الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 3/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 3/2/2018

04.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية والتركية :    
الصحافة العبرية :  
الصحافة الامريكية :
ذا نيويوركر :بعد عام من تنصيبه ..سياسة ترامب الشرق أوسطية تنهار
روبين رايت* - (ذا نيويوركر) 19/1/2018
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
في أيار (مايو) الماضي، وعلى غداء عمل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض، تعهد الرئيس ترامب بالتوسط في الوصول إلى المرحلة النهائية والمراوغة من عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأعرب الرئيس الأميركي الجديد عن رأيه بأن العملية "بصراحة، ربما لا تكون بالصعوبة التي اعتقدها الناس على مدى السنوات". وقال ترامب إن لدى إدارته "فرصة جيدة جداً جداً" لإتمام العملية. وقال لعباس: "وأعتقد بأنك تشعر بالطريقة نفسها". ورد الرئيس عباس: "لدينا أمل"، وامتدح ترامب "لشجاعته وضيافته وحكمته وقدراته التفاوضية".
بينما يشهد ترامب مضي عام على وجوده في المنصب، تتعثر سياسته الخارجية الطموحة الخاصة بأكثر مناطق العالم سخونة في العالم. وكان من المقرر أن يذهب نائبه، مايك بينس، إلى الشرق الأوسط ليزور كلاً من مصر والأردن وإسرائيل، في غمرة غضب متنام من تصرفات إدارة ترامب وإيفائها بالقليل جداً من تعهداتها، وحيث لا توجد تقريباً أي فرصة لتحقيق تقدم في أي وقت قريب، بينما شغلتها تماماً التزامات عسكرية أطول مدى للحفاظ على مكاسبها القليلة. ورفض عباس -الذي رهن مهنته السياسية بصنع السلام مع إسرائيل- حتى مجرد مقابلة بينس.
وكانت عملية السلام العربية الإسرائيلية -التي تعد أقوى مبادرات الرئيس- قد انفجرت الشهر قبل الماضي بعد أن اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتعهد بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وقال عباس في ثورة غضب أثناء كلمة له استغرقت ساعتين يوم 14 كانون الثاني (يناير): "اليوم هو اليوم الذي تنتهي فيه اتفاقيات أوسلو. لن نقبل أن تكون الولايات المتحدة وسيطاً بعدما فعلوه معنا.. المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين". وشدد الرئيس الفلسطيني على أن ما كان قد وُعِد بأنه "صفقة القرن" تحول إلى "صفعة القرن".
كانت لدى ترامب أربعة أهداف في الشرق الأوسط عندما جاء إلى البيت الأبيض، والتي تبدأ بإعادة تحريك عملية السلام. وكان الهدف الثاني هو إنهاء الحرب ضد "داعش"، التي كان سلفه باراك أوباما قد بدأها في العام 2014. وكان الهدف الثالث هو وقف نفوذ إيران في المنطقة وانتزاع المزيد من التنازلات الجديدة منها بخصوص برنامجها النووي. والهدف، الرابع هو تعميق الدعم لنوع معين من القادة العرب، وعلى نحو خاص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعائلة المالكة السعودية. وقال ترامب في كلمة له في الرياض، التي كانت أول محطة في أول رحلة خارجية له كرئيس: "يجب أن نسعى إلى الشركاء، وليس الكمال".
يعطي بول سالم، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، ونجل وزير خارجية لبناني سابق، الرئيس ترامب علامة (ج) في أفضل الحالات. ويقول: "في بعض المناطق تسير سياسته بشكل حسن. وتشكل الحرب على ’داعش‘، التي كانت قد بدأت في عهد رئاسة أوباما، نجاحاً رئيسياً. لكن سياسته تسير في بعض المناطق على نحو مرعب، بما في ذلك عملية السلام التي أصبحت أسوأ بشكل كبير".
ويضيف سالم: "المشكلة الفعلية هي أنه ما يزال من غير الواضح مَن وما هي الإدارة الآن، بعد سنة من دخولها البيت الأبيض. إنها لم تعزز صناعة القرار لديها. من هو المسؤول؟ هل يتحدث تلرسون نيابة عن الحكومة الأميركية؟ هل يفعل كوشنر؟ ما يزال الكثير من الناس في الشرق الأوسط مصعوقين بشدة. أضف إلى ذلك أن الرئيس متقلب وغير قابل للتنبؤ بتصرفاته. فقد يكون لديه موقف يوم الاثنين، ثم ما يلبث أن يغيره يوم الثلاثاء. ويحير ذلك الناس في المنطقة. على الأقل، مع بوتين أنت تعرف مع من تتعامل. ما يقوله يوم الأثنين سوف يصمد حتى الجمعة".
ليست الأسئلة مقصورة على الشرق الأوسط . فقد ذكر استطلاع للرأي العام أجراه مركز أبحاث "بيو" ونشرت نتائجه مؤخراً، أن عدم التأييد العالمي للقيادة الأميركية ضرب رقماً قياسياً عالياً في العام 2017. ومن المفارقات أن أعلى نسبة عدم تأييد لإدارة ترامب سجلت في النرويج -83 في المائة- البلد الذي كان ترامب قد استشهد به الشهر الماضي على أنه مصدر مفضل للمهاجرين.
تمتد الضربة الارتدادية على قرار القدس أيضاً إلى ما وراء الشرق الأوسط. ففي الشهر قبل الماضي، صوتت الولايات المتحدة بالنقض (الفيتو) على مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب الولايات المتحدة بالتنازل عن قرارها. وقد دعمت الدول الأربع عشرة الأخرى التوبيخ. وبعد أيام قليلة، دانت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرار ترامب (بكل الدول الأعضاء). وكانت نتيجة التصويت 128 صوتاً مع مشروع القرار (بما فيها كل حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين باستثناء إسرائيل)، في مقابل تسعة أصوات ضده (بما فيها أصوات دول هامشية، مثل مايكرونيزيا ونارو وبالو وتوغو). وامتنعت خمس وثلاثون دولة -العديد منها تتلقى مساعدات أميركية- عن التصويت بعد تهديد الولايات المتحدة بوقف الدعم المالي للدول التي تصوت لصالح مشروع القرار.
ورد ترامب على ذلك بالقول: "كل هذه الدول.. تأخذ مئات الملايين من الدولارات، وحتى مليارات الدولارات ثم تصوت ضدنا. نحن نراقب تلك الأصوات. دعوهم يصوتون ضدنا -سوف نوفِّر الكثير. نحن لا نهتم".
تسند إدارة ترامب إلى نفسها الفضل عن المرحلة النهائية في الحرب ضد "داعش"، لكن ذلك يأتي بكلفة ما يبدو الآن انخراطاً عسكرياً مفتوح النهاية في سورية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً إنها تنوي الإبقاء على ألفي جندي أميركي في سورية لتعقب فلول "داعش" ولضمان استقرار البلد الذي مزقته الحرب، والمساعدة على عملية الانتقال السياسي.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين، مؤخراً: "ما يزال داعش موجوداً. ولم تنته الحملة العسكرية ضد ما تسمى الخلافة في وادي الفرات. ثمة قتال عنيف متواصل بينما نحن نتحدث الآن". وفي الأثناء، يعيد بعض المقاتلين رصّ صفوفهم في حين شن الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة 53 ضربة جوية في سورية في غضون أسبوع. وأضاف المسؤول: "إنهم ما يزالون يتوافرون على الإمكانية لعمل ما هو أكثر من تعطيل المحاولات الجارية لإضفاء الاستقرار، ناهيك التحول السياسي والانتقال في سورية". وخلص إلى القول: "وهكذا، فإن الهزيمة الدائمة لهذا التواجد الخبيث هي مطلب ضروري في سورية كما في العراق من أجل تحقيق أي تقدم في المستقبل".
وما يزال الجمود يغلف مباحثات السلام بين نظام الأسد والمعارضة بعد سبع سنوات من اندلاع الحرب السورية. وقد خفضت واشنطن تدخلها الدبلوماسي في موضوع تهيمن عليه كل من روسيا وإيران. في حين تبقى المعارضة السورية المدعومة أميركياً منقسمة وعاجزة سياسياً.
وفي موضوع إيران، قوض حديث ترامب الفظ أهم اتفاق يحد من انتشار الأسلحة النووية في ربع قرن. كما خففت الصفقة التي تم التوصل لها في العام 2015 بين إيران وست قوى عالمية رئيسية من التوترات بين إيران الثورية والمجموعة الدولية. ويتضارب قرار الرئيس ترامب أحادي الجانب بعدم رفع العقوبات عن إيران -كما تنص الصفقة- مع موقف كل من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.
وقال لي مسؤولون أوروبيون مؤخراً، إن جهد ترامب الرامي إلى إلغاء الصفقة الإيرانية يقوض العلاقات عبر الأطلسي في صلب الأمن الأميركي. وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فرديريكا موغيريني: "إن الاتفاق عامل، وقد أقرته الوكالة الدولية للطاقة النووية تسع مرات، وهو شأن حاسم بالنسبة لأمن أوروبا والعالم". ويخشى مسؤولون أوروبيون آخرون من أن تعيق استراتيجية ترامب حول الأسلحة النووية، القائمة على مبدأ العمل منفرداً، معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية التي تعتبر الأساس الذي تستند إليه كل الجهود الرامية إلى احتواء الأسلحة النووية.
بالإضافة إلى ذلك، أقلق اختيار ترامب حلفاء عرباً يميلون إلى الأوتوقراطية خبراء الشرق الأوسط ومجموعات حقوق الإنسان. وكان تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" عن مصر، والذي نشر في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي قد ذكر أن حالات التعذيب هناك وصلت مستويات "وبائية". ولاحظت المجموعة مؤخراً أن حكومة السيسي "اختارت إنهاء العام الماضي بتنفيذ أحكام بالإعدام أقرتها محاكمات غير عادلة". وتجدر الإشارة إلى أنه بعد أن فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري له كمتسابق للرئاسة الأميركية، كان السيسي أول زعيم في العالم يهاتف المرشح الجمهوري ويلتقي به على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفي الأثناء، يجري تجاهل دول كانت حليفة منذ أمد طويل -بلدان مثل تونس التي تمر بانتقال سياسي هش. وكانت احتجاجات قد اجتاحت عشرات من البلدات والمدن في تونس الشهر الماضي بسبب ارتفاع أسعار الوقود والغذاء والمواد الأساسية والخدمات، وفرض ضرائب جديدة على المكالمات الهاتفية واستخدام الإنترنت والفنادق والواردات الكبيرة مثل السيارات. ومنذ العام 2011 الذي شهد بداية الربيع العربي عندما أحرق بائع خضراوات تونسي متجول نفسه احتجاجاً على استشراء الفساد والفقر والظلم، ما تزال أسعار الغذاء ترتفع سنوياً في تونس بما يصل إلى ثمانية في المائة.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت تونس في تقليص وظائف القطاع العام -في وقت تبلغ نسبة البطالة 15 في المائة و30 في المائة بين الشباب، بمن فيهم خريجو الجامعات. وخلال الاحتجاجات التي امتدت لأسبوع تقريباً، شهدت تونس ولادة حركة احتجاج جديدة -"ماذا ننتظر؟" أو "فش نستانو". وقد كُتبت هذه العبارة على أسوار عامة وسياجات في عموم البلد وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية.
كان ترامب قد تعهد في كلمته التي ألقاها في الرياض بأنه "لا ينبغي أن يشك أصدقاؤنا بدعمنا أبداً. سوف توفر شراكتنا الأمن من خلال الاستقرار وليس من خلال الفوضى المتطرفة". لكن مثال المتاعب الاقتصادية في تونس ينعكس أيضاً في بلدان أخرى، من المغرب ومصر إلى اليمن ولبنان. وتواجه البلدان التي تحاول إجراء إصلاحات -تحديث الاقتصادات واجتذاب المستثمرين الأجانب أو المقرضين- غضياً متنامياً من الشعوب التي تتوقع المزيد من الإصلاحات بعد الانتفاضات العربية.
وقال لي رباح رزقي، كبير اقتصاديي البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "الإصلاحات هي افتراق يلقى الترحيب مع الوضع القائم السابق. لكنها لم تجلب نوع الفوائد التي كانت متوقعة على المدى القصير. وقد رفعت كلفة المعيشة من دون مساعدة أو تغيير الديناميات الأساسية".
وأضاف: "لم يعد العقد الاجتماعي السابق، حين كانت الوظائف تعرض لدعم السكان، قائماً الآن لأن الصناديق المالية فارغة والنمو السكاني سريع جداً، مما يجعل من المستحيل دفع رواتب كل هذه الوظائف العامة. التحديات ضخمة وخطر استمرار العنف وعدم الاستقرار ما يزال كبيراً".
الآن، بعد مرور سنة على بدء رئاسته، تواجه عقيدة ترامب من التحديات في الشرق الأوسط أكثر من تلك التي كانت موجودة عندما أدى اليمين الدستورية يوم تنصيبه ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية.
========================
«ذي إنترسبت»: هكذا صنعت أمريكا داعش ب3 قرارات فقط!
منذ يومين، 1 فبراير,2018
قال الطالب الجامعي آيفي زيدريتش لجييب بوش بعد لقاء مفتوح في رينو، نيفادا، في مايو (أيار) 2015: «أخوك هو الذي أنشأ داعش»، وحاول حاكم ولاية فلوريدا السابق آنذاك أن يدافع عن أخيه الأكبر، الرئيس السابق جورج دبليو بوش الابن، بإلقاء اللوم على صعود تنظيم الدولة الإسلامية على باراك أوباما، بسبب انسحاب أمريكا من العراق في عام 2011.
وعلق الكاتب مهدي حسن في مقاله بموقع «ذي إنترسبت» بأنّ الأمر يبدو تآمريًا قليلًا، أليس كذلك؟ في الواقع إن اتهام زيدريتش لم يكن بعيدًا عن الصواب. يضيف حسن: «لولا قرار بوش الكارثي بغزو العراق واحتلالها عام 2003، في تحدٍّ للقانون الدولي، فإن المجموعة الإرهابية الأكثر رعبا في العالم لن تكون موجودة اليوم». فداعش ما هي إلا «نتيجة عكسية».
في حلقة هذا الأسبوع من سلسلة «رد الفعل» المكونة من ستة أجزاء، يقول الكاتب: سنتناول أفعال بوش الثلاثة التي ساعدت على ولادة ما تعتبره الولايات المتحدة الآن أحد أكبر التهديدات على سلام الأمن القومي الأمريكي والشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا: هل تحول المجتمع العراقي من الصوفية إلى السلفية التكفيرية بعد الغزو الأمريكي؟
1- تحول الأمريكيون في العراق من «محررين أبطال» إلى «محتلين وحشيين»
أولًا، الاحتلال العسكري الأجنبي يؤدي إلى تطرُّف السكّان المحليين، ويولِّد التمردات العنيفة. مثل حزب الله في جنوب لبنان، وحماس في قطاع غزة. تحوَّل جنود الولايات المتحدة في العراق من محررين أبطال إلى محتلين وحشيين في غضون أسابيع. في الفلوجة، التي أصبحت في ما بعد معقل داعش، فتحت القوات الأمريكية النار على حشدٍ من المتظاهرين السلميين في أبريل (نيسان) 2003؛ مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من العراقيين.
ويرى الكاتب أن إطلاق النار، والتعذيب، والفوضى العامة، ساعدت في دفع آلاف العراقيين من الأقلية السنية إلى أذرع الجماعات المتطرفة التي يقودها رجال وحشيون مثل أبي مصعب الزرقاوي. ويلفت الكاتب إلى أن تنظيم الزرقاوي في العراق، الذي تشكل في عام 2004 لمحاربة القوات الأمريكية وحلفائها المحليين،كان تنظيمًا تمهيديًّا ل«داعش».
2- حلّ الجيش العراقي وصناعة العناصر الأساسية للتمرُّد
ثانيًا، في مايو (أيار) 2003، حلّت سلطات الاحتلال الأمريكية الجيش العراقي في خطوةٍ غبية ومتهورة. يقول الكاتب: «جعلت الولايات المتحدة أكثر من نصف مليون جندي عراقي مسلحين جيدًا ومدربين تدريبًا جيدًا عاطلين عن العمل بين عشيةٍ وضحاها». من جهة أخرى، وصف الجنرال ووزير خارجية حكومة بوش كولن باول في وقت لاحق هؤلاء الجنود العاطلين عن العمل بأنهم «عناصر رئيسية بالتمرد».
في السنوات الأخيرة، اكتُشِف أن العديد من كبار القادة بداعش كانوا ضباطًا كبارًا سابقين في جيش صدام حسين. هل هذه صدفة؟
3- تفريخ الجهاديين
ثالثًا، اعتقل الجيش الأمريكي عشرات الآلاف من العراقيين (معظمهم لم يكونوا مقاتلين) في معسكر «بوكا» جنوب العراق؛ مما مكن الجهاديين المسجونين من تجنيد عناصر جديدة على مرأى من الجميع، فضلًا عن التخطيط لعمليات وهجمات مستقبلية. وينقل الكاتب ما قاله القائد جيمس سكايلر جيروند في وقتٍ لاحق: «كان العديد منا في معسكر بوكا قلقين من فكرة إنشائنا قنبلة موقوتة للتطرف».
معسكر بوكا
ويلفت الكاتب إلى أن قائد داعش «أبا بكر البغدادي» الذي أعلن نفسه خليفةً كان من المعتقلين السابقين في سجن بوكا. ووفقًا لخبير الإرهاب العراقي هشام الهاشمي، اعتنق البغدادي الفكر الجهادي وجعل نفسه بين الأسماء الكبيرة عندما كان في بوكا.
ويختتم الكاتب مقاله قائلًا: «لنكن واضحين. تنظيم داعش رد فعل ونتيجة عكسية على الغزو الأمريكي للعراق واحتلالها». يكمل الكاتب: إن كنت لا تريد سماع كلامي؛ فاستمع إلى ديفيد كيلكولن، المستشار السابق لكلٍّ من الجنرال ديفيد بيترايوس، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، التي تعتبر واحدة من أبرز خبراء مكافحة التمرد في العالم. قال كيلكولن لقناة 4 نيوز في مارس (آذار) 2016: «علينا أن ندرك أن الكثير من المشاكل من صنع أيدينا، ولا يمكن إنكار أن تنظيم داعش لم يكن ليظهر إذا لم نغزُ العراق».
========================
نيويورك تايمز: كيف تخرج أمريكا من مأزقها في سوريا؟
تقول صحيفة "نيويورك تايمز" في مقالها الرئيسي إنه في محاولة يائسة للبحث عن حلفاء على الأرض في القتال ضد تنظيم الدولة، فإن إدارتي كل من الرئيس باراك أوباما ودونالد ترامب قامتا بالتحالف مع الأكراد السوريين، رغم أنهم كانوا حلفاء لمنظمة تشن حربا في جنوب تركيا، التي هي عضو في حلف الناتو.
ويستدرك المقال، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "نجاحات الأمريكيين ضد تنظيم الدولة مهددة الآن بالهجمات التي تقوم بها تركيا على أكراد سوريا، فالهجوم الذي كان متوقعا منذ فترة قد يؤدي إلى حرب واسعة، وإلى تقسيم سوريا إلى مناطق تأثير، ويحتاج وقفها إلى التزام دبلوماسي من الأطراف كلها، وهو أمر غائب في الوقت الحالي".
وتشير الصحيفة إلى أن العملية بدأت عندما دخلت القوات التركية الحدود السورية، وهاجمت المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على بلدة عفرين في شمال غرب البلاد، لافتة إلى أن الأوضاع تطورت عندما هدد الرئيس رجب طيب أردوغان بتوسيع الحملة، والمضي حتى مدينة منبج، التي يتمركز فيها عناصر من القوات الأمريكية الخاصة، و"هدد أردوغان بطرد الأكراد، وتوطين اللاجئين السوريين مكانهم".
ويلفت المقال إلى موقف الحكومة التركية من قوات حماية الشعب الكردي، التي تسيطر على قوات سوريا الديمقراطية، فهم في نظر أنقرة لا يختلفون عن حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، أي أنها تعدهم إرهابيين.
ولا تستبعد الصحيفة "وجود روابط" بين الجماعة السورية والأم التركية، مع أن الأكراد السوريين يقللون من أهمية هذه العلاقات، حيث يشترك الطرفان بالجذور، مع أن الفرقة السورية التزمت بوعدها منذ عام 2012، وهو عدم تقديم الدعم للفرع الأم في تركيا.
ويبرر المقال التعاون الأمريكي مع منظمة مرتبطة بأخرى إرهابية، بالقول إنه "رغم التعقيدات النابعة من تعاون الأمريكيين مع جماعة كردية في وقت تشن فيه جماعة أخرى حربا على حليف في الناتو، إلا أنه كان أمرا منطقيا، والسبب هو رفض تركيا قتال تنظيم الدولة، وفتح حدودها للجهاديين، بالإضافة إلى تركيز أنقرة في تلك الفترة على مساعدة الجماعات المعارضة لنظام بشار الأسد، وفي المقابل، فإن الأكراد عبروا عن الرغبة في قتال تنظيم الدولة الذي هدد قواتهم، لكن على الولايات المتحدة منع الطرفين من القتال قبل أن يتلاشى تهديد تنظيم الدولة".
وتعترف الصحيفة بأن مظاهر القلق التركي بدأت بعد عام 2012، عندما تعاون الأمريكيون مع الأكراد، مشيرة إلى أن الأتراك يريدون الآن منعهم من ربط ثلاثة جيوب يعيش فيها الأكراد، ما يمنحهم القدرة على دعم أكراد تركيا في شن هجمات في جنوب البلاد.
وتتفهم "نيويورك تايمز" مظاهر القلق التركي، مستدركة بأن "قرار الرئيس رجب طيب أردوغان الهجوم على أكراد سوريا يحمل الكثير من المخاطر، فقد يؤدي إلى حشد الأكراد في المنطقة".
ويجد المقال أن العملية في عفرين هي جزء من خطة طويلة لأردوغان، وهي تعبئة الرأي العام قبل انتخابات عام 2019، وتصوير أمريكا على أنها عدو، لافتا إلى أن المواجهة الأخيرة بدأت بإعلان البنتاغون عن خطة لإنشاء قوة حدود من 30 ألف مقاتل، الأمر الذي رأته تركيا محاولة أمريكية لإقامة كيان كردي في شمال شرق سوريا
وتنوه الصحيفة إلى أنه عندما ردت أنقرة على إعلان البنتاغون بغضب، فإن البيت الأبيض حاول تخفيف النبرة، وألمح لوقف المساعدات العسكرية للأكراد، إلا أن البنتاغون ردت قائلة إن العمل جار على إنشاء القوة، مشيرة إلى أن واشنطن وافقت على العملية العسكرية الأخيرة؛ لتخفيف الغضب التركي، زاعمة أن عفرين لا تدخل ضمن صلاحيات الأمريكيين، وحذرت في الوقت ذاته من توسيع العملية إلى منبج؛ خشية حدوث مواجهة مع القوات الأمريكية هناك.
وينتقد المقال المواقف المتناقضة القائمة على إرضاء الأتراك ودعم الأكراد، ويرى أن "تركيا باقتصادها القوي، وجيشها الكبير، وقاعدتها العسكرية (إنجرليك) يجب أن تكون قريبة من الغرب لا التخلي عنها، ومع ذلك فالإدارة الأمريكية لا تزال بحاجة للأكراد، حيث افترضت إدارة أوباما، وترامب بعده، أنه لو سمح لأردوغان بالتصرف بحرية ضد أكراد تركيا فإنه سيسمح لواشنطن بالتصرف بحرية مع أكراد سوريا".
وتعلق الصحيفة قائلة إنه "ثبت خطأ هذا الافتراض، حيث تواجه أمريكا وضعا يقاتل فيه حلفاؤها بعضهم، والمستفيد من هذا كله هو نظام الأسد وداعموه الروس والإيرانيون وبقايا تنظيم الدولة".
وتقول الصحيفة: "يجب على الولايات المتحدة الضغط على أردوغان لاستئناف المفاوضات مع أكراد تركيا، وطمأنته بأن منطقة شبه الحكم الذاتي لا تشكل تهديدا عليه، ولن يكون لها تعاون مع أكراد تركيا، ويجب على الأكراد في سوريا الموافقة على هذه الشروط، والسماح لغير الأكراد بالعيش في مناطقهم وعدم إعلان الاستقلال". 
وتختم "نيويورك تايمز" مقالها بالقول": "استفاد النظام السوري من المواجهة بين حلفاء أمريكا، ويدفع باتجاه السيطرة على مناطق  للمعارضة، وفي الوقت ذاته تعمل روسيا وإيران على تعزيز وجود دائم لهما، والتأثير على مستقبل سوريا، فماذا تفعل أمريكا؟".
========================
مجلس الأطلسي :هل ترامب مستعد لخوض حرب بالوكالة ضد إيران في سورية؟
فيصل عيتاني - (مجلس الأطلسي)
22/1/2018 ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يوم 18 كانون الثاني (يناير)، عرض وزير الخارجية الأميركية، ريكس تلرسون، توضيحاً طال انتظاره للسياسة الأميركية لما بعد "داعش" في سورية.
وحتى وقت قريب لا يتعدى أسابيع قليلة خلَت، لم يعتقد بعض المراقبين (بمن فيهم كاتب هذه السطور) بأن الولايات المتحدة ستمكث في سورية على الإطلاق بعد إلحاق الهزيمة ب"داعش".
لكن الوزير تلرسون قدم سياسة أميركية طموحة في مقدمتها انتشار عسكري أميركي في مناطق سورية تم انتزاعها من "داعش"، وتقديم الدعم لعشرات الآلاف من مقاتلي المليشيات المحلية التي يهيمن عليها الشركاء الأكراد ضد "داعش"، قوات سورية الديمقراطية.
تسعى السياسة الجديدة إلى ما لا يقل عن إلحاق الهزيمة الدائمة ب"داعش"؛ وخلق ظروف تمكن عودة اللاجئين السوريين؛ والقضاء على أسلحة الدمار الشامل التي يتوافر عليها النظام؛ ومحو نفوذ إيران؛ ووضع حد للحرب الأهلية السورية من خلال "عملية سياسية تحت قيادة الأمم المتحدة، وسورية مستقرة وموحدة ومستقلة في ظل قيادة ما بعد الأسد... وتؤدي وظيفتها كدولة".
وقد لقيت هذه السياسة الجديدة ترحيب البعض ممن كانوا قد عارضوا عدم الاهتمام العام للرئيس أوباما بموضوع منافسة إيران أو اتخاذ خطوات عسكرية للتقدم بتسوية سلمية في سورية.
ويبقى السؤال: هل ستكون هذه الأهداف الخمسة قابلة للتحقيق بالسبل المعلن عنها؟
سوف يبقي الانتشار الأميركي مفتوح النهاية في شمالي وشرقي سورية مجموعة "داعش" ضعيفة ويجعل من هذا الهدف الأبسط. ومن غير الواضح ما إذا كان هذا الانتشار سيرغم بشار الأسد على تسليم ما يتوافر عليه من أسلحة الدمار الشامل، وقد رأينا أنه استعملها حتى بينما كانت القوات الأميركية تنشط فعلاً في سورية.
وقد يتشجع اللاجئون بالعودة إلى مظلة أمان أميركية، على الرغم من أنهم سيزنون هذه العودة وفق توقعاتهم بالكيفية التي ستعاملهم بها السلطات الأوتوقراطية بقيادة قوات سورية الديمقراطية.
وهل سيعمل تعزيز المحمية الحالية في سورية، والتي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية، على إزالة النفوذ الإيراني؟
إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة المميتة لحماية حدود هذه المحمية، فعندها تستطيع بالتأكيد وقف المزيد من التمدد الجغرافي الإيراني. ومع ذلك، قد لا يمنع هذا إيران من التخندق أكثر في سورية "المفيدة" -محور البلد الاقتصادي والديمغرافي في الغرب- ما لم يتم استخدام المحمية كنقطة انطلاق لعمليات مدعومة أميركياً ومعادية للإيران (وهو تطور ممكن، لكنه لم يذكر علناً).
سيكون من شأن مهاجمة قوات النظام أن يضعف النفوذ الإيراني أيضاً، ومن الممكن أن يشعل فتيل مواجهة مع روسيا، وهو أمر يلقى معارضة كبيرة وراسخة من الحكومة والجيش الأميركيين، والتي تتعدى صلة الرئيس ترامب بفلاديمير بوتين.
يستطيع المرء أن يقول إن مجرد تواجد القوات الأميركية بجوار الأراضي السورية الخاضعة للسيطرة الإيرانية يمثل إزعاجاً لإيران، وهو صحيح. لكن لدى إيران أيضاً قولاً في الكيفية التي ترد من خلالها على هذا الإزعاج، بما في ذلك التزام بلا حدود تقريباً، وسلسلة من خيارات التصعيد، بما فيه فنها شبه المثالي لخوض الحروب غير المتماثلة.
ولكن، إذا بدأ الجنود الأميركيون يموتون في مواجهة يسمع معظم الناس في الولايات المتحدة بالكاد عنها، فهل سيقوم رئيس أميركي استبعد الموضوع السوري برمته باعتباره هامشياً بالتصعيد العكسي بشكل قاس بما يكفي ولفترة كافية لينتصر ؟
من الصعب كثيراً التنبؤ بالرئيس ترامب بالتأكيد، ولكن إذا كانت الولايات المتحدة راغبة في خوض حرب مع إيران حول سورية، فمن الجدير ملاحظة أن إطلاقها وفق الشروط الأميركية لا يبدو خياراً.
أما الهدف الأخير، حل الحرب الأهلية من خلال عملية سياسية بقيادة الأمم المتحدة وسورية موحّدة، فهو الأكثر إشكالية. ولا يوجد أي شخص جاد يتوقع من بشار الأسد أن يفاوض على احتكاره السياسي بأي حال من الأحوال، بعد أن قتل مئات الآلآف للاحتفاظ به.
كما أن الاقتراح المذكور لتقرير مصيره من خلال الانتخابات هو غريب أيضاً: فإذا كان من الممكن عقد انتخابات حرة ونزيهة وقُدر أن يفوز بها الأسد، هل سيقنع ذلك أعداءه حقاً بالعيش في سورية تحت قيادة الأسد بعد كل ما حدث؟ أوَلا يقوي شوكة إيران أيضاً؟
أم أن الولايات المتحدة ستعاقبه من خلال العقوبات، مثلاً، وبذلك تجرد الانتخابات من غايتها؟ وماذا يحصل إذا خسر الانتخابات؟ هل ستقدم الولايات المتحدة وشركاؤها بالقيادة الكردية على إزاحته بالقوة؟
يعتقد بعض مؤيدي السياسة الأميركية بأن من الممكن استخدام التعطيل الاقتصادي للضغط على النظام لتقديم تنازلات. ومن شأن انتشار القوات حرمانه من أصول استراتيجية مهمة، بما في ذلك المياه والسدود والأراضي الزراعية والنفط والمعابر الحدودية.
في الحقيقة، سوف يفضي الخنق البطيء لسورية التي يسيطر عليها النظام وسكانها إلى إضعاف الحليف الإيراني، لكنه سيكون إجراءاً يمكن الدفاع عنه فقط إذا أثمر. والمشكلة تكمن في أن الأسد سيفضل رؤية سورية تتضور جوعاً على تقاسمها ومشاركة أحد فيها. وإذا وصلت الأمور فعلاً إلى هذا الوضع وانهارت الدولة، فسوف تكون تلك هي النتيجة التي سعى صانعو السياسة (بما في ذلك هذه الإدارة) إلى تفاديها، خشية أن يتحملوا المسؤولية عن سورية ما بعد الأسد.
بما أن إيلام إيران أو الأسد الأسد يتطلب نهجاً أكثر صلابة، وبينما تبدو الولايات المتحدة غير راغبة في نشر قواتها في مقابل قواتهما (والقوات الروسية؟) فإنها في حاجة إلى شركاء إقليميين ومحليين قادرين وملتزمين بشكل عال. وللعديد من الأسباب، فإنها لا توجد أي دولة معادية للأسد معادلة لإيران. ولم تعد السعودية والإمارات مهتمتين بتغيير النظام في سورية، ولن تكونا قادرتين على إسقاطه على أي حال.
أما مصر فحليفة للأسد، كما أن السياسة الأميركية المؤيدة لقوات سورية الديمقراطية تستبعد أي شراكة مع تركيا. ولا يوجد أي مكافئ لمليشيات إيران المحلية أيضاً: كانت قوات سورية الديمقراطية فعالة في استعادة الأرض من "داعش"، لكنها ليست عربة مناسبة لمواجهة إيران أو النظام السوري، نظراً لأن عدوها هو تركيا وقد تعاونت مراراً مع النظام ومع القوات الإيرانية وتستطيع التعايش معهما.
وهناك أيضاً الضرر الذي سوف يُحدِثُه تأسيس محمية أميركية مفتوحة النهاية فوق أراضي قوات سورية الديمقراطية بالعلاقات بين حليفين في الناتو: الولايات المتحدة وتركيا. ويظل الخطاب التركي والسياسة التركية مقلقَين إلى حد كبير، لكن بعض البلدان تقبل مثل هذه الممارسات من حلفائها.
إذا قررت الولايات المتحدة (وليس مجرد فصائل من قواتها المسلحة) أن هذا لم يعد تحالفاً يستحق الاحتفاظ به، فإن ذلك يستوجب نقاشاً أعمق من النقاش الحالي الذي يستجيب لفكرة: "سوف يتجاوزون هذا الوضع".
في فترة رئاسة أوباما، كانت السياسة الأميركية في سورية ضعيفة جزئياً (وإنما ليس فقط) لأن إدارة أوباما ركزت على عدم إخراج محادثاتها النووية مع إيران عن سكتها، وكان لديها مقت عام للتدخلات الخارجية المعقدة.
لكن سياسة الرئيس ترامب السورية المعلنة قوية وطموحة، وهو ما شجع البعض ممن يشعرون بأن أي شيء سيكون أفضل من مقاربة الرئيس أوباما. ومع ذلك، هناك عدم تطابق واضح الآن بين الوسائل والغايات.
لا يمكن إضعاف إيران وإزاحة الأسد عن السلطة في سورية بنشر 2000 جندي أميركي على هوامشها أو المراهنة على قوة محلية لا تتشارك في المصالح أو الأولويات الأميركية في سورية.
والانتخابات في السياق السوري ستكون بلا معنى بغض النظر عن نتيجتها، كما أن خنق نصف سورية اقتصادياً بالتدريج لتجنب مواجهة خصم أضعف بما لا يقاس ليس سياسة قابلة للدفاع عنها.
من المشجع أن صانعي السياسة الأميركيين يفكرون جدياً في مسألة إضعاف إيران في سورية وتغيير سلوك النظام السوري. ومع ذلك، فإن الفجوة الواضحة بين الوسائل والغايات تجعل من الصعب المصادقة على هذه السياسة الجديدة، على الأقل استناداً إلى المعلومات المتوفرة.
الحقيقة القاسية هي أن هذه الأهداف يمكن أن تتحقق فقط عبر أخذ القتال إلى العدو وفق الشروط الأميركية، وإيجاد وبناء شركاء يتقاسمون المصالح الأميركية، والقبول بحقيقة أن القتال سوف يكون طويلاً وحاسماً ومكلفاً في الموارد وربما في الأرواح.
ربما يشكل قتال "داعش" سبباً كافياً لتأسيس محمية في سورية تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية. وقد يؤيد آخرون البقاء لمكافأة المجموعة على مساعدتها ضد "داعش". لكن إنهاء الحرب السورية وإضعاف إمبراطورية إقليمية صاعدة وقوية سوف يتطلب قدراً أكبر بكثير من الطموح والموارد.
كما أنه سيتطلب أيضاً اقتناعاً أصيلاً من رئيس يبدو أن غرائزه تجري في عكس اتجاه هذا النوع من الالتزام بالتحديد.
========================
معهد واشنطن :مع بوتين أو بدونه، إسرائيل مستعدة لفرض الخط الأحمر في لبنان
ديفيد ماكوفسكي
متاح أيضاً في English
1 شباط/فبراير 2018
خلال اللقاء الذي استضاف فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التاسع والعشرين من كانون الثاني/يناير، تركز الحديث بينهما على الحرب في سوريا كما جرت العادة في اللقاءات العديدة التي جمعت بينهما في الآونة الأخيرة. غير أنهما ناقشا أيضاً على نحو غير متوقع احتمال وجود منشآت إيرانية للأسلحة في لبنان وما يعنيه ذلك من إمكانية تحويل القذائف إلى صواريخ دقيقة التوجيه قادرة على استهداف البنية التحتية والمراكز السكانية في إسرائيل. وفي هذا السياق صرّح نتنياهو للمراسلين الصحفيين في أعقاب الاجتماع أن "الأسلحة الدقيقة الصادرة عن لبنان تشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل ونحن لن نقبله، وإذا استدعت منّا هذه المسألة التصرف أيضاً، فلن نتردد في ذلك."
لقد اجتمع نتنياهو بالرئيس بوتين سبع مرات منذ دخول روسيا الحرب السورية عام 2015. ومن بين القضايا الأولى التي ناقشاها وضع آلية لتجنّب المواجهة العسكرية بين قواتهما، وضمنا بالنتيجة لإسرائيل إمكانية التحرّك ضد العناصر الإيرانيين ووكلاء إيران في سوريا حسب الضرورة (أي عندما يحاول هؤلاء نقل منظومات الأسلحة الاستراتيجية، أو تنفيذ عمليات على مسافة قريبة جداً من حدود الجولان، أو يشكلون تهديداً على إسرائيل بطريقة أو بأخرى). كما سعى نتنياهو إلى الحصول على دعم روسيا لجهود أوسع نطاقاً للحد من النشاط الايراني في المنطقة. ولكن موسكو لم ترد علناً على مثل هذه الطلبات، والتزم نتنياهو الصمت أيضاً حول هذه المسألة، مكتفياً بالقول إن العلاقات الإسرائيلية الروسية "ممتازة" وأن هناك تقارباً بينهما حول القضايا الرئيسية.
وفي الواقع أن نتنياهو سبق أن أثار مسألة المنشآت الإيرانية في لبنان. ففي اجتماع عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في 28 آب/أغسطس، تحدث ضد "التحصينات" الإيرانية في لبنان، ومن بينها الجهود المبذولة لبناء مصانع لإنتاج الصواريخ هناك، مشيراً إلى أن "هذا أمر لا يمكن أن تقبله إسرائيل، وهذا أمر لا يجدر بالأمم المتحدة أن تقبله." وقد صدرت تحذيراتٌ مماثلة من رئيس أركان "جيش الدفاع الإسرائيلي" غادي أيزنكوت بشأن تنظيم «حزب الله» العامل بوكالة إيرانية، وذلك في خطاب ألقاه في 30 كانون الثاني/يناير أشار فيه إلى أن «حزب الله» ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي من خلال الحفاظ على وجوده العسكري في المناطق المحظورة في لبنان وتحسين قدراته الصاروخية.
والجدير بالذكر أن إسرائيل ردّت على معامل الأسلحة التي أنشأتها إيران في سوريا بإطلاقها صواريخ على أهداف بالقرب من بلدة مصياف الغربية، وفقاً لبعض التقارير. ومع ذلك، فعلى الرغم من أن إسرائيل قد شنت العديد من الضربات في سوريا طوال الحرب، إلا أنها ستواجه تحديات مختلفة إذا ما قررت استهداف لبنان. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن «حزب الله» يمتلك أكثر من 100,000 صاروخ، وقد يكون ذلك السبب الذي دفعهم إلى تفادي إعطاء الأوامر بتنفيذ ضربات جوية على لبنان على مدى السنوات الثلاث الماضية، واكتفوا باستهداف قوافل الأسلحة التابعة ل «حزب الله» على الأراضي السورية. وفي آب/أغسطس، ذكر قائد سلاح الجو الإسرائيلي عند انتهاء فترة ولايته أمير إيشل أن إسرائيل استهدفت التنظيم بما يقرب من 100 ضربة خلال السنوات الخمس الماضية، وجميعها نُفّذت تقريباً في سوريا. ونظراً إلى نجاح إسرائيل الظاهر في إعاقة عمليات نقل الأسلحة التابعة ل«حزب الله» من سوريا إلى لبنان، فمن المرجح أن تحاول إيران إنشاء مرافق إنتاج في لبنان نفسه.
وعقب اجتماع نتنياهو مع بوتين، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى حساسية ضرب «حزب الله» داخل لبنان قائلاً لأعضاء حزبه «إسرائيل بيتنا» "إننا نسخّر كل الإمكانات السياسية وغيرها لمنع تصنيع الصواريخ... وآخر ما أريده هو أن تدخل إسرائيل في حرب لبنانية ثالثة. أعتقد أننا ما زلنا نملك ما يكفي من الوسائل تحت تصرفنا."
وفي الوقت نفسه، كتب الناطق بلسان "جيش الدفاع الإسرائيلي" رونين مانليس مقالاً نادراً باللغة العربية نُشر في وسائل الإعلام اللبنانية في 28 كانون الثاني/يناير، حذر فيه القرّاء من أنهم يمهّدون الطريق للحرب بالسماح لإيران بتحويل بلادهم إلى "لعبة"، ففي رأيه، لم تعد إيران تكتفي بنقل "أسلحة أو أموال أو استشارة" - بل "فتحت أساساً فرعاً جديداً" في لبنان.
وحتى الآن، لم تقدّم روسيا أي دليل على تحرّكها بشكل فعال لتقييد «حزب الله» في لبنان، ولكن يبدو أن نتنياهو لا يزال حريصاً على إيصال رسالة إلى التنظيم وراعيه الإيراني عبر موسكو. كما أصدر تحذيراته علناً من خلال البيانات الصحفية في حال لم يمضِ بوتين في هذا الطريق، معتقداً على ما يبدو بأن هذه التصريحات ستكون معلّلاً إذا قررت إسرائيل شن ضربات في لبنان. ومن ناحية الرهانات السياسية المترتبة على الساحة المحلية من المضي في هذا المسار، يميل الشعب الإسرائيلي إلى ترك مثل هذه الأمور في أيدي القادة العسكريين، إذ يثق بأنهم سيأخذون في الاعتبار التداعيات المحتملة للانتقام والتصعيد.
إنّ تصريحات نتنياهو توضح بطريقة أو بأخرى أن التهديد الناشئ عن منشآت إنتاج الأسلحة المتطورة في لبنان يغيّر مقاييس اللعبة نظراً إلى قدرتها على تجهيز «حزب الله» بصواريخ دقيقة التوجيه. وبالتالي فإن خطر التصعيد سيكون حقيقياً للغاية إذا فشلت محادثات نتنياهو مع بوتين فضلاً عن تحذيراته العلنية وغيرها من الأساليب الدبلوماسية المحتملة الأخرى في ردع إيران.
ديفيد ماكوفسكي هو زميل "زيغلر" المميز ومدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن.
========================
أطفال سوريا وسيلة داعش للعودة من جديد.. فورين بوليسى: حملة التنظيم لكسب أبناء السوريين قد تسمح له بإعادة تنظيم صفوفه.. آباء وأمهات من دير الزور يروون كيف خطف الإرهاب عقول أبنائهم بزعم الدفاع عن شرع الله
حذرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية من أن الحملة الدعائية لداعش من أجل كسب عقول وقلوب الأطفال السوريين ربما تكون أساسا لعودة التنظيم الإرهابى من جديد.
وقالت المجلة فى تقرير لها إن مقابلات مع  آباء فروا من المناطق التى كانت خاضعة لداعش فى سوريا إلى تركيا تكشف أن التنظيم قام بشن حملة محسوبة تهدف إلى خلق حالة من عدم الثقة بين الآباء وأطفالهم، وان التنظيم استهدف بقوة الشباب، لاسيما الصبية، للخروج عن سلطة آبائهم وإنشاء هياكل سلطة جديدة فى المجتمع ونشر أيديولوجيته.
وكانت النتيجة أن داعش أصبح قادرا على حشد الشباب لصالح قضيته، وربما وضع الأساس لعودة التنظيم إلى قوته، فرغم أن دولة الخلافة المزعومة فقدت أغلب أراضيها، فإن أفكارها لا تزال قائمة فى عقول المجندين الشباب السابقين.
ورغم أن بعض الآباء قد فقدوا أبنائهم الذين كانوا يقاتلون مع داعش، فإن آخرين لا يزالون يخوضون معركة يومية لمنع التنظيم من الفوز بولاء أطفالهم. وتحدثت إحدى الأمهات عن صراعها من أجل إبقاء أبنائها فى المنزل، وناشدت هى وغيرها من السوريين النازحين من دير الزور أثناء حضورهم اجتماع مشترك،  تقديم النصحية حول كيفية مكافحة غياب السلطة التى كانت لديهم على أبنائهم،  وردا عليها، تحدث أحد الآباء عن ضرورة التواصل مع الأبناء فى محادثات من أجل وضع خطة للمستقبل، لكن إستراتيجيات آباء آخرين لم تكن ناجحة.
وتحدث العديد من الأبناء السوريين عن طريق مشابه سار فيه أبناؤهم نحو التطرف وفى نهاية الأمر تأييد داعش، فحكت واحدة تدعى أم أحمد أنه أثناء عودتها من شراء البقالة مع ابنها، رفعت غطاء وجهها لأنها لم تستطع أن ترى الرصيف المقابل لها فعندما شاهدها أحد مسئولى داعش ترفع نقابها، وبخ نجلها على ما فعلته أمه، وقال إنه لو انضم للتنظيم لأصبح لديه المال لشراء البقالة لعائلته ولن تحتاج أمه للخروج وحاولت السيدة إقناع نجلها بالتخلى عن اهتمامه بالتنظيم، لكنه رد قائلا إنه من الجائز شرعا عصيان الوالد لو كان يثنيه عن الجهاد.
وتقول فورين بوليسى إن داعش صمم دعايته على وجه التحديد لجذب الشباب واستغلال تمرد المراهقين لصالح أغراض التجنيد الخاصة به وتشجيع الشباب على وضع ثقتهم فى قيادة داعش بدلا من والديهم وأشقائهم، فكان يطلب من العديد من السوريين تحت حكم داعش أن يحضروا دورة تدريبية  تؤكد على بر الوالدين، وفى نفس الوقت تضمن تدريب التنظيم نماذج على أنه من السهل تحفيز الشباب على الاعتراف بما يسمى بنفاق والديهم الذين ربما شاركوا فى أعمال يحرمها داعش مثل تدخين سيجارة أو عدم الالتزام بالصلوات الخمس.
========================
واشنطن بوست: ما هي خطوط ترامب الحمراء بسورية وكوريا الديمقراطية؟
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً للصحافي آدم تيلر، يبحث فيه عدم وضوح إدارة الرئيس دونالد ترامب بخصوص الخطوط الحمراء، إن كانت هناك خطوط حمراء، في سورية وكوريا الشمالية.
ويشير تيلر في بداية مقاله، "لكن يبدو، ومع قرب نهاية العام الأول لترامب، أن موقفه الصلب من سورية وكوريا بدأ بفقدان التركيز، ومع أن إدارته تجنبت استخدام تعبير (خطوط حمراء) عادة ما تحدثت عن تحذيرات لدمشق وبيونغ يانغ، لكن الطبيعة الضبابية للتهديدات أفقدتها قوتها".
ويذهب الكاتب إلى أنه "في الحالتين السورية وكوريا الديمقراطية، فإن قرارات إدارة ترامب مقيدة، ليس بالخيارات السياسية للإدارة السابقة فحسب، بل بمصالح الدول العظمى الأخرى، بالإضافة إلى محدودية التكنولوجيا والجغرافيا".
========================
الصحافة الروسية والبريطانية والتركية :
موقع روسي: لماذا خسر التحالف الدولي نفوذه في سوريا؟
نشر موقع "فاين-بروميشليني كوريير" الروسي تقريرا بين فيه الأسباب التي تقف خلف هزيمة التحالف الدولي وخسارته لنفوذه في سوريا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن سوريا شهدت خلال السنوات الماضية حربا بين مختلف الأطراف المتنازعة، حيث كان هناك ائتلافان رئيسيان؛ الائتلاف الغربي "المعتدي" والائتلاف "المدافع". وقد اتفق الائتلاف الأول على الإطاحة برئيس النظام في سوريا بشار الأسد، بينما عزم الائتلاف الثاني على الحفاظ على سلامة البلد وسيادته تحت سلطة الأسد.
وقال الموقع إن "الحرب السورية اندلعت سنة 2011، إلا أن المرحلة الحاسمة انطلقت منذ بداية التدخل الروسي في سوريا". فبفضل جهود المستشارين الروس، تمكن الجيش السوري من التحول إلى قوة عسكرية قادرة على تحقيق انتصارات هامة ضد العديد من الخصوم، لعل أهمهم تنظيم الدولة. في المقابل، بدأت القوات المسلحة الأمريكية والتركية وغيرها، بشن حملات عسكرية نشطة على الأراضي السورية مع العديد من الجماعات المسلحة.
وأفاد الموقع بأن أهداف المتدخلين في الحرب السورية مختلفة، فضلا عن تنوع الوسائل المعتمدة والأسلحة والمعدات القتالية، واختلاف الخطط العسكرية والسياسية. ويعتبر التحالف الغربي هيكلا معقدا إلى حد ما، وهو يتكون من مجموعتين.
وتضم المجموعة الأولى، اتحاد الدول والجماعات المسلحة غير الشرعية، حيث تقدم دول مثل تركيا والولايات المتحدة والسعودية وقطر الدعم للجماعات المسلحة، علما بأن إسرائيل تؤيد هذا التحالف دون التدخل المباشر في الصراع. أما المجموعة الثانية، فتتمثل في تنظيم الدولة وجبهة النصرة، والجيش السوري الحر.
وأشار الموقع إلى تنوع أهداف دول التحالف، إذ تسعى السعودية وقطر لإنشاء خلافة سنية في سوريا والعراق تحت رعايتهما، بينما تحاول تركيا تمهيد الطريق لاستعادة مجد الإمبراطورية العثمانية الجديدة. ومن جهتها، حاولت الولايات المتحدة تحويل البلد الذي مزقته الحرب الأهلية إلى نقطة انطلاق جديدة للغرب.
وبين الموقع أنه كان للتشكيلات الكردية أهداف أخرى في سوريا، فهي لم تسع للإطاحة بالأسد بشكل مباشر وإنما أرادت الاستقلال عن سوريا والحصول منطقة حكم ذاتي، وهو طموح تعارضه كل من دمشق وأنقرة. وعلى الرغم من التناقضات فيما يتعلق بأهداف مختلف الأطراف المنضوية تحت راية التحالف الدولي إلا أن الرغبة في الإطاحة بالأسد تظل هي النقطة المشتركة بينهم جميعا.
ونوّه الموقع بأن الائتلاف المدافع عن الأسد يضم روسيا وإيران ومنظمة حزب الله شبه العسكرية، مع العلم أنه لكل طرف منهم أهدافه الخاصة. فمن ناحية، تسعى إيران للحفاظ على سوريا باعتبارها حليفا إقليميا رئيسيا يتيح لها فرصة الوصول للبحر الأبيض المتوسط، فيما يقدم حزب الله الدعم لإيران في هذا المجال. أما روسيا، إذا ما سقط الأسد، ستجد نفسها خلال فترة قصيرة في خضم حرب من أجل بسط نفوذها في القوقاز وآسيا الوسطى. وفي فترة لاحقة، قد تفقد روسيا سوق الطاقة الأوروبية، نظرا لتدفق الغاز القطري عبر الموانئ السورية.
وأورد الموقع أحد أهم أسباب نجاح الائتلاف الروسي الإيراني، الذي يتمثل في محاولة الحفاظ على التماسك طوال فترة الحرب، وتقديم الدعم لبعضهم البعض. كما تميز المستوى العسكري التقني للقوات المسلحة الروسية بقدراته العالية. ومن أهم عوامل نجاح الروس وفشل التحالف الدولي، شرعية التدخل العسكري الروسي في الصراع، لأن تدخل روسيا في الحرب كان بطلب من الحكومة السورية. ومن جهة أخرى، أثبتت القيادة العسكرية والسياسية الروسية تفوقا كبيرا مقارنة بالنخب الغربية.
وذكر الموقع أن أهم أهداف التحالف الدولي أو الائتلاف "المعتدي"، يكمن في هزيمة الجيش السوري والقوى المتحالفة معه، فضلا عن تدمير القوة العسكرية والصناعية في البلاد. لذلك، كانت مهمة الائتلاف المدافع في المقام الأول استعادة القدرة القتالية للقوات المسلحة السورية والحفاظ عليها، وهزيمة المجموعات المسلحة غير الشرعية، بالإضافة إلى تحرير معظم الأراضي السورية من تنظيم الدولة، ومنع تقسيم البلاد.
وأثناء الحرب السورية، استخدمت جميع أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل. ولم يتوان كلا الطرفين، في جميع مراحل الحرب، عن اللجوء لحرب المعلومات بنشاط للتأكيد على عدم وجود إطار قانوني لاستخدام الأسلحة لدى الطرف الآخر.
وأفاد الموقع بأن الوسائل الرئيسية في الحرب السورية كانت تعتمد بالأساس على الأسلحة التقليدية، خاصة أنه كانت هناك قواعد قانونية وأخلاقية دولية تسمح وتبرر اعتماد بعض الأسلحة دون غيرها. علاوة على ذلك، كانت كل من الولايات المتحدة وروسيا ملزمتان بقيود محلية ودولية لاسيما فيما يتعلق باستخدام القوات العسكرية الجوية التي تنفذ المهام الخاصة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم استخدام الأسلحة الكيميائية خلال الحرب السورية، ما أسفر عنه سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين، إلا أن الخسائر المادية نتيجة هذه الهجمات الكيميائية لم تكن فادحة.
وفي الختام، أوضح الموقع أن الحرب السورية لم تصل بعد إلى مرحلة استخدام الأسلحة النووية، ومع ذلك أثر هذا المعطى بشكل غير مباشر على مسار الحرب ونتائجها. فقد ساهم التوازن النووي بين روسيا والولايات المتحدة مع إمكانية التدمير المتبادل، في استمرار مرحلة الاشتباكات المباشرة في سوريا. وفي حال تم استعمال الأسلحة النووية ستكون الحرب العالمية الثالثة حتمية.
========================
الإندبندنت: الولايات المتحدة تتهم حكومة بشار الأسد بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيمياوية
لندن  نشرت صحيفة الإندبندنت موضوعا بعنوان “الولايات المتحدة تتهم حكومة بشار الأسد بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيمياوية”.
تقول الصحيفة إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية اتهموا الحكومة السورية بالسعي وراء تطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيمياوية رغم اتفاق عام 2013 الذي نص على ضرورة التخلص من كل هذه الأسلحة التي كانت مخزنة لدى نظام بشار الأسد.
وقد أكد المسؤولون أن إدارة الرئيس ترامب عازمة على استخدام القوة العسكرية لمنع بشار الأسد من استخدام السلاح الكيمياوي مرة أخرى في الحرب الأهلية السورية التي استمرت أكثر من سبع سنوات.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمريكي آخر، طلب الحفاظ على سرية هويته، قوله “لو سكتنا على ذلك ستتوسع ظاهرة استخدام السلاح الكيمياوي”.
ورغم الاتفاق الأمريكي الروسي عام 2013 الذي نص على التخلص من الأسلحة الكيمياوية السورية بحلول عام 2014 إلا أن مسؤولين أمريكيين حذروا إدارة ترامب من أن هناك احتمالا كبيرا بأن نظام الأسد تمكن من تخزين كميات كبيرة من هذه الأسلحة في مواقع سرية.
وتوضح الصحيفة أن الإدارة الأمريكية أثارت موضوع استخدام بشار الأسد السلاح الكيمياوي ضد معارضيه الشهر الماضي بعد هجوم في الغوطة الشرقية أدى لمقتل نحو 20 مدنيا أغلبهم من الاطفال. (بي بي سي)
========================
ستار :نهاية الإمبريالية الغربية ونهوض الشرق من جديد
يغيت بولوت – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
يُقبل العالم على مرحلة جديدة يمكن تسميتها ب "نهضة الشرق الأوسط"، فيما تبدأ الحكومة التركية بتنفيذ نموذج اقتصادي جديد، ومع مواصلة تركيا للمسير في هذا الطريق تنعكس التغيرات الجديدة على العالم بأكمله، وتُلخّص هذه التغيرات في عبارة قصيرة: "أقبلت نهاية الهيمنة الغربية على الشرق الأوسط، وبدأت الهيمنة الشرقية".
سأشارك معكم بعض المقتبسات من كتاب "لماذا يسيطر الغرب على العالم؟" للمؤلف "لان موريس"، يتحدث موريس في كتابه عن السبب في هيمنة البنية الإمبريالية التي تدعو نفسها بالغرب على العالم منذ بدايات سنة 1800، إذ يبدأ بتفاصيل مثيرة للاهتمام حول إجبار البحرية البريطانية للصين على تسليم الموانئ التجارية للتجّار البريطانيين، وهناك تفاصيل أخرى مثل إجبار الدولة العثمانية على تسليم ميناء "بالتا" للبريطانيين في سنة 1839، وبالتالي انهيار التجارة والصناعة المحلية العثمانية، مما أدى إلى ظهور القوى إمبريالية على امتداد الخط الصيني-العثماني الذي أسسته العقول المؤيدة للفكر الغربي.
وسأضيف على ذلك بعضاً مما ذكرته الكاتبة "أليف آلاتلي" في أحد أعمالها "ما السبب في زعل الأتراك البيض؟"، إذ يتحدث حول مرحلة انهيار روسيا بسبب التأييد للتفكير الغربي، وسلسلة ردود الفعل التي ظهرت في ظل انتشار التفكير الغربي على امتداد الخط الروسي-العثماني.
إن الوقوع في الفخ الذي يسمى ب "تأييد الفكر الغربي" يشكل الخطر الأكبر بالنسبة لأي دولة في العالم، لأن الغرب لا يدرك معنى هذا المفهوم، بل ينظر إليه على أنه أسلوب للاستعمار والسيطرة الذهنية على الآخرين.
أصبح نظام الاستعمار الذي عانت منه تركيا منذ 200 عام إلى الآن على مهوى نهايات ، وبدأت تركيا في ظل قيادة الرئيس أردوغان باستعادة جغرافيتها التي استعمرتها القوى الإمبريالية.
الخلاصة
نلاحظ نشأة عالم جديد وانتهاء السيطرة الغربية على الشرق، ونرى طلوع شمس الحرية في الشرق من جديد، وتركيا تفعل كل ما بوسعها في سبيل تحرير الإنسانية تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، انتهت المراحل التي ساهمت في الاستعمار الغربي للشرق وسقطت الأقنعة وفقد الغرب الذي يزعم أنه رمز الحضارة قوته، وبدأت تركيا القوية والعظيمة والمستقلة بالظهور.
========================
الصحافة العبرية :
معاريف :إسرائيل وإيران "يلعبان" بالنار ..
بقلم: عاموس جلبوع
بدأ عصر جديد في مواجهة اسرائيل للترسخ الايراني في سورية،هذا الاسبوع،  بعد «الخطوط الحمر» التي وضعتها اسرائيل لايران حتى الان. كان هذا في اعقاب لقاء نتنياهو مع بوتين، حين أعلن رئيس وزراء اسرائيل بشكل حاد وواضح: «توجد مصانع صواريخ في لبنان في مراحل التأسيس، تهديد السلاح الدقيق من لبنان على اسرائيل هو تهديد خطير لن تقبل به اسرائيل. وهنا ايضا – اذا اضطررنا الى العمل، فسنعمل». شدد نتنياهو على انه أوضح هذا لبوتين. المرة الاولى التي تهدد فيها اسرائيل بالهجوم على مصانع صواريخ دقيقة توجد قيد الانشاء على اراضي لبنان. حتى الان، حسب تقارير أجنبية، هاجمت اسرائيل في سورية قوافل ومخازن لصواريخ دقيقة كانت في طريقها من ايران الى «حزب الله» في لبنان. وثمة بعد جديد آخر في التهديد الحالي: فهو يشرح بشكل واضح للروس الواعين جيدا لاثار التهديد الاسرائيلي، الذي يخلق وضعا متفجرا في الساحة الشمالية حيال «حزب الله».
بضع كلمات خلفية: نحن نقف امام ثلاثة مستويات من التهديد من جانب ايران. الاول هو سلاح الدمار الشامل القادر على تهديد وجودنا. في هذه المرحلة هذا التهديد غير ذي صلة. مع ذلك، هو سيكون كذلك في غضون بضع سنوات. المستوى الثاني هو ما يسمى «الايرانيون على الجدار». هذا تهديد منوع من العمليات «التخريبية» المعادية، والصواريخ من هضبة الجولان تطلقها ميليشيات شيعية مختلفة. هذا تهديد مقلق، ولكنه من ناحية عسكرية تهديد يمكن احتماله، ويمكن لاسرائيل بسهولة نسبية أن تواجهه. اما المستوى الثالث فهو السلاح الذي من شأنه ان يشوش بشكل خطير حياتنا اليومية ويلحق اضرارا خطيرة. ويدور الحديث عن صواريخ دقيقة بعيدة المدى. وهي أخطر بعشرات الاضعاف من  التخويفات التي تسمى «الايرانيون على الجدار» أو من قاعدة ايرانية لبضعة مبان قرب دمشق. الايرانيون و»حزب الله» على وعي جيد بالاهمية الكبرى للصواريخ الدقيقة كسلاح ردع وهجوم ضد اسرائيل.
في 3 كانون الثاني 2018 منح نصر الله مقابلة صحفية شاملة في هذا الموضوع. برزت ثلاث نقاط في حديثه: الاولى، في الحرب القادمة ستكون محطات الكهرباء، المطارات، الموانئ، مشاريع النووي، والبتروكيميائيات مستهدفة. ثانيا، اسرائيل تقول ان ل «حزب الله» بضعة عشرات من الصواريخ الدقيقة. بهذه الصواريخ يمكننا أن نختار الاهداف بشكل دقيقة كي نوقع باسرائيل مصيبة كبيرة. ثالثا، ما يقرر هو ليس كمية الصواريخ بل دقتها.
الاستنتاج الناشئ عن هذه الامور هو التالي: ليس لدينا بعد ما يكفي من الصواريخ الدقيقة كي نغطي كل الاهداف في اسرائيل، وعليه فمن الطبيعي أن ننشئ مصانع في لبنان كي يكون لدينا ما يكفي من الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى.
وهنا نصل الى المقطع الاهم في تصريحات نصر الله. فقد سئل لماذا لم يرد «حزب الله» على الهجمات الاسرائيلية في سورية؟ فاجاب على النحو التالي: «الحذر من التدهور هو تكتيك يخدم الاستعدادات للحرب الكبرى، ولكن لن يبدي حزب الله دوما طول نفس، ولا سيما اذا ما ضغطوه».
وها هي اسرائيل «تضعط» على «حزب الله» وايران وتهدد بالهجوم في لبنان اذا استمرت الاستعدادات لاقامة مصنع الصواريخ الدقيقة. من المعقول أن يكون نتنياهو طلب من بوتين الضغط على ايران، ولكن من الصعب أن نعرف ما هو مدى تأثيره على ايران في هذا الموضوع. اذا لم يرتدع الايرانيون، وهاجمت اسرائيل (ليس فقط المصنع بل وايضا الصواريخ الدقيقة التي لدى «حزب الله»)، من الصعب أن نفترض بان «حزب الله» لن يرد. ومعنى الامر هو التدهور الواسع. والاسئلة المطروحة: هل سنهاجم انطلاقا من الوعي بالتصعيد؟ وهل الايرانيون، في ضوء الوضع السائل في سورية، سيكونون مستعدين للمخاطرة بالتصعيد؟
عن «معاريف»
========================
هآرتس :الحرب التي لا مفر منها لإخضاع "حزب الله"
بقلم: يسرائيل هرئيل
المسؤولون عن الفشل الذريع في حرب لبنان الثانية - ومعهم معظم الذين يحللون نتائجها اليوم – يطرحون ادعاء راسخا، ظاهرا: صحيح أن الانتصار في الحرب كان جزئيا، ولكن كما أثبت الوقت، حققت إسرائيل الهدف الرئيسي للحرب: سنوات طويلة من الهدوء على الحدود الشمالية. ولكن الذي لا يكذب على نفسه يعرف أن هذا وهم، وأن هذا هو هدوء النعامة، الذي تحقق بأعلى ثمن: لقد سمحت إسرائيل ل «حزب الله» بتهريب أكثر من 150 ألف صاروخ إلى لبنان، من بينها آلاف الصواريخ الدقيقة القادرة، حين ترغب إيران، على ضرب مئات الأهداف الاستراتيجية في جميع أنحاء إسرائيل، والتسبب في سقوط آلاف الضحايا، وتدمير المنشآت المدنية والعسكرية، وإلحاق الضرر بالاقتصاد الوطني وبالروح المعنوية؛ وهذه قائمة جزئية. لقد تم تهريب معظم الصواريخ خلال فترة حكومة «الليكود»، أي سلطة بنيامين نتنياهو. عن مثل هذا الهدوء، كتب في حينه زئيف جابوتنسكي ( «معلمي»، كما يسميه نتنياهو)، «الهدوء هو قذارة»، و»هدر للدم والروح».
إن الهدوء المتخيل من جانب «حزب الله» لا ينبع (فقط) من الردع الإسرائيلي، وإنما هدف إلى تمكينه من إنجاز مهمته الرئيسية دون عائق: نصب أسلحة استراتيجية في لبنان ضد السكان الإسرائيليين، وانتظار يوم صدور الأمر. وتفترض المنظمة، وبحق، أنه خلافا لها، لن تضر إسرائيل أبدا بالسكان المدنيين بدون تمييز، وبالتأكيد ليس في لبنان، ولن تعيد لبنان إلى «العصر الحجري». وبالإضافة إلى امتناع إسرائيل الطبيعي عن مثل هذه الأعمال، يمتلك لبنان طبقة دفاع دولية تمير - تمييز زائف بالطبع - بين دولة لبنان البريئة ظاهرا، و»حزب الله» الذي لا حول ولا قوة لها أمامه.
لقد تبين أن افتراض «حزب الله» صحيح. لقد جعلت سياسة الاحتواء الإسرائيلية مواطنيها رهائن لمنظمة إرهابية متوحشة، لا تعرف الحدود، تديرها قوة مشبعة بالكراهية لليهود، وتهدد علانية وبدون خوف من ردود فعل العالم، بتدمير الدولة اليهودية. إن القصف المتقطع في سوريا للقوافل الإيرانية التي تحمل صواريخ إلى لبنان ليس أكثر من ألعاب نارية. يتم تدمير عشرات، بينما يتواصل نقل مئات والآلاف الصواريخ إلى «حزب الله».
صحيح أن قيادة الأركان العامة تستعد فعلا ليوم صدور الأمر، لكنها كانت مترددة في القول، حتى لنفسها، ما الذي يعنيه الاحتواء: كلما تم تأجيل القرار، كلما كان الثمن أثقل وأشد إيلاما. وإذا «أعطينا» العدو، كالمعتاد، «الحق» في توجيه الضربة الأولى، فسيكون الثمن غير محتمل. وما هي الفائدة من الضربة المضادة؟ فإسرائيل لم تتغلب بعد على الصدمة القومية التي سببتها الخسائر في حرب يوم الغفران.
حكومة إسرائيل، التي تفضل سياسة اجلس ولا تعمل – باستثناء لسعات هنا وهناك -لم تحقق ولو ذرة من السلام. بل على العكس، لقد سمحت سياسة الاحتواء لإيران و»حزب الله» بالاستعداد للحرب.
حتى القيادة العامة المعتدلة، والحذرة والدفاعية – لم تسع في المعارك الثلاث الأخيرة في غزة إلى الحسم – شريكة في هذا الفشل التاريخي الاستراتيجي. في الآونة الأخيرة فقط، وبعد تأخير حاسم، هناك دلائل على حدوث تغيير في هذا الاتجاه. ويتبين للسياسيين وللعسكريين أن ثمن «وستهدأ (ظاهرا) الأرض»، يمكن أن يجبي ثمنا داميا لا يمكن للشعب استيعابه. وفي مثل هذه الحالة، فإن كل الذين يحاولون، من داخلنا، منع القيام بالخطوات اللازمة لمنع المزيد من الصدمات القومية ويسمون ذلك «حرب الاختيار» يرتكبون خطأ فادحا. وإذا تم تقبل معارضتهم، يمكن لهم ولمن يتأثرون بهم التسبب للأمة في البكاء لأجيال.
عن «هآرتس»
========================
يديعوت :حرب الشمال الأولى: من رأس الناقورة حتى اليرموك!
بقلم: ناحوم برنياع
تسلقت الحملة الاسرائيلية لصد إيران، هذا الاسبوع، الى الاعالي. عمليا، هددت اسرائيل بحرب في الشمال. وكان العنوان الفوري هو بيروت، ولكن الرسالة موجهة الى موسكو، واشنطن، برلين، باريس وبالطبع طهران. والتهديد بالحرب احتل ليس فقط منصات الخطابة، بل تقديرات الجنرالات في هيئة الاركان أيضا. في اثناء هذا الاسبوع التقينا أنا وتوماس فريدمان من «نيويورك تايمز» مسؤولين كبارا في الجيش الاسرائيلي في الحدود الشمالية وفي هيئة الاركان. وتركزت الاستعراضات في جبهتين حرجتين: سورية ولبنان، غزة، والضفة. ثمة اتصال معين، مفاجئ، بين الجبهتين. وأثار الضباط انطباعا بمدى معرفتهم، قدرتهم على التحليل، وبنهجهم الواعي، الموضوعي تجاه المواضيع المشحونة. لكن هناك هوة واسعة بينهم وبين الخطاب السياسي الراهن، وليس هذا هو ما اجتمعنا لاجله.
فتح البوابات جزء من الحملة. فالهدف هو اعداد اصحاب القرار في عواصم العالم والرأي العام في البلاد لاحتمال الحرب، ليست المبادرة اليها بل المتدحرجة، وبشكل غير مباشر الايضاح للايرانيين بان اسرائيل لا تخشى المواجهة العسكرية.
وقال احد المسؤولين: «مطلوب أزمة تغير الفكرة». واسرائيل لا تتمنى الازمات في اوقات قريبة.
لقد كانت التطورات في الشمال في مركز لقاء نتنياهو - ترامب في دافوس وفي مركز لقائه مع بوتين اثناء زيارته العاجلة، لخمس ساعات، هذا الاسبوع، في موسكو المجمدة. وقد ضم الى وفده الى موسكو رئيس شعبة الاستخبارات اللواء هرتسي هليفي، الخطوة التي أكدت جدية التهديد العسكري. في اعقاب الزيارة وصل الى البلاد وفد عسكري روسي لحديث اضافي.
يحاول نتنياهو اقناع ترامب، بوتين، وزعماء أوروبا للتعاون في خطوة لمنع تثبيت التواجد الايراني. فصد ايران هو مصلحتهم، كما يشرح نتنياهو. إذ إن حربا جديدة في المنطقة ستورطهم. وحججه، الى جانب رجال الجهاز الأمني الذين يساندونه، تحظى بالانصات، وهي ترد حتى الآن بكياسة. لا الروس، لا الاميركيون ولا الاوروبيون يتجندون للحملة الاسرائيلية. كل واحد لأسبابه. وتطلق الحملة أذرعها الى الميدان أيضا، في أعمال علنية وسرية. ويقول احد الضباط ان «الايرانيين يفهموننا على نحو جيد جدا».
وتسير إسرائيل في هذه الحملة عن وعي على حافة الهاوية. والهدف هو منع الحرب، وليس إثارتها، ولكن الخطر قائم. وقال واحد ممن تحدثنا معهم ان «تقديرنا هو أن احتمال الحرب المبادر اليها من جانب ايران أو من جانب (حزب الله) في موعد قريب متدن جدا. بالمقابل ارتفع جدا خطر التصعيد نتيجة لخطوة عسكرية اسرائيلية. فالتصعيد من شأنه أن يؤدي الى الحرب».
يعرف نتنياهو كيف يتحدث مع ترامب ومع بوتين. فهذا هو جمهوره، ملجأه من الضربات التي تقع عليه في الداخل. في هذه المرحلة اللفظية، من المواجهة، هو الرجل السليم في المكان السليم.
عيون رجال المؤسسة الامنية الاسرائيلية تتطلع أولا الى واشنطن. في 12 ايار ينتهي الانذار الذي اطلقه ترامب لتغيير الاتفاق النووي مع ايران. وتوجد ثلاثة اشهر ونصف الشهر للمفاوضات. يحتمل، كما يقولون، ان تكون هذه فرصة لازمة تقلب الجرة رأسا على عقب. فبضغط ترامب، بوتين، وزعماء اوروبا تتحقق صفقة رزمة: ايران تتمكن من مواصلة التمتع بثمار الاتفاق النووي، ولكن في سورية وفي لبنان سيتعين عليها ان تلجم نفسها. لا صواريخ دقيقة ل»حزب الله»، لا ميليشيات ايرانية في سورية. واذا لم تكن صفقة، ومن شبه المؤكد أنها لن تكون، سيرفض ترامب التوقيع على تمديد الاتفاق النووي، وستكون لنا أزمة من نوع آخر.
السيناريو الاسوأ من ناحية اسرائيل سيكون عندما يقترح الاوروبيون تغييرا تجميليا، فيقنع الايرانيين بابتلاع القرص ويسمحوا لترامب بالاعلان عن النصر. وسيكون الجميع سعداء، واسرائيل ستخسر مرتين، مرة حيال النووي ومرة حيال «حزب الله».
شمشوم المسكين
يوم الاحد صباحا، بدت البلاد من فوق مثل ايرلندا، خضراء وغارقة بالمياه. ففي الشمال كانت لا تزال تهطل الامطار المحلية، هدية وداع من عاصفة نهاية الاسبوع. وعندما تبددت السحب، بدا جبل الشيخ بكل بهائه، ابيض من اسفله حتى قمته. هدوء اولمبي ساد على طول جبهة الشمال باستثناء رصاصات الصيادين في داخل لبنان. وكانت الرصاصات بشرى سيئة للعصافير، جيدة للجنود. فطوابير سيارات المتنزهين والمتزلقين صعدت الى جبل الشيخ للتدحرج في الثلج.
وقال لنا ضابط في الميدان: «هنا لن تكون حرب لبنان الثالثة. هنا ستكون حرب الشمال الاولى». هو وزملاؤه يتحدثون الآن عن الشمال كجبهة واحدة تمتد من رأس الناقورة وحتى اليرموك. في الجانب الآخر من الجدار تعمل قوات عسكرية لدولتين، قوة عظمى اقليمية (ايران)، قوة عظمى (روسيا)، منظمات «ارهاب» غير دولة، منظمة «ارهاب» ذات دولة (حزب الله)، قبائل وطوائف. ليس لمثل هذه الرزمة مثيل في مناطق مواجهة اخرى في العالم.
بالفعل، أمور غريبة تحصل في الجولان السوري. وقال لنا مسؤول آخر: «عمليا (داعش) اختفى في سورية. بقيت آثاره فقط في قاطع واحد، في مثلث الحدود بين اسرائيل، الاردن، وسورية. وقد بقوا هناك لأنهم يعتقدون بان قرب اسرائيل يعطيهم مخبأً. فاسرائيل هي الملجأ الاخير لفلول (داعش)».
وحسب مصادر أجنبية، قصف الجيش الاسرائيلي في سورية مخازن سلاح للاسد ول»حزب الله»، قوافل سلاح مخصصة للبنان، مصنع صواريخ بدأ الايرانيون ببنائه، قاعدة ايرانية وغيرها. وقد اتيح القصف لان سورية أصبحت في فترة الحرب الاهلية أرضا سائبة، بلاداً عديمة السيادة، وبقدر كبير هي لا تزال كذلك. اما لبنان، رغم ضعف قوته، فليس سورية.
الهدوء في سورية يمر دون رد مضاد (باستثناء هجوم واحد، نسب لاسرائيل، في كانون الثاني 2015، قتل فيه جنرال ايراني وستة من رجال «حزب الله». فقتل «حزب الله» ردا على ذلك جنديين اسرائيليين. الجيش الاسرائيلي تجلد، والطرفان أغلقا الحساب). اما القصف في لبنان فهو قصة اخرى تماما. وهو سيعتبر في العالم مساً فظا بسيادة الدولة وسيستدعي ردا قاسيا من «حزب  الله» وتدخلا محتملا من الروس. بين الحرب والحرب، يتمتع لبنان بنوع من الحصانة. وهذا هو السبب الذي يجعل «حزب الله» والايرانيين يستعدون لاقامة مصنع صواريخ دقيقة في لبنان، وهذا هو السبب الذي يجعل اسرائيل ترى في اقامة مصنع مبررا للحرب.
ان الصواريخ الدقيقة هي صواريخ مزودة ب «جي.بي.اس» وجهاز توجيه. وبدلا من الوصول الى دقة 250 مترا من الهدف، تصل الى عشرات الامتار والفارق عظيم. لدى «حزب الله» 70 الف صاروخ في لبنان ولكن عدد الصواريخ الدقيقة قليل. والانتاج المحلي سيغير قواعد اللعب: سيهدد مباشرة مواقع حساسة في اسرائيل. وقد حدد «حزب الله» بين 1.000 و 1.500 هدف كهذا، ليس أقل.
المفارقة هي أن ايران جهة مهدئة للجبهة الشمالية. ليس لها في هذه اللحظة مصلحة في حرب مع اسرائيل، لا على حدود الجولان ولا على الحدود اللبنانية. وهي معنية بتسوية في سورية، تعطي شرعية لاستمرار تواجد قواتها – 20 الف مقاتل ميليشيا، على الارض السورية. اما «حزب الله» فتبقيه ايران ليوم الامر، حيال اسرائيل. وتورط على نمط 2006 – اختطاف جنديين اسرائيليين تدحرج الى حرب – يلحق بها الضرر فقط.
لا توجد ايران واحدة، فجدول اعمال الرئيس روحاني يضع على الرأس اهدافا داخلية – اقتصادية؛ اما جدول اعمال الجنرال قاسم سليمان، قائد القوات في سورية، فيضع في الرأس اهدافا عسكرية. وفي الجيش الاسرائيلي يعتقدون بان الدول الغربية يمكنها أن  تدخل من هذا الشق وتوسعه. اسرائيل هي الاخرى يمكنها ذلك.
نصر الله غير معني بالتورط في حرب في هذه اللحظة، لأسبابه الخاصة. فاكثر مما هو عميل ايراني، هو سياسي لبناني. قرابة 2.000 من مقاتليه سقطوا في سورية وقرابة 8.000 اصيبوا بجراح. ويعارض الرأي العام في لبنان الحرب، وكزعيم لقوة سياسية، فهو ملزم بمراعاته. ليس لديه المال، وتوجد له حملة انتخابات على الابواب، له فيها احتمال لاول مرة ان يصل الى اغلبية شيعية في الشمال. وهو يتذكر ما فعلته طائرات سلاح الجو للضاحية في بيروت في 2006، وهو يعرف ان هذه المرة سيكون أكثر دقة واكثر فتكا.
البطل التناخي شمشوم، أول منفذي العمليات الانتحارية قال: «تموت روحي مع فلستين» (علي وعلى أعدائي يا رب). اما نصر الله فليس شمشوماً.
ان حقيقة أن ايران، «حزب الله» واسرائيل لا يريدون الحرب لا تعني أن النار لن تندلع. ففي «الجرف الصامد» ايضا لم يرغب الطرفان في الحرب ولكنهما انجرفا اليها؛ وفي «الايام الستة» ايضا، وغيرها وغيرها. فللحروب في الشرق الاوسط ارادة خاصة بها.
اذا كان الجميع لا يريدون الحرب، فلماذا يهدد الجيش الاسرائيلي بالحرب؟ تفسير مسؤولي الجيش الاسرائيلي يعتمد على أمرين: طبيعة اصحاب القرار في الطرف الآخر وهشاشة الجبهة الداخلية في طرفنا. فهم لا يعتمدون على احساس المسؤولية لدى الايرانيين ونصر الله. ويخافون وضعا لا يطاق في الجبهة الداخلية. فكلما كانت اسرائيل ميسورة وغنية وعلى علاقات مع العالم أكثر، هكذا تكون هشة أكثر. خطة نصر الله الحربية معروفة: اطلاق كتيبة كوماندو لتحتل بلدة في الحدود الشمالية، وبالتوازي، اغراق اسرائيل بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية الدقيقة. وهو مقتنع من انه بعد بضعة ايام سيتوجه الرأي العام في اسرائيل ضد الحكومة. وسينهي الحرب بوقف للنار وبانتصار معنوي واستراتيجي.
أو سيخلق، كبديل، ميزان رعب ومجال حصانة. اسرائيل لا يمكنها أن تلمسه. هذه الخيارات يسعى التهديد الاسرائيلي الى احباطها.
 
نزلت عن الطاولة
برج خليفة في دبي هو البرج الاعلى في العالم. ارتفاعه 828 مترا، 163 طابقا. 330 الف متر مكعب من الاسمنت يوجد في هيكل المبنى. احد ضباط الجيش الاسرائيلي الذين تحدثنا معهم، هذا الاسبوع، قال انه استثمر في برج في دبي 500 طن اسمنت. من المعطيات التي نشرت على الانترنت لم اتمكن من التأكد من دقة المعطى، ولكن حتى لو كان المعطى غير دقيق، فان تتمة الجملة جديرة بالنشر. فقد قال الضابط انه «منذ الجرف الصامد» أدخلنا الى قطاع غزة 16 ضعفا من الاسمنت الذي في برج خليفة. في هذه السنوات لم يبُنَ في غزة برج واحد، لم يُبنَ مبنى متعدد الطوابق واحد. من المشوق أن نعرف أين اختفى كل هذا الاسمنت».
يلتقي مندوبو الدول المانحة للسلطة الفلسطينية مرتين في السنة، مرة في نيويورك ومرة في بروكسل. وانطلق منسق اعمال الحكومة في «المناطق»، اللواء فولي مردخاي، الى بروكسل مع خطة طوارئ هدفها واحد – منع انهيار غزة. لم يتحدث اللواء مردخاي باسمه شخصيا أو باسم الجيش بل باسم حكومة اسرائيل. من ناحية معظم حكومات العالم، فان غزة وسكانها غرقوا منذ زمن بعيد في البحر، أو، بالتعبير المحبب لدى الرئيس ترامب غزة نزلت عن الطاولة. غزة لا تحرك ساكنا لابو مازن: فقد وافق على أن يحول مالا لتمويل الكهرباء في غزة  6 ساعات في اليوم فقط بعد أن اوضحت اسرائيل له انه اذا رفض، فانها ستمول حسابات الكهرباء من الضرائب التي تجبيها عن الفلسطينيين في الموانئ.
كما أنها لا تحرك ل»حماس» أيضا ساكنا. وزعيم «حماس» في غزة، يحيى السنوار، أوضح بانه حتى لو فشلت مساعي المصالحة بين «حماس» والسلطة، فانه لن يعود لادارة القطاع. وهذا هو احد الاسباب التي بخلاف الماضي، تمتنع اسرائيل هذه المرة عن الكفاح ضد المصالحة. اذا لم تأخذ السلطة المسؤولية و»حماس» لا تأخذ المسؤولية فعلى من ستقع غزة؟ علينا.
المصالحة، على طريقة المصالحة بدأت باحتفال. لا يوجد أمر اكثر شعبية من الصلحة. بعد شهرين – ثلاثة اشهر وصلوا الى البحث في المشاكل الحقيقية. 40 الف مواطن غزي يتلقون رواتب من «حماس» – من موظفين، معلمين، اطباء وغيرهم. فقد حلوا محل عشرات آلاف موظفي السلطة. من سيدفع لهم الرواتب عندما تعود السلطة لادارة القطاع؟ المهم في ايدي من سيكون الامن؟ «حماس» تقترح توزيعا طوليا: كل ما هو فوق الارض – من شرطة، مراقبين، افراد، حراس – يكون تحت صلاحية السلطة؛ كل ما هو تحت الارض – من مقاتلين، حافري انفاق، مطلقي صواريخ، منفذي عمليات – تحت صلاحية «حماس». ابو مازن رفض الطلب رفضا باتا. نحن لن نكون لبنان وانتم لن تكونوا «حزب الله»، يقول.
معضلة من الجنوب
تطلق محافل في «حماس» في الاشهر الاخيرة رسائل غير مباشرة لاسرائيل: نحن مستعدون للتوصل معكم الى اتفاق. سمّوا هذا ما تشاؤون – صلحاً أو هدنة أو تهدئة. اما اسرائيل فتمتنع عن الرد – ايديها مكبلة. وفي هذه الاثناء تحتدم المشكلة الاقتصادية في القطاع. قطر، التي كانت المتبرعة الرئيسة، تغلق المشاريع. ويأتي المال القطري عبر اسرائيل ويوجد تحت الرقابة. وهكذا ايضا المال غير الكثير الذي يأتي من تركيا. اما ايران فتساهم بدورها بمال مهرب.
قصة «الاونروا» تجسد عناصر المعضلة. ف»الاونروا» هي فضيحة طويلة السنين. لا يوجد مثال في العالم بمكانة لاجئ في الجيل الرابع أو الخامس. وتخليد مكانة اللاجئ يستدعي التبذير والفساد والصلوات، ولكن ضرره الاكبر هو في مساهمته في تخليد النزاع. ترامب محق في هجومه على المنظمة.
ولكن 850 الف غزي يتلقون مساعدة من «الاونروا». 230 الف تلميذ يتوجهون كل يوم الى مدارسها في القطاع. وهي تعيل في غزة 21 الف موظف و8 آلاف معلم. في اثناء الحملات العسكرية في غزة وجد السكان ملجأ في مؤسسات المنظمة. وهكذا سمحت للجيش الاسرائيلي بضرب  الاهداف في ظل مس اقل بالمدنيين.
قبل اغلاق «الاونروا»، ينبغي الحرص على اطار يشغل مكانها. ترامب لا يهمه، فهو لا يعيش هنا، ولكن في  الجيش الاسرائيلي قلقون. قلقون من أن يؤثر التقليص في المساعدات على سلوك الفلسطينيين في الاردن. 117 الف تلميذ يتعلمون في مدارس «الاونروا» في الاردن. ليس صدفة ان نتنياهو يمتنع عن الدعوة الى تصفية «الاونروا» الآن. فقد تحدث عن بداية مسيرة.
كتبت في المقدمة انه يوجد اتصال مفاجئ بين جبهة الشمال وجبهة غزة. الاتصال هو رسالة: ضابط تحدث عن تهديد الحرب في الشمال، لاحظ أن المواجهة التالية في غزة ستتم بطريقة تطلق رسالة رادعة ل»حزب الله» وايران. فالغزيون سيدفعون الثمن.
عن «يديعوت»
========================