الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 4-10-2022

سوريا في الصحافة العالمية 4-10-2022

05.10.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • معهد الشرق الاوسط : داعش في مخيم الهول قنبلة موقوته والسجون والمعتقلات هدف قادم له
https://albaghdadiatv.com/معهد-الشرق-الاوسط-داعش-في-مخيم-الهول-ق/
  • معهد واشنطن :الاتفاق بشأن الحدود البحرية هو وسيلة حزب الله لتجنب الحرب
https://alghad.com/الاتفاق-بشأن-الحدود-البحرية-هو-وسيلة-ح/
  • أتلانتك: من بيروت إلى طهران.. جيل يثور ضد النظام الإيراني
https://arabi21.com/story/1465675/أتلانتك-من-بيروت-إلى-طهران-جيل-يثور-ضد-النظام-الإيراني#category_10
 
الصحافة الامريكية :
معهد الشرق الاوسط : داعش في مخيم الهول قنبلة موقوته والسجون والمعتقلات هدف قادم له
https://albaghdadiatv.com/معهد-الشرق-الاوسط-داعش-في-مخيم-الهول-ق/
سلط معهد واشنطن الضوء على ما رافق اعتقال بقايا تنظيم داعش من بينها مخيم الهول في سوريا بعد أن حاولت خلية تابعة للتنظيم تنفيذ هجوم انتحاري استهدف مخيم الهول للنازحين في شمال شرق سوريا قبل أسبوعين، مؤكدا إن  داعش لايزال يملك طموحات كبيرة للعودة إلى السلطة في جميع أنحاء سوريا والعراق عبر مهاجمة السجون والمعتقلات.
وقال المعهد في تقرير له أنه يستلزم تحقيق جزء من هدف العودة لداعش حث الأعضاء والجهات التابعة مراراً وتكراراً على مهاجمة السجون والمخيمات في أنحاء المنطقة كافة من أجل تحرير الرجال والنساء والأطفال المرتبطين بالتنظيم إذ يُعتبَر هؤلاء المعتقلين في غاية الأهمية فيما يتعلق بنشر أيديولوجية التنظيم وتحسين نجاحه العملياتي، وتسهيل عودته في المستقبل، واضاف إن  إقامة نحو اكثر من خمسة وخمسين الف  شخص في مخيم الهول، يكمن في صلب المجادلات المتعلقة بسياسة الاحتجاز لأجل غير مسمى التي طُبقت على مرافق مماثلة ضمنياً وقد شددت هذه النقاشات على وجه التحديد على دور النساء والقاصرين المرتبطين بتنظيم داعش، حيث تشكل النساء غالبية السكان البالغين في المخيم، وتقدر الحكومة الأمريكية أن ما يقرب من نصف جميع الأفراد المحتجزين هناك تقل أعمارهم عن اثني عشر عاماً.
=============================
الاتفاق بشأن الحدود البحرية هو وسيلة حزب الله لتجنب الحرب
https://alghad.com/الاتفاق-بشأن-الحدود-البحرية-هو-وسيلة-ح/
حنين غدار* – (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) 23/9/2022
يبدو أن قادة حزب الله غير جاهزين لترجمة تهديداتهم العديدة بالتصعيد على أرض الواقع، لذلك على واشنطن وحلفائها منع الحزب من جني الفوائد المالية والسمعة التي سيجلبها الاتفاق الوليد.
بعد أسابيع من التوترات مع حزب الله بشأن مفاوضات الحدود البحرية وحقوق الغاز الطبيعي بين إسرائيل ولبنان، يبدو أن المبعوث الأميركي آموس (عاموس) هوكستين يقترب من إبرام اتفاق. فوفقاً للتقارير الواردة من الجانبين، ستحتفظ إسرائيل بجميع الحقوق الحصرية لحقل غاز “كاريش”، في حين سيحصل لبنان على حقل “قانا” بأكمله. وما تزال بيروت تدرس التفاصيل النهائية، لكن وفقاً لخطاب أمين عام الحزب حسن نصرالله في 17 أيلول (سبتمبر)، سيعطي حزب الله فرصة لإحلال السلام وسيمتنع عن إطلاق المزيد من التهديدات أو القيام بأعمال عسكرية في الوقت الذي توضع فيه اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
وبالفعل، عجّلت التوترات والتهديدات من كلا الجانبين الإطار الزمني للاتفاق وجعلته أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، مما دفع بعض المراقبين إلى وصف الشروط المعلنة على أنها تنازل من قبل حزب الله عن موقفه القتالي بشأن هذا الموضوع. لكن تاريخ المفاوضات يُظهر أن معظم التنازلات المقدمة كانت من جانب حزب الله ولبنان وليس إسرائيل.
ففي العام 2011، على سبيل المثال، أشارت دراسة أجراها الجيش اللبناني إلى أنه يجب تمديد الحدود الجنوبية للمنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد جنوباً من “الخط 23” لغاية “الخط 29، والذي كان من شأنه أن يضع الجزء الأكبر من حقل “كاريش” في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان. غير أن الرئيس اللبناني ميشال عون تجاهل هذا الاقتراح وقَبل بـ”الخط 23 على أنه الحدود البحرية. ومقابل الاعتراف بحقوق إسرائيل الحصرية على “كاريش”، أصرت بيروت على الاحتفاظ بكامل سيطرتها على حقل “قانا”. واستناداً إلى مسح زلزالي طلب لبنان إجراؤه في العام 2013، لم يتضح ما إذا كان حقل “قانا” سيظل مجرد احتمال -قد يكون الحفر مطلوباً لتحديد ما إذا كان يحتوي في الواقع على الغاز وكميته. وفي المقابل، ثبت بالفعل احتواء “كاريش” على الغاز في وقت صدور قرار عون.
يذكر أن الكثير من اللبنانيين، بمن فيهم مسؤولون عسكريون، يدركون تماماً أن هذه الخطوة هي تنازل كبير لإسرائيل، لكن لـ”حزب الله” حساباته الخاصة. فقد زعمت وسائل إعلامية تابعة للحزب، متوجهةً إلى قاعدة مناصريه، أن الحصول على حقوق حصرية على حقل “قانا” يمثل انتصاراً على إسرائيل -متجاهلة بشكل ملائم واقع أن حزب الله غير مستعد ببساطة لخوض حرب أخرى في الوقت الحالي ويفضل طريقة دبلوماسية للخروج من التهديدات التي أصدرها. ولكن بغض النظر عن النوايا النهائية للحزب، يمكن لتوقيع اتفاق بحري أن يسفر عن واقع وسردية جديدين على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وربما تراجع لحدة التوترات.
حزب الله لا يريد الحرب حالياً
منذ حربهما في صيف تموز (يوليو) 2006، حاولت إسرائيل وحزب الله تجنب الدخول في صراع شامل آخر -على الرغم من الخطاب المتشدد للحزب والجهود التي يبذلها لتوسيع ترسانته، ورغم الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد القواعد العسكرية للحزب في سورية. ومن هذا المنطلق، هناك أهداف مختلفة لتهديدات حزب الله الأخيرة بالحرب، وهي: تسريع وتيرة العملية الدبلوماسية، ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق البحري، والبدء بالتنقيب عن الغاز.
وخلال السنوات التي أعقبت الحرب الأخيرة، بدا أن حزب الله قد توصل إلى استنتاجين مهمين: أن التهديد باستخدام صواريخه وطائراته المسيرة قد يحقق نتائج أكثر من الأسلحة نفسها، وأن حرباً أخرى يمكن أن يكون لها تداعيات أسوأ على الحزب من تقديم تنازلات لعدوه اللدود. فضلاً عن ذلك، تراجعت جودة قوته القتالية بسبب مشاركته اللاحقة في الحرب السورية، مما أرغمه على اختيار الكمية على حساب النوعية عند تجنيد مقاتلين جدد. ونتيجةً لذلك، أصبحت الكثير من وحدات حزب الله حالياً أقل تدريباً وانضباطاً وتقيداً بالإيديولوجية من ذي قبل، لذلك سيحتاج الحزب إلى المزيد من الوقت والموارد والتمويل لإعادة تأهيلها للحرب. وفي غضون ذلك، لن تكون إيران، الراعية الرئيسية لـ”حزب الله”، في وضع مالي جيد لتمويله بالكامل أو إعادة بناء جيشه وترسانته ما لم ينتهِ الجمود في قضية الاتفاق النووي. وبالتالي، تأمل قيادة الحزب في أن يؤدي مجرد التهديد بالحرب إلى دفع الأطراف المعنية إلى إبرام اتفاق عاجلاً وليس آجلاً.
ونظراً إلى التدهور الاقتصادي والمالي الكبير الذي يعيشه لبنان، فإن توق الحكومة للحصول على عائدات جديدة من الغاز ليس مفاجئاً (حتى لو كانت إمكانية تحقيق هذه الإيرادات غير مؤكدة وستستغرق وقتاً طويلاً في المستقبل). ومع ذلك، فإن حزب الله تواق بالقدر نفسه إلى جني الفوائد، وذلك لتعزيز شرعيته محلياً وسردية “المقاومة” -التي أصبحت تتلاشى منذ سنوات- وضمان تدفق نقدي مستدام لعملياته سواء في لبنان أو الخارج. ومن شأن اندلاع حرب أخرى أن تؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل. وبالفعل، وسط تكثيف الضربات الإسرائيلية في سورية خلال الأسابيع القليلة الماضية، تم استهداف المزيد من مصانع إنتاج الأسلحة والقوافل والمستودعات التابعة لإيران وحزب الله. حتى أن بعض هذه العمليات امتدت إلى لبنان أيضاً. إن تجديد ترسانة الحزب في ظل هذه الظروف أمر صعب بالفعل، لذا فإن احتمال نشوب صراع شامل والتسبب بأي عرقلة وتعطيل ليست أمراً يرغب حزب الله في خوض غماره في الوقت الراهن -وبالتأكيد ليس بسبب قضية ثانوية نسبياً ومفيدة مثل ترسيم الحدود البحرية.
غير أن هذا لا يعني أن حزب الله سيقلص بأي شكل من الأشكال مساعيه الرامية لشراء أسلحة. فعلى الرغم من التحديات العسكرية والسياسية المتزايدة، فقد تمكن الحزب من تطوير العديد من القدرات الجديدة منذ العام 2016؛ حيث قام بتجميع المزيد من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، فضلاً عن الصواريخ الدقيقة التوجيه القادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الحيوية الإسرائيلية على غرار المطارات ومرافق المياه ومحطات توليد الطاقة. وفي الوقت نفسه، يدرك الحزب جيداً أن السعي وراء أهداف مماثلة أساساً سيؤدي إلى رد إسرائيلي قاس.
وبدلاً من ذلك، سعت القيادة العسكرية لـ”حزب الله” تدريجياً إلى تحويل التنظيم من حزب لبناني محض إلى جيش إقليمي، ومكنته من تعزيز صفته كـ”مقاومة” وتحدي المصالح الإسرائيلية والأميركية بشكل غير مباشر عبر شركائه ووكلائه الإيرانيين في دول أخرى (على سبيل المثال، الميليشيات الشيعية في العراق؛ والحوثيين في اليمن). وتكمن مشكلة هذا النهج في أنه يهدد بإشعال حرب إقليمية تُخلف التداعيات غير المرغوبة نفسها: صراع مباشر مع إسرائيل. لكن حتى الآن، قد يكون حزب الله قد قلل من خطورة الأمر أو قرر خوض الرهان.
ومهما كانت الحالة، فإن العديد من الشيعة اللبنانيين الذين لا ينتمون إلى الدائرة الانتخابية الأساسية للحزب (وحتى الذين ينتمون إليها) فهموا جيداً محاولته هذه لإعادة رسم الصورة -ولم يعودوا يعتبرونه حزباً مقاوماً يحارب الظلم والاحتلال والفساد، وبدلاً من ذلك ينظرون إليه على أنه أكثر قليلاً من مجرد عصابة مخدرات يركز على الإنتاج الضخم للكبتاغون وتهريبه. كما أنهم مستاؤون من مساعيه لحماية السياسيين الفاسدين وعرقلة الإجراءات القضائية المرتبطة بانفجار مرفأ بيروت في العام 2020.
وإذ يدرك قادة حزب الله جيداً هذا الاستياء المتزايد، فإنهم يعتبرون إبرام اتفاق غاز وسيلة لاستعادة بعض الشرعية من خلال الادعاء بأن أسلحة الحزب هي التي تحمي الموارد الطبيعية القيّمة للبنان ضد إسرائيل. وبعد أن خسر الأغلبية التي كان يتمتع بها في مجلس النواب في أيار (مايو)، ازداد شعور الحزب بالضعف نظراً إلى احتمال أن يفقده هذا التطور قدرته على إملاء من سيشغل رئاسة الجمهورية في لبنان والأشخاص الذين سيشغلون المناصب الأمنية الرئيسية في البلاد. ويعزز إدراكه بأنه قد لا يلقى تعاطفاً دولياً في حال نشوب صراع آخر مع إسرائيل، شعوره بالضعف -من المرجح أن تكون مساعدات إعادة الإعمار بعد الحرب أبطأ وأقل سخاء في المرة القادمة، وستكون أوروبا غاضبة بلا شك من أي خطر قد يتعرض له حقل “كاريش” الإسرائيلي، الذي سيذهب غازه إليهم مباشرة- ناهيك عن ردود الفعل الساخطة المحلية والتي من المحتمل أن تكون هائلة نظراً للنفقات الضخمة والأضرار الجسيمة التي قد يحدثها مثل هذا الصراع. ومع ذلك، شعر حزب الله بأنه مضطر على الأقل إلى التهديد بإشعال حرب، لأنه بخلاف ذلك لكان يخاطر بفقدان ماء الوجه، لا سيما إذا بدأت إسرائيل من جانب واحد في استخراج الغاز من حقل “كاريش” قبل التوصل إلى اتفاق مع بيروت.
خيارات السياسة
على الرغم من أنه يجدر بواشنطن مواصلة الضغوط للتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية، إلا أنه لا يتعين عليها القيام بذلك بطريقة تسمح لـ”حزب الله” بالحصول على كل الفضل. فعند أخذ المخاطر العديدة التي يواجهها الحزب في الحسبان، على المسؤولين الأميركيين عدم اتخاذ خطوات تعزز سلطته محلياً -بما في ذلك أثناء عملية اختيار الرئيس المقبل للبنان. فأي اتفاق مع بيروت يجب أن يسلط الضوء على مؤسسات الدولة وشعبها، وسط التشديد على الدور السلبي لحزب الله والرئيس ميشال عون في هذه العملية (يستمر الرئيس وحلفاؤه في رفضهم تنفيذ الإصلاحات اللازمة في مجال الطاقة).
وفور إبرام الصفقة وضمان أمن الحدود البحرية، على الحكومة الأميركية وحلفائها الأوروبيين مواصلة ممارسة الضغوط الدبلوماسية للتأكد من أن الفوائد المالية لغاز حقل “قانا” -إذا كان الحقل يحتوي في الواقع على أي فوائد- تذهب إلى الشعب اللبناني وليس إلى بؤرة الفساد في لبنان. ولن يتحقق ذلك إلا عبر بذل جهود جدية لإصلاح قطاع الطاقة في البلاد- مثل إنشاء صندوق ثروة سيادية. وخلاف ذلك، لن يستفيد لبنان فعلياً من الاتفاق حتى لو تم العثور على كميات وفيرة من الغاز في مياهه.
 
*حنين غدار: “زميلة فريدمان” في “برنامج السياسة العربية” التابع لمعهد واشنطن، حيث تركز على السياسة الشيعية في مختلف أنحاء المشرق العربي.
=============================
أتلانتك: من بيروت إلى طهران.. جيل يثور ضد النظام الإيراني
https://arabi21.com/story/1465675/أتلانتك-من-بيروت-إلى-طهران-جيل-يثور-ضد-النظام-الإيراني#category_10
لندن- عربي21- بلال ياسين
نشرت مجلة "أتلانتك" مقالا للصحفية كيم غطاس قالت فيه إن هتاف الناس في شوارع بيروت خلال موجة من الاحتجاجات ضد السياسيين الفاسدين في لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 كانت "من طهران لبيروت ثورة وحدة ما بتموت". كان هتافا جذابا وله قافية وكانت تعبيرا عن شعور جديد مدهش بالتضامن بين أفراد جيل الشباب المتصلين عبر الحدود.
لم يكن المحتجون يهتفون دعما للثورة التي حولت إيران إلى دولة ثيوقراطية في عام 1979، بل كانوا يهتفون ضد جمهورية إسلامية تضطهد شعبها في الداخل وتملك نفوذا خارج حدودها. كانوا يستهدفون حكومة أجنبية تدعم الأنظمة السياسية المختلة في البلدان الأخرى حتى تتمكن من التلاعب بها لصالحها وتنشر الميليشيات بالوكالة التي تمارس العنف من بغداد إلى بيروت ضد أولئك الذين ينهضون ضد نظرة طهران المظلمة إلى العالم.
كانت الاحتجاجات في لبنان، التي ركزت جزئيا فقط على إيران، تحدث في الوقت الذي كان فيه العراقيون يسيرون في الشوارع في جميع أنحاء بلادهم، احتجاجا علنا على سيطرة إيران الخانقة على سياساتهم واقتصادهم ومؤسستهم الدينية. وفي نفس الوقت، احتج الإيرانيون على ارتفاع أسعار الوقود، وهم يهتفون "الموت للديكتاتور" وأشعلوا النيران في عشرات المواقع الحكومية.
كان انفجار الغضب هذا، محليا وإقليميا، أحد أكثر التحديات تعقيدا التي كان على إيران مواجهتها منذ عام 1979. وقد قضى القمع الوحشي المميت على بعض المتظاهرين، وبحلول آذار/ مارس 2020، أعاد الوباء البقية إلى بيوتهم.
عاد المتظاهرون إلى الشوارع في جميع أنحاء إيران، واستأنفوا من حيث توقفوا قبل عامين، وتدهورت حياتهم وآفاقهم في هذه الأثناء. ومثلما حدث في عام 2019، نشهد تعبيرات عن التضامن في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يهتف الكثيرون، متأثرين بشجاعة النساء الإيرانيات على وجه الخصوص، للمتظاهرين.
لكن منذ عام 2019، تعرضت النجاحات المحلية والإقليمية للجمهورية الإسلامية لضربة قوية، وساءت أوراقها في اللعبة الإقليمية. الآن، من بغداد إلى بيروت، يستكشف المعارضون لطهران إمكانية أن تساعد الاحتجاجات في إضعاف قبضة إيران على ما تعتبره قواعد دفاعها الأمامية: لبنان والعراق وسوريا وإلى حد ما اليمن. حتى الآن، في كل هذه البلدان، لم يجد أحد آلية محلية للتغلب على إيران – ويمكن لذلك أن يتحقق فقط نتيجة تغيير في طهران.
غرد الناشط السوري المعارض في المنفى ياسين الحاج صالح مؤخرا أن "سقوط نظام الملالي [سيكون] أفضل الأخبار. إن دعم [الانتفاضة الإيرانية] أمر لا بد منه ". منذ عام 2013، شاركت إيران بعمق في سوريا، عسكريا وماليا. لقد دعمت الرئيس السوري بشار الأسد، الذي سرعان ما تحولت جهوده لسحق انتفاضة مدنية ضد حكمه إلى حرب شاملة.
من الصعب قراءة الثورات ومن الصعب توقع نقاط التحول الخاصة بها. كما أن مَن أو ما يحل محل الديكتاتور تبقى لعبة تخمين، ولهذا السبب غالبا ما يستقر الإجماع الإقليمي أو الدولي على الوضع الراهن. وبينما نشاهد الاحتجاجات في إيران، من الأفضل عدم الانخراط في الكثير من التفكير بالتمني حول الزوال المحتمل للجمهورية الإسلامية التي أثبتت مرارا دهاءها واستعدادها لاستخدام القوة المميتة للبقاء في السلطة.
ومع ذلك، يبدو أن هناك شيئا ما وكأنه سيتراجع، كما لو أن مشروع الجمهورية الإسلامية بدأ ينفد وأن الموجة السوداء التي أطلقتها ثورة 1979 تنحسر، بعد أن أنهكتها الاحتجاجات المتكررة، التي تبني فوق بعضها البعض منذ عام 2009، وتصل إلى ارتفاعات جديدة منذ عام 2017. إيران في حالة من الغليان المستمر - تجري مئات الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد بشكل منتظم، على الرغم من أنها لا تتصدر عناوين الصحف. كما أن التحديات المتكررة لطموحات الهيمنة الإيرانية على محيطها غير مسبوقة.
بدأت موجة الغضب الأخيرة في 16 أيلول/ سبتمبر، بسبب وفاة الطالبة الكردية الإيرانية محسا أميني البالغة من العمر 22 عاما، والتي تم دفعها في سيارة شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها سراويل ضيقة. يقول شهود عيان إنها تعرضت للضرب المبرح في الشاحنة ثم انهارت في وقت لاحق داخل مركز الإصلاح، قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى حيث توفيت بعد ثلاثة أيام. تحولت الاحتجاجات، التي قادتها النساء في المقام الأول وركزت على إنهاء ارتداء الحجاب الإلزامي، إلى تمرد وطني، يخرج الرجال والنساء، والعاملين والمشاهير، ويهتفون في حرم الجامعات ويرقصون في الشوارع، ويحرقون الحجاب في الأماكن العامة. المدن الصغيرة والمدن الكبيرة.
من بيروت إلى شمال شرق سوريا وعلى طول الطريق إلى كابول، خرجت النساء، بمن فيهن اللواتي يغطين شعرهن باختيارهن، لدعم النساء الإيرانيات الرافضات للحجاب الذي يفرضه القانون في الجمهورية الإسلامية منذ عام 1983. لقد حلقوا شعرهم أمام الكاميرات كما تفعل النساء الإيرانيات، وهتفوا بنفس الشعارات في شوارع إيران: زان، زنديجي، آزادي ("المرأة، الحياة، الحرية"). لكن كل هذه الاحتجاجات تدور حول أكثر من مجرد قطعة قماش - فهي موجهة نحو أحد أركان الثورة الإسلامية وتعكس النضال من أجل هوية إيران ومستقبلها، وبالنسبة لأولئك خارج إيران، فإنها تعكس المظالم التي تم التعبير عنها خلال احتجاجات اندلعت عبر محور البؤس في إيران عام 2019.
بدأت الاحتجاجات في ذلك العام في العراق، ثم امتدت إلى لبنان ثم إلى إيران. وخرج المتظاهرون في مسيرة ضد الفساد والبطالة والشعور العام باليأس والقمع. في كل بلد، كانت هناك شكاوى محددة مدفوعة بديناميات محلية: طبقة اقتصادية فاسدة في لبنان أفرغت خزائن الدولة؛ نظام شائخ ديني قمعي في إيران يحكم البلاد كما لو كانت لا تزال تعيش في عام 1979.
وفي العراق، هناك أغلبية شيعية تحتج على دولة فاسدة بالكاد تعمل، وتحاصرها الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، ولا تزال غير قادرة على بناء نفسها بعد ما يقرب من عقدين من الغزو الأمريكي. في كل من العراق ولبنان، كان هناك أيضا رفض محدد للطائفية، وهي أداة مفضلة لدى إيران (وحتى وقت قريب السعودية) لحشد الجماهير. إن مشاركة الشيعة، وإن كانت بأعداد محدودة، في احتجاجات لبنان التي تستهدف حزب الله، وضعت الجماعة الشيعية المتشددة وإيران في مأزق.
كان رد الفعل في كل مكان سريعا. في العراق، تم قمع الاحتجاجات بوحشية من قبل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، التي تأخذ أوامرها من قاسم سليماني، القائد السيئ السمعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني. قُتل أكثر من 500 متظاهر. كما تم قمع المظاهرات في إيران بعنف، حيث قتل أكثر من 1000، وفقا لمسؤولين إيرانيين في ذلك الوقت. في لبنان، حيث كانت الاحتجاجات متعددة الطوائف، كان استخدام العنف محدودا ولكنه لا يزال فعالا. تم تعليق الحركة مع ظهور الوباء، ثم ماتت من الإرهاق في بلد منهار.
حتى لو لم يكن هناك احتمال مباشر لاستئناف الاحتجاجات في لبنان، فإن خصوم حزب الله في النظام السياسي سيراقبون الأحداث في إيران عن كثب لتقييم فرص الضغط على التنازلات. في العراق، يواصل رجل الدين المثير للجماهير مقتدى الصدر التمرد على التدخل الإيراني في الشؤون السياسية للبلاد.
ويشمل ذلك قيام إيران بإعاقة إمكانية الصدر تشكيل حكومة بعد أن هزم هو وحلفاؤه الأحزاب الموالية لإيران في انتخابات أكتوبر 2021. نزل أنصار الصدر إلى الشوارع في آب/ أغسطس، مما جعل البلاد على شفا حرب أهلية. أحيا يوم من الاحتجاجات على مستوى البلاد في 1 تشرن الأول/ أكتوبر ذكرى احتجاجات 2019 وطالب بالعدالة للقتلى.
كل هذا يتكشف بينما يدرك خصوم الجمهورية الإسلامية، من الداخل والخارج، جيدا أن العديد من التطورات الرئيسية على مدى العامين الماضيين ستعيق قدرة إيران على تدبر أمرها في الفترة المقبلة. ويأتي على رأس القائمة مقتل سليماني في غارة أمريكية أمر بها الرئيس دونالد ترامب في كانون الثاني/  يناير 2020. وكان سليماني العقل المدبر للنفوذ الإيراني الإقليمي. غرس الخوف والاحترام.
وكان يعرف كل اللاعبين شخصيا. على مدار حياته المهنية التي استمرت عقودا، أشرف على المعارك العسكرية، ولعب دور صانع الملوك في سياسات البلدان الأخرى، وأمر بإطلاق النار على المتظاهرين. بديله، العميد إسماعيل قاني، ليس لديه كاريزما أو اتصالات شخصية أو مكر.
قد تكون أزمة الكفاءة الإيرانية (التي تمتد أيضا إلى رئيسها المتعثر إبراهيم رئيسي) إشكالية في سوريا، حيث قد يشعر الأسد بأنه مكشوف إذا لم تتمكن روسيا من الحفاظ على دعمها العسكري له بينما إيران منشغلة بقمع الاحتجاجات في الداخل.
وفي الوقت نفسه، فإن القضية الأكثر إلحاحا في ذهن المرشد الأعلى الإيراني البالغ من العمر 83 عاما علي خامنئي هي ضمان خلافة سَلسة واستمرارية ليس فقط الجمهورية الإسلامية ولكن خطها المتشدد للغاية، الذي رعاه.  قبل أسبوعين، انتشرت شائعات بأن خامنئي كان يحتضر، لكنه عاد إلى الظهور لإلقاء خطاب. ومع ذلك، فإنه لم يُرَ منذ بداية الاحتجاجات. تمثل التحولات الإقليمية التي شهدت توقيع دول الخليج رسميا على معاهدات السلام أو زيادة تعاونها الأمني مع إسرائيل بشكل غير رسمي، مشكلة استراتيجية أخرى لإيران.
وأخيرا، مع رحيل ترامب، أدت جهود إدارة بايدن للانخراط مع إيران في المفاوضات النووية إلى جعل إيران تواجه مرة أخرى معسكرا غربيا موحدا، يلقي باللوم على طهران في عدم إحراز تقدم في المحادثات.
=============================