الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 4/8/2016

سوريا في الصحافة العالمية 4/8/2016

06.08.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :            
الصحافة البريطانية :        
الصحافة العبرية :          
من الصحافة الاروبية :    
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست :هل تراجع الدور القيادي لأميركا في العالم؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/8/3/هل-تراجع-الدور-القيادي-لأميركا-في-العالم
قال الكاتب فريد حياة في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الدور القيادي الأميركي على المستوى العالمي آخذ في التراجع، وذلك في ظل تقليص الرئيس الأميركي باراك أوباما الدور الأميركي على المسرح الدولي.
لكن الكاتب استدرك بالقول إن العالم ينمو بشكل فوضوي متزايد، مما يجعل التدخل الأميركي في القضايا الدولية أمرا غير مجدٍ.
وقال إن هذا التقييم يغذي نوع العزلة التي شهدتها الولايات المتحدة العام الجاري، في ظل تصريحات كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب والسيناتور عن الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز المنسحب من سباق الرئاسة.
وأضاف أن المسؤولين الأميركيين لم يتحدثوا سوى عن القليل بشأن السياسة الخارجية، باستثناء حديثهم عن عزمهم إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية في المؤتمرات الحزبية، الأمر الذي يجعل المهمة صعبة أمام مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون إذا تم انتخابها.
مهمة صعبة
وقال الكاتب إن مهمة كلينتون ستكون صعبة إذا سعت للحصول على الدعم من جانب الأمة والكونغرس الأميركي من أجل دور قيادي أميركي تقليدي على المستوى العالمي.
لكن الكاتب أشار إلى تصريحات من على منبر مؤتمر الحزب الديمقراطي الأسبوع الماضي.
وقال حياة إن تلك التصريحات تفخر بأن الولايات المتحدة أقوى في الخارج، وأنها أكثر أمنا في الداخل بسبب قيادة الرئيس أوباما، وأضاف أن أوباما أشار في كلمته بالمؤتمر إلى بعض الأحداث، مثل رجوع بعض قوات بلاده إلى الوطن، ومقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، والاتفاق النووي مع إيران، والانفتاح على كوبا، ومعاهدة عالمية بشأن التغير المناخي.
وأضاف الكاتب أن هذه الإنجازات الأميركية تعد حقيقية، ولكن يصعب على المراقب المنصف أن يقول إن العالم اليوم أصبح في حال أفضل مما كان عليه قبل ثماني سنوات.
فوضى بالعالم
وقال الكاتب إن العراق الذي كان موحدا في 2009، ويشهد حالة من السلام النسبي، عاد واشتعل ثانية، وسوريا أصبحت في حال أسوأ، وتنظيم الدولة حقق ما لم يكن بإمكان تنظيم القاعدة تحقيقه.
فها هو يسيطر على مناطق ويشن منها هجمات لزعزعة الاستقرار في فرنسا وبلجيكا وغيرهما، كما أنه يتمدد إلى أفغانستان وشمال أفريقيا وأنحاء أخرى من العالم، وأضاف أن الفوضى في الشرق الأوسط تسببت في فرار ملايين اللاجئين إلى أوروبا، حيث أحدثوا أزمة خطيرة في استقرار القارة.
وأشار إلى أن الديمقراطية في حالة تراجع في أنحاء متفرقة من العالم، كما في روسيا والصين اللتين تعانيان من التعصب والاستبداد، وأن بعض حلفاء أميركا من الديمقراطيين السابقين مثل تركيا وتايلند تحولوا إلى الدكتاتورية، على حد تعبيره.
وقال إن الولايات المتحدة تعاملت مع إيران، لكنها لم تسهم في جعلها معتدلة أو تثنيها عن دعم الإرهاب، وإن البرنامج النووي في كوريا الشمالية في حالة تقدم وتطور.
وأضاف الكاتب أن أوباما ليس انعزاليا، وأنه ليس السبب المباشر في التراجع الأميركي على المسرح الدولي، ولكنها سياسات التقشف التي أسهمت في إنهاء الوجود الأميركي في العراق، وفي عدم تطبيق الخط الأحمر ضد الرئيس السوري بشار الأسد، بينما سوريا آخذة بالتفكك.
وقال إن أميركا تركت ليبيا تزلق إلى الفوضى بعد الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وإنها أسهمت في تقويض الدعم الأميركي للديمقراطية وحقوق الإنسان في أنحاء كثيرة من العالم.
واستدرك بالقول إن الرئيس أوباما اهتم بالداخل الأميركي على حساب الدور الخارجي لبلاده، لكنه بدأ يغير سياساته في الفترة الأخيرة من رئاسته، فها هو يرسل الآلاف من قواته إلى العراق من جديد، وها هو يتخلى عن خطته لسحب جميع قواته من أفغانستان.
========================
نيويورك تايمز :هل تنجح خطة أميركا الجديدة في إنهاء الأزمة السورية بأقل الخسائر؟
http://www.huffpostarabi.com/2016/08/04/story_n_11322960.html
هافينغتون بوست عربي
تم النشر: 23:50 03/08/2016 AST تم التحديث: منذ 2 من الساعات
يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تميل إلى استثمار حالة التفاهم القائمة نسبياً في الوقت الراهن مع روسيا، في إحداث تقدم على مسار الأزمة السورية، خاصة ما يتعلق باتفاق "وقف الأعمال العدائية"، لكن على ما يبدو فإن هذه الرؤية لا تروق لكثيرين داخل أروقة وكالة المخابرات المركزية الأميركية ووزارة الخارجية وأيضاً البنتاغون، ويرونها معيبة.
دينس روس، المستشار السابق للرئيس أوباما لشؤون الشرق الأوسط، وأندرو تابلر، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يستعرضان في مقالهما بصحيفة نيويورك تايمز، خطة أوباما الجديدة في سوريا ودوافعه لتبنيها واحتمالات الفشل والنجاح.
وهذا نص المقال كاملاً
واشنطن- ترغب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن تخفف من وطأة العنف الذي تعاني منه سوريا، وفي الوقت ذاته تريد أن تسحق الجماعات الجهادية هناك.
ومن أجل ذلك يسعى البيت الأبيض نحو الدفع بخطة تؤدي إلى تعاون الولايات المتحدة مع الجيش الروسي في سوريا بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية، وكذلك التنسيق المتعلق بالغارات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأيضاً جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا (والذي أعلن مؤخراً انفصاله عن تنظيم القاعدة وتكوينه جبهة جديدة تحمل اسم "جبهة فتح الشام).
وفي المقابل، قد يجبر الجانب الروسي نظام الرئيس السوري بشار الأسد كي يتوقف عن استخدام البراميل المتفجرة والغارات الجوية في المناطق التي لا تحتضن أياً من جماعات المتطرفين.
ويُعدّ التخلص من الجماعات الجهادية في سوريا هدفاً مهماً، فبعد سنوات من الموت والخراب، ربما ترحب الأطراف المتناحرة وكذلك رعاتهم بأي اتفاقية بينهم.
بيد أن خطة إدارة الرئيس أوباما، التي لا تروق لعديدين داخل أروقة وكالة المخابرات المركزية الأميركية ووزارة الخارجية وأيضاً البنتاغون، تبدو معيبة.
ولا يقتصر السبب وراء ذلك على كونها سترسخ الحصار الذي تفرضه حكومة الأسد على مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، بل إنها قد تدفع الجماعات الجهادية وكذلك اللاجئون للهروب نحو تركيا المجاورة لسوريا. وبدلاً من ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تستغل تلك الفرصة كي تتخذ موقفاً أكثر صرامة ضد الأسد وحلفائه.
ويأمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن تؤدي تلك الحالة من التفاهم بين الجانبين الأميركي والروسي في إحداث تقدم فيما يتعلق بالقضايا الأخرى، بما في ذلك استعادة اتفاق "وقف الأعمال العدائية"، وهي هدنة جزئية بدأت في فبراير/شباط ولكنها خُرقت في مايو/أيار. كما يأمل كيري أن يؤدي ذلك إلى العودة لطاولة المفاوضات المتعلقة بالتحول السياسي في سوريا.
وتعد تلك الأهداف منطقية، إذ إن مجلس الأمن جسدها في القرار الذي تبناه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
إلا أن أحد النصوص المسربة التي تتناول الاتفاقية المقترحة مع الجانب الروسي، أظهرت أنها معيبة بثغرات خطيرة. فالولايات المتحدة وروسيا ترسمان الخرائط التي توضح أماكن تمركز جبهة النصرة وأماكن تأثيرها، وأيضاً بعض الأماكن التي تسيطر عليها جماعات معارضة لكنها قد تشهد بعض التواجد المحتمل للنصرة.
وسوف يؤدي ذلك الأمر إلى السماح للأسد وداعميه من الروس والإيرانيين، بأن يهاجموا جماعات المعارضة غير المرتبطة بالنصرة بتلك المناطق، فضلاً عن تعزيز سلطة النظام السوري.
وما يزيد من تلك المخاوف أن نظام الأسد يفتقد للقوات البشرية التي تُمكّنه من السيطرة على المناطق الريفية السُنّية، مما يعني أنه سوف يعتمد على حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى للقيام بتلك المهمة. ومن المؤكد أن تلك الجماعات الطائفية الدموية سوف تجبر النصرة والجماعات المسلحة السُنّية الأخرى نحو الفرار في اتجاه تركيا، مما سيجعلهم، وكذلك التهديد المرتبط بالعنف الذي ترتكبه الميليشيات المسلحة، أقرب إلى الغرب. ولا يختلف الأمر بالنسبة للمدنيين السُنّة، إذ إن ذلك الأمر سوف يدفع كثيرين منهم لخوض الطريق المؤدية إلى أوروبا.
 
دوافع أوباما
 
ولعل ما يدفع إدارة أوباما أن تقود تلك المبادرة مع روسيا هو إما الأمل أو اليأس، ولكن من المؤكد أنها ليست مدفوعة بالخبرة. فخلال الهدنة الجزئية، استغلت روسيا المميزات التي حملتها ثغرات مشابهة مما سمح لها باستمرار القتال، وكذلك نظام الأسد، ضد جماعات المعارضة المسلحة غير المرتبطة بالنصرة وأيضاً المعارضة غير المسلحة غير المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وقد أتاحت تلك الخروقات للأسد وحلفائه بأن يكسبوا مزيداً من الأراضي، وأن يحاصروا حلب.
ويبدو أن إدارة أوباما تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبحث عن طريقةٍ تحدُّ من التورط الروسي في الحرب الأهلية بسوريا.
لكننا نشك في ذلك الأمر؛ لأن بوتين تعتريه رغبة أكبر في إظهار أن روسيا وأصدقاءها يربحون المواجهة في سوريا وأن الولايات المتحدة تخسر، ولن يغير بوتين نظرته حتى يقتنع بأن الأمر صار مكلفاً للغاية.
وبدلاً من ذلك، من المرجح ألا تختلف معاملة بوتين والأسد مع الاتفاقية القادمة عن معاملتهما مع الاتفاقية السابقة؛ لأنه يعلم أن الولايات المتحدة لن تفعل شيئاً كي تعاقب روسيا لدعمها لحكومة الأسد.
بيد أن ثمة بديلاً لذلك، ويكمن في معاقبة النظام السوري لخرق الهدنة باستخدام الطائرات بدون طيار وصواريخ الكروز لقصف القواعد الجوية والمطارات العسكرية للجيش السوري، وكذلك مواقع المدفعية التي ليس ثمة وجود روسي بها.
ويقول المعارضون لمثل تلك الهجمات المحدودة، إنها قد تؤدي إلى تصعيد من الجانب الروسي، وأنها ستسعى لجر أقدام الولايات المتحدة لأتون الصراع في سوريا.
لكن تلك الهجمات قد تحدث في حالة واحدة فقط، وهي إن خرقت حكومة الأسد الهدنة الوشيكة التي تقول عنها روسيا إنها مُلزمة. كما يمكن إخبار روسيا بأن ذلك الرد من جانب الولايات المتحدة قد يحدّ من أي محاولة لخرق الهدنة والاتفاق العسكري المقترح مع موسكو. وعلى أي حال، سيعطي ذلك إشارة لبوتين بأن حليفه السوري سوف يدفع الثمن إن لم يلتزم جانبه بالاتفاق.
وإن أرادت روسيا أن تضع حداً لتورطها في سوريا، فإن التهديد بشن هجمات محدودة قد يقنعها كي تجبر الأسد على التأدب.
وفي المقابل، إن صدق حدس المشككين الذين يقولون إن بوتين سيكون جاداً فيما يتعلق بالحل السياسي فقط إن رأى تزايدَ كلفةِ دعم النظام السوري، فإن مثل تلك التهديدات بتنفيذ هجمات ربما يكون السبيل الوحيد لبدء عملية سياسية تنهي حالة الحرب.
وطالما صرح أوباما وكيري بأنه ليس ثمة حل عسكري لمواجهة الصراع السوري. ولسوء الحظ يبدو أن روسيا وإيران تعتقدان عكس ذلك، أو على الأقل تعتقدان بأنه ليس ثمة نتيجة سياسية مقبولة يمكن أن تتحقق بدون دحر المعارضة وتقوية النظام السوري. لذا، فقد آن الأوان لأن تتحدث الولايات المتحدة باللغة التي يفهمها الأسد وبوتين.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The New York Timesالأميريكية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
========================
معهد واشنطن :السيطرة على دمشق تقوّي الأسد على الصعيد الوطني
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/damascus-control-emboldens-assad-nationally
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
2 آب/أغسطس 2016
ملاحظة: اضغط على الخرائط لعرض نسخ عالية الدقة.
من المقرر أن تبدأ هذا الشهر الجولة القادمة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، ولكنّ قبضة الرئيس السوري بشّار الأسد المشددة مؤخراً على دمشق قد وضعت بالفعل المعارضة السورية في موقف صعب. وفي الواقع، إنّ التركيز على المعركة في حلب حيث تقدّمت أيضاً قوّات النظام مؤخراً (انظر "القوات الكردية تدعم الأسد في حلب")، قد صرف الإنتباه عن إستعادة الجيش السوري بشكل بطيء بل مؤكّد، لضواحي العاصمة السورية التي كانت تحت سيطرة المتمردين.
خلق توازن ديموغرافي مواتي للنظام
منذ السبعينيات، كان هناك حضوراً قوياً للجيش السوري في منطقة دمشق، يشمل قواعد عسكرية كبيرة متمركزة في جنوب وغرب العاصمة. ورسمياً، كان هذا الموقف العسكري يهدف إلى حماية دمشق ضدّ اسرائيل، نظراً لأنّ جبهة الجولان تقع على بعد حوالي خمسين كيلومتر. غير أنّ الهدف "غير الرسميّ" من هذا الإعداد الّذي صمّمه الرئيس السابق حافظ الأسد كان السيطرة على دمشق بشكل أفضل. لقد آمن والد بشّار أنّ كل من يسيطر على دمشق يسيطر على سوريا. وكان جزء من هدف جهود الأسد الأب للسيطرة على دمشق بعد إستيلائه على السلطة في انقلاب عسكري في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1970 هو تمركز عشرات الآلاف من القوّات، بالإضافة إلى مسؤولين علويين وعائلاتهم، في المدينة. وفي حين كان هناك 300 علوي فقط يعيشون في دمشق (من أصل حوالي 500,000  نسمة في منطقة العاصمة) في عام 1947، ارتفع هذا العدد ليصل إلى أكثر من 500,000  (من بين حوالي 5 ملايين نسمة في منطقة العاصمة) بحلول عام 2010، أو بعبارة أخرى ربع المجتمع العلوي في سوريا. وبالتالي، فاق عدد العلويين في دمشق عددهم في أي مدينة سورية أخرى.
وإبتداءً من السبعينيات، سعى النظام أيضاً إلى توزيع العلويين استراتيجياً في جميع أنحاء المدينة. ولا يزال مسؤولون في النظام يعيشون وفقاً لهذا الترتيب في حي "المالكي"، حول منزل الأسد الخاص، في حين أنّ موظفين مدنيين من رتب أدنى يعيشون في "مزة 86"، وهي منطقة واسعة تطلّ على الأحياء الغنية من مزة. فضواحي المدن الدرزية- المسيحية أساساً تجذب العلويين أيضاً (على سبيل المثال، "جديدة عرطوز" و"جرمانا" و"صحنايا")، التي تقدّم أنماط حياة أكثر استدامة من المناطق السنيّة المحافظة في الغوطة (على سبيل المثال، دوما وداريا وزملكا) - التي أصبحت معاقل التمرد.
ومنذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة، سمح النظام السوري أيضاً للأحياء العلوية والدرزية والمسيحية بالتوسع والإقتراب من المحاور الاستراتيجية التي تربط دمشق ببقية أنحاء البلاد ولبنان، في حين تعيق أيضاً "الهلال السنّي" في المدينة. وهذه هي الحالة في ضاحية جرمانا الواسعة التّي تمّ إنشائها إبتداءً من الثمانينيات، فضلاً عن الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، الأمر الذي ناسب خطة النظام الاستراتيجية للفصل بين الضواحي السنية في المدينة، أي بين شرق الغوطة وغربها.
التخطيط للأمن في المدينة
في شمال شرق المدينة، يعيش في الغالب مسؤولون وموظّفون في القطاع العام للأعمال الصناعية من غير السنة، وذلك في وحدات سكنية عامة في "ضاحية الأسد" و"معرة محمود" و"عدرا"، وهي أحياء موالية تساعد في دعم الدفاع عن مدخل المدينة الشمالي الشرقي. وبالتالي، فنظراً لأنّ الطريق المباشر من دمشق إلى حمص يتعرض لنيران المتمردين منذ نيسان 2012، فقد تمّ تغيير مسار حركة المرور إلى الطريق الدائري الشمالي، الّذي يصل إلى الطريق السريع ما بين دمشق وحمص. وفي جنوب غرب المدينة، تسهّل الثكنات العسكرية والمجتمعات الدرزية-المسيحية المكتظة فيها، حماية الطرق المؤدية إلى بيروت والقنيطرة ودرعا. أما المناطق السنيّة مثل معضمية وداريا ومخيم اليرموك للاجئيين الفلسطنيين الّذي يعتبر رسميّاً ضاحية في دمشق، بالإضافة إلى منطقة بابيلا، فيحدّها من الجنوب الحزام الدرزي-المسيحي المعزّز منذ السبعينيات بأعداد كبيرة من العلويين، فضلاً عن الطريق الدائري الجنوبي الّذي أصبح خطّ دفاعٍ مهمّ لدمشق ضدّ الضواحي التي يسيطر عليها المتمردون.
وبالنسبة إلى المدينة ككلّ، فيحيطها طريق دائري كبير وتقطعها طرق واسعة تخلق فواصل في المناطق الحضرية. ولم تُصمّم هذه الشوارع في السبعينيات من أجل تسهيل تدفق حركة المرور، وهذه مسألة واضحة وخاصّة عندما يأخذ المرء بعين الاعتبار أنّ عدداً قليلاً من السوريين امتلكوا سيارات خاصّة في ذلك الوقت ولم يتوقّع المصمّمون أن تزداد ملكية السيارات الخاصّة إلى درجة كبيرة. وبالأحرى، كان ذلك مثالاً كلاسيكياً على التخطيط الأمني، فالهدف من مخطط هذا الطريق كان انتشار المركبات المسلّحة من أجل ردع أي حدثٍ كبيرٍ. وفي أواخر السبعينيات، وقعت "مدينة دمشق القديمة" ضحيّة لهذه الاستراتيجية عندما تمّ هدم جزء من أسواقها لإفساح الطريق لإقامة منطقةَ للتسوّقٍ مع شوارع عريضة تتقاطع في زوايا قائمة. ولم يُنشئ النظام طرقاً واسعة في كلّ مكانٍ، بل سمح بإنتشار ضواحي غير رسمية خارج المدينة، تتميز بشوارع ضيّقة وأشبه بمتاهةٍ. وفي النهاية، أصبحت هذه الضواحي معاقل الإنتفاضة.
تطويق الضواحي التي يسيطر عليها المتمردون
يمكن أن يعزى سبب فشل المتمردين في دمشق بشكل رئيسي إلى عدم قدرتهم على توحيد الغوطة الغربية والشرقية وقطع الطريق المؤدّي إلى المطار الدولي. لقد دافع الجيش السوري ولاسيّما أعضاء محليون دروز من "قوات الدفاع الوطني" الموالي للنظام عن جرمانا بكلّ قوّة. كما قاوم السكان هجمات المتمردين، التّي شملت سيارات مفخخّة وهجمات صاروخية. وبذلك، وسّع الجيش السوري نطاق سيطرته من جرمانا إلى جهتي طريق المطار، مطوّقاً الجزئين السنيّين لمنطقة الغوطة.
ويرافق الحصار العسكري على مناطق المتمردين حول دمشق حظراً على المواد الغذائية وغارات جوية تهدف إلى تخويف المدنيين. فالمبدأ الأساسي لمكافحة التمرّد، الّذي يهدف إلى فصل المدنيين عن المتمردين، يطبّق هنا بشكل بدائي، كما كان عليه الحال في حلب. ووفقاً للأمم المتّحدة، بقي في داريا 4000 شخص فقط من أصل 80,000  مقيم في عام 2010. ويهدف هذا الحصار أيضاً إلى تشجيع مناطق المتمردين الأخرى بقبول تسوية مؤقتة مع النظام. ولذلك أبرمت مناطق "بابيلا" و"معضميّة" و"قدسيا" و"القابون" و"برزة" اتفاقات وقف إطلاق النار مع الجيش السوري لمنع تدميرها وتجويع سكانها.
ومنذ ربيع عام 2016، استعاد الجيش السوري ثلث "شرق الغوطة" وتستمرّ قوّاته في التقدّم من الشرق. وقد أدت الصراعات بين الجماعات المتمردة «فيلق الشام» و«جيش الفسطاط» (بقيادة «جبهة النصرة») و«جيش الإسلام» إلى مساعدة النظام على القيام بهذا الهجوم. ومنذ عام 2012، كان «جيش الإسلام» يمارس سيطرة كاملة تقريباً على "شرق الغوطة"، ولكن مقتل مؤسسه زهران علوش في 25 كانون الأوّل/ديسمبر 2015 قد أضعف الميليشيا. كما مثّل مقتل علوش نكسةً كبيرة للمملكة العربية السعودية نظراً لأنّه كان قد رقّي إلى منسّق المعارضة السورية في محادثات جنيف. وكانت هذه المرة الأولى التي توحّدت فيها المعارضة السياسية والعسكرية. ولم يكن خليفة علوش، شقيقه الأصغر محمّد علوش، قادراً على القيام بهذه المهمة، سواء محليّاً أو دوليّاً، فتمّ تهميشه بسرعة في جنيف لصالح رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب.
إنعكاس عسكري، منذ عام 2012
في أعقاب الهجوم الّذي وقع في 18 تموز/يوليو 2012 وأودى بحياة الكثير من مسؤولي النظام، من بينهم زوج شقيقة بشّار الأسد آصف شوكت الطموح، بدا المتمردون على وشك الإستيلاء على دمشق. وبعد أربع سنواتٍ، أصبح وضع دمشق العسكري مغايراً كليّاً. فالجيش السوري والميليشيات الشيعية المتحالفة معه يطوّقون الآن مناطق المتمردين حول دمشق. بالإضافة إلى ذلك، فقد المتمردون الأمل في أن ينقذهم تدخّلٌ خارجي لأنّ "مركز العمليات العسكرية" في عمان، الّذي يساعد في تنسيق أعمال المتمردين لم يعد يعطي أولوّيته إلى دعم هجوم ضدّ النظام السوري بل ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية». كما أن إمكانية إبرام الولايات المتّحدة وروسيا إتفاق تعاونٍ ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» قد تزيد من حدة الشعور بالتخلّي بين المتمردين، وبالتالي تُشجّع العديد من الجماعات على التفاوض مع النظام أو الإنضمام إلى الجهاديين.
وفي دمشق، يتم دعم النظام بقوة من قبل «حزب الله» وإيران. ويعود سبب هذا الدعم إلى أنّ العاصمة السورية وخصوصاً مطاراتها هي البوابة الرئيسية لوصول الأسلحة الإيرانية إلى «حزب الله». كما يعتبر تدفّق المقاتلين الشيعة إلى دمشق جزءاً من جهدٍ للدفاع عن ضريح "السيدة زينب" وهو موقع حج شيعيّ أساسيّ كان يستقبل، قبل عام 2011 ، مئات الآلاف من الزّوار كلّ عام. وفي كلّ مرّة يقع فيها صاروخٌ في منطقة "السيّدة زينب" أو تنفجر سيارةٌ مفخخة في تلك المنطقة، تتردد أصداء الخبر في جميع أنحاء العالم الشيعي، مما يساعد في جذب مقاتلين جدد إلى الجبهة. أمّا بالنسبة لإيران، فلا يمكن السماح لضريح "السيّدة زينب" بمواجهة نفس مصير "ضريح العسكريين" [ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء] الّذي دُمّر في هجومٍ من قبل تنظيم «القاعدة» في شباط/فبراير 2006.
اليقين الذاتي للأسد
بالمقارنةً بـ [مناطق] غرب حلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة، والّتي يقصفها المتمردون بالصواريخ، تُعتبر العاصمة السورية هادئة نسبيّاً. فالخدمات العامة تعمل بشكلٍ طبيعيّ وتبدو الحرب بعيدة باستثناء صوت المدفعيّة من "جبل قاسيون" وهي تقصف مناطق المتمردين. وفضلاً عن ذلك، يعمل المطار الدولي من جديد، كما أن الطرق الرئيسية التي تؤدي إلى حمص ودرعا وبيروت آمنة. ولا يمكن لهذه التطورات إلاّ طمأنة الأسد. وبالرغم من عدم سيطرته حتى الآن على معظم أنحاء البلاد، وبالكاد يحافظ جيشه على المكاسب الأخيرة على الأرض التّي سهّل تحقيقها تدخل سلاح الجو الروسي، يشعر الأسد أقل تهديداً لأنّه يسيطر على دمشق. وبما أنّه لم يعد يحتاج إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكي يدافع عن مجال دمشق الجوّي، يقلّ احتمال رضوخه للضغوط الروسية، ناهيك عن الضغوط الدولية الأخرى، للتخلّي عن السلطة. وفي دمشق، ما زال الأسد بحاجة إلى استمرار الدعم العسكري الدفاعي القويّ من إيران ووكيلها «حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية. وكما هو الوضع الآن، فمن دون وجود تهديدٍ عسكري حقيقي على دمشق، فلن يوافق الأسد أو إيران على  حصول انتقالٍ سياسيّ في سوريا حتّى لو قبلت روسيا بذلك
فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
========================
“حرب جيل”: أطفال سورية بين مطرقة الصراع الداخلي، وسندان صعود الدولة الإسلامية
http://harmoon.org/archives/1573
ترجمة: فاتن شمس3 أغسطس 2016
اسم الكاتب     بينيديتا بيرتي
Benedetta Berti
أكسل بيا أوسيته
Axel Bea Osete
مصدر المادة الأصلي  
Strategic Assessment
رابط المادة    
تاريخ النشر    تشرين الأول/ أكتوبر 2015
المترجم وحدة الترجمة في مركز حرمون – فاتن شمس
 بينيديتا بيرتي Benedetta Berti، وأكسل بيا أوسيته Axel Bea Osete(*)
المحتويات
أولًا: تكلفة الحرب على مستقبل سورية: لمحة عامة
ثانيًا: النشأة في الدولة الإسلامية
ثالثًا: حرب جيل.. أولوية الاستثمار في أطفال سورية
أولًا: تكلفة الحرب على مستقبل سورية: لمحة عامة
على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت سورية بؤرة عدم الاستقرار الإقليمي؛ فقد أدى عنف “حربها الأهلية”، ودمويتها، إلى حالة إنسانية طارئة طويلة الأمد، وذات أبعاد مهولة، وسهّل نمو الجهات الفاعلة المتطرفة، كالدولة الإسلامية. وعلاوة على ذلك، وفي ما يتعدى التأثير الحالي للصراع على البلاد، وعلى الشرق الأوسط بأكمله، سيستمر إرث الحرب -بلا شك- في صوغ مستقبل سورية، فترة طويلة، بعد صمت المدافع. ويُشكِّل تأثير الصراع على أطفال سورية – بشكل خاص- جانبًا مدمرًا جدًا، وطويل الأمد، من جوانب إرث الحرب المعقدة، التي يتعين على أصحاب المصلحة الإقليمية والدولية مواجهتها، إذا ما كانوا يأملون، في استعادة قدرٍ من الاستقرار لسورية، وبلاد الشام.
وأسوة بمعظم بلدان منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا (MENA)، فإن سورية بلد شاب؛ إذ يمثل أطفال سورية من عمر 0 إلى 14 سنة، وشبابها من 15إلى 24سنة، على التوالي، ما بين الـ 20 والـ 35 في المئة تقريبًا، من عدد سكانها البالغ 22 مليون نسمة ([1]). وليس مستغربًا، أن العدد الأكبر من ضحايا الأعمال القتالية، ومنذ سقوط الثورة الشعبية السلمية، في دوامة “الحرب الأهلية” عام 2011، كان من السكان المدنيين بشكل عام، ومن أطفال سورية بشكل خاص؛ خارج البلاد، أكثر من مليوني طفل من أربعة ملايين من الأطفال اللاجئين المسجلين، هم دون عمر الثماني عشرة سنة، بينما داخل سورية نفسها، فإن نصف الاثني عشر مليون شخص، ممن يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء أحياء، هم من الأطفال، وما يزيد على المليونين منهم، يقيمون في مناطق نائية، حيث “يصعب” وصول المساعدات إليها([2]).
إن وضع مخطط تفصيلي لآثار الصراع السلبية على أطفال سورية، أمر في غاية الصعوبة؛ فالتأثير متغلغل، ولا ينحصر بصحتهم الجسدية والنفسية، أو حصولهم على الرعاية الصحية الأساسية والتعليم، إنما يضعف نموهم بالعمق أيضًا، ويؤثر – بالتالي – على مستقبلهم ذاته. ومن هنا، جاء القلق الذي عبَّر عنه مبعوث الأمم المتحدة الخاص، ستيفان دي ميستورا، بقوله: “لدينا جيل كامل من السوريين، أطفال صغار، لم يشهدوا سوى الحرب”([3]).
ومع شنّ أطراف الصراع كافة-تقريبًا- هجماتٍ متعمدة ضد المدنيين، كان الأطفال مستهدفين -بشكل مباشر- أيضًا؛ ما يزيد على عشرة آلاف حالة موثقة للضحايا من الأطفال، وتقارير حول ضحايا الأطفال، من جراء التعذيب، والإعدامات من دون محاكمة، والعنف الجنسي، والاختطاف ([4]). وبالفعل، فقد أفاد تقرير لليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) في شهر آذار/ مارس 2014، بأن معدلات إصابة الأطفال في سورية، كانت “الأعلى التي سُجِّلت في أي من الصراعات الأخيرة في المنطقة”([5])، ولم يتغير الوضع منذ ذلك الحين. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من حظر ذلك، بموجب القانون الإنساني الدولي، لن يكون الأطفال -ما دامت الحرب مستمرة لمدة أطول- ضحايا وشهودًا على الصراع فحسب، وإنما مشاركين مباشرين فيه أيضًا، ووفقًا للأمم المتحدة، فإن أطفالًا دون سن الخامسة عشرة، ولا تزيد أعمارهم على ثماني سنوات، قد تم تجنيدهم؛ للانضمام إلى صفوف الفصائل المسلحة المختلفة، سواء من الجانب الموالي للحكومة، أم من جانب الثوار([6])، وقد وثَّقت منظمة هيومن رايتس ووتش –بالمثل- استخدام الأطفال في القتال المباشر، والعمليات الاستخبارية، والهجمات الانتحارية، وتوريد الذخيرة إلى الجبهة الأمامية، من بين مهمات أخرى([7]).
ويجد الشبان السوريون أنفسهم، متورطين –مباشرة- في القتال، لأسباب عدة؛ ففي بعض الحالات، ينضمون طوعًا للدفاع عن قضية يؤمنون بها، بينما قد يسعون -في حالات أخرى- ليصبحوا جزءًا من جماعة مسلحة، تلبية لإحساس الجماعة والانتماء؛ بعد فقدان أحبائهم في الحرب على سبيل المثال. وبشكل حاسم، ومع وصول القتال لأن يصبح –تدريجيًّا-  أحد المصادر القليلة المتاحة للدخل، يُدفع الأطفال إلى التجنيد بسبب قلة الفرص، والحاجة للبقاء أحياء، ومساعدة أُسَرِهم، وبوجود جماعات مسلحة، ولا سيما جماعة الدولة الإسلامية، ذات التمويل الجيد نسبيًّا، القادرة على دفع رواتب تصل إلى أربعمئة دولار أميركي شهريًّا (مع متوسط مكافأة شهرية، تقارب المئة دولار أميركي)؛ أصبح أن تغدو مقاتلًا – وبشكل متزايد – أحد الخيارات القليلة المتاحة للعديد من السوريين، بمن فيهم الأطفال([8]). وفي أوضاع أخرى، وينطبق هذا -بشكل خاص- على جماعات مثل الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة،  دُرّب الأطفال وجُنّدوا، من خلال برامج تعليمية أوسع نطاقًا. وأخيرًا، وكما هو حال الحروب الأهلية المطوَّلة كلها تقريبًا؛ فقد كان تجنيد الأطفال، يتم قسرًا –أيضًا- للعمليات القتالية، والأدوار المساعدة، على حد سواء ([9]).
وللتأكيد، لم تكن كافة الفصائل تتبنى الموقف نفسه، مما يتعلق باستخدام المجندين الأطفال؛ فعلى سبيل المثال، في شهر آذار/ مارس 2014، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إعلان التزام الامتثال إلى القانون الدولي الإنساني، وتيسير المساعدة الإنسانية، حيث أعلنوا -على الملأ- أنهم “سيمتنعون عن تجنيد الأطفال، واستخدام الأطفال في الأعمال القتالية”([10])، وهو مبدأ، أعاد تأكيده الجناح المقاتل للجماعة، الجيش السوري الحر([11])، كما تم الإعراب عن التزامات مماثلة -أيضًا- من قبل الجماعة المسلحة الكردية الرئيسة، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي (YPD)، ووحدات حماية الشعب (YPG)، وقوات الشرطة الخاصة بها، الآسايش([12])، على الرغم من توثيق انتهاكات -بشأن هذا الالتزام- على مدى السنوات القليلة الماضية؛ على سبيل المثال، في شهر تموز/ يوليو 2015، وجهت منظمة هيومن راتيس ووتش انتقادًا، إلى وحدات حماية الشعب؛ لتقصيرها في التنفيذ الكامل لمبادئها التوجيهية والتزاماتها([13]).
وعلى نطاق أوسع، يقع الأطفال في خانة الفئة المستضعفة بصورة خاصة؛ فمن خلال عيشهم في بيئة فقيرة، وغير آمنة، يغدون أهدافًا محددة، لمختلف أشكال الاستغلال؛ من عمالة الأطفال، إلى العنف الجسدي، والتجنيد، والتوظيف، من قبل الجماعات المسلحة والإجرامية، وكذلك تزداد ظاهرة زواج الأطفال شيوعًا، داخل سورية، وعلى النطاق الأوسع، في مخيمات اللاجئين  ([14]).
ولا يمكن الاستخفاف، بالندوب النفسية والتنموية، الناجمة عن التعرض – لفترة طويلة – لأهوال الحرب، كما لا يمكن الاستخفاف، بالتأثير المستقبلي لانعدام فرص الحصول على التعليم، وقد أثبت تأمين فرص الحصول على التعليم الابتدائي، ولا سيما التعليم الثانوي والعالي، تعقيده بين السكان اللاجئين، على الرغم من كفاح الحكومات المضيفة لاستيعاب الأطفال السوريين، وتشمل الصعوبات، التي تحرم الأطفال اللاجئين السوريين المدارس، عدم وجود الوثائق الصحيحة، وتكلفة التعليم، والبعد عن المدارس، ومسائل السلامة، والحواجز اللغوية أو الثقافية، والاختلافات الكبيرة في المناهج الدراسية، إضافة إلى حاجة القاصرين إلى العمل لدعم الأسرة([15]). أما في سورية نفسها، فالوضع أشد قتامة؛ إذ ما يقارب الثلاثة ملايين طفل لم يلتحقوا بالمدرسة، كما أن النظام التعليمي –ببساطة- قد انهار([16])؛ فقد انخفضت معدلات الالتحاق بالمدارس، إلى ما بين 50 في المئة و 100 في المئة، في السنوات القليلة الماضية؛ لتسجل سورية –اليوم- واحدًا من أدنى معدلات الالتحاق بالمدارس في العالم، وهو مجرىً، مرده إلى مزيج من الدمار المادي في النظام التعليمي، وعدم توافر المعلمين، وتعذر الحصول على التعليم -بشكل عام- بسبب المسافة، الأمن، أو لأسباب مالية([17]). وأكثر من ذلك، فإن الالتحاق بالمدرسة، فعل شديد الخطورة في سورية؛ فالمدارس، وبعيدًا عن كونها مكانًا آمنًا، تشكل –مع المستشفيات والأسواق– أحد أكثر المواقع استهدافًا، والتي تُضرب -بشكل متكرر- من قبل النظام، في هجمات القصف الجوي ([18]).
إن الوضع يدعو إلى اليأس، وعواقبه تمتد إلى ما هو أبعد من البُعد الإنساني؛ فالتأثير الاقتصادي لحرمان جيل كامل من الأطفال الالتحاق بالمدرسة، تأثير جسيم، ولن يقتصر التأثير العميق، لعدم إمكانية الحصول على التعليم لفترة طويلة، في التنمية الشخصية والمهنية لجيل الشبان السوري فحسب، وإنما سيؤثر -وبنطاق أوسع أيضًا- على قدرة أُسرهم ومجتمعاتهم على التعافي، وعلى قدرة سورية –في النهاية- على الانتعاش ما بعد الحرب. وتتطلب إعادة بناء البنية التحتية التعليمية، على الصعيدين: المادي والاجتماعي، تمويلًا وجهدًا واسعي النطاق، ولن يكون ذلك بين عشية وضحاها. وفي ما يتخطى مسألة التعليم، يُمثِّل التأثير الاجتماعي للصدمة الجماعية العميقة، التي أصابت جيلًا كاملًا من السوريين، أحد أهم التحديات الواجب تخطيها، في الجهد المبذول للتعافي والانتقال، في مرحلة ما بعد الحرب؛ ما يؤثر على مجموعة واسعة من القضايا: من التماسك الاجتماعي، إلى الحملة ضد التطرف، ونجاح برامج نزع السلاح والتسريح، على نطاق شامل.
وفي هذا السياق، فإنه من المهم – وبصورة خاصة – تسليط الضوء على دور الدولة الإسلامية، وهي الجماعة التي تركِّز على الأطفال، و”إعادة التأهيل”. وقد وصف الجنرال هربرت رايموند ماكماستر، أفعال الدولة الإسلامية، بأنها “إساءة معاملة الأطفال على نطاق صناعي”، وتحدٍّ “متعدد الأجيال” لتحقيق الاستقرار ([19]).
 ثانيًا: النشأة في الدولة الإسلامية
إن أي تقييم لتأثير الحرب على أطفال سورية، يجب أن يعطي اهتمامًا خاصًا للدولة الإسلامية، بسبب ما أظهرته هذه المنظمة بالدرجة الأولى، من عنف ووحشية متطرفة؛ فقد استهدفت الدولة الإسلامية الأطفال –بشكل مباشر– وأعدمتهم، بينما تتورط بغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما فيها التعذيب، وإعدام القاصرين من دون محاكمة، والاستعباد الجماعي القسري، والعنف الجنسي ضد فتيات لا تزيد أعمارهن على العاشرة، ومعظمهن من الطائفة اليزيدية ([20]).
غير أن تأثير هذه المنظمة على الأطفال، الذين يعيشون في أراضٍ تحت سيطرتها، أعمق من ذلك كثيرًا؛ فمشروع الدولة الإسلامية -في الواقع- هو –أولًا وأخيرًا– مشروع سياسيٌّ، فمع إعلان الخلافة عام 2014، أعلنت الجماعة، أنها النظام السياسي الشرعي الوحيد، رافضة –بذلك- الدول القائمة في بلاد الشام وحدودها، ومؤكدة أن المسلمين جميعهم ملزمين بقبول السلطة الدينية، والسياسية للخليفة إبراهيم (بالإشارة إلى القائد و”الخليفة” أبو بكر البغدادي). وتتخطى طموحات الجماعة، والتي انعكست في صرخة المعركة، “باقية وتتمدد”، السيطرة على الأراضي والسلطة السياسية، وتمتد إلى مفهوم هندسة جديدة للمجتمع، بأعراف اجتماعية وثقافية مختلفة، ولتحقيق هذه الأهداف، اعتمدت الدولة الإسلامية على الحكم، وبناء الدولة، والإعلام المُكثَّف، ووسم وسائط التواصل الاجتماعي بهويتها، وكذلك على الوحشية المفرطة، والعقيدة العسكرية الهجومية الشاملة ([21]). وفي سعي الجماعة؛ لخلق وفرض نظام اجتماعي-سياسي جديد، يغدو تدمير أعدائها ليس كافيًا، وإنما تحتاج –أيضًا- إلى “إعادة تثقيف” رعاياها، وفي هذا السياق، انصب استثمار المجموعة –بشكل منهجي- على جيل الشباب، من خلال تزويدهم بالتعليم، والتدريب العسكري. وفي الواقع، فإن الجماعة تستهدف، كما تجند، الأطفال في صفوفها، إضافة إلى اعتمادها المنتظم على القاصرين في بعض الأحيان؛ لتنفيذ إعدام السجناء و/أو العمليات الانتحارية ([22])، ومن ثم تروج الدولة الإسلامية –بكثرة- صور أطفال صغار يضربون، أو يقطعون رؤوس، السجناء، عبر قنوات اتصالها الإعلامية؛ لاستخدامهم كأداة في استقطاب وتجنيد المؤيدين([23]).
ويُعدُّ التعليم منبرًا رئيسًا لإعداد الأجيال المقبلة، لمحاربة “الصليبيين وحلفائهم”، وكذلك دعامة أساسية لمشروع الخلافة ([24])؛ إذ تسعى الدولة الإسلامية جاهدة، في وثائقها الخاصة، إلى تسليط الضوء على أهمية التعليم العلمي والديني، وتنخرط في نقاشات حول أصول التدريس، وتصميم المناهج، وإعادة النظر في النظام التعليمي ([25]). ومن أولى الإجراءات التي تنفذها الدولة الإسلامية، بعد الاستيلاء على مدينة أو قرية، هي السيطرة على المؤسسات التعليمية القائمة، وإما إغلاقها، أو ووضعها تحت سيطرة فرعها التعليمي؛ الديوان التعليمي ([26])، كما أن سيطرتها على البنية التحتية التعليمية، يسمح –أيضًا- لسلطات الدولة الإسلامية الجديدة، بمراجعة وإعادة صوغ المناهج القائمة، بما يؤكد عكس هذه المناهج لفهمهم للإسلام، ومحو أي موضوع، كحقوق الإنسان، والفنون، أو العلوم السياسية؛ أو مفاهيم، كالقومية، أو “الحدود”- يرونه غيرَ شرعيّ ([27]). وتعتمد الخلافة، لتنفيذ خططها، على المُدرسين الذين انضموا للدولة الإسلامية من الخارج، بينما توظف مدرسين محليين، شريطة المبايعة (إعلان الولاء)، واعتماد “نظام الزي الإسلامي” (بمصطلحات الدولة الإسلامية)، وحضور الدورات المخصصة للشريعة([28]).
وتؤدي معسكرات التدريب –أيضًا- دورًا رئيسًا في تشكيل الجيل المقبل من المجاهدين([29])، وعلى الرغم من أن المعسكرات ليست حصرًا على الأطفال، يُعتقد أن 60 في المئة، من المشاركين في معسكرات كهذه، هم دون سن الثامنة عشرة([30])، فعلى سبيل المثال، أفادت الأمم المتحدة أنه في حلب “مئات الأولاد، ممن لا تتجاوز أعمارهم سن العاشرة”([31])، وربما يكون المجندون الأصغر سنًّا، في الدولة الإسلامية، أطفالًا يتامى، مهجورين، أو مختطفين[32]، غير أن العديد من المشاركين الشبان ينضمون طواعية أيضًا، وغالبًا ما يتم تجنيدهم في مخيمات اللاجئين، ومن خلال الخطب العامة([33])، أو عبر شبكة الإنترنت([34])؛ إذ يوعَدون بـ “رواتب، وهواتف محمولة، وأسلحة، ومكانة الشهيد في الجنة، وزوجة “هدية””، عند التحاقهم بالدولة الإسلامية([35]). وتؤكد مؤسسات، كمؤسسة أشبال الخلافة المركزية، على الجمع بين التدريب العسكري والديني، والشعور المتغلغل بالانتماء للمجتمع والهوية، وبالتالي، تعزيز قبضة الدولة الإسلامية على عقول المجندين الشبان، كما يساهم ابتعاد الأطفال –لفترة طويلة- عن منازلهم وعوائلهم، في انخراطهم أكثر في أيديولوجية الدولة الإسلامية ورؤيتها الشاملة ([36]).
ويُستخدم الأطفال –بكثرة- في إبراز الهوية العامة للجماعة؛ بتصوير المجندين الشبان، في معسكرات التدريب، بصورة جيش يدين بالولاء للبغدادي والخلافة، ومستعد لمواصلة القتال ضد الكفار والمرتدين ([37])، وبحسب ما صرح به أحد مدربي هذه المعسكرات، فإن “جيل الأطفال هذا، هو جيل الخلافة… فقد تم تزويدهم بالعقيدة الصحيحة، وجميعهم يحبون القتال؛ من أجل بناء الدولة الإسلامية”([38]). وغنيٌّ عن القول أن التعرض لتكتيكات الدولة الإسلامية الوحشية، إلى جانب الدور الناشط في التدريب العسكري (أو حتى القتالي)، والتنشئة الاجتماعية الشاملة في نظام الخلافة التعليمي، لها عواقب طويلة المدى على “مستقبل” سورية؛ إذ ستواجه البلاد –حتمًا- تحديَ دمج “أشبال الخلافة”.
ثالثًا: حرب جيل.. أولوية الاستثمار في أطفال سورية
إن “الحرب الأهلية” السورية، بوحشيتها الهائلة، تقولب الأجيال الشابة في سورية؛ أطفال اليوم يعانون جسديًا ونفسيًا؛ فهم يُستهدفون ويُستخدمون من قبل الجماعات المسلحة، ويُرَوّعون ويُحرمون المدرسة من قبل النظام، وغدًا سيستمر إرث الحرب بتشكيل وجودهم؛ إذ سيضطرون لإعادة بناء حيواتهم، بينما يعانون صدمات نفسية مُرهقة، ويُسلَّون أنفسهم بمهارات تعليمية وحرفية محدودة، كما أن البنية التحتية التعليمية المتضررة بشدة، والاقتصاد المتهالك، سيزيدان من سوء آفاق الأطفال السوريين([39])؛ الأمر الذي لن يؤثر –بالطبع- على استقرار سورية وانتعاشها فحسب، وإنما على انتعاش المنطقة المحيطة بها أيضًا، ليس من ناحية الهجرة القسرية وحسب، وإنما من ناحية تعزيز التطرف، والنشاط الإجرامي كذلك.
وفي هذا السياق، إنه من المهم حقًا، أن نفهم تأثير الدولة الإسلامية طويل الأجل، واستهدافها الأطفال؛ فقد وضعت الجماعة استراتيجية، لا تكتفي باستخدام الأطفال للعمليات العسكرية، وإنما تقولبهم ليكونوا أنموذج مواطني الخلافة الجدد؛ وبالتالي، فقد وضعت حملة موسعة لتلقين العقائد، تستهدف الأطفال، وتجمع بين التعرض للعنف، والتشدد الديني، والتدريب العسكري. وتقرن المناهج الدراسية، في جامعات ومدارس الدولة الإسلامية، التعليم الديني باللغات والعلوم؛ حيث تدرك الجماعة ضرورة تثقيف شبابها، في مجالات جوهرية بالنسبة لتوسع الخلافة المستقبلي، وتمثل حملة التلقين العقائدي الطموحة، تهديدًا مستقبليًّا للاستقرار الإقليمي والعالمي، على حد سواء. وفي بيئة ما بعد الدولة الإسلامية، ستمثل إعادة دمج أطفال الحرب في مجتمع ما بعد الخلافة، تحديًا كبيرًا للجهات المعنية المحلية والدولية.
عمومًا، فإن تسريح وإعادة دمج الجنود الأطفال، يشكل تحديًا رئيسًا في أي مرحلة تعافٍ تلي الحرب؛ لكن الوضع في سورية مزرٍ جدًّا، وإن كان لنا أن نسترشد بالتاريخ، فإن المخاطر كبيرة جدًّا، وما يوازي ذلك أهمية، هو تأثير الحرب المطوَّلة، والمصالح الجيوسياسية، والعنف، والنزوج الجماعي للسكان الأفغان، خلال سنوات الحرب العشر  ضد الاتحاد السوفياتي؛ فقد سمح ذلك الوضع بإنشاء حركة طالبان، في وقت سهَّل فيه عدم الاستقرار، الذي أعقب انسحاب الاتحاد السوفياتي عام 1989، صعود الجماعة –رسميًّا- في أفغانستان.  والدرس الواجب تعلمه من هذا التطور هو: كيف أنتج فشل المجتمع الدولي، في الاستجابة للأزمة الإنسانية التي أحاطت بأفغانستان بعد عام 1989، عواقب واسعة النطاق على الأمن المحلي، والإقليمي، والعالمي.
بعد الانسحاب السوفياتي، سرعان ما فقد العالم اهتمامه بأفغانستان التي مزقتها الحرب، بصرف النظر عن الدور الذي لعبته الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومة الخاصة –غالبًا- في إرسال مساعدات محدودة ([40])؛ كانت مساعدات الولايات المتحدة عام 1994، وهو العام الذي ظهرت فيه حركة طالبان رسميًا، 3.5 مليون دولار أميركي فقط ([41]). ومجددًا، يبدو أن الأطفال، هم من يتحمّل وطأة الوضع، محاصرين بين اقتصاد متهالك، وانعدام أمن سائد، ونظام تعليمي عام مُنهار، بأدنى معدل رسمي لأعداد التلاميذ المسجلين ([42]). وفي الوقت نفسه، في باكستان، وهي موطن لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني([43])، أدى ضعف الاستثمار في التعليم العام، ونظامه المكتظ، وعدم اهتمام الحكومة الباكستانية في دمج الأفغانيين في النظام التعليمي السائد، إلى اعتماد عائلات اللاجئين على المدارس الدينية المحلية؛ لتعليم أبنائهم([44])، وقد ازداد عدد المدارس بسرعة من 2.500 عام 1980، إلى 39.000 بحلول أواخر تسعينيات القرن الماضي([45]). وتقدم المدارس الدينية التعليم، والطعام، والمنامة مجانًا، وهي حوافز مغرية للاجئين المعدمين، وفي الوقت نفسه، فإن العديد من هذه المدارس، تتلقى قليلًا من الرقابة الحكومية، أو لارقابة على الإطلاق، وتقدم تعليمًا دينيًّا مقيَّدًا  للغاية، وكثير من المدارس في إقليم الحدود الشمالية الغربية مقرّبة من التيار الديوبندي الأصولي، ويتلقى فيها الأطفال –في بعض الحالات- تدريبًا عسكريًّا أيضًا؛ وبالتالي، ليس مستغربًا نشوء حركة طالبان من هذه البيئة، مع  التحاق كثير من أولئك الطلاب، الذين يفتقرون إلى المهارات الثقافية والاقتصادية، اللازمة للانخراط في مساعٍ غير النشاط الديني، بحركة الملا محمد عمر، والهدف الذي وضعته لنفسها، باستعادة السلم والأمن للبلاد[46]. وفي هذا السياق، يسَّر افتقار المجتمع الدولي لالتزام إعادة الإعمار، ما بعد عام 1989، نمو الحركة، وتضخم صفوفها.
وإذا ما اعتبرنا صعود حركة طالبان في أفغانستان الجهادية، بعد السوفياتية، بوصفه دراسة حالة، فإنه من السهل رؤية، كيف سيستمر الفشل، في معالجة مصير أطفال سورية، بقض مضاجع العالم لأجيال مقبلة. وللتصدي لهذا التحدي الأمني الهائل، وطويل الأجل، لا بدَّ للمجتمع الدولي أن يستثمر في ما هو أبعد من النطاق العسكري، ويُلزم نفسه بالمستقبل، وأن يستثمر في مقاربات اجتماعية، وثقافية، وتعليمية، معقدة وطويلة الأجل؛ لاجتثاث التطرف. والتنشئة الاجتماعية؛ والوصفة البديهية، هي زيادة الاستثمار في التعليم.
وعليه، فإن الاستثمار في التعليم، في سورية، كما في أوساط اللاجئين، ينبغي أن يكون إحدى أهم أولويات المجتمع الدولي؛ فثمة حاجة للاستثمارات؛ لدعم البنية التحتية التعليمية، وكذلك لتعزيز التعليم العلاجي والمهني، ما يسمح للأطفال –شيئًا فشيئًا- بتعويض الوقت الذي حُرموا فيه المدرسة، وهذا لا يحدث حاليًّا؛ فإن 20 في المئة فقط، من إجمالي التمويل المطلوب للتعليم من الأمم المتحدة، في خطتها للاستجابة لسورية 2015، تمت تلبيتها أواخر أيلول/ سبتمبر 2015، وبالمثل، وفي حين يختلف التمويل المخصص للتعليم –في حالة اللاجئين السوريين- من بلد لآخر، تراجعت نسب الأطفال السوريين، وفقًا للمؤشرات المتاحة كافة، من الالتحاق بالمدرسة، وصولًا إلى الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. إن إدراك أهمية التعليم، وزيادة الاستثمارات، والبدء بوضع وتنفيذ برامج طويلة الأجل، أمر ملحّ لسورية، ولمستقبل سكانها. علاوة على ذلك، فإن الاستثمار في التعليم، ما هو إلا نصف المعادلة؛ فالأمر الذي يحمل القدر نفسه من الأهمية، هو معالجة الهجمات المتعمدة على المدارس، والبنية التحتية التعليمية، والتي حوَّلت المدارس –على مر السنين- من أماكن آمنة، إلى أماكن خطرة.
ومع ذلك، يبقى –حتى هذا- أقل كثيرًا مما يكفي؛ إذ إن العديد من المشكلات التي يواجهها الأطفال، من عمالة الأطفال، مرورًا بالاستغلال الجنسي، إلى تجنيد الأطفال من قبل جماعات، مثل الدولة الإسلامية، ترتبط –جوهريًّا- بالديناميات الأوسع للصراع والنزوح؛ وبالتالي، لا يمكن معالجتها إلّا في سياقها الأكبر.
(*)  الدكتورة بينيديتا بيرت، باحثة زميلة في معهد دراسات الأمن القومي. وكانت أكسيل بيا أوسيته متدربة في معهد دراسات الأمن القومي.
([1] ) “الطابع الديموغرافي للجمهورية العربية السورية”، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، http://www.escwa. un.org/popin/members/syria.pdf.
([2]) بيانات من مفوضية شؤون اللاجئين، “الاستجابة الإقليمية للاجئي سورية”، http://data.unhcr.org/syrianrefugees/regional.php، ومنظمة اليونيسيف، “أطفال سورية”، http://childrenofsyria.info/category/sitrep/..
([3]) “سورية: مبعوث الأمم المتحدة الخاص يدين القصف العشوائي للمناطق المدنية”، مركز أنباء الأمم المتحدة، 14 آب/ أغسطس 2015، http://www.un.org/apps/news/ story.asp?NewsID=51638#.VdfaEniolmA.
([4])  “أطفال سورية”. وذكرت مصادر أخرى 14.691 عملية قتل (9.940 ذكور/4.679 إناث). مركز توثيق الانتهاكات في سورية، “إحصاءات أعداد الشهداء”، http://www.vdc-sy.info/index.php/en/؛ مجلس الأمن الدولي، الجمعية العامة للأمم المتحدة، “الأطفال والصراع المسلح: تقرير الأمين العام”، 5 حزيران/ يونيو 2015، http://www.un.org/ga/search/view_doc. asp?symbol=A/69/926&Lang=E&Area=UNDOC.
([5])  “تحت الحصار: التأثير المدمر لثلاث سنوات من الصراع على الأطفال في سورية”، اليونيسيف، آذار/ مارس 2014، http://www.unicef.org/publications/ index_72815.html.
([6])  “الجمهورية العربية السورية”، مكتب الممثل الخاص للأمين العام، المعني بالأطفال والنزاع المسلح، https:// childrenandarmedconict.un.org/countries/syria/.
([7])  انظر “ربما نعيش، وربما نموت: تجنيد واستخدام الأطفال من قبل الجماعات المسلحة في سورية”، هيومن رايتس ووتش، 22 حزيران/ يونيو 2014، https:// www.hrw.org/report/2014/06/22/maybe-we-live-and-maybe-we-die/ recruitment-and-use-children-armed-groups-syria.
([8])  “الجمهورية العربية السورية”، مكتب الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح.
([9])  توني سومرفيلد ومارك ب. تايلور، “المعضلة الكبيرة لجنود صغار: تجنيد الأطفال في الحرب في سورية”، المركز النرويجي لموارد بناء السلام NOREF، شباط/ فبراير 2015، http://reliefweb.int/sites/ reliefweb.int/les/resources/f2c1eef2efb2c782b9a9dab621ceaf75.pdf.
([10])  “إعلان التزام الامتثال إلى القانون الدولي الإنساني، وتيسير المساعدة الإنسانية”، الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، 19 آذار/ مارس 2014، http://www.etilaf.us/ihl_declaration.
([11])  “سورية: الجماعات المسلحة ترسل أطفالًا إلى الحرب”، هيومن رايتس ووتش، 22 حزيران/ يونيو 2014، https://www.hrw.org/news/2014/06/22/syria-armed-groupssend-children-battle.
([12])  “الجماعات المسلحة الكردية من غير الدول في سورية، تلتزم بحظر الألغام المضادة للأفراد، والعنف الجنسي، وتجنيد الأطفال”، نداء جنيف، 16 حزيران/ يونيو 2014، http://www.genevacall.org/syrian-kurdish-armed-non-state-actorcommits-ban-anti-personnel-mines-sexual-violence-child-recruitment/؛ “سورية: القوات الكردية تتخذ مزيدًا من الإجراءات؛ لإيقاف استخدام الأطفال في الأعمال القتالية”، نداء جنيف، 29 أيار/ مايو 2015.
([13])  “سورية: القوات الكردية تنتهك حظر تجنيد الأطفال”، هيومن رايتس ووتش، 15 تموز/ يوليو 2015، https://www.hrw.org/news/2015/07/10/syria-kurdish-forcesviolating-child-soldier-ban-0.
([14])  “زيجات الأطفال تتضاعف بين اللاجئين السوريين في الأردن”، العربية، 28 أيلول/ سبتمبر 2014، http://english.alarabiya.net/en/News/middleeast/2014/07/16/Child-marriages-double-among-Syria-refugees-in-Jordan-. Html.
([15])  بينيديتا بيرتي، “أزمة اللاجئ السوري: العواقب الأمنية الإقليمية والإنسانية”، تقييم استراتيجي 17، رقم 4 (2015): 41-53، http://www.inss.org.il/uploadImages/systemFiles/adkan17_4ENG_7_Berti.pdf.
([16])  “تكلفة الحرب: حساب تأثير انهيار النظام التعليمي في سورية على مستقبل البلاد”، منظمة أنقذوا الأطفال، آذار/ مارس 2015، http://www.savethechildren.org.uk/resources/online-library/cost-war.
([17])  المرجع السابق نفسه.
([18])  “مستقبل تحت التهديد. تأثير أزمة التعليم على أطفال سورية”، منظمة أنقذوا الأطفال، 2014، http://www.savethechildren.de/leadmin/Dokumente_Download/Downloadbereich/StC_Futures_Under_ Threat_Syria.pdf.
([19])  جيسيكا ستيرن وجي. م. بيرغر، “تنشئة مجاهدي الغد: العالم المُروِّع للجنود الأطفال في الدولة الإسلامية [داعش]”، الغارديان، 10 آذار/ مارس 2015، www.theguardian.com/world/2015/mar/10/horror-of-isis-child-soldiersstate-of-terror.
([20])  روكميني كاليماشي، “الدولة الإسلامية [داعش] تكرس عقيدة الاغتصاب”، النيويورك تايم، 13 آب/ أغسطس 2015، http://www.nytimes.com/2015/08/14/world/middleeast/ isis-enshrines-a-theology-of-rape.html.
([21])  جيمس فرمسون وستيفن سايمون، “داعش: جنة سفر الرؤيا المريبة اليوم”، سيرفايفل 57، رقم 3 (2015): 7-56.
([22])  “الدولة الإسلامية تنشر فيديو لأول طفل قاطع رؤوس، مشروع كلاريون، 19 تموز/ يوليو 2015، http://www.clarionproject.org/news/islamic-state-forces-childcarry-out-latest-beheading؛ هيومن رايتس ووتش، “ربما نعيش”؛ جوانا باراسزوك، “الرضع في الدولة الإسلامية – الاتجاه الجديد الذي تقشعر له الأبدان بين مقاتلي الدولة الإسلامية”، إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية، 19 تموز/ يوليو 2015، http://www.rferl. org/content/islamic-state-babies-toddlers-sharing-photographs/27136799. Html.
([23] ) الروابط متوافرة على اليوتيوب (حذفت من قبل المؤلفين).
([24])  مركز الحياة للإعلام، “أسود الغد”، مجلة دابق الإصدار 8: الشريعة وحدها ستحكم أفريقيا، آذار/ مارس 2015.
([25])  انظر على سبيل المثال “الجوانب التعليمية لبناء الدولة الإسلامية”، مؤسسة البتار الإعلامية.
([26])  انظر على سبيل المثال الفيديو: “إعادة فتح المدارس بمناهج جديدة – ولاية الخير”، جهادولوجي، 6 شباط/ فبراير 2015، http://jihadology. net/2015/02/06/new-video-message-from-the-islamic-state-reopeningschools-with-the-new-curriculum-wilayat-al-khayr/.
([27])  – ريتشارد سبنسر، “الدولة الإسلامية تصدر مناهج مدرسية جديدة في العراق”، التلغراف، 16 أيلول/ سبتمبر 2014، http://www.telegraph.co.uk/news/ worldnews/middleeast/iraq/11099882/Islamic-State-issues-new-schoolcurriculum-in-Iraq.html.
([28])  ياسر علاوي، “مدارس الدولة الإسلامية في دير الزور”، موقع سورية في العمق [Syria deeply]، 22 أيار/ مايو 2015، http://www.syriadeeply.org/articles/2015/05/7278/islamicstates-schools-deir-ezzor/؛ الدولة الإسلامية: دورة أبناء الخلافة للعلوم الشرعية – ولاية الفلوجة”، جهادولوجي، 4 تموز/ يوليو 2015، http://jihadology.net/2015/07/04/new-video-message-from-theislamic-state-course-of-the-sons-of-the-caliphate-for-the-sciences-of-shariahwilayat-al-fallujah/.
([29])  مركز الحياة للإعلام، “سباق نحو الله”، تشرين الثاني/ نوفمبر 2014؛ كول بينهيرو، “دور الأطفال الجنود في الحركة متعددة الأجيال”، مركز مكافحة الإرهاب، 27 شباط/ فبراير 2015،  https://www.ctc.usma.edu/posts/therole-of-child-soldiers-in-a-multigenerational-movement.
([30] ) هيومن رايتس ووتش، “ربما نعيش”.
([31]) “الجمهورية العربية السورية”، مكتب الممثل الخاص للأمين العام، المعني بالأطفال والنزاع المسلح.
([32])  ميا بلوم، “أشبال الخلافة: أطفال الدولة الإسلامية [داعش]، الشؤون الخارجية، 21 تموز/ يوليو 2015، https://www.foreignaffairs.com/articles/2015-07-21/cubscaliphate.
([33])  سومرفيلد وتايلور، “المعضلة الكبيرة لجنود صغار”.([34])  هيومن رايتس ووتش، “ربما نعيش”.
([35])  “الجمهورية العربية السورية”، مكتب الممثل الخاص للأمين العام، المعني بالأطفال والنزاع المسلح.
([36])  مشرق عباس، “أشبال خلافة الدولة الإسلامية”، المونيتور، 4 حزيران/ يونيو 2015، http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2015/06/iraq-isis-childrenrecruits-army-qaeda-execution.html.
([37])  مركز الحياة للإعلام، “سباق نحو الله”.
([38])  فايس نيوز، “الدولة الإسلامية (وثائقي كامل)“، https://www.youtube.com/ watch?v=AUjHb4C7b94.
([39])  مارتن هارتبيرغ، دومينيك بوين، ودانييل جوريفان، “إخفاق سورية”، منظمة أوكسفام الدولية OXFAM International، 12 آذار/ مارس 2014، https://www.oxfam.org/en/research/ failing-syria.
([40])  جوناثان جودهاند، “مساعدة العنف أم بناء السلام؟ دورالمساعدات الدولية في أفغانستان”، فصلية العالم الثالث 23، رقم 5 (2010): 843.
([41])  انظر موقع المعونة الأميركية على شبكة الإنترنت: http://us-foreign-aid.insidegov.com/l/196/ Afghanistan#key%20facts&s=4fLKCr.
([42])  ذو الفقار أحمد بوتا، “أطفال الحرب: الخسائر الحقيقية للنزاع الأفغاني”، BMJ 324، 9 شباط/ فبراير 2002، http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/ articles/PMC1122273/pdf/349.pdf.
([43])  روديغر شوي Rudiger Schöch، “اللاجئين الأفغان في باكستان خلال فترة الثمانينات: سياسة الحرب الباردة وممارسات التسجيل”، مفوضية شؤون اللاجئين، ورقة بحث رقم 157، حزيران/ يونيو 2008، http://www.unhcr.org/4868daad2.html.
([44] ) رياز محمد خان، أفغانستان وباكستان: صراع، تطرف، ومقاومة للحداثة (واشنطن العاصمة: مطبعة مركز وودرو ويلسون، 2011)، ص 56.
([45])  بوتا، “أطفال الحرب”.
([46])  إيلي بيرمان، متطرفة، دينية، وعنيفة: اقتصادات الإرهاب الجديدة (كامبريدج، ماساتشوستس: مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، 2009)، ص 135.
========================
نيويورك تايمز :هل تلجأ أميركا لمعاقبة الأسد في نهاية المطاف؟
https://www.souriyati.com/2016/08/04/58440.html
        ترجمات ترغب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تخفف من وطأة العنف الذي تعاني منه سوريا، وفي الوقت ذاته تريد أن تسحق الجماعات الجهادية هناك. ومن أجل ذلك يسعى البيت الأبيض نحو الدفع بخطة تؤدي إلى تعاون الولايات المتحدة مع الجيش الروسي في سوريا بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية وكذلك التنسيق المتعلق بالغارات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأيضاً جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا (والذي أعلن مؤخراً انفصاله عن تنظيم القاعدة وتكوينه جبهة جديدة تحمل اسم “جبهة فتح الشام)، وفق ماجاء في نيويورك تايمز. في المقابل، قد يجبر الجانب الروسي نظام الرئيس السوري بشار الأسد كي يتوقف عن استخدام البراميل المتفجرة والغارات الجوية في المناطق التي لا تحتضن أي من جماعات المتطرفين. ويُعدّ التخلص من الجماعات الجهادية في سوريا هدفاً هاماً، فبعد سنوات من الموت والخراب، ربما ترحب الأطراف المتناحرة وكذلك رعاتهم بأي اتفاقية بينهم. خطة إدارة الرئيس أوباما غير مروغوب بها بيد أن خطة إدارة الرئيس أوباما، التي لا تروق لعديدين داخل أروقة وكالة المخابرات المركزية الأميركية ووزارة الخارجية وأيضاً البنتاغون، تبدو معيبة. ولا يقتصر السبب وراء ذلك على كونها سترسخ الحصار الذي تفرضه حكومة الأسد على مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، بل إنها قد تدفع الجماعات الجهادية وكذلك اللاجئين للهروب نحو تركيا المجاورة لسوريا. وبدلاً من ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تستغل تلك الفرصة كي تتخذ موقفاً أكثر صرامة ضد الأسد وحلفائه. ويأمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تؤدي تلك الحالة من التفاهم بين الجانبين الأميركي والروسي في إحداث تقدم فيما يتعلق بالقضايا الأخرى، بما في ذلك استعادة اتفاق “وقف الأعمال العدائية”، وهي هدنة جزئية بدأت في فبراير/شباط ولكنها خُرقت في مايو/أيار. كما يأمل كيري أن يؤدي ذلك إلى العودة لطاولة المفاوضات المتعلقة بالتحول السياسي في سوريا. وتعد تلك الأهداف منطقية، إذ إن مجلس الأمن جسدها في القرار الذي تبناه في ديسمبر/كانون الأول الماضي. إلا أن أحد النصوص المسربة التي تتناول الاتفاقية المقترحة مع الجانب الروسي، أظهرت أنها معيبة بثغرات خطيرة. فالولايات المتحدة وروسيا ترسمان الخرائط التي توضح أماكن تمركز جبهة النصرة وأماكن تأثيرها، وأيضاً بعض الأماكن التي تسيطر عليها جماعات معارضة لكنها قد تشهد بعض التواجد المحتمل للنصرة. وسوف يؤدي ذلك الأمر إلى السماح للأسد وداعميه من الروس والإيرانيين بأن يهاجموا جماعات المعارضة غير المرتبطة بالنصرة بتلك المناطق، فضلاً عن تعزيز سلطة النظام السوري. وما يزيد من تلك المخاوف أن نظام الأسد يفتقد للقوات البشرية التي تُمكّنه من السيطرة على المناطق الريفية السُنّية، مما يعني أنه سوف يعتمد على حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى للقيام بتلك المهمة. ومن المؤكد أن تلك الجماعات الطائفية الدموية سوف تجبر النصرة والجماعات المسلحة السُنّية الأخرى نحو الفرار في اتجاه ت
المزيد: https://www.souriyati.com/2016/08/04/58440.html (موقع سوريتي)
========================
"واشنطن بوست": يجب التوقف عن الثقة فى بوتين بشأن سوريا
http://www.youm7.com/story/2016/8/3/واشنطن-بوست--يجب-التوقف-عن-الثقة-فى-بوتين-بشأن-سوريا/2828190#
 الأربعاء، 03 أغسطس 2016 - 04:34 م فلاديمير بوتين واشنطن /أ ش أ/ طالبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إدارة الرئيس بارك أوباما بالتوقف عن الثقة بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين فيما يخص سوريا. وذكرت الصحيفة فى سياق مقال افتتاحى نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني أنه على مدار أكثر من شهر ضغط وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى على نظام بوتين من أجل القبول بما سيعد اتفاقا جيدا بالنسبة لموسكو بخصوص سوريا. وقالت الصحيفة أن الولايات المتحدة ستحقق طلب ترغبه روسيا منذ فترة طويلة لتنفيذ عمليات ضد الثوار السوريين الذين تعتبرهم موسكو إرهابيين، فى مقابل تعهد آخر من الكرملين بكبح جماح القصف الذى يقوم به نظام الرئيس السورى بشار الأسد فى بعض أنحاء البلاد. وأضافت أن هذا الرضوخ لبوتين سيكون شاملا لدرجة أن بعض كبار مسئولى الإدارة الأمريكية لم يخفوا شكوكهم حيث شكك مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر فى إمكانية توقع ما إذا كانت روسيا ستفى بوعدها الذى قطعته فى سوريا. وأشارت إلى أنه سيتضح فيما بعد أن بوتين لديه تطلعات أخرى، فبدلا من الرضا بنصر جزئى طرحه كيرى، انضمت روسيا مع نظام الأسد فى حملة جديدة لإخراج كافة القوات المعارضة للنظام من حلب التى تعد أكبر مدن البلاد – وهو إنجاز سيجعل الغلبة بالضرورة فى الحرب للنظام السورى. ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن موسكو أعلنت بشكل أحادى الجانب أنها أنشأت أربعة ممرات للإجلاء من أحياء يسيطر عليها الثوار ودعت 300 ألف مدنى ومقاتل مسلح بهذه المناطق إلى إخلائها، وأن روسيا هددت بأن أى شخص يبقى سيتم استهدافه على نحو لا هوادة فيه، ونوهت بأن هذا الهجوم جار بالفعل منذ ثلاثة أسابيع.
========================
 
الصحافة البريطانية :
ديلي بيست :هل كانت المروحية الروسية مجهزة بالصواريخ؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/8/3/هل-كانت-المروحية-الروسية-مجهزة-بالصواريخ
قالت مجلة ديلي بيست إن وزارة الدفاع الروسية تقول إن المروحية من طراز "إم آي 8" التي سقطت بسوريا قبل يومين لم تكن في مهمة قتالية، لكن المجلة قالت إنها هجومية، وربما كانت مجهزة بالصواريخ.
ونسبت ديلي بيست إلى جوزيف ديمبسي من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية والاتصالات وتنقية المعلومات القول إن حطام الطائرة يكشف عن أنها من الطراز الحربي.
وأضافت أن المروحية الروسية "إم آي 8" طائرة هجومية مجهزة لنقل الصواريخ، وأن الحطام كشف عن حواضن الصواريخ التي تحويها.
كما نقلت عن نيك جينزين جونز من خدمة أرمامنت للأبحاث -وهي مجموعة مراقبة تتخذ من أستراليا مقرا لها- القول إنه يبدو أن هذا المروحية مجهزة بحاضنتين لحمل الصواريخ، وإن كل حاضنة منهما مجهزة لحمل عشرين صاروخا من طراز "إس 8" (80 ملم).
أغراض أخرى
واستدرك جونز بالقول إنه من غير الواضح من الصور المتوفرة لحطام المروحية ما إذا كانت هاتان الحاضنتان مجهزتين بالصواريخ، لكن المروحية كانت مجهزة بأجهزة إنذار وحماية ضد التهديدات المنطلقة من الأرض أو البحر أو الجو.
وأضافت ديلي بيست أنه إذا كانت حاضنتا الصواريخ في المروحية فارغتين، فإما أن تكون قد أقلعت وهي غير مجهزة، وهذا أمر غير مستحسن في المناطق الحربية، أو أنها أطلقت كل صواريخها قبل تحطمها.
وأشارت إلى أن استخدام مروحية قتالية لأغراض أخرى مثل الإخلاء الطبي أمر مألوف، وأن موسكو تقول إنها كانت تحمل مساعدات إنسانية.
لكنها نسبت إلى المحلل العسكري الأميركي كريستوفر هارمر القول إن المروحيات الروسية مصممة للاستخدام المزدوج، لكن الأغلبية الساحقة من الطائرات الروسية في سوريا ذات مهمات هجومية.
وأضافت ديلي بيست أنه لما كانت المروحية مجهزة بحاضنات صواريخ، فإنه ينظر إليها على أنها تشكل تهديدا حقيقيا من الأرض، مما يجعلها هدفا مشروعا.
 
========================
التايمز: "10 آلاف من مقاتلي المعارضة على بعد ميل من قوات الأسد التي تخنق حلب"
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/08/160803_press_thursday
التايمز نشرت موضوعا عن تطور المعارك في مدينة حلب بعنوان "10 آلاف من مقاتلي المعارضة على بعد ميل من قوات الأسد التي تخنق حلب".
تقول الجريدة إن القوات الموالية لجماعات المعارضة في سوريا أصبحت بحاجة للتقدم نحو ميل إضافي لكسر الحصار المفروض على مدينة حلب حسب ما يقول شهود العيان.
وتضيف أن الفصائل المعارضة تقول إن أكثر من 10 آلاف مقاتل يشاركون في الهجوم الضخم الذي يجري في جنوب غربي حلب منذ خمسة أيام ويتم على جبهة يصل عرضها إلى 10 كيلومترات.
وتؤكد الجريدة أن المعارك تتسم بالشدة مشيرة إلى أن الاسم الذي اعلنته الفصائل هو "ملحمة حلب الكبرى" وهو ما يؤثر على أداء المقاتلين الذين يقاتلون "إما للنصر او الموت".
وتوضح الجريدة ان الفصائل المعارضة لم يتبق أمامها إلا الاستيلاء على كلية المدفعية في الراموسة وهي موقع حصين لقوات الأسد ليصبح فك الحصار عن حلب امرا واقعا.
وتشير الجريدة إلى قيام الفصائل المعارضة بتفجير نفق تم حفره تحت مواقع لقوات الأسد من داخل حلب حيث كان الانفجار شديد الضخامة لدرجة انه نشر الحطام لمئات الامتار في الهواء.
========================
الغارديان: حلب أسوأ كارثة لحقوق الإنسان.. ولهذا فشل الغرب
http://arabi21.com/story/932473/الغارديان-حلب-أسوأ-كارثة-لحقوق-الإنسان-ولهذا-فشل-الغرب#tag_49219
لندن- عربي21- بلال ياسين# الخميس، 04 أغسطس 2016 04:20 ص 0158
كتبت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها أن مدينة حلب السورية تعيش وسط معركة حاسمة، فلو خسرت المعارضة الجزء الشرقي الذي تسيطر عليه، فستخسر آخر معقل استراتيجي في يدها، وبالتالي ستنحرف المعادلة الدبلوماسية في الشرق الأوسط لصالح روسيا وحلفائها، الذين يضمون إيران التي تشارك في الحرب بطريقة مكثفة، مع أن اسمها لا يُذكر إلا نادرا مثلما يتم الحديث عن روسيا التي تقود قواتها الهجوم من الجو.
وتقول الصحيفة إن ما يعني سكان المدينة المحاصرين في الجزء الشرقي، وعددهم تقريبا 300.000 نسمة، ليس الواقع الجيوسياسي، بل الكارثة الإنسانية التي لا يمكن وصفها.
والمعاناة -كما تقول- بدت واضحة عندما ظهر الأطفال في الأيام الأخيرة وهم يحرقون إطارات السيارات؛ كي يمنع دخانها طيران الروس من قصفهم، وخلق "منطقة حظر جوية من صنع محلي.. طبقة كثيفة من الدخان تهدف لحجب الرؤية عن الطواقم العسكرية التي تقوم بعمليات القصف، وعادة ما يختنق الناس من الدخان، لكنهم يأملون بعدم تعرضهم للقصف الذي لا يتوقف".
وأشارت الصحيفة إلى تقارير حول إصابة أطفال بغاز الكلور، الذي انطلق من قذائف أطلقت على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، ليست بعيدة عن مدينة حلب، وهي هدف مختار يشير بأصابع الاتهام إلى قوات الحكومة السورية، ويضع علامة استفهام على فكرة انتهاء استخدام الغاز السام في عام 2013، عندما قامت الولايات المتحدة وروسيا بالتفاوض من أجل تفكيك الترسانة الكيماوية السورية.
وتقول الصحيفة إن الصورة ليست بسيطة، فالمعارضة المسلحة تخوض حربا مضادة منذ يوم السبت؛ لأجل كسر الحصار المفروض على المدينة، وهذا الخيار سبب نوعا من الألم بين السكان الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. فالمعارضة التي تحاول الحصول على دعم من القوى المتوفرة للمعركة الحاسمة، حاولت الحصول على دعم الجماعات الجهادية، التي تتمركز في جنوب- غرب المدينة. وهذا تحول مثير للقلق، وسيشوه سمعة المعارضة. وعادة ما ينسى البعض أن القوى "الثورية" المعادية للأسد ليست مكونة من مقاتلين مسلحين وحسب، بل من آلاف العائلات الخائفة من نظام دمشق. وتقوية الجماعات الجهادية التي تقود الحرب الآن هي أخبار سيئة لكل طرف.
وتقول الصحيفة إن انهيار اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في شباط/ فبراير بين الروس والأمريكيين كان واضحا، والأمل الوحيد لدفع نظام الأسد إلى الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب الأهلية تحت مظلة الأمم المتحدة دخل مرحلة مسدودة لا يستطيع هو ولا المعارضة الانتصار فيها. وجاء التدخل الروسي لكي يفكك الحل الدبلوماسي. وفي الوقت نفسه، استثمرت إيران غياب الاحتجاج الغربي ضد أعمالها في سوريا، خاصة أن إدارة أوباما عولت على توقيع اتفاق نووي معها كأولوية. ويضاف لهذه المعادلة أن تركيا التي كانت داعمة للمعارضة في حلب قامت في الفترة الماضية بتطبيع علاقاتها مع موسكو، ودخل المدنيون نفقا طويلا دون نهاية.
وتختم الصحيفة بالقول إن السياسات الغربية خيبت آمال السوريين؛ لأنها عولت على التعاون مع روسيا لحل الأزمة السورية. وتقول إن مصير أهل حلب هو على المحك الآن، وكذا مصداقية الغرب الذي ركز بشكل كبير على قتال تنظيم الدولة، ولم يبذل أي جهد للبحث عن طرق للتفاوض وإنهاء الحرب التي تعدّ أسوأ كارثة لحقوق الإنسان في عصرنا.
========================
ديلي بيست :هل تعد إسرائيل العدة لدعم طرف في حرب سوريا؟
https://www.ewan24.net/هل-تعد-إسرائيل-العدة-لدعم-طرف-في-حرب-سور/
نشر في : الخميس 04 أغسطس 2016 - 07:15 ص | آخر تحديث : الخميس 04 أغسطس 2016 - 07:15 ص |  |
نشر موقع “ديلي بيست” تقريرا، أعده الصحافي والزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى نيري زيلبر، حول الدور الإسرائيلي في الحرب الأهلية السورية، ويتحدث فيه عن إمكانيات دعم إسرائيل لطرف في الحرب الجارية هناك منذ أكثر من خمسة أعوام.
ويقول الكاتب إن “علامات الحرب تظهر عندما يمعن الشخص النظر من مرتفعات الجولان إلى الجانب السوري؛ قرى تعرضت للقصف، وغابات تم قطعها بشكل سريع؛ لاستخدام خشبها في النار، ومعسكرات للاجئين، وفوق هذا كله هناك منطقة هادئة، وتبدو قرية مهجورة قريبة من الحدود، فارغة من السكان باستثناء راع وغنمه وشاحنة أو شاحنتين تتحركان في المدى البعيد”.
ويضيف زيلبر: “تغير هذا عن الأعوام الماضية، عندما كان يتدفق (سياح الحرب) من إسرائيل والخارج إلى هذه النقطة من جبهة القتال للجلوس في المقاعد الأمامية، ومراقبة أسوأ عرض على وجه البسيطة؛ أعمدة الدخان الرمادية من قنابل الهاون، ويستمعون لصوت إطلاق النار، والمواجهات بين الفصائل السورية”.
ويتابع الكاتب قائلا إن “الضباط الإسرائيليين كانوا في بداية الحرب يجلسون في مقهى عنان، على مرتفع بينتال (مرتفع الغرام)، الذي يطل على سهول الجولان، وكانوا يراقبون من خلال مناظيرهم ما يمكن للشخص وصفه بأنه (مختبر الرعب) تحتهم، وفي بعض الأحيان تجاوزت (التجارب) في هذا المختبر إلى الطرف الإسرائيلي، وأدت المقذوفات الصاروخية، والأسلحة الخفيقة، والمتفجرات على الحدود، إلى جرح عدد من جنود الجيش الإسرائيلي، وقتل إسرائيلي على الأقل”.
ويمضي زيلبر قائلا إن “الجبهة ظلت هادئة، رغم وجود تنظيم الدولة، وجبهة النصرة على الجانب الآخر من الحدود، حتى وصول بعض قذائف الهاون، التي ضلت سبيلها، وطائرة دون طيار مجهولة”.
وينقل التقرير، الذي ترجمته “عربي21، عن ضابط في القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قوله إن “لبنان هي الجبهة الأكثر تفجرا، وغزة هي الجبهة المباشرة، أما الجولان فهي الجبهة الأكثر دينامية”.
ويعلق الموقع بأن “هذه الدينامية توضح السبب الذي لم يدفع بعد المعارضة السورية، معتدلة كانت أم جهادية، أم من تنظيم الدولة، لقصف إسرائيل، وقد تفسر الهدوء الأخير، والاستراتيجية الإسرائيلية المتطورة، بما يتعلق بالجبهة في الجولان، فبعد نصف عقد تقريبا من مراقبة الحرب الأهلية، فهل إسرائيل تعد العدة لدعم طرف فيها؟”.
ويبين الكاتب أنه “عندما يتم الحديث عن مرتفعات الجولان، فإن الدينامية تعني للجيش الإسرائيلي تل الحارة، الذي يمتد على عدة كيلومترات داخل الأراضي السورية، وظل المرتفع ولعقود موقع القيادة للجيش السوري، والنقطة الرئيسة للمخططين الحربيين الإسرائيليين”.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول عسكري إسرائيلي بارز، قوله: “لقد تلقيت لسنوات تدريبا للسيطرة على الهضبة، والكثير من العرق نزف من أجلها”، وأضاف أن “المقاتلين السوريين سيطروا عليها بمجموعة من الرجال” في نهاية عام 2014، بعد حصار طويل.
ويشير الموقع إلى أن مرتفعات الجولان بعد سيطرة إسرائيل عليها عام 1976، ظلت هادئة، وبقيت كذلك طوال الأربعين عاما الماضية، حيث راقبت القوات الإسرائيلية والسورية بعضها عبر المنطقة المنزوعة السلاح، التي تراقبها قوات فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة، مستدركا بأنه رغم ذلك، فإن حكومة الأسد والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حافظت على الهدوء، إن لم يكن السلام، في الوقت الذي اندلعت فيه الحروب والمواجهات في لبنان والأراضي الفلسطينية، وظل أمل تحقيق السلام على الطاولة، من خلال مبادلة الجولان مع تطبيع كامل في العلاقات بين سوريا وإسرائيل.
ويعلق زيلبر بالقول إن “المستوطنين اليهود، البالغ عددهم 40 ألف نسمة، والعرب الدروز، فرحوا لعدم نجاح هذه الجهود، بل يبدو كأن السلام يمت لزمن ماض، بعد الحال الذي وصل إليه النظام السوري”.
ويلفت التقرير إلى أن مرتفعات الجولان بمناطقها المفتوحة كانت قبل الحرب الأهلية المجال الجيد للمناورات، التي كان يعقدها الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه لم يكن في المنطقة سوى فرقة مدرعات، تركز بشكل محدد على التدريب.
وينقل الموقع عن أحدهم قوله ساخرا: “كانت هناك ألغام أكثر من الأبقار، وأبقار أكثر من الناس”، ويضيف أن حراسة الحدود مع سوريا لم تعد مهمة مخصصة لجنود الاحتياط، بل لفرقة مكرسة ومدربة بشكل جيد، وهي “البشان”، التي نظمت في الجولان، وتتكون من وحدات مدفعية ومدرعات، ووحدة جمع معلومات استخباراتية خاصة، ووحدة نخبة قتالية من المشاة “تم اختيارها من قوات المظليين”، وتم استبدال السياج القديم بحاجز طويل مزود بالتكنولوجيا المتقدمة وأجهزة الاستشعار والحديد السميك.
ويقول الكاتب إن أحد قادة الجيش سأله عن سبب عدم رؤيته جنودا يحرسون الحدود، وقال إن الجنود عرضة للهجمات و”نحن الآن بعيدون عن السياج”، ويعلق زيبلر بأن “هذا تحول في طريقة تعامل الجيش الإسرائيلي مع الحدود، ففي زيارات سابقة كان الشخص يرى الجنود في مواقعهم، وهم يقودون عرباتهم في الطرق الترابية القريبة من السياج، وبحسب أرقام الجيش الإسرائيلي، فإنه تم استهداف دوريات الحراسة منذ عام 2011 في ست مناسبات، ولا يثق الجيش الإسرائيلي هذه الأيام إلا بقدراته على جمع المعلومات الاستخباراتية، والتحكم بأرضه، وقام في الوقت ذاته باتخاذ إجراءات تقليدية ضد ما تراه إسرائيل تهديدا خطيرا، وهو السيارات المفخخة، كتلك التي يستخدمها فرع تنظيم الدولة على الحدود المصرية الإسرائيلية، وكمثال على هذا الخطر، الحادث الذي جرى على الحدود السورية الأردنية، حيث قاد أحدهم حافلة صغيرة محشوة بالمفتجرات بسرعة كبيرة، اخترقت السياج الفاصل بين الأردن وسوريا، وقتل ستة جنود أردنيين”.
ويفيد التقرير بأن “هذا الحادث دعا إسرائيل للحذر، خاصة أن دبابات جيش النظام السوري حلت محلها عربات البيكب للمقاتلين، ومع ذلك لم يحدث هجوم من المعارضة على الحدود مع إسرائيل، وهذا لا صلة له بدبابات الـ(ميركافا) الإسرائيلية، المتمركزة على الجانب الآخر من الحدود، لكنه متعلق بالدور الذي تؤديه إسرائيل في توفير العلاج للجرحى في المواجهات السورية”.
وينقل الموقع عن أحد ضباط الجيش مشيرا إلى قرية سورية مقابلة، قوله: “لو أصابك التهاب في اذنك هناك فإنك ستموت”.
ويعلق زيلبر قائلا: “كما هو معروف فإن إسرائيل تقدم العلاج للمقاتلين، ومنهم عناصر في جبهة النصرة، وتلقى أكثر من ألفي مقاتل العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، حيث يتم إجلاء الجرحى بناء على اتفاق بعدم التحقق من هوية الجرحى، وعدم التحقيق معهم عندما ينقلون إلى المستشفيات الإسرائيلية، ويقول مسؤول بارز إن خلف هذه المساعدة الطبية (منطقا عسكريا وأخلاقيا واضحا) وكذلك تعد (جهودا إنسانية كبيرة) جارية في الجولان؛ لمساعدة السكان في القرى القريبة من الحدود مع إسرائيل”.
وينوه التقرير إلى أنه بحسب تقارير إسرائيلية، فإن إسرائيل أنشأت نقطة تنسيق؛ للتواصل مع السكان المحليين، حيث أوصلت إليهم شاحنات محملة بالمواد الغذائية بداية العام الحالي، ويعلق ضابط في الجيش الإسرائيلي قائلا إن “مطالب السكان المحليين هي المفتاح الرئيسي، فهم يريدون مواصلة حياتهم اليومية، ونحن نريد إبعاد الإرهاب عن الحدود الإسرائيلية”، مشيرا إلى أن جهود كسب العقول والقلوب يبدو أنها نجحت.
ويقول الموقع إن “القوى الموجودة في الجولان مقابل الجيش الإسرائيلي هي محلية، وأهدافها محلية، (أبناء المكان)، كما يقول ضابط إسرائيلي، ويمكن تصنيف القوى المسلحة في جنوب سوريا بناء على مستويات عدة من الخطورة، من كتائب شهداء اليرموك المرتبطة بتنظيم الدولة والأخطر، إلى الجماعات المعادية للأسد المعتدلة، وبين هذه الجماعات هناك جبهة النصرة، التي تتنافس بشدة مع كتائب شهداء اليرموك”.
ويورد الكاتب أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يرون أن مقتل قائد كتائب شهداء اليرموك المحلي، المعروف بالخال، عن طريق سيارة مفخخة، على يد جبهة النصرة، دفع تنظيم الدولة لإرسال قيادات من خارج المنطقة إلى جنوب سوريا، مشيرا إلى أن هذه القيادات قادرة على “ضرب سوريا والأردن” إن أرادت، كما نقل عن قيادي إسرائيلي قبل أسبوع من حادث التفجير على الحدود الأردنية.
ويرى زيلبر أن جبهة النصرة لديها استعداد لبناء تحالفات مع القوى المحلية، وذهبت بعيدا في توزيع القرى التي سيطرت عليها على الفصائل المسلحة الأخرى.
ويرى الكاتب أن “فصائل سورية استفادت من الدعم الإسرائيلي الطبي والإغاثي، والحماية من ضربات الأسد؛ لمجرد وجودها قريبة من الحدود الإسرائيلية؛ والدليل على ذلك معسكر للاجئين قريبا من السياج، حيث يقول الضابط الإسرائيلي: (يعرفون أنهم آمنون قريبا ووراءهم إسرائيل)، ويستدرك قائلا: (لكن هناك خطا رقيقا بين عدم التدخل والدفاع، عندما ينظر إليك على أنك تدعم طرفا، ولهذا تداعيات)، ولهذا يواصل المسؤولون الإسرائليون سياسة تجنب التدخل في المستنقع السوري، وفي الوقت ذاته يقومون ببناء علاقات على الأرض، والمثال الأكبر هو معبر القنيطرة، الذي ظل مفتوحا لطلاب الجامعات من القرى الدرزية، والعاملين في حقول التفاح، ومراقبي الأمم المتحدة، وفي آب/ أغسطس 2014، قام تحالف من المعارضة بالسيطرة عليه”.
وينقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي قوله إن قبيلة محلية معتدلة تسيطر على الكوخ الأبيض، الذي يفصل ما بين إسرائيل وسوريا.
ويشير الموقع إلى أن المعبر يظل الطريق المثالي لإرسال سيارات مفخخة باتجاه إسرائيل، مستدركا بأن سيطرة المعارضة المحلية المعتدلة عليه الآن، وليس تنظيم الدولة، أو النظام، تجعل إسرائيل مطمئنة، ولديها خطط عندما يتغير الوضع.
خسارة لحزب الله
ويجد زيلبر أن “خروج معبر القنيطرة يعد واحدا من الخسائر العديدة لحلفاء النظام، إيران وحزب الله، ولم يبق لدى حلفاء النظام إلا منطقتان في الجنوب السوري، قرية الخضر والقنيطرة الجديدة، وكانتا نقطتين لضرب قذائف هاون على إسرائيل، وكالعادة ردت الأخيرة بهجمات صاروخية، واستهدفت المواقع بغارات جوية، وعلاوة على ذلك، فإنه يعتقد أن إسرائيل تقف وراء أكثر من غارتين داخل العمق السوري، حيث استهدفت عملاء إيرانيين ولحزب الله، مسؤولين عن جبهة الجولان، وقتلت غارة في بداية هذا العام المسؤول العسكري لحزب الله في سوريا مصطفى بدر الدين، وقال الضابط البارز: (في كل مرة يقتل فيها رجل منهم، فإنه يعد أمرا مساعدا) دون أن يشير إلى مسؤولية إسرائيل عن الغارة”.
ويلفت التقرير إلى أن بلدة الخضر تظل حالة خاصة حول ما يمكن أن يحققه الدعم الإنساني في إبعاد الناس عن الإرهاب، مع أن إسرائيل ترفض الحديث عما يعنيه التعاون مع قرية موالية للنظام.
ويتوصل الموقع إلى أنه “بناء على ما سبق، فإن جبهة الجولان تمثل المنطقة الأكثر دينامية وتعقيدا، رغم أن أحدا لا يعرف متى سيوجه تنظيم الدولة ضربته، ومع ذلك تجد إسرائيل في التعقيد فرصة، وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال هيرزي هاليفي تحدث بداية الصيف، قائلا إنه (لا يوجد رجال أخيار وأشرار في سوريا، أو فرسان بيض وسود)، مستدركا بأن السيناريو الأسوأ لإسرائيل هو ظهور المحور المؤيد للنظام منتصرا في نهاية الحرب”.
ويورد الكاتب إن مدير الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يالدين، دعا في مقالين له إسرائيل لأداء دور نشط في الحرب السورية، والتخلي عن موقفها المتمثل بعدم التدخل، بطريقة تؤدي إلى هزيمة عدويها اللدودين: إيران وحزب الله، ودعا لتحقيق ذلك إلى تقديم الدعم للعناصر المعادية للأسد، وزيادة المساعدات الإنسانية، وجبهة موازية لكتائب شهداء اليرموك، وكتب قائلا: “عندما ستتم هزيمة الأسد في النهاية، فإنه من المهم أن يعرف العرب والمسلمين أن إسرائيل تقف على الجانب الصحيح من الصراع، وأنها عملت بشكل صائب من الناحية الأخلاقية والاستراتيجية”.
ويقول ريلبر إن “النقاش في إسرائيل حول الشيطان الذي نعرف (الأسد)، والذي لا نعرف (الجهاديين والمتطرفين) يتغير، وتحالف كهذا لن يكون دون صعوبة، وعندما سأل مذيع قناة الجزيرة مدير الموساد السابق أفرايم هاليفي عما إذا توقع ردود فعل سلبية من مقاتلي جبهة النصرة، الذين تقدم إسرائيل لهم العلاج، رد هاليفي بالرفض، وقال: (لا أعتقد أنه ستكون هناك ردود فعل سلبية، ولسوء الحظ فإن قواعد اللعبة في سوريا تجعلك تفعل اي شيء لا يمكنك عمله في مكان آخر)”.
ويجد التقرير أن هناك أدلة على لعب إسرائيل بقواعد لا يمكن لعبها في أماكن أخرى في مرتفعات الجولان، لافتا إلى أن الهدوء المتزايد هو دليل فاعليتها في الوقت الحالي.
ويختم “ديلي بيست” تقريره بالإشارة إلى تصريح لضابط إسرائيلي كان ينظر إلى القرى المدمرة، قائلا: “لو كانوا حلفاءنا، فربما تحقق السلام على قطعة من الأرض لا الدولة”.
========================
 
الصحافة العبرية :
«هآرتس»: السيطرة على حلب حسم استراتيجي للحرب
http://www.damas-times.com/index.php?title=«هآرتس»:%20السيطرة%20على%20حلب%20حسم%20استراتيجي%20للحرب&page=8&page_id=19892
أغسطس 3, 2016
رأت صحيفة «هآرتس» أنّ المعركة على حلب سيكون لها أبعاد وتداعيات عسكرية على أجزاء أخرى من سوريا، وعلى المفاوضات السياسية. وأكدت أنّ السيطرة على المدينة ستمكّن الرئيس بشار الأسد وروسيا من اعلان الحسم الاستراتيجي الذي يسمح لهما بالوصول إلى المفاوضات من موقع قوي. وعلى هذه الخلفية، تحوّلت حلب، بحسب الصحيفة العبرية، إلى ملعب سياسي دام تجلس فيه الدول الغربية على المدرجات ولا تتدخل بانتظار «نتيجة المباراة» والمجموعة التالية التي ستتمكن من الارتقاء الى الدرجة السياسية.
والجانب الاكثر أهمية، الذي تناولته «هآرتس» أنه اذا حُسمت المعركة في حلب، فإن «دُرج» الولايات المتحدة يكون قد نفد من المخططات. وتابعت ايضاً أنه في ضوء موافقة الولايات المتحدة على تأجيل النقاش حول مستقبل الرئيس الأسد، وعدم استعدادها لارسال قوات برية لمساعدة المتمردين، باسثتناء بعض القوات الصغيرة للمساعدة على محاربة «داعش»، فهذا يعني أنها لن تستطيع تسوية الخلافات بين الجماعات الموالية للغرب نفسها، ولا تملك ايضاً رافعة لاجبار روسيا على تغيير موقفها من الأسد. ونتيجة ذلك، ستضطر إلى مواصلة قبول املاءات موسكو التي يمكنها أن تملي خطوط الحرب ضد تنظيم «داعش» الذي لا يعد من أولوياتها.
الى ذلك، أكدت «هآرتس» أن انتصار الجيش السوري والسيطرة على مدينة حلب لن يُنزلا ضربة معنوية فقط بالجماعات المسلحة، بل سيوفران أيضا له السيطرة الحيوية على سلسلة من المسارات والمفارق التي ستسمح له بالتقدم السريع باتجاه مناطق اخرى في شمال وشرق البلاد. في المقابل، يمكن لصمود الجماعات المسلحة لفترة طويلة أن يكلّف أثمانا دموية باهظة على المستويين العسكري والمدني، وأن يقود الى توسيع التدخل العسكري الروسي في محاولة لكسر هذه الجماعات.
الى ذلك، وصفت الصحيفة المحادثات الطويلة التي أجراها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الأسبوع الماضي، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والتي استغرقت 12 ساعة، بأنها تشبه مخاضاً لم يلد إلا فأراً. واضافت أن الاتفاق الذي تبلور بينهما اثار قلق الجماعات المسلحة الذين يدركون جيّداً عجز واشنطن، وخاصة أن الادارة الاميركية لم تنجح حتى الان في تطبيق التفاهمات السابقة حول وقف اطلاق النار، في شباط الماضي، وتتخوف المعارضة السورية أيضاً من امكانية اعتبار واشنطن للاتفاق مع موسكو بمثابة «فرصة اخيرة»، لمواصلة تدخلها في الازمة، وبالتالي في حال تحطم هذا الاتفاق ايضاً، سيترك البيت الابيض للكرملين كامل المسؤولية عن معالجة الازمة السورية. وهو ما يعني ازدياد الحرب على مختلف الجبهات والتجميد المطلق للعملية السياسية التي لا تتقدم في كل الاحوال.
========================
معهد الأمن القومي الإسرائيلي: لهذه الأسباب ستستمر الفوضى في سوريا
http://www.panoramafm.ps/?page=details&newsid=34639&cat=4
8/4/2016 7:12:00 AM
    قال معهد الأمن الإسرائيلي إنه كجزء من التوافق بين القوى العظمى الناشئة قد يتمتقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق، الأولى التي تخضع لرقابة مشددة من نظام الأسد وحلفائه، والثانية مناطق اشتباك تعمل فيها جميع الأطراف المتحاربة، ,منطقة ثالثة تقع تحت السيطرة الحصرية للدولة الإسلامية، معتبرا أنه في ظل الوضع الحالي، فإن المنطقة الأولى والثالثة لا تمثلان تهديدا لسوريا، بل المعضلة في المنطقة الثانية التي تشمل مجموعات متحاربة مختلفة، فهذه المناطق تشهد الكثير من العنف والفوضى.
وأضاف المعهد الإسرائيلي في دراسة ترجمتها “وطن” أن العقيدة الأمريكية التي صاغها الرئيس أوباما ويجري تنفيذها في سوريا تركز حتى الآن أساسا على النضال ضد العناصر المتشددة مثل داعش ولا تتضمن مفهوم المنافسة التي يجب معالجتها في وقت واحد بحيث يتم مكافحة داعش وإنهاء وجود نظام الأسد القمعي، ويتضح ذلك في رسالة بعث بها مؤخرا خبراء في وزارة الخارجية الأمريكية، الذين يرون أن العلاج لابد وأن يتم في وقت واحد وعبر الطريقة الوحيدة وهي السماح للشعب السوري باختيار وتشكيل المستقبل.
ولفتت الدراسة إلى أنه كجزء من المفاوضات التي جرت مؤخرا بين الولايات المتحدة وروسيا، كان إنشاء مركز المعلومات المشتركة ومن خلاله سيتم تعزيز الهدف الاستراتيجي المشترك لهزيمة قوات جبهة النصرة، تحت مظلة قرارات الشرعية الدولية التي تهدف إلى تعزيز وقف القتال في سوريا ودعم عملية التحول السياسي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وسيتم إعداد بنك الأهداف لمهاجمة النصرة. وبالإضافة إلى ذلك، من خلال إنشاء آلية للتنسيق تطالب الولايات المتحدة منع، أو تقليل استهداف روسيا وقوات التحالف للجماعات المعارضة.
واستطردت الدراسة الإسرائيلية أنه من المفترض أن الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة ستناقش الرد على العديد من الأسئلة: (1) كيف يمكن لكلا الطرفين الكشف عن الموقع الدقيق لأهداف جبهة النصرة في حين أنها مختلطة مع جماعات متمردة أخرى وكثيرا ما تتغير؟ (2) ما إذا كان هذا الاتفاق من شأنه أن يمنع روسيا من مهاجمة أهداف لم يتم التنسيق والاتفاق عليها؟، وعما إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو ضد مهاجمة المتمردين؟ (3) كيف يتم تحديد الجماعات المعارضة ومنع استهداف المستشفيات والمدارس، خاصة وأنه هناك تجربة مؤلمة من الهجمات الجوية الروسية ضد أهداف مدنية، على افتراض أن المساحة تحتلها جماعات إرهابية؟.
وأكد الموقع العبري أنه على ضوء هذه التطورات التي تشهدها سوريا واختلاف الرؤية الأمريكية عن الروسية، يبدو أن العنف والفوضى سيستمران في سوريا ولن يتوقفا قريبا، لا سيما وأن روسيا تعارض كثيرا من التوجهات الأمريكية وكذلك واشنطن أيضا ترفض الاستراتيجية الروسية، فكيف لطرفان متناقضان بهذا الحجم أن يتفقا معا حول استراتيجية واحدة تنهي الفوضى في سوريا؟.
واعتبر معهد الأمن الإسرائيلي أن الصورة الراهنة التي تبدو عليها سورياوتقسيمها لمناطق، بعضها يخضع لنظام بشار والبعض الآخر لداعش، وأخرى لا زالت تشهد معارك طاحنة بين الفريقين، يؤكد أن الاستقرار والهدوء حلم بعيد المنال في سوريا، خاصة مع اشتداد الحرب الأهلية والحرب بالوكالة، واتضحت صعوبة الوضع من خلال الفشل في تحقيق الاستقرار خلال وقف إطلاق النار.
واختتم المعهد تقريره بأنه ينظر في كل منطقة حتى الخالية من سيطرة داعش في كثير من الأحيان على أنها متطرفة، لذا حتى لو هزمت داعش عسكريا، لكن الفكر والفكرة ستنتقل إلى مكان آخر بسبب استمرار سياسة نظام الأسد الفاشلة، التي تشجع على واصل التحريض على الفوضى في سوريا ومحيطها، كما أن منظمات المتمردين تمتلك سرعة في التكيف مع الأوضاع الجديدة.
========================
معاريف: الأسد زار موسكو سرا بيونيو وبوتين عرض عليه خطة(ب)
https://medium.com/arabi-21/معاريف-الأسد-زار-موسكو-سرا-بحزيران-وبوتين-عليه-الخطة-ب-61b8eb611587#.qrkmosy4y
لندن- عربي21- محمد عبد السلام# الأربعاء، 03 أغسطس 2016 05:56 م 02.5k
قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن بشار الأسد زار في شهر حزيران/يونيو الماضي موسكو، قبل بضعة أيام فقط من الزيارة الرابعة هذه السنة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موسكو، التي جرت في 6 حزيران/يونيو، من أجل بحث نصيب "إسرائيل" من سوريا.
وأضافت "معاريف" في المقال الذي نشرته الأربعاء، وترجمته "عربي21": "لقد درج في الدبلوماسية على إطلاق ما يسمى (بالونات الاختبار) لفحص نبض الشعب ونبض المشاركين المختلفين في الحل. هكذا يجري بين الحين والآخر في موضوع الحرب في سوريا، حيث إن التجربة الأخيرة لإطلاق البالون كان قبل نحو شهرين بمسودة الدستور الجديد الذي زعم أن روسيا صاغته لسوريا".
وزادت: "في 24 أيار/مايو هذا العام، عندما نشر الصحافي إيلي حنا في "الأخبار" اللبنانية، المقربة من النظام السوري بعضا من تفاصيل مسودة "الدستور الروسي لسوريا"، والتي تتضمن "تعديلات جوهرية على الدستور الحالي". ورغم النفي، عادت هذه الصحيفة ونشرت مرة أخرى بأن "مسودة الدستور التي نشرت كانت فقط جزءا صغيرا من اقتراح روسي للدستور المستقبلي الذي يحظى بإقرار أمريكي مبدئي".
وأوضحت: "في وقت لاحق ازدادت التقارير عن مداولات بين واشنطن وموسكو حول الدستور في سوريا ولا سيما بعد تصريح جون كيري في ختام زيارته إلى موسكو في آذار/مارس 2016 بأن الطرفين اتفقا على جدول زمني لوضع مسودة دستور وإطار عمل الانتقال السياسي حتى شهر آب/أغسطس 2016. وبلغة أقل دبلوماسية، هناك تقدم واضح في هذا الشأن. وأفادت صحيفة "الحياة" اللندنية بعد ذلك بأن كيري تلقى من نظيره الروسي مسودة دستور، وبعد شهر من ذلك بحث الطرفان المسودة في سويسرا. وهذا، في خلاف تام مع تصريح مبعوث الأمم المتحدة إلى دمشق، دي ميستورا، عن وضع دستور متفق عليه بين النظام والمعارضة، مع تقدم محادثات السلام. ولكن، من يستمع إلى الأمم المتحدة؟".
وقالت الصحيفة: "لقد أثار نشر تفاصيل "الدستور الروسي لسوريا" غضبا شديدا وضجت الشبكات الاجتماعية ليس على تقييد صلاحيات الرئيس ومنح صلاحيات أوسع للحكومة الديمقراطية التي ستقوم، بل على تشويش الطابع الإسلامي والعربي "للجمهورية العربية السورية"، والذي وجد تعبيره في شطب المؤشرات الدينية والعرقية. واحد منهم كان فيصل القاسم، الصحافي السوري الكبير الذي يعمل في "الجزيرة" والمعارض البارز للنظام. فقد كتب بأن الأسد (يقبل الاقتراح الروسي بإدارة سوريا على أساس طائفي وعرقي وجعل الجمهورية غير عربية، بعد تدمير سوريا طرد شعبها)".
 فلقد أدى الأمر بمكتب الرئيس أن ينشر نفيا تاما. وجاء في البيان أنه "منعا لكل تشويش، بودنا التأكيد بأنه لم تعرض على سوريا أي مسودة دستور وأن كل التقارير في وسائل الإعلام في هذا الشأن عديمة الأساس. كل دستور جديد لسوريا في المستقبل لن يكون من جهات خارجية بل سيكون سوريا فقط".
المسار للسلام
وزادت الصحيفة: "تخرج الآن الصحيفة اللبنانية "الجمهورية" المقربة من الحكم بكشف إضافي يفيد بأن حل الأزمة في سوريا سيتضمن دول المنطقة أيضا. "خطة ب" كما تسمى، وفضلا عن الدستور ستتضمن أيضا مشروعا لمسار سلام مع إسرائيل، يضم مسألة هضبة الجولان أيضا. وأقوال كيري عن الأمل في أنه "سيكون تقدم في حل دبلوماسي في سوريا في بداية آب" لم تفاجئ من يتابع عن كثب سوريا، وبالأساس الدبلوماسيون الغربيون الذين يحافظون على الصمت كي لا يخربوا على مساعي القوتين العظميين".
وأفادت: "رغم استمرار المعارك في كل الجبهات في سوريا ورغم أن جهات روسية رفيعة المستوى، بمن فيها وزير الخارجية سيرجي لافروف، معنية بإبقاء الخطة تحت الرادار، فإن المعنيين بحل في الدولة المنقسمة، سمعوا من نظرائهم الروس بأن "خطة ب" ستؤدي إلى اختراق".
"يوجد مشروع شامل ينضج اليوم بعد التوافق بين واشنطن وموسكو، وسنرى مؤشراته الأولية في بداية آب"، قال مصدر لبناني لصحيفة "الجمهورية". وأضاف بأن "أقوال كيري في ختام لقائه مع نظيره الروسي وبحضور دي ميستورا تؤكد هذا الانطباع".
وشدد المصدر على أنه رغم فشل محاولة الانقلاب في دولة ساهمت للخطوة الروسية الأمريكية، فإن التطورات الأخيرة في الساحة التركية ليست الدافع خلف تقدم هذه الخطوات. ففي 9 آب/أغسطس كان يفترض بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يلتقي في موسكو بالرئيس فلاديمير بوتين. واضح الآن أن أردوغان يراهن أكثر على خطوات بناء ثقة مع الدب الروسي، كملجأ أخير مما يعتقده بأنها "المحاولات الأمريكية للإطاحة به"، وكذا كقوة مساعدة اقتصادية لتحقيق اتفاقات التجارة والسياحة بين الدولتين. وذلك من أجل إنقاذ حكمه من انتقام رجال الأعمال. ولكن حسب دوائر لبنانية رفيعة المستوى، فإن بوتين، الذي على علم بأنه سيكون من الصعب على أنقرة الاعتراض في هذه اللحظة، فإنه في واقع الأمر يتوجه إلى أن يعرض على نظيره التركي "خطة ب السورية". أقوال الصحافي الفرنسي الكبير جورج ملبرونو بأن "تركيا تصلح طريقها مع سوريا" تأتي في هذا الإطار. وفي الأيام القادمة سنلقى مقالات عديدة من هذا النوع.
وحسب تقارير مختلفة، معروف اليوم بأن الاتفاق على حل الأزمة يتضمن إدراج منظمة جبهة النصرة، التي ودعت الأسبوع الماضي فقط القاعدة، مع تنظيم داعش. والأمر يعطي شرعية للهجوم على المنظمة، وذلك من أجل إنهاء وجودها على الأرض السورية. ويؤدي هذا إلى تسوية دولية بموجبها يتعين على نظام بشار الأسد أن يتقاسم الحكم مع المعارضة في إطار نظام غير مركزي موسع، أقرب إلى الفيدرالي.
إن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ستكون غنية بالماء وبالزراعة، وما تبقى من الصناعة، بينما المناطق التي يسيطر عليها النظام ستكون غنية بالتجارة وبالنفط. "خطة ب" ستتضمن أيضا استخداما أدنى للغاية لسلاح الجو السوري، الذي يستخدم البراميل المتفجرة ضد المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
نصيب إسرائيل
وحسب مصادر دبلوماسية روسية وأمريكية، فإن أهمية "خطة ب" هي في المستوى الإقليمي، ولا سيما في إيجاد تسوية مع إسرائيل، تؤدي إلى تقدم حقيقي في الحل. وأفادت المصادر بأن الأسد زار في شهر حزيران/يونيو موسكو، قبل بضعة أيام فقط من الزيارة الرابعة هذه السنة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موسكو، في 6 حزيران/يونيو.
كما تفيد المصادر بأن بوتين الذي التقى الأسد، عرض عليه كل بنود "خطة ب" بما في ذلك المرحلة التي ما بعد التسوية الداخلية السورية والمسألة الإسرائيلية السورية. وضمن أمور أخرى، عرضت مسودة التسوية التي تحققت في أواخر ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بالنسبة لهضبة الجولان على أمل أن تكون أساسا للتفاهم بين إسرائيل وسوريا. ومن أعد في حينه هذه المسودة كان مارتن إنديك، السفير الأمريكي في إسرائيل، ومبعوث الدولة الأسبق إلى الشرق الأوسط، والكفيل بأن يكون المسؤول عن التسوية الإسرائيلية العربية في فريق هيلاري كلينتون إذا ما انتخبت.
ويتبين أيضا بأن إيران تشارك في سر زيارة الأسد بل وأطلقت إشارات إيجابية في هذا الشأن. وأفادت المصادر بأنه لا شك في أن نتائج هذا اللقاء هي التي أدت إلى الدفعة الهائلة التي ستعرض مؤشراتها أثناء آب. ولكن تلك المصادر تشدد على أن مسار الاتصالات قد يؤجل حتى آب/أغسطس أو آذار/مارس 2017، حتى دخول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض. والمقصود هو عرض الخطوات كثمرة ناضجة على الإدارة الجديدة بعد "حراثة عميقة" تتم في الساحة السياسية وفي الميدان وبالأساس هجوم غير مساوم ضد داعش، في سوريا وفي الموصل في العراق أيضا، مما يؤدي بالتنظيم إلى زيادة عملياته الإرهابية في أوروبا، كي يثبت التواجد ليجد مؤيدين له من داخل المسلمين الأوروبيين.
وبالتوازي يريد لبنان أيضا أن يدخل في هذه المعادلة كي يحل مشاكله الداخلية حتى الشتاء القادم. في لبنان يأملون بأن تجلب التسوية السورية تسوية أيضا بالنسبة لرئيس الدولة القادم، رئيس الوزراء والقيادة العسكرية، وكذا قانون جديد للانتخابات يتضمن أيضا تعديلات في الدستور تتناسب مع الوضع الجديد لدى الجارة من الشرق".
وحتى ذلك الحين، سيكون الوضع الراهن هو الوضع في لبنان أيضا. ولكن إذا ما أيقظ داعش خلاياه النائمة في بلاد الأرز، مما سيؤدي إلى الصدام مع حزب الله، وإلى حاجة دولية إلى إدخال لبنان أيضا مع مشاكله الأمنية والسياسية إلى صحن التسوية الشاملة مع سوريا.
وفي الختام، يبقى السؤال على حاله، هل التقارير الأخيرة أيضا، بما فيها التقارير الصحفية الأمريكية في العالم العربي، هي بمثابة "بالون اختبار" للدبلوماسية؟ أم أننا نوجد حقا قبيل تسوية شاملة في الشرق الأوسط؟
========================
مركز أبحاث إسرائيلي: تدخل الروس بسوريا خدم رؤيتنا للصراع
http://arabi21.com/story/932416/مركز-أبحاث-إسرائيلي-تدخل-الروس-بسوريا-خدم-رؤيتنا-للصراع#tag_49219
غزة- عربي21- صالح النعامي# الأربعاء، 03 أغسطس 2016 01:42 م 0428
دعا "مركز أبحاث الأمن القومي"، الذي يعدّ أهم محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، إلى استغلال التدخل الروسي في سوريا، من أجل بناء منظومة علاقات استراتيجية بين موسكو وتل أبيب.
وحثّ المركز في تقدير موقف نُشر في مجلة "الإيجاز الاستراتيجي"، التي صدرت عنه الأحد الماضي، اطلعت عليه "عربي21"، على الانتقال من مرحلة التفاهمات التكتيكية بين إسرائيل وروسيا، إلى تعاون استراتيجي لضمان تحقيق خارطة المصالح الإسرائيلية في كل من سوريا ولبنان.
ودعا المركز دوائر صنع القرار إلى استنفاد الطاقة الكامنة في العلاقة مع موسكو، من أجل ضمان فرض حل في سوريا يأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل، لا سيما في منطقة هضبة الجولان، ومنع تحول مناطق في سوريا إلى نقاط انطلاق للعمل ضد إسرائيل في المستقبل.
وأوضح المركز أن التدخل الروسي ساعد على تحقيق أحد أهم أهداف إسرائيل، المتمثلة في عدم حسم المواجهات الدائرة حاليا في سوريا، لأن انتصار أحد الأطراف قد يفضي إلى تمكينه من المسّ بإسرائيل مستقبلا.
========================
إسرائيل هيوم :البروفيسور ايال زيسر  3/8/2016 :سورية: بوتين يتلقى الضربات ويقوم بضرب أوباما
http://www.alghad.com/articles/1048332-سورية-بوتين-يتلقى-الضربات-ويقوم-بضرب-أوباما
 
إن اسقاط الطائرة الروسية في بداية الاسبوع في شمال سورية وقتل طاقمها المكون من خمسة أشخاص من قبل المعارضين السوريين كان ضربة في الجناح بالنسبة لبوتين. ففي نهاية المطاف كان في استطاعة رئيس روسيا قبل اسقاط الطائرة التفاخر بايجابية تدخله العسكري في سورية مقابل عدد قليل من الضحايا.
روسيا نجحت في انقاذ نظام بشار الاسد من الانهيار بشكل مؤكد تقريبا، وتوجيه ضربة قاسية للمتمردين عليه. وفي الطريق الى هذا الهدف، صحيح أنهم تسببوا في قتل آلاف المواطنين السوريين وهرب مئات الآلاف الآخرين، إلا أن أحدا في المجتمع الدولي لا يتجرأ على رفع صوته على أفعال روسيا في سورية. ونجحت روسيا ايضا في ردع تركيا وإسرائيل من مد اليد إلى سورية. وايضا انشاء تحالف استراتيجي مع إيران. وبهذا الشكل أو ذاك مع حزب الله ايضا. هذا التحالف هو أحد المحطات الاساسية لعودة روسيا إلى المنطقة.
 لكن يبدو أن الإنجاز الأكثر أهمية حققته روسيا في الساحة الدولية في وجه الولايات المتحدة أوباما. ففي هذا الصراع ظهرت واشنطن بكامل عجزها، ليست لديها الرغبة أو التصميم من اجل تحقيق أهدافها، واسوأ من ذلك، ليس لديها هدفا أو سياسة يستطيع حلفاؤها وأعداؤها في المنطقة تشخيصها.
 يبدو أن الضرر الكبير الذي سببه سلوك الولايات المتحدة في سورية في مواجهة الروس لا يكمن في هذا الفشل الموضعي أو ذاك، بل في التصرف الهاوي الذي يعكس عدم معرفة ما يحدث في المنطقة، غياب الخبرة، السذاجة والضعف، من النوع الذي محظور على قوة عظمى مثل الولايات المتحدة أن تعكسه.
 منذ اشهر طويلة يراوغ بوتين الولايات المتحدة ويجري معها حوار غير صحيح حول جهود التوصل الى اتفاق سياسي ينهي الحرب السورية. في هذا السياق يقوم بتقديم يده للقاءات الدولية العقيمة. ويجري نقاشات مع وزير الخارجية الأميركي كيري، ويعلن ايضا عن وقف اطلاق النار وانسحاب قواته من سورية، الامر الذي لم يكن صادقا ولم يتم تطبيقه في نهاية المطاف، اضافة الى عدة قضايا هنا وهناك.
 في الوقت الحالي، وبالتوازي مع اللعبة الدبلوماسية الوهمية وغير المفيدة، تقوم طائرات بوتين بقصف جميع أنحاء سورية. أما حلفاءه، مقاتلو حرس الثورة الإيرانية ومقاتلو حزب الله، فهم يتقدمون في طريقهم لاحتلال مناطق اخرى يسيطر عليها المتمردون.
 ولكن الأميركيين على حالهم، لا يسمحون للحقائق أن تشوشهم وهم يستمرون في منح المظلة الدبلوماسية لخطوات بوتين في سورية. وكلما صعد بوتين عمله العسكري مثل الانقضاض على حلب، المدينة الثانية بحجمها في سورية، كلما ازدادت الاقتراحات الأميركية الغريبة مثل اقتراح الخطوة المشتركة الروسية الأميركية ضد داعش، التي ستمنح الشرعية لتدخل روسيا في سورية وتُمكن روسيا والاسد من التغلب على ضغط المتمردين في الدولة.
 الخلاص لن يأتي من الولايات المتحدة، وهذا ما يعرفه كل ولد. ولكن لبوتين ايضا مشكلاته الخاصة. ففي نهاية المطاف تستطيع روسيا أن تُظهر قوتها، لكن الحديث يدور عن دولة تحارب وتواجه صعوبات اقتصادية كبيرة. إن نجاح بوتين في المعركة على الرأي العام الروسي يكمن في أنه يعكس شعور الانتصار والنجاح. ولكنه يتذكر ايضا أن التدخل الروسي الفاشل في افغانستان قبل ثلاثين سنة، الذي انتهى بآلاف القتلى الروس، كان أحد اسباب انهيار الاتحاد السوفييتي. لذلك فان نبأ اسقاط المروحية الروسية وقتل طاقمها هو بشرى غير مريحة.
ولكن عدا عن ذلك، يتبين أن ما يمكن اعتباره انتصارا قد يبدو في اليوم التالي غرق جديد في الوحل السوري. هكذا هي المعركة في حلب، حيث سرّع السوريون، ومعهم الروس والايرانيين، الإعلان عن الانتصار، لكن الجيش السوري هو جيش مستنزف لا يمكنه تطبيق الافضلية التي يمنحه إياها قصف روسيا. والمتمردون ينجحون في سفك دمه ووقف تقدم قواته. في الصراع بين بوتين واوباما، الحديث يدور عن الضربة القاضية، لكن في سورية قد تستمر الحرب لوقت طويل.
 
 
من الصحافة الاروبية :
من الصحافة الفرنسية :هل تحسم حروب سوريا في ظل انعدام الوزن الأميركي؟
http://www.mc-doualiya.com/chronicles/world-press-mcd/20160804-الانتخابات-الرئاسية-الأمريكية-سوريا-روسيا-الدولة-الإسلامية-ليبيا
تسارع الاحداث على ارض المعركة في حلب، ومشارفة الوضع على بلوغ نقطة الحسم اعادا سوريا الى الواجهة في الصحف الفرنسية الصادرة اليوم.
لم يعد أحد يفهم حقيقة ما يجري في سوريا
"ثمة اتجاه لتناسي ان لما يجري في سوريا، ارتدادات على العالم برمته ولتناسي أيضا، ضرورة معرفة من يقود هذه اللعبة المميتة، ومن يشارك فيها وضد أي اعداء" كتبت "ليبراسيون" في افتتاحياتها. "في الواقع لم يعد أحد يفهم حقيقة ما يجري، لأن التحالفات أصبحت بالغة التعقيد وبالأخص" اضافت كاتبة المقال "الكسندرا شوارتزبرود" وبالأخص "لأن الشعور بالعجز غلب الغضب حيال ما يقاسيه الشعب السوري".
سقوط حلب قد يغير مسار الحرب نهائيا
وقد اعتبرت افتتاحية "ليبراسيون" ان "فلاديمير بوتين وبشار الأسد هما المستفيدان من حالة الاعياء هذه، وان سقوط حلب قد يغير مسار الحرب نهائيا ويمنحهما نصرا حاسما، فالأشهر المقبلة" تابعت شوارتزبرود" قد تكون الأكثر دموية، مع دخول الولايات المتحدة بدءا من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، مرحلة انعدام الوزن في فترة ما قبل وما بعد الانتخابات الأميركية. فترة الما بين بين هذه غالبا ما تستعر فيها نيران الحروب وقد تستغلها روسيا من اجل حسم الأمور نهائيا لمصلحتها" اشارت "ليبراسيون" وقد ختمت افتتاحيتها بالقول إنه "إذا بدا تقييم الأمور مستعصيا، وجب الاستعداد للأسوأ على أي حال."
الحروب داخل الحرب في سوريا
"ليبراسيون" خصصت ملفا كاملا للحرب في سوريا واختارت ان تضيء على الجحيم السوري من خلال "الحروب داخل الحرب" كما عنونت غلافها. وقد عرضت الصحيفة لحرب المواقع الدائرة على اكثر من جبهة كما استقت عددا من شهادات المدنيين المحاصرين في حلب.
معركة حلب أطاحت بالأجندة الديبلوماسية
"ليبراسيون" لفتت أيضا في مقال حمل توقيع "هالة قضماني" الى انه كان "يفترض بهذا الشهر ان يكون شهر الامل بالخروج من الازمة وان يشهد ولادة حكم انتقالي في دمشق وعودة مفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف. غير ان معركة حلب أطاحت بالأجندة الديبلوماسية للمجتمع الدولي" اشارت هالة قضماني التي رأت "انه بعد الانكفاء الأميركي، اصبحت موسكو سيد اللعبة في سوريا".
========================
صحف ألمانيّة: كارثة حلب أفظع مما حصل في سريبرنيتسا
http://www.dw.com/ar/صحف-ألمانيّة-كارثة-حلب-أفظع-مما-حصل-في-سريبرنيتسا/a-19446305
 دويتشه فيله  منذ 14 ساعة  0 تعليق  5  ارسل لصديق  نسخة للطباعة
النهار الاخبارى يقدم أليكم اخر الاخبار على الساحة المحلية والعالمية ألقت بعض الصحف الألمانية الضوء على الوضع المأساوي في مدينة حلب السورية. واعتبرت بعض الصحف وجود تشابه مع الأوضاع الكارثية التي شهدتهما البوسنة والشيشان قبل عقود قليلة.
دعت يومية «دي فيلت» الدول الغربية إلى التحرك لفعل شيء ما من خلفية الأوضاع المأساوية في سوريا وقالت: «قبل أكثر من عشرين سنة، لم يحرك المجتمع الدولي والغرب ساكناً، فسمح لوحدات مسلحة صربية بارتكاب مذبحة في مدينة سيربرنيتسا البوسنية راح ضحيتها 8000 مواطن. فقط تحت تأثير صدمة عدم القيام بأي شيء لوقف تلك المذبحة، قرر المجتمع الدولي والغرب، التدخل لاحقا. واليوم تجري في مدينة حلب السورية كارثة إنسانية تفوق بفظاعتها مثيلتها في سريبرنيتسا.
إذ أطبقت قوات نظام الأسد وإيران وروسيا الحصار على ربع مليون مدني في المدينة. التجويع وتدمير المنشآت عمداً في المدنية، مثل المستشفيات يشكلان عنصران أساسيان في حرب الإبادة الجماعية لمحور موسكو- دمشق-طهران (...) يتعين على الغرب عدم القبول بذلك بعد الآن. ضرب مواقع نظام الأسد وحلفائه هي التي ستجبره على الدخول في مفاوضات جادة وعلى إقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين.
إن الندم الذي أبداه الغرب بعد مذبحة سيربرنيتسا، لن يصدقه أحد هذه المرة«. أما أسبوعية»دي التسايت«فقد قارنت بين القتال الدائر للسيطرة على حلب والقتال في مدينة غروزني الشيشانية عام 1999 وكتبت :» في ديسمبر/كانون الأول عام 1999طوقت القوات الروسية غروزني، آنذاك أرادت روسيا تدمير أكبر قدر ممكن من المدينة بواسطة المدفعية والقصف الجوي، حتى لا يستطيع الثوار الشيشان الاستمرار في الدفاع عن المدينة. القليل من الثوار فقط فضلوا ترك المدينة والهروب.
وبعد انتقادات دولية حادة تنصلت موسكو من وعودها. وفي النهاية خلفت الحرب دمارا ومعاناة لا مثيل لهما. نشهد في هذه الأيام، استخدام نفس التكتيك في حلب. إذ تم منذ منتصف يوليو/تموز الماضي محاصرة 300 ألف إنسان في حلب، التي كانت فيما مضى الحاضرة الاقتصادية لسوريا. فهجمات قوات النظام، وإخوة الأسد في السلاح من شيعة إيران ولبنان، وعلى الأخص الهجمات الجوية الروسية، تضع المحاصرين أمام خيارين: إما الرحيل أو الموت. وينطبق هذا الخيار على كل القوات داخل المناطق المحاصرة، سواء المعتدلة مثل 'وحدات حماية الشعب الكردية' وبقايا 'الجيش السوري الحر'، وأيضا على الميلشيات الجهادية الموجودة هناك.
عندما تتساقط القنابل على المستشفيات وينتشر غول الجوع فسيؤثر ذلك سلباً على جميع المحاصرين: أي المقاتلين، مهما كانت توجهاتهم وأطيافهم، والمدنيين أيضاً. إن التذكير بما حصل في غروزني يجعلنا ندرك أن ما قد يأتي سيكون أسوء بالنسبة لحلب، رغم أنه يصعب تصور ذلك«. تحت عنوان:»سينتصر بوتين في سوريا«كتبت صحيفة» راينشا بوست«، التي تصدر في مدينة دوسلدورف تعليقها مشيرة إلى الأسباب وقالت:»أولا، لا تحافظ روسيا على نفوذها في مناطق القتال والمناطق المتنازع عليها فقط، بل إنها وسعت من نفوذها بشكل كبير.
وحتى الرئيس التركي أردوغان أدرك هذا الأمر فجاء رد فعله على زيادة النفوذ هذا من خلال إعادة ترميم علاقاته مع روسيا. فهناك روابط واضحة بين خطط أردوغان للهيمنة على كل جيرانه وخصوصا سوريا وبين علاقاته مع روسيا (...) ثانياً، في سوريا، أصبح بوتين يقف على قدم المساواة والندية مع الولايات المتحدة الأمريكية. ثالثاً، أبعدت روسيا عن نفسها شبح 'الثورة الملونة'. فمنذ 'الثورة البرتقالية' في أوكرانيا 2004 يخشي كل حاكم مستبد من أن تتطور مظاهرة سلمية للمواطنين لسبب صغير إلى انتفاضة شعبية تطيح بالأنظمة التي تبدو ظاهرياً صلبة.
فقد خيم على بوتين، ولوقت طويل، كابوس ديسمبر عام 2011. إذ خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في موسكو هاتفين 'يسقط بوتين'، وذلك بعد انتخابات اتضح تزويرها. المحللون السياسيون للكرملين يصفون معظم ثورات الربيع العربي ب«الثورات الملونة»، ومنها التمرد في سوريا، الذي قمعه الأسد بعنف، فنتج عن هذا القمع لجوء الثوار إلى المقاومة المسلحة. مكافأة بوتين على وقوفه في صف المنتصر، الأسد، هي رسالة موجهة معناها: يمكن هزم «الثورات الملونة'».
========================