الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 5/7/2016

سوريا في الصحافة العالمية 5/7/2016

09.07.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. التلغراف: المهاجرون يباعون من أجل أعضائهم
  2. واشنطن بوست :انتقادات للتعامل الأميركي مع روسيا
  3. واشنطن بوست: كيف تحول أوباما من محارب متردد لمقاتل مندفع؟
  4. صحيفة أكشام  :وطن جديد للاجئين السوريين
  5. ستراتيجيك كلتشر :وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وصفقات الأسلحة في الشرق الأوسط
  6. سولومي أندرسون - (فورين بوليسي) 29/6/2016 :أبناء سورية اللاجئون فقدوا كل الأمل
  7. افتتاحية – (الواشنطن بوست) 29/6/2016 :ما الذي يقوله رعب إسطنبول عن القتال ضد "داعش"؟
  8. "واشنطن بوست" تفضح آخر صفقات أوباما بسوريا
  9. الإندبندنت | كيف صمدت قاعدة «كويرس» السورية لمدة عامين أمام حصار تنظيم داعش
 
التلغراف: المهاجرون يباعون من أجل أعضائهم
قال مهرب إريتري للسلطات الإيطالية إن المهاجرين الذين يعجزون عن دفع ثمن رحلاتهم عبر البحر المتوسط يباعون لتجار الأعضاء البشرية.
وذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن المهرب الإريتري نور الدين عطا، الذي اعتقلته الشرطة الإيطالية عام 2014، هو أول أجنبي تدخله السلطات الإيطالية في برنامج حماية الشهود، وذلك بعد كشفه تفاصيل قادت لاعتقال عشرات الأفراد من شبكة إجرامية لتجارة المخدرات والسلاح والمهاجرين من أفريقيا إلى أوروبا.
"كانت الاعتقالات جزءا من تحقيق مطول أجرته الشرطة الإيطالية بناء على شهادة عطا كشف خلايا في شمال أفريقيا وروما وباليرمو وأغريجنتو ومواقع أخرى في أماكن متفرقة من أوروبا"
وقال عطا إن من لا يتمكنون من دفع ثمن رحلاتهم "كانوا يباعون بنحو 17 ألف دولار لجماعات، بينها مصريون، كانت تشارك في إزالة وبيع الأعضاء".
وأشارت الصحيفة إلى أن شهادة عطا قادت الشرطة إلى شبكة تهريب تم تفكيكها أمس الاثنين والقبض على 23 شخصا وإصدار مذكرات اعتقال بحق 15 آخرين في غارات بجميع أنحاء إيطاليا.
وقد شملت المجموعة 25 إريتريا و12 إثيوبيا وإيطاليا قالت الشرطة إنه كان ينتمي إلى منظمة هربت آلاف المهاجرين من أفريقيا إلى أوروبا.
وكانت الاعتقالات جزءا من تحقيق مطول أجرته الشرطة الإيطالية بناء على شهادة عطا كشف خلايا في شمال أفريقيا وروما وباليرمو وأغريجنتو ومواقع أخرى في أماكن متفرقة من أوروبا.
وقد تمكنت السلطات من مصادرة أكثر من 600 ألف دولار في يونيو/حزيران الماضي من خلية روما التي كان مركز عملياتها في محل للعطور بالقرب من المحطة المركزية للمدينة.
وألمحت الصحيفة إلى أن المهرب قرر التعاون مع السلطات الإيطالية "لأنه كان هناك الكثير من القتلى في البحر"، وأشار بشكل خاص إلى مأساة 2013 التي قتل فيها 360 شخصا في مدينة لامبيدوزا، لكنه قال إنه لم يشارك في ذلك.
والجدير بالذكر أن منظمة العفو الدولية نشرت يوم الجمعة الماضي تقريرا كشف قصصا مروعة عن العنف الجسدي والاضطهاد الديني على طرق تهريب البشر من ليبيا إلى جنوب إيطاليا.
======================
واشنطن بوست :انتقادات للتعامل الأميركي مع روسيا
قالت "واشنطن بوست" إن واشنطن تتجاهل العداء الروسي المتزايد كما أنها تتناقض حتى مع مبدئها النظري للتعامل مع موسكو، وأوردت الصحيفة أن الحدود الروسية مع دول البلطيق تشهد حاليا أجواء ما قبل الحرب.
وأوضح مقال للكاتب جوش روجين أن إدارة أوباما جاءت إلى البيت الأبيض بفكرة كبيرة حول العلاقة مع روسيا تتلخص في أنه يجب على الدولتين العظميين التعاون في مجالات مصالحهما المتبادلة حتى إذا كانتا تعملان ضد بعضهما في مجالات تتعارض فيها هذه المصالح.
وقال روجين إن هذه الفكرة حكيمة، لكن في الوقت الذي تدهورت فيه العلاقات بين البلدين وأصبحت روسيا أكثر عداء فشلت واشنطن في تنفيذ سياسة ملائمة، مشيرا إلى أن اقتراح أميركا الأسبوع الماضي بتعاون عسكري بين البلدين في سوريا -مقابل موافقة موسكو بالالتزام بوقف إطلاق النار الذي وافقت عليه من قبل- مثال قوي على التطبيق السيئ للمبدأ الذي وضعته للتعامل مع روسيا.
مكافأة لروسيا
وأضاف الكاتب أن واشنطن باقتراحها هذا تخرج روسيا من عزلتها المفروضة عليها منذ غزوها شبه جزيرة القرم وتكافئها على تدخلها العسكري من طرف واحد في سوريا والرامي لإجهاض سياسة واشنطن هناك.
وقال أيضا إن اعتقاد واشنطن بأنه لا يمكن التقدم في سوريا دون التعاون مع موسكو استنتاج صائب حتى إذا كان يعني تأجيل عزل روسيا، لكن لا يمكن التعاون مع موسكو في سوريا إلا إذا التزمت فعليا باتفاقاتها هناك وخطت إيجابيا باتجاه حل الأزمة الأوكرانية.
"اقتراح أميركا الأسبوع الماضي بتعاون عسكري بين البلدين بسوريا مقابل موافقة موسكو بالالتزام بوقف إطلاق النار الذي وافقت عليه من قبل مثال قوي على التطبيق السيئ للمبدأ الذي وضعته للتعامل مع روسيا"
وأشار الكاتب إلى أن روسيا زادت من أعمالها العدائية ضد الولايات المتحدة بمناوراتها العسكرية المنتظمة والخطرة بالقرب من السفن الحربية الأميركية، وبسوء معاملتها وتخويفها للدبلوماسيين الأميركيين في أوروبا، وتجسهها الإلكتروني المنفلت وحملتها الدعائية التي لا تعرف أي قيود ضد أميركا.
أجواء حرب بالبلطيق
كذلك نشرت الصحيفة تقريرا من الحدود بين روسيا ودول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا وليتوانيا أوردت فيه أن القوات على جانبي الحدود تستعد للحرب، وأن تلك المنطقة ربما تصبح شرارة لصراع بين الدول العظمى النووية، وأن المقاتلات الروسية والغربية ظلت تجوب سماوات الدول الثلاة بشكل يومي تقريبا.
وأضاف التقرير أن روسيا ومنذ غزوها شبه جزيرة القرم ظلت تراكم قواتها وعتادها العسكري على طول الحدود مع هذه الدول السوفياتية سابقا، كما أن حلفاء دول البلطيق الغربيين ردوا على الحشد الروسي باستقدام الدبابات والطائرات والجنود بمنطقة لا تزيد مساحتها على مساحة ولاية فلوريدا الأميركية، كما أنهم سيقررون زيادة هذه القوات في الدول الثلاث بالإضافة إلى بولندا خلال قمتهم في وارسو الجمعة المقبلة.
وقال أيضا إن مما يزيد مخاوف العالم أن القادة الروس أصبحوا يقولون علنا إنهم لا يستبعدون استخدام موسكو الأسلحة النووية، وهو أمر لم يحدث حتى في ذروة الحرب الباردة في الستينيات.
======================
واشنطن بوست: كيف تحول أوباما من محارب متردد لمقاتل مندفع؟
لندن - عربي21 - باسل درويش# الثلاثاء، 05 يوليه 2016 02:56 ص 00
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للكاتب غريغ جاف، يتحدث فيه عن استخدام الرئيس الأمريكي باراك أوباما المفرط للطائرات دون طيار، في ملاحقة المتشددين من عناصر تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة.
ويقول الكاتب: "عندما يتعلق الأمر بمسألة الحرب والسلام، يبدو أن هناك شخصيتين مختلفتين لأوباما، فنحن أمام رئيس يشعر بالألم حول أخلاقية القتل وتكاليف الحرب، حيث قال عام 2009، عندما قرر زيادة عدد الجنود في أفغانستان: (مهما كانت الحرب مبررة، فإنها تعد كارثة)، وهناك الرئيس الذي صادق خلال السنوات السبع الماضية على أكبر عدد من حالات القتل المستهدف في التاريخ الأمريكي، حيث قال في الربيع: (لا يوجد رئيس سحب إرهابيين من الميدان أكثر مني)، وعزز بعد أسابيع ما قاله في خطاب في الأكاديمية العسكرية بذكر أسماء قادة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، الذين قتلوا بناء على أوامره". 
وتذكر الصحيفة أن تقرير البيت الأبيض حول سياسات القتل المستهدف، الذي صدر يوم الجمعة، يكشف عن الطريقة التي حاول فيها أوباما تفكيك التناقض بين التردد في الحرب والاندفاع للقتل، مشيرة إلى أنه بالنسبة لأوباما، فإن عدد القتلى المدنيين في التقرير، والمقدر بأقل من 116 مدنيا في سبع سنوات من الحملة، يعد تأكيدا لفعالية برنامج القتال بوسيلة الطائرات دون طيار، بصفته أداة ناجحة في مكافحة الإرهاب.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن المنظمات المستقلة، التي ترصد الوفيات من المدنيين، قدمت أرقاما أعلى مما ورد في تقرير البيت الأبيض، حيث قدرت كل من "نيو أميركان فاونديشن" و"لونغ وور جورنال" عدد القتلى من المدنيين بحوالي 200، وقدر مكتب الصحافة الاستقصائية عدد القتلى المدنيين بـ325 في العمليات التي قامت بها إدارة أوباما ضد التنظيمات المتشددة.
ويشير جاف إلى أن تقرير البيت الأبيض لا يقدم تفاصيل عن مواقع القتل أو وقته، لافتا إلى أنه لم يحاول التصدي للنقد الواسع؛ بسبب ما خلفته الحملة من غضب وحنق شعبي في أماكن، مثل اليمن وباكستان، التي أسهمت بتعزيز الإرهاب.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم ذلك، فإن التقرير يعبر عن الاعتقاد المتزايد لدى البيت الأبيض بأن هجمات الطائرات دون طيار "الدرون" أدت إلى حماية أرواح الأمريكيين، وأعفت الولايات المتحدة من حرب طويلة، حيث قال المتحدث الإعلامي للبيت الأبيض جوش إرينست: "هذه أداة استخدمتها الإدارة بشكل مستمر، وتركت أثرا مدمرا في قدرة الإرهابيين على استخدام الملاذات الآمنة للتخطيط ضدنا وضد مصالحنا".
ويرى الكاتب أن التقرير حول الضحايا والملخص التنفيذي هو محاولة لتأكيد استمرار البرنامج بعد خروج أوباما من البيت الأبيض، ويقول إن أوباما منذ أيامه الأولى في البيت الأبيض لم يكن مرتاحا لنشر قوات أمريكية بشكل واسع، حيث شكك في زعم جنرالاته، الذين وعدوا بأنه مع تعزيز القوات والوقت الكافي يستطيعون هزيمة المتشددين، بالإضافة إلى معافاة المجتمعات المتمزقة، مثل أفغانستان والعراق، لكنه عبر عن قلقه من أثر هذا الأمر في حياة الجنود الأمريكيين، والدمار الذي يمكن أن يتركوه على حياة المدنيين.
ويلفت التقرير إلى أن "الطائرات دون طيار منحت طريقة لشن حرب نظيفة نوعا ما، وأقل دمارا، حيث تطورت الطائرات دون طيار (الدرون) أثناء فترة أوباما في البيت الأبيض بطريقة متميزة، وأصبحت متطورة، فأصبحت لدى الطائرات القدرة على التحليق فوق أهدافها لفترة أطول، بالإضافة إلى قدرتها على جمع معلومات، وحمل معدات أكثر من تلك التي كانت عندما دخل أوباما البيت الأبيض".
وتبين الصحيفة أن أوباما أعلن في عام 2013 قواعد جديدة، تنظم عمل استخدام هذه التقنية الجديدة القاتلة، حيث كان هدف أوباما هو نقل الولايات المتحدة إلى حرب إنسانية، لا يمكن عبرها القيام بعملية، إلا في حال تم التأكد من عدم قتل أو جرح مدنيين.
ويفيد جاف بأن تقرير البيت الأبيض يوم الجمعة كرر حديثه عن أن "المعايير والإجراءات الصارمة" أدت إلى "استهداف دقيق بدرجة عالية"، مشيرا إلى أنه حتى قبل الجمعة، أجبرت إدارة أوباما على الاعتراف بحدوث أخطاء، بما في مقتل أمريكي، وهو وارين وينستاين، وإيطالي، وهو جيوفاني لو بورتو، كانا في مجمع تم ضربه، باعتباره هدفا لتنظيم القاعدة، حيث قال أوباما: "إنها حقيقة قاسية ومرة الاعتراف بحدوث أخطاء قاتلة في الحروب بشكل عام، وفي حربنا ضد التنظيمات الإرهابية، وأعبر عن ندمي العميق جراء ما حدث".
وتذكر الصحيفة أن التقرير الحديث لا يشير إلى القتل الذي تسببت به الغارات دون طيار على سوريا والعراق وأفغانستان، حيث انتقد محللون عسكريون ومنظمات حقوق الإنسان تقدير الجيش الأمريكي بشأن الضحايا من المدنيين، لافتة إلى أن الولايات المتحدة اعترفت، على مدى عامين و12 ألف غارة جوية، بمقتل 41 مدنيا فقط.
وينوه التقرير إلى أن الجيش الأمريكي أمر الأسبوع الماضي بفتح تحقيقات في غارة العام الماضي، التي وقعت قرب مدينة الموصل، حيث ذكرت الصحيفة أن 11 مدنيا قتلوا فيها، بينهم تسع نسوة وطفلان، مشيرا إلى أن "التحقيق الأولي كشف عن مقتل أربعة مدنيين، ولو تم تأكيد مقتل 11 مدنيا قرب نقطة تفتيش الحترة، فإن ذلك سيشكل ربع العدد الذي اعترف الجيش الأمريكي بسقوطه في العراق وسوريا".
ويورد الكاتب أن أوباما اعترف بحتمية الوقوع في الأخطاء وقتل مدنيين، في معرض رده عن سؤال وجهه له طالب في جامعة شيكاغو بداية هذا العام، حيث قال: "نشعر بالألم نتيجة هذا الأمر بطريقة جدية"، مستدركا بأنه مع ذلك، فإنه لا يبدو أن أوباما اهتز لموت المدنيين في بحثه عن سلاح فعال وقليل التكلفة، ليكون بديلا عن حروب مكلفة وواسعة النطاق.
وتقول الصحيفة إن "الحرب ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، بكلفتها المالية والبشرية القليلة، جعلت أوباما يركز على الملف النووي الإيراني، وتطبيع العلاقات مع كوبا، كما سمحت حرب الدرون لأوباما بأن يكون قائدا غير حربي".
وينقل التقرير عن المسؤول السابق في إدارة أوباما ومؤلف كتاب "اللعبة الطويلة" ديرك شوليت، قوله: "لا أعتقد أن أوباما ينظر لنفسه على أنه قائد حرب، حيث إنه يرى القوة العسكرية ضرورية، لكنه يعتقد أن هناك مصالح أخرى على المحك".
ويبين جاف أنه "في المقابل، فإن نقاد أوباما من المحافظين يرون أن حرب الدرون ذات الكلفة القليلة سمحت لتنظيم الدولة بالتجذر في الشرق الأوسط، والتمدد إلى ليبيا، أما نقاده من الليبراليين فيرون أنه اكتفى بحرب الدرون، وتخلى عن مسؤولية أمريكا بصفتها قوة عظمى ووحيدة، ووقف متفرجا على المأساة الإنسانية في اليمن والعراق وسوريا".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن السؤال عما إذا كان خليفة أوباما سيواصل خطة سلفه في تبني سياسة الدرون، حيث إن الولايات المتحدة تسير حرب الدرون في سبع دول، وهي: العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وباكستان واليمن والصومال
======================
صحيفة أكشام  :وطن جديد للاجئين السوريين
05 يوليو 2016
كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
أعلن الرئيس أردوغان عزم بلاده منح الجنسية التركية للاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم 2.5 مليون والذين اضطروا للجوء إلى تركيا تاركين بلادهم بسبب الحرب الأهلية السورية.
فقد أظهرت التطورات الحاصلة في سوريا بوضوح أن اللاجئون إلى بلادنا لن يعودوا إلى أراضيهم ومنازلهم وبلداتهم مرة أخرى؛ لأنه لم يعد هناك بلد أو دولة أو منزل بإمكان الهاربين من حرب أهلية دموية العودة إليه مجدداً.
إذ تعد تركيا مثالاً للتضحية والإنسانية بصفة خاصة ستدخلها التاريخ من خلال استضافتها لملايين اللاجئين السوريين؛ وتقديم مأوى ووطن جديد لهم.
بالإضافة إلى أن مشاركة السوريين بطعامنا وأمورنا لن يضعف ويقلل من شأن مواطني الجمهورية التركية؛ بل سيؤدي إلى مزيد من الازدهار والقوة. وستحتل البطالة وانخفاض مستوى دخل الفرد وغيرها من المبررات مركز الصدارة لدى المعترضين على منح "الجنسية للسوريين"؛ والإشارة إلى الصراعات الاجتماعية الجديدة والحديث عن الاختلاف الثقافي؛ وما سيشهده من معارضة من خلال لفت الانتباه إلى مشاكل الأمن التي سيسببها اللاجئون؛ ولكن ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان دعم العديد من لاجئي الحرب الموجودين في قلب الأراضي التركية والإنسان الذي أصبح مواطناً تركياً. وكذلك تحول السوريين إلى مجتمع لاجئ يحتاج إلى كسرة خبز، ومحاولة إبعاده عن الإسلام. وباستقبال تركيا لهؤلاء فإنها قامت بواجب إنساني هو الأفضل عالمياً. ومن غير الوارد، ولا ينبغي لأي مبرر إعاقة تركيا عن القيام بهذه المهمة الإنسانية الكبيرة. لأن السيئات الصغيرة لا يمكنها التستر على الحسنات العظيمة
بيان واعتذار هيئة الإغاثة الإنسانية
أتى الاعتذار من هيئة الإغاثة الإنسانية التي نظمنت حملة تعسفية من خلال توجيهها انتقادات شديدة لرئيس الجمهورية أردوغان ضد الاتفاق التركي – الإسرائيلي؛ ومستهدفة إياه "بقول فلسطيني" مفاده "كل مين يتغطى بإسرائيل، عريان"؛ وإصدار فيديوهات عن "كذب أردوغان" بالمقارنة "بما قاله قبل 6 سنوات"؛ وإظهار هدف المعارضين للقيام بذلك وتحقيق تقارب بهذا الأسلوب.
وبالرغم مما تحمله الاعتذارات من قيمة دائمة؛ ولكن إشارة الاستفهام المتبادرة إلى الأذهان بشأن هذا الموقف لهيئة الإغاثة الذي اتخذته بسهولة ضد أردوغان بعد أن جعل من نفسه درعاً للهيئة في موضوع مافي مرمرة، قد خلفت جراحاً في القلوب. ونرجوا أن تتوضح بمرور الزمن إشارات الاستفهام تلك على خير وتتجاوز الجراح بنضج وتعقل.
وفي غضون ذلك لماذا لا يزال البيان المتضمن عبارة "كل مين تغطى بإسرائيل، عريان" موجوداً على الموقع بالرغم من اعتذار الهيئة. أليس من الضروري تصحيح ذلك؟
======================
ستراتيجيك كلتشر :وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وصفقات الأسلحة في الشرق الأوسط
نشر في : الثلاثاء 05 يوليو 2016 - 01:12 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 05 يوليو 2016 - 01:12 ص
ستراتيجيك كلتشر – إيوان24
تسببت الحرب في سوريا في أضرار بشعة بالشعب، والاقتصاد، والبنية التحتية، وفي صدمات نفسية للوعي الجمعي للأمة السورية. لقد قُتل ما يقرب من نصف مليون سوري، وفرّ ستة ملايين من البلاد بعد أن أصبحوا بلا مأوى. ويقدّر حجم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد السوري بنحو 180 مليار دولار.
ولكن هناك أيضًا مَن استفادوا من هذا النزاع المسلّح مثل تجَّار السلاح الذين جنوا أموالًا طائلة من خلال إرسال الأسلحة إلى «المعارضة» السورية، التي تتراوح بين الجماعات المعتدلة اسميًا مثل الجيش السوري الحر إلى الإرهابيين مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. ولكي نكون أكثر دقة، لقد حققوا ثروة ضخمة من خلال إعادة بيع الأسلحة للمتطرفين التي أرسلتها أجهزة الاستخبارات من دول الخليج ومنظمة حلف شمال الأطلسي إلى القوات «المعتدلة». على سبيل المثال، الصواريخ المضادة للدبابات التي أُرسلت إلى الجيش السوري الحر ظهرت بعد أسابيع قليلة فقط كجزء من ترسانة يتم نشرها من قِبل قوات داعش وجبهة النصرة.
المرة الأولى التي ظهرت فيها المناقشات عن شحنات كبيرة من الأسلحة يتم إرسالها إلى القوات المناهضة للحكومة السورية كانت في أبريل عام 2012، عندما غادرت سفينة الشحن “لطف الله 2، ليبيا متجهة إلى الميناء اللبناني بطرابلس لكن تمّ الاستيلاء عليها في الطريق واتضح أنها تحمل كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر المعدة للمعارضين لحكومة بشار الأسد. هذه الأسلحة جاءت في الأساس من مخازن الأسلحة العسكرية لمعمر القذافي، قبل أن يستولي عليها «الثوار» ثمّ شراؤها من الليبيين من قِبل قطر وإرسالها إلى سوريا.
في أوائل عام 2013، كان حزب الله قادرًا على إغلاق قناة لبنانية لتهريب الأسلحة إلى سوريا. وبالإضافة إلى التزاماته بموجب تحالفه مع الحكومة السورية، كان الدافع وراء حزب الله هو القلق على مصير معقله. قادة هذا الحزب، الذي لديه تاريخ طويل من الحصول على أسلحة عبر قنوات غير شرعية، كانوا على علم أنَّ ما يصل إلى ثُلث الأسلحة المهربة لم تصل إلى وجهاتها المقصودة، ولكن بدلًا من ذلك لم تخرج من البلاد الموجودة فيها. وهذا خلق خطرًا حقيقيًا من أنَّ تلك البنادق الهجومية وقاذفات القنابل سيتم توجيهها نحو اللبنانيين.
كما تمّ اكتشاف أصل ليبي أيضًا للمواد السامة التي استخدمتها المعارضة المسلّحة في هجوم كاذب غرب الغوطة في أغسطس 2013، معلنةً بعد ذلك أنَّ الأسد يقتل شعبه بالأسلحة الكيماوية. أثارت مقالة «الخط الأحمر وخط الفئران: أوباما أردوغان والثوار السوريين»، الذي كتبه مراسل صحيفة واشنطن بوست سيمور هيرش، واحد من الصحفيين الأكثر احترامًا في الولايات المتحدة، ضجة كبيرة في وسائل الإعلام الغربية والعربية. يجادل هيرش أَّن جبهة النصرة مسؤولة عن استخدام غاز السارين في الغوطة
نظّمت المخابرات التركية الهجوم بغاز السارين في محاولة لدفع الولايات المتحدة لبدء تدخل عسكري في سوريا. وبحسب هيرش، تمّ تزويد الثوار السوريين بالغازات بالإضافة إلى الأسلحة التقليدية من ترسانات الجيش الليبي وشحنها عن طريق تركيا. وقد عملت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وجهاز المخابرات البريطانية، ووكالة الاستخبارات التركية معًا لتنسيق هذا الحادث. ونظرًا لمشاركة جهاز المخابرات البريطانية المسؤولة رسميًا عن العملية، لم يُطلب من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إخبار الكونغرس.
رفضت وكالة الاستخبارات المركزية المساعدة من الوسطاء اللبنانيين، وبدأت توريد أسلحة إلى المعارضة المسلّحة مباشرة عبر تركيا. وفي أبريل عام 2014، كان الفصيل المعروف باسم “حركة حزم” يمتلك ترسانة مكّونة من عشرة من أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات “تاو”. وسرعان ما بدأ عدد هذه الأنظمة يتضاعف، وكانت الصواريخ نفسها تُستخدم بشكل متزايد من قِبل مقاتلي جبهة النصرة. من السهل تفسير ذلك. لقد أرادت الجماعات «المعتدلة» كسب بعض المال. وفي حالات أخرى، أخذ المتطرفون الأسلحة من أيدي «المعتدلين». وشرح أحد المسلّحين في تنظيم الدولة الإسلامية هذا الوضع قائلًا: «نحن نحب الجيش السوري الحر. عندما لم يكن لدينا ما يكفي من الأسلحة نذهب إليهم ونأخذ ما نريد، من دون استئذان».
وقبل أيام قليلة تفجّرت فضيحة في ضوء الأنباء التي تفيد بأنَّ الولايات المتحدة شحنت الأسلحة إلى القوات المناهضة للحكومة السورية عن طريق الأردن. ووفقًا للتقارير التي نشرتها قناة الجزيرة وصحيفة نيويورك تايمز، فإنَّ عملاء المخابرات الأردنية سرقوا الأسلحة الأمريكية التي أُرسلت إلى القوى المناهضة للأسد التي يجري تدريبهم في الأردن وباعوها في السوق السوداء. وقد تمّ استخدام واحدة من تلك البنادق في شهر نوفمبر الماضي، عندما قتل كابتن أبو زيد خمسة أشخاص رميًا بالرصاص في مركز تدريب تابع لقوات الشرطة في عمّان. وبحسب ما ذكرته قناة الجزيرة، جنى الأردنيون المشاركون في مخطط تجارة الأسلحة ما يُقدّر بملايين الدولارات من الأرباح. أكبر أسواق الأسلحة في الأردن هي في مدينة معان، في الجزء الجنوبي من البلاد، وفي مدينة سحاب، خارج عمّان، وفي وادي الأردن.
قبل الصراع في سوريا، كان الأردن واحدًا من الدول الأكثر سلمًا واستقرارًا في الشرق الأوسط. وقد تغيّر ذلك تمامًا الآن؛ فالحادثة التي وقعت في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في شمال الأردن البقعة يوم 6 يونيو كشفت عن ضعف المملكة الأردنية. كما قُتل خمسة ضباط من الأجهزة الأمنية الأردنية خلال هجوم على مكتبهم الذي يقع خارج هذا المخيم الذي يُعرف بأنّه أكبر مأوى للاجئين الفلسطينيين في الأردن. وكان هذا ثاني هجوم إرهابي خطير في هذا البلد هذا العام. وفي يوم 2 مارس اشتدت المعركة المدة 12 ساعة في مدينة أربد بين وحدات من الجيش الأردني والإرهابيين.
الوضع في الأردن يتدهور، وذلك لأنَّ حكومة الملك عبد الله، تحت ضغط من الولايات المتحدة، افتتحت مركزًا لتدريب للمتشددين المناهضين للحكومة السورية. كما يدعم القادة الأردنيون الجبهة الجنوبية المعتدلة، التي تنشط في محافظة درعا. ومنذ أواخر عام 2015 كانت هناك خطة جارية لشحن صواريخ “ستينغر” من المملكة العربية السعودية إلى “لواء شهداء اليرموك”. ووفقًا للتقارير التي كتبها الصحفي البريطاني باتريك كوكبيرن: «تُظهر العديد من أشرطة الفيديو أنَّ لواء اليرموك حارب إلى جانب جبهة النصرة».
لقد بلغ الصراع في سوريا درجة جلب الموت والدمار ليس فقط للسوريين ولكن أيضًا لسكّان الدول المجاورة، مثل لبنان وتركيا والأردن. مناطق جنوب شرق تركيا، التي يتمّ اختراقها من قِبل عصابات تنظيم الدولة الإسلامية، وحيث لا تزال القوات الحكومية تحارب المتمردين الأكراد، تذكّرنا بسوريا. ومن الممكن أن ينتظر الأردن مصيرًا مماثلًا لما تشهده سوريا.
======================
سولومي أندرسون - (فورين بوليسي) 29/6/2016 :أبناء سورية اللاجئون فقدوا كل الأمل
سولومي أندرسون - (فورين بوليسي) 29/6/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
طرابلس- لبنان، في مخيم متنقل للاجئين يقع إلى الجنوب مباشرة من هذه المدينة الشمالية، تجلس خولة، الفتاة السورية ذات الاثني عشر ربيعاً على فراش قذر في خيمتها. ولا يفعل السطح المصنوع من رقع بلاستيكية زرقاء سوى القليل لحمايتها من ضوء الشمس الكثيف. ومع أن المطر لم يتساقط في الأيام القليلة الماضية، فإن الأرضية الاسمنتية مبتلة ومغطاة بطبقة رقيقة من الطين.
تتمتع خولة بجمال أخاذ ولها ملامح ناعمة وعينان واسعتان، وبشرتها بنية اللون كالبندق. وهي ترتدي فستانها المفضل الأسود المخطط بالأبيض.
وتقول وقد طوت يديها في حضنها بصوت مسطح خالٍ من التعبير: "عندما حاولت قتل نفسي، كنت وكأن الشيطان قد احتل عقلي. لا أتذكر الكثير من الأمر. كل ما استطعت التفكير فيه هو أننا لا نملك أي شيء، وأن حياتنا لن تتحسن أبداً، وأن باستطاعتي أن أخلص والدتي من عبء آخر".
في شباط (فبراير) الماضي، عادت سناء، والدة خولة، إلى الخيمة لتجدها مستلقية على الأرض وهي تتقيأ والزبد يخرج من فمها. كانت قد ابتلعت سم الفئران الذي وجدته في المخيم. ورقدت خولة في وحدة العناية المركزة في المستشفى لمدة 18 يوماً.
تقول سناء وهي تمسد شعر ابنتها: "كانت بين الحياة والموت. سألتها: يا ابنتي، لماذا شربت السم؟ فأجابت: يا أمي، هناك سبعة منا وأنت تعملين وتعملين لتطعمينا، لكنك لا تسطيعين. من دوني سينقص واحد في الطعام. وعندما سمعتها تقول ذلك، لم أستطع التوقف عن البكاء".
يقول عاملو المنظمات غير الحكومية أن الظروف المعيشية البائسة للاجئين السوريين تساهم في خلق اندفاعة لمحاولات الانتحار. وثمة أكثر من مليون لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، ويعتقد بأن عدد اللاجئين غير المسجلين الهاربين من الحرب الأهلية في البلد المجاور يفوق هذا الرقم بكثير. ويحظر لبنان إنشاء مخيمات لجوء دائمة. ولذلك يقيم بعض اللبنانيين مخيمات مؤقتة على أراض خاصة ويجبرون اللاجئين على دفع أجور باهظة. وفي ضوء الافتقار إلى الإشراف الحكومي أو مساءلة أصحاب الأراضي الذين يعرفون باسم الشاويشية، تساء معاملة اللاجئين الذين يعيشون في مخيماتهم غالباً ومن الممكن إخلاؤهم في أي وقت. كما تحظر الحكومة اللبنانية العمل على اللاجئين السوريين، بينما تؤسس بالتزامن عملية متعبة لمنح تصاريح العمل والتي تكلف أكثر بكثير مما يستطيع العديد من السوريين دفعه.
في ظل هذه الظروف، يكون الأطفال والمراهقون السوريون بشكل خاص عرضة لإساءة المعاملة. وقد أصبح الإكراه على البغاء والاغتصاب ممارسات شائعة: ففي نيسان (أبريل) الماضي، تم إنقاذ 75 امرأة سورية من العبودية الجنسية في مكان لممارسة الرذيلة في لبنان. وكن قد تعرضن للضرب والتعذيب والإكراه على ممارسة الجنس أكثر من 10 مرات في اليوم. وثمة أعداد متزايدة من الفتيات السوريات المراهقات اللواتي يدخلن الزواج المبكر من أجل تلقي الحماية المالية والجسدية من أزواجهن الراشدين.
على ضوء البؤس الذي انحدرت إليه حياتهم، ليس من المفاجئ أن ينظر العديد من السوريين إلى الانتحار هرباً من واقعهم. وحسب دراسة صادرة عن صندوق السكان التابع للأمم المتحدة، فإن 41 في المائة من الشباب السوري في لبنان يقولون إنهم شعروا بحوافز انتحارية. ويقول موظفو منظمات غير حكومية أنهم غير قادرين حتى الآن على جمع إحصائيات دقيقة عن محاولات الانتحار وإتمامها، لأن الكثير من السكان اللاجئين متدينون بعمق، ولأن الانتحار يعتبر خطيئة كبيرة في الإسلام. لكنهم يقولون إنه يتم تسجيل حوادث محاولات انتحار لمراهقين سوريين بوتيرة متزايدة.
تقول هالة كرباج، الطبيبة النفسانية التي عملت مع منظمة غير حكومية لمعالجة لاجئين سوريين في لبنان: "إن مشكلة (الانتحار) منتشرة جداً بين اللاجئين السوريين، وخاصة بين المراهقين والشباب. يشعر هؤلاء الشباب بالتأثر العميق من التغير الذي يحسون بأنه لن ينعكس. ويشعر معظمهم كما لو أنهم معلقون وبأنه ليس هناك مستقبل واعد لهم".
وتقول كرباج أن هناك طريقة واحدة فقط لمنع اللاجئين الشباب من الوصول إلى حافة اليأس التي تدفعهم إلى محاولة الانتحار: الاستثمار في مستقبلهم. وتضيف: " إن إعطاءهم هدفاً لحياتهم هو أمر ضروري للغاية، لأنهم عندما ينسحبون من المدرسة ويظلون في المخيم طوال اليوم، يكون من الطبيعي أن تتولد لديهم اضطرابات سلوكية. يجب عمل نشاطات جماعية؛ ونشاطات مجتمع ونشاطات خلاقة وإبداعية، وخلق بيئات صديقة ومحببة للأطفال —وهذا ما تحاول الكثير من المنظمات غير الحكومية فعله في الوقت الراهن".
في غرفة مظلمة في مركز تعليمي للأطفال اللاجئين في وادي البقاع بإدارة منظمة لبنانية غير حكومية، تبدأ سهى، 14 عاماً، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها الحقيقية، في البكاء. ولها ابتسامة عصبية تخفي الدموع التي تحاول سهى منعها من التساقط.
وتقول: "والدي قاسٍ جداً معي. تشاجر والدي مع أمي قبل يومين. تبادلا الصراخ على بعضهما... فعانيت من الشقيقة وبدأت في البكاء. قال أبي "لماذا تبكين"؟ فقلت أنني أعاني من ألم في رأسي. فسألني "لماذا تعانين من وجع الرأس"؟ فقلت "بسبب كل هذا الصراخ". فقال لي إذا كنت لا تحبين هذا فيمكنك أن تذهبي وتقتلي نفسك‘".
وعندما سُئلت عما إذا كانت حاولت الانتحار، طأطأت رأسها ونظرت للأرض. وقالت: "في إحدى المرات، ضربني والدي بقسوة وحاول طعني، فأغلقت الغرفة على نفسي وجرحت ذراعي بسكين". وتضيف بصوت هادئ: "أردت أن أموت".
وتقول سهى أن القدوم إلى المركز التعليمي للمنظمة غير الحكومية هو الطريقة الوحيدة التي تمضي بها اليوم. وتقول: "أحب دروس الموسيقى وأشعر بأنني أهدأ عندما أعزف الموسيقى. عندما أحضر إلى هنا لا أريد لليوم أن ينقضي. المركز يعطيني الأمل".
في الخارج، تتعالى ثرثرة الأطفال من سبعة أو ثمانية فصول دراسية مؤقتة. وتملأ رسومات الأطفال الملونة الجدران في كل خيمة. وفي المكتب الإداري للمركز، تشرح ريما، إحدى العاملات الاجتماعيات في المنظمة غير الحكومية والتي غيرت اسمها هي الأخرى، كيف يحاول المركز أن يكون ملاذاً آمناً لهؤلاء الأطفال.
وتقول: "يقول أقل من 1 في المائة منهم أن الأمل يتولد لديهم عندما يصلون أول الأمر. وعندما أطلب منهم رسم أشياء لي يرسمون صور رشاشات وقنابل وأشياء أخرى تتصل بالحرب. وعندما أضع ألواناً أمامهم، أجدهم يختارون اللون الأسود دائماً".
يشكل المركز التعليمي عنصراً حاسماً لإعادة بناء حياة الأطفال. ويتم تزويد الأطفال السوريين الذين يُشجعون على التفاعل مع الأطفال اللاجئين الآخرين بفصول دراسية، حيث لا يواصلون تعليمهم فقط، وإنما يستطيعون فيها التعبير عن أنفسهم من خلال الموسيقى والحرف اليدوية. وتقول ريما: "إننا نحاول تزويدهم بأدوات لتطوير إحساسهم بالذات. إذا كان شخص ما في حفرة عميقة ورآى حتى ولو بصيص أمل، فإنه يريد أن يخرج ويصل إليه".
لكن المرأة التي تدير المنظمة غير الحكومية تقول إن من المتوقع أن يغلق هذا المركز ومراكز أخرى مثله أبوابها مع نهاية الصيف بسبب خفض التمويل الذي تقدمه منظمة رعاية الأمومة والطفولة "يونيسيف".
وتقول بمرارة: "قالوا أن أماكن مثل هذا ليست مستدامة، ولدينا ثلاثة أشهر لكي نهيئ الأطفال ونقول لهم أننا سنغادر... النموذج الجديد لدى الأمم المتحدة هو العمل مع الحكومات فيما يتعلق باللاجئين. كل شيء مرتبط بالسياسة. إنهم يريدون أن يجعلوا الحكومة اللبنانية مسؤولة عن العناية باللاجئين. لكننا لا نتوافر على الخدمات الصحية الأساسية حتى للبنانيين أنفسهم، وهناك بالكاد مكان في المدارس للأطفال اللبنانيين، ناهيك عن السوريين".
تعاني منظمة "يونيسيف" من نقص في المال اللازم للوفاء باحتياجات اللاجئين. واعتباراً من أيار (مايو)، قالت المنظمة أنها تحتاج إلى 479 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان، لكنها لم تتلق سوى 39 في المائة من الأموال الضرورية.
وكتب سلام عبد المنعم، الناطق بلسان اليونيسيف، في رسالة الكترونية: "تشكل شراكة اليونيسيف مع المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية على حد سواء مكوناً رئيسياً في كيفية استجابتنا لاحتياجات الأطفال في لبنان. ونحن نعمل مع شركاء في نحو عشر منظمات غير حكومية لمساعدة الأطفال في العودة (والبقاء في) المدارس من خلال نشاطات تقام في مستوطنات غير رسمية، وفي مراكز منظمات غير حكومية، وأيضاً في مدارس عامة مع وزارة التربية. ويشكل شركاؤنا في المنظمات غير الحكومية جزءا حيوياً من استجابتنا تماماً مثلما هي تقوية أنظمة الحكومة، فكلاهما مرتبطان ببعض".
وهذه الاستجابة هي توفير السلوى للسوريين في المركز. وتقول ريما: "عندما يقفل هذا المركز أبوابه، سوف تنتهي كل خدماتنا. سوف تتزوج كل الفتيات. وإذا لم يستطيعوا العثور على عمل، سوف يصبح الأولاد مجرمين. وسيصبح لبنان أقل أمناً -ليس للسوريين فقط وإنما أيضاً للبنانيين.. يبدو الأمر وكأننا أخذناهم إلى منتصف الطريق وتخلينا عنهم هناك. ما نوع المستقبل الذي أصبح لديهم الآن"؟
تقول خولة، التي لا تستطيع الوصول إلى التعليم أو العلاج النفسي الآن، أنها لا تريد أن يكون لها مستقبل في ظل كل هذه الظروف. وبسؤالها عما إذا كانت ما تزال تفكر بمحاولة الانتحار مرة أخرى، تقول أنها تفكر في ذلك في الحقيقة.
وتضيف: "في سورية كنا نعيش حياة فقيرة، لكنها كانت حياة على الأقل". وتبدو عيناها البنيتان فارغتان وغائرتان -عينا أمرأة كبيرة وليس فتاة عمرها 12 عاماً. وتقول: "كانت لدينا عزتنا وكرامتنا وجئنا إلى هنا ولم نعد نملك شيئاً. إذا لم يتغير الحال وبقيت حياتنا على ما هي عليه، فعلينا كلنا أن نقتل أنفسنا".
 
======================
افتتاحية – (الواشنطن بوست) 29/6/2016 :ما الذي يقوله رعب إسطنبول عن القتال ضد "داعش"؟
افتتاحية – (الواشنطن بوست) 29/6/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
باريس، بروكسل، والآن إسطنبول. وقد أشار الهجوم المرعب على مطار أتاتورك في إسطنبول في مساء يوم الثلاثاء الماضي، والذي قتل ما لا يقل عن 44 شخصاً وجرح مئات آخرين، إلى أن قدرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على شن غارات كبيرة ضد أهداف دولية استراتيجية ما تزال كبيرة، على الرغم من خسائره للأراض والناشطين الرئيسيين في سورية والعراق. وتفضل ما تُسمى "الخلافة" الاحتفاظ بالغموض حول عملياتها في تركيا ذات الأغلبية المسلمة، ولم تدع المسؤولية عن الهجوم الذي شنه عدة مسلحين يرتدون سترات انتحارية ملغومة. لكن المسؤولين الأتراك كانوا على حق في قولهم بأن الهجوم حمل كل بصمات حملة "داعش" لزرع الفوضى في المدن الكبرى المتحالفة ضده.
الآن، تقف جميع الحكومات عبر أوروبا والشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى بسبب المهاجمين الإرهابيين الانتحاريين، وقد تم تفكيك الكثير من الخلايا قبل أن تتمكن من التصرف. وكان أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في هجوم إسطنبول هو أنه نجح على الرغم من الإجراءات الأمنية التركية المحكمة. وقد تم رصد المهاجمين مباشرة بعد خروجهم من سيارة الأجرة على باب المطار؛ وأطلقت قوات الأمن النار على اثنين منهم على الأقل، واستطاع واحد فقط الوصول إلى داخل قاعة المطار. لكن المتفجرات التي فجروها كانت مع ذلك قادرة على ذبح العشرات من الناس، الذين كان بعضهم ينتظرون في طوابير الفحص الأمني. ويشير ذلك إلى أن سلطات المطار ربما تحتاج إلى إعادة مراجعة إجراءات فحص الناس بمجرد وصولهم.
على نطاق أوسع، يُظهر هجوم إسطنبول أن خطر قيام "داعش" بشن هجمات إرهابية رئيسية منسقة لم يقل كثيراً بسبب النجاحات من نوع استعادة مدينة الفلوجة العراقية في الفترة الأخيرة، أو قتل كبار قادة ومنظمي "الدولة الإسلامية" في الغارات الجوية الأميركية والضربات بالطائرات من دون طيار. وما يزال القضاء على قواعد الإرهابيين الأساسية، الموصل في العراق والرقة في سورية، أمراً ضرورياً –ليس لتحرير العراقيين والسوريين فحسب، وإنما أيضاً لحماية مواطني الديمقراطيات الغربية وحلفائها مثل تركيا.
وما يزال التقدم نحو هذا الهدف بطيئاً للغاية –خاصة عندما يتعلق الأمر بالاتفاق على الترتيبات السياسية التي ستكون ضرورية لتشكيل تحالف عراقي يستطيع استعادة الموصل متعددة الأعراق ويحكمها سلمياً بعد ذلك.
ربما لم يكن من قبيل الصدفة أن ما شكل الهجوم الأحدث فقط من سلسلة من هجمات "داعش" في داخل تركيا قد جاء فقط بينما كان زعيم البلد المتسرع والاستبدادي يتحرك تواً لإصلاح علاقات نظامه الخارجية الرثة. وقد أعلنت تركيا وإسرائيل هذا الأسبوع أنهما يقومان بإصلاح فتق على مدى ست سنوات، والذي كان قد نجم عن دعم الرئيس رجب طيب أردوغان المتهور لمحاولات كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، اعتذر الرئيس التركي عن إسقاط طائرة حربية روسية كانت قد دخلت المجال الجوي التركي من سورية في تشرين الثاني (نوفمبر)، مما قد يفسح المجال لحدوث تقارب مع فلاديمير بوتِن. وسوف تستطيع تركيا أقل خلافاً مع زملائها من أعداء "داعش" أن تزيد الضغط على الإرهابيين؛ ويؤكد رعب إسطنبول الأخير على إلحاح الحاجة إلى ذلك فحسب.
======================
"واشنطن بوست" تفضح آخر صفقات أوباما بسوريا
 2   كتبت - جهان مصطفى الثلاثاء, 05 يوليو 2016 03:46 كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما سلمت قبل أيام اقتراحا جديدا إلى روسيا بشأن سوريا, يحقق للرئيس فلاديمير بوتين ما كان يسعى له منذ شهور. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 3 يوليو أن هذا الاقتراح يعتبر استمرارا للتنازلات الأمريكية أمام روسيا في سوريا, ويتضمن استهداف فصائل من المعارضة  السورية المناوئة لنظام بشار الأسد ممن تعتبرها موسكو "إرهابية", وذلك في مقابل توقف روسيا عن قصف المناطق التي تنتشر فيها المعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب. وتابعت " هذا التعاون الجديد بين موسكو وواشنطن سيستهدف بالقصف جبهة النصرة المناوئة لنظام الأسد". وحذرت الصحيفة من أن هذا التعاون الأمريكي الروسي الجديد سيساعد فقط في تعزيز نظام الأسد، الذي تسببت مجازره ضد المدنيين في تعاظم قوة تنظيم الدولة "داعش". وكانت الكاتب الأمريكي مايكل غيرسون, قال في وقت سابق إن المجازر المتواصلة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات, ما كانت لتحدث لولا صمت إدارة الرئيس باراك أوباما.   وأضاف غيرسون في مقال له بـ"واشنطن بوست" في 27 مايو, أنه بينما تحدث أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث في سوريا، اكتفت إدارة أوباما بموقف المتفرج. وتابع " هذا الموقف يعود إلى أن إدارة أوباما كانت تسعى وراء صفقتين فقط , هما نزع الأسلحة الكيميائية من النظام السوري, وإبرام الاتفاق النووي مع إيران". واستطرد الكاتب " المجازر ستتواصل في سوريا لسنوات أخرى, ما لم تتدخل أمريكا لإيقاف نظام بشار الأسد, الذي اقتراف أبشع الجرائم بحق الشعب السوري". وأضاف " نظام الأسد يستخدم وسائل أخرى أكثر فظاعة من الأسلحة الكيميائية, كالبراميل المتفجرة, لإبادة السوريين". وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية, قالت أيضا إن السر وراء عدم تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف مجازر النظام السوري ضد المدنيين, هو إيران. وأضافت المجلة في مقال لها في 12 مايو  أن التدخل الأمريكي بالأزمة السورية كان سيعرض المفاوضات بشأن النووي الإيراني للخطر. وتابعت " أوباما ركز على التوصل لاتفاق نووي مع إيران أكثر من الاهتمام بردع نظام بشار الأسد ووقف قتل المدنيين في سوريا". ونقلت عن بن رودز نائب مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي, قوله إن التدخل الأمريكي في سوريا ما كان سيجعل الأمور أفضل، وإن تجربة غزو العراق هي دليل على ذلك. ورفضت المجلة هذا التبرير, قائلة إن فشل التدخل العسكري بالعراق لم يمنع القوات  الأمريكية من حماية الإيزيديين بالبلاد، كما لم يمنع إدارة أوباما من إقامة وجود عسكري أمريكي على الأرض لمواجهة تنظيم الدولة بكل من العراق وسوريا. وخلصت إلى القول إن الصفقة النووية مع إيران وراء صمت أوباما إزاء المجازر بسوريا. وكانت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية, قالت أيضا إن كثيرين يرون أن اتفاق التهدئة في سوريا, كان خدعة جديدة تهدف للتحضير لحملة روسية إيرانية لتشديد الخناق على مدينة حلب شمالي البلاد. وأضافت المجلة في مقال لها في 24 إبريل أن قوات إيرانية شوهدت جنوبي حلب، كما لم يسمح نظام بشار الأسد بمرور المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف المحاصرين في سوريا بشكل عام. وتابعت "روسيا قامت بتقليص وإعادة نشر قواتها في سوريا, ولكنها لم تنسحب من البلاد بشكل كامل، بينما لا تزال منظومة صواريخ اس 400 المتطورة في مكانها للدفاع عن قواعدها العسكرية، وكذلك من أجل منع أميركا ودول الجوار السوري من إقامة منطقة حظر طيران في سوريا, دون موافقة من موسكو". واستطردت المجلة " روسيا نشرت أيضا قوات خاصة في سوريا من أجل تحديد أهداف مستقبلية للضربات الجوية الروسية، كما قامت بتحريك طائرات مروحية إلى قواعد في شرقي مدينة حمص وسط البلاد". وأشارت إلى أن  واشنطن بدأت تتحرك أيضا نحو الموقف الروسي، وأن هناك مؤشرات على التقارب بينهما فيما يتعلق بالأزمة السورية, موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بتسليم مسودة دستور إلى وزير الخارجية الأمريكي جون يري مبني على وثائق أعدها خبراء قانونيون مقربون من نظام بشار الأسد. وتابعت المجلة "مسودة الدستور هذه تتضمن بقاء الأسد في السلطة مع احتمال وجود ثلاثة نواب له".
======================
الإندبندنت | كيف صمدت قاعدة «كويرس» السورية لمدة عامين أمام حصار تنظيم داعش
يوليو 5, 2016
589
ترجمة – آية سيد
المصدر – الإندبندنت
إن تحرير قاعدة كويرس الجوية العام الماضي بعد عامين من الصمود أمام حصار تنظيم داعش كان ضربة رمزية كبرى للتنظيم في سوريا. روبرت فيسك, أول صحفي غربي يزور الموقع, يجد حكايات عن الموت والتحدي.
لا تزال بقايا مقاتلي داعش ترقد على الأرض الصحراوية خارج الأسوار الرملية لقاعدة كويرس الجوية في شمال سوريا. جمجمة, تحدق تجاويفها في الشمس؛ عظام تبرز من حذاء عسكري؛ وأبدان متعفنة تحت مشمع رمادي يقع بجانب دبابة إنتحارية محترقة حاولوا قيادتها عبر الجدار الترابي. لثلاثة أعوام, حاربهم الجنود   القوات الجوية والطهاة والمدرسون العسكريون التابعون للحكومة السورية. حسب إحصاء العميد منذر زمان, قائد المجموعة السورية في كويرس, حوالي 1,100 رجل دافعوا عن قاعدتهم. و800 منهم لقوا مصرعهم.
نجح تنظيم داعش مرتين في إختراق محيط القاعدة الجوية التي تبلغ مساحتها 15 كيلومتر مربع على الطريق السريع الرئيسي إلى الرقة, وقاد العربات المصفحة السورية المحملة بالمتفجرات وحطمها في حظائر الطائرات وحاجز إداري. يقودنا ضابط مخابرات يُدعى ماهر إلى كومة بإرتفاع 30 متر من الخرسانة.
يقول, “لقى خمسة من أصدقائي مصرعهم هنا. وجدنا يد, وجزء من جسد, هذا كل شيء.” يرقد الباقي تحت الأنقاض. يقول, “كان أحدهم لواء.”
إذا نجا الجيش السوري سوف تُروى هذه الحرب المروعة, وقصة حصار كويرس, شمال البحيرات المالحة في الصحراء 38 ميل شرق مدينة حلب, مراراً وتكراراً كملحمة عن الصمود والشجاعة. إذا هُزم, سوف تُشوه سمعة المعارك التي حدثت هنا على إنها مقاومة وحشية لقوات النظام ضد “شهداء” الإسلام, والقرى والمساجد المحطمة المحيطة بالقاعدة الجوية شاهدة على قسوة الحرب. القرى المحطمة هناك تحمل تجاويف من القذائف, وبلا سقف, وقبة المسجد تقع على جدرانه المحطمة, ومقبرة من شواهد القبور المسحوقة.
لكن بعد أن فجر اللواء “النمر” سهيل والرائد صالح طريقهم في الطريق السريع من أجل تحرير كويرس منذ ستة أشهر, لم تنتهي المعركة. طوال اليوم الذي قضيته هناك, لم تتوقف بطاريات البنادق من عيار 122 مللي عن إطلاق قذائفها عبر الصحراء. يقطع العميد زمان حديثه بإستمرار لكي يتلقى طلبات من جبهة القتال للحصول على دعم من المدفعية من جنود يصرخون, ويتفقد خرائط الكمبيوتر للتحقق من إحداثياتها ويعطي الإذن بإطلاق النار. تقعقع نافذة مكتبه بشكل مستمر من التفجيرات.
حتى اليوم, الطريق الوحيد المؤدي إلى كويرس يجري في الجانب المتجه شرقاً من الطريق المزدوج بين الحقول المحترقة, والمصانع المحروقة والمنازل المتفجرة. إن “تحرير” الجنود المحاصرين عملاً مدمراً. ربما تجد قرى فاح ومير الحصن على الخريطة. لكنها ميتة. يصر العميد زمان على أن سوريا سيعاد بناءها “أجمل مما كانت قبل أن يأتي الإرهابيون” ولا يسع الشخص إلا أن يأمل في إنه محق.
الإرهابيون” تعني داعش وجبهة النصرة – زمان لا يفرّق بينهما – ولديه ذاكرة كئيبة وقاسية عن المعارك التي خاضها للدفاع عن قاعدته الجوية. يقول, “كان عدونا أمامه خيارين: الموت أو الموت. لم يكن هناك غيرهما.” عندما سألته إذا كان يعرف الطيار السوري, الرائد نورس حسن, الذي هبط من طائرته بمظلة فوق أراضي تابعة لجبهة النصرة على الحدود السورية-اللبنانية في أقصى الغرب وت إعدامه على يد آسريه, أومأ العميد زمان. “بالطبع أعرفه جيداً. كان رجلاً متزوجاً, بدون أطفال. لكن أساليب الإرهابيين لن ترهبنا. لقد كانت قاعدتنا تحت الحصار لثلاثة أعوام ونصف. إنه أطول حصار في التاريخ بعد ستالينجراد.”
ربما تكون الخسائر والجغرافيا نسخة مصغرة من حصار الجيش السادس الألماني للمدينة السوفيتية, على الرغم من وجود بعض التوازيات التاريخية الواضحة. “تحرير” كويرس في وقت سابق هذا العام لم يكن ليتم بدون الدعم الجوي الروسي؛ ومقبرة الطائرات ميج المقاتلة المحطمة, وفجوات القذائف, والأشجار المقطوعة وحُفر البنادق تحمل نكهة الحرب العالمية الثانية المميزة. وكذلك الخسائر. لقى تسعة طلاب في القوات الجوية مصرعهم عندما اصطدمت شاحنة إنتحارية في حظيرة الطائرات التي كانوا ينامون فيها. دفن السوروين موتاهم في مقابر حول المدارج, 79 منهم في قبور منفصلة بجانب المسبح الخاص بالقاعدة الجوية.
يقول رائد, “أقام المفتي الصلاة عليهم تحت القصف لكن لم يتم إطلاق قذائف على قبورهم. عندما تم تحريرنا, اُستخرجت الجثث واحدة تلو الأخرى ووُضعت في أكفان جديدة وبالداخل كان برطماناً زجاجياً يحمل أسمائهم وتفاصيلهم.” كُتب على لوحة خشبية تحمل “قبر رقم 7”: “أحمد علي زهود من اللاذقية, توفى يوم 7 يوليو 2015.” منذ عام بالضبط تقريباً.
على بُعد ميل, ترقد صفوف من مدافع الهاون منزلية الصنع التي صنعها ميكانيكيو داعش على الحشيش بالقرب من مركبة الإنشاءات أمريكية الصنع المربوطة بحفار حديدي ضخم والذي اُستخدم في بناء الأنفاق تحت القاعدة.
يقول العميد زمان, “لقد حاولوا الإتصال بالضباط في القاعدة. وأرسلوا أوراق من فوق الأسوار بأرقام هواتف محمولة لكي يتصل بها رجالنا حتى ينشقوا. لقد عرضوا ممرات آمنة من القاعدة إذا أرادوا الرحيل. لكن رجالنا كانوا مخلصين. لقد تلقيت رسائل بأرقام هواتف في السعودية وتركيا. أعطيت هذه الأرقام لرجال المخابرات. هذه الدول تعمل لصالح الأمريكيين وإسرائيل. النداء الوحيد الذي أرسلناه هو إننا سوف نربح أو نواجه عواقب أن نصبح شهداء.”
لعامين, استطاعت المروحيات أن تهبط في القاعدة تحت إطلاق النار, لكن بعد ذلك أصبح الطيران خطير جداً. لقد اعتمدوا حينها على الإنزالات الجوية للإمدادات الضرورية. اللواء هاشم محمد يونس, المدرس بالأكاديمية الجوية بكويرس, كان مسئولاً عن الإنزالات الجوية خلال فترة الحصار. إنه يقول, “طارت مروحياتنا على إرتفاع 4 كم. المشكلات التي واجهتنا كانت الرياح, ووزن الطرود الـ 75 كجم و120 كجم – لأن المظلات المستخدمة في الإنزال كانت مصنوعة لوزن الرجال – وإطلاق الإرهابيون للنار على الطرود أثناء إنزالها إلينا بالمظلات. انحرف بعضها إلى العدو, لكن لم يكن كثيراً. لقد تلقينا بنجاح معظم الديزل والكيروسين والطعام والخطابات للطلاب العسكريين من عائلاتهم.”
كانت قصص الحرب هناك كثيرة. يتذكر اللواء يونس كيف أن طرداً من الطعام من عائلة  أحد الجنود كان مربوطاً في مظلة اُسقطت في خطوط داعش. بعد ساعات قليلة, تم إلقاء رسالة من على السور موجهة للطالب. يروي يونس, “قال العدو إنهم استمتعوا بطعام والدته. وطلبوا منه أن يخبر والدته أن ترسل المزيد من أجلهم.”
تم إسقاط مروحية تحمل النفط وهي في طريقها لكويرس, احترق جميع طاقمها حتى الموت ما عدا واحد. قفز الطيار علي عثمان من المروحية متمسكاً بأحد المظلات وهبط فوق صبي في الرابعة عشر من العمر على الأرض. عاش الصبي. وتوفى عثمان بعد خمس دقائق.
بالقيادة عبر المدارج وأسوار المحيط لهذه القاعدة الجوية الضخمة – أول صحفي غربي يزور كويرس – ليس من الصعب رؤية الهدف الرائع الذي شكلته لداعش. طائرات ميج المحطمة – واحدة منهم ذيلها منفصل – تقف بجانب معدات حربية تم الإستيلاء عليها, وصاروخين لم ينفجرا يحملا حروف وأرقام لاتينية واضحة من مصدر غربي, وواحد آخر يحمل كتابة خاصة بمستودع حكومة عربية مع شطب دولة المصدر بعناية. إن الدبابات وعربات BMP المدرعة التي استخدمها داعش تبدو وإنها تم الإستيلاء عليها من السوريين في بداية الحرب – إنها تتضمن دبابة T-72 والتي تحمل ترقيم داعش (“311” منقوش تحت الهيكل الخلفي) ومن الجدير بالملاحظة أن أي طائرة صالحة للإستخدام مازالت باقية. لكنني مررت بجانب مروحيات هايند بحالتها الأصلية وعدة طائرات ميج حديثة.
إن الجنود في كويرس كانوا محظوظين من بعض الجوانب. على الأقل قاعدة جوية واحدة أخرى اجتاحها داعش وأسر المدافعين عنها – وقطع رؤوسهم في شريط مصور. لا عجب في أن العميد زمان قاسي في تعليقه على الحرب. “ليس لدينا رسائل لأعداءنا – لقد رددنا بأسلحتنا. هؤلاء الأشخاص الذين يحملون هذه الأيدولوجية, لا يمكنك تغييرهم – لكن يمكنك قتلهم.” ويشير إلى حماة في 1982, عندما قتلت القوات السورية الآلاف في أعقاب إنتفاضة للإخوان المسلمين. إن درسه قاتماً وإن كان مروعاً.”في سوريا, نحن ندافع عن الإنسانية في العالم كله. إذا هُزمت سوريا, حتى بريطانيا لن تنجو, ولا فرنسا, ولا تركيا, ولا الأردن. سوف يُغرقهم نفس الدم.”
مع ذلك, يوجد الكثيرون الذين سيشيرون إلى أن بريطانيا لم تنجو من داعش, ولا فرنسا, ولا تركيا, ولا الأردن. كل الدول – إلى جانب أمريكا, وإسرائيل – التي تلومها سوريا على “المؤامرة” لتدمير نظام بشار الأسد.
======================