الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 30-11-2015

سوريا في الصحافة العالمية 30-11-2015

01.12.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. غارديان: لاجئون بفرنسا يعيشون الجحيم
  2. غارديان: مطلوب نشر قوات غير غربية في سوريا
  3. اسرائيل اليوم :سوريا وإيران: بين شريكين وخصمين
  4. يديعوت أحرونوت :ما لا يفهمه الغرب
  5. واشنطن بوست: هل تكون #سوريا نهاية حقبة #بوتين؟
  6. نيويورك تايمز: إسبانيا أمس وسوريا اليوم
  7. الديلي تلغراف : قصف سوريا ليس الحل الكامل- إلا أنه بداية جيدة" * عمدة لندن بوريس جونسون
  8. هارتس :الدول العربية وامتحان التاريخ * شمعون شمير
  9. ديلي ميل: من أجل بشار..روسيا تقصف سوق أريحا
  10. «الجارديان»: تصويت البرلمان على غارات سوريا أكبر مخاطرة لكاميرون
  11. جارديان: تركيا تنتهك حقوق اللاجئين السوريين
  12. ناشيونال إنترست: هل وقف إطلاق النار في سوريا حلم مستحيل؟
  13. بروجيكت سنديكيت :هل توحد "الدولة الإسلامية" أوروبا؟
  14. واشنطن بوست :الحرب العالمية الثالثة
  15. تروث ديغ :لماذا تجرأت تركيا على إسقاط الطائرة الروسية؟ الحرب بالوكالة في سورية
 
غارديان: لاجئون بفرنسا يعيشون الجحيم
نشرت صحيفتا غارديان البريطانية ونيوزويك الأميركية مادتين عن اللاجئين والمهاجرين، الأولى عن تفاصيل المعاناة التي يواجهونها، والثانية عن الفوائد الاقتصادية التي تعود على البلدان التي تستقبلهم وتستوعبهم.
وكتبت سوزان مور، في غارديان، مقالا عن الأوضاع المأساوية التي يعانيها اللاجئون في مخيم دنكيرك في فرنسا، قائلة إنه ليس بمخيم بل هو مستنقع وحقل من الطين، وخيام ممزقة ليس بها مرافق ضرورية، ويلفه الخوف والبرد اللذان يسريان حتى العظام.
وقالت أيضا إن أوضاع المخيم لا تلبي أيا من معايير الأمم المتحدة لضرورات العيش الإنساني، وإن النهب بين اللاجئين أمر شائع وكل شيء بالمخيم يكمن وراءه خطر ما حتى أضواء الشموع يمكن أن تتحول فجأة لحريق يلتهم الخيام وما فيها "إنهم مثل المحبوس بالمصيدة الذي يمكن أن يقوم بأي فعل يائس".
وأشارت إلى أن الإصابات بالجروح والكسور جراء محاولات هؤلاء اللاجئين الوصول إلى بريطانيا، واسعة الانتشار، وأن أساليب العيش التي يُقسرون عليها تتسبب لهم في أمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي والالتهابات المعوية مع انتشار الفئران والحشرات الأخرى.
صورة الجحيم
وتحدثت الكاتبة عن أطفال دون مرافق تتراوح أعمارهم ما بين عشرة و11 عاما، وانتشار الجرب بينهم وقلق المقيمين بالمخيم عليهم. ووصفت ما شاهدته هناك بأنه أقرب الحالات لما تحمله في ذهنها عن صورة الجحيم.
"إيان غولدن:إذا استوعبت الدول الغنية مهاجرين بقدر كاف لتوسيع قوتها البشرية العاملة بنسبة 3% فقط، فستزيد ثروة العالم بمقدار 356 مليار دولار"
وقالت إن كل من يشاهد هذه الأوضاع لن يجرؤ على تصنيف المقيمين إلى مجموعة من "طالبي لجوء يستحقون اللجوء" وأخرى من "مهاجرين لا يستحقون" وكل كلمات السياسيين لا تعني شيئا عندما يرى المرء أن كل ما يحتاجه هؤلاء المعذبون هو أمل في المستقبل.
ونشرت نيوزويك مقالا لـ رانا فوروهار عن فوائد فتح حدود الولايات المتحدة وغيرها من الدول أمام الهجرة واللجوء والزائرين والسياح، قائلا إن المهاجرين واللاجئين يتصفون بقدرات إبداعية أعلى من السكان المستقرين وإنهم يحصلون على براءات اختراع أو اكتشاف أكثر من غيرهم ويبدؤون مشروعاتهم الخاصة أسرع من الآخرين.
فوائد المهاجرين
وعن فتح الحدود أمام الزوار والسياح، قال إن برنامج إلغاء التأشيرة لدخول الولايات المتحدة أمام القادمين من بعض الدول يعود على البلاد بمكاسب اقتصادية تُقدر بـ 190 مليار دولار ومليون فرصة عمل سنويا "وهذا أحد أسباب غضب أصحاب صناعة السياحة من مشروع القانون الذي يقترحه بعض أعضاء مجلس الشيوخ لتقييد بعض جوانب برنامج إلغاء تأشيرة الدخول إلى أميركا".
وأضاف أن أكثر الأكاديميين جدية يعتقدون أن روح الإقدام والشجاعة لدى المهاجرين واللاجئين تعود بمكاسب اقتصادية واضحة على أي بلاد، ونقل عن مدير مدرسة مارتن بجامعة أوكسفورد ومؤلف كتاب "الرجال الاستثنائيين" إيان غولدن أن الهجرة "شكلت عالمنا الراهن وستحدد مستقبله".
وقال أيضا "إذا استوعبت الدول الغنية مهاجرين بقدر كاف لتوسيع قوتها البشرية العاملة بنسبة 3% فقط، فستزيد ثروة العالم بمقدار 356 مليار دولار، ليس بسبب زيادة الإنتاجية بالدول التي استوعبتهم، بل بسبب الأموال التي يرسلها هؤلاء المهاجرون واللاجئون إلى بلدانهم".
وأشار فوروهار، استنادا إلى ما كتبه غولدن، إلى أنه وفي القرن الـ19 هاجر ثلثا سكان السويد وأيرلندا وإيطاليا إلى أميركا ودول أخرى، وإلى أن الولايات المتحدة هي أفضل مثال على مدى حيوية الدولة التي تستوعب المهاجرين واللاجئين
======================
غارديان: مطلوب نشر قوات غير غربية في سوريا
الجزيرة
قالت غارديان البريطانية في مقال لناتالي نوغايريد إن موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بشأن سوريا وسعيه للمشاركة في القصف الجوي ضد تنظيم الدولة صائبٌ، لكن نتائج هذا القصف ستعتمد على روسيا.
وأضافت الصحيفة أن أزمة سوريا امتدت إلى أوروبا ولذلك فإن عملا أمنيا أوروبيا جماعيا تشارك فيه بريطانيا هو المطلوب، "خاصة أن واشنطن لا ترغب في التورط عميقا في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن ألمانيا قد أعلنت عن مساهمتها في الحملة وأصبح الناس بانتظار بريطانيا.
القوات البرية
وتحدثت الصحيفة عن ضرورة توفر قوات برية في سوريا لطرد مقاتلي تنظيم الدولة ولإعادة الاستقرار للبلاد فيما بعد، وقالت أيضا إن هذه القوات يجب ألا تكون من الدول الغربية حتى لا تتكرر تجارب العراق وأفغانستان العالية التكلفة "والتي أنتجت العنف والتطرف".
"نيويورك تايمز:نهاية الحرب السورية ليست في الأفق المنظور، ولا طرف فيها قادر على حسمها لصالحه منفردا، وهذا يعني أن أي قوة إقليمية أو دولية لن تستطيع التعويل على حسم الصراع في سوريا لصالح نفوذها أو أيديولوجيتها"
واختتمت قائلة إن سلوك روسيا الآن هو الذي سيقرر ما إذا كانت الحملة ضد تنظيم الدولة ستنجح، وأعربت عن تضاؤل الأمل في تخلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حليفه الرئيس السوري بشار الأسد وتوقف روسيا عن قصفها للقوات التي ترغب الدول الغربية في الاستعانة بها.
وفي مقال آخر نشرته غارديان أيضا، أعرب الكاتب سيمون جنكينز عن معارضته مشاركة بريطانيا في القصف الدولي بسوريا، قائلا إن قصف سوريا لن يسفر عن أي نتائج إلا "زيادة الإرهاب". ودعا الكاتب حزب العمال إلى الوقوف ضد مشاركة بريطانيا في الحرب بسوريا.
======================
اسرائيل اليوم :سوريا وإيران: بين شريكين وخصمين
صحف عبرية
NOVEMBER 29, 2015
القدس العربي
لا لفوضى المستمرة في سوريا ولدت منذ الان تطورات يصعب حتى على المراقبين الاكثر خبرة احيانا ان يتابعوها. فما بالك ان يميزوا بين «الاخيار» و «الاشرار». وينبغي أن يضاف إلى ذلك الان شبكة العلاقات التي قد تكون مصلحة وقد تكون خصمية بين روسيا وإيران. ثمة من يسمي هذه العلاقة باسم Frenemies، أي الاصدقاء الاعداء.
ظاهرا، روسيا وإيران توجدان في ذات الطرف: التأييد لنظام بشار الاسد والمعارضة لداعش ـ ولكن ظاهرا فقط. إذ على المدى الابعد لكل واحدة منهما توجد أهداف مختلفة. فطهران لا بد راضية حاليا من نشاط سلاح الجو الروسي، الذي يسهل على وضع الجيش السوري الصعب، ولكن في نظرة إلى المستقبل ينبغي الافتراض بان إيران تفضل ان تلوح للروس بـ «وداعا وليس إلى اللقاء». وفي هذه الاثناء ثار مثلا خلاف بين الدولتين بشأن مستقبل الميليشيا السورية المسماة «قوات الدفاع الوطني» ـ جسم من المقاتلين الموالين لعائلة الاسد، ولكنه ليس جزءا لا يتجزأ من الجيش السوري وتريد روسيا أن تلحقه بالاطار العسكري السوري المؤطر بسبب علاقاتها الوثيقة التقليدية معه. اما إيران بالمقابل التي هي وحزب الله اقاما الجسم آنف الذكر فتريد أن ترى فيه سندا لتوسيع نفوذها المهيمن في الدولة.
تلعب موسكو لعبة دبلوماسية ذكية، وما يهمها اساسا هو مكانتها الاستراتيجية المعززة التي تمنحها لها علاقاتها مع الجيش السوري وقواعدها في شمال غرب الدولة، ولكن في نفس الوقت عملت ايضا، وبنجاح، على اشراك إيران في الخطوات الدولية التي تستهدف ايجاد حل سياسي في سوريا. والدليل على ذلك ـ ضم إيران إلى المحادثات التي جرت في هذا السياق في فيينا في بداية الشهر.
وحيال النشاط السياسي والعسكري المتزايد لروسيا بالنسبة لسوريا، يبرز على نحو خاص الهبوط في مستوى تدخل الولايات المتحدة في هذه المجالات. فوزير الخارجية، جون كيري، وان كان جلس إلى جانب وزير الخارجية الروسي لافروف على رأس المباحثات في فيينا، ولكن دون أن يترك الانطباع بان أمريكا هي التي تقرر الخطوات. كما ان الرئيس براك اوباما يواصل الحديث، حتى بعد العملية الواسعة في باريس، بان ليس في نيته التراجع عن قراره عدم استخدام قوات برية في الحرب ضد داعش أو الرفع الكبير لمستوى النشاط الجوي هناك (خلافا، بالمناسبة، مع تصريحات وزراء دفاع سابقين في ادارته بل وللمرشحة الديمقراطية للرئاسة، هيلاري كلينتون).
وكما كتب مؤخرا في المجلة الأمريكية الاعتبارية لشؤون السياسة الخارجية «فورن افيرز» فان: «إدارة اوباما تراجعت بوضوح عن السياسة الأمريكية السابقة للتدخل في الشرق الاوسط، رغم نشوء داعش وعلى الرغم من المعركة الجوية ضده»، وتشرح بان الامر لا ينبع بالذات من الميل الايديولوجي، المزعوم، لاوباما لتقليص التزام الولايات المتحدة العالمي ـ بل من جهد مقصود لـ «اعادة الاستقرار (!) الذي كان قائما في الماضي»….
لقد نجحت إسرائيل حتى الان، بحكمة وبتصميم في إلا تعلق في عش الافاعي السوري، باستثناء النشاطات الرامية مباشرة إلى احباط توريد الوسائل القتالية لحزب الله في لبنان، ولكن التطورات الحالية والمتوقعة في المجال السوري من شأنها أن تضع هذا الوضع امام اختبارات جديدة. صحيح أن الرئيس بوتين وعد على ما يبدو بان يكون تدخل روسيا العسكري في سوريا، وكذا صفقة توريد صواريخ اس 300 لإيران، يمس بأمن إسرائيل وبقدرتها على الدفاع عن نفسها في وجه الهجمات الصاروخية لحزب الله، وعلى المستوى الدبلوماسي المح في الكرملن بان صعود الدرجة في النشاط السياسي والعسكري الروسي يستهدف، ضمن امور اخرى، إلى تعطيل نوايا إيران، إلا ان من المشكوك فيه ان تتمكن إسرائيل من الاكتفاء بمساعي التهدئة هذه في ضوء النية الظاهرة لإيران لتعميق تواجدها في جنوب سوريا، سواء من أجل تهديد إسرائيل في الجانب الاخر من الحدود أم من أجل ضمان التوريد المنتظم للوسائل القتالية الإيرانية لحزب الله في لبنان.
في المستقبل فقط سنعرف إذا كانت زيارة بوتين إلى طهران الاسبوع الماضي يمكنها أن توفر أجوبة على مسألة الشراكة ـ الخصومة بين روسيا وإيران في منطقتنا. يتعين على إسرائيل أن تواظب في ايجاد اجوبة لتلك الجوانب المتعلقة بها مباشرة.
زلمان شوفال
إسرائيل اليوم 29/11/2015
======================
يديعوت أحرونوت :ما لا يفهمه الغرب
سيفر بلوتسكر  29/11/2015
الغد الاردنية
في ضوء جرائم داعش أصدر الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل أكثر من سنة رد فعل غاضبا  وصف فيه الحركة بأنها ذات "فكر عدمي" بل و"عدمي متطرف" (في خطابه في قمة الناتو). وكرر وزير الخارجية جون كيري ذلك بسلسلة من الخطابات؛ فداعش، على حد قوله، هو "حركة عدمية عديمة القيم".
اما هو فلا. آخر شيء يمكن أن نصف فيه داعش هو كونها عدمية. فالعدمية الحديثة ولدت في أواخر القرن التاسع عشر لدى مثقفين يائسين في الامبراطورية الروسية، تبناها مفكرون يائسون مثلهم في الغرب وبلغت ذروتها في كتابات الفيلسوف الالمانية فردريك نيتشه. بالخلاصة، العدمية هي الغياب المطلق للايمان، الذي يسمح للعدميين بان يتجاهلوا القيم، الايديولوجيات والقيود الاخلاقية في عالم "مات فيه الرب"، على حد قول نيتشه.
اما داعش، فخلافا لهذا الفهم، يعتمد على فكر متزمت، على حرب عالمية هدفها اقامة دولة اسلامية عديمة الحدود، على أجر وعقاب وعلى استعداد للتضحية التامة بالذات من أجل المثل التي خطها التنظيم على أعلامه السوداء. وعلى نقيض من العدميين، يتبنى داعش ايديولوجيا شمولية مثل الشيوعية والنازية.
ومع أن الخطأ في تشخيص داعش اتضح جيدا لاوباما والناطقين بلسان ادارته، إلا أنهم كرروه. وحتى هيلاري كلينتون التي تجتهد بشكل عام لان تختلف مع صياغات اوباما، استخدمت تعبير "العدمية البربرية" كوصف لداعش.
في أعقاب العمليات في باريس، اصبح لقب "العدميين" دارجا ايضا على لسان سياسيين ومحليين اوروبيين. فالعناد الغربي المغلوط للنظر الى داعش كتنظيم يزرع الموت، يمكنه أن يفسر فقط بالانغلاق خلف سور السلامة السياسية. ولكن كلما اتسعت العمليات، تفككت السلامة.
"الديمقراطيون يميلون للاعتقاد"، كتب مؤخرا في هذا الموضوع البروفيسور مارتي كابلان في الموقع الاميركي "هبنتاغون بوست"، "بانه من خلال تعريف داعش كايديولوجيا عدمية، فانهم يعزلونه عن الدين. هذا اعتقاد عابث. اما داعش فليس جزءا منها، بل العكس. فرغم أن الامر ليس مريحا جدا للكثيرين، فان شر داعش متجذر وعميقا. فهذه هي القراءة الاكثر محافظة، الاكثر تزمتا وحرفية له.
من المهم أن نقتبس هنا ايضا أقوال السناتور برني ساندرس، الذي يتنافس على ترشيح الرئاسة عن الحزب الديمقراطي: "تنظيمات مثل داعش هي خطر على المجتمع في عصرنا بصفته هذه. فكل الدول الاسلامية في الشرق الاوسط يجب بالتالي ان توسخ ايديها وان تخرج الى حرب برية ضده. على العالم ان يتحد تحت قيادة اميركية ويخرج لتدميره من الاساس. نحن قادرون على ذلك". وعلى لسان ساندرس بالذات، اليهودي المتماثل مع اليسار الاميركي الراديكالي نسبيا، فان داعش ليس "قدرة عدمية" بل طائفة متزمتة يحركها فكر شمولي.
ان الفهم بان داعش هو بالفعل حركة مفعمة بالايديولوجيا سيشق الطريق نحو بلورة استراتيجية حرب سليمة ضده. فرجال أمن اسرائيليون كبار، في الحاضر وفي الماضي، يقدرون بسنتين – ثلاث سنوات الزمن اللازم للقضاء على السيطرة العسكرية لداعش في الشرق الاوسط – ولا سيما من خلال عملية برية مكثفة. ولكن عشر سنوات على الاقل سيتطلب الامر، برأيهم، للاقتلاع بنجاح، أفكار واراء داعش في وعي الملايين – ربما عشرات الملايين – من المؤمنين بها. وذلك شريطة أن يقوم حياله بديل ايديولوجي معتدل وجذاب، ديني – قومي – ديمقراطي. البديل الذي ينقص اليوم هو أغلب الظن سينقص غدا ايضا.
======================
واشنطن بوست: هل تكون #سوريا نهاية حقبة #بوتين؟
الإسلام اليوم- قسم الترجمة- منير أحمد
قال الكاتب كولبرت كينج إن دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للنظام السوري قد ينهي مستقبله، مشيرا إلى الحالة الاقتصادية المتردية في روسيا والعقبات التي تعترض حملة موسكو العسكرية في الشرق الأوسط.
وفي مقال لكينج، نائب رئيس تحرير الصفحة الافتتاحية في الواشنطن بوست، قال إن “روسيا متورطة بأزمة اقتصادية، وبدعم حليفها الضعيف بشار الأسد في الشرق الأوسط”، مضيفا أن سعي الكريملن لإبقاء الأسد في السلطة أصبح مكلفا بطريقة غير متوقعة.
وأشار كينج إلى تحطم الطائرات الروسية الثلاثة، الطائرة المصرية التي كانت تقل224  راكبا فوق صحراء سيناء، والمقاتلة الروسية التي أسقطتها تركيا بعد أن اخترقت أجواءها، والمروحية التركية التي فجرها الثوار السوريون بعد مهمة البحث والاستطلاع التي كانت تقوم بها بحثا عن الطيار.
واعتبر كينج أن “الأكفان” تشير إلى تكلفة التدخل العسكري الروسي الشرس والأحادي في الشرق الأوسط، الذي يشهد توترات غير مسبوقة.
وأشار إلى تقرير لوكالة “تاس” الروسية الرسمية للأنباء، قالت فبه إن روسيا تشهد أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ بداية الألفية الجارية، وسط تراجع كبير في الدخل، موضحة أن “إجراءات الحكومة لدعم الاقتصاد ليست كافية”، بحسب ما أكده ألكسي كودرين، وزير الاقتصاد السابق ورئيس لجنة المبادرات المدنية، أثناء مؤتمر في موسكو.
وبينما يوجه بوتين عيونه على سوريا، فإن التضخم يزداد في روسيا، والاقتصاد يتقلص، والفقر يرتفع، والنمو متوقف، والروبل الروسي يشهد انحدارا، بحسب كينج، الذي أشار إلى أن العقوبات الغربية “تعصر” الكريملن، في ظل تدني دخل النفط الروسي بسبب الأسعار المنخفضة.
واستشهد كينج بمقالة في الفورين بوليسي للكاتب ديفيد ليسش، قال فيها إن “تدخل بوتين في روسيا سيؤدي لنتيجة مشابهة للانتصار المصري عام ١٩٥٧، أو التمدد المفاجئ للاتحاد السوفييتي في نهايات الخمسينيات، وما رافقه من متاعب دولية”، مضيفا أنه “بعد خمسين سنة من اليوم فإن المؤرخين سيحددون التدخل الروسي في سوريا بأنه بداية نهاية حقبة بوتين، تماما كما كان إنزال جمال عبد الناصر عام ١٩٥٧ بداية نهاية الناصرية في مصر”.
وتابع كينج مقاله في “الواشنطن بوست” إن هذا ليس سببا للابتهاج بسبب أحلام بوتين بالتحول لقوة عظمى، مشيرا إلى أن “عطشه للمغامرة” لم يتوقف من الضربات العسكرات التي تلقاها، رغم أنه يفتقد الوسائل التي تؤهله لأن يكون قوة عظمى مثل الولايات المتحدة.
وأوضح أنه إذا كان نجاح الدولة يقاس بالقوة الاقتصادية، فإن روسيا بعيدة جدا، فهي تتأخر عن الولايات المتحدة بالاقتصاد والنمو السكاني وعدد الجنود والتسليح، كما تضيع الحكومة الروسية موارد هامة بسبب طموحات بوتين الدولية، التي تمنعها من تأمين واجباتها الاجتماعية تجاه شعبها.
واعتبر الكاتب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما محق بعدم إعطاء بوتين أهمية أكثر مما يستحق، أو روسيا صورة أكبر مما هي عليه، مشيرا إلى أن الخطوة الصحيحة هي تجاهله والسعي لبناء تحالف دولي لمهاجمة الإرهاب العالمي.
واختتم كينج بقوله أن قدرة بوتين على خلق المشاكل كبيرة، لكن قدرة روسيا على منافسة الولايات المتحدة كقوة عظمى والهيمنة على الأحداث في الشرق الأوسط ليست كذلك، مشيرا إلى أن بعض نقاد أوباما، مثل المرشح الجمهوري ليندسي جراهام، الذي دعا لنشر ٢٠ ألف جندي، يتمنون ذلك، وإن كان سبب ذلك فقط هو التشويش على الرئيس الأمريكي، بحسب تعبيره.
*ترجمة خاصة بموقع "الإسلام اليوم"
======================
نيويورك تايمز: إسبانيا أمس وسوريا اليوم
24 - إعداد: مروة هاشم
قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها، اليوم الأحد، إن ما يحدث في سوريا اليوم يعيد إلى الأذهان الحرب الأهلية الإسبانية التي اندلعت في ثلاثينيات القرن العشرين وكانت بمثابة بروفة للحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى تكرار مشهد الدولة المنقسمة التي تستنزفها حرب أيديولوجية بالوكالة، ولكن في حالة سوريا الصراع ما بين السنة والشيعة، ومن جديد تقف القوى الليبرالية، سواء الإقليمية أو العالمية، عاجزة عن وضع نهاية لهذا الصراع الذي تبدو فيه الحرب بلا نهاية.
تستهل الافتتاحية "اختزلت الحرب الأهلية الإسبانية التي استمرت ما بين عامي 1936 و1939 الدراما الفظيعة لفترة الثلاثينيات في صراع واحد. وتبخرت في إسبانيا الأوهام اليسارية حول الستالينية ولقت حتفها، واستعدت ألة هتلر الحربية للحرب الخاطفة، وشهدت إسبانيا عمليات القصف الجوي للمدنيين، وتم تطبيع عمليات التطهير ذات الدوافع السياسية. كانت حرباً بالوكالة للقوى الشمولية، وعاملاً لجذب المتطوعين من جميع أنحاء العالم الغربي، ودليلاً على عجز الديمقراطيات الليبرالية في أوروبا".
حرب أيديولوجية
وتضيف الافتتاحية "وكما حدث في إسبانيا، يتكرر المشهد ثانية الأن في سوريا. ومرة أخرى نجد أمامنا دولة منقسمة تستنزفها حرب أيديولوجية بالوكالة ما بين السنة والشيعة، والقوى الإقليمية والعالمية الأخرى التي تحوم في خلفية هذا الصراع. ويتكرر تصاعد الفظائع مثل الحرب الكيميائية والمذابح والاضطهادات الدينية، وعودة قطع الرؤوس والعبودية. ويتدفق المتطوعون من كل مكان نتيجة دوافع أيديولوجية، وللأسف يتكرر مشهد القوى الليبرالية التي تبدو عاجزة عن وضع نهاية لهذا الصراع".
وتلفت نيويورك تايمز إلى وجود اختلاف واضح بين الحالتين، حيث أن الحرب الأهلية الإسبانية انتهت بالفعل بصورة أسرع عندما فاز القوميون بقيادة فرانكو بعد قتال استمر لفترة لم تتجاوز ثلاث سنوات فقط. ولكن الصراع السوري بات اليوم في عامه الخامس ولاتزال نتائجه النهائية غامضة.
وتقول نيويورك تايمز: "يبدو أن مثل هذا الاختلاف يُعد من الأشياء الجيدة بالنسبة إلى العالم، ولكنه لا يصب في مصلحة سوريا. وتتمثل أحد الأسباب التي جعلت الحرب الأهلية الإسبانية تنتهي في وقت قصير في المساعدات العسكرية الفعالة التي وفرتها سريعاً دول المحور وأرسلتها لمساعدة القوميين. وأثبتت إسبانيا فاعلية الحرب الشاملة كأداة للحنكة السياسية في إدارة الحكم بدوافع أيديولوجية، حيث تم سحق اليسار وإرساء نظام حكم فرانكو، ومن بعيد استخلص هتلر درساً واضحاً لطموحاته الفظيعة".
حرب بلا نهاية
وبرأي نيويورك تايمز فإن الدروس المستفادة تختلف في سوريا إلى حد كبير، فالحرب بلا نهاية، والفصائل غير مؤهلة تقريباً، ولا يبدو على أيا من القوى الأيديولوجية الرئيسية المتناحرة أنها قادرة على الفوز بالفعل على أرض الواقع. ويساعد ملالي إيران بشار الأسد على البقاء على قيد الحياة فقط، ولا يساعدونه على التوسع أو الازدهار، وفي الوقت نفسه فقدت دول السنة السيطرة على وكلائها وباتت في مواجهة مع تنظيم داعش الإرهابي الذي يشكل تهديداً بالنسبة لها أيضاً.
وتضيف نيويورك تايمز "هذا يعني أنه لا يمكن للشيعة أو السنة النظر إلى سوريا واعتبارها قالباً للتوسع الإقليمي أو نموذجاً للانتصار الأيديولوجي العملاق. وهذا بدوره يجعلنا نتوقع أنه من غير المحتمل أن يشهد الشرق الأوسط ذلك الصراع الدامي الذي حدث في أعقاب الحرب الأهلية الإسبانية. فعلى الرغم من طموحات الجانبين والعداوة المتبادلة بينهما، فإن الطرفين لا يشعران بالقوة الكافية لبدء الصراع المباشر مع الآخر".
غياب الهدف الاستراتيجي
ومن ناحية أخرى تتوافر لدى بعض القوى الأخرى المنخرطة في سوريا القوة الكافية لبدء حرب موسعة (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا)، ولكن بحسب نيويورك تايمز، لا يتضح على الإطلاق ما تأمل تلك القوى في تحقيقه. ويستطيع الغرب بالكاد تحديد الفصيل السوري الذي ينبغي قصفه، وتوضح سياسة "حافة الهاوية" التي انتهجتها روسيا مع تركيا الرغبة في إظهار القسوة ولكن مع عدم وجود هدف استراتيجي واضح.
وتقول نيويورك تايمز: "لا يعني ذلك أن هذا التخبط سيجعل الحرب مستحيلة، ولكن على عكس الوضع في أوكرانيا التي كان يطمع بوتين في السيطرة عليها، فإنه بالنسبة إلى سوريا والمناطق المحيطة بها لا يبدو أن أيا من القوى الخارجية تريد تحمل مسؤولية أي شيء. وطالما لا تتوافر الأرض التي سيكون لديهم الاستعداد للقتال بشأنها أو حتى احتلالها، فإن مخاطر استمرار صراع القوى العظمى يبدو بعيداً إلى حد ماً".
حرب عالمية ثالثة
وتستبعد صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها أن تكون سورياً نذيراً لحرب عالمية ثالثة واسعة النطاق، ولكنها تعتقد أنها نذيراً لمجموعة مختلفة من الشرور التي تنطوي على انهيار المؤسسات والاضطراب الدائم فضلاً عن عدم قدرة المؤسسات العالمية على السيطرة على المشكلات التي يُفترض أن يكون لها حلول.
وتضيف الصحيفة "في الوقت الذي يُنظر فيه إلى الحرب في إسبانيا باعتبارها عصر (تعظيم الشمولية)، فإن الحرب في سوريا كشفت عن الخواء الأساسي فيما يُطلق عليه (الدول القومية)، إذ من السهل إثارة النزاعات العرقية والدينية في حالة تصدع تلك الدول. وإذا كانت الحرب في إسبانيا بشرت بمسيرة جيوش واسعة في خلال عقد من الزمن، فإن الحرب في سوريا خلفت وراءها حركة المدنيين اللاجئين التي أصبحت أزمة جيوسياسية".
وتختتم نيويورك تايمز "وبينما جعلت الحرب في إسبانيا هتلر وستالين سعيدين بالتدخل عندما فشلت الليبرالية، فإن الحرب في سوريا تعكس أن السلام الأمريكي تمزق ولا توجد أي قوة أخرى أو تحالف لديه الاستعداد لكي يحل محله. وإذا كانت الحرب في إسبانيا بروفة للحرب العالمية الثانية، فحقيقة ما يحدث في سوريا أنها على الأرجح ليست بروفة لأي شيء، وعلى وجه التحديد يمكن القول أنها الحدث الرئيسي ولا يمكن لأي شخص أن يتنبأ متى ستنتهي".
======================
الديلي تلغراف : قصف سوريا ليس الحل الكامل- إلا أنه بداية جيدة" * عمدة لندن بوريس جونسون
صحفي
 بي بي سي - كتب عمدة لندن بوريس جونسون في صحيفة الديلي تلغراف بعنوان "قصف سوريا ليس الحل الكامل- إلا أنه بداية جيدة". وقال جونسون إن "دولة تنظيم الدولة الاسلامية تعد أرضاً خصبة للكراهية، وهو تنظيم ينشر الارهاب عبر الانترنت حول العالم".
وأضاف جونسون أنه "من المتوقع أن تصوت الحكومة هذا الأسبوع على قرار يقضي بتمديد الضربات الجوية البريطانية على أكثر التنظيمات الارهابية معاداة للإنسانية"، مشيراً إلى أنه يأمل أن يتم التصويت ايجابياً على هذا القرار من قبل نواب البرلمان.
وأشار عمدة لندن إلى أن قوات الأمن البريطانية مجبرة على مراقبة مئات الآلاف من الأشخاص الذين قد يقدموا على ارتكاب أفعال مضرة بالبلاد، مضيفاً أن نشاط قوات الأمن ازداد بشكل كبير في الآونة الأخيرة ليصل إلى اعتقال شخص واحد يومياً.
وكتب جونسون أن "طفلاً بريطانياً في الخامسة عشر من عمره، حكم عليه بالسجن مدى الحياة لتورطه بالتخطيط لتنفيذ اعتداءات ارهابية في البلاد".
وأضاف أنه " ما دام هناك وجود لتنظيم الدول الاسلامية، فإنه سيمارس سياسة القتل من دون توقف".
وختم جونسون المقال بالقول إن " الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ليست كافية لحل المشكلة، فالكل يعلم ذلك، إلا أن على الجهود العسكرية والسياسية الاستمرار يداً بيد"، مضيفاً "آمل أن يصوت البرلمان على الانضمام لحلفائنا في حربهم ضد عدونا".
======================
هارتس :الدول العربية وامتحان التاريخ * شمعون شمير
الغد -  هآرتس 29/11/2015 - بدأ ينكشف أن القرن الواحد والعشرين مليء بالكوارث بالنسبة للعالم العربي. قوى قبلية وعرقية ومحلية، دينية وغيرها تحارب السلطات وتحارب بعضها البعض. الدول تفقد وحدتها بل وتتفكك، الشرخ التاريخي بين السنة والشيعة يعود ليقسم العرب وقوى التشدد تتعزز في أراضي الدول العربية. إضافة إلى النقاش التفصيلي لهذه الظواهر، فإن السؤال هو ما هي تأثيراتها على التاريخ الواسع ودخول الدول العربية إلى الحقبة العصرية.
منذ دخول العالم الغربي إلى داخل العالم العربي الإسلامي قبل 200 سنة. قض مضاجع العرب سؤال لماذا هم، حاملو ميراث الحضارة والتقدم، يجدون أنفسهم في مكانة دون. وكيف يمكن أن يصبحوا مثل الدول المتطورة.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف كان عليهم مواجهة اربعة تحديات: الاول، انشاء دول سيادية مع اجهزة ومؤسسات ناجعة تعتمد على المواطنين الذين يشاركون فيها. الثاني، تطوير قدرات انتاجية تكنولوجية من أجل المنافسة على المستوى الدولي من ناحية اقتصادية. الثالث، وضع الإسلام في إطار يغذي المجتمع بالقيم مثل الهوية والتضامن وفي نفس الوقت تحييد القوات العنيفة التي تسعى للعودة إلى الوراء. الرابع، التخلص من تأثيرات الكولونيالية الغربية والعمل في الساحة الدولية كلاعبين مستقلين.
هذه الأمور أصبحت ذات صلة حينما حصلت الدول العربية على الاستقلال في منتصف القرن العشرين تقريبا، حيث بدا في حينه أن تحقيق هذه التحديات الاربعة قد بدأ، وصعدت إلى الحكم في عدد من الدول العربية أنظمة انقلابية هي الناصرية والبعثية التي أخذت هذه المهمات على عاتقها. فقد قامت هذه الانظمة بتقوية أجهزة الدولة وإقامة المؤسسات الرسمية وتفعيل مؤسسات خدماتية وتعليمية من أجل زيادة حاجة الفرد للدولة. وقد قاموا بتأميم الإنتاج وأنشأوا المصانع، وأرسلوا الكثيرين إلى الجامعات على أمل إحداث التقدم العلمي والتكنولوجي في بلادهم. وأطلقوا على ذلك اسم "الاشتراكية العربية". وتم تبني الإسلام في المجال الرمزي والكلامي. كانت هذه الأنظمة علمانية وقامت بقمع الحركات الإسلامية وقضت على المرتكزات العسكرية الأجنبية، ورفضت المظلات الاستراتيجية الاجنبية مثل "حلف بغداد". كان الهدف هو الدخول إلى الساحة الدولية كقوة عالمية، كجسم أفروآسيوي، وأطلقوا على هذه الظاهرة "الحياد الإيجابي" أو عدم الانحياز.
الواقع العربي في الوقت الحالي مختلف كثيرا. خطأ الباحثين الرئيس هو أنهم آمنوا بـ"صحيح أن المجتمع ضعيف في منطقتنا، لكن الدولة قوية". وقد اتضح أن الأجهزة القمعية والاستخبارات لا تعكس الحصانة، بل العكس. وحينما جاءت الهزات الكبيرة انطلقت قوى لا تعود للدولة، كان الجميع يعتقدون أنها تلاشت في ظل الدولة العصرية. فسقطت بعض الدول وأخرى تصارع على بقائها واستقرارها.
من زاوية النظر الآن يصعب تفسير هذه الظاهرة. يبدو أن الدول العربية كانت كيانات فارغة. وإطار الفهم لها كان ضعيفا، ولدت هذه الدول في العصر الحديث وكان ينقصها الاسم – لأن هذه الكيانات لم تكن قائمة في الماضي. تم أخذ كلمة "دولة" من القاموس. ومفهوم دولة أشار في الأصل إلى السلالات الصاعدة والهابطة، أي السلطة. واستمرت أجزاء كبيرة من المجتمع تتعاطى مع الدولة على أنها مماثلة للسلطة، وتُجذر الفهم أنه حين يسقط النظام فإن الدولة تسقط.
لم يتم التعاطي في الغرب على أنه إذا سقط النظام فإن الدولة ستسقط، بل ذلك سيقود إلى إقامة نظام ديمقراطي بدلا من النظام القمعي. لكن التجربة الصعبة أظهرت أن إسقاط النظام يُسقط الإطار نفسه وبديل ذلك هو الفوضى. هذه أيضا هي جذور فشل شباب "الربيع العربي"، حيث تبين أنه يمكن إسقاط النظام القمعي لكن ليس هناك بنية مناسبة، من الناحية الاصطلاحية والمؤسساتية، من أجل إقامة نظام ديمقراطي، ولا مناص من الاستنتاج أنه في هذه المرحلة فإن معظم الدول العربية قادرة على الاستمرار وبنوع من الاستقرار فقط تحت أنظمة قمعية ديكتاتورية. ومهمة إنشاء دول حسب النموذج الغربي المتطور ما زالت غير قابلة للتحقق.
إخفاقات مشابهة كانت أيضا في الاقتصاد. صحيح أنه حدثت عمليات تطوير في الدول العربية أدت في العقود الأخيرة إلى نمو اقتصادي واضح، وبعضها أصبحت غنية جدا (قطر هي الدولة الأغنى في العالم من حيث مستوى المعيشة للفرد، والكويت تأتي في المرتبة السابعة).
لكن العملة الأجنبية المطلوبة من أجل استيراد الطعام والحاجات الحيوية تم الحصول عليها من المصادر الطبيعية مثل السياحة والعمال الذين يعملون في الخارج، وفي حالة مصر – قناة السويس. في الأسواق العالمية لا توجد تقريبا منتجات من صنع عربي. والمقارنة بين مصر وكوريا الجنوبية تؤكد ذلك. فعلى العكس من مصر، كوريا الجنوبية تقوم بتصدير كل شيء الآن، من التكنولوجيا العالية وحتى السيارات والسفن. واقتصادها أكبر من الاقتصاد المصري بخمسة أضعاف.
 النمو السريع للاقتصاد العالمي يعتمد على المعرفة، والدول التي لا تملك المعرفة تبقى في الخلف، وفي معظم الدول العربية فإن المعارف المطلوبة من أجل الإنتاج ليست بالمستوى المطلوب. تقرير الأمم المتحدة حول "التطور الإنساني العربي" من العام 2002 أطلق على ذلك اسم "عجز المعرفة"، الأمر الذي هو سبب من ثلاثة أسباب للتخلف العربي. المعرفة في الوطن العربي غير كافية لأن المدارس والجامعات لا تكفي وما زال التعليم فيها يعتمد أسلوب التلقين.
العجز في المعرفة ينبع أيضا من عدم الانفتاح على العالم بشكل كبير، نسبة الترجمة في العالم العربي قليلة جدا. فقد وجد تقرير الأمم المتحدة من العام 2003 أن رقم الترجمة في العالم العربي للشخص الواحد خلال السنوات الخمس الأخيرة من نهاية القرن العشرين كان 4.4 مقابل 519 في هنغاريا أو 920 في فرنسا.
حتى لو قامت جهات عربية بالانفتاح على العالم وقامت باستيراد التكنولوجيا – فإن الفائدة محدودة. التكنولوجيا العالمية تصبح قديمة بسرعة إلى درجة أن من لا يشارك في إنتاجها لا يمكنه المنافسة بشكل فعال. يوجد اليوم وزن حاسم للتجدد والإبداع، لكن هذه المميزات نادرة في العالم العربي. دول الخليج ايضا التي تبدو شكليا وكأنها دول عصرية ومتطورة ما هي إلا مستهلكة لإنتاج العالم المتطور، ولا تشارك في الانتاج.
وحسب نفس التقرير فإن جميع الدول العربية قد سجلت في الولايات المتحدة 370 اختراعا فقط بين السنوات 1980 – 2000 في الوقت الذي سجل فيه الإسرائيليون 7.700 اختراع والكوريون الجنوبيون 16.300 اختراع.
عدد الباحثين لكل مليون شخص في العالم العربي هو 300 في حين أن المتوسط العالمي هو 900، أي ثلاثة اضعاف. ونتيجة لذلك فإن نسبة البطالة في الدول العربية هي الأعلى في العالم حيث تبلغ 30 – 50 بالمئة.
في مقالة نشرت في الايكونوميست في 5/7/2014 حول العالم العربي يشتكي الكاتب من أن "الحضارة التي قادت العالم ذات مرة متحطمة الآن". وهو يقول إن العرب يعانون من اندثار حضارتهم. هذه الأمور ذكرتني بنجيب محفوظ الذي كان من أوائل المؤيدين للمصالحة مع إسرائيل حيث قال إن السلام مطلوب "من اجل اعادة إحياء الحضارة". لا شك أن التطورات في المنطقة تؤثر على إسرائيل، وسيكون من الخطأ الشماتة بجيراننا والتفاخر بـ"الفيلا في الغابة". فحدودنا ليست محصنة أمام العنف الذي ينتشر حولنا وسلامة جيراننا متعلقة بسلامتنا.
======================
ديلي ميل: من أجل بشار..روسيا تقصف سوق أريحا
مصر العربية
"قُتل 40 شخصا على الأقل بعد أن قصفت طائرات روسية سوقا شعبية في مدينة  سورية تحت سيطرة الثوار".
جاء هذا في مستهل  تقرير بصحيفة ديلي ميل البريطانية حول استهداف موسكو لمدنيين في سوريا ودعمها لنظام بشار الأسد.
 الضربة الروسية استهدفت سوقا بمدينة أريحا، شمال غرب سوريا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعتقد أن 60 شخصا لقوا نحبهم خلال الهجوم.
ولفتت الديلي ميل إلى أن الهجوم  يأتي في إطار دعم موسكو بشار الأسد، بحسب الديلي ميل.
وأظهرت لقطات فيديو حجم الدمار الذي أعقب القصف، ومحاولة الناجين اليائسة لنقل المصابين من الأنقاض المشتعلة.
وافترشت الجثث الشوارع، فيما غطى الدم ممرات أحد المستشفيات.
قناة Orient TV الموالية للمعارضة السورية ذكرت أن عدد القتلى جراء الهجوم لا يقل عن 40 شخصا.
وتقع مدينة أريحا في إدلب التي تسيطر عليها قوات مناهضة للحكومة، بينها جبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة، وفقا لديلي ميل.
لكن إدلب ليست معقلا لتنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من شرق سوريا.
وقالت روسيا إن ضرباتها الجوية في سوريا التي بدأت أواخر سبتمبر الماضي تستهدف داعش و"الإرهابيين الآخرون" على حد تعبيرها.
لكن المسؤولين الغربيين والثوار السوريين يقولون إن معظم ضربات موسكو الجوية تركز على وسط وشمال سوريا، التي لا تشهد تواجدا قويا من داعش.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى الدعم الروسي للرئيس  السوري بشار الأسد الذي يقاتل جماعات ثورية منذ مارس 2011.
وفي 22 نوفمبر الجاري، قالت  "الإندبندنت" إن الضربات الجوية الروسية في سوريا، التي أمر بها فلاديمير بوتين، قتلت حتى الآن 97 طفلا.
وأفادت الصحيفة وقتها أن عدد القتلى بين المدنيين في سوريا بسبب موسكو، بلغ 407، بينهم 97 طفلا، منذ بدء الضربات وفقا لإحصائيات نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
======================
«الجارديان»: تصويت البرلمان على غارات سوريا أكبر مخاطرة لكاميرون
عرب وعالم أحمد هاشم 2015-11-29 13:53:23 طباعة
التحرير
حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من أن ديفيد كاميرون يستعد لخوض أكبر مخاطرة خلال رئاسته للوزراء من خلال تنظيم تصويت برلماني على العمل العسكري البريطاني ضد "داعش" في سوريا هذا الأسبوع - على الرغم من الشكوك المتزايد حول عدد نواب حزب العمال الذين سيدعمونه والمخاوف في صفوف المواطنين السوريين من وقوع خسائر في أرواح المدنيين.
وقالت: إنه "بينما تجمع المناهضون للحزب خارج مقر رئيس الحكومة في "داوننج ستريت"، وخرج الآلاف في مسيرات بجميع أنحاء البلاد، أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوضوح عن عزمه المضي قدمًا في التصويت، الذي من المرجح أن يكون يوم الأربعاء، على الرغم من أن بعض المصادر في حزب "العمال" يقولون إنهم ليسوا لديهم فكرة واضحة عن حجم الدعم الذي سيحصل عليه.
وأشارت إلى أن ثمة مخاوف بشأن مخاطر القصف أيضًا في صفوف بعض المنفيين مؤخرًا من مدينة الرقة السورية، التي يسيطر عليها "داعش"، حيث قال بعض اللاجئين الذين قابلتهم الصحيفة: إن "داعش يحتجز بعض المدنيين لجعلهم دروعًا بشرية"، وحذروا من سقوط أبرياء إذا أخطأت الضربات الجوية واستهدفت المدنيين.
وفي كلمته خلال اجتماع زعماء حكومات دول الكومنولث في مالطا، ناشد كاميرون بشكل مباشر العديد من النواب المترددين من حزب العامل، ومجموعة من المحافظين المتشككين، للحصول على دعمهم، فيما يقول نواب "الحزب الوطني اﻻسكتلندي"، و"الديمقراطيين الأحرار" إنهم غير مقتنعين.
وأضاف "آمل أنه عندما يحين الاختيار، سيتبين للناس أن هذا هو الشيء الصحيح لبريطانيا للقيام به، وإنه هكذا بالفعل وينبغي علينا أن نفعل ذلك".
ولكن مع أغلبية كافية من 16 نائبًا فقط في مجلس العموم، قالت مصادر رفيعة في حزب "العمال": إن "كاميرون لا يمكنه أن يضمن تحقيق فوز مريح، لأن معظم النواب من جانبهم لم يقرروا بعد".
وفي ظل معارضة زعيم حزب العمال جيريمي كوربن تلك الضربة التي يقول "إنها لن تجعل بريطانيا أكثر أمنًا"، تظل الآراء غير مؤكدة.
غير أن كوربن يواجه معارضة داخل حزبه لموقفه هذا، ولم يعلن الحزب عن موقفه النهائي من تلك الخطوة، ويضم معارضو كوربن عددًا من كبار الشخصيات في حكومة الظل المعارضة.
وفي تصريح للصحيفة، أفاد أحد الأشخاص البارزين في حزب "العمال"، "نحن بصراحة لا يمكننا أن نقول ما هو العدد (المؤيد للعمل العسكري)، وأعتقد أن كاميرون سيحصل عليه، ربما بصعوبة ولكن عددًا كبيرًا للغاية من جانبنا لم يحسموا قرارهم، وهذا يعتمد على حدوث شيء يغير ذلك - وهذا قد تكون في أي من الاتجاهين".
======================
جارديان: تركيا تنتهك حقوق اللاجئين السوريين
الأحد 29/نوفمبر/2015 - 02:56 م طباعةصورة ارشيفية
نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقريرًا حول أوضاع اللاجئيين السوريين في تركيا، واصفةً أوضاعهم بـ"المأساة"، وذلك بعد ترحيل أنقرة للعشرات من اللاجئيين بلادهم.
وقالت منظمة "العفو الدولية"، إن ما يقرب من 80 سوري اعتقلوا في مدينة "إيروزورم" التركية، وتم ترحيلهم "قسريًا" إلى بلادهم، مؤكدةً أنه يتنافى مع ما ينص عليه القانون الدولي، الذي يحرم إعادة اللاجئيين إلى بلادهم بعد لجئوهم إلى دولة أجنبية.
وأضافت المنظمة أنه من المتوقع تواجد 50 سوري آخرين معتقلين داخل السجون التركية، خاصةً بعد مشاركتهم في مظاهرات سلمية مناهضة لترحيلهم القسري.
وكشفت إحدى منظمات حقوق الإنسان في تركيا أن اللاجئيين يتم التعامل معهم بشكل "غير آدمي".
وأشارت صحيفة "الجارديان" إلى أن تركيا يعيش بها 2.2 مليون لاجئ سوري، قائلة إنه بالرغم من ذلك إلا أن تقارير منظمات حقوق الإنسان لا تخلوا من شكاوى انتهاك أنقرة لحقوق اللاجئيين.
======================
ناشيونال إنترست: هل وقف إطلاق النار في سوريا حلم مستحيل؟
اخر اخبار سوريا اليوم في موقع الخبر السابع
يوم 18 نوفمبر، نشرت صحيفة نيويورك تايمز قصة عن الجهود الدولية المتسارعة، بقيادة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، للتوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب في سوريا. وذكرت الصحيفة أن الوزير كيري قال إن فرص النجاح تتوقف “على قدرة جماعات المعارضة السورية على التنظيم والتفاوض مع حكومة الرئيس بشار الأسد”، ولكن وزير الخارجية كان مفرطًا في تفاؤله فقال: “الآن، كل ما نحن بحاجة إليه هو بداية العملية السياسية، وإقرار وقف إطلاق النار”.
لأكثر من أربع سنوات، تواجه حكومة الأسد قتالًا شرسًا مع القوى المعارضة. وقد اتهم الجانبين بارتكاب جرائم حرب بشعة ضد الطرف الآخر. لا تزال مواقف كلا الطرفين مختلفة جذريًا. إذا كان وقف إطلاق النار يتوقف فقط على الحصول على اثنين من هذه الأطراف معًا، فإن المهمة في هذه المرحلة ستكون ضخمة. ولكن قد تكون أسهل المهام المطلوبة.
عند التفكير في أولئك الذين يعارضون نظام الأسد، يتخيل البعض أن المتمردين يشبهون تمرد الولايات المتحدة ضد التاج البريطاني. وسط ذهول، هناك أكثر من ألف من جماعات المعارضة العاملة في المنطقة. بعض هذه الجماعات تحارب بعضها البعض بقدر ما تحارب النظام، لأن أهدافها وأيديولوجيتها تختلف اختلافًا كبيرًا. ستكون مهمة ضخمة فقط لتنظيم المئات من المجموعات الأكثر تأثيرًا في كيان واحد للتفاوض.
في الأشهر الأخيرة توسعت رقعة القتال وتشارك العديد من الدول الأجنبية الآن بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الحرب، ولكل منها جدول أعمالها الخاصة والأهداف التي كثيرًا ما تكون على خلاف مع بعضها البعض، بما في ذلك روسيا وإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية، النظام السوري والعديد من البلدان الصغيرة ذات المصالح الأخرى. بالإضافة إلى آلاف المنظمات المتمردة والعديد من الدول القومية المعنية، وهناك أيضًا الأكراد، ولئلا ينسى أي شخص، تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
للحصول على أي وقف لإطلاق النار لديه حتى أصغر فرصة للنجاح، يجب أن تأتي مئات البلدان والجماعات والأعراق والانتماءات الدينية معًا للتوصل إلى اتفاق. كثير من هذه المجموعات تكره بعضها البعض بقدر عدوهما المشترك. ومن المفارقات، ولكن من غير المرجح كما هو الحال بالنسبة لنجاح وقف إطلاق النار في البيئة الحالية، فإن الأمور قد تكون أسوأ بالنسبة للمصالح الأمريكية، في حال لم تنجح في مسعاها.
ماذا سيحدث لو أيدت الولايات المتحدة الجزء الأكبر من الجماعات المتمردة الأكبر والأكثر فاعلية وكانوا قادرين على الإطاحة بالأسد؟ ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل ستعمل المجموعات معًا لتشكيل حكومة مؤقتة فعالة، مما يؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة؟ السيناريو الأكثر احتمالًا في رأيي هو أنه بمجرد خروج الأسد من السلطة، ستتحول  المجموعات الأقوى من هذه المجموعات ضد بعضها البعض، البعض تدعمه قوة عظمى واحدة، والمجموعات الأخرى من جانب آخر سيقاتل بعضها بعضا من أجل السيطرة على الحكومة الجديدة. نحن فقط رأينا هذه المسرحية قبل أربعة أعوام.
في عام 2011، دعمت الولايات المتحدة جماعات المتمردين في ليبيا ضد القذافي من خلال إطلاق المئات من صواريخ كروز والضربات الجوية. عندما قتل الزعيم الليبي، قال الرئيس باراك أوباما، الذي كان يتحدث إلى الشعب الليبي، بتفاؤل، “لقد فزتم بثورتكم. والآن، سوف نكون شريكًا بينما تقومون ببناء مستقبل يوفر الكرامة والحرية والفرص”.
بعد مجرد أشهر، ومع ذلك، فإن المعارضة التي كانت يومًا ما موحدة باتت منقسمة، والتفت على نفسها. نجحت جهود الولايات المتحدة في إزالة طاغية من السلطة، ولكن ليبيا لا تزال واحدة من أكثر المناطق غير المستقرة، العنيفة وغير المحكومة في العالم، حيث يمكن للمنظمات الإرهابية التي تشكل تهديدًا للولايات المتحدة أن تعمل مع الإفلات من العقاب الظاهري.
بدلًا من السعي لتدمير نظام الأسد، كان يمكن للولايات المتحدة أن تتخذ خطوات أخرى. أحد تلك الخطوات يكمن في إمكانية طرح جهد دبلوماسي كبير لتقييم الأسباب الكامنة وراء الحرب، والسعي إلى إيجاد حلول غير قاتلة لتلك المشاكل الأساسية. بدلًا من ذلك، كان يمكن للولايات المتحدة أن تسعى لاحتواء العنف ولكنها تجنبت مباشرة دخول المعركة، وقدمت المساعدات الإنسانية للضحايا.
أستطيع أن أفهم لماذا يسعى الكثيرون في بلادنا إلى استخدام سلطة كبيرة للولايات المتحدة في المساعدة في تخفيف العنف والظلم في جميع أنحاء العالم. ولكن حتى يعترف قادتنا بحدود قوتنا وإجراء تحليل أكثر واقعية للحالة قبل اتخاذ أي إجراء، فمن المحتمل أننا سنواصل هذا الميل لجعل الأوضاع السيئة أكثر سوءًا من خلال توريط أنفسنا في كثير من النزاعات الدولية.
======================
بروجيكت سنديكيت :هل توحد "الدولة الإسلامية" أوروبا؟
هانس-فيرنر سِن*
الغد الاردنية
ميونيخ- خلال الأزمة المالية، أنقذت دول الشمال في منطقة اليورو نظيراتها الجنوبية بتنفيذ عمليات إنقاذ ضخمة ومساندة للوعد الذي قطعه البنك المركزي الأوروبي على نفسه بإنقاذ اليورو بأي ثمن. ولكن، عندما طالبت ألمانيا مؤخراً بفرض نظام للحصص في التعامل مع التدفقات الهائلة من اللاجئين، لم يُظهِر شركاؤها القدر نفسه من التضامن. والآن وقد أعلنت فرنسا الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في أعقاب هجمات باريس المروعة، تُبدي الدول الأوروبية الأخرى عدم اكتراثها، فتغمغم بكلمات العزاء، وتأمل بصمت أن لا يطالها الصراع.
المعنى الضمني هنا واضح: على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته أوروبا نحو الاتحاد المالي، فإنها تظل بعيدة كل البعد عن الاتحاد السياسي. وما تزال أوروبا، بعد نصف قرن من تأسيس السوق المشتركة ومرور خمسة عشر عاماً بعد إطلاق العملة الموحدة، تفتقر إلى قوة شرطة مشتركة وسياسة خارجية موحدة. ولعل الأمر الأكثر إزعاجاً هو أن الاتحاد الأوروبي ما يزال يضم ثمانية وعشرين جيشاً، وثمانية وعشرين رئيس أركان، ولا يربط بين كل هذا سوى رباط حلف شمال الأطلسي الفضفاض.
يبدو أن هذا الواقع لا يمثل أي إزعاج لبعض زعماء أوروبا، بما في ذلك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وهم يزعمون أن أوروبا يجب أن تعجل بتحقيق المزيد من التقدم على مسار الاتحاد المالي، وذلك من خلال تقديم خطة مشتركة للتأمين على الودائع، وميزانية موحدة، وسندات اليورو، والمزيد من تقاسم المخاطر المالية، ونظام موحد لإعانات البطالة، في أقرب وقت ممكن.
لكنهم مخطئون. فمثل هذه التدابير لن تؤدي في واقع الأمر إلا إلى تفاقم العيوب التي تشوب بنية منطقة اليورو. فمن شأنها أن تديم الأسعار النسبية الزائفة التي نشأت نتيجة لفقاعة الائتمان التضخمية في الجنوب التي تشكلت بعد تبني اليورو، والتي تمنع بلدان منطقة اليورو في جنوب أوروبا من استعادة القدرة التنافسية. ونتيجة لهذا، فسوف تستمر البطالة الهيكلية في فرنسا وجنوب أوروبا.
وعلاوة على ذلك، سوف تتسبب التدابير المقترحة في تفاقم مشاكل الدين العام في أوروبا من خلال تقليص الفوارق في أسعار الفائدة بين البلدان، وإدامة فقاعات أسعار الأصول، وتدمير الدور الذي تلعبه سوق رأس المال في تخصيص الموارد. وكان هذا هو الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة بعد تأسيسها، عندما تسببت جولات متعددة من تبادلية الدين في تغذية فقاعة ائتمانية غير مستدامة تسببت في دفع تسع من الولايات الأميركية التسع والعشرين إلى الإفلاس في الفترة من 1835 إلى 1842، ومهدت الطريق إلى اندلاع الحرب الأهلية الأميركية.
ولا تنتهي مساوئ تعزيز الاتحاد المالي في أوروبا عند هذا الحد. ذلك أن التقدم المستمر نحو الاتحاد المالي من شأنه، على نحو لا يخلو من مفارقة، أن يزيد من ضآلة احتمال نشوء الاتحاد السياسي، وذلك لسبب بسيط ولكنه مهم: فرنسا.
لقد أحبطت فرنسا، التي تُعَد القوة العسكرية الأكبر في أوروبا على الإطلاق، كل المحاولات لتجميع القوات المسلحة في أوروبا. ففي العام 1954، رفضت الجمعية الوطنية الفرنسية المعاهدة المؤسِّسة لمنظمة دفاع الاتحاد الغربي. وفي العام 2005، رفضت فرنسا دستور الاتحاد الأوروبي المقترح، والذي كان ليسمح ببدء عملية التوحيد السياسي. كما أعلن رؤساء فرنسا المتعاقبون أن فرنسا لن تقبل الولايات المتحدة الأوروبية ولو حتى كهدف بعيد للسياسة الأوروبية.
ولكن فرنسا -التي يتسم نظامها المصرفي وصناعاتها بالتعرض الشديد لجنوب أوروبا- هي المستفيد الأكبر من الاتحاد المالي. فعندما بدأت الأزمة المالية العالمية، كان تعرض البنوك الفرنسية لليونان، بنحو 58 مليار يورو (61.7 مليار دولار أميركي)، يعادل ضِعف تعرض البنوك الألمانية. ومن المفهوم لهذا السبب أن تفضل فرنسا الوحدة المالية على الوحدة السياسية. ولكن، إذا قبلت دول أوروبية أخرى هذا التفضيل، واستمرت أوروبا على مسار التكامل غير المتوازن، فلن يظل هناك أي سبيل لإقناع فرنسا بدعم الاتحاد السياسي.
لعل المذبحة الإرهابية المأساوية التي وقعت في باريس تعمل على إزالة النفور الفرنسي من التكامل السياسي. فمن خلال تسليط الضوء على حقيقة أنه حتى القوة العسكرية العاتية تحتاج إلى الدعم في بعض الأحيان، ربما يثبت ذلك الهجوم الوحشي كونه سبباً لتغيير قواعد الجهود الرامية إلى إنشاء اتحاد سياسي أوروبي. ولكي يحدث هذا، فيتعين على بلدان أوروبا أن تتوحد لمساعدة فرنسا في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ومن ناحية أخرى، ينبغي لفرنسا وغيرها من بلدان الاتحاد الأوروبي أن تساعد ألمانيا والنمسا والسويد والمجر وسلوفينيا في تخفيف أزمة اللاجئين من خلال قبول نظام الحصص.
ينبغي لأوروبا وهي تحاول بناء اتحاد مستدام ومستقر ومزدهر أن تسترشد بتجارب اتحادات ناجحة مثل الولايات المتحدة وسويسرا. فقد بدأ كل من هذين الاتحادين كمنظمة دفاعية عسكرية، ثم في وقت لاحق تطور إلى اتحاد مالي. وقد استغرق الأمر عشرات السنين، إن لم يكن قروناً من الزمن، قبل أن يحصل أي منهما على ميزانيات عامة ضخمة ويبدأ المشاركة في إعادة توزيع الدخل. وكل منهما يحظر ذلك النوع من عمليات الإنقاذ المالي أو النقدي لولايات أو مقاطعات منفردة والذي تبناه الاتحاد الأوروبي أثناء الأزمة المالية.
لقد حان الوقت لكي يبدأ الاتحاد الأوروبي بتغيير نهج التكامل الذي يتبناه حالياً. فبدلاً من الاستمرار في الدفع باتجاه التكامل المالي غير المتوازن، يتعين عليه أن يعمل على بناء العناصر الرئيسية للاتحاد السياسي، بما في ذلك قوة الشرطة الموحدة، وقوانين اللجوء المشتركة، والسياسة الخارجية الواحدة، وفي المقام الأول من الأهمية الجيش الموحد. وإذا كنا تعلمنا من الأحداث الأخيرة أي شيء، فهو أن التهديدات التي تواجه الاتحاد الأوروبي ليست نابعة من عدم تقاسم المخاطر المالية بالقدر الكافي، بل من عدم كفاية التنسيق في التصدي لتحديات السياسة الخارجية والمخاطر الأمنية.
 
*أستاذ الاقتصاد والمالية العامة في جامعة ميونخ، ورئيس معهد إيفلو للبحوث الاقتصادية، ويعمل في المجلس الاستشاري لوزارة الاقتصاد الألمانية.
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
واشنطن بوست :الحرب العالمية الثالثة
روجر كوهين – (الواشنطن بوست) 26/11/2015
الغد الاردنية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
"أمي، أرجوكِ، أخبريني مرة أخرى كيف بدأت الحرب العالمية الأولى؟".
"حبيبي، سبق وأن أخبرتك، حدث هذا منذ زمن طويل. إن فترة قرن هي زمن طويل جداً".
"لكن، أمي، أرجوك".
"حسناً، المسألة معقدة. هل حقاً، حقاً تريد أن تعرف؟".
"نعم يا أمي".
"إنها قصة حزينة. كان العالم مرتباً على طريقة ما، لكن تلك الطريقة انهارت، وفي العملية قُتل الملايين من الناس".
"رائع. كيف كان العالم منظماً من قبل؟".
"كانت هناك أشياء تسمى الإمبراطوريات. كانت تسيطر على مناطق شاسعة مليئة بأناس مختلفين، وأراد بعض هؤلاء الناس أن يحكموا أنفسهم بدلاً من أن يحكمهم إمبراطور بعيد".
"حسناً".
"كانت الإمبراطورية النمساوية-المجرية واحدا منها. كانت لديها الكثير من القصور الكبرى في عاصمتها فيينا؛ حيث يرقص الناس في الحفلات التنكرية الخيالية. وحكمت الإمبراطورية أجزاء من زاوية فقيرة من أوروبا تسمى منطقة البلقان؛ حيث كان حكمها مكروهاً. وذات يوم في العام 1914، أقدم شاب على اغتيال وريث العرش النمساوي-المجري وزوجته في مدينة في البلقان تدعى سراييفو، والشاب من صرب البوسنة، الذين أرادوا تحرير السلاف الجنوبيين من حكم الإمبراطورية".
"هذا محزن يا أمي. أخمن أن الموسيقى توقفت. ولكن، ثم ماذا؟".
"غضبت الإمبراطورية حقاً. طلبت من صربيا القيام بحفنة من الأشياء أو أنها ستواجه الحرب. كان الحاكم في فيينا واثقاً لأن له صديقا حميما، قوة صاعدة تدعى ألمانيا. وكان لصربيا أيضاً صديق جيد، بلد يدعى روسيا، وهو بلد كبير. على أي حال، تعثرت صربيا وتاهت خطواتها نوعاً ما، كما تفعل أنت مع واجباتك المدرسية. وهكذا ذهبت إمبراطورية النمسا-المجر إلى الحرب ضدها".
"ثُم ماذا؟".
"ثم أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا، التي كانت لها صديقة تدعى فرنسا، والتي لم تكن تحب ألمانيا لأسباب مختلفة. وسرعان ما هاجمت ألمانيا فرنسا عبر بلجيكا. وأغضب ذلك بريطانيا، فذهبت إلى الحرب ضد ألمانيا. وهناك إمبراطورية أخرى -واحدة مريضة- تدعى الإمبراطورية العثمانية، والتي انضمت في نهاية المطاف إلى الجانب الألماني والنمساوي-المجري. وفي وقت لاحق جاءت الولايات المتحدة، التي كانت قوة صاعدة، وانضمت إلى الفريق البريطاني الفرنسي. وبعد بضع سنوات، كان هناك أكثر من 16 مليون قتيل. وانهارت الإمبراطوريات النمساوية-المجرية، والعثمانية والألمانية والروسية".
"كل ذلك بسبب قتل زوجين؟ أمي، هذا غريب".
"في بعض الأحيان، الأشياء الصغيرة تكبر، والناس يفقدون صبرهم ووجهتهم. ومجرد شرارة تصنع لك فوضى كبيرة".
"أمي، لا يمكن أن يحدث هذا مرة أخرى، أليس كذلك؟".
"كلا".
"هل هناك أي إمبراطوريات متبقية اليوم؟".
"بعض الناس يسمون أميركا إمبراطورية، حتى لو لم يكن لها إمبراطور. إنها أقوى دولة على وجه الأرض، ولها جنود في جميع أنحاء العالم، وهناك شعوب مختلفة تعتمد عليها في تحديد الوجهة والحماية. ولكن أميركا تصبح أضعف".
"وإذن، يا أمي، هل يشبه هذا ما قلتِهِ عن العالم الذي يتم تنظيمه بطريقة معينة، ثم يجري تنظيمه بطريقة أخرى، وحيث يموت الكثير من الناس في العملية؟".
"ليس بالضبط، يا حبيبي. أين يموتون؟".
"في سورية. أمي، ما هي سورية؟".
"إنها بلد صغير بشعوب وديانات مختلفة، والذي خرج إلى حيز الوجود عندما مرضت الإمبراطورية العثمانية كثيراً قبل أن تنهار".
"لماذا يقاتل الناس هناك؟".
"إنه أمر معقد. هل حقاً، حقاً تريد أن تعرف؟".
"نعم، يا أمي".
"حسناً، كان هناك هذا الطاغية النائي البعيد الذي يتصرف وكأنه إمبراطور، وبعض الناس في سورية انتفضوا ضده. وبدأ الطاغية بإطلاق النار عليهم. أميركا وبريطانيا وفرنسا -من بين بلدان أخرى- لم يعجبها ذلك، وقالت إنها تدعم المتمردين بطريقة ما، ولكنها لم تفعل ذلك حقاً".
"لماذا؟".
"لأن أميركا، كما قلت لك، أصبحت مريضة. إنها تضعُف".
"حسنا. ثم ماذا؟".
"كان للطاغية صديق كبير يدعى روسيا. وله صديق آخر كبير للغاية يسمى إيران. وكلاهما دعماه فعلاً".
"وهكذا كسب؟".
"ليس تماماً. كان الكثير من الناس الذين يريدون التخلص من الطاغية من المسلمين السنة. كان لديهم دعم من المملكة العربية السعودية، وهي مركز سني وتكره إيران، ودعمت المتعصبين السنة. كما أن تركيا، خليفة الإمبراطورية العثمانية، والتي تكره الطاغية السوري، انضمت إلى فريق المتمردين. لكن تركيا تكره أناساً آخرين في سورية، يُدعون الأكراد، أكثر حتى من الطاغية -كثيراً جداً إلى حد أنها كانت مستعدة بطريقة مستترة لمساعدة مجموعة من المجانين السنة الذين يقطعون الأعناق، ويقتلون الأكراد ويطلقون النار على الناس في المدن الغربية".
"أمي، أنا مشوش".
"انهارت سورية وتقسمت، مثل الإمبراطورية العثمانية. روسيا تقصف بعض أعداء الطاغية السوري. أميركا تقصف قاطعي الرقاب. وكذلك تفعل فرنسا. تركيا أسقطت طائرة روسية. روسيا غاضبة. الأكراد يريدون الدولة التي لم يحصلوا عليها منذ 100 عام. المملكة العربية السعودية تخوض حرباً على مستوى المنطقة ضد إيران. وتستعر تلك الحرب على أشدها في سورية، حيث مئات الآلاف يقتلون".
"كل ذلك لأن بعض الناس أرادوا التخلص من فتوة؟".
"في بعض الأحيان، الأشياء الصغيرة تكبر. مجرد شرارة وتحدث فوضى كبيرة".
"أمي، كيف يمكن أن تبدو حربا عالمية ثالثة؟".
"لا تقلق يا حبيبي، كل شيء مختلف الآن".
"تماماً؟".
"تماماً. الآن لدينا الحياة، والحرية والسعي إلى تحقيق السعادة. عيد شكر سعيد، يا حبيبي".
*نشر هذا المقال تحت عنوان: World War III
======================
تروث ديغ :لماذا تجرأت تركيا على إسقاط الطائرة الروسية؟ الحرب بالوكالة في سورية
جوان كول - (تروث ديغ) 25/11/2015
الغد الاردنية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
قرار الحكومة التركية إسقاط طائرة روسية مقاتلة كانت تعمل في محافظة اللاذقية السورية الشمالية، هو سلوك مدهش في جرأته. ربما لم تعد روسيا قوة عظمى، لكنها تبقى قوة نووية عظمى. وتستطيع حكومة حزب العدالة والتنمية التركية المنتخبة حديثاً –حكومة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ومعلمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- أن تحكم الآن من دون مساعدة أي حزب آخر في البرلمان، وهي تبدو عازمة على مواصلة وتدعيم سياستها التدخلية في سورية.
بإسقاطها المقاتلة الروسية، تخاطر حكومة داود أوغلو بمواجهة ضرر اقتصادي كبير. فقد عززت السياحة الروسية الاقتصاد التركي، وكانت روسيا تخطط لمد أنبوب غاز رئيسي عبر تركيا، بالإضافة إلى بناء مفاعل طاقة نووي لأنقرة. وقد تم إلغاء كل هذه الأنشطة للتو، ويبحث مشغلو السياحة في روسيا الآن عن أسواق سياحية جديدة بعد الضغط من حكومة بوتين. وتعزو روسيا الهجوم إلى محاولة تركية رسمية لحماية طرق تهريب البنزين من "داعش" إلى تركيا، لكن الموضع الجغرافي لسقوط الطائرة يناقض هذا التفسير. فهذه الحرب تدور بالقرب من مناطق "القاعدة" في الشمال الغربي، وليس في مناطق "داعش" في الشمال الشرقي، والمسألة تتعلق بتهريب الأسلحة وليس بتهريب نفط.
منذ بدء الأزمة السورية، دعمت تركيا طيفاً من المجموعات الإسلامية الأصولية في شمال سورية على أمل إسقاط حكومة بشار الأسد البعثية في نهاية المطاف. كما تخشى تركيا أيضاً من اليساريين الأكراد في شمال شرق سورية، المتهمين بمحاولة إنجاز تطهير عرقي للقرى العربية والتركمانية التي تقف في طريق تأسيسهم جسراً أرضياً يصل بين الكانتونات الكردية الثلاثة في شمال سورية. وقد تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية أو الميليشيات الكردية اليسارية فعلاً من الربط بين اثنين من هذه الكانتونات، وألحقت الهزيمة بقوات "داعش" لتحقيق ذلك. وما يزال الكانتون الثالث، عفرين، مفصولاً عن كوباني بمجموعة من القرى العربية والتركمانية في شمال حلب.
لكن هناك قرى تركمانية أيضاً في شمال محافظة إدلب إلى الغرب من حلب، وفي شمال محافظة اللاذقية إلى الغرب من إدلب. وقد نظم السكان التركمان في تلك المحافظات ميليشيات انضمت إلى جماعات الثوار التي تقاتل حكومة الأسد. كما تحالف بعضها تكتيكياً في بعض الأوقات مع "جبهة النصرة"، فرع تنظيم القاعدة في سورية، ضد قوات الحكومة.
يعيش التركمان في شمال محافظة اللاذقية في منطقة تدعى جبل التركمان بالقرب من الحدود التركية، بما فيها مناطق فرعية مثل ربيعة وقسطل معاف. ويسمي الأتراك هذه المنطقة بايربوكاك. ويُزعم أن تركيا ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تقومان بإرسال الأسلحة إلى جماعات المتمردين في سورية عبر جبل التركمان. وتقع ربيعة مباشرة إلى الجنوب الغربي من مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب، التي سقطت في يد تنظيم القاعدة وحلفائه في نيسان (أبريل) الماضي. وتشكل هذه المدينة نقطة انطلاق محتملة لقيام المجموعات السلفية المتشددة التي تعمل يداً بيد مع تنظيم القاعدة بغزو محافظة اللاذقية.
يتمثل أحد الأهداف الروسية الاستراتيجية الحالية في الحيلولة دون سقوط محافظة اللاذقية في يد الثوار. وتضم اللاذقية ميناءً حاسماً وحيوياً يحمل الاسم نفسه، بالإضافة إلى مرفق طرطوس البحري المؤجر للروس. واللاذقية منطقة علوية بشكل كبير، تقطنها الطائفة الشيعية التي تشكل الدعامة الأساسية لحكومة الأسد.
ويبدو أن روسيا كانت تحاول قطع طريق تهريب أسلحة الاستخبارات الأميركية، مثل صواريخ "تاو" المضادة للدبابات، عبر جبل التركمان، عن طريق مهاجمة الميليشيات التركمانية في شمال محافظة اللاذقية، في سبيل تأمين حكومة الأسد هناك. وربما يكون هذا الهجوم هدف إلى إثارة الذعر بين السكان التركمان ودفعهم إلى الهرب عبر الحدود إلى تركيا، وبذلك إزالة قاعدة نفوذ تركية في الجانب السوري من الحدود، والتخلص من مجموعة يمكن أن تساعد "القاعدة" وحلفائها في جسر الشغور على التحرك غرباً.
كانت الصحافة التركية قد تحدثت بكثافة عن هذه الحملة الروسية ضد التركمان في ناحية ربيعة وجبل التركمان بشكل أعم، ويبدو أن بعض الصحف قد استشرفت الهجوم على الطائرة المقاتلة الروسية بشكل من الأشكال.
كتبت صحيفة "ميليت" التركية الوسطية: "لقد تغيرت الصورة تماماً في سورية. فقد ضربت الطائرات الروسية، وشرعت قوات الأسد المدعومة من حزب الله في عملية لطرد التركمان من بايربوكاك. هل كانت تلك خطوة محسوبة؟ إن نية الأسد هي توسيع منطقة نفوذه عن طريق السيطرة على المنطقة التركمانية بدعم روسي... كلما قالت أنقرة أن الأسد سيذهب، كلما جعل الأسد موقفه أكثر قوة".
وكتبت صحيفة "صباح" الوسطية المؤيدة للحكومة يوم الثلاثاء الماضي: "الآن، أضيفت الهجمات التي ينفذها تحالف روسيا- إيران- الأسد إلى ذلك. والهدف واضح: جر تركيا إلى الحرب لإضعاف موقفها على الطاولة. وهناك بعض المؤامرات الأخرى أيضاً".
وكتبت صحيفة "ييني شفق" اليمينية المتدينة: "جبل التركمان؟ إنه خط تركيا الأحمر! لا ينبغي لأحد افتراض أن تركيا تكتفي بالفرجة والانتظار فحسب. هناك الكثير من الأشياء التي يتم عملها خلف الكواليس! وسوف نراها قريباً. لن يتمكن أعداء تركيا من ردع أنقرة!.. إن ما يجري هو ’حرب عالمية غير معلنة‘! باختصار، إن تركيا المسلمة المستقلة تخوض قتالاً حاسماً ضد التحالف الصليبي-الصهيوني".
ويبدو أن هذه الصحيفة ترى روسيا بوتين كقوة مسيحية أورثوذكسية شرقية متحالفة مع إسرائيل ضد السكان التركمان. (لا شيء من هذا صحيح). ويبدو أن مصادرها تنبأت لها برد تركيا الدرامي على الحملة الروسية. وقارنت صحيفة يمين الوسط "تركيا" الحملة الروسية ضد جبل التركما بـ"غاليبولي ثانية"، مشيرة إلى أمل ونستون تشرشل بالاستيلاء على جزيرة غاليبولي في الحرب العالمية الأولى، ثم الزحف منها مباشرة إلى العاصمة، إسطنبول، وبذلك تقصير أمد الحرب في شرق المتوسط. وقد أحبط هذه الخطة للإمبراطورية البريطانية دفاعٌ عثماني قوي واستخدام المدافع الرشاشة والمدفعية. وتحيل صحيفة "تركيا" كما يبدو إلى الحرب العالمية الأولى، عندما هاجمت روسيا شرق الأناضول!
ربما نستنتج من حادثة الطائرة أن استهداف روسيا للتركمان، المجموعة العرقية التي تتحدث لغة مماثلة للغة التركية، أثار الغضب القومي في أنقرة. لكن هؤلاء التركمان السوريون متدينون أيضاً، تماماً مثل قيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. والأبعد من ذلك أن هؤلاء التركما يشكلون محوراً للتدخل التركي والأميركي والسعودي في سورية، بما أنهم يظهرون بين مهربي الأسلحة الذين يوصلون الذخائر إلى الثوار ضد حكومة بشار الأسد. ومع أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تؤكد أن هذه الأسلحة تذهب إلى نحو 45 مجموعة "خضعت للفحص والتدقيق" والتي لا تنتمي إلى المتطرفين، فإنها تصل في الحقيقة إلى أيدي "القاعدة" وحلفائها، المتجمعين باسم "جيش الغزو" أيضاً. ويجب أن تهزم روسيا "جيش الغزو" هذا لحماية العلويين في اللاذقية إذا كانت لتحقق أهداف حربها في سورية، ويبدو أنها قررت البدء بقطع الطريق على التهريب التركماني. وزعم التركمان أنهم انتقموا من الروس، فادعوا بأنهم قتلوا واحداً أو كلا الطيارين اللذين انقذفا من المقاتلة الروسية التي أُسقتطت، كما أسقطوا طائرة مروحية روسية حاولت إنقاذهما. لكن روسيا أعلنت بعد ذلك أنها تمكنت من إنقاذ طياريها، اللذين لم يُمسا بأذى في حقيقة الأمر.
تخوض روسيا وتركيا الآن حرباً بالوكالة في سورية، وكذلك كان حالهما كل هذا الخريف. لكنهما لم تعودا تكتفيان في الأيام الأخيرة باستخدام الوكلاء، وإنما اتجهتا إلى المواجهة المباشرة مع بعضهما البعض.
تقوم تركيا والتركمان بنحت منطقة نفوذ في شمال شرق سورية، ويصرون على أن تعترف روسيا بها. أما إلى أي مدى سيتعمق الصراع، فذلك يعتمد في جزء منه على كيفية استجابة روسيا لهذه الانتكاسة في أهداف حربها. كما سيتعمد على ما إذا كانت الأهداف التركية أكثر طموحاً، بحيث تساعد "جيش الغزو" الذي تقوده "القاعدة، على احتلال اللاذقية. وإذا كان جبل التركمان خطاً أحمر بالنسبة لتركيا، فإن ميناء اللاذقية هو خط أحمر بالنسبة لروسيا أيضاً. وللخطوط الحمراء طريقتها في التحول إلى حروب ساخنة.
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: Why did Turkey dare shoot down a Russian Plane? The Proxy War in Syria
======================