الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 30-6-2016

سوريا في الصحافة العالمية 30-6-2016

02.07.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. تايمز: تركيا على خط المواجهة بعد تفجيرات إسطنبول
  2. تلغراف: أين نحن بعد عامين على "الدولة الإسلامية"؟
  3. مارتن كريمر :(فورين أفيرز) 8/6/2016 :إسرائيل وشرق أوسط ما-بعد-أميركا: لماذا الوضع الراهن قابل للديمومة؟
  4. الديلي بيست  :هجوم إسطنبول رسالة إنذار للغرب
  5. أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت :كيف ينظر الشرق الأوسط إلى إيران بعد مرور سنة على توقيع الاتفاق؟
  6. الغارديان: لا يظن أحد ان هناك دولة ما في أمان
  7. "حريت ديلي نيوز" :تنظيم «الدولة الإسلامية» يعرض تجربة جهادية جديدة: تطبيق العقاب في الغرب
  8. الجارديان: أوروبا تدفع ثمنا باهظا جراء الحرب في سوريا وعليها أن تنهيها
 
تايمز: تركيا على خط المواجهة بعد تفجيرات إسطنبول
ركزت بعض العناوين الرئيسية لأبرز الصحف البريطانية الصادرة اليوم على تفجيرات إسطنبول وتداعياتها والتحدي الأمني الذي تواجهه تركيا.
فقد كتبت الغارديان في افتتاحيتها أن التعاطف العالمي بعد الهجوم الأخير على مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول لا يعكس فقط الخوف من الاعتداء، لكنه يشير أيضا إلى أن "الإرهاب" يمكن أن يضرب في أي مكان يتوجه إليه الناس خلال حياتهم اليومية.
وأشارت الصحيفة إلى تنبيه الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أكد فيه بعد إعلان الحداد الوطني أن هذه التفجيرات كان يمكن أن تقع في أي مطار أو مدينة في العالم لأن "هذه التنظيمات الإرهابية لا تفرق بين إسطنبول ولندن أو أنقرة وبرلين أو إزمير وشيكاغو أو أنطاليا وروما".
"التعاطف العالمي بعد الهجوم الأخير على مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول لا يعكس فقط الخوف من الاعتداء، لكنه يشير أيضا إلى أن الإرهاب يمكن أن يضرب في أي مكان يتوجه إليه الناس خلال حياتهم اليومية"
وأضافت أنه بعد هجمات باريس وبروكسل لا يظن أحد أن هناك دولة في مأمن من هذا النوع من الهجمات حتى وإن كانت بعض الهجمات تثير غضبا دوليا أكثر من غيرها، كما حدث في باريس حيث لم يلحظ أحد حملة على صفحات التواصل الاجتماعي بعنوان "أنا إسطنبول" على غرار ما حدث بعد الهجوم على مجلة شارلي إيبدو في باريس.
ومن جانبها، اعتبرت افتتاحية إندبندنت الهجوم الإرهابي الأخير على مطار إسطنبول تذكيرا واضحا بأن هناك بعض الأزمات في الشؤون الدولية أكبر من إنهاء بريطانيا عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وأشارت الصحيفة إلى أن الأتراك اليوم يعيشون حالة من الخوف بعد أن كانوا لعقود أمة في سلام مع نفسها وجيرانها.
وترى الصحيفة أن التنمية الاقتصادية والصناعية والرخاء المتزايد الذي تتمتع به تركيا حاليا وحرية الصحافة والمناخ الديمقراطي الذي تعيشه يتعرض كله الآن للخطر، وستتراجع بعض جوانب مجتمعها الحر لأن لديها حكومة تزيد الأمر سوءا، ولذا يجب على الجميع أن يشعر بالخوف مما يخبئه المستقبل لها.
وفي السياق أشارت افتتاحية التايمز إلى أن الهجوم الوحشي على مطار أتاتورك بإسطنبول هو تذكير بأن تركيا وضعت نفسها على خط المواجهة في الحرب ضد الخلايا الإرهابية لتنظيم الدولة.
ورأت الصحيفة أن الهجوم الأخير محاولة لتخويف تركيا لاستنزاف إرادتها للقتال ضمن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم، وشل صناعة السياحة الضعيفة بالفعل.
من جانبه، يشير مقال فايننشال تايمز إلى أن هجوم إسطنبول يظهر حاجة تركيا لمساعدة الحلفاء إذا أرادوا دحر تنظيم الدولة، وأن هذه الجريمة البشعة تؤكد مدى عمق تورط تركيا في الدوامة الممتدة عبر حدودها مع سوريا والعراق.
وترى الصحيفة أنه بعد هذه المأساة الأخيرة قد يغير حكام تركيا رأيهم في أن التهديد الوجودي الحقيقي من الأكراد أكثر من تنظيم الدولة، وستحتاج تركيا إلى كل مساعدة من حلفائها وأصدقائها لمواجهته.
 
======================
تلغراف: أين نحن بعد عامين على "الدولة الإسلامية"؟
نشرت ديلي تلغراف تقريرا عن تنظيم الدولة بعنوان "بعد عامين على الدولة الإسلامية، أين نحن الآن؟" بمناسبة مرور سنتين أمس الأربعاء على إعلان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام "دولة الخلافة".
وقالت الصحيفة إن الجماعة المتطرفة استغلت الحرب في سوريا وعدم الاستقرار والانقسامات الطائفية في العراق المجاورة باجتياح مساحات شاسعة من أراضي الدولتين في صيف 2014 ممزقة الحدود في طريقها، في إشارة رمزية إلى عدم اعترافها بها.
"بالرغم من حملة التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم وتقليص نشاطه بدرجة كبيرة، فإن المسؤولين الأميركيين والبريطانيين يحذرون من أن المعركة أبعد ما تكون عن الفوز لأن التنظيم سريع التكيف مع مجريات الأحداث "
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال السنتين الماضيتين قام التنظيم بتصدير نمطه الوحشي للإرهاب إلى جميع أنحاء العالم، وامتد نفوذه إلى جماعات إسلامية أخرى مثل بوكو حرام في نيجيريا وجماعة أبو سياف في الفلبين، وإمارة القوقاز في روسيا، وكلها تدين بالولاء للبغدادي.
وألمحت إلى أنه بالرغم من حملة التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم وتقليص نشاطه بدرجة كبيرة، فإن المسؤولين الأميركيين والبريطانيين يحذرون من أن المعركة أبعد ما تكون عن الفوز؛ لأن التنظيم سريع التكيف والتغيير مع مجريات الأحداث، وقد أعاد ترتيب إستراتيجيته للتركيز على الهجمات الإرهابية بدلا من الأراضي.
واستعرضت الصحيفة مسار التنظيم في العراق وسوريا على مدى السنتين الماضيتين، ومصادر الدخل التي حققها من النفط الذي يتحكم فيه في المناطق التي يسيطر عليها، والضرائب والفدية، وكيف تقلصت عائداته بنحو 30% العام الماضي بسبب فقدانه السيطرة على بعض الأراضي نتيجة الضربات الجوية للتحالف.
ومع ذلك نبهت إلى أن التنظيم لا يزال قادرا على استغلال حملة الدعاية المخيفة التي بدأها في صيف 2014 بإخراج فيديو إعدام الصحفي الأميركي جيمس فولي وما تبعها من فيديوهات أخرى أصبحت أكثر بشاعة.
وأضافت الصحيفة أن حرب التنظيم الإعلامية لم تفتر بمساعدة بعض المقاتلين الأجانب الذين يتمتعون بالمهارة والدهاء، لدرجة أن أصبح لهم مجلة منتظمة تسمى "دابق"، واستطاعوا أيضا استغلال وسائل الإعلام الاجتماعية بمهارة أكثر من أي منظمة إرهابية سبقتهم لتجنيد وتحويل الناس إلى التطرف من خلال مواقع مثل تويتر وتطبيقات مثل تليغرام.
 
======================
مارتن كريمر :(فورين أفيرز) 8/6/2016 :إسرائيل وشرق أوسط ما-بعد-أميركا: لماذا الوضع الراهن قابل للديمومة؟
تم نشره في الخميس 30 حزيران / يونيو 2016. 12:00 صباحاً
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
هل كان الخلاف بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي، أولاً حول المستوطنات ثم حول إيران، نقطة تحول؟ يُزعم أن نتنياهو قد حول دعم الولايات المتحدة لإسرائيل إلى قضية حزبية. ويقال إن الليبراليين، بمن فيهم الكثير من الأميركيين اليهود، قد ضاقوا ذرعاً بـ"احتلال" إسرائيل، الذي سنشهد ذكراه الخمسين في العام المقبل. ويُفترض أن إضعاف روح إسرائيل الديمقراطية يقوم بتحجيم قضية "القيم المشتركة" للعلاقة بين الدولتين. ويقول البعض إن التزام إسرائيل العنيد بوضع قائم "غير قابل للاستدامة" في الضفة الغربية جعل منها عائقاً في منطقة تمر بمخاض التغيير. ويُزعم أن إسرائيل تنزلق إلى وضع الدولة المارقة المعزولة، الذي تفرضه عليها الحركة العالمية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل.
كانت هذه الرثاءات من الطراز الإنجيلي لفساد إسرائيل النهائي حاضراً ثابتاً لدى منتقدي الدولة والمناهضين المتحمسين للصهيونية على مدى 70 عاماً. لكن هؤلاء لا يمكن يمكن أن يكونوا أكثر انفصالاً عن الواقع. بطبيعة الحال، تغيرت إسرائيل -وإلى الأفضل بكل تأكيد. فبكل المقاييس، أصبحت إسرائيل أكثر عولمة، وازدهاراً وديمقراطية مما كانت عليه في أي وقت مضى في تاريخها. وفي حين تغرق الأجزاء المجاورة من الشرق الأوسط تحت موجات من الصراعات الطائفية، فإن أقليات إسرائيل تستقر في البلد آمنة مستريحة. وفي حين تترنح أوروبا تحت ضغط المهاجرين المسلمين غير المرغوب فيهم، ترحب إسرائيل بالآلاف من المهاجرين اليهود القادمين إليها من أوروبا. وفي حين تكافح الدول المتوسطية الأخرى مع الديون والبطالة، تتباهى إسرائيل باقتصاد متنامٍ، مدعومٍ بموجات من الاستثمار الأجنبي.
سياسياً، كانت فترة ولاية نتياهو هي أقل أوقات إسرائيل اضطراباً. ومع أن نتنياهو خدم فترة أطول من أي رئيس وزراء إسرائيلي آخر، باستثناء ديفيد بن غوريون، فإنه قاد إسرائيل في حرب برية واحدة فقط: عملية "الجرف الصامد" في غزة في العام 2014. وقبل أربع سنوات، كتبت كاتبة العمود في صحيفة "نيويورك تايمز"، مورين دود: "كنتُ سأشعر أفضل لو لم يكن شريكنا هو نتنياهو المحارب الذي يبقي يده على الزناد". لكن نتنياهو لم يضغط الزناد، حتى ضد إيران. ويستمر الناخبون الإسرائيليون في إعادته إلى المنصب، بالتحديد لأنه يتجنب المخاطر: لا حروب لا داعي لها، وإنما لا خطط سلام طموحة أيضاً. وعلى الرغم من أن هذا الوضع ربما ينتج "إحباطاً شاملاً" في بيت أوباما الأبيض، بالعبارة التوبيخية لنائب الرئيس جو بايدن، فإنه يناسب غالبية اليهود الإسرائيليين جيداً.
يثير بقاء نتنياهو كل هذه الفترة حنق اليسار الإسرائيلي المتقلص أيضاً: فبعد أن وجدوا أنفسهم محبطين عند صندوق الاقتراع، أصبح هؤلاء يعزون أنفسهم بفكرة خاطئة، هي أن الديمقراطية الإسرائيلية أصبحت في خطر. وكان اليمين خرج بمزاعم مماثلة قبل 20 عاماً، والتي بلغت ذروتها باغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين. ولا شك أن القوى المناهضة للديمقراطية توجد في كل الديمقراطيات، لكنها تكون في إسرائيل، إما خارج النظام أو محصورة في الأحزاب الصغيرة، اليهودية والعربية على حد سواء. وليست هناك آلية يستطيع بها انعزالي أن يستولي على الأحزاب السياسية الرئيسية نتيجة صعود مفاجئ للشعبوية، كما يبدو مرجحاً الآن في الولايات المتحدة. وتحت ضغوط مماثلة من الإرهاب والحرب، فقدت حتى الديمقراطيات القديمة توازنها، لكن سجل إسرائيل في الانتخابات النزيهة والحرة يشهد على عمق روح ديمقراطيتها المحلية، تعززها صحافة نابضة وقضاء يقظ.
كما أن إسرائيل هي الآن أكثر أمناً من أي وقت مضى. ففي العام 1948، واجه نحو 700.000 يهودي فقط التحدي الكبير المتمثل في نيل الاستقلال ضد جيوش العالم العربي المحتشدة. وقد حذر كبار القادة بن غوريون في ذلك الحين من أن لدى إسرائيل فرصة 50-50 فقط في الانتصار. واليوم، هناك أكثر من ستة ملايين يهودي إسرائيلي، وأصبحت إسرائيل اليوم من بين القوى العسكرية الأكثر قوة وشراسة في العالم. وهي تتمتع بتفوق نوعي على أي تركيبة يمكن تصورها من الأعداء، وقد عملت الرقمنة المستمرة للحرب بشكل خاص في صالح مكامن قوة إسرائيل. وقد انسحبت الدول العربية من المنافسة، تاركة الميدان للإسلاميين المتشددين على حدود إسرائيل. ومع أن هؤلاء الإسلاميين يمجدون "المقاومة"، فإن صواريخهم البدائية وأنفاقهم التي يحفرونها ليست فعالة. ولعل التهديد الوحيد الموثوق لاستدامة إسرائيل هو إيران نووية. لكن أحداً لا يشك في أنه حتى لو عبرت إيران العتبة النووية، فإن إسرائيل تستطيع أن تنشر رادعها النووي الخاص، باستقلال عن أي تحالف يمكن أن يقيدها.
وماذا عن الفلسطينيين؟ ليس ثمة حل قريب لهذا الصراع الطويل، لكن إسرائيل كانت بارعة في احتواء آثاره. هناك مناطق محتلة، لكن هناك مناطق غير محتلة أيضاً. وتحتفظ إسرائيل ببصمة أمنية من بعيد في معظم الضفة الغربية؛ في حين يملأ التعاون الأمني الإسرائيلي الفلسطيني معظم الثغرات. وقد أصبحت السلطة الفلسطينية دويلة يدعمها مزيج من المساعدات الخارجية، والنمو الاقتصادي، والفساد المعتاد. وبمعايير الشرق الأوسط الراهن، فإن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يبدو مستقراً. وتجري متابعته غالباً عن بعد، من خلال المناورات في الهيئات الدولية والحملات لصالح أو ضد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات. وهناك مواجهات صوتية عالية النبرة، وإنما منخفضة التأثير. ويلخص يوسي فاردي، أشهر رواد الأعمال الإسرائيليين في مجال التقنية العالية، وجهات نظر التيار السائد في إسرائيل، فيقول: "لست قلقاً على الإطلاق من التأثير الاقتصادي لحركة المقاطعة. كنا عرضة للمقاطعات من قبل". بل وكانت تلك المقاطعات أسوأ بكثير.
لكل حزب سياسي في إسرائيل حله الخاص المفضل للصراع، ولكن ليس هناك أي حل يعرض مزية لا لبس فيها على الوضع الراهن. "الاحتلال كما هو الآن يمكن أن يستمر إلى الأبد، وهو أفضل من أي بديل" -هذا الرأي، الذي صدر في نيسان (أبريل) عن بيني زيفر، المحرر الأدبي لصحيفة "هآرتس" اليسارية الليبرالية، يلخص رأي الإجماع الإسرائيلي الحالي. ومع أن القول إن حل الدولتين أصبح منتهي الصلاحية ما يزال  قابلاً للجدل، فإن الواقع على الأرض لا يشبه دولة واحدة أيضاً. فبعد نصف قرن من حرب العام 67، يعيش ما نسبتهم 5 في المائة فقط من الإسرائيليين في مستوطنات الضفة الغربية، ويعيش نصفهم في خَمس كتل يمكن أن تحتفظ بها إسرائيل في أي سيناريو لحل دولتين.
وفي هذه الأثناء، تقوم دول عربية عدة بمصافحة إسرائيل، أحياناً أمام الكاميرات. وتغازل إسرائيل وروسيا بعضهما بعضا بدأب؛ وأبعد من ذلك أيضاً، تزدهر علاقات إسرائيل مع الصين والهند. وقد أصبح المنبوذ الحقيقي في الشرق الأوسط هو النظام السوري، الذي لم يتكرم بصنع السلام مع إسرائيل. وتتعرض هذه الدولة العربية التي تدعى صامدة للانهيار من الداخل من خلال حمام دم كبير؛ وقد أصبح مشروعها النووي ومخزوناتها الهائلة من الأسلحة الكيميائية الآن ذكرى بعيدة.
تواجه إسرائيل كل أنواع التهديدات والتحديات الممكنة، لكنها لم تكن أبداً بمثل هذا الاستعداد لمواجهتها. والفكرة الشائعة بين معظم منتقدي إسرائيل بأن مواطنيها يعيشون في حالة دائمة من الخوف المقعِد تضلل كلاً من حلفاء إسرائيل وخصومها على حد سواء. إن قادة إسرائيل حذرون، وإنما واثقون، ولا يمكن إفزاعهم بسهولة، وهم متمرسون في اللعبة الطويلة نفسها التي يلعبها الجميع في الشرق الأوسط. ولا شيء يجعلهم أقل تأثراً من الشعار الباطل القائل إن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار. لقد اعتمد بقاء إسرائيل دائماً على رغبتها في إدامة الوضع الراهن الذي تكون قد هي قد خلقته، دافعة بخصومها إلى التنازل -والتسوية. وهذا فنٌّ أكثر مما هو عِلم، لكن هذا العزم خدم إسرائيل بشكل جيد مع مرور الوقت.
القوة العظمى تتراجع
مع ذلك، ثمة سحابة قاتمة تلوح في أفق إسرائيل. وهي ليست قنابل إيران النووية المؤجلة، ولا التهديدات الأكاديمية بالمقاطعة، أو مناورات الفلسطينيين في الأمم المتحدة. إنها فراغ هائل قادم في السلطة. الولايات المتحدة تتراجع من المنطقة بعد فورة مضللة إلى حد كبير من المغامرات الفاشلة. وهي تقطع تعرضها في الشرق الأوسط الذي لطالما تحدى التوقعات الأميركية وحرم الرؤساء الأميركيين المتعاقبين من لحظة "المهمة أنجزت" التي يسعون إليها. وكان فك الارتباط قد بدأ قبل دخول أوباما البيت الأبيض، لكن أوباما قام بتسريعه حين خلص إلى رؤية الشرق الأوسط كمنطقة ينبغي تجنبها لأنها "لا يمكن إصلاحها -ليس في عهده، وليس على مدى جيل مقبل". (كان هذا هو الانطباع النهائي الذي تشكل لدى الصحفي جيفري غولدبيرغ، الذي منحه أوباما مقابلة إرثه حول السياسة الخارجية).
إذا كان التاريخ ليشكل سابقة، فإن ما يجري أكثر من مجرد إعادة تمحور. فعلى مدى القرن الماضي، كانت لكل من الأتراك، والبريطانيين، والفرنسيين والروس لحظتهم في الشرق الأوسط، لكنه اتضح أن إطالتها مكلفة عندما انحسرت قوتهم. وقد تخلوا عن السعي إلى الهيمنة واستقروا على النفوذ. وقبل عقد من الآن، وعلى صفحات هذه المجلة، تنبأ ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، بأن الولايات المتحدة وصلت تماماً إلى هذه النقطة. وأعلن هاس: "الحقبة الأميركية في الشرق الأوسط... وصلت إلى نهاية". وأضاف: "سوف تستمر الولايات المتحدة في التمتع بنفوذ في المنطقة أكثر من أي قوة خارجية أخرى، لكن نفوذها سوف ينخفض عما كان عليه في السابق". وكان ذلك اقتراحاً قابلاً للمناقشة في العام 2006؛ والآن، في العام الحالي، جعله أوباما واقعاً لا جدال فيه.
ثمة العديد من الطرق لجعل التراجع يبدو شيئاً غير حقيقته. وكان المسار الذي اتبعته إدارة أوباما هو خلق وهم عن وجود توازن مستقر، عن طريق خفض التزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها وتهدئة خصومها. وهكذا، فجأة، لم يعد أي من أصدقاء الولايات المتحدة التقليديين جيداً بما يكفي لتبرير منحه ثقتها الكاملة. يجب على القوة العظمى أن تخفي قلقها وإنهاكها، وتتظاهر بأنها محبطة من تقلب هؤلاء "الركاب بالمجان". وسوف تخدم الشكاوى من ذلك، من إسرائيل (كما هو الحال مع مصر والعربية السعودية) مثل هذا السرد.
لا يحجم قادة إسرائيل عن التحذير ضد تداعيات هذا الموقف، لكنهم يظلون حذرين إزاء عدم التفكير بصوت عال حول خيارات إسرائيل في شرق أوسط ما-بعد-أميركي. وتريد إسرائيل وضع مذكرة تفاهم جديدة مع الولايات المتحدة، والتي كلما كانت أكبر كان ذلك أفضل، كتعويض عن الاتفاق النووي الإيراني. وسيكون في مصلحة إسرائيل أن يتم تأكيد أهمية العلاقة الأميركية-الإسرائيلية باعتبارها حجر الأساس لجعل الاستقرار الإقليمي يمضي قُدماً إلى الأمام.
أما إلى أي مدى إلى الأمام، فهي مسألة أخرى. فحتى لو سعت إسرائيل إلى تعميق التزام الولايات المتحدة تجاهها على المدى القصير، فإنها تعرف أن الرباط الذي لا يتزعزع لن يدوم إلى الأبد. وهذا درس من دروس التاريخ. كان قادة الحركة الصهيونية سعوا دائماً إلى إقران مشروعهم بالقوة المهيمنة في ذلك اليوم، لكنهم استطاعوا النجاة والبقاء واجتياز الكثير من التاريخ الأوروبي بحيث لا يمكن أن يفكروا بأن أي قوة عظمى يمكن أن تظل ملتزمة إلى الأبد. وفي القرن العشرين، شهدوا انهيار الإمبراطوريات القديمة وصعود أخرى جديدة؛ حيث تغتنم كل لحظتها وتبذل الوعود ثم تعدل عنها. وعندما جاء دور الولايات المتحدة، لم تسارع الإمبراطورية الناشئة إلى احتضان اليهود، وإنما كانوا وحدهم معظم فترة الثلاثينيات، عندما كانت أبواب الولايات المتحدة مغلقة في وجوههم. وكانوا وحيدين خلال الهولوكوست، عندما استيقظت الولايات المتحدة متأخرة جداً. وكانوا وحدهم في العام 1948، عندما قال رئيس أميركي صراحة للإسرائيليين إنهم إذا ذهبوا إلى الحرب، فإنهم سيكونون فيها وحدهم.
بعد العام 1967، عشَّشت إسرائيل في "باكس أميركانا". ثم عمقت العقود اللاحقة من "العلاقة الخاصة" اعتمادية إسرائيل على الولايات المتحدة في المجال العسكري، حتى أن الكثير من الإسرائيليين لا يستطيعون أن يتذكروا كيف تدبرت إسرائيل أمر بقائها في السابق من دون كل هذه المعدات الأميركية. وتقوم جيوش إسرائيل الخاصة من الأنصار في الولايات المتحدة، وخاصة المجتمع اليهودي، بتعزيز هذه العقلية، بينما يؤكدون لأنفسهم أنه لولا جهود الضغط واللوبيات التي يبذلونها في واشنطن، لكانت إسرائيل الآن في خطر مميت.
لكن إدارة أوباما منحت الإسرائيليين الدافع لمعاينة مدى احتمال تعرض هذه العلاقة غير القابلة للاهتزاز للاهتزاز. وربما يبدو هذا الاحتمال منذراً بالنسبة لأنصار إسرائيل، لكن الإدارة المحتومة للمقود وتغيير الاتجاه كانت بالضبط هي السبب في أن اليهود الصهاينة سعوا إلى استقلال ذي سيادة في المقام الأول. إن وجود إسرائيل مستقلة وغير معتمدة على أحد هو الضمانة ضد اليوم الذي يجد فيه اليهود أنفسهم مرة أخرى وحيدين. والفرضية التي تقوم بتشغيل الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي هي أن مثل هذا اليوم سوف يأتي حتماً.
إسرائيل وحدها
هذا الاعتقاد، بعيداً عن كونه يشل إسرائيل، إنما يدفع بها في الحقيقة إلى توسيع خياراتها وتنويع علاقاتها، وبناء قدراتها المستقلة. سوف يكون الشرق الأوسط في السنوات الخمسين المقبلة مختلفاً عن ذلك الذي كانه خلال المائة عام السابقة. لن تكون هناك قوى عظمى خارجية ساعية إلى الهيمنة هنا. فقد أصبحت كلفة السعي إلى تحقيق هيمنة كاملة الطيف مرتفعة جداً؛ والمكافآت قليلة جداً. سوف تسعى القوى الخارجية إلى تحقيق أهداف مخصوصة متصلة بالنفط أو الإرهاب. لكن مناطق واسعة من الشرق الأوسط سوف تُترك لتواجه أقدارها، لتنحل وتعاود التشكل بطرق غير قابلة للتنبؤ بها. وربما يطلب الجيران الأضعف من إسرائيل أن تمد شبكتها الأمنية لتشملهم. وقد شرع القلق العربي من إيران في العمل مسبقاً على تطبيع إسرائيل في المنطقة أكثر مما فعلت عملية السلام بعيدة المنال دائماً وغير الحاسمة مطلقاً. وسوف تظهر إسرائيل، التي بدت ذات مرة نقطة ارتكاز الأزمة الإقليمية، ركيزة للاستقرار الإقليمي -وليس لشعبها فقط، وإنما لجيرانها أيضاً، المهددين بمد متصاعد من الانقسام السياسي، والانكماش الاقتصادي، والإسلام الراديكالي، والكراهية الطائفية.
وهكذا، تخطط إسرائيل للبقاء والديمومة بعد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ويظهر الإسرائيليون ضيقهم عندما تلمح الولايات المتحدة إلى أنها تفهم أفضل مصالح إسرائيل الأصيلة وطويلة المدى، والتي يُفترض أن إسرائيل مصدومة كثيراً أو مرتبكة تماماً بحيث لا تستطيع أن تدركها. وعلى الرغم من أن إسرائيل ارتكبت العديد من الأخطاء التكتيكية، فإن من الصعب المجادلة بأن استراتيجيتها كانت أي شيء سوى النجاح الصريح الواضح. وبالنظر إلى سجل الولايات المتحدة المتذبذب في تحقيق -أو حتى تعريف مصالحها في الشرق الأوسط، فإن من الصعب قول الشيء نفسه عن الاستراتيجية الإسرائيلية. لقد وضعت إدارة أوباما رهانها على الاتفاق النووي الإيراني، ولكن، حتى أكثر المدافعين عن الاتفاق تحمساً لم يعودوا يزعمون بعد الآن بأنهم يرون "قوس التاريخ" وهو يتشكل في الشرق الأوسط. ففي وجه انهيار الربيع العربي، والقتلى السوريين، والملايين من اللاجئين، وصعود "داعش"، مَن هو الذي يستطيع أن يخمن أي اتجاه يشير إليه هذا القوس؟ أو إلى أين سيؤدي الاتفاق الإيراني؟
ثمة لازمة أميركية شائعة أخرى تستحق أن توضع على الرف هي الأخرى. قبل خمس سنوات من الآن، قال باراك أوباما: "بسبب صداقتنا بالتحديد، من المهم أن نقول الحقيقة: إن الوضع الراهن غير قابل للاستدامة، ويجب على إسرائيل أيضاً أن تتصرف بجرأة من أجل تحقيق سلام دائم". لقد حان الوقت لأن تتخلى الولايات المتحدة عن هذه اللازمة، أو تقوم بتعديلها على الأقل. وما لم يخلص خصوم إسرائيل إلى أن إسرائيل تستطيع إدامة الوضع الراهن إلى ما لا نهاية -تفوق إسرائيل العسكري، وميزتها الاقتصادية؛ و، نعم، احتلالها- فلن يكون هناك أي أمل في أن يوطنوا أنفسهم على التصالح مع وجود إسرائيل كدولة يهودية. ولا تستطيع التصريحات مثل تصريح أوباما المذكور أن تقنع حكومة إسرائيل التي تعرف أفضل، لكنها تذكي الرفض العربي والإيراني لإسرائيل بين أولئك الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة لم تعد تقف خلف إسرائيل بعد الآن. بالنسبة لأعداء إسرائيل، سوف يكون استنتاج أن إسرائيل ضعيفة على هذا النحو خطأ مأساوياً: إن إسرائيل في وضع جيد جداً لإدامة الوضع الراهن من تلقاء نفسها. وتتأسس استراتيجيتها بعيدة المدى على ذلك.
سوف توفر إدارة أميركية جديدة فرصة لإعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة، أو الخطاب الأميركي على الأقل. وكان أحد المرشحين الرئاسيين، هيلاري كلينتون، أدلت بتصريح في القدس عندما كانت وزيرة للخارجية الأميركية في العام 2010، والتي اقتربت أكثر من الواقع والتطبيق العملي. قالت، مرددة تلك العبارة المعتادة: "إن الوضع الراهن غير قابل للاستدامة" لكنها أضافت ما يلي: "الآن، لا يعني ذلك أنه لا يمكن أن يكون مستداماً لسنة أو عقد أو اثنين أو ثلاثة، ولكن هذا الوضع في الأساس غير قابل للاستدامة". والترجمة: إن الوضع الراهن قد لا يكون الأمثل، ولكنه مستدام، إلى المدى الذي يتطلبه الأمر.
بينما تتراجع الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، يجب أن تكون هذه هي الرسالة التي ترسلها واشنطن إذا أرادت أن تساعد إسرائيل وبقية حلفاء الولايات المتحدة على ملء الفراغ الذي ستخلفه وراءها.
 
*هو رئيس كلية شاليم في القدس، ومؤلف كتاب سيصدر قريباً بعنوان "الحرب على الخطأ: إسرائيل، والإسلام، والشرق الأوسط".
======================
الديلي بيست  :هجوم إسطنبول رسالة إنذار للغرب
نشر في : الخميس 30 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الخميس 30 يونيو 2016 - 01:05 ص
ت9
اعتبرت صحيفة الديلي بيست الأمريكية أن الهجوم الذي استهدف ليلة أمس مطار أتاتورك في إسطنبول، هو رسالة إنذار للغرب بأن تنظيم الدولة الذي يرجح أنه يقف وراء الهجوم، قد يسعى خلال الفترة المقبلة إلى مهاجمة أهداف سهلة، في إطار رده على الخسائر المتتالية التي تلقاها في كل من العراق وسوريا.
وفجر اليوم، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، إنَّ عدد القتلى من جراء الاعتداء ارتفع إلى 36؛ من بينهم ثلاثة انتحاريين نفذوا الهجوم، وفي وقت سابق أعلن وزير العدل التركي، بكر بوزداغ، سقوط 31 قتيلاً وإصابة 147 آخرين بجروح من جراء الاعتداء، ومن قبله وفي حصيلة أولية ذكر والي مدينة إسطنبول، واصب شاهين، مقتل 28 وإصابة 60 آخرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم يشير إلى تخطيط متطور من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة في عمليات استهداف المطارات، خاصة أن الهجوم يأتي عقب ثلاثة أشهر من مهاجمة مطار بروكسل في بلجيكا.
وعلى الرغم من عدم تبني أي جهة للهجوم، إلا أن خبراء ومحللين يؤكدون أن التفجير يحمل بصمات تنظيم الدولة، مؤكدين أن العملية والتخطيط لها كانا مفاجئين.
الهجوم على مطار أتاتورك مر بثلاث مراحل؛ حيث بدأ بهجوم في موقف السيارات المجاور لمحطة الرحلات الدولية؛ وذلك لغرض لفت انتباه رجال الأمن بعيداً عن الهدف المقصود من طرف المهاجمين، خاصة أن المهاجمين يدركون جيداً أن هناك تشديداً أمنياً خلال الآونة الأخيرة عقب تفجيرات مطار بروكسل.
عقب ذلك جاء الدور على تفجير بوابة الدخول؛ الأمر الذي سهل على المهاجمين دخول المطار وهم يرتدون أحزمة ناسفة تم تفجيرها داخل المطار.
الصحيفة دعت سلطات أمن المطارات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية حول تلك المطارات، ومراقبة جميع الوافدين إليها، وضرورة أن تكثف سلطات الأمن خطوط الدفاع قبل دخول الراغبين بالسفر للمطارات.
وتؤكد الديلي بيست أن المطارات الأمريكية لا تبدو مهيأة للتصدي لمثل هذه الهجمات، خاصة أن الجماعات الإرهابية بدأت تغيير في أساليب عملياتها بطريقة تتعب معها كل الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية المطارات.
وأشارت الصحيفة إلى عمليات تهريب الأسلحة التي كشف عنها مؤخراً، حيث تم الحجز على أسلحة كانت معدة للنقل من أتلاتنا إلى نيويورك جواً، ممّا استدعى فتح تحقيق في القضية بين أن هناك حالة من التراخي لدى الموظفين الذين يعملون في فحص الأمتعة.
هجوم مطار أتاتورك أمس يفتح الباب واسعاً على تساؤلات عدة؛ ربما من بينها كيفية تأمين المحيط البري للمنطقة المحيطة بالمطار، بحيث يمكن للأجهزة الأمنية اعتراض أي شخص مشتبه به قبل الوصول إلى المطار نفسه، وهو ما قد يستدعي نقاط تفتيش جديدة؛ ممّا يعني أيضاً خلق مشاكل أخرى للمسافرين، وربما يجعلهم هم أنفسهم هدفاً لتلك الجماعات الإرهابية.
وصول المسلحين إلى المطار يعني من بين ما يعنيه أن الوقت قد فات لتفادي وقوع الكارثة، حتى لو تمكنت قوات الأمن من تعطيل المهاجمين، وهو ما قد يستدعي إجراءات جديدة.
وترى الصحيفة أن تنظيم الدولة لا يزال يرى في الطيران الهدف الأكثر إثارة؛ لكونه يلفت أنظار العالم بشكل يختلف عن أي هدف آخر، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج كبيرة على المدى القصير، وخاصة من ناحية طبيعة الخسائر التي يمكن أن تلحقها هذه الهجمات بقطاعي السياحة والاقتصاد، بالإضافة إلى حرية التنقل.
هجوم مطار أتاتورك في إسطنبول التركية ليلة أمس، قد يشي أيضاً بطبيعة الهزائم المتلاحقة التي تعرض لها التنظيم في الآونة الأخيرة بسوريا والعراق، ومن ثم كان التنظيم يبحث عن هدف سهل؛ ممّا يعني أنه قد يسعى لإيجاد أهداف مماثلة في الغرب خلال الفترة المقبلة.
======================
أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت :كيف ينظر الشرق الأوسط إلى إيران بعد مرور سنة على توقيع الاتفاق؟
نشر في : الخميس 30 يونيو 2016 - 04:00 ص   |   آخر تحديث : الخميس 30 يونيو 2016 - 04:00 ص
أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت – التقرير
مضى تقريبًا 12 شهرا بعد الانتصار الدبلوماسي الإيراني في نقاشات الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي، ولكن طهران ما زالت متورطة في أربعة صراعات كبرى في المنطقة، والخامسة في الأفق؛ ذلك أن الحرس الثوري الإيراني يقود حربين؛ حربا ضد مجموعات المعارضة الإسلامية في سوريا، وضد تنظيم الدولة في العراق.
أما الحربان الأخريان، فهما حرب باردة؛ عداوة مع المملكة العربية السعودية حول المصالح في المنطقة، ومع إسرائيل في جنوب لبنان وفي هضبة الجولان، هاتان المعركتان في تشكل متزايد مع الصراع السوري، كما يؤثر عليها نمو تنظيم الدولة في أفغانستان. إذًا كيف تتصرف جمهورية المرشد الأعلى على كل جبهة؟ على المدى القصير، تبدو الأمور صعبة ولكن على المدى البعيد يوجد بصيص أمل.
في سوريا، زادت إيران من تمددها ولكن بنتائج غير مرضية بعض الشيء؛ يبدو ذلك واضحا من خلال تزايد عدد مقاتلي الحرس الثوري في سوريا، بالإضافة إلى الاستثمار في المليشيات الإقليمية، بل يوجد الآن في سوريا أفراد من القوات الخاصة التابعة للجيش النظامي الإيراني، وتزايد عدد القتلى بين هؤلاء، معظمهم في المعارك الضارية على الجبهة جنوب حلب حول مدينة خان تومان؛ حيث قتل 16 جنديا من الحرس الثوري الإيراني في 6 مايو/ آيار ومات منذ ذلك التاريخ إلى اليوم 22 مقاتلا. كل دفعة يقدمها الحرس الثوري الإيراني وأمثاله يصحبه انتصار مؤقت لقوات بشار الأسد في مواجهة قوات المعارضة.
أمام خيبة الأمل التي منيت بها قوات النظام، تحاول إيران وحلفاؤها تدعيم قوتها في المنطقة لمواجهة القاعدة وجبهة النصرة المسيطرين على غرب سوريا أمام تراجع سيطرة تنظيم الدولة على المنطقة، كما تحاول روسيا إعادة تشكيل تدخلها في سوريا، وعلى الرغم من مساعدة الدب الروسي إلا أن طهران مجبرة على تقديم المزيد من الاستثمارات المكلفة للمحافظة على نظام الأسد.
المكسب الوحيد الذي حققته إيران منذ تدخلها في سوريا هو الجيش الشيعي المحلي الممتد من لبنان إلى العراق وفي جنوب آسيا، بالإضافة إلى تزايد القدرات العسكرية المتمثلة في امتلاك طائرات بدون طيار، بالإضافة إلى قدرات تقليدية أخرى لوحدات الحرس الثوري الإيراني.
ولدت هذه القوة من محنة سوريا، بدعم كبير من حزب الله اللبناني، والتي ستكون الأداة الرئيسية في تنامي تأثير إيران في الشرق الأوسط. بعد الحرب المدمرة بين حزب الله وإسرائيل في سنة 2006 عمل الطرفان في العقد التالي على تجنب التصعيد. ولكن تورط حزب الله في الحرب إلى جانب بشار الأسد سيجعله أكثر قوة بعد القدرات والخبرات المكتسبة في الحرب السورية.
في العراق، يحقق وكلاء إيران والمليشيات الشيعية تقدما ضد تنظيم الدولة ولكنهم عاجزون عن القضاء على تنظيم الدولة بمفردهم؛ في سوريا مثلا يعتمد الجيش الإيراني على القوات الجوية الروسية، ولكن في العراق فإن المليشيات الشيعية تعتمد على نخبة الجيش العراقي المدعومة من قبل القوات الجوية الأمريكية في حربهم ضد تنظيم الدولة، غير أن هذه الحقيقة تزعج قيادات تلك المليشيات.
الثقل الإيراني الموجود حاليا في الصراع العراقي يزيد من شعور الخوف والرعب بين العراقيين السنة على خط الجبهة في الفلوجة وغيرها، كما يزيد من تفاقم الوضع داخل المليشيات الشيعية بين تلك الأكثر وطنية مثل قوات الحشد الشعبي وسرايا السلام التي يقودها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وتلك الموالية لإيران مثل كتيبة عصائب أهل الحق.
تبدو سياسة طهران الخارجية عمياء أو عاجزة على تقديم التقييم الصحيح لما تقوم به في المنطقة ودورها في ظهور رد الفعل الطائفي والعرقي العنيف؛ فعلى الرغم من أن طهران قادرة على تجنب تورطها في دفع العراقيين السنة نحو التطرف، وعلى منع وقوع حرب داخل الصف الشيعي، مع قدرتها على إنقاذ العراق من الانهيار، إلا أنها تبدو في حالة جيدة لمواصلة تشكيل القوات العراقية والهياكل السياسية على النمط الذي هي ترضاه.
هناك سؤال آخر يفرض نفسه: ما مدى حرص القيادات الإيرانية على تصعيد التوتر مع المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج؟ على الرغم من أن كلًا من طهران والرياض تسعيان إلى تقليل التوتر في حرب اليمن، غير أن سحب البحرين بعض جنسيات رجال دين شيعة أدى إلى خروج قيادات الحرس الثوري وغيرها من القيادات عن صمتها لتقوم بتهديد البحرين وتدعو الشعب البحريني للعصيان المسلح. ولكن إن وقع هذا فستتدخل السعودية تماما مثلما فعلت في سنة 2011، وهنا لا يمكن توقع رد فعل إيران.
سبق هذا الوضع أحداث وقعت خلال الستة أشهر الأخيرة أبرزها: إعدام السعودية لرجل دين شيعي، وضع قيود تجارية على النقل البحري الإيراني، منع الإيرانيين من الحج هذا العام، الهجوم على سفارة السعودية بطهران، الكشف عن شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى البحرين والكويت، محاولات القرصنة الدائرة حاليا بين الطرفين والحرب بالوكالة التي يخوضها الطرفان في سوريا، وحتى الآن يبدو أن كلا الجانبين لا يرغبان في التحول إلى حرب مفتوحة.
لا يمكن لإيران أن تتوقع منهج قيادة السعودية الجديدة، مع محاولة الشاب ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تقوية موقعه لخلافة والده في المستقبل، لذا فإن تغيير وزير الخارجية الإيراني الذي يتصف بميوله العدوانية ضد العرب في معاجلة الوضع بوزير يفترض أن يكون أكثر ودية إشارة واضحة على أن طهران تحاول التهرب من مواجهة الرياض وجعل التوتر يطبخ على نار هادئة.
أما في أفغانستان، فنمو خلايا تنظيم الدولة بالقرب من الحدود الغربية الإيرانية في السنة الماضية جعل طهران في حالة ترقب، ويبدو أن الحرس الثوري الإيراني يسعى إلى مد جسور التواصل مع طالبان بسبب خوضها الحرب الآن ضد تنظيم الدولة في تلك المناطق. ولكن ما يثير الشكوك حول دور إيران في أفغانستان هو مقتل قائد طالبان الملا أختار منصور، الشهر الماضي، في غارة جوية لطائرة بدون طيار أمريكية على موقعه في باكستان، بعد وقت قصير من مغادرته إيران. ومهما كان دور إيران في الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان سوف يكون في نهاية المطاف مدفوعا بتصورات الخوف والتهديد، ولكن ليس هذا هو السبب وراء تدخلها في العراق وسوريا.
ربما أسهم الاتفاق النووي في التقليل من خطر الولايات المتحدة أو إسرائيل في ضرب إيران، ولكن خامنئي يعلم جيدا أن السنوات القادمة ستشهد تمددا أكثر للحرس الثوري الإيراني في المنطقة وأن حدودها الأمنية ستبلغ مستويات جديدة.
يأمل المرشد الأعلى في أن تتمكن إيران من إعادة الاستقرار إلى سوريا والحد من خطورة تنظيم الدولة في العراق وفي احتواء الصراع الداخلي بين الشيعة، مع مواصلة الضغط على إسرائيل وتجنب تحول الحرب الباردة مع السعودية إلى حرب حقيقية، وأخيرا يأمل في احتواء خطر المتطرفين في أفغانستان.. إن تحقق هذا فستسيطر إيران على المنطقة.
ولكن تحقيق النصر على جبهة واحدة أو أكثر قد يكون في متناول اليد، ولكن هذا أمر صعب، والمطلوب هو تحقيق انتصارات دائمة على جميع الجبهات وهي المعادلة المستحيلة.
======================
الغارديان: لا يظن أحد ان هناك دولة ما في أمان
الخميس 30 حزيران 2016   آخر تحديث 06:44
النشرة
رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية ان "التعاطف العالمي مع ضحايا التفجيرات الأخيرة في مطار اتاتورك في مدينة اسطنبول التركية لايعكس فقط الخوف من الهجمات الإرهابية ولكن أيضا يشير الى ان هذه الهجمات يمكن أن تقع في أي مكان يتوجه إليه الناس خلال يومهم"، لافتة إلى أنه "بعد هجمات باريس وبروكسل لا يظن أحد ان هناك دولة ما في أمان من هذا النوع من الهجمات".
واعتبرت الصحيفة أنه "لم يلحظ أحد حملة على صفحات التواصل الاجتماعي بعنوان "أنا اسطنبول" على غرار ما حدث بعد الهجوم على مجلة شارلي ابدو في باريس"، موضحة أن "المسؤولين الاتراك وجهوا الاتهام بالفعل لتنظيم داعش وقالوا إنه شن الهجوم الاخير بواسطة عدد من عناصره وذلك رغم ان التنظيم لم يتبن الهجوم".
 
======================
"حريت ديلي نيوز" :تنظيم «الدولة الإسلامية» يعرض تجربة جهادية جديدة: تطبيق العقاب في الغرب
يعقوب أوليدورت
"حريت ديلي نيوز"
27 حزيران/يونيو 2016
يشير الهجوم المأساوي على ملهى ليلي في أورلاندو الذي استهدف المثليين جنسياً، إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») وذئابه المنفردة يسيرون على وتيرة متوافقة ويسبقون منافسيهم الجهاديين. فالتنظيم يتبنى العقاب كأداة سياسية لبث رسالته السياسية وترسيخها والتفوق على زملائه الجهاديين.
ويختلف تنظيم «الدولة الإسلامية» عن غيره من الجماعات المتطرفة، ليس فقط لأنه يشجع على الجهاد، بل لأنه يطبق قانون العقوبات الإسلامي، في الجَلْد وعقوبة الإعدام على وجه التحديد.
ويمكن القول إن الترويج للعنف الذي يتبعه تنظيم «داعش» في دعايته - رمي مثليي الجنس من أسطح المنازل بسبب "مذهب المتعة" [الذي يعيشونه]، وحرق طيار أردني بتهمة "الردة"، وذبح الأقباط بسبب "الشرك" [الذي أدانه الرب] - هو من أسلوب مختلف عما شهدناه سابقاً ويمكن تشبيهه بنوع من الإرهاب "العقابي". وهذا النوع من العنف هو الذي يمنح تنظيم «الدولة الإسلامية» علامته التجارية الفريدة ويستحث الصرخات من رؤساء الدول العربية وليس فقط من نظرائهم في الدول الغربية.لقد كان الكثير مما فتئ الغرب يتوقعه من الجهاديين هو وقوع هجمات إرهابية واسعة النطاق على رموز القوى المالية والسياسية والعسكرية الغربية (الهجمات التي وقعت عام 1993 على "مركز التجارة العالمي"، هجمات الحادي عشر من أيلول، إطلاق النار في فورت هود) أو على "أهداف سهلة" في المراكز المدنية الكبرى (تفجيرات قطار مدريد من قبل تنظيم «القاعدة» في عام 2004، وتفجيراته في "قطار الأنفاق" في لندن عام 2005، وهجمات «بوكو حرام» في مراكز التسوّق عام  2014). ويقيناً أن تنظيم «داعش» قد وجّه وألهم قيام هجمات مماثلة على الأهداف السهلة في باريس وبروكسل وسان برناردينو.
ومع ذلك، يشير الهجوم الذي وقع في أورلاندو، إلى تخلّي تكتيكات تنظيم «الدولة الإسلامية» في الغرب عن الأشكال "التقليدية" للنشاط الإرهابي. فتنظيم «داعش» يسعى الآن وراء إنزال العقاب، وللأسف قد يتبع ذلك قيام التنظيم بالمزيد من الهجمات على غرار حادث أورلاندو. ومهما كانت الخلفية الشخصية لعمر متين، فقد استهدفت جريمته التي أُلهِمت من عمليات تنظيم «داعش» الى معاقبة مثليي الجنس من الرجال. وبقدر ما يعاقِب هذا الهجوم بعض الأفعال الجنسية المثلية بالإعدام وفقاً للشريعة الإسلامية، فإنه يشبه نسخة لإرهابي مجرم وخطير يفرض عقوبات الجَلْد والإعدام المستمدة من الشريعة الإسلامية.
وفي الواقع، فإن حملة إطلاق النار الطائشة التي قام بها متين تتوافق مع أنشطة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا وهدف التنظيم في إجبار المجتمع [على السير] وفقاً لفهمه للإسلام. ويتم التعبير عن ذلك من خلال تطبيق عقوبات الجَلْد والإعدام - وحتى الآن أعدم تنظيم «داعش» ما يقرب من اثني عشر رجلاً يُشتبه بارتكابهم أنشطة الجنس المثلي.
إن اهتمام تنظيم «الدولة الإسلامية» في عقاب الجَلْد له جذور في السرد الأصولي السني. فالجهاديون يدعون أن المجتمعات الإسلامية (وخاصة الدول ذات الغالبية المسلمة) قد ضلت طريقها باعتمادها "القوانين البشرية"، وبالتالي أصبحت تشارك الرب (الذي له وحده الحق في التشريع). وعبر قيامها بذلك، فإن هذه المجتمعات الإسلامية وحكوماتها قد ارتكبت الردة من خلال نسب [أعمالها] كمشاركة لله، وبالتالي تبنت الإشراك بالله.
 
وهنا يأتي دور تنظيم «الدولة الإسلامية». فعلى عكس الجماعات الجهادية الأخرى، يسعى تنظيم «داعش» إلى إقامة "دولة إسلامية" وتوسيعها. إن الفرض المنهجي لما يؤمن قادة التنظيم بأنه كان الإسلام الذي مارسه النبي محمد وأوائل أتباعه السنة هو الذي يشكل أولوية قصوى للتنظيم.
وقد كان هذا الاختلاف في الأولويات، في صلب الخلاف بين تنظيم «القاعدة» برئاسة أسامة بن لادن، الذي دافع عن وحدة الصف بين المسلمين لمحاربة الغرب، وبين تنظيم «القاعدة في العراق» (وفي وقت لاحق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق») برئاسة أبو مصعب الزرقاوي، الذي دعا إلى تطهير المجتمع المحلي من الشيعة و"المنحرفين" السنة (أي الصوفيين والسنة التقليديين وغيرهم). وقد تحوّل مقاتلو الزرقاوي في وقت لاحق إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأقاموا الخلافة المعلنة ذاتياً في العراق وسوريا في حزيران/يونيو 2014.
وبعد مرور عامين على خلافته، ومرور عدة أشهر على اتّباع اسلوب التوجيه أو إعطاء الإلهام لشن هجمات مروّعة على "أهداف سهلة" في أوروبا والولايات المتحدة، يشير الآن تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى نيته بدء موجة جديدة من أعمال العنف في الغرب لتطبيق "العقاب" على تعبيرات "الانحراف القانوني عن الإسلام". ووفقاً للوثائق المتسربة الخاصة به حول هذا الموضوع، تشمل هذه الأعمال التي "تعاقَب" من قبل تنظيم «داعش»، شرب [الخمر] والمثلية الجنسية والسرقة والزنا والكفر والردة.
وبطبيعة الحال، سوف تعتمد كيفية تعريف التنظيم لهذه "التجاوزات" والأساليب التي يختارها لـ "معاقبتهم"، على استراتيجية الجماعة كمنظمة إرهابية - فوحشية تنظيم «الدولة الإسلامية» تهدف إلى معاقبة "السلوك المنحرف" بقدر ما تهدف إلى إجبار السكان على الرضوخ والإذعان في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، وتجنيد آخرين من الخارج للانضمام إلى قضيته.
سوف يدعم تنظيم «الدولة الإسلامية» شن المزيد من "الهجمات العقابية" على غرار حادث أورلاندو، بل سيقوم بتوجيهها عندما يكون الأمر ممكناً، في الوقت الذي يسعى إلى فرض نفسه على أنه السلطة الوحيدة التي تتمتع بالصلاحية لتطبيق "الشريعة الإسلامية" في أراضي المسلمين، وفي الغرب أيضاً.
يعقوب أوليدورت هو زميل "سوريف" في معهد واشنطن.
======================
الجارديان: أوروبا تدفع ثمنا باهظا جراء الحرب في سوريا وعليها أن تنهيها
الاربعاء 24 رمضان 1437 الموافق 29 يونيو 2016 الجارديان: أوروبا تدفع ثمنا باهظا جراء الحرب في سوريا وعليها أن تنهيها
الإسلام اليوم ــ قسم الترجمة ـ سارة غلاب
 
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الاضطرابات السياسية غير العادية التي تمر بها أوروبا، وآخرها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تثير  الانتباه بأن الأزمة الأطول أمدا والأكثر فتكا التي يشهدها الفناء الخلفي للقارة الأوروبية( سوريا) لا تزال مستمرة في الوقت الذي لا يتم فيه بذل الجهود الكافية من أجل المساعدة في وضع حد لها.
وبين الكاتب أين بلاك في تقريره الذي نشرته الصحيفة اليوم أن السوريين الذين يقاتلون من أجل الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد يكادون يشعرون باليأس والإحباط بعد تعزيز التدخل الروسي والإيراني لدعم النظام السوري في الوقت الذي تتقارب فيه واشنطن وموسكو من أجل فرض حل لإنهاء الحرب التي اندلعت قبل خمسة أعوام في البلاد، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة حددت موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الانتقالية السياسية في سوريا في الأول من أغسطس وقد اقترب هذا الموعد.
وأشار بلاك إلى أن حركة المعارضة الرئيسية المدعومة من الغرب في سوريا ترى أن أوروبا تستطيع أن تبذل المزيد من الجهود لحل الأزمة ويجب عليها ذلك وأن كانت منصرفة إلى المشاكل الأكثر قربا من القارة، وكانت هذه هي الرسالة التي تلقتها هذا الأسبوع المسئولة عن شئون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "فيدريكا موغرينى" التي اضطلعت بدور رئيسي في المحادثات النووية التي تمثل علامة بارزة مع إيران بيد أنها باءت بالفشل في إحداث تأثير كبير على سوريا حيث قُتل 400 ألف شخص ونزح ملايين آخرين.
ويرى أن الروابط بين انعدام الاستقرار في أوروبا والحرب في سوريا لم تكن في يوم من الأيام أوضح مما هى عليه الآن، ويعد الهجوم الوحشي الذي وقع في مطار اسطنبول أخر تذكير كئيب على ذلك.
وقالت الصحيفة إن من بين الخيارات الفورية المتاحة لحل الأزمة احتمال العودة إلى جنيف حيث أشرف المبعوث الأممى "ستيفان دى ميستورا" على ثلاث جولات عقيمة من المحادثات "غير المباشرة" المنفصلة مع كل طرف من طرفي الصراع في سوريا لاسيما وأنه يريد استئناف هذه المحادثات في شهر يوليو، بيد أن التوقعات المعلقة على هذا الخيار لا تدعو للتفاؤل خاصة بعد فشل المفاوضين التابعين للأسد في الجولة الأخيرة من المحادثات والتي تم عقدها في شهر أبريل في التواصل إلى حل بأى شكل من الأشكال، في الوقت الذي خرج فيه وفد الثوار، الذي كان يخضع لضغط المقاتلين على الأرض، من قاعة التفاوض احتجاجا على الهجمات المستمرة والحصار للمناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، ناهيك عن عدم الإفراج عن آلاف من المعتقلين.
وأشارت أيضا إلى أن اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في شهر فبراير الماضي لم يشمل قط جميع سوريا فضلا عن انهياره مرارا وتكرارا بسبب مواصلة الروس قصفهم للأهداف التابعة للثوار بعيدا عن هدفهم المعلن المتمثل في قتال تنظيم الدولة.
وأضافت أن السوريين يأملون في أن يستطيع الاتحاد الأوروبي الضغط على موسكو لفرض عقوبات بالإضافة إلى تلك المتفق عليها بشأن أوكرانيا بسبب دعمها للأسد، لافتة إلى أنه من بين الخيارات الأخرى تهديد النظام السوري بمقاضاته عن جرائم الحرب في سوريا.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الرد الواضح يتمثل في أنه في خضم الفوضى الحالية في أوروبا والمخاطر التي تحيق بمستقبل الاتحاد فإنه يصعب للغاية توقع أن يتحلى الأوروبيون بالجراءة الدبلوماسية ويراودهم الطموح وتحدوهم وحدة الصف للقيام بذلك.
======================