الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 30/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 30/12/2017

31.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الروسية والعبرية والفرنسية :  
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز: هدف أردوغان من التصعيد بشأن مستقبل الأسد في سوريا
ترك برس
رأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن مستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، يهدف إلى توسيع نفوذه في المنطقة، في ظل تراجع حدة الحرب.
وجاءت تصريح أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي الباجي قايد السبسي، في قصر قرطاج، على هامش زيارة رسمية إلى تونس، الأربعاء الماضي.
وقال أردوغان: "لا يمكن أبداً مواصلة الطريق مع بشار الأسد في سوريا، لماذا؟ لأنه لا يمكن المضي مع شخص قتل قرابة مليون مواطن من شعبه".
وأردف: "هل يرضى الشعب السوري رؤية هذا الشخص على رأس هرم السلطة في البلاد؟، أقولها بصراحة تامة، الأسد إرهابي، مارس إرهاب الدلة".
وتابع: "لا يمكننا أن نقول لشخص كهذا، إنه بإمكانه أن يتولى هذا الأمر(السلطة)، ولو قلنا كذلك نكون قد ظلمنا هؤلاء القتلى السوريين البالغ عددهم قرابة مليون".
نيويورك تايمز، قالت في تقرير لها، إن تصريح الرئيس التركي أنه يأتي بعد أن بدا الأسد أكثر ثقةً في الانتصار في الحرب والبقاء في سدة الحكم، في المستقبل القريب، بحسب موقع "هاف بوست عربي".
وبحسب الصحيفة، جاء التصريح أيضاً على خلفية المناورات التي تجريها بعض القوى - وخاصة روسيا وإيران أكبر حليفتين للأسد- من أجل التأثير على نتيجة النزاع المحتدم، الذي أعاد صياغة السياسة في منطقة الشرق الأوسط.
تغيّر رأي الزعيم التركي، الذي أشار خلال الشهور الأخيرة إلى أن رغبته في قبول استمرار بقاء الأسد، كانت بمثابة تذكرة بالعداوة بين الطرفين، حيث أبدى الأسد تبجحاً واختيالاً بمكاسبه العسكرية التي حظي بها على مدار العام الماضي، من خلال المساعدات الروسية، بحسب الصحيفة الأميركية.
وفي إشارة جديدة إلى الاعتداد بالنفس، سمح الأسد، بحسب وكالة رويترز، بالإخلاء الطبي للمدنيين، يوم الأربعاء، من آخر معاقل المعارضة بالبلاد، بالقرب من دمشق.
التصعيد التركي يهدف أيضاً إلى تذكير روسيا بأنها لا تستطيع أن تقرر مستقبل سوريا بمفردها، وخاصة القضايا المتعلقة بالجماعات الكردية في سوريا، التي تُناصبها تركيا العداء.
فقد ذكرت روسيا يوم الثلاثاء أنه سيتم السماح لممثلي المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي شمال شرقي سوريا بالمشاركة في المحادثات التي تستضيفها روسيا خلال الشهر القادم، وهو أمر تعارضه تركيا.
وترى الصحيفة الأميركية أن تصريحات أردوغان تستهدف التفاوض وليس الشقاق مع روسيا، التي تتمتع بعلاقة طيبة مع تركيا، أحد أعضاء حلف الناتو.
وفي غضون ذلك، كانت حكومة أردوغان في أنقرة تبرم اتفاقاً قيمته 2.5 مليار دولار لشراء أنظمة الصواريخ الروسية S-400.
من المحتمل أن يكون الروس قد رحّبوا بتصريحات أردوغان الفظّة تجاه الأسد، لأنهم يريدون أن يلعبوا دوراً قيادياً في أي اتفاق سلام. ويقصد بذلك فرض المفاوضات على شخص الأسد العنيد.
وتدعم روسيا وإيران الأسد، بينما تدعم تركيا بعض جماعات المعارضة السورية. ورغم أوجه الخلاف فيما بينها، إلا أن البلدان الثلاثة تتعاون على المستوى الدبلوماسي من أجل إنهاء الحرب.
========================
"مونيتور": "محور المقاومة" يستعد للحرب على اسرائيل
المركزية- نشر موقع "مونيتور" الأميركي مقالاً أشار فيه الى "زيارة الرجل الثاني في "حماس" والرأس المدبّر لعملياتها العسكرية في الضفة الغربية صالح العاروري إلى طهران للمرة الثانية خلال أشهر"، مؤكداً أنّ "الحركة تتقرّب أكثر من إيران و"حزب الله"، في ظل تبدّل أولويات "محور المقاومة" مع هدوء وتيرة الحرب في سوريا".واعتبر أنّ "زيارة العاروري، الذي توجه إلى طهران في 19 تشرين الأول بهدف تعزيز تضامن "حماس" مع إيران و"محور المقاومة"، سّطرت مرحلة جديدة في العلاقة بين الطرفيْن التي تجدّدت خلال الأشهر الفائتة"، مشدّداً على أنّها "دلّت على أنّ "حماس" وحلفاءها "القدماء-الجدد" يرسمون خطاً جديداً ويضعون استراتيجية مواجهة جديدة".
ونقل عن مصدر رسمي من "حماس" قوله إنّ "وفد الحركة التقى في الليلة الأخيرة التي قضاها في طهران بقائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، الذي شدّد على أنّ "دعم إيران للمقاومة يمثّل الأولوية الرئيسية اليوم".
وفي ما يتعلّق بلقاء العاروري الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في 1 تشرين الثاني، أوضح الموقع أنّ "الحزب و"حماس"، في ظل قيادتها الجديدة، باتا قريبين أكثر من بعضهما البعض"، ملمحاً إلى أنّ "هذا الواقع يؤكد التقارير التي تحدّثت عن انتقال العاروري للإقامة في بيروت، بعدما طلبت منه قطر مغادرة أراضيها".
في هذا السياق، نقل الموقع عن المصدر نفسه قوله إنّ "العلاقات مع "حزب الله" في أفضل حال"، وكشفه عن وجود "خط ساخن" بين نصرالله والعاروري يستخدمانه لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك، وذلك عندما تقتضي الحاجة".
واعتبر الموقع أنّ "حزب الله" يتطلّع إلى البروز مجدداً كلاعب أساسي داخل الأراضي الفلسطينية وإرساء قواعد اشتباك جديدة، نظراً إلى أنّ الحرب في سوريا لم تعد تشكل التحدي الرئيسي لـ"محور المقاومة"، مشيرا الى أنّ "حزب الله" سيُضطر إلى الاستثمار على المستويين السياسي والإعلامي لتحقيق هدفه، متوقّعاً أن تتبدل نبرة الخطاب الذي يعتمده وأن يشدّد على أهمية الوحدة الإسلامية".
وخلص إلى أنّ "محور المقاومة" يتوقّع اندلاع حرب مع إسرائيل ما إن تنتهي الحرب في سوريا"، كاشفاً أنّ "نصرالله ناقش استراتيجية جديدة للمواجهة خلال مناسبات عدة ويريد الاستفادة من المجموعات كافة التي قاتلت مع "محور المقاومة" في سوريا، أيْ إشراك مقاتلين سوريين وأفغان وعراقيين وباكستانيين بالإضافة إلى لبنانيين في الحرب المقبلة مع إسرائيل".
========================
الصحافة البريطانية :
تلغراف: حان وقت التحقيق في تصرفات الأسد
كتبت ديلي تلغراف في إحدى افتتاحيتها أن الحرب ضد تنظيم الدولة لم تنته بعد بالرغم من النجاحات العسكرية التي سجلت ضده، حيث أصبح موقفه في سوريا أقل بكثير.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله اللواء فيليكس جيدني نائب قائد الإستراتيجية والدعم بـ التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة إن مقاتلي التنظيم يبدو أنهم يتحركون بحرية "دون عقاب" عبر الأراضي التي تسيطر عليها حكومة دمشق، مما يستحيل معه على القوات التي تقودها الولايات المتحدة مهاجمتهم.
وبناء على الصورة بأفغانستان وسوريا -وفق الصحيفة- لا يمكن لقادة الغرب أن يغيروا المسار حتى يتم دحر التنظيم. وإذا كان اللواء جيدني محقا، فقد يتطلب ذلك التحقيق في تصرفات نظام بشار الأسد الذي تسامح معه الغرب فقط لمتابعة الهدف الإستراتيجي المتمثل في تدمير التنظيم واستعادة النظام بهذا البلد المبتلى.
وألمحت الصحيفة إلى أن تقديم تقارير عن مناطق الحروب قد أصبح أكثر صعوبة بشكل مطرد في العقد الماضي، حيث تعتبر الجهات الفاعلة غير الحكومية -ولا سيما "المتعصبون دينيا"- الصحفيين عملاء للغرب ومن ثم يقتلونهم.
وأضافت أن الحرب ضد "الإرهابيين" عمل قذر، لكنها لا تزال صراعا يجد الغرب من المستحيل أن يهرب منه. ومن الواضح أن الناخبين في الغرب يشعرون بالقلق من تكرار أخطاء حرب العراق، ومع ذلك فإن هذه الهجمات التي يقوم بها تنظيم الدولة في الدول الغربية تذكير بأن هذه حرب بلا حدود.
وكما هو الحال في أفغانستان، تنظيم الدولة مكروه حتى من قبل حركة طالبان، ومع ذلك "لا يزال هذا التمرد قائما مثل بعض الفيروسات المخيفة".
المصدر : ديلي تلغراف
========================
التايمز: جيش بوتين الخاص يدفع ثمنا باهظا للنجاحات في سوريا
في صحيفة التايمز تقرير عن دور "المرتزقة الروس" في النزاع المسلح الدائر في سوريا، اعده توم بارفيت، من موسكو.
يعتقد أن آلاف الروس المرتزقة قد حاربوا في سوريا، من أجل تقليل الإصابات في صفوف الجيش الروسي، حسب المقال.
وقد حارب مقاتلو شركة المرتزقة المعروفة باسم "فاغنر" إلى جانب قوات الجيش الروسي ضد خصوم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقتل 150 شخصا على الأقل من هؤلاء، ويشكو أقرباؤهم من أنهم لم يعرفوا شيئا عن مصيرهم.
ويعتقد أن 1500 - 2000 من المرتزقة الروس، أي نصف عدد الجيش الروسي النظامي في سوريا، قاتلوا هناك، مع ذلك فإن وزارة الدفاع الروسية تنفي وجودهم داخل سوريا.
ولعب مقاتلو فاعنر دورا هاما في المعارك ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول رسلان يافييف، وهو ناشط من موسكو حقق في موضوع المرتزقة "الهدف من استخدام هذه المجموعة إلى جانب القوات السورية هو السماح للجيش السوري بتقليل خسائره".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن مؤخرا نيته تقليد عدد العسكريين الروس العاملين في سوريا.
ويقول لافييف الذي يدير مجموعة يسمونها "فريق استخبارات النزاعات" إن بوتين يهدف من استخدام مسلحي فاغنر إلى أن يتباهى أمام الأمريكيين بقلة عدد الضحايا بين أفراد قواته مقارنة بالجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان.
ووفقا للإحصائيات العسكرية فقد قتل العشرات من جنود الجيش الروسي في سوريا.
وقد حاول لافييف وزملاؤه الوصول إلى أعداد القتلى في صفوف مسلحي فاغنر بمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي والتحدث إلى أهالي المسلحين.
ويطلب من أهالي قتلى غاغنر التزام الصمت، ويحصلون على تعويض مالي فدره 38 ألف جنيه إسترلينيي ، ومع ذلك يتحدث البعض.
========================
ميدل إيست آي :ديفيد هيرست: عام 2017.. "انتصارات" بنشوة زائفة
بعد عام من الأحداث الدرامية المتلاحقة، يصحو أولئك الذين ظنوا أن بإمكانهم إعادة ترتيب الشرق الأوسط ليصبح على الصورة التي يتمنون وبالطريقة التي تعود عليهم بالربح، على الصداع الذي جلبوه إلى أنفسهم.
ثلاثة أحداث حددت معالم الشرق الأوسط في عام 2017، صور كل واحد منها على أنه نصر عسكري مؤزر، أو عمل إصلاحي جريء.
كان النجاح كـ"المادة المسكرة" في تأثيرها في دماغ المنتصر، أما النشوة الناجمة عن ذلك فلم تدم طويلًا. وكل حدث من هذه الأحداث أطلق بدوره العنان لتغير في التحالفات الإقليمية لم يكن ليخطر ببال.
وبعد مرور عام، يبدو صباح اليوم التالي أقل بهجة في أعين المحركين والمدافعين لهذا العالم العربي الجديد والشجاع عما كان عليه الحال في الليلة الفائتة.حرب بالخيار
أول نصر تحقق في ذلك العام كان من نصيب الروس الذين استعادوا السيطرة على حلب في الأيام الأخيرة من عام 2016.
لقد احتفل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتنصيب نفسه الحاكم الإمبريالي الجديد لسوريا بالمشي مخلفًا وراءه بشار الأسد، الرئيس السوري الذي يتفضل عليه بوتين بإنقاذه.
حصل ذلك في استعراض عسكري داخل قاعدة حميميم في اللاذقية. ربما دون وعي من بوتين، كان المشهد نسخة طبق الأصل من استعراض لحاكم روماني قديم.
كانت سوريا، بالنسبة لبوتين، حربًا بالخيار، فروسيا ليس لها حدود مشتركة مع أي دولة عربية، وكان بإمكانها أن تترك دمشق تسقط دون أن يمسها ذلك بسوء، إلا أن بوتين قرر أن يقحم نفسه بقوة عسكرية كانت في حينه موضع سخرية من حلف الناتو، على اعتبار أنه يقوم بمغامرة بلا هدف.
لكنه أراد أن يثبت فكرة، ليس فقط بشأن قوته الجوية، ولكن أيضًا بشأن النظام الدولي الجديد، مفادها أن أمريكا لم تعد تملك احتكار الخيار العسكري، ولا تملك حق الاعتراض على الخيارات العسكرية للآخرين. ولقد أثبت ذلك فعلًا.
إلا أن العواقب الاستراتيجية لذلك التدخل لم تكن بالبساطة التي يمكن لروسيا المنكمشة، والبقية الباقية من القوة العسكرية الكونية التي كان الاتحاد السوفيتي يومًا يملكها، أن تتحملها منفردة، ولذلك ما لبث بوتين أن اكتشف أنه بحاجة إلى حلفاء.
بات الأسد الآن عبدًا لسيدين: روسيا وإيران، رغم أن مصالح البلدين تتباين، وبشكل خاص بشأن مصير الرئيس السوري، وفي هذا خالف الأسد النهج الذي كان يلتزم به والده من قبل.
فقد كان حافظ الأسد يحتفظ بعلاقات قوية مع إيران وأمريكا في الوقت نفسه، وساعد جورج بوش الأب ضد منافسه البعثي صدام حسين في حرب الخليج الأولى.
لقد حافظ الوالد على استقلال بلده؛ بينما فرط ابنه في ذلك الاستقلال، وبرز حافظ الأسد في صورة الحاكم القوي؛ بينما يظهر ابنه في صورة المشلول.
يحتفظ بوتين الآن بقاعدتين دائمتين على ساحل البحر المتوسط، ولكنه في الوقت نفسه يجد يديه مغلولتين بالحطام والدمار الذي آلت إليه سوريا. ولو كان الاتحاد السوفيتي قد أنفق مالًا في الشرق الأوسط، ها هي روسيا الفيدرالية تأتي لتجنيه.
وفي هذا السياق لا تُجدي بوتين نفعًا طائراته المقاتلة، فهو بحاجة إلى الاستقرار، تلك السلعة المستعصية التي لا هو ولا إيران يملكان توفيرها لملايين السوريين الذين سعوا لإنهاء حكم سلالة الأسد، والذين فقدوا كل شيء في هذه الحرب.
ولذلك فإن موسكو وطهران كليهما تحتاجان إلى تركيا. أما إيران فتحتاج تركيا لإحداث توازن مع روسيا وللتواصل مع العالم السني. في الوقت نفسه تسعى إيران جاهدة لإصلاح الأمور بينها وبين حماس، وبينها وبين الإخوان المسلمين في تركيا بعد الأضرار التي نجمت عن تدخلها في سوريا.
وإذا ما أرادت روسيا تحقيق مكاسب من استثمارها في سوريا، على شكل مبيعات سلاح وإقامة مفاعلات نووية، فإنها هي الأخرى بحاجة إلى القفز فوق الانقسام الطائفي.
المعسكر المنافس
في المقابل، تحتاج تركيا إلى كل من روسيا وإيران، وخاصة بعد أن فصلت نفسها، على الأقل من الناحية النفسية، عن الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من أن كل واحدة من هذه الدول لديها أجندة مختلفة في سوريا، إلا أنها في الوقت الحالي تقف في مواجهة مصير واحد، وتتصدى لخصوم مشتركين.
بدأ بوتين يدرك أن ثمة فرقًا كبيرًا بين أن تخرج أمريكا والسعودية من سوريا، وأن تصبح سيد حرب أهلية بالية. ما من شك في أن ثوار سوريا تلقوا ضربات قاصمة تحت وطأة سلاح الجو الروسي، ولكن ما زال جمر النزاع متقدًا تحت الرماد.
وأما النصر الثاني فأحرزه المعسكر المنافس الذي يتكون من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وتمثل في ما حصل عليه دونالد ترامب في الرياض من ترحيب وإشادة.
كان يفترض أن يبشر ذلك بانطلاق تحالف جديد بين الدول العربية السنية "المعتدلة" في مواجهة إيران، والإسلام السياسي، وأي تمرد محلي، أو أمير منافس يتحدى طغيانهم.
يبدو هذا التحالف على الورق ممسكًا بالأوراق كافة: أضخم صناديق ثروة سيادية، وأكبر جيوش، وحراس شخصيين غربيين، و"هاكرز"، ومساندة إسرائيلية. أما في الواقع، فإن تحالف الطغاة المعاصرين يعاني من العمى، وتحجب عنه الرؤية سحب من خداع الذات.
ما الخلل الذي يمكن أن يحدث؟
كانت خطتهم، مثلها في ذلك مثل ثروتهم، غاية في العظمة والأبهة. ولم تكن تقتصر فقط على شغل الفراغ الذي سيوجده انسحاب أمريكا بوصفها قوة هيمنة إقليمية في القرن الحادي والعشرين، وإنما للسيطرة على الاتصالات والمواصلات والتجارة في كل المنطقة المحيطة بالعالم العربي السني، من خلال المواني والجزر وخطوط التجارة بدءًا من خليج عمان باتجاه قناة السويس غربًا وباتجاه إفريقيا جنوبًا، في ما يعدّ تشكيلًا جديدًا لنمط من الإمبراطوريات المحمولة بحرًا، التي كانت سائدة في القرن السادس عشر.
كان لزيارة ترامب ما بعدها، إذ توالت سلسلة من الإجراءات غير المسبوقة. بادئ ذي بدء فرض الحصار على قطر، ثم أطيح الأمير محمد بن نايف، أكبر أبناء عم محمد بن سلمان سنًّا، ثم جاءت حملة التطهير التي شنت على الأمراء، وبعد ذلك صدر الأمر لرئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، بالاستقالة من منصبه، ثم صدرت تعليمات للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بالتنازل عن القدس الشرقية وعن حق العودة، أو التخلي عن موقعه لمن لديه الاستعداد لأن يقدم على ذلك.
كانت كل رمية لحجارة النرد تكشف عن العقلية السلطوية للرجال الذين أرادوا الهيمنة على المنطقة، رجال لا يبالون لا بالرأي العام ولا بالمحاسبة ولا بالتاريخ ولا بالدين ولا بالثقافة ولا بالهوية. كل هم هؤلاء الرجال هو أن يحكموا ويملكوا ويصدروا الأوامر، وكل ما عداهم إنما وجد ليدين لهم بالولاء والطاعة.
إعلان ترامب
والآن ننتقل إلى الحدث الثالث والأخير.
فبعد مرور 100 عام على إعلان بلفور، خرج ترامب على الناس بإعلان خاص به: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ولئن كان الحدثان الأول والثاني قد ولدا هزات، فإن الحدث الثالث أطلق كمًّا هائلًا من الطاقة تكفي لإحداث زلزال.
كان من جراء ذلك الزلزال أن اثنين من حلفاء واشنطن العتيقين، ملك الأردن عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينية عباس، قفزا من السفينة على الملأ. مد ملك الأردن يده إلى تركيا وسوريا وإيران؛ بينما أعلن عباس أن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة للقيام بدور الوسيط.
ثم تحولت الحرب الصامتة بين تركيا والإمارات إلى حرب صاخبة، وذلك بفضل تغريدة حولت العلاقة بين البلدين إلى مباراة في الصياح المتبادل.
وذلك أن وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد آل نهيان، أعاد نشر تغريدة تتهم فخر الدين باشا، الحاكم العثماني الذي دافع عن المدينة المنورة في مواجهة القوات البريطانية، بسرقة ممتلكات السكان المحليين ونهب الآثار الدينية التي كانت بجوار قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. فرد عليه أردوغان قائلًا: "أيها البائس الذي يفتري كذبًا على أجدادنا، أين كان جدك أنت بينما كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة؟".
ظل أردوغان محافظًا على وتيرة خطابه ذاك حتى عندما حل في السودان التي زارها يوم الاثنين، وأعلن منها إبرام تركيا سلسلة من الصفقات العسكرية والاقتصادية ذات الدلالة الاستراتيجية المهمة.
يمثل السودان أهمية خاصة بالنسبة لمصر، فهو بلد ضخم، وهو بوابتها إلى إفريقيا، وما لبث يسعى لإصلاح علاقاته مع المملكة العربية السعودية على مدى العامين الماضيين.
وتوقف خلال تلك الفترة عن التعاون مع كل من تركيا وقطر، وكان لذلك وقع شديد على الميليشيات الإسلامية في مختلف أرجاء ليبيا، إلا أن السودان اليوم بصدد الانتقال من خندق إلى آخر.
الرسالة السودانية
كنت قد كتبت من قبل عن أن السودان بدأ يناله الإرهاق بسبب دوره في اليمن، إذ يزود قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بأكبر عدد من العناصر المقاتلة التي تشكل قواته البرية هناك. واليوم، هناك تقارير غير رسمية تفيد بأن السودان بدأ فعلًا بسحب جنوده من اليمن.
قبل أيام قليلة من زيارة أردوغان، أبلغ السودان الأمم المتحدة باحتجاجه على اتفاقية الحدود البحرية بين السعودية ومصر، التي وافقت مصر بموجبها على التخلي عن جزيرتي البحر الأحمر غير المأهولتين، تيران وصنافير، وذلك لاعتباره أن الاتفاقية داست له على طرف، إذ اعترفت السعودية بموجب هذه الاتفاقية بأن منطقة مثلث حلايب الحدودية المتنازع عليها بين مصر والسودان هي جزء من مصر.
كانت زيارة أردوغان بمنزلة فرصة سانحة أمام السودان لتوجيه رسالة إلى الرياض والقاهرة. فقد أعلن الرئيس التركي أنه استلم جزيرة سواكن في شرق البحر الأحمر ليقوم بإعادة إعمارها. تحتوي الجزيرة على أطلال ميناء بحري عثماني ليس له حاليًا أي استخدام بحري استراتيجي مهم.
إلا أن الاتفاقية العسكرية التي أبرمت خلال الزيارة نفسها بين رؤساء أركان كل من تركيا وقطر والسودان على درجة كبيرة من الأهمية.
فهم السعوديون الرسالة القادمة من السودان، حتى إن صحيفة عكاظ وصفت قرار السماح لتركيا بإعادة إعمار الجزيرة بأنه "تهديد سافر للأمن القومي العربي".
وقالت الصحيفة: "تسعى تركيا لفرض هيمنتها على منطقة القرن الإفريقي، من خلال تقديم المساعدة العسكرية، وإقامة القواعد لنفسها في بلدان إفريقيا".
وأضافت: "تمثل إقامة قواعد عسكرية في السودان تهديدًا صريحًا للدولة المصرية، وذلك على خلفية العلاقات المتوترة بين القاهرة وأنقرة، وتصاعد النزاع المصري السوداني بخصوص حلايب والشلاتين".
صباح اليوم التالي
إذن، كيف يبدو الشكل الجديد للعالم العربي بعد عام من الأحداث الدرامية المتتابعة؟ لقد تقلص مجال النفود الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية. بدأ العام المنصرم والمملكة العربية السعودية تترأس مجلس التعاون الخليجي بأعضائه الستة، التي ما لبثت أن دعت 55 زعيمًا من الأقطار ذات الأغلبية المسلمة للاستماع إلى ترامب، وهو يعظهم ويحاضر فيهم حول الإسلام المتطرف.
ثم انتهى العام بنزيف حاد في ذلك الدعم، حتى إن السعودية فقدت نفوذها في لبنان بالكامل.
وكما قال أحد السياسيين السنة، لو أن إيران أنفقت مليارات الدولارات سعيًا منها لتحويل الرأي العام في لبنان ضد المملكة العربية السعودية، لما تمكنت من تحقيق إنجاز أفضل مما يسره لها السعوديون أنفسهم من خلال إجبارهم سعد الحريري على الاستقالة من منصبه.
يعتقد محمد بن سلمان أنه طالما ضمن وقوف ترامب وإسرائيل إلى جانبه فلا شيء آخر يهم، إلا أن حسبته تلك ناجمة عن ثلاثة أخطاء جسيمة.
أما الخطأ الأول فهو افتراض أن ترامب سيستمر في رئاسة الولايات المتحدة، وهي الفرضية التي يدحضها ستيف بانون، ضمن آخرين، إذ أخبر مجلة فانيتي فير بأنه لا يمنح ترامب أكثر من نسبة 30% في أن يفلح في تجنب الإنهاء المبكر لفترة رئاسته الأولى، إما بسبب توجيه الكونجرس اتهامًا له بالخيانة، وإما بسبب قرار عزل له تصدره الإدارة؛ تفعيلًا للتعديل الخامس والعشرين في الدستور. ودون ترامب ستؤول إلى ركام كل خطط ابن سلمان العظيمة.
وأيًّا كان الرئيس الذي سيخلفه، فإنه لن يسمح بالاستمرار في هذا الطريق المدمر نفسه.
وأما الخطأ الثاني فيتعلق بنظرته إلى إسرائيل، وما من شك في أن الإسرائيليين أكثر فطنة وحنكة ودارية وأصوب قراءة لما يدور في واشنطن مقارنة بحال السعوديين السذج والمبتدئين.
وهذا ما يفسر مسارعة الإسرائيليين إلى خلق مزيد من الحقائق على الأرض، ووضع آخر لبنات في جدار المستوطنات التي يقيمونها حول القدس.
رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، رجل في عجلة من أمره، لا يريد فقط استكمال ضم القدس الكبرى، وإنما يريد أيضًا الحصول على توقيع ترامب على ذلك؛ بينما لا يزال في السلطة.
وأما الخطأ الثالث في خطة ابن سلمان فيتعلق بالقدس. وذلك أن إعلان ترامب بشأنها أدى ما بين عشية وضحاها إلى إعادة الاعتبار إلى القضية الفلسطينية، التي تراجع الاهتمام بها بسبب الانتفاضات العربية التي انطلقت عام 2011، والثورة المضادة التي جاءت من بعد، ووضعها تارة أخرى في الصدارة باعتبارها القضية المركزية، ولم تعد سوريا هي الموضوع الرئيسي.
ونتيجة لذلك، لم يعد أمام الفلسطينيين من خيار سوى إشعال انتفاضة ثالثة. ولقد حذر مسؤولو الأمن الإسرائيليون قادتهم السياسيين من المزاج السائد في الميدان، وقالوا لهم إن مستويات التوتر في قطاع غزة تذكرهم بالأوضاع التي كانت سائدة عشية الحرب التي شنت على غزة في عام 2014.
ولعل ذلك ما ينتظر عام 2018؛ بل لقد أدى صعود طاغية سعودي جديد متمثل في ابن سلمان، بما لديه من طموح في أن يصبح سيد المنطقة، إلى تنشيط المعسكر القطري وتفعيله، الذي يتمتع الآن بمساندة عسكرية تركية وسودانية، وبدعم لوجستي من إيران.
المهم أن القضية الفلسطينية عادت إلى الصدارة، وباتت هي مركز التباينات بين المعسكرين، وفي هذه الأثناء عاد الإسلام السياسي لاعبًا قويًّا، ولا أدل على ذلك من أن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وبعدما لم يبق في أياديهما شيء من الأوراق في اليمن، راحا يغازلان زعماء التجمع اليمني للإصلاح. كما أن أنصار الإسلام السياسي أظهروا ما لديهم من قوة من خلال المسيرات الاحتجاجية التي نظمت في الأردن وحول العالم بشأن قضية القدس.
بدأ العام المنصرم بحالة من الغرور القاتل لدى أولئك الذين ظنوا أن بإمكانهم إعادة ترتيب الشرق الأوسط، ليصبح على الصورة التي يتمنون، وبالطريقة التي تعود عليهم بالربح. أما الآن فها هم يصحون من غفوتهم على أوجاع الصداع الذي جلبوه إلى أنفسهم.
ترجمة "عربي21" عن موقع ميدل إيست آي
========================
الصحافة الروسية والعبرية والفرنسية :
نيزافيسيمايا غازيتا: الولايات المتحدة تعد حربا جديدة ضد الأسد وتضخ مزيدا من السلاح في سوريا.. نحو حرب أهلية واسعة
 الولايات المتحدة تعد حربا جديدة ضد الأسد”، عنوان مقال فلاديمير موخين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، عن مصادقة واشنطن على خطة لتزويد الأكراد السوريين بأسلحة بمئات ملايين الدولارات.
وجاء في المقال أن خطوات روسيا بشأن عملية السلام في سوريا يمكن أن تحبط تماما من جانب الولايات المتحدة التي لها مصالحها الخاصة في الشرق الأوسط. فقد أفادت مصادر عربية وكردية بأن الرئيس دونالد ترامب وافق على خطة شراء أسلحة بقيمة393  مليون دولار لقوات سوريا الديمقراطية.
ويضيف المقال أن هذه المعلومات تتناقض مع تأكيدات رئيس البنتاغون، جيمس ماتيس، أن الولايات المتحدة، بعد هزيمة “الدولة الإسلامية”، لن تسلح وحدات حماية الشعب الكردية. ومن الواضح أن تفسيرات واشنطن بشأن هذه المعلومات ستطالب بها السلطات التركية في المقام الأول، والتي تعتبر الوحدات الكردية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني إرهابية.
ووفقا للمقال، يظهر تحليل الوضع في سوريا وحولها أن خطر نشوب حرب أهلية واسعة النطاق ما زال قائما في البلد. وهيـ أي الحرب، مرتبطة، على وجه التحديد، بحقيقة أن واشنطن سوف تستمر بتسليح المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في العام 2018.
وينقل عن “ديلي نيوز الأمريكية تأكيدها أن المساعدات العسكرية للمعارضة السورية ستبلغ 500 مليون دولار في ميزانية الدفاع التي وقعها ترامب للعام المقبل، حيث تعتزم واشنطن، بالإضافة إلى إمدادات الأسلحة (393 مليون دولار)، مواصلة تدريب المسلحين السوريين بكلفة تفوق 100 مليون دولار.
ووفقا لـ"ديلى نيوز" فان عدد المقاتلين في وحدات المعارضة التابعة للولايات المتحدة سيصل في العام القادم إلى أكثر من 30 الف مقاتل. "هذا جيش كامل قادر على إطلاق حرب أهلية واسعة النطاق ضد نظام الأسد"، كما جاء في المقال. ويأتي الحديث على القوات التي تنظمها تركيا وتدعمها لمواجهة الأكراد. "فقد ذكرت وسائل الإعلام، في اشارة الى مصادر تركية، أمس- يقول كاتب المقال- أن زعماء أكثر من 50 من العشائر السورية اجتمعوا في الريحانية (تركيا)، حيث "جرى نقاش التعاون مع القوات المدعومة من أنقرة للقتال ضد الحكومة السورية والقوات الكردية".
وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من سحب جزء كبير من القوات العسكرية الروسية من سوريا، واصلت القوات الجوية الروسية ضرباتها المكثفة أمس على معارضي الأسد في محافظات دمشق وإدلب وحمص. ووصف الرئيس فلاديمير بوتين الضربات في اجتماع لمجلس الأمن الروسي، يوم الاثنين، بالنقطية المركزة. ويفهم من كلماته، أنه لا يستبعد أن يزداد عديد القوات الروسية في سوريا مرة أخرى. (روسيا اليوم)
========================
يديعوت :إيران على حدود إسرائيل
بقلم: ناحوم برنياع
يوم الاثنين، في الاول من كانون الثاني، سيضع اللواء احتياط عاموس يدلين، رئيس معهد بحوث الامن القومي، على طاولة رئيس الدولة التقويم الاستراتيجي للمعهد للعام 2018. في السنوات الاخيرة قدر المعهد بان احتمالات الحرب التي تكون اسرائيل مشاركة فيها، متدنية للغاية، بل تكاد تكون صفرا. اما الوضع فقد تغير، كما سيقول يدلين. فحين تكون ايران ترابط بقوات لها في مواجهة اسرائيل في الجولان، وحين تعلن اسرائيل بانها لن تسمح لهذه العملية أن تحصل، يتعاظم احتمال الحرب.
في العالم توجوا بوتين كالمنتصر الاكبر للعام 2017، ولكن من ناحية اسرائيل فان المنتصرة هي ايران. مع بوتين نتدبر أمرنا، وكذا مع الاسد. ولكن خامنئي هو جوزة قاسية. سنة تنتهي بتثبيت وجود عسكري ايراني على حدود اسرائيل لا يمكنها أن تعتبر سنة طيبة.
2017 تترك خلفها إرثا غير طيب في عدة مسائل اخرى، دولية ومحلية. هذا لن يمنع مركز "الليكود" من الاحتفال في نهاية السنة، غدا، في قاعة أفنيو في ايربورت ستي. "هم سيواصلون الكتابة عن السيجار؛ نحن سنواصل كتابة التاريخ"، هكذا سجل على الدعوة الاحتفالية. عمليا، يدور الحديث عن جولة اخرى، الجولة الثالثة أو الرابعة، في المعركة التاريخية بين نتنياهو وميني نفتالي. في الجولة السابقة كانت الذريعة هي عيد الحانوكا. أشعلنا الشموع في "كفار همكابيا" وأعلنا بان الشرطة من تنك. في هذه الجولة سنحتفل باليوم المقدس المسيحي السلفستر، توقيت مسل جدا لحزب باع ناخبيه للاحزاب الاصولية. وسيبدأ الاحتفال في السادسة مساء. في الثامنة سنشتم ملتشن وفي منتصف الليل سنفتح زجاجات الشمبانيا الوردية.
في 20 كانون الثاني 2017 أدى دونالد ترامب اليمين القانونية، الرئيس      الـ 45 للولايات المتحدة. والفرضية هي أنه سيتصرف مثلما تصرف أسلافه، سينتقل من الاطراف الى المركز، يصالح الخصوم، يتصرف رسميا، ورئاسيا. حصل عكس كل هذا. حتى اليوم لم يحسم السؤال هل ترامب هو عبقري يفهم أكثر من الجميع ما في قلوب ناخبيه أم أنه مجنون القرية. لا يوجد أميركي لم يحدد بعد رأيا قاطعا لا لبس فيه عن الرجل. وتتراوح الاراء من الاعجاب الذي لا حد له الى المقت الجسدي. في الوسط تتراكض المؤسسة الجمهورية، التي ترى فيه أحيانا خطراً وجودياً واحيانا اخرى غبيا.
ترامب هو الرئيس الرابع على التوالي الذي يعتبر غير شرعي في نظر جزء كبير من الأميركيين. وقد تجاوزت المعارضة الخلاف على الفكر او السياسة. وهي تعتمد على اساس اخلاقي. كلينتون كان في نظر كارهيه خائنا وفاسدا؛ بوش 2 سرق الانتخابات؛ اوباما متخف: فقد ولد بلون الجلدة غير الصحيح، في الدولة غير الصحيحة وفي الدين غير الصحيح. سحابة اللاشرعية عذبت كلينتون، بوش، واوباما. اما ترامب فهي تشعل ناره. لست غير الشرعي، يعلن لنصف الأميركيين، ان لم يكن لمعظمهم: أنتم غير شرعيين. ترامب ليس الشعبوي الاول الذي بنى على التحريض ضد اجزاء من السكان؛ هو الشعبوي الاول الذي يبني على التحريض ضد الاغلبية.
متلازمة ترامب أثرت على اسرائيل بطرق مختلفة ومفاجئة. سياسته الخارجية تلخصت في شعار "أميركا أولا". من ناحية الأميركيين، كانت النتيجة حل الاتفاقات التجارية مع كندا والمكسيك ومع دول جنوب شرقي آسيا، الهجوم على الصين، الذي استبدل بالاستسلام والانبطاح، تهديدات الحرب تجاه كوريا الشمالية، اضعاف الناتو، وتسليم الشرق الاوسط واوكرانيا الى ايدي بوتين. انسحاب الولايات المتحدة من مكانتها ومسؤوليتها كقوة عظمى بدأ في عهد اوباما. لقد أكثر ترامب من التغريد ضد سلفه، ولكنه عمليا تبنى سياسته. الضرر الفوري، من ناحيتنا، كان الانتصار الايراني في سورية، الذي تحقق بالمساعدة المباشرة من أميركا وتجسد بسبب غيابها. في المكان الذي احتجنا فيه الى أميركا في 2017 اختارت الغياب.
في كل ما يتعلق بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني عمل ترامب في 2017 كعظيم اصدقاء حكومة اسرائيل. كل من يؤمن بان النزاع هو لعبة محصلتها صفر، إما نحن أو هم، يجب أن يغني له اغاني المجد، وان يسمي على اسمه محطة قطار خفيف، ويسمي مستوطنة على اسمه. تعيين كوشنير وغرينبلات، خطة السلام التي ماتت في ولادتها والنهاية العظمى، الاعتراف بالقدس كعاصمة، منح كل هذا حكومة اسرائيل فترة زمنية معفاة من الضغوط. وانتقلت المسيرة السلمية من الثلاجة الى الفريزر. كما أن الدفاع عن اسرائيل في المؤسسات الدولية اجتاز تحولا. فلم يعد هذا دفاعا سلبيا من خلال الفيتو في مجلس الامن، بل دفاع ناشط، من خلال التهديد بالعقوبات المالية، المقاطعة، والانسحاب. ان العناق الأميركي حار ودافئ ومقيد. ومن شأنه ان يتبين كعناق دب. "اليونسكو" مثلا. فالانسحاب من "اليونسكو" لن يضر أميركا في شيء، أم اسرائيل فهو سيضر بها بل سيضر جدا. ولكن عندما تعلن أميركا أنها ستنسحب كاحتجاج على التصويت ضد اسرائيل، لا يكون امامنا مفر غير السير في اعقابها. لقد تأخر نتنياهو قدر ما يستطيع، ولكن في النهاية اعلن أننا سننسحب في نهاية السنة القادمة.
التقت شعبوية ترامب بنا في مكان آخر، بعيد جدا عن نزاعات الشرق الاوسط. والمواد الصلبة في الحركة التي حملها ترامب على ظهره، مصابة بالعنصرية واللاسامية. في طرفه تصعد مزدهرة ميليشيات نازية جديدة. والخليط بين الاراء اللاسامية والدعم المتحمس لاسرائيل وحربها ضد المسلمين هو ظاهرة سائدة في اوروبا. رئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان، يقف على رأس حركة كهذه، تأسست في العهد النازي، وهكذا ايضا مستشار النمسا الشاب، سباستيان كورتس. والجديد هو في دخول هذه الحركات الى التيار المركزي، المشروع، للسياسة الأميركية، برعاية ترامب ومقربيه. معظم اليهود في أميركا يتعاملون مع هذه الظاهرة كتهديد وجودي. أما حكومة اسرائيل فغير مبالية.
ان التأثير الاكبر لترامب على حياتناـ هذه السنة، كان في تبني الترامبية كأمر عادي.
عن "يديعوت"
========================
لوموند: كيف ترسخ إيران نفوذها في سورية بعد القضاء على "داعش"؟
الحرب التي اندلعت في شهر يونيو/ حزيران 2014 ضد تنظيم "داعش" الإرهابي أتاحت لإيران توسيع تأثيرها في سورية والعراق، تلك الخلاصة التي يحاول مقال طويل في صحيفة "لوموند" تحليل مساراتها. وينطلق المقال من تخصيص صحيفة "أفكار" الإيرانية غلافها للجنرال قاسم سليماني، بهذا العنوان الموارب: "الملك سليمان"، مبرزة صورة للمسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، أثناء زيارته لمنطقة البوكمال السورية.
وكان الجنرال الإيراني على رأس قوات ساهمت في طرد تنظيم "داعش" من آخر مدينة في سورية، وهو ما عبّرت عنه صُوَر "سيلفي" تبادلها جنودُ هذه القوات مع قوات عراقية حليفة على الحدود مع سورية. وترى الصحيفة الفرنسية أنه بعد ثلاث سنوات من القتال ضد "داعش" في هذين البلدين، منح الجنرال الإيراني نفسَه شرَف الإعلان عن "نصر" نهائي ضد التنظيم المتطرف، في رسالة "مفتوحة" موجهة إلى المرشد الأعلى الإيراني.
وكانت صحيفة "جافان"، المقربة من الحرس الثوري، قد نشرت قبلها بأيام، مقالاً يُلخّص رِهان هذه المعركة، حين كتبت: "إن تحرير البوكمال يعني الانتهاء من المسلك البري للمقاومة، الذي سيفتح أمام طهران ممراً برياً إلى البحر المتوسط وإلى بيروت: إنه حدث كبير في تاريخ إيران الألفي". وهو ما جعل صحيفة "لوموند" ترى ما بين سطور النص "حنيناً إمبراطورياً".
هذا المسلك البري يربط بين ثلاث عواصم عربية تحت التأثير الإيراني: بغداد، دمشق، بيروت، ضمن محور مُوجَّه نحو البحر المتوسط. ويتعلق الأمر بمنطقة نفوذ أكثر مما يتعلق بطريق سيّار حقيقي، كما يحلو لبعض المعلقين في طهران أن يقول. وتتعجب صحيفة "لوموند" الفرنسية من ورود "هذه التعبيرات ذات الرنة الكولونيالية في صحيفة إيرانية".
وتعود الصحيفة الفرنسية إلى الماضي، حين أطلق العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، تعبير "الهلال الشيعي"، بعد سقوط صدام حسين، سنة 2003. وتكتب أن "الهلال" مثل "المسلك"  تقريباً، الأمر سيان؛ أي صعود كبير لقوة إيران، المتنافسة مع ممالك الخليج العربي. وتضيف بأن الإيرانيين يطرحون، بإلحاح، منذ سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، "محور المقاومة لإسرائيل، العدو الأصلي، وللولايات المتحدة، وحلفائها العرب في الخليج". 
وترى الصحيفة الفرنسية أن عناصر "داعش" أوشكوا أن يدمروا، سنة 2014، هذا المخطط الإيراني الكبير، حين اكتسحوا محافظات تقطنها غالبية من السنّة في العراق. وكانت بغداد وكردستان، حينها، مهددتين، فأرسلت إيران على الفور مساعدتها ومستشارين عسكريين وأسلحة. أما الولايات المتحدة الأميركية، التي سحبت قواتها من هذا البلد سنة 2011 والتي سمحت لإيران أن تفرض نفسها كقوة وصيّة، فانتظرت ثلاثة أشهر قبل أن تقرر التدخل.
كان تنظيم "داعش"، كما يرى معدّ التقرير، يمثل بالنسبة للإيرانيين "تهديداً وجودياً"، ولكن ما إن تجاوزت إيران فزَعَ الأشهر الأولى حتى منحتها هذه الحربُ فرصة تاريخية. فالدعوة التي أطلقها علي السيسيتاني للتعبئة ضد "داعش"، في يونيو/ حزيران 2014، منحت للمليشيات العراقية الوفية لإيران فرصة التقدم كطليعة لاستعادة الأراضي.
هؤلاء "الأوفياء" (أفراد المليشيات الشيعية) الذين تكوّنوا مطلع الألفية الثانية خلال مقاومة الاحتلال الأميركي، ثم في الحرب الأهلية التي نشبت إثر ذلك؛ كان العراقيون، إلى وقت قريب، يَعتبرونهم "مُجرمين ومثيري فتن"، كما تشرح الصحيفة، "ولكن السيستاني، الذي لا يحبهم، منحهم بركته، فحصلوا على شرعية وطنية، وبعد ثلاث سنوات من الحرب هزموا خلافة داعش".
وبعد أن عادت الحكومة العراقية إلى المناطق السنية في البلد، فإن وجود هذه المليشيات الشيعية رسم محيط منطقة تأثير إيرانية جديدة بصدد التشكل، وهي تمتد من محافظة ديالى، على الحدود الإيرانية، إلى محافظة الموصل، المتاخمة لسورية. وهي تغطي قطاعات سنية في أغلبها، أو مختلطة تمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي، على تخوم إقليم كردستان. تلك ما تصفها "لوموند" بـ"المراحل الأولى من المسلك الإيراني في الشرق الأوسط".
وهنا، يقول عضو استخبارات كردي عراقي وثيق الصلة بالنظام الإيراني، للصحيفة الفرنسية: "إن إيران ورجالها في العراق، من الناحية السياسية، هم الفائزون الرئيسيون في الحرب ضد داعش"، ويضيف: "في المناطق المحرَّرة، تختار المليشيات المؤيدة لإيران زعماء القبائل أو الوجهاء المحليين، الذين ينشئون مجموعاتهم المسلحة الخاصة بهم في إطار الحشد الشعبي، وهو ما يسمح لهم بإدارة المؤسسات المحلية، مقابل خدمة المصالح الإيرانية. وفي المناطق التي تنهشها الصراعات، لا يوجد حلّ من أجل الحصول على راتب سوى العمل في المليشيا المحلية".
أرخبيل من الأقليات الشيعية
ترى الصحيفة، كذلك، أن إيران تنشر استراتيجية تأثيرها، أحياناً، على مستوى "ميكروسكوبي"، أي داخل القبيلة والبلدة أو الحي، وتسهر على ذلك الكوادر العليا لـ"الحشد الشعبي"، مثل هادي العامري وأبو مهدي المهندس. وتضيف "لوموند" أن النتائج التي يريدها العامري تكرّست في ولاية ديالى، على الحدود الإيرانية، حيث تسببت هزيمة "داعش" في إنهاء ما بدأه سنة 2003، وهو "تقليم أظافر السُنّة في هذه المُحافَظَة المختلطة".
والنتيجة، هي كما يرويها عضو استخبارات كردي مرتبط بعلاقات وثيقة مع وجوه قبليّة سنية معارضة للتوسع الإيراني: "العنصر القبلي استخدم في ديالى من قبل السنة لطرد بعض العائلات المعارضة أو للتوليف بينها. ولكن بعد هزيمة داعش، أصبح رؤساء القبائل مرغمين على الخضوع أو الرحيل". وهي سياسة جرت أيضاً في ولاية صلاح الدين، المجاورة، بعد الاستيلاء على عاصمتها تكريت، في ربيع 2015. ويضيف هذا المسؤول الكردي: "لقد سهّل القتال ضد داعش المهمة، إذ يكفي تقديم الشخصيات السنية التي لا تتحالف مع الشيعة باعتبارها داعمة للإرهاب حتى تتعرض للتهميش أو التصفية".
إذن، اعتمد المعسكر الموالي لإيران على أرخبيل من الأقليات الشيعية المتفرقة في شمال العراق، خصوصاً في المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية. وهو ما يدفع مقاتلين شيعة، لإخراج رؤوسهم، والجهر بالوضع الجديد: "قبل مجيء داعش كان الأكراد يسيطرون على المنطقة، ونحن، اليوم، مسلحون ومنظمون، ونمثل سلطة الحكومة المركزية العراقية في مواجهتهم. فإما أن يتعاونوا وإما أن يطردوا، في يوم أو آخر".
كما أن كوادر كتائب "بدر"، التي تترك مهمة السيطرة على الشوارع للجيش والشرطة العراقيين، تهتمّ بملء الفراغ السياسي الذي تركه الأكراد، حكام المدينة منذ سقوط صدام حسين، سنة 2003. وهم من سيقوم بتنظيم شبكات جديدة من الزبائنية بين القبائل السنية. في انتظار أن توطد الانتخابات المقبلة سيطرتهم على المؤسسات المحلية، وتقوي مكانتهم في المنطقة.
لمعسكر المنتصرين جاذبية
وبعد أن كان بترول كركوك تحت الهيمنة الكردية، يُصدَّر نحو تركيا عبر أنابيب، فقد وقع الآن، في قسمه الأكبر، تحت سلطة بغداد. وهو ما يدفع مدير تحرير المجلة المتخصصة "Iraq Oil Report"، بِين فان هوفيلين، إلى القول: "هذا التطور يصب في مصلحة العراق، أولًا، ثم مصلحة إيران، ثانيًا". لأن كردستان العراق "أكثر ضعفًا وأقل ارتباطًا بالمصالح التركية منذ أن أعادت الحكومة الفدرالية السيطرة على الحقول النفطية في كركوك. إنه تطور إيجابي من وجهة نظر طهران".
ولكن في اتجاه الغرب، تقطع مدينة الموصل المسار التوسعي لإيران وحلفائها نحو الصحراء السورية العراقية. فالمعقل السني، وهو ثاني مدينة في العراق، والعاصمة السابقة لـ"داعش"، لم يكن لقمة سهلة، ودامت معركة استعادته تسعة أشهر.
وتتحدث الصحيفة الفرنسية عن خليط من المليشيات التي شاركت في معركة الموصل، التي تشتغل لديها الأيديولوجية الإيرانية بشكل سريع، والتي أصبح أفرادُها يُقسمون بوفائهم للمرشد ولعقائد الثورة الإيرانية. كما أن إيران، باعتمادها على حكام محليين، تستطيع أن تلعب دورَ الوسيط، وتساهم في حل الصراعات التي لا يمكن تلافيها بين شركائها.
مواقف الرئيس ترامب
لم يُخفِ دونالد ترامب، منذ وصوله إلى البيت الأبيض، إرادته في طرد التأثير الإيراني من المنطقة. ولكن لم يظهر للعلن أي إجراء محسوس في العراق، ولا في سورية، على الرغم من نشر الولايات المتحدة للقوة الجوية الرئيسية في المنطقة ضد "داعش" الإرهابي. وهذه القوة النارية تنتظر أن تصوغَ أميركا سياسة جديدة من أجل سورية، بداية 2018.
ولكن دبلوماسيًا في باريس يصرح للصحيفة: "الصقور في الولايات المتحدة الأميركية يريدون وضع إيران في علبتها. ولكنه موقف أيديولوجي لا يعني شيئاً. ومن الطبيعي أن إيران تمارس تأثيراً".
تأثير إيران و"حزب الله" في أوضاع سورية
هذا التأثير، كان ثمرة خمس سنوات من دعم إيران لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، ضد الثورة، إلى جانب حليفها اللبناني، "حزب الله"، الذي يستمد بقاءه من سلاح وأموال وعتاد إيران الذي يصله عن طريق سورية منذ ثمانينيات القرن الماضي. وتكتب الصحيفة الفرنسية، نقلاً عن نائب إيراني سابق، هو إسماعيل كوثري، أن نصر الله سافر إلى طهران، سنة 2012، أي بعد 9 أشهر من بداية الحرب الأهلية في سورية، لإقناع المرشد بوضع كل ثقله في معركة، حُكِمَ عليها، حينئذ، بأنها خاسرة.
ومنذ هذا التاريخ، خسرت إيران 500 جندي في سورية، فيما تعتبر خسائر حزب الله أكبر: أكثر من 1200 قتيل، بحسب مركز أبحاث أميركي. إضافة إلى نحو ألف شخص من المليشيات الأفغانية والباكستانية التي تعمل تحت قيادة إيرانية، ومائة عراقي على الأقل.
ولعل دور هذه المليشيات الحاسم في سورية هو الذي جعل الجنرال الإيراني لا ينسى، في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو يعلن الانتصار على "داعش"، أن يُشيد بـ"تضحيات" القتلى من مختلف المليشيات. ولكن الصحيفة الفرنسية ترى أن الجنرال نسي أن يشير إلى أن هؤلاء حاربوا، قبل كل شيء، مُعارضي الأسد، ثم حاربوا "داعش"، في وقت متأخر، وبدرجات أقل.
وفي الوقت نفسه، تتساءل المعارضة السورية وداعموها الأجانب وإسرائيل: "هل ستسحب إيران تشكيلاتها العسكرية؟"، وهو ما عناه رئيس الحكومة الإسرائيلي، في خطابه في سبتمبر/أيلول، حين حذّر طهران من أن "إسرائيل ستتحرك من أجل منع إيران من إقامة قواعد عسكرية دائمة في سورية، تنتج فيها أسلحة فتاكة، وتفتح جبهات جديدة من الرعب ضد إسرائيل على طول حدودنا الشمالية".
ولم تتأخر التهديدات الإسرائيلية، كما تقول "لوموند"، ففي 2 ديسمبر/ كانون الأول ضربت صواريخ إسرائيلية مخازن عسكرية في مدينة الكسوة، على بعد عشرة كيلومترات جنوب دمشق. وحسب مصدر استخباراتي غربي فإن إيران بصدد تشييد قاعدة دائمة هناك، على موقع للجيش السوري.
أهداف وسياسات إيران في سورية
وتتساءل صحيفة "لوموند": "هل كانت إيران، حقًا، في حاجة إلى بذر ثكنات عند كل كيلومتر في هذا المسلك؟ وتجيب: لقد خاض مقاتلوها الحرب من دون منشآت عسكرية خاصة بهم، بالاعتماد على قواعد الجيش السوري".
وتكشف أنه "منذ سنة 2012، لم يوفر الإيرانيون جُهداً من أجل الولوج في الجهاز الأمني لهذا البلد. ومثل ما حدث في العراق، ضمّوا مليشيات سورية تعمل في مختلف الأجهزة الأمنية في دمشق".
ذلك ما يؤكده الباحث السوري خضر خضور، حين يقول: "لقد استثمر الإيرانيون في شبكات النظام. ولم يكن هدفهم هو الحفاظ على حضور عسكري، وعلى قواعد في البلد على المدى الطويل، بل الحفاظ على وجود في هذه الأجهزة".
وأما الدبلوماسي الذي سألته "لوموند" والذي لم تكشف الصحيفة اسمه، فرأى أن "الإيرانيين ليست لديهم الرغبة في اجتياح سورية، بل يأملون في أضعف حضور عسكري ممكن"، حتى ولو اضطرهم الأمر إلى ممارسة ضغوط على بشار الأسد لضمان أماكن جيدة لحلفائهم المحليين. وفي نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، أكد قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، أن الأسد يعرف أنه "مَدينٌ للمليشيات الشعبية". ويرى العسكري الإيراني، في تصريحه، الذي تورده "لوموند"، أن "الدكتاتور يدرك أن دعمهم له أصبح، من الآن فصاعدًا، لا غنى عنه"، وهو ما يعني أنه "سيمنح، بالتأكيد، صبغة مؤسسية، لهذه المليشيات، حتى تظل مفيدةً في وجه تهديدات مستقبلية".
ويأمل حرس الثورة، كما يقول جعفري، أن يقوم حلفاؤه بتأمين ورشات إعادة البناء في سورية. لأن الشركات التابعة للحرس تمتلك مُعايَنَةً مشهوداً لها في ما يخص الأشغال العمومية. وتنقل "لوموند"، في هذا الصدد، مقولة لبيير رازو، مدير أبحاث في معهد البحث الاستراتيجي في المدرسة العسكرية في فرنسا: "إن مستوى توسع حرس الثورة في سورية يطرح نقاشاً داخل الدولة الإيرانية نفسها. فبعضهم يرى أن على حرس الثورة أن يركز جهوده في إيران، إذ قام داعش بأول هجوم إرهابي له في يونيو/ حزيران، في طهران".
حزب الله
قليل من المراقبين فقط من يتوقع أن يغادر "حزب الله" سورية، ما دام أن الجيش السوري لا يزال ينقصه مقاتلون. وتكتب لوموند أن "محور المقاومة يمرّ عبر القصير، قرب الحدود اللبنانية. كما أن حزب الله حاضرٌ، أيضاً، على الطريق التي تربط دمشق ببيروت، كما يراقب، منذ فترة طويلة، المطار".
ذلك ما يعني أن "حزب الله يمتلك، بفضل حضوره في سورية، عمقًا استراتيجيًا ثمينًا في حال نشوب صراع جديد مع إسرائيل؛ ولهذا فإن حجم "الحدود" مع الدولة العبرية تضاعف، بفضل الحرب الأهلية في سورية".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، تفاوضت موسكو مع واشنطن وعمّان حول "منطقة حظر" جنوب سورية، وهو ما يمنح حدودًا لأول اتفاق أبرم في يوليو/ تموز. ذلك ما توضحه "لوموند" بكونه "يضمن لإسرائيل أن يبقى حزب الله وحرس الثورة الإيراني بعيدين عن المنطقة التي تمتد إلى حدود ثلاثين كيلومترًا من هضبة الجولان، الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية"، إلا أن إيران، كما تؤكد "لوموند": "تحافظ على روابط مع مجموعات محلية حليفة، وهو ما جعل إسرائيل تهدد بضربها".
ولا يقتصر القلق على إسرائيل، فمحللون عسكريون أميركيون يخشون أن "تطور إيران القدرة على نشر قوات لها في هذه المنطقة، من أعماق مسلكها".
وترى الصحيفة الفرنسية أنّ "هذا القلق الأميركي يدغدغ كبرياء الإيرانيين، ولكن يبدو أنه يبالغ في تقدير طموحاتهم". والسبب هو أن "القوات الإيرانية، سيئة التجهيز والمتأخرة، من الناحية التكنولوجية، بسبب عقود من العزلة والعقوبات، كما يؤكد بيير ريزو، تشكّلت في ظل منطق دفاعي". وأن إيران "تحتاج إلى جهود كبيرة من أجل سدّ فجوات هذا المسلك، الذي يتمدد في الوقت نفسه، غربًا، حتى أفغانستان".
========================