الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 3-9-2022

سوريا في الصحافة العالمية 3-9-2022

04.09.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • جيوبوليتكال: التقسيم هو الحل الوحيد لمعضلة سوريا.. وإعادة الإعمار غير واردة
https://thenewkhalij.news/article/276214/maadl-hl-alsraaa-alsory
  • معهد واشنطن :تداعيات تحول موقف تركيا من الأزمة السورية
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/tdayat-thwl-mwqf-trkya-mn-alazmt-alswryt
  • واشنطن بوست :لماذا بدأ أردوغان فجأة التعامل بلطف مع أعدائه؟
https://www.qposts.com/لماذا-بدأ-أردوغان-فجأة-التعامل-بلطف-مع/
  • معهد واشنطن :خطابات الجولاني عن "حالة الدولة"
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/khtabat-aljwlany-n-halt-aldwlt
  • "نيويورك تايمز" توضح هدف "الأسد" من "الفلم الصيني" في "الحجر الأسود"
https://baladi-news.com/ar/articles/86615/نيويورك-تايمز-توضح-هدف-الأسد-من-الفلم-الصيني-في-الحجر-الأسود
 
الصحافة البريطانية :
  • ميدل إيست آي :مقال بموقع بريطاني: تركيا وسوريا وأسطورة المصالحة مع الأسد
https://www.aljazeera.net/news/politics/2022/9/3/مقال-بموقع-بريطاني-تركيا-وسوريا
 
الصحافة العبرية :
  • تايمز اوف اسرائيل :صور الأقمار الصناعية تظهر تضرر مدرج مطار حلب بعد غارة جوية "إسرائيلية"
https://www.alhurra.com/syria/2022/09/02/صور-الأقمار-الصناعية-تظهر-تضرر-مدرج-مطار-حلب-غارة-جوية-إسرائيلية
  • هآرتس:الأسد قيّدحركة الايرانيين..والطائرة الايرانية المستهدفة عادت الى طهران
https://www.almodon.com/arabworld/2022/9/2/فيتو-الأسد-على-استهداف-إسرائيل-من-سوريا-رفع-بوجه-سليماني
 
الصحافة الروسية :
  • فزغلياد :سيحمون القرم من إرهاب الدرونات بالطريقة السورية
https://arabic.rt.com/press/1387026-سيحمون-القرم-من-إرهاب-الدرونات-بالطريقة-السورية/
 
الصحافة الامريكية :
جيوبوليتكال: التقسيم هو الحل الوحيد لمعضلة سوريا.. وإعادة الإعمار غير واردة
https://thenewkhalij.news/article/276214/maadl-hl-alsraaa-alsory
اختفى الصراع السوري إلى حد كبير من عناوين الأخبار مع وصول الوضع السياسي في البلاد إلى طريق مسدود. لكن الحرب التي طال أمدها غالبًا ما تبدأ في جذب المزيد من الاهتمام عندما تشمل الأحداث الكبرى في الخارج (مثل حرب أوكرانيا) واحدًا أو أكثر من اللاعبين الرئيسيين في المشهد السوري.
وتتطلب التسوية في سوريا توصل الأطراف الأجنبية إلى اتفاق، وهو أمر غير مرجح بسبب تضارب مصالحهم، لذلك لا توجد في الأفق نهاية قريبة للصراع السوري.
وتكمن المعضلة الأساسية في حقيقة أن كل مبادرات السلام المقترحة منذ عام 2011 لم تتناول صراحة دور "بشار الأسد" في الفترة الانتقالية ومصيره السياسي في سوريا ما بعد الحرب. وتعد سوريا الدولة العربية الوحيدة التي لم تؤد الثورة فيها إلى سقوط رئيس الدولة، ما أدى إلى صراع مطول تسبب في خسائر بشرية لا تُحصى وتفكك ديموغرافي ودمار مادي.
وبالرغم أن العديد من الأنظمة العربية استبدادية وقمعية، لكن في سوريا، حيث تحكم الأقلية العلوية منذ تولي "حافظ الأسد" السلطة في عام 1971، يتجاوز مستوى القمع حتى ذروة القمع في ظل نظام "صدام حسين" في العراق.
وألهم سقوط حكومة "حسني مبارك" في مصر الثورة السورية التي لم تطالب في البداية بإسقاط النظام. وقدم المتظاهرون السلميون مطالب عادلة بالحرية ومكافحة الفساد، لكن الجيش حاول قمع الاحتجاجات في مهدها.
وبينما كان السوريون يأملون في أن يقود "الأسد" عملية الإصلاح في سوريا، أصيبوا بخيبة أمل من خطابه في 30 مارس/آذار 2011، الذي وصف فيه الاحتجاجات بأنها مؤامرة دبرتها قوى أجنبية وتعهد بالقضاء عليها قبل الشروع في الإصلاحات. لذلك من المفهوم أن معظم السوريين اليوم يفضلون الإطاحة بـ"الأسد" من المشهد السياسي تمامًا. وبعد أكثر من عقد من الثورة التي تحولت إلى حرب أهلية دامية، لم يف "الأسد" بوعوده بالإصلاح وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين.
وبالنسبة لـ"الأسد"، فإن البقاء في السلطة هو الضمان لمواجهة التهديد الوجودي له وللطائفة العلوية، لذلك كان أنصاره على استعداد لتدمير البلاد لحماية رئاسته، وتجاهل كل محاولات صنع السلام.
وفي أغسطس/آب 2011، قال الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إن على "الأسد" إدخال إصلاحات أساسية أو التنحي. وفي عام 2012، أعلنت جامعة الدول العربية عن مبادرة تضمنت تخلي "الأسد" عن سلطاته والاعتماد على نائبه "فاروق الشرع" لقيادة مرحلة انتقالية تنتهي بإصلاحات حقيقية. لكن النظام في دمشق رفضها رفضًا قاطعًا، ومنذ ذلك الحين اختفى "الشرع" من المشهد السياسي.
وفي عام 2012 أيضًا، قدم الأمين العام السابق للأمم المتحدة "كوفي عنان" خطة سلام لا تشير صراحةً إلى رحيل "الأسد" لكنها شددت على الحاجة إلى حل سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري، ملمحًا إلى حدوث تغيير جوهري في هيكل النظام. ثم جاء مؤتمر جنيف الذي أسفر عن خطة لحل سياسي أقرها مجلس الأمن بالإجماع في القرار 2254 في ديسمبر/كانون الثاني 2015.
ولم تتطلب خطة جنيف صراحة تنحية "الأسد" من السلطة، وقدمت خارطة طريق لتسوية مقبولة بالنسبة للدول التي وافقت عليها، وفي المقام الأول الولايات المتحدة وروسيا. وناقشت الوثيقة تشكيل هيئة حكم انتقالية تضم النظام والمعارضة وممثلي المجتمع المدني، مع سلطات تنفيذية كاملة من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى حكومة ديمقراطية.
ونصت الوثيقة على أن تكون قرارات الهيئة بالإجماع، ما يعطي حق النقض لكل من المعارضة والنظام. ومع ذلك، اعتقدت قوى المعارضة أنه يجب استبعاد "الأسد" من مستقبل البلاد كشرط مسبق للتوصل إلى حل سياسي.
ووافقت معظم الدول التي شاركت في مؤتمر جنيف على أن "الأسد" ليس له مكان في مستقبل سوريا، باستثناء روسيا التي أيدت حق "الأسد" في أن يكون جزءًا من المرحلة الانتقالية والترشح للرئاسة مرة أخرى.
ومع بدء تدخل موسكو في سبتمبر/أيلول 2015، اتخذت عملية السلام مسارًا مختلفًا. وحلت محادثات أستانا وسوتشي محل وثيقة جنيف. ورافق هذه التطورات تزايد الخلافات بين أنصار المعارضة. واستعاد الروس اليد العليا على الأرض، ما أدى في النهاية إلى جذب تركيا إلى عملية أستانا.
وتضمنت مقاربة روسيا لإنهاء القتال عنصرين؛ أولا: وقف دائم لإطلاق النار و4 مناطق خفض تصعيد، ما يعني تدمير مناطق سيطرة المعارضة ونقل مقاتلي المعارضة إلى محافظة إدلب الشمالية الغربية. وثانيا: إعطاء روسيا الأولوية لتشكيل لجنة لتعديل دستور 2012 أو صياغة دستور جديد. وبعد أكثر من 7 سنوات على بدء عملية أستانا، ظل الدستور دون تغيير.
ويتعارض هذا النهج مع قرار الأمم المتحدة رقم 2254 الذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية تليها عملية دستورية تؤدي إلى انتخابات برلمانية ورئاسية. لكن الأطراف الدولية التي دعمت المعارضة لم تتخذ موقفا ضد تقويض روسيا لوثيقة جنيف، حتى إن بعض الدول نصحت المعارضة بالمشاركة في عملية أستانا بسبب عدم وجود بدائل قابلة للتطبيق. ولم تعد قضية خروج "الأسد" من السياسة من أولويات الجهود الدبلوماسية. وفي عام 2021، ترشح "الأسد" لولاية رئاسية رابعة وفاز بالطبع بسبع سنوات أخرى.
ومنعت العقوبات الأمريكية، المفروضة بموجب قانون قيصر "الأسد" من تحويل انتصاره العسكري إلى انتصار سياسي من خلال ربط عملية إعادة الإعمار في سوريا بالحل السياسي.
واليوم، تواجه جهود إعادة الإعمار عقبات بسبب عدم إحراز تقدم على عدد من الجبهات، كما أن عملية السلام معطلة، وقد فر ربع سكان سوريا (البالغ عددهم 22 مليون نسمة) من البلاد، ونزح ربع آخر داخليًا، كما أن الاقتصاد والبنية التحتية في حالة يرثى لها فيما ارتفعت معدلات الأمية حيث لم يحصل أكثر من 37% من الأطفال على التعليم الابتدائي. ويعيش أكثر من 90% من السوريين في فقر ويعاني 60% من انعدام الأمن الغذائي. وما تزال معظم الموارد الاستراتيجية، مثل السدود الكهرومائية وحقول النفط ومناجم الفوسفات، خارجة عن سيطرة النظام.
إن العصا الحقيقية الوحيدة التي استخدمتها الدول المعارضة لـ"الأسد" هي العقوبات أحادية الجانب، والتي سمحت لداعميه الرئيسيين في إيران وروسيا والصين بمواصلة دعم نظامه دون عوائق. ونجح "الأسد" في تجاوز العقوبات، تاركًا شعبه يتحمل العبء الأكبر. وتتجاوز تكلفة إعادة إعمار سوريا تريليون دولار، وحتى لو تمكنت الأطراف المتصارعة من إيجاد حل للصراع، فمن غير المرجح أن يرغب المستثمرون في لعب دور في إعادة تأهيل البلاد، مع استمرار عدم استقرار بيئة الأعمال وتفشي الفساد.
ومنذ بدأت الحرب الروسية في أوكرانيا، أصبحت عملية أستانا أقل فعالية. وعُقد الاجتماع الأخير لمجموعة أستانا - المؤلفة من روسيا وإيران وتركيا - في طهران قبل أقل من شهرين ولم يسفر عن نتائج ملموسة. ويبدو أن سوريا الآن معرضة لخطر التقسيم، حيث خلصت الدول المؤثرة إلى أن حل النزاع لا طائل من ورائه وأن الاحتواء هو أفضل سيناريو ممكن.
وستكون التسوية السياسية كارثية بالنسبة لـ"الأسد" لأن أي ترتيب سيؤدي في النهاية إلى الإطاحة به. لقد سئم السوريون، بمن فيهم العديد من العلويين، من العيش تحت سيطرته. ولا يؤيد "الأسد" سوى ثلث السكان في المناطق الخاضعة لحكمه، بينما يريد ثلثا سكان هذه المناطق الهجرة. لكن العقوبات ليست كافية لإجبار "الأسد" على قبول تسوية حقيقية.
وما يزال مصير سوريا غامضا لأن وجود الجيوش الأجنبية لا يسمح لأي من أطراف الصراع المحليين بتقرير مستقبل البلاد. ويبدو أن التقسيم هو السبيل الوحيد الممكن للخروج من المأزق. وفي الواقع، تم تقسيم البلاد بالفعل بحكم الأمر الواقع، حيث طورت الفصائل القومية والدينية والطائفية والسياسية إدارات ذاتية لإدارة شؤونها المدنية. في غضون ذلك، يبدو أن النظام يراهن على أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية (إذا حدث ذلك) ستمكنه من إنهاء الأزمة بشروطه.
لقد دمر الفرنسيون سوريا عام 1920 وسيطروا عليها حتى عام 1943، وخلقوا دولة مصطنعة بلا أسس، وقد جمعت الدولة السورية مزيجًا من المكونات غير المنسجمة منذ أن بنتها فرنسا على خط طائفي وعرقي، وكان تفككها مسألة وقت، لذلك فإن إعادة تشكيلها يعد أمرا بعيد المنال.
المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
=============================
معهد واشنطن :تداعيات تحول موقف تركيا من الأزمة السورية
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/tdayat-thwl-mwqf-trkya-mn-alazmt-alswryt
بواسطة صلاح الدين هوى
صلاح الدين هوى، هو ناشط سوري معارض لنظام للأسد، عمل كمدير سابق لدى مديرية التربية والتعليم في حلب، سوريا، كما حصل على إجازة في الأدب الإنجليزي، ودبلومة في التربية من جامعة حلب.
تحليل موجز
على الرغم من أن إقامة علاقات بين تركيا والنظام السوري قد تبدو خطوة ذكية من قبل أردوغان، إلا أن القرار يمثل خيانة للشعب السوري ونجاحه غير مضمون بالنسبة للحكومة التركية.
بينما الاستعدادات لشن عملية عسكريّة تركية في الشمال السوري تسير على قدم وساق، خرجت تصريحات لوزير الخارجية التركي عن إمكانية دعم نظام الأسد لتأخذ المشهد في الاتجاه المعاكس تماماً. ثم ما لبث الرئيس إردوغان أن كرر تصريحات مشابهة بعد قمة سوتشي وسط تسريبات عن إمكانية حدوث اتصال رفيع المستوى مع النظام السوري ليترجمها تشاووش أوغلو بلقائه مع وزير خارجية النظام. أثار هذا التحول اندلاع احتجاجات عفوية واسعة النطاق بين الأوساط الثورية السورية، مما دفع تشاووش أوغلو للقاء رؤساء مؤسسات المعارضة السورية لإعادة التأكيد على "دعم تركيا لحقوق السوريين" وفقا لتغريدة بدر جاموس في 25 آب / أغسطس.
لم تتأخر الأوساط الثورية السورية، بما فيها تسع نقابات للمحامين والمعلمين والمهندسين ومهن أخرى، في إطلاق تلك التظاهرات للتعبير عن رفضها لهذا الموقف. كما وجدت هذه الأوساط أن هذا التراجع صادم بشكل خاص نظرًا للتطورات التي حدثت في الأشهر العديدة الماضية. ففي 27 حزيران الماضي، نقلت وكالة "الأناضول" تصريحات لوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، لقناة "تي في 100" التلفزيونية التركية ندد فيها بتراجع أمريكا وروسيا عن "وعودهما بإخراج الإرهابيين من سورية." كما طالب الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها في حماية الهيئات الدبلوماسية الأجنبية وذلك بعد تعرض القنصلية التركية في الموصل لهجوم صاروخي قبل ساعات من حديث تشاووش أوغلو.
في الواقع، فقد تعرضت القواعد التركية في شمال العراق وسورية لسلسلة من الهجمات الصاروخية التي تبنتها ميليشيات موالية لإيران. وجاءت تلك الهجمات قبل وبعد قمة طهران التي جمعت رؤساء إيران وتركيا وروسيا، وقرأها المراقبون على أنها رسالة واضحة لتركيا. وقد اتهم مسؤولون عراقيون ومليشيات موالية لإيران تركيا باستهداف موقع سياحي في دهوك، شمال العراق، مما أسفر عن نحو40 قتيل وجريح بعد ساعات من انتهاء القمة التي كشفت عن خلافات عميقة بين الشركاء. وقد أبلغت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد أيام قليلة من الهجوم، أن تركيا رفضت تلك الاتهامات ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف، واتهمت حزب العمال الكردستاني بضلوعه في الهجوم.
على كل حال، يبدو أن خطاب جاويش أوغلو الأخير يشير إلى أن تركيا ستتخلى عن سوريا للنظام. لكن الملفت في تصريح تشاووش أوغلو كان حديثه عن "الحق الطبيعي للنظام (السوري) أن يزيل التنظيم الإرهابي من أراضيه"، في إشارة إلى تنظيم قوات سورية الديموقراطية (قسد) الذي يسيطر على مناطق واسعة في الشمال السوري. لا بل ذهب تشاووش أوغلو إلى حد إبداء استعداد حكومته لتقديم " كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام في هذا الصدد" مطلقاً العنان لكثير من التكهنات حول النوايا الحقيقية للحكومة التركية من هذه التصريحات.
مع انتهاء قمة سوتشي التي جمعت الرئيسين التركي والروسي في 5 آب الجاري، تعزز الانطباع العام -خاصة لدى الأوساط الثورية السورية- بأن قمة سوتشي حلقة جديدة في مسلسل التغير في تعاطي تركيا مع الملف السوري. فقد تقاطع حديث الرئيس إردوغان عن رغبة روسيا بأن يتم القضاء على التهديدات الإرهابية من خلال التعاون التركي مع نظام الأسد مع الحديث السابق لتشاووش أوغلو بدعم النظام لتحقيق هذا الغرض.
ومع تأكيد الرئيس إردوغان على وجود تعاون بين أجهزة الاستخبارات التركية والسورية، زادت المخاوف من تخلي تركيا عن الثورة السورية. لكن إعلان تشاووش أوغلو في 11 آب الجاري عن لقائه وزير خارجية الأسد وتأكيده بأنه يجب إجراء مصالحة بين "المعارضة والنظام بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم"، حسمت التوجه التركي بفتح قنوات حوار مع النظام على أعلى المستويات.
التطبيع التركي مع النظام سلاح ذو حدين
رغم إدراك القيادة التركية لمخاطر التحول الدراماتيكي في موقفها من نظام الأسد، تبدو مصرة على المغامرة بمكانتها وبمستقبلها السياسي. فالحكومة التركية تدرك يقيناً بأن النظام السوري لن يتخذ أي إجراء أمني أو عسكري أو سياسي قبل حصوله على موافقة إيران وروسيا وبأنه أصبح مسلوب الإرادة والسيادة. بناءً على هذا الفهم، فإن التواصل مع الإيرانيين والروس أجدى نفعاً لضمان المصالح التركية. وتدعم تصرفات روسيا هذا التفسير، حيث قام ضباطٌ روس في القواعد الروسية في سورية بمنع رئيس النظام ووزير دفاعه من مشاركة المسؤولين الروس في استعراض القوات الروسية، إضافة لعدم إقامة مراسم استقبال رسمية له في زياراته الأخيرة لموسكو.
ويمكن النظر إلى تكرار الحديث عن إمكانية إجراء اتصالات بين الجانبين التركي والسوري -بما في ذلك احتمال إجراء مكالمة بين الرئيسين- على أنه سلاح ذو حدين بالنسبة لأنقرة. فمن جهة أولى، تعمل حكومة حزب العدالة والتنمية على تجريد المعارضة التركية من أوراقها التي تعتمد عليها في دعايتها الانتخابية ضدها خلال الأشهر التي تسبق انتخابات التركية في يونيو 2023. وإذْ تعتبر المعارضة التركية مشكلة اللاجئين السوريين أهم أسباب الأزمات التركية الداخلية والخارجية، فإنها ترى أن تطبيع العلاقات مع النظام السوري هو السبيل الأمثل لحلها، كما أوردت جريدة "المدن" الإلكترونية عن موقع 'دوتشه فيلله' التركي في 4 آب الجاري.
من هنا، يفسر كثير من المراقبين التصريحات الأخيرة اللرئيس إردوغان وتشاووش أوغلو على أنها محاولة لحرمان المعارضة التركية من الاستفادة من هذه الورقة. كما يمكن وضع تصريحات المسؤولين الأتراك عن وضع خطة لإعادة مليون لاجئ سوري "طوعيا" إلى الشمال السوري في نفس سياق انتزاع أوراق المعارضة التركية التي ستخوض بها انتخابات 2023.
من ناحية أخرى، فإن فتح قناة اتصال على مستوى سياسي رفيع بين تركيا ونظام الأسد قد ينعكس سلباً على حكومة حزب العدالة فتخسر أصدقاءها دون أن تضمن كسب ضد أعدائها. حيث ستعتبر المعارضة السورية أي حوار من هذا القبيل التفافاً على مطالبها وطعنة في الظهر لا يمكن التنبؤ بتبعاتها. فمع خسارة تركيا لمكانتها كضامن من المحتمل أن تفشل في كبح جماح بعض فصائل المعارضة التي من المرجح أن تنفذ عمليات ضد النظام، كما فعلت من قبل.
أما إذا أصرت تركيا على ضبط الفصائل من خلال قواتها المنتشرة في مناطق المعارضة، فمن غير المستبعد أن تحدث اشتباكات بين الطرفين. وسيعود هذا السيناريو بالفائدة على النظام وداعميه فقط. بإقدامها على التطبيع، ربما تكسب انقرة هامشاً على المستوى الداخلي حتى بلوغ انتخابات 2023، لكنها ستكون قد خسرت رصيدها عند الشعب السوري الثائر على نظام الأسد وربما ت يتحول من صديق داعم إلى عدو دائم.
 وبالفعل فقد بدأت مظاهرات في مناطق عديدة مع انتشار دعوات للقيام بمظاهرات أوسع في الشمال السوري في الأيام القادمة احتجاجاً على دعوات تشاووش أوغلو لمصالحة المعارضة مع النظام. في تلك الليلة، خرج المتظاهرون السوريون في مظاهرات مسائية في عدة مدن في الشمال السوري تخلل بعضها هجمات على بعض رموز الدولة التركية. كما عبّر كل قادة الفصائل عن رفضهم للموقف التركي الجديد الذي يفرّط بحقوق السوريين خدمةً للأمن القومي التركي ولتحقيق مصالح انتخابية ضيقة تخص حزب العدالة فقط.
ونشر كثير من الناشطين السوريين تغريدات تذكّر القيادة التركية بما ارتكبته قوات النظام والمليشيات الطائفية الموالية لها من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال قتل مئات آلاف السوريين إضافة لاحتجاز عشرات آلاف الأبرياء ورفض الإفراج عنهم أو الكشف عن مصيرهم. هذه الممارسات وسواها كثير تجعل مجرد طرح فكرة التطبيع مع النظام أو المساومة على الثوابت خيانة كبرى بالنسبة للشعب السوري.
وبصرف النظر عن غضب المعارضة السورية، فإن تأثير هذه الخطوة على السياسة الداخلية التركية ليس مضمونًا بأي حال من الأحوال،. فربما تخسر حكومة حزب العدالة جزءً لا بأس به من أصوات الناخبين الأتراك الذين يقفون مع الثورة السورية ويصعب عليهم رؤية حكومتهم تلقي "بالمظلومين" في أحضان "الظالمين". حيث تشكِّل روابط الدين والمذهب والتاريخ المشترك دافعاً قوياً لتعاطف الشعب التركي الواسع مع الشعب السوري الذي يتعرض لحرب إبادة طائفية. وقد رفع وقوف حكومة حزب العدالة إلى جانب الثورة السورية من أسهمها على الصعيدين الشعبي والإسلامي. وهذا يعني أن الحكومة التركية ستخسر مكانتها هذه في حال تخليها عن الشعب السوري لأي سبب كان.
على النقيض من ذلك، فمن غير المرجح أن يغير التواصل مع النظام من رأي الأتراك المعارضين لحكومة حزب العدالة أو يدفعهم للتصويت لها. فهؤلاء يعارضون هذه الحكومة من منطلق أيديولوجي معارض للسياسات المحلية لحزب العدالة والتنمية ومعارضة لأسلمة ممارساتها السياسية. لا بل إن معارضي الرئيس إردوغان سيستخدمون أي انعطاف كبير في علاقته بالنظام السوري كورقة انتخابية ضده من جهة صواب رؤية أحزاب المعارضة التي دأبت على مطالبة الحكومة التركية بفتح حوار مع النظام السوري مقابل رفض الحكومة لهذه المطالب. وبذلك تكون الحكومة قد أقرّت 'بقصر نظرها' في التعاطي مع الأزمة السورية مع ما يمكن أن يترتب على ذلك من ذهاب أصوات مؤيديها إلى حساب المعارضة 'الأبعد نظراً'.
علاوةً على ذلك، فمن المستبعد أن يسهم التواصل مع النظام السوري في إنهاء أو حتى تقليل حالة التنافس الجيوسياسي التركي-الإيراني أو التركي-الروسي في منطقة الشرق الأوسط. لا بل سيسهم هذا الحوار بتطويق أذرع إيران للحدود الجنوبية لتركيا. وقد دفعت هذه الديناميكية الجيوسياسية أحمد داوود أوغلو عندما كان رئيساً للوزراء بين 2014-2016 للتوصية بالتدخل عسكرياً لمنع سقوط حلب وإبقاء أعداء تركيا على بعد عشرات الكيلومترات من حدودها الجنوبية. ورغم قيادة داوود أوغلو لأحد الأحزاب المنافسة لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة، إلا أنه يعارض بشدة فتح قناة حوار مع نظام الأسد لإدراكه أن ذلك يعني تمركز إيران وأذرعها على طول الحدود الجنوبية لتركيا. كما سيعني ذلك إمكانية إعادة تشكيل "الممر الإرهابي" والتفريط بالمكتسبات التي حققتها تركيا بعد عمليات ’ درع الفرات‘، وغصن الزيتون‘، ونبع السلام‘، في الشمال السوري ضد تنظيمي داعش وقسد.
بين حسابات انتخابية ضيقة وحسابات إقليمية ودولية معقدة، تحاول القيادة التركية إحداث توازن يبدو هذه المرة أصعب من أي وقت مضى. وفي حين أن الثورة السورية تبدو الحلقة الأضعف في هذه العلاقات، إلا أن القيم الإنسانية التي تمثلها والتضحيات التي قدمتها تجعل التخلي عنها أو التآمر عليها لعنة تلاحق كل من يحاول النيل منها. كما أن ميزان الربح والخسارة يشير إلى أن تخلي الحكومة التركية عن الثورة سيساهم فقط بتأجيل المواجهة الكبرى مع أعداء تركيا ليصبح ميدانها الداخل التركي بدلاً من امتداده عشرات الكيلومترات داخل الأراضي السورية.
=============================
واشنطن بوست :لماذا بدأ أردوغان فجأة التعامل بلطف مع أعدائه؟
https://www.qposts.com/لماذا-بدأ-أردوغان-فجأة-التعامل-بلطف-مع/
آسلي آيدنتاسباس
يُعرف عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه رجل قاسٍ عديم الرحمة، لكنه أظهر مراراً أنه مستعد للتخلي عن مواقفه؛ عندما يرى أنها لم تعد تخدم مصالحه. وها هو ذا اليوم يفعل ذلك من جديد. هكذا افتتحت آسلي آيدنتاسباس “مقال رأي” نشرته صحيفة “واشنطن بوست” مؤخراً.
تشير الكاتبة إلى الدور الذي حاولت أن تلعبه تركيا خلال العقد الأخير كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط؛ حيث نشرت قواتها في العراق وسوريا وليبيا، واستعرضت قوتها في البحر المتوسط في مسعى لفرض نفوذها في مناطق الدولة العثمانية السابقة. وقد شمل ذلك التعاون مع دولة قطر الحليفة لدعم الحركات الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة. الأمر الذي أثار صداماً أيديولوجياً بين هاتين الدولتين مع دولٍ عربية أخرى في الخليج والشرق الأوسط، وجذب بعض الدول الأوروبية مثل اليونان وفرنسا.
ولكن وبتأثير من الحرب في أوكرانيا، واشتداد المنافسة بين القوى العظمى، وتقليص الولايات المتحدة لوجودها في الشرق الأوسط، يبدو أن دول المنطقة بدأت توجه اهتمامها إلى داخل حدودها، وتوطد أنظمتها، وتسعى لخفض التوترات فيما بينها، وتركيا ليست استثناءً. فعلى مدار العام الماضي كانت تركيا ترسل مبعوثيها إلى العواصم الإقليمية، وتعرض تطبيع علاقاتها مع خصومها السابقين.
في الأيام الماضية، أعلنت تركيا وإسرائيل إعادةَ السفراء بعد أكثر من عشر سنوات من التوتر بينهما. وفي فبراير الماضي، زار أردوغان أبوظبي على الرغم من أن وسائل إعلامه كانت تصور رئيس دولة الإمارات على أنه عدو لدود لتركيا. وفي مارس قام المدعي العام التركي الذي يحقِّق في مقتل الصحفي جمال خاشقجي بنقل القضية إلى المحاكم السعودية، ممهداً بذلك الطريق أمام زيارة أردوغان إلى الرياض، ولقاء ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان. كما أرسلت أنقرة وفوداً إلى القاهرة؛ لإصلاح الضرر الذي لحق بعلاقاتها مع مصر نتيجة دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وتورطها في الحرب الليبية.
وترى آيدنتاسباس أن أردوغان لديه أسبابه الشخصية وراء رغبته في تحسين علاقاته مع أنظمةٍ كان يأمل في الهيمنة عليها ذات يوم. فمع اقتراب انتخابات عام 2023، يواجه أردوغان معارضة موحدة، واقتصاداً يعاني من الركود، وخزائن الدولة شبه الفارغة، وتراجعاً في قيمة الليرة التركية، وتضخماً وصل إلى 80%.
لقاء أردوغان ومحمد بن زايد يدل على رغبة تركيا بتعزيز السلام الإقليمي- “دايلي صباح
ومع تراجع شعبيته، وعلى الرغم من قبضته الشديدة على البلاد، فإن فرص إعادة انتخابه ليست مؤكدة. وهو يأمل في أن بناء صداقات مع أعدائه السابقين، خصوصاً دول الخليج الغنية، سيجلب الأموال التي تحتاجها البلاد بشدة لدرء أزمة الإفلاس المحتملة؛ نتيجة أزمة ميزان المدفوعات التي تلوح في الأفق.
ربما يكون التحول السياسي الأكثر دراماتيكية هو تلويح أنقرة في أكثر من مناسبة إلى استعدادها للحوار مع الحكومة السورية، بعد سنوات من الضغط لتغيير النظام في دمشق، ودعم جماعات المعارضة المسلحة في شمال البلاد. ويأتي هذا التوجه لإرضاء ملايين الناخبين الغاضبين من وجود ملايين اللاجئين السوريين في بلادهم.
لطالما طالبت المعارضة التركية بتطبيع العلاقات مع سوريا؛ تمهيداً لعودة اللاجئين إليها، والآن يحاول أردوغان القفز إلى تلك العربة، ويتخذ إجراءات لتشجيع عودة ملايين السوريين إلى وطنهم. وعلى الرغم من أن فرص نجاح هذه المحاولة ضئيلة للغاية، فإن ما يهم أردوغان هو الوعد بعودتهم قبل الانتخابات، ويأمل في أن أي حديث حول اتفاق مع دمشق سوف يزيل الانتقادات الداخلية واسعة النطاق لسياسته تجاه سوريا.
وقد بدأت مناورة أردوغان لخفض التوترات الإقليمية تؤتي ثمارها، وأظهرت احتياطيات البنك المركزي التركي زيادة بأكثر من 17 مليار دولار منذ بداية العام الحالي، ويتكهن الخبراء بأنها أموال روسية وخليجية، وبأن المزيد سوف يأتي. وعلى الرغم من انزعاج حلفاء الناتو من سياسة الانفتاح على موسكو التي ينتهجها أردوغان، فإنهم التزموا الصمت حيالها؛ لتجنب استعداء أردوغان ودفعه أكثر نحو الكرملين.
وتخلص الكاتبة إلى أن مناورة أردوغان الذكية لا تغير حقيقة أنها مدفوعة بموقفه الداخلي السيئ. وترى أنه على الرغم من حكمه الاستبدادي، فلا يزال النظام الانتخابي التركي فعالاً، ويتيح المجال للمنافسة. والناخبون غير راضين عن التضخم وسوء الإدارة والفوضى والتوجه العام للبلاد.
وربما يساعد تدفق الأموال الأجنبية في منع وقوع كارثة اقتصادية، ولكن في نهاية المطاف، لا يستطيع بوتين والأسد وبن سلمان تحديد نتائج الانتخابات التركية. بل الأتراك أنفسهم، وحتى الآن، يبدو أنهم غير مقتنعين بقدرة أردوغان على تحقيق غدٍ أفضل.
زميلة متقدمة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
المصدر: واشنطن بوست
=============================
معهد واشنطن :خطابات الجولاني عن "حالة الدولة"
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/khtabat-aljwlany-n-halt-aldwlt
هارون ي. زيلين
هارون ي. زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حيث يتركز بحثه على الجماعات الجهادية العربية السنية في شمال أفريقيا وسوريا، وعلى نزعة المقاتلين الأجانب والجهادية الإكترونية عبر الإنترنت.
تبقى الجهود المتزايدة التي يبذلها الزعيم الجهادي السوري لكسب الشرعية وبناء المؤسسات المحلية محدودة وسط استمرار الميول الإرهابية لـ «هيئة تحرير الشام» وقمعها للأقليات.
في السنوات الأخيرة، أجرى زعيم «هيئة تحرير الشام»، أبو محمد الجولاني، سلسلة من الاجتماعات مع مختلف الجهات الفاعلة في المناطق التي تسيطر عليها «الهيئة» وروّج لها. وعادةً ما تحدث هذه الاجتماعات التي تروّج لها «هيئة تحرير الشام» عبر الإنترنت بصورة متقطعة. وبالطبع، هي لا تطلعنا على كل ما يجري في المنطقة التي تسيطر عليها الجماعة أو عن الخطط التي تضعها للمستقبل، إلّا أن هذه الاجتماعات توفر بعض الأفكار التي تستحق الدراسة عند النظر إليها بمرور الوقت.
وعلى مدار أسبوعين تقريباً في أواخر شهر تموز/يوليو، أصدرت «هيئة تحرير الشام» خمسة خطابات أدلى بها الجولاني، وتحدث فيها مع وجهاء من مناطق حماة وإدلب وجسر الشغور، واجتمع مع مجلس الوزراء في "حكومة الإنقاذ السورية"، وتحدث في افتتاح مشروع ضخ المياه من عين الزرقاء إلى سهل الروج. وتماشياً مع المجهود الذي بذلته «هيئة تحرير الشام» في السنوات الأخيرة للدفع تدريجياً نحو الانفتاح على العالم الخارجي، يتمثل الاقتراح الأكثر جدارة بالملاحظة الذي سعى الجولاني لتحقيقه في جعل الأسواق الاقتصادية المحلية داخل الأراضي التي تسيطر عليها الجماعة متاحة للعالم الخارجي، وبالتالي ربط نظام «هيئة تحرير الشام» بالاقتصاد العالمي، وبذلك يحتمل أن يوفر ترتيباً على المدى الطويل يكون أكثر استدامة للمستقبل. وفي هذه الخطابات، يمزج الجولاني مواضيع تحدّثَ عنها سابقاً، بينما يضيف تفاصيل جديدة حول الإنجازات الأخيرة من وجهة نظر «هيئة تحرير الشام»، والخطط المحتملة لتطوير المناطق التي تسيطر عليها الجماعة بشكل أفضل.
مشروع بناء الدولة
يواصل الجولاني التركيز على أهمية بناء الدولة. ويشير إلى النجاحات المتعددة التي تحققت من وجهة نظره في بناء المؤسسات، لكنه يؤكد على وجوب استمرار هذه الجهود قائلاً: "علينا أن نعتقد دائماً أننا بحاجة إلى بناء المزيد... وتنظيم المزيد". ومع أن "هيئة تحرير الشام" لا تؤمن بالديمقراطية الليبرالية أو السيادة الشعبية، يحاول الجولاني تأطير مشروع بناء الدولة على أنه جهد على مستوى السكان. وكما قال في خطابه الموجه إلى وجهاء إدلب: "نحن جميعاً مؤسسة واحدة، كلنا لدينا سلطة، نحن كل الشعب". ولهذا فإن "حكومة الإنقاذ هي مرحلة مهمة جداً من تاريخ الثورة السورية"، وفقاً لما قاله الجولاني في الخطاب الذي ألقاه أمام وزراء "حكومة الإنقاذ السورية".
ويركز الجولاني على حاجة الناس إلى وجود حل وسط بين المساعدات الحكومية الكاملة ودورات الفوضى المستمرة. وفي خطابه الموجه إلى وجهاء جسر الشغور أوضح "أننا نحاول بناء مجتمع يستطيع القيام بنفسه وحماية ذاته". كذلك، صرح في تدشين مشروع توصيل المياه إلى سهل الروج أنه يرى أي شيء آخر بمثابة "شرط معيب"، فقال: "أما الاعتماد فقط على المساعدة أو ابتزاز الناس هنا للمساعدة أو المفاوضات الدولية التي تجري من أجل وصول بعض سلال الإسعافات الأولية أو بعض علب الحليب إلى المناطق المحررة، فهذا بصراحة نوع من الإذلال للشعب السوري". لذلك، هناك حاجة إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي. ومن أجل القيام بذلك، يعرض الجولاني في خطاباته ما يرقى إلى خطة تنمية مؤلفة من ثلاثة أقسام تركز على الزراعة والصناعة والخدمات العامة.
الزراعة
يناقش الجولاني الحاجة إلى زيادة جهود الري أكثر فأكثر، إذ يرى أنها تشكل العائق الأكبر أمام زيادة الإنتاج الزراعي. وبالتالي، كما يشرح الجولاني عند تكريس مشروع مياه سهل الروج، من الضروري أن تكون هناك خطة من ثلاث مراحل لتحسين الزراعة. أولاً، "يجب أن تتكامل الخطة الزراعية عبر الدمج بين التقويم الذي وضعته وزارة الزراعة والمزارع الأخ". بمعنى آخر، يجب أن يستفيد المزارعون بفعالية أكبر من المواسم لتحقيق الأمن الغذائي. ثانياً، يجب تطوير قطاع زراعي محلي مترابط. ثالثاً، من الضروري أن يكون هناك تصدير إلى العالم الخارجي لكي يتمكن المزارعون المحليون من الاستفادة من الاقتصاد العالمي. وبهذه الطريقة، سيتم تلبية احتياجات السكان المحليين والقطاع الزراعي والسوق الخارجي وفقاً للجولاني.
الصناعة
يشير الجولاني في خطابه إلى وجهاء إدلب إلى أن إدلب تفتقر بشكل عام إلى قطاع صناعي مقارنةً بحلب على سبيل المثال. ويشدد على ضرورة وجود "قوانين غير معقدة" للسماح بالتنمية الصناعية مع دعم الإنتاج المحلي. وكما يوضح الجولاني، يجب أن يتحقق إنشاء بيئة مؤاتية للصناعة من خلال تطوير الخدمات الفنية والكهرباء وإدارة العقارات وغرف التجارة وما شابه ذلك. وقد اتخذت «هيئة تحرير الشام» خطوات كبيرة مماثلة في هذا الاتجاه، بحيث إذا أراد شخصٌ ما الآن بناء موقع صناعي، فإنه لا يحتاج سوى إلى ثلاثة أو أربعة أيام للحصول على كافة التراخيص اللازمة. والهدف النهائي هو أنه "يجب أن نصل إلى مرحلة في المناطق المحررة يكون فيها معدل الصادرات أعلى من معدل الواردات"، في حين تستورد هذه المناطق حالياً أكثر مما تُصدّر بنسبة تبلغ حوالي الثلثين. يجب أن يكون الهدف أولاً تحقيق التوازن بين الصادرات والواردات، ثم جعل الصادرات تتجاوز الواردات.
الخدمات العامة
وفقاً للجولاني، تُركّز «هيئة تحرير الشام» و"حكومة الإنقاذ السورية" في الوقت الحالي على توفير الضروريات الأساسية مثل تنظيف الشوارع وتوفير الكهرباء والمياه وإزالة القمامة. علاوةً على ذلك، تحاولان المساعدة في الأمور التي تحتاجها الأسواق الصناعية والزراعية لكي تزدهر بشكل أفضل.
ويروّج الجولاني في خطاباته لبعض الإنجازات الأخيرة. على سبيل المثال، في خطابه إلى وجهاء إدلب، ادعى أنه خلال العام الماضي تم تزويد أكثر من 110 آلاف منزل ومحل تجاري وموقع صناعي وزراعي بالكهرباء، وهو ما أعلن أنه يشكل إنجازاً كبيراً وسريعاً. وبالمثل، يعترف الجولاني بأن وزارة الزراعة تفتقر إلى الموارد، لكنه يقول إنه بفضل "التعاون" بين المزارعين و"حكومة الإنقاذ السورية" والوزارة، تمكنوا من زيادة حجم الاستهلاك المحلي من 30 في المائة إلى 40 في المائة، وهو ما يعتبره مستوى جيد. ومن وجهة نظر الجولاني، سيؤدي تدشين نظام ضخ المياه الجديد من عين الزرقاء إلى سهل الروج إلى إضافة مياه جديدة يمكن أن تزيد الإنتاجية.
حوار منفتح، إنما غياب حرية التعبير
في خطاباته المختلفة، يعطي الجولاني الانطباع بعقد اجتماعات منفتحة يمكن فيها للجميع مناقشة القضايا وإثارة المشاكل لكي يمكن تصحيحها. لذلك، يَظهر في اجتماع جسر الشغور شخصان يشتكيان من الخدمات في المنطقة مثل الطرق والكهرباء. ويذهب أحدهما إلى حد القول: "[نحن] محرومون من العديد من الخدمات"، معتبراً أنه يجب تصحيح هذه المشاكل للتأكد من أن "أبناء [هذه المنطقة] يتشبثون بأرضها". لكن على الرغم من هذا التظاهر بالنقد والنقاش الصريحَين، يجب أن يأخذ المرء في الاعتبار عدد النشطاء ضد حُكم «هيئة تحرير الشام» الذين ماتوا أو سُجنوا بسبب صراحتهم فيما يتعلق بإخفاقات نظام «هيئة تحرير الشام» أو مكامن قصوره. وفي حين أن «الهيئة» قد تتسامح مع الأفراد الذين يقدّمون شكاوى عبر القنوات المناسبة إلى مسؤوليهم المحليين و"حكومة الإنقاذ السورية" حول موضوع لا يتسم كثيراً بطابع سياسي مثل توفير الكهرباء، إلّا أن الأمر نفسه لا ينطبق على الأشخاص الذين يبثّون المظالم علناً على وسائل التواصل الاجتماعي أو إلى وسائل الإعلام الخارجية (على خلاف وسائل الإعلام الصديقة لـ «هيئة تحرير الشام» أو المعتمدة من قبلها) حول مواضيع قد تعتبرها الجماعة أكثر حساسية ومن المحتمل أن تكون "مخلّة بالأمن العام" (على سبيل المثال، الأجانب الذين يعيشون في منازل مصادرة ويسببون مشاكل للسكان المحليين).
هل يتم إنشاء وزارة دفاع؟
في خطابه، أشار الجولاني أمام وجهاء إدلب إلى غرفة العمليات العسكرية بقيادة «هيئة تحرير الشام» التي تنظّم الجهود العسكرية الخاصة بمعظم الفصائل في إدلب. كما سلّط الضوء على مشروع "الكلّية العسكرية" التي يشرف عليها "خيرة الضباط المنشقين الموجودين في المناطق المحررة". و"ربما" ستصبح هذه الكلّية، وفقاً للجولاني، نواة "وزارة دفاع" مستقبلية ذات بنية منظمة تسمح بالابتعاد عن نموذج الفصائل للتنظيم العسكري. وسيتبين في المستقبل ما إذا كان هذا هو السبيل الذي تقوم من خلاله «هيئة تحرير الشام» (بالإضافة إلى جماعات أخرى) بإدراج بنيتها التحتية الحالية في مثل هذا الكيان. وإذا حدث ذلك، فمن منظور سياسي، سيزيد ذلك من إضعاف قضية تصنيف «هيئة تحرير الشام» كجماعة إرهابية، لأنها لن تعُد جماعة منفصلة بل ستصبح رسمياً جزءاً من "حكومة الإنقاذ السورية".
هل يتم توسيع دولة «هيئة تحرير الشام»؟
يواصل الجولاني وقادة آخرون في «هيئة تحرير الشام» تكرار الادعاء بأن هدفهم النهائي هو تحرير دمشق، إلى جانب كافة المدن الرئيسية الأخرى مثل حلب وحماة. ولكن الجديد هذه المرة هو إشارة الجولاني إلى أن مؤسساتهم ستكون جاهزة للتوسع حالما تكسب «هيئة تحرير الشام» مناطق جديدة. ويعود سبب لذلك إلى أن «هيئة تحرير الشام» تريد، على عكس النظام، "أن يشعر [الناس] المحررون بأن هناك فرقاً كبيراً في حياتهم من حيث الأمن والتعليم والصحة والزراعة والاقتصاد وكافة نواحي الحياة". وفي حين يركّز الجولاني على الغنيمة النهائية وهي دمشق، إلّا أنه قد تكون في كلامه أيضاً إشارة غير مباشرة تتعلق بالشائعات حول رغبة «هيئة تحرير الشام» في الاستيلاء على الأراضي من خصمها في "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا في شمال محافظة حلب (أي المنطقة الممتدة من عفرين إلى جرابلس).
إحراز بعض التقدم، لكن استمرار القيود
بناءً على اجتماعات الجولاني، من الواضح أن «هيئة تحرير الشام» تسعى جاهدةً لإحراز تقدم على صعيد قدراتها في مشروع بناء الدولة وإنماء هذه القدرات ومحاولة تلافي عيوبها. وبشكل خاص، تسعى الجماعة إلى تطوير القطاعات المحلية، وفتح الأسواق المحلية أمام الاقتصاد العالمي، وربما إنشاء وزارة دفاع. ومع ذلك، سيستمر المسؤولون في الحكومة الأمريكية، الذين قد يعتبرون أنه من المفيد التعامل مع «هيئة تحرير الشام»، في التردد على الأرجح من المضي قدماً في مثل هذا التعامل بسبب أربع قضايا، وهي: (1) معاملة «هيئة تحرير الشام» للأقليات في أراضيها؛ (2) حرص كبار منظّريها الإيديولوجيين على تأبين أيمن الظواهري بعد وفاته؛ (3) دعمها العلني لـ "حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني" الإرهابية خلال حملتها الصاروخية الأخيرة ضد المدنيين في إسرائيل؛ (4) استمرار وجود المنظمات التي يديرها المقاتلون الأجانب والمصنفة على قائمة الإرهاب [الأمريكية] في أراضي «هيئة تحرير الشام».
ومن المواضيع التي يكررها الجولاني مجدداً في هذه الاجتماعات هي قوله: "لقد تحمّلنا أعباء سنوات طويلة جداً، وتحمّلنا أعباء مائة عام من الاضطهاد والإذلال والتراجع والانحطاط وما شابه ذلك". ويوضح في خطابه لوجهاء إدلب أن الأمة الإسلامية لم تتعرض أبداً للاضطهاد على غرار الاضطهاد الذي تعرضت له في الأعوام المائة الماضية، إذ واجهت تهديداتٍ طالت هويتها تتخطى مجرد الانقسامات في السلطة السياسية. وكما يقول الجولاني في خطابه لوزراء "حكومة الإنقاذ السورية"، يفسّر ذلك جزئياً لماذا "لم يعد المشروع في المناطق المحررة مجرد مشروع ثورة ضد الاضطهاد والطغيان، بل تحوّل إلى بناء كيان سني، لأن أهل السنة معرضون لخطر وجودي في سوريا". ولا شك في أن نظام الأسد يدير نظاماً طائفياً منذ أكثر من 50 عاماً، مما ألحق ضرراً بأغلبية السكان السنة.
ومع ذلك، نظراً للهوية السنية الطائفية لـ «هيئة تحرير الشام»، من المهم تخفيف التوقعات عندما يلتقي الجولاني بأعيان مسيحيين أو دروز. فقد أًرغم هؤلاء الأعيان منذ سنوات عديدة (عندما كانت «هيئة تحرير الشام» تُدعى «جبهة النصرة») على التخلي عن عقيدتهم وإعلان اعتناقهم للإسلام السني، ولم تتغير هذه السياسة المتعلقة بالتحول القسري عن الديانة. علاوةً على ذلك، لا يزال السكان الدروز الأصليون يشكون من مظالم كثيرة بشأن مصادرة المنازل وحقوق الميراث، ويواجهون خطر استهدافهم بالمضايقات وحتى القتل على أيدي جهاديين أكثر تشدداً في شمال غرب سوريا الذين يعتبرونهم "كفاراً"، ويرفضون فكرة تحولهم إلى الإسلام السني. وفي حين لا يُمنح المسيحيون مكانة "أهل الذمة" الخاصة بمواطني الدرجة الثانية من اليهود والمسيحيين في الدولة الإسلامية التقليدية، بل يُمنحون مكانة المستأمنين (أي يُعاملون كما لو كان لديهم إقامة مؤقتة دون أي التزام خلال ذلك الوقت بدفع ضريبة الجزية المفروضة على "أهل الذمة")، فإن وضعهم لا يزال يتسم إلى حدٍ كبيرٍ بالتبعية ويستند إلى قبول حُكم المسلمين السنة وهيمنتهم.
أما بالنسبة للقضيتين الأخيرتين، فقد بعث كبار القادة والمنظّرين الإيديولوجيين في «هيئة تحرير الشام»، مثل عبد الرحيم عطون وأبو ماريا القحطاني، برسائل تعزية في أعقاب الغارة التي شنتها الولايات المتحدة عبر طائرة بدون طيار وقتلت فيها زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. ووصف عطون الظواهري بأنه "رجلاً عاش لدينه وصاول وقاتل وقاوم وجاهد في سبيله نصف قرنٍ أو يزيد"، معرباً عن أمله في أن "يُسكنه [الله] الفردوس الأعلى مع الأنبياء". ويشكل ذلك دلالة على إظهار المنظرين الإيديولوجيين الاحترام لزميل جهادي، أكثر من كونه علامة على احتمال عودة «هيئة تحرير الشام» إلى كنف تنظيم «القاعدة». وبالفعل، دعا القحطاني مؤخراً فروع «القاعدة» إلى حل التنظيم، وحثّ بشكل خاص «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» على "فك ارتباطاته الخارجية"، مذكراً كيف انفصلت «هيئة تحرير الشام» عن تنظيم «القاعدة». ومع ذلك، تسلط هذه التصريحات الضوء على الجوانب المثيرة للجدل في التوجه السياسي والإيديولوجي الذي تتبناه «هيئة تحرير الشام»، مما يدل على تعاطفها مع النزعتين الجهادية والتشدد الإسلامي خارج سوريا. وهذا الأمر جدير بالملاحظة بشكل خاص في ضوء مزاعم «هيئة تحرير الشام» بأنها تريد أن يتم شطبها من قوائم الإرهاب الأمريكية. وبالمثل، أعلن "مركز منارة الهدى للدعوة" التابع لـ «هيئة تحرير الشام» عن تقديم الدعم المعنوي عدة مراتٍ لحملة الصواريخ التي أطلقتها "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" ضد أهداف مدنية إسرائيلية، ونَشَر رسماً يحمل شعار "كلنا سهام غزة على اليهود". وأخيراً، إن الأراضي التي تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» هي منطقة تعمل فيها جماعات إرهابية أخرى تابعة لها، مثل "جماعة أنصار الإسلام" و"كتيبة الإمام البخاري" و"كتيبة التوحيد والجهاد"، فضلاً عن الجماعات المقاتلة الأجنبية غير المصنفة على قائمة الإرهاب [الأمريكية].
ولا تزال «هيئة تحرير الشام» تتمتع بخصائص غير مستساغة بالتأكيد من المنظور الغربي. وهذا على الأرجح سبب قيام الجولاني، في إحدى خطاباته، بحث الناس في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة على أن يكونوا أقوياء في مواجهة الغرب، حتى لو لم يتعاون معهم هذا الأخير. واستناداً إلى الخطوات المستمرة التي يتخذها الجولاني و«هيئة تحرير الشام»، من الواضح أنه يريد اكتساب الشرعية دون أن يضطر إلى التخلي فعلياً عن جوانب الإيديولوجيا الأكثر تشدداً التي تتبناها جماعته. وهذه هي معضلة «هيئة تحرير الشام». فإلى أن تُظهر تحولاً واضحاً تتوقف فيه عن التعاطف مع القضايا الجهادية والإسلامية المتشددة داخل سوريا وخارجها، وتستعد لتحسين أوضاع الأقليات الساكنين في أراضيها، فستبقى عالقة في مأزقها الحالي، وغير قادرة على تحقيق خططها النبيلة التي تهدف إلى جعل أراضيها كياناً مستداماً ونابضاً بالحياة.
هارون ي. زيلين هو "زميل ريتشارد بورو" معهد واشنطن ومؤلف دراسته الأخيرة "عصر الجهاد السياسي: دراسة «هيئة تحرير الشام»". تم نشر هذا المقال في الأصل على موقع "جهاديكا" (Jihadica).
=============================
"نيويورك تايمز" توضح هدف "الأسد" من "الفلم الصيني" في "الحجر الأسود"
https://baladi-news.com/ar/articles/86615/نيويورك-تايمز-توضح-هدف-الأسد-من-الفلم-الصيني-في-الحجر-الأسود
بلدي نيوز
نشرت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) مقالا للمؤلفة والناشطة ليلى الشامي علقت فيه على ما وصفته بسوريا التي يود الرئيس بشار الأسد أن يراها العالم من خلال فيلم صيني، "هوم أوبريشن" (Home Operation) من إنتاج الممثل الشهير جاكي شان، يُصور في حي الحجر الأسود، جنوب دمشق والذي كان موطنا لآلاف الأشخاص، على أنه مدينة في اليمن. والفيلم مستوحى من بعثة صينية لإجلاء رعايا صينيين وأجانب من اليمن عام 2015.
وأشارت الكاتبة إلى أنه عندما بدأت الثورة السورية في عام 2011، كان حي الحجر الأسود معقلا للمعارضة، واستولى عليه تنظيم "داعش" في 2015. ثم استعادته القوات الموالية لبشار الأسد في 2018 بعد أن سواه القصف بالأرض. وهو الآن الحي الذي يتوق إليه السكان الذين أجبروا على هجره.
وترى الكاتبة أن تصوير فيلم صيني ضخم في منطقة دمرها الأسد هي سرقة سينمائية، يمكن أن تفيد الرجل الذي دمرها في المقام الأول. وأضافت أن الأسد يود بذلك أن يرسم صورة لسوريا ما بعد الصراع، ويأمل أن يصدقها العالم، لكن المشكلة هي أنها ليست صورة حقيقية.
فلا يزال الثوار يسيطرون على جزء كبير من شمال غرب سوريا، حيث يعيش العديد من النازحين داخليا في مخيمات، كما لا يزال النظام يقاتل تمردا في درعا مركز الانتفاضة المناهضة لنظامه في 2011.
وأشارت إلى أن محاولات النظام الأخرى لإصلاح صورته كانت أكثر تشويشا، حيث اعتمد على مدوني فيديوهات السفر أو "الفلوغرز" والمؤثرين لتصوير سوريا آمنة ومناقشة الحرب، في أحسن الأحوال، بعبارات غامضة.
ومع ذلك اعتبرت الكاتبة الفيلم الصيني مختلفا قليلا، وأنه ربما يكون دليلا على أن محاولات الأسد لتحسين صورته في الخارج بدأت تؤتي ثمارها الحقيقية.
ورأت أنه إذا كان الأمل هو أن إعادة المشاركة الثقافية أو الدبلوماسية ستجعل حكومة الأسد تغير سلوكها. وقالت إن الضغط هو الذي يمكن أن يفعل ذلك، ولكن في الوقت الحالي سوريا ليست قريبة من قمة قائمة أولويات الغرب.
وبدلا من ذلك، يبدو أنه سيُسمح للأسد بمواصلة محاولة جعل العالم يعتقد أن الحرب في سوريا قد انتهت وأن نظامه هو حكومتها الشرعية. وإذا نجح، فلن تكون الرسالة الموجهة إلى المستبدين في أماكن أخرى أكثر وضوحا، ألا وهي أن العالم قد لا يغفر لكنه، مع الانتظار فترة طويلة بما فيه الكفاية، سينسى.
المصدر: الجزيرة نت
=============================
الصحافة البريطانية :
ميدل إيست آي :مقال بموقع بريطاني: تركيا وسوريا وأسطورة المصالحة مع الأسد
https://www.aljazeera.net/news/politics/2022/9/3/مقال-بموقع-بريطاني-تركيا-وسوريا
بعد التعليقات الأخيرة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول مصالحة محتملة بين أنقرة ودمشق ظل الكثيرون يتكهنون بشأن هذا الموضوع. ففي حين أنه لا ينبغي توقع أي اختراق دبلوماسي في وقت قريب، فإن الفوائد المزعومة لتركيا لا تصمد أمام فحص للواقع.
هذا ما يراه عمر أوزكيزيلجيك، وهو محلل يركز على الأزمة السورية وديناميات الثوار والسياسة الأمنية في الشرق الأوسط، في مقاله بموقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) البريطاني، مشيرا إلى التصريح المهم الذي أدلى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي بأن تركيا لا تهدف إلى تغيير النظام، لكنها تركز على محاربة الإرهاب في سوريا. ومنذ ذلك الحين قال جاويش أوغلو إن أنقرة مستعدة للتحدث مع دمشق دون أي شروط مسبقة.
ويرى الكاتب أن هذه التصريحات تخدم هدفين رئيسيين: الاستجابة للضغوط الروسية، ومعالجة الاعتبارات السياسية المحلية. وجادلت المعارضة بأن المصالحة مع نظام الأسد ستسهل عودة اللاجئين إلى سوريا، وأن عناد الحكومة التركية هو العقبة الوحيدة. ويبدو أن الناخبين الأتراك يقبلون هذه الحجة.
فكرة المصالحة
يعتقد أولئك الذين يؤيدون فكرة المصالحة مع نظام الأسد في أنقرة أنها ستسهل عودة اللاجئين السوريين وتساعد في القتال ضد وحدات حماية الشعب الكردية. ويأملون في أن تدعم روسيا بصدق هذا التقارب، حيث تركز موسكو على أوكرانيا وتهدف إلى تجنب التعثر في سوريا.
لكن التذكير الأول بالحقائق في سوريا، كما يقول الكاتب، جاء من وزير خارجيتها فيصل مقداد، الذي اتهم تركيا هذا الأسبوع بدعم الإرهاب وطالب بالانسحاب الكامل للقوات التركية من سوريا وإنهاء المساعدات للمعارضة السورية.
وبالنسبة للمراقبين للصراع السوري عن كثب، كانت هذه الملاحظات متوقعة تماما. فقد سبق أن وصف نظام الأسد تركيا بأنها "أحد الرعاة الرئيسيين للإرهاب" بسبب دعمها للمعارضة السورية.
التوقعات بين الجمهور التركي والمدافعين عن المصالحة يجب أن تخضع لتدقيق الواقع، الذي يقول إن آفاق المصالحة بين أنقرة ودمشق قاتمة
وعلق الكاتب بأن التوقعات بين الجمهور التركي والمدافعين عن المصالحة يجب أن تخضع لتدقيق الواقع، الذي يقول إن آفاق المصالحة بين أنقرة ودمشق قاتمة. وقال إنه عندما يتعلق الأمر بعودة اللاجئين السوريين، من المثير للاهتمام أن دعاة المصالحة يبدو أنهم تجاهلوا تجارب لبنان والأردن، وكلاهما قام بتطبيع العلاقات مع دمشق.
فمنذ عام 2019 عاد حوالي 40 ألف سوري فقط من لبنان إلى سوريا، بينما دخل آلاف اللاجئين الآخرين إلى الأردن. وتواجه الحكومة الأردنية الآن مشكلة تهريب المخدرات، حيث أصبحت حكومة الأسد منتجا ضخما للكبتاغون.
تهديد وجودي
وفي تركيا، تبدو فرصة عودة اللاجئين إلى سوريا التي يسيطر عليها النظام غير مرجحة وسط اشتباكات عسكرية منتظمة قرب الحدود التركية. وفي المقابل تخضع المناطق القريبة من لبنان والأردن بالكامل لسيطرة نظام الأسد.
بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع النظام إعالة ملايين السوريين الآخرين، وهو يعلم أن وجودهم في البلاد قد يؤدي إلى انتفاضة أخرى. فلماذا يجازف نظام الأسد بمثل هذه المخاطرة؟
ومن وجهة نظر نظام الأسد، تشكل المعارضة السورية تهديدا وجوديا، في حين أن وحدات حماية الشعب هي مشكلة داخلية يمكن حلها من خلال دمج قواتها في الجيش العربي السوري وإعطاء بعض حقوق الحكم المحلي للأكراد السوريين. وبالنسبة للأتراك، تشكل وحدات حماية الشعب أولوية قصوى في سوريا؛ وبالنسبة لنظام الأسد فإن الأولوية هي المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
وأخيرا، الافتراض أن لروسيا مصلحة حقيقية في إيجاد حل سياسي في سوريا وسط حرب أوكرانيا هو تصور خاطئ. وبمعرفة الإستراتيجية الروسية وحملات المعلومات المضللة، من المحتمل أن ترغب موسكو في كسب الوقت ومنع عملية عسكرية تركية سورية أخرى أثناء انشغالها بأوكرانيا.
وختم الكاتب مقاله بأن روسيا تعرف أنها ستواجه كابوسا لوجستيا إذا أحدثت تصعيدا عسكريا في سوريا، بعد أن أغلقت تركيا مضيق البوسفور والدردنيل ومجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا. ومن المحتمل أن ترغب موسكو في تعطيل تركيا حتى تنخفض تكاليف الحرب في أوكرانيا. والوثوق بروسيا، التي ادعت مرارا وتكرارا أنها لا تنوي غزو أوكرانيا، سيكون مسعى أحمق.
المصدر : ميدل إيست آي
=============================
الصحافة العبرية :
تايمز اوف اسرائيل :صور الأقمار الصناعية تظهر تضرر مدرج مطار حلب بعد غارة جوية "إسرائيلية"
https://www.alhurra.com/syria/2022/09/02/صور-الأقمار-الصناعية-تظهر-تضرر-مدرج-مطار-حلب-غارة-جوية-إسرائيلية
أظهرت صورة أقمار صناعية التقطت، الخميس، الأضرار التي لحقت بمطار حلب الدولي في شمال سوريا بعد أن تعرض لغارة جوية نسبة إلى إسرائيل.
ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانيت لابز" الأميركية وقدمتها "أورورا إنتل" وهي شبكة توفر تحديثات وأخبار من مصادر مفتوحة، حيث تظهر الصور منطقة محترقة بالقرب من نهاية المدرج.
بالقرب من المنطقة المتضررة، يمكن رؤية العديد من المركبات في الصورة ومن المحتمل أنها تعمل على إصلاحات المدرج المتضرر، كما قالت شبكة "أورورا إنتل".
كما شوهد في الصور نظام ملاحة لاسلكي جنوب المدرج، يستخدم لمساعدة الطائرات في البقاء على مسارها.
والأربعاء، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلا عن "مصدر عسكري" إنه عند حوالي الساعة الـ12 من مساء الأربعاء، تعرض مطار حلب الدولي لضربة صاروخية "إسرائيلية" أدت إلى "وقوع أضرار مادية بالمطار".
قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلا عن "مصدر عسكري" إنه حوالي الساعة الـ12 من مساء الأربعاء تعرض مطار حلب الدولي لضربة صاروخية "إسرائيلة" أدت إلى "وقوع أضرار مادية بالمطار"
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "أربعة صواريخ إسرائيلية استهدفت مدرج للطيران في مطار حلب الدولي ومستودعات في محيطه، ما أدى إلى اندلاع النيران وانفجارات يرجح أنها لشحنة صواريخ إيرانية".
ووفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن الضربة وقعت قبيل هبوط طائرة إيرانية خاضعة للعقوبات الأميركية في مطار حلب، حسبما أظهرت بيانات خدمات تتبع الرحلات الجوية.
لكن شبكة "أورورا إنتل"، ذكرت أن طائرة شحن إيرانية خاضعة للعقوبات هبطت في مطار حلب قبل عدة ساعات من الغارة. ولم يتضح ما إذا كانت الطائرة أو الشحنة التي كانت تقلها قد أصيبت في الهجوم.
ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الغارات الجوّية في جارتها الشمالية طالت مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
ويبرر الجيش الإسرائيلي هذه الهجمات باعتبارها ضرورية لمنع عدوته اللدودة إيران من الحصول على موطئ قدم لها عند حدود إسرائيل.
وتعد حلب مدينة رئيسية في شمال سوريا بالقرب من حدودها مع تركيا، وهي هدف غير شائع - إن لم يكن غير مسبوق - للغارات الجوية الإسرائيلية المبلغ عنها، كما تقول صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
=============================
هآرتس:الأسد قيّدحركة الايرانيين..والطائرة الايرانية المستهدفة عادت الى طهران
https://www.almodon.com/arabworld/2022/9/2/فيتو-الأسد-على-استهداف-إسرائيل-من-سوريا-رفع-بوجه-سليماني
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الجمعة، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد فرض حظراً على الإيرانيين منذ ثلاث سنوات أن يشنوا هجمات ضد إسرائيل من سوريا، بادعاء "تقليص الاحتكاك مع إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرس الثوري الإيرني جنّد ميليشيات موالية له ودفعها إلى العمل في الجزء غير المحتل في هضبة الجولان، في العامين 2018 و2019، بحيث تكون مهمة هذه الميليشيات إطلاق طائرات بدون طيار وقذائف صاروخية باتجاه إسرائيل.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أشارت الأسبوع الماضي، إلى أن الأسد منع الإيرانيين منذ سنة من شن هجمات ضد إسرائيل، رداً على غارات الأخيرة والتي طاولت أهدافاً لقوات النظام وقتلت خلالها عدداً من جنوده.
إلا أن الصحيفة الإسرائيلية ذكرت اليوم أن الحظر الذي فرضه الأسد على إيران بمنعها من شن هجمات باتجاه إسرائيل مستمر منذ ثلاث سنوات، وبدأ قبل وقت قصير من اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، الذي "تلقى إملاءات من الأسد بالامتناع عن شن هجمات أخرى، في نهاية العام 2019".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الأسد شدد تعليماته بالامتناع عن شن هجمات ضد إسرائيل على الجنرال إسماعيل قآني، الذي خلف سليماني. وتابعت أنه بدلاً من هجمات كهذه، لجأت إيران بواسطة الميليشيات الموالية لها إلى الرد على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق طائرات بدون طيار وقذائف صاروخية باتجاه قاعدة التنف الأميركية في جنوب سوريا.
دمار مطار حلب
وشنت إسرائيل آلاف الغارات والهجمات الصاروخية في سوريا، في محاولة لمنع تموضع إيران فيها، ومن دون رد إيراني أو الميليشيات الموالية لها، كان آخرها الغارات التي استهدفت ليل الأربعاء، مطاري حلب ودمشق، وأخرجت الأول من الخدمة.
وأظهرت صورة أقمار صناعية التقطت الخميس، الأضرار التي لحقت بمطار حلب الدولي بعد الغارة الإسرائيلية. ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانيت لابز" الأميركية وقدمتها "أورورا إنتل" وهي شبكة توفر تحديثات وأخباراً من مصادر مفتوحة، حيث تظهر الصور منطقة محترقة بالقرب من نهاية المدرج.
وبالقرب من المنطقة المتضررة، يمكن رؤية العديد من المركبات في الصورة ومن المحتمل أنها تعمل على إصلاحات المدرج المتضرر، حسبما قالت شبكة "أورورا إنتل". كما شوهد في الصور نظام ملاحة لاسلكي جنوب المدرج، يستخدم لمساعدة الطائرات في البقاء على مسارها.
وحول هجومي الأربعاء، قالت "هآرتس" إن الهجوم الأول الذي استهدف مطار حلب وألحق أضراراً بالغة فيه، استبق هبوط طائرة إيرانية فيه كانت تنقل أفراداً وأسلحة. وبعد ساعة استهدف هجوم إسرائيلي آخر مطار دمشق، لمنع الطائرة الإيرانية نفسها من الهبوط فيه، واضطرارها للعودة إلى إيران.
وأضافت الصحيفة أن هذين الهجومين استغلا تغيّراً في صورة الوضع، يتعلق بقرار روسيا سحب بطاريات الدفاع الجوي "إس-300" من سوريا، إثر الحرب في أوكرانيا. ولا تزال بطاريات "إس-400" الروسية موجودة في شمال غرب سوريا، ومهمتها المركزية الدفاع عن قاعدة سلاح الجو الروسي في سوريا "وليس اعتراض هجمات إسرائيلية. ورغم الانتقادات الروسية العلنية لإسرائيل بين حين وآخر، لكن لا يوجد تشدد من جانب موسكو ضد هجمات إسرائيلية في سوريا".
=============================
الصحافة الروسية :
فزغلياد :سيحمون القرم من إرهاب الدرونات بالطريقة السورية
https://arabic.rt.com/press/1387026-سيحمون-القرم-من-إرهاب-الدرونات-بالطريقة-السورية/
تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل موشكين وأوليسيا أوتروكوفا، في "فزغلياد"، حول تكامل عمل منظومات الدفاع الجوي الروسية المختلفة مع الطيران المقاتل، بما يمكّنها من إسقاط جميع الأهداف.
وجاء في المقال:ستعيد روسيا هيكلة عمل منظومة الدفاع الجوي في شبه جزيرة القرم. فالتهديد الرئيسي لشبه الجزيرة يأتي، الآن، ليس من الطائرات الحربية والصواريخ بقدر ما من الطائرات الصغيرة المسيرة.
وقد قال مستشار (رئيس جمهورية القرم سيرغي) أكسينوف، لسياسة المعلومات، أوليغ كريوتشكوف، من أسبوعين، إن الغرض من "هجمات الطائرات المسيرة الصغيرة "ليس عسكريا، إنما نفسيا. فشحنتها تقع في الحد الأدنى، ومن غير الممكن إحداث أضرار جسيمة بالطائرات المسيرة. لكن الخبراء يرون أن الحديث عن إعادة هيكلة منظومة الدفاع الجوي يشير إلى أن التهديد الذي يجري النظر فيه، الآن، هو الخطر التي تحمله الطائرات المسيرة الهجومية القادرة على حمل شحنة قنابل.
ومع ذلك، فبشكل عام، ينبغي إدراك أن الطائرات القتالية المسيرة لا تشكل أي تهديد جديد من حيث المبدأ لنظام الدفاع الجوي الروسي الحديث، كما قال النائب السابق للقائد العام للقوات الجوية الروسية لنظام الدفاع الجوي المشترك لرابطة الدول المستقلة، الفريق ايتيتش بيجيف.
وأشار بيجيف إلى أن قوات الدفاع الجوي الروسية اكتسبت خبرة واسعة في صد هجمات الطائرات المسيرة خلال عملها في سوريا. فخلال العملية السورية، واجه جيشنا لأول مرة الطائرات المسيرة. كانت هناك هجمات مكثفة بطائرات مسيرة على قاعدة حميميم الجوية. وكانت تجربة مقاومتها ناجحة، فقد تم إسقاط كل من الطائرات التركية والأمريكية المسيرة هناك.
وأضاف: "نظام الدفاع الجوي الروسي يركز على المدى والارتفاع. فأولا، تعمل المجمعات بعيدة المدى (مثل إس-300 و400)، ثم متوسطة المدى، ثم قصيرة المدى. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الطائرات المقاتلة، في نظام موحد مع الدفاع الجوي الروسي، فتنشط خارج مدى المنظومات الصاروخية المضادة للطائرات. وبالتالي، فإن نظام الدفاع الجوي الروسي يغطي المجال الجوي كله في مجال رادار معين، حيث يتم رصد الوضع الجوي بأكمله".
=============================