الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 29/12/2016

سوريا في الصحافة العالمية 29/12/2016

31.12.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة البريطانية : الصحافة الروسية والتركية :  
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز: تقسيم 5 دول عربية إلى 14 دويلة وسنّة سوريا سوف يلحقون بالعراق
http://janoubia.com/2016/12/28/نيويورك-تايمز-تقسيم-5-دول-عربية-إلى-14-دوي/
28 ديسمبر، 2016 تقسيم الدول
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خريطة جديدة لما سوف يكون عليه العالم العربي بعد الثروات أو ما يسمى بالربيع العربي.
و وفق الصحيفة  فإنّ الخريطة السياسية الجديدة تشير إلى تقسيم دول الحراك إلى عدّة دويلات.
وتوقعت “نيويورك تايمز” أن تنقسم سوريا إلى ثلاث دول، الأولى للطائفة العلوية ويحكمها بشار الأسد وتقام في الساحل السوري، فيما الثانية للأكراد وتمتد لتلتئم مع كردستان العراق، أما الثالثة فينضم بها سنة سوريا إلى المحافظات السنية في العراق لتشكل دولة “سنستان”.
إقرأ أيضاً: وحده التقسيم يحصّن الاحتلال الروسي – الإيراني لسورية
ولفتت الصحيفة فيما يتعلق بالعراق أن يتحد شماله مع شمال سوريا في دولة الأكرد، فيما سوف يتحد الوسط “السني” مع سنة سوريا، فيما الجنوب سوف يظل للشيعة.
أما ليبيا فالتوقع الذي طرحته “نيويورك تايمز” هو انقسامها لثلاثة دويلا، واحدة في الشمال الغربي من البلاد والثانية في الشرق إضافة إلى  دولة “فزان”، التابعة لسبها.
وفيما يتعلق بدولة اليمن فأشارت الصحيفة إلى أنّه سوف يتحول إلى يمنين، يمن شمالي ويمن جنوبي.
إقرأ أيضاً: حزب الله: المنطقة تجاوزت موضوع الاقليات الى محاربة التقسيم
موضحة أنّ السعودية أيضاً سوف تنقسم إلى خمسة دويلات، دويلة “هابستان” في الوسط، فيما ستشكل مكة والمدينة وجدة دويلة في الغرب، إضافة إلى دويلة في الجنوب ودويلة في الشمال، ودويلة في الشرق مع الدمام.
وتوقعت الصحيفة أن تصبح دولة اليمن بأكملها أو على الأقل بجنوبها حزء من السعودية.
========================
الديلي بيست: بوتين يوجِّه فرق الموت إلى سوريا.. وقديروف يبعث برجاله لاستعادة الشيشانيين من (داعش) 0
http://madasyria.com/2016/12/28/الديلي-بيست-بوتين-يوجِّه-فرق-الموت-إلى/
كلنا شركاء: الديلي بيست- ترجمة هافينغتون بوست عربي
اصطَّفت العشرات من الوحدات العسكرية الخاصة من ذوي القبعات الحمراء في الشمس، في انتظار الطائرة التي ستقلُّهم إلى ما يشيرون إليه بتلطُّفٍ “شاما”، والتي تعني بلغتهم الشيشانية الأم “الأرض المقدَّسة في سوريا”.
بدت وجوههم متجهِّمةً بفعل الطقس بعد سنواتٍ قضوها في رياح الجبال. بعضهم كانت لديه أسنانٌ مفقودة. وبعضهم كانت لديه عيونٌ مفقودةٌ رأت الموت قريباً للغاية. ويقول أحد الجنود الذين ظهروا في فيديو نُشِر مؤخراً، وأذاعته قناة “Top Donbass News” في الجزء الذي يسيطر عليه المتمردون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا، إنَّه ذاهبٌ إلى سوريا “لمساعدة أناسٍ يمرُّون بلحظةٍ عصيبةٍ”.
الشيشان، جمهوريةٌ بمنطقة شمال القوقاز حاربت وخسرت حربين انفصاليتين ضد روسيا فترتي 1994-1996 و1999-2006، وهي الآن ترسل المئات من أبنائها إلى الشرق الأوسط لقتال الجماعات الإسلامية المتطرفة، بما في ذلك ما يُسمَّى الدولة الإسلامية “داعش”، الذي يضم هو الآخر الكثير من الجنود وبعض القادة الشيشانيين، بحسب تقرير لموقع The Daily Beast الأميركي.
صورة بوتين أمام العالم
وذكرت تقارير روسيةٌ عدّة أنَّ ما بين 3500 و5000 شيشاني منخرِطٌ في صفوف الجماعات المتطرِّفة في سوريا والعراق.
كانت تلك إحدى الخطوات التي تُظهِر للعالم أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسى السلام في حلب بسوريا، ووسيلةٌ جديدةٌ تماماً لإحكام السيطرة على المناطق الموالية لروسيا على الأرض. كان الكرملين يُعزِّز قواعده الجوية والبرية في اللاذقية. فالجيش الروسي رأى في تفوِّقه في سوريا فرصةً لمشاركة الضبَّاط في العمليات القتالية لتنمية خبراتهم.
تلك هي الأجواء التي خلقها الصراع إلى درجة أنَّه يوم الأحد، 25 ديسمبر/كانون الأول، حين تحطَّمت طائرة نقلٍ عسكريةٍ في البحر الأسود، ما أدّى إلى مقتل 92 شخصاً، من بينهم أعضاء كُثُر في أوركسترا الجيش الأحمر، آثارت الحادثة تكهُّناتٍ فوريةٍ حول وجود شبهاتٍ إرهابيةٍ، وهو الأمر الذي استبعده المحقِّقون الحكوميون لاحقاً.
ومع ذلك، الأمر الذي لا يمكن التشكيك به هو أنَّ حرب روسيا في سوريا، والتي هي بشعةٌ بالفعل، على وشك أن تصبح أكثر بشاعةً كلياً.
الصحيفة الروسية المستقلّة “نوفايا غازيتا Novaya Gazeta” أفادت بأنَّ القادة الشيشانيين كانوا يحشدون الجنود في وحدات “سوريا” الخاصة على مدار أشهرٍ عدّة.
وقال سيرغي ماركوف، مسؤولٌ روسي ومستشارٌ للحكومة، لموقع “ذا دايلي بيست” إنَّ “هذا العام ينتهي كأحسن ما يكون بالنسبة لروسيا، محقِّقةً أكثر مما كانت تأمل”.
وأضاف ماركوف: “الرئيس بوتين فاز بمعاركه في العديد من الساحات، بما في ذلك حلب في سوريا، وأميركا، والاتحاد الأوروبي. ويتَّفِق المزيد والمزيد من الناس على أنه محقَّاً بأنَّ قوة روسيا وشرعيتها في تزايدٍ”. مضيفاً: “أجندة عمل الشيشانيين (في سوريا) سرية، لكن على الأرجح سيشاركون في قتال داعش بالرقة شمالي سوريا”.
وبذل الزعيم الشيشاني “رمضان قديروف” جهوداً كبيرةً في بناء وحداتٍ خاصةٍ، تُعرف باسم فِرَق الموت، من رجالٍ لا يعرفون الخوف، عديمي الرحمة، خبيرين بحرب الشوارع والجبال (حرب العصابات).
وقالت هيدا ساراتوفا، ناشطةٌ داعمةٌ للحكومة، لـ”ذا دايلي بيست” إنَّ “نجل ابن عمي عمِل لصالح بعض أجهزة إنفاذ القانون في الشيشان”. وأضافت: “تطوَّع للذهاب إلى سوريا. وتجمَّعت أسرتنا بأكملها لتودِّعه”.
مسألة شرف
وظهر في أحد مقاطع الفيديو التي نشرتها محطة أخبارٍ شيشانيةٍ محلِّيةٍ قديروف شخصياً أثناء تفقَّده جنوده.
قال قديروف لي ذات مرةٍ في 2014 إنَّ استعادة الشيشانيين من داعش “مسألة شرفٍ”. وقال إنَّه سافر شخصياً إلى سوريا لتقديم الاستشارات إلى جيش بشار الأسد ومساعدة ذوي الشيشانيين للعثور على بناتهم وأبنائهم في سوريا.
ورأى مركز كارنيغي في موسكو أن مسألة الشيشانيين المنخرطين في داعش اختبارٌ جدِّيٌ لقوة قديروف، فالإسلاميون تعهَّدوا بالفعل بدعم ثورةٍ في الشيشان، بل وحتى رصدوا جائزةً قدرها 25 مليون دولار مقابل رأس قديروف ورفقائه.
والحياة في الشيشان متأرجحةٌ بين الحرب والسلام. فالأسبوع الماضي، تبادلت قواتٌ شرطيةٌ خاصةٌ النار مع مسلَّحين إسلاميين، يُسمِّيهم قديروف “شياطين”، بالقرب من العاصمة الشيشانية، غروزني. وقُتِل على الأقل 11 مسلحاً.
وتقول إيكاترينا سوكريانسكايا، مديرة مشروع مجموعة الأزمات الدولية حول روسيا وشمال القوقاز، إنَّ “جنود الوحدات الخاصة الشيشانيين أثبتوا قدرتهم على إنجاز أية مهمة، وهم مسلمون سُنَّة، والقادة الروس ربما يرون أنهم مفيدون في المناطق السورية التي يخشى فيها السكان (السُنَّة) من العلويين”.
وتضيف: “إنَّه أمرٌ مخيفٌ أن نرى هذه الوحدات الشيشانية في طريقها إلى سوريا باعتبارها بمثابة بعض التجارب المعملية الخرقاء لكسر معنويات الناس. لكن ليس لديهم خيارٌ، ولا يمكنهم قول (لا)، وظيفتهم هي أن يكونوا مُطيعين للكرملين”.
ولا يفهم كل الناس في الشيشان بشكلٍ واضحٍ سبب الدفع بجنودٍ سُنَّةٍ من جديدٍ في حربٍ ضد مسلمين سُنَّة.
قالت الناشطة الداعمة للحكومة ساراتوفا لـ”ذا دايلي بيست” إنَّ “النساء يبكين عندما يرون جنودنا مغادرين لأنَّهم يعلمون أنَّ الحرب في سوريا لم تنتهِ”. وتضيف: “أنا شخصياً لا أستطيع التوقُّف عن البكاء كلما رأيتُ حلب، فذكرياتي حول غروزني المُدمَّرة تعاودني في الحال”.
ومع نهاية 2016، تبدو روسيا بوتين في سباقٍ مع الزمن للقتال والحفاظ على المناطق التي سيطرت عليها في جبهاتٍ عِدّة. فقد أفادت تقارير عن خططٍ لبوتين، مدفوعاً بنجاحه في سوريا، لتقويض الحكومة، حكومة الوفاق، التي تدعمها الأمم المتحدة في ليبيا ودعم القائد العسكري القوي، خليفة حفتر، الذي أُشيِع يوماً أنَّه كان في حظيرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).
وتُواصِل أوكرانيا تحميل روسيا مسؤولية الهجوم على جيشها. وتفجَّرت فضيحة اختراقٍ جديدةً الأسبوع الماضي، هذه المرة ادَّعى الجيش الأوكراني أن هواتف جنوده الخلوية قد اختُرِقت بواسطة مجموعةٍ تقف موسكو ورائها.
وأضاف تقريرٌ لشركة أمنٍ معلوماتيٍ أميركية الخميس، 22 ديسمبر/كانون الأول، أدلَّةٌ جديدةٌ تربط بين فريق القرصنة “فانسي بير Fancy Bear”، الذي اشتهر بالهجوم على اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأميركي، وبين الاستخبارات العسكرية الروسية.
فقد وجد التقرير أنَّ الشيفرة الحاسوبية “Computer Code” الذي استخدمتها إحدى الوحدات التابعة لمديرية المخابرات الرئيسية الروسية (GRU)، خلال عمليتها في أوكرانيا هي نفسها التي استُخدِمت في اختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.
نفت الحكومة الروسية كل هذه المزاعم. وأصرّ ماركوف على أنَّ “جميع وكالات الاستخبارات الأميركية تتذرَّع بأي تهديدٍ لحماية أنفسهم من دخول السجن. لا أحد يمكن تصديقه في وكالات أوباما”.
بدا أنَّ الكرملين كان يخطِّط لقرع الكؤوس مع حلول نهاية العام احتفاءً بانتصاراته العديدة، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا ستستمر فعلاً في الاستمتاع بنجاحها العام المقبل أم لا.
ولفت ماركوف النظر إلى “أنَّنا نحتفي بترامب والعدد المتزايد لحلفائنا في الاتحاد الأوروبي، لكنَّ العقوبات على روسيا لا تزال لم تُرفَع”. وأضاف: “لا تزال أوكرانيا تحكمها مجموعةٌ مناهضةٌ لروسيا. نحتاج إلى استثمار نجاحنا. فحتى الآن لم نر أي عائدٍ من انتصاراتنا”.
========================
ناشونال إنتريست :كيف يجب على ترامب تغيير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط؟
http://altagreer.com/كيف-يجب-على-ترامب-تغيير-السياسة-الأمري/
ناشونال إنتريست – التقرير
محاولة أوباما التواجد في آسيا، لم يكن فقط بشأن أهمية التطورات في هذه المنطقة، لكن أيضًا ينم عن عدم الاهتمام والموارد، التي أنفقتها الولايات المتحدة في كل مكان آخر، خصوصًا الشرق الأوسط . فمعظم النفوذ والدماء، التي خسرتها أمريكا في الخارج في العقدين الماضيين، كانت في الشرق الأوسط، وهي الخسارة التي لم تجلب أي نفع. الأثر الصافي العائد على مصالح أمريكا، وفق العديد من الأوجه، كان سلبيًا.
تركيز أمريكا على الشرق الأوسط، استمر لأسباب مختلفة، بعضها بسبب الشخصية الفريدة للمنطقة، والبعض الأخر يتعلق بالسياسات الداخلية. هناك قضية النفط بالطبع، ما يعدّ سببًا كبيرًا للاهتمام، منذ أن قابل الرئيس الأمريكي “فرانكلين روزفلت” ابن سعود على السفينة الأمريكية في قناة السويس، خلال الأشهر القريبة للحرب العالمية الثانية.
كمهد للأديان السماوية الثلاثة، يرتبط الشرق الأوسط بالترشيد الديني للتطرف الشديد، الذي شغل أمريكا لمدة خمسين عاماً. العادات القديمة منذ الحرب العالمية، بإظهار المنطقة كمكان لتنافس القوى العظمى، تم تشجعيه من قبل النشاطات الروسية الحديثة فيها. يتغذى ذلك الاهتمام على نفسه، الكثير من الاهتمام بشأن صراع ما، مثل الصراع السوري، ليس فقط بشأن المعارك الدامية على الارض، لكن أيضا تتعلق بالإبقاء على أن المعركة، تعدّ اختبار ما لنشاط أمريكا.
الإدارة الأمريكية الجديدة، لن تكون قادرة أكثر من الماضية على صياغة سياسة تجاه الشرق الأوسط من البداية، وستكون عرضة للطغيان المعتاد الداخلي. إلى حد ما، فإن تكريس الاهتمام الكبير للمشاكل المتبقية، جديرة بالثناء. وكسرت الولايات المتحدة الكثير في الشرق الأوسط. ومع ذلك فإن الإدارة الجديدة تحتاج للعودة للأساسيات، وتنظر باهتمام أكبر، ما الذي يعدً مهمًا لمصالح الولايات المتحدة، وما لا يهم.
مدى التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، ينطوى على عدد من الأهداف ( على سبيل عزل الرئيس السوري)، التي تحاول حلها، كما لو أنها تخص المصالح الأمريكية. علاوة على ذلك، تكريس مسؤولية الاهتمام لما هو مكسور، انحرف ليكون بشأن معالجة التكاليف الثابتة، كاستثمار يعمل بشكل نشط، على أمل أن يكون له عائد إيجابي، وهى وجهة النظر المتبعة في العراق.
ما زالت قضية النفط مهمة، على الرغم أن أهميتها لا ترتبط بشكل كبير بالاستهلاك المحلي، كما هو الآن، بشأن تأثيرها على الاقتصاد العالمي. تقليل العنف المتطرف، مصلحة شرعية أخرى في الشرق الأوسط، حيث يمكنها أن تؤذي المواطنين الأمريكيين وممتلكاتهم. وعلى الرغم من أن الربط بين الوضع على الأرض في الشرق الأوسط، والتهديد الإرهابي في الغرب، أمر مبالغ فيه، فإن الأحداث في المنطقة، تؤدي لهجمات في المناطق الآخرى. وتملك الولايات المتحدة مصلحة في الهزائم المتتالية لجماعة داعش، لتبديد أي صورة متبقية للفوز ، التي تساعد في تحفيز القومية، في الغرب.
الحد من تزايد الأسلحة، يجب أن يكون ضمن أولويات الإدارة الجديدة. وتعتبر “إيران”، التي تملك برنامجًا نوويًا، بمثابة جرس الإنذار، حيث تراجعت عن برنامجها النووي، وأي طريق لأسلحة نووية، تم منعها من قبل اتفاقيات متعددة الأطراف، تمت في العام 2015. ويقدم الاتفاق نموذجًا لجهود عدم الانتشار النووي، التي تشمل قيودًا أكثر صرامة، ورصدًا شاملًا لأي دولة تريد برنامجًا. في الوقت الحالي، يمثل انتشار الأسلحة التقليدية المشكلة الكبيرة، مثل انتشار ترسانة الأسلحة في ليبيا، بعد سقوط القذافي.
المكانة التي يمثلها الموقع الجغرافي للشرق الأوسط، كمفترق طرق قارية، يستلزم مجموعة آخرى من المصالح، ومنها التدخل والعبور العسكري، ويشمل مرورًا سلسًا من خلال قناة السويس، كعنصر في الإسقاط العالمي للقوة العسكرية الأمريكية. لكن لا يجب أن يختلط طرق الوصول بالنهاية. الوجود العسكري في الشرق الأوسط، لا يملك منفعة إيجابية لأمريكا، ويمكن اعتبار نتائجه عكسية، كرد فعل على الوجود الأمريكي على الأرض، مع العواقب العنيفة.
يعتبر الأمر أمنًا قوميًا، حيث أنه لا يوجد أي قوى عظمة هيمنت على الشرق الأوسط، يتنافس الأطراف ضد بعضهم البعض. مثل هذا التوازن، يمنع أي دولة من تمثيل تهديد كبير خارج المنطقة، ويساعد الدخلاء -ومنهم الولايات المتحدة- في إقامة مشاريعها فيها. لحسن الحظ -عكس شرق آسيا، حيث كان السؤال المهم فيه كيف ستصبح الصين المهيمنة أكثر قوة- لا يوجد أي تهديدات معقولة من المهيمنين على المنطقة، الذين يظهرون في الشرق الأوسط. الدولة الإقليمية، التى تملك أقوى جيش وأكثر اقتصاد متقدم، وهي إسرائيل، تلقي ثقلها العسكري حولها، لكنها لن تصبح رئيسة على المنطقة العربية.. القوة العسكرية لأكثر دولة مأهولة بالسكان، وهي مصر، ضعفت وهيمنت على الدولة مشاكل اقتصادية وداخلية.
الدولة التالية المزدحمة بالسكان في المنطقة، هي إيران، التي لا تعتبر أيضًا مرشحة للهمينة الإقليمية، على الرغم من أن الخطابات الشعائرية تقترح ذلك. وتصارع إيران اقتصاديًا، ولا يعتبر جيشها متقدمًا تكنولوجيًا، مثل القوات المسلحة لدول الخليج. ومع الصراعات الإقليمية، وتزايد ارتسامها بالخطوط الطائفية، فإن الدولة الشيعية المتمثلة في إيران، لا تملك فرصة للسيطرة على المنطقة، التى يعتبر غالبيتها من السنة والعرب.
بعد أربع عقود من الثورة، أدرك القادة الإيرانون مثل الجميع، أن أي آمال كانوا يملكوها لثورات شبيهة في المنطقة، تحطمت مع صحوة العرب، بعدم إضافتهم التأثير الإيراني، وفي بعض المناطق مثل سوريا توقفها. مثل هذا الإدراك يؤثر على سياسات إيران الإقليمية، التي تستلزم الدفاع عن الأنظمة المتواجدة في سوريا، وتتضمن ما يوازي جهود الدفاع الأمريكي في العراق. في المناطق التى لا تدافع إيران فيها عن الموقف الراهنة، تتدخل ضد منافسيها في المنطقة، مثل السعودية في حربها على اليمن. وتفضّل التغيير، ما يفضله كل من في المنطقة ( في الأراضي الفلسطينية) .
وتملك الولايات المتحدة أيضًا، مصلحة في منع الصراعات المسلحة، التي أصبحت شديدة لدرجة أن المعاناة الإنسانية تصاعدت، وعدم الاستقرار واللاجئين تم تصديرهما. النقطة الأساسية التي يجب تذكرها، أن هذا التأثير السلبي، الذي يجب تجنبه، يأتي من الصراعات المسلحة نفسها، أكثر من نتائجها. أكثر مصلحة ملحة لأمريكا في الشرق الأوسط، هو تقليل إنفاق الدماء الأمريكية والأموال، وتجنب الأفعال التي تحفز الأفعال الإنتقامية العنيفة. هذا المفهوم عادة ما يتم ، كعدم اعتباره أساسًا للإستراتيجة. سواء امتنعت الإدارة الجديدة عن فعل الأشياء الغبية أم لا، سنعرف بعد أربع سنوات من الآن، لأن ما ستفعله سيتقابل مع نجاحها أو فشلها.
بعض المعايير، كانت تستخدم لقياس التقدم المفروض أو الانسحاب، لأمريكا من الشرق الأوسط: أحدهما هي الديمقراطية، على الرغم من القيمة الجوهرية من السيادة الشعبية. بعيداً عن تقديم الدعم للمظالم، التي قد تؤدي لسبل عنيفة ومتطرفة، لكن لديها تأثيرًا مباشرًا قليلًا على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. ضعف الديموقراطية في الشرق الأوسط، يجعلها معيارًا فقيرًا لتفضيل دول عن أخرى. تعتبر تونس أكثر دولة ديمقراطية في المنطقة، لكنها صغيرة وهامشية للقضايا، التي يُتخد فيها قرارات من قبل صانعي القرارات في الولايات المتحدة. في إسرائيل والمناطق التي تسيطر عليها، فإن الديمقراطية جيدة، تعمل في المناطق المسيطرة عليها، لكنه نظام قائم على الفوارق العرقية والدينية، التى ينقص سكانها الحقوق السياسية.
لدى إيران، انتخابات رئاسية وبرلمانية، تهم ويشارك فيها الشعب، لكن ديمقراطيتها أفسدت بفعل قوى غير المنتخبين في النظام، الذين يفعلون أشياء مثل التنحية التعسفية للمرشحين. وتعتبر الديمقراطية في لبنان، مقيدة بالصفقات التي تقوم بها الطوائف، في مصر تعتبر الديمقراطية زائفة، يرأسها رجل عسكري قوي، وفي الممالك مثل الكويت، فإن المجالس المنتخبة يمكن حلها من العائلة المالكة.
من المعايير المضللة، التي أصبحت موضة مؤخراً، معاملة المنطقة بشأن الحرب الباردة، وفيها يتم تقليل أو زيادة النشاط الروسي، بالتساوي مع تقدم أو تراجع أمريكا. ويعتبر هذا المفهوم معيبًا. لا يوجد تنافس أيدولوجي دولي، يقارن بذلك الذي بين أمريكا والاتحاد السوفيتي. في الشرق الأوسط لا يوجد أيدولوجية إقليمية لازمة للناصرية الاشتراكية العربية. مصالح أمريكا وروسيا في المنطقة، ليست محصلتها صفر. بجانب أن أي كارت لستايل الحرب الباردة، سيظهر أن الوجود الطويل لموسكو في سوريا، بشأن تواجدها المباشر طويل المدى في المنطقة، أبسط من التواجد الأمريكي في مصر والبحرين، وأي دولة بينهمًا.
واحدة من الخصائص الرئيسية، لتوثيق الصلة بين الشرق الأوسط وصانعي القرارات خلال فترة الإدارة الأمريكية القادمة، هي نتائج الربيع العربي. مازالت المنطقة ترتجف بفعل الثورات، الأمل في الديمقراطية والاستقرار لم ينتهِ. أهداف القوى الخارجية، ومنها الولايات المتحدة، يجب أن تُصاغ، ليس في أي اتجاهات كبرى للمنطقة، لكن في تقليل الأذى الذي يحدث الآن. خطوط الصراعات في المنطقة معقدة، مثل أي صراعات في العالم، مع الانتماءات العرقية والدينية والوطنية والإيدولوجية، التي تتقاطع بطرق ترفص الجهود.
للتبسيط، يتم تمثل هذا التبسيط بمفاهيم محاور الشر، يصطف المعتدلون على صعيد المنطقة ضد المتطرفين، أو محور روسيا وإيران وسوريا، كصفة لتحديد المشاكل الأمنية في المنطقة، التي يجب إهمالها. مشهد الشرق الأوسط، سلسلة من الحظ السيء للجيش الأمريكي. أكبر شيء يدل على هذا الحظ السيء، غزو العراق في 2003، ما أثّر على ارتجاف المنطقة الكبير، وجود حرب أهلية في العراق، حفّز الصراعات الطائفية وميلاد داعش. وفوز طرف، كان بشكل آخر خسارة، ورد على موقف غير محتمل، خلال السنوات التالية: العدوان السافر، الذي تتدخل من خلاله دولة في شؤون أخرى. يجب على صناع القرار أخذ هذا التاريخ، ليس كخوف من الأداة العسكرية، لكن كتذكير لأخذ حدودها في عين الاعتبار، والعواقب قبل الدخول في مشاكل الشرق الأوسط .
مع هذا التاريخ في الاعتبار، المبدأ الأول، الذي يجب على الإدارة الجديدة ملاحظته، خلال مرحلة صنع القرار تجاه المنطقة، أن لا يوجد أي ضرر . المبدأ الثاني، الإبقاء على التكاليف والمخاطر، بما يتناسب مع الفوز لمصالح أمريكا. ثالثاً الإدراك أن ليس كل المشاكل -حتى الصعبة منها- ستحل، وحتى إذا تم ذلك، لا تعتبر أمريكا أفضل من يحلهم دوماً. عادة ما تكون المصالح والأهداف للأطراف الأخرى في المنطقة، يجب أن تتداخل، وذلك يعني أحيانا الاةستفادة من التوازن في المصالح المتصارعة.
ما يأتي بنا إلى الأساس الواقعي، وحتمية توسيع الولايات المتحدة لنفوذها، وفرصه عن طريق التعامل الحر مع كل دولة في المنطقة، وتتحرر من دخولها في منطقة عدو أم صديق. لفعل ذلك، لا يعني التخلي عن الأصدقاء، لكن بدلا من الاعتراف أن كل دولة لها مصالح متوازية، وبعضها تتصارع مع الولايات المتحدة الأمريكية.. هذا النهج يستغل مصالح العدو، الذي تتوازى مصالحه مع مصالح الولايات المتحدة، تقليل خطر الأصدقاء أو الأصدقاء المزعومين، أصبح صعبًا، لكنه يتيح الفرصة للولايات المتحدة، للاستفادة من لعبة الأطراف ضد بعضها على الاقل، لأن أمريكا أصبحت هدفًا لبعض هذه الأطراف.
سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، يجب أن تتم بعناية، ليس فقط من خلال المواجهة للمشاكل العاجلة، لكن ما سيأتي لاحقاً، هذا النوع من الانتباه، الذي نقص في غزو العراق. صناع القرار في واشنطن يحتاجون أيضاً لأخذ أفعالهم، التى تشكل آفاق الولايات المتحدة بعين الاعتبار. سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط في العقود الأخيرة، خصوصًا ما يشمل نشاط الولايات المتحدة العسكري هناك، أدى لتأكيد أنهاضد المسلمين، ما أدى لتزايد العنف ضد الولايات المتحدة.
هذه المبادئ تختلف في بعض الأوجه الواضحة، من الحوار السياسي والشعبي السائد في الولايات المتحدة، بشأن السياسة الخارجية. هناك ميل قوي لافتراض أن الولايات المتحدة يمكنها حل أي مشكلة كبيرة في الخارج، إذا وضعت ذلك في تفكيرها. هناك ميل للتفكير في الشرق الأوسط كأصدقاء وأعداء. بالتأكيد هناك تسارع سياسي وميل للتفكير أكثر، بشأن الوضع الحالي، ولرؤيتها تفعل شيئًا بشأن ذلك، بدلا من التركيز على التداعيات طويلة المدى. من خلال بعض الآراء، يعتبر التحدي الأكبر للإدارة الجديدة، التعامل مع المعارضة الداخلية.. مقترحات السياسة الواقعية، يجب أن تاخذ في الاعتبار الحاجة للتغلب على المعارضة.
ستكون سوريا، القضية الأساسية في القضايا العاجلة، التي تحتاج لتحرك. وكن الحرب المعقدة في سوريا، تعدّ قضية كلاسيكية للفوضى، مع عدم وجود حل جيد. معظم النقد للسياسة الحالية، تكوّن من سخط بشأن الاستمرار في الفوضى المميتة، بينما لم تعط اهتمامًا كافيًا للقصور وللحلول البديلة. صعوبة محاولة السعي لقضية جيدة، دون مساعدة القضية السيئة على أرض الواقع، من خلال التعاون، واختلاط قوى المعارضة مع القاعدة.
لا تملك الولايات المتحدة مصلحة هائلة في التركيبة السياسية لمستقبل السلطة في دمشق. شعار “الأسد يجب أن يرحل” يجب التخلص منه. يوفر الأسد أقرب شيء للاستقرار، الذي عاشه المواطن السوري. البديل الوحيد في الصورة لن يكون أفضل للاستقرار، وعرضة ليكون أقل جاذبية فكرياً. لن يدرك الأسد أن هدفه المعلن باستعادة كل شبر من سوريا، لكن لا يوجد حل في هذه الحرب تجعله يترك نظامه، مع دعم روسي إيراني. الاشمئزاز المفهوم بشأن قسوة النظام، لا يجب أن يقود القلب لتجاوز السياسات. ولا يجب على صناع القرار ارتكاب خطأ بالرد على المعاناة الإنسانية، من خلال تسارع وتيرة الحرب. هناك أسئلة تحتاج لأجوبة، تتضمن متطلبات حماية القوات، وما يعنيه من النطاق العام للعملية العسكرية، ومخاطر تزايد أكبر لوتيرة الحرب، من خلال قتال مباشر بين أمريكا وروسيا.
أكبر مساهمة إيجابية يمكن للولايات المتحدة فعلها بشأن الوضع السوري، يتضمن عددًا من الحلول الدبلوماسية، التي تشجع أطرافًا خارجية، لتعزيز عدم تسارع الوتيرة ودعم التنازلات . لتقديم عدد من الحلول الدبلوماسية، تتجاوز الاحتكار الثنائي بين أمريكا وروسيا، التي وضعت عدد من الحلول الفاشلة لوقف إطلاق النار، يتطلب تدخل تركيا وإيران ودول الخليج . يجب أن تبنى الدبلوماسية الأمريكية على المصالح المشتركة، في عدم رؤية مذابح مستمرة لاجل غير مسمى في الوقت الذي تتعرف فيه على الدوافع الخفية لهذه المصالح.
سواء أحببنا ذلك أم لا فإن دافع روسيا، وضع قدم في سوريا، حتى مع وجود نظام يحكم جزءًا من الدولة، هو أقوى من دافع أمريكا هناك. لكن دافع الاسد في الاستمرار لازال الأقوى .
تستمر الولايات المتحدة في امتلاك مصلحة من تدمير داعش. الحد من هذا الكيان  كافٍ، ويجعل التساؤل للإدارة الجديدة، أقل بشأن التسرع في تدميره، وأكثر بشأن زراعة الظروف التي لا تؤدي للتطرف العنيف. لا يوجد مكسب صافٍ لمصالح الولايات المتحدة، إذا كان وجود قليل لداعش، يعني وجودًا أكبر لجبهة فتح الشام، فرع القاعدة الذي يقاتل بجانب المعارضة المعتدلة في سوريا. في بعض الظروف يعتبر النظام أقل بديل محتمل سيء لداعش.
في العراق، سيتم التخلص من وجود داعش في الموصل، بمجرد وصول الإدارة الجديدة. ستكون الأسئلة بشأن كيف يمكن تزويد بعض المناطق بالإدارة المدنية، وكيف سيتم مكافحة التمرد المحتمل، الذي طال أمده في شرق العراق. لا تملك الولايات المتحدة رسم طرق السيطرة والمسؤولية، لكنها تملك مصلحة في تقليل القتال بين معارضة داعش، التي تؤدي لعدم الاستقرار في هذا الجزء من العراق. بعض الأطراف ذات الصلة، مثل تركيا وميليشيات الأكراد والحكومة المركزية في بغداد، يعتبرون أصدقاءً لأمريكا، ما يمكن استغلاله لتقليل الآثار.
يجب أن تواجه الإدارة الجديدة، قضايا أكبر في العراق، من خلال مساعدة بغداد للوقوف على قدمها. في الوقت نفسه، فإنه لإقامة عراق مستقرة، يتطلب ذلك سلطة لا مركزية  لا تواجه حكومة العراق أي شيء، مثل التحديات المدعومة خارجيًا لوجودها، وأوضح رئيس الوزراء “حيدر العبادي” تفهمه للحاجة للشمولية في حكم البلاد. يجب على الولايات المتحدة استخدام مساعدتها لتشجيع العمل على هذا الوعي، واستخدام الدبلوماسية لتشجيع آخرين، خصوصًا دول الخليج، لدعم حكومة العبادي. وجود مستمر لقوات الولايات المتحدة، يجب ألا يكون ضمن هذه التشكيلة، مثل هذا الوجود لا يضمن الاستقرار الشمولي، وهو ما ظهر من قبل. وهذا أيضاً ينفي مفهوم مساعدة الدولة، لتقف على قدمها .
بعض من سياسات الولايات المتحدة، التي تأتي بنتائج عكسية، بشأن التدخل العسكري السعودي في اليمن. هذا التدخل تسبب في خسائر للمدنيين، وتحول لكارثة إنسانية. صنعت الولايات المتحدة أعداءً كان لا يمكن أن تصنعهم، وأضعفت أخلاقها التي جعلتها من قبل تنتقد روسيا ونظام الأسد لإيذاء المدنيين في سوريا. لحسن الحظ أن الفزع بسبب اليمن، تسبب في تصاعد الأمر إلى الكونجرس، لتقديم بعض الأسس السياسية للإدارة الجديدة، للخروج من هذه الأزمة العسكرية. لا تملك الولايات المتحدة أي شأن في اليمن، ويجب أن تقدم دعمًا دبلوماسيًا لإنهاء هذه الحرب. هذا قد يشمل تقسيم اليمن لشمال وجنوب، ما يتوافق مع خطوط الحرب الحالية، ويجب أن تلبي الهدف السعودي بعدم وجود يمن قوي على حدودها.
يعدّ اليمن أكثر مشكلة عاجلة، بشأن العلاقات السعودية الأمريكية وتحالفهما. تحتاج العلاقات الواسعة مع السعودية الحفاظ عليها، لدورها في عدد من قضايا المنطقة، كذلك باعتبارها سوق نفط عالمية مهمة. لكن إبقاء قادة السعودية سعداء، لا يعدّ هدفًا بحد ذاته لأمريكا. تملك السعودية أهدافًا على أساس الانقسامات العرقية والدينية والمنافسات المحلية، التي لا تعتبر أهدفًا للولايات المتحدة. يجب أن يبنى التعاون على المصالح المتقاربة، والصدق حول الخلافات يجب أن يسود.
ينطبق نفس هذا المنظور، على المنافسة بين السعودية وإيران. سيكون من الصعب إيجاد أسباب تفضيل جانب على آخر، خصوصًا السعودية في هذا التنافس. هذا التنافس يعدّ شأنًا إقليميًا يخدم مصالح أمريكا، من خلال المساعدة في منع ظهور سيادة إقليمية. ويجب أن يكون ميل الولايات المتحدة للظهور، في حالة تصحيح الخلل فقط.
علاقات الولايات المتحدة مع إيران، يجب أن تركز قريباً على التنفيذ المستمر للاتفاقية، التي تحد من البرنامج الإيراني النووي. أي جديد في الاتفاقية سيؤدي لانتكاسات في منع الانتشار النووي، ويفتح الطرق لإيران لبناء سلاح نووي. هذا الاتفاق أزال الأغلال من دبلوماسية أمريكا الإقليمية، ويجب أن يبنى فوقه، من خلال التحرك نحو المزيد من الاتفاقيات الطبيعية مع إيران.
علاقات دبلوماسية كاملة، محتمل أن تكون أكثر من السياسية، من خلال رأس المال خلال السنوات الأربع المقبلة، على الرغم من أن إنشاء الولايات المتحدة، قسم مصالح أمريكية في طهران، سيكون ذو فائدة لتسهيل التواصل. تعاون على مستوى منخفض في قضايا متوازية، مثل المشاكل الأمنية في العراق وأفغانستان، سيكون ذا فائدة. حيث تختلف المصالح، يجب اتباع مصالح الاتفاق النووي، المتطلبات التي يجب القيام بها محددة، بجانب إدارك أن الولايات المتحدة، يجب أن تتخلى عن شيء للحصول على آخر .
السياسات المحلية الإيرانية، ستتأثر بمدى تطور العلاقات خلال السنوات القادمة. التحرك في اتجاه علاقة أكثر جدية، سيفيد في طهران، التي تفضّل التعامل بشكل طبيعي، وتُضعف من يفضلون المواجهة. روابط اقتصادية عظيمة مع الغرب، مع نتائج تحسن الاقتصاد الإيراني، ستقوي العوامل المعتدلة، مثل الرئيس حسن الروحاني، الذي من المحتمل انتخابه لفترة ثانية.. الأزمة الاقتصادية في طهران لا تعتبر من مصالح أمريكا.
في أماكن أخرى بالشرق الأوسط، اتباع نهج انتقائي في بعض القضايا، يجب أن تشكل السياسة الأمريكية. تعتبر مصر مهمة بسبب مساحتها ومكانتها في العالم العربي، وستتطلب تعاملًا بانتقاء، في الوقت الذي يؤدي تزايد الحكم القاسي لعبد الفتاح السيسي، إلى تزايد العنف وعدم الاستقرار. مصالح الولايات المتحدة في التعاون الأمني مع مصر، لازالت موجودة، لكن يجب على واشنطن تشكيل العلاقة، لتجنب تشابكها مع النظام أو إتهامها بإبعاد أصدقائها، كما تم اتهامها بعد تخليها عن مبارك.
وهذا ما يترك موضوعًا أخيرًا في المنطقة، وهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. أي تحرك دبلوماسي جديد نحو هذه الازمة، يتم وصفه بعديم الجدوى. بعض من هذه الآراء، جاءت من مراقبين عايشوا جهودًا فاشلة في الماضي. بعضها يأتي من داعمي الحكومة الإسرائيلية الحالية، الذين يفضلون عدم وجود أفعال أو تركيز على الاحتلال. لكن الأسباب القوية لأهمية وجود جهود متجددة لحل هذا الصراع، لا زالت قائمة.
هذا الأزمة، تستمر في التداخل مع مشاعر الجماهير، حتى من خارج المنطقة، ويتم استغلالها مرارا وتكرارا من قبل متطرفين عنيفين. علاوة على ذلك، فإن الوقت حان لإيجاد حل الدولتين، مع استمرار حكم إسرائيل العسكري على الضفة الغربية، الذي يهدد مثل هذا الحل. الضغط من أجل وجود دولتين، الناتج الوحيد الذي يدرك التطلعات القومية لكلٍ من اليهود والعرب، لا يستبعد اللجوء للخطة البديلة، لوجود حقوق متساوية للجميع تحت مظلة دولة واحدة.
على عكس العدد الذي لا يحصى من المشاكل الساخنة للمنطقة، وربطها الخاطئ بملكية الولايات المتحدة، فإن أمريكا أفنت في هذه المشكلة سنوات من الدعم المادي والدبلوماسي لإسرائيل. تركيز خاص لأمريكا على هذا الصراع، أكثر من المشاكل الأخرى -سواء الإنسانية أو حقوق الإنسان- مبرر ليس فقط للحد من الضرر الذي لحق بالولايات المتحدة، بسبب ربطها بأفعال إسرائيل على الارض، كذلك كمسألة أخلاقية بسبب إعطاء أمريكا غطاءً دبلوماسيًا وتسهيلها لهذه الأفعال. أخذ الرئيس الأمريكي مكتبة بأموال تقدر بحوالي 38 مليار دولار، كهدايا من دافعي الضرائب، لمواطني إسرائيل، الذين يعيشون في واحدة من أكثر الدول المزدهرة، وسيستمروا في دفع المزيد للإبقاء على الجيش الإسرائيلي، أكثر جيش بارز في المنطقة. بغض النظر عن محاولة الإدارة الأمريكية فالصراع لا يمكن لأحد أن يتهم واشنطن بعدم كونها بطلة، فيما وصلت إليه إسرائيل من أمن وإزدهار.
ما يجب أن تفعله الإدارة الجديدة، يعتمد على ما ستفعله إدارة أوباما في أيامها الأخيرة. لكن التركيز يجب أن يكون على الأرجح، متعلقًا باشتراك أجهزة متعددة من الأمم المتحدة، مثلما هو الحال مع قرار مجلس الأمن، بطرح ميزات لا يمكن تجنبها في أي تسوية عادلة.. مثل هذا النهج المتعدد، يمكن أن يتباين مع الإجراءات الأحادية، التي كانت غير مساعدة، ومثّلت اعترافًا ضمنيًا أن الولايات المتحدة ربطت نفسها في عقدة سياسية، بالتالي لم تكن فعالة.
على الرغم من أن المصالح الأمريكية، يجب تميزها دوما عن المصالح الإسرائيلية، إن الطريقة الوحيدة للتعامل مع المقاومة السياسية الداخلية، التي لا مفر منها للمبادرة الدبلوماسية، هو وضع إطار للحاجة لها بشأن مستقبل إسرائيل نفسه. استمرار الصراع، يعني أن إسرائيل لن تعيش أبداً في سلام، ولن تكوّن علاقات طبيعية مع جيرانها، وأنها ستعيش للأبد بالقوة، كنتيجة لذلك، فإن بعض المهمشين في وسطها يعيشون بالسكين. من يدعون أنفسهم بداعمي إسرائيل الأقوياء، يجب أن يقرروا إذا كان هذا المستقبل الذي يريدوه.
تحتاج الولايات المتحدة الابتعاد عن الشرق الأوسط في بعض المشكلات، لكن ليس في المجمل. يجب أن تبتعد عن سياسة التدخل، التي جعلت المنطقة منطقة استنزاف لحياة وموارد أمريكا.. تحتاج للتخلّي عن المشاكل الإقليمية . إدارة ترامب ستحتاج إلى الاستمرار في إعطاء لهتمام سياسي بالمنطقة.
========================
المونتير  :دلالة التقارب الخليجي-البريطاني وتأثيره على مصر وأزمات الشرق الأوسط
http://altagreer.com/دلالة-التقارب-الخليجي-البريطاني-وتأث/
المونتير – التقرير
القاهرة – تقارب خليجيّ-بريطاني دخل ربيعه الأوّل عقب حضور رئيسة الوزراء البريطانيّة تيريزا ماي قمّة دول مجلس التعاون الخليجيّ التي أقيمت في البحرين في 6 و7 كانون الأوّل/ديسمبر 2016.
وقالت ماي إنّ مخاطر الأمن تزداد في الدول العربيّة والغربيّة على السواء، مؤكّدة أنّه لا بدّ من العمل معاً من أجل تقويض المخاطر الأمنيّة والإرهابيّة. ووعدت بتقديم كلّ العون لمساعدة الخليج في التصدّي لما وصفته بعدوان إيران.
ويعدّ الخوف من التدخّل الإيرانيّ، المصدر الأكبر للقلق بين دول الخليج التي اتّهم بعضها إيران بالتدخّل في شؤونها في السابق. ويسود الخلاف في ما بينهما في شأن عدد من السياسات في المنطقة بما فيها الموقف في اليمن وسوريا.
وفي شأن دلالة هذا التقارب وتأثيره على مصر، يقول نائب رئيس المركز العربيّ للدراسات السياسيّة والاستراتيجيّة الدكتور مختار غباشي إنّ هذا التقارب يأتي في وقت تتوتّر فيه العلاقات بين مصر والسعوديّة من جهّة وقطر من جهّة أخرى، في شكل غير مسبوق، معتبراً أنّ هاتين الدولتين أكثر دول المجلس تأثيراً في المشهد الإقليميّ.
ويضمّ مجلس التعاون الخليجيّ دول الإمارات العربيّة المتّحدة، البحرين، السعوديّة، عمان، قطر، والكويت.
وأثيرت أخيراً أزمة بين مصر والسعوديّة، ظهرت على العلن للمرّة الأولى في 8 تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، حين صوّتت مصر لصالح مشروعي قرار قدّمتهما فرنسا وروسيا خلال جلسة مجلس الأمن في شأن الأوضاع في سوريا. وهو الأمر الذي وصفه المندوب السعوديّ لدى الأمم المتّحدة عبد الله المعلمي بالمؤلم.
وتشهد العلاقات بين القاهرة والدوحة توتّراً واضحاً عقب ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بالرئيس الأسبق محمّد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين التي صنّفتها الحكومة المصريّة كياناً إرهابيّاً وجرّمت الانضمام إليها، في الوقت الذي تأوي قطر عدداً من قيادات الجماعة.
واعتبر رئيس وحدة الدراسات الخليجيّة في مركز الأهرام للدراسات السياسيّة والاستراتيجيّة الدكتور معتزّ سلامة أنّ هذا التقارب طبيعيّ لا سيّما مع استعداد بريطانيا للخروج من الاتّحاد الأوروبيّ رسميّاً في آذار/مارس المقبل، مضيفاً لـ”المونيتور” أنّ لندن تبحث إبرام اتفاقيّات تجاريّة منفردة مع دول الخليج.
وتعتبر دول الخليج ثاني أكبر مستورد غير أوروبيّ للبضائع والخدمات البريطانيّة، بينما تبلغ قيمة الاستثمارات الخليجيّة في بريطانيا 1.26 مليار دولار.
وسبب آخر لأهميّة التقارب يوضحه غباشي في تصريحاته إلى “المونيتور” بقوله إنّ “دول مجلس التعاون الخليجيّ تبحث عن شريك دوليّ لها عقب توتّر العلاقات مع واشنطن، لا سيّما مع تصاعد الهجوم المتوالي من الرئيس دونالد ترامب على دول الخليج، معتبراً أنّها لا تملك أيّ شيء سوى الأموال، ممّا اعتبره مراقبون تقليلاً من الشأن الخليجيّ في المنطقة”.
وقال غباشي إنّ التقارب الخليجيّ-البريطانيّ خطوة جديدة نحو توسيع الفجوة في العلاقات المصريّة-الخليجيّة، ممّا يؤثّر على الأزمة السوريّة التي تتبنّى فيها مصر موقفاً مغايراً للسعوديّة. وأضاف أنّ الخليج فقد مع الوقت الأمل في أن يعوّل على مصر في شأن حماية أمنه الإقليميّ.
وعن المدّ الشيعيّ الذي تقوده إيران في المنطقة، والذي تعتبره دول الخليج أبرز ما يهدّد أمنها القوميّ، يقول غباشي إنّ مصر لا تأخذ هذا الملفّ ضمن أولويّاتها، وهو ما جعل دول الخليج تبحث عن شريك آخر.
واختلف سلامة مع هذا الرأي، واعتبر أنّ هذا التقارب لن يؤثّر على مصالح مصر في المنطقة. وقال إنّ دول مجلس التعاون الخليجيّ يمكن أن تستثمر التقارب مع بريطانيا في الضغط عليها في تغيير وجهة نظرها في شأن دعمها المستمرّ لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، شرط ترطيب العلاقات المصريّة-الخليجيّة.
غير أنّ رئيس وحدة الدراسات الخليجيّة في مركز الأهرام للدراسات السياسيّة والاستراتيجيّة توقّع ألّا تشهد العلاقات المصريّة الخليجيّة تطوّراً في القريب العاجل، وعزا ذلك إلى أنّ العلاقات لم تبن على “المؤسّسيّة”، بحيث تراعي كلّ دولة مصالح الأخرى، لا سيّما التي تتعلّق بالأمن القوميّ والبعد عن المجاملات في المقابلات الرسميّة، مطالباً بفتح حوار جادّ بين القاهرة والرياض لإذابة الخلافات في ما بينهما، على أن تأتي قطر في مرحلة لاحقة، شرط أن تغيّر موقفها هي الأخرى من دعمها لجماعة الإخوان المسلمين.
وتشهد أيضاً العلاقات بين القاهرة ولندن فتوراً، لا سيّما مع موقفها الداعم لجماعة الإخوان المسلمين، حيث أعلنت الداخليّة البريطانيّة في مطلع آب/أغسطس الماضي عن لائحة جديدة تنظّم طلبات اللجوء السياسيّ لأعضاء الجماعة بدعوى تعرّضهم إلى اضطهاد من قبل السلطات المصريّة، وهو ما رفضته الخارجيّة المصريّة، وقالت إنّ هذا القرار يفتقر إلى المعلومات الصحيحة، واعتمد على تقارير وصفتها بالمغلوطة.
وفي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أصدرت لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس العموم البريطانيّ تقريراً برّأ جماعة الإخوان المسلمين من جرائم العنف في مصر. وفي نهاية العام الماضي، أعلنت الحكومة البريطانيّة أنّها لن تحظّر جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا، وأوضحت في تقرير نشرته عن مراجعتها لنشاطات الجماعة في بريطانيا عرضته على مجلس العموم، أنّه لا ينبغي تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظّمة إرهابيّة.
استدعى التقرير البريطانيّ توجّه وفد برلمانيّ مصريّ إلى لندن للقاء أعضاء مجلس العموم البريطانيّ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وقال مصدر برلمانيّ لـ”المونيتور” إنّ الوفد أعرب عن امتعاضه من التقرير البريطانيّ، مضيفاً أنّ اللقاء جاء بهدف استعراض حجم ممارسات العنف التي تنتهجها جماعة الإخوان المسلمين في مصر منذ 30 حزيران/يونيو 2013.
وقال عضو المعهد الملكيّ البريطانيّ للشؤون الدوليّة عبدالله حمودة في اتّصال هاتفيّ من لندن مع “المونيتور” إنّ الوفد البرلمانيّ المصريّ عبّر عن غضبه من موقف أعضاء العموم البريطانيّ تجاه الإخوان المسلمين في مصر، معتبراً إيّاه متعنّتاً.
وفي 15 كانون الأوّل/ديسمبر الجاري، هاجمت دول مجلس التعاون الخليجيّ مصر للمرّة الأولى، وعبّرت عن انزعاجها من زجّ الحكومة المصريّة باسم قطر في تفجير الكنيسة البطرسيّة في القاهرة، الذي أوقع 24 قتيلاً، ووصفته بأنّه أمر مرفوض.
وكانت وزارة الداخليّة المصريّة قد اتّهمت في وقت سابق قادة في جماعة الإخوان المسلمين المقيمين في قطر بتدريب منفّذي التفجير الانتحاريّ الذي استهدف الكنيسة البطرسيّة في القاهرة، وأوقع 24 قتيلاً، وتمويلهم، وذلك بهدف “إثارة أزمة طائفيّة” في البلاد.
وقالت الخارجيّة المصريّة إنّ مصر كانت تأمل في أن “يعكس موقف أمين عام مجلس التعاون الخليجيّ عبد اللطيف الزياني قراءة دقيقة للموقف المصريّ”.
واختتم سلامة حديثه قائلاً: “مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أيّ تعاون ربّما يقوّض من دورها في المنطقة”. وأضاف أنّ مصر ليست طرفاً مفعولاً به في المنطقة، فهي قادرة على جذب تشكيل تحالفات تخدم مصلحتها، وتحافظ على أمنها القوميّ.
========================
فورين بوليسي :من سيكون الرئيس الفعلي لأميركا؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/12/28/من-سيكون-الرئيس-الفعلي-لأميركا
من سيكون الرجل الأقوى في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، أو بالأحرى من سيكون الرئيس الفعلي للولايات المتحدة؟ أهو مايك بنس؟ أم رينس بريبوس؟ أم ستيف بانون؟ أم لا هذا وذاك؟
هذا هو السؤال "الكبير" الذي حاول ديفيد روثكوف رئيس تحرير مجلة (فورين بوليسي) الأميركية التي تُعنى بقضايا السياسة الخارجية الإجابة عنه في مقال مطول استعرضت فيه الفترات الانتقالية التي مر بها رؤساء أميركيون سابقون قبل توليهم مناصبهم رسميا في 20 يناير/كانون الثاني كما درجت العادة.
ووصفت المجلة الفترة الانتقالية الحالية التي تسبق تولي ترمب سدة الحكم في البلاد بأنها "الأكثر استثنائية في انتقال السلطة في التاريخ الأميركي الحديث". فدونالد ترمب سعى إلى تأكيد صلاحيات الرئاسة ورسم السياسة الخارجية للبلاد منذ اللحظة التي انتُخب فيها بدلا من الانتظار حتى يؤدي اليمين الدستورية أو التريث لحين مغادرة سلفه.
إن أكثر السمات إثارة في هذه الفترة الانتقالية -كما يرى روثكوف- يمكن استخلاصها من الهيكل التنظيمي للحكومة المقبلة، فقد اتخذ ترمب الآن من بعض الخطوات ما يجعل من تركيبة البيت الأبيض الأكثر تعقيدا في الذاكرة الحديثة التي تتحدى الدروس المستفادة من الرئاسات السابقة، وتبدو كأنها صفحة اجتُزئت من ماضي ترمب نفسه في مجال الإدارة.
ولعل هذا ما جعل روثكوف يتساءل في مقاله "من سيكون المسؤول الفعلي عن تصريف شؤون الإدارة اليومية في الحكومة الأميركية؟"، مضيفا أن ما يظهر الآن من هيكلة تجعل الإدارة المقبلة أقرب إلى "شركة قابضة فضفاضة" منها إلى بنية محكمة سهلة القيادة.
"ما من سبب يجعل المرء يعتقد أن دور ترمب في الحكومة الأميركية سيكون مختلفا عما دأب على القيام به في مؤسسته التجارية، بل سبق أن ألمح إلى ان نائب الرئيس المنتخب مايك بنس سيناط به دور أكبر في الإشراف على السياستين الداخلية والخارجية على السواء"
ونسبت (فورين بوليسي) في مقال رئيس تحريرها إلى تقارير من داخل مؤسسة ترمب أنه ليس من المديرين الذين يصرفون شؤون شركتهم اليومية، فقد ركز على بناء هوية شركته التجارية باعتباره واجهتها وممثلها، وكان يتخذ قليلا من القرارات بشأن الصفقات الرئيسية أو جانب من جوانب مشاريع البناء لكنه يترك بقية الأمور لمساعديه.
وخلصت إلى أنه ما من سبب يجعل المرء يعتقد أن دور ترمب في الحكومة الأميركية سيكون مختلفا عما دأب على القيام به في مؤسسته التجارية، بل سبق أن ألمح إلى أن نائب الرئيس المنتخب مايك بنس سيناط به دور أكبر في الإشراف على السياستين الداخلية والخارجية على السواء.
وقد أحاط ترمب نفسه بفريق عالي المستوى يركز على الأفكار والسياسة بدءا من مستشاريه الكبار، مثل ستيف بانون وكيليان كونواي إلى ثلة من مساعديه للشؤون الصحفية والإعلامية.
في السابق كانت مسؤولية التصدي للأمور المتعلقة بتضارب المصالح تقع على رئيس موظفي البيت الأبيض، لكن مشكلة ترمب أن من اختاره لهذا المنصب -وهو رينس بريبوس- ليس لديه من المؤهلات ما يجعله قادرا على لعب هذا الدور.
وفي أي شركة قابضة تكون السلطات بيد الشخص الذي يتولى مهام تنسيق الهيكل التنظيمي وحل تضارب الاختصاصات والمصالح التي تظهر داخله، فهل يكون هذا الشخص هو مايك بنس أو بريبوس أو ربما شخصا آخر من شاكلة بانون؟ وهل يستعيض ترمب عنهم بلجنة مصغرة من المستشارين التي قد تضم صهره جاريد كوشنر أو ابنته إيفانكا ترمب؟
الجواب عن هذه الأسئلة غير واضح كما تقول فورين بوليسي. لكن كلما كانت تشكيلة إدارة ترمب أكثر تعقيدا بالنظر إلى شخصية الرئيس المقبل وسجله، بات جليا أن صلاحيات أوسع ستكون بيد شخص لم ينتخبه الشعب الأميركي لتولي المنصب الأرفع في البلاد.
========================
واشنطن بوست: تلاشي زعامة أميركا بسبب أوباما
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/12/28/واشنطن-بوست-تلاشي-زعامة-أميركا-بسبب-أوباما
انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية السياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وأشارت إلى أنه تسبب في تراجع دور الولايات المتحدة على المسرح الدولي وفي تلاشي الزعامة الأميركية على المستوى العالمي.
وأشارت من خلال مقال للكاتب ريتشارد كوهين إلى الأزمات والقضايا الملتهبة في الشرق الأوسط، وقالت إن روسيا وتركيا وإيران التقت في موسكو قبل أيام لمحاولة إيجاد حلول لقضايا المنطقة دون حضور الولايات المتحدة، وحتى أن أحدا من هذه الدول لم يطلب من أميركا الحضور.
وذكر الكاتب أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرتشل سبق أن صرح في 1942 بأنه لم يتول ذلك المنصب كي يتسبب في اضمحلال الإمبراطورية البريطانية وتراجع دورها على المستوى العالمي.
وقال إن أوباما لم يستفد من دورس التاريخ وإنه كان سعيدا للغاية وهو يرى الولايات المتحدة تفقد نفوذها الدولي، فهذه حلب الآن في سوريا أصبحت كومة من الأنقاض وأن عددا لا يحصى من المدنيين واجهوا مصيرهم فيها قتلا وتنكيلا دون أن تحرك القوى العظمى المتمثلة في الولايات المتحدة بقيادة أوباما ساكنا.
وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران التقوا في موسكو لمناقشة الأزمة السورية دون دعوة أي مسؤول أميركي (رويترز)
لقاء موسكو
وأوضح الكاتب أن روسيا دمرت حلب عن طريق القصف الجوي المتواصل وأنها فعلت لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ما لم تستطع الولايات المتحدة فعله بالنسبة للمعارضة السورية المناوئة للنظام السوري.
واستدرك بالقول إن الولايات المتحدة شنت الحرب على العراق مرتين وتكبدت خسائر بشرية فادحة، وإنها سبق أن فقدت العديد من قواتها في لبنان، وأشارت إلى أنه ربما هذا ما جعل أوباما يكون مترددا إزاء التدخل في سوريا أو الانزلاق إلى مستنقع جديد من مستنقعات الشرق الأوسط مرة أخرى.
وأضاف أن الزمن كفيل بإخبارنا عن مدى صحة خيارات أوباما، لكنه كان يمكن للولايات المتحدة التدخل في سوريا للحد من إراقة الدماء.
وأوضح أنه كان جديرا بأميركا فرض منطقة حظر طيران في سوريا يكون من شأنها منع مروحيات النظام السوري من قصف الأهالي عن طريق البراميل المتفجرة، وكان يمكن لأوباما إنشاء مناطق عازلة في سوريا لإيواء اللاجئين.
وتساءل الكاتب لماذا تمكن الروس من فعل ما يريدون فعله في سوريا بينما لم تستطع الولايات المتحدة فعل شيء؟ وأجاب أن أوباما لم يكترث أصلا، وأنه لم يحشد جهود الولايات المتحدة من أجل قضية نبيلة تتمثل في إنقاذ أرواح السوريين، ولا هو عمل شيئا لتفادي أزمة اللاجئين التي تنذر بزعزعة استقرار أوروبا.
وقال إن زعامة الولايات المتحدة تعد أمرا ضروريا لحفظ السلام في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن هذه الزعامة الآن قد تلاشت.
========================
واشنطن تايمز: الجنائية الدولية تتهاوى
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/12/28/واشنطن-تايمز-الجنائية-الدولية-تتهاوى
قالت صحيفة واشنطن تايمز إن المحكمة الجنائية الدولية تترنح بفعل الضربات المتتالية التي تلقتها في الآونة الأخيرة وتمثلت في انسحابات عدد من الدول من عضويتها مما ألقى ظلالا من الشك بشأن مشروعيتها وقدرتها على البقاء.
والمحكمة التي رأت النور في مطلع القرن الحالي، باتت هي ذاتها في موضع مساءلة، فهي تتعرض لانتقادات متزايدة من قوى كبرى، كما أن دولا تصفها الصحيفة الأميركية بالصغيرة تتهمها بالانحياز ضدها.
وأشارت الصحيفة إلى أن انسحاب دول مثل بوروندي وغامبيا وجنوب أفريقيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتلويح كينيا وناميبيا وأوغندا ودول أخرى باتخاذ خطوة مماثلة ربما يعكس خوفا من مقاضاة حكامها أكثر منه موقفا مبدئيا يتعلق بعدالة المحكمة الدولية التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرا لها.
غير أن خبراء قانونيين دوليين يقولون إن رغبة بعض الدول الأعضاء في اتخاذ مثل هذه الخطوة "الصارمة" بالانسحاب بالجملة يمثل "ضربة قوية" لمشروعية المحكمة وقدرتها على الصمود على المدى الطويل.
ونقلت واشنطن تايمز عن أندريس شولر وهو محام متخصص في الجرائم الدولية بالمركز الأوروبي للحقوق الدستورية والإنسانية في برلين، قوله إن "انسحاب الدول يضر بسمعة المحكمة، فإذا نظرت في الأسباب وراء تلك القرارات، فإني أعتقد أن ما يؤرق الشعوب في تلك الدول هو انسحاب قادتها منها".
وفي تدوينة نشرها بموقع فورين بوليسي دوت كوم، تساءل أستاذ الشؤون الدولية بجامعة إنديانا ديفد بوسكو صراحة عما إذا كانت المحكمة "تنهار أمام أعيننا"، مضيفا أن كل انسحاب يقلل من قدرة المحكمة على النظر في الدعاوى المقدمة إليها.
وكتب يقول إن "أي انسحابات أخرى من شأنها أن تنال من مشروعية المحكمة وتحد من نطاق عملها في إجراء التحقيقات مستقبلا".
ومضت الصحيفة إلى القول إن فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يشي بأن المحكمة لن يكون لديها من ينافح عنها في واشنطن طيلة الأعوام الأربعة القادمة.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد تأسست في عام 1998 بعد تفكك جمهورية يوغسلافيا والمذابح التي وقعت في رواندا مما أدى إلى تعالي الأصوات المنادية بإيجاد آلية تنظر في القضايا المتعلقة بجرائم ضد الإنسانية والفظاعات الأخرى.
========================
نيوزويك: هل أميركا وراء نشوء تنظيم الدولة؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/12/28/نيوزويك-هل-أميركا-وراء-نشوء-تنظيم-الدولة
أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية، وتساءلت عما إذا ما كانت الولايات المتحدة مسؤولة عن نشوء هذا التنظيم من الأصل، وذلك لفشل إستراتيجيتها في العراق والمنطقة.
وقالت إن الولايات المتحدة لم تنشئ تنظيم الدولة متعمدة، ولكنه ما كان له أن يظهر ويصعد لولا العثرات التي واجهت أميركا أثناء احتلالها العراق عام 2003، وقالت إنه لم يكن هناك قبل ذلك أي جماعات إسلامية مسلحة مثل تنظيم الدولة في العراق.
وأضافت أنه صحيح أن حكم الرئيس العراقي صدام حسين كان رهيبا، ولكن صدام نجح في إبقاء عينيه مفتوحتين لمراقبة تلك الجماعات، لكننا غزونا العراق وأطحنا بصدام من السلطة.
وأشارت إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) فشلت في إصدار القرارات المناسبة لحفظ الممتلكات في العراق، مما أدى إلى انتشار الفوضى والنهب والسلب على نطاق واسع في البلاد، بل وإلى انهيار المنظومة الاجتماعية في البلد، في ظل حالة من عدم توفر الحد الأدنى من الأمن.
قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة تنتشر في منطقة الأنبار غربي العراق منتصف 2014 (أسوشيتد برس)       حل الجيش العراقي
وأضافت نيوزويك أن سلطة الائتلاف المؤقتة التي كانت مسؤولة عن إدارة العراق سرعان ما اتخذت قرارا بحل الجيش العراقي، الأمر الذي جعل مئات الآلاف من الشباب المدججين بالسلاح يجدون أنفسهم أحرارا  بلا هدف ولا عمل يقومون به، وكانوا يهيمون في الشوارع خارج نطاق السيطرة.
وقالت إن الخطوة الخاطئة الأخرى تمثلت في الدور الذي لعبته الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث التي عملت على اجتثاث عناصر هذا الحزب، الأمر الذي أدى إلى فقدان الآلاف من الخبراء والمهرة العراقيين لوظائفهم الحكومية.
وأشارت إلى أنه لم يمض وقت طويل حتى شهد العراق انهيارا كاملا للقانون والنظام، مما أدى إلى ظهور سلسلة من حركات التمرد في مختلف أنحاء البلاد، تلتها موجات عارمة من الاعتقالات العشوائية التي طالت الأعداء ومن قد يكونون من الأصدقاء على حد سواء.
كما أشارت إلى انتشار الحواجز العسكرية بأنحاء البلاد التي كان يقوم عليها جنود أميركيون مثارو الأعصاب يطلقون النار على سيارات مدنية مليئة بالأبرياء، كما انتشرت ظاهرة إطلاق النار العشوائي وسادت حالة من سوء المعاملة لدرجة اقتراف المجازر دون رادع أو خوف من عقاب، الأمر الذي زاد من انسكاب الزيت على النار.
وذكرت أنه في مثل هذه الظروف بدأت حركات التمرد في العراق تستقطب المقاتلين الإسلاميين من كل أنحاء العالم للجهاد، وأن ما لم يحدث في عقود من حكم صدام حسين للعراق سرعان ما حدث في غضون أشهر في ظل حكم الولايات المتحدة للبلاد.
وقالت إن تنظيم القاعدة سرعان ما افتتح له مكتبا فرعيا في العراق وسرعان ما أصبح متعطشا للدماء أكثر من أي جماعة أخرى، حتى أنه أخضع أجزاء من غربي العراق لسيطرته، وهي المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة لاحقا.
وأضافت أن تنظيم القاعدة واجه هزيمة في العراق، لكن أعضاءه مثل أبو بكر البغدادي سرعان ما سعوا إلى إنشاء تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي انسحبت فيه القوات الأميركية من العراق.
وقالت إن الجيش العراقي الجديد الذي دربته الولايات المتحدة سرعان ما خسر أسلحته الأميركية أمام تنظيم الدولة، وإن الأميركيين تسببوا في ظهور هذا التنظيم من خلال إستراتيجيتهم الفاشلة في العراق والمنطقة.
========================
وور أون ذا روكس: (الأسد أو نحرق البلد)، قراءة خاطئة للطائفية والنظام في سوريا
http://www.all4syria.info/Archive/375461
كلنا شركاء:وور أون ذا روكس- ترجمة محمد غيث قعدوني- السوري الجديد
قبل اندلاع الانتفاضة في سوريا عام 2011، كنت كلما تطرقت للأمور السياسية مع عدد من المحاورين السوريين من سكان المدن،  كانوا غالباً ما يقولون لي: “أنتم -اللبنانيون- عنيفون وفاسدون وطائفيون وتفتقرون إلى الشعور بالانتماء إلى الوطن”.
في الحقيقة، لاحظت شخصياَ أن العراقيين يتحملون توبيخاتٍ مماثلة، بصراحة، كان السوريون على حق بدرجة كبيرة، غير أن وجهة نظرهم الحقيقية كانت تكمن في مكان آخر.
وبالطبع، فقد كان المعنى الضمني لكلامهم هو أن سوريا تبدو مختلفة في ظل حكم نظام الأسد “بشكل مغاير للسياسات الممزقة في لبنان والعراق، نجحت سوريا ببلوغ حسِ عالِ من الانتماء الوطني والأهداف، وهوية فوق طائفية، لم تكن الطائفية موجودة في حياة السوريين، كما أخبروني. ومما لا شك فيه أن سوريا لم تكن بلداً ديمقراطياَ، بيد أن بشار الأسد تزوج من امرأة سُنية ترتدي ملابس أجنبية أنيقة، وكان باستطاعة النسوة التجول من دون حجاب، ناهيك عن توفر المشروبات الكحولية
هذا هو نمط الحياة الليبرالية من النوع الذي يروق للجمهور الغربي، لكنه في واقع الأمر يخفي أكثر مما يكشف.
اعتلى كثير من أبناء الطائفة السُنية مجالات التجارة والسياسة والجيش، وكانت الأقليات تتمتع بحرية العبادة بإرادتها طالما أنها تبقى موالية للأسد، ولا عجب في أن صورة سوريا هذه والتي جرى تسويقها بهذا الشكل إلى حدٍ يُشعِركَ بالغثيان، أخفت جزئياَ الانهيار الحاصل في البلاد خلال الخمسة عشر عاماَ الماضية. وفي الوقت الذي اعترفَ فيه كثير من أولئك الذين يتحسرون على “سوريا الأمس” بأنها لم تكن مثالية، إلا أنهم يبدون غير قادرين على إيجاد الصِلة بين هذه الرواية الرومانسية والكارثة التي تعصف بالبلاد اليوم.
في الواقع، في سوريا كما هو الحال في لبنان والعراق، توافرت مُسبقاَ جميع مكونات “الثورة” المزلزلة. هذا ويُعزى تفجير وبلورة المشاعر الطائفية، وتسليحها لظروفٍ كثيرة كالقوة الداخلية والبُنية السياسية وخيارات القيادة.
ونشرت “War of the Rocks” مقالتين  تعديليتين لكاتب يكتب باسم مستعار كان قد أعاد إلى الأذهان جميع هذه الأحاديث منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا والتي أخذت طابع الحرب الأهلية، وتَجَدُدُ الحرب الأهلية في العراق. وأرُدُ هنا على تقرير الكاتب حول سوريا، إذ أني لستُ مُؤهلاً لمناقشة المسألة العراقية، ولهذا سأمتنع عن تناول هذا الموضوع.
يُشيرُ الكاتبُ هنا إلى بعض النقاط المهمة تلك التي تتضمن الحقيقة القائلة بأن حرمان “أهل السُنة” في سوريا والعراق أمرُ مبالغُ فيه غالباً بحيث لا يفسر أو يدعم بمفرده صعود التطرف السُني، وأن السلفية والتكفيرية تُمَثِلُ تهديداً ليس فقط للمجتمعات المتنوعة، بل وحتى للسنة أنفسهم، وأن تناول الصراع السوري من منظور السُنة والشيعة بشكل أساسي هو تبسيطُ له، وأن الهوية “السُنية” مائعة. وبشكل نزيه، رغم أنه مناقضُ لما يؤكده الكاتب وبجرأة، أن ولا واحدة من هذه النتائج هي جديدة أو مثيرة للجدل بشكل خاص.
ومن تلك النقطة يبدأ النقاش بالانحدار، إن هذا التقرير والذي جاء لإثبات أن واشنطن قد سقطت ضحية لروايةٍ طائفيةٍ خاطئة متلاعبٌ بها وتؤجِجُها دول الخليج حول الشرق الأوسط، يناقش أنه مدعاةُ لهذه الروايات الطائفية، انشقت الدول الغربية ومن ثم دعمت من يُقاتِلُ نظام الأسد.
ويرى الكاتب مجهول الهوية، أن الحل لهذه الفوضى والعنف الطائفي يتجلى في إيديولوجية مُعاكسة تُعزز المواطنة والدولة  العلمانية، هذا النموذج الذي يعكف الغرب على تدميره في سوريا اليوم، نعم لقد قرأتم ذلك تماماً. يراهن الكاتب على نظام الأسد أنه نموذج للمواطنة والعلمانية، وسيكون هذا المؤلف المُتناقِض والمحتمل أنه يتكلم العربية، قد قدم خدمة كُبرى لقرائه، لو أنه ترجَمَ أحد أشهر شعارات الأسد شعبيةَ  والقائل: “الأسد أو نحرق البلد”، هل هذا ما تعنيه المواطنة بالنسبة لك؟!.
إن لمذهب “التعديلية” أتباعه ولهذا فإن مقالاتٍ كهذه تنشر بشكل واسع ومن المُرجح أنها منطلقُ للكثير من مقالات الرأي المدافعة عن عملية أساسية لمراجعة التفكير في السياسة الغربية في سوريا والمنطقة كَكُل. وسيشملُ أولئك الذين جرى إغواؤهم، شرائح سياسية من المجتمع غير راضية تجاه نهج واشنطن، وأولئك الذين يسعون للتحالف مع الأسد، ناهيك عن الساعين لإسقاط الحلفاء التقليديين لواشنطن من العرب لصالح إيران، وأولئك الذين يريدون من الولايات المتحدة أن تنسحب من الشرق الأوسط. ويمكن للمرء هنا التشكيك في وجود آذان صاغية حتى داخل البيت الأبيض.
دعونا قبل كل شيء نستغني عن مناقشة السياسة، في هذه الحالة، إن الوهم الذي يبثه الكاتب هنا أن لواشنطن في سوريا أو العراق سياستها القائلة: “السُنة أولاً”، وإذا ما أردنا البدء، فإن المجموعات التي تقصفها الولايات المتحدة هي مجموعات جهادية “سُنية” بامتياز، بينما تتغاضى عن أو تأوي المجموعات الجهادية “الشيعية”. وقبل أن يتم تحريف كلامي، فإن هذه ليست حجة لوقف قصف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو جبهة النصرة، أو البدء بقصف “حزب الله اللبناني، وميليشيا أبو الفضل العباس العراقية، والأفغان الفاطميون”، أو أيً من عشرات الفصائل الشيعية المقاتلة في سوريا، وإنما هي دعوة للتحليل النزيه.
ومما لا شك فيه أن الفصائل التي تُسلحها واشنطن في سوريا هي “سُنية” بامتياز كما ذكرنا آنفا، بل وحتى” فصائل كردية ماركسية-لينينية، كانت قد غدت وبشكل مثير للاهتمام طفل واشنطن المُدلل”، بيد أن أيَ من يتبع سياسة الإدارة الأمريكية في سوريا سَيوقِنُ الآن أن دعماً من هذا القبيل إنما كان مشروطاً ومُقيِداً. وتغيب عن الإدارة الأمريكية، على الأقل الحالية منها، النية بالسماح بانتصار ساحقٍ للثوار “وهو أمر غير محتملٍ إلى حدٍ كبير” تُبَرِرُه المخاوف من الفوضى وسيطرة الجهاديين ولتحافظ واشنطن على ما تقول إنه “ما تبقى من مؤسسات الدولة السورية”. إن هذا الخوف بعينهِ بالإضافة إلى مخاطر وتكلفة إيقاف الآلة العسكرية لنظام الأسد، ترجمهُ الكثير من السوريين على أنه سياسة الأمر الواقع من المؤيدين للقتل الجماعي بحق المدنيين “السنة” في مناطق “إدلب، وحلب، والغوطة الشرقية”. في هذه المرحلة من الصراع، ليس هناك محللين جادين ممن يدعون لتغيير النظام من النوع الذي يشجبه الكاتب في تقريره. ويتَفِقُ المحللون المسؤولون على الحاجة للتوصل إلى تسوية تشمل ما تبقى من نظام الأسد.
دعونا أيضا نتفحصُ الثورة والتي هي “سنية” بأغلبية كبيرة بلا أدنى شك، ومعارضة بمعظمها للعلويين والشيعة ويسيطر عليها المتشددون على نحوٍ متسارع. وكلما انحرفت هذه الثورة نحو الطائفية والتطرف تضاءلت فرص انتصارها.  وحالي كحال أحد الأشخاص كان قد دعا إلى مزيد من الدعم للثوار عام 2012، “وإلى التدخل العسكري المباشر عام 2013 بُعيدَ استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية في قصف غوطة دمشق”، كنتُ قد لاحظت أن دعم الثوار في أوساط السوريين قد تراجع خلال السنوات القليلة الماضية. وتضاءلت الخيارات المتاحة لتسليح فصائل الثوار وغدت أكثر خطورة مما كانت عليه، أولا بسبب الانقسامات  وعدم الكفاءة التركية- الخليجية، وثانياً نظراً لتردد واشنطن وأخطائها المتمثلة “بالتصميم سيء الطالع لبرنامج تدريب وتسليح بعض فصائل المعارضة السورية الذي أعَدَهُ البنتاغون” حيث كان أفضحُ هذه الأخطاء. وحتى ذلك الحين، لا يستطيع المرء أن يسقط من حساباته التواطؤ النفعي للأسد من خلال بروز الحركات الجهادية منذ العام 2003 وكيف أنه هيأ عمداً الظروف للتطرف والطائفية من هذا القبيل.
وخلافاً لنقاشات “سايروس” هناك طيف واسع من الفصائل الثورية في سوريا، هذا وإن تجاهل الكثير من الفصائل التي لا تشترك مع السلفية الجهادية، هو أمر نفعي ومخادع على حدٍ سواء. فتنظيم الدولة الإسلامية ، وجبهة النصرة  هما فصيلا  إبادة جماعية، بينما  ترغب “أحرار الشام” وفصائل سلفية أُخرى بتكرار النظام التمييزي في المملكة العربية السعودية، “إن مما يدعو للحزن أن جميع الأنظمة في بلدان الشرق الأوسط تقوم  بصورة أساسية على التمييز بما فيها إسرائيل، وإيران ، والدول العربية”، غير أن النقاشات حول ما إذا كانت توجد هناك فصائل ثورية “معتدلة”، بدت سامة وخالية من السياق بشكل لا متناه. بالبداية، إن لفظة “المعتدلة” هي المعيار الخاطئ هنا مثلما يحكم الغرب على هذه الجماعات ضد قيمها الخاصة، وإن لفظة “التيار” هي مصطلح أفضل يستخدمه المجتمع السوري كمرجعٍ فضلاً عن أن الكثير من الفصائل تفي بهذا المعيار. وعلاوة على ذلك، إنه لمن الممتع أن ترى محللين يدعون ككاتب هذا المقال، إلى المزيد من الوضوح الغربي في فهم العالم العربي ومن ثم التحرك لتوحيد جميع الفصائل الثورية. والحقيقة أن هناك خلافات مؤثرة بين هذه الفصائل.
أخيراً، إن الهدف المُعلن لأولئك الذين يدافعون عن اللجوء للإكراه والتحديد في مسألة تسليح الفصائل الثورية، هو ليس النصر العسكري المستبعد، لكن النفوذ والخيارات في العملية السياسية الرامية للتوصل إلى تسوية تضمن المشاركة السياسية، وحقوق الأقليات، وضمانات أمنية، كما وتهيئ أيضاَ المناخ اللازم للعزل والإضعاف الكُلي للمجموعات الجهادية. وليس لدى دول الخليج كثيرة الافتراء طموح بتنصيب أكثر الأنظمة تطرفاً في دمشق. وفي الوقت الذي يقع فيه اللوم على الحسابات الخطيرة لدول الخليج ورغباتها الكارثية، في مسألة تطرُف الثوار،* رغم أن تركيا هي المتهم الأكبر بذلك*، إلا أنه لطالما رعى الخليجيون طيفاً واسعاً من المحاورين السوريين. لن تعرفوا هذا عَبرَ مقالات هذا الكاتب المَجهول، بيد أن الرياض كثيراً ما تجنبت الجماعات السلفية المقاتلة في سوريا، حيث اتسمت العلاقات بين الطرفين بالصعوبة. وعندما سهلت الرياض تشكيل اللجنة العليا للمفاوضات في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، حرصت على كونها متنوعة وواسعة. إنه من المغُري الظن أن السياسة السعودية تحابي السلفيين، ولكن إذا ما نظرنا إلى لبنان فإننا سوف نلاحظ أن عائلة الحريري المدعومة سعودياً تُجسدُ معارضة للسلفية.
يَدعي الكاتب أن تجربته الميدانية ومهاراته في تحدث العربية، قد منحته بصيرة خاصة وفهماً فريداً من نوعه لديناميكية الصراع السوري. ولسوء الحظ، يبدو أن لديه تعريف للطائفية والعلمانية بمستوى سطحية ونفعية التعريف الذي عاتب واشنطن على احتضانها وتقبلها المزعوم له.

يقول هذا التقرير إن نظام الأسد علمانيً شامل. ما الدليل؟!. الدليل عبارة عن قائمة مطولة من أبناء السُنة ممن يخدمون في الصفوف الأمامية لنظام الأسد وجيشه، والحقيقة القائلة إن معظم أبناء السُنة يعيشون في مناطق سيطرة النظام والطاعة والدعم التي يقدمها سُكان المُدُن والنخب التجارية السُنية، بالإضافة إلى العشائر المهمة، للنظام.
وعلى أية حال، فإن الأمور التي لم تتم مناقشتها هي دوافع ومحفزات وحسابات هذه الفصائل. لم يرد إلا القليل عن نظام الاستقطاب والإقصاء والإكراه الذي بناه نظام الأسد على مدار عقودٍ خمس. كان “حافظ الأسد” يرى في “البعثية” أنها أيديولوجيا لن تتجاوز ببساطة فحسب، بل ستسحق الأشكال الأخرى للهوية السورية، وحتى عندما كانت السلطة تتركز أكثر من أي وقت مضى في أيدي شخصيات من الطائفة “العَلَوية”. إن تجربة الهندسة الاجتماعية والقويمة العربية هذه، أثبتت فشلها في عموم المنطقة.
وبطريقةٍ نموذجية، تَبَنَى النظام السوري سياسة “فَرِق تَسُد”. ولقاء مناصب ومنافع محلية، فقد كَبَحت العشائرُ السُنية جماح سكان مدينة حلب في عهد الرئيس حافظ الأسد.  وعندما سيطر الثوار على القسم الشرقي من حلب، توجهوا على الفور لقتل شيخ عشيرة “بري”  وهو “لص وقاتل”  مَحلي عَمِل على تنفيذ أوامر الأسد. أما في منطقة الجزيرة، فقد أُوكلت إلى العشائر العربية مهمة قمع  واحتواء الأكراد أيضاً لقاء أراضٍ ومصالح أخرى، على أية حال لم يُسمح سوى لشيوخ العلويين بمعالجة مسألة الخلافات داخل الطائفة.
يَرتكب كاتب التقرير هذا خطاَ شائعاً بِخلطِه بين مفاهيم” الطائفية المتقاطعة” و “غير الطائفية” والعلمانية” ، و بين “الليبرالية و”نمط الحياة الليبرالية”. إن الطائفية المتقاطعة هي الإظهار المُتمرِس والعلني للتسامح الديني حتى مع خضوع البُنى السياسية لقوانين طائفية. في سوريا ولبنان، تعمل الرؤية المطمئنة والمجردة بوضوح  لرجال الدين والسياسيين السنة والشيعة والعلويين والمسيحيين والدروز الذين يُشيدون بالتعايش السلمي فيما بينهم، لغرض التشويش على القضايا الأساسية. بالمقابل، سقط الكثير غيرهم بالفخ نفسه، وبشكل ملحوظ  من”المسيحيين المحافظين واليساريين، وأعضاء حزب اليمين الذين يتوافدون إلى دمشق”.  ومهما يكن، سَيعتقِدُ القارئ أن كاتباً صاحب تجربة كهذا،  باستطاعته التمييز بين هذه المفاهيم وأن يغوص في أعماق مجتمعٍ حيث تعيش المجموعات الدينية والعرقية المختلفة، مع بعضها ليس بانسجام تام، بل بسلامٍ على الأقل. وإن الحقيقة القائلة بأن المعتدلين من العلويين والمسيحيين أو أي مواطن سوري، يثمنون “التعددية” “والعلمانية”، هي أمر مفهوم ومضمون كُلياً. ولا ينبغي لهذه المشاعر أن تُقتَرن مع نية النظام استخدام هذه المفاهيم كأدوات لصالحه.
في الواقع، أصبحت الطائفية فكرة تشمل الجميع ويمكن تحريفها بسهولة. ويمكن للطائفية أن تأتي بأشكال وصيغٍ متنوعة إذ تشبه التمييز العنصري بعض الشيء.حيث يمكن أن تكون عفوية، لَيِنة، دفاعية،، فعالة، أو غير مباشرة، وذات طابع مؤسسي، ومهيمنة، أو قاتلة، إلى آخره. إن فارقاَ بسيطاَ كهذا غائبُ عن تقرير الكاتب لأن من شأنه إجباره على التفكير ملياً وبشكل أفضل في طبيعة وبُنية نظام الأسد.
كما اختار الكاتب إسقاط أو الاستخفاف بالحقائق المُتعِبة الأُخرى. وبما أن التجنيد إلزامي في الجيش العربي السوري، وأن سوريا “سُنية” بأغلبية ساحقة، فإن”السُنة” سينضمون إليه بطبيعة الحال وعلى نحو غير متناسب. إن وحدات الجيش الأكثر أداءَ وتجهيزاً والتي يمكن الاعتماد عليها أكثر، هي بشكل ملحوظ بيد كبار القادة العلويين مثل “قوات النمر” التابعة لـ “سهيل الحسن”.  ويلاحظ “الحسن” أن الجيش الذي يحتفل به كمؤسسة وطنية، يقاتل في سبيل جذب أعداد القوات المسلحة  والاحتفاظ بها، ولهذا يحتاج أن يُستَكمل بأعداد لا تحصى من المقاتلين الشيعة الأجانب. لو كان السُنة يدعمون فعلاً نظام الأسد وبأعداد ضخمة، إذا فما الحاجة لهذه التدابير اليائسة؟! ورغم أن هذه القوات ليست بمستوى إجرام تنظيم الدولة، إلا أنها تبقى وحشية ومتعسفة على نطاق واسع.
إن الشيء الأهم من عديد القوات المسلحة أو نسبة “السُنة” في صفوف الجيش العُليا أو المُتَدَنية، هي بُنية الجيش الداخلية والرديفة المعنية باتخاذ القرار. لقد برع النظام في فن وقاية نفسه من الانقلابات وذلك عبر شبكة معقدة من” المحسوبية” في صفوف الجيش حيث ليس من الضروري أن تتوافق السلطة الفعلية لأحد الضباط مع رتبته العسكرية. ويشتكي الضباط السنة المنشقون عن جيش الأسد ومن بينهم رتب عالية، أنه غالباً ما كانت حياتهم المهنية تقتصر على الوحدات الخدمية أو اللوجستية، في حين أن قيادة الوحدات المقاتلة من قوات النخبة كان شأناً علوياً بحتاً في كثيرٍ من الأحيان. كما يشتكي الضباط، أن معاونيهم الشخصيين عادة ما يكونون من العلويين الذين ينقلون كل تحركات الضباط إلى المخابرات العسكرية، ولهذا السبب فقد كان هؤلاء المساعدون أكثر تأثيراً من الضباط أنفسهم.  ومع ذلك، يبقى القول صحيحاً إن العديد من الضباط السنة بقيوا موالين للنظام، *حيث يشرح تحليل بارع قام به “خضر خضور”، أسباب هذا الولاء*. غير أنه يتعين على الكثير من هؤلاء الضباط مراقبة محيطهم والبقاء حذرين. عندما تحدى “رفعت الأسد” شقيقه الرئيس “حافظ الأسد” عام 1984 بقي مساعدو الأخير، السياسيون والعسكريون من السُنة موالين له. ولدى سؤالي مسؤولي الأسد ، العقد الماضي عن هذه الواقعة، كان الجواب مُدهشاً، إذ أن هؤلاء المساعدين المُتفرقين كانوا لا يشكلون أي قوة تسمح لهم بالتحدي، ولكن باجتماعهم قد يتمكنون من مواجهة تحد لبعض الوقت. بشكل مثير للأهمية، لم يستطع المساعدون تغيير الولاء، إذ أن سلطتهم ومنصبهم وحتى حياتهم تعتمد على الأسد نفسه. عَلِقَ الكَثير منهم وكان سيتم التخلي عنهم في ظل “رفعت الأسد”. إن الضباط السنة السابقين الذين أدرجهم الكاتب هم مُستأجرون وتم الترويج لهم والإبقاء عليهم كأفراد.  ولنجاحهم تأثير قليل أو يكاد ينعدم على المجتمع المحيط.
دعونا ننتقل إلى الميليشيا التي يشار إليها في كثير من الأحيان “فوات الدفاع الوطني” ، وهي عبارة عن تجمع يضم ميليشيات محلية ذات قدرات وأيديولوجيا متنوعة، بالإضافة إلى ميليشيا الحزب السوري القومي الاجتماعي الفاشية، إن الالتزام بعلمانية النظام نادراً ما يكون الدافع الرئيس للتجنيد. بدأت هذه الميليشيا بالغالب على أنها ميليشيات ذات طابع جماعي في الدفاع عن النفس ثم ما لبثت أن تطورت إلى وحداتٍ مُقاتلة كاملة العضوية، وعصابات إجرامية. كما ارتفع معدل تمثيل الأقليات وزعماء العشائر الذين تم إغراؤهم، في قيادة هذه الميليشيات.
ثم ماذا عن المدنيين؟!. كان الكاتب مُحِقاً في طرحه أن الكثيرين من “السُنة” اختاروا عدم المشاركة في الانتفاضة، غير أن تقريره لن يشرح السبب. لقد أجريت وبنفسي لقاءات مع كثير منهم في محاولة لتفهم خيارهم، حيث بدت الأسباب معقدة: فالبعض منهم استفاد من النظام بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ويتمسكون بروايته بإخلاص، بينما يتمتع البعض الآخر بالاستقرار القمعي الذي يوفره النظام رغم أنهم على دراية بكلفته. وتردَعُ بعضَهم الخسائر الكبيرة لتحولٍ غير مؤكد، وصَدَ نظام  الثوار للمعتقدات الإسلامية الكثير منهم *والأقليات بصورة ملحوظة*، ويحاول آخرون وببساطة قراءة المستقبل والمراوغة لأطول فترة ممكنة.
أثناء الحروب، تكون أولوية الكثيرين بصورة مُتَفَهَمة هي الحفاظ على حياتهم والنجاة بأرواحهم قبل كل شيء إن تفسير سلوك  الطبقات المُـتحضِرة  من السوريين على أنه دعم فعال لنظام الأسد، هو أمر ساذج في أحسن أحواله، فقد تقلبت المواقف بشكل كبير منذ العام 2011 إذ انخرط البعض بلعبةٍ مُزدَوجة حيث دعموا النظام في العلن، بينما مَوَلوا المعارضة سِراً أو وفروا المساعدات الإنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
التزم الصمت كثير من الأشخاص الذين أتواصل معهم في دمشق من أنصار المعارضة  بعد أن رأوا الثمن الذي دفعته كل من حمص وحلب. وكان القصد من تدمير هذه المدن هو ردع أي اضطراب في المدن الأخرى. هذا وبقيت الطبقة الاجتماعية المتوسطة في مدينة حماه، والتي تكره الأسد إلى أبعد الحدود، مَصدومة من مجزرة المدينة عام 1982 بالإضافة إلى تدمير قسم كبير من المدينة، ولهذا لم ترغب بالثورة كما فعلت الجارة “حمص”. وبدورهم، انتقل الكثيرون من السنة ممن يقطنون الغوطة الشرقية، للعيش داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام في العاصمة هرباً من قصف الأخير. وكما يعرض الكاتب “Stathis Kalivas” ”  في الحروب الأهلية، كثيراً ما تلعب ديناميكيات الصراع دوراً بارزاَ في إعادة صياغة الولاءات والأفضليات لا سيما من جانب صاحب الأداء العسكري الأقوى من بين الأطراف المتحاربة”.
كنتُ في بيروت شهري “آب وأيلول” من العام 2013 أنتظرُ كالجميع، الضربات العسكرية التي أعلن الأمريكيون والفرنسيون عزمهم شنها ضد نظام الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي. تدفقت أعداد كبيرة من الطبقة العُليا السنية إلى المدينة بحثاً عن الملاذ. وتغير حال هؤلاء السوريين الذين لم ينبس الكثير منهم ببنت شفة ضد النظام على الملأ منذ العام 2011، وراحوا فجأة ينتقدون الرئيس الأسد بقسوة في المقاهي كما تَمنوا موته وزواله. وعندما تم إلغاء الضربات بشكل مفاجئ، تغير المزاج إلى حدٍ كبير عندما أحسوا برياحِ التغيير، شعر المتعاطفون مع المعارضة بالحزن وأنه تم التخلي عنهم، وتغير موقف المعتصمين إما إلى اليأس أو الموضوعية وعدم التحيز، بينما انضم آخرون إلى طرف النظام. وكلما شعر هؤلاء الناس أن الأسد سينتصر *شكراً للدعم الروسي والإيراني* وسيتمتع بالشرعية الدولية و *رضوخٍ غربيٍ مُحتمل*، ظلوا خجولين أو متمسكين بالأسد.
إنها لحقيقة ملحوظة بالطبع  أن معظم السوريين و*من بينهم السنة* يفرون إلى مناطق سيطرة النظام. ويرمي الكاتب مجهول الهوية، بثقلٍ كبير على هذه المسألة. بعض هؤلاء موالين للنظام بكل تأكيد أو أنهم فَروا من حكم الثوار أو الجهاديين. ولكن إليكم بعض الاعتبارات الرئيسية للمهجرين داخلياً: البراميل المتفجرة والقذائف التي تهطل على مناطق سيطرة الثوار، تجعل من الحكم المحلي  وتوفير الخدمات أمراً مستحيلاًـ على عكس مناطق النظام حيث تعمل المنظمات الدولية وغير الحكومية على توفير المساعدات الإنسانية التي لا يسمح النظام بدخولها إلى المناطق المحاصرة والتي تسيطر عليها المعارضة. ثم ماذا بشأن خمسة ملايين لاجئ يشكل “السنة” معظمهم؟!.
إن لعنف نظام الأسد منطقُ يفسره، إذ أنه لا يمكن أن نلوم النظام على سوء انضباط الميليشيات العلوية كما يفعل الكاتب فيما يتعلق بمجازر ” الحولة” أو “بانياس”. إن طبيعة ومدى عنف النظام هي ذات طابع استراتيجي في شكلها وتأثيرها، حيث يمضي الأسد بممارسة سياسة الرعب والحصار والتهجير من المناطق الرئيسية، واضعاً في حساباته أن إعادة كسب ولاءات الطبقة السنية الوسطى والدُنيا هو أمر مستبعد إلى حدٍ كبير وبالتالي فهي لا تستحق وبكل تأكيد الموارد ورأس المال السياسي، ولهذا فإن تدمير نصف البلاد أفضل من تسليمها لفصائل المعارضة.
ويستخف الكاتب على نحوٍ مبتذل بالمنطق الطائفي لاستراتيجية النظام،حيث لم يرد ذِكرُ إيران  في مقالات الكاتب إلا بصورة عابرة ، بينما ذُكِرَ “حزب الله” بمفرداتٍ حميدة. ليس تواجد حزب الله وإيران في سوريا بسبب سياسة القوة ببساطة، حيث أن كلا الطرفين رُعاة للطائفية، ليس من النوع القاتل كتنظيم الدولة، بل من ذاكَ المُهَيمن. ومثلما ناقشتُ مع محللين آخرين، فإن القتال على طول الممر شمال شرق لبنان باتجاه حمص والغرب جاء في أعقاب تهجيرٍ طائفي استراتيجي. جرى مهاجمة القرى السُنية وإخلاؤها بُغيةَ تأمين ممر قريب وآمن  للنظام وحزب الله من بيروت إلى دمشق وحمص. وكان بعض العلويين الذين حادثتهم قد أثاروا أحياناً فكرة الاستمرارية الإقليمية من شمال غرب سوريا إلى لبنان من أجل ربط العلويين مع شرائح المجتمع اللبناني من غير السُنة. يبقى هذا السيناريو بعيدَ المنال، لكن هذا التفكير الطائفي يحقق نجاحات.
لقد سافر الكاتب وبوضوح في عموم سوريا، وربما كان باستطاعته زيارة قرية “تل كلخ” السُنية والمحاذية للحدود السورية اللبنانية، حيث انضم سكانها للانتفاضة منذ مراحلها الأولى، وأن يبحث في الحكاية من الألف إلى الياء. وتُظهر دراسات الجغرافيا السياسية للانتفاضة *كدراستي مثلاً*، أن ما حدث كان لتغيير الاقتصاد السياسي والطائفية، وكانت هذه القرية حالها حال القرى العلوية المجاورة، تعتاش على التهريب مع لبنان والذي سمح به المسؤولون السوريون الفاسدون مقابل تلقيهم رشوة. وعندما شرعت الحكومة في برنامج تحررها المعيب، فرضت الخناق على أمن الحدود، كان المستفيد الرئيس من هذه الخطوة هم أقارب الأسد الذين قاموا بفتح متاجر السوق الحرة على الطريق السريع بين سوريا ولبنان. ولكن، في الوقت الذي توجَبَ على المُهربين في “تل كلخ” التخلي عن عملهم *حتى مع استمرار إجبارهم على دفع الرشاوى*، إلا أن المسؤولين الحكوميين غضوا الطرف عن تدفق البضاعة المهربة من وإلى القرى العلوية. انتشر الفقر وتنامى الاستياء وتمكن المهربون “السنة” من الحصول على  الدعم والأسلحة الخفيفة عن طريق أقارب لهم من العشائر في “وادي خالد” عبر الحدود اللبنانية. أما البقية فهي تاريخ دامٍ، فقد تم قمع “تل كلخ” الآن والكثير من أهلها أضحوا لاجئين.  
ويتحسر الكاتب بحق على وجود الطائفية والسلفية بين “الطبقة السنية الريفية، وتلك المتحضرة الفقيرة”، لكنه لا يتساءل عن السبب بالإضافة إلى إلقاء كامل اللوم على المملكة العربية السعودية. في الحقيقة، تستحق السعودية كثيراً من النقد ولكن كما قال الكاتب”Greg Gause””: “فَقَدَ السعوديون السيطرة على السلفية العالمية منذ ثمانينات القرن الماضي، هذا إذا ما افترضنا وجودها أساساً”.
لا تُصَدِرُ الحكومة السعودية أيديولوجيا من شأنها أن تكون أداة لقوة الدولة، وبدل ذلك وبسبب التشابكات الداخلية المُعقدة،  عملت المملكة على تقوية جهاتٍ دينية شبه حكومية وغير حكومية، قامت بدورها بنشر نسخٍ متطرفة للإسلام السُني، حيث كان للمملكة السيطرة البسيطة أو حتى المعدومة على تلك الجماعات. ولا تخلو العلاقات بين الرياض وحركتي “أحرار الشام” و “جيش الإسلام”من التوترات، وهما فصيلان سوريان يضمان ثواراً سلفيين. وحتما لا يمكننا مقارنة هذه العلاقات مع نظيراتها الأساسية والمنظمة بين “إيران” و”حزب الله” أو أيٍ من الميليشيات الشيعية الرئيسية في العراق.
في الواقع، إن تداخل الطائفة أو الطبقة *التي كان الكاتب يوليها اهتماماً ضئيلاً* والجغرافيا، توضح ديناميكية الصراع المعقدة أفضل من تركيز الكاتب بشكل أساسي على الهوية السنية من الطِراز السعودي.
العصبية:
إن الطائفية لا تستوعب مطلقاً التعقيدات هنا،  فروابط الطبقة أو العشيرة أو الجماعة بالإضافة إلى الفجوة بين الريف والحَضَر والجغرافيا وعوامل أُخرى، كلها بالغة الأهمية في تنظيم المجتمعات العربية. “العصبية” *القرابة أو تضامن المجموعات*، هي مفهوم تفسيري أفضل بكثير لواضعي السياسات والمحللين والمراقبين. وإذا كانت قراءة ما كتبه “ابن خلدون”، المؤرخ الإسلامي والمتخصص بعلم الاجتماع في القرن الرابع عشر، بالشيء الكثير، فلنجرب “Michel Seuart””. كتب عالم الاجتماع الفرنسي هذا، سلسلة من المقالات بعنوان  Syrie, l’Etat de Barbarie”” ونُشِرَت قبل ثلاثين عاماً، حيث لا تزال هذه السلسلة هي أفضل كتاب لمن أراد فهم نظام الأسد. وفي حادثٍ عرضي، تَعَرَضَ “Seuart” للاختطاف على يد “حزب الله” عام 1985،  ومات في السجن ، بزعم أمرٍ من المُحتَقَر “الأسد الأب”.
ويساعد مفهوم “العصبية” على تفسير معتقداتٍ أخرى من تلك الكثيرة والخاطئة عن نظام الأسد. فمثلاً، لأنه ينبع من ويعتمد على الطائفة العلوية، يفترض الكثيرون أن العلويين كانوا قد استفادوا من النظام على نحوٍ غير متكافئ، وهذا ما لا تدعمه البيانات والمعلومات المتوفرة. تحسنت ثروات العلويين لأن مستوى تطورهم الأول كان مُتَدَنياً جداً نظراً للحصول المُفَضَل على الوظائف الحكومية والمصالح الأخرى والهجرة المُنَظَمة إلى المدن. لم تأخذ هذه العملية طابعاَ موحداَ أو أسلوباً دراماتيكياً في أوساط العلويين، فقد كان كل من يتنقل بين المناطق العَلَوية، يلاحظ الفروقات الموحِشة في الثروة والتطور.
وفي عام 2009، وعندما سألت رجل أعمال “عَلوي” عن هذا الموضوع، فَسَرَ ذلك بالقول إنه كان العلويون بحاجة لربط موقفهم المتطَوِر بنظام الأسد ، ولكن تحويل معظم شرائح الطائفة إلى “الطبقة الوسطى” سيكون هندسة اجتماعية مُكلفة. وقال الرجل إن ذلك سيجعله “غنياً، سميناً وكسولاً”, وغير قادر ولا يرغب بالقتال في سبيل بقاء النظام. واحتاج النظام أن يكون العلويون متيقظين ومتأهبين لانتفاضة “سُنية” قوية.
لو لم يكن النظام يَتَبِع منطقاَ طائفياَ جشعاً ويرتكز على العصبية، فكيف سيفسر المرء جهود النظام ومنذ سبعينات القرن الماضي، لتنظيم جغرافيةَ العاصمة دمشق بهدف منع الانقلابات، وتشجيع العلويين على أن يسكنوا مناطق غير مناطقهم التقليدية في شمال غرب البلاد، كأن يسكنوا في ضواح معينة في العاصمة؟!. وماذا عن الهندسة الضخمة والتي عانت منها مدينة حمص عام 2000، بعد أن قادت خطط عظيمة لتطويرها إلى طرد آلاف السُنة من مناطق في وسط المدينة، بينما لم يتم المساس بضواحي العلويين؟!، ولماذا انضم “الإسماعيليون” وهم *فرع من الشيعة ، يهددهم تنظيم الدولة*، إلى الانتفاضة في مراحلها المبكرة وبأعدادٍ ضخمة؟!.
الخُلاصة:
اعتادَ “ميشيل سماحة” وهو صديق لبناني مُقرَب من نظام الأسد وحزب الله، الدفاع عن تحالف للأقليات بهدف احتواء “بحر السُنة”. كان “ٍسماحة” شبه مفكر لزيارات الأجانب لبيروت ودمشق، ويقبع الآن في السجن بتهمة التآمر لتدبير تفجيرات ضد أهدافٍ سُنية أو حتى مسيحية في لبنان بأمر من اللواء”علي مملوك”، مدير المخابرات السورية بهدف تأجيج المشاعر الطائفية.
ومن أجل أن يعمل تحالف كهذا المُسمى “تحالف الأقليات” فإنه يتطلب تكاتف الأقليات بالإضافة إلى المُخلصين والمتعاونين من السُنة للعمل تحت غطاء الحزب الأقوى على الساحة. وبصورة مريحة سيعني هذا أن الحزب هو “حزب الله” في لبنان” و”نظام الأسد” في سوريا. وسُمِحَ لجميع الأقلياتِ الأُخرى بممارسة حياتهم اليومية وشعائرهم الدينية مقابل التخلي عن الحديث عن السياسة الخارجية والدفاعية والأمنية والموافقة على سلطتهم ذات الطابع المؤسساتي الداخلي. إن هذا النموذج بعيد كل البعد عن نموذج المواطنة والعلمانية الذي يَدَعي الكاتب أن نظام الأسد هو تَجسيدُ له. وفي حال حدوث أي شيء فإن نموذجاً كهذا إنما ينطوي على مزيد من التدمير.
إن العلمانية الحقيقية وذات المبدأ من النوع الذي يحتاجه العالم العربي وأمن الأقليات ستعاني جداً من مسألة جَعلِ القتل الجماعي لعشرات الآلاف من السوريين *معظمهم من السُنة الفقراء والمحافظين* باسم الحفاظ على طائفية النظام المحتالة، الوحشية والنفعية أمراً عقلانياً. “النظام يقتل الكثير ولكن لأسباب مُحقة”، أو “يمارس القتل الجماعي ولكنه لا يسعى لإبادة طائفة كاملة بعينها”، هي نقاشات غير مُقنِعَة. إن تبرير القتل الجماعي الحاصل اليوم بهدف الحيلولة دون وقوع إبادة جماعية كُبرى غداً لا تضمن إلا النتيجة الأسوأ.  وإذا ما افترضنا كما الكاتب، أن المجموعات التي اعتنقت فكر تنظيم الدولة الإسلامية إنما تستحق أن تدفع تكاليفً اجتماعية وربما من نوع آخر, فإن هذه الفرضية تنم عن عقاب جماعي يناقض الأهداف المزعومة بالضمانات، وتتجاهل سبب سماح شرائح المجتمع أحياناً بظهور جماعاتٍ متطرفة.
إنه لتعهد شجاع أن ننطلق نحو وجهات النظر الصحيحة الأُخرى وفهم صراعٍ معقد، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فإنه من الأفضل للمرء أن يوفر تشخيصاَ ملموساً وحججاً بدلاً من هذا التقرير المغري والماكر بالمطلق والمُسيس والذي يقدمه الكاتب تحت اسمٍ مزيف.
أخيراً، إن أي ادعاءات بقول الحقيقة للسلطة، ربما الادعاء الأكثر جرأةَ للكاتب، ببساطة لا يمكن تقييمها من خلال الكتابة باسم مستعار.
========================
واشنطن بوست: معركة الرقة التحدي الأكثر إلحاحاً أمام ترامب
http://www.mdeena.com/syria/277269.html
اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، معركة الرقة في سوريا واستعادتها من قبضة تنظيم “الدولة” التحدي الأكثر إلحاحاً أمام إدارة دونالد ترامب، الجديدة التي ستباشر مهامها الشهر المقبل، مشيرة في تقرير لمراسلها من مشارف المدينة، إلى أن واشنطن كانت تأمل أن تتم استعادة الرقة قبيل مغادرة الرئيس الحالي باراك أوباما.
قادمون يا رقة”، عبارة نُقشت باللغة الكردية على مدخل إحدى المدن الواقعة على بعد 17 ميلاً من الرقة، وهي مدينة فارغة من أي وجود سكاني ما عدا القوات الكردية التي ترابط هناك.
ولا يبدو أن الهجوم على الرقة سيكون قريباً رغم إعلانات واشنطن والتحالف الدولي، فالهجوم قد يبدأ بعد شهر أو أشهر، فضلاً عن أنه لا توجد فعلياً أي خطة لاستعادة الرقة، ومن ثم فإن واحداً من أكثر الملفات إلحاحاً أمام إدارة ترامب الجديدة، هو استعادة الرقة ووضع الخطة المناسبة لها.
ملية عزل الرقة كانت قد بدأت قبل أشهر من خلال عملية تمهيدية لعزلها ومحاصرتها، فقد استولت قوات سوريا الديمقراطية على نحو 140 قرية محيطة بالرقة، وهي في الغالب لا تضم مقاتلين كثراً من التنظيم، كما أنها لم تشهد معارك.
وضعت واشنطن ثقلها خلف القوات التي تقاتل تنظيم “الدولة” في الرقة تحديداً، فدعمت بكثافة القوات الكردية، كما يوجد نحو 600 جندي أمريكي يقدمون الدعم لتلك القوات، وهو رقم يبدو أنه سيكبر مع قرب انطلاق معركة الرقة.
واشنطن كانت قد فقدت أحد جنودها في سوريا ضمن التشكيلات العاملة مع قوات سوريا الديمقراطية؛ وهو ما عكس اهتماماً استثنائياً كبيراً بتلك المعركة.
العقبات أمام معركة الرقة كثيرة، ولكن تبدو العقبات الجيوسياسية هي الأكثر تعقيداً وصعوبة من أي جهد دفاعي يمكن أن يقوم به تنظيم “الدولة”، ولعل واحداً من تلك التعقيدات الجيوسياسية، هو إرسال واشنطن أسلحة ومعدات ثقيلة لمنطقة يسيطر عليها ما يعرف بوحدات حماية الشعب الكردية (YPG).
فقد أثبتت الوحدات الكردية أنها الحليف الأكثر فاعلية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، ونجحت تلك الوحدات في استعادة مساحات واسعة من الأراضي، كما أنها تقوم بتوسيع وجودها بالمناطق العربية في الوقت ذاته؛ وهو ما طرح تساؤلاً فيما إذا كان لدى تلك الوحدات الكردية القدرة على الاستدامة ومواصلة عملها بهذا الشكل.
التعاون الأمريكي مع هذه الوحدات أثار حفيظة أنقرة؛ بسبب علاقة “الوحدات” مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا وأمريكا على أنه منظمة “إرهابية”، الأمر الذي استدعى من تركيا التدخل ضد تنظيم “الدولة” في سوريا، مع تأكيد أن قواتها قد تتحول للقتال ضد القوات الكردية، في إطار جهود أنقرة لتأمين حدودها مع سوري
ورغم دعم واشنطن تشكيل قوات سوريا الديمقراطية، فإن النقاط القريبة من الرقة تؤكد أنه لا وجود سوى لمنظمة وحدات حماية الشعب الكردية، فأعلامها ترفرف في كل مكان ومقاتلوها منتشرون في العديد من الطرقات والقرى.
لا يمكن فصل قوات سوريا الديمقراطية عن وحدات حماية الشعب الكردية، فقد أضحت تلك المنظمة جزءاً مهماً من قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الملاحظ أنها باتت المسيطرة على هذه القوات التي شكلتها الولايات المتحدة لمقاتلة الجماعات المتشددة.
ويسعى مقاتلو (YPG) لترك انطباع جيد لدى سكان القرى العربية التي تمت استعادتها، فقد سمح الحزب للعوائل هناك بالعودة لمنازلها ومزاولة حياتها الطبيعية، وأغلب السكان في هذه المناطق لا يهمهم من يدير المنطقة بقدر أهمية تخلصهم من سلطة تنظيم “الدولة”.
قوات سوريا الديمقراطية تؤكد أن مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في معركة الرقة ستكون ضرورياً، كما أنه يجب أن يكون هناك تشكيلات من أهالي المنطقة للمشاركة في استعادة مدينتهم، بحسب الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن ناصر حاج منصور، وهو مقاتل كردي يعمل مستشاراً في قوات سوريا الديمقراطية حالياً، قوله إن تنظيم “الدولة” ما زال يملك الكثير من الخطوط الدفاعية في الرقة، متوقعاً ألا تبدأ المعركة قبل ستة أشهر من الآن.
الخليج أونلاين
========================
واشنطن بوست": الزعامة الأمريكية كانت من بين ضحايا معركة سقوط حلب
https://sabq.org/واشنطن-بوست-الزعامة-الأمريكية-كانت-من-بين-ضحايا-معركة-سقوط-حلب
 بندر الدوشي - واشنطن 3 1516,258
هاجمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية سياسة إدارة "باراك أوباما" في سوريا، التي تسببت بإراقة دماء الآلاف من الأبرياء، وسط برود غير مفهوم من "باراك أوباما"، وقالت الصحيفة الأمريكية: إن إدارة الرئيس الأمريكي أضاعت الزعامة الأمريكية في العالم.
جاء ذلك في مقال للكاتب الأمريكي "ريتشرد كوهين" الذي افتتحه بالقول "إذا كان 7 ديسمبر 1941 هو اليوم الذي قال فيه "فرانكلين روزفلت": "سيظل هذا اليوم عارًا إلى الأبد" بسبب هجوم "بيرل هاربور" الذي نفذته اليابان، إلا أن 20 ديسمبر 2016، وهو يوم سقوط حلب، يشبه ما قد حصل في ذاك التاريخ ليكون حدث سقوط حلب في المرتبة الثانية".
 وشرح قائلًا: "صحيح لم يمت أي أحد من الأمريكيين في يوم سقوط حلب كما حدث في "بيرل هاربور"، إلا أن اجتماع موسكو الذي جمع روسيا وتركيا وإيران لحل النزاع في الشرق الأوسط من غير حتى إخطار الولايات المتحدة الأمريكية؛ كان بمثابة صفعة على نفوذ أمريكا العالمي".
وأضاف: "أوباما هو رجل القرن الـ21 ولم يستفد من دروس وعِبَر التاريخ في القرن الـ20 الماضي، لقد كان سعيدًا جدًّا وهو يرى نفوذ أمريكا يتلاشى من دون ردة فعل حلب في سوريا هي الآن كومة من الأنقاض؛ عدد القتلى هناك لا يعد ولا يحصى، ومن بين القتلى هناك أيضًا: النفوذ الأمريكي".
 وزاد قائلًا: "لقد اشتغل الروس بالحملة الجوية وقدموا للنظام السوري ما لا يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه للمعارضة، في حلب المدينة التي إستُنزف فيها المدنيون بقتلهم، بينما أمريكا -وهي القوة البارزة في المنطقة- لم تفعل شيئًا تقريبًا".
وتساءل: "هل أوباما كان محقًّا؟ لقد تذرَّع بمستنقع العراق التي خضنا الحرب مرتين، كما أننا خسرنا قواتنا المارينز في لبنان. لكن الكاتب استدرك وقال: "لم يطلب أحد من أوباما أن يرسل جنودًا أمريكيين إلى سوريا لكن ما حصل يفصح عن أوباما الضعيف".
 وأشار قائلًا: "الزمن كفيل بقول الحقيقة، أنا ومثلي آخرون كثر نعتقد أن أمريكا كان بإمكانها الحد من إراقة الدماء هناك، كما كان بالإمكان عمل مناطق حظر طيران بحيث لا يمكن لبشار الأسد وحكومته إلقاء القنابل المتفجرة من طائرات الهيلوكوبتر، كما أنه يمكن خلق مناطق آمنة للاجئين".
وتساءل بحسرة: "لقد استطاعت روسيا أن تعمل ما تشاء هناك، لماذا الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع؟ وببساطة الإجابة هي: أن أوباما لم يهتم بالأزمة السورية بما فيه الكفاية، لم يقم بأي شيء يذكر في سوريا، لم تكن أصلًا معركة أوباما".
 وأوضح: "قل ما شئت عن "دونالد ترامب" عن بعض أفكاره السيئة وغير ذلك، لكنه عكس "باراك أوباما"؛ إنه يهتم، وعواطفه ليست غامضة، انظروا إلى قصة الغواصة الأمريكية التي احتجزتها الصين كيف كان رد أوباما؟ وكيف كانت تغريدات ترامب؟".
وأردف قائلًا: "لقد خسرت كلينتون لأسباب عديدة، لكني أعتقد أن السبب الأبرز هو دفاعها عن إدارة ترامب ذات اللمسة الباردة، بينما فاز ترامب لأنه على عكس إدارة باراك أوباما في معالجته ورؤيته للقضايا الأمريكية، لقد كان شعاره هو أنه يريد أن يعيد أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وزاد: "البرودة الأمريكية وغياب ردة الفعل كلفت أرواح الآلاف في سوريا بدلًا من حشد الرأي العام والعالمي لقضية نبيلة أبرزها حماية الأبرياء هناك في سوريا، وتفادي أزمة اللاجئين التي تهدد أوروبا حاليًا. ولا يمكن أن نكون فخورين بما حدث في سوريا".
 واختتم قائلًا: "منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت الزعامة الأمريكية ضرورية للحفاظ على السلم العالمي، سواء أحببنا ذلك أم لا، نحن شرطي العالم، لا توجد دولة أخرى تقوم بأدوارنا، والآن ذهبت القيادة والزعامة، ولذلك وبشكل متزايد لن يكون هناك سلام".
========================
الصحافة البريطانية :
الإندبندنت: إتهامات إردوغان للتحالف الدولي بتقديم الدعم لتنظيم الدولة الإسلامية
http://www.raialyoum.com/?p=591132
لندن ـ نشرت صحفة الإندبندنت موضوعا لأندرو بانكومب من مدينة نيويورك الامريكية بعنوان “إردوغان يقول إن لديه أدلة على قيام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتقديم الدعم لتنظيم الدولة الإسلامية”.
يقول بانكومب إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وجه اتهامات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بتقديم الدعم الجوي لعدد من الفصائل “الإرهابية” في سوريا بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية.
ويضيف بانكومب أن إردوغان أكد في خطاب ألقاه في أنقرة الثلاثاء أن واشنطن قدمت أيضا الدعم لفصائل مقاتلة كردية منها وحدات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي
وأضاف إردوغان في مؤتمر صحفي لاحق قائلا “إنهم كانوا يتهوننا بدعم تنظيم الدولة الإسلامية والآن هم من يقدمون الدعم للتنظيمات الإرهابية ومنها التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي ونحن لدينا الادلة المصورة”.
وتضيف الجريدة أن إردوغان طالب قطر والسعودية بالانضمام إلى المحادثات المقرر ان تجريها بلاده مع كل من روسيا وإيران الشهر المقبل في كازاخستان لبحث الأزمة السورية مؤكدا أن هذا التواصل هو ما ساهم في إقرار مبادرة إخراج المدنيين والمسلحين من حلب. (بي بي سي)
========================
فايناننشال تريبيون”: مصر تتجه نحو حضن حلفاء الأسد وتترك حضن السعودية لأنه تكفيري
http://www.watanserb.com/2016/12/28/فايناننشال-تريبيون-مصر-تتجه-نحو-حلفاء/
الكاتب : ترجمة "وطن" 28 ديسمبر، 2016  لا يوجد تعليقات
قالت صحيفة “فاينانشال تريبيون”  إن اتساع الصدع بين مصر والمملكة العربية السعودية دفع القاهرة تجاه سوريا وحلفائها خاصة إيران وروسيا، مما يشير إلى تغيير كبير في المعادلات السياسية في المنطقة.
وأضافت الصحيفة الإيرانية في تقرير ترجمته وطن أن علامة تزايد التوترات ظهرت بين المملكة العربية السعودية ومصر في وقت سابق من هذا الشهر، عندما دعمت الأخيرة الحكومة السورية في مجلس الأمن للأمم المتحدة خلال التصويت على قرار أعدته روسيا حول سوريا.
وبعد أيام، أعلن مسؤول سعودي أن شركة النفط السعودية المملوكة للدولة أرامكو قد أوقفت المساعدات النفطية لمصر.
ولفتت الصحيفة إلى أن المملكة النفطية تدعم المتشددين الذين يحاولون الإطاحة بالحكومة السورية، وأنفقت مبالغ ضخمة من عائدات النفط لتسليحهم. وفي الأسابيع الأخيرة، ظهرت تقارير حول الوجود العسكري المصري في سوريا.
وقال جلال دهقاني فيروز آبادي، نائب رئيس مجلس الأمن القومي والسياسة الخارجية أمس الثلاثاء إن مصر والمملكة العربية السعودية لديهم تعارض في المصالح، ينتج عن دعم الرياض للتكفير ودورها في انتشار الإرهاب في المنطقة “.
وأشارت فايناننشال تريبيون إلى أن الفكر التكفيري هو المبدأ الرئيسي للوهابية، التي يتم تصديرها من قبل رجال الدين السعوديين بمباركة من السلطات السعودية الحاكمة، والإرهابيين التكفيريين لديهم العديد من المتعاطفين داخل المملكة. حسب قول الصحيفة.
وألقى فيروز آبادي باللوم على السياسات المتشددة السعودية ودور المملكة بصفتها الراعي الرئيسي للكيانات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم القاعدة وطالبان والدولة الإسلامية، وقال: حتى الآن قد دفعت مصر ثمنا باهظا في حربها ضد الإرهابيين التكفيريين في شبه جزيرة سيناء، مشيرا إلى أن التهديدات الأمنية الخطيرة التي تتعرض لها مصر جعلت المسؤولين المصريين يديروا ظهورهم إلى السعوديين.
وفي السنوات الأخيرة،  خاضت الحكومة المصرية معركة شرسة مع الجماعات المسلحة المتطرفة، بما في ذلك أنصار بيت المقدس، التي تعتبر واحدة من الجماعات الأكثر نشاطا التي غيرت اسمها إلى ولاية سيناء وبايعت في نوفمبر 2014 داعش، ويعتقد أن ولاية سيناء تشن حربا للسيطرة على شبه جزيرة سيناء وتحويلها إلى منطقة موالية لداعش، وتحقيقا لهذه الغاية نفذت عشرات الهجمات التي أسفرت عن مقتل مئات من الجنود وضباط الشرطة.
========================
الصحافة الروسية والتركية :
صحيفة روسية: دمشق وأنقرة قد يلتقيان في الباب
http://www.all4syria.info/Archive/375360
كلنا شركاء: أندريه أنتيكوف : صحيفة ايزفيستنايا : ترجمة ترك برس
في الوقت الراهن، تسعى تركيا لتعزيز تواجدها العسكري في منطقة الباب، مما قد يتسبب في حالة من الاحتقان بين الأطراف المتنافسة في المنطقة قد تؤدي في آخر المطاف إلى اشتباكات بين القوات الحكومية السورية وقوات الجيش التركي.
ومن المعلوم لدى الجميع، أن أنقرة تسعى إلى مكافحة الإرهاب في الأراضي السورية مما يحتم عليها عدم تجاوز “الخطوط الحمراء” التي حددتها لها كل من حكومة بشار الأسد وروسيا.
وفي الواقع، تقوم أنقرة بمقاتلة مسلحي تنظيم الدولة في مدينة الباب السورية، والتي تقع على بعد 50 كلم من مدينة حلب. وفي حال فازت القوات التركية على متطرفي تنظيم الدولة في مدينة الباب، فإنها ستكون على مقربة من الخطوط الهجومية للجيش النظامي في حلب.
ومن هذا المنطلق، فإن تواصل عمليات التسلح العسكري لقوات المعارضة، على غرار الجيش السوري الحر، في منطقة الباب الواقعة في الشمال الشرقي من محافظة حلب، ينذر بعاصفة من الاشتباكات المسلحة بين الأطراف المتنافسة للسيطرة على المدينة.
وفي هذا السياق، صرح رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فرانس كلينتسيفيش: “من المتوقع أن تسقط خسائر في صفوف القوات التركية والسورية نتيجة لعدم تنسيق كلا الطرفين فيما بينهما وغلبة مصالحهم الشخصية على المصلحة الموحدة وهي استهداف تنظيم الدولة”.
وبالعودة لأراء العديد من الخبراء، فإن هذه الفرضية غير مستبعدة، إذ أن التنسيق العسكري بين سوريا وتركيا شبه منعدم مما قد يؤدي إلى صدام محتمل في مدينة الباب. وفي المقابل، لا يمكن لأحد إنكار الدور الفعال الذي تقوم به تركيا في مكافحة الإرهاب الدولي، بالإضافة إلى ذلك، تقدم أنقرة جل إمكانياتها للمساعدة في القتال ضد تنظيم الدولة.
خلافا لكل ذلك، فإن المشكلة الأساسية تتمثل في تواجد القوات العسكرية التركية على أراضي دولة ذات سيادة مستقلة دون اتفاق مع دمشق، وهنا يكمن التهديد الرئيسي والذي ينبئ بتطور العلاقات التركية بنظام الأسد نحو طريق مسدود.
وبدوره قال النائب في البرلمان السوري عن حزب النهضة العربي الاشتراكي، جمال ربيعة: “إن دمشق تراقب الوضع عن كثب وهي على استعداد لمساعدة أنقرة في محاربة الإرهاب في مدينة الباب إن لزم الأمر”.
وأضاف ربيعة: “موقف السلطات السورية واضح، الغزو التركي يعد انتهاكا للسيادة السورية. إن القوات العسكرية التركية تقاتل تنظيم الدولة، إلا أنها تدعم أيضا المعارضة السورية. وفي هذا الصدد أؤكد لكم أن قوات الحكومة السورية تراقب عن كثب تحركات القوات العسكرية التركية ودعمها لما يسمى بالمعارضة”. وفي هذا إشارة لرغبة القوات الحكومية السورية في التعاون مع أنقرة لمكافحة الإرهاب، في حين أنها ترفض دعمها للمعارضة السورية.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 21 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أن القوات التركية وقوات المعارضة السورية ستتقدم في الأيام المقبلة نحو تحرير مدينة الباب.
وقال الرئيس التركي: “يعيش تنظيم الدولة أيامه الأخيرة في مدينة الباب، يحاول الإرهابيون إحكام قبضتهم على المدينة بشتى الوسائل، من خلال استخدام الانتحاريين والعبوات الناسفة. وللأسف لا يمكن أن نعد بتحرير المدينة دون خسائر. ومن المرجح أن مدينة الباب ستكون قريبا تحت السيطرة وستتحرر ويعود متساكنيها إلى ديارهم”.
وفي وقت سابق، أفادت هيئة الأركان العامة التركية، أن وحدات الجيش السوري الحر المدعومة من قبل القوات المسلحة التركية قد تمكنت من السيطرة على الطريق السريع بين مدينتي حلب والباب في إطار عملية “درع الفرات“، التي انطلقت منذ أغسطس/ آب.
ومن المتوقع أن نجاح القوات التركية وقوات المعارضة في تحرير مدينة الباب سيجعل الجيش التركي والجيش السوري الحر على مقربة من القوات الحكومية السورية، حيث لن يفصل بينهما أكثر من 40 إلى 50 كلم.
وخلافا لذلك، فإن التصادم المباشر والمقصود بين أنقرة ودمشق يعد مستبعدا، نظرا للتقارب بين أنقرة وموسكو، الحليف الرئيسي لدمشق. علاوة على ذلك، فإن عملية “درع الفرات” انطلقت لغايات تستهدف تنظيم الدولة ولا تتعلق بجيش النظام، على حد تفسير بعض الخبراء.
ومن المؤكد أن أنقرة نفذت العملية العسكرية في سوريا للحفاظ أولا وقبل كل شيء على مصالح مواطنيها، وعلى حدودها المتاخمة لأكثر المناطق احتقانا في العالم. وتعتبر أنقرة أي توتر على الأراضي السورية تهديدا لاستقرار تركيا.
والجدير بالذكر أن نسق التقارب بين كل من موسكو، التي تدعم الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد، وأنقرة التي تدعم المعارضة السورية منذ بداية الحرب، قد تصاعدت وتيرته بشكل ملحوظ.
ونوهت المحادثات الأخيرة بين ممثلين عن الحكومة الروسية والتركية والإيرانية، بحقيقة أن الجانب التركي يعد المحور الأساسي في التوصل لحل سياسي لفض النزاع السوري.
وفي هذا الإطار، قال العميد السوري السابق، على مقصود: “هناك بعض الحدود التي لا يمكن تجاوزها، وتنفيذ هجمات ضد القوات الحكومية السورية يعد “خطا أحمرا” أمام كل عنصر سياسي متدخل في سوريا”.
========================
متين تشوراباتير  :سقوط حلب يستدعي نهجا جديدا لأزمة اللاجئين
http://www.turkpress.co/node/29435
متين تشوراباتير - دورية السياسة التركية - ترجمة وتحرير ترك برس
استقبل البعض إعلان الرئيس التركي بأن بإمكان بعض اللاجئين السوريين الحصول على الجنسية التركية بالدهشة. أرضى الإعلان بعض السوريين، لكنه في الوقت نفسه أثار حالة من الذعر في وسط المجتمع المضيف. وعلى الرغم من أن المسألة تنوسيت سريعا، فإن أزمة اللاجئين السوريين في تركيا ما تزال واقعا مريرا يستدعي حلا عاجلا. هل يمكن أن يكون منح الجنسية حلا دائما لثلاثة ملايين لاجئ في تركيا، أم أن هناك وسائل أخرى أقل حساسية من الناحية السياسية، لكن يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي مساو؟
على الرغم من أن منح الجنسية الوطنية ما يزال مسألة تقع فقط في نطاق اختصاص ما تقرره كل دولة، فإن هذا الحل هو الأكثر ثباتا، وغالبا ما يكون أكثر الحلول المرغوبة على المدى الطويل لشخص يأمل في وضع نهاية لوضعه لاجئا. تشير المادة 34 من اتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين بقوة إلى الحل التالي:
"تسهل الدولة المتعاقدة بقدر الإمكان استيعاب اللاجئين ومنحهم جنسيتها، وتبذل على وجه الخصوص ما في وسعها لتعجيل إجراءات التجنس، وتخفيض أعباء هذه الإجراءات ورسومها إلى أدنى حد ممكن."
تكرر العديد من الوثائق الدولية توصية مماثلة فيما يتعلق بالدول التي تتخذ إجراءات التجنيس. من هذا المنظور يستحق إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الإشادة، ويمكن تقييمه على أنه محاولة حقيقية لإيجاد حل دائم مستمر ومستدام للأزمة الإنسانية في سوريا، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن تركيا تتعامل مع الأزمة دون استراتيجية شاملة. وقد أثار الإعلان ردود فعل سيئة قوية لدى وسائل الإعلام والشعب التركي، وأظهر أيضا أن القضية ما تزال حساسة إلى حد كبير من الناحية السياسية.
تعتقد بعض أحزاب المعارضة وبعض الجماعات أن تضييف عدد كبير من اللاجئين السوريين قد يكون باعثا لحزب العدالة والتنمية لتحقيق مكسب سياسي. إدخال ملايين الناخبين الجدد في النظام مع منحهم الحق في التصويت في الانتخابات العامة والمحلية، وخاصة الاستفتاء القادم على الدستور التركي الجديد قد يلعب لصالح الحكومة.
وعلى أي حال، فإن وضع اللاجئين في الوقت الراهن في تركيا، وهم ليسوا سوريين فقط، ما يزال يائسا، حيث تقيم أغلبية اللاجئين في تركيا دون وضع قانوني أساس ودون وجود حل واقعي دائم. وفي الوقت نفسه، فإن التطورات الأخيرة في سوريا تقلل من احتمالات العودة طواعية، وبعد سقوط حلب في أيدي النظام السوري وحلفائه صارت أحلامهم في العودة أقل احتمالا. ماذا بعد؟ هذا هو السؤال الأكثر تداولا منذ أن دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة مع نظام ديكتاتوري منتصر يعتمد اعتمادا كليا على روسيا، ويسيطر على معظم المدن الكبرى، لكنه يسيطر فقط على ثلث البلاد. هُدمت مدن مثل مدينة حلب إلى حد كبير. في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ما تزال داعش تسيطر على جزء كبير من الأراضي السورية، وأصيب المجتمع الدولي بالدهشة لاستعادة داعش لمدينة تدمر الأثرية القديمة من الجيش السوري. حافظت جماعات المعارضة المعتدلة على سيطرتها على بعض المناطق الريفية. يعيش ما يقارب ستة ملايين لاجئ في الدول المجاورة. تواجه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذان اتهما نظام الأسد بارتكاب جرائم حرب، معضلة التفاوض مع الحكومة السورية بشأن مستقبل البلاد، وهذا هو السبب في استمرار الحرب على الرغم من سقوط حلب، ومن المحتمل أن تستمر لسنوات قادمة.
والآن فإن مسؤولية تركيا والعالم الغربي إجراء تغييرات جذرية في التفكير حول ما ينبغي القيام به، فالأمر يستدعي إجراء تغييرات نموذجية في نظم اللجوء والإدارة التركية. يتطلب إيواء ثلاثة ملايين لاجئ معظمهم من المعوزين إجراءات فورية لتجنب استمرار معاناة هؤلاء الناس، وتجنب آثار اللجوء على الأمن القومي والنظام العام والصحة العامة.
لا تواجه تركيا اليوم مشكلة التعامل مع عدد غير مسبوق من اللاجئين فحسب، بل تواجه أيضا أزمة إنسانية طال أمدها. اعتبارا من الأول من كانون الأول/ ديسمبر سيكون هناك 2.8 مليون لاجئ سوري من أصل ثلاثة ملايين لاجئ في تركيا. يعيش هؤلاء اللاجئون في ظل أوضاع مختلفة، كما هو موضح في قانون 4 نيسان/ أبريل الصادر عام 2014 عن الأجانب للحماية الدولية، وهذا يشكل تحديا كبيرا بالنسبة إلى تركيا. مع بداية وصول اللاجئين إلى تركيا الذي بدأ في ال29 من نيسان 2011 وقت اندلاع الأزمة، كان اللاجئون السوريون يوصفون بالضيوف، ولم يتغير هذا المصطلح إلا عندما دخل قانون الأجانب والحماية الدولية حيز التنفيذ بعد بضع سنوات في عام 2014، ومنذ ذلك الحين يخضعون للحماية المؤقتة وفقا للمادة 91 من القانون.
يشير مصطلح الحماية المؤقتة إلى أن تركيا تدرك أزمة اللاجئين السوريين بوصفها ظاهرة مؤقتة. لم يكن السوريون فقط من يخضعون لحماية مؤقتة ويتوقعون في نهاية المطاف العودة إلى وطنهم، حيث إن تركيا تمنح اللجوء للاجئين من العديد من البلدان غير الأوروبية، يشملون اللاجئين العراقيين والإيرانيين والأفغان واللاجئين من الدول الأفريقية. وعلى الرغم من أن تركيا من الدول الموقعة على اتفاقية جنيف عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، فإنها تُبقي على القيد الجغرافي، وهو ما يعني أنها لا تتحمل التزاما بمنح اللاجئين القادمين من دول غير أوروبية وضع اللاجئ الكامل. يرتبط وضع اللاجئ بقائمة من الحقوق التي رسخت في اتفاقية اللاجئين عام 1951 لتمكين اللاجئين من بدء حياة جديدة كريمة في بلد اللجوء، وهو الحل الذي يعد الحل الدائم الأكثر شيوعا. هناك حلان آخران طويلا الأجل هما العودة الطوعية وإعادة التوطين في بلد ثالث، ويطبق الحل الأخير عندما تكون ظروف العودة الطوعية غير موجودة أو عندما لا تقدم الدولة المضيفة أو لا تستطيع أن تقدم وضع اللاجئ الكامل. وينطبق وضع تركيا على هذه الحالة الأخيرة بسبب القيود الجغرافية.
ونظرا لأن تركيا تقدم الحماية الدولية فقط لجميع اللاجئين من أصول غير أوروبية، فليس هناك حل دائم سوى إعادة توطينهم في البلدان التي تقبل منحهم وضع اللاجئ الكامل. وعلى مدى سنوات أعادت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين توطين عشرات الآلاف من اللاجئين من دول غير أوروبية، على أن إعادة التوطين في الوقت الراهن ليست إمكانية عملية، حيث إن الحكومات التي كانت تقبل اللاجئين من دول غير أوروبية توقفت عن قبولهم. ليس بمقدور المفوضية العليا الآن سوى إعادة توطين بضعة آلاف من اللاجئين "الأكثر عرضة للخطر" مثل القصَّر غير المصحوبين، والمعاقين، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
إن تضييف ثلاثة ملايين لاجئ لمدة ست سنوات هو بطبيعة الحال عبء لا يصدق بالنسبة لأي بلد، فألمانيا على سبيل المثال أعلنت إعادة توطين 900 لاجئ سوري فقط في عام 2017، بينما أعلنت السويد إعادة توطين 300 فقط. متوسط عدد الحصص لدول الاتحاد الأوروبي الأخرى يصيب بالحيرة، وتتراوح بين خمسة إلى مائة شخص، في حين تضيف تركيا بسخاء ثلاثة ملايين لاجئ منذ سنوات. أقيمت مديرية الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية عام 2013، واكتمل انشاؤها في 81 محافظة وبعض المقاطعات المهمة أيضا، وقد صممت في البداية لحالات الحماية الفردية فقط وليس لمثل هذا التدفق الجماعي. أما الوزارات الأخرى التي تحتاج إلى لعب دور أكبر في هذه الأزمة فتضم وزارات التعليم والعمل والصحة ووزارات الإسكان على الرغم من أنها مجهزة تجهيزا كافيا. على أن المشكلة الاساسية لنظام الجوء التركي تتعلق بعدم قدرتها على إحداث تغيير نموذجي لإزالة القيد الجغرافي الذي يحتفظ به نظام اللجوء التركي من اتفاقية اللاجئين عام 1951. وما دام القيد الجغرافيا باقيا، يصبح الاندماج خيارا مستحيلا من الناحية القانونية، وسيظل ملايين الناس مقيمين في تركيا دون تحديد وضعهم ولا يستطيعون التمتع بحقوقهم الأساسية.
وفقا للقانون الدولي للاجئين يجب أن يمنح اللاجئون نموذجا آمنا دائما مثل منحهم الإقامة الدائمة. إن منح اللاجئين الإقامة الدائمة هو واحد من من أكثر الوسائل فعالية لإعدادهم لبدء حياة جديدة في البلد المضيف. وإذا استمر تجاهل وضعهم، فسيكون من المستحيل بالنسبة إليهم إثبات وجودهم في مجتمعهم الجديد. تمكن تصاريح الإقامة الدائمة اللاجئين من تعلم لغة البلد المضيف، وهو أمر جوهري في العثور على عمل، وتمكنهم من التمتع بحقوقهم التعليمية، والتواصل مع السكان المحليين. وعلاوة على ذلك، فإن الحصول على السكن المناسب والمواءمة الاجتماعية هي عناصر أساسية في أي مخطط اندماج، إلى جانب المساواة في الحصول على المساعدة والمنافع الاجتماعية (الرعاية الصحية في المقام الأول).
تحاول تركيا بالتأكيد أن تفي بالتزاماتها الإنسانية، وقد أنفقت مليارات الدولارات على السوريين منذ وصولهم في عام 2011. إن الرعاية الصحية المجانية، والحق في الحصول على التعليم، وتصاريح العمل المحدودة ليست سوى بعض إنجازات الدولة التركية. حتى الآن حصل 11 ألف سوري على تصريح للعمل. وفي الآونة الأخيرة بدأ برنامج الغذاء العالمي وجمعية الهلال الأحمر التركي برنامج المساعدات النقدية لمدة عام بتمويل من الاتحاد الأوروبي لدعم مليون لاجئ سوري. على أن هذه الجهود في معظم الحالات ذات طبيعة خيرية ولا تقوم على نهج الحقوق، ونتيجة لذلك فهي بعيدة عن أن تكون مرضية أو دائمة.
وهذا هو السبب في أن تركيا تحتاج إلى تغيير نموذجي في نهجها في التعامل مع قضية اللاجئين. يجب أن تكون نقطة البداية التنفيذ الكامل للقانون الدولي للاجئين دون أي قيود. وهذا سيمكن اللاجئين من أن يقل اعتمادهم تدريجيا على أموال الدولة، وسيسمح لهم في نهاية المطاف بأن يصيروا فاعلين في الاقتصاد التركي. إن رفع القيود الجغرافية التركية، والاعتراف بالحقوق الاساسية للاجئين هي استراتيجية الخروج الوحيدة والممكنة، وهي أقل حساسية سياسية من التجنيس.
من ناحية أخرى تحتاج الدول الغربية والولايات المتحدة إلى تغيير مماثل في نهج تعاملها مع الأزمة الإنسانية الحالية، فيجب عليها أن تكون أكثر سخاء في تحمل العبء، ويجب عليها أن تشجع وتدعم بقوة وسخاء أكثر جهود الدول التي تضيف أكبر عدد من اللاجئين، مثل تركيا والأردن ولبنان. يجب إيجاد مزيد من خيارات إعادة التوطين مع زيادة الأموال المخصصة لرعاية اللاجئين في الدول المضيفة. إن القاعدة الأساس للنظام الدولي للاجئين، وفهم أن مشكلة اللاجئين ذات طبيعة دولية ينبغي معالجتها على الصعيد الدولي فقط، كما هو مبين في الفقرة الرابعة من اتفاقية اللاجئين عام 1951.
========================