الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 5-12-2022

سوريا في الصحافة العالمية 5-12-2022

06.12.2022
Admin

سوريا في الصحافة العالمية 5-12-2022
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
  • واشنطن بوست :قسد: القصف التركي يهدد شراكاتنا لمحاربة داعش
https://www.alhurra.com/syria/2022/12/05/قسد-القصف-التركي-يهدد-شراكاتنا-لمحاربة-داعش
  • المونيتور: في الضربات الأخيرة بدا الردع الأمريكي بحالة يُرثى لها.. ومسؤول كردي لـ”أثر”: لا حظوظ حتى اللحظة لعملية تركية في سوريا
https://www.athrpress.com/مسؤول-كردي-لـأثر-لا-حظوظ-حتى-اللحظة-لع/أثر-في-العمق/
  • بلومبيرغ :ضحايا منسيون.. سوريون يبنون حلب جديدة في الجوار
https://www.noonpost.com/content/45953

الصحافة العبرية :
  • قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إنّ تهديد الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية يتزايد أكثر فأكثر، مضيفةً أنّ مسألة الدفاع أمام هذه التهديدات باتت تمثل أولوية رئيسية.
https://jadehiran.com/archives/69451
  • معاريف :تساؤل إسرائيلي: لماذا تسارع دمشق لإعلان وكشف ضربات الاحتلال لسوريا؟
https://arabi21.com/story/1478306/تساؤل-إسرائيلي-لماذا-تسارع-دمشق-لإعلان-وكشف-ضربات-الاحتلال-لسوريا

الصحافة التركية :
  • الاحوال التركية :هل ستقوم تركيا بغزو شمال سورية حقاً؟
https://alghad.com/هل-ستقوم-تركيا-بغزو-شمال-سورية-حقاً؟/

الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست :قسد: القصف التركي يهدد شراكاتنا لمحاربة داعش
https://www.alhurra.com/syria/2022/12/05/قسد-القصف-التركي-يهدد-شراكاتنا-لمحاربة-داعش
الحرة / ترجمات - واشنطن
05 ديسمبر 2022
بعد أسبوع من القصف التركي على مناطق قوات سوريا الديمقراطية، يقول قائد قوات سوريا الديمقراطية، الكردي – السوري مظلوم عبدي إن على الولايات المتحدة أن "لا تنسى أخلص حلفائها" في البلاد، أو تتركهم وحيدين.
وقال عبدي في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست إن "مكاسب الشراكات التي أدت إلى نهاية خلافة داعش عام 2019 معرضة للخطر" على يد حليف للولايات المتحدة وعضو في الناتو.
وشنّ سلاح الجوّ التركي في 20 نوفمبر سلسلة غارات في شمال شرق سوريا استهدفت مواقع لمقاتلين أكراد ينتمون إلى منظمات تصنّفها أنقرة "إرهابية".
وبحسب عبدي فقد أسفر القصف عن مقتل مدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية الحيوية واستهداف قوات سوريا الديمقراطية التي تعمل على كبح جماح داعش.
وأعلن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية آرام حنا، الجمعة، أن "قسد أوقفت جميع عمليات مكافحة الإرهاب المشتركة" بعد القصف التركي لمنطقة سيطرتها.
وعدد عبدي "إنجازات" نظام قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من الأكراد والعرب والآشوريين ملتزمين بهزيمة الدولة الإسلامية.
وقال إن أحد تلك الإنجازات كان أن النساء يتمتعن الآن بأدوار قيادية في المناطق التي سيطرت عليها داعش في وقت من الأوقات.
وقال من حيث نوعية الحكم والأمن الذي تمكنا من توفيره، فقد تفوقنا على كل سلطة أخرى في سوريا – ولم يكن أي من ذلك ممكنا بدون الانتصار في كوباني والدعم الدولي لمقاومتنا الذي جلبه الانتصار.
وقال إن الهجوم التركي على المنطقة يضع كل ذلك تحت تهديد متجدد.
وتابع "أسفرت غارة واحدة في مدينة ديريك الحدودية، موطن الأكراد واليزيديين والمسيحيين، عن مقتل أكثر من 10 مدنيين. واستهدف آخر القاعدة بالقرب من مدينة الحسكة، حيث أعمل مع الولايات المتحدة للتخطيط لعمليات ضد داعش، وضرب مئات الأمتار فقط من القوات الأميركية".
وقالت القيادة المركزية الأميركية، الجمعة، إن القوات الأميركية أوقفت الآن جميع العمليات المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد ضد داعش في سوريا.
وكان البنتاغون قد أعلن أنّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أبلغ الأربعاء نظيره التركي خلوصي أكار بأنّ واشنطن "تعارض بشدّة" شنّ أنقرة عملية عسكرية ضدّ الأكراد في شمال سوريا.
وتابع عبدي "أعتقد أنها كانت محاولة لاغتيالي، حيث اغتالت تركيا العديد من زملائي في قوات سوريا الديمقراطية وإدارتنا هذا العام".
وإضافة إلى الرعب والفوضى في حملة القصف، يقول عبدي إن أردوغان يواصل التهديد بغزو بري لأراضينا.
وتابع أدى الغزو التركي لعفرين في عام 2018 ورأس العين وتل أبيض في عام 2019 إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص وتعطيل المعركة العالمية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
واتهم القوات التركية بارتكاب "انتهاكات لا توصف ضد الأقليات العرقية والدينية والنساء مع الإفلات من العقاب" في تلك المناطق، مضيفا "في ظل إدارتنا، كانت عفرين الجزء الوحيد من شمال غرب سوريا الذي لم يمسه الإسلاميون المتطرفون. وبما أن المنطقة أصبحت تحت السيطرة التركية، فإن الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة تعمل بحرية على أراضيها. هذا الصيف، قتلت غارة أميركية بطائرة بدون طيار ماهر العقال، أحد كبار قادة داعش، هناك".
وتتهم أنقرة حزب العمال الكردستاني بالوقوف خلف تفجير إسطنبول الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح.
وشجب عبدي التفجير الذي ضرب إسطنبول ووصفه بالإرهاب، ورفض أيضا "جميع الاتهامات بالضلوع في الحادث".
ودعا عبدي في مقاله المجتمع الدولي للاضطلاع بدور لتعزيز توجه نحو السلام وتحقيق محادثات باتجاه تحقيقه في تلك المناطق.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال بات رايدر حذّ الثلاثاء من أنّ شنّ أنقرة عملية برية في سوريا من شأنه أن "يعرّض للخطر" مكتسبات الحرب ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، في هذا البلد، داعياً الحكومة التركية إلى ضبط النفس.   
========================
المونيتور: في الضربات الأخيرة بدا الردع الأمريكي بحالة يُرثى لها.. ومسؤول كردي لـ”أثر”: لا حظوظ حتى اللحظة لعملية تركية في سوريا
https://www.athrpress.com/مسؤول-كردي-لـأثر-لا-حظوظ-حتى-اللحظة-لع/أثر-في-العمق/
خاص|| أثر برس تستمر وتيرة القصف التركي على مواقع لـ “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” شمال شرقي سوريا، في الوقت الذي يجدد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إصرار بلاده على شن عملية عسكرية، يتمكن فيها من السيطرة على المناطق الحدودية كافة بين سوريا وتركيا وبعمق 30كم، وسط مطالب الأخيرة بالحصول على موقف أمريكي أكثر وضوحاً وحسماً لصد العمل التركي.
الخبراء يؤكدون أن الاستهدافات التي نفذتها القوات التركية شرقي سوريا منذ بدء حملتها “المخلب-السيف” في 20 تشرين الثاني الفائت، كانت استثنائية، حيث نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن محقق مفتوح المصدر في منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، ألكسندر ماكيفر، قوله: “إن غالبية مواقع إنتاج النفط التي استهدفتها تركيا تقع في أقصى الزاوية الشمالية الشرقية لسوريا، في مناطق القحطانية تربسبي والمالكية ديريك، وتم تضمين المناطق في المربع 26 ، الذي كانت تديره شركةGulfsands Petroleum ، وهي شركة طاقة مقرها لندن”، لافتاً إلى أنه تم تحديد ذلك باستخدام البيانات التي نشرتهاKongra Star ، بالإضافة إلى المعلومات المتاحة للجمهور عن إنتاج النفط السوري.
ونقل “المونيتور” أيضاً عن أستاذ مشارك في مدرسة ليون الثانية في فرنسا وخبير في الشأن السوري فابريس بالانس، قوله: “من المنطقي تماماً أن تضرب أنقرة المنشآت النفطية لأن النفط ضروري لإنتاج الكهرباء باستخدام المولدات وللتنقل في شمال شرقي سوريا”، مشيراً إلى أن “النفط هو المصدر الرئيس لدخل للإدارة الذاتية، التي تسيطر حالياً على الإنتاج بغطاء كثيف من التعتيم”.
ولم يتوقف القصف التركي عن استهداف البنى التحتية التابعة الواقعة التي تسيطر عليها “قسد” بل طال أيضاً محيط قاعدة كردية-أمريكية مشتركة، ولفت الموقع الأمريكي إلى أنه بعد هذه الضربة “بدا الردع الأمريكي في حالة يرثى لها عندما ضربت طائرة تركية بدون طيار محيط قاعدة كردية أمريكية مشتركة في الحسكة في 22 تشرين الثاني، ما دفع الولايات المتحدة إلى إجلاء جميع موظفيها المدنيين من شمال شرقي سوريا”.
فيما أكد عضو رئاسة “مجلس سوريا الديمقراطية- مسد” سيهانوك ديبو، في حديث لـ “أثر” أن “العملية الجوية التي انطلقت في ليلة 20 تشرين الثاني 2022 ما كانت لولا أن تركيا أخذت الموافقة من الجانبين الأمريكي والروسي، أو على الأقل واحد منهما لذلك اليوم نشهد مواقف أكثر تماسكاً نتمنى أن تتقوض وترفض أي عملية عسكرية تركية”.
في الوقت ذاته، تؤكد “الإدارة الذاتية” أنها على تواصل دائم مع الجانب الأمريكي بخصوص مصير العملية التركية شمالي سوريا، وفقاً لما أكده القائد العام لـ “قسد” مظلوم عبدي مؤخراً وفي هذا السياق قال ديبو: “أظن أن لا حظوظ حتى اللحظة لعملية عسكرية برية تركية ولكن التهديد قائم لا محال”، مشيراً إلى أن “المواقف الروسية والأمريكية الآن تمانعان أي عملية عسكرية تركية”.
في الوقت الذي تشير فيه “الإدارة الذاتية” إلى أنها تعوّل على الموقف الروسي والأمريكي لوقف التهديد التركي ضدها، يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده مصرة على تنفيذ مشروعها بخصوص إنشاء “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية-التركية وبعمق 30كم، حيث قال أمس السبت: “تركيا ستكمل حتماً الشريط الأمني البالغ عمقه 30كم، والذي تنشئه على طول حدودنا الجنوبية ولن نتراجع إطلاقاً”، منتقداً سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بدعم “الوحدات الكردية”.
وفي هذا السياق تؤكد التحليلات أن أردوغان يهدد بشن هذه العملية منذ عام 2020، على حيت قرر الآن رفع وتيرة تهديده، للاستفادة من الحرب الأوكرانية التي عدّلت بعض المعايير الدولية، وزادت من أهمية أنقرة الدولية، وبات من المستبعد أن تواجه تركيا معارضة حادّة من روسيا أوأمريكا، الأمر الذي لم ينفه عضو رئاسة “مسد” سيهانوك ديبو، حيث قال في حديث لـ “أثر”: “تركيا اليوم تستثمر في التناقضات الدولية فهي من جهة تبيع مسيرات بيرقدار للجانب الأوكراني ومن جهة أخرى تعقد صفقات في مجالات الطاقة والاقتصاد مع الجانب الروسي”، مشيراً إلى أن “التناقضات الدولية وطبيعة المرحلة الحالية هي لصالح تركيا حتى هذه اللحظة”.
=============================
بلومبيرغ :ضحايا منسيون.. سوريون يبنون حلب جديدة في الجوار
https://www.noonpost.com/content/45953
كتب بواسطة:ستيفانيا ديجنوتي
ترجمة وتحرير: نون بوست
لطالما كانت مدينة غازي عنتاب التركية تاريخيًا مفترق طرق بين الأعراق. والآن، بدأ اللاجئون تغييرها تدريجيًا مرة أخرى.
تتذكر ريم النجار (34 عامًا) كيف كانت عائلتها تستقل السيارة لمدة أقل من ساعتين عبر الحدود التركية لقضاء فترة ما بعد الظهر في التسوق في غازي عنتاب، ثم بحلول المساء تكون بحوزتها علبة من أجود أنواع البقلاوة في طريقها إلى حلب. تستحضر هذه الذكريات قائلة: "كنا كسوريين مطالبين فقط بإظهار هويتنا الشخصية دون الحاجة لجواز السفر. كانت [غازي عنتاب] كأنها امتداد لوطننا".
مرّ أكثر من عقد منذ ذلك الحين ومعه انقلبت حياة ريم بعد أن فرض بشار الأسد حصارًا على عاصمة سوريا الثقافية وثقلها الاقتصادي خلال إحدى أكثر حلقات الحرب الأهلية دمويةً. اليوم، تعيش ريم على جانب الحدود حيث كانت فيما مضى تقضي عطلات نهاية الأسبوع كواحدة من بين 500 ألف لاجئ في غازي عنتاب والمناطق المحيطة.
ولكن بدلاً من مجرد التوق إلى حقبة ولّت، عمل النازحون السوريون على مر السنوات على إعادة تكييف منازلهم الجديدة لتلبي احتياجاتهم - وحنينهم إلى حلب - رغم التوتر المتزايد مع بعض السكان المحليين في أحد معاقل المحافظين في تركيا.
إن الصراع الدائر في البلد المجاور غيّر معالم مدينة غازي عنتاب التي تشتهر بثقافتها الغنية ومأكولاتها، وهي واحدة من أقدم المدن وأكثرها اكتظاظًا بالسكان في تركيا وتقع في بلاد ما بين النهرين القديمة، وتعتبر ملتقى طرق للحقب التاريخية والأعراق حيث يتعايش الأتراك والأكراد والعرب معًا.
بينما تحتسي ريم شاي الأعشاب في مقهى ساكلتا الشهير في المدينة، من السهل ملاحظة ثرثرة البعض باللغة العربية في الخلفية، بالإضافة إلى تعليق لوائح المشروبات بكِلا اللغتين. قالت ريم، وهي مترجمة متدربة تعمل الآن في الأمم المتحدة كعاملة إغاثة: "أشعر هنا وكأنني في وطني. عندما أسير في هذه الشوارع، أشعر أنه لا يوجد شيء في سوريا لا أستطيع أن أراه هنا".
كانت غازي عنتاب وحلب، اللتين تفصل بينهما 100 كيلومتر، جزءًا من نفس المنطقة تحت حكم الإمبراطورية العثمانية. وقد ساهم التحول الأخير في لمّ شملهما مرة أخرى لأسباب ليس أقلها سياسة بلدية غازي عنتاب المتمثلة في دمج الوافدين الجدد في المدن بدلاً من مخيمات اللاجئين.
وحتى قبل اندلاع الحرب السورية في سنة 2011 ونزوح ما يقارب 4 ملايين شخص شمالًا إلى تركيا، كانت غازي عنتاب واحدة من أسرع المناطق الحضرية نموًا في العالم، إذ زاد عدد سكانها من 120 ألفًا في السبعينيات إلى أكثر من مليون. ومنذ ذلك الحين، أصبحت مركزًا رئيسيًا للمساعدات الإنسانية ونقطة جذب للحلبيين الذين تمكنوا من العثور على عمل.
قال محمد نوري جولتكين، أستاذ علم اجتماع في جامعة غازي عنتاب يركز بحثه على دمج اللاجئين في المناطق الحضرية: "لقد جذبهم إلى هنا الطلب الكبير على العمالة غير الماهرة. ولكن ما جعل التكيف على العيش في المدن أسهل بالنسبة لهم هو حقيقة أن غازي عنتاب وحلب مدينتان توأمان ويجمعهما تاريخ عميق وميزات ثقافية مشتركة".
لم يرحب الجميع بذلك لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي تعاني منها تركيا، حيث تجاوز معدل التضخم 80 في المئة وأصبحت منافسة أكبر على الإسكان. زار الرئيس رجب طيب أردوغان غازي عنتاب في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر ووعد بمزيد من الاستثمار قبل الانتخابات العامة المقبلة، بينما انتقده بعض السكان المحليين لسماحه للسوريين بالاستقرار - وفعلاً استقروا. تعتبر غازي عنتاب القديمة بشوارعها الضيقة المليئة بورش النحاس والحدادين الملتفة حول حصن القلعة الشاهقة في المدينة، مشهدًا يذكر بحلب قبل الحرب.
بنى الحلبيون المدارس والمتاجر والمطاعم. وكانت النتيجة شوارع تتجاور فيها الحروف العربية مع لافتات المتاجر باللغة التركية حيث تشترك وجبات الشاورما السورية السريعة في نفس المساحة مع بائع الكباب التركي. وبعض الأحياء 90 في المئة من سكانها عرب.
مع استعادة نظام الأسد العلوي السيطرة على حلب ذات الأغلبية السنية لتصبح إعادة إعمار المدينة القديمة في يده، فإن القلق الوحيد الذي يطارد المنفيين هو أن المدينة لن تعود أبدًا كما كانت. اعتبارًا من سنة 2017، تم تحديد أكثر من 100 ألف مبنى على أنها مدمرة في سوريا، وتمثل المباني في حلب ثلث المجموع. لهذا السبب، قرر صاحب مطعم واحد على الأقل إنشاء "نسخة تقريبية" لمطعمه في غازي عنتاب.
هرب وائل عديل (39 عامًا)، وهو مالك مطعم "عنتاب سراي" الموجود في حي القلعة القديمة في غازي عنتاب، من مسقط رأسه ووجد ملاذًا في غازي عنتاب في سنة 2020. وقد وجد مطعما تركيا قديما له نفس السمات المعمارية لمنزل قديم في حلب. بحث في كيفية جذب العملاء السوريين والأتراك على حد سواء، ثم أدرك أن التركيز على هوية المطعم الحلبية وتلبية احتياجات النازحين هو الخيار الرابح.
قال عديل، الذي يقدم مطعمه عروضًا حية للموسيقى السورية في عطلة نهاية الأسبوع: إن "الطعام والهندسة المعمارية متشابهة للغاية، وبطريقة ما يحاول آلاف الحلبيين المنفيين بسبب الحرب أن يكونوا مبدعين في جعلها تبدو وكأنها وطنهم، لذا حاولت محاكاة نفس الأجواء التي قد تجدها في مطعم نموذجي في حلب".
بفضل صناعة المنسوجات والمواد الغذائية المزدهرة، قدمت غازي عنتاب فرصة اقتصادية كبيرة للسوريين الذين افتتح العديد منهم متاجر ومطاعم في شوارع المدينة المزدحمة، مما أتاح فرص عمل للمواطنين الأتراك أيضًا.
نقل صانعو الصابون في حلب المشهور بجودته على مستوى العالم وفوائده للبشرة مصانعهم التي دمرتها الحرب إلى ضواحي المدينة التركية. وقبل عقد من الزمان، كانت غازي عنتاب تفتقر إلى الإنتعاش الاقتصادي الذي كانت تتمتع به حلب من قبل، لكن الحلبيين يغيرون ذلك الآن على حد تعبير غولتكين.
مع ذلك، لا شك أن الوافدين الجدد فرضوا أيضًا ضغطًا كبيرًا على موارد المدينة. فقد ارتفعت أسعار الإيجار بشكل كبير ونشأ صراع حول الوصول إلى مياه الشرب في وقت سابق من الأزمة. هذا إلى جانب الاستياء من أن المساعدات التي تم ضخّها كانت مخصصة فقط للسوريين، ولا تشمل الأتراك المحرومين. ردًا على ذلك، تبنّت المدينة نهجًا تكامليًا وعملت على تكييف بنيتها التحتية وخطط الإسكان وغيرها من الخدمات.
قالت جيمري كوجاك، مساعدة مدير المشروع في جمعية غازي عنتاب للشباب والتدريب، وهي منظمة غير حكومية تساعد المجتمعات المتعثرة في المدينة، إن "الفكرة تتمثل في تقديم معاملة وفوائد متساوية للمحرومين من الأتراك والمهاجرين على حد سواء، وعندما تعمل في أحياء محرومة حيث يكون للأتراك والسوريين نفس الاحتياجات، عليك التركيز على جانب الحرمان وليس الثقافة أو الجنسية".
عملت جمعيتها على تحدي الصور النمطية من خلال الأنشطة التي تهدف إلى تقديم الطعام لكل من الأتراك والسوريين في الأجزاء المختلطة من المدينة. كما يديرون أنشطة تعليمية ثنائية اللغة في مراكز المجتمع العامة في الحوسبة والفنون والطبخ والنوادي الناطقة باللغة الإنجليزية.
وبما أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين في تركيا تحت سن 18 سنة، فإن القلق الأكبر هو التعليم الرسمي. افتتحت جامعة غازي عنتاب أقسامًا بالمنهج العربي، ومع ذلك يكمن التحدي في استيعاب السوريين في نظام التعليم التركي. في البداية، كان الأطفال يتعلمون المناهج السورية باللغة العربية بهدف عودتهم إلى ديارهم - حسب جولتكين - ثم أغلقت معظم هذه المدارس أبوابها منذ ذلك الحين.
تقع مدرسة أطفال قوس قزح في حي تركمانلر الذي يمثل السوريون 90 بالمئة من سكانه، وهي من المدارس الابتدائية القليلة التي تقدم دروسًا باللغة العربية. افتُتحت المدرسة في سنة 2020 باعتبارها منظمةٌ غير حكومية لتعليم الأطفال السوريين غير المسجلين وغير القادرين على الالتحاق بالمدارس التركية.
قالت هبة جهجة، المسؤولة الميدانية في مدرسة أطفال قوس قزح، التي كانت تعمل في روضة أطفال سوريا، إن "التحدي الرئيسي هو أنهم في كثير من الأحيان لا يشعرون بالراحة في الذهاب إلى المدارس التركية بسبب قضايا العنصرية، سواء مع المعلمين أو الطلاب، وينتهي بهم الأمر بالتخلي عن التعليم".
وفقًا لنشوان جمالي، وهو مواطن حلبي يعيش في غازي عنتاب منذ سنة 2013، تعزى هذه المشكلة إلى التمييز العنصري موضحًا أن الأتراك والسوريين يعيشون حياتهم في فقاعات منفصلة ونادرًا ما يتفاعلون مع بعضهم البعض، الأمر الذي يخاطر بتحويل غازي عنتاب الجديدة إلى مدينة داخل مدينة.
حاول جمالي (31 عاما) التصدي للعنصرية من خلال نادي "روم 41" المتخصص في تنظيم عروض موسيقى الإلكترو. كان يفعل ذلك في حلب عندما اندلعت الحرب حتى انقطعت الكهرباء. عندما أطلق مشروعه في غازي عنتاب في سنة 2016، كان هدفه  مساعدة أفراد المجتمعين على الالتقاء، وكذلك إنشاء مكان من شأنه أن يعطي النازحين السوريين تذكيرًا ببلدهم قبل أن يتحول إلى أنقاض.
قال جمالي: "إنها طريقة مناسبة لنسيان الماضي والاسترخاء في جو آمن، وجعل المدينة أقرب إلى ما كان عليه الوطن قبل الحرب". كما تمثل الحفلات التي يقيمها في النادي كسرا للنمط المعتاد، بقوله "عندما أشرف على الحفلات، فإن الصورة التي أراها تعكس التركيبة السكانية المتغيرة للمدينة: عمال المنظمات غير الحكومية الأجانب، والسوريون والأتراك جميعهم يرقصون معًا على إيقاع الموسيقى الإلكترونية. لم يكن من الممكن تخيل هذا قبل 10 سنوات".
بالنسبة لعديل، فإن مطعمه "عنتاب ساراي" عند سفح قلعة غازي عنتاب لا يزال نسخة مزيفة من الوطن قارنها ببطاقة بريدية قديمة بالأبيض والأسود لحلب. ما يريده أيضًا هو أن يكون مطعمه أداة من أجل الاندماج بقدر كونه جزءًا صغيرا مما كانت عليه الحياة في حلب. وفي الوقت الحالي، فإن 10 بالمئة فقط من زبائنه من الأتراك حسب تقديره. وحيال ذلك قال: "لدينا العديد من العملاء الأجانب الذين يرتادون المطعم لأنه يمثل الحد الأقصى من سوريا - إنه مثل فرع من فروع حلب. آمل أن ينضم المزيد من الأتراك إلى طاولات عشائنا، لفهم هذا الجانب الجديد من غازي عنتاب".
المصدر: موقع بلومبيرغ
=============================
الصحافة العبرية :
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إنّ تهديد الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية يتزايد أكثر فأكثر، مضيفةً أنّ مسألة الدفاع أمام هذه التهديدات باتت تمثل أولوية رئيسية.
https://jadehiran.com/archives/69451
ووصفت الصحيفة اجتماع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي مع رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي الشهر الماضي بالمهم، مشيرةً إلى أنّ هذا الاجتماع شهد نقاشًا بين القادة العسكريين بشأن التهديدات الإقليمية، بما في ذلك التهديدات الإيرانية.
ونقلت “جيروزاليم بوست” عن كوخافي أنّ إسرائيل منعت مؤخًرًا إنشاء “حزب الله 2” في سوريا، مما يدلّ على أنّ حملة الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية التي شملت غارات جوية نجحت بمنع المزيد من ترسيخ وجود إيران وحلفائها في سوريا، على حد تعبير الصحيفة.
وذكّرت “جيروزاليم بوست” بأنه في عام 2003 علّقت إيران برنامجها النووي عندما غزت الولايات المتحدة العراق، مستنتجةً أنّ القادة الإيرانيين يعيدون حساباتهم عندما يواجهون تهديدًا حقيقيًا.
=============================
معاريف :تساؤل إسرائيلي: لماذا تسارع دمشق لإعلان وكشف ضربات الاحتلال لسوريا؟
https://arabi21.com/story/1478306/تساؤل-إسرائيلي-لماذا-تسارع-دمشق-لإعلان-وكشف-ضربات-الاحتلال-لسوريا
في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال استهدافه للمواقع والقواعد الإيرانية في سوريا، لفتت أوساط إسرائيلية الأنظار إلى ظاهرة جديدة مؤخرا تتمثل في مسارعة النظام السوري للنشر عن هذه الهجمات، بعكس ما كان عليه الحال سابقا، ما يدعو إلى مزيد من التفكير فيما يتطلع إليه النظام جراء سياسة الإعلان السريع.
جاكي خوجي محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية، ذكر أنه "من الطقوس المعتادة التي بتنا نعرفها منذ 12 عاما، تنفيذ الطائرات الإسرائيلية لغاراتها الجوية على مواقع في قلب سوريا، بمعدل مرة واحدة أسبوعيا، وعادة في الليل، في حين أن الجيران السوريين هم أول من يعلن ذلك، وقد باتت مئات الهجمات وراءنا بالفعل انطلاقا من حملة عسكرية مستمرة، دقيقة إلى حد ما، حتى وإن كانت تستهدف طرفًا ثالثًا ليس بغرض إلحاق الأذى بمقاتلي حزب الله أو الإيرانيين، بل تدمير الذخيرة قبل وصولها لأصحابها الجدد".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "رغم أن الضربات الإسرائيلية تجاه سوريا أصبحت روتينية، فإن هذه السياسة الهجومية محاطة بأسئلة مثيرة للاهتمام، ومنها: لماذا يتعجل السوريون في الحديث عن كل هجوم بعد دقائق تقريبًا من حدوثه، فيما إسرائيل صامتة، ولماذا لا يرد الأسد بالنيران الانتقامية، وانتهاك سيادته، ورغم ذلك فإن الإسرائيليين لم يكونوا يعلمون بما تفعله طائراتهم في الليل في جارتهم الشمالية لولا وسائل الإعلام السورية، فيما إسرائيل صامتة حتى لا تجرم نفسها، مع العلم أنه في الماضي عمد النظام السوري لإخفاء الضربات الجوية الإسرائيلية، أو يعلن عن بعضها فقط".
وزعم أن "الأسد يحاول استخلاص نقاط مهمة من هذه الهجمات الإسرائيلية لتشكيل صورته، فهي أولا تساعده في الادعاء بأنه ضحية مستمرة لإسرائيل، وثانيا الزعم بأنها تهاجمه نيابة عن المعارضة المسلحة ضده، وثالثا محاولة تحريض الروس ضد إسرائيل، لكن ضباط بوتين لم يقعوا في الفخ، لأنه طالما أن إسرائيل تهاجم أهدافًا إيرانية، فهم لا يأبهون، لأنهم ليسوا في سوريا حفاظا على مليشياتها، مع العلم أن عدم رد الجيش السوري على إسرائيل أمر طبيعي بنظرها".
وأشار إلى أن "الحقيقة غير المعلنة أن النظام السوري يستفيد بشكل كبير من الضربات الإسرائيلية ضد إيران وحزب الله، لأنه، وليس إسرائيل فقط، لا يريد أن يبقى الإيرانيون في بلاده، وسيكون سعيدًا إذا غادروها، وتركوه، لكنهم لا يفهمون التلميحات، لأنهم بعد مساعدته في إنقاذه من أجل البقاء ضد شعبه، يريدون السيطرة على قطاعات الأعمال والأراضي السورية والمؤسسة العسكرية، ووضع اليد على مواقع نفوذ مباشر بحجة إدارة الأماكن المقدسة للشيعة، ولعل وإسرائيل قدمت للنظام السوري خدمة كبيرة بالمئات من هجمات ضد إيران، ما يجعله ممتنّا لها في قلبه، للمرة الثانية".
وشرح قائلا أن "امتنان النظام السوري لإسرائيل للمرة الثانية لأنه في سنوات الحرب الصعبة، عندما كان الغرب كله ضده، ويطالب بإسقاطه، رفضت إسرائيل إيذاء شعرة من رأسه، وتجاهلت الأجواء في واشنطن التي دعمت الإطاحة به، وتجنبت أكبر قدر ممكن من المغامرات التي من شأنها الإسراع بسقوطه، وبذلك فهي تحافظ على استقرار النظام، ومن جهة أخرى تنظف بلاده قدر المستطاع من الوجود الإيراني، وفوق ذلك لا تستوطن الجولان بأعداد كبيرة من المستوطنين كما فعلت في الأراضي الفلسطينية، ما يترك إمكانية استئناف محادثات السلام مع دمشق في المستقبل".
رغم حساسية ما يطرحه المقال الإسرائيلي، لكنه يتزامن مع ما قيل إنها ضغوط إسرائيلية على بعض الدول العربية للمسارعة في التطبيع مع النظام السوري، لإبعاده عن إيران، وإعادته للجامعة العربية، ضمن خطة لـ"تبييضه" بالتعاون بين تل أبيب وواشنطن وموسكو قبل سنوات، تضمنت في حينه دعوة الأسد لجميع القوات الأجنبية بمغادرة بلاده، لأنه لم يعد حاجة لها، وبموازاة ذلك ضخ استثمارات من دول الخليج العربي في الاقتصاد السوري، بدلاً من إيران، التي تسيطر على سوريا اقتصاديًا.
مع العلم أن الرئيس الحالي لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، آيال خولتا، زعم أن الخطة حظيت في حينه بدعم واتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، مع أن تل أبيب لا تعارض إجراء "غسيل" للنظام السوري، ولديها موقف محايد تجاهه، ولا تعارض إعادته للجامعة العربية، رغم أن الإيرانيين موجودون في سوريا، ومن الصعب رؤية سيناريو لمغادرتهم، مما يجعل القصة شأنا عربيا داخليا، ولا تجد إسرائيل نفسها جزءً منها.
=============================
الصحافة التركية :
الاحوال التركية :هل ستقوم تركيا بغزو شمال سورية حقاً؟
https://alghad.com/هل-ستقوم-تركيا-بغزو-شمال-سورية-حقاً؟/
شنت تركيا، خلال الأسبوع الثالث من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، سلسلة من الضربات الجوية ضد المسلحين الأكراد في شمال سورية، وحذرت من أن عملية برية في الشمال السوري سوف تتبعها قريبًا.
وجاءت العملية الجوية التي استهدفت الأكراد وتحذيرات الرئيس التركي التي تلتها بعد ثلاثة أيام من الانفجار الذي كان قد هز إسطنبول قبل أسبوعين، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 80 آخرين. وألقى مسؤولون أتراك باللوم في التفجير على الانفصاليين الأكراد، وهو ما نفته الجماعات الكردية.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن هذه الضربات التركية كانت “مجرد البداية”، وإن القوات المسلحة التركية “ستطيح بالإرهابيين برًا في الوقت المناسب”.
وفي وقت سابق، كانت وزارة الدفاع التركية قد تحدثت عن إصابة 471 هدفًا، وأنه “تم تحييد 254 إرهابياً” منذ بدء الهجوم، الذي أطلق عليه اسم “عملية السيف-المخلب”، ولم يكن ممكنًا التحقق بشكل مستقل من عدد الضحايا.
لكن أردوغان ما يزال يتعهد بالتوغل في شمال سورية منذ أيار (مايو). وكان قد قال سابقًا إن الغزو سيهدف إلى إنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومترًا (20 ميلًا) يتم إفراغها من المقاتلين المتحالفين مع “حزب العمال الكردستاني”، وهو جماعة مسلحة أعلنتها تركيا والولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وقال محللون إن أردوغان توقف عن تنفيذ تعهده بالغزو لأنه لم يحصل على الضوء الأخضر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تتمتع بلاده بوجود عسكري كبير في سورية. لكن المفاوض الروسي البارز، ألكسندر لافرنتييف، قال في تصريحات صحفية إن موسكو حاولت إقناع تركيا “بالامتناع عن القيام بعمليات برية واسعة النطاق”.
شملت المنطقة الشمالية السورية التي استهدفتها الضربات التركية ثلاث بلدات رئيسية، هي منبج، وتل رفعت، وكوباني، التي تخضع لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” التي يقودها الأكراد. وقد لعبت “قوات سورية الديمقراطية”، المدعومة من واشنطن، دورًا أساسيًا في القتال ضد “داعش” منذ العام 2014. لكن العمود الفقري لهذه القوات هو ميليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية”، التي تعتبرها تركيا جناحًا لـ”حزب العمال الكردستاني” وتسعى إلى القضاء عليها.
وقال صالح مسلم، أحد قادة “حزب الاتحاد الديمقراطي”، وهو الحزب الرئيسي في منطقة الإدارة الذاتية شمال سورية، إن روسيا ربما تكون قد انقلبت أيضًا على الأكراد الآن. وبعد أن ظلوا على مدى عقد من الزمن يتمتعون بالحكم الذاتي، يخشى أكراد سورية من أن يتسبب التقارب الواضح بين دمشق وخصمهم، الحكومة التركية، في فقدان نمط حياتهم الذي اكتسبوه بشق الأنفس. ويوضح مسلم أن كل هذا يأتي بدعوة من روسيا التي تشجع مثل هذا التقارب.
قبل اندلاع الصراع في سورية، لم يكن مسموحا للأكراد البالغ عددهم نحو مليوني شخص بتعلم اللغة الكردية في المدارس، أو الاحتفال بمناسباتهم الثقافية. وبعد عام من اندلاع الانتفاضة السورية في العام 2011، انسحبت القوات الحكومية من مناطق في الشمال، مما مهد الطريق أمام “الإدارة الذاتية” التي يقودها الأكراد للتحكم في مؤسساتها الخاصة، ومنها مدارس يتم فيها تعلم اللغة الكردية.
لكن الكثيرين في ما تسمى “الإدارة الذاتية” يقولون إنهم قد يفقدون حقوقهم الجديدة إذا تصالحت الحكومة السورية مع تركيا -التي دعمت المعارضة في مواجهة الرئيس بشار الأسد منذ العام 2011 وتقوم بمهاجمة المناطق السورية التي يديرها الأكراد، والتي تعتبرها أنقرة تهديدا للأمن القومي التركي.
وقال سليمان أبو بكر (55 عاما)، أحد سكان المنطقة التي تديرها “الإدارة الذاتية”، إنه “إذا حدث هذا الاتفاق، فسيكون ذلك ضربة قاضية للإدارة الذاتية التي تأسست على أساس نظام المساواة والديمقراطية والحرية”.
وبدوره، يتحدث سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، عن مدى احتمالية التزام الزعيم التركي بتعهده هذه المرة. وكانت تركيا تقول إنها ستبدأ توغلها التالي منذ أشهر، فهل أصبحت تهديدات أردوغان اليوم مختلفة أو أكثر جدية؟
يقول كاجابتاي: “أعتقد أنه بالنظر إلى التوغلات التركية السابقة في شمال سورية، فإنه لا يبدو أن شيئًا ما يتقدم بسرعة هذه المرة. عادةً ما تأتي التوغلات التركية بعد يوم أو يومين من القصف عبر الحدود بضربات المدفعية والطائرات من دون طيار، ثم يتحرك الجيش. وهذه المرة، يستمر القصف المدفعي عبر الحدود وضربات الطائرات من دون طيار منذ أسبوع تقريبًا، ولم يكن هناك أي عمل أرضي. هذا يعني أن هناك شيئًا مفقودًا”.
– كيف ترى تعليقات الكرملين الأخيرة عن التوغل المحتمل؟ هل تراها كضوء أخضر؟
“عادة، عندما تذهب تركيا إلى شمال سورية، فإنها تحتاج إلى الحصول على الضوء الأخضر من قوتين عظيمتين متواجدتين عسكريًا في سورية، هما الولايات المتحدة وروسيا. لكن روسيا ليست منحازة. أعتقد أن روسيا تريد المزيد قبل أن تعطي الضوء الأخضر لتوغل تركي واسع النطاق. وما تريده روسيا هو أن تقوم الحكومة التركية في أنقرة بإشراك نظام الأسد والالتزام بإنهاء الحرب، كنوع من المصافحة العالمية. وبطبيعة الحال، سيستغرق هذا النوع من المناقشة أيامًا، إن لم تكن أسابيع وأشهرًا. لذلك أعتقد أنه حتى نرى هذا النوع من النقاش ينضج ويصل إلى نتيجة، فإن بوتين لن يعطي الضوء الأخضر لتوغل تركي”.
– بالنظر إلى الأهمية المتزايدة لتركيا بالنسبة للغرب وسط الحرب في أوكرانيا، هل من المرجح أن تغض الدول الغربية الطرف عن التوغل؟
لقد عارضت الولايات المتحدة عادة التوغلات التركية لأنها تستهدف “وحدات حماية الشعب”. لكن الولايات المتحدة اعتمدت على “وحدات حماية الشعب” لمحاربة “داعش”. ولذلك، لن تشعر بالسعادة أبدًا عندما تستهدف تركيا “وحدات حماية الشعب”.
لكن الأمور مختلفة هذه المرة. أولاً، الصورة الاستراتيجية الكبيرة آخذة في التغير. تحولت أهمية تركيا بالنسبة للولايات المتحدة مع تصغير السياسة الأميركية بشأن صحراء الشرق الأوسط، وتركيزها على السهوب الأوراسية، أو تصغير سورية وأوكرانيا.
ولذلك، فإن وجهة النظر الأميركية هي أن الأهمية الاستراتيجية لتركيا قد ازدادت. هذا هو التحول طويل المدى. وعلى المدى القصير، هناك أيضًا وجهة نظر تكتيكية في واشنطن، هي أن تركيا اعترضت على توسع “الناتو” بضم بلدان الشمال الأوروبي.
أعتقد أن أنقرة استفادت من أهميتها بشكل جيد من خلال إثارة الاعتراضات على انضمام السويد. وهكذا في الوقت الحالي، لا تريد واشنطن حقاً إثارة غضب تركيا. وأعتقد أن هذا ينطبق على جميع الحلفاء الرئيسيين في الناتو.
=============================