الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7-2-2016

سوريا في الصحافة العالمية 7-2-2016

08.02.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. معهد واشنطن :أزمة اللاجئين في الأردن تبلغ حدّها الأعمق
  2. فوكوس الالمانية :النمسا تهدد بعمل عسكري لمواجهة اللجوء
  3. إندبندنت: معركة حلب ضربة مدمرة للمعارضة
  4. فورين بوليسي: أوباما خان ثوار سوريا
  5. واشنطن بوست: أسطورة داعش تقترب من النهاية
  6. من الصحافة التركية: تركيا وسوريا الفرصة الضائعة والأخيرة
  7. محمد علوش لـ"لوموند": بشار الأسد لا يفكر بالسلام
  8. مفاجأة..لوفيغارو الفرنسية: عماد مغنية اغتال الحريري وبعدها اغتاله ماهر الأسد
  9. الإندبندنت: الرياض وطهران قد يتواجهان بحرب مباشرة في سوريا  0
  10. "الجارديان": سقوط حلب قد يصل تأثيره لأوروبا
  11. الجارديان: تركيا والسعودية مصممتان على إسقاط الأسد
  12. مايك غيغليو؛ ومنذر العواد* - (بَز فيد نيوز) 28/1/2016 :الحياة والموت في سجن داعشي
 
معهد واشنطن :أزمة اللاجئين في الأردن تبلغ حدّها الأعمق
ديفيد شينكر
5 شباط/فبراير 2016
في وقت سابق من الأسبوع الأول من شباط/فبراير، وخلال مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية» ("بي بي سي")، ناقش العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الضغط المتزايد الناتج عن اللاجئين السوريين في بلاده. وناشد للحصول على مساعدة مالية من المجتمع الدولي محذّراً أنّه «عاجلاً أم آجلاً، سينفجر السدّ».
ولم تكن تعليقات الملك مبالغاً بها - فالأردن بأمسّ الحاجة إلى مساعدة إضافية مرتبطة باللاجئين. فوفقاً لـ "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة، هناك ما يقرب من 750,000  لاجئ سوري مسجل يسكنون المملكة، ويشكّل عددهم ثاني أعلى معدّل للفرد في العالم بعد لبنان. وفي العام الماضي، أفادت الأمم المتحدة أنّها حصلت على أقل من نصف مستلزمات ميزانيّتها من الجهات الدولية المانحة للاجئين السوريين في المنطقة، مما نتج عنه تخفيضات كبيرة في الغذاء والمساعدات الأخرى.
ومما يزيد من تفاقم المشكلة، أنّ اللاجئين المسجّلين يشكّلون جزءاً فقط من السوريين الموجودين في الأردن حالياً. وقد أصدرت المملكة مؤخراً أرقاماً إحصائية لعدد السكّان تشير إلى أنّ 1,265,514  لاجئ سوري قد هربوا إلى الأردن - ويشكّلون بالإجمال نسبة صاعقة هي 13.28  بالمائة من عدد سكّان البلاد. وقد يوازي ذلك 10.8 مليون لاجئ يعيشون في ألمانيا، أو 66.8  مليون لاجئ يعيشون في الاتحاد الأوروبي بأكمله. وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنّ 86 بالمائة من اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون تحت خط الفقر.
وخلال مقابلته مع محطة الـ "بي بي سي"، أشار الملك إلى السوريين بأنّهم يشكّلون عبئاً مالياً معيّناً. وفي حين يألّف السوريون الشريحة الأكبر من المواطنين الأجانب في الأردن، إلّا أنّ الإحصاء السكّاني يظهر أنّ نحو 3  ملايين من أصل 9.5 مليون شخص ليسوا أردنيين. ويضمّ هذا العدد حوالي 636,000  مصري، و131,000  عراقي، و31,000  يمني، و23,000  ليبي، و634,000  فلسطيني غير مُجنّس. ولا شك أن هذا العدد الهائل من السكان الأجانب يزيد الضغط على قدرة الأردن على استيعابهم وعلى ميزانيته.
وقد عُقد في الأسبوع الأول من شباط/فبراير مؤتمر في لندن حول جمع 9 مليارات دولار لدعم فرص التعليم والتوظيف للاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن. وبالإضافة إلى تلبية المستلزمات الإنسانية الحادّة، تهدف هذه المبادرات إلى التخفيف من خطر التطرّف بين مجتمعات اللاجئين.
وتُعدّ جهود مكافحة التطرّف مهمّة، لكن إذا ثبتت السابقة، لن ينجح هذا النداء بجمع ما يقرب من 9 مليارات دولار. وفي الواقع، تعهد الاتحاد الأوروبي بمنح أكثر من 3 مليارات دولار في المؤتمر. وفي الوقت نفسه، أغلقت الأردن حدودها في الأشهر الأخيرة، ويقيم آلاف السورييين في مخيّمات على طول الحدود منتظرين الدخول. وتُعدّ الأردن المعتدلة والموالية للغرب عنصراً هامّاً في الحرب ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية». إلّا أنّه لا يجوز اعتبار استقرار المملكة من المسلّمات. فالخلل الذي يسببه السوريون كبير جدّاً.
وفي العام الماضي، بالإضافة إلى زيادة برامج المساعدة الاقتصادية والعسكرية الأساسية الممنوحة للأردن من 660 مليون دولار إلى مليار دولار في العام، ساهمت الولايات المتحدة بمبلغ 180 مليون دولار لبرامج اللاجئين في المملكة. وفي حين شكّل هذا المبلغ حوالي ربع مجموع المساعدات الدولية للاجئين في الأردن، إلّا أن على واشنطن القيام بالمزيد في السنوات المقبلة نظراً للأهميّة الاستراتيجية للبلاد.     
ومن جانبها، قدمت الدول الأوروبية منفردة فضلاً عن الاتحاد الأوروبي دعماً تبلغ قيمته حوالى 200 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن العام الماضي. وعلى الرغم من أن هذا المبلغ سخيّ نسبياً نظراً لما يقدّمه الأوروبيون عادةً، على هؤلاء أن يدركوا أنّ لهم مصلحة شخصية كبيرة في تقديم المزيد من الدعم. فوفقاً لاستبيان أجراه مؤخراً "المجلس النرويجي للاجئين"، ينوي نصف اللائجين السوريين في الأردن مغادرة المملكة "لأنهم لا يرون مستقبل" لهم هناك. وبالفعل، سيحاول الكثيرون الوصول إلى أوروبا وما بعدها إذا لم ترفع الدول الغربية من مساهمتها لتحسين فرصهم المستقبلية.            
ديفيد شينكر هو زميل "أوفزين" ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن.
======================
فوكوس الالمانية :النمسا تهدد بعمل عسكري لمواجهة اللجوء
خالد شمت-برلين
ذكر تقرير لأسبوعية فوكوس الألمانية أن النمسا، التي تسعى لإغلاق طريق البلقان أمام اللاجئين القادمين من مناطق الحروب والأزمات، هددت بالقيام بإجراء عسكري لمنع وصول موجات اللجوء القادمة من تركيا، وإرسال جنود من جيشها إلى مقدونيا وصربيا لإيقاف تدفق اللاجئين هناك، إن لم تسارع اليونان لتشديد الرقابة على حدودها البحرية.
ونقلت المجلة عن وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس قوله في اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي بالعاصمة الهولندية أمستردام الجمعة، "إذا لم تقبل اليونان مساعدة لتأمين حدودها مع تركيا، فمقدونيا وصربيا ودول بلقانية أخرى مستعدة لأخذ هذه المساعدة من خلال تعاون جماعي مع الاتحاد أو تعاون ثنائي مع كل دولة لتقليل أعداد اللاجئين وخنق موجة اللجوء وربما إيقافها".
وقال كورتس إن بلاده ستغلق عند الضرورة حدودها في وجه اللاجئين القادمين إليها، وفهمت هذه الكلمات في أثينا وعواصم دول غربي البلقان على أنها تهديد، لأن إغلاق الحدود النمساوية ينهي عودة مئات آلاف اللاجئين، مما يمكنه هز الاستقرار في دول صغيرة مثل سلوفينيا ومونتينغرو والبوسنة والهرسك.
قضية أمنية
وتتعامل النمسا في الأسابيع الأخيرة مع أزمة اللجوء الحالية باعتبارها قضية أمنية ومسألة تتعلق بالتعاون العسكري الأوروبي، وهو ما عكسته إجراءات عديدة قامت بها هذه الدولة الأوروبية.
ومن بين تلك الإجراءات تحديد 37500 لاجئ سنويا كحد أقصى لا يمكنها أن تستقبل أكثر منه، ونشرها أعدادا من جنودها على حدودها الجنوبية، وإعلان دعمها لوكالة الحدود الأوروبية (فرونتيسكس) بطاقم من مئة فرد نصفهم من الجيش.
يضاف إلى هذه الإجراءات، حديث وزير الدفاع النمساوي الجديد هانز بيتر دوسكوتسيل عن عدم استبعاد مشاركة جنود من الاتحاد الأوروبي في مهمة عسكرية مدنية مشتركة لتأمين الحدود الخارجية للاتحاد.
كما دفعت فيينا مسألة تأمين الحدود الخارجية الأوروبية، وإقامة معسكرات ضخمة في إيطاليا واليونان ودول البلقان لتجميع اللاجئين وتسريع تسجيلهم وتقنين أوضاعهم تمهيدا لتوزيعهم على الدول الأوروبية أو إعادة ترحيلهم من حيث جاؤوا، باعتبارها مسألة تعاون عسكري، على رأس جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة بأمستردام.
وفي السياق دعت وزارة الدفاع النمساوية ممثلين لحكومات صربيا ومقدونيا والتشيك وسلوفاكيا والمجر وسلوفينيا وكرواتيا لاجتماع ستنظمه بفيينا في مارس/آذار القادم لبحث إمكانيات تعاونها في مهمة عسكرية لتأمين الحدود الخارجية الأوروبية في مواجهة استمرار تدفق اللاجئين، على أن تقدم نتائج هذا الاجتماع للقاء آخر سيعقبه لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي.
وعلى صعيد ذي صلة كشفت تقرير لصحيفة بيلد الشعبية الألمانية أن الاتحاد الأوروبي فشل حتى الآن في تحقيق أي تقدم يذكر في الخطة التي أقرتها القمة الاستثنائية الخاصة بأزمة اللاجئين لرؤساء دوله وحكوماته أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد أقرت القمة الاستثنائية وقتها توزيع 160 ألف لاجئ موجودين في إيطاليا واليونان على باقي الدول الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة أن ما تحقق حتى الآن من هذه الخطة بعد أربعة أشهر من إقرارها هو توزيع 414 لاجئا فقط، بواقع 140 لـفنلندا و62 لـفرنسا و50 لـهولندا و39 للسويد و30 للوكسمبورغ و26 للبرتغال و21 لألمانيا و18 لإسبانيا و14 لبلجيكا و10 لأيرلندا و4 لليتوانيا.
 
======================
إندبندنت: معركة حلب ضربة مدمرة للمعارضة
قالت صحيفة بريطانية إن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة يخوضون معركة من أجل البقاء في مدينة حلب وريفها بشمالي البلاد.
وأدى الهجوم الذي شنه الجيش الحكومي بدعم من الطيران الحربي الروسي الأربعاء الماضي إلى قطع آخر خطوط الإمداد للثوار من تركيا إلى حلب في ما اعتبرته صحيفة ذي إندبندنت البريطانية "ضربة مدمرة" للمعارضة السورية المسلحة.
واستولت القوات الحكومية الخميس الماضي على مزيد من القرى المحيطة بريف حلب، مما أثار المخاوف من أن نظام دمشق ربما يهدف إلى تطويق المدينة.
وغذت معركة حلب شكوك المعارضة بأن النظام السوري وحلفاءه لا يكترثون للتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية أكثر من اهتمامهم بتأمين نصر عسكري.
ويدعم قوات النظام في معركتها هذه مستشارون إيرانيون ومقاتلون من حزب الله اللبناني، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا.
وبحسب الصحيفة، تتقاسم القوات الموالية للحكومة وعدد من فصائل المعارضة المختلفة السيطرة على حلب، غير أن مجموعات المعارضة غير متحدة في قتالها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ينأى الائتلاف الوطني السوري بنفسه عن التنظيمات الإسلامية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، كما أن وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر من جانبها على منطقة شمالي حلب، على حد تعبيرها.
وظلت جماعات المعارضة تحكم قبضتها على أجزاء كثيرة من حلب منذ أن اجتاحت المدينة في عام 2012. واعتبرت ذي إندبندنت أن سقوط حلب في يد القوات الحكومية من شأنه أن يشكل "ضربة قاصمة محتملة للتمرد ضد الرئيس بشار الأسد".
ورأت الصحيفة أن هذه الخسارة قد تضعف كثيرا الفصائل المعارضة في قتالها ضد تنظيم الدولة (الذي يزعم النظام أنه يقاتله أيضا)، وهو ما من شأنه أن يساعد على "تمكين هذه المجموعة الإرهابية أكثر".
ومن شأن المعارك الدائرة حول حلب أن تفاقم الأزمة الإنسانية بعد فرار حوالي مئتي ألف من السكان نحو الحدود التركية، وهو وضع وجدت الأمم نفسها عاجزة أمامه عن توصيل المعونات إلى المدن التي تحاصرها قوات الحكومة، وفق الصحيفة.
وكان من جراء تقدم الحكومة عسكريا في حلب أن أُوقفت "مؤقتا" محادثات السلام التي سبق أن انطلقت في مدينة جنيف السويسرية.
======================
فورين بوليسي: أوباما خان ثوار سوريا
أكدت جريدة فورين بوليسي الأمريكية أن تطويق حلب يفجر كارثة إنسانية ضخمة، قد تطغى على الحصار المروع على مضايا والمناطق المنكوبة الأخرى التي لم يلتفت إليها العالم إلا لفترة قصيرة، فعشرات الآلاف من سكان حلب يفرون بالفعل نحو كلس، المدينة التركية التي تقع مقابل أعزاز على الحدود.
 وأضافت أن أزمة النزوح هذه أمر متعمد من النظام السوري وإستراتيجية روسية لتطهير مناطق مهمة من السكان، كما يشل بها حركة الثوار والبلدان المجاورة والدول الغربية والأمم المتحدة.
 وتابعت : كان الأسد يستخدم دائماً إستراتيجية التصعيد التدريجي ذاتها، وقد عملت هذه الخطة بشكل جيد، فالسوريون الآن يقارنون بسخرية الانتقادات الدولية وردود الفعل الضخمة التي لاقتها حصار مدينة عين العرب أو "كوباني "من قبل التنظيم وما بين إهمال العالم وعدم اهتمامه بأزمة السوريين التي امتدت لخمسة أعوام.
وخصوصا الأزمة الحالية في حلب وما يعقد الوضع أكثر، أن تقدم النظام قد يعني السماح بالهيمنة الكردية، فقد تستولي القوات السورية الديمقراطية المدعومة من أمريكا على المنطقة التي يسيطر عليها حالياً #الجيش السوري الحر وبعض الجماعات الإسلامية، بين الحدود التركية والخطوط الأمامية الجديدة شمال بلدتي "نبل والزهراء"، وهذا من شأنه تأليب وحدات الدفاع الكردية ضد تنظيم الدولة على جبهتين:
 من الغرب، حال تمكن أكراد عفرين من الاستيلاء على تل رفعت، عزاز والمناطق المحيطة بها، ومن الشرق، حيث تفكر وحدات حماية الشعب الكردية بعبور نهر الفرات، وهزيمة التنظيم هناك، الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاق الحدود مع تركيا، ويلبي ذلك هدفاً مهماً للأمريكان.
وتضيف الجريدة : تواجه تركيا حاليا معضلة كارثية: مشاهدة وعدم فعل شيء حيال العاصفة التي تحدث على حدودها، أو خيار التدخل المباشر في سورية، والذي من شأنه حتماً تأجيج المشكلة الكردية الخاصة بها وتهييج قوات تحالف الأسد، بما في ذلك روسيا، وكذا تنظيم الدولة ضدها ويبدو أن تركيا والسعودية، وهما من المؤيدين الرئيسيين للمعارضة السورية، مجرَدان الآن من أية خيارات. فليس من المرجح أن تغير أي كمية من الأسلحة موازين القوى على الأرض.
 كان إدخال صواريخ مضادة للطائرات ردا فعَالا ضد سلاح الجو التابع لنظام الأسد، ولكنَ أيا من الدولتين على استعداد للتصعيد ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دون غطاء أمريكي.
ورأت الصحيفة أن إفلاس سياسة الولايات المتحدة صار أعمق، وقد تخلت واشنطن فعليا عن نقاط رئيسة حول مستقبل الأسد، واستغلت روسيا والنظام السوري بسرعة هذه التنازلات، في حين لم يقدموا شيئا بالمقابل، وفي الفترة التي سبقت الأيام الأولى من محادثات جنيف، أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة تمارس الكثير من الضغط على المعارضة، الأمر الذي لم تفعله مع روسيا، ناهيك عن الأسد.
 وأردفت : كلما صعَدت روسيا سياسيا وعسكريا، قابلت إدارة أوباما هذا باستهانة وتبعها في هذا حلفاؤها بطلب منها، وهذا أضعف القوات الثورية التي تعتمد على شبكات الإمداد التي تشرف عليها الولايات المتحدة، وفي جنوب سورية طالبت الولايات المتحدة بتخفيض شحنات الأسلحة إلى الجبهة الجنوبية، بينما في الشمال، تقول التقارير إن غرفة العمليات ومقرها في تركيا آثرت النوم.
======================
واشنطن بوست: أسطورة داعش تقترب من النهاية
يقول محللون وجماعات مراقبة إن الهزائم التي لحقت بالدولة الإسلامية المعروفة إعلاميا "بداعش" في الآونة الأخيرة، تشير إلى أن قواتها متعثرة على أرض المعركة، بسبب تفاقم المشاكل التي من بينها، المالية، والهاربين من المعارك، وقلة المقاتلين.
 جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" اﻷمريكية اليوم السبت عن الهزائم المتوالية التي لحقت بتنظيم الدولة اﻹسلامية، مؤخرا، وأسباب خسارته المتزايدة للكثير من اﻷراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وقالت الصحيفة : "الولايات المتحدة تدعم القوات الكردية، والعربية في معركتها للسيطرة على مساحات واسعة من الاراضي التي تسيطر عليها داعش في العراق وسوريا، ويرى محللون أن الخسائر الأخيرة مرتبطة بشكل كبير بقلة المقاتلين، وعجز التنظيم عن تجنيد آخرين".
ونقلت الصحيفة عن "يعقوب شابيرو" استاذ العلوم السياسية بجامعة برينستون، الخبير في شئون الدولة اﻹسلامية قوله:" تلك المشاكل تشير إلى أن داعش ككيان بقاءها مرهون بالتمسك بالأرض، وأنها ليست مستدامة".
قبل عام واحد فقط، كان ينظر إلى الدولة الإسلامية بوصفها "القوة الساحقة" - غنية، منظمة، يتدفق عليها المقاتلين المتحمسين - استطاعت هزيمة القوات المتصارعة في العراق وسوريا بسرعة مذهلة ووحشية.
ولكن في الأشهر الأخيرة، بدأت قواتها تتراجع.
ويقدر مسؤولون عسكريون أمريكيون أن التنظيم خسر حوالي 40% من الأراضي التي يسيطر عليها في العراق، و20 % في سوريا. وتقدمت القوات الكردية والعربية، على نحو متزايد في العراق بمساعدة الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.
ويقول محللون إن الغارات الجوية أضرت بالبنية التحتية لأبار النفط التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية -والذي يعتبر مصدر دخل رئيسي- بجانب الهزائم المتتالية، كل هذا أجبر التنظيم على خفض رواتب ومزايا المقاتلين.
قلة يتوقعون هزيمة مفاجئة للجماعة المعروف عنها مرونتها وقدرتها على مفاجأة خصومها، فالبعض يتوقع أنها سوف تستغل من new المشاكل الطائفية التي ساعدتها في البداية.
وعلاوة على ذلك، فأن تعليق محادثات السلام التي تدعمها الامم المتحدة لإنهاء الحرب السورية يعقد الجهود الدولية لمحاربة الدولة الإسلامية، ورغم أن أمريكا وروسيا على طرفي نقيض في الصراع، إلا أنهما أيدا محادثات السلام بسبب القلق من أن القتال الذي أودى بحياة أكثر ربع مليون شخص، وتشريد الملايين، يساعد على بقاء داعش.
ونقلت الصحيفة عن فيرا ميرونوفا، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة بسوريا والعراق بجامعة هارفارد قوله:" يبدو أن هناك ارتفاعا في عدد مقاتلي الدولة الإسلامية الذين فروا خلال القتال في سوريا، وانضموا إلى جماعات  أخرى، فخفض الرواتب دفع عدد متزايد من المقاتلين للبحث على نحو متزايد عن أفضل الصفقات.
 وأضاف: إن التنظيم يكافح لتجديد صفوفه من المقاتلين الأجانب المتحمسين للقتال، والموت في ساحة المعركة.
 وتابع بعد المشاركة في المئات من المقابلات مع المسلحين الذين يقاتلون في سوريا والعراق حول القيود المفروضة على وصولهم إلى سوريا:"داعش في ورطة كبيرة".
ونقلت الصحيفة عن محمد صالح أحد أعضاء الجماعة التي تساعد من يسعى للهروب من الرقة من عناصر التنظيم :" هناك الكثير من هؤلاء الناس الذين يحاولون يائسين الفرار، ليس فقط من الرقة".
 وأضاف:" جزء من سبب ذلك أن هؤلاء الناس يأتون من المدن النابضة بالحياة مثل لندن أو باريس، وبعد عام من العيش في مكان مثل الرقة، بدون كهرباء بجانب القصف المتكرر يشعرون بالملل، أو  يدركون أن ما يسمى الخلافة ليست الجنة الموعودة".
ويتوقع محللون أن المشاكل التي تحيط بالجماعة دفعتها إلى تبني تكتيكات جديدة، مثل تنفيذ هجمات في الخارج، من بينها هجمات باريس نوفمبر الماضي الذي قتل فيه 130 شخصا.
 وقال نيلي لحود، خبير في الإسلام السياسي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية:" هجمات الخارج ربما محاولة للحفاظ على التنظيم، والمفتاح لجذب المتشددين المحتملين".
وفي أكتوبر، أعلنت الدولة الإسلامية عفوا لمدة شهر عن الفارين، بحسب وثائق حصلت عهليها الصحيفة من أيمن التميمي، خبير في شئون الدولة الإسلامية الذي ذكر:  العفو أوضح إشارة على مشاكل الدولة الإسلامية في شن المعارك".
 ووفقا للناشطين بالرقة :" فإن الدولة الإسلامية تقوم بالتجنيد القسري لمزيد من الفتيان في سن المراهقة بسوريا للقتال من أجل التنظيم".
ويقول محللون وجماعات مراقبة إنها لاحظت تزايد التقارير التي تتحدث عن هروب مقاتلي الدولة الإسلامية خلال المعارك الأخيرة مع البشمركة.
======================
من الصحافة التركية: تركيا وسوريا الفرصة الضائعة والأخيرة
شمس محمود : خاص ترك برس
شأني كشأن جيل الثورة لم أكن أود أن يتدخل لا الأمريكان ولا الغربيون ولا الأتراك في أي من قضايانا ولكن هذا النظام المجرم كداعميه أبى إلا ذلك.
في آذار/ مارس بدأت الثورة وفي مارس فاز العدالة والتنمية بالانتخابات. في 18 مارس وعلى إثر حادثة اعتقال الأطفال المشهورة انطلقت مظاهرات حاشدة في درعا جنوب سورية شارك فيها المئات احتجاجًا على الاعتقالات والقمع والفساد وتنديدًا ببعض رجال الدولة من بينهم رامي مخلوف وعاطف نجيب الذي رفض مطالب أهل درعا بإطلاق سراح أبنائهم، وقد قابل الأمن هذه المُظاهرات بإطلاق الرصاص الحي مما أدى إلى سقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى وكانت هذه بداية الثورة السورية الحقيقية بعد إرهاصات أولية منذ مطلع العام 2011.
بعد ذلك بحوالي ثلاثة أشهر كان حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان يحتفل بالفوز فى انتخابات 2011 كانت نسبته حوالي 50%، وقتها هتف أردوغان “إن هذه الانتخابات هي نصرٌ للشعب التركي، وعندما تنتصر أنقرة تنتصر رام الله والقدس ودمشق”.
دعت تركيا النظام إلى الإصلاح منذ انطلاق الثورة التي انطلقت في أثناء الإعداد التركي لانتخابات عام 2011، والتي يريد العدالة والتنمية منها – أي الانتخابات – انطلاقة جديدة لتركيا جديدة مع المحافظة على مكتسبات الحزب والنظر إلى التغير العالمي المنتظر فى حال نجاح “الربيع العربي”.
صعّد النظام المجرم فى سوريا  من تعامله الإجرامي أصلا مع الثورة السلمية، والذي لم يكن وليد اللحظة أو الحدث بل منذ استيلاء هذه العائلة “المقيتة الفاسدة” على الحكم وسجل جرائمها وانتهاكاتها معروف للحليف قبل العدو، ومنه مجزرة حماة وسجن تدمر وغيرها من المجازر، ناهيك عن الاعتقالات والتعذيب والاغتصاب والذل الذي لم يغادر أجواء ذلك البلد الذي تحكمه الأقلية بهذا الشكل الهمجي قبل الثورة.
ونتيجة للتصعيد الإجرامي للنظام أمام سلمية الثوار واستخدام النظام كل أسلحته ضد العزل بداية من المدفع حتى الشبيحة بدأت نواة الانشقاق “المنظم” على يد المقدم البطل حسين الهرموش الذي شكلت نواة انشقاقة بداية روح جديدة للثورة السورية، الانشقاق الذي أزعج النظام وداعمية (إيران وروسيا والصين).
انشقاقات كبيرة تحصل في جسر الشغور وتوسيع العملية العسكرية فيها، والجيش ينشر دبابات في معرة النعمان وأريحا، اتخذ النظام اجراءات لمواجهة الانشقاق ومواجهة ثورة الشعب السلمية واستخدمت الهيلوكوبترات والدبابات لقصف المدينة، هاجر الأهالي إلى تركيا، وتحدثوا عن أن معظم رجال الأمن الذين شاهدوهم كانوا من إيران.
فى 24 من حزيران/ يونيو تزيد المظاهرات التى وصل عدد المشاركين فى ساحة الشهداء مثلا إلى 200 ألف ووصل عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا وقتها إلى 11 ألف تقريبا.
لم تهدأ الإنشقاقات داخل الجيش السوري حتى انشق العقيد رياض موسى الأسعد  بنهاية شهر تموز/ يوليو برفقة مجموعة من ضباط الجيش السوري، وقد أسسوا “الجيش السوري الحر”، وحددوا له هدفا هو إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وحماية الثورة. ثم توالت الانشقاقات الكبيرة  فى الأعداد والرتب العسكرية والدبلوماسية والانضمام إلى الجيش الحر.
صعدت الدبلوماسية  التركية فى المقابل  بعد المحاولات الإصلاحية إلى قول أردوغان رئيس الوزراء آنذاك  فى لقاء مع الجزيرة  فى شهر أيلول/ سبتمبر إننا أمام الأسد الذي يوشك أن يفقد مشروعيته. وصولا إلى قول أردوغان فى تشرين الثّاني/ نوفمبر موجها خطابه للأسد: تنحّ عن السلطة قبل أن تراق مزيد من الدماء، حتى الحديث في لقاء صحفي مع أوباما عن ضرورة رحيل بشار الأسد.
وهنا ربما رأت أمريكا والغرب ومعهم تركيا فى صعود قوة الجيش الحر مع الانشقاقات الدبلوماسية أن رحيل الأسد أضحى وشيكا وأنه يمكن السيطرة على طلبات الجيش الحر الفقير سياسيا، إذ أنه عسكري صرف تسهل المراوغة مع مطالبه التي تتمثل فى رحيل الأسد ثم التوافق على من يأتي خلفه، وهي اللعبة التى دائما ما تطرحها أمريكا كما فعلت مع المجاهدين الأفغان من قبل وكما حدث مع من تصدروا المشهد بعد نجاح الثورة المصرية فى الإطاحة برأس مبارك بقبولهم دخول رجال مبارك (رجال النظام) العملية السياسية، بداعي أن الشعب قادر على الفرز وهى فرصة كبيرة لكي يستطيع رجال النظام السابق تنظيم صفوفهم، وهو ما حدث مع الثورة اليمنية والتونسية وخصوصا بعد الانقلاب العسكري فى مصر الذي أثر بشكل ضار جدا على مسار باقي الثورات فأصبح البحث عن دولة الاستقرار وليس البحث عن دولة ما بعد الهيمنة الغربية أو دولة ما بعد الثورة.
تمت عرقلة هذه الخطة “الاستقرارية” التواطئية مع صعود المقاومة الشعبية، فبعدما دفع النظام السوري بحلفائه من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ومرتزقة أفغانستان والعراق وهتفوا هتافاتهم الطائفية وساند النظام دوليا وماليا كلا من روسيا والصين ووقف العالم متفرجا على دم الشعب السيال ونداءات السوريين المتكررة بعد مجازر النظام المتكررة التى قابلها أمين عام الأمم المتحدة باستنكاره الذي يضمن مزيد من القتل دون رادع قرر الجميع حمل السلاح فى وجه هذه التدخلات التى تستهدفهم فكانت مقاومة متنوعة الأفكار والمشارب متحدة في الهدف وهو إسقاط النظام مختلفة على ماهية دولة الحرية التى ينشدون مع نظرة  كثير من المعارضة السياسية للحل الأمريكي بأنه حل التفافي لإعادة تسويق النظام.
ومع اتساع رقعة المواجهات على الأرض لم يصبح القرار فى يد فئة بعينها أو مجموعة واحدة وهو دائما مكسب وعيب فهو مكسب فى حالة إرادة الضغط من الخارج وعيب فى حالة التناحر الداخلي على مطالب مشتتة تقضي فى النهاية إلى الفشل الجماعي.
فى هذه الأثناء ضيعت الإدارة التركية بعد فوزها الكبير فى 2011 إمكانية إقامة منطقة عازلة يحظر فيها الطيران خصوصا بعد استخدام النظام البراميل المتفجرة وصولا إلى الأسلحة الكيماوية التى كان يجب على تركيا وقتها الضغط دوليا وإحراج الأمريكان حتى الوصول إلى قصف النظام وهو ما كان سيصنع قواعد جديده للعبة أمام الروس وغيرهم ومنع  صفقات أمريكا  المشبوهة دائما فى مثل هذه حالات ثم جعل هذه المنطقة العازلة  أمرا واقعا.
 
كذا ضيعت تركيا فرصة التدخل عند وجود  تحرك كردي بدعم أمريكي  يسعى إلى استنساخ تجربة كردستان العراق فى الداخل السوري، تدخل كان يضمن لتركيا التواجد الفعلي فى الداخل السوري مما يضمن مناطق أخرى تعطي السيطرة عليها فرصة كبيرة للثوار لالتقاط الأنفاس، وتمنع التجمع الكردي الانفصالي المضر لكلا من تركيا وسوريا.
نعم خافت تركيا ومعها أمريكا والغرب من صعود لغة التيار الإسلامي، الخوف الذي جعلها تتراجع خطوات فى الدعم، ولكن تركيا كانت مخطئة هنا وربما سيطر عليها الهاجس الأمريكي مع ضغط المعارضة التركية فى الداخل عن النظر إلى أن هناك فصائل كبيرة كان يمكن التفاهم معها، وهي بالفعل منفتحة حول الأمر وهو الدولة وماهيتها، بل ولا تمانع من التعاون من أجل  قيام دولة مستقلة قابلة للحياة بعد رحيل نظام بشار وليس بشار وحده كما يروج كثيرين ويضغطون فى هذا الاتجاه لأن النظام هو يد الأسد والأسد قائد للنظام.
مر الوقت حتى جاء تنظيم “داعش” الذي عليه علامات استفهام كثيرة ربما اتضخت لدى البعض من الظهور السريع والترك الدولي المتعمد لتمدده، وهو الذي كان يمكن بكل سهولة تحجيمه، ثم اتخاذه شماعة ووسيلة من بعد لضرب الثورة السورية ككل، فروسيا التي جاءت بزعم ضرب تنظيم الدولة لم تضرب سوى أقل من 20% من مواقع التنظيم وباقي الضربات الـ80% كانت موجهة للشعب السوري من أطفال ونساء وشيوخ مدنيين عزل وكذا  لمن حارب تنظيم الدولة واستطاع أن يطرده مثل ما فعل جيش الإسلام بقيادة زهران علوش قبل أن يغتاله الروس فالغرض واضح وهو ضرب كل من يريدون الحرية وإسقاط هذا النظام “الاحتلالي” تحت مزاعم محاربة “داعش” وتساعده انسحابات “داعش” التكتيكية لصالح النظام كما حدث أمام قوات حماية الشعب الكردية فى تل أبيض التي تبعد حوالي 70 كيلو عن شرق كوباني بدعم من الطيران الأمريكي رغم أن التنظيم  لم ينسحب بهذه السهولة فى عين العرب كوباني لكنه فعل فى تل أبيض التي تبعد نحو 85 كلم شمال مدينة الرقة مركز الدولة  المسخ.
ويجب ان تعلم تركيا أن ترك مزيد من الوقت يمر سيعقبه تضخم لحزب العمال الكردستاني فى الداخل، الحزب الذي دعم فى الثمانينات منذ انطلاقه من النظام السوري ضد الأتراك لأن سوريا كانت تعد تركيا حتى وقت قريب دولة محتلة لجزء من أراضيها (ولاية هاتاي)، وحزب العمال لا شك أنه سيتحرك وفق هوى الداعمين والنظام السوري أحدهم مع الروس وهم يحتاجون تحركه بشده لشغل الداخل التركي وترهيبه إضافة إلى التطنيش الأمريكي.
والنظام الدولي غير مهتم إلا بمصالحة فقط فلا يمكن أن يصدق مجنون أن كل هذه الدماء وهذه الوحشية لم تكن تستوجب نصرة هذا الشعب  قبل صعود تنظيم الدولة الصاعد لهدف بات واضحا جدا بعد تدخل الروس بالتنسيق مع أمريكا.
التنظيم الذي كان دوره دائما هو تحرير المحرر، وإضعاف تحركات المقاتلين والثوار ضد النظام ليتشتت فى البحث عن جواز قتال داعش قبل أن يمعن التنظيم فى هذا العهر تحت ستار الشريعة ثم الترقب الدائم لحراك التنظيم الذي لا يتحرك إلا وتحرك النظام معه، وأخيرا روسيا بعد أن كان النظام محاصرا على وشك السقوط قبل أن يصعد هذا التنظيم.
وفي الوقت الذي نسمع فيه عن محاولة خروج إنساني لأنصار “داعش” المحاصرين من قبل النظام إلى مناطق نفوذ التنظيم نرى ونسمع عن مضايا والزبداني وجرائم حصار حزب الله وإيران مع النظام وسوريا.
وفى هذا السياق لا يجب أن ننسى تصريح السيدة مادلين أولبرايت عام 2000 بعد صعود بشار الأسد إلى السلطة حيث  أشادت بالانتقال السلس والهادئ والمنظم للسلطة في سوريا، وأعلنت في عقب لقائها مع بشار الأسد أنها لمست منه بوادر مشجعة إزاء السلام في المنطقة رغم أنه نظام عائلاتي قمعي ديكتاتوري ومخالف لكل شروط الدولة التى ينادي بها الغرب – زورا بيننا – لكنها المصلحة ثم المصلحة ثم المصلحة.
فكذلك يجب على تركيا أخلاقيا ومصلحيًا أن تساند الشعب السوري بالسلاح النوعي وأن تضغط فى هذا رغم الصعوبات الداخلية متمثلة فى الميزانية والمعارضة ونقل الصراع إلى الداخل الذي بالفعل انتقل عن طريق هجمات تنظيم الدولة وبي كي كي وحراك الدولة الكردية المنشودة على الحدود التركية السورية، وخارجيا متمثلًا فى الاقتصاد والحراك الحر وكذلك الاتفاق الدولي على نقطة لن يسمحوا لأحد بمجاوزتها والتى حددها لافروف وكيري بالإعلان عن دولة علمانية فقط هي التي يمكن أن يسمح بقيامها كما لو أنه مسموح أن تحدد دولة ما لشعب فى دولة أخرى نوعية الدولة التى يجب أن يقيموها ولكن هذا يتماشى مع تعريف السياسة الوحيد منذ عقود هو: امتلك القوة وافعل ما تريد حتى لو كانت جرائم.
وفى النهاية بقى أن نقول:
إن تركيا تعاملت مع الأزمة السورية إنسانيا بشكل جيد، فوفق دراسة مشتركة أعدها اتحاد جمعيات أصحاب الأعمال (TİSK) التركي ومركز أبحاث السياسات والهجرة في جامعة هاجيتيبه (HÜGO)، إن عدد اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا يقدر بحوالي 2,2 مليون شخصًا وبلغت تكلفة استضافة اللاجئين على الحكومة التركية 7,6 مليار دولار، كان 95 بالمئة منها مقدمًا من الحكومة التركية.
أما سياسيا، فكان التعامل ضعيفًا للغاية أو مرتبطًا بالسقف الأمريكي. لكن بقيت أمام الأتراك فرصة باستغلال التحرك الكردي وتنظيم الدولة لتتحرك وتفرض شيئا على الأرض ثم التنسيق مع الثوار والمجاهدين المستعدين لإنشاء دولة حقيقية ويمكن معهم بناء دولة قابلة للحياة وهم قادرون على دحر تنظيم الدولة وطرده، وقد فعلوا ولكن الدعم ينقصهم وبشدة بخلاف تنظيم الدولة، ومد القوات (المتحالفة مع الأتراك) بأسلحة نوعية تضمن التوازن عند الحاجة إلى التوازن وخلق منطقة تحت سيطرة الأتراك كأمر واقع مع المنطقة العازلة أو الأمنة؟
كذلك استغلال القضية الشيشانية فى الحراك الممكن مع أحمد زكاييف والمقاتلين الرافضين لنظام قاديروف المجرم المدعوم من موسكو، والرافضين كذلك لفكرة إمارة القوقاز التي اخترعها عمروف قبل اغتياله كورقة ضغط وحراك ممكن أمام الحراك الروسي بدرجة ما. وإفهام الغرب أن فشل الثورة سيعني مزيد من الثارات البائته بين السوريين وبين الدول التى تواطئت على كسر شوكة ثورتهم ودعم ذلك النظام المجرم من أجل مصالحهم وهو الواضح الذي لا لبس فيه.
واستغلال تدفق المهاجرين السوريين إلى تركيا الدولة الصديقة والشقيقة للشعب السوري بأن هذا يضر بأمنها القومي لتبرير تدخل عسكري مساند للثوار وليس الوقوف فقط على جعل تدفق السوريين إلى أوروبا ضامنا للضغط على الدول اللأوروبية التى تلقت الصدمة هذه بكثير من الذكاء بقيادة ألمانيا. وعلى تركيا أن تعلم أيضا أن نصر الثورة السورية بمساندة تركية سيضمن قوة كبيرة لتركيا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.
إن مثل هذه الحروب رغم قسوتها لا تنتهى سريعا كما يظن الروس فمن حمل السلاح لن يتوقف أمام حجم الدمار الذي تحاول فيه روسيا إعادة تجربة الشيشان ثم تسليمها فى الأخير لقاديروف الذي يتباهى بحب بوتين الذي قتل من شعبه الآلاف واغتصب وعذب وباع أعضاءهم بعد موتهم بل ويصرح فى فخر بأن الشيشان جزء من روسيا رغم أن الشيشان دولة مستقلة يحتلها الروس وهو ما يود الروس فعله فى سوريا فلو فاز الروس هنا فـ “كش ملك” للجميع.
وأخيرا، على تركيا أن تتغافل قليلا عن مكالمات الناتو والأمريكان، وأن تتحرك بسرعة وإلا ستكون النتائج المقبلة كارثية وخسارة كبيرة على الأتراك قبل السوريين أنفسهم.
======================
محمد علوش لـ"لوموند": بشار الأسد لا يفكر بالسلام
عربي21- منذر بن علي# السبت، 06 فبراير 2016 12:37 م 02
أجرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، حوارا مع القيادي في "جيش الإسلام" السوري محمد علوش، على هامش مباحثات السلام في جنيف، تحدث خلاله عن الأوضاع في سوريا، وعن "تعنت نظام الأسد، الذي يفكر في البقاء بالسلطة، ولا يفكر في السلام وإنهاء معاناة الشعب السوري".
وقالت الصحيفة في الحوار الذي ترجمته "عربي21"، إن محمد علوش ولد في مدينة دوما بضواحي دمشق، وهو يبلغ من العمر 45 عاما، ويضطلع بمهمة عضو مكتب سياسي في تنظيم جيش الإسلام، أحد فصائل الثورة السورية، الذي يتبني الفكر السلفي، ويحظى بدعم المملكة السعودية.
وأضافت أن علوش كان من بين الذين أمضوا على إعلان الرياض في كانون الأول/ ديسمبر 2015، الذي جمع ممثلي الفصائل العسكرية والسياسية في المعارضة السورية، وقد اختارته مؤخرا اللجنة العليا للتفاوض ككبير مفاوضين خلال مباحثات جنيف، بعد اغتيال ابن عمه زهران علوش، مؤسس جيش الإسلام، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن دمشق وموسكو تعتبران جيش الإسلام "منظمة إرهابية"، بسبب علاقته بجبهة النصرة التي تمثل الفرع السوري لتنظيم القاعدة، على حد قولها، إلا أن علوش رد بالقول إن "بشار الأسد يعتبر الجميع إرهابيين، بما في ذلك الأطفال في درعا الذين أطلقوا شرارة الثورة السورية، وهو لا يقبل المنطق والتحاور حول هذا الأمر، ولكن الواقع أن جيش الإسلام وبقية الفصائل المعارضة السورية ليست تنظيمات إرهابية، بل هي منظمات وطنية تمثل الشعب السوري، وتشارك في المفاوضات من أجل التوصل لحل سياسي عادل للأزمة السورية".
وأضاف علوش أنه "باسم المعارضة السورية لا يطلب شيئا سوى الحرية للشعب السوري، بينما الروس والإيرانيون والنظام السوري يقتلون المدنيين في الأسواق والمدارس، وكان من أفظع هذه الجرائم قيام بشار الأسد في 21 آب/ أغسطس 2013 بارتكاب مجزرة مأساوية، عندما استعمل الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ضد الأطفال في دمشق، وهو ما يذكر بإرهاب الأنظمة الفاشية والنازية".
وحول علاقة جيش الإسلام بجبهة النصرة وتنظيم الدولة، قال علوش إن "المعارضة السورية أكدت في عدة مناسبات أنها ترفض مشاركة المقاتلين الأجانب وتنظيم القاعدة في سوريا، رغم أن هؤلاء أتوا لسوريا بدعوى أنهم يريدون مد يد العون للشعب السوري الذي تخلى عنه المجتمع الدولي".
وفي المقابل؛ أكد علوش أن التعاون العسكري مع جبهة النصرة سيظل واردا طالما اهتمت جبهة النصرة بمحاربة النظام السوري، رغم الاختلافات الأيديولوجية الواضحة بينهما.
وذكر علوش أن "جيش الإسلام طلب من جبهة النصرة النأي بنفسها عن تنظيم القاعدة، ولكنها رفضت، والآن هو في جنيف من أجل البحث عن حل سياسي، ترفضه أيضا جبهة النصرة".
وأضاف: "أما تنظيم الدولة؛ فهو عدو المعارضة السورية، ويمارس القتل ضدها، ويستهدفها عوض استهداف قوات النظام السوري التي قامت بعقد عدة اتفاقات وتنسيق عسكري مع هذا التنظيم الإرهابي، لبيع وشراء الكهرباء والنفط، وتبادل السيطرة على بعض المناطق".
وحول وجود أمل في التوصل لحل سياسي بعد تعليق مفاوضات جنيف؛ قال علوش إنه "كان ولا يزال يدعم هذا الحل السياسي، ولكن بشار الأسد يدفع المعارضة نحو حمل السلاح، ويتصرف مثل هتلر، ولا يترك مجالا للمعارضة للتشبث بخيار السلام، ولذلك فهي مضطرة للقتال من أجل الدفاع عن الشعب السوري".
واعتبر علوش أن "بشار الأسد هو الذي أفسد مسار السلام، من خلال محاصرته لـ21 مدينة سورية، وقطع كل الإمدادات عنها، في ظل فشل المجتمع الدولي في إدخال أية مساعدات إنسانية، أو فرض احترام القوانين الدولية".
وردا على سؤال للصحيفة حول المبادئ التي يدافع عنها محمد علوش، وتصوره للانتقال السياسي في سوريا؛ قال هذا الأخير إن "جيش الإسلام وقع على إعلان الرياض الذي يهدف إلى إقامة دولة مدنية يسودها القانون والمساواة بين المواطنين، ولذلك فهو يقترح صياغة قانون جديد، وبناء مؤسسات ديمقراطية تقوم على التمثيل البرلماني مع انتخاب الرئيس".
وأكد أنه "قبل التفاوض في جنيف؛ كان لا بد من إعادة بناء الثقة بين الأطراف المتفاوضة، من خلال وقف استهداف المدنيين، والسماح ببعض الإجراءات الإنسانية، وتحرير المعتقلين، والسماح بعودة اللاجئين، حيث إن جدول أعمال المفاوضات يجب أن يكون مبنيا على إعلان (جنيف1)، مع تركيز هيكل حكومي للمرحلة الانتقالية؛ يمتلك كل السلطات، بما في ذلك صلاحيات الرئاسة".
وفي المقابل؛ أشار علوش إلى "إمكانية التفاوض حول بعض المسائل الأخرى، مثل إعادة هيكلة الجيش السوري والأجهزة الأمنية، لكن الأهم هو إنهاء تواجد أولئك الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، أي بشار الأسد وعصابته".
وعبّر عن رفضه القاطع لمشاركة بشار الأسد في أي انتخابات مقبلة، أو فترة انتقالية، معتبرا أن "كل شيء يمكن أن يبدأ في اللحظة التي يغادر فيها الأسد الحكم".
وحول مدى قدرته وجيش الإسلام على إقناع بقية فصائل المعارضة بالالتزام بقرار لوقف إطلاق النار؛ قال علوش إنهم "يحققون تقدما ملحوظا نحو حل سياسي بحسب المخطط الذي عرضه عليهم، ولهذا فهو يمكنه أن يضمن وقف إطلاق النار من جانب كل فصائل المعارضة، ولكن هذا لا يمكن أن يبدأ إلا عندما يغادر بشار الأسد سوريا".
======================
مفاجأة..لوفيغارو الفرنسية: عماد مغنية اغتال الحريري وبعدها اغتاله ماهر الأسد
ذكرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية اليوم أنّ مسؤول الجناح العسكري لحزب الله عماد مغنية، الذي قتل في سوريا، قد “خان” الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله واغتال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري “دون علمه”، ثم عاد ماهر الأسد واغتال مغنية في دمشق.
واعتبرت “لوفيغارو” أنّ نصرالله يمر بحالة من الإحباط، يردها مراقبون إلى حالة التخبّط في الحزب، وعدم وضوح الرؤية، وإلى سلسلة من خيبات ومواقف متناقضة يعاني منها ظهرت إلى العلن أخيراً.
 ونقلت الصحيفة عن “مراقبين” أنّه بدلا من التهديد المتكرر لخصومه صار نصر الله يرفع صوته وبعصبية خلاف هدوء ميّز خطاباته سابقا.
وبحسب “لوفيغارو” يشعر نصرالله بأن حلقات في الحزب تفلت من يده، ولا يستطيع التحكم بها، فتسيء
إلى زهده وتمسّ مصداقيته اللذين يُعرف بهما: “كما يعاني حزب الله، الذي تقدر الصحيفة عدد مقاتليه بـ15 ألفاً، أنه “منخور” من قبل المخابرات الأميركية والإسرائيلية، وهو يحقق حالياً مع حوالي 110 من كوادره للاشتباه بالتعامل مع المخابرات الأميركية، بينهم مصطفى ابن عماد مغنية، الذي تعرّض لمحاولة اغتيال أخيراً في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، حيث السيطرة الأمنية كاملة للحزب“.
وماليا يعاني الحزب من “تراجع مداخيله المالية بعدما خفضت إيران %25 من الدعم الذي تقدمه له، والبالغ 350 مليون دولار سنوياً، وكذلك تراجع الأموال التي تحول إليه من أشخاص شيعة حول العالم بسبب الرقابة الأميركية المشددة على عمليات التحويل.
وفي محاولة للتعويض، يقول التقرير، إن الحزب تورّط في إنتاج المخدرات في البقاع اللبناني والاتجار بها“.
======================
الإندبندنت: الرياض وطهران قد يتواجهان بحرب مباشرة في سوريا  0
بواسطة : الهيئة السورية للإعلام في 06/02/2016 الاخبار
الهيئة السورية للإعلام:
نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، السبت، تقريرا بعنوان “تداعيات إرسال المملكة العربية السعودية قوات برية الى سوريا لقتال داعش”.
وجاء في تقرير الصحيفة أن القوات التي سترسلها المملكة إذا تم ذلك ،قد تجد أنها في مواجهة مع قوات إيرانية أو قوات طائفية أخرى موالية لنظام الأسد مثل ميلشيا” حزب الله” اللبناني.
وبحسب الصحيفة فأن إرسال هذه القوات لن تقتصر تداعياته على الحرب في سوريا بل ستمتد للمنطقة بأسرها.
وأضافت أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تراجعت فيه الآمال بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية بعد انهيار محادثات جنيف ومحاولة قوات نظام الاسد التقدم في حلب بمساعدة الروس والايرانيين.
ولفتت الصحيفة الى أن السعودية وإيران بعدما انخرطتا في حرب بالوكالة في عدة مناطق سابقا أخرها اليمن، قد يجدان أنهما في حرب مباشرة في سوريا.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن السعودية مستعدة للإقدام على أي عمل بمفردها لكن جميع السيناريوهات ستبقى مجمدة حتى اجتماع قيادة حلف “الناتو” في بروكسل الأسبوع المقبل.
======================
"الجارديان": سقوط حلب قد يصل تأثيره لأوروبا
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الحرب الدائرة في سوريا حالياً قد تأخذ اتجاهاً مختلفاً في حال سقوط مدينة حلب، معتبرة أن سقوط حلب من شأنه "أن يلقي بظلال قاتمة" على سوريا والمنطقة والقارة الأوروبية.
وفي تقريرها الذي عرضه برنامج "العالم يقول" المذاع على شاشة "سي بي سي اكسترا" رأت الصحيفة أن سيطرة قوات النظام السوري على حلب، ستستفز قوى متطرفة و تدفعها إلى شن هجمات على بلدان القارة العجوز.
======================
الجارديان: تركيا والسعودية مصممتان على إسقاط الأسد
لندن (تركيا اليوم) – ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن بيان السعودية حول إرسال قواتها إلى سوريا ناجم عن تنسيق مع تركيا ورأت أن هاتين الدولتين مصممتان على إسقاط نظام بشار الأسد.
مع استمرار الادعاءات التي تفيد بأن تركيا تستعد لخوض حرب في سوريا، أعربت السعودية عن استعدادها لإرسال قوات إلى سوريا.
وأوردت صحيفة الجارديان خبرا مفاده بأن السعودية ستنشر الآلاف من قواتها الخاصة بالتنسيق مع تركيا.
ونوهت الصحيفة إلى أنه شُكلت لجنة للتنسيق العسكري بين البلدين خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأنه من المتوقع اتخاذ قرار بهذا الصدد في قمة الناتو المزمع عقدها في بروكسل الأسبوع القادم.
======================
مايك غيغليو؛ ومنذر العواد* - (بَز فيد نيوز) 28/1/2016 :الحياة والموت في سجن داعشي
مايك غيغليو؛ ومنذر العواد* - (بَز فيد نيوز) 28/1/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
رقم هاتف محفور على جدار سجن يقود إلى لقاء مع رجل كان معتقلاً لدى "داعش"؛ حيث أخبرنا عن المعاملة المروعة التي تعرض لها هناك.
*   *   *
تل الأبيض، سورية- كتب الجهاديون تحذيراً فوق الدرج الذي يهبط إلى سجنهم تحت الأرض: "ممنوع الدخول".
وفي الأسفل، استقر كرسي مُترب في الظلام خلف مكتب ثقيل. هنا، كان حارس من "داعش" يراقب المكان ذات مرة، لكن السجن أصبح خالياً الآن. والصوت الوحيد الذي يُسمع هنا هو صوت الماء الذي يقطر في مكان ما. والآثار الوحيدة للهول الذي تم إيقاعه بالأسرى الذين مروا من هنا هي الرسائل المخطوطة على الجدران. وهناك رسالة تستقبل الوافدين الجدد فوق المكتب: أتاكم الموت. الله أكبر.
كان السجناء الذين احتُجزوا هنا ذات مرة على مرمى حجر فقط من الأمان، في الطابق السفلي من مبنى إداري قديم في بلدة تل الأبيض بالقرب من المعبر الحدودي إلى تركيا. وقد استولى مقاتلو "داعش" على تل الأبيض في حزيران (يونيو) 2014، واحتفظوا بها لمدة عام قبل أن تطردهم منها الميليشيات المنافسة. وجعل قرب السجن من الحدود من الصعب على الحكومة السورية استهدافه بالغارات الجوية، فضلاً عن كون المدينة مكاناً طبيعياً لحركة المهربين، واللاجئين، والمقاتلين العابرين. وبينما كان السجناء يواجهون أكثر انتهاكات خلافة "داعش" المتطرفة حلكة، فإنهم كانوا على بُعد صرخة من حرس الحدود التركية، والحياة في الدولة الديمقراطية والحليفة في الناتو.
تم تخصيص الغرفة الأكبر مساحة في قبو المبنى لأولئك الذين صدر عليهم حكم بقطع الرأس. وكانت المصاحف مكدسة فوق "رادييتور" للتدفئة –حيث قيل للسجناء أن يقرأوها بينما ينتظرون مصيرهم. وكانت هناك تعليمات أخرى مخطوطة خارج الباب: لا تقترب.
تم الاحتفاظ بالسجناء في غرف صغيرة أسفل القاعة. وكتبوا بالخدش أو بأقلام الرصاص عبارات غامضة على الجدران الإسمنتية. وتقول إحداها: اطلبوا الرحمة من الله. وتقول أخرى: إن الله رحيم أيضاً.
البعض كتبوا أسماءهم. والبعض سجلوا إحصائيات لمدة بقائهم هناك -إحداها توقفت عند 46 يوماً. وآخرون تركوا أرقام هواتفهم. وظهرت أرقام الهواتف على جدار وراء آخر.
الآن، أصبحت معظم خطوط هذه الهواتف مقطوعة. لكن رجلاً ناعم الصوت ردَّ في ليلة أخيرة على أحدها. وسأل: "كيف حصلت على رقمي؟".
قال الرجل، 26 عاماً، إنه كان قد جُلب إلى السجن مع والده في الربيع الماضي. كانا يعملان معاً كبائعي خضار في تل الأبيض قبل الحرب، لكنهما تحولا، في حالتهما اليائسة، إلى مهربي سجائر. وقبض عليهما مقاتلو "داعش" ووضعوهما في إحدى الغرف الإسمنتية. وبقيت تلك التجربة حية في ذهنه. ويقول: "لا أستطيع أن أنساها أبداً".
وافق الرجل على اللقاء في جنوب تركيا، حيث يعيش اليوم كلاجئ. وهناك، احتسى شايه بقلق. وتذكَّر تفكيره بأنه سيموت في السجن عندما أضاف رقم هاتفه إلى الأرقام الكثيرة الموجودة قبله على الجدران. قال له سجين آخر حينذاك: "إذا قتلوك، ربما يستطيع أحد أن يخبر عائلتك بأنك كنتَ هنا".
ارتعشت يداه وهو يتحدث. ومع أنه هرب من السجن وأن "داعش" ذهب من تل الأبيض، فإنه ظل مسكوناً بالقلق من احتمال أن الجهاديين ما يزالون يراقبونه وظل خائفاً من الحديث عنهم. وضغط يديه على وجهه عندما عادت إليه ذكريات السجن.
كان كل يوم في السجن يبدأ بإيقاظ الجهاديين للدزينة من الرجال أو نحو ذلك في غرفته الصغيرة. وكثيراً ما كانوا يضربون السجناء، ثم يجعلونهم يصلون. وكانوا يعطون للسجناء دورات في نسخة "داعش" المتعصبة من الإسلام. وكان السجناء يُطعمون مرة واحدة في اليوم فقط، بوجبة صغيرة في المساءات. وكانوا يعرفون أن هناك رجالاً آخرين في الغرف الأخرى ممن يعانون القدر نفسه. وقال الرجل: "عندما كنا نُضرب، كانوا يسمعوننا، وعندما كانوا يُضربون كنا نسمعهم".
كان السجناء يفكرون بالحياة الحرة عبر الحدود في تركيا. "كانت الحرية قريبة منا"، كما قال السجين السابق.
كان نزلاء السجن يتكونون من مقاتلي الثوار، ومن المهربين الهواة اليائسين الذين يحاولون إطعام عائلاتهم، ورجال ممن انتهكوا قوانين "داعش" الصارمة. وكان كل منهم يقلق على الآخرين في الغرفة ذات المصاحف. ويقول الرجل: "كل يوم كانوا يوقظونني، وكنت أفكر أنه ربما يكون يومي الأخير".
بعد ذلك، رد على الاتصال ثلاثة رجال آخرين ممن كانت أرقام هواتفهم مخطوطة على الجدران أيضاً. وكان أحدهم مسجوناً عند المسلحين الأكراد الذين طردوا "داعش" من تل الأبيض في حزيران (يونيو)، والمعروفين باسم "وحدات حماية الشعب". وقد حرر هؤلاء سجناء "داعش" من القبو، لكنهم ملأوه بعد ذلك لبعض الوقت بسجنائهم الخاصين، قبل نقلهم إلى السجن الرئيسي في البلدة. وبعد أن وصلنا إليه بواسطة الهاتف في تل الأبيض، قال الرجل الذي طلب هو أيضاً مثل الآخرين عدم ذكر اسمه من أجل سلامته، إنه قضى بضعة أسابيع في ذلك القبو هذا الخريف. وقد ضربه سجانوه من وحدات حماية الشعب الكردية أيضاً، كما قال، لكنه كان يعرف أن الأمر يمكن أن يكون أسوأ: "كنت أصلي كل يوم حتى لا يستعيد داعش السجن قبل أن أغادره".
وثمة رجل آخر في الثلاثينيات من العمر، ممتلئ الجسم وحليق الذقن، والذي وصف نفسه بأنه عضو موالٍ لداعش، وقال إن الجهاديين حبسوه في القبو "لأنني كنت شخصاً سيئاً". ورفض كشف المزيد خلال المحادثة القصيرة في البلدة الكردية على الجهة الأخرى من البوابة الحدودية لتل الأبيض، وقال إنه يحاول العودة إلى مناطق "داعش": "أنا أنتظر الفرصة لأنضم إليهم مرة أخرى".
مع ذلك، كان سجين آخر في الثالثة والثلاثين من العمر ومزارع سابق، قد سُجن عند "داعش" عندما ضبطوه وهو يبيع السجائر سراً لكي يطعم عائلته خلال الحرب. وقال: "ظننت أنهم سيقتلونني". وتذكر الرعب الذي شعر به في كل مرة ظهر فيها حارس مقنّع ليستدعي سجيناً من الزنزانة. لم يعد منهم أحد، ولَم تُسمع كلمة واحدة عن مصائرهم. كان واثقاً أن معظمهم قُتلوا. وقال: "كنا نبكي ونصلي كل الوقت".
بينما ينهي كوب شايه في تركيا، تذكر بائع الخضار السابق أن شهراً كان قد مر على وجوده في السجن عندما نودي على والده، مما تركه نهباً للقلق في الزنزانة، ويأمل عبثاً في أن يعود والده.
بعد أيام عدة لاحقاً، سحبه جهادي إلى الخارج أيضاً. وقال الجهادي إنه طُلِب من والده العمل مع "داعش" ورفض، فاقتيد إلى الغرفة التي يخشاها السجناء، وأُعطي مصحفاً ليقرأه، ثم قُتل.
بسبب الرعب، تعهد الابن بالولاء للمتشددين، ووعد بالتوقف عن التدخين، وأُطلِق سراحه. وبعد ذلك بوقت قصير فرَّ إلى تركيا؛ حيث يقوم الآن بأعمال صغيرة ليقيم أود نفسه كلاجئ، وما يزال مسكوناً بهاجس السجن ومصير والده. ويقول: "أشعر بالذنب، لأنهم قتلوا أبي وأطلقوا سراحي أنا".
 
*مايك غيغليو: مراسل "بز فيد نيوز" المقيم في إسطنبول. كتب تقاريره عن الحروب في سورية وأوكرانيا والاضطرابات في الشرق الأوسط. ومنذر العواد: صحفي مسهم في "بز نيوز فيد"، يقيم في إسطنبول.
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: Life And Death Inside An Isis Prison
ala.zeineh@algha.jo
======================