الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 31/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 31/12/2017

01.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة العبرية والروسية :  
الصحافة الامريكية :
التوقعات السنوية لمركز ‘‘ستراتفور‘‘: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2018
فريق المركز - (ستراتفور) 22/12/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
- تعارُض مصالح إيران وتركيا وروسيا وسورية يعرقل تقدم تسوية للحرب السورية
- متشجعة بحملة واشنطن ضد إيران تغتنم الرياض الفرصة لتحدي هيمنة منافستها في المنطقة
- تستغل إسرائيل العداء تجاه إيران لتقديم دعمها للسعودية والولايات المتحدة في هذا المسعى
- يكون الاتفاق النووي الإيراني معلقاً على خيط رفيع ولو أنه يمكن أن يصمد هذا العام
- تكون أميركا والسعودية وإسرائيل عازمة على سحق حلفاء طهران المحليين خصوصا حزب الله
- محادثات السلام السورية قد تسفر عن ترتيب لتقاسم السلطة يحتفظ بمكان لدائرة الأسد الداخلية
- تركز مفاوضات روسيا مع تركيا العام المقبل على مصير الأكراد السوريين في سورية
تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مفترق طرق العالم. وهي تشمل شبه الجزيرة العربية، وجبال إيران، وسهول تركيا، وصحارى بلاد الشام، والأراضي الواقعة شمال الصحراء الأفريقية، وجميع السواحل بينها. وقصة المنطقة، كما هو الحال في كثير من الأحيان في الأماكن العالقة بين لاعبين أجانب، هي قصة تجارة وتبادل وصراع. القوى التقليدية في المنطقة هي تركيا وإيران -بينما المملكة العربية السعودية ومصر هما القوتان العربيتان الأبرز حالياً- ويجعل تنافس هذه القوى من أجل النفوذ على الدول الضعيفة في المنطقة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ساحة للعنف وعدم الاستقرار الدائمين.
  *   *   *
أبرز التوقعات لهذا العام:
سوف تتطلع إيران كثيراً إلى دعم روسيا وأوروبا، بينما تتحالف الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل لتقويضها.
انطلاقاً من تصميمها على منع إيران من اتباع خطى كوريا الشمالية في المجال النووي، سوف تضاعف الولايات المتحدة جهودها لمواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن تصرفات واشنطن سوف تُعرض الاتفاق النووي الإيراني للخطر، فإن طهران لن تتخلى عن الاتفاق.
إلى الغرب، سوف تؤدي المصالح المتفارقة لكل من إيران وتركيا وروسيا وسورية إلى عرقلة أي تقدم ملموس في اتجاه التوصل إلى تسوية للحرب الأهلية السورية.
سوف تقطع السعودية خطوات ملحوظة في مسيرة إصلاح اقتصادها، لكنها ستكافح من أجل تحقيق النجاح نفسه في تغيير السلوك الاجتماعي والتوقعات داخل المملكة.
ضد إيران: تحالف غير متوقع قيد التشكل
سوف تدخل الولايات المتحدة العام الجديد عازمة على كبح جماح إيران. ويتقاسم البيت الأبيض، والكونغرس والبنتاغون تصميماً قوياً على تقويض شبكة النفوذ الهائلة التي بنتها إيران عبر الشرق الأوسط من خلال صلاتها بمجموعة من الجماعات السياسية والميليشيات. وسيعمل وصول كوريا الشمالية المرجح إلى قدرة الردع النووي في العام 2018 على تقوية عزم واشنطن على وقف طهران عن السير في المسار الخطير نفسه.
ليست الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تنظر إلى أنشطة إيران بقلق. فقد شاهدت المملكة العربية السعودية -عدو إيران الإقليمي- بقلق شديد بينما يمتد وصول النفوذ الشيعي ببطء عبر فنائها الخلفي على مدى السنوات القليلة الماضية. وباكتساب التشجيع من حملة واشنطن المتجددة ضد خصمها منذ وقت طويل، ستغتنم الرياض الفرصة لتحدي هيمنة طهران على الشرق الأوسط. وإدراكا منها لوجود فرصتها الخاصة، ستدعم إسرائيل كلا من السعودية والولايات المتحدة على أمل تحجيم عدوهما المشترك. وفي سياق ذلك المسعى، سوف تدفع إسرائيل علاقتها مع السعودية، التي كانت موجودة تاريخياً خلف الكواليس، إلى الخروج من الظلال.
التفاوض على مصير الاتفاق النووي
بينما يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وايران، سوف تكون خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) معلقة على خيط رفيع، ولو أنها يمكن أن تبقى على قيد الحياة هذا العام. ويهدف هذا الاتفاق إلى وقف برنامج تطوير الأسلحة النووية في إيران، وقد امتثلت ايران لشروط الاتفاق حسب معظم التقديرات، بما فيها تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وطالما بقيت إيران في حالة امتثال، فإنها ستستفيد من تخفيف العقوبات، وكذلك من القدرة على استقبال الاستثمارات الأجنبية وتصدير النفط.
لكن البيت الأبيض يعتقد أن الصفقة ليست قوية بما فيه الكفاية لاحتواء طموحات إيران النووية، ولا شاملة بما فيه الكفاية لعرقلة برنامج طهران لتطوير الصواريخ الباليستية ورعاية الإرهاب أو دعم الجماعات المسلحة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. وقد أشار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى عزمه على مواجهة إيران بشأن هذه المسألة عندما لم يصادق على خطة العمل الشاملة في تشرين الأول (أكتوبر) 2017. أما بالنسبة لطهران، فقد أكدت هذه الخطوة فقط شكوكها القائمة منذ فترة طويلة في أن واشنطن ليست مفاوضاً يتمتع بالمصداقية.
سوف تضيف حقيقة أن لدى مختلف فروع الحكومة الأميركية أفكارا مختلفة حول كيفية التعامل مع خطة العمل الشاملة المشتركة فقط إلى الإشارات المختلطة القادمة من واشنطن في هذا الصدد. وسوف يتخذ الكونغرس من جانبه خطوات لفرض عقوبات جديدة على إيران، بينما يحرص على عدم انتهاك الاتفاق. وفي الجهة الأخرى، أحاط ترامب نفسه بعناية بمجموعة من صقور السياسة الذين يبدون أكثر استعداداً لخرق الاتفاق، بغض النظر عما إذا كانت أنشطة إيران مرتبطة ببرنامجها النووي، في محاولة لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات. وسوف يعمل موقفهم المتشدد تجاه إيران على تسريع تدهور علاقات واشنطن مع طهران. وبتجريد الاتفاق من الضمانات الأمنية الواردة فيه، ستضع الولايات المتحدة نفسها على مسار تصادمي مع إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
سوف يعيد استعداد البيت الأبيض لتهديد الاتفاق إحياء ارتياب طهران القديم بينما تحترس مما تعتقد أنه جهد متضافر من الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية. ولن تكون إيران هي الطرف الذي يخرج من الاتفاق النووي أولاً، خوفاً من تدهور اقتصادها مرة أخرى وسط تجدد العقوبات. لكن التهديدات الموجهة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، واتخاذ تدابير اقتصادية أكثر قسوة تنبع من الولايات المتحدة، سوف تثير المتشددين في إيران الذين لا يقدِّرون الحوار مع الغرب بقدر ما يقدره المعتدلون مثل الرئيس الإيراني حسن روحاني. وستكون هذه الفصائل قادرة على تأمين المزيد من التمويل للدفاع والمزيد من الدعم الشعبي. ومع ذلك، فإن الإيرانيين عبر كامل الطيف السياسي حريصون على الحفاظ على الاتفاق النووي قائماً، بحيث يمكن للبلاد الاستمرار في تصدير النفط وجذب الاستثمارات من أوروبا والصين وروسيا.
سوف تتطلع إيران إلى حلفائها في أوروبا وروسيا للمساعدة على حماية إطار الاتفاق. فبعد كل شيء، كانت العقوبات التي رفعتها خطة العمل الشاملة موجهة ضد الشركات الأوروبية، وليس ضد إيران. ونتيجة لذلك، دافع معظم أعضاء الاتحاد الأوروبي عن الاتفاق كوسيلة للسماح بمعاملاتهم الاقتصادية مع إيران بالاستمرار، في حين يتم كبح برنامج طهران النووي. ولذلك، فإن القارة ستناشد الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاق. وسوف تنضم روسيا إلى أوروبا في دعمها لخطة العمل الشاملة المشتركة؛ حيث بدأت العلاقات الوثيقة التي أفرزها عامان من التعاون بينها وبين إيران في الحرب الأهلية السورية في طرح الثمار بالنسبة لطهران بعيداً عن ساحة المعركة.
الحرب الأهلية السورية
مع اكتساب روسيا وإيران أرضية في سورية، فقدت السعودية والولايات المتحدة تلك الأرض. ولكن واشنطن والرياض ستبحثان، على الرغم من تراجع نفوذهما على جماعات الثوار المنقسمة في البلاد، عن سبل للاستفادة من الحرب الأهلية المنهكة لتقويض طهران.
أدت ست سنوات من الصراع في سورية، إلى جانب القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية والعراق، إلى ظهور عدد كبير من الميليشيات المدعومة من إيران، والمنتشرة في جميع أنحاء بلاد الشام. وتحرص إيران على استخدام هذه الجماعات لتطهير وإنشاء جسر بري يربطها بالبحر الأبيض المتوسط للمرة الأولى منذ حكمت الإمبراطورية الساسانية بلاد فارس في القرن السابع. لكن الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل عازمة على سحق حلفاء طهران المحليين. وسيكون حزب الله، الجماعة المسلحة اللبنانية وأحد أقوى شركاء إيران من غير الدول، عرضة لأن يكون هدفاً رئيسياً لهذه الحملة. وعلى الرغم من أنه سيكون من الصعب جداً عزله والضغط عليه في وطنه، فإن حزب الله يبدو أكثر انكشافاً أمام العمل العسكري ضده في سورية؛ حيث يحارب إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد. وطالما استمرت الحرب، وطالما ظل حزب الله مفرطاً في التمدد، ستكون لدى إسرائيل نافذة تتيح لها ضرب المجموعة، متمتعة في ذلك بدعم الولايات المتحدة والسعودية.
في جزئها الأكبر، حققت الأطراف المشاركة في الحرب الأهلية السورية إلى حد كبير هدفها المتمثل في هزيمة "داعش" الذي فقد مساحات شاسعة من الأراضي التي سيطر عليها في سورية والعراق على مدى العام 2017. ومع قهر عدوهم المشترك، سوف يتعين على الأطراف أن تواجه القضايا الأكثر تعقيداً وحساسية بكثير، والتي أثارها الصراع. وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار ما يزال غير مرجح في العام المقبل، فإن الجولات المستقبلية من محادثات السلام يمكن أن تسفر في النهاية عن ترتيب لتقاسم السلطة، والذي يحتفظ بمكان لدائرة الأسد الداخلية ويطلق عملية لصياغة الدستور. ومع ذلك، فإن أي اتفاق توافق عليه دمشق سيكون في معظمه تجميلياً، وسوف يرفض الثوار أي اتفاق يؤكد سلطة الأسد.
ولكن، بغض النظر عن ذلك، فإن روسيا عازمة على إيجاد مخرج سريع من الصراع، والذي يحمي المكاسب التي حققتها على مدى العامين الماضيين. وحتى تفعل ذلك، سوف يتعين عليها كبح جماح الحكومتين الإيرانية والسورية اللتين تهتمان بضمان تحقيق انتصار عسكري كامل أكثر من التوصل إلى حل تفاوضي للصراع. وسيتعين على روسيا أيضاً أن تبقي على حوار مفتوح وفاعل مع تركيا، التي لديها طموحاتها الخاصة لتهتم بها في سورية. ويتمثل هدف أنقرة الأساسي في منع ظهور دولة كردية على طول حدودها الجنوبية، من خلال الإبقاء على القوات الكردية في المنطقة مقسمة. ونتيجة لذلك، سوف تركز مفاوضات روسيا مع تركيا في العام المقبل على مصير الأكراد السوريين الذين يطالبون بمنطقتهم المستقلة الخاصة.
على الرغم من التحديات التي تواجهها، سوف تلعب روسيا دوراً عسكرياً ودبلوماسياً بارزاً في سورية في العام 2018. ومع ذلك، فإن قدرتها على التدخل في شؤون الشرق الأوسط على حساب الولايات المتحدة لن تكون مقصورة على هناك. وبدلاً من ذلك، سوف توسع روسيا نطاقها ليشمل زوايا أخرى في المنطقة، من خلال تعزيز روابطها الاقتصادية والسياسية مع دول الخليج العربي، ومصر والعراق وليبيا وتركيا.
التدافع على الميزة في ساحة المعركة
ربما تكون وجهة المد في الحرب الأهلية السورية قد تحولت لصالح إيران، ولكن السعودية قد تتمتع بحظ أفضل في ساحات قتال أخرى -فيزيائية وسياسية على حد سواء- في أنحاء المنطقة. وعلى أمل الاستفادة من العداء الأميركي المتجدد تجاه إيران، ستحاول المملكة مواجهة النفوذ المتنامي لمنافستها منذ وقت طويل في جيرانها من الدول الأضعف، مثل اليمن والعراق ولبنان.
ومع ذلك، سوف تتعقد جهود السعودية بسبب محاولة الرياض الفاترة التي تعوزها الحيوية حشد حلفائها السنيين المشابهين لها في العقلية ضد إيران الشيعية. فعلى الورق، يبدو شركاء المملكة أقوى بكثير من وكلاء إيران الضعفاء. أما في الممارسة العملية، فهم أيضا أقل موثوقية. وسوف تعاني السعودية في سبيل تحشيد الدعم الذي تحتاجه لقيادة أي عمل ملموس ضد إيران. وبسبب هذا الفشل، جزئياً على الأقل، سوف تواجه المملكة صعوبة في مواجهة الوجود العسكري الإيراني في سورية والعراق؛ حيث تفتقر المملكة إلى القدرات المناظِرة التي تتفوق فيها الجمهورية الإسلامية وحلفاؤها.
يشكل اليمن واحداً من الأماكن التي ستكون فيها السعودية أكثر احتمالاً لإحراز النجاح. وقد اتخذت الحرب الأهلية الجارية في هذا البلد منعطفاً مفاجئاً في نهاية العام 2017، عندما قتل الثوار الحوثيون حليفهم السابق، الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وقد دفعت وفاته العديد من أتباعه إلى الانشقاق عن تحالف الحوثيين، على نحو ربما يحول زخم المعركة لصالح تحالف دول مجلس التعاون الخليجي الذي تقوده السعودية، إذا ما حمل هؤلاء الأتباع السلاح ضد الحوثيين. وفي كلتا الحالتين، سيكون الحوثيون أكثر حاجة من أي وقت مضى للحصول على المساعدات من إيران على المدى القصير، وسوف يكون مجلس التعاون الخليجي أكثر تصميماً من أي وقت مضى على منعهم من الحصول على تلك المساعدات.
وبذلك، سوف يصبح اليمن هو المركز لحرب عنيفة بالوكالة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران؛ حيث يكثف التحالف الخليجي جهوده لتخفيف قبضة الحوثيين على العاصمة صنعاء. والآن وقد انفتحت الصدوع في داخل تحالف الثوار، فإن التوصل إلى تسوية سياسية للصراع سيكون بعيد المنال -خاصة بينما يعمد آخرون من أصحاب المصالح في البلد، بما في ذلك الانفصاليون الجنوبيون، إلى اغتنام الفرصة للضغط من أجل الدفع بمطالبهم السياسية.
التسابق على النفوذ السياسي
في هذه الأثناء، سوف تعمل السعودية على إثارة المتاعب لإيران في ميادين القتال السياسية، بينما تعمل على تقويض الأحزاب والساسة المدعومين من إيران في العراق ولبنان. وسوف يعقد العراق انتخابات عامة في أيار (مايو) المقبل، وهو ما سيمنح البلاد لحظة نادرة لتأكيد استقلالها عن القوى الأجنبية المتورطة داخل حدودها. وسوف يدافع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن سلالة ناشئة من القومية التي تدعو إلى مقاومة النفوذ الخارجي (بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران وتركيا)، في حين سيتبنى الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، الخطاب نفسه على أمل تحويله إلى مكاسب انتخابية.
بعد انتهاء الانتخابات، ستستخدم إيران علاقاتها مع قوات الحشد الشعبي الشيعي في العراق –حيث أسست بعض هذه الميليشيات أجنحة سياسية لتشارك في الانتخابات- في التأثير على تشكيل بنية الائتلاف في بغداد. ولتحقيق التوازن مع هذه المجموعات، سوف تقوم دول مجلس التعاون الخليجي بتوجيه الأموال والمساعدات إلى الأحزاب السنية والشيعية الأخرى في العراق. وبالنظر إلى رسوخ الساسة العراقيين الشيعة الموالين لإيران، فإن كتلة الدول الخليجية ستواجه صعوبة في إضعاف نفوذ طهران هناك.
إلى الشمال، في كردستان العراق، أدت المحاولة الفاشلة لإعلان الاستقلال قرب نهاية العام 2017 إلى جعل الانقسام بين محافظة أربيل (بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني) ومحافظة السليمانية (بقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني) أكثر وضوحاً. وسوف تعود تركيا وإيران مرة أخرى إلى ممارسة دوريهما المعتادَين باعتبارهما راعيين اقتصاديين وسياسيين لكل من الحزبين، على التوالي، في العام المقبل. وبينما تتقدم مفاوضات الحكم الذاتي مع الحكومة المركزية، سوف تستخدم بغداد علاقتها مع طهران في محاولة لدق الإسفين أعمق بين الأحزاب الكردية -مما يزيد من حدة المنافسة بين إيران وتركيا في البلاد. وسوف يكون الخلاف المتزايد بين الأكراد العراقيين واضحاً في نتائج الانتخابات العامة في المنطقة في العام 2018، مما يعيق قدرة أربيل على مقايضة بغداد في مجالات عائدات النفط والأراضي المتنازع عليها.
وفي الأثناء، سوف تحاول السعودية استخدام رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للتأثير على السياسة في بيروت من أجل تقويض مصالح حزب الله. لكن الجماعة المسلحة راسخة بعمق في لبنان. وعلى الرغم من المكاسب الدبلوماسية الصغيرة التي ستستخلصها السعودية بين الطائفتين السنية والمسيحية في البلاد في العام المقبل، فإن الرياض لن تتمكن من شن هجوم فعال على مكانة التمرد في البلد. وسوف تواجه تركيا حواجز مماثلة بينما تعتمد على صلاتها بالقادة السنة في لبنان لمحاولة مواجهة شريك إيران المتشدد.
وحتى مع ذلك، فإن تركيا سوف تسعى إلى وسائل أخرى لوضع علامتها الخاصة في الشرق الأوسط. ومن المرجح أن تكون قطر حليفاً محتملاً في هذا الصدد: فالبلدان يرغبان في تحقيق مكانة إقليمية ويريدان الاستقلال عن جاريهما القويين؛ إيران والسعودية. وفي العام المقبل، سوف تعزز تركيا دعمها لقطر بنشر قوات ومعدات عسكرية على أراضيها وزيادة حجم التجارة معها. وسوف يؤدي الوجود المتزايد لتركيا في شبه الجزيرة العربية إلى استعداء السعودية، مع إبراز الانقسامات التي تتغلغل في تكوين مجلس التعاون الخليجي. وفي الوقت نفسه، سوف تعمل الشراكة الناشئة بين تركيا وقطر على إحباط محاولات السعودية ترسيخ مكانتها كقوة سنية مهيمنة في الشرق الأوسط.
استراتيجية البقاء السعودية
بينما تتصارع المملكة العربية السعودية مع منافسيها في الخارج، سوف يتعين عليها أن تتصارع أيضاً مع الإصلاحات الصعبة في الداخل. وعلى الرغم من أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي سوف تضطر إلى إجراء إصلاحات صعبة في العام المقبل، فإن الإصلاحات السعودية هي الأكبر والأكثر طموحاً. وفي قلب التغييرات السياسية المحلية الجارية، سيكون ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الذي سيستخدم سلطته الجديدة للدفع بأجندته الجسورة. وسوف يسعى الزعيم الشاب إلى الوفاء بوعوده بالإصلاح الاقتصادي الجريء، بهدف تعزيز الإيرادات غير النفطية من خلال الضرائب وأرباح الاستثمار، وتحفيز نمو القطاع الخاص، وتأميم القوى العاملة في المملكة.
لا تستطيع السعودية أن تتحمل كلفة تأجيل هذه الإصلاحات الاقتصادية الصعبة، وسوف يرى مواطنوها قريباً علامات ملموسة على حدوث التغيير المؤلم -والضروري مع ذلك. ولتحقيق التوازن في ميزانيتها، لن يكون أمام الرياض خيار سوى فرض ضرائب جديدة، والمضي قدماً في الطرح العام الجزئي الأساسي المخطط له لأسهم شركة النفط العربية السعودية، والذي سيوفر رأس المال الذي تمس الحاجة إليه لاستثمارات المملكة في المستقبل. (من المقرر أن يتم طرح الاكتتاب حالياً في العام 2018، لكنه ربما يتأجل مرة أخرى). وبينما يمكن أن ترتفع أسعار السلع اليومية، مثل الوقود، فإن منسوب السخط الشعبي ربما يرتفع معها أيضاً. وسوف تكون الحكومة مستجيبة لمطالب شعبها؛ حيث ستقوم بمراجعة بعض الأهداف إذا اعتُبرت مفرطة الشدة. وبفضل هذا الاهتمام والمرونة، في جزء منه، إلى جانب الرغبة في تعزيز استثماراتها الرأسمالية في العام المقبل، سوف تصل المملكة إلى العديد من أهدافها -بما في ذلك تحقيق ارتفاع في الإيرادات غير النفطية.
تتطلب بعض الأهداف الاقتصادية السعودية إحداث تغييرات جريئة في السلوك الاجتماعي، والتي سيتطلب تشجيعها وقتاً. وفي نهاية المطاف، يعتزم الملك سلمان تصميم عقد اجتماعي جديد يقوم بتعديل ما يتوقعه المواطنون من حكومتهم، والعكس بالعكس. وفي هذه الأثناء، سوف تتخذ المملكة خطوات ملحوظة نحو إبرام ذلك العقد. ومن المرجح أن تمنح الرياض النساء الحق في قيادة السيارات في حزيران (يونيو) 2018، وسوف تتزايد فرص الترفيه الجديدة على مدار العام. وسوف يمهد ولي العهد لكل خطوة بإعلانات تجريبية عن التدابير المقبلة، لقياس رد فعل الجمهور والوفاء بتعهده بالحفاظ على الشفافية. وعلى الرغم من أن رجال الدين المحافظين في البلاد سيحاولون أن يقفوا في طريق الإصلاح من خلال مناشدة الديموغرافية القديمة التي يساورها القلق من إصلاحات الأمير الجريئة، فإن الشباب السعوديين سيعتنقون بشكل متزايد رؤية سلمان لمستقبل المملكة.
الاتجاهات القومية في شمال أفريقيا
سوف تنظر الحكومة المصرية عن كثب إلى الرأي العام المحلي في العام المقبل. وسوف تجري البلاد انتخابات رئاسية فى أيار (مايو) المقبل. وسوف يتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة التصويت بعناية، مما يترك للمصريين خيارات قليلة فيما يخص اختياراتهم الفعلية. ولكن الأهم من ذلك سيكون عدد العاملين في فعاليات الحملة، ونشاط وسائل التواصل الاجتماعي، وإقبال الناخبين على الاقتراع -وسوف يكشف كل ذلك عن بعض تفاصيل آراء الناخبين في الاستراتيجيات الاقتصادية والأمنية في مصر. وسوف يتم توجيه أي سخط شعبي من الحكومة في القاهرة ليبرز من خلال مرشحي المعارضة، مثل المحامي خالد علي. وسوف يوجه تخفيض الدعم الذي وافق عليه صندوق النقد الدولي، والمقرر إنفاذه في العام 2018، ضربة قوية للمواطنين من الطبقتين الدنيا والوسطى، لكن القاهرة ستحاول التخفيف من حدة التداعيات السياسية في الداخل من خلال تقديم المساعدات النقدية.
مع انتعاشها بقروض صندوق النقد الدولي، سوف تمارس مصر استقلالية أكبر في علاقاتها مع الخارج. (كلما كان البلد أكثر تماسكاً من الناحية المالية، قل اعتماده على الداعمين الأجانب). وتحقيقاً لهذه الغاية، سوف توازن القاهرة علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا، بينما تبقي على مسافة بينها وبين السعودية. وعلى الرغم من أن مصر ليست صديقة لإيران، فإنها ليست مغرمة بالخضوع لمطالب السعودية أيضاً. وبالمثل، سوف تجد القاهرة نفسها بعيدة عن أنقرة في العام المقبل، بينما تقدِّم تركيا الدعم للقضية الفلسطينية -مقللة بذلك من فضل مصر كوسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وسوف تحاول مصر أن تأخذ الأعمال التركية في الاعتبار، وأن تدير مشاكلها بشكل أفضل مع النشطاء في سيناء، ومن خلال محاولة إقامة علاقات أعمق مع حماس، المجموعة الفلسطينية المكلفة بإدارة قطاع غزة. سوف تساعد القاهرة أيضاً في جهود واشنطن للتفاوض على اتفاق سلام جديد بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وفي جوار مصر القريب، سوف يتراكم الزخم وراء محاولة إجراء انتخابات في ليبيا. ولكن، على الرغم من أن المبادرة الأخيرة التي تدعمها الأمم المتحدة تكسب الدعم، فإن من غير المرجح أن تتغلب العديد من الفصائل المشاركة في محادثات السلام على خلافاتها في العام المقبل. ومع ذلك، نشأ في الفترة الأخيرة شكل مشترك من النزعة الوطنية بين أقوى الجماعات في شرق وغرب ليبيا -بما في ذلك جنرال الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، الذي يحصل تدريجياً على موافقة المجتمع الدولي. وسوف يعرض مؤتمر وطني ينعقد في تونس في العام 2018، والذي يهدف إلى حفز العملية الانتخابية، الأرضية المشتركة التي ظهرت في ليبيا في العام 2018. ولكن، حتى مع ذلك، فإن عدداً قليلاً من الأطراف سوف يقتنع بأن المحادثات برعاية الأمم المتحدة ستلبي مطالبها، وستضمن الأقوى من بينها، مثل جماعة حفتر، مواصلة العمل من أجل تأكيد مصالحها الخاصة بينما تتكشف المفاوضات.
الحروب الجهادية
ربما يكون تنظيم "الدولة الإسلامية" قد مني بهزيمة ساحقة في العراق وسورية، ولكن الحرب ضد الجماعات المتطرفة في العالم لم تنته بعد. وسوف يحاول تنظيم القاعدة استغلال انهيار ما تسمى "الخلافة" التي أقامها تنظيم الدولة الإسلامية، من أجل تلميع سمعته كزعيم للحركة الجهادية العالمية، ونشر رؤيته "للصراع الطويل". وسوف تهدف جهود التجنيد التي تبذلها المجموعة في العام 2018 إلى جذب أتباع "داعش" الحاليين والمحتملين.
سوف يسعى كل من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية إلى استغلال الدول الضعيفة؛ حيث يستطيعان إنشاء معاقل جديدة أو توسيع مواقعهما القديمة، مع التركيز على اليمن وليبيا وشبه جزيرة سيناء. وقد تكون الأماكن غير المحكومة في منطقة الساحل الأفريقي وأفغانستان والصومال مغرية لهما أيضاً. وفي هذه الأثناء، سوف يتطلع تنظيم القاعدة إلى استعادة قواعده المنخرطة في النزاعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط -بما في ذلك سورية، حيث عرَّض الانقسام بين تنظيم القاعدة و"هيئة تحرير  الشام"، تماسك المنظمة للخطر. وبينما تستمر المعركة من أجل كسب قلوب وعقول المجندين المحتملين في جميع أنحاء العالم، فكذلك سيفعل تهديد المتشددين المحليين، الذي يستلهم الأيديولوجيات المتطرفة المتنافسة، والتي تحثهم على شن الهجمات.
 
*نشرت هذه التوقعات تحت عنوان: 2018 Annual Forecast: Middle East and North Africa
*مؤسسة التنبؤات الاستراتيجية، Strategic Forecasting, Inc؛ والمعروفة أكثر باسم "ستراتفور" STRATFOR، هي مركز دراسات استراتيجي وأمني أميركي، يعد إحدى أهم المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، وهو يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية. تطلق عليه الصحافة الأميركية اسم "وكالة المخابرات المركزية في الظل" أو الوجه المخصخص للسي آي إيه، The Private CIA. ومعظم خبراء مركز ستراتفور ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأميركية.
========================
فورين أفيرز: "تقاسم الكعكة".. إيران وروسيا وتوزيع مكتسبات الحرب في سوريا
مُسند للأنباء - ميدان
[ السبت, 30 ديسمبر, 2017 11:30:00 مساءً ]
مقدمة المترجم
يناقش التقرير حدود التباعد بين روسيا وإيران في الأهداف المتعلقة بسورية، وعملية التسوية القائمة، وكيف أنّ الحرس الثوريّ يفرض شروطه بإبقاء ميليشياته هناك، كمحاولة منه لصنع "حزب الله" سوريّ آخر على غرار النموذج اللبنانيّ للدفاع الأماميّ.
نص التقرير
بدأت يوم 29 (نوفمبر/ تشرين الثاني) الجولة الأخيرة من محادثات السلام التي تعقدها الأمم المتحدة في جنيف، وذلك بهدف جلب الرئيس بشار الأسد وفصائل المعارضة المسلّحة المختلفة إلى تسوية سياسية يمكن أن تضع حداً لنصف عقد من الحرب الأهليّة في البلد.
وتأتي محادثات جنيف بعد أسبوع من مجموعة أخرى من المحادثات السورية، وهذه المرة في مدينة سوتشي. وكان من المفترض أن يكون اجتماع 22 (نوفمبر/كانون الثاني)، الذي ضم بعض اللاعبين الرئيسين في النزاع -إيران وتركيا وروسيا-، نقطة تحول في قضية مستقبل سوريا. كان هذا أمل طهران على الأقل. لكن بدلا من ذلك، سلطت المحادثات الضوء على التصدعات الناشئة بين داعمي الأسد الرئيسين، ألا وهما إيران وروسيا، وحتى على الانقسامات داخل إيران بين الحكومة المدنية للرئيس حسن روحاني وقيادة الحرس الثوري الإسلامي.
باختصار، يحرص الحرس الثوري، الذي أرسى على مدى السنوات السبع الماضية حضورا قويا في سوريا من خلال ميليشياته المختلفة وعبر وكلاء محليين، على الحفاظ على مكاسبه ضد إسرائيل والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. وربما يضعه هذا الموقف عما قريب في صراع مفتوح مع روسيا والجهات الفاعلة الأخرى، بمن في ذلك روحاني، الذي قد يكون أكثر انفتاحا على تسوية سياسية متعددة الأطراف لإنهاء الحرب السورية. والحال أن الحرس الثوري الإيراني، بالتحديد، لا يرغب في تأمين النفوذ الإيراني في سوريا بعد الحرب فقط، ولكن أيضا في تحويل ميليشياته السورية المتحالفة إلى قوة عسكرية-سياسية مُمأسَسة بشكل خاص بها، وهي القوة التي يمكن أن تصبحَ مُحرِّضه المحلي المماثِل للدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان.
شك في سوتشي
اتفق الإيرانيون والروس والأتراك ظاهريا على نقطة رئيسة واحدة في سوتشي: وهي أنه يجب على جميع الأطراف احترام السلامة الإقليمية لسوريا. وكانت قد نوقشت مسائل أخرى، بما في ذلك كيفية مواصلة دعم عملية نزع فتيل الصراع في المناطق التي تم الاتفاق عليها في أستانة في (مايو/أيار). كانت قمة سوتشي، قبل كل شيء، قمة هادفة إلى إظهار هيمنة الشراكة الإيرانية-الروسية-التركية على سوريا.
ومع ذلك، لا يزال في طهران شك كبير قائم حول النوايا الروسية والتركية في سوريا. إن الإيرانيين مدركون بشكل خاص -وممتعضون- لحرية موسكو في التصرف في العمل مع العديد من الشركاء المختلفين في المنطقة. وحاليا، ومن بين الدول الثلاث التي كانت في سوتشي، تقيم روسيا حوارا قويا ومستمرا مع كل دولة أخرى تمت بصلة بمسألة مستقبل سوريا: من الولايات المتحدة، إلى إسرائيل، إلى الدول العربية في الخليج. وتخشى طهران بدورها بشكل طبيعي أن تنقلب الصفقات عليها ويرتد الضرر إليها.
فمثلا، قبل يومين من قمة سوتشي، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا مدته أربع ساعات مع بشار الأسد الذي كان قد توجه جوا إلى المدينة للتشاور مع القائد الروسي. تشير التقارير التي جرت حول تغطية الزيارة في وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن طهران لم تكن على علم مسبق بهذه الزيارة. لكن قرار بوتين بإطلاع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على خطط موسكو قبل قمة سوتشي يبدو أنه هو الأمر الذي قد أزعجَ طهران. لقد قرأ الإيرانيون هذا الأمر كمحاولة روسية لتهدئة الولايات المتحدة التي تعارض بشدة أي تسوية في سوريا من شأنها مأسسة وجود إيران هناك. إذ إن تهدئة واشنطن، الأمر الذي يقلق الإيرانيين بحق، لا يمكن أن تأتي إلا على حساب نفوذ ومصالح طهران في سوريا بعد الحرب.
وبالتالي ليس مصادفة أن الحرس الثوري، في الأيام التي تلت قمة سوتشي، بدأ في التعبير عن قدرته على نشر الميليشيات المؤيدة لإيران في سوريا وإبقائها وتعبئتها. هذا مظهر من مظاهر القوة الصلبة، ولا ريب في أن بوتين ومستشاريه جزء من الجمهور المُستهدَف.
بمعنى آخر، فإنه مع استعداد موسكو لتحويل نفسها إلى صانع قرار دبلوماسي نهائي في هذه الأيام الغارِبة من الصراع السوري، فإن الجنرالات من الحرس الثوري الإيراني يُذكرون الجميع، بمن في ذلك الأسد والروس، باستمرار سلطتهم ونفوذهم. وبينما تتطلع إيران إلى تحقيق أقصى قدر من أهميتها في سوريا بعد الحرب، فإن الفصيل المتشدد في البلاد الذي يمثله الحرس الثوري الإسلامي يؤمن أن سنوات صرفه في الاستثمار في الميليشيات السورية وغيرها من الميليشيات العربية سوف توفى أجرها أخيراً
الدبلوماسية لن تفعل شيئاً
وكان رئيس الحرس الثوري الإيراني، وهو الجنرال محمد علي الجعفري، أكثر وضوحاً على نحو متزايد بشأن نواياه لتعزيز الميليشيات المؤيدة لإيران في سوريا. فمثلاً، في 23 (نوفمبر/تشرين الثاني)، قال الجعفري إن الأسد يعرف أنه "مدين" لميليشيات الشعب ويفهم أنها حاسمة لبقائه السياسي. وغامر الجعفري بالتخمين أيضاً بأن الأسد "سيقوم بمأسسة الميليشيات حتى تبقى ذات صلة في مواجهة التهديدات المستقبلية". ومن نافلة القول إنه، بالنسبة إلى الجعفري، فإن الأمر يرجع إلى الحرس الثوري الإيراني لتحديد هوية مثل هذه التهديدات المستقبلية، وإنه لرهانٌ آمن أن الأهداف المعتادة للمجموعة -الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل واضح- ستكون على قائمة هذه التهديدات.
في نهاية المطاف، إن هدف الحرس الثوري الإيراني هو تحويل الميليشيات السورية في الوقت الحالي التي تحت سيطرتها إلى جهات شبه حكومية ستصبح أدوات دائمة للنفوذ الإيراني في سوريا، على غرار الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان. ربما ليست هذه الاستراتيجية بمفاجئة، إذ إن الحرس الثوري الإيراني هو، في حد ذاته، نتاج لهذا التطور. فبالعودة إلى عام 1979، أي بعد الثورة الإيرانية مباشرة، بدأ الحرس الثوري الإيراني بمجموعة صغيرة من المتدينين المتشددين للخميني. وعلى مر السنين، تحولت هذه الفرقة من المسلحين الإسلاميين من كونهم خدماً مسلحين لرجال الدين الثوريين إلى دولة قوية داخل الدولة تهيمن على إمبراطورية شاسعة من الناس والمال.
علاوةً على ذلك، لا يستهدفُ هذا التصعيد البلاغي للحرس الثوري الإسلامي، الجماهير الأجنبية فحسب. فمستقبل الميليشيات الموالية لإيران في سوريا هو أيضاً جزء من نقاش داخل النظام في طهران. وقد اتخذَ روحاني مسافةً علناً عن خطة الحرس الثوري الإيراني لمأسسة الميليشيات التابعة له، لكنه لم ينتقده بشكل كبير. ومع ذلك، تشير وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني دائما إلى أن حكومة روحاني لينة بشأن المطالب الغربية من طهران بالتخلي عن الميليشيات أو نزع سلاحها على الأقل. فبالنسبة إلى الحرس الثوري الإيراني، هذه فكرة مجهضة منذ بدايتها.
رداً على التصالحية النسبية لروحاني، فإن موقف الحرس الثوري الإيراني ذو شقين: أولاً، سيكون من الغباء قطع الصفقة مع الغرب (أو روسيا) بشأن مستقبل الميليشيات السورية. فلماذا نتخلى عن النفوذ المكتسب على الأرض مقابل الوعود المشكوك فيها للتعاون الدولي في مستقبل سوريا؟ والحال أن المزاج السائد في طهران، الذي غيرته نسبيا طهران عن طريق الاتفاق النووي لعام 2015، من المفترض أن يعطي حجة الحرس الثوري الإيراني زخما أكثر مما كان عليه الحال من قبل.
ثانياً، سرعانَ ما ذكر الحرس الثوري الإيراني أيضا الجميع بأنه أفضل تجهيزا من الحكومة المدنية لقيادة جهود إيران لتأمين شريحة من الإنفاق على إعادة الإعمار في سوريا. تلك ليست سوى لكمة لروحاني. في الواقع، زعمَ الجعفري أن فريق روحاني والأسد قد اتفقا على أن المؤسسات الاقتصادية الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، والتي يمكن أن تعمل مباشرة تحت حماية الميليشيات الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري، هي أفضل المرشحين لإدارة مشاريع إعادة الإعمار في سوريا. ولم يرد روحاني بعد على هذا التأكيد.
دفاع أمامي
سيجد المراقبون داخل إيران وخارجها موقف الحرس الثوري المتزايد بشأن المليشيات أنه فظ وسيء. ولكن في طهران، فإن الحرس الثوري له اليد العليا عندما يتعلق الأمر بسياسة سوريا، ويعتقد بوضوح أنه يمتلك مخططاً للنجاح: إنشاء المزيد من "أفرع" أحزاب الله كلما كان أمكن ذلك.
وكما يحرص قادة الحرس الثوري على التكرار، فإن البيئة الأمنية الإقليمية المتغيرة تقتضي بسرعة أن تتكيف إيران باستمرار وتعيد اختراع استراتيجيتها العسكرية. في طهران، يشار إلى ذلك باسم "الدفاع الأمامي"، ويقوم على فكرة أن إيران يجب أن تحارب خصومها خارج حدودها لمنع نشوب الصراع على الأراضي الإيرانية. إن السيطرة على الميليشيات العربية في الخارج، مثل المتحالفين مع الحرس الثوري الإسلامي في سوريا، هي جزء لا يتجزأ من فكرة الدفاع عن النفس، مما يجعل من غير المحتمل أن تحول إيران موقفها في أي وقت قريب.
بيد أنه من الصعب، من وجهة نظر سورية أوسع، أن نرى كيف يمكن للسلم الدائم أن يعود إلى البلد إذا استمرت الجماعات المسلحة المحلية المسؤولة عن منظمة أجنبية عدوانية وأيديولوجية، مثل الحرس الثوري الإسلامي، في القيام بدور حاسم في العملية السياسية.
========================
موقع أميركي: 300 داعشي بريطاني فروا من سوريا والعراق ويهددون أوروبا
شادي صلاح الدين (لندن)
كشف موقع «كلاريون بروجيكت» الأميركي أن نحو 300 بريطاني ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي فروا من سوريا والعراق في الفترة الأخيرة بعد نجاح الحملة الدولية ضد التنظيم، وبدؤوا في إعادة تنظيم أنفسهم وتهديد القارة الأوروبية العجوز.
وأشار الموقع إلى أن التنظيم الإرهابي بث فيديو يحرض عناصره من خلالها على تنفيذ هجمات على التجمعات المحتفلة بـ«الكريسماس» دون التمييز بين طفل أو كبير، وخاصة على ضفاف نهر «التايمز» الشهير في بريطانيا، حيث يشهد سنويا تجمع أكثر من 250 ألف شخص لرؤية الألعاب النارية التقليدية احتفالا بانطلاق العام الجديد.
وجاء في الفيديو «موسم الصيد بعد قليل، اقتلوهم وهم يحتفلون ويتجمعون ويلهون بالاحتفال في راس السنة». وهدد التنظيم برفع راياته السوداء في واشنطن وأوروبا والصين وموسكو. وتخطط شرطة لندن لإقامة نقاط ثابتة على طول نهر «التايمز» هذا العام، حيث سيتم تفتيش الحقائب والتدقيق من الهويات الشخصية. ويظهر شريط الفيديو، الذي بثته مجموعة تابعة للتنظيم الإرهابي في الصومال، تعطل القطارات وانفجار قنابل وغيرها من صور على مذابح محتملة قد تحدث خلال احتفال الغربيين بالعام الجديد.
وأصدرت بريطانيا، والولايات المتحدة ودول أوروبية نصائح لمواطنيها بتوخي الحذر أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد خاصة في الأسواق والأماكن التي تجذب حشودا كبيرة.
========================
الصحافة البريطانية :
الأوبزرفر: بعد تبخر أحلامه في الخلافة، هل زال خطره؟
بعد تعرضه لضربات من الروس والأمريكيين والإيرانيين والأكراد، وجيشي سوريا والعراق، مني تنظيم الدولة الإسلامية بهزيمة وتبخرت أحلامه بإقامة دولة الخلافة، فهل زال خطره؟ حسن حسن يناقش هذا السؤال في مقاله المنشور في صحيفة الأوبزرفر.
التطورات الأخيرة تثبت أن التنظيم تبنى استراتيجية فتاكة جديدة، كما يقول الكاتب، فقد قتل العشرات الخميس الماضي في أفغانستان في هجوم انتحاري استهدف مركزا ثقافيا شيعيا في العاصمة كابول.
وجاء الهجوم بالرغم من حملة مكثفة يشنها الجيش الأفغاني والأمريكي لاجتثاث التهديدات التي مصدرها تنظيم الدولة وحركة طالبان.
وأثارت ضربة التنظيم في قلب العاصمة كابول الخوف من احتفاظ التنظيم بقدرته الهجومية بالرغم من تصعيد الإجراءات الأمنية والعسكرية ضده.
وكانت الولايات المتحدة قد ألقت ما أطلقت عليه اسم "أم القنابل" على قاعدة تابعة لتنظيم الدولة في أفغانستان في شهر أبريل/نيسان الماضي، دلالة على قوتها التدميرية، بهدف اجتثاث التنظيم، لكن الشهور الأخيرة وآراء الخبراء تظهر أن التنظيم تمكن من مد جذور له في العاصمة.
في أفغانستان تمكن تنظيم الدولة من عمل الكثير رغم محدودية أدواته. وفي ليبيا لديه مئات المسلحين الأشداء الذين اكتسبوا خبرة في المعارك التي شاركوا فيها في سوريا والعراق.
ويعتمد التنظيم الخطاب الطائفي الذي حاول تأكيده من خلال الهجوم الذي نفذه في إيران في شهر يونيو/حزيران الماضي.
وفي هذا لا ينافس تنظيم الدولة لا تنظيم القاعدة ولا حركة طالبان، لأنهما يعتمدان بشكل اقل على الخطاب الطائفي، كما يرى الكاتب.
ويشير الكاتب إلى هجمات أخرى نفذها التنظيم ضد أهداف شيعية في أفغانستان في وقت سابق، حتى يثبت أنه بالرغم من انحسار قوته في سوريا والعراق إلا أنه ما زال قادرا على توجيه ضربات.
وهناك احتمال أن تؤدي هزيمة التنظيم في سوريا والعراق إلى تشرذمه وتشظيه بحيث يظهر في الأماكن التي يصل إليها المسلحون الذين غادروا هذين البلدين، حسب المقال.
========================
إندبندنت: الحروب بالعراق وسوريا إلى نهاية حاسمة العام المقبل
قال الكاتب في صحيفة إندبندنت باتريك كوبيرن إن الحروب الهمجية في العراق وسوريا ستنتهي العام المقبل، وإن مركز الحروب والفوضى في الشرق الأوسط قد تحول إلى جنوب شبه الجزيرة العربية: اليمن.
وأضاف أن نهاية هذه الحروب لن تكون في صالح العراقيين والسوريين وجيرانهم فحسب، بل في صالح العالم بأجمعه، مثلما تم الأمر بشكل مقلوب عندما غزا الغرب العراق عام 2003 حيث تسبب الغزو في تحويل تنظيم القاعدة إلى حركة واسعة الشعبية أنتجت في النهاية تنظيم الدولة الإسلامية المهدد لكل العالم.
ووصف كوبيرن هزيمة تنظيم الدولة بأنها حاسمة، وأنها أهم حدث في العام 2017، قائلا إنه قضى أغلب العام الجاري مراسلا بالمدينتين المحاصرتين الموصل والرقة.
دورة الحروب
وقال إن تنظيم الدولة يحتفظ بالقدرة على قتل المدنيين، لكنه لم تعد لديه دولة مركزية قوية خاصة به تجعله مهددا مخيفا مثلما كان.
وأشار إلى أن هزيمة التنظيم مفرحة في حد ذاتها وسقوطه له نتائج أخرى إيجابية. فهو علامة على أن دورة الحروب التي ظلت تمزق العراق منذ 2003 قد وصلت إلى نهايتها.
وعلق على التحذيرات التي وصفها بالمبالغ فيها بأن تنظيمي الدولة والقاعدة ربما يبرزان من جديد أو يتحولان إلى تنظيم مساو لهما في قتل الناس، قائلا إن هذه التحذيرات تقلل من شأن التغيرات العميقة التي حدثت خلال السنوات الماضية.
خسارة كبيرة
فقد خسر تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة الدعم الإقليمي والتأييد والتضامن السني، وعنصر المفاجأة وقوة دفع النصر في الوقت الذي يكون فيه عدوهما أقوى منهما كثيرا. وأجمل القول بأن إحياء دولة تنظيم الدولة مستحيل تقريبا.
واستدرك بأن هزيمة التنظيم لم تتسبب في الفرح المتوقع في معقليه الرئيسيين، مفسرا ذلك جزئيا بأن المواطنين لا يزالون حتى اليوم غير مقتنعين بنهاية التنظيم، ولا يزالون خائفين من بإمكانه قتل كثير من الناس أثناء احتضاره مثلما حدث من قتل لـ323 شخصا على الأقل في حي الكرادة في بغداد قبل 18 شهرا.
وذكر أنه كان ببغداد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حيث شهد أن حوادث العنف أصبحت أقل من أي وقت مضى منذ 2003.
وقال أيضا إن معظم عدم الاستقرار الحالي في المنطقة سببه السياسات الخارجية والداخلية الاستباقية التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي حوّل المملكة من دولة حذرة للغاية ومحافظة إلى دولة منفلتة في المنطقة ومن الصعب التنبؤ بما ستقدم عليه.
========================
الصحافة العبرية والروسية :
يديعوت :2017 بعيون إسرائيلية: العالم العربي يتحطَم وصعود بارز لتركيا وإيران وترامب "أحد أعظم أصدقاء تل أبيب"
كتب الجنرال في الاحتياط، عاموس غلبواع، رئيس قسم الأبحاث سابقا في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في الجيش الإسرائيلي، عن أبرز الظواهر التي شهدتها المنطقة، ورأى أنها شهدت خلال الأعوام الأربع السابقة، بما فيها العام 2017، أربع ظواهر ما زالت مُستمرةً حتى يومنا هذا، وبرأيه ستُواصل تصدر المشهد في السنة القادمة أيضا:
وتحدث في مقال نشره في صحيفة "معاريف" العبرية عن تآكل التأثير الأمريكي وصعود تأثير روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن تآكل التأثير الأمريكي بدأ مع الرئيس السابق باراك أوباما واستمر مع الرئيس الحالي دونالد ترامب، وهذه هي الظاهرة الأولى.
وأشار إلى أن سورية تُشكل المحك الأبرز لذلك، إذ اعترفت الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة ترامب عمليًا بالهيمنة الروسية عليها. لكن لأن الحديث يدور عن رئيس غير متوقع في كل ما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة الخارجية من الجائز أن يُفاجئنا خلال السنة المقبلة. وبالتالي، أضاف غلبواع: سيكون السؤال الأكبر بالنسبة إلى مفاجأة كهذه خلال سنة 2018 متعلقًا بموقفه من الاتفاق النووي مع إيران وبالإجراءات العملية التي سيتخذها حيال طهران.
أما الظاهرة الثانية في رأي الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، فهي استمرار تحطم العالم العربي والذي سبقه تدهور أسعار النفط. وأما الظاهرة الثالثة، فهي صعود دولتين إقليميتين مؤثرتين هما إيران وتركيا، وإذا كانت تركيا لا تزال تبحث عن طريقها في المنطقة، فإن لدى إيران طموحات واضحة مرتبطة بفرض هيمنتها الإقليمية، علاوةً على ذلك، تمتلك إيران حماسة دينية وحنين إمبراطوري قومي إلى جانب امتلاكها قدرات عسكرية وسياسية.
الظاهرة الرابعة، وفقا لتقديرات الجنرال غلبواع، ناجمة عن الظاهرتين السابقتين، وهي اشتداد حدة الصراع بين تيار الأغلبية السنية وتيار الأقلية الشيعية. وبرأيه، يُعاني تيار الأغلبية السنية من نقطتي ضعف رئيستين: الأولى، وجود توجهات إسلامية متطرفة بين صفوفه، الثانية، تشرذمه وافتقاره إلى قيادة قوية مثل إيران التي تقود تيار الأقلية الشيعية. ولهذا، فإن الطموح الإيراني- الشيعي يتعزز أكثر فأكثر مستغلا ضعف وانقسام السنة.
وتساءل غلبواع: ما هو الأمر الجديد الذي طرأ على هذه الظواهر خلال سنة 2017؟ ورد قائلاً إن الأمر الجديد الأبرز هو سقوط منطقتي نفوذ "تنظيم الدولة" في كل من سورية والعراق، ومع ذلك لا يزال هذا التنظيم قائمًا في هذين البلدين ويمتلك قدرات عسكرية تتيح له إمكان خوض حرب أنصار فيهما وفي أماكن أُخرى أهمها شبه جزيرة سيناء
أما عن سوريا، مع أن الكفة رجحت لمصلحة نظام الطاغية بشار الأسد، فإن الحرب فيها لم تضع أوزارها بعد، وأشار إلى أن الأسد بات "دمية" في أيدي روسيا وإيران، وما يتعين مراقبته سنة 2018 هو مدى نجاح إيران في تحقيق تطلعها إلى فرض سيطرة برية على المنطقة الممتدة من حدودها حتى حدود حليفها حزب الله في لبنان وتشكيل تهديد لإسرائيل من هضبة الجولان السورية.
أما عن ترامب في 2017، فقد كتبت صحيفة "يديعوت" العبرية أنه أحد أعظم أصدقاء حكومة إسرائيل. وأضافت أن كل من يؤمن بأن النزاع هو لعبة مبلغها الصفر، إما نحن أو هم، يجب أن يغني له أغاني المجد وأن يسمي مستوطنة على اسمه. تعيين كوشنير وغرينبلت وخطة السلام التي ماتت في ولادتها والاعتراف بالقدس عاصمة، منح كل هذا إسرائيل فترة زمنية معفية من الضغوط. كما إن الدفاع عن إسرائيل في المؤسسات الدولية اجتاز تحولا. فلم يعد هذا دفاعا سلبيا بحق النقض خلال الفيتو في مجلس الأمن، بل دفاع نشط عبر التهديد العقوبات المالية والمقاطعة والانسحاب.
وتحدثت صحيفة "يديعوت" عن ولي العهد السعودي، الأمير حمد بن سلمان، وكتبت أن أباه الملك سلمان مريض ولا يؤدي مهامه. ومن الناحية العملية، فالأمير هو الملك. وقالت إن السلالة الملكية السعودية تميزت بالمحافظة والانغلاق والسلبية والاستسلام للوهابية، أما محمد بن سلمان، فيُظهر أنه عكس كل هذا. لديه مزاج ثوري وأفكار راديكالية، وفقا لتعبير الصحيفة العبرية، هدفه الأول كان الشيوخ، فقد اعتقل المئات منهم. والآخرون أملى عليهم برنامجا دينيا جديدا، بالمعايير السعودية يعتبر "سوبر ليبرالي" يكاد أن يكون سائبا.
الهدف الثاني في ثورته كان أصحاب المال، جزء كبير منهم أقرباء عائلة. وقد اعتقلوا واحتجزوا في فندق "ريتس كارلتون" الفاخر في الرياض، واتهموا بجرائم الفساد، وهو ادعاء استقبل ببعض الشك، على خلفية حقيقة أن الفساد في السعودية أمر مألوف. وكان الهدف مزدوجا: أن يريهم من هو السيد، وأن ينتزع منهم المال لصندوق المملكة الفارغ.
يسعى الأمير لتجفيف منابع التدين، حتى إن أحد الأمريكيين المتابعين شبه هجوم الأمير على المؤسسة الدينية بسقوط سور برلين. سيطرة الأمير في الحكم السعودي مطلقة، ولا يوجد في هذه اللحظة أحد يتجرأ على تحدي حكمه، ولكن من المحتمل أن يُغتال إن ظفر به متربصوه، فهو قليل الظهور.
========================
هآرتس’: الجيش السوري يخطّط لطرد المسلحين من وسط وجنوب هضبة الجولان
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش السوري يكثّف هجومه مؤخرًا على القرى الواقعة تحت سيطرة المسلحين بالقرب من الحدود مع الأراضي المحتلة، حيث الجيب الأخير للمسلحين في المنطقة.
وأفادت "هآرتس" أن الهجمات الجوية والقصف هو الأعنف منذ بدء الهجوم على القرى قبل نحو شهرين. بحسب ما يقول المسلحون.
وتنقل "هآرتس" تقديرات إسرائيلية تتحدّث عن أن "الجيش السوري يخطّط لطرد المسلحين من وسط وجنوب هضبة الجولان السورية بدعم من حزب الله والميليشيات"، على حدّ تعبيرها.
ولفتت الصحيفة الى أن "إسرائيل" حذّرت في السنة الفائتة من منحى تمركز إيران في سوريا على خلفية تعاظم النظام السوري وحضور عناصر الحرس الثوري الإيراني والمجموعات المتحالفة معهم.
========================
برافدا رو: طريقة لإجبار الولايات المتحدة على مغادرة سوريا
ييحث مقال “برافدا رو”، في كيفية إجبار القوات الأمريكية على مغادرة الأراضي السورية، وعن فاعلية السلاح الروسي في سوريا، وضرورة فضح دعم واشنطن لداعش بالوقائع الملموسة.
ينطلق المقال من الخبر الذي تداولته وسائل الإعلامفي 27 ديسمبر عن أن المنظومة الروسية “بانتسير-إس1 اعترضت صاروخين أطلقهما مسلحون على قاعدة حميميم الجوية في سوريا.
حول ذلك، سألت صحيفة “برافدا رو” الخبير العسكري في مجلة “الترسانة الوطنية”، أليكسي ليونكوف، فقال: هناك ثلاثة أنماط من الصواريخ التي يطلقها المقاتلون. الأول هو صاروخ تاو الأمريكي المضاد للدبابات؛ والثاني من منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف؛ والثالث صواريخ محلية الصنع.
وأوضح ليونكوف أن منظومة “بانتسير-إس 1 الروسية يمكن أن تدمر 12 هدفا في وقت واحد، على بعد 15 كيلومترا. كما يمكنها تدمير الصواريخ التي تطير على ارتفاع منخفض يصل إلى 2 كم.
ووفقا له، يمكن التأثير على التحالف الأمريكي الموجود في سوريا بصورة غير شرعية، عن طريق “التصعيد” الدبلوماسي وبطرائق أخرى. وأن من غير المجدي انتظار احتجاجات داخلية أمريكية، لأن مشاركة الأمريكيين في عمليات أرضية محدودة جدا. ولذلك، ينبغي تكثيف جهود البلدان العربية وروسيا بدعم من الصين.
ومن الأساليب “الممتازة”، كما يرى ضيف الصحيفة، فضح مشاركة الولايات المتحدة في القتال إلى جانب تنظيم “داعش”.
وفي الصدد، يقول ليونكوف: “قيادة وزارة الدفاع الروسية، تكشف حقائق التعاون (بين وواشنطن وداعش)، ويصبح أصعب فأصعب على الأمريكيين الاحتفاظ بتاج صانعي السلام. وسوف يحاول ترامب تحويل ذلك إلى بازار، أي أن يطلب شيئا ما مقابل ذلك. وهذه الطريقة، على الأرجح، ستجبر الأمريكيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على سحب قوات التحالف، أو طي ذيلها ببساطة ومغادرة سوريا”، مقابل لا شيء. (روسيا اليوم)
========================