الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 4/4/2018

سوريا في الصحافة العالمية 4/4/2018

05.04.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • "جلوبال ريسيرش": هل أصبحت تركيا على شفا حرب مع فرنسا في سوريا؟
http://www.masrawy.com/news/news_press/details/2018/4/3/1317727/-جلوبال-ريسيرش-هل-أصبحت-تركيا-على-شفا-حرب-مع-فرنسا-في-سوريا-
  • فورين أفيرز: إيران بين الأطلال.. امتيازات طهران في شرق أوسطٍ مضطرب
http://idraksy.net/iran-among-ruins/
  • واشنطن بوست :إيلي ليك :رجال ترامب الجدد.. لن ينقذوا سوريا
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=98270
  • نيويورك تايمز :"خياران أحلاهما مرٌّ" أمام السوريين العالقين بين الأسد والمتطرفين
http://www.alghad.com/articles/2186782-خياران-أحلاهما-مرٌّ-أمام-السوريين-العالقين-بين-الأسد-والمتطرفين
  • ناشونال انترست :لماذا ينضم ترمب لدعاة الحرب بالشرق الأوسط؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/4/3/لماذا-ينضم-ترمب-لدعاة-الحرب-بالشرق-الأوسط
  • فورين بوليسي: خمسة مبررات لشن الحرب
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/4/3/فورين-بوليسي-خمسة-مبررات-لشن-الحرب
  • واشنطن بوست: هل ستثقون بأميركا؟
http://horrya.net/archives/55884
  • واشنطن بوست: “السياسية الأمريكية اتسمت منذ اندلاع الثورة بالتردد والخيانة”
https://www.genevaupdates.com/archives/14836/
  • "نيويورك تايمز": إدلب الخيار الوحيد للمعارضة السورية
http://www.eda2a.com/news.php?menu_id=6&news_id=178665
 
الصحافة التركية :
  • ملليت :آن الأوان لعودة ضريح "شاه سليمان" إلى مكانه
http://www.turkpress.co/node/47426
  • ستار :هل تنسحب الولايات المتحدة حقًّا من سوريا؟
http://www.turkpress.co/node/47427
  • صباح :واشنطن وباريس تتناوبان على الاحتلال في سوريا
http://www.turkpress.co/node/47379
 
الصحافة الفرنسية والبريطانية :
  • صحيفة فرنسية: تركيا تواجه باريس في سوريا وإسرائيل بغزة
https://arabi21.com/story/1083717/صحيفة-فرنسية-تركيا-تواجه-باريس-في-سوريا-وإسرائيل-بغزة#tag_49219
  • كاتب لـ«ميدل إيست آي»: هزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق أكذوبة
http://rassd.com/403450.htm
 
الصحافة الامريكية :
"جلوبال ريسيرش": هل أصبحت تركيا على شفا حرب مع فرنسا في سوريا؟
http://www.masrawy.com/news/news_press/details/2018/4/3/1317727/-جلوبال-ريسيرش-هل-أصبحت-تركيا-على-شفا-حرب-مع-فرنسا-في-سوريا-
كتب - عبدالعظيم قنديل:
تحت عنوان "تركيا على شفا حرب مع فرنسا"، نشر موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي الكندي تقريرا يشير إلى التوترات الأخيرة بين أنقرة وباريس على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إمكانية إرسال بلاده قوات لمساعدة الأكراد في شمال سوريا.
وقال التقرير إن التحالف العسكري للناتو في سوريا يسير في طريق مجهول، بعد أن عرضت باريس "التوسط" بين الحكومة التركية والقوات الكردية، الأمر الذي رفضه الرئيس التركي باحتقار.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضية، إنه "حزن جدا" للموقف الفرنسي "الخاطئ تماما" بعد اقتراح باريس وساطة بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية.
وحذر وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي السبت من "اجتياح فرنسي" لمناطق في شمال سوريا، مضيفًا أنها ستكون خطوة غير شرعية وتتنافي مع القانون الدولي.
وكانت فرنسا أكدت أنها ليست في صدد تنفيذ عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا خارج إطار التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش". وتنتشر قوات فرنسية خاصة في سوريا.
كما أشار الموقع الكندي إلى تصريحات الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، حيث اعتبر هولاند أنقرة حليفًا لفرنسا، لكنه اتهم روسيا بالسماح للقوات التركية بغزو سوريا من أجل إضعاف حلف الناتو وتقسيمه.
ووفقًا لـ"جلوبال ريسيرش"، يبدو أن فرنسا تقوم الآن بواجباتها كدولة تابعة للولايات المتحدة - حيث تقدم قوات لدعم القوات الكردية التابعة للناتو، ومن ثم ستواجه كل من فرنسا والاتحاد الأوروبي تصعيد تركي متوقع، في حين أن الولايات المتحدة ستصبح في موقف المراقب للمشهد.
وفقا لمدير مركز "ستراتفورد" جورج فريدمان، فإن الجيش التركي أقوى من الجيوش الفرنسية والألمانية مجتمعة.
وأوضح التقرير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لديه طموحات لإحياء أمجاد الدولة العثمانية، في حين أن تركيا تعتبر قوة استراتيجية رئيسية بين الشرق والغرب، علمًا بأن أنقرة تمتلك وجودًا عسكريًا في قطر والصومال، مما منحها إمكانية التواجد في ممرات ملاحية استراتيجية بالبحر الأحمر والمحيط الهندي.
ولفت الموقع الكندي إلى أن أحد أسباب العداء الفرنسي لسياسة الزعيم الليبي معمر القذافي هو تصميمه على التنافس مع النفوذ الفرنسي في إفريقيا، ولكن في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من استثماراتها في البلدان الأفريقية، بما في ذلك إثيوبيا والصومال والسودان ونيجيريا وغانا، وباتت أنقرة من أهم الشركاء التجاريين لدول القارة السمراء.
وفي ضوء كل ما سبق، يمكن القول إن نفوذ تركيا المتزايد في أفريقيا سيكون، عاجلاً أم آجلاً، مصدر قلق لقوى أوروبا الغربية، وخاصة فرنسا، وفق التقرير الذي أكد باريس، على مدى العقود الأخيرة، حصلت على تنازلات تجارية مهمة في الشرق الأوسط بفضل العلاقات التاريخية مع الدولة العثمانية.
كما نوه التقرير إلى أن سياسة الولايات المتحدة تجاه تركيا اعتمدت، منذ الحرب الباردة، على استخدام الأخيرة كقوة إقليمية ضد الاتحاد السوفييتي، بينما الآن أصبحت أنقرة لاعباً مركزياً في زعزعة الاستقرار بسوريا بهدف تحقيق مصالحها الخاصة وتنفيذ أجندتها.
"إبادة الأرمن"
لكن في السنوات الأخيرة بدا أن فرنسا مصممة على إثارة الحليف التركي عبر تشريع قانون يمنع "إنكار" الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915، في الوقت الذي تواصل تركيا إنكارها أمام العالم، وفق الموقع الكندي الذي أشار إلى أنها خطوة سياسية تهدف إلى تسجيل نقاط على منافس جيوسياسي محتمل.
وبحسب التقرير، مهما كانت الحقيقة التاريخية فيما يتعلق بالإبادة الجماعية، فإن قضية الإبادة الجماعية للأرمن تعد سمة رئيسية لسياسة الإمبريالية الغربية تجاه تركيا في السنوات الأخيرة، فضلًا عن تأييد فرنسا للقضايا الأرمنية والكردية، وعدائها للعضوية التركية في الاتحاد الأوروبي، يشير بقوة إلى أن الفرنسيين يخشون من قوة تركيا المتنامية.
ومع ذلك، تعد فرنسا واحدة من أكبر مصادر الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا، كما أن توتر العلاقات سيعرض الكثير من المصالح للخطر.
"العقلية الاستعمارية التركية"
ويبدو الآن أن تركيا لم يعد من الممكن استخدامها من قبل الغرب كعصا لتقويض نفوذ روسيا، ولكن أنقرة تعتبر إمبراطورية ناشئة لها مصالحها الاستراتيجية الخاصة، خاصة بعد أن امتنعت القيادة التركية عن الانضمام إى حلفاءه في حلف شمال الأطلسي بعملية طرد الدبلوماسيين الروس منذ اندلاع قضية الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال.
ومع ذلك، فإن موقع تركيا الجيوسياسي يجعلها شريكًا غير موثوق به بالنسبة إلى الأوروبيين، فلا يزال الأوجور، الذين يناضلون من أجل استقلال إقليم إكسينيانج في شرق تركستان، مدعومين من قبل أنقرة؛ وليس هناك ما يشير إلى أن النظام التركي قد قطع صلاته بالإرهاب التكفيري.
وفي وقت سابق، سيطرت قوات تدعمها تركيا على مركز مدينة عفرين بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية منها.
وبدأت تركيا في 20 يناير الماضي عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "غصن الزيتون"، لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين.
وتهدد تركيا بالهجوم على مدينة منبج التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في إطار حملتها العسكرية التي بدأتها قبل أكثر من شهرين ضد المسلحين الأكراد في سوريا.
وترى أنقرة أن وحدات حماية الشعب الكردية تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي تنصفه تنظيما "إرهابيا".
==========================
 
فورين أفيرز: إيران بين الأطلال.. امتيازات طهران في شرق أوسطٍ مضطرب
 
http://idraksy.net/iran-among-ruins/
 
ترجمة آمال وشنان
على مدى السنوات السبع الماضية، أدت الاضطرابات الاجتماعية والحروب الأهلية إلى تفكيك النظام السياسي الذي عرفه الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الأولى. وعندما تراجعت الأنظمة الاستبدادية الصلبة، تعرضت مؤسسات الدولة للضرب والكسر، وحددت حدودها الوطنية. وقد انحدرت سوريا واليمن إلى حروب أهلية دموية تفاقمت بسبب تدخلات عسكريةٍ أجنبية. وقد استولت مجموعة إرهابية، هي تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة أيضا باسم داعش)، على مناطق شاسعة من العراق وسوريا قبل أن يتصدى لها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
في نظر إدارة ترامب، وتلك المجموعة من المراقبين والمسؤولين الآخرين في واشنطن والمنطقة، هناك مذنبٌ واحدُ وراء هذه الفوضى: إنه إيران، فهم يشيرون إلى أن هذا البلد قد مول الجماعات الإرهابية، ودعم الدكتاتور السوري بشار الأسد، وساعدت المتمردين الحوثيين المناهضين للسعودية في اليمن.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وصف إيران بأنها “الدولة الراعية الرئيسية للإرهاب في العالم” مع “رؤية شريرة للمستقبل”، ورفض الاتفاق النووي الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى في عام 2015 ووصفها بأنها “أسوأ صفقة على الإطلاق” (ورفض التصديق على أن إيران تمتثل لشروطها). ووصف وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس إيران بأنها “التهديد الوحيد الدائم للاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط”. ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بأنها “في حالة من الهياج”.
يبدو أن واشنطن تعتقد بأن تراجع النفوذ الإيراني سيعيد النظام إلى الشرق الأوسط. ولكن هذا التوقع يعتمد على فهمٍ خاطئٍ لسبب انهيار الشرق الأوسط. فإيران لم تتسبب في الانهيار، واحتواء إيران لن يؤدي إلى استقرار الشرق الأوسط.
ليس هناك شكٌ في أن العديد من جوانب سلوك إيران تشكل تحديات خطيرة للولايات المتحدة. وليس هناك أي شك في أن إيران استفادت من انهيار النظام القديم في العالم العربي الذي كان يحتويها. ومع ذلك، فإن سياستها الخارجية هي عملية أكثر بكثير مما يفهمه الغرب في كثير من الأحيان. كما أظهرت إيران رغبة في التعامل مع الولايات المتحدة بخصوص برنامجها النووي، إنها مدفوعة بحسابات صلبة ذات مصلحة وطنية، وليس رغبة في نشر ثورتها الإسلامية في الخارج. ولن يستعيد الشرق الأوسط الاستقرار إلا إذا قامت الولايات المتحدة بمزيد من الجهود لإدارة الصراع واستعادة التوازن هناك. ويتطلب ذلك نهجاً دقيقاً، بما في ذلك العمل مع إيران، وليس التصدي لها بصورة عكسية.
هي أكثر عادية مما تتصور
في كثيرٍ من الأحيان، يختزل السياسيون والمحللون في الغرب مصالح طهران وطموحاتها في الحماس الثوري. إيران ليست كذلك،. في الواقع، على الرغم من أن طهران لديها الصبغة الثورية، لديها كذلك العديد من السياسيين الواقعيين، وحتى المعتدلين، الحريصين على التعامل مع الغرب. وفى السياسة الداخلية، يخوض المعسكران صراعاً طويلا، ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، هناك توافق متزايد في الآراء حول المصالح القومية والأمن القومي. هذا الإجماع هو الذي دفع إيران إلى توقيع الاتفاق النووي ثم تنفيذه.
ينظر بعض المراقبين إلى إيران اليوم، -من خلال الميليشيات والمتمردين في الخارج- كما كانت تنظر الولايات المتحدة للاتحاد السوفييتي أو الصين في ذروة حماسهما الثوري كقوة لديها نية استخدام وسائل لا تماثلية لخلط النظام القائم وزرع الفوضى. وكان ماتيس قد قال في جلسة حول “إعادة إعمار المنطقة”، أن إيران تسعى إلى توسيع نفوذها، لكن إيران أقرب إلى روسيا الحديثة والصين من أسلافها الثوريين، هي قوة مراجعة، وليست قوة ثورية. وهي تعارض نظاماً إقليمياً أُسس لاستبعادها، وغالباً ما تتحدى أساليب إيران القواعد الدولية لكن من أجل مصالحها الوطنية، حتى عندما تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة. إن رؤية إيران للعالم تتشكل بشكل أقل استناداً إلى أمثال لينين وماو وأقرب إلى فلاديمير بوتين وشي جين بينغ. ويقودها الحماس الثوري بشكل أقل والقومية بشكلٍ أكبر.
ما يميز نظرة إيران الحالية لا يعود فقط إلى الثورة الإيرانية في عام 1979 ولكن أيضا لسلالة بهلوي، التي حكمت البلاد على مدى العقود الخمسة التي سبقت الثورة. تصور محمد رضا بهلوي -الشاه الأخير- إيران تسيطر على الشرق الأوسط، بمساعدة القدرة النووية، والسيطرة العسكرية العليا، والسيطرة الحصرية على الخليج الفارسي. خلال وقت ما تخلت الجمهورية الإسلامية عن هذه القومية لصالح المزيد من الطموحات المدفوعة أيديولوجياً. ولكن القومية، على مدى العقد والنصف الماضيين، آخذة في الارتفاع. واليوم، يربط قادة إيران تعبيرهم عن الإخلاص للمثل الإسلامية مع الأساطير القومية القديمة. ومثل روسيا والصين، تمتلك إيران ذكريات حية عن ماضيها الإمبراطوري وتطلعات وضع القوى العظمى التي تأتي معها. ومثل هذين البلدين، ترى إيران أن النظام الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة يشكل حاجزا في طريق طموحاتها.
هذه الطموحات القومية تأتي جنباً إلى جنب مع المشاغل الأمنية الوطنية الحادة. وتشكل القوات الإسرائيلية والأمريكية أخطاراً واضحة وآنية على إيران. وقد وضع الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق مئات الآلاف من القوات الأمريكية على الحدود الإيرانية وأقنع طهران بأن من الغباء أن تعتقد أن القوات الإيرانية يمكن أن تعيق الجيش الأمريكي في ميدان المعركة. لكن الاحتلال الأمريكي للعراق أظهر أنه بمجرد انتهاء الغزو الأولي، فإن الميليشيات الشيعية والمتمردين السنة سوف يفعلون ذلك (أي سوف يعيقون الجيش الأمريكي)، وهو ما يُقنع الولايات المتحدة بالانسحاب. كما أن استخدام هؤلاء المسلحين الذين يعتمدون على التدريب والأسلحة التي تقدمها إيران لقتل وإصابة الآلاف من الجنود الأمريكيين خلال الحرب على العراق يساعد أيضا فى تفسير كراهية ادارة ترامب تجاه إيران.
إيران ترى التهديدات قادمة من العالم العربي أيضاً. فمنذ عام 1958، عندما أطاحت ثورة النظام الملكي العراقي، إلى عام 2003، شكل العراق تهديداً مستمراً لإيران. يُذكر أن ذكرى الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثمانى سنوات فى الثمانينات ساهمت في تشكيل نظرة إيران للعالم العربى. وكثير من كبار القادة الإيرانيين هم من قدامى المحاربين في تلك الحرب، التي ضم العراق خلالها الأراضي الإيرانية، واستخدم الأسلحة الكيميائية ضد القوات الإيرانية، وأرعبوا المدن الإيرانية بقذائف صاروخية. ومنذ عام 2003، أدت النزعة الانفصالية الكردية في العراق وسوريا وتزايد التوترات الشيعية السنية في المنطقة إلى تعزيز التصور بأن العالم العربي يُهدد أمن إيران.
كما تشعر إيران أيضاً بالقلق من منافسيها التقليديين:
ففي عام 2016، ووفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، أنفقت إيران ٣٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على جيشها، وهذا أقل من النسب التي تنفقها المملكة العربية السعودية(١٠٪) وإسرائيل(٦٪) والعراق(٥٪) والأردن(٤٪)، مما يضع إيران في المرتبة الثامنة في الشرق الأوسط من حيث الإنفاق الدفاعي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.
كما أن إنفاق إيران متخلف من حيث القيمة المطلقة. ففي عام 2016، على سبيل المثال، أنفقت السعودية 63.7 مليار دولار على الدفاع، وهو ما يعدل خمسة أضعاف ما أنفقته إيران البالغ 12.7 مليار دولار.
ولتعويض هذا الفارق، تبنت إيران استراتيجية “الدفاع الأمامي“، وهذا يتضمن دعم الميليشيات والمجموعات المتمردة في الشرق الأوسط، مثل حماس وحزب الله، وكلاهما يهدد حدود إسرائيل. الوحدة العسكرية الإيرانية الأكثر فتكاً هي قوة القدس، وهي جزء من فيلق الحرس الثوري الإسلامي المكلف بتدريب وتجهيز هؤلاء الوكلاء. ولقد أثبت حزب الله أنه حليفٌ فعالٌ بشكلٍ خاص، حيث أنه حقق الحالات الوحيدة للنجاح العسكري العربي ضد إسرائيل. ففي عام 2000، أجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان، وفي عام 2006، أضعف الهجوم الإسرائيلي هناك.
وهناك منطق مماثل يكمن وراء برنامج إيران الصاروخي البعيد المدى (وقبل اتفاق 2015، جهود إيران النووية). حيث تعتزم طهران أن تكون هذه البرامج مظلة وقائية لقواتها الأخرى، وهي استراتيجية نجحت باكستان في استخدامها ضد الهند. ورغم أن إيران قد وافقت على تجميد برنامجها النووي؛ إلا أن الفكرة الآن هي أنه مع وجود برنامج صاروخي متطور تماماً، حتى بلد أقوى بكثير لا يمكن أن يهاجم إيران أو وكلاءها دون أن يواجهوا انتقاماً مدمراً.
محاطة بالفوضى
إذا كان سلوك إيران يبدو أكثر تهديداً اليوم مما كان عليه في السابق، فإن ذلك ليس لأن إيران لديها نية في مواجهة منافسيها ونشر الفوضى ولكن بسبب التغيرات الجذرية التي شهدها الشرق الأوسط على مدى العقد والنصف الماضيين. ذهب النظام العربي الذي اعتمدت عليه واشنطن لعقود من الزمن لإدارة الشؤون الإقليمية والحد من مجال إيران للمناورة. وانطلقت سلسلة من الأحداث، بدءاً من غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، توجت باندلاع الثورات في العالم العربي، واضطرابات اجتماعية أطاحت بالحكام، وهدم مؤسسات الدولة، وأثارت الفتنة العرقية والطائفية التي تصاعدت في بعض الحالات إلى حربٍ أهليةٍ.
وقد أدى عدم الاستقرار، في مناطق كثيرة، إلى تعزيز القوة والنفوذ النسبيين الإيرانيين في جميع أنحاء المنطقة؛ مع ضعف عدد كبير من مراكز القوة الأخرى، فإن قوة طهران تلوح في الأفق أكبر من ذي قبل.
ففي العراق، تعمل إيران من خلال مجموعة من القوى السياسية الكردية والشيعية، وتشكل التحالفات، وتساعد الحكومات، وتسوي النزاعات، وتقرر السياسات. ونتيجة لذلك، فإن العراق يتأثر بعمق أكثر من إيران أكثر من أي بلدٍ آخر، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وفي سوريا، جمعت إيران مقاتلي حزب الله مع متطوعين شيعة من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لجعلها قوة عسكرية فعالة، استخدمتها لشن حرب على المعارضة. ومع اكتساب الأسد اليد العليا في الحرب الأهلية، ازداد نفوذ إيران في دمشق. وفي اليمن، وباستثمارات قليلة جداً، تمكنت إيران من إغراق السعودية وحلفائها في حرب مكلفة، وتحويل الموارد السعودية بعيداً عن العراق وسوريا.
ولكن عدم الاستقرار تسبب أيضاً في تهديدات جديدة. فالرأي العام العربي ينتقد بشدة دعم إيران لنظام الأسد في سوريا. ووفقاً لاستطلاع للرأي أجرته “زغبي” في عام 2012، بعد دخول إيران إلى النزاع السوري مباشرة، هبطت النسبة المؤيدة للبلاد في العالم العربي إلى 25٪، بعد أن كانت أعلى من 75٪ في عام 2006.
وارتفاع داعش، معادية للشيعة ومعادية إيران، جلب مقاومة سنية حادة للتأثير الإيراني. لكن مصير داعش أكد أيضاً فعالية الدفاع الأمامي في نظر طهران. فبدون الوصول العسكري الإيراني وقوة شبكته من الحلفاء والعملاء في العراق وسوريا، كان داعش سيجتاح دمشق وبغداد وأربيل (عاصمة كردستان العراق) وقد يصل إلى حدود إيران نفسها. وعلى الرغم من أن منافسي إيران يرون استراتيجية دعم الجماعات العسكرية غير الحكومية كجهد لتصدير الثورة، فإن الحساب وراءها هي تقليدية تماماً: كلما كان العالم العربي أكثر تهديداً، فإن إيران أكثر تصميماً على البقاء والمشاركة هناك.
كما زاد السياق الإقليمي الجديد من خطر الصراع المباشر بين إيران والولايات المتحدة أو حلفائها العرب. ولكن هنا أيضاً، يشعر قادة إيران بأن لهم ميزة. لقد خرجت إيران من معركة داعش أقوى من ذي قبل. وقد قام الحرس الثوري الإيراني بتدريب وتنظيم الشيعة العراقيين الذين واجهوا داعش في العراق، والمتطوعين الشيعة الذين سافروا من بعيد مثل أفغانستان للقتال في سوريا، والقوات الحوثية تقاتل الحكومة الموالية للسعودية في اليمن. جنباً إلى جنب مع حزب الله، تشكل هذه الجماعات الشيعية قوة لا يستهان بها. بعد انتهاء القتال، سيستمرون في تشكيل بلدانهم الأصلية عندما يدخلون السياسة المحلية، مما يرسخ نفوذ إيران في العالم العربي. ونتيجةً لذلك، لن تكون الدول العربية السنية قادرة على إدارة المنطقة بمفردها.
وعلى مدى العام الماضي، تصاعدت حدة التوتر مع المملكة العربية السعودية، ووقفت إدارة ترامب ضد إيران، وحظرت الإدارة السفر من عدة بلدان ذات أغلبية مسلمة، بما في ذلك إيران، أدى ذلك إلى رد فعلٍ وطنيٍ. والتحدي تجاه الولايات المتحدة يقابله القلق بشأن التهديد المتزايد من العلاقات الأميركية السعودية المعاد تنشيطها. وكانت التوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية آخذة في الارتفاع منذ توقيع الاتفاق النووي، ولكن منذ أن تولت إدارة ترامب مهامها، أخذت خطوات سلبية. في مايو / أيار 2017، حذر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، من أن معركة التأثير على الشرق الأوسط يجب أن تتم “داخل إيران”.
كما أن إيران لم تعد في مأمن من أنواع الهجمات الإرهابية التي أصابت العواصم العربية والغربية. وفي حزيران / يونيو الماضي، هاجم مسلحون من تنظيم داعش والانتحاريين مبنى البرلمان الإيراني وضريح المرشد الأعلى الإيراني، روح الله الخميني، مما أسفر عن مقتل 18 شخصاً. وقد دفع الشعور بالخطر من التهديدات التي تدور حول البلاد الكثير من الإيرانيين إلى قبول منطق الدفاع إلى الأمام. خلال السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية، بذل الحكام الإيرانيون الكثير من الجهد لتقليل المشاركة الإيرانية وإخفاء الإصابات الإيرانية. الآن، يحتفلون علناً بهم كشهداء.
وخلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أواخر كانون الأول / ديسمبر وأوائل كانون الثاني / يناير، رفع بعض المتظاهرين شعارات تتهم إيران بالتورط في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية. وقال المتظاهرون إن الدفاع الأمامي أدى إلى تعبئة الموارد للصراعات البعيدة عن الاحتياجات الملحة فى الداخل. وقد أشارت الاحتجاجات إلى أن القومية تراجعت بسبب الكلفة الاقتصادية للصراعات. ولكن على الرغم من الانتقادات العلنية، فإن إيران ليست على وشك الانهيار تحت ضغط التوسع الإمبراطوري. الإيرانيون مشككون في طموحات حكومتهم الإقليمية، لكنهم لا يشككون في ضرورة الدفاع. إنهم قلقون من التهديد الذي يشكله المتطرفون السنة للمدن المقدسة الشيعية في العراق وسوريا، بل وأكثر من ذلك لإيران نفسها. على أية حال، لا تحرك الانتقاد الحكام الإيرانيين. وقال العديد منهم أن أيادي أجنبية وراء الاحتجاجات. وهم مقتنعون بأنه بدلاً من التراجع، يجب على إيران أن تظهر قوة من خلال حماية الأوفياء لها في الشرق الأوسط.
من التفاوض إلى المواجهة…
ردت إدارة أوباما على النظام المتفكك في الشرق الأوسط من خلال ابتعاد الولايات المتحدة عن عدم الاستقرار الذي لا ينتهي في المنطقة. وفي فصل واضح مع السياسة الأميركية الماضية رفضت التدخل في الحرب الأهلية في سوريا وتجاوزت الاستراتيجية القديمة لاحتواء اتفاق نووي مع إيران. وهذا يثير غضب العالم العربي ويؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية، ولكنه يٌقلل أيضا من التهديد الذي كان سيظل يربط الولايات المتحدة بالشرق الأوسط عندما تحاول تحريره.
وسمح نجاح الاتفاق النووي للولايات المتحدة بإعادة تصور علاقتها مع إيران. وخلص الحلفاء العرب إلى أن واشنطن لن تلتزم بعد الآن باحتواء البلاد، وتشعر بالقلق من أنها ستبتعد عنهم. وافقت طهران على ذلك. ففي ظل السقوط الحر للعالم العربي، كان من المنطقي أن تكون استراتيجية الاحتواء ضد إيران غير مستدامة، وأن الاتفاق النووي سيجعله غير ضروري.
ولكن على الرغم من هذه التوقعات، لم تغير الولايات المتحدة نهجها تجاه المنطقة بشكلٍ جذريٍ، سعت إدارة أوباما إلى إخماد العرب من خلال توقيع صفقات أسلحة كبيرة مع البحرين والكويت وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. لقد شعرت طهران التي أيدت الاتفاق النووي بخيبة أمل: فقد تخلت إيران عن أصل هام فقط لرؤية الفجوة العسكرية التقليدية مع منافسيها الإقليميين تتسع. في عام 2015، أثبتت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها للمرة الأولى استعدادهم لاستخدام هذا التفوق العسكري، مع تأثير مدمر، في اليمن، وهي إشارة انتبهت لها طهران وردت عن طريق مضاعفة برنامجها الصاروخي.
وقد عكست إدارة ترامب مسار الاتفاق النووي، وتحولت إلى نظام التحالف الأميركي العربي القديم، مع المملكة العربية السعودية باعتبارها مرساة لها. وقد تكون الصفقة متوقفة، ولكن المسار الذي قدمته إيران والولايات المتحدة قد أُغلق. غير أن العودة إلى الاحتواء ستكون صعبة. هناك عائقان هامان مفقودان: العراق وسوريا ضعيفان ومكسوران، غير قادرين على السيطرة على أراضيهما وحكومتهما أقرب إلى إيران من حلفاء الولايات المتحدة العرب. وتغطي الدولتان معظم بلاد الشام، وقد فُرضتا عدة عقود على الطوائف والعرقيات والقبائل المتنافسة. منذ الحرب العالمية الأولى، جنبا إلى جنب مع مصر والمملكة العربية السعودية، كانت بمثابة أركان النظام العربي. بعد عام 1958، كان العراق، على وجه الخصوص، بمثابة درع ضد النفوذ الإيراني ورمح في الجانب الإيراني.
في نهاية المطاف، يعكس موقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تراجعها الأوسع نطاقاً في القيادة العالمية. إن الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة على رد المكاسب الإيرانية وملء الفراغ الذي من شأنه أن يُترك وراءها. كانت أوجه القصور في السياسة الأمريكية بارزة خلال استفتاء العام الماضي على الاستقلال بكردستان العراق. وعلى الرغم من أن واشنطن دعت الأكراد إلى عدم إجراء التصويت، فإنها لم تتمكن من وقفهم، وبعد أن صوتوا من أجل الاستقلال، لعبت دورا ضئيلاً في إدارة الأزمة التي تلت ذلك. وبدلاً من ذلك، نفت إيران المواجهة التي هددت بالتصعيد إلى صراع مفتوح بين بغداد وأربيل. ودفعت طهران الزعماء الأكراد إلى التراجع عن الاستقلال، والاستسلام للسيطرة على مدينة كركوك المتنازع عليها، وحتى تقديم تغيير في القيادة في حكومة إقليم كردستان.
كما لا يمكن لحليف الولايات المتحدة الرئيسي -المملكة العربية السعودية-، “أن ينهض من الركود”. نجحت السعودية في حشد الرأي العام العربي السني في مواجهة تدخل إيران في سوريا وبقية العالم العربي. وفي الفترة بين عامي 2013 و 2016، وضعت السعودية مع تركيا وقطر إيران كهدف على عاتقهم في سوريا من خلال دعم مختلف جماعات المعارضة المناهضة للأسد. إلا أن الجهد السعودي لم يكن فعالاً. المملكة العربية السعودية اختلفت مع قطر وتركيا، ونظام الأسد نجا من المعارضة التي تقودها السنة. وفي اليمن، وقف الحوثيون في مواجهة القوات العسكرية الواسعة في التحالف الذي تقوده السعودية.
لا تزال إيران تشعر بالقلق إزاء تأكيد السعودية الجديد. يذكر أن الأمير محمد يشن حرباً في اليمن وعزل قطر وحاول حتى اختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تشرين الثاني / نوفمبر السابق. وتحارب مع أقاربه، كما أبدى استعداده للعب دور في العراق، حيث يستدرج السياسيين العراقيين الشيعة، بمن فيهم زعيم الميليشيات المتشدد مقتدى الصدر. ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية ستواجه صعوبة في مواصلة هذه الاستراتيجية العدوانية. كما على ولي العهد أن يدير خلافة صعبة مع والده، الملك سلمان، وإنجاح برنامج طموح للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، وكل ذلك لمواجهة إيران.
كما لا تشعر إيران بأنها معزولة مثل واشنطن وحلفائها. وفي حزيران / يونيو الماضي، قادت المملكة العربية السعودية تحالفاً من الدول العربية لفرض مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على قطر، ومعاقبتها على التعاون مع إيران ودعم الجماعات الإرهابية والمنظمة الإسلامية السنية “الإخوان المسلمون”. لكن الجهود المبذولة لعزل قطر لم تدفعها إلا إلى التقرب أكثر من إيران، مما وفر لطهران رأس جسر إلى السواحل الجنوبية للخليج الفارسي.
كما أضرت خطوة المملكة العربية السعودية بالعلاقات مع تركيا. يرتبط حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة بعلاقات مع الإخوان المسلمين، وللبلد طموحها الخاص لقيادة العالم السني. إن الرؤية الأمريكية – السعودية للنظام الإقليمي لا تعكس مصالح تركيا وطموحاتها. وقد عجل هذا كله محور تركيا تجاه إيران وروسيا. وقد وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طرقا حول خلافاته مع طهران وموسكو لإقامة شراكة مع الاثنين من أجل تشكيل الأحداث في سوريا. وكان هذا المحور الجديد قد عرض بالكامل فى نوفمبر الماضى عندما انضم أردوغان إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيرانى حسن روحانى فى سوتشي ليقرر مصير سوريا. إن تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة يحدث في سياق انضمام روسيا إلى الشرق الأوسط الذي بدأ جدياً في عام 2015 عندما تدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية نيابة عن نظام الأسد. وقد قلل المسؤولون الأمريكيون بشكل ثابت من اهتمام موسكو بسوريا ورفضوا فكرة أن روسيا ستحصل على نفوذٍ من خلال توسيع نطاق انتشارها في المنطقة. لكن روسيا برزت كمحكم رئيسي لمصير سوريا، ومع تطور دورها إلى ما بعد سوريا، أصبحت الوسيط الوحيد في الشرق الأوسط الذي يتحدث معه الجميع.
لم يكن لروسيا أن تحقق هذه المكاسب بدون إيران. أعطى الحضور الأرضي الإيراني فوزاً روسياً في سوريا. وفي أفغانستان وآسيا الوسطى والقوقاز، عملت إيران وروسيا معا بشكل وثيق لمواجهة نفوذ الولايات المتحدة. وترى الدولتان أنهما قوى كبيرة على خلاف مع التحالفات الأمريكية التى بنيت لاحتوائها. وتدرك روسيا قيمة إيران لطموحاتها الأوسع. تقع إيران في موقع جغرافي مهم، وهي بلدٌ غنيٌ بالطاقة يضم 80 مليون نسمة، مع شبكة من الحلفاء والعملاء الذين يمتدون إلى الشرق الأوسط، وكلهم خارج نطاق نفوذ الولايات المتحدة. وهذا يجعل إيران جائزة لبوتين، الذي يتوق إلى التنافس ضد الولايات المتحدة أينما كانت.
ومن خلال العمل معاً في الحرب الأهلية السورية، أقامت الجيوش والمخابرات الإيرانية والروسية علاقات وثيقة مع بعضها البعض، الأمر الذي سيساعد إيران على تحمل الضغط الأمريكي في المستقبل. وعلى مدى العام الماضي، عندما تراجعت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي وطرحت ضغوطاً متزايدة على إيران، ظهر توافق في طهران حول علاقات أوثق مع روسيا. وتتطلع إيران إلى زيادة التجارة مع روسيا وشراء أسلحة متطورة منها لمواجهة ارتفاع الإنفاق العسكري داخل الكتلة التي تقودها السعودية. بل أنها قد توقع اتفاقاً دفاعياً مع روسيا يتضمن التعاون العسكري والاستخباراتي الوثيق والوصول الروسي إلى القواعد العسكرية الايرانية وهو ما قاومته إيران في الماضي. في النهاية، قد تنتهي السياسة الأميركية إلى تمكين روسيا دون التقليل من تأثير إيران.
وقتٌ للحديث…
استناداً إلى فهم مشوه لأسباب الفوضى في الشرق الأوسط، فإن سياسة إدارة ترامب الإيرانية تقع في دوامة هزيمة ذاتية. إن الافتراض بأن الولايات المتحدة وشركاءها العرب سوف يكونون قادرين على احتواء إيران بسرعة وبدون ضرر، وأن القيام بذلك سيجلب الاستقرار في المنطقة، هو خطأ خطير. وفي الوقت الراهن، لا تملك الولايات المتحدة قوات كافية في الشرق الأوسط للتأثير على التطورات في العراق أو سوريا، ناهيك عن قمع إيران. ومن شأن الالتزام بالموارد العسكرية اللازمة أن يجبر ترامب على العودة إلى التنصل من مغامراته العسكرية المكلفة. وهذه الموارد يجب أن تأتي على حساب قضايا ملحة أخرى، مثل إدارة صراع كوريا الشمالية وردع الصين وروسيا. كما يجب ألا تضع واشنطن آمالها في حلفائها الإقليميين. وهم غير قادرين على طرد إيران من العالم العربي، كما أنهم لن يكونوا قادرين على استبدال نفوذهم إذا فعلوا ذلك. وأي حريق إقليمي سيجبر حتما الولايات المتحدة على التدخل.
وحتى لو قامت الولايات المتحدة بحشد الموارد اللازمة لاحتواء إيران، فإن ذلك لن يحقق الاستقرار. إن إيران عنصر لا غنى عنه في أي نظام مستدام في الشرق الأوسط. إن المواجهة العسكرية لن تشجع طهران على الاستثمار أكثر في الدفاع عن النفس، مما يؤدي إلى مزيد من التدخل الإيراني والمزيد من عدم الاستقرار. دول مستقرة، مثل البحرين والأردن وقطر، والإمارات العربية المتحدة، يمكن أن تتعثر، ودول أضعف منها، مثل العراق ولبنان، يمكن أن تنحدر إلى هذا النوع من الفوضى والعنف الذي ميز ليبيا واليمن في السنوات الأخيرة. وعلاوة على ذلك، سيتعين على الولايات المتحدة أن تتصدى للأزمات الإنسانية والجماعات الإرهابية التي من شأنها أن تتعثر حيث توقفت داعش.
وبدلا ً من تصور نظام إقليمي مصمم لاحتواء إيران، يجب على الولايات المتحدة أن تعزز رؤية الشرق الأوسط التي تشمل إيران. يجب أن تقنع طهران أنه سيكون من الأفضل العمل مع واشنطن وحلفائها من استثمار آمالها في نظام إقليمي تدعمه روسيا.
ولتحقيق ذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تعتمد أكثر على الدبلوماسية وأقل على القوة. يجب على واشنطن أن تجد طرقاً للحد من التوترات عن طريق إشراك إيران مباشرةً، حيث تتعثر حيث توقف الاتفاق النووي. كما ينبغي أن تشجع إيران والمملكة العربية السعودية على التعاون لحل الأزمات الإقليمية، بدءا بالأزمات في سوريا واليمن.
وبالنظر إلى الثقة التي تضعها المملكة العربية السعودية الآن في إدارة ترامب، يجب على الولايات المتحدة أن تفعل ما فشلت إدارة أوباما في القيام به: قيادة جهد دبلوماسي دولي للتوسط في صفقة إقليمية من شأنها إنهاء الصراعات وخلق إطار للسلام والاستقرار. وينبغي ألا تترك هذه المهمة لروسيا. وسيكون هذا الجهد صعباً، خاصة وأن واشنطن ألقت بكل رأس مال دبلوماسي لمناقشة الصفقة النووية. ولكن المواجهة المتصاعدة البديلة لن تؤدي إلا إلى جعل الشرق الأوسط في حالة من الفوضى العميقة.
==========================
 
واشنطن بوست :إيلي ليك :رجال ترامب الجدد.. لن ينقذوا سوريا
 
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=98270
تاريخ النشر: الأربعاء 04 أبريل 2018
الاعتقاد السائد في واشنطن هذه الأيام يقول إن وزير الدفاع جيمس ماتيس هو الرجل الذي يمكن أن ينقذ البلاد من حرب، حيث يرى أصحاب هذا الاعتقاد أن وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو هو صقر الصقور، وأن مستشار الأمن القومي المقبل جون بولتون هو الأكثر تشدداً. ثم إن الرئيس دونالد ترامب نفسه يتوق إلى الاستعراضات العسكرية ويشدد على أن تعذيب الإرهابي «فعال».
غير أنه، وعلى غرار معظم الأفكار السائدة في عهد ترامب، فإن كل هذا مجانب للصواب، وذلك لعدد من الأسباب، أولها وأهمها سوريا. فترامب يريد الانسحاب من هذا البلد بسرعة، ولهذا فلا توجد لدينا استراتيجية حقيقية الآن للتصدي للحملة التي يقودها الروس والإيرانيون لحساب «الأسد». فالولايات المتحدة توجد في سوريا من أجل تدمير «داعش» فقط. وذلك ما أعلنه ترامب يوم الخميس في تجمع في أوهايو، حيث قال: «إننا نقضي على داعش، وسننسحب من سوريا قريباً جداً»، مضيفاً: «لنترك الآخرين يتولون أمرها الآن».
ورغم خطاب حملته الانتخابية بشأن عقم التدخلات العسكرية، فإن ترامب لم يعمد إلى الانسحاب ببساطة، وإنما رفع القيود على قواعد الاشتباك بالنسبة للقوات الخاصة الأميركية التي تقاتل «داعش» في سوريا والعراق، وفي إحدى أفضل اللحظات بالنسبة لإدارته، ضرب قاعدة جوية للنظام بعد هجوم بغاز الأعصاب قبل عام.
والواقع أن وعد ترامب بالخروج من سوريا قد يكون مجرد كلام موجه للحاضرين. فالأمر لا يتعلق بخطاب حول السياسة الرسمية، وإنما بمجرد تجمع كان موضوعه يتمحور حول بناء الجدار الحدودي والهجرة. وربما من الممكن أيضاً أن يكون ترامب قد أخذ أخيراً يسيطر على الحكومة، وينبغي أن نتوقع سياسات تعكس خطابه بطريقة لم نشهدها من قبل.
والواقع أن ثمة أسباباً استراتيجية وجيهة لمنع الأسد من استعادة الأراضي التي خسرها في سوريا، إذ من شأن ذلك حرمان راعيته إيران من جسر بري إلى البحر الأبيض المتوسط. لكن السبب الأقوى لمنع الأسد هو إنساني؛ فهذا الديكتاتور قتل ما يكفي من السوريين، وينبغي أن يدفع الثمن، وإنْ من أجل منعه من قتل المزيد، وكرسالة لآخرين أمثاله.
وهنا يتهافت الاعتقاد السائد بخصوص بولتون و«المحرضين على الحرب» في محيط ترامب. فمستشار الأمن القومي المقبل ليس من «المحافظين الجدد»، لأنه ليس من المؤمنين ببناء الدول أو استخدام الجيش الأميركي لأسباب إنسانية، وإنما يميني واقعي، عارض تدخل الرئيس بيل كلينتون المتأخر في البلقان. وفي جلسة الاستماع المخصصة لتثبيته في منصبه عام 2005 كسفير للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، قال إنه لا يعرف ما إن كان ممكناً لأميركا أن تحاول منع الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
وبالمقابل، كان لدى بومبيو سجلاً أفضل بخصوص التدخل الإنساني عندما كان عضواً في الكونجرس، لكنه وافق على سياسة لإنهاء الجهد الأميركي الضعيف لمحاربة نظام الأسد، حيث عمد في يوليو الماضي، عندما كان مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية، إلى وقف برنامج الوكالة لدعم الثوار المعارضين للأسد في سوريا.
وهو ما يتركنا أمام ماتيس. فهذا الأخير متردد أيضاً في استخدام القوة العسكرية، وكان حذِراً من التورط في سوريا خلال ولاية أوباما الأولى عندما كان قائداً للقيادة المركزية الأميركية. لكن ماتيس هو أيضاً طالب تاريخ نبيه. فهو يدرك عواقب انسحاب متسرع من سوريا، خاصة إذا كان البديل فراغاً يمكن استغلاله من قبل بقايا «داعش». وهذا أمر خطير لاسيما في الوقت الراهن حيث دخلت تركيا الحرب ضد حلفاء أميركا الأكراد.
ولاغرو أن يؤشر ماتيس إلى أن الولايات المتحدة ستنتقل إلى مهمة إرساء الاستقرار في سوريا في ديسمبر المقبل، وهو ما يُضعف الرسالة التي صدرت عن ترامب في أوهايو. ولئن كان ماتيس غير متحمس لتوسيع المهمة في سوريا بقدر تحمس مستشار الأمن القومي المنصرف «إتش. آر. ماكماستر»، فإنه أدرك خطورة انسحاب متسرع من حرب دخلها أوباما بأنصاف تدابير ووعود فارغة.
وهو أمر مثير للاستغراب في الواقع؛ ذلك أن مؤسسة واشنطن قلقة بشأن تشدد بولتون وبومبيو ونزعتهما القتالية. وكانت تشعر بالارتياح عندما كان ترامب مكبوحاً من قبل محور من الكبار. غير أنه إذا كان ذلك صحيحاً في حالة الاتفاق النووي الإيراني، فإنه خاطئ في حالة سوريا، لأن الكبار يحثون ترامب على منح فرصة للحرب التي ورثها، وهو الذي يريد تكرار أخطاء سلفه.
محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
==========================
 
نيويورك تايمز :"خياران أحلاهما مرٌّ" أمام السوريين العالقين بين الأسد والمتطرفين
 
http://www.alghad.com/articles/2186782-خياران-أحلاهما-مرٌّ-أمام-السوريين-العالقين-بين-الأسد-والمتطرفين
 
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
آن بارنارد؛ وهويدا سعد – (نيويورك تايمز) 31/3/2018
بيروت، لبنان – عندما انتزعت القوات الموالية للحكومة السورية بلدتها من الثوار السوريين، قبلت نسرين بنفس صفقة الاستلام التي عرضتها الحكومة على عشرات الآلاف من السوريين: رحلة بالحافلة في اتجاه واحد إلى مكان لم تكن قد زارته أبداً من قبل –محافظة إدلب الشمالية التي يسيطر عليها الثوار.
منذ اندلاع الحرب السورية، تضاعف عدد سكان إدلب بينما تستوعب المحافظة مزيجا متزايدا من المدنيين الهاربين، والثوار المهزومين، والجهاديين المتشددين، وأولئك مثل نسرين، الذين يستقلون حافلة الاستسلام للحكومة بصحبة عائلاتهم.
ولكن، مع استكمال الحكومة الحملة العنيفة التي تشنها في الغوطة الشرقية، من المرجح أن تكون إدلب هي هدفها القادم. وهذه المرة، لن يكون هناك مكان آخر يمكن الهروب إليه.
نسرين -36 عاما- هي معلمة للغة العربية من البلدة التي كانت ذات مرة منتجع مضايا السياحي، كما قالت في مقابلة أجريناها معها على الإنترنت مؤخراً. وقالت نسرين: "ربما يكون هذا هو الفصل الأخير من الثورة. السوريون يقتلون السوريين. لم يعد أي شيء يهم بعد الآن. قررنا أن نموت واقفين. أنا حزينة على الثورة، وكيف ذهبت، كيف طالب الناس بالحرية وذهب ذلك الآن".
تشكل إدلب، المحافظة الصغيرة المحافظة الواقعة على الحدود السورية مع تركيا، آخر أكبر معقل يسيطر عليه الثوار في سورية. وبينما كانت من أولى المناطق التي ثارت ضد الرئيس بشار الأسد، فإنها ربما تكون في النهاية المكان الأخير الذي تنتهي فيه الثورة التي بدأت قبل أكثر من سبع سنوات تقريبا.
لكن الناس ما يزالون يأتون.
في الأيام الأخيرة، تم إرسال أكثر من 10.000 مقاتل ومدني على متن الحافلات إلى إدلب من المناطق التي استسلمت من الغوطة الشرقية. وهم يصِلون مصدومين، منهكين وخائبين، وغالبا مع أطفال مصابين بسوء التغذية بعد سنوات من الحصار.
عاملت الحكومة السورية هذه المنطقة كمكبّ لأولئك الذين لا تريدهم في مناطقها، وهي تصوِّر المنطقة على أنها عش للجهاديين. لكن الغالبية العظمى من الناس في إدلب هم مدنيون، بمن فيهم ناشطون غير عنيفين من الذين ربما كانوا سيتعرضون للاعتقال والتعذيب لو أنهم ظلوا في مناطق الحكومة، والذين يكافحون في كثير من الأحيان ضد المتشددين في المحافظة، ويعتقدون أنهم صادروا الثورة.
يقوم مروان حباق، الذي نجا من حملات القصف في الغوطة الشرقية بالاختباء في قبو مع زوجته وابنته الرضيعة، ياسمينة، باصطحاب عائلته الصغيرة إلى إدلب. وهو خيار صعب، فلأنه ليس لديهم مكان يعيشون فيه في إدلب، يترتب عليهم ترك والديّ زوجته خلفهم ليواجها المزيد من القصف. لكنهم إذا ظلوا، فإنه متأكد أنه سيتم اعتقاله أو إجباره على الخدمة العسكرية.
ويقول: "هما خياران أحلاهما مرّ؛ المغادرة إلى المجهول، أو البقاء في يدي الأسد".
لكن هذه الخطوة لا تفعل أكثر من تأجيل المحتوم فحسب. ويقول مهران عيون، العضو في مجلس المعارضة في المنفى من ضواحي دمشق، الذي يلتئم في تركيا: "ما يجري عار على العالم. إنك إذا وافقت على جريمة الحرب المتمثلة في الإجلاء القسري، فإن عليك أن تتأكد على الأقل من أن لا يعاني هؤلاء الناس مرة أخرى وأخرى".
كانت إدلب ذات مرة تخضع لسيطرة خليط غير متجانس من مجموعات المتمردين المتصارعة، بعضها يقودها منشقون عن الجيش يتلقون الدعم من أميركا، ويدعون إلى إقامة دولة مدنية. وأخرى، بما فيها مجموعة تابعة للقاعدة، رحبت بالمقاتلين الأجانب واقترنت بطيف من الأيديولوجيات الإسلامية. لكن المتشددين كسبوا اليد العليا في المنطقة، وخدموا بذلك الصورة التي ترسمها الحكومة للمحافظة، حتى مع أنهم يصنعون التوترات مع السكان الذين يعارضونهم.
بينما يكافحون من أجل البقاء، يجد الكثير من السكان أنفسهم عالقين بين هجمات الحكومة من السماء وحكم الفصائل المتطرفة المتسلطة التي تهيمن على الأرض.
كانت نسرين قد انضمت إلى الثورة منذ بدايتها في العام 2011، وطالبت بدولة ديمقراطية مدنية وعلمانية. ومثل نحو دزينة من سكان إدلب الذين أجرينا مقابلات معهم من أجل إعداد هذه المادة عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني، طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي خوفاً من التعرض لانتقام أي طرف من الأطراف.
استقلت نسرين الحافلة إلى إدلب في العام الماضي بعد النجاة من سنة من الحصار والقصف، آملة أن لا يعاني ابنها عبد الله، 10 سنوات، من الجوع حتى الموت كما فعل بعض الأطفال الآخرين في بلدتها، مضايا. وفي البداية، كانت متحمسة باجتماع شملها مع زوجها، طالب القانون السابق والمقاتل مع الثور الذي كان قد غادر إلى إدلب قبل سنتين.
ولم تندم على مغادرتها مضايا. فبعد استيلاء الحكومة على البلدة، تم تجنيد شقيقها وشقيق زوجها في الجيش وإرسالهما إلى الجبهة بحد أدنى من التدريب، ليموتا بعد ذلك في المعركة.
لكن نسرين أخذت تشعر بالانزعاج من اللوحات الإعلانية الجهادية المنتشرة في كل مكان في إدلب، ومن فرض أغطية الوجوه والمقاهي التي تفصل النساء وتحظر عليهن تدخين النرجيلة. وعندما ترتدي غطاء رأسها الاعتيادي ومعطفها المتواضع، يوبخها الموظفون القائمون على فرض التقاليد الدينية على عدم تغطية وجهها.
كما تحدثت جارة متدينة متعصبة باستمرار عن محاربة الشيعية، في حين أنها لم تتحدث مطلقاً عن بناء بلد جديد. وفي نهاية المطاف، خرجت نسرين عن أطوارها. وتتذكر أنها سألت المرأة: "لماذا ركبتم ظهر الثورة؟ أنا لم أنضم إلى الثورة لأرى هذا".
كما أن زوجها، أحمد، الذي كان مقاتلا مع الثوار هناك في مضايا، كافح أيضا للعثور على طريقة للاستمرار في القتال من أجل قضية يؤمن بها. وبعد الانضمام لفترة وجيزة إلى اثنين من الفصائل الإسلامية في إدلب، انسحب ليصبح مساعد محام.
لكن الحدث الذي صدم نسرين أكثر ما يكون كان اليوم الذي أعلن فيه ابنها، بعد بضعة أشهر من اللعب مع الأطفال الآخرين في إدلب: "أريد أن أنضم إلى الجهاد".
عندئذٍ، قررت نسرين التي راعها ذلك إنشاء بدائل تعليمية والشروع في حملة هادئة ضد تجنيد الأطفال في المدارس الدينية وفصائل المتمردين المتشددة. كما أنها ساعدت أيضاً في فتح فصل من "ضَمة"، وهي منظمة تقدم الدعم النفسي والنشاطات الثقافية.
لكن أم عبده، 36، أستاذة الفلسفة القادمة من أكبر المدن السورية، حلب، تتبنى نهجا أكثر مواجهة. وكانت قد فرت إلى إدلب في العام 2014 خوفا من تعرضها للاعتقال بعد أن اعتقلت قوات الحكومة زوجها.
وتقول: "أنا لا أصمت. لست خائفة من الموت. مرحبا بالموت"! وقالت إنها لا تغادر المنزل من دون مسدس.
لم تستطع أم عبده الحصول على عمل في جامعة إدلب؛ فقد تم حظر الفلسفة باعتبار أنها "شِرك" و"إلحاد". وأصبحت معالِجة تقليدية، تعالج النساء في أغلب الأحيان، ووجدت أن حرياتهن المحدودة أصلاً تراجعت أكثر تحت حكم المتشددين الذين يسيطرون على إدلب.
سمعَت من الطالبات اللواتي تعرضن لغسل أدمغتهن حتى أصبحن يرين آباءهن كفارا، ومن الفتيات اللواتي يتم بيعهن تحت ستار الزواج. وقد وصلت إحدى النساء إليها وهي غير قادرة على الكلام. وتبين أن زوجها ضربها ضربا مبرحا بعد أن ضبطته وهو يخونها.
بما أنها تحمل شهادة في الشريعة الإسلامية، بدأت أم عبده بالدفاع عن المستضعفين في المحكمة الإسلامية. وتمكنت من مساعدة المزارعين في هزيمة محاولات الفصائل الاستيلاء على أراضيهم. وكسبت طلاقا لامرأة باعها والدها لمقاتل أجنبي كان يغتصبها ويضربها.
وتقول أم عبده: "عندما قررنا أن نثور، فقد كان ذلك ضد الاضطهاد والقمع. لكننا نواجه اليوم أسوأ أنواع القمع".
تشكل الحياة في منطقة إدلب المحافِظة تحديات لكل من يأتي من دمشق الحضرية نسبياً، وإنما بشكل خاص بالنسبة لامرأة عزباء.
وصلت ريما، وهي سجينة سياسية سابقة من مضايا، إلى محافظة إدلب مطلقة ومن دون روابط عائلية محلية أو أقارب ذكور يوفرون لها الحماية. ويرغب القليلون من أصحاب المنازل تأجير امرأة وحيدة، وقد طردها أحدهم عندما رفضت محاولاته التقرب منها.
وتقول ريما: "حتى سائقي التاكسي يسألون: "لماذا أنتِ عزباء؟ لماذا ليس لديك أخوة""؟
في الفترة الأخيرة، أعلنت السلطات المحلية في مدينة إدلب أن النساء العزباوات يجب أن يعشن في معسكرات خاصة. وبالنسبة لريما، حُلت المشكلة عندما خطبت. والمصيدة: يريد منها خطيبها أن تتنقب.
وتقول ريما: "سوف أفعل، ليس لأنني مقتنعة، وإنما لأنني أحبه.
مع أن التكيف ما يزال يشكل تحديا، فإن هناك بضعة خيارات. وتضيف ريما: "لم تكن إدلب الخيار الأفضل. كانت الخيار الوحيد".
 
*عملت آن برنارد وهويدا سعد في تغطية الحرب السورية معا منذ ست سنوات.
*نشر هذ التقرير تحت عنوان: "2 Bitter Options" for Syrians Trapped Between Assad and Extremists
==========================
 
ناشونال انترست :لماذا ينضم ترمب لدعاة الحرب بالشرق الأوسط؟
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/4/3/لماذا-ينضم-ترمب-لدعاة-الحرب-بالشرق-الأوسط
 
نشرت مجلة ناشونال إنترست الأميركية مقالا للكاتب ديك كريكاس تساءل فيه عن سبب انضمام الرئيس ترمب إلى دعاة التدخل في حملة صليبية لإملاء مستقبل الشرق الأوسط؟
ويقول الكاتب إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عين مدير المخابرات المركزية السابق مايك بومبيو وزير للخارجية خلفا للوزير المقال ريكس تيلرسون، كما عين السفير السابق للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جون بولتون خلفا للجنرال هربرت ريموند ماكماستر مستشارا للأمن القومي الأميركي.
ويضيف أن هذه الخطوات التي اتخذها ترمب تعني أن الأمة الأميركية تقترب من الحرب.
ويقول إن كلا من بومبيو وبولتون صرحا علنا بأنهما يفضلان "حربا استباقية" من أجل استبدال نظام الملالي في إيران.
ويضيف أن الصقور شجعوهما عبر سلسلة من المقالات والمدونات والمواقف والظهور الإعلامي.
تحريض وعداء
ويستدرك بأن ترمب سبق أن صرح عندما كان مرشحا بأن غزو العراق كان خطأ مأساويا. ويتساءل: لماذا ينحرف ترمب عن المسار الذي أسهم في فوزه بانتخابات الرئاسة لعام 2016؟
ويقول: لعل الجواب المقنع يتمثل في أن ماكماستر ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الجنرال المتقاعد وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي حثوه على نشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط، وذلك من أجل سحق تنظيم الدولة الإسلامية وللإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد ولإجبار حركة طالبان في أفغانستان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ويضيف أن هؤلاء المسؤولين الأميركيين أظهروا عداء شديدا تجاه المليشيات الإيرانية المسؤولة عن قتل العديد من الأميركيين، وأنهم في الوقت نفسه أقروا خطة العمل المشتركة الشاملة التي تحرم إيران من الأسلحة النووية لعشر سنوات على أقل تقدير، إن لم يكن إلى الأبد.
ويقول إن كلا من بومبيو وبلوتون أعلنا أن الوقت قد حان لإلغاء اتفاق النووي مع إيران، ولتدمير المنشآت النووية الإيرانية وطرد الملالي المتطرفين من السلطة.
ارتباك وخيانة
من جانبها، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للكاتب مايكل غيرسون تحدث فيه عن سياسة الولايات المتحدة في سوريا منذ نشوب الحرب التي تعصف بالبلاد، وقال إنها تمثل قصة ارتباك وتردد وخيانة، متساءلا: هل يمكن أن تثقوا بأميركا؟
ويقول الكاتب: إذا كنت تؤيد السياسة الأميركية تجاه سوريا فعليك أن تتخيل أنك شاهدت اثنين من أطفالك يقتلان أمام ناظريك عندما هاجمت دبابة منزلك، أو أن الشارع الذي تقيم به قد سوي بالأرض ببراميل متفجرة.
أو تخيل أن الحي الذي تقطنه قد حوصر وصار الأهالي يتضورن جوعا حتى خضعوا للنظام، أو أن ابنتك كانت بين الصفوف التي يختار منها جنود النظام السوري الفتيات اللاتي يودون اغتصابهن لذلك اليوم.
ويوضح أنه أثناء زيارته إلى الشرق الأوسط قبل أعوام استمع لهذه القصص المرعبة من اللاجئين السوريين، وأن الكثيرين منهم عبروا عن رغبتهم في العودة إلى سوريا ومحاربة نظام بشار الأسد.
وتحدث الكاتب عن الدور الروسي والإيراني في سوريا، وعن المليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله اللبناني ودورها في القتال في سوريا، وسط تردد أميركي.
كما تحدث عن المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها السعودية ودول أخرى من حلفاء الولايات المتحدة مثل الأردن وإسرائيل، وذلك جراء المطامع الإيرانية في المنطقة، وسط تراجع ملحوظ للدور الأميركي.
==========================
 
فورين بوليسي: خمسة مبررات لشن الحرب
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/4/3/فورين-بوليسي-خمسة-مبررات-لشن-الحرب
 
تساءل الباحث ستيفن إم والت -أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد الأميركية- عما إذا كانت الولايات المتحدة في طريقها إلى حرب مع دولة أخرى. وأجاب بأن عدد الذين يعتقدون ذلك يتزايد، خاصة بعد إقالة الرئيس دونالد ترمب العديد من العقلاء الذين كانوا يحجمون أسوأ غرائزه وشرع في استبدالهم بصقور مثل مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو الذي أصبح مرشحا للخارجية، والسفير السابق بالأمم المتحدة جون بولتون الذي أصبح مستشارا للأمن القومي.
وأشار والت إلى ضرورة تذكر أن الزعماء لا يبدؤون حروبا يعتقدون أنها ستكون طويلة ومكلفة وقد تنتهي بهزيمتهم، ومع ذلك فإن هذا هو واقع الأمر، لكن الذين يبدؤونها يفعلون ذلك وهم يمنون أنفسهم بأنها ستكون سريعة ورخيصة وناجحة. وبناء على ذلك استشرف الباحث بعض الحجج التي يمكن أن يقدمها هؤلاء الصقور عندما يسعون إلى تبرير الحرب.
1- إن الخطر كبير ومتعاظم، فالمنطق الأساسي وراء الحرب الوقائية هو الافتراض بأن الحرب آتية وأنه من الأفضل أن نقاتل الآن بدلا من التحرك لاحقا. وهذا ما فعلته إدارة بوش بغزوها العراق لاعتقادها أن صدام كان عازما على امتلاك أسلحة دمار شامل وأن الوضع سيكون غير محتمل إذا تمكن من ذلك. كما أن منطق الحرب الوقائية يقر ضمنا بأن الولايات المتحدة لا تزال أقوى وأكثر أمنا من أي من الخصوم.
2- الحرب ستكون سهلة ورخيصة (فقط إذا تحركنا الآن). وبناء على هذه الخطوة فهذا يعني عمليا إقناع الناس بأن التكاليف الواقعة على الولايات المتحدة ستكون ضئيلة وأن مخاطر التصعيد يمكن السيطرة عليها والنتيجة المحتملة سهلة التنبؤ، على افتراض أن العدو سيتصرف تماما كما نريد بدلا من اتيانه بردود أفعال غير متوقعة، وهذا ما يرفضه الصقور دائما عندما يعدون مبرراتهم للحرب.
3- الحرب ستحل كل (أو على الأقل معظم) مشاكلنا. وهذا ما يعد به عادة المدافعون عن الحرب بأن النصر سيحل الكثير من المشاكل فورا، وأن الفشل في التحرك كما يجادل الصقور ستكون له عواقب وخيمة.
4- العدو شرير أو مجنون، وربما كلاهما. ومفاد هذه الرؤية أنك إذا أردت سوْق بلد إلى الحرب فلا تنس شيطنة خصمك، وتصوير الصراع على أنه صدام مباشر للمصالح المتنافسة ليس كافيا، لأنه إذا كان الأمر كذلك فقد تحل المشكلة بالدبلوماسية والتوافق بدلا من القوة العسكرية. ولذلك يبذل الصقور قصارى جهدهم لتصوير المعارضين على أنهم تجسيد للشر وإقناع الجمهور بأن العدو بغيض أخلاقيا وعدواني بشكل غير قابل للتغيير.
5- السلام مخالف للوطنية. وهذه هي علامة التحذير النهائية عندما تبدأ إدارة تدثر نفسها بالعلم الوطني وتوحي بأن التشكيك في استخدام القوة علامة على نقص الوطنية، كما حدث خلال حرب فيتنام عندما اتهم الرئيسان ليندون جونسون وريتشارد نيكسون النشطاء المناهضين للحرب بتقديم المساعدات والراحة للعدو، وكانت الإدارة الأميركية متلهفة للترويج للحرب، وكان لا بد أن تصور أولئك المعارضين على أنهم ضعفاء أو سذج أو غير ملتزمين بما يكفي بأمن الولايات المتحدة.
وختم الباحث بأنه إذا فكر ترمب في الحرب وبدأ الأشخاص البارزون يتحدونه، فسنعرف ذلك من خلال متابعة أخباره على تويتر.
==========================
 
واشنطن بوست: هل ستثقون بأميركا؟
 
http://horrya.net/archives/55884
 
ترجمة إسراء الرفاعي – حرية برس:
طرح الكاتب “مايكل جيرسون” في مقالته في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تساؤلاً موجهاً للشارع الأمريكي، طالباً من القراء من باب التعاطف تخيّل أنهم سوريون مؤيدون لأمريكا. وراح يرسم لهم سيناريوهات مختلفة يمكن أن يعيشوها لو كانوا سوريين، كمشاهدتهم لاثنين من أطفالهم يقتلون عند مهاجمة دبابة لمنزلهم، أو تسوية حيّهم بالأرض بفعل البراميل المتفجرة، أو تطويق منطقتهم وتجويعها في محاولة لإخضاعها، ولربما شاهدوا بناتهم يتم اقتيادهن من قبل جنود يختارون الضحية التي سيغتصبونها اليوم.
وتحدث “جيرسون” الذي كان زميلاً سابقاً في مجلس العلاقات الخارجية، عن زياراته للشرق الأوسط على مدى السنوات القليلة الأخيرة، ولقائه بلاجئين سوريين قصّوا عليه جميع تلك القصص. مشيراً إلى رغبة هؤلاء اللاجئين بالعودة إلى سوريا ومحاربة نظام الأسد، ويُرجّح أن بعضهم قد قام بذلك بالفعل. فقد أعلنت إدارة أوباما في عام 2013 أنها ستقدم دعماً عسكرياً مباشراً لقوات المعارضة الموالية لأمريكا، وكان مسؤول في الأمم المتحدة قد عرض لجونسون رسماً بيانياً يشير إلى ارتفاع كبير في نسبة العائدين إلى سوريا (الذين يُتوقع أن يكونوا عادوا للتسلّح ومحاربة الأسد).
ويرى جيرسون أن الجهود الأمريكية لتسليح المعارضة السورية كانت محض دعابة أو شيئاً تافهاً، وكانت خدعة قاسية بالنسبة للسوريين. وفي المقابل كان الدعم من المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى للجهاديين في سوريا أمراً خطيراً للغاية، وكذلك الأمر بالنسبة لدعم إيران لوكلائها، مما حافظ على بقاء نظام الأسد.
واستطرد جيرسون في تحليله معتبراً أن السياسة الأمريكية في سوريا منذ عام 2011 هي قصة من الارتباك والتردد والخيانة. وأشار إلى التدوينة التي نشرها المستشار الخاص للرئيس أوباما في الفترة الانتقالية في سوريا “فريدرك هوف” في موقع المجلس الأطلسي، التي تُمثل جزءاً مهماً من السجل التاريخي. حيث وصف “هوف” خلال تدوينته السياسة المُتبعة تجاه سوريا في عهد أوباما بسلسلة من الإخلال بالالتزامات وتجاهل الخطوط الحمراء. واقتبس الكاتب جزءاً من مدونة هوف: “لقد أراد أوباما أن يتعامل مع المعارضة الداخلية من خلال التعاطي مع مسؤوليها عبر سيناريوهات متعددة بحسب شدة سوء الأوضاع، بفرضيات لما قد يعقب أي محاولة أمريكية ولو كانت متواضعة عبر إيجاد ثغرة في العقد الناجمة عن سياسة القتل الجماعي”.
وأوضح جيرسون أن إحدى النقاط المقلقة التي تُثير الاستياء من السياسة الخارجية لأوباما وترامب تتمثل بوصف أوباما للصراع في سوريا بأنه “حرب أهلية تخص أحداً آخر”. مشيراً إلى التشابه في استراتيجية النأي بالنفس التي اتبعها الرئيسان حيث أعلنت إدارة ترامب في تموز/ يوليو الماضي عن إنهاء عملية “سي آي ايه” السرية لتسليح المعارضة السورية. وفي الوقت الراهن، جمّد ترامب أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة الإعمار في سوريا، وأعلن _ على ما يبدو بعكس رغبة جيشه_ “بأنهم سيغادرون سوريا قريباً جداً”، وذلك ينطوي على انسحاب حوالي 2000 جندي أمريكي. وأضاف ترامب “فليعتني الآخرون بها الآن”.
واعتبر جيرسون أن كلمة “الآخرون” يُقصد بها الروس والإيرانيون وإرهابيو حزب الله وأركان نظام الأسد. ويرى الكاتب أن انتصار الأسد من المرجح أن يترتب عليه في النهاية ما أطلق عليه الرئيس جون كيندي “سلام القبر وأمن العبد”. إلا أن النتيجة الفورية للانسحاب الأمريكي ستكون تصعيداً كبيراً للنزاع في شرق سوريا، كما أنها سترفع غطاء الحماية عن الحلفاء الأمريكيين القلائل المتبقين على الأرض.
وخلص إلى أن سنوات من القرارات الخجولة _وعدم اتخاذ قرارات_ تركت سوريا في أزمة معقدة. إلا أن القوات الأمريكية تحدث فرقاً، حيث أن انسحابها في هذه المرحلة سيكون ضرباً من الحماقة الاستراتيجية. ستطلق يد روسيا كوسيط قوة في قلب الشرق الأوسط بلا منازع. كما أن الانسحاب الأمريكي يعني التنازل عن حقول النفط التي تخضع لسيطرة القوات المتحالفة معها، ويبارك لإيران في سعيها إلى الهيمنة الإقليمية. ويتساءل جونسون فيما إذا كان ترامب يدرك حقاً عدم التناغم في الاعتراض على هشاشة الاتفاق النووي الإيراني بينما ينسحب من سوريا ويتركها لإيران؟
ويضيف الكاتب أنه يترتب على ذلك أيضاً الكابوس الإنساني الأكثر انتشاراً، فربما يكون هناك أكثر 3 ملايين طفل سوري لاجئ في المخيمات والمجتمعات. منهم من تعرض للعنف والمضايقات والتنمّر باعتباره شخصاً غريباً، ومنهم من اضطر للعمل، ومنهم من هو عرضة للانجرار إلى التطرف، وما يقارب 40% من الأطفال متسربون من المدارس. ويرى جونسون أن عدم المبالاة من قبل أمريكا تشحن هذه الأجيال بالاستياء والغضب.
واعتبر أن الانتصار النهائي لإيران وروسيا والأسد سيعكس عدداً من الرسائل الواضحة التي تتلخص بأن القتل الجماعي، استخدام الأسلحة الكيماوية، وتجويع المدنيين جميعها أساليب تُؤتي ثمارها. وأن الولايات المتحدة يمكنها أن تتجاهل قوانين الحرب والإدانات، وتسمح بالإفلات من دون عقاب.
وفي ختام مقالته رجّح الكاتب أن الإجابة على تساؤله الأول -بعد أن بعثت الخيانة الأمريكية لسوريا رسالة لكل لاجئ التقى به جونسون بالإضافة إلى كل صديق محتمل لأمريكا- بأنه قد يكون من الخطير الثقة بأمريكا.
==========================
 
واشنطن بوست: “السياسية الأمريكية اتسمت منذ اندلاع الثورة بالتردد والخيانة”
 
https://www.genevaupdates.com/archives/14836/
 
ترجم موقع “تطورات جنيف” مقالاً نشر في صحيفة واشنطن “بوست” بقلم  الكاتب “مايكل جيرسون” يتحدث فيه عن زيف الدعم الأمريكي للثورة السورية منذ انطلاقها، حيث عنون مقاله بـ” كاختبار للتعاطف والاستراتيجية العظمى ، حاول أن تتخيل كونك سورياً مؤيدًا لأمريكا”، واصفاً  السياسة الأمريكية في سورية منذ اندلاع “الحرب الأهلية” عام 2011 تتسم بالارتباك والتردد والخيانة.
وورد في المقال “ربما شاهدت مصرع طفليك إثر مهاجمة دبابة لمنزلك، أو تم استهداف شارعكم بالبراميل المتفجرة، أو حوصر حيّك وتم تجويعكم حتى الرضوخ، أو شاهدت ابنتك تقف في طابور ينظمه الجنود الذين ينتقون ضحاياهم لاغتصابهنّ.
التقيت أثناء زياراتي للشرق الأوسط على مدى السنوات القليلة الماضية باللاجئين السوريين الذين أخبروني بكل هذه القصص، وأعرب الكثيرون منهم عن نيتهم العودة إلى ديارهم ومحاربة نظام بشار الأسد، وأتصور أن بعضهم قد عاد بالفعل.
كما أعلنت إدارة أوباما في حزيران/ يونيو 2013 أنها ستقدم دعماً عسكرياً مباشراً لقوات المعارضة الموالية لأمريكا، وأطلعني مسؤول في الأمم المتحدة يتعامل مع اللاجئين على مخطط يشير إلى ارتفاع كبير في عدد العائدين إلى سورية ممّن يتوقع أن يكونوا مسلحين للقتال ضد الأسد.
لقد كان وهماً قاسياً، إذ كانت الجهود الأمريكية لتسليح الثوار بشكل عام مزحة. كما كان دعم المملكة العربية السعودية ودول الخليج للمجاهدين في سورية خطيراً للغاية، وكذلك منع دعم إيران لوكلائها انهيار نظام الأسد.
وأضاف الكاتب أن المستشار الخاص للرئيس باراك أوباما للفترة الانتقالية في سورية ، فريدريك هوف ، قدم مؤخراً جزءاً مهماً من السجل التاريخي في مقال على مدونة المجلس الأطلسي واصفاً سياسة عهد أوباما في سورية بسلسلة من الالتزامات التي لم يتم الوفاء بها والخطوط الحمراء المتجاهلة. يقول هوف: إن أوباما “سيتعامل مع المعارضة الداخلية” ، من خلال “أخذ المسؤولين بالسيناريوهات المحتملة المتعددة، كما إنّ أسوأ الحالات المفترضة لما قد تؤول إليه الأمور في أعقاب أي محاولة أمريكية للتدخل مهما كانت متواضعة ستربك ممارسات النظام في القتل الجماعي”.في نهاية المطاف أصبح من الواضح لـ هوف أن السبب الحقيقي لهذا التردد هو الرغبة الملحة في ضمان صفقة نووية مع إيران، حتى لو كان هذا يعني التضحية” بالأطفال السوريين وأولياء أمورهم. ”
وصف أوباما الصراع السوري بأنه “حرب أهلية لشخص آخر”. وهذا أحد المجالات التي تثير الاستياء من استمرار السياسة الخارجية المثيرة للقلق في عهدي أوباما وترمب. أنهت إدارة ترمب في تموز/ يوليو 2017 عملية CIA السرية لتسليح الثوار المناهضين للأسد. “هذا قرارعظيم”  حسب وصف أحد المسؤولين “لقد فاز بوتين في سورية”. جمد الرئيس الآن أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة الإعمار في سورية وأعلن – خلافاً لنصيحة الخبراء العسكريين على ما يبدو – “سنخرج من سورية قريباً جداً”. وهذا يستلزم انسحاب حوالي 2000 جندي أمريكي. وأضاف: “دعوا الآخرين يعتنون بها الآن”.
لكي أكون واضحاً فإنّ “الآخرين” هم الروس والإيرانيون وحزب الله الإرهابي و نظام الأسد. قد يجلب انتصار الأسد في النهاية ما أطلق عليه الرئيس جون كينيدي “سلام القبر وأمن العبد”. لكن النتيجة الفورية لانسحاب أمريكي ستكون تصعيدًا كبيراً للنزاع شرق سورية. كما أن من شأنه رفع الحماية عن حلفائنا القلائل الباقين على الأرض – حيث نكافئ ثقتهم بصفعة أكثر إيلاماً.
خلّفت سنوات من القرارات السيئة – أو عدم اتخاذ قرارات – مشكلة مستعصية في سورية. لكن القوات الأمريكية تحدث فرقاً، وانسحابهم في هذه المرحلة سيكون نوعاً من البلاهة الإستراتيجية. ستترك روسيا كقوة بلا منازع في قلب الشرق الأوسط، وسيتنازل عن حقول النفط الخاضعة لسيطرة القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة. وسوف يكافئ بحث إيران عن الهيمنة الإقليمية. هل يدرك ترمب عدم التناغم بين اعتراضه على ليونة الاتفاق النووي الإيراني واقتراحه تسليم سورية لإيران؟
لا ننسى الكابوس الإنساني المشع إذ يوجد نحو 3 ملايين طفل سوري لاجئ في المخيمات والمجتمعات – يعاني بعضهم من صدمات نفسية جراء العـنف، كما تعرض بعضهم للإزعاج والمضايقة بوصفهم غرباء، و اضطر بعضهم للعمل، وكان آخرون عرضة للتطرف ، علماً أنّ نحو 40% منهم خارج المدرسة. إضافةً لذلك فإنّ لا مبالاتنا تحقن الأجيال بالاستياء والغضب.
سيرسل الانتصار النهائي لإيران وروسيا والأسد عدداً من الرسائل الواضحة مفادها: القتل الجماعي وسيلة مجدية، استخدام الأسلحة الكيميائية مجد، التجويع القسري للمدنيين مجد، يمكن تجاهل قواعد الحرب والإدانات من قبل الولايات المتحدة مع الإفلات من العقاب.
لقد أرسلت خيانتنا المستمرة لسورية رسالة إلى كل لاجئ التقيته وإلى كل صديق محتمل لبلدنا مفادها: قد يكون من الخطير الثقة بأمريكا.
==========================
 
"نيويورك تايمز": إدلب الخيار الوحيد للمعارضة السورية
 
http://www.eda2a.com/news.php?menu_id=6&news_id=178665
 
كتب ماري مراد | الثلاثاء 03-04-2018 11:14
تحت عنوان "خياران كلاهما مر للسوريين المحاصرين بين الأسد والمتطرفين" نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا عن السوريين الذين يفرون من الغوطة الشرقية إلى مدينة إدلب السورية، هربا من بطش قوات النظام السوري، مؤكدة أن إدلب لم تكن الخيار الأفضل بل كانت الخيار الوحيد لهؤلاء الفارين.
وأوضح التقرير أنه عندما استعادت القوات الموالية للحكومة مسقط رأسها من المعارضين السوريين، قبلت نسرين نفس صفقة الاستسلام التي قدمتها الحكومة لعشرات الآلاف من السوريين: رحلة حافلة في اتجاه واحد إلى مكان لم تكن فيه قط - محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.
منذ اندلاع الحرب في سوريا، تضاعف عدد سكان إدلب، إذ انتقل خليط من المدنيين الهاربين والمعارضين المهزومين والجهاديين المتعصبين وأمثال نسرين الذين حزموا عائلاتهم لركوب حافلة الاستسلام الحكومية.
الفصل الأخير من الثورة
ولكن مع قيام القوات الحكومية بإنهاء حملة عنيفة في الغوطة الشرقية، فمن المرجح أن تكون إدلب الهدف التالي، وهذه المرة  لن يكون هناك مكان آخر للهروب.
"ربما هذا هو الفصل الأخير من الثورة" قالت نسرين ، 36 عاما مدرسة لغة عربية من منتجع مضايا السياحي في وقت سابق، في مقابلة على الإنترنت مؤخرا، مضيفة:  "السوريون يقتلون السوريين. لم يعد شيء يهم بعد الآن. قررنا أن نموت واقفون، أنا حزينة على الثورة، وكيف ذهبت، وكيف دعا الناس إلى الحرية والآن انتهى كل شيء".
إدلب، محافظة صغيرة محافظة على الحدود التركية، وهي أكبر منطقة في سوريا يسيطر عليها المعارضون،  واحدة من أقدم المناطق التي تمردت ضد الرئيس بشار الأسد، وربما تكون المكان الذي تنتهي فيه الثورة التي بدأت قبل أكثر من 7 سنوات.
ونفذت الحكومة غارات جوية شديدة هناك مع حليفتها روسيا، أصابت المستشفيات والعيادات والمدارس وأسواق الأحياء بصورة روتينية، لكن السوريين لا يزالوا يأتون إلى إدلب.
وفي الأيام الأخيرة، تم نقل أكثر من 10 آلاف مقاتل ومدني إلى إدلب من مناطق مستسلمة من الغوطة الشرقية، وهؤلاء يصلون في حالة من الصدمة والإرهاق والخيبة، وغالباً ما يصطحبون أطفال يعانون من سوء التغذية بعد سنوات من الحصار.
 عش للجهاديين
تعاملت الحكومة مع المحافظة كقاعدة لمن لا تريدهم في أراضيها، وترسم المقاطعة باعتبارها عشًا للجهاديين، لكن الغالبية العظمى في إدلب من المدنيين، بما في ذلك النشطاء غير العنيفين قد يواجهون الاعتقال والتعذيب إذا بقوا في المناطق الحكومية.
مروان حباق، الذي نجا من القصف في الغوطة الشرقية داخل "بدروم" مع زوجته وابنته الرضيعة ياسمينة، اصطحبهم إلى إدلب، وكان هذا الخيار صعبا، لأنه لا يوجد مكان للعيش فيه في إدلب وسيضطرون إلى ترك والدي زوجته وسيواجهان المزيد من القصف، لكن إذا بقوا، فهو على يقين من أنه سيُعتقل أو يُجبر على الخدمة العسكرية، وقال: "خياران مريران، الهروب إلى المجهول أو البقاء في يد الأسد".
"إنه عار على العالم" هذا ما أكده مهران عيون، عضو مجلس المعارضة في المنفى لضواحي دمشق، التي تجتمع في تركيا، متابعا: "إذا وافقت على جريمة الحرب المتمثلة في الإجلاء القسري، فعلى الأقل تأكد من أن هؤلاء الأشخاص لا يعانون مرة بعد أخرى".
وكانت إدلب خاضعة لسيطرة معارضين متصارعين، بعضهم يقودهم منشقون من الجيش مدعوم من الولايات المتحدة يطالبون بدولة مدنية، ورحب آخرون، بمن فيهم أحد أعضاء القاعدة، بالمقاتلين الأجانب واعتنقوا مجموعة من الأيديولوجيات الإسلامية، لكن المتشددين صارت لهم اليد العليا، إذ لعبوا دور الحكومة لدرجة أنهم اختلقوا توترات مع السكان الذين يعارضونهم، وبينما يكافحون من أجل البقاء، يتم القبض على العديد من السكان بين الغارات الحكومية.
وانضمت نسرين إلى الثورة في البداية عام 2011، دافعة إلى ديمقراطية مدنية علمانية، مثل عشرات آخرين من سكان إدلب تمت مقابلتهم في هذا المقال عن طريق الهاتف والبريد الإلكتروني، وطلبوا عدم الكشف عن هويتها بشكل كامل خوفا من العقاب من أي جانب.
 التسلق على ظهر الثورة
واستقلت نسرين حافلة إلى إدلب العام الماضي بعد أن نجت من الحصار لمدة سنة، على أمل أن ابنها عبد الله ، 10 سنوات، لن يموت جوعا كما حدث لبعض الأطفال في بلدتها (مضايا)، وفي البداية كانت متحمسة للم شملها مع زوجها، طالب القانون السابق والمقاتل الثائر الذي ذهب إلى إدلب قبل ذلك بسنتين.
لم تندم على مغادرتها مضايا، فبعد استيلاء الحكومة عليها أرسل شقيقها وشقيق زوجها إلى الجبهة مع الحد الأدنى من التدريب، وماتا في المعركة، لكن نسرين شعرت بالانزعاج من اللوحات الإعلانية الجهادية الموجودة في مدينة إدلب، ونقاب الوجه والمقاهي التي تفصل النساء وحظرتهن من التدخين، وعندما ترتدي غطاء الرأس المعتاد لها ومعطفا متواضعا، فإن القائمين على التنفيذ الديني يحاكمونها لعدم تغطية وجهها.
 لقد تحدث أحد جيرانها باستمرار عن محاربة الشيعة، وليس عن بناء دولة جديدة، وفي النهاية فقدت نسرين أعصابها وقالت لها: "لماذا تسلقتوا على ظهر الثورة، لم أشارك في الثورة لأرى هذا".
زوجها أحمد، الذي كان مقاتلا متمردا في مضايا، كافح للعثور على طريقة لمواصلة القتال من أجل قضية كان يؤمن بها، وبعد انضمامه لفترة وجيزة إلى اثنتين من الفصائل الإسلامية الرئيسية في إدلب، انسحب، وقال: "لقد اعتبروني كافرا واعتبرتهم متطرفين".
لكن الجزء الذي صدم نسرين كان اليوم الذي أعلن فيه ابنها بعد أشهر قليلة من لعبه مع أطفال آخرين في إدلب: "أريد الانضمام إلى الجهاد"، وحينها قررت نسرين إنشاء بدائل تعليمية وبدء الحملة بهدوء ضد تجنيد الأطفال في المدارس الدينية المتشددة والفصائل المتمردة، كما ساعدت في فتح منظمة تقدم الدعم النفسي والأنشطة الثقافية.
 مرحبا بالموت
أما أم عبدو ، 36 سنة، أستاذ الفلسفة في حلب، أكبر مدينة سورية، فقد اتخذت منهجًا أكثر تصادمًا، ففرت إلى إدلب في عام 2014 خشية أن يتم اعتقالها بعد أن اعتقلت القوات الحكومية زوجها، وقالت: "أنا لا أبقى صامتة. أنا لا أخاف من الموت، مرحبًا بالموت"، مشيرة إلى أنها لا تترك منزلها دون بندقية.
 ولم تتمكن أم عبدو من إيجاد عمل في جامعة حلب وتم حظر الفلسفة باعتبارها شركا لذلك أصبحت طبيبة تقليدية تعالج النساء، ووجدت أن حرياتهن المحدودة بالفعل قد تقلصت أكثر تحت المتشددين الذين يسيطرون على إدلب.
وسمعت من طلاب غسل دماغهم في نعت آبائهم بالكفار، وبيع الفتيات المراهقات للزواج، ووصلت إليها امرأة غير قادرة على الكلام، اتضح أن زوجها ضربها ضربًا شديدا بعد أن ضبطته يخونها.
ومع شهادة في الشريعة الإسلامية، بدأت تدافع عن المستضعفين في المحكمة الإسلامية، وساعدت المزارعين على هزيمة محاولات الفصائل في الاستيلاء على أراضيهم، وفازت بالطلاق لامرأة كان والدها قد باعها لمقاتل أجنبي اغتصبها وضربها، وقالت: "عندما قررنا الثورة ، كانت ضد الظلم، لكننا نواجه اليوم أسوأ اضطهاد".
 الخيار الوحيد
ووصلت ريما، وهي سجينة سياسية سابقة من مضايا، إلى إدلب مطلقة دون روابط عائلية أو أقارب ذكور لحمايتها، وكان عدد قليل من أصحاب العقارات يستأجرون لامرأة واحدة وطردها أحدهم حينما رفضت تقربه منها، وأضافت: "حتى سائق التاكسي سأل لماذا أنت وحدك؟ لماذا ليس لديك أشقاء".
في الآونة الأخيرة، أعلنت السلطات المحلية في مدينة إدلب أن النساء العازبات سيضطررن للعيش في مخيمات خاصة، وبالنسبة لريما فإن المشكلة تم حلها حينما خُطبت، لكنه طلب منها أن تحجب وجهها، فقالت: سأفعل ليس لكوني اقتنعت لكن لأنني أحبه".
وختمت بقولها: "إدلب لم تكن أفضل اختيار، بل هي الاختيار الوحيد".
==========================
الصحافة التركية :
 
ملليت :آن الأوان لعودة ضريح "شاه سليمان" إلى مكانه
 
http://www.turkpress.co/node/47426
 
تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
عند الحديث عن الإرهاب يقول ترامب وماكرون إن لا هوادة في مكافحته، لكن الوضع يتغير عندما يتعلق الأمر بتنظيم "واي بي جي/ بي كي كي".
فالأول يعتبر التنظيم قوته البرية ضد داعش ويسلح إرهابييه، والثاني يستضيف قيادييه في الإليزيه، ويسدي لهم النصح. تعود الألاعيب القذرة من جديد على الأخص عندما يقع "بي كي كي" في مأزق.
فبعد أن رأى ماكرون عزم تركيا من خلال عملية غصن الزيتون، أخذ يفكر فيما إذا كان باستطاعته أن يكون المنقذ لتنظيم "بي كي كي". بل إنه يعتزم إرسال قوات إلى الساحة لتكون درعًا للتنظيم.
فهل تؤثر هذه النوايا على عزم تركيا، أو تجعلها تتراجع عن خطتها بشأن منبج؟
يقول الجنرال المتقاعد د. نعيم بابور أوغلو: "لا تؤثر، ويجب ألا تؤثر. سواء أكان هناك قوات فرنسية أو أمريكية، ليس هناك مشكلة. بل يتوجب على أنقرة أن تقوم بحملة تشمل شرق الفرات أيضًا".
ويضيف بابور أوغلو: "ستفتح تركيا ممرًّا واسعًا من تل أبيض إلى منبج. أي أنها لن تدخل منبج من الشمال كما فعلت في عفرين. ستضرب عصفورين بحجر واحد من خلال ممر أمني تسيطر بواسطته على شرق الفرات ومنبج. والسبب في فتح هذا الممر سيكون إعادة ضريح "سليمان شاه" إلى مكانه الأصلي، الذي يقع على ضفة الفرات شرق منبج".
ويوضح أن "القوات التركية ستشكل منطقة آمنة بعد نقل الضريح، ومن ثم تبدأ بتوسيع الممر رويدًا رويدًا باتجاه منبج وشرق الفرات في آن معًا. برأيي ينبغي على تركيا اتباع هذه الخطة، وإن لم تفعل فستدخل منبج من الحدود، كما فعلت في عفرين".
هل هذا ممكن في الظروف الحالية؟
يجيب بابور أوغلو: "لم لا. إذا بدأت من تل أبيض يمكنها القول إنها نقلت ضريح "سليمان شاه" من هناك بسبب داعش، وإنها تعود إلى أرض تركية بموجب اتفاقية مع الدولة السورية، بما أن التهديد انتهى. وإذا دخلت منبج عبر الحدود فهذا أيضًا دفاع مشروع عن النفس. ستتعالى الأصوات ربما أكثر من عفرين، لكن تركيا قادرة على التنفيذ".
إذًا هذا هو الوقت المناسب؟
يقول الجنرال المتقاعد: "برأيي نعم. لأن الوقت يمر في غير صالح تركيا. تقول فرنسا إنها سترسل قوات. فأيها أسهل قبل دخول القوات الفرنسية أم بعده؟ على الأقل لن تضطر أنقرة للتنسيق مع باريس، حاليًّا الولايات المتحدة فقط موجودة هناك".
ماذا يمكن أن تفعل الولايات المتحدة؟
"لا يمكنها فعل شيء، فتركيا يمكنها إغلاق قاعدة إنجيرليك. لا تثير البلدان الحروب فيما بينها بسهولة. قد تقع حوادث منفردة، لكن لا تصطدم القوات التركية بالفرنسية أو الأمريكية. هذا غير وارد حاليًّا".
==========================
 
ستار :هل تنسحب الولايات المتحدة حقًّا من سوريا؟
 
http://www.turkpress.co/node/47427
 
سيفيل نورييفا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
جميعنا نذكر تصريحًا أدلى به ديفيد بترايوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قبل أسابيع حول حرب أمريكية تركية محتملة.
بترايوس أكد أن على أمريكا أن تفكر مرتين بهذا الخصوص، وقال: "لأن الأتراك لا يفكرون بشيء آخر إذا تعلق الأمر بوطنهم ودينهم. نتحدث هنا عن أمة مقاتلة بأسرها".
لنفكر قليلًا بتصريح الرئيس الأمريكي بخصوص انسحاب بلاده من سوريا، مع التطرق إلى تعليقات بعض المسؤولين الأمريكيين الرفيعين.
لماذا شعر ترامب بالحاجة للإدلاء بمثل هذا التصريح؟ ولماذا دخل ماكرون على الخط بهذا الاستعجال؟ هل هناك خطة مشتركة بينهما؟
نعلم ونرى أن فرنسا تسعى منذ زمن طويل من أجل سرقة دور تركيا، وندرك أنها ترغب في الجلوس إلى الطاولة في العالم الإسلامي، لهذا يمكن أن نرى تحمسها الشديد.
لا ترغب الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع تركيا، لأسباب متعددة. موقف تركيا ونجاح جيشها في العمليات بسوريا سبب هام، لكن هناك أمر آخر.
تركيا على الطريق لتصبح لاعبًا رئيسيًّا. ليس في منطقتها فحسب بل على الصعيد العالمي. لنعد الآن إلى تصريح المدير السابق للاستخبارات الأمريكية، "الأتراك أمة مقاتلة بأسرها. إذا تعلق الأمر بوطنهم ودينهم لا يفكرون بشيء آخر"، هذا هو بيت القصيد!
وبما أن الولايات المتحدة تدرك هذا الأمر، فهي تحتاج إلى طاقم جديد يقوم بالمهمات. أي إلى حملة تكتيكية. بعد كل هذه المطالبات بعقوبات صد روسيا وإيران كيف يمكنها الجلوس إلى طاولة المفاوضات في سوريا معهما؟
ولنقل إنها جلست، ألن تستخدم موسكو وطهران حاجة واشنطن هذه كورقة للمساومة؟ تمتلك فرنسا مغامرة تاريخية وسياسية مع روسيا وإيران.المدرسة الفرنسية ما تزال قائمة حتى الآن في إيران.
وفي هذا الحال ستعمل واشنطن على إثارة العداوة بين فرنسا وتركيا، على مبدأ الشرطي الطيب والشرطي السيئ! وبالمناسبة، إذا حدثت مواجهة بين تركيا وفرنسا فلن يكون بمقدور الأخيرة مجابهة جيش نظامي.
لكن الولايات المتحدة تدرك أن دفع تركيا إلى حرب مفتوحة سيجعل أنقرة تتحالف مع أعداء واشنطن كروسيا وغيرها، وسيكون لذلك ثمن باهظ بالنسبة للولايات المتحدة.
ولهذا ستدفع فرنسا إلى التعامل مع روسيا وإيران بلهجة معتدلة، وتستخدم هي لهجة شديدة مع البلدين المذكورين، في حين ستفضل التعامل بلهجة معتدلة مع تركيا.
لأن الهدف هو محور روسيا تركيا إيران، وهنا يبدو تدخل ماكرون وكأنه تمهيد لهذه الخطوة.
تمتلك تركيا القدرة على تسطير تاريخها وتحديد مصيرها. هذا هو الواقع، حتى وإن أصر البعض على إنكاره.
==========================
 
صباح :واشنطن وباريس تتناوبان على الاحتلال في سوريا
 
http://www.turkpress.co/node/47379
 
برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تحدث رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عن التصريحات الأمريكية الفرنسية المتزامنة عن سوريا، فقال إن البلدين يتبادلان النوبة في الشتاء والصيف.
وفي معرض رده على أسئلتنا، معشر الصحفيين، على متن الطائرة، في رحلة العودة من زيارة البوسنة، رحب يلدريم بتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اعتزام بلاده الانسحاب من سوريا، في حين اعتبر لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع قادة "بي كي كي" في الإليزيه "استفزازًا شديدًا".
وهذه العناوين البارزة من إجابات يلدريم:
تبادل المناوبة في سوريا
أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب خلال فترة قصيرة من سوريا، ثم تبعته تصريحات من ماكرون عن إرسال قوات فرنسية إلى سوريا، كيف تقيمون هذه المواقف؟
البلدان يتبادلان المناوبة (في سوريا)، ينتقلان من نوبة الشتاء إلى نوبة الصيف.
تشوش في واشنطن
هل كان هناك مؤشرات، أم أنها كانت مفاجأة بالنسبة لكم؟
الرئيس ترامب يحب كثيرًا المفاجآت. لكن لاحقًا أعلنت وزارة الخارجية أن لا علم لها بالأمر. بمعنى أن هناك تشوش في واشنطن كما هو الحال دائمًا.
ما يهمنا هو تصريحات الرئيس الأمريكي، وما سواها لا أهمية له. ولهذا نرحب بقرار الرئيس ترامب، فهو قرار صائب. لأن مكافحة الإرهاب مسألة جادة، ولا يمكن إجراؤها بالاعتماد على تنظيمات إرهابية أخرى.
ما يُفهم من كلام الرئيس الأمريكي أن التعاون مع "بي كي كي" كان مؤقتًا، وبما أن مكافحة تنظيم داعش قد انتهت تقريبًا، فلم يعد للولايات المتحدة حاجة بهذا التعاون.
تصرف ماكرون استفزاز شديد
ما فعله الرئيس الفرنسي لا يمكن قبوله أبدًا. ارتكب خطأين متتالين. قال إن تركيا احتلت عفرين، وكان هذا خطأه الأول. ولم يمضِ وقت طويل على ذلك، حتى استقبل في الإليزيه وفد "قسد"، أي قادة "بي كي كي". تصرف فرنسا حليفتنا في الناتو استفزاز شديد، ولا نقبله.
هل هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وفرنسا؟
لا يمكننا القول بذلك في هذه المرحلة. يقف حلفاؤنا الأوروبيون بشكل عام في الملف السوري في الصف الخلفي، ويعتقدون أنهم في الظل، لذلك يسعون للانتقال إلى الصف الأمامي. ولا ضير في ذلك ما داموا يتخذون قرارات صائبة.
سنجار.. لا يمكننا القول إن المهمة انتهت
هل أنتم راضون عن الخطوات التي أقدم عليها العراق في سنجار بشأن "بي كي كي"؟
لا يمكننا القول إن المهمة انتهت، يجب بذل مزيد من الجهد. بطبيعة الحال، خيارنا الأول أن تقوم الحكومة العراقية بالمهمة. إن لم تفعل بغداد فالخيار الثاني أن ننجز المهمة بالاشتراك معها. وإن لم يكن ذلك ممكنًا، لدينا القدرة على مكافحة الإرهابيين هناك (في سنجار) كما فعلنا في سوريا، وكما نفعل في مناطق شمال العراق، غارا ومتينا وقنديل وأفاشين وباسيان.
منطقة عفرين هي أولويتنا
ما هي آخر المستجدات في تل رفعت؟
أولويتنا حاليًّا منطقة عفرين، نعمل على تفكيك المتفجرات الكثيرة هناك، فقد فخخوا كل مكان بأساليب لا تخطر على بال أحد، حتى يوقعوا خسائر في صفوف قواتنا.
==========================
الصحافة الفرنسية والبريطانية :
 
صحيفة فرنسية: تركيا تواجه باريس في سوريا وإسرائيل بغزة
 
https://arabi21.com/story/1083717/صحيفة-فرنسية-تركيا-تواجه-باريس-في-سوريا-وإسرائيل-بغزة#tag_49219
 
نشرت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن غضب أنقرة بسبب التعاون الفرنسي الكردي من جهة، وبسبب القمع الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة من جهة أخرى. وجعلت أحداث هذا الأسبوع أنقرة على خط النار مع فرنسا وإسرائيل، وحتى كوسوفو.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المنطقة تشهد تجاذبات سياسية ودبلوماسية في جميع الاتجاهات، خاصة بعد أن جدت نقاشات دبلوماسية حادة بين تركيا والعديد من الدول الأخرى.
 وبدأت هذه المناوشات مع فرنسا عندما استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الخميس الماضي في الإليزيه، وفدا من قوات سوريا الديمقراطية، والتحالف العربي الكردي، الطرف الذي كان له دور مهم في الحرب ضد تنظيم الدولة.
واضاف معد التقرير ناتالي أمو أن السلطات التركية تعتبر وحدات الشعب الكردي، المكون الأساسي لهذا التحالف، على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة والاتحاد الأوروبي من المنظمات الإرهابية.
وظهر التوتر في العلاقات بين تركيا وفرنسا، عندما صرح الوفد الكردي بأن باريس ستقدم "مساعدة عسكرية" للأكراد في سوريا.
في المقابل، لم يؤكد الرئيس الفرنسي هذه التصريحات، وأعلن أنه لن يتم إطلاق عملية عسكرية أخرى في الشمال السوري.
 وأشارت الصحيفة إلى وجود قوات فرنسية خاصة في الشمال السوري تعمل جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية المتواجدة في منبج.
من جهته، ظن الجانب الفرنسي أنه يهدئ الوضع مع أنقرة، من خلال اقتراح الوساطة في الصراع الكردي التركي، بشرط أن تلتزم قوات التحالف العربي الكردي بعدم التعامل مع حزب العمال الكردستاني.
لكن، قوبلت هذه المبادرة بالرفض من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي رد عليها بالقول إنه "لا يريد الوساطة الفرنسية من أجل التفاوض مع منظمة إرهابية". 
 وتطرقت الصحيفة إلى جانب آخر من الصراع الدبلوماسي، الذي تمثله كل من تركيا وإسرائيل.
وجدّ هذا التوتر إثر اندلاع المواجهات العنيفة في غزة، الجمعة الماضي.
وقام الجيش الإسرائيلي خلال هذه الأحداث بقتل قرابة 17 متظاهرا فلسطينيا شارك في المظاهرات الحاشدة، التي انطلقت بمحاذاة الجدار العازل بين غزة وإسرائيل.
 وأوردت الصحيفة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اعتبر فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إرهابيا".
 في المقابل، رد نتنياهو على هذه التصريحات بالقول إن "جيشه لا يتلقى دروسا في الأخلاق من شخص يقصف المدنيين بشكل متواصل منذ سنوات".
 وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة انتقدا الرد الإسرائيلي، وأعلنا إجراء "تحقيق مستقل" بشأن العنف المسلط على المتظاهرين في غزة.
وفي السياق ذاته، وصف وزير الحرب الإسرائيلي أفيغادور ليبرمان، التحقيق الذي سيجرى "بالنفاق".
 واعتبرت الصحيفة أن اشتعال فتيل العنف ينبئ بخطورة التصعيد، حيث يحاصر قطاع غزة، الذي يخضع إلى سيطرة حركة حماس، من الجانب المصري والإسرائيلي على حد سواء.
ويضاف إلى ذلك، عدم توصل حماس إلى اتفاق مع حركة فتح التي يقودها محمود عباس.
وأدت هذه التطورات إلى تدهور الوضع أكثر في القطاع؛ ما قد يؤدي إلى أزمة إنسانية أو إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل.
 وأوضحت الصحيفة أن التوترات يعد الرئيس، رجب طيب أردوغان، جزءا منها لم تتوقف عند هذا الحد، إذ كان لتركيا ردة فعل غاضبة ضد كوسوفو، التي استقلت عن صربيا سنة 2008، التي تضم غالبية مسلمة.
وعلى وجه الخصوص، تتورط كوسوفو في عملية أمنية مشتركة بين الاستخبارات في تركيا وكوسوفو، أسفرت عن تسليم معارضين لأردوغان إلى أنقرة.
 وفي الختام، قالت الصحيفة إن رئيس الحكومة الكسوفي، راموش هاراديناي، قام بإقالة وزير الداخلية والمخابرات، ردا على العملية الأمنية السابق ذكرها. ونتيجة لذلك، انزعج الرئيس التركي وتوعد الكوسوفيين بدفع الثمن.
==========================
 
كاتب لـ«ميدل إيست آي»: هزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق أكذوبة
 
http://rassd.com/403450.htm
 
 سرعت الدولة العراقية في إعلان هزيمة «تنظيم الدولة» بعد محاولاته لتأسيس «دولة الخلافة»، وبنت ادّعاءها على انتزاع العاصمتين الفعليتين في «الموصل» بالعراق و«الرقة» في سوريا بعد حملات عسكرية طويلة خاضتها السلطات المحلية بدعم إقليمي ودولي واسع النطاق.
فبعد الاستيلاء السريع على «تلعفر والحويجة» من التنظيم العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» أنّ الحرب ضده انتهت وربحها العراق. بينما اختفى التنظيم في سوريا رسميًا، على الأقل من الخريطة، كما سقط في بلدات تُوقّع أن يدافع فيها عن نفسه حتى الموت؛ لا سيما دير الزور والمناطق بالقرب من الحدود السورية العراقية.
كلّ هذه التقارير والأخبار الماضية المتداولة لم تُفحص جيدًا؛ فما زال التنظيم مسيطرًا على «بوكمال وحاجين» وجيوب صغرى أخرى.
هذا ما يراه الصحفي البريطاني المختص بالسياسة الدولية «جيمس سنيل» في مقاله بصحيفة «ميدل إيست آي» وترجمته «شبكة رصد»، مضيفًا أنّ المحللين والمراقبين يلاحظون أنّ التنظيم أظهر قدرة على الانسحاب من مناطق بهدف الحفاظ على قواته لا التراجع والانسحاب؛ مفسرين السقوط السريع لمناطق مثل تلعفر والحويجة والأماكن الأخرى بصفقة أبرمت مع القوات المتحاربة معها، واقترح البعض توفير مخرج لهم بدلًا من هزيمتهم كليًا.
تكتيكات مستمرة
ويقول الخبيران في الجماعات الإرهابية «حسن حسن ونرابس كاظمي» إنّ التنظيم لديه القدرة على إعادة تنظيم نفسه والعودة مرة أخرى من جديد، متوقعين أنه اتّخذ من المناطق الحدودية السورية العراقية ذات الكثافات السكانية المنخفضة مكانًا للاختباء ووسيلة للسفر دون عوائق ودون اكتشافهم.
وكشفت تقارير ورادة من الصحفي الألماني «كريستوف رويتر» أنّه حتى في الأراضي العراقية المحررة من التنظيم ما زال قادرًا على التأثير حتى الآن؛ مؤكدا أنّه يظهر بالليل لترويع السكان المحليين، والسخرية من القوات العراقية التي تسيطر على المناطق اسمًا فقط وليس بطريقة فعلية.
وأثبت تنظيم الدولة أنّ تكتيكاته المعتمدة على التخويف وارتكاب أعمال إرهابية كبرى ما زالت تعمل.
رمز التنظيم ما زال قويًا
في الأسابيع الأخيرة، استطاع مقاتلو تنظيم الدولة التنسيق فيما بينهم وقادوا هجمات كبرى في كركوك وبغداد بالعراق، وكابول في أفغانستان؛ حيث يسيطر التنظيم هناك على ولاية كبرى تعرف باسم محافظة خراسان.
كما يحافظ التنظيم على وجود كبير في دير الزور بسوريا، وآخذ في الاتساع عالميًا أمام الجماعات المرتبطة بالتنظيم اسمًا، وما زالت تحت مكانة داخل مجتمعاتها، وتعتمد حاليًا على خبرات وكوادر أجنبية في مصر وأفغانستان ونيجريا والفلبين وغيرها.
باختصار، العلامة التجارية لتنظيم الدولة ما زال قويًا ومتماسكًا وتلقى رواجًا؛ فأتباعه في أوروبا قادرون على إطلاق هجماتهم، كما حدث الأسبوع الماضي في تريب بفرنسا ونفّذ مغربي يدين بالولاء للتنظيم هجومًا؛ وكلها أمور توحي بأنّ التنظيم ما زال بعيدًا عن الهزيمة، حتى لو جزئيًا.
ويرجع بقاء التنظيم وقدرته المستمرة على إطلاق الهجمات إلى القرارات التكتيكية المنفّذة بوعي، إضافة إلى عوامل أخرى خارجة عن إرادته؛ كقرارات الحلفاء والدولة المتحاربة معه، لا سيما أميركا.
التوترات التي لم تحل
بدأت أميركا بقيادة تحالف عالمي لهزيمة تنظيم الدولة في القلب من استراتيجيته، لكنّ هذه الاستراتيجية خلقت مشاكلها الخاصة؛ إذ اعتمدت دول التحالف على الوصول إلى تسويات سياسية لتقليل نفوذ التنظيم وتفكيك بنيته التحتية الأساسية. وما زالت خلاياه قادرة على العمل؛ وهو ما تفسّره الهجمات الأخيرة في المناطق المحرّرة.
كما أنّ سرعة الاستيلاء على الموصل والرقة في العراق وسوريا كانت لها عواقب وخيمة على سلامة السكان المحليين؛ إذ أثّر فيهم التنظيم بقوة؛ وهو ما يعني أنّ التحالف فشل في التعامل مع تبعات وجود التنظيم في المناطق التي كان يسيطر عليها.
كما نمت توترات أخرى لم تكن في حسبان أميركا؛ مثلما حدث بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، ولم تُحلّ إلى الآن، كما لم تستطع دول التحالف طمأنة تركيا بشأن مخاوفها المتعلقة بالحدود مع سوريا؛ فقادت حملة «غصن الزيتون» وغيرها خشية من تنامي نفوذ حزب العمال الكردستاني و«وحدات حماية الشعب» اللذين تعتبرهما «إرهابيين».
الحلفاء يقاتلون بعضهم بعضًا
والآن، تحوّل الحلفاء الاسميون إلى مقاتلة بعضهم بعضًا علنًا وبشكل ملحوظ في سوريا، وعلى مستوى منخفض في العراق، ولم يتخذ الأميركيون خطوات جادة لمنع حدوث مثل هذه الاشتباكات؛ ما شتّت من جهود الحرب ضد التنظيم وأعطاه فرصة لإعادة تشكيل نفسه من جديد.كما تضاربت المصالح الشخصية مع الأهداف المشتركة، خاصة وأنّ المصالح يصعب التنبؤ بها في ظل تعقيد الصراع؛ وهو ما زاد من التوترات داخل تحالف محاربة التنظيم.
في النهاية، لم تستطع الدبلوماسية الأميركية تقديم كثير لمنع العنف بين الدولة العراقية وحكومة كردستان، ولم تعالج المخاوف التركية؛ ونتيجة لذلك نجمت صراعات موازية للصراع ضد التنظيم، ووسط هذا تمكّن التنظيم من استكمال إبحاره والحفاظ على قواته، وتمكينها من إطلاق هجماتها، بينما يقاتل الحلفاء بعضهم بعضًا!
==========================