الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 30-3-2016

سوريا في الصحافة العالمية 30-3-2016

31.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. الجارديان: حرب روسيا في سوريا تؤدي ﻹبرام صفقات بقيمة 7 مليارات دولار
  2. تقرير إسرائيلي: سوريا لن تعود كما كانت و”الفدرلة” حتمية بوجهة نظر بوتين
  3. التلغراف: كيف أقنع الأسد تنظيم "الدولة" بعدم تفجير آثار تدمر؟
  4. نيويورك تايمز: استعادة تدمر يعزّز موقع “الأسد” أمام أعدائه
  5. هآرتس :قنبلة رائحتها كريهة ..أردوغان يصل إلى الولايات المتحدة مع شعور بالحرج بسبب قضايا الفساد المتعلق بالالتفاف على عقوبات إيران
  6. هآرتس :أعلام اسرائيل بدل أعلام سوريا
  7. مارتن كولوف – (الغارديان) 25/3/2016 :كيف وضع "داعش" خططه لتصدير الفوضى إلى أوروبا؟
  8. لوموند :جان – بيار فيليو : «تحرير» تدمر كما سقوطها... في سرعة خاطفة
  9. ديكان التركي :ليفينت غول تكين :هل تحذو تركيا حذو إيران؟
  10. لوموند : بوتين ينجو من المستنقع السوري ويغرق في الأوكراني
  11. سيمون دي غالبير : أوروبا ليست عالة على النظام الدولي ولا راكباً خلسة
 
الجارديان: حرب روسيا في سوريا تؤدي ﻹبرام صفقات بقيمة 7 مليارات دولار
 29 مارس، 2016  9:09 م  32 مشاهدة
رحاب نيوز ـ أحمد علو
أدت الحملة الجوية الروسية على سوريا إلى اهتمام مشترى السلاح العالميين بالسلاح الروسي، مما يمكن ان ينتج عنه صفقات بعدة مليارات من الدولارات للسلاح الروسي وفق ما قاله محللون ووسائل إعلام، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
ونقلت الجادريان عن صحيفة كومرسانت الروسية ان التأثير التسويقي للحملة الروسية على سوريا يمكن أن يؤدى لإبرام صفقات أسلحة روسية بقيمة تتراوح ما بين 6 – 7 مليارات دولار، وفق ما قالته مصادر في الحكومة الروسية وأخرى عسكرية وغيرها في مؤسسات تصنيع الأسلحة.
وذكرت المصادر إن الجزائر واندونيسيا وفيتنام وحتى باكستان، التي اشترت العديد من الطائرات من الصين وروسيا مؤخرا تنوى شراء طائرات سوخوى المقاتلة، وقاذفات روسية.
وقال رسلان باخوف، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات إن العملة الروسية فى سوريا أثرت بشكل إيجابي للغاية على مبيعات الأسلحة الروسية، من خلال إظهار أن روسيا لديها أسلحة فعالة، وانه يمكنها ان تحد من النفوذ الغربي.
======================
تقرير إسرائيلي: سوريا لن تعود كما كانت و”الفدرلة” حتمية بوجهة نظر بوتين
الكاتب : وطن 30 مارس، 2016  لا يوجد تعليقات
خاص- وطن”- نقلت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي عن البروفيسور مايكل أبل، خبير في شؤون سوريا والشرق الأوسط، قوله “ان استعادة قوات بشار الأسد وحلفاءها السيطرة على مدينة تدمر، أحدثت بعض الارتياح دوليا “.
وأضاف مايكل أبل في تقرير ترجمته وطن أن وضع الأسد تحسن بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بسبب ضعف المعارضة أمامه من جهة، والمساعدات الروسية والكتيبات العسكرية من جهة أخرى، موضحا أن الأسد يروج لهذا التطور بشكل كبير.
وأكد الخبير الإسرائيلي أنه يلاحظ أن النجاحات التي حققها الأسد مؤخرا لا تحل المشكلة العامة بشأن مستقبله، فالأسد يصر على أن سوريا ستكون موحدة، وهذا يخالف وجهة نظر حلفائه الروس الذين يرون أن “الفدرلة” أمر حتمي بسوريا.
وأشار أبل في تقرير اطلعت عليه وطن إلى أن سوريا أصبحت الآن ملعبا خارجيا تلتقي عليه عناصر روسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا والولايات المتحدة، لذا لا يمكن معرفة ملامح المستقبل.
ولفتت القناة السابعة الإسرائيلية نقلا عن المختص بالشئون السورية أنه من المرجح أن سوريا لن تعود مركزية كما كانت من قبل، لا سيما وأنه لا تزال هناك عدة مشاكل مثل الأكراد ومناطق أخرى خارج سيطرة الأسد.
ويتحدث البروفيسور أبل أنه ينبغي أن تتذكر إسرائيل كل من اكتسب خبرة قتالية في سوريا، أمثال مقاتلي حزب الله، الذي يمكن أن تتدهور الأوضاع بينه وبين تل أبيب وتنتهي إلى مواجهة عسكرية.
أما بالنسبة لمشاركة روسيا في سوريا، فإنه يلاحظ أن المصالح الروسية لا تزال على الأراضي السورية، وبالتالي هي موجودة هناك، كما أن الانطباع هو أن روسيا لم تتخلَ عن الطموحات الاستراتيجية في سوريا، سواء من ناحية التأثير على النظام أو القواعد المنتشرة على طول البحر الأبيض المتوسط.
======================
التلغراف: كيف أقنع الأسد تنظيم "الدولة" بعدم تفجير آثار تدمر؟
2016-03-29 ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين
aa
قالت صحيفة التلغراف البريطانية، إن النظام السوري ومن خلال مجموعة تابعة له عمل على إقناع مقاتلي تنظيم "الدولة" بعدم تفجير آثار تدمر التي بقيت تحت سيطرة التنظيم قرابة عشرة أشهر.
ونقلت الصحيفة عن مأمون عبد الكريم، وزير الآثار السوري قوله إنه كانت هناك مجموعة بين 40 إلى 50 شخصاً موجودة داخل تدمر، عملت على إقناع التنظيم بعدم تفجير الآثار لما قد يسببه ذلك للتنظيم من انتفاضة شعبية وعالمية، الأمر الذي أسهم كثيراً في الحفاظ على آثار تدمر من التدمير.
وأشار عبد الكريم، إلى أن نحو 80% من آثار تدمر لم تتعرض للتدمير أو حتى للسرقة.
وأوضح أن عملية صيانة الآثار الموجودة في تدمر قد تستغرق خمسة أعوام، مبيناً أن التنظيم لم يقدم على سرقة الآثار كما فعل في مدينة الموصل العراقية التي احتلها قبل نحو عامين.
ولم يبين عبد الكريم تفاصيل أكثر حول طبيعة هذه المجموعة التي تمكنت من إقناع مقاتلي التنظيم بعدم تفجير أو سرقة الآثار.
إلى ذلك، قالت الصحيفة إن قوات الأسد تكافح من أجل إبطال مفعول المئات من العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم داخل المدينة، مشيرة إلى أن موسكو أعلنت عن إيفاد خبراء ومتخصصين للمساهمة بعملية رفع العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم داخل المدينة.
واعتبرت أن دخول قوات الأسد إلى تدمر واستعادتها من قبضة تنظيم "الدولة"، يمكن أن يسهم في تعزيز موقفه أثناء المفاوضات مع المعارضة، كما أنه ينقل رسالة إلى الغرب بأن لدى الأسد الإمكانية للتعامل مع هذا التنظيم.
ونقلت الصحيفة عن روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق، قوله إن انتصار قوات الأسد في تدمر يعطيه زخماً جديداً في الإقناع بأهمية أن يعمل الغرب معه في إطار الحرب على الإرهاب.
إلا أن ذلك لا يبدو مقنعاً بالنسبة للندن، حيث اعتبر عدداً من المسؤولين البريطانيين، أن الأسد لا يمكن أن يكون شريكاً في الحرب على الإرهاب، لكونه يشكل عقبة أمام أي سلام يمكن التوصل إليه في سوريا.
استعادة تدمر من قبضة تنظيم "الدولة"، يمكن أن يشكل عاملاً حاسماً في سير المعارك ضد التنظيم وخاصة في دير الزور والرقة، حيث معاقل التنظيم الأساسية، بحسب الصحيفة.
يشار إلى أن قوات النظام السوري تمكنت من استعادة سيطرتها على مدينة تدمر بعد معارك شرسة مع مقاتلي التنظيم الذين سيطروا على المدينة طيلة عشرة أشهر، حيث نجحت قوات الأسد بدعم وإسناد جوي روسي من حسم معركة تدمر لصالحها.
======================
نيويورك تايمز: استعادة تدمر يعزّز موقع “الأسد” أمام أعدائه
 29/03/2016 ترجمات قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها: إن إعلان الجيش النظامي السوري استعادته بالكامل لمدينة “تدمر” من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية يمثل جائزة إستراتيجية لبشار الأسد، فضلا عن أن استعادة المدينة حظيت بالإشادة الدولية. وأبرزت الصحيفة إشادة “اليونيسكو” والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باستعادة المدينة، مشيرا إلى أن الحكومة السورية بإمكانها الآن حماية واستعادة المواقع الأثرية بها. وذكرت الصحيفة أن من بين عشرات المدن والبلدات التي سقطت في يد التنظيم حظيت مدينة “تدمر” باهتمام كبير وتسبب سقوطها في موجة غضب واسعة نظرا لأهميتها التاريخية. وأشارت إلى أن الجيش السوري وحلفائه ومن بينهم الروس تمكنوا من استعادة المدينة بعد 3 أسابيع من شن عملية عسكرية لاستعادتها وطرد مسلحي تنظيم الدولة منها. واعتبرت أن هزيمة التنظيم في “تدمر” تسلط الضوء على معاناة التنظيم في الاحتفاظ بالأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق.
======================
هآرتس :قنبلة رائحتها كريهة ..أردوغان يصل إلى الولايات المتحدة مع شعور بالحرج بسبب قضايا الفساد المتعلق بالالتفاف على عقوبات إيران
تسفي برئيل
MARCH 29, 2016
القدس العربي
عندما يصل الرئيس التركي إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر الأمن النووي، يبدو أنه سيلتقي ايضا مع براك اوباما. وهو يحمل معه جرة فيها رائحة قضية الفساد التي ترفض تركه.
قنبلة الرائحة الكريهة تسمى رضا ضراب أو سراف، هذا يعتمد على جواز السفر الذي بحوزته إذا كان تركيا أو إيرانيا. لقد تم اعتقال ضراب قبل عشرة ايام على أيدي الـ «اف.بي.آي» في ميامي بتهمة الاخلال بالعقوبات التي كانت مفروضة على إيران. ولكن توجد للقضية جذور عميقة تطورت في تركيا على مدى أكثر من خمس سنوات.
ضراب متهم بأنه في اطار عمله كتاجر دولي للذهب، كان وسيطا في صفقات ضخمة تمت بين النظام الإيراني في عهد محمود احمدي نجاد وبين شركات دولية. والاموال التي حصل عليها مقابل الصفقات تم نقلها عن طريق بنوك في تركيا. وهو مسؤول ايضا عن انشاء «مسار الذهب» التركي، الذي دفعت تركيا في اطاره الذهب مقابل النفط والغاز من إيران. وبهذا تكون قد عملت على الالتفاف على العقوبات الأمريكية التي كانت سارية المفعول على الاموال وليس على الذهب، إلى أن أغلقت الولايات المتحدة هذا المسار أيضا.
قبل ذلك تم اعتقال ضراب في تركيا بتهمة تقديم رشوة لمسؤولين في الدولة، ومنهم أبناء ثلاثة وزراء رفيعي المستوى. اأيضاً ان رجب طيب اردوغان، بلال، متورط في هذه القضية. وقد كانت الرشوة ضرورية، كما يبدو، من اجل نقل الاموال عن طريق «هالك بنك» التركي، الذي تم اعتقال مديره العام بعد العثور على ملايين الدولارات في منزله والتي كانت مخبأة في صناديق الاحذية. اعتقال ضراب الذي حظي بظروف مريحة بشكل خاص، أثار ضجة سياسية كبيرة في تركيا لم تهدأ حتى الآن. وقد اتهم اردوغان في حينه المدعين وقائد شرطة اسطنبول ومئات من رجال الشرطة والقضاة، بالسعي إلى اسقاط حكمه. ومعظم هؤلاء تمت اقالتهم أو نقلهم إلى وظائف اخرى. وتم اطلاق سراح ضراب ومنحه وساما بسبب الخدمة التي قدمها لبلاده.
المسؤول عن ضراب كان رجل الاعمال بباك زنجاني، صاحب الكونجلومرت «سورينت» الذي كان مشمولا بقائمة المقاطعة الأمريكية بسبب الاخلال بالعقوبات. وقبل اسبوعين أصدرت المحكمة الإيرانية حكم الاعدام على زنجاني بسبب اتهامه بسرقة مئات ملايين الدولارات من خزينة الدولة، وادخال مبالغ طائلة إلى جيبه كان من الواجب أن تذهب لخزينة الدولة في اطار الصفقات التي عقدها باسم الدولة وأموالها. ومثال على ذلك أن زنجاني قام ببيع النفط والغاز بمبلغ ثلاثة مليارات دولار ووضع هذا المبلغ في بنوك في ماليزيا وتركيا باسم الحكومة الإيرانية. تركيا التي لم تستطع اعطاء الاموال لإيران استخدمت «مسار الذهب»، وبهذا الشكل استطاعت إيران أن تبقي رأسها فوق الماء في ظل فرض العقوبات عليها.
مع توليه السلطة، أعلن حسن روحاني عن سياسة صفر تحمل الفساد، وسارع إلى وضع يده على ممتلكات زنجاني، ليس فقط بسبب صلته بالفساد، بل ايضا لتصفية الحساب مع سلفه أحمدي نجاد الذي منح زنجاني الحصانة الكاملة وسلحه بكتب توصية للبنك المركزي الإيراني.
ضراب، الذي لم يعرف عن لائحة الاتهام ضده في الولايات المتحدة، من المتوقع أنه إذا أدين أن يبقى 75 سنة في السجن. لكن الامر الذي يخيف اردوغان هو ما الذي سيتم قوله عن تدخل نظامه في قضايا الفساد هذه، ولا سيما إذا تكشفت العلاقة بين الكبار في حزب السلطة أو أبناء عائلته وبين المليونيرات المعتقلين.
كما كان قبل سنتين، الآن ايضا يقوم مؤيدو اردوغان بنشر معلومات تقول إن المدعي الأمريكي، فريك براره، مقرب من حركة فتهولا غولان، العدو السياسي اللدود لاردوغان. وأن اعتقال ضراب هو جزء من مؤامرة اسقاط سلطته. المشكلة هي أن اردوغان لا يمكنه اقالة براره أو محققو الـ اف.بي.آي الذين اعتقلوا ضراب. ويجب عليه أن يتمنى أن جهاز القضاء الإيراني لن يقرر نشر بروتوكولات التحقيق مع زنجاني التي قد تشمل تفاصيل محرجة حول الشراكة التركية في قضية الالتفاف على العقوبات.
خصوم اردوغان في تركيا يعرفون أن فائدة كبيرة لن تنتج عن اعتقال ضراب. فالمحكمة قد تستمر لفترة طويلة. ولائحة الاتهام الأمريكية لا تتطرق إلى قضية الفساد في تركيا. وحتى لو تمت ادانة ضراب، فان ذلك سيكون على البنود التي لا تؤثر في السياسة التركية. وسائل الإعلام التركية ايضا، التي تؤيد اردوغان، تحاول التقليص من شأن القصة. أما منتقدو اردوغان في وسائل الإعلام يستخدمون الصياغات الحذرة كي لا يتعرضوا لرفع دعاوى تشهير ضدهم.
«الأمل الوحيد الآن هو أن يوضح جهاز القضاء الأمريكي كل شيء»، قال محرر في صحيفة مهمة لـ «هآرتس» وطلب عدم ذكر اسمه أو اسم صحيفته. «رئيس المافيا في الولايات المتحدة سقط وأُدين بالفساد وليس بالجرائم الكبيرة حقا».
هآرتس 29/3/2016
تسفي برئيل
======================
هآرتس :أعلام اسرائيل بدل أعلام سوريا
موشيه آرنس
MARCH 29, 2016
القدس العربي
من يقوم بزيارة هضبة الجولان سيرى كالعادة مشهدا طبيعيا جميلا ومساحات واسعة مفتوحة. ولكن ليس كالمعتاد، سيكتشف أن شيئا قد تغير في هذا المشهد: لقد اختفت الاعلام السورية وبدأت أعلام اسرائيل تلوح مكانها. 30 في المئة من سكان المنطقة الدرزية مجدل شمس حصلوا على الجنسية الاسرائيلية وباقي المناطق الدرزية تسير كما يبدو في أعقابهم. الدروز الذين توقعوا على مدى سنوات طويلة أن تنتقل هضبة الجولان الى سوريا، بدأوا التعود على فكرة بقائهم في دولة اسرائيل. كثيرون منهم يعتقدون أمام النزيف الدموي الحادث في سوريا أن مصيرهم أفضل. التعود على الحياة في دولة ديمقراطية يسود فيها القانون والنظام مقرون بالفرص الاقتصادية. وهو عملية طبيعية تقريبا.
اسرائيلية الجولان بدأت تُقبل في المنطقة كظاهرة دائمة. وعلى ضوء ذلك فان الافكار تتجه الى الـ 16 سنة الماضية، حيث كانت خطوة واحدة تفصل إيهود باراك عن التوقيع على اتفاق مع حافظ الاسد. هذا الاتفاق الذي كان يشمل تسليم الجولان لسوريا. اسحق رابين ايضا قبل ذلك بسنوات كان على استعداد للتوصل الى اتفاق كهذا. ويبدو أنه ما زال بعض الاسرائيليين الذين يعتقدون أنها كانت صفقة جيدة، لكنهم اليوم قلة قليلة. ومن يحاول اعادة التفكير الذي وقف من وراء محاولات باراك لسحب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في اطار اتفاق مع سوريا يشمل التنازل عن الجولان، أنصحه بقراءة كتاب عاموس غلبوع «القصة الحقيقية لخروج الجيش الاسرائيلي من لبنان»، الذي يصف طريقة تفكير الساسة والجنرالات. الانطباع الذي ينشأ من وصف المؤلف هو أن الجميع يركزون على المدى القريب. يبدو أن الامر الوحيد الذي أثار اهتمامهم هو الخروج من لبنان، وهم لم يهتموا كثيرا بحلفاء اسرائيل الذين بقوا في الخلف.
التنازل عن الجولان كجزء من صفقة شاملة كان كما يبدو سيحل كل المشكلات الآنية، ومشاكل جيش لبنان الجنوبي البائس. إلا أن السوريين لم يتعاونوا. لذلك فان السؤال الذي أثار اهتمام قادة الجيش عندنا، الذين أرادوا الخروج من لبنان حتى بدون الاتفاق مع سوريا، هو كيف نضمن صمود جيش لبنان الجنوبي في الفترة الزمنية المطلوبة لخروج الجيش الاسرائيلي من هناك بسرعة وبشكل مفاجيء. لقد تجاهلوا تأثير ترك الحلفاء الذين قدموا القتلى في مواجهة حزب الله أكثر مما قدم الجيش الاسرائيلي، لكن يبدو أنه ليس لهم أمهات يتوسلن من اجلهم.
وقد تم اهمال التكتيك الذي تم تبنيه في الشهر الاخير، حيث كنت وزيرا للدفاع، في حزيران 1999: قصف جوي على البنى التحتية في لبنان لاجبار السوريين الذين سيطروا في حينه تماما على لبنان على كبح حزب الله. رغم وجود الانطباع أن هذا التكتيك ينجح، إلا أنه لم يلق الاهتمام من اولئك الذين سارعوا الى التنازل عن الجولان مقابل الاتفاق.
يعيش في شمال اسرائيل الآن مئات عائلات جنود جيش لبنان الجنوبي سابقا، ممن نجحوا في الهرب اثناء الانسحاب المتسرع للجيش الاسرائيلي، حيث كانت بحوزتهم فقط الملابس التي يلبسونها. الكثيرون منهم خلفوا وراءهم عائلات وممتلكات. من توقعوا المقابل لسنوات الخدمة الكثيرة التي قدموها للجيش الاسرائيلي، خاب أملهم. وقد تم القاء مسؤولية الاهتمام بهم على أوري لوبراني – أحد الدبلوماسيين الممتازين في اسرائيل والذي طرح فكرة الانسحاب في اطار قرار الامم المتحدة 425 على أمل أن يمنح ذلك الشرعية الدولية لرد اسرائيل على أي تحرش من قبل حزب الله. كانت المهمة أكبر من قدرة الطاقم الصغير الذي كان تحت مسؤوليته ولم يكن هناك أي اطار بديل. ولشدة الخجل، فان هذا الوضع مستمر الى الآن.
هآرتس 29/3/2016
موشيه آرنس
======================
مارتن كولوف – (الغارديان) 25/3/2016 :كيف وضع "داعش" خططه لتصدير الفوضى إلى أوروبا؟
الغد
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
قبل هجمات باريس، اجتمع قادة المجموعة الإرهابية للاستماع إلى استراتيجيتها الجديدة: نشر الرعب في العواصم الأوروبية
*   *   *
قبل تسعة أيام من هجمات باريس، اجتمع قادة "داعش" في بلدة طبقة السورية ليتحدثوا حول ما سيأتي تالياً بالنسبة للمنظمة الإرهابية. وكان مسؤولون رفيعون من كل مناطق ما يدعى "الخلافة" قد قاموا برحلات صعبة، صحبة الخوف الدائم من التعرض للضربات الجوية، للوصول إلى البلدة الصغيرة الواقعة إلى الغرب من الرقة.
وفيما شكل مرحلة حاسمة في تطور المجموعة، أصبح يترتب وضع التركيز على تصدير الفوضى إلى أوروبا، كما قيل للرجال المجتمعين. وكان ما يصل إلى 200 متشدد قد وضعوا في أماكنهم المخصصة في مختلف أنحاء القارة، جاهزين لتلقي الأوامر.
روى تفاصيل الاجتماع لصحيفة "الغارديان" اثنان من أعضاء "داعش" المطلعين على ما نوقش في ذلك اللقاء. وقال كلاهما إن المزاج في طبقة في ذلك المساء من أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) كان انتصارياً. وقالا إن كبار المسؤولين في المجموعة كانوا يحولون تركيزهم إلى العواصم الأوروبية، وكانوا قد أعادوا بعض المقاتلين الأجانب إلى أوطانهم الأصلية من أجل إعداد خطط للهجمات، والانتظار.
وأشَّرت تلك الخطوة على تحول حاسم، في ابتعاد عن بذل كل جهود المجموعة على الاحتفاظ بالأرض التي احتلتها في سورية والعراق -وهي قضية اعترف قادة المجموعة بأنها لا تستطيع أن تكسب ضد 14 قوة جوية مختلفة وقدرات الأعداء التجسسية الهائلة.
بدلاً من ذلك، أصبحت لدى المجموعة الآن القدرة على نقل المعركة إلى قلب عدوها. وكانت الوسائل للقيام بذلك متاحة دائماً عبر حدود أوروبا المسامية، التي كثيراً ما سهلت رحلات المتطوعين الأصلية. ومع ذلك، فإن مسارات المهاجرين التي نقلت مئات الآلاف من السوريين والعراقيين الهاربين من الاضطهاد سمحت أيضاً لعدد صغير من أعضاء "داعش" بالاختلاط بهم، والعودة في الاتجاه الآخر.
في الجوهر، كان "داعش" قد بدأ في منح السيطرة على السكان الأولوية على السيطرة على الجغرافيا. وبينما لم يقم التنظيم بإرخاء قبضته عن المناطق الواسعة التي احتلها من العراق وسورية على حساب سيادة كل من الدولتين، فإن المنطقة الأصلية التي يسيطر عليها أصبحت الآن أقل أهمية من المجتمعات البعيدة التي يمكنه أن يؤثر عليها.
كان تعزيز انتشار "داعش" يجري بطريقتين. أولاً، من خلال خلايا المتشددين التي تعهدت له بالولاء، والتي ما تزال تستجمع القوة في أماكن مثل سيناء في مصر، وماليزيا وإندونيسيا، وفي ليبيا واليمن. لكن الأهم من ذلك، في سياق الاجتماع المذكور، كان عودة أعضاء المجموعة أنفسهم إلى أوطانهم، من خلال إيفاد عدد صغير ممن يقدرون بنحو 25.000 مقاتل أجنبي كانوا قد سافروا إلى العراق وسورية، والذين أصبحوا الآن في طليعة "الجيل القادم" للجهاد العالمي.
وأوكلت إلى هؤلاء الرجال مهمة تشكيل خلايا نائمة كلاسيكية، وانتظار الأوامر. وكان قادة "داعش" دائماً يرون الفرصة حيثما تتسنى، لكن هذه الموجة الجديدة ستضع تركيزاً على إشاعة الاضطراب والفوضى في إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
عن ذلك، قال العضو في "داعش": "قالوا إن المملكة المتحدة هي الأصعب على الوصول. لكن بلجيكا سهلة. كما جاؤوا على ذكر إسبانيا أيضاً، وإنما ليس بقدر البقية".
في الأشهر الستة الماضية، خسر "داعش" ما يقرب من 30 في المائة من المناطق التي كان يسيطر عليها في أشهر الصيف المنتشية للعام 2014. ومع نهاية هذا العام، من المرجح أن يكون التنظيم قد خسر أكثر من هذا بكثير. وقد أصبحت تدمر، التي كانت ذات مرة صيد التنظيم السمين، تحت تهديد وشيك بأن يستولي عليها تكتل من القوات الروسية والإيرانية والسورية. كما أن الموصل؛ حيث تحول انبعاث "داعش" إلى ظاهرة تهدد النظام الإقليمي كله، أصبحت هي الأخرى تحت تهديد متصاعد من الوقوع في يد القوات العراقية التي تتم إعادة تجميعها بدعم أميركي.
الآن، يزعم "داعش" أن الجغرافيا كانت مجرد وسيلة فقط لتحقيق غاياته النهائية، التي كانت تتمثل دائماً في نشر نفوذه طولاً وعرضاً وفي كل مكان. وكان كبار زعماء المجموعة، ومن بينهم أبو بكر البغدادي الذي ما يزال يتعافى من إصابة، أيديولوجيين متعصبين ومقتنعين بدورهم -كأوصياء على قراءة مفرطة التطرف من التعاليم الإسلامية- وملتزمين بمحاربة أي طرف لا يخضع لنظرتهم العالمية.
ويعتقد قادة "داعش" هؤلاء بأن المجتمعات الأوروبية يمكن إضعافها بسهولة من خلال الوحشية. وقال أحد أعضاء المجموعة إن لدى كبار مسؤوليها فهما عميقا لتكوينات السياسة الأوروبية ومخاوف مواطنيها.
وأضاف عضو "داعش" في حديثه إلى "الغارديان": "في الاجتماع، تحدثوا عن أي المجتمعات الأوروبية هي التي ستنهار أولاً وما الذي سيعنيه ذلك. كانوا يعتقدون أن الهجمات الكبيرة سوف تفضي أخيراً إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي، أو حتى الناتو. وسيكون ذلك مثالياً بالنسبة لهم".
في بلدة طبقة السورية وما حولها، وإلى داخل محافظة الأنبار العراقية، تركز المجموعة جهودها أيضاً على السيطرة على السكان. وعلى مدى العامين الماضيين، وضعت المجموعة نفسها في مكان الممثل بحكم الأمر الواقع لمسلمي المنطقة السنيين -عندما فشلت العملية السياسية في العراق وسورية بالقيام بذلك.
تتغذى رسائل "داعش" بكثافة على إحساس سائد بالحرمان والظلم في أوساط المجتمعات السنية التي فقدت السلطة والنفوذ على مدى السنوات الثلاث عشرة الماضية في العراق وسورية ولبنان. وهنا أيضاً، تكتسب الجغرافيا المادية أهمية أقل من إملاء الشروط على المراكز السكانية.
في حين أن المجموعة تتراجع وترتد على أعقابها بوضوح على المستوى العسكري في بعض زوايا "خلافتها"، فإن أهدافها الاستراتيجية ربما أصبحت الآن أقرب متناولاً مما كانت عليه في أي وقت مضى.
ويقول عضو "داعش": "إنهم يفكرون كثيراً في هذا الأمر. وهم يعتقدون أنهم يعرفونكم أكثر مما تعرفون أنفسكم".
 
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: How Isis laid out its plans to export chaos to Europe
======================
لوموند :جان – بيار فيليو : «تحرير» تدمر كما سقوطها... في سرعة خاطفة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٣٠ مارس/ آذار ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
أعلن نظام الأسد أنه على وشك استعادة بادية تدمر من «جهاديي داعش»، وأن القوات الجوية الروسية تدعمه. ولا يسع المرء إلا الفرح لإفلات تدمر من قبضة مؤيدي البغدادي الذين ارتكبوا جرائم كثيرة ودمروا كنوز التراث العالمي. ولكن «تحرير» تدمر ليس سوى عودة إلى توازن قوى مخزٍ. ففي أيار (مايو) 2015، لم يحرك الأسد، والدعم الروسي والايراني له كبير، ساكناً للدفاع عن تدمر والذود عنها ضد تقدم «داعش»، على رغم أن مساحة البادية الفاصلة بين مواقع «الجهاديين» في وادي الفرات وواحة تدمر كانت تفوق 200 كلم في أرض عارية من غير بناء ولا نبات. وكان سلاح جو النظام يحتكر الأجواء فوق هذا الجزء من سورية (والائتلاف الغربي يقصر هجماته على «داعش» في الشمال السوري والشرق، بينما المقاتلات الروسية لم تتدخل تدخلاً كبيراً إلا بعد أربعة أشهر)، وكان في وسع قاذفات الديكتاتور قصف أسراب «الجهاديين» في صحراء تدمر لوقف تقدمها.
ولكن جيش الأسد وقوات الأمن انسحبا من تدمر قبل ساعات من وصول «داعش»، وتركا السكان لمصيرهم. ولا شك في أن النظام البعثي يبادل أهالي تدمر الجفاء، فهم تجرأوا على التظاهر في2011 ضد نظام الاستبداد. وطوال وقت طويل، كانت القلعة المطلة على الواحة مركز قتلة الأسد الذين اعتلوها لقصف المحتجين وقنصهم. وفي 2013، وسع النظام السوري الإمساك بمقاليد الأمور في تدمر، على رغم أن نيران المعارضة تعسّ ولم تخمد. وتدمر كانت ذائعة الصيت في أوساط المعارضين السوريين. فهي احتضنت سجناً اعتقل فيه آلاف المعتقلين السياسيين وعذبوا طوال أعوام. وبعضهم لقي حتفه هناك وذبح في حزيران (يونيو) 1980، «انتقاماً» لمحاولة اغتيال والد بشار الأسد، حافظ الأسد. وسرعان ما دمر «داعش» سجن الصحراء. وشجبت المعارضة السورية عملية محو آثار جرائم نظام الأسد، من الأب إلى الابن. والقمع لم يتبدد في تدمر سواء كانت في عهدة نظام الأسد أو «داعش». ويعود ازدهار تهريب الآثار وتجارتها إلى ما قبل 2015. فالموقع الأثري تعرض لقصف القوات الحكومية ونهب. ولكن «داعش» سرع وتيرة نهب الآثار وسرقتها، ودمر معبدين. وعمليات تدمير الآثار أمام عدسات الإعلام هي في مثابة ترويج للآثار المسروقة والمباعة في السوق السوداء يرمي إلى رفع سعرها. وفي 2015، وقبل شهر من ترك قوات الأسد تدمر لـ «داعش»، سمحت بدخول «الجهاديين» إلى مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق، على رغم محاصرة جيش النظام والميليشيات الداعمة له المخيم طوال نحو عامين. ولم يكن الأسد خاسراً في تدمر، فهو سعى إلى استثمار هذه الخسارة في الساحة الدولية. ومنذ خريف 2015، وعلى وقع الحملة الروسية العسكرية، رجحت كفة المستبد السوري... وليس «تحرير» تدمر سوى خلاصة ما يتيحه كل من بوتين والأسد أمام السوريين: إما عودة الاستبداد وإما رعب «الجهاديين». ولكن البديل الفعلي هو ما يختاره السوريون والسوريات المعارضون لـ «داعش» والأسد، على حد سواء.
 
 
* أستاذ تاريخ شؤون الشرق الأوسط المعاصر، عن مدونة الكاتب «آن سي بروش أوريان» (على موقع «لوموند» الفرنسية)، 25/3/2016،
إعداد منال نحاس
======================
ديكان التركي :ليفينت غول تكين :هل تحذو تركيا حذو إيران؟
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٣٠ مارس/ آذار ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
في أيام الشباب، كان شاغل النقاشات السياسية شعار «تركيا لن تصبح إيران»، أي الحؤول دون ثورة إسلامية في تركيا شأن الثورة الإيرانية، والتمسك بالعلمانية والديموقراطية. لكن هذا الشعار وما ترتب عليه من شعارات وسياسات كان من أبرز العوائق التي عرقلت تقدم الديموقراطية ورسوخ مفهوم معتدل للعلمانية في هذا البلد. وسوّغت ذريعة الدفاع عن العلمانية ومحاربة التيار الإسلامي، فرض قوانين كثيرة تحدّ من الحرية وتقيّد الديموقراطية، وتحوّل العلمانية إلى عصا غليظة. لكن تلك الضغوط والقوانين لم يسعها تقييد قوة التيار الإسلامي، بل نفخت فيها، واستفاد الإسلاميون من الظهور بصورة المظلوم والمضطهد.
واليوم، أقول «تركيا يجب أن تكون مثل إيران». ففي مطلع هذا القرن، وصل إلى الحكم في إيران رئيس بلدية طهران، محمود أحمدي نجاد، وبلغ رئيس بلدية إسطنبول، رجب طيب أردوغان، سدة الحكم في المرحلة نفسها. وفي بداية ولاية كل منهما، برزت بينهما أوجه شبه في التوجهات السياسية الداخلية، ومنها التواضع وتمثيل المظلومية، وغيرها. ثم بدأ أحمدي نجاد يتوجه إلى شعبه قائلاً: «الغرب لا يريد لنا أن نتطوّر وأن نبني الجسور والمطارات». وحين دعا إلى «محو إسرائيل من الخريطة»، نجح في استعداء معظم دول العالم من جهة، وجمع الإيرانيين على كراهية الغرب، من جهة أخرى. وتستّر بواسطة هذه السياسات على البرنامج النووي الإيراني. ولكن، بعد سنوات قليلة، وجدت إيران ذاتها تحت حصار اقتصادي خانق، وضغط دولي ضخم، وبدأ الشعب يتململ وينزعج من هذه السياسات. وكادت إيران أن تدخل في دوّامة الثورات مجدداً حين انتخب أحمدي نجاد لولاية ثانية، وبرزت الثورة الخضراء. فقُرع ناقوس الخطر الداخلي في إيران، وتدخّلت الدولة، وسعت إلى اتفاق نووي، ثم امتصّت غضب الشعب، وسمحت ببلوغ الرئاسة لسياسيّ محافظ أكثر اعتدالاً من نجاد هو حسن روحاني. فاستبدلت الدولة الإيرانية نجاد وسياساته القمعية والعدائية، بواحد من رجالات النظام بشوش الوجه وسياساته أكثر انفتاحاً من سياسات سلفه. وأوكلت إلى جواد ظريف أن يمثلها في الخارج من أجل إصلاح ما خرّبه الرئيس السابق، فيقدّم وجهاً مختلفاً لها من غير أن تتغيّر. وعلى خلاف نجاد، يدعو روحاني الذي يعقد الصفقات مع الغرب إلى تشييد الجسور والمصانع الإيرانية.
واليوم، تمس حاجة تركيا إلى مثل هذا الانعطاف الإيراني الذي طوى سياسة أحمدي نجاد. وحين بلغ السلطة، ظهر أردوغان على أنه إسلامي معتدل أو محافظ، وأقرّ إصلاحات كثيرة شرّعت أبواب تركيا على العالم والجوار، ورفعها إلى مصاف دول العالم المحترمة. لكنه، مع الوقت بدّل سياساته بسياسات إسلامية ودفع بتركيا إلى نار الربيع العربي ومستنقع الشرق الأوسط، كما فعل أحمدي نجاد كأنه يمشي على خطاه. وحمل أردوغان ناخبيه على تطرّف غير مسبوق، وأخذ على عاتقه معاداة الغرب والتزم خطاب المؤامرات الخارجية التي حوّلها إلى حطب لوقود السياسة الداخلية، وجمع الخط الإسلامي إلى التيار القومي المتشدّد، فصارت تركيا على حافة حرب أهلية. وعلى خلاف حسبان كثر، تركيا اليوم في وضع حرج وخطير. لذا، أقول أنها تحتاج إلى مرحلة انتقالية مرنة مثل تلك التي شهدتها إيران، وإلى تدخّل «عقل الدولة» لرعاية الانتقال.
أثلج قلوب الأتراك خبر اعتقال رجل الأعمال التركي من أصل إيراني، رضا ضراب، في الولايات المتحدة بتهمة التحايل على العقوبات الأميركية على إيران ومساعدة شخصيات ومؤسسات تركية. فأتراك كثر يرغبون في العدالة، ولا يريدون لهذا الرجل الذي عاث فساداً أن يفلت بجريمته بعد وقف الحكومة التركية ملاحقته أمام القضاء. ولم يفكّر كلّ من فرح في سبل إحقاق العدالة من غير انتقام أو تشفّ، وكان غاضباً، لإفلات هذا الرجل من العقاب، على الرئيس أردوغان. فأردوغان أودى بالشارع التركي إلى استقطاب غير مسبوق، وكان بالغ القسوة مع كل مَن لم يوالِه ويذعن له ولسياساته، وصنع موجة من الغضب العارم عليه في أوساط مَن لم يصوّت له، أي نصف الشعب التركي. في المقابل عمّ شعور بـ «أن الغرب يريد الانتقام من أردوغان والتخلص منه، وكل من يسرّه ذلك فهو عدو لنا وللدولة». فتعاظم الاستقطاب الشعبي والشقاق بين الأتراك.
وتمس الحاجة إلى استراتيجية هادئة تسعى إلى حلّ هذه المشكلة داخلياً من غير حمل بعض الأتراك على الاستنجاد بالغرب أو الخارج. فحلّ هذه المشكلة ينفّس الاحتقان الداخلي. وليس محور المسألة الرغبة في التخلص من أردوغان - وهو لم يترك للأتراك دولة متماسكة موحّدة ليسعوا إلى إنقاذها - بل سبل انتشال تركيا من الاستقطاب وشدّ لحمة مجتمعها بهدوء ومن دون غضب أو رغبة في الانتقام. وفي الانتخابات الماضية، دعا كثرٌ ناخبي حزب «العدالة والتنمية» إلى الاختيار بين أردوغان وإنقاذ تركيا، لكنهم اختاروه مع الأسف. واليوم، تجبه المعارضة الاختبار ذاته: تركيا أم أردوغان؟ هل الأولوية للتخلّص من الأخير بأي شكل، أم لسياسات أكثر اعتدالاً تنقذ تركيا من الاستقطاب ومن مستنقع حروب الشرق الأوسط؟ هل تفلح تركيا في الانتقال المرن بعيداً من أتون الحرب الأهلية، مثل إيران، أم تتحوّل إلى عراق جديد؟
 
 
* كاتب كردي إسلامي، عن موقع «ديكان» التركي، 25/3/2016، إعداد يوسف الشريف
======================
لوموند : بوتين ينجو من المستنقع السوري ويغرق في الأوكراني
إيزابيل ماندرو
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٣٠ مارس/ آذار ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
ساهم التدخل العسكري الروسي في سورية ثم سحب شطر راجح من القوات الروسية بعد ستة أشهر، في إخراج موسكو، جزئياً، من عزلتها الناجمة عن تدخّلها في النزاع الأوكراني. ولا يقيم بوتين وزناً للانتقادات التي وُجّهت إلى عملياته العسكرية واستهدفت معارضي بشار الأسد أكثر مما نالت من «جبهة النصرة» و «داعش». فشاغل الرئيس الروسي هو استعادة مكانة دولية يرى أنها تليق ببلده. وعلى رغم أنه أفلح في انتزاع مكانة الشريك البارز في الشرق الأوسط وتفادى خطر الغرق في «المستنقع الأفغاني» على نحو ما توقع كثر، وفاوض على هدنة مع الولايات المتحدة كما في الأيام الآفلة، يبدو أنه ينزلق أكثر فأكثر الى «مستنقع» أوكراني. وبعد عامين على ضمّها، ومصادقة البرلمان الروسي على إلحاقها بروسيا في 18 آذار (مارس) 2014، لا تزال شبه جزيرة القرم عقدة الخلاف. واتفاقات مينسك المبرمة في شباط (فبراير) 2015، والتي رمت الى طي النزاع الدموي في الدونباس وشرق أوكرانيا، تتعثر. والاتحاد الأوروبي مدّد العقوبات على روسيا.
وفي مطلع الشهر الجاري، انتهت قمة جمعت عرابي اتفاق مينسك (ألمانيا وفرنسا وروسيا وأوكرانيا) في باريس الى خلاف على تنظيم انتخابات محلية عملاً بالاتفاق. وفي الأثناء، تتواصل الاشتباكات بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الروس، على رغم ضمور النزاع. فالانفصاليون مستقرون في الجمهورية المستقلة التي أعلنوها بدونيتسك في الدونباس، ويخطون خطوات استفزازية فينشرون نقاط عبور يطلبون فيها جوازات العابرين.
وصارت ربانة المقاتلة الأوكرانية، ناديجدة (أو ناديا) سافتشينكو، التي تحاكم في موسكو، رمز المقاومة في كييف، حيث نظمت أخيراً تظاهرات احتجاج أمام السفارة الروسية. وأعلنت سافتشينكو أنها «خُطِفت» واقتيدت الى روسيا. وهي انتخبت نائباً في البرلمان الأوكراني أثناء اعتقالها بتهمة التواطؤ لقتل صحافيين روسيين في الدونباس في تموز (يوليو) 2014. وقد تُحكم بالسجن 23 عاماً. وتتعاظم الدعوات في أوروبا والولايات المتحدة الى الإفراج عنها.
ولا شك في أن مسرح العمليات في سورية يبدو ضعيف الصلة بميدان المعارك في أوكرانيا، لكنهما، في الواقع، متصلان. ويعود الفضل الى الملف السوري في اعتلاء روسيا مكانة راجحة في الساحة الديبلوماسية الدولية. لكن «النجاح» الروسي في سورية لم يبدد القلق في أوكرانيا. «سمعنا عن سحب روسيا قواتها، لكنها كانت عمليات تبديل فحسب. وسمعنا وزير الدفاع الروسي يقول أن قصف الإرهابيين – وترى موسكو أنهم كل معارضي النظام - سيستمر. فلننتظر ونرَ ما سيحصل»، أعلن وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند.
وخلصت صحيفة «فيدوموستي» الروسية، الى أن «موسكو تعتبر أنها بلغت غايتها وخرجت من العزلة الدولية. لكن المشكلة أن الخروج من العزلة قد لا تنعقد ثماره الدولية... فمقايضة سورية بالدونباس أخفقت. وروسيا لا تزال تعاني من العقوبات وتتحمل مسؤولية النزاع الأوكراني». ويبدو أن بوتين نفد صبره من تأخر تحصيله مكاسب العملية في سورية التي صوّرت على أنها إحدى حلقات المكافحة الدولية للإرهاب، فأعلم الرئيس الأميركي، في 14 الجاري، بقراره فتح صفحة جديدة «ديبلوماسية» أكثر مما هي عسكرية. وفي بيانه، أعلن الكرملين أن «القياديين اتفقا على مواصلة السعي مع أطراف النزاع إلى حلّه». والنزاع المقصود هو طبعاً الأوكراني وليس السوري. ويبدو أن مواصلة الحوار الروسي – الأميركي تلبي حاجة روسيا الماسة الى الخروج من الأزمة الأوكرانية التي كلفتها أكثر من الحرب في سورية، التي قدرت صحيفة «أر بي كا دايلي» كلفتها بـ38 بليون روبل (500 مليون يورو). وإلى مساعي الحوار مع واشنطن، تتوجه موسكو الى العواصم الأوروبية، ولسان حال مبعوثيها أنها ليست مسؤولة عن تعثّر اتفاقات مينسك، فكييف لم تلتزم المتفق عليه. ويبدو أن العاصمة الأوكرانية هي الحائل دون تحقّق أحلام العظمة البوتينية.
 
* مراسلة، عن «لوموند» الفرنسية،20-21/3/2016،
======================
سيمون دي غالبير : أوروبا ليست عالة على النظام الدولي ولا راكباً خلسة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٣٠ مارس/ آذار ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
لا يحمل جديداً قول باراك أوباما أن الأوروبيين هم «ركاب مجاناً» يستفيدون من النظام العالمي الذي ترعاه الولايات المتحدة من غير مساهمة يعتد بها. فهو قول بالٍ أو متقادم في واشنطن. بالتالي، لم يخرج الرئيس الأميركي عن «قواعد اللعبة في واشنطن» حين شكا إلى جيفري غولدبيرغ تهرب الأوروبيين من تسديد «حصة عادلة» في الشؤون المعولمة. ودار كلام أوباما على مناوأته «الركاب المجانيين» أو من هم عالة على المجتمع الدولي، حين حمل حلفاءه الأوروبيين على قيادة حملة «الأطلسي» على ليبيا في 2011. وكان لانتقادات أوباما وقع المفاجأة على الأوروبيين في وقت تعاظمت الإنجازات المشتركة بين الحلفاء «الأطلسيين». فالرئيس الأميركي عوّل على الحلفاء في السياسة الخارجية أكثر من أسلافه. وسبق أن تذمر روبرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي في ولاية أوباما الأولى و (تذمرت) إدارة سلفه جورج دبليو بوش، من شرخ بين دول الأطلسي، فمنها من يرغب في تحمل كلفة الالتزامات، وأخرى تستفيد من عضوية الحلف من غير رغبة في اقتسام عبء الأخطار والكلفة. وشأن غيتس، دعا ليون بانيتا (وزير الدفاع الأميركي بين 2011 و2013) الأوروبيين إلى زيادة الإنفاق الدفاعي في قارتهم. وهذه انتقادات كانت في محلها. فموازنات الدفاع الأوروبية، وهي تشمل مساهمة في موازنة «الناتو» الدفاعية، تقلصت منذ نهاية الحرب الباردة. لكن انتقادات أوباما اليوم لا تحتسب التغيرات الأخيرة. فللمرة الأولى منذ سنوات، عدلت الدول الأوروبية عن تقليص النفقات الدفاعية، باستثناء عدد قليل منها. فالأحوال الأمنية تغيرت في القارة على وقع تجدد التنافس بين القوى الكبرى، وتعاظم خطر روسيا إلى الشرق وفراغ القوة الذي يؤجج الاضطراب والإرهاب والهجرة من الجنوب. وعلى رغم أن الدول الأوروبية لن ترفع كلها الإنفاق العسكري إلى 2 في المئة من ناتجها القومي، على نحو ما يطلب «الناتو»، بلغت دول أوروبية بارزة مثل بريطانيا وبولندا هذه النسبة، وتوشك فرنسا على بلوغها، وألمانيا ترفع موارد الدفاع المالية.
ويعتبر أوباما أن الحلفاء الأميركيين درجوا في «العقود الماضية» على حمل الولايات المتحدة على الإقدام، ثم التقاعس عن المساهمة. لكن إلقاء نظرة على العمليات العسكرية الأميركية منذ نهاية الحرب الباردة، يظهر أن الأوروبيين نادراً ما «دفعوا» أميركا إلى عمليات عسكرية، وغالباً ما شاركوا فيها على رغم أن مصالحهم لم تكن مهددة. وحملة أوباما على «الركاب مجاناً» هي أولوية مستهجنة في وقت تجبه الحلفاء على ضفتي الأطلسي تحديات مشتركة. الأوروبيون لم «يدفعوا» أميركا إلى حرب الخليج الأولى في العراق في 1991، بل دعموا القوات الأميركية ومدوها بعشرات آلاف الجنود. وحين كانت مصالحهم المباشرة على المحك، غلب التردد على موقفهم من حملة «أطلسية» تقودها أميركا في البلقان بين 1995 و1999. لكنهم شاركوا في الحملة الأطلسية العسكرية بعد استنفاد الحلول الديبلوماسية، ولعبوا دوراً بارزاً في إرساء الاستقرار في يوغوسلافيا السابقة. وإثر هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، أجمع القادة الأوروبيون على دعم التدخل الأميركي في أفغانستان، على رغم أن مصالحهم المباشرة في هذا البلد لا يعتد بها. وشارك آلاف من جنودهم في الائتلاف الدولي بقيادة أطلسية منذ 2001 من غير أن يؤيد قادتهم القرار الأميركي اجتياح أفغانستان. ولا يخفى أن الأوروبيين لم يكونوا وراء غزو أميركا العراق عام 2003، ولو شاركت بريطانيا وإسبانيا في الائتلاف الدولي، على خلاف دول مثل فرنسا وألمانيا.
والحال أن الأميركيين هم من دعا الأوروبيين إلى دعم حملات عسكرية، ولو انقلبت الآية رأساً على عقب في الأعوام الأخيرة حين دعت فرنسا وبريطانيا - ومسؤولون في إدارة أوباما - أميركا الى المشاركة في التدخل العسكري في ليبيا في 2011. خلافاً لما أكده أوباما، بادرت المقاتلات الفرنسية إلى حماية بنغازي قبل تدمير القوات الأميركية أسلحة الدفاع الجوي الليبية. وخلص تقرير استقصائي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أخيراً إلى أن الإخفاق في إرساء الاستقرار في ليبيا إثر الحملة العسكرية كان وليد عدد من العوامل، أبرزها تردد الحكومة الليبية الجديدة في الترحيب بمساهمة قوى خارجية في إرساء الاستقرار في مرحلة ما بعد القذافي. وعلى رغم الإخفاقات في هذا البلد، ما نجم عن التدخل الرامي إلى تفادي كارثة إنسانية في ليبيا لا يزال أفضل من مآل الأمور نتيجة وقوف الغرب موقف المتفرج في سورية منذ 2011، أو مما نجم عن تدخله غير المسوّغ في العراق عام 2003. وقبل رفض البرلمان البريطاني المصادقة على عملية في سورية، دعت بريطانيا وفرنسا إلى رد عسكري على استخدام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد السوريين في آب (أغسطس) 2013. بدا يومذاك أن الضربات الجوية قد تغيّر مسار حرب قد تزعزع استقرار أوروبا. وأيدت لندن وباريس الضربات، إثر إعلان واشنطن أنها سترد على انتهاك سورية معايير حظر استخدام السلاح الكيماوي. والحملة المتواصلة على «داعش» لم يفرضها الأوروبيون على الولايات المتحدة. ولا شك في أن عدد الدول الأوروبية قليل في هذه الحملة، وحري بها زيادة مساهمتها. وفي العام الماضي، قادت حاملة الطائرات الفرنسية العمليات على «داعش»، في وقت كانت حاملة الطائرات الأميركية في الصيانة وخارج الخدمة في الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ نحو عقد.
والأزمة السورية سلطت الضوء على نازع شائك في الحلف الأطلسي: ففي بعض الأحوال، تتردد الدول الأوروبية في شن عمليات عسكرية من غير مساهمة أميركية، ولو كانت كفة مصالح أوروبا ترجح على المصالح الأميركية. لكن التدخل الفرنسي في مالي عام 2013، لم يحتج إلى قيادة أميركية ولا دعم أميركي، شأن تدخل فرنسا في منطقة الساحل الأفريقي وفي جمهورية وسط اأفريقيا. ودور الأوروبيين الديبلوماسي يدحض وصفهم بـ «ركاب مجاناً». فالاتفاق النووي الإيراني المبرم في تموز (يوليو) 2015، هو ثمرة مساع ديبلوماسية أميركية وأوروبية. وعلى رغم أن واشنطن هي مَن دعا الأوروبيين إلى تشديد طوق العقوبات التجارية على إيران، لم يكن لها فضل في نجاعة العقوبات. فالعلاقات الأميركية - الإيرانية التجارية مقطوعة منذ 1979. ولو لم يدعم الأوروبيون العقوبات لما قيد لثمارها أن تنعقد. وهم من تكبد شطراً راجحاً من الخسائر الناجمة عنها. والعقوبات على روسيا والتي أدت إلى إبرام ألمانيا وفرنسا وقف نار هشاً في أوكرانيا في 2015، تحمّل آلامها الاقتصادية الأوروبيون وليس الشركات الأميركية. واعتمدت إدارة إوباما على هؤلاء الحلفاء في جبه الأزمة الناجمة عن ضم روسيا شبه جزيرة القرم وتدخلها في شرق أوكرانيا.