الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 4/1/2020

سوريا في الصحافة العالمية 4/1/2020

05.01.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • لوس أنجلوس تايمز :أسرار من أميركا.. مسار تحركات سليماني واحتياطاته وجدول رحلاته وعلاقته بهجمات 11 سبتمبر
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/4/مقتل-قاسم-سليماني-ترامب
  • «نيويورك تايمز»: روسيا قصفت مشاف سورية حصلت على احداثياتها من الأمم المتحدة
https://watan.fm/news/politics/137278
  • نيويورك تايمز: سليماني قتل بعد وصوله بغداد قادما من سوريا
https://www.alquds.co.uk/نيويورك-تايمز-سليماني-قتل-بعد-وصوله-بغ/
  • واشنطن بوست : هذه هي توجهات السياسة في العالم العربي لعام 2020
https://arabi21.com/story/1234198/WP-هذه-هي-توجهات-السياسة-في-العالم-العربي-لعام-2020#tag_49219
 
الصحافة البريطانية :
  • ميدل إيست آي: هؤلاء ضحايا الزلزال السياسي بعقد الثورة في الشرق الأوسط
https://arabi21.com/story/1234367/MEE-هؤلاء-ضحايا-الزلزال-السياسي-بعقد-الثورة-في-الشرق-الأوسط#tag_49219
 
الصحافة العبرية :
  • معاريف :بوتين… بين استمتاعه بالفريسة الأمريكية وتطلعاته إلى الشرق الأوسط
https://www.alquds.co.uk/بوتين-بين-استمتاعه-بالفريسة-الأمريكي/
  • "جيروزاليم بوست" :ضربات إسرائيل في سوريا توجع إيران
https://24.ae/article/543783/39/ضربات-إسرائيل-في-سوريا-توجع-إيران
  • هآرتس :هل تقترب إسرائيل من الحرب الأصعب في تاريخها؟
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=13980a53y328731219Y13980a53
 
الصحافة الامريكية :
لوس أنجلوس تايمز :أسرار من أميركا.. مسار تحركات سليماني واحتياطاته وجدول رحلاته وعلاقته بهجمات 11 سبتمبر
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/4/مقتل-قاسم-سليماني-ترامب
كشفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز اليوم السبت معلومات استخبارية عن مسار تحركات قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني وجدول أعماله واحتياطاته الأمنية قبل أن تقتله غارة أميركية الجمعة في محيط مطار بغداد الدولي، في حين تحدث نائب الرئيس الأميركي عن علاقة سليماني بهجمات 11 سبتمبر.
 وقالت الصحيفة إن الاستخبارات الأميركية كانت على علم بأن سليماني سيسافر جوا من دمشق لبغداد في غضون أيام، وذلك ضمن جولة تقوده أيضا إلى لبنان.
وحسب لوس أنجلوس تايمز فإن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) وجهات أخرى بذلت جهودا مكثفة لتحديد مكان الجنرال الإيراني واتخاذ التدابير لقتله.
وكشفت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين لاحظوا أن سليماني لم يكن مهتما بإخفاء مسار تحركاته.
وأول أمس الخميس تحدثت تقارير أن زيارات سليماني للعراق كانت معلومة للجميع، وهو أمر مستغرب بالنسبة لشخصية عسكرية مهمة تشرف على ملفات ساخنة.
ووفق الاستخبارات الأميركية فإن سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة تستهدف شخصيات دبلوماسية وعسكرية أميركية.
غير متوقع
وتقول لوس أنجلوس تايمز إن قرار الرئيس دونالد ترامب باستهداف سليماني كان جزئيا "بتشجيع الصقور من مستشاريه".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن "ترامب اختار بشكل غير متوقع استهداف سليماني من بين خيارات عدة".
وقُتل الجنرال الإيراني فجر الجمعة في غارة جوية أميركية استهدفت عربتين قرب مطار بغداد الدولي. كما أدى القصف لمقتل شخصيات مهمة في فيلق القدس والحشد الشعبي العراقي.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين إن استهداف سليماني كان عملية وقائية هدفها حماية الدبلوماسيين والعسكريين ووقف المزيد من سفك الدماء.
وأوضح أوبراين أن الرئيس ترامب اتخذ القرار بعد توفر معلومات استخباراتية تفيد بأن الجنرال الإيراني كان يخطط لهجمات ضد الأميركيين.
وأشار إلى أن العملية أنجزت بموجب تشريع 2002 الذي يسمح للرئيس بشن هجمات وقائية لحماية المصالح الأميركية.
وقال أيضا إن إيران تقف أمام خيارين "إما التصعيد وهو قرار خاطئ، أو التصرف كدولة عادية".
تأخذ بثأرها
ومن جانبه أشاد مايك بينس نائب ترامب بقرار الرئيس "التصديّ لدولة ترعى الإرهاب".
وقال إن سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة تستهدف شخصيات دبلوماسية وعسكرية أميركية "والعالم أصبح اليوم أكثر أمانا بعد مقتله".
وحسب نائب الرئيس فإن غارة الجمعة قضت على "الإرهابي الشرير المسؤول عن مقتل آلاف الأميركيين".
وعدّد بينس ما سمّاها الفظاعات التي ارتكبها الجنرال القتيل ومنها الدعم العسكري واللوجستي لحركة طالبان الأفغانية.
وأضاف أن سليماني على صلة بهجمات 11 سبتمبر إذ سهّل دخول 11 منهم إلى أفغانستان بشكل سري، وذلك قبل أن ينتقلوا إلى أميركا حيث نفذوا هجمات أدت لمقتل الآلاف.
تتوعد بالانتقام
وقد أثار مقتل الجنرال غضبا عارما في إيران، وتوعدت القيادة السياسية بالثأر له على نحو سريع.
وأعلن المرشد الأعلى علي خامنئي الحداد ثلاثة أيام، مهددا الولايات المتحدة بأن انتقام بلاده سيكون "ساحقا" ومتوعدا بعمل يطال "المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه (سليماني) ودماء الشهداء الآخرين".
ومن جانبه قال إسماعيل قآني القائد الجديد لفيلق القدس إن على الجميع أن يصبروا قليلا حتى يشاهدوا جثث الأميركيين على امتداد الشرق الأوسط.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها سترسل تعزيزات إلى الشرق الأوسط في أعقاب اغتيال سليماني.
وقال مسؤول بالوزارة لوكالة الصحافة الفرنسية إن بلاده بصدد نشر قرابة 3500 جندي إضافي بالمنطقة لتعزيز أمن المواقع الأميركية.
===========================
«نيويورك تايمز»: روسيا قصفت مشاف سورية حصلت على احداثياتها من الأمم المتحدة
https://watan.fm/news/politics/137278
كشف تقرير أعدته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن نظام “آلية فك الارتباط الإنساني” الذي أقامته الأمم المتحدة لمنع الهجمات على المستشفيات والمواقع الإنسانية في مناطق المعارضة السورية، قد تم تجاهله من قبل قوات الأسد وروسيا، وأن أخطاء داخلية قد أعاقت عمله.
وحصلت  الصحيفة الأمريكية على آلاف التسجيلات للقوات الجوية، التي تكشف لأول مرة أن روسيا قصفت المستشفيات في سوريا مراراً وتكراراً. وأظهر تسجيل صوتي لطيار «روسي» في سلاح الجو في مهمة قصف فوق سوريا يقول إن هذه الإحداثيات ليست هدفاً عسكرياً، ويشير إلى مستشفى سري، وبعد لحظات، قام الطيار بقصفه.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسؤولي الأمم المتحدة قاموا مؤخراً بإنشاء وحدة للتحقق من المواقع التي قدمتها المنظمات الإغاثية التي تدير المواقع المحمية، والتي تم عرض بعضها بشكل قصد منه أن يكون غير صحيح. وقد أعطت تلك المعلومات الخاطئة مصداقية للانتقادات الروسية بأن نظام «آلية فك الارتباط الإنساني» لا يمكن الوثوق به، وأنه عرضة لسوء الاستخدام.
وأدى القصف المتكرر لهذه المواقع إلى قيام قادة منظمات الإغاثة بانتقاد الأمم المتحدة علناً بسبب طبيعة النظام الذي يهدف إلى تزويد الأطراف المتحاربة بالمواقع الدقيقة للمرافق الإنسانية التي يحظر القانون الاعتداء عليها.
وتعرضت مرافق الرعاية الصحية لأكثر من 600 هجوم خلال الحرب في سوريا، في استراتيجية متعمدة، لجعل الحياة المدنية لا تطاق في معاقل المعارضة.
 ومنعت روسيا مراراً وتكراراً اتخاذ إجراء في مجلس الأمن بهدف تعزيز المساءلة والمساعدة الإنسانية في الحرب السورية، حيث استخدمت منذ بداية الأزمة السورية حق نقض في 14 مناسبة، بما في ذلك القرار الذي يحيل سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي آب المنصرم، شكل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس هيئة للتحقيق في الضربات التي وُجهت للمواقع المدنية، وكذلك المواقع الأخرى التي تدعمها الأمم المتحدة. لكن المحققين يخططون حالياً لفحص 7 فقط من عشرات الهجمات التي وقعت منذ نيسان الماضي، وقد لا يحددون هوية الجناة، وقد لا ينشرون تقريرهم، وهو ما يزيد من سخط المنظمات الإنسانية.
===========================
نيويورك تايمز: سليماني قتل بعد وصوله بغداد قادما من سوريا
https://www.alquds.co.uk/نيويورك-تايمز-سليماني-قتل-بعد-وصوله-بغ/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا لمراسيلها ديفيد كرولي وفالح حسن وإريك شميدت، عن الغارة الأمريكية التي قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني قرب مطار بغداد ليلة الخميس. وأمر الرئيس دونالد ترامب بقتل المسؤول الأمني والعسكري حيث أطلقت طائرة مسيرة من طراز “إم كيو- 9 ريبر” صواريخ على موكب كان يحمل سليماني وقائد ميليشيا كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس.
الأمريكيون  يتهمون سليماني بقتل مئات الأمريكيين أثناء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وأنه هو الذي قام بتدبير نشاطات مثيرة للفوضى في المنطقة استهدفت أمريكا وإسرائيل والسعودية.
وعلى مدى العقدين الماضيين كان سليماني مهندس كل عملية تمدد إيراني في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن الغارة الأمريكية تعد تصعيدا من ترامب والمواجهة المتزايدة مع طهران والتي بدأت بمقتل متعهد أمريكي في العراق الشهر الماضي.
وأشارت الصحيفة لتصريحات المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي والتي قال فيها إن “رحيله لن ينهي طريقه ومهمته” وتعهد بالانتقام من القتلة والمجرمين الملوثة أيديهم بدمائه. وتحضر الولايات المتحدة نفسها لحرب إلكترونية أو إرهابية ضد مصالحها والدول الحليفة لها، فيما تحضر إسرائيل نفسها لهجمات جديدة، حيث أغلقت مناطق سياحية مثل منتجع التزلج في جبل الشيخ.
ومنذ بداية الحرب الأهلية السورية، لعب سليماني دورا مهما في حماية رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعمل على جمع عدة ميليشيات محلية وقوى إقليمية بما فيها روسيا لتوفير الدعم للنظام السوري. لكنها لم تكن الجبهة التي عمل عليها سليماني، حيث يتهمه الأمريكيون بقتل مئات الأمريكيين أثناء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وأنه هو الذي قام بتدبير نشاطات مثيرة للفوضى في المنطقة استهدفت الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، وهو ما ورد في بيان البنتاغون، حيث قال إن سليماني كان يخطط وبنشاط للقيام بهجمات ضد الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين.
ولم يوضح البنتاغون المعلومات التي قادته لتحديد وملاحقة وقتل سليماني. وبدأت العملية بعد مقتل المتعهد الأمريكي في 27 كانون الأول/ ديسمبر، حسبما قال مسؤول أمريكي. وبقتل سليماني اتخذ ترامب القرار الذي شجب كلا من سلفيه جورج دبليو بوش وباراك أوباما خشية أن تقود هذه إلى مواجهة مع إيران.
وفي الوقت الذي برر فيه عدد من النواب الجمهوريين قرار اغتيال سليماني، إلا أن نقاد سياسة الإدارة الإيرانية اعتبروا الهجوم متهورا وتصعيدا من جانب واحد قد يؤدي إلى تداعيات غير محسوبة سيتردد صداها بعنف في كل الشرق الأوسط.
وقال السناتور الديمقراطي عن كونكتيكت كريستوفر ميرفي: “كان سليماني عدوا للولايات المتحدة ولا جدال في هذا” و”السؤال وكما تقول التقارير إن أمريكا قامت باغتياله بدون تفويض من الكونغرس وقتل ثاني أكبر مؤثر في إيران يشكل فتح الباب أمام حرب إقليمية واسعة” فيما حمّل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمريكا تداعيات العملية المارقة والإرهابية، بحسب وصغه.
وكان ترامب بعد اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد قد حمّل إيران المسؤولية، وقال من منتجعه في “مار- إي- لاغو” بفلوريدا: “لا أعتقد أنها فكرة جيدة لإيران ولن يطول الوقت” وردا على سؤال عن الحرب، قال: “هل أريدها؟ لا.. أريد السلام وأنا أحب السلام”. وعادة ما يبدو ترامب متحفظا في مواقف كهذه، لكنه كان فرحا بالأخبار عن مقتل سليماني، ووضع صورة العلم الأمريكي على تغريدة من تغريداته. ورد مستخدمو “تويتر” الإيرانيون بوضع صور للعلم الإيراني مرفقة بردود انتقامية.
وجاء الهجوم بعد تحذير من وزير الدفاع مارك إسبر يوم الخميس تحدث فيه عن تغيير قواعد اللعبة. وقال البنتاغون إن الهجوم كان يهدف لمنع هجمات إيرانية في المستقبل. وقال الصقور في واشنطن إن العملية تعتبر ضربة قوية للقيادة الإيرانية.
وعلّق مارك دوبوفيتز المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: “هذا مدمر للحرس الثوري الإيراني والنظام وطموحات خامنئي الإقليمية” وأضاف: “لـ23 عاما فقد كان بمثابة رئيس هيئة الأركان المشتركة ومدير سي أي إيه، ووزير الخارجية الحقيقي” و”شخص لا يمكن تعويضه” للمؤسسة العسكرية الإيرانية.
ولهذه الأسباب توقع المحللون الإقليميون أن ترد إيران بقوة وكثافة. ويرى روبرت مالي، مدير مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل: “من المنظور الإيراني فمن الصعب تخيل فعل مستفز ومقصود مثل هذا” و”من الصعب تخيل ألا ترد إيران بطريقة عدوانية وعالية” و”سواء كان يقصده ترامب أم لا فهو بمثابة إعلان للحرب”.
وهناك من قدم تقييما أقل شدة، حيث قالوا إن العملية قد تردع إيران عن القيام بأعمال جديدة، وأن تصرفاتها باتت خطيرة وثمن التصعيد بات مكلفا. وقال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، إن الرئيس ترامب أعطى عددا من الإشارات لإيران كي تواصل أعمالها، منها قراره بوقف الهجوم الذي كان في طريق التنفيذ، بعدما أسقطت إيران طائرة أمريكية مسيرة في الخليج الصيف الماضي.
غارة ليلة الخميس قامت بناء على معلومات سرية من عملاء وتنصت إلكتروني وطائرة استطلاع وعمليات رقابة أخرى.
وتقول الصحيفة إن متابعة أثر سليماني كانت أولوية للإدارة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية. ويقول المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون إن غارة ليلة الخميس قامت بناء على معلومات سرية من عملاء وتنصت إلكتروني وطائرة استطلاع وعمليات رقابة أخرى.
وقتل مع سليماني أبو مهدي المهندس زعيم كتائب حزب الله، ومدير العلاقات العامة في الحشد الشعبي محمد رضا جابري. وقال المسؤولون إن الصواريخ التي ضربت قافلة سليماني تم تنسيقها من قيادة العمليات المشتركة.
وقال المسؤولون العسكريون إنهم يعرفون من إمكانية رد عنيف من إيران وجماعاتها ويتخذون الخطوات لحماية الأمريكيين في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن جنرال عراقي قوله إن مدير العلاقات في الحشد الشعبي والجنرال سليماني وصلا إلى مطار بغداد الدولي من سوريا. وانتظرتهما سيارتان أمام سلم الطائرة ونقلتهما على حال السرعة حيث كان المهندس في واحدة منهما، وعند مغادرة السيارتين المطار تم ضربهما بالصواريخ.
ويأتي الهجوم بعد أيام من قصف الطائرات الأمريكية موقعا تابعا لكتائب حزب الله قرب الحدود العراقية-السورية، ردا على مقتل متعهد أمريكي في قاعدة عسكرية قرب كركوك. وردت الميليشيات على الغارات الأمريكية بالزحف نحو السفارة الأمريكية في بغداد وحاصرتها مع أن أيا من طاقمها لم يصب بأذى.
واتهم البنتاغون سليماني بالوقوف وراء حصار السفارة. وزادت هجمات الميليشيات الشيعية على الأمريكيين منذ شهور، ونشر البنتاغون حوالي 14 ألف جندي بالمنطقة منذ أيار الماضي.
واتهم إسبر يوم الخميس الحكومة العراقية بأنها لا تعمل ما يكفي لوقف الهجمات، ودعاها لطرد الإيرانيين ووقف تأثيرهم على الحكومة.
وتقول الصحيفة إن سليماني لم يكن مسؤولا عن التنسيق وجمع المعلومات الأمنية، بل كان داهية وشخصية مقربة من المرشد الأعلى الإيراني، ويحضر لتولي منصب مهم في البلاد. ووصف سليماني نفسه لمسؤول أمني عراقي أنه “السلطة الإيرانية الوحيدة للعمل في العراق”.
===========================
واشنطن بوست : هذه هي توجهات السياسة في العالم العربي لعام 2020
https://arabi21.com/story/1234198/WP-هذه-هي-توجهات-السياسة-في-العالم-العربي-لعام-2020#tag_49219
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب مارك لينتش، تحت عنوان "هجوم بغداد هو البداية وهناك ثلاثة اتجاهات علينا أن نراقبها في العام الحالي"، يقول فيه إن عام 2020 سيكون صاخبا في الشرق الأوسط.
 ويبدأ لينتش مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول إن "الشخص لا يحتاج لعراف لينظر إلى البلورة ويرى ما سيحدث في الشرق الأوسط، ففي ليبيا اتخذت الحرب الأهلية منعطفا خطيرا بوصول المرتزقة الروس والقوات التركية التي دخلت في المعركة، التي يحاول فيها الجنرال خليفة حفتر السيطرة على العاصمة طرابلس".
 ويشير الكاتب إلى أن "اليمن لا يزال يعاني من آثار الحصار الاقتصادي والحرب، رغم جهود الأطراف المتصارعة لتخفيض التوتر، وفي سوريا تتغير فيها الحرب جالبة معها موجات جديدة من اللاجئين الهاربين من العنف في إدلب، فيما تواجه حكومة العراق موجة واسعة من الاحتجاجات الشعبية، التي تستعد لتداعيات المواجهة بين أمريكا وإيران".
 ويقول لينتش: "ربما تغيرت العلاقة بين إسرائيل والمناطق الفلسطينية، حيث بات حل الدولتين خارج النقاش، كما ستهز الاحتجاجات الشعبية نصف الأنظمة في المنطقة".
ويلفت الكاتب إلى أن هناك ثلاثة اتجاهات يجب مراقبتها في الشرق الأوسط خلال العام المقبل، ويوردها على النحو الآتي:
 التوجه الأول الذي يجب النظر إليه هو أن الحكومات كلها في المنطقة تترقب نتائج الانتخابات الأمريكية 2020:
ويقول لينتش إنه "في العادة عندما تتغير الحكومات الأمريكية تظل سياستها الخارجية في الشرق الأوسط ثابتة، لكن لم يعد هذا هو الحال، فإذا حل الديمقراطيون محل دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، علينا توقع تغيرا في السياسات تجاه قضايا متعددة، مثل الاتفاقية النووية، والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، والعلاقة مع تركيا، والتحالف مع دول الخليج، ولو بقي ترامب فإنه سيطلق العنان لسياساته الجدلية، التي يرى أن انتصاره الثاني يعني صحتها".
ويجد الكاتب أنه "بناء على مستقبل مختلف تطرحه نتائج الانتخابات الأمريكية فإنه يمكن لحكومات الشرق الأوسط أن تختار واحدا من الأمرين، فهي لديها سبب وجيه لأن تكون حذرة، وتحاول الوصول إلى طرفي السياسة الحزبية الأمريكية، والتأكد من الاستمرارية في علاقاتها، لكن قد ترى بعض الحكومات أن الباب سيغلق أمام الفرصة لتحقيق أهدافها، وتتخذ قرارات تقود إلى زعزعة الاستقرار، وربما ستشجعها إدارة ترامب، مثل قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم أجزاء من الضفة الغربية، أو شن هجوم عسكري كبير ضد حزب الله اللبناني".
ويقول لينتش إن "ولي العهد السعودي والإمارات العربية وإسرائيل نتنياهو وضعوا رهاناتهم كلها على رئاسة ترامب، وهو ما أعطى هذه الأطراف حصانة شبة كاملة للقيام بمغامرات إقليمية، وجرائم مثل قتل صحافي (واشنطن بوست) جمال خاشقجي، بالإضافة إلى السياسات الداخلية المثيرة للجدل".
 وينوه الكاتب إلى أن "هذه العلاقة القريبة جاءت بثمن، حيث اعتبر الكونغرس والرأي العام الأمريكي هذه الدول حليفة للجمهوريين، فلو وصل الديمقراطيون إلى الحكم فيجب على السعوديين تحديدا توقع تداعيات خطيرة، ومن هنا فالطريقة التي ستقيم فيها هذه الدول الإدارة الأمريكية القادمة ستحدد السياسات والقرارات التي ستتخذها في الأشهر المقبلة".
 التوجه الثاني الواجب رصده هو أن النزاعات في منطقة الخليج بات من الصعب التحكم فيها:
ويبين لينتش إلى أنه "في الوقت الذي أدت سياسة ترامب القائمة على ممارسة أقصى ضغط إلى دمار اقتصادي إيراني، إلا أنها لم تحقق أي نتائج استراتيجية ملموسة، فرغم ما يعانيه النظام الإيراني من مشكلات داخلية فإنه لن ينهار، وقامت طهران والجماعات الوكيلة عنها بشن سلسلة من الهجمات على المصالح الأمريكية بعدما يئست من حدوث انفراجة دبلوماسية، وعندما لم يحدث أي رد على الهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط في خليج عمان قامت كتائب حزب الله بضرب أهداف أمريكية في العراق، وفي الوقت الذي تجنبت فيه الأطراف كلها التصعيد، لكن سيكون من الصعب احتواؤها في الفترة القادمة".
 ويقول الكاتب: "علينا توقع مزيد من التصعيد في منطقة الخليج بين الولايات المتحدة وإيران وفي العراق وسوريا ولبنان، ورغم محاولة تجنب الولايات المتحدة وحلفائها وإيران التصعيد، إلا أن كثرة المخربين وعدم الوضوح في السياسة الأمريكية يعنيان تصعيدا غير مقصود".
ويفيد لينتش بأنه "حتى دون حدوث مواجهة أمريكية إيرانية، فإن العراق سيعاني من الأضرار الجانبية لاستمرار النزاع، فهو موزع بين علاقته القريبة مع جارته إيران ومع الولايات المتحدة، وما يثير الدهشة أن ترامب تخلى عن الإجماع، ودعم الحكومة التي أنشأتها أمريكا في العراق، وركز سياساته كلها على مواجهة إيران والجماعات المتحالفة معها، وكانت الغارة الأمريكية على كتائب حزب الله دافعا لرد من المليشيات، التي اقتحمت مجمع السفارة الأمريكية في بغداد، وساهم ترامب بحرف الغضب الشعبي ضد إيران وتوجيهه ضد أمريكا، وعلينا ألا نندهش لو بدأ ساسة العراق بالمطالبة بخروج القوات الأمريكية من بلادهم".
التوجه الثالث والأخير هو التظاهرات التي لن تتوقف وتيرتها:
ويشير الكاتب إلى أن "عام 2019 شهد احتجاجات في عدد من الدول العربية، نافست تظاهرات الربيع العربي، التي أدت إلى تغيير في النظام السياسي في الجزائر، والإطاحة بنظام عمر حسن البشير في السودان، واستقالة رئيسي وزراء لبنان والعراق، وسيشهد العام الجديد تظاهرات أكثر، حيث بدأت الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان بالتقاطع مع حركة الاحتجاج بطرق غير مسبوقة".
ويرى لينتش أنه "برحيل قائد الجيش الجزائري أحمد قايد صالح، وانتخاب رئيس جديد، فإن هناك فرصة للتغيير الحقيقي في البلاد، فيما ستتعرض عملية التغيير الديمقراطي في السودان للامتحان، وفي مناطق أخرى من العالم العربي تتزايد النقمة الاجتماعية بسبب تزايد نسب البطالة والفساد والقمع، وفي حال نجحت التجربة السودانية فإنها ستعطي بريق أمل لحركة الاحتجاج عام 2020، بعدما تعلم المحتجون من مظاهر الفشل السابقة، وأظهروا نوعا من العزم والانضباط".
 ويستدرك الكاتب بأن "هذا لا يمنع من تحول بعض حركات التظاهر للعنف عندما يقوم فصيل متعجل بالرد، ففي إيران سحقت قوات الأمن حركة الاحتجاج عام 2019، لكن خروج الناس كشف عن المظالم والغضب، ولم تتوقف محاولات قوات الأمن العراقية واللبنانية من قمع المتظاهرين، وربما أدى استمرارها إلى تصعيد غير محسوب".
 ويقول لينتش: "علينا ألا نندهش لو اندلعت حركة العنف في دول أخرى هذا العام، فالحكومة في مصر كثفت من العنف، واعتقلت المتظاهرين، وأغلقت المجتمع المدني في وقت عانى فيه الاقتصاد، وفي السياق ذاته فإن اقتصاد الأردن عانى بسبب اللاجئين السوريين، وانخفاض الدعم الخليجي، بالإضافة إلى ما سيتبع في حال ضمت إسرائيل مناطق في الضفة الغربية".
 ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "في عُمان، فإن حاكمها منذ فترة طويلة، السلطان قابوس، في حالة صحية حرجة، وسيكون خليفته مهما لجيرانها المتناحرين، وفي سوريا من الصعب تخيل حركة احتجاج جديدة، لكن تداعيات الأزمة اللبنانية على اقتصادها تشكل تحديا، ولا يمكن للنظام الخروج من هذه الأزمة بسهولة".
===========================
الصحافة البريطانية :
ميدل إيست آي: هؤلاء ضحايا الزلزال السياسي بعقد الثورة في الشرق الأوسط
https://arabi21.com/story/1234367/MEE-هؤلاء-ضحايا-الزلزال-السياسي-بعقد-الثورة-في-الشرق-الأوسط#tag_49219
نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا للصحافي جو غيل، يقول فيه إنه مع حلول عام 2010 بدت الأمور في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الجزائر وحتى دمشق وكأنها عادية جدا ومستمرة في المسار ذاته.
 ويقول غيل في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومشكلة الإرهاب، التي أصبحت أسوأ بسبب الركود الاقتصادي، يبقيان مستعصيين، ومع ذلك فإن الحكومات، وغالبيتها ديكتاتورية وتحكم منذ زمن طويل، لا تزال تبدو أنها مسيطرة تماما، ويبدو أن النظام السياسي القديم غير قابل للتغيير، وحتى الحرب في العراق انتهت، وتتطلع الحكومة المدعومة من أمريكا للانتخابات في وقت لاحق من العام".
 ويشير الكاتب إلى أنه "كان أبعد ما يكون عن خيال معظم المراقبين أن تؤدي الاحتجاجات في تونس في كانون الأول/ ديسمبر من ذلك العام إلى إشعال المنطقة، ففي هذا الشرق الأوسط تتغير السنوات، لكن تبقى صور الحكام ذاتها يتم تمجيدها في الشوارع".
 ويلفت غيل إلى أن "ذلك كان بداية عقد من الثورة والحروب الأهلية والصراع الإقليمي يأبى أن يهدأ إلى حال طبيعي جديد، وبدلا من ذلك يشتعل ثانية في نهاية العقد ليشمل عدة دول نجت منه في بداية العقد".
ويجد الكاتب أنه "مع أن قليلا من الدول لم تتأثر بظهور حركات في الشارع تطالب بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساءلة، إلا أن معظم دول الخليج والمغرب والأردن تجنبت انتفاضات تطيح بالأنظمة القديمة أو تؤدي إلى نتائج دموية غير مثمرة".
ويبين غيل أنه "مع ذلك فإن القصور في تلك البلدان، من الرياض إلى أبو ظبي أصبحت أكثر وعيا بالتهديد المحتمل لتلك الموجات السريعة من المعارضة التي تخرج وكأنها من لامكان، وتقوم السعودية والإمارات بقيادة الثورة المضادة على مستوى المنطقة، متدخلة في مصر واليمن وليبيا وغيرها".
 ويقول الكاتب إن ثورات العقد تكشفت على النحو الآتي:
 تونس – زين العابدين بن علي، كانون الثاني/ يناير 2011
بدأ العقد بانتفاضة بدأت في كانون الأول/ ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد، حيث قام بائع العربة محمد بوعزيزي بحرق نفسه احتجاجا على الفقر والظلم.
 ومع حلول كانون الثاني/ يناير فر الرئيس زين العابدين بن علي إلى السعودية، وهو أول رئيس يفاجأ بانفجار الاحتجاجات الشعبية، وتوفي في السعودية في عام 2019.
 وبقيت الثورة التونسية هي الوحيدة التي نجحت في التحول إلى الديمقراطية، لكن الحرمان الاقتصادي الذي أشعل تلك الثورة بقي قائما، حيث كان هناك صدى لوفاة البوعزيزي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، حيث قام عبد الوهاب الحبلاني بحرق نفسه في مدينة جلمة، ما أشعل الاحتجاجات.
 وكان انتخاب قيس سعيد، الذي جاء من خارج الطبقة السياسية، في تشرين الأول/ أكتوبر، مع برلمان جديد لا يحظى فيه حزب بأغلبية مطلقة، يجعل هناك صعوبة في تشكيل حكومة، وسط بطالة تصل نسبتها إلى 15%.
 مصر – حسني مبارك، شباط/ فبراير 2011
كان حسني مبارك مقربا من الغرب وإسرائيل، وحافظ على النظام بعد اغتيال سلفه أنور السادات في عام 1981، لكن ثورة شعبية بدأت في 25 كانون الثاني/ يناير 2011 أنهت حكمه، الذي استمر 30 عاما في 11 شباط/ فبراير.
 وحكم محمد مرسي، الرئيس الأول الذي تم انتخابه بحرية، لفترة قصيرة، قبل أن يقوم وزير دفاعه عبد الفتاح السيسي بالانقلاب عليه والسيطرة على السلطة في تموز/ يوليو 2013، وقام بقمع المعارضة كلها، ومات مرسي بسبب الإهمال الطبي في حزيران/ يونيو 2019، بعد ست سنوات في السجن الانفرادي.
 وفي أيلول/ سبتمبر 2019، بعد أن تم قمع التفكير بالاحتجاج من خلال القمع وصعوبة الحياة، استجاب آلاف الناس لدعوات محمد علي للخروج إلى الشارع والاحتجاج على الفساد الذي فضحه، وتم اعتقال الكثير ممن شاركوا في هذه الاحتجاجات.
 البحرين – الملك حمد، آذار/ مارس 2011
دون مساعدة الإخوة الأكبر في الخليج في السعودية والإمارات فإنه لم يكن من المؤكد إن كان بإمكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الحليف لبريطانيا وأمريكا، تجاوز احتجاجات عام 2011 سالما.
ولكن تم سحق مطالب الأكثرية الشيعية بإصلاح الحكم الملكي السني، من القوات السعودية والإماراتية، التي دخلت إلى المنامة عبر الطريق التي تربط البحرين بالسعودية، وتضررت سمعة البحرين، لكنه حلفاءها الغربيين أصبحوا أكثر دعما، وفي نيسان/ أبريل 2018 فتحت بريطانيا أول قاعدة لها منذ أربعين عاما في المنامة.
ليبيا – معمر القذافي، تشرين الأول/ أكتوبر 2011
سقط معمر القذافي، الذي نصب نفسه ثوريا لأفريقيا، بعد 42 عاما من الحكم من خلال انتفاضة أعقبت ثورتي تونس ومصر، وكانت نقطة التحول في الثورة الليبية قرار حلف الناتو فرض منطقة حظر طيران، تحولت بعدها إلى حربة جوية دعما للثوار.
 وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2011 قتل القذافي بينما كان هاربا، لكن قتله لم يؤد إلى مستقبل أفضل، فانقسمت ليبيا على خطوط قبلية إلى شرق وغرب، وفي 2014 وجد تنظيم الدولة لنفسه قدما فيها، وبدأت القوى الأجنبية تتسلل إلى مناطق ليبيا الغنية بالنفط.
 والآن يقوم خليفة حفتر، الذي يقود جيشا في شرق ليبيا، بهجوم قوي ضد الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة في طرابلس، ويحصل الطرفان على الدعم من تركيا والإمارات والسودان والأردن وتشاد وروسيا، مما يزيد في تعقيد الصراع في ليبيا.
 اليمن – علي عبدالله صالح، شباط/ فبراير 2012
خلال حكمه الذي دام 33 عاما أنشأ علي عبدالله صالح شبكة من التحالفات، سمحت له بأن يقمع التهديدات والبقاء في السلطة، وفي 2011 سادت الاضطرابات التي كانت تجتاح المنطقة اليمن، وفي شباط / فبراير 2012 تنازل مترددا عن السلطة، وبالنسبة لكثير من الحكام كان ذلك سيشكل النهاية، لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لصالح.
 واقتحم الحوثيون، أعداؤه السابقون من جبال صعدة، صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2014، وأطاحوا بخليفته المدعوم من السعودية، عبد ربه منصور هادي.
 وقام صالح بالتحالف مع الحوثيين على مدى الأعوام الثلاثة اللاحقة، وقامت قواته بالوقوف ضد الحملة العسكرية السعودية الإماراتية لإعادة هادي، لكنه في أواخر عام 2017 مال نحو السعودية، ودفع حياته ثمنا لذلك، فقتل في 4 كانون الأول/ ديسمبر على أيدي الحوثيين على شارع بالقرب من صنعاء، ولا تزال الحرب مشتعلة تقسم البلد وتتسبب بأسوأ أزمة إنسانية.
 سوريا – بشار الأسد، الحرب السورية 2011
كان بشار الأسد قد قضى في الحكم أقل من عقد بعد أن خلف أبيه حافظ الأسد عندما بدأت المظاهرات في درعا في آذار/ مارس 2011، ومع انتشار وتزايد الاحتجاجات أعلن الأسد بأن هناك مؤامرة أجنبية، وقام نظامه بحملة ضد المتظاهرين، التي تحولت إلى حرب أهلية بشعة.
 ولم يتوقع أحد أنه سيبقى بعد تصعيد العنف، لكن التدخل الروسي عام 2015 أدى إلى تحول الحرب ضد الثوار الذين كانت تدعمهم تركيا والغرب ودول الخليج.
 وآخر المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة سقطت في بدايات 2019، ولم تبق سوى إدلب، التي تعد آخر معقل للثوار بعد حوالي 9 سنوات من الحرب، وحوالي نصف مليون قتيل، حيث تزايد قصف النظام في كانون الأول/ ديسمبر.
 ومع نهاية العقد كان الأسد هو الحاكم العربي الوحيد خارج ملكيات الخليج والأردن والمغرب الذي استطاع البقاء وتجاوز مظاهرات 2011.
 إيران – احتجاجات شعبية، 2017 - 2019
بعد معاناة العزلة خلال رئاسة الرئيس الشعبوي محمود أحمدي نجاد، قام الإيرانيون بانتخاب حسن روحاني المحسوب على تيار الوسط عام 2013.
 وقام بتوقيع اتفاقية نووية مع الغرب وقوى عالمية أخرى؛ أملا بأن تستفيد إيران من النمو الاقتصادي والتجارة، لكن ترامب رفض الاتفاقية بعد انتخابه في 2016، ما أدى إلى عقوبات جديدة.
 وأدت حملة "أقصى ضغط" التي تشنها أمريكا ضد إيران إلى أوضاع سيئة في إيران، تسببت بمظاهرات في 2017، ومرة أخرى وعلى نطاق أوسع في أواخر عام 2019، وقامت قوات الأمن الإيرانية بقتل مئات المشاركين، وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تبقى الظروف في إيران كئيبة، إلا أن النخبة تبدو مستعدة لاتخاذ إجراءات لمنع المعارضة الداخلية والخارجية.
 الجزائر – عبد العزيز بوتفليقة، نيسان/ أبريل 2019
بعد عشرين عاما في السلطة كان ينوي رئيس الجزائر المسن عبد العزيز بوتفليقة، وعمره 81 عاما، أن يترشح لفترة رئاسية خامسة، لكن في شباط/ فبراير 2019 انفجرت مظاهرات تطالب بعدم ترشحه.
وتنازل بوتفليقة أخيرا في نيسان/ أبريل، وقدم استقالته، لكن الحراك لأجل التغيير لم يقبل بذلك فقط، فتمت إقالة أو سجن أعضاء النظام واحدا تلو الآخر، في الوقت الذي حاول فيه الجيش أن يدير التحول السياسي بإزالة الشخصيات المكروهة، وتصفية الحسابات، ومحاولة إثبات أن هناك تقدما.
وتم عقد انتخابات رئاسية في كانون الأول/ ديسمبر لإنهاء الثورة، لكن الاحتجاجات استمرت، وكان عدد المصوتين قليلا، ورفض الجزائريون الانتخابات.
 وبعد الوفاة المفاجئة لرئيس أركان الجيش، أحمد قايد صالح، الذي يعد حارسا للنظام السياسي الذي يسيطر عليه الجيش، قام الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، بفتح المفاوضات مع الحراك، الذي يطالب بدستور جديد وتحسين في ظروف الحياة.
 السودان – عمر البشير، نيسان/ أبريل 2019
كان عمر البشير واحدا من أشرس وأحذر الناجين في المنطقة، وكان قد جاء إلى الحكم عبر انقلاب دعمه الإسلاميون في عام 1989، وأصبح مارقا دوليا بعد استضافته لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن خلال تسعينيات القرن الماضي، وشن حملة وحشية ضد الثوار في دارفور، أدت إلى أن توجه إليه محكمة الجنايات الدولية تهما بارتكاب جرائم إبادة جماعية عام 2008.
 وخرج البشير من عزلته في عام 2017، بعد أن تصالح مع ملكيات الخليج وسعى لقبول الغرب، لكن انتفاضة مصممة بدأت في كانون الأول/ ديسمبر 2018، أطاحت به في نيسان/ أبريل، وتم استبداله بمجلس انتقالي.
وتم الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين بتهم فساد في كانون الأول/ ديسمبر، وهناك محاكم أخرى ستقام له.
 العراق – ثورة تشرين الأول/ أكتوبر 2019
مع حلول عام 2010، توقفت الحرب التي أثارها الغزو الأمريكي، فقام رئيس الوزراء نوري المالكي ببناء قاعدة للسلطة في ظل المحاصصة الطائفية، وفي داخلها الغالبية الشيعية المدعومة من إيران، لكن مع سقوط الموصل في يد تنظيم الدولة في 2014، خسر المالكي سلطته لصالح نائبه حيدر العبادي.
وتمت هزيمة تنظيم الدولة بعد حملة عسكرية دامت أربع سنوات، لكن خلال عام واحد ظهر تهديد جديد للطبقة السياسية: ثورة تشرين الأول/ أكتوبر ضد الفساد المستشري والبطالة وفقدان الأمل لدى الملايين.
 ولا يظهر أن المظاهرات ستتراجع بالرغم من قتل قوات الأمن للمئات، واستقالة رئيس الوزراء الذي كان في السلطة لمدة عام، لكن مطالب المتظاهرين هي التغيير الجوهري.
 لبنان – تظاهرات حاشدة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019
منذ نهاية الحرب الأهلية ما بين 1975- 1990 اتبع قادته السياسيون نوعا من الأوليغارشية في السلطة، ونجوا من الأزمة تلو الأخرى وتداعيات الحرب الأهلية السورية، في الوقت الذي فشلوا فيه في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019 حصل شيء لم يكن متوقعا، وجاء نتيجة رفع الضريبة على مكالمات "واتساب" عبر الهواتف النقالة، وسط أزمة اقتصادية، وزيادة نسب البطالة، واحتجاجات واسعة غير مسبوقة في أنحاء البلد كلها، مطالبة بنهاية النخبة الفاسدة، التي أجبرت رئيس الوزراء المخضرم سعد الحريري على الاستقالة.
 والمواجهة غير المريحة لا تزال مستمرة بين المحتجين والنخبة، حيث تم اختيار حسان دياب، الذي جاء من المؤسسة التقليدية، لكن لا نهاية للوضع.
===========================
الصحافة العبرية :
معاريف :بوتين… بين استمتاعه بالفريسة الأمريكية وتطلعاته إلى الشرق الأوسط
https://www.alquds.co.uk/بوتين-بين-استمتاعه-بالفريسة-الأمريكي/
ثمة شك بأن يؤدي الاحتكاك المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران إلى مواجهة مباشرة بينهما، ولكن الرئيس الأمريكي دخل إلى سنته الرابعة في المنصب مع وجع رأس يبدأ من كوريا الشمالية وينتهي في إيران. فالكوريون والإيرانيون يشخصون ضعفه حين يدخل إلى سنة الانتخابات وهو يرغب بشكل عام في الخروج من الشرق الأوسط. أما مكانه في المنطقة فيحتله من احتفل هذا الأسبوع بعشرين سنة منذ دخوله إلى الكرملين. ومن الآن فصاعداً فإن إسرائيل ملزمة بأن تراعي في كل تخطيط عسكري لها الوجود القريب للقوة العظمى غير الودية.
في العشرين سنة التي وقف فيها بوتين على رأس دولة متعفنة مع اقتصاد متعثر وعدد سكان متناقص، نجح في جعل روسيا قوة عظمى عالمية. في دولة كبرى من الصعب أن نجد حداثة تكنولوجية تحرك الاقتصادات اليوم، كما أن المساهمة الروسية في الثقافة العالمية أصبحت في العقود الأخيرة في حدها الأدنى. ولا يزال بوتين يثبت بقوة جسارته أن روسيا كلاعب عالمي متصدر، لاعب يبادر ويحل النزاعات على حد سواء. حكم الفرد لديه أصبح نموذجاً للاقتداء بالنسبة إلى كثير من زعماء العالم.
موقفه من إسرائيل متضارب: من جهة يرى فينا حديثاً وثيقاً للولايات المتحدة، ومن جهة أخرى “دولة ناطقة بالروسية”، كما وصف إسرائيل قبل بضعة أشهر. فمع مليون ونصف المليون من الناطقين بالروسية في إسرائيل، يعترف بالصلة الثقافية بين الدولتين، بل وبدأ يدفع التقاعدات لقدامى الجيش الأحمر ممن يسكنون في البلاد. كل هذا لا يمنعه من التنكيل بنوعاما يسسخار ويسيء بوحشية شروطها الاعتقالية.
في القناة الأمنية – العسكرية يحرص رجاله على الإبقاء على علاقات عمل سليمة. وفي الأسابيع المقبلة من المتوقع لجهاز التنسيق بين سلاحي الجو الإسرائيلي والروسي أن يجتاز رفعاً للمستوى: فقد وافقت إسرائيل على أن توفر إخطاراً مبكراً أكثر للروس قبل الهجمات في سوريا، ومن المتوقع للتنسيق أن يصبح وثيقاً أكثر. واضح لإسرائيل بأنه إذا أصيب جنود روس مرة أخرى كنتيجة لهجوم إسرائيلي، فستكون النهاية بحرية عملنا في سوريا.
صحيح أن بوتين يتجلد على الهجمات الإسرائيلية في سوريا، ولكن يحظر علينا الوقوع في الخطأ: فليس مريحاً له أن تفعل إسرائيل في سوريا كما تشاء. في تشرين الثاني دمر سلاح الجو بطارية صواريخ متطورة من إنتاج روسي، استخدمها الأسد لإطلاق النار نحو طائراتنا. وسارعت وزارة الخارجية الروسية للكشف عن أن سلاح الجو جاء لهجوم بمسار يجتاح فوق الأردن، فأحرج بذلك إسرائيل والأردن على حد سواء. وقد أراد الروس بهذه الطريقة أيضاً أن يبرروا سبب تدمير منظومة متطورة من إنتاجهم بمثل هذه السهولة.
كما كان هذا هو السبب في أنه، رغم الإعلانات الاحتفالية، تواصل روسيا تأخير تسليم منظومة اس 300 لأياد سورية. فقبل أكثر من سنة، نقلت روسيا بطارية دفاع جوي لجيش الأسد، ومنذئذ لا تتوقف عن “تأهيل” رجال الأسد على تشغيل البطارية، ولكنها لا تعطيهم إمكانية التحكم بها. واضح للروس أنه في اللحظة التي يترك فيها آخر جندي لهم تلك البطارية، ستضربها إسرائيل وتصفي إحدى العلامات التجارية التصديرية القليلة لدى روسيا. لن يشتري أحد في العالم اس 300 إذا ثبت أن طائرة أمريكية بأيادٍ إسرائيلية قادرة على تدميرها.
هدية لعيد الميلاد
يريد بوتين أن يثبت الاستقرار في دولته المرعية الجديدة في سوريا. فقد منحته بناء في المياه الدافئة ومطاراً، وجعلته لاعباً في شرقي البحر المتوسط. وهو يضرب عينيه الآن إلى الميزانيات الطائلة التي سيحتاجها ترميم الدولة المدمرة المقدر بـ 300 مليار دولار. هذا المال سيأتي أساساً من دول الخليج وربما أيضاً من أوروبا والولايات المتحدة. غير أن دول الخليج لن تستثمر في سوريا طالما بقي الإيرانيون هناك. وعليه، فإن بوتين هو الآخر لن يذرف دمعة حين يترك الإيرانيون سوريا. ينجح سلاح الجو حتى الآن في تأخير تموضعهم، ولكن خروج الإيرانيين المطلق لن يتحقق إلا باتفاق بين القوى العظمى.
من الصعب في هذه اللحظة أن نتصور ترامب يتفرغ على الإطلاق للانشغال بسوريا. فالصور التي وصلت هذا الأسبوع من بغداد ذكرته فقط كم هو هش الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط ولماذا يريد أن ينصرف من هنا. واضطر لأن يبعث بـ 750 جندياً إلى العراق ويستعد لإرسال 4 آلاف جندي آخر لتعزيز قواته هناك خوفاً من استمرار الاحتكاك مع الميليشيات الشيعية.
لقد جاء الهجوم الساحق الذي أطلقه ضد الميليشيات لترسيم خط أحمر مهم أمام الإيرانيين وبعث عن حق الرضى في إسرائيل. غير أن عندنا، مثلما هو الحال دوماً، يجري كل شيء بالقفز، والكل يسارع إلى الإعلان والتهنئة. وبالغ في ذلك وزير الخارجية إسرائيل كاتس الذي استغل الحدث لإطلاق تهديدات ضد إيران وكأن ترامب كان ينتظر الحصول على حزام الدفاع من كاتس. وحتى في فترة الانتخابات، من الأفضل لنا ألا نقفز رأساً إلى كل نزاع عكر في المنطقة.
لقد كان الهجوم الأمريكي على الميليشيات بعيداً عن أن يكون رقيقاً أو جراحياً. فقد تسبب بغير قليل من “الضرر للمحيط”. ولكن الإيرانيين انتعشوا بسرعة وانتهزوا الفرصة لحرف الاحتجاج الذي كان موجهاً ضدهم إلى انتفاضة مناهضة لأمريكا. وهم سيفعلون كل شيء كي يدحروا الولايات المتحدة خارج العراق، ولكن مشكوك أن ينجحوا. ورغم كل انعدام رغبة ترامب في الغرق في العراق، فلن يسمح لنفسه بأن يركل من هناك في سنة الانتخابات.
في الخلفية تنتظره هدية عيد الميلاد المتأخرة التي وعد بها كيم الكوري في صورة “سلاح استراتيجي جديد”. سواء دار الحديث عن صاروخ عابر للقارات أم رأس متفجر يحمل قنبلة نووية.فـ”كيم” يفهم أن ترامب هش في هذه السنة، مع انتخابات في الخلفية وسحابة عزل فوق رأسه. إطلاقه المتوقع سيكون الإشارة الأوضح لفشل سياسة ترامب التصالحية تجاه كوريا الشمالية.
ينظر بوتين باستمتاع وهو واقف جانباً إلى الضعف الأمريكي ويبحث عن الفريسة التالية التي سيخلفونها وراءهم. ومؤخراً بدأ يغمز أيضاً نحو لبنان ويلاطف آبار الغاز التي اكتشفت هناك تحت البحر. وسيسر الروس أن يستغلوا كل مواجهة بيننا وبين حزب الله كي يكونوا القوة العظمى التي تصيغ آلية إنهاء الحرب وهكذا يفتحوا لأنفسهم باباً للدولة اللبنانية أيضاً. إن إسرائيل تفترض بأن هناك تدخلاً روسياً من الآن فصاعداً في كل مواجهة لنا ذات مغزى، وأن تتذكر بأن ليس لروسيا أي مصلحة في أن ترى إسرائيل تخرج معززة من المعركة. فبوتين يحب جيرانه ضعفاء.
بقلم: ألون بن دافيد
معاريف 3/1/2020
===========================
"جيروزاليم بوست" :ضربات إسرائيل في سوريا توجع إيران
https://24.ae/article/543783/39/ضربات-إسرائيل-في-سوريا-توجع-إيران
كتب الباحث هيللو فريش، في تقرير بصحيفة "جيروزاليم بوست"، أن غارات إسرائيل في سوريا توجع إيران وتضطرها إلى اللجوء إلى السرية في سوريا وايضاً العراق.
هناك سبب آخر وراء تصميم إسرائيل على ضرب الإيرانيين في سوريا يتوافق مع الاستراتيجية الأمريكية إزاء إيران، ويتمثل في زيادة كلفة الاستعمار الإيرانيوعلى الرغم من المخاطر والمخاوف من وقوع اشتباكات بين المقاتلات الإسرائيلية والروسية، إلا أن الهجمات الجوية الإسرائيلية كانت صارمة ضد الميليشيات الموالية لطهران في سوريا.
كلفة الاستعمار الإيراني
ويُشير الباحث إلى أن موقف إسرائيل العدائي ضد التوغل الإيراني يتعارض مع سياسة الاحتواء التي تنتهجها حيال غزة في الجنوب وحزب الله في الشمال، ويرجع ذلك إلى رغبة إسرائيل في منع تقديم صواريخ دقيقة موجهة تستخدم ضدها، إضافة إلى الحؤول دون إنشاء صناعة للأسلحة تديرها إيران في سوريا، وهو ما أعلنه القادة الإسرائيليون مؤخراً بوضوح في مناسبات عديدة.
ولكن يرى الباحث أن ثمة سبباً آخر وراء تصميم إسرائيل على ضرب الإيرانيين في سوريا يتوافق مع الاستراتيجية الأمريكية إزاء إيران، ويتمثل في زيادة كلفة الاستعمار الإيراني.
وقد تسببت العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة ضد إيران بتراجع اقتصاد الأخيرة بشكل هائل، وذلك بعد فترة من الازدهار شهدها الاقتصاد الإيراني عقب توقيع صفقة النووي مع الدول الكبرى؛ إذ وصل معدل نمو الاقتصاد الإيراني إلى 12% في عام 2016، ولكن مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئاسة انخفض معدل النمو إلى 3% في العالم التالي، وبعد تجديد العقوبات على إيران بنهاية 2018، تقلص الاقتصاد الإيراني بأكثر من 3% وبنسبة 9% أخرى في عام 2019.
تراجع الاقتصاد الإيراني
ويعتبر الباحث أن تراجع الاقتصاد الإيراني يعود إلى العقوبات المفروضة على إنتاج النفط الإيراني والأهم من ذلك تراجع صادرات إيران النفطية؛ حيث انخفض انتاج إيران للنفط بنسبة 40% تقريباً من 3,8 إلى 2,4 مليون برميل يومياً، مع انخفاض حاد في الصادرات من قرابة 2,5 مليون برميل يومياً إلى أقل من نصف مليون برميل.
وفي الوقت نفسه انخفض سعر الريال الإيراني في السوق السوداء من 40,000 للدولار ليستقر عند 120,000 ريال. ولذلك من الطبيعي أن تتراجع مبيعات السيارات في إيران من 1,5 مليون في عام 2017 إلى أقل من مليون في العام التالي.
ولعل الأسوأ من ذلك، بحسب الباحث، أن تقوم الصين مؤخراً، وهي أحد الأصدقاء القلائل لنظام الملالي والتي استثمرت بكثافة في انتاج الطاقة الإيرانية، بتنويع وارداتها النفطية بعيداً عن إيران؛ خوفاً من انقطاع إمدادات النفط بسبب التوترات بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية؛ لاسيما بعد الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية. وبناء على ذلك اختارت الصين الاعتماد بشكل متزايد على مصادر الطاقة الروسية.
ويقول الباحث: "وفي خضم ذلك، تعمد إسرائيل إلى تدمير البنية التحتية العسكرية والاقتصادية لإيران في سوريا، وذلك لمضاعفة خسائر نظام الملالي في طهران الذي يواجه انخفاض العائدات الاقتصادية والسخط الشعبي والمظاهرات".
أنفاق تحت الأرض
ويوضح الباحث أن هجمات السلاح الجوي الإسرائيلي تجبر إيران في سوريا ووكلاءها في العراق على السرية واللجوء إلى الأنفاق تحت الأرض. وقد أفاد جوناثان سباير، مدير مركز الشرق الأوسط للأخبار والتحليلات، أن الإيرانيين في قاعدة الإمام علي في البوكمال على الحدود السورية العراقية قد أنشأوا بالفعل نظام أنفاق تحت الأرض لتخزين الصواريخ والأسلحة الثقيلة، ومن المفترض أن إسرائيل قد شنت هجوماً ضده في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر(كانون الأول) الماضي، وتشكل المنطقة جسراً برياً بين إيران وحليفتها سوريا وحزب الله ووكلائها من الميليشيات العراقية.
ويلفت الباحث إلى أن الهجوم الأخير المدمر الذي شنته القوات الجوية الأمريكية ضد القاعدة العسكرية لكتائب حزب الله الشيعية العراقية رداً على هجوم تلك الكتائب ضد أفراد أمريكيين في العراق، ينطوي على تداعيات مشابهة للهجمات الإسرائيلية في سوريا والعراق. وقد أسفر هذا الهجوم الأخير عن مقتل 25 شخصاً على الأقل وإصابة ما لا يقل عن ضعف هذا العدد. وتكبد مثل هذه الهجمات العسكرية إيران تكاليف كبيرة لتمكين وكلائها في سوريا والعراق من استخدام الانفاق والتخفي في محاولة لتقليل الخسائر.
ويورد الباحث أن تشييد البنية التحتية تحت الأرض يُعد من الأمور الباهظة التكاليف للغاية لدرجة أن القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في الخليج تخاطر بالتشغيل فوق الأرض بدلاً من تحمل تكاليف إنشاء بنية تحتية تحت الأرض توفر المزيد من الأمن.
استنزاف الأصول الإيرانية
ويتساءل الباحث عما إذا كان ممكناً أن تشكل مثل هذه التكاليف المتزايدة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، ولكن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني ورجال الدين المحافظين الذين يدعمونه على استعداد لدفع ثمن باهظ لمواصلة المشروع الإيراني في سوريا، وبخاصة لأن إقامة حصار صاروخي حول إسرائيل يستند إلى صواريخ موجهة بدقة لا يقل أهمية في التفكير الاستراتيجي الإيراني عن اكتساب قدرات الضربات النووية.
وعلاوة على ذلك، يراهن نظام الملالي على أن تسفر انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020 عن إلغاء العقوبات الاقتصادية، الأمر الذي سيقود إلى تمكين الملالي من جني ثمار المشروع الإيراني الاستعماري والبرنامج النووي.
 وفي الوقت نفسه تسعى ثلاثة من أهم الدول الأوروبية، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إلى البحث عن طرق لتقويض العقوبات الأمريكية من أجل تطوير إيران كسوق لسلعها واعتبارها مصدراً للطاقة بدلاً من الاعتماد على روسيا.
ويختم الباحث بأن القيادة الإيرانية على الأرجح ستحاول كسب المزيد من الوقت من خلال استنزاف فائضها النقدي الذي يبلغ نحو 80 مليار دولار في عام 2014 بحسب تقديرات وكالة الاستخبارات الأمريكية، إلى جانب الأموال التي تلقتها إيران كجزء من استعادة الأصول النقدية المودعة في الولايات المتحدة خلال حكم الشاه، وذلك بموجب صفقة الاتفاق النووي. 
===========================
هآرتس :هل تقترب إسرائيل من الحرب الأصعب في تاريخها؟
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=13980a53y328731219Y13980a53
بقلم: أوري بار يوسف*
في خطاب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، في مركز هرتسليا المتعدد المجالات في 25/12، كان هناك ثلاث رسائل: الصدام بين إسرائيل وإيران يمكن أن يؤدي إلى حرب مع إيران وحلفائها؛ الحرب ستكون مختلفة عن كل الحروب التي عرفناها، وسيدفع ثمنها الباهظ، ليس فقط المقاتلون في الجبهة، بل أيضاً المدنيون في الجبهة الداخلية؛ الجيش الإسرائيلي مجبَر على تحقيق انتصار واضح من أجل تجديد الردع حيال أعداء إسرائيل، بهدف إيجاد فترة هدوء طويلة بعدها.
هدف الخطاب، الذي يكشف توجهاً جديداً في الجيش الإسرائيلي، يوضح للجمهور الإسرائيلي المطمئن أننا نقترب من حرب صعبة، قد تكون الأصعب في تاريخ الدولة منذ سنة 1949، وهو يذكّر بالرسائل الأساسية للخطاب الذي ألقاه ونستون تشرشل لدى توليه منصبه في أيار 1940 «دم، عمل، عرق، ودموع». لكن تشرشل تحدث إلى جمهور كان يعرف أن بريطانيا تعيش حرباً صعبة وطويلة، وأثبت استعداده لتحمّلها. كوخافي يتحدث إلى جمهور، همومه الأساسية مَن سيفوز في مباريات الشيف [مباريات طبخ]، ومن سيكون نجم اليوروفيجين، وأين يمكن تمضية عطلة الشتاء. يبدو أن»تشرشل» الخاص بنا [بنيامين نتنياهو] يخصص في آخر السنة وقتاً لمواجهة مشكلاته القانونية والسياسية أكثر مما يخصص لمنع الحرب المقبلة، ويبالغ في إنجازات «العقد الرائع» تحت حكمه، كأنما لا يوجد في نهايته أي تهديد.
لكن الأخطر، هو حقيقة عدم وجود هدف للحرب المقبلة، باستثناء إيجاد فترة من الزمن قبيل الحرب التالية. هذا الوضع غير مسبوق. لقد خاضت إسرائيل حتى الآن ست حروب كبيرة. كان لكل واحدة منها أهداف، وفي معظم الحالات تحققت. وفيما يلي تذكير قصير:
حرب 1948، كانت الحرب الأصعب والأغلى في تاريخ إسرائيل، لكن إنجازاتها كانت هائلة: إقامة دولة مستقلة، وتوسيع مساحتها إلى ما وراء الحدود التي خُصصت للدولة اليهودية بحسب قرار التقسيم الصادر في تشرين الثاني 1947، وإيجاد أكثرية يهودية واضحة، مع أن الثمن كان ولادة مشكلة اللاجئين.
حرب سيناء 1956، منحت إسرائيل عقداً من الهدوء، كان العقد الرائع الحقيقي في تاريخ الدولة. تحققت خلاله إنجازات هائلة في مجال بناء البنى التحتية، والصناعة، والزراعة، وارتفاع مستوى الحياة. كما بُني خلاله الجيش الإسرائيلي الذي حقق انتصاراً باهراً في حرب «الأيام الستة»، وأصبحت إسرائيل، بحسب مصادر أجنبية، الدولة النووية السادسة في العالم.
حرب «الأيام الستة» في حزيران 1967، فُرضت على إسرائيل. الإنجازات العسكرية التي حققتها - احتلال سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان – أكسبتها الأرصدة الإقليمية التي تسمح بالتوصل إلى سلام. وأقنعت هذه الحرب العالم العربي بأنه غير قادر على هزيمة إسرائيل. حرب الاستنزاف في 1969-1970، فُرضت على إسرائيل التي لم تكن مستعدة للدخول في عملية كان من التوقع أن تتنازل في نهايتها عن المناطق التي احتلتها في سنة 1967. لم يكن لهذه الحرب أي هدف سوى المحافظة على الوضع القائم، لكن أغلبية الجمهور الإسرائيلي قَبِلها كأمر محتوم لأن «ثمنها» كان ضئيلاً نسبياً، وجرت بعيداً عن تل أبيب، على ضفاف قناة السويس.
حرب «يوم الغفران» في سنة 1973، كانت حرباً دفاعية واضحة - على الرغم من أنه من المعقول الافتراض أن استعداداً إسرائيلياً للتوجه نحو عملية سياسية قبل نشوبها كان يمكن أن يمنع حدوثها. هذه الحرب أيضاً لم يكن لها أهداف مهمة سوى المحافظة على الأمر الواقع. ويُذكر نجاح الجيش في التعافي بسرعة من المفاجأة لدى بدء الحرب. حرب لبنان الأولى في سنة 1982، هي الحرب الأكثر اختلافاً في الرأي بشأنها. على الرغم من ذلك، هدفها المركزي تحقق، بإبعاد التهديد العسكري الفلسطيني عن شمال البلاد، مع أنه تبين بعدها أن تهديداً أخطر بكثير قد حل محله.
منذ الانسحاب من لبنان في سنة 1985، قاتلت إسرائيل في الأساس تنظيمات «إرهابية»، وحرب عصابات وسكاناً مدنيين. لم يكن لهذه الحروب هدف واضح غير إيجاد فترة طويلة من الزمن حتى الحرب المقبلة.
هذا أيضاً هو هدف الحرب التي يتحدث عنها رئيس الأركان. لكن بخلاف المواجهات منذ سنة 1985، سيكون الثمن في الحرب المقبلة باهظاً جداً. التوقعات أنه سيطلَق على إسرائيل 1500 صاروخ يومياً خلال القتال، و2000 صاروخ تحمل رؤوساً حربية تزن نصف طن ستضرب منطقة غوش دان، تبدو واقعية. إذا تحققت، فإن خط قبة السماء في تل أبيب سيكون مختلفاً جداً في نهاية الحرب، آلاف المدنيين سيقتَلون فيه، وصدمة حرب «يوم الغفران» ستبدو باهتة مقارنة بالصدمة التي ستحدثها هذه الحرب.
أيضاً تقاس الحروب على أساس العلاقة بين ثمنها وفائدتها. فثمن الحرب المقبلة سيكون باهظاً، وعلى ما يبدو، سيكون الأكبر منذ حرب 1948، وستكون فائدتها ضئيلة؛ الأزمة ستكون كبيرة. في صياغة جديدة لقول تشرشل، يمكن أن نجد أنفسنا في وضع: «أبداً لم يدفع فيه العديد من الناس هذا القدر الكبير لقاء هذا القدر القليل».
لذلك، وفي مواجهة التهديد الذي يقترب، يتعين على زعماء الدولة أن يشرحوا لنا من أجل ماذا سنذهب إلى القتال ولماذا. لأننا في نهاية الأمر، نحن من يدفع الثمن.
 
عن «هآرتس»
*أستاذ شرف للعلاقات الدولية في جامعة حيفا، صدر له هذا العام كتاب «هجوم مفاجئ: زعامة واستخبارات في الاختبار الأصعب».
===========================