الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 31-12-2015

سوريا في الصحافة العالمية 31-12-2015

02.01.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. ساينس مونيتور: قتل الجرف رسالة من "الدولة" لناشطي سوريا
  2. ناشيونال إنترست: "التطرف الإسلامي" لا يحتاج لدولة
  3. فورين أفيرز :أوباما.. ضبط نفس أم تخل عن العدوانية؟
  4. ناشيونال إنترست: لا حاجة لإيران الآن بالأسد
  5. نيوزويك :هل تنقذ الدبلوماسية سوريا من الدمار؟
  6. كيفن سييف - (الواشنطن بوست) 24/12/2015 :على بعد 2000 ميل من سورية، "داعش" يحاول استقطاب مجندين في الصومال
  7. روبرت باري* - (ميدل إيست أونلاين) 21/12/2015 :المحافظون الجدد يعترضون على الديمقراطية السورية
  8. معهد واشنطن :السؤال الصائب حول أيديولوجية تنظيم «الدولة الإسلامية»
  9. الدايلي تلغراف: عام 2015 عام المجازر والحداد واللاجئين
  10. وول ستريت جورنال: بوتين يصرح بما سكت عنه الغرب وصف حكومة أردوغان بـ "أنصار الإرهابيين"
  11. لديلي تلغراف: المعارك الأصعب تنتظرهم في سوريا.. التحالف انتصر في الرمادي ولكن
 
ساينس مونيتور: قتل الجرف رسالة من "الدولة" لناشطي سوريا
لندن - عربي21 - باسل درويش# الأربعاء، 30 ديسمبر 2015 09:10 م 00
نشرت مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا لمراسلتها دومينيك سوقويل، حول اغتيال الصحافي السوري ناجي الجرف في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، حيث قالت إن الاغتيال كانت فيه رسالة قوية للناشطين والمواطنين الصحافيين، مفادها "أنكم لستم آمنين في تركيا".
وينقل التقرير عن الناشط السوري الكردي خصر شيخموس، الذي يعيش مثل غيره من اللاجئين في غازي عنتاب، قوله: "عرفوا من يختارون هدفا، فقد استهدفوا شخصا ليتسببوا بالألم لنا جميعا، شخصا كان قريبا منا جميعا، وبكى الرجال والنساء في جنازته، كلنا بكينا".
وتشير الكاتبة إلى أنه تم اغتيال الجرف يوم الأحد في وضح النهار، بينما كان ينتظر سيارة أجرة، بعد أن اشترى غداء لزوجته وابنتيه من مطعم، بحسب أصدقائه، وكان يقف خارج "أوزر بلازا"، وهو سوق تم تحويله إلى مكاتب للمؤسسات العاملة لسوريا، وبحسب معظم الشهادات، فإن مسلحا ملثما أطلق عليه النار مرتين وفر هاربا في سيارة لا تحمل لوحات تسجيل.
وتبين الصحيفة أنه يبدو أن اختيار الهدف واختيار موقع التنفيذ كان محسوبا بشكل جيد. فقد كان الجرف رئيس تحرير صحيفة "حنطة"، وأصدر حديثا فيلما حول الناشطين الذين قتلهم تنظيم الدولة في مدينة حلب السورية بين عامي 2013 و 2014، وكان أيضا ناقدا لنظام بشار الأسد، وساعد في تدريب المئات من المواطنين الصحافيين في أنحاء بلاده كلها التي مزقتها الحرب.
ويلفت التقرير إلى أنه في غياب بيان رسمي يعلن المسؤولية عن الاغتيال، يشك الكثيرون في أن تنظيم الدولة يقف خلفه، وإن تم تأكيد هذا، فسيكون الجرف هو الصحافي السوري الثالث الذي يغتاله التنظيم على الأراضي التركية، في حملة تهدف إلى إسكات كل من ينشر المعلومات عن تلك الشبكة الإرهابية، بغض النظر عن أين يعيشون.
ويقول شيخموس للصحيفة: "أرادوا سرقة الأمل الذي يزرعه ناشطو المجتمع المدني المسالمون والمستقلون، وهذا يعني أنهم يخافون الكاميرا أكثر من البندقية. ويستطيع المتطرفون الوصول إلينا جميعا؛ لأننا لا نخفي وجوهنا، بل هم من يعيشون بلا وجوه، إنهم يتخفون خلف الأقنعة؛ لأنهم يعرفون كم هي بشعة وجوههم".
وتذكر سوقويل أن تنظيم الدولة أعلن من فترة قريبة مسؤوليته عن قتل إبراهيم عبد القادر وفارس حمادي في مدينة أورفا، جنوب تركيا. وكان الصحافيان على علاقة بشبكة "الرقة تذبح بصمت"، التي توثق أنشطة تنظيم الدولة واعتداءاته في عاصمة ما يدعى "الخلافة".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أنه منذ ذلك الحين اتخذ الناشطون على الحدود مع سوريا احتياطاتهم، خاصة أولئك الذين يركزون على تنظيم الدولة في أنشطتهم. ويقول منسق لجنة حماية الصحافيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شريف منصور: "لا يشعر الصحافيون السوريون، الذين هربوا إلى تركيا لأجل أمنهم، بأي شكل من الأمن، ندعو السلطات السروية إلى اعتقال ومحاكمة قتلة ناجي الجرف بسرعة وبشفافية، وإلى تكثيف الإجراءات لحماية الصحافيين السوريين الموجودين على التراب التركي".
وتكشف الصحيفة عن أنه من بين 69 صحافيا قتلوا بسبب عملهم عام 2015، كانت المجموعات الإسلامية المتطرفة، مثل تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، مسؤولة عن قتل 40% منهم، بحسب تقرير نشرته لجنة حماية الصحافيين الثلاثاء. كما أن ثلثي الصحافيين الذين قتلوا بين 1 كانون الثاني/ يناير و23 كانون الأول/ ديسمبر، تم اختيارهم للقتل، وأكثر من نصفهم وصلتهم تهديدات قبل قتلهم.
وتورد الكاتبة نقلا عن علاء الدين الزيات، وهو صديق آخر للجرف، قوله إن "تهديدات عبر (سكايب) كل يوم أو يوما بعد يوم" وصلت صديقه، وأضاف أنه كانت هناك محاولات اغتيال سابقة له. وكان الجرف قد حصل على لجوء في فرنسا له ولعائلته، وجاءت وفاته ليلة سفره، وكان قد ودع الناس مسبقا.
وينقل التقرير عن مدير "بيتنا سوريا" أسعد العشي، قوله: "كثير من الناس خائفون؛ لأن ذلك يعني أننا جميعا أهداف". ويقول أحد مؤسسي "أنا برس"، التي تغطي أخبار سوريا، رامي جراح، إن الاغتيال الأخير هو نكسة للجهود الرامية إلى نشر الوعي، وتسريع وتيرة الحرب الإعلامية على تنظيم الدولة. لذا يتردد المزيد من الناس في التقدم في مشاريعهم في هذا المجال.
وتختم "ساينس مونيتور" تقريرها بالإشارة إلى قول جراح، الذي تحدث من حلب: "هذه كانت بالتأكيد رسالة، فتنظيم الدولة معزول، وأبعد تماما من وصفه بأنه جزء من المعارضة ضد الأسد، وأي عمل آخر يبرز خلافات تنظيم الدولة مع بقية المعارضة، ويأتي من المعارضة ذاتها، يعد خطا أحمر بالنسبة للتنظيم، وكان عمل ناجي مثالا على ذلك".
======================
ناشيونال إنترست: "التطرف الإسلامي" لا يحتاج لدولة
نشرت مجلة ذا ناشيونال إنترست الأميركية مقالا تناولت فيه وضع تنظيم الدولة الإسلامية بعد استعادة الرمادي، قائلة إن فقدان الأرض لن يؤثر كثيرا على ازدياد حضور التنظيم على نطاق العالم.
وقال كاتب المقال أندرو باوين إن تنظيم الدولة سيظل يشكل تحديا أبعد مدى وأوسع نطاقا من دولته طالما أن فكرة "الخلافة الإسلامية" التي يروج لها موجودة، وإن أيديولوجيته "الرهيبة" تجتذب أتباعا.
وأضاف الكاتب أن تنظيم الدولة سيظل باقيا بعد أن يفقد أراضيه في العراق وسوريا وتضمحل موارده المالية ويعتقل ويُقتل جيلاه الأول والثاني، وسيظل مصدر قلق لحكومات الدول الإسلامية وللعالم أجمع.
ثقافة متشابكة
وقال باوين إنه يتفق مع ما كتبه جاسون بورك في كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "الخطر الجديد للتطرف الإسلامي"، مشيرا إلى أن بورك يقول إن خطر "التطرف" الإسلامي لا يقتصر على تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة، بل يشمل ثقافة إسلامية فرعية عالمية تتشابك مع العداء للسامية والغرب والعداء للشواذ جنسيا وتجتذب الشباب لرفض مجتمعاتهم الحالية وثقافتهم استعدادا للتمرد.
وحذر الكاتب من أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواجهون "تطرفا" إسلاميا متعددا ومتغيرا وفوضويا وليس موحدا يمكن احتواؤه في معارك العراق وسوريا أو أي معارك عسكرية أخرى.
وأوضح أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تفادى بذكاء إطلاق عبارة "تطرف إسلامي" على هذا التحدي، معتقدا أن مثل هذا الاسم لن يفيد إلا بتغذية دعاية المجموعات "المتطرفة" أو إثارة مشاعر العداء للمسلمين في الداخل.
أمن الغرب
وأكد أن أوباما محق في عدم تغذيته دعاية هذه المجموعات، لكنه -أي أوباما- يقلل من شأن الخطر الذي تمثله هذه الثقافة الفرعية للأمن القومي الأميركي وأمن حلفاء أميركا.
وقال الكاتب إن هذه الثقافة تهدد بشكل مباشر حضارة الغرب وثقافته وقيمه ولن تغيب لمجرد أن القوات الخاصة اغتالت أسامة بن لادن أو فقد تنظيم الدولة جزءا من أراضيه بالعراق.
وكان الكاتب قد أشار في صلب مقاله إلى الحضور العالمي لتنظيم الدولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان وأفريقيا وإندونيسيا والولايات المتحدة وأوروبا.
 
======================
فورين أفيرز :أوباما.. ضبط نفس أم تخل عن العدوانية؟
نشرت مجلة فورين أفيرز الأميركية مقالا للكاتبين ستيفن سايمون وجوناثان ستيفنسون بشأن الدور الأميركي في الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بغزو العراق والحروب الخارجية، وتساءلا: لماذا هناك أسباب منطقية للانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط؟
وأشار الكاتبان إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد تراجعت بشكل واضح عن سياسة التدخل الأميركي بالشرق الأوسط، وذلك على الرغم من صعود تنظيم الدولة الإسلامية، واستمرار الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد هذا التنظيم.
وأضاف الكاتبان أن النقاد يعلقون على التحول في سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، وعلى عدم رغبة أميركا في الانخراط بعمليات قتالية كبيرة في المنطقة، وعلى تضاؤل الدور الأميركي على المسرح العالمي في عهد الرئيس أوباما.
ولكن الكاتبين يريان أن التدخل الأميركي في الشرق الأوسط في ما بعد هجمات سبتمبر 2001 -خاصة ما تعلق بغزو العراق- هو الذي كان تدخلا شاذا، وأنه شكل تصورات خاطئة على المستويين الداخلي والخارجي.
تصحيح
وأوضحا أن عدم رغبة الرئيس أوباما باستخدام القوات البرية بالعراق أو سوريا لا تشكل انسحابا بقدر ما هو تصحيح، في ظل محاولة الإدارة الأميركية لاستعادة حالة الاستقرار التي سبق أن استمرت لعقود بفضل سياسة ضبط النفس الأميركية وليس بسبب العدوانية الأميركية.
وأضاف الكاتبان أن بعض المراقبين الواقعيين يزعمون أن سياسة التوسع الأميركي أصبحت باهظة التكاليف في ظل عدم حالة "عدم التأكد" الاقتصادي، والتخفيضات في الميزانية العسكرية.
 
وقالا إنه بناء على هذا فإنه يمكن القول إن الولايات المتحدة -مثل بريطانيا التي سبقتها- تعد ضحية لتوسعها الإمبراطوري المفرط.
وأضافا أن مراقبين آخرين يرون أن المبادرات السياسية الأميركية في الشرق الأوسط -خاصة ما تعلق بالمفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني- قد أبعدت الولايات المتحدة عن حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط.
المصدر : فورين أفيرز
======================
ناشيونال إنترست: لا حاجة لإيران الآن بالأسد
قالت مجلة ذا ناشيونال إنترست الأميركية إن بشار الأسد مهم للغاية في إستراتيجية إيران بسوريا ولبنان، لكن إيران حققت في سوريا إنجازات تمكنها من الحفاظ على مصالحها هناك من دون بقاء الأسد ونظامه.
وأوضحت أن الأهداف العليا لطهران في سوريا هي ضمان توصيل الأسلحة لحزب الله اللبناني، والحصول على موطئ قدم إستراتيجي في الشام وضد إسرائيل، ومنع السيطرة الكاملة لدولة مستقرة معادية لها في سوريا.
وأكدت المجلة في مقال كتبه جويس كارام أن الأهداف الثلاثة قد تحققت الآن لطهران التي خطت لتنشئ محل الدولة في سوريا هياكل عسكرية غير حكومية لتحمي مصالحها في حالة سقوط الأسد.
 
وأشارت إلى أن طهران نظمت قوة كبيرة من الأقلية العلوية قوامها أكثر من مئتي ألف مسلح، وجندت لها مقاتلين آخرين من دول تتراوح بين العراق وأفغانستان.
وأوردت أن أهم ما تسعى إيران للحفاظ عليه في سوريا هو ضمان وصول الأسلحة إلى حزب الله وهذا ما يفسر استماتة هذا الحزب في القتال في القصير والقلمون والزبداني منذ 2013 واستعداده لدفع أي تكلفة لمنع المعارضة السورية المسلحة من السيطرة على هذه المناطق.
وقالت أيضا إن الزبداني قبل غيرها هي الأهم. وقد أبرم حزب الله اتفاقية مع المعارضة المسلحة لتبادل سكاني بين الزبداني ومختلف مناطق سوريا لنقل الشيعة المهددين من الفوعة وكفريا بشمال البلاد ليحلوا مكان سكان الزبداني الأصليين الذين سيرحلون إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية.
وقال كارام إن هذه التكتيكات البراغماتية والحسابات الباردة لإيران لا علاقة لها بنظام الأسد، فحزب الله والمليشيات الموالية لإيران أقل وجودا أو لا وجود لها بشمال سوريا وشرقها، وهذه المناطق ليست مهمة لإيران مثل أهمية الساحل أو الحدود مع لبنان، ومن الممكن التخلي عنها للمعارضة في أي تسوية مستقبلية.
واختتم الكاتب مقاله بقوله إن هذه الترتيبات الإيرانية قد ألغت فكرة أن مصير إيران في سوريا مرتبط بالأسد أو أن تفكك سوريا سيقلل مصالح طهران في سوريا.           
 
======================
نيوزويك :هل تنقذ الدبلوماسية سوريا من الدمار؟
يشهد العالم بين فينة وأخرى محاولات لإيقاف الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات، ومن أجل إيجاد حل سياسي ينقذ البلاد من أزمتها الكارثية، ويخلص المدنيين من ويلاتها.
في هذا الإطار، نشرت مجلة نيوزويك مقالا للكاتب فريدريك هوف تساءل فيه: هل تنقذ الدبلوماسية سوريا من الدمار؟
وأشار الكاتب إلى أن أعضاء مجلس الأمن سبق أن صوتوا في نيويورك منتصف الشهر الجاري على مشروع قرار بشأن حل دبلوماسي يؤدي إلى إنهاء الحرب المروعة في سوريا. وقال إن مجلس الأمن أعرب عن عدم الرضا عن الطريقة التي يتعامل بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد وآخرون مع المدنيين.
وقال الكاتب إنه يعد من المؤكد أن المدنيين السوريين مستمرون بالتعرض للذبح بينما يتمتع الدبلوماسيون بعشاء عيد الميلاد واحتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة.
 
حال مرعبة
وأضاف أن هذه الحال المرعبة في سوريا ستبقى مستمرة، وذلك ما لم تمتنع روسيا وإيران عن مهاجمة المناطق السكنية وأن تأمرا عميلهما بالتوقف عن مهاجمة المدنيين أيضا، أو أن يتم اتخاذ خطوات يكون من شأنها حماية الأبرياء.
وأشار الكاتب إلى أن هناك عوامل تفرض نفسها على الولايات المتحدة دفعة واحدة، وذلك من أجل ضرورة قيام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما باتخاذ الخطوات اللازمة لإيقاف الحرب في سوريا من أجل تخليص البلاد من أزمتها، وذلك في حال اتخذت الدبلوماسية مسارها.
وأوضح أن هذه العوامل تتمثل في الحجم الهائل للكارثة الإنسانية في سوريا، وفي انعكاساتها على دول الجوار وعلى حلفاء الولايات المتحدة، وفي دور هذه الكارثة في الإسهام في تزايد حملة تنظيم الدولة الإسلامية في تجنيد المقاتلين من سوريا ومن شتى أنحاء العالم.
وحذر الكاتب من استمرار معاناة المدنيين في سوريا، وذلك في ظل انزلاق البلاد للتقسيم بشك غير رسمي وغير مستقر ما بين الأسد "قاذف البراميل المتفجرة" وتنظيم الدولة.
وقال إنه إذا ما وضعت الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها الآخرون المدنيين في سوريا نصب أعينهم، فإن العام 2016 سيشهد تحولات متعددة في الاتجاه الصحيح، سواء من حيث الحماية الإنسانية أو من حيث التوصل إلى نتائج سياسية جيدة.
المصدر : الجزيرة,نيوزويك
 
======================
كيفن سييف - (الواشنطن بوست) 24/12/2015 :على بعد 2000 ميل من سورية، "داعش" يحاول استقطاب مجندين في الصومال
كيفن سييف - (الواشنطن بوست) 24/12/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
نيبروبي– على بعد 2000 ميل من سورية، تحاول مجموعة "الدولة الإسلامية" توسيع منطقتها بتأسيس فرع لها فيما يسميه المقاتلون "الإمارة الصغيرة": دولة الصومال التي دمرتها الحرب.
ولن يكون كسب أرضية للمجموعة هناك مهمة سهلة. فلدى حركة "الشباب" المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة حضور قائم منذ وقت طويل في ذلك البلد الواقع على حافة أفريقيا الشرقية. وقد هددت أولئك الذين ينضمون إلى مجموعة "الدولة الإسلامية" بالموت. لكن ذلك لم يوقف عدداً ضئيلاً من المقاتلين -ربما بضع عشرات- عن تبديل الولاءات، بما يزيد المخاوف في أوساط المسؤولين الأميركيين الذين استثمروا مئات الملايين من الدولارات في دعم حكومة صومالية جديدة، وفي حملة عسكرية إقليمية ضد المتطرفين الإسلاميين.
تنطوي الصومال على احتمالات تقديم مكافآت كبيرة لمجموعة "الدولة الإسلامية" الإرهابية: فهي دولة محكومة هامشياً ولها أطول خط ساحلي في القارة، وهي تتقاسم الحدود مع ثلاثة من الدول الحليفة للولايات المتحدة: أثيوبيا، وجيبوتي وكينيا.
وقالت روز غوتيمولر، المساعدة في وزارة الخارجية لشؤون السيطرة على الأسلحة والأمن الدولي، في طاولة مستديرة عقدت في جوهانسبيرغ هذا الشهر: "بوضعها الصومال نصب عينيها، تحاول مجموعة الدولة الإسلامية زج نفسها هناك، ثم ربما تهدد بالانتقال إلى كينيا".
وكانت "الدولة الإسلامية" قد وسّعت مسبقاً موطئ أقدامها لمسافة جيدة خارج سورية والعراق، مع إعلان متشددين في كل من أفغانستان، وليبيا، واليمن، ونيجيريا وبلدان أخرى ولاءهم للمتطرفين و"خلافتهم". وبينما يظل تواجد "الدولة الإسلامية" في الصومال صغيراً حتى الآن، فإن سعيها إلى استقطاب أتباع هناك يكشف عن مدى طموحاتها.
أنتجت حملة "الدولة الإسلامية" للتجنيد على مدى أشهر في الصومال بعض الانقسامات والانشقاقات هناك فعلياً. ففي تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن رجل الدين المسلم البارز، عبد القادر مؤمن، انضمامه إلى المجموعة، وقال إنه جلب معه 20 من أتباعه على الأقل. وعلى مدى الشهرين الأخيرين، تم اعتقال مواطن أميركي ومقيم دائم آخر في الولايات المتحدة في الصومال، بعد مغادرتهما حركة "الشباب" والانضمام إلى "الدولة الإسلامية" على ما يبدو. ومع أن المجموعة الإرهابية لم تقم حتى الآن بإرسال المقاتلين أو الموارد إلى الصومال. فإنه يبدو أن صورة "الدولة الإسلامية" قد كبرت في أوساط المتشددين.
يقول مات برايدن، خبير الشأن الصومالي ومدير ساهان للأبحاث، المؤسسة الفكرية التي مقرها نيروبي: "في هذا الوقت، إنها أفضل آلة دعاية تعمل هناك".
كانت حركة "الشباب" قد بدأت تمردها بعد أن قامت أثيوبيا بغزو الصومال أولاً في العام 2006، ثم في العام 2012؛ حيث أعلن المتشددون تحالفهم مع تنظيم "القاعدة"، كاسبين بذلك وصولاً إلى طيف من الخبراء التقنيين والمستشارين الفقهيين. وبمساعدة تنظيم القاعدة، بدا أن المجموعة الصومالية توسع طموحاتها.
ففي العام 2013، هاجمت المجموعة سوقاً مركزياً فخماً في نيروبي، مما أسفر عن مقتل 63 شخصاً. وفي نيسان (أبريل) من هذا العام، أرسلت مقاتلين إلى جامعة غاريسا في شمال شرق كينيا؛ حيث ذُبح 148 شخصاً. ولكن، وحتى لو شنت حركة "الشباب" هجمات مشهدية، فإنها فقدت الكثير من الأراضي التي كانت تديرها ذات مرة في الصومال، بعد أن تمكنت قوات الاتحاد الأفريقي من إجبار مقاتليها على التراجع، وبعد أن استهدفت حملة أميركية بالطائرات من دون طيار قياداتها العليا، وقتلت اثنين من قادة الحركة في العامين 2008 و2014 على التوالي.
كما قدمت الولايات المتحدة والدول الغربية مئات الملايين من الدولارات في شكل مساعدات للحكومة الصومالية المحاصرة التي استولت على السلطة في العام 2012، وحاولت إعاد بناء الموسسات العامة.
جماعات مسلحة تعلن ولاءها لمجموعة "داعش"
العديد من الجماعات المسلحة في شمال أفريقيا وجنوب آسيا أعلنت ولاءها لمجموعة "الدولة الإسلامية" منذ أعلنت الأخيرة إقامة "خلافة" في أجزاء من العراق وسورية في العام 2014. لكن صلات تلك الجماعات بمنظمة "الدولة الإسلامية" المركزية تظل متفاوتة.
في نيجريا، على سبيل المثال، تلقت مجموعة "بوكو حرام" المتطرفة مساعدات ضئيلة من "الدولة الإسلامية" منذ أعلنت تحالفها مع المجموعة في آذار (مارس)، كما يقول خبراء الاستخبارات.
وفي أفغانستان، ظهرت "الدولة الإسلامية" كبديل للثوار خائبي الأمل من حركة طالبان، وظهر في البداية أن لها قليل صلة بدولة "الخلافة" في الشرق الأوسط، كما يقول خبراء. لكن الجنرال جون كمبل، قائد القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان، قال هذا الشهر إن مقاتلين من "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية كانوا يصلون إلى محافظة نجاهار؛ حيث ينشط فرع المجموعة الأفغاني أكثر ما يكون.
وفي وقت سابق من هذا العام، وضعت "الدولة الإسلامية" أنظارها على الصومال. وأطلقت سلسلة من أشرطة الفيديو التي هدفت إلى كسب المجندين، خاصة من داخل حركة "الشباب". وتصور أشرطة الفيديو رجالاً مدججين بالسلاح، والذين تشير ملامحهم إلى أنهم من العرق الصومالي. ويحمل أحد أشرطة الفيديو عنوان "من أرض الشام إلى المجاهدين في الصومال". ويصور الفيديو شاباً ملتحياً يبدو أنه صومالي، وهو يروي نجاحات "الدولة الإسلامية".
ويقول الراوي في الشريط: "إن تأسيس خلافة في الصومال لن يفيدكم فقط، وإنما سيفيد المسلمين في الصومال وفي شرق أفريقيا".
ويقول مسؤول في الاستخبارات الأميركية إن المقاتلين الذين ينجذبون إلى مجموعة الدولة الإسلامية "ربما ينظرون إلى المجموعة كمصدر إلهام للقتال من أجل قضية تذهب أبعد من القضايا المحلية، ونحن نعتقد بأن هذا هو واقع الحال في الصومال". وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن اسمه لأنه ليس مخولاً بالتحدث علناً عن هذه القضية.
حتى الآن، ما يزال مؤمن هو أهم مجند لمجموعة "الدولة الإسلامية" في الصومال. وبوصفه رجل دين وله أتباع دوليون، فقد كان يُنظر إليه كإحدى أهم الشخصيات الدينية في حركة "الشباب" وأكثرها نفوذاً، وكقائد في منطقته الأصلية، محافة بونتلاند، التي تقع خارج منطقة سيطرة حركة "الشباب" الرئيسية.
ويقول سيديريك بارنيز، مدير مشروع القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية: "إنه يتمتع بهالة أكثر من بقية الشيوخ الذين يعملون مع حركة الشباب، باعتباره إماماً جيد التعليم".
وهناك رجل دين كيني متطرف اسمه حسين حسين، كان متحالفاً ذات مرة مع حركة "الشباب"، لكنه أرسل هو الآخر رسالة صوتية مسجلة يشير فيها على الحركة بأن تنضم إلى "الدولة الإسلامية".
لكن الكثير ما يزال غير معروف عن حقيقة وحجم وجود "الدولة الإسلامية" في الصومال. وقد ذكرت وسائل إعلامية صومالية عدة أن رجلاً معروفاً فقط باسم دوليادواين، والذي كان قد ساعد على تنسيق الهجوم على جامعة غاريسا وله صلات قوية بشمال شرق كينيا، قد غير ولاءه وتحالف مع "الدولة الإسلامية" هذا الخريف. ويقول خبراء إن ذلك سيكون تطوراً مهماً، لكنه ليس مؤكداً بعد.
ويقول برايدن: "سوف يعطي ذلك للدولة الإسلامية مدخلاً إلى كينيا من دون حتى أن ترفع إصبعاً واحداً".
لكن هناك أسئلة أوسع ما تزال ماثلة حول ما يمكن أن يعنيه وجود جماعة تابعة لمجموعة "الدولة الإسلامية" في الصومال -وعما إذا كان المقاتلون السابقون في حركة "الشباب" سوف يغيرون تكتيكاتهم أو طموحاتهم بعد الانضمام، أو ما إذا كانت المجموعة الجديدة ستكون مجرد وسيلة لشن الحرب على القبائل المنافسة أم أنها ستكون جماعة جهادية. لكن من المرجح كثيراً، كما يقول خبراء، أن يكون لدى أي مجموعة للدولة الإسلامية في الصومال، بغض النظر عن أي شكل ربما تتخذه، طموحات محلية بقدر أكثر بكثير من المجموعة الأصلية السورية.
ويقول ألكسندر هيتشينز، الباحث في المركز الدولي لدراسة التطرف في لندن: "إنهم لا يمتلكون حقاً وجوداً كافياً أو الكثير مما يعرضونه على الصوماليين المحليين".
ويضيف برايدن: "الكثير يعتمد على ما إذا كانت "الدولة الإسلامية" تستطيع أن تكافئ الناس على هذه الانشقاقات. لقد شجعتهم، لكننا نحتاج إلى أن ننتظر ونرى".
حتى قبل أن تبدأ "الدولة الإسلامية" حملتها للتجنيد هذا العام، كانت هناك تشققات في داخل حركة "الشباب". وكان يُنظر إلى مجندي المجموعة الأجانب، خاصة أولئك من كينيا والولايات المتحدة، بعين الشك، باعتبارهم جواسيس محتملين. كما أن التوترات بين القبائل قللت أيضاً من حجم الدعم لحركة "الشباب" في الكثير من أنحاء البلد، مما جعل أعضاء المجموعة أكثر انكشافاً أمام حملة تجنيد "الدولة الإسلامية".
وفي المقابل، حذرت حركة "الشباب" أعضاءها من أن الانضمام إلى "الدولة الإسلامية" سوف يكون "بدعة"، والتي سيعاقب عليها بالموت. كما يشعر قادة تنظيم القاعدة الكبار أيضاً بالغضب من جهود "الدولة الإسلامية" في الصومال. وفي رسالة صوتية بثت في أيلول (سبتمبر) عن حملة المجموعة لتجنيد أعضاء حركة "الشباب"، قال أيمن الظواهري، قائد تنظيم القاعدة، إن "خلافة" مجموعة الدولة الإسلامية لم تُبن على أساس "النهج النبوي".
ثم قدم بعد ذلك تعازيه عن موت آخر قادة حركة "الشباب" الصومالية، أحمد عبده غودني، الذي قتلته ضربة أميركية قبل نحو سنة سابقة -في عرض يبدو بائساً نوعاً ما للتضامن مع شريك أصبحت تغويه الآن مغازلات الخصوم.
 
======================
روبرت باري* - (ميدل إيست أونلاين) 21/12/2015 :المحافظون الجدد يعترضون على الديمقراطية السورية
روبرت باري* - (ميدل إيست أونلاين) 21/12/2015
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
أغضب الرئيس باراك أوباما المحافظين الجدد الرسميين في واشنطن بقبوله بالموقف الروسي الداعي إلى أن يختار الشعب السوري قادته المستقبليين من خلال الانتخابات، وليس عبر إصرار المحافظين الجدد على "تغيير النظام" المفروض من الخارج.
*   *   *
يشعر مجلس التحرير في صحيفة "الواشنطن بوست" بالحنق لأنه يبدو أن الرئيس أوباما قد قبل بالموقف الروسي القائل إنه يجب على الشعب السوري أن يقرر بنفسه من هم الذين يجب أن يكونوا قادته المستقبليين وحيث تفضل البوست -كما يبدو- أن يكون الاختيار من وحي المؤسسات الفكرية التابعة للمحافظين الجدد في واشنطن، أو أي جهات خارجية أخرى.
ولذلك، وفي مقال افتتاحي غاضب نشر مؤخراً، وبخت "الواشنطن بوست" وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، لقوله -بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو- إن إدارة أوباما وروسيا تنظران إلى الحل السياسي في سورية "بالطريقة نفسها من حيث الجوهر"، وهو ما يعني أن بإمكان الرئيس بشار الأسد ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية في المستقبل.
وكتبت البوست: "لسوء الطالع، يبدو أن ذلك يصبح واقع الحال باطراد -وليس لأن السيد بوتين قد غير موقفه. وعلى مدى أربعة أعوام، طالب الرئيس أوباما بمغادرة السيد الأسد، الذي قتل مئات الآلاف من أبناء شعبه بالأسلحة الكيميائية، وبالبراميل المتفجرة، وبالتعذيب والأعمال البشعة الأخرى. ومع ذلك، وبسبب تحمسها للتوصل إلى تفاهمات مع السيد بوتين، تظل إدارة أوباما تتراجع ببطء عن ذلك الموقف".
الموقف الروسي، الذي يبدو أن أوباما قد قبل به في نهاية المطاف، هو أنه يجب السماح للشعب السوري بأن يختار قادته من خلال انتخابات نزيهة ومعترف بها دولياً، بدلاً من أن تفرض قوى خارجية رؤيتها حول من يستطيع ومن لا يستطيع التنافس في عملية ديمقراطية. وكان موقف أوباما في السابق يقوم على وجوب منع الأسد من خوض الانتخابات.
لكن ذلك عنى استمرار سفك الدم السوري وما ينجم عنه من فوضى عارمة -والذي أخذ يمتد راهناً عبر أوروبا وإلى داخل العملية السياسية الأميركية- إلى أجل غير مسمى، بينما اتخذت الولايات المتحدة الموقف المثير للتساؤل بمعارضة الديمقراطية لصالح إصرار على أن "الأسد يجب أن يذهب" -المطلب المفضل لدى المحافظين الأميركيين الجدد والتدخليين الليبراليين وإسرائيل و"الحلفاء" السنيين في المنطقة.
على نحو يعكر صفو محرري البوست، خضع أوباما في النهاية للموقف الأكثر قابلية للدفاع عنه ديمقراطياً، والذي يقول إن على الشعب السوري اختيار قادته. وبعد كل شيء، وإذا كان أوباما محقاً في تقدير حجم كراهية الشعب السوري للأسد، فإن الانتخابات ستمكنهم من تنفيذ خطتهم لـ"تغيير النظام" من خلال صندوق الاقتراع. لكن هذه المحصلة غير اليقينية ليست ما يريده محررو الواشنطن بوست. إنهم يريدون نتيجة مقررة سلفاً -طرد الأسد- بغض النظر عن رغبات الشعب السوري.
فيما يتعلق بالمقال الافتتاحي، تجب أيضاً ملاحظة الإشارة إلى قتل الأسد "لشعبه بالأسلحة الكيميائية"، في إشارة واضحة إلى الادعاء غير الموثوق الآن -وإنما الذي ما يزال مقبولاً على نطاق عريض (داخل واشنطن الرسمية على الأقل) بأن الأسد كان وراء هجوم بغاز الأعصاب "السالين" المميت خارج دمشق يوم 21 آب (أغسطس) من العام 2013.
حتى هذا اليوم، لم تقدم الحكومة الأميركية (أو الواشنطن بوست، إذا كان ذلك يهم) أي دليل قابل للتحقق منه يدعم الزعم بأن الأسد فعل ذلك، لكنه أصبح بالرغم من ذلك "فكر مجموعة"، والذي يعتقد الجميع أنه صحيح استناداً إلى تكرار لا ينتهي، تماماً مثلما استنتجت واشنطن الرسمية أنها كانت لدى صدام حسين مخزونات من أسلحة الدمار الشامل، استناداً إلى الاستمرار في إعلان ذلك كحقيقة واضحة جانب الكثير من الناس المهمين، بمن فيهم كتاب المقالات الافتتاحية في "الواشنطن بوست".
يبدو أن نظرية المعرفة لدى واشنطن تقول إنه إذا كان هناك ما يكفي من الناس المهمين الذين يقولون عن شيء ما إنه صحيح، فإن هذا الشيء يصبح عند ذلك صحيحاً، بغض النظر عن الوجهة التي تقود إليها الحجة.
غضب منافق
ثمة أجزاء أخرى من هجمات البوست المثيرة للشك بالمقدار نفسه، هي أن محرري البوست -الذين كانوا يؤيدون قصف "الصدمة والرعب" للعراق، ولم يفكروا في تقاسم اللوم عن مئات الآلاف من العراقيين الذين قتلوا نتيجة لغزو جورج دبليو بوش الذي صادقت عليه الواشنطن بوست- غاضبون الآن بسبب "قنابل البراميل المتفجرة" السورية المصنوعة محلياً، ويلومون الأسد ويحملونه مسؤولية كل الوفيات، حتى على الرغم من أن العديد من الموتى كانوا جنوداً سوريين قتلهم إسلاميون جهاديون قام بتسليحهم وتمويلهم "حلفاء" الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وبالمناسبة، فإن بعض التعذيب الذي ينحى على سورية باللائمة في ارتكابه كان قد نفذ بالتنسيق مع برنامج إدارة بوش المسمى "التسليم الاستثنائي" للسجناء، كجزء من "الحرب العالمية على الإرهاب". وعلى سبيل المثال، هناك المواطن الكندي ماهر عرار، الذي كانت الحكومة الأميركية قد ألقت القبض عليه في مطار كنيدي الدولي في نيويورك في شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2002، بينما كان في طريق العودة إلى وطنه كندا، ثم قامت بشحنه إلى سورية كعضو مشتبه به في تنظيم القاعدة. وتم تعذيب عرار في سورية قبل أن تبرأ ساحته من جانب كل من سورية وكندا على حد سواء، وفق تحقيق كندي أجري في وقت لاحق.
ولكن، مهلاً، إنك لا تتوقع أن يعطيك محررو "الواشنطن بوست" من المحافظين الجدد أي سياق نزيه، أليس كذلك؟
الموضوع الأكثر مباشرة هو غضب "الواشنطن بوست" من احتمال السماح للشعب السوري بالاقتراع على مستقبل الأسد بدلاً من إملائه عليهم من جانب المؤسسات الفكرية التابعة للمحافظين الجدد والثوار الجهاديين الإسلاميين وداعميهم من الدول الإقليمية والإسرائيليين والمخابرات المركزية الأميركية.
كتب محررو البوست في افتتاحيتهم المذكورة: "يوم الثلاثاء في موسكو، اتخذ السيد كيري خطوة كبيرة أخرى إلى الوراء، فقال: إن الولايات المتحدة وشركاءنا لا نسعى إلى ما يدعى تغيير النظام، وأضاف أن مطلب جبهة المعارضة الواسعة بتنحي السيد الأسد فوراً يعد "موقفاً لا يشكل بداية"، لأن الولايات المتحدة وافقت أصلاً على أن بإمكان السيد الأسد البقاء -على الأقل لأول بضعة شهور من "عملية انتقالية"".
وكتب محررو البوست الغاضبون أيضاً: "يتفق كيري الآن مع السيد بوتين على أن القيادة المستقبلية للبلد يجب أن تترك للسوريين ليبتوا في أمرها". نعم، اقرأ ذلك بشكل صحيح.
ومع أن البوست تنبأت صباح الجمعة بأن فكرة السماح للشعب السوري بأن يقرر من سيكون قادته المستقبليون هي أشبه ما تكون بـ"وصفة مرجحة للجمود"، فإن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة صوت في وقت لاحق من يوم الجمعة بالإجماع لصالح خريطة طريق تهدف إلى وقف لإطلاق النار في سورية، وإجراء مفاوضات لتشكيل حكومة انتقالية، ولعقد انتخابات خلال 18 شهراً من بدء المحادثات.
ولا تشير تلك الاتفاقية من قريب ولا من بعيد إلى ما إذا سيكون أو لا يكون بإمكان الأسد الترشح لانتخابات تنظمها الأمم المتحدة، ما يعني كما يبدو أنه سيكون قادراً على المشاركة -وهي بالتأكيد خيبة أمل إضافية لمحرري البوست.
العديد من العوائق
من الواضح تماماً أن خطة الأمم المتحدة هذه تواجه العديد من العوائق، وخاصة الإصرار المستمر على "تغيير النظام" من جانب بعض الحكومات الإقليمية التي يقودها سنيون، والتي تزدري الأسد، العلوي، التابع للإسلام الشيعي. وما يزيد من إدانة الأسد في عيونهم أنه يسعى إلى الحفاظ على حكومة علمانية تحمي المسيحيين والعلويين والشيعة وأقليات أخرى.
وفي الأثناء، ما يزال قادة تلك الدول في المنطقة من بين الذين يدعمون الجهاديين السنة العنيفين، بما في ذلك "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تعمل تحت مظلة خارجية الدعم تدعى "جيش الغزو"، الذي تلقى المئات من صواريخ "تاو" المطورة المصنعة في الولايات المتحدة، والتي أثبتت فعاليتها في قتل جنود الحكومة السورية. كما قدمت إسرائيل من جهتها بعض الدعم لهؤلاء الجهاديين العاملين على طول مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
بينما تنفي تركيا؛ الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي أنها تساعد الإرهابيين، تورطت أجهزتها الاستخبارية في مساعدة ناشطي "جبهة النصرة" في تنفيذ هجوم غاز السارين خارج دمشق يوم 21 آب (أغسطس)، بهدف تحميل الأسد المسؤولية عنه وخداع أوباما لحمله على الأمر بشن سلسلة ضربات جوية كارثية ضد قوات الحكومة السورية. (انظر موقع Consortiumnews.com "هل كانت تركيا وراء هجوم غاز السارين في سورية؟").
كما سمحت تركيا أيضاً لمجموعة الدولة الإسلامية "داعش" المفرطة في وحشيتها بالمرور من خلال 100 كيلومتر تقريباً من الطرق المسامية على الحدود السورية التركية، بما في ذلك مرور قوافل الشاحنات الضخمة من نفط "داعش" إلى داخل تركيا لإعادة بيعها، وهي حقيقة أثارها أوباما مؤخراً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لطالما وعد بإقفال الحدود لكنه لم يفعل.
وفي الوطن هنا، يواجه الرئيس أوباما أيضاً صعوبات سياسية من إسرائيل ومن حلف واشنطن الرسمي الذي يضم المحافظين الجدد وأنصار التدخل الليبراليين الذين جعلوا من طرد الأسد مسألة تثير اهتمام الرأي العام، على الرغم من التجارب الكارثية التي خلفتها الإطاحة بنظامين علمانيين في العراق وفي ليبيا.
في الماضي، كان أوباما حساساً جداً للانتقاد القادم من هذه المجموعة، بما في ذلك التعليقات السخيفة على صفحة المقالات في البوست. لكن حنق البوست الأخير يشير -في هذه اللحظة على الأقل- إلى أن أوباما يضع البراغماتية (أي الحاجة لوقف القتل السوري ودعم الأمن الكوني الذي يفضي إليه) قبل الرغبات الإيديولوجية للمحافظين الجدد/ والليبراليين- الصقور.
 
*كان المراسل الاستقصائي روبرت باري قد غطى العديد من قصص فضيحة إيران-كونترا لصالح الأسوشيتدبرس والنيوزويك في الثمانينيات.
======================
معهد واشنطن :السؤال الصائب حول أيديولوجية تنظيم «الدولة الإسلامية»
يعقوب أوليدورت
متاح أيضاً في English
"وور أون ذي روكس"
24 كانون الأول/ديسمبر 2015
في أعقاب الهجمات التي وقعت الشهر الماضي في بيروت وبغداد وسيناء وباريس، وهذا الشهر في سان برناردينو،  أخذ المعلقون يراجعون النقاشات التي جرت في وقت سابق من هذا العام حول ما إذا كان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»/«الدولة الإسلامية») إسلامياً بالفعل، وفي هذه الحالة، ما الذي يجعله إسلامياً. تماماً كالأمس، نطرح اليوم الأسئلة الخاطئة. قد يكون ذلك نقاشاً نظرياً مثيراً للاهتمام، ولكنه غير مثمر لا على المستوى الأكاديمي ولا على المستوى الاستراتيجي. فنحن لن نتوصل قط إلى توافق حول هذه الأسئلة، وبالتالي إن محاولة الإجابة عليها لا تقربنا بأي شكل من الأشكال من فهم كيفية إنهاء هذه الظاهرة.
وإذا ما أردنا إيقاف تنظيم «داعش» - الذي نصب نفسه بنفسه كدولة إسلامية - من الاستمرار في التجنيد لصالح العنف، فإن السؤال الأفضل هو كيف يحوّل التنظيم مفاهيمه النظرية التي تعود إلى قرون مضت إلى تهديدات فعلية وراهنة؟
للإجابة عن هذا السؤال، علينا أن نقر أولاً بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» هو تنظيم سلفي. ترتكز السلفية على امتثال حصري لهذا اللاهوت السني الإسلامي الباكر. ثانياً، يجب أن نفهم الانقسام التاريخي للسلفية بين الجماعات العنفية واللاعنفية في القرن العشرين في ظل ظروف سياسية معينة. أخيراً، وربما بصورة أكثر إلحاحاً، يمكن أن نأخذ بعين الاعتبار العبر المستخلصة من هذا التاريخ لصالح التخطيط الاستراتيجي الذي نقوم به اليوم.
ونظراً لتشديد السلفيين - العنفيين وغير العنفيين على حد سواء - على إعادة تحديد الدين الإسلامي والممارسة الإسلامية، يصب معظم تركيزهم على إخوانهم المسلمين (الصوفيين، الشيعة، وحتى السنة غير السلفيين) من ناحية الترويج لما يعتبرونه تفسيرات «منحرفة» للدين.
إذاً لماذا يستخدم بعض السلفيين هذا النهج لمهاجمة الآخرين بعنف، بينما يقوم آخرون بذلك كلامياً فقط؟ هناك عامل نظري واحد فقط وراء هذا القرار: السبب الذي يدفع الآخرين، بنظر السلفيين المختلفين، إلى عدم تبني رؤيتهم العالمية. وبالنسبة إلى السلفيين اللاعنفيين، يعود ذلك إلى التضليل وسوء الفهم، إذ أن الآخرين لم يتعرفوا إلى آرائهم اللاهوتية. وهذا ما يعتبرونه «براءة نابعة من الإغفال». أما بالنسبة إلى السلفيين العنفيين، فيكمن السبب بالمقاومة المتعمدة لآرائهم، وهي بنظرهم شكل من أشكال الكفر، أي أنهم في قرارة نفسهم لا يؤمنون بعقيدة التوحيد. وهذا ما يعتبرونه «ذنب نابع من الاقتراف»، وبالتحديد اقتراف أخطر خطيئة في الدين، وهي انتهاك «وحدانية» الله.
إن هذا الانقسام قديم قدم الديانة بذاتها تقريباً، وقد شكّل مسألة أساسية وراء تطور اللاهوت الإسلامي الباكر. فمن جهة، كان هناك أحمد بن حنبل (المتوفي عام 855 ميلادية) والدائرة المحيطة به (أصحابها يُطلق عليهم "أهل الحديث")، وهم يَعتبرون أن الإيمان بالدين يُمارس بواسطة «القلب واللسان والأعضاء». ومن جهة أخرى، تعتبر المدارس الفكرية الأكثر عقلانية أن هذا الإيمان بالدين يمارس فقط في القلب واللسان ولا ينبغي إثباته بأفعال الأعضاء.
لقد برز هذا النقاش في القرن العشرين كخط تصدع بين السلفيين العنفيين واللاعنفيين، الذين، وبخلاف السُنة الآخرين، يتماهون جميعهم ظاهرياً مع "أهل الحديث" في أيديولوجيتهم، ولكنهم عملياً خرجوا بخلاصات مختلفة حول التداعيات العملية لهذا اللاهوت. وقد سُجل الحدث الفاصل عام 1986، عندما وضع سفر الحوالي (مواليد 1950) اللمسات الأخيرة على أطروحته في "جامعة أم القرى" في المملكة العربية السعودية. ففي أطروحته، هاجم الحوالي - الذي، وبالرغم من أنه لم يكن من الجهاديين، اعتُبر لاحقاً حليفهم الفكري نوعاً ما - محمد ناصر الدين الألباني (المتوفي عام 1999) على خلفية اعتقاد هذا الأخير بأن عدم أداء الصلاة لا يدل على «الكفر»، بل يمكن أن ينتج عن الكسل أو الإفراط في النوم أو عن عامل غير عقائدي آخر. ووفقاً للحوالي، يدل إهمال المسلم للسلوك الإسلامي الصحيح على أنه لم يعد مسلماً. أما بالنسبة إلى الألباني، الذي أصبح لاحقاً «عميد» ما يُعرف بجماعة السلفية «السكينية» [أي التي تتبنى الهدوء واللافعالية السياسية] ، فإهمال المسلم لأداء الصلاة هو خطيئة ولكنه لا يجرده من صفة الإسلام.
وفي التسعينيات، تحولت هذه المواقف إلى جوهر نقاش جديد وأوسع حول مسألة التكفير. وعلى وجه التحديد، في أي ظروف يحق للمسلمين حرمان مسلمين آخرين من دين الإسلام، وبذلك تبرير ممارسة العنف بحقهم؟ من جهة، كان هناك السلفيون الذين يعتبرون، على غرار الحوالي، أن عدم أداء الصلاة وفقاً للأصول الإسلامية يجرد المسلم من هويته الإسلامية، وقد شكل هؤلاء النواة الفكرية للجهادية. وفي المقابل، كان هناك السلفيون السكينيون، وهم أبناء الألباني، الذين امتنعوا عن الربط بين الحاجة للتصرف وفق الأصول الإسلامية وأسباب عدم القيام بذلك.
وأصبح ذلك مادة النقاش بين السلفيين العنفيين (أو الجهاديين) والسلفيين اللاعنفيين (السكينيين)، وكانت التسميات التي استخدموها لمهاجمة بعضهم البعض تكشف عن حساسيات كل من الجماعتين. ويمتنع جميع السلفيين السكينيين تقريباً عن الإشارة إلى الجهاديين بتسميتهم الأيديولوجية الملائمة «الجهاديون السلفيون»، ويستخدمون عوضاً عن ذلك عبارة «تكفيري» أو «متطرف»، في إشارة إلى تركيزهم الأوحد على استخدام التكفير كتبرير للسفك الغاشم للدماء. كما يعتبر السلفيون السكينيون أنهم أيضاً، يملكون مبدأي التكفير والجهاد، بيد أنهما مصانان في «منهجية»، أي أن هناك زمان ومكان لكل منهما. وتجدر الإشارة إلى أنه يتم الاستعانة بأسماء المذاهب الإسلامية الأولى بشكل شائع كتسميات لكل جماعة، إلا أنها تُستخدم من الناحية الاستراتيجية بشكل ازدرائي ولا تعكس، كما رأينا سابقاً، المواقف اللاهوتية الفعلية التي تعتمد عليها كل جماعة (وتتضمن الأمثلة على ذلك «الخوارج» للجهاديين و«المرجئين» للسلفيين السكينيين). بعبارة أخرى، يكمن تشبيه استخدامها باستخدام الغربيين العشوائي لعبارة «الفاشي» لوصف أي شكل من أشكال التعصب، بالرغم من استخدامها غير المراعي للتاريخ في كثير من الأحيان.
ولا يمكن إنكار الدور الهام الذي لعبته الظروف والضغوط السياسية فيما يتعلق بتوقيت هذه النقاشات الداخلية. وفي الواقع، لا بد من أن نتذكر في هذا الإطار أن السلفيين هم أناس أيضاً، وبالرغم من التزاماتهم الأيديولوجية، لا يجهلون الظروف السياسية المحيطة بهم، خصوصاً عندما تشكل هذه الأيديولوجية أساساً لأكبر تهديد إرهابي. فعندما عبّر الألباني عن موقفه السلفي المناهض للعنف خلال التسعينات في الأردن، كان حتماً مراعياً للظروف السياسية في هذا البلد المعتاد بشكل دائم على الاضطرابات السياسية. وقد طُرد الألباني نفسه من الأردن عام 1980 وجعل طلابه يتوسطون لصالحه لدى الملك حسين حتى وافق هذا الأخير على عودته إلى البلاد عام 1981.
وفي أعقاب أحداث 11 أيلول/سبتمبر، بات السلفيون الذين يدينون الجهاد بصراحة، يقومون بذلك سعياً وراء هدف واضح ألا وهو ضمان استمراريتهم. ويتضح ذلك على سبيل المثال من خلال الجهات التي يستهدفونها في تصريحاتهم والتنازلات الأيديولوجية التي يقومون بها والتحالفات التي يشكلونها. ففي الأردن، ينتقد طلاب الألباني صحافيين على خلفية ما يعتبرونه ربطاً غير دقيق لأيديولوجيتهم بالعنف. وفي مصر، فبالنظر ربما إلى حملة القمع الواسعة النطاق التي يمارسها السيسي ضد الصحافيين، يستمر السلفيون في استنكار «الحملات الإعلامية» التي تطالهم والتي تشكل هاجسهم الأساسي. وحتى أن السلفيين تنافسوا في الانتخابات في مصر، وهي خطوة تُعد انتهاكاً لإحدى قواعدهم الأساسية المتمثلة برفض المؤسسات الحديثة، إلا أنها تشكل بالنسبة إليهم آلية للصمود ضمن السياق الخاص بالسياسات المصرية في عهد السيسي. وفي الواقع، خلال العام الماضي، تمكن «حزب النور» السلفي في مصر من التعامل مع الاضطرابات السياسية في البلاد من خلال اعتبار نفسه حليفاً للدولة في مكافحة الإرهاب، بدلاً من الوقوف إلى جانب نظرائه السلفيين الموالين لمرسي في المطالبة بالإطاحة بالسيسي. وباختصار، تبين هذه الأمثلة أن استمرارية الجماعات السلفية في ظل الظروف السياسية المحلية هي تعبيرات عن مهاراتها العملية بقدر ما هي تعبيرات عن التزاماتها الأيديولوجية. ومع ذلك، فبما أنها تستخدم أيديولوجيتها في معظم الأحيان كتبرير للقرارات التي تتخذها، يمكن للمرء أن يستنتج أيضاً أنه، أسوةً بالانقسام الذي حصل بين السلفيين اللاعنفيين والسلفيين العنفيين في نهاية القرن الماضي، تُعتبر التداعيات العملية للأيديولوجية السلفية في القرن الحالي مشروطة بالسياقات المحلية بقدر ما هي مشروطة بمفاهيمها اللاهوتية الراسخة منذ أمد بعيد.
وبالعودة إلى السيناريو الحالي، فنظراً للتاريخ الحديث الذي يسلط الضوء على كيفية انقسام السلفيين بين عنفيين ولاعنفيين وتوقيته، هل هناك عبر يمكن استخلاصها فيما يتعلق بالاستراتيجية المتبعة لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»؟ إن الأيديولوجية السلفية - سواء لتنظيم «الدولة الإسلامية» أو للجماعات اللاعنفية - هي طائفية من الناحية اللاهوتية وحرفية من الناحية النصية. وكما رأينا سابقاً، إن السؤال حول ما إذا كان هذا الواقع يؤدي إلى التحريض على العنف أم لا، لا يتعلق غالباً بالمفاهيم اللاهوتية التي يتم الترويج لها بقدر ما يتعلق بالزمان والمكان اللذين تُستخدم فيهما. فخلال مرحلتها التأسيسية في القرن العشرين، كانت الضغوط التي دفعت ببعض الجماعات إلى إدانة العنف، ذات طبيعة مادية وليس أيديولوجية. وبالتالي، يكمن الأساس على ما يبدو في إلغاء الفرص السياسية لتطبيق الرؤية العالمية الطائفية للسلفيين. ويعني ذلك عملياً أنه لا يمكن هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» من دون أن يتم التوضيح لمؤيديه أن رؤيتهم المجتمعية لا يمكن أن تتحول إلى صيحة حرب بأي شكل من الأشكال، ناهيك عن دولة قائمة. وبالفعل، فبينما يدّعي التنظيم اكتساب مصداقيته انطلاقاً من عقيدته، تكمن جاذبيته الشعبية أساساً في قدرته على توفير الخدمات. وبالتالي، إن الاستراتيجية المتبعة لوضع حد لانتشار أيديولوجية التنظيم ولنجاحاته من ناحية بناء الدولة يعتمد على قدرتنا على إعاقة مشروعه مادياً من خلال تكثيف الضغوط عليه وفي الوقت نفسه إعادة بناء المؤسسات الفاعلة المعنية بالحوكمة وإنفاذ القانون وتوفير الأمن لجميع المواطنين.
يعقوب أوليدورت هو زميل "سوريف" في معهد واشنطن وأستاذ مساعد في "كلية إليوت للشؤون الدولية" في "جامعة جورج واشنطن". نريد الإشارة إلى أن جميع بيانات الوقائع أو الرأي أو التحاليل التي تم التعبير عنها في هذه المقالة هي آراء الكاتب فقط ولا تعكس مواقف أو وجهات النظر الرسمية للحكومة الأمريكية
======================
الدايلي تلغراف: عام 2015 عام المجازر والحداد واللاجئين
الخميس 31 كانون الأول 2015   آخر تحديث 07:54
النشرة
لفتت صحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية في تقرير نشرته بعنوان "هل كان عام 2015 سيئاً؟" الى ان "عام 2015 يمكن تلخيصه بعام المجازر والحداد واللاجئين".
وأشارت إلى "وقف الغرب وقفة تضامنية ضد الهجمات التي شهدتها باريس التي ما لبثت ان شهدت هجمات أخرى". وأوضحت أنه "لم يمر أسبوع واحد خلال عام 2015 لم يتعرض له مكاناً واحداً في العالم لهجمة ارهابية أو حوادث قتل جماعي أو بكل بساطة رجل يطلق النار من مسدسه على سائحين كما حصل في تونس".
ولفتت الى انه "في نيجيريا، قتلت جماعة بوكو حرام الآلاف من المدنيين، مشيرة إلى أن الجماعة استخدمت طفلة في العاشرة من عمرها لتنفيذ عملية انتحارية راح ضحيتها 19 شخصاً. ولم يكشف عن اسم الطفلة التي لفت بالحزام الناسف".
وذكرت ان "حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة في قفص على يد تنظيم الدولة الاسلامية، ثم هجمات باريس الأولى التي راح ضحيتها رئيس تحرير مجلة تشارلي آبدو الفرنسية الساخرة على خلفية نشر رسومات مهينة للرسول الكريم".
وأوضحت أن "العالم وقف وقفة تضامنية مع رئيس تحرير المجلة وخمسة من رفاقه، وشهدت باريس مسيرات تضامنية ضمت العديد من رؤساء البلاد من بينهم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والملك الاردني".
ورأت انه على بريطانيا التي ظهر أحد مواطنيها ملثم الوجه الملقب بـ "الجهادي جون" في شرائط فيديو، وهو يتحدث بلكنة انجليزية ويقطع رؤوس رهائن. وملأت صوره الصحف البريطانية ليصبح أحد رموز تنظيم الدولة الاسلامية.
وسردت الاحداث المهمة التي شهدها عام 2015 ومنها أزمة اللاجئيين وقرار ميركل استقبال اللاجئين السوريين وغرق الطفل ايلان الكردي الذي أثارت صورته الكثير من ردود الفعل وشجعت العديد من البلدان على استقبال مزيداً من اللاجئين السوريين.
======================
وول ستريت جورنال: بوتين يصرح بما سكت عنه الغرب وصف حكومة أردوغان بـ "أنصار الإرهابيين"
مصدر الخبر: علي عبد سلمان
القسم: التقارير
 أعلن كاتب في صحيفة "وول ستريت جورنال"، وباحث في جامعة سيدني، ستيوارت رولو، أن تركيا تمارس لعبة خطيرة جدا في سوريا، وهي تفقد بذلك صفة الشريك الجدير بالثقة بين حلفائها الغربيين.
وقال الكاتب: "وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومة أردوغان بـ "أنصار الإرهابيين"، ردا على حادث القاذفة الروسية سو-24. وبهذه الطريقة اتهمها علنا، على عكس الغرب الذي يتهم  تركيا بطريقة أكثر دبلوماسية. تركيا تسمح بعبور النفط والتحف المنهوبة من قبل "داعش" إلى أراضيها ومن أراضيها يتم نقل الأسلحة والجهاديين والمال".
وأشار الخبير إلى أن تركيا كانت من الدول الأولى التي تدخلت في الصراع السوري. فمنذ بداية الحرب الأهلية، راهنت أنقرة على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، محاولة بذلك أن تصبح القوة المهيمنة في المنطقة.
وأضاف الخبير أن الوضع قد تغير في سوريا، ولكن استراتيجية أردوغان بقيت على حالها. ونتيجة لذلك، أصبحت تركيا عقبة في طريق التخفيف من حدة الصراع. من جهة، أنقرة تشن حربا ضد الأكراد السوريين الذين يقاتلون "داعش" بكل صدق، ومن جهة أخرى — تركيا هي جزء من شبكة المنظمات الإرهابية، والتي تتضمن أيضا "داعش". بالإضافة إلى ذلك، تركيا ترغب في أن تكون السلطة الحاكمة في سوريا من السنيين وتحت إشراف منظمة  "الإخوان المسلمين"، التي من شأنها أن تؤذي مصالح روسيا وإيران.
قال ستيوارت رولو إنه في الصيف الماضي، اتفقت حكومة أردوغان مع الولايات المتحدة بشأن استخدام قاعدتين عسكريتين للقوات الجوية التركية من قبل الأمريكيين من أجل شن غارات جوية على مواقع "داعش". وفي الوقت نفسه واصلت أنقرة استخدام هاتين القاعدتين لمهاجمة الأكراد في العراق وسوريا.
ويعتقد المحلل أن حكومة أدروغان تهتم بمقاتلة الأكراد أكثر من اهتمامها بمحاربة "داعش".
ويخلص الكاتب إلى أنه في البداية، مسؤولون غربيون ووسائل إعلام والمجتمع الأكاديمي كانوا يعتبرون تركيا وسيطا قويا للاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي، ولكن مع مرور الوقت بدأوا ينظرون إليها على أنها راعية للإرهاب الدولي. على سبيل المثال، نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في أحد تصريحاته تطرق إلى مشكلة الحدود السورية-التركية، قائلا إن المشكلة الرئيسية في مكافحة الإرهاب بالنسبة للولايات المتحدة هي تصرفات حلفائهم. كما أن أحد المسؤولين في البيت الأبيض في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" تحدث أيضا عن "تهديد دولي ينطلق من سوريا ويمر عبر أراضي تركيا". وعلاوة على ذلك، أصبحت تركيا "حليفا خطيرا" لحلف الناتو، بإدخاله في صراع مع روسيا وهو لا يرغب بدخوله.
======================
لديلي تلغراف: المعارك الأصعب تنتظرهم في سوريا.. التحالف انتصر في الرمادي ولكن
الكاتب : وطن الدبور 30 ديسمبر، 2015  لا يوجد تعليقات
علقت صحيفة ” ديلي تلغراف” البريطانية على استعادة القوات العراقية السيطرة على مدينة الرمادي العراقية, واصفة تلك العملية بأنها قد تكون مؤشرا على نهاية “تنظيم داعش” في العراق، مؤكدة أن “استعادة السيطرة على الرمادي له أهمية كبيرة بالنسبة للتحالف، ولكن معارك أصعب تنتظره في سوريا”.
ولفتت الصحيفة الى أن “الحكومة العراقية أعلنت استعادة السيطرة على الرمادي، بمجرد ما انتهى زعيم تنظيم “داعش” من خطاب يتعهد فيه بأن التنظيم يتمدد رغم جهود التحالف”.
وأوضحت أن “قوات التحالف قررت تأجيل الحملة على الموصل من أجل إعداد أجهزة الأمن العراقية، كما قررت التركيز على محاربة تنظيم “داعش” في العراق أولا، وبعدها التوجه إلى سوريا”.
كما أوضحت أن “سياسة “العراق أولا” كانت من اقتراح المستشارين الأميركيين والبريطانيين، حتى تتمكن الحكومة العراقية من إحكام سيطرتها على جميع مناطق البلاد، وافتكاكها من أيدي تنظيم “داعش”، متسائلة “عما إذا كان هذا الانتصار في الرمادي سيمنح التحالف ثقة في خوض المعارك الأقوى في الموصل، التي يبلغ عدد سكانها 1،5 مليون نسمة، وبعدها عبرو الحدود إلى سوريا”.
======================