الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 4/7/2016

سوريا في الصحافة العالمية 4/7/2016

05.07.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. غارديان: نهاية تنظيم الدولة لصالح القاعدة
  2. مجلة فورين بوليسي: سياسة أردوغان في دعم المتطرفين والتدخل بشؤون دول أخرى وضعت أمن تركيا في خطر حقيقي
  3. كريستوف ريوتر - (ديرشبيغل) 23/6/2016 :"سوف نعود": خسائر "داعش" قد تشعل فتيل حرب طائفية
  4. ديبكا :من سرت إلى دكا.. داعش يضرب عن بعد
  5. "نيويورك تايمز": "داعش" يحول تركيزه بعيدًا عن الشرق الأوسط
  6. ذي أتلنتك  :كيف أسهمت الولايات المتحدة في تنامي ظاهرة الإرهاب في البلاد؟
  7. فوربرس  :بعد التقارب الروسي التركي.. هل ستتخلى أنقرة عن المعارضة السورية؟
  8. الفايننشال تايمز: تركيا تغير استراتيجيتها في سوريا بعد اعتذارها لروسيا
  9. معهد واشنطن :صياغة تعاون أمريكي -روسي ضد «جبهة النصرة»
 
غارديان: نهاية تنظيم الدولة لصالح القاعدة
أورد مقال بصحيفة غارديان البريطانية أن هجمات تنظيم الدولة بتركيا وبنغلاديش ربما تكون جزءا من محاولات يائسة للحفاظ على حلم الخلافة حيا، مضيفا أن الرابح من نهاية التنظيم هو تنظيم القاعدة وليس الغرب.
وأوضح المقال الذي كتبه جاسون بروك أن محللي الاستخبارات في الغرب حذروا منذ وقت طويل من أنه عندما يبدأ تنظيم الدولة فقدان الأرض، فإنه سيبدأ حملة من العنف الواسع وشديد الوطأة.
وأضاف الكاتب أنه يبدو أن هذه التوقعات صدقت، إذ يأتي تفجيرا مطار إسطنبول والمطعم بالعاصمة البنغالية دكا عقب خسائر مهمة لتنظيم الدولة في كل من العراق وليبيا واليمن وأفغانستان ومصر.  
وأشار إلى أن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) جون برينان كان أبلغ لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأنه عندما يزيد الضغط على تنظيم الدولة "نعتقد بأنه سيكثف حملته الإرهابية على نطاق العالم للحفاظ على هيمنته على أجندة الإرهاب".
وقال إن تنظيم الدولة -كما شدد برينان في حديثه ذلك- لا يركز فقط على ضرب الغرب، بل على تهميش خصومه في إطار "مشهد الجهاد العالمي"، مضيفا أن الخصومة الشخصية الشديدة بين زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي وزعيم القاعدة أيمن الظواهري عميقة، وأن المنافسة بين التنظيمين مريرة، وهذا العامل مفتاح رئيسي لتفسير جزء من العنف الجاري هذه الأيام، وإن الهجوم ببنغلاديش يأتي ليثبت تنظيم الدولة للقاعدة أن له موطئ قدم واسعا بأحد معاقلها الرئيسية.
وأوضح أيضا أن مشروع تنظيم الدولة يحتاج لانتصارات مستمرة، "فهو تنظيم تم تشييده على التقدم وليس التراجع، مع حاجة دائمة لفرص جديدة للعنف والابتزاز والنهب".
وأضاف أن النهاية الفوضوية للتنظيم ربما لم تحن بعد، وتحتاج عامين أو ثلاثة حتى تكتمل، لكنها عندما تكتمل فإن الرابح ربما لن يكون الغرب أو القوى الإقليمية، بل تنظيم القاعدة المنافس الذي اعتمد إستراتيجية وضع الأهداف المعتدلة والعمل الحذر والصبر خلال الأعوام السابقة.  
 
======================
مجلة فورين بوليسي: سياسة أردوغان في دعم المتطرفين والتدخل بشؤون دول أخرى وضعت أمن تركيا في خطر حقيقي
واشنطن-سانا
أكدت الكاتبة في مجلة فورين بوليسي الأمريكية ليلا جاكينتو أن استراتيجية رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان القائمة على دعم المجموعات المتطرفة والتدخل في شؤون الدول الأخرى وضعت أمن تركيا في خطر حقيقي ظهرت ملامحه بشكل واضح في الهجمات التي شهدتها البلاد مؤخرا وكان آخرها الهجوم في مطار اتاتورك باسطنبول.
وفي مقال نشرته المجلة حملت جاكينتو أردوغان مسؤولية الهجوم في مطار اتاتورك يوم الثلاثاء الماضي وقالت إن “سياسة أردوغان ولاسيما فيما يتعلق بدعم المتطرفين لم تمض كما كان مخططا لها فالإرهابيون التفوا مثل الثعابين ليلدغوا الأيدي التي كانت تطعمهم من قبل”.
ورأت جاكينتو أن الهجمات الإرهابية أصبحت “الوضع الطبيعي الجديد” في تركيا في ظل إصرار أردوغان على المضي في سياساته
وعمد النظام التركى الى تقديم الحماية والدعم والرعاية للتنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم “داعش” وسمح لها باستخدام الأراضي التركية وإدخال السلاح إلى سورية كما قدم الرعاية الطبية للإرهابيين في المشافي التركية المحاذية للحدود السورية.
ويؤكد الكثير من السياسيين والمحللين الأتراك أن ما تشهده تركيا من تصاعد في العمليات الإرهابية يأتي نتيجة للسياسات التي اتبعها النظام التركي في دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية في سورية وجعل تركيا ممرا لعبور آلاف الإرهابيين إليها الأمر الذي بدأ يرتد عليها من خلال العديد من العمليات الإرهابية التي باتت تستهدفها.
======================
كريستوف ريوتر - (ديرشبيغل) 23/6/2016 :"سوف نعود": خسائر "داعش" قد تشعل فتيل حرب طائفية
كريستوف ريوتر - (ديرشبيغل) 23/6/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
كانت مجموعة الدولة الإسلامية "داعش"، تخسر مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسورية منذ شهور. ومع ذلك، تترك هذه المجموعة وراءها عندما تذهب العبوات الناسفة المموهة القاتلة -وبذور تفجر حرب طائفية.
  *   *   *
يقف الموت دائماً هناك فقط، على بعد ثلاث عبوات مياه؛ وهي عبوات صغيرة بسعة نصف لتر، بعضها نصف فارغ بينما لم تتم إزالة الختم عن أخريات. ومن الممكن العثور عليها أمام أبوابكم وبوابات حدائقكم وفتحات أسواركم: تحذيرات صامتة وضعها مقاتلو الميليشيات الشيعية للتحذير من وجود ألغام. ويقول المقاتلون الذين كانوا سينعمون بالهدوء لولا ذلك، والذين لا يتركونك تغيب عن الأنظار ثانية واحدة: "لا تخطُ خطوة أخرى. الجحيم قابع في الانتظار هناك".
يمكن العثور على زجاجات المياه هذه على طول الطريق المدمر أمام المباني القليلة غير المدمرة المتبقية في بلدة البشير، التي تم تحريرها في بداية شهر أيار (مايو) من مقاتلي "داعش". ومع ذلك، تبقى هذه المنشآت غير المدمرة أكثر خطورة من كل شيء آخر.
يقول المتحدث باسم المليشيات الشيعية التي ما تزال تلتزم -بعد أسابيع من الاستيلاء على البشير- بالبقاء في الطرق الآمنة في البلدة: "كل شيء ملغم، كل منزل وساحة ومقبض باب ومفتاح إنارة. لم نفقد مقاتلاً واحداً في هجومنا الأخير. لكننا فقدنا أربعة مقاتلين مباشرة بعد ذلك عندما ذهبوا لتفتيش المنازل ورؤية ما إذا كان هناك مقاتلون من داعش مختبئين في داخلها".
مع الوقت الذي دهمت فيه قوات "داعش" بلدة البشير في 17 حزيران (يونيو) 2014، كان معظم سكانها (الشيعة) هربوا قبل ساعات. ولمدة عامين تقريباً، عاش مقاتلو المجموعة الإرهابية هنا وحولوا المكان إلى حصن، حافرين أنفاقاً وزارعين الألغام في كل المنازل باستثناء نحو دزينتين من المنازل التي استخدموها لأنفسهم. وقد استغرقت عملية استعادة البشير أكثر من عام، وكان الهجوم المضاد في نهاية المطاف ناجحاً في الجزء الكبير منه بفضل الدور الذي لعبته الطائرات الأميركية التي قصفت مواقع "داعش".
وكان الوضع مماثلاً، ولو على نطاق أكبر، في مدينة الفلوجة؛ حيث أمضت القوات العراقية أسابيع شاقة في طريقها إلى داخل المدينة في هجومها لتحريرها من "داعش". ومع استكمال الكثير من العمل هناك الآن، بما في ذلك استعادة مستشفى ضخم كان مقاتلو "داعش" يستخدمونه كمقر رئيسي وكمصنع لصناعة القنابل، ما تزال الحالة الأمنية متوترة. فبالإضافة إلى الألغام المفخخة في عموم المدينة، هرب عشرات الآلاف من المدنيين من الفلوجة في الأسابيع الأخيرة؛ حيث تبينت صعوبة تزويدهم بالطعام والمأوى.
من منظور عسكري صرف، يمر "داعش" الآن بحالة تراجع في عموم العراق وفي أجزاء من سورية، بل وحتى في ليبيا حيث هاجمت قوات من مصراتة مؤخراً معقل الدولة الإسلامية في سرت بدعم صريح من ضربات جوية من الائتلاف الأميركي، وهو ما أفضى إلى الحد من حركة "داعش" وحرمان المجموعة الإرهابية من معظم العوائد التي كانت تجنيها من حقول النفط التي تحت سيطرتها. ومع إغلاق الحدود التركية مع سورية، أصبح من الأصعب على المقاتلين الأجانب الانضمام إلى "داعش". وتتقدم القوات المدعومة من الغرب وإيران ضد المجموعة في كل مكان. وقد خسر "داعش" في العراق حوالي 45 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها ذات مرة، وفق تقدير لوزارة الدفاع الأميركية، بينما خسر في سورية ما يصل إلى 20 في المائة من مناطقه.
على الخريطة، تتقلص "الخلافة" باطراد. أما على الأرض، فيتصاعد خطر احتمال أن تصبح الفلوجة وغيرها من المدن السنية أهدافاً للانتقام الشيعي بمجرد تحريرها. وفي الحقيقة، اختارت واشنطن عدم تقديم دعم جوي للعمليات التي تشارك فيها ميليشيات شيعية. وفي الرد على ذلك، بدأ الشيعة بإرسال وحدات الجيش العراقي أو الأكراد في المقدمة، ثم الاندفاع خلفها.
"غير مؤمنين"
اتخذ اجتياح الفلوجة بالمثل خصائص الحرب الطائفية؛ حيث كتبت الميليشيات الشيعية اسم نمر النمر، الواعظ الشيعي الذي أعدم في العربية السعودية، على القذائف التي تقوم بإطلاقها على المدينة. وفي رسالة على شريط فيديو، حث قائد كتيبة أبو الفضل العباس مقاتليه على "القضاء على النمو السرطاني للفلوجة من أجل تطهير العراق. لا يوجد وطنيون هناك ولا يوجد مؤمنون".
والمدينة مقطوعة؛ ولا يمكن جلب الطعام والماء والإمدادات الطبية إليها. وقال أحد المواطنين العالقين في مكالمة هاتفية نادرة مؤخراً: "أصبح الكيلوغرام الواحد من الأرز يكلف حالياً 48 دولاراً. وقد نصب داعش حواجز طرق والكمائن في كل مكان لمنع الناس من المغادرة".
مع ذلك، تمكنت آلاف عدة من الناس من الهرب؛ حيث غادر الكثيرون منهم سيراً على الأقدام خلال الليل عبر قنوات الري أو حتى عبر قطع نهر الفرات سباحة في الأيام الأخيرة. ومنذ يوم الجمعة الذي أعلنت فيه الحكومة العراقية عن تحرير المدينة، ازداد عدد المدنيين الذين يغادرون بشكل كبير مع استمرار عملية استعادة المدينة. وقدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد الذين غادروا المدينة بأكثر من 80.000 شخص منذ بدء القتال في أيار (مايو) الماضي، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
في المراحل الأولى من الهجوم، قال خطباء "داعش" صراحة إن المدينة لن تسلم من دون قتال. وقالوا للناس: "سوف نبقى وسوف تبقون. وإذا هوجمنا فسنموت معاً"! وفي الأيام الأخيرة، بذل "داعش" قصارى جهوده للوفاء بتعهده عندما كانت القوات العراقية تكافح لتطهير وسط المدينة من متشددي التنظيم. ويوم السبت، جرح قناص من "داعش" جندياً حكومياً بينما كان هو وآخرون يتفاخرون بجزء محرر من المدينة.
وأشارت تقارير أخيرة إلى وجود جيوب مقاومة شرسة يبديها مقاتلو "داعش" الذين ظلوا في المدينة، وأوضحت التقارير أن هولاء الإسلاميين المتشددين يطبقون نمطاً من الدفاع شوهد في المدن التي تم انتزاعها من "داعش" منذ العام 2014. سواء في جيب كوباني الكردي في سورية أو في المعقل الأزيدي في سنجار، أو في بلدات تكريت والرمادي وبيجي أو في البلدات الأصغر مثل بلدة البشير في العراق -والتي سويت كلها بالأرض. وبالإضافة إلى ذلك، يقوم "داعش" بحفر الأنفاق تحت المدن التي يحتلها. بل وجد المحررون في بلدة البشير طرقاً تحت الأرض، والتي صمم معظمها للربط بين مواقع القتال. وقد امتد أحدها مئات الأمتار في اتجاه الموصل. وقال ناطق عسكري متحدثاً عنه: "كان كبيراً بحيث يستوعب سيارة". وبالمثل، كانت الشوارع والجسور والمنازل ملغمة قبل وقت طويل من الهجمات الوشيكة. وإذا اقتربت القوات البرية، فإن قناصة "داعش" هم الوحيدون الذين يتبقون في مركز المدينة ويطلقون النار على الجنود المتقدمين من دون أن يكشفوا عن أنفسهم. وفي الأثناء، يقود مفجرون انتحاريون شاحنات مدعمة بقضبان فولاذية ومحملة بأطنان عدة من المتفجرات إلى داخل المواقع المعادية.
وسائد متفجرة
في بيجي، موطن مصفاة نفط، اشتكى مقاتلو الميليشيات الشيعية في الصيف الماضي من أنهم فقدوا رجالاً على مدار أسابيع عدة من دون حتى أن يشاهدوا قناصاً واحداً من "داعش". كما تداول المقاتلون الأكراد قصة خبيرين في نزع القنابل، واللذين اعتقدا بعد ساعات من البحث في داخل منزل بأنهما وجدا كل المتفجرات المخبأة خلف الأبواب وفي جهاز التلفاز وعلى النوافذ وفي الخزائن. وبعد شعورهما بالإرهاق، جلسا على وسادتين -فانفجرتا فيهما.
كان "داعش" بدأ مبكراً في تصنيع الألغام بكميات صناعية. وباستخدام وسطاء، استوردت المجوعة كيلومترات من فتائل التفجير وآلاف الأطنان من المواد المتفجرة من الهند وبلدان أخرى إلى تركيا. ومن هناك، تم جلب الإمدادات عبر الحدود إلى داخل شبكة لامركزية لإنتاج الألغام المفخخة. وتوجد مصانع المتفجرات بالقرب من خطوط المواجهة من أجل جعل خطوط الإمداد قصيرة.
تكشف درجة تلغيم "داعش" مقدار تقييمه للمكان المعني. ففي البشير وسنجار –"مدن الكفار"- تحول كل منزل تقريباً إلى حفرة مميتة. وفي الموصل، يقول شهود عيان إن اسطوانات أكسجين بحجم الإنسان كانت تعبأ بالمتفجرات وتدفن تحت طرقات الدخول. لكن البلدات الأصلية لقادة "داعش" الكبار، مثل الحويجة، التي تقع إلى الجنوب الغربي من كركوك، وتلعفر إلى الغرب من الموصل، لم تلغم على الإطلاق كما يبدو.
ربما تكون حقيقة استمرار "داعش" في خسارة الأراضي رغما عنه أفضت إلى تنامي الخوف داخل إمبراطوريته المنكمشة. ومن الصعب جمع معلومات من داخل "الدولة الإسلامية"؛ حيث يعرض كل مصدر للمعلومات حياته للخطر. وكقاعدة، يتم تجنب استخدام الهواتف والبريد الإلكتروني ويتم تهريب التفاصيل عبر استخدام مراسلين -الأمر الذي يستغرق أياماً للإجابة عن الأسئلة. ويكتب أحد المخبرين: "يعامل أعضاء داعش كل شخص معه هاتف على أنه جاسوس". ويعدد طرق الإعدام التي تنتظر الناس من أمثاله: "يلقى المتهم بالتجسس من أعلى سطح بناية، أو يعدم رمياً بالرصاص، أو يلقى به في حفرة من الأسيد".
وفي إشارة إلى نقص السيولة المالية بشكل أسوأ من السابق لدى "داعش"، يقول المخبر: "هناك أشياء غريبة تحدث هنا". ففي وقت سابق، كان "داعش" يدفع لمقاتليه ما يعادل 400 دولار في الشهر، لكن ذلك الرقم هبط إلى 150 دولاراً، والآن إلى مجرد 10 دولارات. ويقول المخبر: "الآن تستطيع دفع النقود لتخلص نفسك من كل انتهاك ما عدا التجسس. أما الفقراء جداً فيؤمرون بالتوجه إلى الجبهة لحفر الأنفاق. ويستطيع المدخنون بشكل خاص التخلص من العقاب بدفع 3.50 دولار عن كل سيجارة. وأصبحت أسعار السجائر أغلى بـ16 مرة، ويسيطر داعش على تهريبها".
"لدينا خطة"!
يقول مصدر آخر متحدثاً عن الموصل: "المزاج هنا منذر. في كل يوم يمكن سماع واعظي داعش عبر مكبرات الصوت وهم منفتحون كلية. يقولون: "نحن نعرف أنكم تكرهوننا! إنه خطأكم أنكم خسرتم العديد من المدن! لقد خنتموننا حتى بالرغم من أننا جئنا لدعمكم ضد الشيعة، وأنتم لا تريدون القتال إلى جانبنا"". ويستمر المخبر: "يقر بعض رجال داعش في أحاديث جانبية بأنه لم يعد ينضم إلى المجموعة أي مقاتلين جدداً لا في سورية ولا في العراق. وذلك يقلقهم".
ويقول المخبر إن الوعاظ يعترفون في خطب يوم الجمعة بأن قيادة "داعش" تعتقد أنها ستخسر الأراضي التي ما تزال تسيطر عليها. ويضيف: "ولكن، عند ذلك تأتي أهم نقطة عندهم: "سوف نعود ثانية أقوى من ذي قبل! لدينا الخطة للقيام بذلك"! لكنهم لا يقولون أبداً ما هي الخطة".
لدى "داعش" خبرة مع الهزيمة التي تعقبها عودة مظفرة. ففي نهاية العقد الماضي، كانت المجموعة قد منيت بهزيمة مريرة وظلت ساكنة ومحافظة على ظهور منخفض الوتيرة في الموصل. ثم بدأت بعد ذلك في التمدد مرة أخرى في العام 2012، مستفيدة من حالة الفوضى العارمة في شمالي سورية. وهذا في الحقيقة هو الشعار الرسمي للمجموعة: "عِش وتوسع".
ومن الممكن تلخيص الاستراتيجية التي تنتهجها قيادة "داعش" بالوضوح نفسه: إنهم يذكون عن قصد نار الكراهية لأعدائهم. وفي منتصف أيار (مايو)، استخدم قادة "داعش" هجمات مريعة في بغداد بشكل رئيسي ضد الضواحي الشيعية من أجل استدراج الهجوم على الفلوجة، حتى على الرغم من أنهم لن يكونوا قادرين على الاحتفاظ بالمدينة المعزولة كما هي عن أراضي "الدولة الإسلامية". وهم لا يسمحون لدائرة مؤيديهم الخاصة بمغادرة المدينة.
وليس هدفهم هو جلب يوم قيامة، وإنما إثارة حرب طائفية شاملة: إنهم يريدون أن يُقمع السنة ويلاحقوا ويقتلوا بحيث لا يعود لديهم أي خيار آخر سوى العودة إلى "الدولة الإسلامية" لتكون حامية لهم.
طرد تحت التهديد
أصبح من المستحيل فعلياً تجاهل الكراهية التي يحس بها الشيعة في العراق. وقد أصبحت المدن والأراضي السنية التي تمت استعادتها خالية بشكل كبير من الناس؛ حيث طرد سكانها -إلى جانب آلاف الذين اعتقلوا واختفوا. وتظهر صور الأقمار الاصطناعية ذلك بالقرب من تكريت وفي داخلها؛ حيث تم نسف مئات المنازل بعد طرد "داعش" منها في نيسان (أبريل) من العام 2015.
وحتى مصفاة بيجي التي نجت من القتال في المنطقة من غير أن تلحق بها أضرار، قام المتشددون بتفكيكها على مدار أسابيع عدة. وانتهى المطاف بقطع صغيرة ومولدات منها في السوق السوداء، بينما نقلت عناصر أخرى إلى إيران. وتم طرد وفد من وزارة النفط العراقية كان سافر إلى بيجي للاطلاع على حالة المصفاة بعد انتهاء القتال، تحت تهديد السلاح.
وفي الأثناء، بدأت الميليشيات الشيعية في بلدة البشير بالحديث عن يد الله الحامية التي تحميهم من قذائف "داعش" المتخندق على بعد كيلومترات قليلة. ويزعم رجل دين يتجول في المدينة المدمرة: "لقد فتح تحرير البشير صفحات القرآن... وصلت نفحات الجنة" -مع أن الرائحة الوحيدة في المكان هي تلك المنبعثة من الجثث التي لم تجمع من وسط النفايات.
وينظر قائد شيعي من بلدة البشير بتوجس إلى بقايا مدينته. ويقول: "لقد استعدناها، وإنما بأي حال؟"، ويضيف بصوت متهدج: "لقد شاهدت الكثير: ثلاجات ومصاحف وأبواب وأرائك ملغمة. لكن هناك شيء جديد هذه المرة؛ لقد لغموا حتى مغاسل المياه".
======================
ديبكا :من سرت إلى دكا.. داعش يضرب عن بعد
نشر في : الإثنين 04 يوليو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 04 يوليو 2016 - 04:38 ص
18
قال موقع “ديبكا” الإسرائيلي إن تكتيك الهجمات الجماعية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تصاعد يوم الجمعة، عندما استخدم التنظيم خلية محلية تابعة له في دكا عاصمة بنجلاديش لضرب هدف إيطالي ردا على تدخل القوات الخاصة الإيطالية في الحرب بليبيا.
وبدلا من أن يعبر المسلحون البحر من مدينة سيرت عاصمة التنظيم في ليبيا لمسافة 1200 كم، ومواجهة سفن الأسطول الإيطالي المنتشرة على طول خليج سيرت والتي تهدف إلى منع استمرار حركة المهاجرين، وإمكانية تنفيذ هجمات ضد أهداف أوروبية، استخدم تنظيم الدولة خلية في بنجلاديش على مسافة أكثر من 7000 كم، استهدفت مطعما يرتاده الكثير من رجال الأعمال الإيطاليين، غالبيتهم من رجال صناعة الأزياء.
وأوضح الموقع الإسرائيلي المتخصص في التحليلات الأمنية والاستخبارية، أن بنجلاديش هي أكبر مركز عالمي بعد الصين، في صناعة منتجات الأزياء الأساسية للغرب. ويصل معدل الصادرات السنوية لهذا القطاع إلى 26.5 مليار دولار. وتضم دكا عدد من بيوت الأزياء الإيطالية أشهرها، “بارادا” من ميلانو و”بينيتون”.
وتعمل قوات إيطالية خاصة منذ ستة أشهر بالتعاون مع قوات خاصة أمريكية وبريطانية على عدد من الجبهات في ليبيا. وتشير مصادر “ديبكا” الخاصة إلى أن القوات الإيطالية هي الأكبر بين القوات الخاصة الغربية العاملة في ليبيا.
وتصدرت القوات الإيطالية مؤخرا القوات الخاصة الغربية، التي تحاول بالتعاون مع قوات ليبية محلية احتلال مدينة سيرت التي تشهد معارك متواصلة منذ نحو شهرين، لاسيما وأن القوات المهاجمة بما فيها القوات الغربية لا تحظى بغطاء جوي.
ولم تتمكن الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا من الوصول إلى ترتيبات فيما بينهم حول القوات الجوية التي يتعين الاستعانة بها في سيرت، أو الدولة التي ستتولى الإشراف على عملها.
كذلك فإن التفاهمات التي حدثت في بداية يونيو وقضت بأن الناتو هو من سيتولى الإشراف على تلك القوات الجوية، لم تدفع المسألة للأمام، إذ لم يتم الاتفاق على عدد القوات الجوية التي ستشارك بها كل دولة، والجهة المنوط بها القيام بالدور اللوجيستي الاستخباري الذي تتطلبه تلك العمليات، حتى مسألة تمويل العمليات الجوية لم يتم الاتفاق حولها بحسب “ديبكا”.
غياب التغطية الجوية المناسبة أدى إلى حصر تقدم القوات الغربية في احتلال أجزاء من سيرت فقط، دون التمكن من الاستمرار والتقدم إلى وسط المدينة، واجتثاث تنظيم الدولة من هناك.
حقيقة أن بإمكان التنظيم المتشدد استخدام خلايا إرهابية في شبه القارة الهندية، ردا على المعارك في شمال إفريقيا، تشهد على القدرات العالية للقيادة والاتصال العالمي للتنظيم.
وقُتل 20 شخصا في هجوم شنه مسلحون متشددون مساء الجمعة الماضي على مقهى في العاصمة دكا، وتضمن احتجاز رهائن. ومن بين القتلى 9 رجال أعمال إيطاليين و7 يابانيين، وأمريكية واحدة وثلاثة مواطنيين وهندي واحد.
======================
"نيويورك تايمز": "داعش" يحول تركيزه بعيدًا عن الشرق الأوسط
الأحد 2016.7.3 - 19:02 مساء بتوقيت ابوظبي
هجوم بنجلاديش، الذي أسفر عن مقتل 20 أجنبيًا على الأقل وإصابة العشرات، وتبنى "داعش" مسؤوليته دليل جديد على أن التنظيم الإرهابي يحول تركيزه بعيدًا عن الشرق الأوسط، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقالت إن هجوم ليلة الجمعة على المقهى في الحي الدبلوماسي في دكا، يمثل تصعيدًا للطموح والقدرة لمتطرفي بنجلاديش، الذين نفذوا عمليات اغتيال لأشخاص محددين، معظمهم من منتقدي الإسلام وأفراد الأقليات الدينية.
وبحسب الصحيفة، يبدو أن المسلحين كانوا يتوقون لتضخيم أعمالهم في وسائل التواصل الاجتماعي، فبعد بعد قتل عملاء المقهى طلبوا من الموظفين تشغيل شبكة الواي فاي في المطعم، ثم استخدموا هواتف العملاء لنشر صور الجثث على شبكة الإنترنت.
ويشير الهجوم أيضًا إلى تدويل شبكات المتطرفين في بنجلاديش، ما يمثل مصدر قلق رئيسي حيث تسعى الولايات المتحدة لاحتواء نمو تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضحت أن بنجلاديش البالغ عدد سكانها 160 مليون شخص أغلبهم مسلمين سنة، وتزيد فيها الشريحة السكانية أدنى من 25 عامًا، تمثل أرضًا خصبًة لتجنيد عناصر جدد في تنظيم "داعش"، الذي يتعرض في الوقت الراهن لضغوط في معاقله الرئيسية في العراق وسوريا.
ونوَّهت بأن مسؤولي الاستخبارات الغربية كانوا يراقبون التنظيم يركز على بعثات في أماكن أخرى في العالم، ويشن هجمات على أهداف مدنية نائية يصعب إحباطها بالحملات العسكرية التقليدية.
ونقلت عن شفقت منير، وهو زميل باحث في معهد بنجلاديش لدراسات السلام والأمن قوله: "نحن بحاجة لتقييم جدي للتهديد الشامل، كانت هناك كل أنواع التحذيرات والمؤشرات وكل شيء، لكنني لا أعتقد أن أي أحد توقع أي شيء جريء وعلى نطاق واسع مثل ذلك".
ولفتت إلى أنه لسنوات، واصل داعش حملة القتل الجماعي في سوريا والعراق، وفي الهجمات التني شنتها التنظيم أو أوحى لها بشكل غير مباشر في الدول الغربية، ومنها الهجمات المنسقة في باريس وبروكسل وإطلاق النار الجماعي في مقهى ليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا، قتل المهاجمون بشكل عشوائي.
ولكن نظرة عن كثب على الهجوم الذي تبناه داعش في بنجلاديش، وحقيقة أنه لم يتبنى التفجيرات المنسوبة إليه في تركيا، بما في ذلك الهجوم على مطار أتاتورك الأسبوع الماضي تشير إلى جماعة تفصل نهجها لمناطق مختلفة وفئات مستهدفة.
ونقلت عن ريتا كاتز، مدير مجموعة "سايت للاستخبارات" التي تعقبت هجمات الجماعة في بنجلاديش قولها: "لكي يحافظ داعش على التأييد بين أتباعه وأنصاره المحتملين، يجب أن يأخذ اعتبارات مختلفة في الاعتبار عند التخطيط لهجوم في دولة إسلامية مقابل دول غير إسلامية".
وكتبت كاتز، في تحليل نشر مؤخرًا على الإنترنت "داعش يشجع قتل المدنيين بشكل عشوائي في فرنسا، بلجيكا، أمريكا أو دول غربية أخرى، ولكن في بلد مثل تركيا، داعش يجب أن يكون على يقين من أنه لا يقتل المسلمين - أو على الأقل يجعل الأمر يبدو وكأنه لا يحاول ذلك".
======================
ذي أتلنتك  :كيف أسهمت الولايات المتحدة في تنامي ظاهرة الإرهاب في البلاد؟
نشر في : الإثنين 4 يوليو 2016 - 01:46 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 4 يوليو 2016 - 02:30 ص
ذي أتلنتك – التقرير
يَتِمُ تجاهل الإحصاءات مهما كانت مذهلة؛ حيث إن احتمال تعرض الأمريكيين للموت في منازلهم هو نفس احتمال تعرضهم للقتل من قبل الإرهابيين، بالإضافة إلى ذلك تتسبب الأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان ومرض السكري، في وفاة أمريكيين أكثر بكثير مما يسببه الإرهاب، كما أن العنف المسلح في أمريكا يحصد أرواح المئات أو الآلاف أكثر مما تسببه هجمات المتطرفين على الأراضي الأمريكية.
بعد حادثة إطلاق النار الجماعية عام 2015‏، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، متحسرا على عدم اتخاذ الحكومة ‏إجراءات كفيلة بمعالجة معضلة العنف المسلح ‏الأكثر فتكا، “أنفقنا أكثر من تريليون دولار على قوانين لا تحصى ولا تعد، وكَرَّسنا جهود وكالات بأكملها لمنع وقوع هجمات إرهابية على أراضينا”.
كانت تلك حالة نادرة من زعيم سياسي يسعى إلى وضع التهديد الإرهابي في منظور صحيح، وكما قال صحفي مجلة فورن بوليسي، ماغزين ديفيد روثكوبف، خلال ‏جلسة حول الأمن القومي في مهرجان أسبن للأفكار الذي استضافه معهد ‏أسبن للدراسات الإنسانية بمشاركة مجلة ذي أتلنتك، “عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن، هناك أشياء يجب قولها ولا يمكن قولها في العلن”. وأضاف “إذا قال سياسي إن الإرهاب ليس بمشكلة كبيرة، لكان بإمكانهم تجاوزه”.
وقال روثكوبف أيضا: “كان علينا في كل مرة أن ندع الحقائق توجه مخاوفنا”، “فعندما تنظر إلى أكبر 10 مخاوف للشعب الأمريكي، فإنك تجد أشياء مثل ‘كيفية التحدث أمام جَمْعٍ من الناس’ و’السفر’ وأشياء أخرى ليس لها علاقة بالقتل”.
وقد سأل روثكوبف جين هول لوت، نائبة الأمين العام السابق بوزارة الأمن الداخلي: “نحن نُركز على الأشرار؟ هل هذا الصحيح؟… أم تُوَجِهنا عناوين الصحف؟”.
وكان جوابها: “أعتقد أن عقلية الأمن القومي تُهَيمن علينا كثيرا”، “وأعتقد أننا بحاجة إلى أن نفهم الفرق بين التعامل مع هذه القضايا بعقلية الأمن القومي بدلا من عقلية الأمن الداخلي؛ فالأمن القومي هو إستراتيجي ومركزي وتتحكم فيه السلطة العليا، أما بالنسبة إلى الأمن الداخلي، فهو ليس مركزيا، وتتحكم فيه الولايات والمحليات في هذا البلد”.
وأجابت لوت عن سؤال “ما هي نظريتنا في هذه القضية لمدة 12 أو 15 عاما بعد 11 سبتمبر/ أيلول” بالقول: “نظريتنا هي أن الأشرار هم في مكان ما هناك، وهم يحاولون المجيء إلى هنا… من ثم كيف يمكننا التعامل مع ذلك؟ يجب علينا العثور عليهم في الخارج ‏وإيقافهم، بالمعنى العسكري، نحن نملك ثلاث أدوات: الاستخبارات القوية والجيش الأفضل في العالم وشراكة أمنية مع حلف شمال الأطلسي ومع دول أخرى على أساس ثنائي”.
وأضافت “هذا أمر رائع”، “ماذا لو كان الأشرار هنا؟ ماذا لو أنهم بالفعل هنا؟ ما كان لضربة إرهابية أن تنجح في هذا البلد لو لم يكن هناك بالفعل دعم للجماعة الإرهابية؟ ما هي قدرة الاستخبارات على خدمتنا؟ وهل الجيش منتشر محليا؟ وهل هو الشيء نفسه عند البريطانيين وحلف الناتو؟
لذلك نحن بحاجة إلى التفكير في الأسئلة التي طرحتها… من وجهة نظر الأمن القومي”.
قال فولفجانج إيشنجر، وهو دبلوماسي ألماني سابق ورئيس مؤتمر ميونيخ ‏للأمن: “نحن نعرف أنهم هنا، في أوروبا”، وأضاف “إنه من الأسهل بكثير للإرهابيين أن يأتوا إلى بلداننا لأنه من الصعب علينا عمليا، السيطرة تماما على الحدود المشتركة، لكن هي أسهل قليلا بالنسبة للولايات المتحدة مع جارين فقط إلى جانب وجود البحر من الجانبين”.
واقترح إيشنجر إنشاء منظمة مماثلة لمكتب التحقيقات الفيديرالي (الإف بي آي) في الاتحاد الأوروبي للمساعدة في تنسيق جهود الاستخبارات والأمن الوطني “ليصبح بالإمكان مطاردة إرهابي من صقلية إلى النرويج”.
هناك دعوات لإعادة توجيه مكافحة الإرهاب المعاصر نحو التهديدات الإرهابية المحلية ورفض المنطق الذي ألهم دونالد ترامب لمنع هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة، على الرغم من أن المواطنين البلجيكيين والفرنسيين هم الذين قاموا بالهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس وبروكسل، وكان مواطنون أمريكيون أيضا وراء المذبحة في سان برناردينو وأورلاندو، بالإضافة إلى مشاركة مواطني الولايات المتحدة في 80 بالمائة من قضايا الإرهاب الأمريكي بعد ضربات 11 سبتمبر/ أيلول.
ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل تركز الحكومات الأمريكية والأوروبية بشكل مفرط على التهديد الحقيقي للإرهاب، وتهمل التهديدات الأخطر؟
======================
فوربرس  :بعد التقارب الروسي التركي.. هل ستتخلى أنقرة عن المعارضة السورية؟
نشر في : الإثنين 4 يوليو 2016 - 12:54 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 4 يوليو 2016 - 12:54 ص
فوربرس – التقرير
في 27 يونيو 2016، اعتذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إسقاط طائرة عسكرية روسية على الحدود السورية التركية، حسبما قال متحدث باسم الكرملين، وأرسل أردوغان رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرب فيها عن “التعاطف والعزاء” لـ”أسرة الطيار الذي قتل في الحادث”، حسبما قال المتحدث.
كما أعرب أردوغان عن أسفه العميق لما حدث وقال إنه “يريد إعادة العلاقات”، حسبما قال ديميتري بسكوف، المتحدث باسم الكرملين، وقال بسكوف إن “الرسالة تنص، على وجه الخصوص، على أن روسيا صديقة لتركيا وشريك إستراتيجي لا تريد السلطات التركية إفساد العلاقات معه”، ولم تعلق تركيا حتى الآن على تصريح الكرملين.
وأثارت تركيا غضب موسكو لأنها لم تعتذر عن الحادث في نوفمبر الماضي، وردت روسيا بفرض عقوبات تجارية وإيقاف الرحلات السياحية إلى تركيا، وقال بوتين آنذاك إن العقوبات لن تُرفع حتى تتلقى روسيا اعتذارًا
وتحطمت المقاتلة في منطقة جبل تركمان في محافظة اللاذقية السورية، ما أدى إلى مقتل طيارها، ونجا ملاح المقاتلة الكابتن كونستانتين موراختن من الحادث ونقلته القوات الحكومية السورية إلى قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، وقتل جندي روسي شارك في عملية إنقاذ بالطائرة المروحية عندما اشتعلت النيران في المروحية.
وقالت تركيا إن قائد الطائرة الروسية تلقى تحذيرات عشر مرات خلال خمس دقائق عبر قناة “للطوارئ” وطُلب منه تغيير المسار، وتؤكد وزارة الدفاع الروسية أن الطائرة بقيت في المجال الجوي السوري طوال مهمتها ولم تخترق المجال الجوي التركي وأنها لم تتلق تحذيرات.
توافق روسي تركي حول سوري
عقِب هذا التقارب، بدأت تصريحات روسية تؤكد على وجود تفاهم روسي تركي حول الأزمة التركية، ونفى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن تكون بين موسكو وأنقرة اختلافات حول تصنيف الإرهابيين في سوريا، مؤكدًا استئناف التعاون الثنائي في مجال محاربة الإرهاب، وتابع لافروف، في معرض تعليقه على لقاء جمعه يوم الجمعة 1 يوليو مع نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، قائلًا: “إن الجانب التركي يشاطر موسكو موقفها حول ضرورة انسحاب قوات المعارضة السورية من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين”.
ونبه الوزير الروسي في هذا الخصوص بأنه سبق لروسيا أن اقترحت إدراج تنظيمي “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” على القائمة الأممية للمنظمات الإرهابية نظرًا لتوفر شهادات حول خرق هذين التنظيمين لكل أعراف الحرب، لكن هذا الاقتراح لم يحظ آنذاك بالتأييد بالإجماع في مجلس الأمن الدولي.
وأضاف “تهتم روسيا وتركيا على حد سواء بانسحاب المعارضة الوطنية البناءة التي ما زالت تتمركز في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين، من تلك المناطق، وإلا سنعتبر هؤلاء المعارضين كمتواطئين مع جبهة النصرة وداعش”.
وأكد لافروف أنه اتفق مع تشاووش أوغلو على استئناف اجتماعات فريق العمل الروسي-التركي المشترك الخاص بمحاربة الإرهاب والذي علقت موسكو عمله منذ 7 أشهر إثر حادثة إسقاط قاذفة “سو-24” الروسية في سماء سوريا من قبل سلاح الجو التركي، وأعرب لافروف عن أمله في تطوير الاتصالات مع تركيا عبر القنوات الأخرى، بما في ذلك الاتصالات بين الجيشين الروسي والتركي.
وأضاف الوزير أن حكومتي البلدين ستجريان في القريب العاجل اتصالات حول تطبيع مجمل العلاقات الورسية-التركية، وأضاف أنه تلقى خلال لقائه وزير الخارجية التركي تأكيدات على استعداد أنقرة لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان أمن السياح الروس في أراضي تركيا.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي للصحفيين، إن أنقرة تحارب “تنظيم الدولة” بصورة مباشرة، ونفى أن يكون لهذا التنظيم الإرهابي أي صلة بالإسلام، ووصف تشاووش أوغلو الوضع في سوريا بأنه “غير واعد”، ودعا اللاعبين الخارجيين إلى العمل سويا من أجل تسوية الأزمة بالوسائل السياسية وضمان نظام مستقر لوقف إطلاق النار.
كما أكد الوزير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل قمة العشرين المرتقبة في الصين في سبتمبر المقبل، ومستعد للذهاب إلى روسيا لهذا الغرض، وتابع: “أن الطرفين يبحثان الموعد المحتمل للقاء حاليًا”، وأضاف “أن لقاءه مع لافروف شمل كل جوانب العلاقات الثنائية، بما في ذلك التعاون الاقتصادي، ومجالي الطاقة والتجارة وتبادل الزيارات على المستوى الرفيع”.
تركيا تتخلى عن المعارضة
ذكرت صحيفة “Financial Times”، أن تركيا تخطط لتغيير إستراتيجيتها في سوريا، بالتخلي عن الدعم المباشر للجماعات المسلحة المعارضة لحكومة بشار الأسد، وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء نقلًا عن وكالة سبوتنيك الروسية، أن هدف أنقرة في سوريا الآن هو قمع الحركة الكردية ومكافحة “تنظيم الدولة”.
وقالت الصحيفة: “بعد عدة سنوات من الحد من التجارة وزيادة الهجمات الإرهابية، أنقرة شعرت بأنها معزولة على الصعيد الدولي، في الوقت الذي كانت تتحرك فيه ضد الحركة الكردية “داعش” كان ينمو داخل البلاد”.
وقد يكون الهجوم الإرهابي على مطار إسطنبول (تعتقد السلطات التركية أن “داعش” المسؤول عنه) حافزا لتوثيق العلاقات مع روسيا ولتغيير الإستراتيجية في سوريا، وعلى الرغم من تحذير الدبلوماسيين بشأن إمكانية التغيير الحاد في مسار البلاد، إلا أن الصحف الموالية للحكومة التركية بدأت تغير مقالاتها.
ويعتقد محلل المجلس الأطلسي في الولايات المتحدة، أورون ستيين، أن تركيا ستغير أولوياتها في سوريا، وأن مهماتها الرئيسية ستكون ليس فقط مكافحة الأكراد بل مكافحة تنظيم “داعش” أيضا. ولتحقيق الأهداف أنقرة ستحتاج إلى دعم موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب المعلومات المتاحة، فإن الضرر الأكبر سيلحق بالجماعات المتطرفة (التي كانت تدعمها أنقرة) إذا غيرت تركيا سياستها في سوريا.
توقعات في تغيير سياسة تركيا إزاء سوريا
رجحت مؤسسة كارنغي الأمريكية للدراسات تغيير سياسة تركيا حيال سوريا، وأوردت مؤسسة كارنغي إن 5 أعوام مرت على التدخل التركي في حرب سوريا دون أدنى تغيير على صعيد تحقيق الأهداف الابتدائية لهذا التدخل ما أسفر عن إحباط تركيا لذلك فإن بعض الخبراء يرجحون إعادة النظر في سياسات الحكومة التركية.
وفي هذا التقرير، ورد أن تغييرات طرأت مؤخرا على وزارة الخارجية التركية؛ حيث إن قوة الكرد السوريين ازدادت في المنطقة التي يسيطرون عليها قرب الحدود الجنوبية لتركيا، وأشارت إلى أن التطورات أدت إلى أن يعتقد الكثير من المحللين السياسيين وكذلك محللين من حزب أردوغان أن تغييرات قادمة في مجال سياسات هذا البلد حيال سوريا.
وأوضحت أن هذا التغيير يمكنه ترك تأثيرات كبيرة على مستقبل الحرب في سوريا لذلك فإن محللين أتراكا أوضحوا وجهات نظرهم حول السياسات المستقبلية لهذا البلد حيال سوريا، وأشارت المؤسسة إلى تقريرها السابق حول جهود تركيا لإيجاد توازن في سياساتها الخارجية والشائعات الأخيرة حول تحسن علاقاتها مع الرئيس السوري بشار الأسد بصورة محدودة.
وفي هذا السياق، قال سنان أولجن، إن حسابات أنقرة تتوجه نحو التغيير؛ حيث إن إقالة أحمد داود أوغلو من رئاسة الوزراء يسهل من عملية التغيير هذه، وقال إن تركيا تريد تطبيق نفسها مع الواقع؛ حيث إن الأسد رغم جميع المحاولات لإسقاطه ما زال متربعًا على كرسي السلطة بقوة، كما أن ظهور “تنظيم الدولة” أدى إلى تركز جهود حلفاء “داعش” على تغيير الحكومة السورية، كما أن دعم موسكو وطهران لحكومة الأسد أدى في النهاية لعدم جدوى هذه السياسة.
وقال المحلل التركي، وردا أوزر، إن تركيا بلغت مرحلة إستراتيجية قد ترغم على المبادرة لتمهيدات إستراتيجية، وأضاف أنه يبدو أنه ليست سياسة تركيا إزاء سوريا ستتغير بل إن السياسة الخارجية التركية سيطالها التغيير برمتها.
واعتبر أن الحكومة الجديدة في أنقرة تريد التأسيس لمثل هذا التغيير وقد تحولت إلى رمز لإعادة النظر في السياسة الخارجية؛ حيث إن رئيس الوزراء الجديد، علي يلدريم، قال في أول اجتماع للحكومة: “إننا نعمل على زيادة أصدقائنا والتقليل من أعدائنا” لذلك فإنه قدم الخطوة الأولى.
ونوه إلى أن الرئيس التركي أردوغان أشار، في تصريح على مائدة إفطار دعي فيها السفراء الأجانب في بلاده، إلى تغييرات شاملة في السياسات الخارجية؛ حيث ذكر أنه يتصور أن توازنا جديدا ممكن التحقق يقوم على قاعدة ربح -ربح لضمان المصالح المشتركة.
======================
الفايننشال تايمز: تركيا تغير استراتيجيتها في سوريا بعد اعتذارها لروسيا
ذكرت صحيفة “الفايننشال تايمز أن تركيا تخطط لتغيير استراتيجيتها في سوريا، بالتخلي عن الدعم المباشر للجماعات المسلحة المعارضة لحكومة الرئيس السوري، بشار الأسد.
ووفقا للصحيفة، هدف أنقرة في سوريا الأن هو قمع الحركة الكردية ومكافحة تنظيم “داعش”.
وقالت الصحيفة: “بعد عدة سنوات من الحد من التجارة وزيادة الهجمات الإرهابية، أنقرة شعرت بأنها معزولة على الصعيد الدولي، في الوقت الذي كانت تناضل فيه ضد الحركة الكردية “داعش” كان ينمو داخل البلاد”.
وقد يكون الهجوم الإرهابي على مطار اسطنبول (تعتقد السلطات التركية أن “داعش” المسؤول عنه) حافزا لتوثيق العلاقات مع روسيا ولتغيير الاستراتيجية في سوريا. وعلى الرغم من تحذير الدبلوماسيين بشأن إمكانية التغيير الحاد في مسار البلاد، إلا أن الصحف الموالية للحكومة التركية بدأت تغير مقالاتها.
ويعتقد محلل المجلس الأطلسي في الولايات المتحدة، أورون ستيين، أن تركيا ستغير أولوياتها في سوريا. وأن مهماتها الرئيسية ستكون ليس فقط مكافحة الأكراد بل ومكافحة تنظيم “داعش” أيضا. ولتحقيق الأهداف أنقرة ستحتاج إلى دعم موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب المعلومات المتاحة، فأن الضرر الأكبر سيلحق بالإسلاميين المتطرفين (الذين كانت تدعمهم أنقرة) إذا غيرت تركيا سياستها في سوريا.
 
======================
معهد واشنطن :صياغة تعاون أمريكي -روسي ضد «جبهة النصرة»
فابريس بالونش و أندرو جيه. تابلر
متاح أيضاً في English
1 تموز/يوليو 2016
تفيد بعض التقارير أن إدارة أوباما تدرس صفقة مع روسيا لتنسيق حملة من القصف الواسع النطاق ضد «جبهة النصرة» التي تدور في فلك تنظيم «القاعدة» في سوريا. وفي المقابل، ستجبر موسكو نظام بشار الأسد على وقف قصف ميليشيات الثوار الأخرى التي لا تعتبرها الولايات المتحدة جماعات إرهابية. ووفقاً لتقرير نشر في صحيفة "واشنطن بوست" في 30 حزيران / يونيو، لن يزوّد الجيش الأمريكي القوات الروسية بـ "المواقع المحددة لهذه الجماعات" بل "سيحدد مواقع جغرافية آمنة لن تطالها الغارات الجوية التي يشنها نظام الأسد."
ومن شأن مثل هذه الاتفاقية أن تساهم في دحر التوسيع الأخير لـ «جبهة النصرة» في شمال غرب سوريا، باستنادها على الخروقات المتكررة التي يرتكبها النظام بحق اتفاقية "وقف الاعتداءات " التي توسطت فيها واشنطن وموسكو. إلا أن التحدي يكمن في تقليص حدة الخطر الذي يتمثل في أن يصبح الأسد المستفيد الرئيسي من الضربات المشتركة التي تستهدف «جبهة النصرة». ويشير تفادي هذا السيناريو إلى خرق اتفاقية من شأنها أن تضمن، بواسطة نطاقها الجغرافي ودقتها، أثراً إيجابياً على وضع الثوار المعتدلين الذين يحظون بدعم الغرب. وتتطلب هذه المسائل الثلاث بحثاً دقيقاً:
1.      أي مناطق ستطال الغارات.  تتصرف «جبهة النصرة» بعدائية مع الجماعات والمجتمعات المتمردة الأكثر اعتدالاً التي تدعمها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. فإذا استهدفت الغارات الأمريكية والروسية المشتركة ضد «جبهة النصرة» المناطق التي تشهد صراعاً بين الجبهة وقوات أخرى مناهضة للنظام في ظل غياب النظام، فسيؤدي مثل هذا الاستهداف إلى مساعدة هذه القوات  في دعم الأسد من دون أن تتكبّد أي عناء. ومع ذلك فإن النتائج ستكون مختلفة تماماً إذا نُفّذت الهجمات في مناطق تستهدف فيها «جبهة النصرة» النظام بتعاون ضمني مع جماعات أخرى، وسيستفيد النظام من مثل هذه الهجمات التي ستحطم آمال المعارضة غير الجهادية.
2.      مدى ارتباط التعاون بعدم استهداف روسيا لجماعات أخرى غير تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة». تسعى روسيا إلى منح ألقاب إرهابية إلى ميليشيات الثوار كـ «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على سبيل المثال، أي الجماعات السلفية التي لا تتطابق رؤيتها مع الرؤية الأمريكية والتي تفادت واشنطن استبعادها أو استهدافها نظراً للفائدة التي تقدمها في محاربة الأسد. وإذ تتطلع موسكو إلى نيل رمزية التعاون السياسية مع الولايات المتحدة، لا بد من إعلامها أن هناك ثمن عليها أن تدفعه لقاء مثل هذا التعاون أي أن عليها أن تركّز هجماتها على الجماعات التي يوافق البلدين على أنها إرهابية.
3.      مدى تصعيد النظام وتيرة غاراته على الجماعات التي لا تنتمي إلى «جبهة النصرة». في شرق الغوطة على سبيل المثال، استهدف الجيش السوري مؤخراً «جيش الإسلام» مستفيداً من المشاحنات الحاصلة بين هذه الجماعة و«جبهة النصرة». وفي حين لا يبدو منطقياً الاعتقاد أن دمشق  ستقبل بالشروط نفسها التي وافقت عليها موسكو والتي تتعلق بمن ستستهدف الغارات، يتعين على واشنطن أن توضح أنها ستفسخ هذه الصفقة إذا أقدم النظام على تصعيد وتيرة مثل هذه الهجمات في محاولة لرفع وتيرة العمليات الروسية التي كانت قد انخفضت ضد الجماعات التي لا تنتمي إلى «جبهة النصرة»
وتبقى الحقيقة الجلية أن «جبهة النصرة» تضطلع بدور مهم في التصدي للهجمات التي تطال شمال شرق سوريا ولاسيما إدلب ومحيط حلب. تساهم الهجمات الانتحارية التي تنفذها «جبهة النصرة» في استهداف نقاط التفتيش والتحصينات والتي تمثّل إلى حد كبير الوسيلة الوحيدة المتوفرة لمواجهة وابل المدفعيات والغارات الجوية والبراميل المتفجرة التابعة للأسد. وتشكّل التكتيكات الانتحارية، التي ترسمها «جبهة النصرة» و«جند الأقصى» و«حركة تركستان الشرقية الإسلامية» وغيرها من الجماعات المتطرفة، خطراً حقيقياً يُحدق بالعمليات التي ينفّذها الجيش السوري في شمال شرق البلاد ولاسيما في اللاذقية وحماة وحلب والقرى العلوية في منطقة حمص (بما فيها قرية الزارة، حيث تفيد بعض التقارير أن «جبهة النصرة» والمنتسبين إليها قاموا بذبح المواطنين في شهر أيار /مايو). وكنتيجة لذلك، اضطر النظام إلى تحويل مهمة القوات من تنفيذ العمليات إلى استعادة تدمر ودير الزور وطبقة وفرض سيطرتها عليها.
ويكمن الخطر في أن يضع التعاون الأمريكي-الروسي ضد «جبهة النصرة»، الجماعات الأكثر اعتدالاً في مواقع الخطر. وإذا ما انتهى هذا التعاون إلى تعزيز النظام، قد تشعر المعارضة المعتدلة المنقسمة أنها بحاجة إلى أن تفاوض الأسد من أجل البقاء، على غرار ما فعلته بعض الجماعات في دمشق. وسيخفف هذا الأمر من عزيمة النظام وحلفائه الإيرانيين على تقديم تنازلات مهمة مما يجعل التوصل إلى تسوية تفاوضية دائمة للحرب أكثر صعوبة.
وبالتالي يكمن التحدي الحقيقي في عثور الولايات المتحدة على سبل لتعزيز المعارضة المعتدلة في الوقت الذي تلاحق فيه «جبهة النصرة». وبذلك، يتعين على واشنطن أن تضع نصب أعينها مراقبة كيف يمكن أن يؤثّر تعاونها مع روسيا على سير الحرب بصورة شاملة. ولن يؤدي القصف الروسي والغربي المشترك لـ «جبهة النصرة» إلى انتفاضة شعبية مناهضة لها. بل قد ينتج عن هذا الأمر ردة فعل مناهضة للغرب وقد يشعر الثوار المعتدلون بالخيانة إذا لم ترافق استراتيجية القصف الجديدة خطوات صلبة لتدعمهم.
ولا تحكم روسيا والأسد بقبضة حديدية بشكل خاص في الوقت الراهن. ويسعى النظام جاهداً للحفاظ على نجاحاته في شمال غرب البلاد، التي لم تكن لتتحقق لولا التدخل الهائل للطيران الروسي. وقد تهدد «جبهة النصرة» القاعدة الجوية الروسية مجدداً في حميميم في المستقبل القريب. وفي هذه الحالة، تحظى الولايات المتحدة بموقع تفاوضي قوي ولا يجب أن تتخلى عنه بمنتهى السهولة.
 فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن. أندرو جيه. تابلر هو زميل "مارتن غروس" في برنامج السياسة العربية في المعهد.
======================