظهرت المعلومات المتواترة حول شخصية "متين"، مثله مثل حال الكثير من الأمريكيين من أصول إسلامية متدينة سواء مهاجرة أو مولودة في الولايات المتحدة، أنه كان مصاباً بحالة انفصام الهوية أو ما شابه ذلك، والتي تنتج عن أكثر من صراع بين العزلة أو الانفتاح، الشيء الذي أدى به إلى ارتكاب واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ البشرية، وهي جريمة القتل. وقد بدأ باغتيال ضميره أو ما تبقى منه، ليشرع بعد ذلك في قتل الناس، ليضع نهاية مأساوية له ولأسرته وأقربائه ومحيطه بأكمله. فقد أصبح سفك الدماء هو الحد الفاصل له بين الحياة والموت، فاختار الموت، من أجل الهروب من واقعه، حالماً بحياة أفضل، حتى ولو كانت سراباً بعيد المنال.
لقد بات "متين" يقف أمام ثلاثة خيارات: إما الاندماج في الثقافة الأمريكية وتحرير نفسه من القيود التي فرضتها عليه أسرته، أو التقيد بتقاليد عائلته على حساب الاندماج في المجتمع الأمريكي، أو البقاء في المنتصف عالقاً بين هويتين دون تحقيق التواجد التام، والإحساس بالأمان في أي منهما. وهذا النوع من الصراع الداخلي، متفشٍ بشكل كبير بين المسلمين القادمين إلى المجتمعات الغربية من البلدان ذات الأغلبية المسلمة. فهو لا ينبع من فراغ، كما أنه يتزايد مع كل حادثة إرهابية تؤجج من مشاعر الإسلاموفوبيا.
لقد اختار "متين" خيار طريق التطرف لمواجهة صراعه الداخلي وأزمة الهوية التي عاشها، مما جعله يقوم بارتكاب جريمته الشنعاء.  وكما هو الحال مع كل هجوم إرهابي، تفاعلت المراكز الإسلامية في شتى أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا مع الحدث، فأصدرت بيانات تندد وتدين تصرف "متين"، وتنأى بالإسلام والمسلمين عن تلك الجرائم العنيفة. غير أن هذه التصريحات تضع المسلمين بشكل لا إرادي، في موقف دفاعي، إن لم نقل في دائرة الاتهام بجريمة لم يكونوا طرفاً فيها، فالدفاع هنا، يعطي مبرراً أكثر للهجوم على الإسلام.
وبالعودة إلى مفهوم الإسلاموفوبيا؛ فهو ليس مجرد خوف من الإرهاب، حيث لدى العالم الغربي تاريخ طويل من ربط الإسلام بالعنف. ويتبلور ذلك في نظرية "إدوارد سعيد"، حيث تعمق في تشخيصها في كتابه "الاستشراق"، بقوله: "ليس من المبالغة القول إنه يُنظر إلى العرب المسلمين على أنهم إما مُوَرِّدُوا نفط، أو إرهابيون محتملون". وبالمقارنة مع باقي حوادث إطلاق النار الجماعي في الغرب، يدرك المسلمون الحملات الشرسة من المجتمعات الغربية ضد دينهم عند كل عملية قتل. وبالرغم من التنوع، بل وحتى الاختلاف بين الثقافات والمعتقدات والتفسيرات داخل الدين الإسلامي، إلا أن حالة الإسلاموفوبيا التي يتم إذكاؤها بين الحين والآخر داخل الرأي العام الغربي تضع الدين كله في بوتقة واحدة، إذ أن أي قاتل يحمل إسماً يوحي باعتناقه للإسلام، يصبح "إرهابياً" في نظر العالم الغربي، لكونه مسلماً، أكثر من كونه قاتلاً.
وعلاوة على ذلك، كشفت المناقشات الدائرة حول حالات إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة، عن هيمنة النظرة الاستشراقية للعقول الغربية، حيث أصيبت وسائل الإعلام بحالات من الهوس، لتقديم قصص مثيرة لجمهورها حول الَّنزعات  الشاذة لشخصية "متين". كما أظهرت على السطح قصصاً أخرى، كانت تُردد في الماضي منذ عدة سنوات، مثل: المثلية الجنسية داخل "طالبان"، وزواج المسلم من الحور العين في الجنة، إضافة إلى حديثها عن الرغبات المنحرفة لدى "محمد عطا"، وتركز هذه القصص على الكبت الجنسي الذي تنتجه الثقافة الإسلامية، مما يدفع بعض المسلمين إلى ارتكاب عمليات القتل.
يقول كل من "جاسبير بوار" و"أميت راي"، إن الانتقاد الثقافي هو عنصر بارز أيضاً، في دراسات الإرهاب، وذلك في شكل افتراض وجود بنية أسرية مختلة "(غير غربية)". وتنص هذه النظرية على أن عائلات المهاجرين من غير البيض - مثل عائلة "متين" في أفغانستان - لديها تخلف ثقافي يؤدي بأبنائها إلى القهر النفسي.
العنف في أمريكا: المعايير المزدوجة
عندما فتح "ديلان روف"، الرجل المسيحي الأبيض، النار بشكل عشوائي داخل كنيسة في تشارلستون وقتل عدداً من الأمريكيين من العرق الأسود، كان لقضيته أكثر من وجه شبه مع قضية "متين". فكلاهما مدفوعان بإحساس عميق بالذكورة والتسلط، إذ كان "متين" يعمل لأكبر شركة أمن في العالم، وكان حلمه أن يصبح ضابط شرطة، في حين رأت أيديولوجية "روف" أن ضحاياه يشكلون تهديداً للنساء البيض، وبالتالي بات يرى في نفسه "الشخص الحامي" لهن.
إن معظم مرتكبي حوادث إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة هم في الواقع، من المسيحيين البيض، وليسوا من المسلمين أو الأعراق الأخرى. وبغض النظر عن العرق، فإن الغالبية العظمى من حالات إطلاق النار التي يقوم بها الأمريكيون من أصول أوروبية أو ما يطلق عليهم بالبيض، مثل: حالات "ديلان روف"، و"روبرت لويس دير"، و"ارون الكسيس"، و"جورج زيمرمان"، وآخرين، هي حالات مدفوعة برغبة عميقة في استعراض الذكورية أو الفحولة الرجولية. إلا أن التصوير الإعلامي المختلف لكل حادثة، يحجب بشكل أو بآخر، رؤية أوجه التشابه. وبالفعل، فقد قام الرأي العام والإعلام الذي يغذيه بتصنيف هجوم "روف" على أنه جريمة كراهية وتصرف شخص مختل عقلياً. وبعكس المراكز الإسلامية التي تتسابق في تبرئة الإسلام من حوادث يقوم بها مسلمون، لم تشعر الطوائف المسيحية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين بأنها ملزمة بالإدلاء ببيانات لإدانة أفعال "روف"، أو النأي بنفسها عن كراهيته.
لقد عمل الإعلام الغربي على إبراز الاختلافات الدلالية بين الجريمتين، لتبدو اختلافات واضحة المعالم، حيث تعمدت  عملية المقارنة التركيز على وجود فردانية، أو إصباغ الحادث بنزعة فردية لدى مطلقي النار البيض، لتصنف جريمة "روف" على أنها "عمل فردي"، في حين جرى وضع هجوم "متين" - المشابه لهجوم "روف "وإن كان ضحاياه أكثر بكثير-  ضمن سياق أكبر، يجعله جزءاً من سلسلة هجمات إرهابية يقوم بها مسلمون أو شرق أوسطيون، يعملون لصالح تنظيم «الدولة الإسلامية» أو تنظيم «القاعدة». وحتى أن تحذيرات الرئيس أوباما من فكرة الربط بين "متين" و تنظيم «داعش»، واجهت انتقادات لاذعة، مما يؤكد ازدواج المعايير لدى الإعلام الأمريكي؛  بل حتى في أعقاب مجزرة أورلاندو، لم يتحدث أحد بالنبرة الانفعالية نفسها، عندما اعتُقِلَ رجل أبيض ومعه ذخيرة في مهرجان لوس أنجلوس للمثليين. ولنتخيل لبرهة، ماذا كان سيحدث، لو أن هذا الرجل ­ والذي كان بالفعل، يخطط لهجوم مشابه لهجوم أورلاندو ­ كان يحمل اسماً مسلماً؟! بالطبع، ما كان التوجه العام ليتوانى عن الحديث عن هجومه بشكل جنوني، مع وصفه بصفة الإرهاب أو المخطط الإرهابي "الداعشي". وهكذا، يحجب الإعلام عنصر الفردية أو الفردانية عن أفعال الأمريكيين المسلمين، مما يساهم في تعبيد الطريق للمتطرفين لتنفيذ عمليات القتل على نطاق أكبر.
إن هذا التقسيم العنصري للعنف؛ لا يجعل للإرهاب صلة وثيقة بالأشخاص ذوي خلفيات إسلامية أو شرق أوسطية فحسب، بل إنه يقلل أيضاً من هول العديد من عمليات القتل الجماعي في الولايات المتحدة التي يرتكبها الرجال البيض بواسطة الرصاص، بمن فيهم هؤلاء الذين يمتلكون السلطة، كرجال الشرطة مثلاً. كما أن هذه الحالة من ازدواجية المعايير التي يقدمها الإعلام الغربي عن أولئك المعرضين للتطرف، تتعارض مع الصورة التقليدية للولايات المتحدة باعتبارها مدافعاً عن الحرية والديمقراطية، كما أنها تجعل من تنظيم «الدولة الإسلامية» مجتمعاً تخيلياً غير محدد بإقليم، الأمر الذي يشجع أي شخص يريد أن يتحدى القواعد الاجتماعية، على التصريح علناً بانتمائه لهذا التنظيم.
أهمية الاستجابة
تتزايد الحاجة لرد فعل مجتمعي، ليس فقط لدحض الإرهاب فحسب، بل لتجفيف منابعه واقتلاع جذوره أيضاً. وكما أظهرت الأسابيع القليلة الماضية، لجأ تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى شن هجمات "الذئب الوحيد" لحفظ ماء الوجه، وذلك بعدما تكبد خسائر على مستوى الأفراد والجوانب اللوجستية والعسكرية. فالحملة التي شنها الجيش العراقي على الفلوجة وتكريت والرمادي وأخيراً الموصل، إضافة لعملية ضبط وتشديد القبضة الأمنية على الحدود التركية، كانت ذات أثر شديد، دفع التنظيم إلى تجنيد مقاتليه عبر شبكة الإنترنيت الافتراضية.
ومع انحسار تنظيم «داعش» في تلك البقاع من سوريا والعراق، قد يلجأ لشن هجمات ما يعرف بـ "الكر والفر"، إلى جانب العمليات الانتحارية على غرار تلك التي يشنها تنظيم «القاعدة»، مع التركيز على أهداف ورعايا غربيين في بلدان عربية أو غربية على السواء. وبالرغم من النكسات التي يواجهها تنظيم «الدولة الإسلامية»على الأرض، فإن ذلك لن يؤثر بشكل كبير على قدرته على تجنيد وإلهام متطرفين جدد عبر الإنترنت، خاصة وأنه حقق نجاحات لم يسبقه لها مثيل في هذا المجال. كما أن الخسائر العسكرية التي تكبدها لم تمنع مؤيديه في الولايات المتحدة من تنفيذ هجمات دموية أخرى، علماً أنه لا ينوى حالياً مغادرة الشرق الأوسط. ففي فترة زمنية لا تتجاوز العام، شهدت تونس ومصر وتركيا ولبنان والعراق، عدداً كبيراً من الهجمات التي استهدفت المناطق التي يقطنها المواطنون الغربيون أو الشيعة.
وبالفعل، أثبت تنظيم «داعش» خلال الشهور القليلة الماضية عدم حاجته إلى وجود فعلي على أراضي الدول المجاورة أو الغربية، لسفك المزيد من الدماء وخلق حالة من الرعب، إذ ليس هناك أسهل من تلك الشبكة العنكبوتية لتجنيد الشباب، فهي وسيلة أقل خطورة، وأرخص مادياً وتحقق نتائج منقطعة النظير. فالخطوط الواهية بين من يريد القيام بعمل فردي، أو التابع لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» جزئياً أو كلياً، غير مؤثرة على النتيجة النهائية. ويُظهر ذلك أيضاً أن العيش في منطقة الشرق الأوسط لا يشكل أي فارق في التطرف، حيث إن من ينشأ في الولايات المتحدة أو أوروبا أو بنغلاديش قادر أيضاً، على الحصول على أرض خصبة بما يكفي للتطرف.
وهكذا، فمن أجل التصدي بفعالية لهذا الإرهاب المنظم، لابد من فهم ما الذي جعل "متين" يختار التطرف على حساب الاندماج في المجتمع، وفهم الأسباب التي أدت إلى تزايد شعبية تنظيم «داعش» في المرحلة التي تلت اضطرابات "الربيع العربي". فهذا التنظيم يقتات على شعور الشباب بالظلم مع استمرارية الصراع بين الاستبداد والديمقراطية، واستمرارية الحكام المستبدين في المنطقة العربية، والذين فشلوا في احتواء التطرف الراديكالي الذي يتزايد في المجتمعات المحرومة.
إن الجزء الأكبر من قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق يأتي من محافظات كانت مهمشة لعقود، أي: سيناء، وجنوب تونس، وبؤر التوتر المشتركة في ليبيا وسوريا والعراق. ومن ناحية أخرى، أدى سحق الإسلاميين المعتدلين إلى خلق فراغ ملأه تنظيم «داعش» بكل فخر. وحتى مع تراجع قوة التنظيم في سوريا والعراق، سيجد المتشددون ملاذا آمناً في البلدان المجاورة، خصوصاً تلك التي تنوء بالصراعات.
حلول
يمكن للمجتمع الدولي أن يضع استراتيجية مضادة ترتكز على فهم استراتيجيات تنظيم «الدولة الإسلامية» التي تتعدد أشكالها وفقاً للمنطقة الموجود فيها. كما يجب الوصول لاستراتيجيات لوأد عمليات التطرف في مهدها أو عبر الإنترنت. وثمة وسائل واستراتيجيات يجب تطبيقها لدحض تنظيم «داعش» من ضمنها، على سبيل المثال لا الحصر، الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تبرز إلى السطح مع تواصل هجمات داعش البربرية، وبعد ذلك، ينبغي تشجيع المزيد من التكامل والاندماج للمجتمع المسلم في نسيج المتجمع الأمريكي، بما في ذلك المهاجرين الجدد.
إن حل تلك المشكلة معقد للغاية، حيث تحتاج منطقة الشرق الأوسط إلى استراتيجيات مبتكرة لتدمير المعاقل العابرة للحدود، ما يعني وجوب التعاون الإقليمي لإغلاق الحدود التي يسهل اختراقها. أما داخلياً، فينبغي على الدول العربية انتهاج سياسة إصلاحية على كافة الأصعدة لدعم الحكم الرشيد وتحسين حالة حقوق الإنسان المتدهورة في مجتمعاتها، مما قد يساهم في الحد من نفوذ التطرف الإسلامي في المجتمعات الضعيفة.
ومن ناحية أخرى، يتوجب على الغرب تطبيق سياسة عادلة في الشرق الأوسط تشمل الصراع العربي الإسرائيلي. وعوضاً عن دعم أنظمة استبدادية، يجب على الغرب الضغط على تلك الأنظمة لدعم الديمقراطية ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان. وبالنظر إلى الحالة المصرية على سبيل المثال، زاد تأييد تنظيم «الدولة الإسلامية» بشكل كبير بعد أن تحولت المكاسب الديمقراطية المفترضة بعد ثورة "الربيع العربي" إلى حكم عسكري يقوده السيسي، وقام فيه باستبعاد القوى الأخرى، وقمع كلاً من الإسلاميين المعتدلين والليبراليين الذين نادوا بالثورة واتبعوا المسار الديمقراطي. ونتيجة لذلك، حصل سفك دماء لم يسبق له مثيل، وأُغلقت كل الأماكن السياسية. وقد أدين السيسي دولياً لارتكابه انتهاكات في مجال حقوق الإنسان ضد شعبه. وفي الوقت نفسه وجد الإسلام الراديكالي تربة خصبة [للبحث عن مصلحته]. وهكذا نرى كيف أن تنظيم «داعش» يقوم في الغرب بتجنيد ضحايا الإسلاموفوبيا، بينما يقوم في الشرق الأوسط بتجنيد ضحايا الدكتاتورية الوحشية. ويَعِد تنظيم «الدولة الإسلامية» المتعاطفين معه بمجال جديد للعدالة التي لا توجد إلا في الآخرة. وبالتالي، ما يدعوه الغرب بالهجمات الانتحارية، يدعوه تنظيم «داعش» بالشهادة وهي الهدف الأسمى لأي مسلم، وكلما بيّن الشخص عن شجاعة أكبر، كلما زادت المكافآت الدينية التي يحصل عليها.
وفي الواقع، يعتمد تنظيم «الدولة الإسلامية» على رد الفعل السلبي ضد المسلمين للوصول إلى أشخاص غربيين على استعداد لتنفيذ مزيد من الهجمات الفردية على أساس مفهوم "الشهادة" الذي يتبناه التنظيم. ونظراً إلى التدقيق الصارم في المطارات الدولية، يمثل المواطنون الغربيون الذين تطرفوا بأنفسهم بإلهام من تنظيم «داعش» - خيارات أفضل للتنظيم حيث يصعب على قوات الأمن تعقبهم أو اكتشافهم.
ومن خلال اعتماد رد فعل موحد لمواجهة الهجمات التي يشنها المتطرفون الذين ينشأوون في مجتمعات محرومة في الغرب، يمكن للولايات المتحدة أن تتفادى المزيد من التهميش وربما منع أولئك المعرضين لخطر التطرف.
إلا أن ما سبق يتطلب التعمق في الثقافة الأمريكية، وهو أمر هائل. على الأمريكيين - كمجتمع - التساؤل حول المسؤولية التي يتحملها مجتمعهم تجاه عدم الاستقرار والفوضى التي خلفها التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط. قد يكون على الأمريكيين أيضاً طرح أسئلة حول دعم الولايات المتحدة للحكومة السعودية التي أصلت الفكر الوهابي المتطرف الذي يتبناه تنظيم «داعش».
على الأمريكيين التصالح مع حقيقة أن ما قام به متين، كان تصرفاً أمريكي الطابع مشتق من الخوف من المثليين والمتحولين جنسياً والعنف المنتشر في الولايات المتحدة. كما يجب عدم التقليل من عنف الجماعات الراديكالية التي تتبنى الإسلام، أو من مسألة الخوف من المثلية الجنسية التي يعاني منها الشرق الأوسط، وبالتالي النظر إلى الهجوم على أنه مثال آخر للإرهاب المحلي الذي يستهدف كل من يختلف عن المنظور الأبوي والجنسي التقليدي. يجب على أولئك الذين يأملون في تقليل حوادث إطلاق النار الجماعي في أمريكا التساؤل حول نفاق مبدأ الاستثنائية الذي يعتبر الولايات المتحدة معقل الحرية والتقدم.
إن وقوع هجمات فردية إضافية، بتحريض من دعاية تنظيم «الدولة الإسلامية»، هو أمر لا مفر منه. ولكن الأمر متروك للولايات المتحدة وردود الفعل الغربية لتحديد ما إذا كان تنظيم «داعش» سيحقق أهدافه طويلة الأجل في تحويل الكراهية إلى ثقافة حرب يشرعها الطرف الآخر.
 محمد منصور هو صحفي مصري مقيم في واشنطن. وقد نُشرت هذه المقالة في الأصل من على موقع "منتدى فكرة" .
=======================