الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/8/2016

سوريا في الصحافة العالمية 6/8/2016

07.08.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الأمريكية :                      
الصحافة العبرية :
         
الصحافة البريطانية :
         
وول ستريت جورنال :كيف تسبب انقلاب تركيا في ترنح المعارضة السورية؟
http://altagreer.com/وول-ستريت-جورنال-انقلاب-تركيا-تسبب-في-ت/
نشر في : السبت 6 أغسطس 2016 - 12:00 ص   |   آخر تحديث : السبت 6 أغسطس 2016 - 02:13 ص
وول ستريت جورنال – التقرير
بعض أكثر العمليات القتالية شراسة خلال الحرب السورية التي استمرت لخمس سنوات اندلعت الشهر الماضي بعد فشل الانقلاب في تركيا، وهذه على الأرجح ليست مصادفة.
لقد كان الرئيس التركي رجب طيب أدروغان داعمًا للثورة ضد بشار الأسد منذ بدايتها، ومنذ عام ٢٠١١، عملت تركيا كقاعدة خلفية ومورد للعديد من التنظيمات السورية المعارضة، ومن بينها الإسلامية.
هذا الدعم أصبح مهددًا الآن، فالعديد من المسؤولين في الجيش التركي والاستخبارات الذين كانوا يشاركون في برامج لمساعدة المعارضة، ومن بينهم قائد الجيش الثاني التركي المسؤول عن الحدود مع سوريا والعراق، قد تم اعتقالهم بزعم تورطهم في انقلاب ١٥ يوليو.
وقد قال غونول تول، مدير مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن: “الجنرالات المسؤولون عن قيادة السياسات التركية السورية والسياسات التركية الكردية هم الآن في السجن، ونحن نرى الآن تصدع المؤسسة الأمنية التركية”، وأضاف: “هذا يجعل تركيا أكثر ضعفًا وعرضة للخطر، وسوف يجعلها أقل صدامية”.
هذا التحول الملحوظ في موازين القوى في المنطقة يبدو أنه كان له أثر في تشجيع الأسد في غضون أيام من الانقلاب، حيث حاولت قوات الأسد بمساعدة إيران وحزب الله والجماعات الكردية السورية المسلحة إحكام الحصار على الجزء الشرقي من مدينة حلب، أكبر المدن السورية.
لقد أصبح شريان الحياة بين شرق حلب وباقي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمال سوريا، طريق كاستيلو، أكثر خطرًا، ولكن حتى وقت قريب، كان من الممكن استخدامه لعبور الإمدادات إلى ٣٠٠ ألف شخص في شرق حلب، وأصبح الناس الآن يواجهون كارثة إنسانية.
وردًا على ذلك، شنّ تحالف كبير من قوى المعارضة السورية واحدًا من أكبر الهجمات التي تمت خلال الحرب، في محاولة لكسر الحصار عن حلب من نقطة مغايرة في جنوب غرب المدينة، هذا التحالف يشمل جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقًا، وقد أعلن التنظيم – في محاولة لتوسيع نطاق قبوله – عن قطع علاقاته مع القاعدة قبل بدء الهجوم مباشرة الأسبوع الماضي.
وبالنسبة للثوار في سوريا، فإن هجوم حلب – الذي أسفر عن اغتنام الأراضي لكنه لم يكسر الحصار – كان مسألة حياة أو موت، وبينما لا تزال هذه التنظيمات تمتلك الإمدادات التي حصلت عليها من أو عن طريق تركيا، فإنها ليست متأكدة من أن هذه المساعدات سوف تستمر في المستقبل.
ما يحدث في تركيا يضعف من احتمال شن أي هجوم مماثل من قبل الثوار”.. هكذا قال محمد هنيدي، المحلل الكبير بمعهد ديلما في أبو ظبي.
الأمر ليس فقط أن تركيا الآن مشوشة بعملات التطهير التي تجري في أجهزتها الأمنية والمخابراتية، الأهم هو أن السيد أردوغان يبدو وكأنه يغير السياسيات الخارجية لبلاده، وهذا أمر سوف تكون له تداعيات مباشرة على الصراع في سوريا.
لقد تدهورت علاقات تركيا بالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشكل كبير منذ ١٥ يوليو، حيث اتهم السيد أردوغان فتح الله غولن المقيم ببنسلفانيا بتدبير الانقلاب (وهو ما ينكره غولن بالكامل) وطالب بترحيله.
وقد بالغ مسؤولون أتراك كثيرًا، حتى أنهم زعموا أن الولايات المتحدة قد تواطأت مع الانقلاب، وقد نفى أوباما بشدة أي تورط للولايات المتحدة في الأمر.
لقد تحسنت علاقة السيد أردوغان بروسيا – الراعي الرئيسي لنظام الأسد – كثيرًا، وقد مهد السيد أردوغان الطريق قبل المحاولة الانقلابية من خلال الاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر الماضي على الحدود السورية.
ومنذ ذلك الحين، تم اعتقال الطيارين التركيين اللذين قاما بإسقاط الطائرة الروسية لدورهما المزعوم في المحاولة الانقلابية، وقد قال مسؤولون أتراك إن حادث إسقاط الطائرة كان جزءًا من مؤامرة غولن، ومن المقرر أن يقوم أردوغان بزيارة فلاديمير بوتين في ٩ أغسطس، وهو أول لقاء لهما منذ حادث إسقاط الطائرة.
ولا يزال غير واضحًا ما إذا كان السيدان أردوغان وبوتين سوف يتوافقان على المضي قدمًا في حلب، وفي سوريا بشكل عام.
لا تزال روسيا تأخذ حذرها من أردوغان، فروسيا لم تتراجع عن أفعالها في سوريا، فيما لا تزال تركيا تدعم المعارضة في سوريا”، على حد قول يوري بارمين، الخبير بشؤون الشرق الأوسط بمجلس الشؤون الدولية الروسي التابع لوزارة الخارجية الروسية.
لكن أطرافًا إقليمية أخرى ترى أنه ربما يكون هناك اتفاقًا قريبًا.
ومن جانبه، قال البرلماني اللبناني باسم شب: “الآن بينما تبتعد تركيا عن الناتو وواشنطن، فإن روسيا حريصة على ضم تركيا إلى معسكرها”، وأضاف: “إذا كانت سوريا مهمة، فتركيا بالتأكيد أكثر أهمية، وروسيا لن تضحي بتركيا لإرضاء الأسد وحزب الله وإيران”.
========================
نيويورك تايمز: حان الوقت لأمريكا استخدام اللغة الوحيدة التي يفهمها الأسد وبوتين
http://baladi-news.com/ar/news/details/8909/نيويورك_تايمز_حان_الوقت_لأمريكا_استخدام_اللغة_الوحيدة_التي_يفهمها_الأسد_وبوتين
الجمعة 5 آب 2016
نيويورك تايمز – (ترجمة بلدي نيوز)
ترغب إدارة أوباما أن تحدّ من العنف والمعاناة في سوريا، وفي الوقت نفسه، بأن تسحق الجماعات الجهادية الموجودة هناك، إن هذا هو السبب في رغبة البيت الأبيض الآن بدفع خطة تعاون الولايات المتحدة مع الجيش الروسي في سوريا، وما ينضوي عليها من تبادل للمعلومات وتنسيق للضربات الجوية ضد "تنظيم الدولة" وجبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا، وفي المقابل فإن على روسيا إجبار حكومة نظام الأسد، على التوقف عن استخدام البراميل المتفجرة والهجمات الجوية على تلك المناطق التي لا توجد فيها تلك الجماعات المتطرفة.
إن القضاء على الجماعات الإرهابية في سوريا هو هدف مهم، إذ وبعد سنوات من الموت والدمار، فإن أي اتفاق بين الأطراف المتحاربة في البلاد أو رعاتهم قد يبدو موضع ترحيب، ولكن خطة إدارة أوباما تُعَارَضُ من جانب الكثيرين في داخل ال C.I.A ووزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون، بكونها معيبة بشكل لن يكون فقط تعزيزاً لحصار حكومة الأسد على مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة، ولكنها ستدفع بالجماعات الإرهابية واللاجئين نحو تركيا المجاورة، وعوضاً عن القيام بتلك الخطة، يجب على الولايات المتحدة استثمار هذه الفرصة لاتّخاذ موقف أكثر تشدداً ضد الأسد وحلفائه.
ويأمل وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن هذا التفاهم مع روسيا قد يساعد بنتيجة تسمح بالتقدم في القضايا الأخرى، بما في ذلك استعادة العمل باتّفاق "وقف الأعمال العدائية"، الهدنة الجزئية التي بدأت في شهر فبراير/شباط وانهارت في مايو، والعودة إلى مفاوضات حقيقية بشأن الانتقال السياسي، إن هذه لأهداف معقولة، تتجسد أيضاً في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمعتمد في شهر ديسمبر الماضي، ولكن النصّ المسرّب عن الاتفاق المقترح مع روسيا، يظهر بأنه مليء بالثغرات الخطيرة، إذ أن ممثلي الولايات المتحدة وروسيا يقومون الآن بتحديد المناطق التي تكون فيها قوات جبهة النصرة هي "المركزية" والمناطق التي تسيطر جماعات المعارضة الأخرى ولكن توجد فيها "جبهة النصرة" بدرجة أقل، وهذه البنود لا تزال تسمح للأسد ومؤيديه الإيرانيين والروس بمهاجمة المعارضة غير المتطرفة في تلك المناطق، فضلاً عن سماحها بترسيخ سيطرة النظام السوري على السلطة.
إن الأمر الآخر الأكثر إثارة لقلقنا هو أن حكومة الأسد تفتقر إلى القوة العسكرية التي تسمح لها بالسيطرة على المناطق السنية الريفية، وهكذا سيقوم بالاعتماد على حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى للقيام بذلك، حيث ستقوم هذه المجموعات الطائفية الوحشية على الأرجح بإجبار جبهة النصرة والمعارضة السنيّة الأخرى على شد الرحال إلى تركيا، بالإضافة إلى بعض العناصر المتشددة التي ستمثل تهديد عنيف ومتشدد بالقرب من الغرب، كما سيقوم ذلك القتال بالمثل بتهجير المدنيين السنّة من تلك المناطق، مما سيؤدي للمزيد من موجات المدنيين الذين سيحاولون شقّ طريقهم كلاجئين نحو أوروبا، مما سيفاقم بشكل أكبر من أزمة اللاجئين.
إن مبادرة الإدارة الأمريكية مع روسيا كانت مدفوعة إما من قبل الأمل أو اليأس، ولكنها وبكل تأكيد لم تكن مدفوعة من قبل التجربة، فخلال الهدنة الجزئية المتّفق عليها، اغتنمت روسيا تلك الثغرات المماثلة التي سمحت لها ولحكومة الأسد بمواصلة القتال واستهداف المعارضة غير المتطرفة، حيث سمحت تلك الانتهاكات للأسد وحلفائه باكتساب المزيد من الأراضي ومحاصرة مدينة حلب بشكل كليّ.
ويبدو بأن إدارة أوباما تميل للاعتقاد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبحث عن وسيلة للحد من مشاركة روسيا في الحرب السورية، في حين أننا نشك في حقيقة هذا الأمر، إذ أن السيد بوتين أصبح أكثر اهتماماً في إثبات فوز روسيا وحلفائها في سوريا، وخسارة الولايات المتحدة أمامهم، حيث أنه لن يقوم بتغيير نهجه ما لم يقتنع بأنه تطور ليصبح مكلفاً للغاية، وبينما أصبح بوتين يعلم بأن الولايات المتحدة لن تقوم باتّخاذ أي إجراءات لمعاقبة روسيا لدعمها لحكومة الأسد، فإنه وعلى الأرجح سيقوم والأسد بالتعامل مع هذا الاتفاق المستجدّ بشكل لا يختلف مطلقاً عن تعاملهما مع سابقاته.
ولكن ثمة بديل حقيقي: يتجلى في معاقبة النظام السوري لانتهاكه المتكرر للهدنة المتفق عليها، باستخدام طائرات دون طيار وصواريخ كروز لضرب مطارات جيش النظام السوري، وقواعده العسكرية ومواقع مدفعيته، حيث لا وجود لأي قوات روسية.
 
يقول معارضو هذه الأنواع من الهجمات المحدودة، بأنها ستدفع روسيا إلى تصعيد النزاع وجرّ الولايات المتحدة بشكل أعمق في سوريا، ولكن هذه الضربات ستجري فقط إذا ما تبيّن أن حكومة الأسد قد قامت بانتهاك الهدنة ذاتها التي وافقت روسيا على الالتزام بها، حيث ينبغي إخطار روسيا بأن هذه الاستجابة التي ستحدث في حال انتهاك الهدنة من قبل الأسد، إن هذا من الممكن أن يردع أي انتهاكات مستقبلية للهدنة والاتفاق العسكري المقترح مع موسكو، على أي حال فإن تصرفاً كذلك سيشير إلى السيد بوتين بأن حليفه السوري سيدفع ثمناً باهظاً إذا ما لم يلتزم بجانبه الخاص من ذلك الاتفاق.
وإذا ما كانت روسيا ترغب بالحد من تدخلها في سوريا، فإن على التهديد باستخدام الضربات المحدودة أن يقنعها بالضغط على نظام الأسد ليحسن من تصرفه، وعلى العكس، إذا ما كان المتشككون على حق بأن السيد بوتين لن يكون جادّاً في التوصل إلى حل سياسي سوى عندما يرى بأن تكاليف دعمه للنظام السوري أصبح باهظاً، فإن التهديد بالقيام بمثل هذه الضربات هو على الأرجح الطريقة الوحيدة لبدء عملية سياسية حقيقية لإنهاء الحرب.
لطالما صرّح كل من أوباما وكيري ولفترة طويلة بأنه لا يوجد من حل عسكري للصراع السوري، ولكن للأسف روسيا وإيران يعتقدان بأن هنالك حل عسكري، أو على الأقل أن أي نتيجة سياسية مقبولة ممكنة من طرفهم، تتجلى في إضعاف المعارضة وتقوية النظام السوري، لذا حان الوقت للولايات المتحدة أن تتكلم بتلك اللغة الوحيدة التي يفهمها الأسد وبوتين.
 
-دنيس روس، المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط للرئيس أوباما، وأندرو جي تابلر، مؤلف الكتاب المصدر مؤخراً: "في عرين الأسد: رواية شاهد عيان لمعركة واشنطن مع سوريا"، والزملاء في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
========================
معهد واشنطن : الطاقة وسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في عصر الوفرة النفطية
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/energy-and-u.s.-middle-east-policy-in-an-era-of-plentiful-oil
پاتريك كلاوسون, سايمون هندرسون, و حليمة كروفت
متاح أيضاً في English
4 آب/أغسطس 2016
"في 1 آب/أغسطس، خاطب پاتريك كلاوسون وسايمون هندرسون وحليمة كروفت منتدى سياسي في معهد واشنطن بهدف تعزيز البحث الذي نُشر مؤخراً بعنوان "سياسة الطاقة: أمريكا والشرق الأوسط في عصر الوفرة النفطية"، من تأليف پاتريك كلاوسون وسايمون هندرسون. وكلاوسون هو زميل أقدم في زمالة "مورنينغستار" ومدير الأبحاث في معهد واشنطن. وهندرسون هو زميل "بيكر" ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، وقد نسق حلقة المنتدى. وكروفت هي الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع الأساسية في شركة "آر. بي. سي. لأسواق رأس المال". وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظات كروفت وكلاوسون".
پاتريك كلاوسون
انبثق مشروع "سياسة الطاقة" من المفاجأة التي أصابت صانعي السياسات جرّاء الاتجاهات الأخيرة التي شهدتها أسواق الطاقة والمخاوف من احتمال تراجع دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط نظراً لارتفاع إنتاج نفطها المحلي. وبالفعل، فإن الارتفاع في الإنتاج المحلي وما يرافقه من شعور متواصل بأن حرب العراق عام 2003 كانت مدفوعة إلى حد بعيد بالحاجة إلى نفط الشرق الأوسط، قد أدى بالبعض إلى الاستنتاج أن الولايات المتحدة ستشيح بنظرها السياسي والعسكري عن المنطقة، لا بل يجدر بها ذلك.
ومع هذا، فإن الافتراضات القائلة أن اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط قائمٌ على النفط، تفتقر إلى المعلومات الصحيحة. وبالأحرى، إن السبب الرئيسي لانخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو مكافحة انعدام الأمن الذي تسببه أطرافٌ ذات عقائد عنيفة، لا سيما وأن لهذه الأيديولوجيات تداعيات خطيرة ليس على الشرق الأوسط فحسب بل على المصالح الأمريكية داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وفي الوقت نفسه، ثمة عدة مزايا - ومساوئ أيضاً - لتنامي اعتماد الولايات المتحدة على إنتاجها المحلي من النفط. ومن بين هذه المزايا، ستكون الولايات المتحدة أقل عرضةً للتضرر من ارتفاع الأسعار والمقاطعة كتلك التي واجهتها عام 1973 حين رفضت الدول المنتجة بيع النفط للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، إنّ زيادة مستوى الاعتماد الذاتي يعزز قدرة واشنطن على الضغط على المنتجين في الشرق الأوسط في القضايا المتعلقة بالإرهاب وأسلحة الدمار الشامل. فعندما كان وضع أسواق الطاقة متأزماً تضاءل نفوذ الولايات المتحدة في هذه الأمور.
ولكن مع زيادة اعتماد الولايات المتحدة على إنتاجها النفطي الخاص، قد تُثار الشكوك لدى دول الشرق الأوسط بأن أمريكا لن تلعب بعد الآن دور الحامي من الاعتداءات الإقليمية. وإذا بدأت الدول بالقلق من تخلي واشنطن عن دورها كلاعبٍ رئيسي في أمن المنطقة، فقد تستخدم وسائل أو تكتيكات لا توافق عليها الولايات المتحدة لضمان أمنها. فضلاً عن ذلك، فبينما تقلل أمريكا اعتمادها على نفط الشرق الأوسط، فقد تواجه الإدارات الأمريكية المستقبلية صعوبات أكبر في حشد الدعم المحلي اللازم للتدخل في الشرق الأوسط. وعموماً، قد يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة ما لم تسعَ الدول المنتجة للنفط إلى إجراء إصلاحات.
من هذا المنطلق، وسعياً إلى زيادة الفرص وتقليص المساوئ إلى أدنى حد، على الشعب الأمريكي أن يعرف أن الولايات المتحدة تنخرط في الشرق الأوسط لأسباب تتعلق بالأمن وليس بالنفط. بالإضافة إلى ذلك، على الأمريكيين أن يسمعوا مدى التزام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط. وأخيراً،  يتعين على المسؤولين الأمريكيين طمأنة المجتمع الدولي بأن انخراط الولايات المتحدة في مناطق أخرى، مثل شرق آسيا وأوروبا، لا يأتي على حساب المصالح السياسية تجاه الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، بوسع القوى العالمية أن تعمل مع الولايات المتحدة على معالجة بعض المشاكل الناجمة عن تراجع أسعار النفط. وأحد الأمثلة عن هذا التعاون هو الاتفاق الدولي بين الدول الصناعية المتقدمة للحفاظ على احتياطيات النفط الاستراتيجية. وفي حين أن ميثاق «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» الذي يخضع له الاتفاق لا يسمح حالياً إلا بمشاركة الدول الأعضاء في "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"، ثمة اقتراح بتوسيع نطاقه ليشمل الهند والصين. وحيث أن الصين سبق وأن بدأت بتطوير احتياطها النفطي الاستراتيجي، من الممكن أن تبدي استعداداً أكبر للانضمام إلى "منتدى الطاقة الدولي" الذي ترأسه المملكة العربية السعودية عوضاً عن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التي تهيمن عليها الدول الصناعية المتقدمة. هذا بالإضافة إلى الجهود التعاونية التي بذلتها القوى العالمية، ومن ضمنها "المبادرة المشتركة بين المنظمات لنشر البيانات" - التي تسعى إلى رفع درجة الشفافية في إحصاءات الإنتاج والاستهلاك والاحتياطي - إلى جانب حماية خطوط الاتصالات البحرية.
إن بحث "سياسة الطاقة" يضع احتمالين لمستقبل الإنتاج النفطي في أمريكا، أحدهما يتمثل باستمرار الولايات المتحدة باستيراد ثلث احتياجاتها من النفط، بينما يتوقع الآخر أن تصبح الولايات المتحدة مصدّراً صافياً للنفط بمعدل عدة ملايين برميل في اليوم. وفي السياق نفسه، يشكّل الإنتاج والطلب متغيّرَين مجهولين في الدول الصناعية والدول الحديثة العهد بالتصنيع. وبالنسبة للعديد من المؤسسات الحكومية والدولية والخاصة، كان إنتاج النفط خلال السنوات العشرين الماضية، وبصورة متكررة، خارج نطاق التنبؤات حول ما كان متوقع على مدى الخمس إلى العشر سنوات. وعلى الرغم من أن الافتراض السائد هو أن انخفاض أسعار النفط يؤدي إلى تراجع الاستثمار وزيادة الطلب بحيث ترتفع الأسعار، وأن ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى زيادة الاستثمار وتراجع الطلب بما يؤدي إلى انخفاض الأسعار، إلا أن عدداً من التوقعات تشير إلى أن التغيرات التي تطرأ على قطاع النفط تعزى إلى التقدم التكنولوجي بقدر ما تعزى إلى الأسعار.
حليمة كروفت
مع ازدياد ثقة الحكومة الأمريكية بحصول أسواق النفط العالمية على الإمدادات اللازمة، تستطيع واشنطن أن تبدي حزماً أكبر في أجندتها مع الدول المنتجة للنفط. لنأخذ نيجيريا على سبيل المثال. في عام 2003 تقريباً، أظهرت الحكومة الأمريكية اهتماماً شديداً بمصادر النفط خارج الشرق الأوسط وتحديداً من خليج غينيا. وفي نيجيريا على وجه الخصوص، كانت الانتقادات الأمريكية على الانتخابات التي جرت في تلك البلاد عام 2003 أخف بكثير مما كانت عليه في انتخابات عام 2015، ليس بسبب التعاون الأمني الاستراتيجي فحسب بل بسبب الاهتمام بإنتاج النفط النيجيري أيضاً. وفي حين استوردت الولايات المتحدة عام 2003 نحو 10 في المائة من نفطها من نيجيريا، تكاد اليوم لا تستورد أي نفط من ذلك البلد. وفي هذا التحول الملحوظ الذي سبق الإشارة إليه، في أعقاب الانتخابات النيجيرية عام 2015، فرضت الولايات المتحدة والقوى الحليفة لها المزيد من الضغوط على الحكومة النيجيرية بحيث هددت بفرض حظر على السفر، وتجميد الأصول، وغيرها من التدابير، وذلك ردّاً على التزوير [في الانتخابات]. وقارنت النقاشات السابقة داخل مجتمع السياسات، بين مزايا إدارة العلاقات مع الدول المنتجة للنفط من جهة، والضغط على حكوماتها لإجراء إصلاحات من جهة أخرى. وفي ضوء نمو الإنتاج المحلي في الآونة الأخيرة، قد يصبح بالإمكان استبدال هذه النقاشات بمساعٍ أكبر للدفع بعجلة الإصلاح.
لقد كان للهبوط الأخير في أسعار النفط عواقبه على الدول المنتجة للنفط وعلى عملية صنع القرار في "منظمة الدول المصدرة للنفط" ("أوبك") ككل. فالعديد من الدول التي زادت إنفاقها في أعقاب "الربيع العربي" تغرق اليوم تحت ديون كبيرة، وحتى الدول الغنية المنتجة للنفط في الخليج وجدت نفسها مرغمة على التعامل مع انخفاض الأسعار من خلال تجديد إصدارات الديون. وعلى الرغم من أن دول الخليج تملك صناديق ثروات سيادية وشبكات أمان كبيرة تخوّلها التعامل مع انخفاض الأسعار، إلا أنها قد تضطر إلى النظر في آفاق إعادة التمويل، والقيام بإصلاحات هيكلية، وإجراء تخفيضات في استثمارات صناديق الثروة السيادية في مجالات معينة كالعقارات وأسواق الأسهم الأوروبية.
ومن غير الواضح إلى متى سيبقى العالم ينعم بإمداد كافي من النفط. فالخيارات المتوفرة قليلةٌ أمام الدول الأفقر المنتجة للنفط، على غرار العراق الذي يكافح تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأسعار النفط المنخفضة والمشاكل السياسية في بغداد، باستثناء خيار الاقتراض من "صندوق النقد الدولي" لدفع الرواتب والأجور. وبالرغم من الثورة التي شهدتها أمريكا الشمالية في قطاع الطاقة ومخزونها الحالي الكبير، يعجز المنتجون فيها عن توفير كافة البراميل اللازمة في غياب أي نمو لدى المنتجين الآخرين. وقد كافحت بعض الدول كالعراق وفنزويلا ونيجيريا من أجل تمويل عملية تطوير بنيتها التحتية الخاصة بالطاقة وشهدت انخفاضات كبيرة في التزوير خلال السنوات الماضية.
ومن المرجح أنّ انخفاض أسعار النفط وزيادة الاهتمام العالمي بمصادر الطاقة المتجددة قد تسبّبا باشتداد مخاوف الدوائر المعنية بالتخطيط الطويل المدى لدى شركات النفط الوطنية في الشرق الأوسط. وفي الوقت الراهن، إن أبرز عامل وراء إبقاء أسعار النفط عند مستويات منخفضة هو المخزون العالمي الهائل الذي يسجل أعلى مستوياته منذ خمس سنوات. و من المتوقع أن تنخفض هذه المخزونات خلال العام المقبل؛ وحتى لو ارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة قد يكون من الصعب الحفاظ على عدم وصول الأسعار إلى 70-75 دولاراً للبرميل خلال العامين إلى الأربعة أعوام القادمة إذا لم ينمُ الإنتاج خارج أمريكا الشمالية.
ومع ذلك، تشير التوقعات على المدى القصير إلى أن أسواق النفط تتمتع بكمية كافية ووافية من النفط. ففي الاجتماع الذي عقدته منظمة "أوبك" في حزيران/يونيو 2015، بدا أن الانتعاش الناشئ عن الطلب - الذي سجّل أعلى مستوياته منذ خمس سنوات - يؤدي إلى تحسن ملحوظ في أسعار النفط. وعلى الرغم من هذا التفاؤل حول الأسعار، حالت التباينات بين دول «مجلس التعاون الخليجي» ودول "أوبك" الأكثر فقراً، دون التوصل إلى قرار بشأن سقف سعري جماعي. وعلى النحو ذاته، جاء اجتماع حزيران/يونيو 2016 انعكاساً لاجتماع العام السابق. وعلى الرغم من أن العديد من الدول المنتجة الكبيرة أجمعت على الحاجة إلى رفع أسعار النفط لتحفيز الاستثمار، لا تزال التفاوتات هائلةً بين دول «مجلس التعاون الخليجي» وتلك التي يُطلق عليها "الدول الخمسة الهشة" أي ليبيا والعراق ونيجيريا وفنزويلا والجزائر.
 أعدت هذا الموجز إيميلي برلينغهاوز.
========================
معهد واشنطن :المبررات لضرب الأسد (أخيراً)
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-case-for-finally-bombing-assad
دينيس روس و أندرو جيه. تابلر
متاح أيضاً في English
"نيويورك تايمز"
3 آب/أغسطس 2016
تريد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحد من العنف والمعاناة في سوريا، وسحق التنظيمات الجهادية فيها في الوقت نفسه. ولهذا السبب يروّج البيت الأبيض حالياً لخطةٍ تتمثل بتعاون الولايات المتحدة مع الجيش الروسي في سوريا، عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الضربات الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» التي تدور في فلك تنظيم «القاعدة». وفي المقابل، تقوم روسيا بإرغام حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على التوقف عن استخدام البراميل المتفجرة وشن ضربات جوية على المناطق التي تخلو من عناصر كلا التنظيمين.
ولا يُخفى أن القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا يعتبر هدفاً مهماً. فبعد سنوات من الموت والدمار قد يُرحَّب بأي اتفاقٍ بين الفصائل المتحاربة في البلاد أو بين الجهات الراعية لها. إلا أن الخطة التي تطرحها إدارة أوباما والتي يعارضها الكثيرون في "وكالة الاستخبارات المركزية" ووزارتي الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة هي خطة شائبة. فهي لن تكتفي بتحصين الحصار الذي تفرضه حكومة الأسد على مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، بل ستدفع كذلك التنظيمات الإرهابية واللاجئين إلى تركيا المجاورة. وعوضاً عن ذلك، يجدر بالولايات المتحدة استغلال هذه الفرصة لاتخاذ موقفٍ أكثر صرامة من الأسد وحلفائه.
ويأمل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن يسهم هذا التفاهم مع روسيا في تحقيق تقدم في مسائل أخرى، من بينها استئناف الهدنة الجزئية لـ "وقف الأعمال العدائية" التي بدأت في شباط/فبراير وتداعت في أيار/مايو، والعودة إلى المفاوضات بشأن عملية الانتقال السياسي. وهذه الأهداف منطقية، وقد كرّسها أيضاً قرار مجلس الأمن الدولي الذي اعتُمد في كانون الأول/ديمسبر الماضي.
إلا أن النص المسرّب من الاتفاقية المقترحة مع روسيا يُظهر أنها حافلة بالثغرات الخطيرة. فالممثلون من الجانبين الأمريكي والروسي يعملون حالياً على رسم حدود المناطق التي يعتبر فيها وجود «جبهة النصرة» "كثيفاً" أو "ملحوظاً"، والمناطق التي تُهيمن عليها جماعات المعارضة الأخرى، مع "بعض الوجود المحتمل لـ «جبهة النصرة»". وبذلك سيبقى الأسد وداعموه الإيرانيون والروس قادرين على ضرب المعارضة من غير «جبهة النصرة» في تلك المناطق، فضلاً عن إحكام قبضة الحكومة السورية على السلطة.
ولكن ما هو أكثر مدعاة للقلق أن حكومة الأسد تفتقر إلى القوة البشرية اللازمة للسيطرة على المناطق السنية الريفية وبالتالي ستعتمد على «حزب الله» والميليشيات الشيعية الأخرى للقيام بذلك. ومن المرجح أن تقوم هذه الجماعات الطائفية الوحشية بإجبار «جبهة النصرة» وغيرها من المتمردين السنة على الارتحال إلى تركيا حيث سيصبحون - ومعهم خطر العنف المتشدد - أقرب من الغرب. وبالمثل، سيؤدي القتال إلى نزوح المدنيين السنة، وبالتالي سيحاول المزيد منهم شقّ طريقه نحو أوروبا.
قد تكون مبادرة الإدارة الأمريكية مع روسيا وليدة أمل أو يأس، ولكنها بالتأكيد ليست وليدة خبرة. فخلال الهدنة الجزئية، استغلت روسيا ثغراتٍ مماثلة سمحت لها ولحكومة الأسد بمواصلة قتال الجماعات المعارضة من غير «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية». وقد أتاحت هذه الانتهاكات للأسد وحلفائه كسب الأراضي ومحاصرة حلب.
ويبدو أن إدارة أوباما تعتقد أن الرئيس فلاديمير ف. بوتين يبحث عن وسيلة للحدّ من انخراط روسيا في الحرب الأهلية السورية. ولكننا نشك في ذلك. فالرئيس بوتين أكثر اهتماماً في إثبات أن روسيا وأصدقاءها ينتصرون في سوريا والولايات المتحدة تخسر. وهو لن يغيّر نهجه إلا إذا اقتنع أن منهجيته أصبحت مكلّفة للغاية. ولكن بما أن الرئيس بوتين يعلم أن الولايات المتحدة لن تتخذ أي إجراء بحق روسيا عقاباً على دعمها لحكومة الأسد، فمن المرجح أن يتعامل هو والرئيس الأسد مع هذا الاتفاق الناشئ بطريقة لا تختلف عن تعاملهما مع سابقاته.
غير أن هناك بديلاً آخر وهو معاقبة الحكومة السورية على انتهاكها الهدنة عبر استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة لضرب مطارات وقواعد الجيش السوري ومواقعه المدفعية التي ينعدم فيها وجود القوات الروسية.
ويقول معارضو هذه الأنواع من الضربات المحدودة أنها ستحث روسيا على تصعيد النزاع وإقحام الولايات المتحدة بشكل أعمق في سوريا. إلا أن هذه الضربات لن تنفَّذ إلا إذا تَبيّن أن حكومة الأسد خرقت الهدنة نفسها التي تعلن روسيا التزامها بها. ولعلّ إخطار روسيا بهذا الرد يمكن أن يردع أي انتهاكات مماثلة للهدنة وللاتفاق العسكري المقترح مع موسكو. وعلى أي حال، سيشير للرئيس بوتين أن حليفه السوري سيدفع الثمن إذا لم يلتزم بالاتفاق.
إذا كانت روسيا ترغب في الحد من دورها في سوريا، يفترض أن التهديد بتوجيه ضربات محدودة سيقنعها على إجبار الرئيس الأسد على إحسان التصرف. وعلى العكس من ذلك، إذا صحّ قول المتشككين إن الرئيس بوتين لن يتعامل بجدية مع أي حلٍّ سياسي إلا إذا وجد أن تكاليف دعم الحكومة السورية تتعاظم، فمن المرجح أن يشكل التهديد بهذه الضربات السبيل الوحيد لبدء عملية سياسية لإنهاء الحرب.
ولطالما قال الرئيس أوباما ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأنه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا. ولكن للأسف يبدو أن روسيا وإيران تؤمنان بوجود هذا الحل - أو تؤمنان على الأقل بأنه لا يمكن التوصل إلى أي نتيجة سياسية مقبولة دون تقليص عدد المتمردين وتقوية الحكومة السورية. ولذلك حان الوقت لكي تتحدث الولايات المتحدة بلغةٍ يفهمها كلٌّ من الأسد وبوتين.
دينيس روس هو مستشار وزميل "وليام ديفيدسون" المميز في معهد واشنطن، وقد شغل منصب كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط في الفترة 2009-2011.
أندرو تابلر هو زميل مارتن جي. غروس" في برنامج السياسة العربية في المعهد.
========================
معهد واشنطن :السيطرة على دمشق تقوّي الأسد على الصعيد الوطني
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/damascus-control-emboldens-assad-nationally
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
2 آب/أغسطس 2016
من المقرر أن تبدأ هذا الشهر الجولة القادمة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، ولكنّ قبضة الرئيس السوري بشّار الأسد المشددة مؤخراً على دمشق قد وضعت بالفعل المعارضة السورية في موقف صعب. وفي الواقع، إنّ التركيز على المعركة في حلب حيث تقدّمت أيضاً قوّات النظام مؤخراً (انظر "القوات الكردية تدعم الأسد في حلب")، قد صرف الإنتباه عن إستعادة الجيش السوري بشكل بطيء بل مؤكّد، لضواحي العاصمة السورية التي كانت تحت سيطرة المتمردين.
خلق توازن ديموغرافي مواتي للنظام
منذ السبعينيات، كان هناك حضوراً قوياً للجيش السوري في منطقة دمشق، يشمل قواعد عسكرية كبيرة متمركزة في جنوب وغرب العاصمة. ورسمياً، كان هذا الموقف العسكري يهدف إلى حماية دمشق ضدّ اسرائيل، نظراً لأنّ جبهة الجولان تقع على بعد حوالي خمسين كيلومتر. غير أنّ الهدف "غير الرسميّ" من هذا الإعداد الّذي صمّمه الرئيس السابق حافظ الأسد كان السيطرة على دمشق بشكل أفضل. لقد آمن والد بشّار أنّ كل من يسيطر على دمشق يسيطر على سوريا. وكان جزء من هدف جهود الأسد الأب للسيطرة على دمشق بعد إستيلائه على السلطة في انقلاب عسكري في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1970 هو تمركز عشرات الآلاف من القوّات، بالإضافة إلى مسؤولين علويين وعائلاتهم، في المدينة. وفي حين كان هناك 300 علوي فقط يعيشون في دمشق (من أصل حوالي 500,000  نسمة في منطقة العاصمة) في عام 1947، ارتفع هذا العدد ليصل إلى أكثر من 500,000  (من بين حوالي 5 ملايين نسمة في منطقة العاصمة) بحلول عام 2010، أو بعبارة أخرى ربع المجتمع العلوي في سوريا. وبالتالي، فاق عدد العلويين في دمشق عددهم في أي مدينة سورية أخرى.
وإبتداءً من السبعينيات، سعى النظام أيضاً إلى توزيع العلويين استراتيجياً في جميع أنحاء المدينة. ولا يزال مسؤولون في النظام يعيشون وفقاً لهذا الترتيب في حي "المالكي"، حول منزل الأسد الخاص، في حين أنّ موظفين مدنيين من رتب أدنى يعيشون في "مزة 86"، وهي منطقة واسعة تطلّ على الأحياء الغنية من مزة. فضواحي المدن الدرزية- المسيحية أساساً تجذب العلويين أيضاً (على سبيل المثال، "جديدة عرطوز" و"جرمانا" و"صحنايا")، التي تقدّم أنماط حياة أكثر استدامة من المناطق السنيّة المحافظة في الغوطة (على سبيل المثال، دوما وداريا وزملكا) - التي أصبحت معاقل التمرد.
ومنذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة، سمح النظام السوري أيضاً للأحياء العلوية والدرزية والمسيحية بالتوسع والإقتراب من المحاور الاستراتيجية التي تربط دمشق ببقية أنحاء البلاد ولبنان، في حين تعيق أيضاً "الهلال السنّي" في المدينة. وهذه هي الحالة في ضاحية جرمانا الواسعة التّي تمّ إنشائها إبتداءً من الثمانينيات، فضلاً عن الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، الأمر الذي ناسب خطة النظام الاستراتيجية للفصل بين الضواحي السنية في المدينة، أي بين شرق الغوطة وغربها.
التخطيط للأمن في المدينة
في شمال شرق المدينة، يعيش في الغالب مسؤولون وموظّفون في القطاع العام للأعمال الصناعية من غير السنة، وذلك في وحدات سكنية عامة في "ضاحية الأسد" و"معرة محمود" و"عدرا"، وهي أحياء موالية تساعد في دعم الدفاع عن مدخل المدينة الشمالي الشرقي. وبالتالي، فنظراً لأنّ الطريق المباشر من دمشق إلى حمص يتعرض لنيران المتمردين منذ نيسان 2012، فقد تمّ تغيير مسار حركة المرور إلى الطريق الدائري الشمالي، الّذي يصل إلى الطريق السريع ما بين دمشق وحمص. وفي جنوب غرب المدينة، تسهّل الثكنات العسكرية والمجتمعات الدرزية-المسيحية المكتظة فيها، حماية الطرق المؤدية إلى بيروت والقنيطرة ودرعا. أما المناطق السنيّة مثل معضمية وداريا ومخيم اليرموك للاجئيين الفلسطنيين الّذي يعتبر رسميّاً ضاحية في دمشق، بالإضافة إلى منطقة بابيلا، فيحدّها من الجنوب الحزام الدرزي-المسيحي المعزّز منذ السبعينيات بأعداد كبيرة من العلويين، فضلاً عن الطريق الدائري الجنوبي الّذي أصبح خطّ دفاعٍ مهمّ لدمشق ضدّ الضواحي التي يسيطر عليها المتمردون.
وبالنسبة إلى المدينة ككلّ، فيحيطها طريق دائري كبير وتقطعها طرق واسعة تخلق فواصل في المناطق الحضرية. ولم تُصمّم هذه الشوارع في السبعينيات من أجل تسهيل تدفق حركة المرور، وهذه مسألة واضحة وخاصّة عندما يأخذ المرء بعين الاعتبار أنّ عدداً قليلاً من السوريين امتلكوا سيارات خاصّة في ذلك الوقت ولم يتوقّع المصمّمون أن تزداد ملكية السيارات الخاصّة إلى درجة كبيرة. وبالأحرى، كان ذلك مثالاً كلاسيكياً على التخطيط الأمني، فالهدف من مخطط هذا الطريق كان انتشار المركبات المسلّحة من أجل ردع أي حدثٍ كبيرٍ. وفي أواخر السبعينيات، وقعت "مدينة دمشق القديمة" ضحيّة لهذه الاستراتيجية عندما تمّ هدم جزء من أسواقها لإفساح الطريق لإقامة منطقةَ للتسوّقٍ مع شوارع عريضة تتقاطع في زوايا قائمة. ولم يُنشئ النظام طرقاً واسعة في كلّ مكانٍ، بل سمح بإنتشار ضواحي غير رسمية خارج المدينة، تتميز بشوارع ضيّقة وأشبه بمتاهةٍ. وفي النهاية، أصبحت هذه الضواحي معاقل الإنتفاضة.
تطويق الضواحي التي يسيطر عليها المتمردون
يمكن أن يعزى سبب فشل المتمردين في دمشق بشكل رئيسي إلى عدم قدرتهم على توحيد الغوطة الغربية والشرقية وقطع الطريق المؤدّي إلى المطار الدولي. لقد دافع الجيش السوري ولاسيّما أعضاء محليون دروز من "قوات الدفاع الوطني" الموالي للنظام عن جرمانا بكلّ قوّة. كما قاوم السكان هجمات المتمردين، التّي شملت سيارات مفخخّة وهجمات صاروخية. وبذلك، وسّع الجيش السوري نطاق سيطرته من جرمانا إلى جهتي طريق المطار، مطوّقاً الجزئين السنيّين لمنطقة الغوطة.
ويرافق الحصار العسكري على مناطق المتمردين حول دمشق حظراً على المواد الغذائية وغارات جوية تهدف إلى تخويف المدنيين. فالمبدأ الأساسي لمكافحة التمرّد، الّذي يهدف إلى فصل المدنيين عن المتمردين، يطبّق هنا بشكل بدائي، كما كان عليه الحال في حلب. ووفقاً للأمم المتّحدة، بقي في داريا 4000 شخص فقط من أصل 80,000  مقيم في عام 2010. ويهدف هذا الحصار أيضاً إلى تشجيع مناطق المتمردين الأخرى بقبول تسوية مؤقتة مع النظام. ولذلك أبرمت مناطق "بابيلا" و"معضميّة" و"قدسيا" و"القابون" و"برزة" اتفاقات وقف إطلاق النار مع الجيش السوري لمنع تدميرها وتجويع سكانها.
ومنذ ربيع عام 2016، استعاد الجيش السوري ثلث "شرق الغوطة" وتستمرّ قوّاته في التقدّم من الشرق. وقد أدت الصراعات بين الجماعات المتمردة «فيلق الشام» و«جيش الفسطاط» (بقيادة «جبهة النصرة») و«جيش الإسلام» إلى مساعدة النظام على القيام بهذا الهجوم. ومنذ عام 2012، كان «جيش الإسلام» يمارس سيطرة كاملة تقريباً على "شرق الغوطة"، ولكن مقتل مؤسسه زهران علوش في 25 كانون الأوّل/ديسمبر 2015 قد أضعف الميليشيا. كما مثّل مقتل علوش نكسةً كبيرة للمملكة العربية السعودية نظراً لأنّه كان قد رقّي إلى منسّق المعارضة السورية في محادثات جنيف. وكانت هذه المرة الأولى التي توحّدت فيها المعارضة السياسية والعسكرية. ولم يكن خليفة علوش، شقيقه الأصغر محمّد علوش، قادراً على القيام بهذه المهمة، سواء محليّاً أو دوليّاً، فتمّ تهميشه بسرعة في جنيف لصالح رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب.
إنعكاس عسكري، منذ عام 2012
في أعقاب الهجوم الّذي وقع في 18 تموز/يوليو 2012 وأودى بحياة الكثير من مسؤولي النظام، من بينهم زوج شقيقة بشّار الأسد آصف شوكت الطموح، بدا المتمردون على وشك الإستيلاء على دمشق. وبعد أربع سنواتٍ، أصبح وضع دمشق العسكري مغايراً كليّاً. فالجيش السوري والميليشيات الشيعية المتحالفة معه يطوّقون الآن مناطق المتمردين حول دمشق. بالإضافة إلى ذلك، فقد المتمردون الأمل في أن ينقذهم تدخّلٌ خارجي لأنّ "مركز العمليات العسكرية" في عمان، الّذي يساعد في تنسيق أعمال المتمردين لم يعد يعطي أولوّيته إلى دعم هجوم ضدّ النظام السوري بل ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية». كما أن إمكانية إبرام الولايات المتّحدة وروسيا إتفاق تعاونٍ ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» قد تزيد من حدة الشعور بالتخلّي بين المتمردين، وبالتالي تُشجّع العديد من الجماعات على التفاوض مع النظام أو الإنضمام إلى الجهاديين.
وفي دمشق، يتم دعم النظام بقوة من قبل «حزب الله» وإيران. ويعود سبب هذا الدعم إلى أنّ العاصمة السورية وخصوصاً مطاراتها هي البوابة الرئيسية لوصول الأسلحة الإيرانية إلى «حزب الله». كما يعتبر تدفّق المقاتلين الشيعة إلى دمشق جزءاً من جهدٍ للدفاع عن ضريح "السيدة زينب" وهو موقع حج شيعيّ أساسيّ كان يستقبل، قبل عام 2011 ، مئات الآلاف من الزّوار كلّ عام. وفي كلّ مرّة يقع فيها صاروخٌ في منطقة "السيّدة زينب" أو تنفجر سيارةٌ مفخخة في تلك المنطقة، تتردد أصداء الخبر في جميع أنحاء العالم الشيعي، مما يساعد في جذب مقاتلين جدد إلى الجبهة. أمّا بالنسبة لإيران، فلا يمكن السماح لضريح "السيّدة زينب" بمواجهة نفس مصير "ضريح العسكريين" [ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء] الّذي دُمّر في هجومٍ من قبل تنظيم «القاعدة» في شباط/فبراير 2006.
اليقين الذاتي للأسد
بالمقارنةً بـ [مناطق] غرب حلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة، والّتي يقصفها المتمردون بالصواريخ، تُعتبر العاصمة السورية هادئة نسبيّاً. فالخدمات العامة تعمل بشكلٍ طبيعيّ وتبدو الحرب بعيدة باستثناء صوت المدفعيّة من "جبل قاسيون" وهي تقصف مناطق المتمردين. وفضلاً عن ذلك، يعمل المطار الدولي من جديد، كما أن الطرق الرئيسية التي تؤدي إلى حمص ودرعا وبيروت آمنة. ولا يمكن لهذه التطورات إلاّ طمأنة الأسد. وبالرغم من عدم سيطرته حتى الآن على معظم أنحاء البلاد، وبالكاد يحافظ جيشه على المكاسب الأخيرة على الأرض التّي سهّل تحقيقها تدخل سلاح الجو الروسي، يشعر الأسد أقل تهديداً لأنّه يسيطر على دمشق. وبما أنّه لم يعد يحتاج إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكي يدافع عن مجال دمشق الجوّي، يقلّ احتمال رضوخه للضغوط الروسية، ناهيك عن الضغوط الدولية الأخرى، للتخلّي عن السلطة. وفي دمشق، ما زال الأسد بحاجة إلى استمرار الدعم العسكري الدفاعي القويّ من إيران ووكيلها «حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية. وكما هو الوضع الآن، فمن دون وجود تهديدٍ عسكري حقيقي على دمشق، فلن يوافق الأسد أو إيران على  حصول انتقالٍ سياسيّ في سوريا حتّى لو قبلت روسيا بذلك
فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
========================
"فورين بوليسي": أمريكا تٌلقي تركيا في أحضان موسكو
http://lomazoma.com/news/475332.html
 كتب - علاء المطيري:
في 9 أغسطس القادم يسافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مدينة سان بطرسبرج الروسية للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى منذ نوفمبر 2015، وفقًا لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، التي أوضحت أن الأشهر الثمانية الماضية شهدت تدفق الوزراء الأتراك إلى موسكو لإذابة الجمود الذي خيم على العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن اجتماع بطرسبرج ليس مجرد قمة وإنما حفل انفتاح تركي خارجي يميل نحو موسكو.
قواعد التقارب
ولفتت المجلة في تقرير لها، قبل يومين، إلى أن قواعد التقارب التركي الروسي متشابكة وأن ما تقوم به أمريكا يلقي بتركيا في أحضان موسكو، لكن قوة الدفع الأساسية لها هي نظام بشار الأسد الذي يمكن القول بأنه شبه استعاد وجوده في سوريا، والذي كان أكبر عقبة في طريق عودة العلاقات التركية الروسية في الماضي.
ونوهت المجلة، إلى أن العلاقات المتواضعة بين البلدين وصلت إلى نقطة الغليان عندما أسقطت تركيا طائرة سو- 24 الروسية في نوفمبر الماضي، لكن الوضع في سوريا تغير بطريقة دراماتيكية منذ ذلك الحين بسبب دعم روسيا وإيران للأسد بصورة جعلته يستطيع هزيمة تركيا وإخراجها من شمال سوريا.
والآن، تقول المجلة، تقوم موسكو وطهران بدعم الأسد ليستعيد سيطرته على حلب، ثاني أكبر مدينة سورية وهي واقع مر لا يستطيع عناد أردوغان أن يمنعه من تقبل نتائجه التي تقول أن الأسد سيبقى في سوريا.
تغير مفاجئ
ولهذا، غير أردوغان توجهه بصورة عكسية قبل 5 أسابيع واعتذر لبوتين عن اسقاط المقاتلة الروسية وسأل عائلة الطيار الذي تم قتله السماح، وبعدها بأسبوعين قال بن علي يلديرم، رئيس وزراء تركيا، إن بلاده ربما تستعيد علاقات طبيعية مع سوريا يومًا ما.
ولفتت المجلة إلى أن السبب وراء هذا التغير المفاجئ وتهرب أردوغان من الإجابة عن السؤال عن مصير الأسد في سوريا هو محاولته بدء التعاون مع روسيا في ثاني أكبر أولوياته وهي هزيمة حزب العمال الكردستاني وتقوية سلطته الداخلية.
يمثل حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية صممتها الولايات المتحة وهي تحارب للانفصال عن الدولة التركية منذ عقود، وتعد منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي اخت شقيقة لها.
وخلال العامين الماضيين، عمل حزب الاتحاد الديمقراطي على دعم قدراته السياسية ودعم سيطرته على شمال سوريا تحت ستار قتال داعش وراقبت تركيا تلك التحركات بانزعاج خاصة عندما تخطت تلك المجموعة نهر الفرات إلى الغرب الذي يمثل الخط الأحمر لتركيا.
رؤية أنقرة
وترى أنقرة أن كل من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي يمثلان شؤمًا عليها أكثير من داعش نفسها حتى بعد هجمات مطار اسطنوبل في 28 يونيو الماضي، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أن أردوغان سيناقش مع بوتين الأسبوع القادم حجب الدعم عن حزب العمال وحزب الاتحاد الديمقراطي لقناعته بأن هزيمتهما لابد أن تكون بحجب اللاعبين الإقليميين عنهم ومن ثم ينظر في أمر بقاء الأسد.
وأوضحت المجلة أن الأكثر من ذلك هو أن محاولة أردوغان تقوية سلطته الداخلية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تتوافق مع التقارب الروسي الذي يأتي في ظل الابتعاد والتوترات مع الغرب، مشيرة إلى أن موقف بوتين كان داعمًا لأردوغان من بداية الانقلاب الفاشل في حين تميز موقف كيري بالمراوغة إضافة إلى انتقادات لعمليات التطهير وتهديد بفقد عضوية تركيا في الناتو مقابل عدم اعتراض روسي على ما يقوم به أردوغان عقب الانقلاب.
راعي الانقلاب
ترى الصحافة التركية أن أمريكا حرضت ضد آردوغان بسبب انتماءاته الإسلامية وقامت بحامية فتح الله كولن الذي تقول الادعاءات أنه العقل المدبر للانقلاب الفاشل، ووصل الأمر إلى اتهام مسؤول تركي لأمريكا برعاية الانقلاب وتحركت احتجاجات إلى قاعدة إنجرليك الأمريكية جنوب البلاد التي تمثل نقطة الانطلاق الرئيسية للحملات الجوية ضد داعش، وترى أيضًا أن أردوغان سوف يعتمد على لاعبين على الأرض للحد من قدرات حزب العمال وحزب الاتحاد الديمقراطي.
وترى المجلة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته تملك اختيارات لمواجهة أردوغان ولابقاء تركيا بعيدة عن روسيا حيث ستقوم بتوسعة الفجوة الموجودة في سوريا بصورة تسمح لداعش بتهديد المصالح التركية الاستراتيجية هناك، ويجب عليها أيضا أن تقوم بإعادة تقييم انتقاداتها لأردوغان وجنون الشكوك الذي برره الانقلاب، مشيرة إلى أن إدارة أوباما ستتعلم من درس إدارة الأزمة في باكستان عام 2007 حتى لا تقوم بإغضاب حليفها.
يجب أن تقف واشنطن إلى جوار الحكومة المنتخبة والدفع بأردوغان نحو إظهار الشدة في وجه أعدائه المحليين، ويجب عليها أن تقدم ضمانات عن مستقبل الوضع في سوريا اعتمادًا على التعاون ضد حزب العمال الكردستاني.
وختمت الصحيفة بالقول: إن الوضح الحالي بين أمريكا وتركيا لا يغضب حليفًا لأمريكا وعضوًا في الناتو فقط، وإنما يلقي بها في أحضان موسكو.
========================
وول ستريت جورنال : تغيّر لون شعر أوباما آخر أبرز ما تمخضت عنه الحرب السورية
http://www.elmonzar.net/arabic-news/386379.html
رأى الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر أنَّ آخر أكثر شيء لافت للنظر تمخضت عنه الحرب الأهلية في سوريا هو تغير لون شعر الرئيس باراك أوباما.
وقال - في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة، حسب وكالة "أنباء الشرق الأوسط": ""نيران هذه الحرب التي تجاوز عمرها الخمس سنوات قد قوضت أركان الدولة السورية؛ فشردت نحو 14 مليونًا في الداخل والخارج، وقتلت نحو 470 ألف إنسان بحسب إحصائيات الأمم المتحدة التي توقفت منذ وقت طويل لانعدام مصدر موثوق للإحصاء، ودمرت القطاعات الصحية والتعليمية، وهدمت آمال الجيل السوري الحالي والجيل المقبل على الأقل - هذه الحرب في المقابل بكل تلك الفظائع قد فتحت الآفاق أمام الجهاديين لتجنيد مسلمين مغتربين ومكلومين في سوريا والشرق الأوسط وما وراءه".
وأضاف: "الانهيار السوري كاتفاق إيران النووي بات رمزًا لمساوئ إدارة أوباما، يستخدمه منتقدو الإدارة عند الإشارة إلى أسلوب أوباما في القيادة من الخلف وسياساته الخاصة بترضية الخصوم.. وسوف يساعد ظهور تنظيم داعش واستمرار نزيف اللاجئين والإرهابيين من سوريا – سيساعد في إطالة عمر هذا الانطباع حتى بعد أن يغادر أوباما منصبه في الرئاسة".
ودافع كاتب المقال عن أوباما قائلًا: "غير أنَّ الجدل المسيس حول سوريا يكتنفه عدد من التصورات الخاطئة، مثل فكرة أنَّ كثيرًا مما حدث تقع المسؤولية في جانب كبير منه على كاهل إدارة أوباما.. إن نظرة أمينة على بعض تلك الأفكار المضللة كفيلة بأن تحكي قصة مختلفة تمامًا".
========================
فادي حاكورة – (تشاثام هاوس) 21/7/2016 :ارتدادات ما بعد الانقلاب في تركيا هي في بدايتها فقط
http://www.alghad.com/articles/1052062-ارتدادات-ما-بعد-الانقلاب-في-تركيا-هي-في-بدايتها-فقط
فادي حاكورة – (تشاثام هاوس) 21/7/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
رد أردوغان بقبضة من حديد على محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، من خلال اعتقال، أو طرد أو تعليق عمل ما بلغ عددهم حتى الآن 60.000 من ضباط الجيش، ومسؤولي الشرطة والمخابرات، والقضاة والمعلمين والأكاديميين، وموظفي الخدمة المدنية. وقام بفرض حظر السفر على نطاق واسع، وحالة طوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر. كما يتعهد بإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي ألغيت في العام 2004 كجزء من الإصلاحات المطلوبة لفتح مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
سوف تكون لهذا النهج القاسي الذي لا يرحم بعد الانقلاب آثار سلبية عميقة على سياسة تركيا الداخلية وأمنها وسياساتها الخارجية في المستقبل المنظور، وعلى حساب استقرارها وازدهارها.
سياسة ممزقة
تشكل لا مبالاة أردوغان تجاه الوحدة السياسية غير المسبوقة التي تجلت ضد الانقلاب إضاعة فرصة ثمينة للتخفيف من الاستقطاب والانقسام المتعمقين اللذين تعاني منهما السياسة التركية. وسوف يكون من شأن عزمه على استخدام الانقلاب لتوطيد السلطة السياسية لرئاسة الجمهورية، وإضعاف أو القضاء على الطابع العلماني للدولة التركية عن طريق وضع دستور جديد، أن يوسع الفجوة الأيديولوجية والعرقية بين الأتراك العلمانيين والمحافظين، وبين الأتراك والأكراد على التوالي. وقبل بضعة أشهر فقط، كان إسماعيل كهرمان، رئيس البرلمان التركي وحليف أردوغان، قد أعلن أن "العلمانية لا يمكن أن تتجلى في الدستور [الديني] الجديد".
وبعبارات أخرى، سوف تعمل سياساته وخطابه على المزيد من تقويض الوجود غير المحسوس تقريباً للـ"الثقة المتبادلة" بين أفراد المجتمع التركي –رغبة أحد الأطراف في الاعتماد على أعمال طرف آخر- والتي ينظر إليها على أنها تتعارض مع نظام الحكم القوي والمجتمع المتماسك. ووفقاً لمسح أجرته منظمة التعاون والتنمية في العام 2010، فإن مستويات تركيا من الثقة بين الأفراد هي أقل بكثير من متوسط منظمة التعاون والتنمية، بحيث تبرز تركيا من بين الدول العشرين التي شملها الاستطلاع باعتبارها الوحيدة التي يرتبط فيها التحصيل العلمي العالي بمشاعر أقل من الثقة. ولا يمكن أن يولد هذا الموقف إلا مزيداً من الخلاف وعدم الثقة بين شرائح مختلفة من الناخبين الأتراك، وترسيخ السياسات القائمة على الشخصية ومن أعلى إلى أسفل، وهو السبب الجذري للاضطرابات السياسية في تركيا.
تضاؤل قدرة الدولة
يخشى شركاء تركيا في حلف الناتو أن تنطوي عمليات تطهير أفراد الجيش والأمن من ذوي الخبرة على احتمال تقليل قدرة الدولة على إحباط التهديد الذي يشكله "داعش" وغيره من الجماعات المتشددة، وإدارة حدودها الطويلة النفاذة والمليئة بالثغرات مع سورية والعراق بطريقة أفضل. وحتى الآن، سجنت السلطات التركية ما يقرب من ثلث كبار القادة العسكريين في تركيا، وأكثر من 7000 من ضباط الشرطة والمخابرات. ويشكل هذا خسارة كبيرة للخبرة والذاكرة المؤسسية، في وقت تصاعد فيه التحديات الأمنية. فبعد كل شيء، شهدت تركيا 14 هجوماً تفجيرياً على مدى العام الماضي، والتي كان الكثير منها من تنفيذ "داعش" أو حزب العمال الكردستاني الانفصالي.
وبالمثل، سوف تؤدي إقالة عشرات الآلاف من معلمي المدارس، سواء في المدارس الخاصة أو الحكومية، والأكاديميين الجامعيين والمسؤولين في وزارة التربية، إلى إعاقة تقديم الخدمات التعليمية الملائمة لتمكين الأجيال القادمة من تحقيق النجاح في بيئة اقتصادية عالمية تزداد تعقيداً باطراد. ولم توفر عملية "التطهير" هذه حتى الجامعات الحكومية والخاصة النخبوية الشهيرة التي تعتبر معاقل للقيم الليبرالية والعالمية في تركيا.
وفق جميع الاحتمالات، سوف يؤدي قيام الحكومة باستبدال الكوادر الرئيسية بآخرين من الموالين الأقل تأهيلاً، إلى تدمير الكفاءة والنزاهة المؤسسية، ومهنية المؤسسة العسكرية وبقية مؤسسات الدولة. وكانت عملية التفريغ هذه جارية مسبقاً قبل الانقلاب، ولكن اتخاذ القرار بعد الانقلاب زاد كثيراً من سرعته. وللأسف، في ظل أفضل سيناريو، سوف يستغرق الأمر تركيا سنوات، إذا لم يكن عقوداً، لاستعادة قدر من سيادة القانون وتقديم الخدمات العامة  وسوية معايير ما قبل الانقلاب، التي كان المواطنون الأتراك معتادين عليها.
تحديات السياسة الخارجية
قد يؤشر تأييد أردوغان لإعادة عقوبة الإعدام على نهاية آفاق انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي (التي أصبحت مسبقاً غير موجودة تقريباً)، وإلى علاقة أكثر اضطراباً وتوتراً مع أوروبا والولايات المتحدة. وكان، قبل الانقلاب، شريكاً شائكاً يصعب على الأميركان وحلف شمال الأطلسي التعامل معه، وعضواً متمرداً في تحالف مكافحة "داعش" الذي تقوده الولايات المتحدة، ومعارضاً صاخباً للتعاون بين الولايات المتحدة والمقاتلين الأكراد السوريين التابعين لحزب العمال الكردستاني الذين يستهدفون "داعش" في شمال سورية. وبعد الانقلاب، ربما أقل تساوقاً مع أهداف السياسة الخارجية والأمنية الأميركية والأوروبية.
ربما يمتد الخلاف إلى اتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين السوريين عبر بحر إيجة واليونان إلى داخل أوروبا القارية، والذي يبدو بدوره غير قابل للاستمرار باطراد.
وقد يستفيد أردوغان مشاكس من رفض الاتحاد الأوروبي القادم لإلغاء التأشيرات للمسافرين الأتراك إلى منطقة حدود شنغن بحلول نهاية تشرين الأول (أكتوبر) لانتزاع المزيد من التنازلات من أوروبا المتشككة فيه. وعلى الرغم من سخطهم، ينبغي أن يفهموا من التقارب مع إسرائيل وروسيا أنه يميل إلى تسوية مع دبلوماسية العضلات بدلا من المجاملات الدبلوماسية.
سوف تكون تركيا متشنجة ومنشغلة بمكائدها السياسية الداخلية، وسوف تكون قدراتها الأمنية والعسكرية مستنفدة كثيراً بحيث لا تستطيع تحمل توظيف أصول كبيرة لدعم تغيير النظام في دمشق. وسيكون الرئيس السوري بشار الأسد وداعموه الروس والإيرانيون، بشكل طبيعي، هم المستفيدون الرئيسيون، في حين ستكون المعارضة السنية المسلحة هي أكبر الخاسرين. وكما يمكن القول، لا بد أن يشعر الأسد الآن بأنه آمن تماماً في السلطة، وواثق من أنه سيوسع مكاسبه في الأراضي على حساب الجماعات السنية. وبالمثل، سوف يسعى الأكراد السوريين إلى تعزيز، وربما توسيع منطقتهم شبه المستقلة على طول الحدود بين تركيا وسورية، بما يتناسب مع تراجع نفوذ تركيا في المستنقع السوري.
درس أوروبا
تمثل تركيا الآن شهادة مريرة على الآثار السيئة للتضحية بالقيم التقدمية لصالح النفعية السياسية والخوف والمصالح الضيقة. وقد كشفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عن عدم تبصر استراتيجي بإعاقتهما رغبة تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2005. ولو كان الاتحاد الأوروبي قد أشرك تركيا في عملية انضمام موثوقة -مهما تكن شاقة- فإن الانقلاب لم يكن ليحدث قط على الأرجح. ولكان القادة السياسيون الأتراك سيضطرون إلى تنفيذ إصلاحات أعمق وأوسع لتعزيز الديمقراطية والعلمانية وحقوق الإنسان واقتصاد سوق فعال. وبدلاً من ذلك، تحصد أوروبا الآن ثمار ما زرعته: تركيا مهزوزة بانقلاب وغير مستقرة على عتباتها.
 
========================
تشارلز ليستر - (فورين بوليسي) 28/7/2016 :جبهة النصرة ماتت.. وأقوى من أي وقت مضى
http://216.245.211.4/articles/1050802-جبهة-النصرة-ماتت-وأقوى-من-أي-وقت-مضى?s=c1cfe10bb3dd5e6b59d4e8fd8d379697
 
تشارلز ليستر - (فورين بوليسي) 28/7/2016
ترجمة عبد الرحمن الحسيني
المنافس الرئيسي لـ"داعش" فك الارتباط مع تنظيم القاعدة. ولكن لا تتوقعوا أن تغير المنظمة أهدافها الجهادية. إنها في الحقيقة تنصب فخاً للولايات المتحدة.
*   *   *
أعلنت "جبهة النصرة" يوم 28 تموز (يوليو) الماضي أنها قطعت كل روابطها مع تنظيم القاعدة، وأسست حركة جديدة في سورية: جبهة فتح الشام. وصادقت القيادة العليا لتنظيم القاعدة رسمياً على الخطوة غير المسبوقة، والتي أتت أيضاً مع إعلان المجموعة عن هوية قائدها الحقيقية لأول مرة.
في بيان في شريط فيديو تم بثه بالتزامن على قناة "أورينت" المؤيدة للمعارضة وفضائية الجزيرة القطرية، عرض زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني -والذي تم الكشف عن اسمه الحقيقي بشكل منفصل: أحمد حسين الشرع- هذا الانفصال على أنه جاء مدفوعاً بالرغبة في "تشكيل جسم موحد" للقوات الإسلامية، ولرص صفوف الفصائل المتباينة في الثورة السورية، لضمان الدفاع الموثوق عن الإسلام في وجه الهجوم عليه. وفي استمرار للتمسك بالثيمة نفسها، قدم الجولاني جبهة فتح الشام كحركة سوف توجد من أجل "الحماية" و"الخدمة"، وليس للحكم والقمع. كما قال أيضاً أن الانتباه المتزايد الذي توليه المجموعة الدولية للحركة بسبب روابطها مع القاعدة كان السبب وراء "الإلغاء التام لعملياتها كافة تحت اسم جهة النصرة".
لا ينبغي أن يحتار أحد أمام هذه المناورة: إن جبهة النصرة تبقى خطيرة ومتطرفة كما كان حالها على الدوام. وبقطع روابطها مع القاعدة، تظهر هذه المنظمة على نحو أكثر وضوحاً من أي وقت مضى منهجها في اللعبة السورية الطويلة، والتي تسعى من خلالها إلى الانخراط في داخل الديناميات الثورية، وتشجيع الوحدة الإسلامية من أجل التغلب أعدائها من ناحية الذكاء، القريبين منها والبعيدين على حد سواء. وبهذا المفهوم، تختلف جبهة النصرة (راهناً جبهة فتح الشام) بشكل ملحوظ عن مجموعة "الدولة الإسلامية" التي عملت دائماً وحدها وفي تنافس مباشر مع الفصائل الإسلامية المسلحة الأخرى. وبدلاً من السعي إلى الوحدة، سعت مجموعة "داعش" علناً إلى الانقسام.
في نهاية المطاف، وفي حين قد يكون هذا تغييراً في الاسم والتبعية الرسمية، سوف تظل مجموعة الجولاني هي نفسها إلى حد كبير. ولذلك لا يشكل هذا بأي مقياس خسارة لتنظيم القاعدة. وفي الحقيقة، يشكل هذا الانفصال مجرد أحدث انعكاس لطريقة جديدة وأكثر فعالية بكثير من الجهاد الذي يركز على العمل الجمعي والتدريجي والمرن. ويكمن هدفه في تحقيق مكاسب تكتيكية متكررة، والتي سترقى ذات يوم إلى مرتبة الانتصار الاستراتيجي الكبير: تأسيس إمارة إسلامية تحظى بقبول أو دعم شعبي كافٍ.
لعبت القيادة المركزية لتنظيم القاعدة دوراً كبيراً في تحديد مسار هذه الخطوة، والتي تمت الإشارة إليها في سياق تسلسل الإعلان. فقبل ست ساعات من ظهور أبو محمد الجولاني على الشاشة، نشر الجناح الإعلامي لجبهة النصرة، المنارة البيضاء، بياناً إذاعياً أعطى فيه زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، ونائبه، أحمد حسن (أبو الخير) مباركتهما العلنية لقطع الروابط. وقال الظواهري: "إن وشائج الأخوة الإسلامية هي أقوى من أي روابط قديمة بين التنظيمات. وتجب التضحية بهذه الروابط التنظيمية من دون تردد إذا كانت تهدد وحدتنا".
وكان تحدث "أبو الخير" أيضاً شأناً مثيراً للانتباه بشكل خاص، في ضوء احتمال أنه كان يقيم داخل سورية منذ أواخر العام 2015 على الأقل، كما كنتُ قد كشفتُ في وقت سابق من هذا العام.
نشرت جبهة النصرة أيضاً أول صورة مؤكدة، ثم شريط فيديو يظهر الجولاني الذي كان يصر في السابق على إخفاء وحهه. وبطريقة محيرة، وعلى الرغم من فك روابطه مع تنظيم القاعدة، ظهر الجولاني مرتدياً زياً عسكرياً أخضر اللون وواضعاً عمامة بيضاء على رأسه، فيما بدا أنه محاولة واضحة لتكرار صور معروفة جداً لأسامة بن لادن. وفي خطاب الفيديو، كانت حول الجولاني شخصيتان رئيسيتان لهما روابط مع تنظيم القاعدة، بينهما أحمد سلامة مبروك (أبو فرج المصري)، الجهادي المخضرم الذي يتوافر على خبرة قتالية في مصر وباكستان وأفغانستان واليمن والسودان وروسيا وأذربيجان. ولأنه كان أقرب مساعدي الظواهري في التسعينيات، وقع جهاز حاسوب مبروك الشخصي في أيدي عملاء المخابرات المركزية الأميركية (السي أي أيه) في باكو عاصمة أذربيجان، ووصف بأنه "حجر رشيد للقاعدة (أي الذي يفك كل رموزها).
ببساطة، يقوم تنظيم القاعدة بتنسيق فك ارتباط تابعه السوري مع قيادته المركزية الخاصة لغاية المحافظة على الحيوية طويلة الأمد لجبهة النصرة وأهدافها الجهادية الاستراتيجية. وتظل الروابط الأيديولوجية بين تنظيم القاعدة وجبهة فتح الشام قوية.
يأتي هذا التطور الأحدث في وقت حساس على نحو خاص، بينما تبدو الولايات المتحدة وروسيا مصممتين على تنفيذ مستوى معين من العمليات العسكرية ضد جبهة النصرة في سورية. وعلى الرغم من محاولات سرية وعلنية متكررة لتشجيع مجموعات المعارضة السورية على "الخروج" من مناطق في سورية حيث توجد جبهة النصرة، فإن مجموعات الثوار المدعومين أميركياً لم تغير مناطق انتشارها. وبالنسبة للعديد من السوريين، يعتبر الانسحاب من هذا الجبهات الأمامية مساوياً لخيانة خمسة أعوام من الدماء التي أهدرت لتأمين مكاسب عسكرية. ويعني ذلك للبعض أيضاً خيانة مجموعة مسلحة، جبهة النصرة، والتي قاتلت بثبات وفعالية معهم منذ العام 2012.
من خلال فك روابطها مع تنظيم القاعدة، أكدت جبهة النصرة أنها ستبقى في داخل الخطوط الأمامية للمعارضة بشكل عميق، وخاصة في المحافظتين الشماليتين حلب وإدلب. ومن المؤكد أن أي ضربات جوية تشنها دول أجنبية وتستهدف المجموعة سوف تؤدي في الغالب إلى مقتل مقاتلين من الاتجاه السائد في المعارضة، وسوف ينظر إليها على الأرض على أنها مضادة للثورة. وتبعاً لذلك، فإن فإن أي مهمة تحددها موسكو وواشنطن بمصطلحات محاربة الإرهاب ستوسع وفق كل الاحتمالات من طيف أولئك الذين يعرفون بأنهم "إرهابيون" -مما يعيق بشكل كبير أي حل مستقبلي للأزمة السورية.
رد فعل الثورة
كان السوريون في داخل المعارضة المسلحة يوجهون الدعوات إلى "جبهة النصرة" لفصل نفسها عن تنظيم القاعدة منذ أن بايع أبو محمد الجولاني القاعدة وأعلن ولاءه لها في نيسان (أبريل) من العام 2013. وقد أدت حالة الترشيد المتزايدة لجبهة النصرة منذ منتصف العام 2014 وعملياتها العدوانية بين الفترة والأخرى ضد الجيش السوري الحر المدعوم أميركياً، إلى تكثيف هذه الدعوات الموجهة إلى جبهة النصرة لتوضيح ولاءاتها: لسورية أم للقاعدة؟
في الماضي، أعاقت هذه المخاوف على الأرجح قدرة "جبهة النصرة" على التجنيد وفق المعدل الأقصى لها. وبالإضافة إلى ذلك، قال لي العديد من القادة الإسلاميين النافذين الناشطين في اللاذقية وإدلب وحلب بشكل متكرر أنهم كانوا يعملون بهدوء لثني الشباب السوريين عن الانضمام إلى القاعدة في سورية.
وعلى نحو مشابه، يعتقد سوريون مسلحون ومدنيون على حد سواء في داخل مجتمع المقاومة بأنه من خلال إبعاد "جبهة النصرة" عن تنظيم القاعدة، ستكون مهمة فصل "أبنائهم" و"إخوانهم" عن الحركة الجهادية أسهل. ومن خلال فصل المجموعة عن قيادة القاعدة، فإنهم يأملون بأن تفقد هياكلها الداخلية بعضاً من صلابتها بحيث يكون الانضمام إلى المزيد من مجموعات معارضة الاتجاه السائد أكثر جاذبية. وإذا خبرت سورية فترة من الهدوء النسبي، فإن هذا الهدف قد لا يكون غير واقعي كما هو حاله اليوم، لسوء الطالع.
على الرغم من أن العديد من السوريين ما يزالون يشعرون بالقلق المبرر إزاء الأسس المتطرفة لجبهة فتح الشام، فإن حقيقة أن المجموعة قد فعلت الآن ما يحس العديدون بأنه تنازل رئيسي يضعها في موضع مفيد للغاية. وساء كانوا يقولون ذلك علانية أم لا، فثمة نسبة كبيرة من المعارضة السورية في الاتجاه السائد سترى فيها خطوة ايجابية وتتحرك نحو تبني دعوة الجولاني إلى الوحدة. لذلك، ستسعى جبهة فتح الشام الآن إلى تكثيف دعوتها التي تنادي بها منذ وقت طويل من أجل إحداث اندماجات واسعة النطاق، ومن أجل تشكيل تحالفات عسكرية في مناطق رئيسية من البلد.
أما النتيجة المحتملة الأكثر أهمية لهذا التطور الأحدث، فستتجسد في اندماج جبهة فتح الشام مع المجموعة السورية السلفية "أحرار الشام". ومع ذلك، يبدو مثل هذا الإجراء بعيداً بعض الشيء لأنه يستمر في مواجهة عوائق بنيوية وتنظيمية. والأكثر ترجيحاً في المدى القريب هو حدوث زيادة في ائتلافات محددة بالمنطقة، والتي تسعى فيها مجموعات مسلحة متعددة إلى دمج قياداتها العسكرية حتى تشكل تحدياً أكثر فعالية لخصومها في الميدان. ووفق كل الترجيحات، فإن ائتلافات الثوار الموجودة في إدلب وحلب -وخاصة جيش الفاتح- ستشكل الأساس لمبادرات الوحدة العسكرية هذه.
من خلال تمهيد الطريق نحو هذه الدينامية، يكون الجولاني وضع تحدياً أمام المعارضة السورية. وسوف تُجبر المجموعات الأكثر اعتدالاً من الجيش السوري الحر على الاختيار بين الوحدة العسكرية والوحدة الثورية أو العزلة العملياتية والإخضاع. وباختصار، تتخذ جبهة النصرة خطوة أخرى أيضاً نحو تشكيل توجهات المعارضة السورية لصالحها.
خطة القاعدة
قد تكون جبهة النصرة والقاعدة قد انفصلتا في العلن، لكن الروابط التنظيمية والأيديولوجية التي تربطهما سوف تثبت أنها عصية على الفصم. فما تزال القاعدة توزع شخصيات رفيعة مخضرمة في سورية من عموم العالم الإسلامي منذ العام 2013 بغية تعزيز المصداقية الجهادية لجبهة النصرة، وللاستفادة من الفوضى العارمة في سورية لتأسيس ملاذ آمن قادر على شن عمليات جهادية طويلة الأمد وعابرة للحدود. وسيظل هؤلاء الأشخاص في مكانهم سعياً وراء تحقيق نفس الأهداف، كما فعلوا عندما وصلوا أول الأمر -وتماماً مثل القيادة العليا لجبهة النصرة، لن ينسى أي منهم فجأة جذوره الجهادية العالمية. وبعد كل شيء، قال زعيم القاعدة، أيمن الظواهري نفسه في آذار (مارس) إنه لا يجب النظر إلى علاقة المرء بالجهاد الدولي على أنها تقف عائقاً أمام تحقيق "الآمال الكبرى للأمة الإسلامية".
كان أحد الأوجه المركزية لاستراتيجة القاعدة العاملة في سورية هو خلق جهاد محلي تطور من مشروع مدفوع نخبوياً إلى منحى إحيائي إسلامي بقيادة الجماهير. وعموماً، ركزت طريقة العمل لدى جبهة النصرة حتى وقت متأخر من العام 2015 على تأسيس، ثم تعزيز هذه المرحلة "النخبوية" الأولى من الجهاد السوري؛ حيث يبادرون هم وعدد منتقى من الوحدات الجهادية الأصغر الموالية ضمناً للقاعدة إلى ترويج القضية الجهادية في سورية. ومع ذلك، ومنذ نهاية العام 2015، توصل تقييم داخلي إلى أن قاعدة كافية من المجتمع المعارض قد تم اجتذابها لدعم المكانة المتصاعدة للمجموعة. وكان الجولاني قد أشار إلى هذه المرحلة من الأدلجة مبكراً في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2013، عندما ادعى بأن "المجتمع السوري قد تغير كثيراً في الحقيقة: إنه لم يعد نفس مجتمع ما قبل الثورة. وستكون هناك علامة تاريخية في الشام لما قبل وما بعد الجهاد".
منذ أواخر العام 2015، كانت "جبهة النصرة" تنتقل من جهاد مدفوع نخبوياً إلى مرحلتها الثانية التي شجعت تطوير الحركة الجماهيرية التي تدعو إلى الحكم الإسلامي في سورية. وعندما قويت مشاعر المعارضة السورية بوجود إهمال دولي لها، أصبح لرسالة "الوحدة" التي تطرحها "جبهة النصرة" جمهور مرحب أكبر، مع أن روابطها مع تنظيم القاعدة ما تزال تشكل العائق الرئيسي أمام تحقيقها.
بينما ركزت على تخريب الجهود الدولية لإطلاق عملية سياسية ولإدامة وقف الأعمال العدائية في سورية، اقترحت "جبهة النصرة" اندماجاً كبيراً مع مجموعات المعارضة في كانون الثاني (يناير)2016 في مقابل احتمال فك روابطها مع تنظيم القاعدة. واستمرت تلك المباحثات منذ ذلك الحين، جاذبة من حين لآخر شخصيات جهادية مرموقة لها روابط مع القاعدة، والتي سافرت إلى داخل شمالي سورية للتوسط. وقد قتل واحد منهم في ضربة لطائرة أميركية من دون طيار في نيسان (أبريل) 2016. ووصلت الأمور إلى نهايتها في وقت مبكر من تموز (يوليو) عندما بدا عدد من كبار شخصيات النصرة عازمين على الانشقاق وتأسيس فصيل جديد يدعى "الحركة الإسلامية السورية".
عندئذ، شعر الجولاني بأن ذلك كان بمثابة إنذار نهائي لسلطته. ولذلك دعا على عجل إلى اجتماع لمجلس شورى "جبهة النصرة" في محاولة تكللت في النهاية بالنجاح للحفاظ على تلاحم حركته، وهو ما كنت قد أمطتُ اللثام عنه أولاً يوم 23 حزيران (يونيو).
إن هدف جبهة النصرة بسيط: إنها تسعى إلى بناء غطاء متمدد من الشرعية في سورية، والذي سيكون يوما ما في المستقبل ذا أهمية حتمية لتبرير تأسيس إمارة إسلامية. وقد أظهرت المجموعة باستمرار أنها تتوافر على قدرة مؤثرة في العمل وفقاً لحساسيات السوريين الذين يعيشون معها. ونادراً ما أفرطت في تجاوز الخطوط إلى حد إثارة تحد لسلطتها بحيث لا تستطيع إدارته. وعلى الرغم من أنها عوّمت فكرة الإمارة في وقت سابق هذا العام، فقد أثبتت هذه الفكرة أنها لا تحظى بشعبية كبيرة لأسباب متنوعة -أحدها تبعية المجموعة لتنظيم القاعدة.
مشاكل لواشنطن
بينما تتكشف لعبة جبهة النصرة الطويلة في سورية، فإنها تشكل تحدياً كبيراً للمجموعة الدولية. وعلى الرغم من أن هناك العديد من الخلافات الكبيرة بين الولايات المتحدة وروسيا، فإن من الصعوبة بمكان تخيل سيناريو يكون فيه مستوى بعض الضربات الجوية غير موجه لجبهة فتح الشام، أو مهما يكن الاسم الذي تحب أن تطلقه على نفسها. ويبدو أن ثمة القليل من الفرصة للعودة، وسيكون صانعو السياسة محقين في عدم رؤية فك ارتباط جبهة النصرة مع القاعدة على أنه يجعل منها تنظيما أكثر اعتدالاً.
وربما يكون الأكثر أهمية هو أن هذا التطور الأحدث قد جعل من الأكثر إمكانية أن تقوم دول إقليمية، وعلى نحو خاص قطر وتركيا، بمحاولة تقديم دعم مادي مباشر للمجموعة. ومن المرجح أن تعمد تركيا على وجه الخصوص إلى استخدام الحجة بأن جبهة فتح الشام، التي ليست لها روابط مع تنظيم القاعدة، تعتبر شريكاً شرعيا تماماً مثل حليف واشنطن المعادي لـ"داعش"، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
أمام هذه المعضلة، من المحتم أن تبادر المجموعة الدولية إلى اتخاذ إجراء عسكري ضد جبهة النصرة. ومع ذلك أصبحت تداعيات مثل هذا العمل أكثر إثارة للقلق. وفي نهاية المطاف، يخاطر من يتبقى من معارضة الاتجاه السائد بأن يتم جره إلى أتون تصعيد دولي يبدو وأنه يتغذى بوقود الرغبة في محاربة القاعدة، مع تقدير غير كافٍ لتعقيد الديناميات الأوسع في سورية.
 
*نشرت هذه القراءة تحت عنوان: The Nusra Front Is Dead and Stronger Than Ever Before
========================
لوس أنجلوس تايمز: كيف أصبح المحيسني نجم الجهاد السوري؟
http://arabi21.com/story/932584/لوس-أنجلوس-تايمز-كيف-أصبح-المحيسني-نجم-الجهاد-السوري#category_10
لندن- عربي21- بلال ياسين# الجمعة، 05 أغسطس 2016 05:52 ص 04.0k
تطرق نبيه بولس في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إلى الشيخ السعودي، الذي تحول إلى فقيه للجماعات الجهادية السورية، وناقد شرس لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وكتب بولص عن الدور التعبوي الذي يمارسه المحيسني، خاصة في المعركة الحالية في حلب. وتطرق إلى إعلان الشيخ "الملحمة الكبرى للجهاد في سوريا، التي ستبدأ بعد ساعات"، مشيرا إلى أن الشيخ السعودي كان شخصية مغمورة، وأصبح في مركز الجماعات الجهادية المتمردة في سوريا. وفي الوقت الذي احتشدت فيه مجموعات من الجماعات المسلحة؛ لوقف تقدم جيش النظام وأعوانه حول حلب، قام المحيسني بدور التعبئة. وقال محمسا المقاتلين: "أين الذين يريدون 72 زوجة من الحور الحسان؟".
وانتشرت خطبته على يوتيوب، وشاهد الآلاف صورته، وسمعوا صوته المتهدج وهو يتحدث عن الحور العين. وقال إن "زوجة لك أيها الشهيد في الجنة لو بصقت في البحر بصاقا لأصبح حلوا، ولو قبّلت فمك لملأته عسلا وشهدا، إذا عرقت ملأت الجنة عطرا".
ويشير الكاتب في التقرير -الذي ترجمته "عربي21"- إلى المقاتلين الذين اجتمعوا حوله، وقرّبوا هواتفهم الذكية؛ ليسجلوا كل كلمة كان يتفوه بها. "هذا عن القبلة التي ستقدمها الحور العين للشهيد، فكيف بعناقها، وكيف بغنائها؟"، قال الرجل، مضيفا: "أين خطا الحور الحسان؟".
ويرى الكاتب أن ظهور المحيسني هي الصورة الأعلى، فهو بالتأكيد واحد من الشخصيات الغريبة التي أنتجتها الحرب السورية ضد نظام بشار الأسد. ويقول إن عبدالله المحيسني، 29 عاما، ليس إلا نجما من نجوم الجهاد، وعماد إمبراطورية إعلامية، تهدف إلى الحصول على الدعم المالي والسياسي والشرعي؛ لإقامة الدولة الإسلامية على تراب سوريا. ولدى المحيسني حضور قوي في "تويتر"، فواحد من حساباته له 355.000 تابع. ولديه قناة لها أتباع مكرسون على خدمة "تيلغرام" بـ32.000 متابع. ويظهر في برنامج منتظم على قناة تلفزيونية تبث عبر الإنترنت "سوريا في أسبوع".
ولديه أيضا قدرة بارعة على جمع المال. ففي آذار/ مارس العام الماضي، عندما دخل مقاتلو "جيش الفتح "إدلب"، أعلن المحيسني أنه قام بجمع 5 ملايين دولار لشراء الذخيرة اللازمة للمعركة. وبصفته قاضيا عاما لجيش الفتح، فهو عادة ما يقوم بالتوسط بين الجماعات المسلحة المتناحرة، بل حاول مرة التوسط بين جبهة النصرة وعدوها اللدود تنظيم الدولة.
ويرى المحلل في الشؤون السورية، سام هيللر، أن سر نجاح المحيسني نابع من أنه "منغمس في المعركة"، "فهو في داخل سوريا، وليس في تركيا أو أي مكان آخر، وهو في جبهة القتال، وأصيب بجراح أكثر من مرة".
وجاء حضور المحيسني مع أن نشأته وعمله لم يشيرا إلى ارتباط بالجهاد الدولي. فهو ابن قارئ معروف للقرآن ورجل أعمال ثري، ما زال يعمل في مسجد داخل السعودية. وولد المحيسني في مدينة بريدة التي وصفتها مرة ساندرا ماكي مؤلفة كتاب "السعوديون: في داخل مملكة الصحراء" بأنها "مركز الأصولية حتى في الظروف العادية".
وتشير سيرته على موقعه إلى أنه بدأ يعمل لكتابة رسالة الدكتوراه بجامعة أم القرى، حيث كتب رسالة عن "أحكام لاجئي الحرب في الفقه الإسلامي".
وبحسب قوله: "ولأن سوق الجهاد قد بدأ.. فقد قررت الذهاب للجهاد في سوريا، ودعم إخواني في جبهة النصرة وأحرار الشام". وبحلول عام 2013، تحوّل نحو جهود توفير المال للحملات العسكرية وحملات "جاهد بمالك"، ودعم الكتائب الإسلامية. وقدم متبرعون محتملون في قطر والكويت المال الكافي لشراء ما بين 50 – 150 من بنادق القنص أو الكلاشينكوف، وهؤلاء هم المتبرعون على المستوى الفضي. أما الذهبي، فهم من يقدمون المال الكافي لشراء ثماني قنابل هاون. وعلى المستوى الماسي، هم الذين يتبرعون بما يكفي لشراء دفاعات مضادة للطائرات.
وأدت جهوده هذه إلى إثارة انتباه السعوديين، الذين لاحقوه لوقف جمع المال، ومنعوه من السفر. ولكنه تسلل في الفترة ما بين آب/ أغسطس وتشرين الأول/ أكتوبر من السعودية عبر الكويت وتركيا إلى سوريا. وناقش رسالته العلمية لاحقا خارج السعودية ومن جامعة "أي أس أر"، التي تمنح شهادات خلال فترة قصيرة.
وهناك من يتساءل عن رواية المحيسني وعلاقته المتوترة مع السلطات السعودية. وزعمت صحيفة "السفير" اللبنانية في عام 2014 أن حملات جمع التبرعات التي يقودها المحيسني يتم الإعلان عنها في السعودية وقطر ومناطق أخرى. ومهما يكن مصدر الأموال التي زعمت الصحيفة أن المحيسني جمعها من جمعيات يترأسها مسؤولون سعوديون، إلا أنه أصبح نجما.
========================
إنترناشيونال بيزنيس تايمز : (القاعدة) في سوريا.. هل يمكن لتنظيم (جبهة النصرة) تغيير مواقعه؟
http://all4syria.info/Archive/333550
– POSTED ON 2016/08/06
POSTED IN: مقالات وتحليلات
إنترناشيونال بيزنيس تايمز : التقرير
أعلن تنظيم جبهة النصرة الجهادي القوي في سوريا، الأسبوع الماضي، قطع علاقاته مع تنظيم القاعدة، وأطلق على نفسه اسمًا جديدًا، وهو جبهة فتح الشام.
وقال أمير جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، في مقطع فيديو بثته قناة الجزيرة، أن التنظيم الجديد ليس تابعا “لأي كيان خارجي”، وسيسعى إلى الاتحاد مع جميع الفصائل، من أجل توحيد صفوف المجاهدين، والإطاحة بنظام بشار الأسد.
وطالبت فصائل المعارضة المسلحة، التي تقاتل إلى جانب جبهة النصرة بانفصالها عن تنظيم القاعدة، التنظيم الذي يعتبره معظم السوريين تنظيمًا أجنبيًا ومتطرفًا. وربما تأمل جبهة النصرة بعد هذا التنازل في تعميق التعاون مع قوى الثورة، ما قد يعرقل خطط توسيع التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وروسيا ضد التنظيم الجهادي.
وعلى الرغم من الانفصال المعلن، فإن المحللين يقولون أن التنظيم الجديد سيشارك القاعدة العنف والأهداف الانتقالية، والفكر السلفي الجهادي المتطرف، وقال تشارلز ليستر، وهو زميل معهد الشرق الأوسط، ومؤلف كتاب عن الثورة السورية، في حديث له مع الإذاعة العامة
لا يختلف تنظيم فتح الشام كتنظيم جهادي عن جبهة النصرة. إنه لا يزال مؤيدا لنفس الأعراف المتطرفة؛ ولا يزال يسعى لنفس الأهدف طويلة المدى؛ ولا يزال يحتفظ بعشرات الشخصيات التابعة لتنظيم القاعدة.”
ويتساءل بعض المحللون عما إذا كان التنظيم، قطع علاقاته بالتنظيم الرئيسي بالفعل، وأشار توماس جوسلين، وهو زميل مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، في مجلة لونج وار، أن الجولاني لم يحل بيعته لقائد تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري علنا، وربما لا يزال مواليا له.
كما أن الجولاني لم يذكر تنظيم القاعدة بشكل واضح في الفيديو، ولكنه قال إن النصرة لم تعد تابعة لأي “كيان خارجي”. ووفقا لجوسلين، فإن القاعدة لديها كوادر قيادية كبيرة وعدد كبير من العناصر داخل سوريا، ما يعني أن القاعدة ليس “كيانا خارجيا” في البلاد.
وهناك دليل آخر على هذا الأمر، وهو أن أحمد سلامة مبروك، الذي كان جالسا إلى يمين الجولان، هو جهادي مخضرم له علاقات مع الظواهري، وقد تم الاستيلاء على حاسوبه الشخصي عام 1998، وأطلقت عليه الاستخبارات المركزية الأمريكية اسم “حجر رشيد” القاعدة.
ووافقت القيادة المركزية لتنظيم القاعدة على تحول جبهة النصرة إلى جبهة فتح الشام، الأمر الذي كان الجولاني حريصًا على التأكيد عليه ومدح الظواهري بسببه في تصريحه المتلفز. وهذا يوحي بأن التنظيم الجديد لا يزال “مدينا بالفضل” للتنظيم الرئيسي، وفقا لسام هيلر، وهو كاتب ومحلل مقيم في بيروت وتركز أبحاثه على الثورة السورية.
تعاون أكبر
ومع ذلك فإن خلق انطباع بأن النصرة لم تعد مرتبطة بالقاعدة، قد يكون مفيدًا بالنسبة للتنظيمين، كما يقول محللون. فبالنسبة للنصرة تعد هذه فرصة لتعاون أكبر مع قوى المعارضة، وربما أيضا يحدث اندماج بينها وبين حركة أنصار الشام الجهادية القوية.
وإذا قامت الولايات المتحدة باستهداف التنظيم بعد ذلك، وتسبب هذا في مقتل مقاتلين من حلفائها ومن المدنيين، فستتمكن جبهة النصرة من تصوير الولايات المتحدة كعدو للمعارضة كلها، بدلًا من الجهاديين فقط، ومن استخدام هذه الصورة للحصول على الدعم وترسيخ وجودها كمعارضة ثورية.
بالنسبة للقاعدة، فإن قطع العلاقات مع الجبهة يساعد في الحفاظ على “استمرارية وجود جبهة النصرة على المدى الطويل كما يحافظ على أهدافها الاستراتيجية الجهادية”، كما يقول ليستر. وتشمل هذه الأهداف إنشاء إمارة إسلامية في جنوب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، وتهيمن فيه جبهة النصرة وأحرار الشام، ثم تأسيس الخلافة في النهاية.
ويمكن للتعاون الوثيق مع الجهاديين أن تكون له نتائج عكسية على الثوار السوريين المحاصرين. فلن يقتصر الأمر فقط على جعلهم أكثر عرضة للقصف الروسي والأمريكي، بل سيزيد أيضا من اعتمادهم على جبهة فتح الشام كحليف عسكري ضد نظام الأسد.
وهذا على الأرجح هو ما يرمي إليه التنظيم، كما يقول محللون. في ورقة بحثية له تتناول جبهة النصرة قبل إعلان الجولاني، حذّر ليستر من أن أي انفصال عن القاعدة “يجب أن تتم قراءته كمناورة سياسية ذكية تهدف إلى حصر السوريين في علاقة التكافل مع التنظيم”.
من خلال بناء التحالفات مع قوى المعارضة الأخرى، واستعراض القوة العسكرية ضد النظام وتقديم خدمات للسوريين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وسعى الجهايون إلى كسب القلوب والعقول وجعل الثوار والمدنيين “معتمدين” عليهم، كما قال.
لكن يعتقد ليستر، أن النصرة تمثل “التحدي الأكبر” للمعارضة، فهي “ذئب في ثياب حمل” يستغل الثورة السورية لبناء دولة إسلامية وتأمين قاعدة لمهاجمة الغرب من خلالها.
إنه تنظيم إرهابي لا علاقة له بالثورة السورية
كما يتشكك كثير من النشطاء السوريين المعارضين للأسد في نوايا التنظيم. وفي محادثة عبر البريد الإلكتروني، قالت رفيف جويجاتي، مديرة مؤسسة إحياء المساواة والتعليم في سوريا، إن الهدف الأخير للنصرة “هو بناء ديكتاتورية أخرى – دولة إسلامية – مكان الديكتاتورية الحالية”.
ويصف مغرد على موقع “تويتر” تحت اسم “الحليم”، التنظيم بأنه “سلاح ذو حدين”، فربما يثبت على المدى الطويل أنهم أكثر خطورة من تنظيم الدولة، كما يقول، لأنهم يحظون بقاعدة شعبية كبيرة وهم مندمجون تماما في المجتمع السوري في بعض مدن جنوب سوريا.
كما يعتقد وائل العجي، المتحدث باسم الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومقرها في لندن، أن جبهة النصرة تمثل تهديدا للقيم الأصلية للثورة، وقال عبر البريد الإلكتروني، “إنه تنظيم لا يؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة وحرية التعبير وحرية العقيدة”، مضيفًا: “إنه تنظيم إرهابي لا علاقة له بالثورة السورية” .
وتقول منظمة العلجي، إن جبهة النصرة قتلت مئات المدنيين منذ بداية الصراع، من بينهم نساء وأطفال، كما تم اتهامهم أيضا بارتكاب مذابح وتفجيرت بالسيارات الملغومة واغتيالات وإعدامات دون محاكمة وتعذيب وخطف.
كما أن مجتمعات الأقليات في سوريا هي الأكثر عرضة لتهديدات التنظيم. فالمدنيون العلويون والمسيحيون والدروز والأكراد قد تم استهدافهم وقتلهم من قبل جبهة النصرة، بالإضافة إلى من يزعمون أنهم مثليين أو نساء ارتكبن جريمة الزنا.
ويخشى الكثيرون من أن الجهاديين يمثلون تهديدا وجوديا لهذه المجتمعات. فقد حث الرجل الثاني في قيادة التنظيم، سامي العريدي، في يونيو الماضي أتباعه قائلا: “تعاملوا مع (العلويين) كما تتعاملون مع المرتدين” – ما يعني أنه يجب قتلهم. كما صرح الجولاني أيضا بشكل علني أن العلويين سيكونون بأمان في سوريا إذا تخلوا عن دينهم.
لقد تسببت وحشية وتطرف النصرة في تهميش السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، أيضا. ففي معرة النعمان، وهي مدينة تقع في الشمال الغربي، فرّق التنظيم احتجاجات الثوار وداهموا مقرات الجيش السوري الحر في مارس، ما أثار تظاهرات استمرت لمائة يوم ضد الجهاديين. ولن تحظى النصرة بقبول لدى السوريين الذين يقاتلون من أجل دولة حرة وديمقراطية.
وساهم قرار “وقف الأعمال العدائية” بوساطة الولايات المتحدة وروسيا في خروج هذه التظاهرات، التي أدت إلى أكبر خمس تظاهرات ضد الأسد منذ سنوات. ووفقا لليستر، فقد أظهرت فترة الهدوء النسبي هذه في إظهار ضعف جبهة النصرة:
فموقع التنظيم كعضو مقبول في الثورة كان يعتمد بشكل كبير على قدرته على استعراض قيمته العسكرية في قتال نظام الأسد. وبعد هدوء الصراع بشكل كبير، أصبحت جبهة النصرة عاجزة تقريبا بين عشية وضحاها، ما أعطى القوة للأغلبية العظمى من المعارضة، التي تعتنق قيما مغايرة تماما لتفسير القاعدة المتطرف للإسلام”.
وتعتقد جويجاتي، أن التنظيمات الجهادية مثل النصرة لن تحظى أبدًا بقبول السوريين الذين يقاتلون من أجل بلد حر وديمقراطي. حيث قالت: “أولئك الذين يؤيدون أهداف الثورة يدركون أنه لا يوجد ديكتاتور – سواء كان حليق الذقن ويرتدي ملابس غربية، أو كان ملتح بثياب واسعة – سيؤيد روح وطبيعة ثورتنا”.
وتابعت “القيم الجوهرية في الثورة هي الحرية والكرامة والديمقراطية لكل السوريين، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية أو السياسية أو عرقهم أو خلفيتهم الاجتماعية”.
========================
معاريف :قد تغض تركيا الطرف عن الأسد إذا حجبت موسكو دعمها للأكراد؟
https://www.ewan24.net/قد-تغض-تركيا-الطرف-عن-الأسد-إذا-حجبت-موس/
نشر في : السبت 06 أغسطس 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 05 أغسطس 2016 - 07:55 م
سوف يسافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سانت بطرسبرغ، في 9 أغسطس، حيث سيلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى منذ نوفمبر عام 2015. وفي هذا السياق، رأت مجلة “فورين بوليسي” أن اجتماع “سان بطرسبرج” هو أكثر من مجرد قمة أخرى، إنه “حفل افتتاح” لميل تركي أوسع نحو موسكو.
وقال كاتب المقال إن أسس التقارب الروسي- التركي متعددة، ولكن الدافع الرئيس هو الموقف من مستقبل حكم بشار الأسد في سوريا، فهذا الأخير هو الحاضر الغائب في الاجتماع القادم بين أردوغان وبوتين، ذلك أنه في السابق، كان الأسد عقبة رئيسة أمام تحسين العلاقات بين روسيا وتركيا.
وقد تغير الوضع في سوريا بشكل كبير منذ حادثة إسقاط المقاتلة الروسية في 24 نوفمبر الماضي، حتى إن التحالف الروسي الإيراني أضعف التأثير التركي في شمال سوريا، وتبدلت لهجة الساسة الأتراك تجاه الروس والصراع في سوريا.
ما الذي دفع بهذا التغيير المفاجئ؟ بالتفاف على معضلة الأسد، وفقا لمقال “فورين بوليسي”، يحاول أردوغان فتح التعاون مع روسيا بشأن قضاياه الرئيسة الأخرى: هزيمة حزب العمال الكردستاني وتوطيد السلطة المحلية.
حزب العمال الكردستاني يخوض حربا انفصالية ضد الدولة التركية منذ عقود. أما الوحدات السورية الكردية، التابعة له، فقد فرضت سيطرتها السياسية، على مدى العامين الماضيين، على أجزاء من شمال سوريا تحت ستار محاربة “تنظيم الدولة”.
يدرك أردوغان أنه من أجل منع حزب العمال الكردستاني والوحدات الكردية السورية من التأسيسي لكيان انفصالي على طول الحدود التركية، فإنه يجب حرمانهم من الدعم الدولي، وخصوصا من أسيادهم الإقليميين: روسيا وإيران.
وهذا ربما يُغري بطرح صفقة محتملة في سان بطرسبرج الأسبوع المقبل: مقابل حجب روسيا دعمها عن حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، قد توافق تركيا توافق على غض الطرف عن الأسد.
وبالإضافة إلى ذلك، تعزز السياسة الداخلية لأردوغان حساباته الإقليمية للاستدارة نحو روسيا. إذ إن الهزات الارتدادية لمحاولة الانقلاب العسكري ضد أردوغان في 15 يوليو تدفع بتركيا باتجاه روسيا بعيدا عن الغرب.
فمنذ البداية، كما كشف الانقلاب، قدم بوتين الدعم لأردوغان، وهذا على النقيض من المراوغات الأولية لوزير الخارجية الأمريكية، جون كيري.
وبالنسبة للصحافة التركية، فإن القصة بسيطة: حرضت الولايات المتحدة ضد أردوغان، الإسلامي القومي، وحمت العقل المدبر المفترض للانقلاب، فتح الله غولن. كما اتهم أحد الوزراء الأتراك، بشكل قاطع، الولايات المتحدة بتدبير الانقلاب العسكري.
ويبدو، وفقا لتقديرات مقال “فورين بوليسي”، أن أردوغان، وأكثر من أي وقت مضى، سوف يعتمد على طرف رئيس مؤثر في أرض الواقع، روسيا، للحد من طموحات الانفصاليين الأكراد في تركيا وسوريا.
هذا، وقد نقلت صحيفة “القدس العربي، اليوم، عن مصادر قريبة من القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، قولها إن طهران أُبلغت بشكل واضح من القيادة التركية بأن أنقرة قررت إغلاق الحدود السورية التركية بما أمكن ذلك، وأنها سحبت خبراءها العسكريين والأمنيين من غرفة الاستخبارات المشتركة في الأردن “الموك”.
**
وفي السياق ذاته، كتب المحلل العسكري والكاتب الإسرائيلي في صحيفة “معاريف” العبرية أنه “في الأسبوع القادم سيسافر اردوغان إلى موسكو. وفضلا عن إظهار الثقة المثيرة للانطباع لزعيم يتجرأ على ترك بلاده بعد أسبوعين من محاولة انقلاب، يتساءل العالم الغربي: ما الذي سيضحي به اردوغان كي ينال صداقة الرئيس الروسي. فهل سيصدر تصريحا يضع علامة استفهام استمرار التعاون التركي مع الغرب أم سيتنازل عن تطلعه لإسقاط بشار الأسد؟”.
وعلق محذرا: “إذا اختار اردوغان سحب يده من سوريا مقابل الصداقة المتجددة مع الروس، فستسحب الأرضية من تحت إقدام اتفاق المصالحة الذي وقع معنا. فأساس هذا الاتفاق كان الخوف المشترك بين تركيا وإسرائيل من قيام دولة شيعية إيرانية في أجزاء هامة مما كان ذات مرة سوريا”.
========================
ترجمة خاصة عن موقع نيوز 1 العبري – لهذه الأسباب تركيا وروسيا تصالحا معا
http://natourcenter.info/portal/2016/08/03/ترجمة-خاصة-عن-موقع-نيوز-1-العبري-لهذه-ا/
الكاتب: المركز كتب في: أغسطس 03, 2016 فى: شؤون اقليمية | تعليقات : 0
ترجمة خاصة عن  موقع “نيوز 1” العبري الاسرائيلي – 2/8/2016
 قال موقع “نيوز 1” العبري إن فشل انقلاب تركيا أدى إلى تعزيز وضع الرئيس رجب أردوغان، كما دفعه إلى التصالح مع روسيا وبدء صفحة جديدة معها تنتهي بتطبيع العلاقات بين البلدين، حيث اعتذر الرئيس التركي مؤخرا عن إسقاط طائرة روسية على الحدود التركية السورية قبل بضعة أشهر، مؤكدا أن هذا الأمر كان خطأ فادحا، معتذرا عما حدث في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل محاولة فاشلة لقلب نظام الحكم في 15 يوليو من هذا العام.
 
وأضاف الموقع في تقريرة أنه مع ذلك، دفعت وتيرة الأحداث والتطورات المتلاحقة الرئيس التركي لتسريع التقارب مع روسيا ومن المقرر عقد اجتماع المصالحة المزمع مع الرئيس بوتين في سبتمبر المقبل في سانت بطرسبرغ، مشيرا إلى أنه في خلفية المصالحة مع روسيا هناك التوتر بين تركيا والولايات المتحدة على خلفية الطلب التركي بتسليم فتح الله جولن، فضلا عن تهديد الاتحاد الأوروبي تركيا بأن لا يتم إدراجها في الاتحاد عند تطبيق عقوبة الإعدام على المتآمرين ضد أردوغان، وبجانب هذا كله هناك توتر في العلاقات مع حلف شمال الأطلسي.
ولفت نيوز وان إلى أن تركيا تشعر بأنها في عزلة دولية بعد خطوات اتخذها الرئيس أردوغان في بلاده بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وهو ما دفع تركيا إلى التوجه نحو المصالحة مع موسكو والاقتراب منها مرة أخرى، كما أن للروس مصالح في هذه المصالحة، فقمع أردوغان في تركيا وانتهاكات حقوق الإنسان ليست من مصلحة الرئيس بوتين، كما أن الاعتذار الهاتفي من الرئيس أردوغان كسر الطريق أمام المصالحة وخفف من حدة التوتر بين الزعيمين.
وأشار الموقع إلى أن تركيا خسرت نحو 10 مليار دولار في أعقاب العقوبات التي اتخذتها روسيا بعد سقوط الطائرة الروسية، حيث حظرت موسكو دخول المنتجات الزراعية التركية إلى أراضيها، وتوقفت السياحة الروسية إلى تركيا وأكدت وجود علاقات سرية بين داعش والرئيس أردوغان، لكن روسيا تضررت أيضا نتيجة لهذه التحركات التي رفعت أسعار الفواكه والخضروات في روسيا بعد توقف الواردات من تركيا وتجميد مشروع خط أنابيب جديد للغاز من روسيا يجب أن يمر عبر تركيا إلى أوروبا وهو ما يمكن أن يسبب لها ضررا كبيرا.
وهناك مؤشرات تدل على أن زيارة الوفد التركي الأخيرة إلى روسيا كان هدفها كسر الطريق وإحداث تطبيع كامل في المجال الاقتصادي بين البلدين، حيث كان وفد تركي زار مؤخرا روسيا للتحضير لزيارة أردوغان، التي ستشمل مناقشة تجميد مشروع خط أنابيب الغاز من روسيا إلى تركيا، بعدما ألغت روسيا كل العقوبات المفروضة على تركيا بعد إسقاط الطائرة الروسية.
وطبقا لموقع نيوز وان سيتطرق الاجتماع المزمع بين أردوغان وبوتين لمناقشة مشاكل إضافية فضلا عن الوضع في سوريا، والتي تمتلك تركيا حدودا مشتركة معها، مثل الحرب ضد الإرهاب، والمشكلة الكردية، كما أن الرئيس أردوغان قلق من دعم الولايات المتحدة لأكراد سوريا وإمكانية إنشاء دولة كردية في سوريا على الحدود مع تركيا، والتي يمكن أيضا أن تشجع الأكراد في تركيا للمطالبة بإنشاء دولة كردية مستقلة.
وتدعم روسيا الأكراد في سوريا، ولكن وفقا لمصادر سورية من الممكن أن تتوصل روسيا إلى اتفاق مع الرئيس أردوغان بحيث تعارض إقامة دولة كردية في الأراضي السورية في مقابل أن الرئيس أردوغان يوافق على استمرار حكم الرئيس بشار الأسد والتوقف عن العمل ضده ودعم المنظمات المعارضة له.
واختتم نيوز وان تقريره بأن أردوغان سياسي داهية يعمل وفقا لمصالحه الخاصة فقط، لذلك فهو ليس لديه مشكلة في صنع السلام مع إسرائيل وكسر وعده لحماس التي وقعت اتفاقا مع إسرائيل حتى يتم رفع الحصار عن غزة، والعودة إلى التطبيع الكامل مع روسيا حتى يتمكن من اللعب بين روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية.
ترجمة خاصة عن وطن
========================
معاريف: مصلحة "اسرائيل" هي إلا تنتهي الحرب في سوريا
http://www.tayyar.org/News/Lebanon/94250/معاريف--مصلحة--اسرائيل--هي-إلا-تنتهي-الحرب-في-سوريا
6AUGUST2016
كتب "الون بن دافيد" مقالا في صحيفة "معاريف" تحت عنوان " ما الذي سيضحي به أردوغان كي ينال صداقة الرئيس الروسي؟
جاء في المقال أنه "اذا اختار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سحب يده من سوريا مقابل الصداقة المتجددة مع الروس، فستسحب الارضية من تحت اقدام اتفاق المصالحة الذي وقع مع "اسرائيل" . فاساس هذا الاتفاق كان الخوف المشترك بين تركيا و"اسرائيل" من قيام دولة شيعية إيرانية في اجزاء هامة مما كان ذات مرة سوريا، حسبما اوردت الصحيفة.
وقال دافيد " لقد اصبح فتح الشام القوة الاهم بين القوى المعارضة للاسد في سوريا. فهي تسيطر في شمال غرب الدولة، في منطقة الحدود مع لبنان وفي اجزاء من هضبة الجولان. زعيمها، ابو محمد الجولاني، يتطلع لأن يجعلها المنظمة الأم للمعارضة السورية، وأن تكون المنظمة النموذج لما يسميه السذج في الغرب "الإسلاميين المعتدلين".
فببساطة، الفرق بينهم وبين داعش، برأيهم، هو أنهم لا يقطعون الرؤوس لغرض المتعة، بل فقط لسبب وجيه.
وأضاف: "ان الارض الاقليمية التي كانت ذات مرة سوريا يمكن اليوم تقسيمها إلى أربعة محافل قوة مركزية: الاسد، داعش، الاكراد وفتح الشام. داعش سيهزم في نهاية المطاف ويطرد من سوريا. "اسرائيل" ملزمة بأن تتأكد إلا تنتهي هذه الخطوة باقامة دولة مرعية إيرانية في الجزء الغربي من سوريا على الحدود المشتركة معنا.
اذا تجاهلنا للحظة المأساة الانسانية الرهيبة التي تجري في سوريا، فإن المصلحة الاسرائيلية الباردة هي إلا تنتهي الحرب هناك قريبا. وفي هذه الاثناء خير تفعل "اسرائيل" في انها تواصل ابعاد يدها عن سوريا والا تتدخل في الحرب هناك، ولكن اللحظة التي سنضطر فيها إلى اختيار جهة ما آخذة في الاقتراب.
========================
معاريف :ما الذي سيضحي به أردوغان كي ينال صداقة الرئيس الروسي؟
http://www.alquds.co.uk/?p=577182
صحف عبرية
Aug 06, 2016
حتى وقت غير بعيد كان كل محرر أخبار يعرف بأنه مع الحر والرطوبة في تموز ـ آب يأتي موسم الخيار: الاخبار الهامة تخرج في اجازة، والصحف تمتلىء بالقصص والحكايات التافهة. اما هذا الصيف فهو لا يزال في منتصفه، واذا بنا نرى بريطانيا تصوت للخروج من الاتحاد، اوروبا والولايات المتحدة تتعرضان لعمليات قاسية وتركيا تشهد محاولة انقلاب. وفي الايام الاخيرة، وبينما ننشغل نحن بشؤون على مستوى عالمي، مثل المستقبل السياسي «للظل»، فإن الحرب العالمية التي تجري بصمت منذ بضعة سنين ترتفع درجة.
فبعد أن هاجمت روسيا بفظاظة وعلانية قيادة الانتخابات لهيلاري كلينتون تعرضت لإحدى هجمات السايبر الاشد في تاريخها. فجهاز الاستخبارات الروسي الـ «اف.اس.بي»، خرج عن عادته واعترف بأن نحو 20 وكالة ومنظمة روسية تم اختراقها في هجمة متداخلة. كان واضحا بأن الروس يهمهم ان يظهروا بأنهم لا يكونون هم من يهاجم فقط بل هم ايضا ضحية للهجمات.
الـ «اف.اس.بي» سينشر اليوم (الجمعة) تفاصيل اضافية عن الهجوم الذي تعرضوا عليه، ولكن واضح منذ الان بأن روسيا واجهت في هذه الهجمة سلاحا سايبريا لم تلتق مثله من قبل. ومثل الوكلاء الغافين في عهد الحرب الباردة، الذين كانوا يرسلون إلى القوة العظمى الخصم وينتظرون لسنوات مكالمة هاتفية تفعلهم، يبدو أن هذه المرة ايضا فعل الأمريكيون أدوات غافية كانوا غرسوها قبل زمن طويل عميقا في الحواسيب الروسية.
يحتاج تطوير مثل هذه الادوات سنوات طويلة واخرى لاجل غرسها. وهذه يفترض بها ان تكون سلاح «يوم الدين» الذي لا يستخدم إلا بعد ان تكون استنفدت كل الوسائل الاخرى. فلماذا إذن اختار الرئيس براك اوباما أن يفعل ويحرق هذه الممتلكات الغاية في الأهمية الان بالذات؟ تعتقد وسائل الإعلام في الولايات المتحدة بأنه اضطر لأن يرد على ما بدا له كتدخل روسي فظ في حملة الانتخابات الأمريكية. واوباما اياه، الذي عرف دوما كيف يحتوي ويتجلد على كل هجوم تعرضت له بلاده، والذي سكت عندما هدد الرئيس الفرنسي بشدة غير مسبوقة المرشح دونالد ترامب، ظهر فجأة كإله ثأر. ولكن هل كان سيفعل ذات الادوات لو كان الروس اقتحموا مقر قيادة انتخابات ترامب؟
سيكون مشوقا أن نتبين ما الذي فكر به قادة الاستخبارات الأمريكية عندما طلب منهم ان يفعلوا ادوات «يوم الدين» التي طوروها على مدى السنين كي يساعدوا مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة. وهم يعرفون بأنهم سيستغرقهم سنوات لتطوير ادوات كهذه من جديد. وسأفاجأ إذا ما تبين بأنهم لم يصروا على تسجيل استيائهم في المحاضر.
الفهم السائد لدى معظم وسائل الإعلام الأمريكية هو ان الرئيس فلاديمير بوتين يريد أن ينتخب ترامب ولهذا فقد أمر بكشف الرسائل الالكترونية التي سرقت من مقر قيادة الحزب الديمقراطي. ولكن هذا تفسير ضحل يستخف بذكاء الرئيس الروسي. فهل حقيقة أن روسيا ردت في غضون يومين على دعوة ترامب كشف رسائل كلينتون يأتي حقا لمساعدته؟
محظور الخطـأ في فهم الثناء الذي يغدقه بوتين على المرشح ترامب. فمع أنه يرى فيه بالضبط ما هو عليه تماما: تبسيطي، ثنائي البعد، وليس بالضبط «السكين الاكثر حدة في الجارور»، كما يقول الأمريكيون؛ ولكن بوتين يفضل الف مرة كلينتون المتوقعة والمتصالحة، على ترامب الاستفزازي الذي يقول انه إذا كان لدى أمريكا سلاح نووي، فيجمل بها أن تستخدمه. فأعطوه اربع سنوات اخرى من الادارة الهزيلة في واشنطن، وهو سيستكمل السيطرة على اوكرانيا وسوريا ويتمكن من الانتقال إلى الاهداف التالية. ان العطف الذي يبديه بوتين تجاه ترامب يستهدف فقط تأمينه في حالة أن ينتخب ترامب فعلا.
الثورة المنهاجية
مشوق ان نجد أنه بين المقاطع التي اختارها الأمريكيون للهجوم في روسا كانت ايضا مواقع طاقة ترتبط بتركيا. وقد فعلوا هذا قبل لحظة من تحول بوتين واردوغان ليصبحا الصديقين الافضل. ففي الاسبوع القادم سيسافر اردوغان إلى موسكو. وفضلا عن اظهار الثقة المثيرة للانطباع لزعيم يتجرأ على ترك بلاده بعد اسبوعين من محاولة انقلاب، يتساءل العالم الغربي ما الذي سيضحي به اردوغان كي ينال صداقة الرئيس الروسي. فهل سيصدر تصريح يضع علامة استفهام استمرار التعاون التركي مع الغرب أم سيتنازل عن تطلعه لإسقاط بشار الاسد؟
لقد سبق لأردوغان ان بنى حجته للغيبة للابتعاد المحتمل عن الغرب: فممثلوه في كل العالم يكررون رواية الانقلاب الذي خطط له وادير من بنسلفإنيا. وادعاؤهم هو أن اجهزة الاستخبارات الأمريكية كانوا على علم بالخطوات التي قام بها الزعيم المنفي فتح الله غولن مع مؤيديه في تركيا، اختاروا تجاهلها. واكثر من هذا، فإن رجال أردوغان يدعون بأن محاولة الانقلاب في تركيا لم تستهدف تحقيق المزيد من الديمقراطية بل العكس، كان هدف المتآمرين اقرار جمهورية إسلامية على نمط غولن. وبكلمات اخرى، يدعون بأن تركيا نجت من انقلاب على نمط إيران.
الحقيقة هي أن الكثير من المتآمرين على اردوغان كانوا يعتبرون متماثلين مع غولن وخشوا من ان ينحوا من مناصبهم. ولا يزال من الصعب أن نتخيل الجيش التركي يقود انقلابا إسلاميا. في هذه الاثناء يقود اردوغان ثورته المنهاجية. فقد فهم بأنه اخطأ حين نشر الصور المهينة للضباط المعذبين واخطأ ايضا عندما أقام مقبرة منفصلة «للخونة». ولكن الكلمة الاخيرة في تركيا لم تقل بعد.
اذا اختار اردوغان سحب يده من سوريا مقابل الصداقة المتجددة مع الروس، فستسحب الارضية من تحت اقدام اتفاق المصالحة الذي وقع معنا. فاساس هذا الاتفاق كان الخوف المشترك بين تركيا واسرائيل من قيام دولة شيعية إيرانية في اجزاء هامة مما كان ذات مرة سوريا.
وقد احتدمت معضلته الاسبوع الماضي عندما اعلنت منظمة جبهة النصرة عن انقطاعها عن القاعدة وغيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام. واضح أن الخطوة تستهدف ابعاد رجال النصرة عن داعش واعفاءهم من الهجمات الأمريكية، ولكن توجد هنا خطوة هي أكثر من مجرد اعادة تصنيف.
لقد اصبحت فتح الشام القوة الاهم بين القوى المعارضة للاسد في سوريا. فهي تسيطر في شمال غرب الدولة، في منطقة الحدود مع لبنان وفي اجزاء من هضبة الجولان. زعيمها، ابو محمد الجولاني، يتطلع لأن يجعلها المنظمة الأم للمعارضة السورية، وأن تكون المنظمة النموذج لما يسميه السذج في الغرب «الإسلاميين المعتدلين». فببساطة، الفرق بينهم وبين داعش، برأيهم، هو أنهم لا يقطعون الرؤوس لغرض المتعة، بل فقط لسبب وجيه. ولكن في سنوات الجيرة التي راكمناها مع رجال النصرة في الجولان، تعلمنا ان هذه منظمة عقلانية. فهم لا ينتحرون، لا يعذبون السكان الذين يسكنون في مناطقهم (اذا كانوا سُنة بالطبع) ومستعدون للتعاون مع الجهات الغربية.
ان الارض الاقليمية التي كانت ذات مرة سوريا يمكن اليوم تقسيمها إلى أربعة محافل قوة مركزية: الاسد، داعش، الاكراد وفتح الشام. داعش سيهزم في نهاية المطاف ويطرد من سوريا. اسرائيل ملزمة بأن تتأكد إلا تنتهي هذه الخطوة باقامة دولة مرعية إيرانية في الجزء الغربي من سوريا على الحدود المشتركة معنا.
اذا تجاهلنا للحظة المأساة الانسانية الرهيبة التي تجري في سوريا، فإن المصلحة الاسرائيلية الباردة هي إلا تنتهي الحرب هناك قريبا. وفي هذه الاثناء خير تفعل اسرائيل في انها تواصل ابعاد يدها عن سوريا والا تتدخل في الحرب هناك، ولكن اللحظة التي سنضطر فيها إلى اختيار جهة ما آخذة في الاقتراب.
الون بن دافيد
معاريف 5/8/2016
========================
 ديلي ميل بعقلية النظام: شباب سورية يحب الحياة
http://www.akhbarlibya.net/arabic-news/153175.html
 رغم أن "الديلي ميل" في تقريرها عن الساحل السوري، أظهرت التناقض الذي تعيشه سورية، بين شباب وصبايا في الساحل يرقصون ويمرحون في حفل على الشاطئ، تحت أشعة الشمس، وبين حرب طاحنة ومأساوية تقتل المئات كل يوم في مكان آخر، إلا أن بعض الاقتباسات من المقال أصبحت شعاراً رائجاً لدى الصفحات الموالية، وحتى بعض الجرائد الرسمية.
عقلية النظام تنجذب إلى هذا المعيار الذي ورد في التقرير، على لسان شاب وفتاة تحدثا مع صحافي الديلي ميل: "نحن نُحب الحياة" أو شعار آخر "نريد عودة الفرح إلى سورية"، أو الأكثر قسوة "بدنا نعيش". هذه المعيارية رائجة، النظام يكتفي باستذكار سورية ومجتمعها بحريته الفارغة، بيومياته التي تبتعد عن السياسية وتتجه نحو الإسفاف واللاغائية. نحو شباب يمضي وقته دون أي حاملٍ أخلاقي أو سياسي. تاركاً لعائلة النظام وأعوانه الحرية الكاملة في قيادة شؤون البلاد، دون أي مفعول للهيمنة الاجتماعية أو القبول الشعبي. فالنظام لم يتمسك
برؤية سياسية أو ديمقراطية للدفاع عن وجوده بل اكتفى منذ بداية الثورة، بالتمسك بمقولات ذات محمول سطحي، كالأمان الاجتماعي، كأن تعود الفتاة بعد منتصف الليل إلى بيتها دون أن يمسها أحد، أو أن الحفلات الفنية منتشرة في ربوع سورية، أو عدم وجود الالتماس طائفي بين السكان بشكل مباشر. أو عدم وجود منازعات سياسية تؤثر على الأمن جراء الاستقرار السياسي المُستمر منذ أربعين عاماً.
المكان الذي غطتهُ الديلي ميل هو منطقة تبعد عن مدينة اللاذقية حوالي الثلاثين كم شمال اللاذقية، يعد من أكثر المناطق التي يرتادها الشباب من الساحل للاصطياف، سمح فيه النظام لمرتاديه بتدخين الأعشاب المخدرة، وبسكن المكان بشكل مختلط بين الجنسين دون رقابة أو تحفظ. هنا يحفظ النظام ماء الوجه للشباب المُعولم، غير المسيس بالمرة، والذي لا يُشكل عبئاً سياسياً على النظام بالمرة، في أن يكون حراً في منطقة شاطئية واسعة، ودرجات السماح بالحرية في ذلك المكان تعطي للنظام أفضلية لتفضيل النظام سياسياً واجتماعياً على مناطق المعارضة، التي يصفها هذا الشباب بأنها مناطق الإرهابيين.
هذا ما جعل صفحات النظام أكثر شغفاً في تبني أجزاء من التقرير. فبحسبهم، مناطق النظام يرتادها الشباب "بفرح عارم"، والحفلات على الشاطئ، والأمل في نهاية الحرب، خلافاً لـ"ثقافة الموت التي يُشيعها الإرهابيون في المناطق الأخرى".
التناقض المُر الذي كتبت عنه الصحيفة غير رائج، النظام يُفضل "صورة الفرح" التي أشاعها التقرير ليراهن على طبقته السياسية المؤيدة، التي ترى الحرب حرب ثقافة يومية، وحرب انتماء للحضارة السلوكية اليومية الفارغة، وحضارة الموت والحرب والإرهاب التي هي للمعارضة. هذا أيضاً لم يلقَ استحساناً من جمهور النظام، حيث الأبناء "يموتون للدفاع عن النظام والبعض يملكون وقتاً للرقص والفرح". فهوجمت صفحة أخبار اللاذقية التي يزيد عدد متابعيها عن المئتي ألف لتغطيتها لما ورد في التقرير.
قنوات النظام الإعلامية ترتبك هنا، بين الدفع بالثقافة المرجوة على سطحيتها وبساطتها، وبين الألم الكبير وثقافة الموت التي طغت على الموالاة عموماً، جراء فقد الآلاف من الشبان دفعاً في حرب قادها النظام. وشباك النظام الإعلامية تميل للتمسك بثقافة الشاطئ كنوع من الاكتفاء المستقبلي في تأمين ما يحتاجه الكل ليكون سعيداً تحت دائرة النظام. أما حقوق الإنسان والحريات ومطلب العدالة، فهي حرية لا يُريدها النظام ولا يعممها. من هنا يتمسك النظام بصور الشباب على الشاطئ بكامل فرحهم، فهذا أفضل من وعي عميق وتأملي للحرب، يجعل طبقة الشباب في صراع ٍ معه. هذه الحرية المسموحة في سورية لا أكثر. مناطق النظام الأقرب في الساحل تكتفي بهذه الحرية، أما من يطلب أكثر من ذلك فسيكون إرهابياً. اما كلمة "بدنا نعيش"، فهي الفضلى للنظام: الخبز والملح، ونسيان السياسة.. ومن بعدها ليفعل الشباب كل شيء.
========================
إندبندنت: حلب ليست سربرنيتشا الجديدة
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/8/5/إندبندنت-حلب-ليست-سربرنيتشا-الجديدة
رأى روبرت فيسك في مقال بصحيفة إندبندنت أن "حلب ليست سربرنيتشا الجديدة، وأن الغرب لن يخوض حربا من أجل سوريا"، وقال إنه لا يوجد "أخيار" بين أمراء الحرب السورية حتى الآن، وبالرغم من كل الأدلة على ذلك يحاول البعض العثور عليهم، وقد حان الوقت لوقف الكذب على شعوب الشرق الأوسط.
وأشار الكاتب إلى أن تهديدات القوى الغربية بضرب "الدكتاتور" ما لم يلتزم بوقف إطلاق نار إنساني تشبه ما حدث في كوسوفو عام 1998، في السنة التي سبقت شن حلف شمال الأطلسي حربه ضد نظام سلوبودان ميلوسوفيتش في صربيا.
لكن الفرق بين الماضي والحاضر هو أنه في عام 1998 كانت القوى الغربية تتلهف لحرب مع صربيا، واليوم نفس الدول الغربية ستفعل أي شيء لتجنب الدخول في حرب مع سوريا.
ويرى فيسك أن مأساة حلب فريدة ومرعبة ومختلفة تماما عن مذبحة سربرنيتشا، التي قتل فيها أكثر من ثمانية آلاف مسلم بأيدي المليشيات الصربية المسيحية عام 1995، بينما وقفت قوات الأمم المتحدة الغربية تتفرج ولم تحرك ساكنا.
وختم بأنه في خضم معاناة الشعب السوري يجب على الغرب أن يكف عن تقديم المزيد من الأكاذيب للعرب، لأنه لن يسعى لإنقاذ حلب حتى وإن أجبر نظام الأسد المعارضين على الاستسلام (كما فعل في حمص، ولم يحرك الغرب ساكنا)، وقد حان الوقت أيضا لنتوقف عن الكذب على أنفسنا.
========================
فايننشال تايمز :دبلوماسية عقيمة
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/8/5/إندبندنت-حلب-ليست-سربرنيتشا-الجديدة
أما صحيفة فايننشال تايمز فنشرت مقالا للكاتب ديفد غاردنر علق فيه على القتال الشرس الدائر في مدينة حلب السورية، وقال إنه يتبلور الآن كأكبر معركة في الحرب التي دخلت عامها السادس، وإن الصراع بدأ يتحول إلى نمط حرب الاستنزاف في وقت تدك فيه المدينة العريقة وتتحول إلى ركام.
وأشار الكاتب في مقاله إلى أن حلب قد تكون فصلا جديدا في قصة الطريق الدموي المسدود في هذه الحرب المتغيرة، وألمح إلى ما قاله مسؤول غربي متخصص في الشأن السوري بأن قوات نظام بشار الأسد "يمكن أن تستمر في التقدم على الأرض لكنها لن تستطيع التمسك بها. وفي المقابل، فإن المعارضة ستخسر أرضا لكن الجيش السوري لن يتمكن من التحرك فيها بحرية".
وأوضح غاردنر أن السيطرة على أرض والتمسك بها يحتاج إلى قوات، وهذا ما يفتقده الأسد في جيشه المستنزف، ولهذا يعتمد على إيران وحزب الله اللبناني وشبكات المليشيات التي شكلاها؛ ومع ذلك يبدو رعاة الأسد -بما في ذلك روسيا- منزعجين من القدرة القتالية لقوات الأسد بعد خمس سنوات من الحرب والخسائر المتزايدة التي تتكبدها.
وختم الكاتب بأن الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة وروسيا خذلت سوريا، وأن الحل السياسي قد يبدو أكثر إلحاحا حينما تدركان أنه في وقت لا يمكن فيه لأي طرف الفوز على أرض الواقع، وستستمر الخسارة للجميع، وحلب يمكن أن تكون بشكل مأساوي خطوة على هذا الطريق.
========================
التايمز: كيف اخترقت إسرائيل موقعا لرسائل تنظيم الدولة؟
http://arabi21.com/story/932905/التايمز-كيف-اخترقت-إسرائيل-موقعا-لرسائل-تنظيم-الدولة#category_10
عربي21- عبيدة عامر# الجمعة، 05 أغسطس 2016 12:51 م 0110
أكدت صحيفة "التايمز" البريطانية اختراق شركة إسرائيلية لمجموعة مراسلة في تطبيق "تلجرام" لتنظيم الدولة الأربعاء، كاشفة عن بعض مخططات التنظيم، كما نشرت "عربي21" الخميس.
وقالت الشركة "إنسايت" الإسرائيلية، التي يديرها مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون سابقون، إنها نجحت في اختراق مجموعة مراسلات يستخدمها تنظيم الدولة، مشيرة إلى وجود لائحة "محددة جدا"، بما فيها قاعدات عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.
وتضم هذه اللائحة عددا من قواعد الطيران الأمريكية، وخصوصا الموجودة في دول السعودية والبحرين والكويت.
وحصلت بعض هذه المخططات والاستهدافات، منها هجوم نورماندي الأسبوع الماضي، الذي قتل به منتسبان للتنظيم كاهنا في كنيسة في فرنسا.
وأصبح تطبيق "تلجرام" قناة تواصل مفضلة لداعمي التنظيم، لأنه يستخدم تشفيرا عاليا من المستخدمين، مما يجعل من الصعب على السلطات تعقب الرسائل، حيث قال أحد مؤسسي البرنامج، آلون أفراتز إن "تلجرام أصبح مشفرا بالكامل، وليس هناك خشية اختراق وفهم المكتوب".
ولم تكشف الشركة الإسرائيلية بالضبط كيف استطاعت الوصول لقناة التواصل على البرنامج، بالاختراق أم بالدخول إليها تحت غطاء منتسب أو داعم للتنظيم، حيث قال المنشقون والمعتقلون السابقون لدى التنظيم، إن هذا يتطلب تزكية من شخص واحد على الأقل.
وقال آرفاتز، في حديث له على القناة "العاشرة" الإسرائيلية، إنهم "اكتشفوا أن هجوم نورماندي نوقش قبل شهور"، مما يشير إلى أن الهدف تم اختياره بعناية من تنظيم الدولة، كما قال المحققون الفرنسيون، الذين تفحصوا هاتف أحد المنفذين، إنه كان يستخدم التطبيق قبل تنفيذ الهجوم بأربعة أيام.
وتؤكد الادعاءات الإسرائيلية خشية الأجهزة الأمنية الأوروبية من تطبيقات مثل "تلجرام" أصبحت تقنية أساسية لـ"الجهاز الأمني" لتنظيم الدولة، الذي وصفه الجهاديون الفرنسيون بأنه "الجهاز السري خارج التنظيم".
ولا زال المحققون يبحثون لأي مدى عملت الرسائل المشفرة على إلهام أو توجيه أو مساعدة هجمات محددة، بالإضافة للقنوات المفتوحة التي يستخدمها التنظيم لحشد المجندين.
وقال أحد الأمنيين السابقين لصحيفة "نيويورك تايمز" إن برامج مثل "تلجرام" كانت أساسية لأي هجمات مستقبلية ضد أمريكا.
=======================