الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7-9-2022

سوريا في الصحافة العالمية 7-9-2022

08.09.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • "وول ستريت جورنال": تنظيم الدولة يتبع أسلوبًا جديدًا لجمع المال
https://eldorar.com/node/177800
  • ناشونال إنترست :فقر ومخدرات.. أحوال بائسة للمرتزقة السوريين في ليبيا
https://www.alhurra.com/turkey/2022/09/06/فقر-ومخدرات-أحوال-بائسة-للمرتزقة-السوريين-في-ليبيا
  • فورين بوليسي :تراجع ودمار.. القصة السرية للحرب على تنظيم الدولة في سوريا والعراق
https://www.syria.tv/تراجع-ودمار-القصة-السرية-للحرب-على-تنظيم-الدولة-في-سوريا-والعراق
 
الصحافة التركية :
  • احوال التركية :تركيا لن تغادر سورية في أي وقت قريب
https://alghad.com/تركيا-لن-تغادر-سورية-في-أي-وقت-قريب/
  • صحيفة تركية تكشف مصير الصائغ السوري بعد زيارة "أوزداغ" الشهيرة له: أطلقوا عليه النار بعد يوم واحد
https://orient-news.net/ar/news_show/199216
 
الصحافة الالمانية :
  • ميديا بارت”: بين الخوف من الطرد والضغط.. آلاف اللاجئين السوريين يفرّون من تركيا
https://www.alquds.co.uk/ميديا-بارت-بين-الخوف-من-الطرد-والضغط-آ/
 
الصحافة العبرية :
  • تحذير إسرائيليّ من برنامج نوويّ مُحتمَل في سورية قبل خمس سنوات من تدمير المفاعل
https://www.arab48.com/إسرائيليات/أخبار/2022/09/06/تحذير-إسرائيلي-من-برنامج-نووي-محتمل-في-سورية-قبل-خمس-سنوات-من-تدمير-المفاعل
  • هآرتس: بينما تتحرك إسرائيل في سورية تفقد روسيا والولايات المتحدة الاهتمام بهذا الملف
https://nedaa-post.com/هآرتس-بينما-تتحرك-إسرائيل-في-سورية-تفقد-روسيا-والولايات-المتحدة-الاهتمام-بهذا-الملف/
 
الصحافة الامريكية :
"وول ستريت جورنال": تنظيم الدولة يتبع أسلوبًا جديدًا لجمع المال
https://eldorar.com/node/177800
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن اتباع تنظيم الدولة أسلوبًا جديدًا لجمع المال من أجل دعم نشاطاته.
وقالت الصحيفة: "إن تنظيمالدولة لجأ إلى استخدام تقنية "‎"blockchain لجمع التبرعات".
وأضافت: "أن التنظيم لجأ إلى هذا الأسلوب بهدف تفادي الجهود الغربية للقضاء على جمعه للتبرعات عبر الإنترنت".
 ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الطريقة قد تتيح للتنظيم التهرب منالعقوبات وجمع الأموال للحملات "الإرهابية".
الجدير بالذكر أن تنظيم الدولة لا يحظى بأي شعبية في أوساط المجتمعات العربية والإسلامية وذلك بسبب تكفيره للمسلمين واستهدافهم بالتفجيرات وسط المساجد.
=============================
ناشونال إنترست :فقر ومخدرات.. أحوال بائسة للمرتزقة السوريين في ليبيا
https://www.alhurra.com/turkey/2022/09/06/فقر-ومخدرات-أحوال-بائسة-للمرتزقة-السوريين-في-ليبيا
سلطت مجلة "ناشونال إنترست" الضوء على الفساد المستشري وسط المرتزقة السوريين الذين جندتهم تركيا في الصراعات الخارجية.
وأشار تقرير للمجلة الأميركية إلى أن هناك مستويات عالية من الكسب غير المشروع في عملية التجنيد، بالإضافة إلى إرسال فتيان تقل أعمارهم عن 18 عاما لساحات القتال.
في أبريل 2019، شن المشير، خليفة حفتر، هجوما مفاجئا على حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس. وردا على التهديد الذي شكله هجوم حفتر، طلبت حكومة الوفاق الوطني المعترف فيها من الأمم المتحدة دعما عسكريا تركيا.
وفي الفترة القصيرة الممتدة ما بين الأشهر الأخيرة من عام 2019 والأولى من 2020 وثقت منظمات حقوقية ووسائل إعلام خروج المئات من السوريين للقتال في ليبيا.
وانقسم هؤلاء ما بين مقاتلي "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا وبين المقاتلين وعناصر الميليشيات المحسوبين على نظام الأسد وروسيا، كـ"الفيلق الخامس" مثلا.
وهناك شريحة خرجت للقتال كـ"مرتزقة" من مدنيين لم يسبق وأن شاركوا في القتال. حيث اضطروا مؤخرا لحمل السلاح، بعد تقديم المغريات المادية لهم تحت غطاء "الشركات الأمنية".
وسردت المجلة الأميركية قصة مقاتل سوري، يدعى أحمد، سبق له القتال مع أحد الميلشيات التي توجهت إلى طرابلس المحاصرة.
وكانت الميليشيا واحدة من 8 جماعات مسلحة مدعومة من تركيا تم إرسالها إلى ليبيا للقتال بجانب حكومة الوفاق الوطني قبل أن تتوسط الأمم المتحدة لاحقا لوقف إطلاق النار.
وعند وصوله إلى ليبيا ورؤيته لخط المواجهة في جنوب طرابلس، طلب أحمد العودة إلى دياره. لكن قائده رد: "القدوم إلى ليبيا كان اختيارك، لكن العودة ليست كذلك".
وجنبا إلى جنب مع زملائه المجندين، انتقل أحمد على مضض إلى فيلا فارغة بالقرب من خط المواجهة، فيما تصرف أول دفعة من راتبه في غضون ثلاثة أشهر عند عودته إلى سوريا.
بعد شهرين، عاد أحمد إلى بلاده مصابا بتمزق في الحوض وتلقى ربع المبلغ المستحق البالغ 10 آلاف دولار. وقال أحمد: "إذا لم يعجبك لك، يمكنك تقديم شكوى"، مضيفا: "عندما اشتكيت، قالوا هذا ما لدينا من أجلك".
وبحسب المرصد السوري، تقوم الفصائل التركية بإغراء هؤلاء المرتزقة برواتب شهر لا تقل عن 1000 دولار، ولكن بعد وصولهم إلى ليبيا يقوم قادة الفصائل بإعطائهم رواتب لا تتجاوز 3000 ليرة تركية أي بما لا يتجاوز (330 دولارا)، إضافة إلى 100 دولار.
رغم ضغط المجتمع الدولي وحكومة الوحدة في ليبيا، إلا أن ملف المرتزقة في هذا البلد يسير باتجاهات أكثر تعقيدا، حيث تشير المعلومات إلى خلافات داخل صفوف المقاتلين السوريين الذين يطالبون بمستحقات مالية.
في أذربيجان أيضا
في عام 2016، استخدمت تركيا هذه الميليشيا في عملياتها العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد قبل أن يتم التعاقد معها للقتال في ليبيا.
قال أبو سعيد، وهو مجند في إحدى الميليشيات المدعومة من تركيا، إنه لم يتفاجأ لسماع مشاكل أحمد بشأن راتبه.
وأكد أن "القادة حتى يومنا هذا يصادرون الرواتب". لكن عندما كان القتال في ليبيا في ذروته، واجه سعيد مشاكله الخاصة.
وقال أبو سعيد: "كان علينا إرسال أكبر عدد ممكن من المقاتلين الذين يمكننا تجنيدهم. طلب الأتراك 2000 رجل. وكتيبتنا قوامها 500 جندي فقط. لذلك، بدأنا في إرسال أطفال ليس لديهم أي خبرة عسكرية".
ورغم تجمد الصراع في ليبيا بعد الاتفاق الذي قادته الأمم المتحدة عام 2020، بدأت جبهة أخرى تشتعل لحليف تركي رئيسي.
في 27 سبتمبر 2020، شنت أذربيجان هجمات جوية وبرية على إقليم ناغورنو قره باغ، مما أشعل فتيل الصراع بين القوات الأذربيجانية والأرمنية وقوات قره باغ المحلية.
وتقول "ناشونال إنترست" إن الفساد كان مستشريا في برنامج المرتزقة التركي في أذربيجان أيضا.
وفقا لأبو سعيد، فإن الأتراك "أولوا اهتماما أكبر، وأصروا على إرسال مقاتلين متمرسين" على اعتبار أن الصراع الجديد يتماشى مع الأيدولوجية التركية بعكس ليبيا الذي كان الدعم بناء على "المصالح الجيوسياسية".
الشاب السوري حسن البالغ من العمر 25 عاما اتجه للقتال مع القوات الأذربيجانية لمدة 55 يوما. وقال: "قيل لي إن راتبي سيكون 2500 دولار شهريا وأنني سأكون حارس حدود".
ومن المفارقات أنه على الرغم من مطالب المخابرات التركية بالخبرة في عملية أذربيجان الجديدة بعكس ما حدث في ليبيا، فإن السوريين الذين تم إرسالهم إلى قره باغ كانوا مجرد وقود للمدافع.
وأدرك حسن أنه يعاني من نقص في التجهيزات بعد أن حصل فقط على بندقية من نوع "AK-47". وبعد أن أصيب برصاص قناص، عاد حسن إلى بلاده، حيث حصل على 1500 دولار فقط.
وأغلب المرتزقة السوريون الذين تجندهم تركيا هم من الشباب الذين ليس لديهم دخل ولا يحظون بفرص للتوظيف.
رأى الأشخاص الذين قابلتهم مجلة "ناشونال إنترست" أن الرحلات إلى ليبيا أو أذربيجان فرصة للكسب على مدى بضعة أشهر وبناء رأس مال صغير، وبدء عمل تجاري صغير في الوطن.
ووعد العديد من السوريين الذين سجلوا للقتال في ليبيا وأذربيجان بأن أفراد أسرهم سيحصلون على الجنسية التركية حال وفاتهم، بحسب الملجة.
ولم يمضِ وقت طويل قبل أن يستفيد القادة السوريون من مخططات الجنسية هذه أيضا. وفقا للمقاتلين، بدأ القادة في تقديم الجنسية التركية لمن يدفع أعلى سعر بدلا من منح الجنسية لأسرة المقاتل المتوفى. ومع نمو عملية الاحتيال، اضطرت المخابرات التركية إلى إغلاق البرنامج بالكامل.
وبينما غادر المقاتلون السوريون أذربيجان الآن، إلا أنهم ما زالوا متمركزين في ليبيا، حيث غالبا ما يشعرون بالملل ويتعرضون للاستغلال.
"المرتزقة السوريون".. "قصص لم ترو" عن خفايا التجنيد و"الخسارة بعيدة المدى"
كثيرةٌ هي التقارير الإعلامية والحقوقية التي وثقت ظاهرة "المرتزقة السوريين" في الأشهر الماضية، وعلى الرغم من كشفها لتفاصيل التجنيد وشروط القتال وآلياته، إلا أن جزءا من القصة بقي "طي الكتمان"، في ظل حالة النكران التي اتبعتها الدول القائمة على هكذا عمليات، على رأسها تركيا وروسيا.
"حبة مريرة"
وبات الكثير من المقاتلين السوريين في ليبيا بداخل القواعد مدركين أن عزلتهم جاءت نتاج كراهية الليبيين لهم، حيث ينتشر تعاطي المخدرات بينهم. يقول محمد وهو مقاتل لا يزال موجود في طرابلس: "لدينا الكثير من وقت الفراغ".
ويعرف قائد إحدى الميلشيات بأنه مهرب رئيسي للميثامفيتامين الكريستالي. وفقا للمقاتلين، وغالبا ما كان يوزع المخدرات مقابل اقتطاع من رواتب مرؤوسيه، وكثير من المقاتلين الفقراء مدينون له.
ولطالما كانت الميليشيات الليبية تقاوم المرتزقة من سوريا، ولذلك يبقى أولئك المرتزقة في عزلة تقريبا مع تجمد الصراع.
وبحسب جليل حرشاوي، الخبير في الشؤون الليبية، فإن "تدخل تركيا مع المرتزقة السوريين كان بمثابة حبة مريرة تبتلعها حكومة الوفاق الوطني".
واحتاجت حكومة الوفاق الوطني إلى الذخيرة والمعدات واللوجستيات والدفاع الجوي لكن لم يكن هناك نقص في القوى العاملة، ولم يطلبوا قط جنودا مشاة.
وترفض الجماعات المسلحة مثل قوة الردع الخاصة، السماح بوجود سوري في وسط المدينة.  وسئم المرتزقة من وضعهم حاليا ويعبرون بشكل متزايد عن عدم رضاهم على حسابات بموقع تلغرام.
وعلق مقاتل من مجموعة السلطان مراد مؤخرا: "خلال الأشهر الأربعة الماضية لم نتلق رواتب، محلات البقالة في القاعدة فارغة. القادة لا يدفعون رواتب ولا يرسلون الناس إلى ديارهم".
وتم القبض على بعض المقاتلين لتقديمهم شكاوى. وطلب آخرون أموالا من عائلاتهم للبقاء على قيد الحياة.
ومع ذلك، يرغب المزيد من الشباب في التسجيل في البرنامج، وهذا دليل على الظروف الاقتصادية اليائسة في شمال غرب سوريا وحقيقة أن المجندين المحتملين يعتقدون أنه لن يكون هناك قتال في ليبيا.
وقال المجند أبو سعيد: "أتلقى عددًا لا نهائيًا من المكالمات من أشخاص يطلبون مني إرسالها إلى ليبيا. البعض يعرض علي أول راتبين".
وفي تصريحات سابقة، قال باحث في المركز السوري للعدالة والمساءلة، ومقره واشنطن، أن عدد المقاتلين السوريين في ليبيا يبلغ 7500 مقاتل تقريبا حتى مارس 2021.
=============================
فورين بوليسي :تراجع ودمار.. القصة السرية للحرب على تنظيم الدولة في سوريا والعراق
https://www.syria.tv/تراجع-ودمار-القصة-السرية-للحرب-على-تنظيم-الدولة-في-سوريا-والعراق
ربى خدام الجامع | Ruba Khadam Al Jamee
فورين بوليسي - ترجمة: ربى خدام الجامع
سبق للسياسي الروسي السابق ليون تروتسكي أن قال: "قد لا تهمكم الحرب، ولكنكم تهمونها"، وإن قدر لتلك الجملة أن تخرج من شفتي ذلك الثائر الشيوعي الروسي الذي يعتبر الأب المؤسس للاتحاد السوفييتي لتصل إلى مكان ما، فسنكتشف بأن أصداءها وصلت لصحفي يعمل لدى وول ستريت جورنال، اسمه مايكل غوردون، وذلك من خلال السردية التي قدمها حول الحملة المستمرة التي تترأسها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، أي تلك الحرب التي لم يرغب أحد في البيت الأبيض بشنها، ولكنها هي من بحثت عنهم بطبيعة الحال.
تمنى الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لعام 2014 أن يكون عام الانسحاب كما وصفه، وهذا ما كتب عنه الصحفي غوردون في كتابه: "تراجع ودمار: القصة السرية للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية من باراك أوباما حتى دونالد ترامب"، وقد عزز ذلك من إرث أوباما وذلك عبر سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان، التي كانت أطول حرب تخوضها أميركا (كما سبق أن خرجت القوات الأميركية من العراق قبل ثلاث سنوات)، وبعد الاستعانة بالتحالف الدولي الذي ترأسه حلف شمال الأطلسي لخلق منطقة حظر طيران فوق ليبيا عام 2011 دعماً للثوار الذين قاموا ضد الديكتاتور الليبي معمر القذافي وقتها، تمنى أوباما ألا تترتب أي كلفة على أي تدخل أميركي في الشرق الأوسط مستقبلاً، أو أن تكون كلفة الوجود الأميركي على الأرض محدودة على أقل تقدير.
ظهور عرضي وطارئ
تحول تنظيم الدولة إلى مشكلة تتصل بالسياسة الخارجية الأميركية في الوقت الذي التزمت فيه واشنطن بعدم الاكتراث إلا بالحد الأدنى لمعالجة ذلك الخطر. إذ من المعروف عن أوباما نبذه لتلك الجماعة المقاتلة وغيرها من الفروع المحلية لتنظيم القاعدة أو تلك الجماعات المرتبطة بها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك لكونها ثانوية في المشهد (مقارنة بما رآه على أنه خطر أشد وطأة والذي تمثل بمركز تنظيم القاعدة الذي يتحمل مسؤولية ما جرى في أحداث 11 سبتمبر). إذ في مقالة نشرت في مجلة نيويوركر في كانون الثاني 2014، وصف لويد أوستن الذي كان وقتها يشغل منصب قائد القيادة الوسطى الأميركية، لكنه أصبح اليوم وزير الدفاع لدى الرئيس جو بايدن، تنظيم الدولة على أنه: "شيء عرضي وطارئ" وذلك عندما تقدم بنصيحته لأوباما حول تلك الجماعة، على الرغم من أن المتحدث الرسمي باسم أوستن في ذلك الحين أنكر أن يكون رأي هذا الجنرال بتلك الجماعة كذلك في أي وقت من الأوقات.
بيد أن القدرة على التغاضي عن خطر تنظيم الدولة والتقليل من شأنه لم يستمر طويلاً، إذ في أيلول 2014، قامت تلك الجماعة بإعدام صحفيين أميركيين أمام عدسات الكاميرا في حادثتين منفصلتين، كما سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق تعادل مساحة بريطانيا، بحسب تقديرات المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة. وبنهاية العام الذي تلاه، شنت تلك الجماعة هجمات على أراض أجنبية، كان من بينها باريس، وهذا ما دفع بالقوات الأميركية للعودة إلى العراق استعداداً لمقارعة تلك الجماعة الإرهابية.
العراق.. للمرة الثالثة
لم تكن مفاجأة لغوردن أن تغرق الولايات المتحدة في مستنقع العراق للمرة الثالثة على مدار عقود كثيرة، بما أنه كان يغطي الأحداث لصالح صحيفة نيويورك تايمز خلال عملية عاصفة الصحراء في عام 1991 وكذلك في أثناء الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 والذي كان هدفه إسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بيد أن غوردون كان قد ألف ثلاثة كتب عن الحروب الأميركية في المنطقة في الوقت الذي عادت فيه الولايات المتحدة إلى العراق في عام 2014.
اختار غوردون لروايته أن تبدأ منذ أن بدأ الجيش الأميركي الذي لم يعد لديه تفويض قانوني لاستبقاء جنوده في العراق بعد حرب 2003، بالوصول إلى بغداد ضمن بعثات تقصي الحقائق، فلو كان تنظيم الدولة عبارة عن جماعة من الأغرار، كما قال أوباما، فإنه من أعتى الجماعات وأقواها مقارنة بأي جماعة أخرى سبق للولايات المتحدة أن رأتها. أما المسؤولون العراقيون الذين تحملوا فوق طاقتهم قبل ظهور تنظيم الدولة، فقد وصفوا قوات المشاة لتلك الجماعة الإرهابية بأنها دمرت خطوط العراق الأمامية بوساطة السيارات المفخخة والهجمات المتطورة، ولذلك قال الجنرال المتقاعد مايكل ناغاتا الذي ترأس القوات الخاصة الأميركية في الشرق الأوسط عند ظهور تنظيم الدولة: "سأقولها بكل صراحة، لقد أرعبوا كل شعرة في جسدي".
بعد ذلك، يتحول كتاب غوردون إلى عملية تناوب على الضرب بين شخصيات عسكرية مختلفة لعبت أدواراً قيادية في تلك الحملة، إلى جانب وقفات جانبية في غرفة العمليات بالبيت الأبيض على طريقة شبيهة بطريقة الصحفي بوب وودوورد والمؤرخ العسكري البريطاني ب. هـ. ليديل هارت. فقد كتب غوردون أنه مع تراجع الجيش العراقي، تعرض أوباما لضغوط أكبر من داخل إدارته ومن العراقيين الذين كانوا يعتمدون على طائرات سيسنا الحربية الصغيرة في التغطية الجوية، وذلك حتى يقوم بإرسال مسيرات يتم التحكم بها عن بعد، ومن ثم قواته الجوية. أما من قبل حمائم الإدارة الأميركية، من أمثال بايدن الذين كان حينها نائباً للرئيس، فقد تعرض أوباما لضغوطات حتى لا يوسع نطاق تلك البعثة، كما كان من المفضل ألا تكون هنالك أية بعثة على الإطلاق.
غير أن الأحداث كانت أقوى من أوباما كما يكشف كتاب غوردون، وذلك لأن المجزرة التي نفذها تنظيم الدولة بحق اليزيديين في جبال سنجار بشمالي العراق تسببت بشن غارات جوية أميركية وعراقية فتاكة تحولت بعدها إلى عنصر أساسي في القتال، وذلك بعدما ضغطت القيادة الأميركية الوسطى من أجل ذلك طوال شهور. فكان الحليف الواعد الأهم الذي بوسعه استئصال شأفة تنظيم الدولة على الجانب السوري من الحدود، أي وحدات حماية الشعب التي تكرهها تركيا، قد تعرضت للهزيمة على يد تلك الجماعة الإرهابية من جهة، كما أغلقت الحدود التركية دونها من جهة أخرى، وبذلك أصبحت القوات العسكرية الأميركية الترياق الوحيد على الساحة، ولهذا وافق أوباما على شن غارات جوية والقيام بعمليات إنزال جوي.
الدور الاستشاري للقوات الأميركية في سوريا والعراق
لو بقيت ساحة المعركة على حالها طوال ثلاثة عقود، لكان من الصعب التنبؤ بالمناخ السياسي في الولايات المتحدة، إذ ما تغير على مدار ثلاثة عقود منذ عملية عاصفة الصحراء التي سحقت فيها القوات الجوية الأميركية قوات صدام حسين وطردتهم من الكويت خلال شهر واحد في عام 1991، لا يمكن أن يختصر بتراجع الاهتمام الأميركي في البحث عن أي وحش لتقوم بسحقه، بل أيضاً في حجم القوة العسكرية التي على الولايات المتحدة أن تقدمها لدحر هؤلاء الوحوش. إذ بعدما أجبرت الأحداث إدارة أوباما على العودة إلى العراق، والانتقال منها إلى سوريا، أبقى البيت الأبيض قبضته الحازمة على تعداد الجنود كما كتب غوردون، ووقف بذلك ضد رغبة وزارة الدفاع الأميركية بنشر سلاح الجو الأميركي هناك، وبعد تراجع البيت الأبيض عن ذلك القرار، أخذ يبذل أقصى ما بوسعه ليبعد القوات الأميركية عن الجبهات.
ولكن بالرغم من أن إدارتي أوباما وترامب لم تكترثا بالحرب، إلا أن الحرب بقيت تكترث بهما. إذ بحلول عام 2016، اقترب الجيش العراقي من الموصل في العراق، أما قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً فقد أخذت تستعد لخوض أكبر معاركها في الرقة بسوريا، إذ كانت كل من الموصل والرقة تمثلان مركزين أساسيين لدولة الخلافة المزعومة التي أسسها تنظيم الدولة. كما أخذ المستشارون العسكريون الأميركيون الذين كان من المفترض لهم أن يقدموا النصح والمشورة والمساعدة للقوات العراقية (ومن ثم السورية)، يقتربون كثيراً من الجبهات بشكل أقلق بعض القادة، وبذلك توسعت قواعد الاشتباك الأميركية في نهاية المطاف لتسمح للقوات الأميركية بالاقتراب من الجبهات، ولتخول القادة من ذوي الرتب المتدنية بإصدار الأوامر لشن غارات جوية من دون العودة لمن هم أعلى منهم رتبة، وهكذا تبين بأن الدور الاستشاري العسكري لم يعد يمثل وظيفة تقوم على العمل عن بعد.
إن أتى هذا الكتاب مختلفاً عن التاريخ العسكري السابق لغوردن الذي يفتقر إلى الأحداث المثيرة، فإن السبب في ذلك يعود للحرب التي شنتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة والتي تختلف عن حروبها السابقة في العراق، وذلك لأن الكتاب لا يشتمل على ذكريات عن حرب طاحنة ككتاب الصحفي جيمس فيريني الذي يحمل العنوان: يجب أن يموتوا الآن: الموصل وسقوط دولة الخلافة، أو ككتاب المراسل مايك جيغليو: تحطيم الدول: تنظيم الدولة والحرب من أجل الخلافة.   
 إلا أن السرد الواقعي الذي قدمه غوردون ساعد على تبيان الكلفة المترتبة على السعي للقتال بالمجان، وذلك لأن عمليات نشر القوات التي اقتصرت على مناوبة الجنود في سوريا لمدة 120 يوماً على سبيل المثال، جعلت القوات الأميركية قريبة من جبهات تنظيم الدولة، كما جعلتها تعتمد على القوات الشريكة في عملية الحماية مع الخوف من التحول إلى هدف سهل، حيث كتب غوردون عن الفرقة الخامسة للقوات الخاصة الأميركية التي تم نشرها في وادي نهر الفرات بعدما طلب ترامب مرتين من القوات الأميركية أن ترحل من البلاد، ليتراجع مستشاروه عن ذلك بعدها: "لا أحد كان يعرف على وجه الدقة إلى متى سيبقى الجنود هناك، إلا أن البعثة بدت كأن لسان حالها يقول: مرحباً إنني البعثة التي يجب أن تتوجه إلى هناك، إذ ثمة مفارقة في قلب تلك المغامرة، يمكن إدارتها دون التمكن من حلها على الإطلاق، فمع تضاؤل الوجود العسكري الأميركي وتراجع إمكانياته، ازداد الخطر المحيق بأمن القوات الأميركية في سوريا".
الأميركيون يصمتون وغيرهم يتكلمون
على الرغم من جلوسنا بجانب غوردون في الكثير من المؤتمرات الصحفية التي حاول فيها المسؤولون العسكريون الأميركيون أن يقنعوا الصحفيين كذباً بأن القوات الأميركية كلها تقوم بتدريبات وبعمليات استشارية إلى جانب خدمات المساعدة هناك، إلا أن ما نقله غوردون في كتابه هو أن القوات الأميركية كانت تقوم بكل ذلك في ساحة معركة تسودها الفوضى حيث سجلت العديد من الدول حضورها هناك، إذ دخل المقاتلون المدعومون من قبل إيران في ذلك القتال، ولذلك اضطرت الولايات المتحدة لتنسيق غاراتها الجوية حتى لا تضرب مواقعهم وذلك عبر الاستعانة بوسطاء عراقيين، كما توجب على واشنطن أن تتقبل أولويات العراقيين إن كانوا هم من سينفذ الكم الأكبر من القتال، وبعد ذلك، صار من واجب واشنطن أن تتعلم الدرس ذاته في سوريا.
إذن، تلك هي مشكلة العبارات الجذابة التي يستخدمها البنتاغون ويورد فيها كلمات مثل: "بوساطة، مع، من خلال" للحديث عن البعثة الأميركية التي قامت فيها قوات عراقية وسورية بلعب دور القيادة في قتال تنظيم الدولة، بوجود مساندة جوية ومدفعية من قبل الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية. بيد أن إدارتي أوباما وترامب بقيتا تحاولان فرض استراتيجيتهما العسكرية، لكنهما لم تفلحا في ذلك في بعض الأحيان. إذ في الموصل، حاول الأميركيون فتح جبهة ثانية للهجوم على مواقع تنظيم الدولة في تلك المدينة، غير أن القادة العسكريين الأميركيين تعلموا أن يغلقوا أفواههم عندما يتحدث السياسيون العراقيون، وأن يجروا محادثاتهم معهم سراً، وعن ذلك كتب غوردون: "لا يمكن أن تأمر العراقيين أو أن تضغط عليهم ليتبنوا الاستراتيجية الأميركية". وبعد ذلك، وتحديداً في سوريا، بات على الولايات المتحدة أن تضغط على القادة الكرد لدى قوات سوريا الديمقراطية ليقوموا بالتخلص من القتلة المأجورين لدى تنظيم الدولة الذين كانوا يركبون الدراجات النارية داخل المناطق العربية، حتى خلال الفترة التي أخذت فيها تركيا تهاجمهم في معاقلهم.
زواج بالإكراه
وهكذا تحولت الشراكات إلى شيء شبيه بحالة الزواج بالإكراه، إذ بات على الولايات المتحدة في بعض الأحيان أن ترغم نفسها على التعاون مع جماعات تمقتها، أو يمكن أن تعاديها في ظل ظروف أخرى، كما فعلت مع الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً في العراق ومع الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا. بما أن محاربة تنظيم الدولة لم يتم التخطيط والترويج له على أنه أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية، لذلك تحول إلى حجر عثرة في طريق السياسة أيام إدارة ترامب التي سئمت من الحروب في الشرق الأوسط، ولهذا كان ترامب صادقاً مع نفسه عندما قال عن حلفاء أميركا بأن: "عليهم أن يفتحوا خزائنهم وأن يدفعوا ثمن ذلك" كما كتب غوردون.
وفي ذلك حكاية عن تكاليف لا يعرف أحد عنها شيئاً، وهنا تساعدنا الصورة التي رسمها غوردون على تفسير الأبعاد التي وصلت إليها تلك البعثة العسكرية التي كان من المقرر لها أن تبقى صغيرة الحجم. فلقد شنت قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة للجيش الأميركي غارات في العراق دون مصادقة من قبل كبار القادة الأميركيين المسؤولين عن تلك البعثة في العراق وسوريا، وبلا أي تشاور مع السلطات العراقية. ومن الحوادث القديمة المرعبة التي وصفها غوردن، أنه في أثناء قيام فرقة غزاة البحرية الأميركية بزيارة نظرائهم الكرد في مدينة دهوك العراقية، ألفت تلك الفرقة نفسها تطلب غارات جوية لتؤمن تغطية نارية خلال فرارها من كمين نصب لها، وعن ذلك كتب غوردون: "لقد كان ذلك درساً علمهم بأن الخط الفاصل بين البعثة الاستشارية والقتالية لدى قوات العمليات الخاصة قابل للتسرب ولهذا يمكن أن يطرأ عليه تحول في غمضة عين". وطوال تلك الفترة، بقي شبح ملاقاة القوات الإيرانية للقوات الأميركية في العراق، أو تهديد الميليشيات شبه العسكرية الروسية للقوات الأميركية في سوريا يلوح بشكل كبير.
تنتهي تلك السردية مع نهاية إدارة ترامب، لتعرج قليلاً على التطبيل لغارات على مواقع إيرانية في سوريا لفترة قصيرة مع تسلم بايدن للسلطة. وعلى الرغم من كل ذلك، بقيت القوات الأميركية في كلا البلدين تشغل أدواراً استشارية ثانوية، في اعتراف صريح بأن الولايات المتحدة يجب أن تبقى موجودة في الشرق الأوسط، حتى وإن لم يسرها ذلك. إذ ورد اسم ميشيل فلورني في هذا الكتاب، وهي مسؤولة رفيعة سابقة في البنتاغون، وذلك عندما روت حادثة حول أحد نظرائها في الشرق الأوسط والذي قال لها في إحدى المرات بأنه في الوقت الذي يعتقد فيه الأميركيون بأن هنالك حلا لكل مشكلة: "ثمة مشكلات في منطقتنا لا يمكن إلا أن تدار"، وهذا من سوء حظ الأميركيين الذين يحاولون صرف انتباههم عن تلك المنطقة، لأن جانب الحرب في تلك المنطقة لم يطرأ عليه أي تغيير.
 المصدر: فورين بوليسي
=============================
الصحافة التركية :
احوال التركية :تركيا لن تغادر سورية في أي وقت قريب
https://alghad.com/تركيا-لن-تغادر-سورية-في-أي-وقت-قريب/
تقرير خاص – (أحوال تركية) 30/7/2022
تستضيف تركيا حاليًا حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري، وتخطط حكومة أردوغان لإرسال حوالي مليون منهم، خصوصا المتواجدين في المدن المكتظة بالسكان مثل إسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب، إلى بلدات في شمال غرب وشمال شرق سورية حيث تمتلك الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا السلطة. وتخطط حكومة أردوغان لإنشاء مناطق تجارية وصناعية، وتشييد مبانٍ من أجل تحسين الوضع الاقتصادي للاجئين في هذه المناطق.
* * *
فقدت سورية وحدة أراضيها منذ اندلاع الحرب الأهلية التي اندلعت في العام 2011. وفي الوقت الحالي، تدعم الدول الأوروبية الكبرى، إلى جانب الولايات المتحدة، القوات الكردية في سورية، بينما تدعم روسيا وإيران بشكل مباشر نظام الرئي السوري بشار الأسد. وباعتبارها دولة ذات أغلبية سنية مسلمة، فإن الهدف الرئيسي لتركيا هو الحفاظ على العلاقات التاريخية والدينية مع المسلمين السوريين.
وكانت تركيا قد فقدت ارتباطها الأرضي بعرب العراق عندما أقام الأكراد حكمهم الذاتي في جزء من شمال العراق على الحدود مع تركيا. كما شكل أكراد سورية إدارة ذاتية في شمال وشرق سورية، والمعروفة أيضًا باسم “روج آفا” على طول الحدود التركية.
وهكذا، فإن حدود تركيا التي يبلغ طولها 1.300 كيلومتر مع الدول العربية في العراق وسورية أصبحت خاضعة حاليًا لسيطرة الجماعات المسلحة الكردية. وقد أقامت تركيا علاقات قوية نسبيًا مع حكومة إقليم كردستان، التي تحكم إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق.
ومع ذلك، فإن حدود تركيا السورية تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب وذراعها السياسية؛ حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور، الجماعة الكردية التي شنت حرباً على سورية وخاضت صراعاً مسلحاً ضد تركيا منذ العام 1984. والدافع الرئيسي وراء نية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنفيذ عملية عسكرية في سورية هو الحفاظ على العلاقات مع المسلمين السنة السوريين.
بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، التي استمرت لأكثر من 600 عام وسيطرت على أراضٍ امتدت من أوروبا وآسيا وأفريقيا، برزت تركيا كدولة قومية تركية في الأناضول ومنطقة صغيرة في أوروبا. وعلى الرغم من أن تركيا تتمتع بموقع استراتيجي وما تزال دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها أكثر من 80 مليون نسمة، وتبلغ مساحتها السطحية ما يقرب من 800 ألف كيلومتر مربع، إلا أنها فقدت اتصالها بالدول التي كانت ذات يوم عثمانية في القارات الثلاث على مدى قرون عديدة.
ومنع جيران تركيا في أوروبا وبلغاريا واليونان قيام علاقات بين أنقرة ومسلمي البلقان. كما فقدت جمهورية تركيا الجديدة علاقاتها مع دول آسيا الوسطى الإسلامية التركية بعد إنشاء الاتحاد السوفياتي قبل قرن من الزمان. وفقدت تركيا اتصالها الإقليمي مع دول آسيا الوسطى التركية منذ أن تأسست أرمينيا في وسط الدول التركية في العام 1990.
وإذن، فقدت تركيا علاقاتها مع العرب العراقيين، والآن منعت الكانتونات الكردية في سورية القائمة على طول الحدود التركية إلى حد كبير ارتباط تركيا بالعرب السنة السوريين. ومن جهة أخرى، تمكنت تركيا وقوات المعارضة المدعومة من تركيا من السيطرة على بلدات عفرين، والباب، واعزاز، وجرابلس، وتل أبيض ورأس العين في شمال سورية، بينما نجحت أنقرة في منع قيام وحدة بين الكانتونات الكردية في سورية. وفي حين أن تركيا لا تسيطر بشكل مباشر على محافظة إدلب، التي تضم أكثر من 3 ملايين نسمة، فإنها تحمي المعارضة التي تسيطر على المدينة من هجمات روسيا والحكومة السورية.
شجعت الخطوة المفاجئة التي اتخذها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، بسحب القوات الأميركية من شمال سورية على هجوم أردوغان على الأكراد في سورية. وفرضت الولايات المتحدة وكندا، إضافة إلى عدد قليل من الدول الأوروبية الأخرى، عقوبات على تركيا أو علقت مبيعات الأسلحة إليها، بينما أدانت جميع الدول العربية تقريبًا الهجوم العسكري التركي على البلدات الكردية في سورية. وتعارض روسيا وإيران أيضًا العملية العسكرية التركية المزمعة لإنشاء منطقة آمنة بطول 30 كيلومترًا (20 ميلًا) على طول الحدود مع سورية، مما يسمح للاجئين السوريين في تركيا بالعودة إلى ديارهم.
تدعم الإدارة الأميركية “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تطورت إلى “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، والتي تضم أعضاء من أعراق أخرى في المنطقة، مثل العرب، والآشوريين، والأرمن، والأيزيديين، والشركس والتركمان الذين قاتلوا ضد تنظيم “داعش” وجماعة “جند الشام” المتطرفة في السنوات الأخيرة.
تستضيف تركيا حاليًا حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري، وتخطط حكومة أردوغان لإرسال حوالي مليون منهم، خصوصا المتواجدين في المدن المكتظة بالسكان مثل إسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب، إلى بلدات في شمال غرب وشمال شرق سورية حيث تمتلك الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا السلطة. وتخطط حكومة أردوغان لإنشاء مناطق تجارية وصناعية، وتشييد مبانٍ من أجل تحسين الوضع الاقتصادي للاجئين في هذه المناطق. وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في 5 أيار (مايو)، إن تركيا تهدف إلى بناء نحو 250 ألف منزل من الطوب الأسمنتي، بمساحات تتراوح بين 40 و80 مترًا مربعًا، وإنه سيتم تسليم حوالي 100 ألف من هذه المساكن إلى المستفيدين بحلول نهاية هذا العام. كما قامت منظمة غير حكومية تركية مثيرة للجدل، “مؤسسة العون الإنساني”، ببناء أكثر من 25 ألف وحدة تسكني في محافظة إدلب والمنطقة التي كانت قد نُفذت فيها عملية عسكرية تركية سميت “درع الفرات” في الفترة ما بين آب (أغسطس) 2016 وآذار (مارس) 2017، وكذلك في ريف حلب الشمالي.
=============================
صحيفة تركية تكشف مصير الصائغ السوري بعد زيارة "أوزداغ" الشهيرة له: أطلقوا عليه النار بعد يوم واحد
https://orient-news.net/ar/news_show/199216
أخبار سوريا || أورينت نت - ماهر العكل 2022-09-06 14:36:15
ذكرت صحيفة تركية أن صائغاً سورياً حاصلاً على الجنسية التركية ويعمل بشكل نظامي في البلاد تعرض لإطلاق نار في قدميه بوقت سابق، وذلك بعد زيارة استفزازية أجراها له المعارض العنصري المعادي للاجئين السوريين "أوميت أوزداغ". 
وبعنوان (ها هي نهاية الكراهية والعنصرية: أطلقوا النار على الصائغ الذي طلب منه أوميت أوزداغ بطاقة الهوية) بينت صحيفة "turkiye gazetesi" أن الهجمات على اللاجئين السوريين تتزايد بسبب التصريحات الاستفزازية من قبل بعض الشخصيات المعارضة، حيث أُصيب الصائغ السوري "مصطفى الحبو" بطلق ناري في كلتا قدميه بينما كان على وشك مغادرة مكان عمله.
وأوضحت الصحيفة أن "حبو" كان قد تعرض للاستفزاز من قبل المعارض العنصري أوزداغ عندما دخل محله وطلب منه إبراز الكمليك الخاص به وأوراقه القانونية دون أي وجه حق أو سبب يخوله فعل ذلك، مضيفة أنه لم تمضِ أيام قليلة على الزيارة حتى هوجم الصائغ السوري وأُجبر على إغلاق مكان عمله.
من ناحيته قال "أحمد حبو" شقيق الصائغ مصطفى: إنهم تعرضوا للهجوم مرة أخرى بينما كان على وشك فتح المحل في اليوم التالي لإطلاق النار على شقيقه، وأن مجموعة من 5-6 أشخاص اعتدوا عليهم بالحديد والعصي ولم يسمحوا لهم بفتح المحل.
تركوا إزمير
وأشارت الصحيفة التركية إلى أنه بينما كانت الشرطة في إزمير تحقق في الحادث والمشتبه بهم، غادرت الأسرة السورية المدينة بسبب التهديدات المستمرة التي تعرضت لها، لافتة إلى أنه على الرغم من أن الشرطة أبلغت "مصطفى الحبو" الذي أصيب برصاص في قدميه أنه يمكن أن يحصل على الحماية وأن بإمكانه فتح متجره، إلا أن محل المجوهرات ظل مغلقاً منذ الرابع من تموز الماضي عندما وقع الهجوم.
وذكر "أحمد الحبو" أنهما يملكان أحد المحلين اللذين يبيعان فيه الذهب عيار 21 قيراطاً في تلك المنطقة، وأنهما يتنافسان مع صائغ آخر من أصل مارديني وأنهما يتعرضان للتهديد مرات عديدة من قبل ذلك الصائغ، مشيراً إلى أن شركاتهم التي لها فروع في شانلي أورفه وبورصة وأنقرة تأثرت أيضاً بهذا الهجوم.
وبيّن "أحمد الحبو" أن الجناة أخبروا أخاه أنهم سيضعون الرصاصة التالية في رأسه إذا عاد، وأنه يتوقع من الشرطة والقضاء التركي تسليط الضوء على هذا الحادث في أقرب وقت ممكن، موضحاً أنهم نقلوا استثماراتهم بالكامل من سوريا إلى تركيا وأنه حالياً قرابة 400 شخص يعتاشون ويعتمدون في تأمين طعامهم ورزقهم على هذه الشركة وأن غالبية هؤلاء العمال هم من الأتراك.
وأردفت الصحيفة التركية تقريرها بالقول: إنه في الآونة الأخيرة يتم بشكل كبير استهداف اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب منذ 11 عاماً ولجؤوا للبلاد، وذلك من خلال الدعاية الممنهجة التي تقوم بها من سمتهم (مجموعات معينة) في إشارة للأحزاب المعارضة، والتي نتج عنها إصابات ووفيات في مناطق مختلفة من تركيا آخرها ما حدث في هاتاي عندما قُتل الشاب "فارس العلي" على يد مجموعة عنصرية.
=============================
الصحافة الالمانية :
ميديا بارت”: بين الخوف من الطرد والضغط.. آلاف اللاجئين السوريين يفرّون من تركيا
https://www.alquds.co.uk/ميديا-بارت-بين-الخوف-من-الطرد-والضغط-آ/
باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: “بين الخوف من الطرد والضغط، يفر آلاف اللاجئين السوريين من تركيا”، قال موقع “ميديا بارت” الاستقصائي الفرنسي إنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تركيا أصبحت قضية اللاجئين السوريين الموضوع الرئيسي للأحزاب السياسية التركية، وساهم خطابهم إلى حد كبير في تصعيد موجة العنصرية لدى العديد من المواطنين الأتراك تجاه المهاجرين بشكل عام، والسوريين بشكل خاص.
واستشهد الموقع بالظروف التي يمر بها مواطن سوري يدعى علي، موضحاً أن هذا الأخير يشعر يومًا تلو الآخر بضغط مستمر عليه في تركيا بسبب ما يراه وضعًا مؤلمًا، أجبره على الفرار من الحرب إلى دولة مجاورة بحثًا عن الاستقرار، بعد أن اعتقد أن رحلته إلى تركيا كانت الأخيرة على طريق المنفى، وأنه يستعيد الاستقرار الذي فقده في وطنه سوريا، حين وصلها في عام 2015 مع عائلته، شقيقيه ووالديه.
يقول ”ميديا بارت” أنه التقى علي، الذي هو في الثلاثينيات من عمره،  في أحد المقاهي بمدينة غازي عنتاب، جنوب تركيا، وتحدث الشاب السوري عن  مدى استيائه من العيش كلاجئ: “الآن لم أعد أشعر كأنني إنسان هنا. أعني أنني حصلت على شهادتي في القانون في سوريا، أعرف ما الذي يميز الإنسان: أوراق هويته. هنا في تركيا، أعاني كثيرًا من اعتباري لاجئًا بموجب ما يسمى قانون الحماية المؤقتة في تركيا. لا أعرف بالضبط ما هي حقوقي، وبالتالي ما هي انتهاكات تلك الحقوق التي يمكن أن تدمر بقية حياتي هنا”.
ويضيف علي: “هذا القانون يشبه في الواقع إطلاق السراح المشروط من السجن. تشعر أنك مضطر للبقاء في منطقتك. حملات التحقق من عناوين السوريين شبه متواصلة. تقوم الشرطة بشكل دوري بزيارة منازلنا للتحقق من وجودنا. هناك طريقة للتنقل بين المدن التركية، لكنك بحاجة إلى تصريح سفر، والذي يتم رفضه في %90 من الحالات من قبل مديرية الهجرة”.
ومضى “ميديا بارت” إلى التوضيح أنه منذ بداية تدفق اللاجئين السوريين في عام 2012، بعد عام من اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، سنت تركيا “قانون الحماية المؤقتة”، والذي يعتمد عليه، حاليا 3.7 مليون سوري بحسب إحصائيات المديرية العامة للهجرة التركية لعام 2022. يسمح هذا النص للعديد من السوريين بالإقامة في مختلف المحافظات التي تم تسجيلهم فيها دون الحاجة إلى الدخول القانوني إلى البلاد. لكنها تمنعهم من التنقل بين المدن التركية، أو تلقي الخدمات الطبية والتعليمية في أي مكان آخر غير المحافظات التي تم تسجيلهم فيها. وفي العامين الماضيين على وجه الخصوص، أدى أي انتهاك إلى ترحيل الجاني إلى سوريا.
وتابع “ميديا بارت” التوضيح أن البعض يعتقد أنه يمكنهم العودة إلى بيوتهم ذات يوم. لكن الحرب مستمرة منذ أكثر من 11 عامًا، وتزايد الانتهاكات التي يرتكبها النظام في دمشق ضد المدنيين، والجماعات المسلحة والإرهابية مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”، يبحث الكثيرون الآن عن دول مضيفة. ووفقًا لمديرية الهجرة في اسطنبول، تم وضع أكثر من 66 ألف شخص في مراكز الاحتجاز هذه منذ بداية العام.
وبعد أن أصابهم الإحباط، اختار العديد من الشباب السوريين الآن مغادرة تركيا للوصول إلى أوروبا بشكل غير قانوني، عن طريق البر أو البحر، مع أنهم يدركون مخاطر هذا الطريق، بسبب احتمال تعرضهم للضياع في غابات أوروبا الشرقية، أو الخداع من قبل شبكات التهريب، ناهيك عن اعتقالهم من قبل الأتراك وإعادتهم إلى سوريا.
ويشكو علي من السعر المرتفع الذي يزيد عن عشرة آلاف يورو، ولا يستبعد أحيانًا فكرة بيع قطعة من جسده لجمع الأموال.
بدوره، يعتبر مواطن سوري آخر اسمه أسعد أن هذا الطريق، رغم خطره، هو السبيل الوحيد كي يتمكن من العيش بشكل طبيعي مع زوجته. ويروي هذا الأخير للموقع الفرنسي: “هل تعلم أنني متزوج منذ أربع سنوات، لكنني أرفض إنجاب طفل سيضطر أيضًا إلى العيش مع بطاقة الحماية المؤقتة هذه؟”.
=============================
الصحافة العبرية :
تحذير إسرائيليّ من برنامج نوويّ مُحتمَل في سورية قبل خمس سنوات من تدمير المفاعل
https://www.arab48.com/إسرائيليات/أخبار/2022/09/06/تحذير-إسرائيلي-من-برنامج-نووي-محتمل-في-سورية-قبل-خمس-سنوات-من-تدمير-المفاعل
عرب ٤٨
تحرير: باسل مغربي
كشف الجيش الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، أنّ شعبة المخابرات التابعة له، قدّرت أنّ سورية كانت تدير مشروعًا سريًّا، كُشِف لاحقًا أنه المفاعل النووي في دير الزور، وذلك في عام 2002، أي قبل قصف المفاعل، بخمس سنوات، والذي نُفِّذ في عام 2007، وقد أعدّت وثيقة تشير إلى ذلك، بحسب المزاعم الإسرائيلية.
وجاء في الوثيقة التي كُشِف عنها اليوم، والمكتوبة في أيلول/ سبتمبر 2002 بحسب بيان الجيش، أنه "أصبح معروفًا مؤخرًا أنه في إطار هيئة الطاقة الذرية السورية، يجري تنفيذ مشاريع سرية (أو على الأقل قيد التنفيذ)، لم نكن على علم بها".
وأضافت الوثيقة أنّ "المعلومات لا تشير إلى برنامج نووي عسكري نَشِط، قيد التنفيذ في سورية، لكنها تشير إلى انخراطٍ في مجالات يمكن أن تسهم في تطوير المخطَّط، وتثير الشكوك حول بدء تطوير مخطَّط كهذا".
ووفق الجيش الإسرائيلي، فإنّ وزير الأمن الإسرائيي آنذاك، إيهود باراك، كان قد كتب في رسالة صُنفت على أنها سرّيّة للغاية، أن إحباط المخطّط السوري؛ "عملية ذات أهمية تاريخية، ستسهم في تعزيز قدرة الرّدع الإسرائيلية وأمنها".
ونشر الجيش الإسرائيلي، مقطع فيديو، وصورا توثّق المفاعل الذي تمّ قصفه. وأظهرت بعض الصور المنشورة، المفاعل السوريّ قبل وبعد قصفه.
في السياق، ذكر "واينت" الموقع الإلكترونيّ لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ "تدمير مفاعل الخيبر، جاء نتيجة سلسلة من التحركات الاستخباراتيّة والدبلوماسيّة والسياسيّة والعسكريّة، والتي امتدت لأشهر طويلة ومتوترة في عامي 2006 و2007".
ولفت إلى أن سلسلة التحركات الإسرائيلية، تمّت "في مكاتب الموساد في إسرائيل، وفي البيت الأبيض، زفي مقر رئيس الحكومة في القدس، ومقر سلاح الجو (الإسرائيلي) ووفقًا لإصدارات أجنبية أيضًا؛ (تمت التحركات) في فنادق في العواصم الأوروبية".
وبحسب ما أوردت مواقع إسرائيلية، فإنه في الليلة بين الخامس والسادس من أيلول/ سبتمبر 2007، وصل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت إلى قاعدة سلاح الجو الإسرائيليّ في تل أبيب، فيما كان بجانبه كل من وزير الأمن المعيّن حديثا آنذاك، باراك، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، وممثلون عن مختلف الأجهزة الأمنية.
وقبل منتصف الليل بقليل، أقلعت أربع طائرات "إف - 15" وأربع طائرات "إف - 16"، من قاعدتين عسكريتين في جنوب إسرائيل، وكان الهدف المحدد على أجهزة الكمبيوتر عبارة عن مبنى مربّع الشكّل، معزول في الصحراء في شمال شرق سورية.
وحلّقت الطائرات شمالا بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، ​​ثم اتجهت شرقا على الخط الحدودي بين سورية وتركيا. وبين الساعة 12 و40 دقيقة بعد منتصف الليل، و12 و53 دقيقة من الليلة ذاتها "كرر الطيارون (الإسرائيليون) الاسم الرمزي ’أريزونا’، ثم أُلقيت ذخيرة تزن 24 طنا على مفاعل الخيبر، الذي تم بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية وتوجيهها". وبعد ذلك، تم تدمير المفاعل، وعادت الطائرات إلى إسرائيل.
وأشار "وينت" إلى أنه رغم مضيّ عقد حتى سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالكشف عن تفاصيل العملية، غير أن الصحافة العالمية، وكذلك الأحزاب السياسية الأميركية، لم تتماش مع منع الرقابة العسكرية الإسرائيلية، كونه لا يُلزمها بذلك، وبالفعل في نيسان/ أبريل 2008، أطلع مسؤولو المخابرات الأميركية الكونغرس على دورهم في العملية الإسرائيلية لمهاجمة المفاعل، وأشار العديد من المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، إلى هذه القضية بطريقة أو بأخرى في الكتب التي كتبوها، وفي مقابلات أجرو
=============================
هآرتس: بينما تتحرك إسرائيل في سورية تفقد روسيا والولايات المتحدة الاهتمام بهذا الملف
https://nedaa-post.com/هآرتس-بينما-تتحرك-إسرائيل-في-سورية-تفقد-روسيا-والولايات-المتحدة-الاهتمام-بهذا-الملف/
المصدر: هآرتس
ترجمة: عبد الحميد فحام
بقلم: عاموس هرئيل
في أقل من ساعة من مساء الأربعاء، تم قصف أكبر مطارين في سورية؛ حلب أولاً ثم دمشق. ووفقاً لتقارير أجنبية وما إلى ذلك، فإنها كانت غارة جوية إسرائيلية. كان من المقرر أن تهبط طائرة إيرانية تحمل أشخاصاً وأسلحة في حلب. وعندما انفجرت قنابل قرب المدارج غيرت الطائرة مسارها واتجهت إلى مطار دمشق الدولي. سقطت قنابل بالقرب من ذلك الموقع أيضاً، لكن الطائرة هبطت بالفعل.
في الوقت نفسه، يمكننا أن نفترض أنه تم تمرير رسالة شفوية تحمل نفس عبارات كانت تحملها اللافتات التي انتشرت في شوارع نيويورك في الثمانينيات والتسعينيات: “لا تفكر حتى في وقوف السيارات هنا”. لقد تردد مَن يقود الطائرة بضع ساعات ثم غادروا. يبدو أن الشحنة التي كانوا يعتزمون تفريغها في سورية عادت معهم إلى إيران.
الجهد الدولي لعرقلة المشروع النووي الإيراني لم يفشل تماماً، لكن لا يمكن وصفه بـ”الناجح”. كان الهدف من الاتفاق النووي لعام 2015 هو استقرار الوضع لمدة 15 عاماً وترك طهران على مسافة آمنة من القدرة على تصنيع رأس حربي نووي. لكن بعد ثلاث سنوات انسحبت الولايات المتحدة من الصفقة. وعندما بدأت إيران بعد عامين، رداً على ذلك، في انتهاك الاتفاق وعادت لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ وبكميات كبيرة، حدثت سلسلة من الثغرات والانفجارات الغامضة في منشآتها النووية. تعتقد مصادر المخابرات الأمريكية – وفي وقت لاحق، بعض شخصيات المخابرات الإسرائيلية – أن هذا التخريب كان له تأثير معاكس للتأثير المطلوب. فقد قامت إيران بتسريع برنامج التخصيب الخاص بها بينما تقوم بمحاولات لنقل بعض النشاط إلى مواقع محمية بشكل أفضل وعميقة تحت الأرض.
الصراع ضد جهود إيران لتسليح أقمارها الصناعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وكذلك لإنشاء قواعد الميليشيات الشيعية بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل قد أدى إلى نتائج أفضل إلى حدٍّ ما حتى الآن. القضية قابلة للنقاش ويصعب الوصول إلى ما يُثبتها، لكن صناع القرار في إسرائيل وجيشها يجادلون بأن “الحرب بين الحروب” قد أبطأت بشكل كبير وتيرة التسلّح. فيما يتعلق بالأسلحة المتطورة أيضاً – أنظمة دفاع جوي وصواريخ دقيقة التوجيه – فإن الإنجازات لم ترقَ إلى مستوى توقُّعات قيادة طهران. على الرغم من أن حزب الله قد أنشأ قدرة أولية للمواقع على تحويل الصواريخ وتصنيعها (“مشروع الدقة” الشهير)، إلا أن الأرقام في هذه الأثناء منخفضة نسبياً وواجه المشروع صعوبات.
كان لدى إسرائيل أيضاً طموحات بعيدة المدى لم تتحقق. جادل كبار المسؤولين بأنه يمكن دق إسفين بين الداعمين الرئيسيين للنظام السوري، روسيا وإيران. لكن هذا لم يحدث وإنما حدث العكس: تحتاج روسيا الآن إلى المساعدة الإيرانية بسبب تورطها العسكري في أوكرانيا، بل إنها تحصل على طائرات بدون طيار إيرانية الصنع والتي تحتاجها قواتها لمواصلة الحرب هناك.
 لكن الهجمات المكثفة في سورية أسفرت مع ذلك عن نتيجة إستراتيجية مهمة. رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي يسعى لتقليل الاحتكاك مع إسرائيل، منع الإيرانيين من مهاجمة إسرائيل من الأراضي السورية.
في عدة مناسبات خلال 2018-2019، استخدم الحرس الثوري الإيراني الميليشيات الشيعية من مرتفعات الجولان السورية لإطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل. وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز قبل أسبوع أن الأسد حظر الأعمال الانتقامية من الأراضي السورية قبل حوالَيْ عام. الآن اتضح أن هذا الحظر ساري المفعول منذ ثلاث سنوات. ففي نهاية عام 2019، أمر الأسد بتجنب المزيد من الهجمات رغم أنه لم يمضِ وقت طويل على اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري من قِبل الولايات المتحدة في العراق.
تم فرض هذا التوجيه بشكل أكثر صرامة على إسماعيل قاآني، الذي يُعتبر شخصية لطيفة وأقل نفوذاً من سلفه الأسطوري سليماني. كبديل كان على الإيرانيين أن يلجؤوا للردّ عَبْر مرسال. عندما تهاجم إسرائيل هدفاً في سورية ذا قيمة عالية لإيران، تأمر طهران الميليشيات الشيعية بإطلاق طائرات مسيرة هجومية أو صواريخ على قاعدة التنف الأمريكية في جنوب شرق سورية.
لكن رغم ذلك، فإن جميع الأطراف حَذِرة للغاية في أفعالهم. حتى عندما يرد الأمريكيون على النيران الإيرانية، يتم بذل جهد كبير لتجنُّب إلحاق إصابات والتركيز على ضرب أهداف لا يوجد فيها أشخاص.
هجمات الأربعاء التي نُسبت إلى إسرائيل استغلّت بلا شك تغييراً آخر في الصورة: القرار الروسي بإزالة نظام الدفاع الصاروخي S-300 من سورية. نشرت روسيا البطارية بالقرب من بلدة مصياف في أواخر عام 2018، كعمل عقابيّ ضد إسرائيل بعد إسقاط طائرة تجسُّس من طراز “إليوشن” أُصيبت بطريق الخطأ بنيران مضادة للطائرات السورية خلال هجوم إسرائيلي. لكن خلافاً للوعود الرسمية، لم يتم نقل البطارية إلى القيادة السورية المباشرة.
 تم شحنه مؤخراً إلى روسيا، مرة أخرى بسبب الحرب في أوكرانيا.
ما تبقى هو بطارية S-400 الأكثر تقدُّماً التي يعمل بها الروس في شمال غرب سورية. ومع ذلك، فهي تركز على حماية القاعدة الجوية الروسية هناك، وليس على مناوشة إسرائيل. على الرغم من التوبيخ العلني في بعض الأحيان، لا يوجد تشديد واضح لموقف موسكو من الهجمات في سورية.
تعكس إعادة الانتشار انخفاض اهتمام القوى العظمى بالأحداث في سورية. أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعمال أكثر إلحاحاً يجب أن يحضرها. لكن الولايات المتحدة أيضاً، التي تحافظ على قوات قوامها بضع مئات من القوات المقاتلة في التنف وعدد قليل من القواعد الأصغر، تُظهر اهتماماً ضئيلاً فقط بالتطوُّرات في سورية. وعلى العكس من ذلك، فإن إدارة بايدن تحافظ بحماس على مقاطعة نظام الأسد. يعتقد البعض في إسرائيل أنه في ظروف أخرى سيكون من الممكن إبرام اتفاق ملزم مع الأسد، بوساطة القوى العظمى، بشأن وقف كامل للأعمال العدائية. من المرجَّح أن يتناسب ذلك مع مصالح النظام.
لكن من غير المحتمل أن يحدث ذلك لثلاثة أسباب؛ أولاً الأسد، القاتل الجماعي لشعبه، يفتقر إلى الشرعية في الغرب. ثانياً القوتان الرئيسيتان لا وقت لديهما. وأخيراً علاقات الأسد مع إيران التي تستمر في ظل غياب أي احتمال آخر. على الرغم من أن السنوات الأخيرة شهدت شيئاً من الدفء في علاقات سورية مع الدول العربية المسلمة السنية في الخليج، لكن لا المملكة العربية السعودية ولا الإمارات العربية المتحدة على استعداد لإنفاق عشرات المليارات من الدولارات اللازمة لبدء إعادة تأهيل سورية بعد أهوال الحرب هناك.
 ساحات متعددة
ومن المقرر أن يزور الوسيط الأمريكي عاموس هوشتاين الأسبوع المقبل المنطقة، على أمل التوصّل إلى اتفاق نهائي بين إسرائيل ولبنان حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. من المُتوقع أن يُحدّد الاقتراح الأمريكي المحدث خطاً مؤقتاً منصوص عليه بين مطالب كل دولة. وستبقى منصة غاز كاريش، حيث من المقرر أن تبدأ أعمال الحفر الشهر المقبل، تحت السيطرة الإسرائيلية. حقل قانا يقع إلى جهة الشرق ويرجع ذلك إلى تقسيمه بين البلدين. يُعتقد أن هوشتاين سيقول للأطراف: هذا هو العرض الأخير – إما أن تقبلوه أو تتركوه.
في مواجهة الأزمة الاقتصادية في لبنان، فإن لبنان بحاجة ماسّة إلى أخبار جيدة في مجال الطاقة. لكن هذا لا يمنع القيادة المتصارعة والفاسدة في بيروت من الاستمرار في تبني موقف تهديدي تجاه إسرائيل. في بعض الحالات، ينزلق هذا إلى مرحلة الطفولة المطلقة. هذا الأسبوع، تم توثيق زيارة لوزيريْن لبنانييْنِ للطاقة والرفاهية على طول الحدود البرية مع إسرائيل. توقف الاثنان أمام السياج، قُبالة كيبوتس مسغاف عام، ورشقا الحجارة عليه. هلل مرافقوهم. ولم تُلاحظ أي مظاهر قلق على الجانب الجنوبي من الحدود.
في التصريحات والإيجازات الرسمية من قِبل إيران وحزب الله، يمكن رؤية محاولة تشابُك كل ساحات النضال. هذا الأسبوع، نشر معهد أبحاث الإعلام الإسرائيلي Memri العديد من الوثائق التفصيلية على موقعه على الإنترنت، بما في ذلك ترجمات التصريحات الأخيرة المتعلقة بإسرائيل. نقل إبراهيم الأمين، رئيس تحرير جريدة الأخبار اللبنانية، المقرب من قيادة حزب الله، عن مسؤول بارز في التنظيم الشيعي زعم أنه في الحرب القادمة ستجد إسرائيل نفسها لأول مرة في مواجهة الساحات التي ستقاتلها بشكل مشترك ومتزامن. سيتم دمج جميع الساحات، وستجد كل التجمعات السكانية في إسرائيل نفسها في مرمى الصواريخ. “سيجد الإسرائيليون أنفسهم ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض”.
أجرى حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، مقابلة نهاية آب / أغسطس على الموقع الرسمي للزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي. تحدث أيضاً عن تكامُل الساحات. وقال إن ترسانة الصواريخ التي سلحت بها إيران فروعها في الشرق الأوسط “ممتازة للردع”، لكن التغيير الجوهري سيصل عندما ينجح الفلسطينيون في خلق “تهديد بري” لإسرائيل من الحدود. وأضاف أن خامنئي أوعز لشعبه بتسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، حيث سبق لإيران أن ساعدت في تجهيز المنظمات في قطاع غزة.
إلى جانب الخطاب العسكري المعتاد، قد تعكس التصريحات الأخيرة نيّة إيرانية لزيادة الاستثمار في هذه الإستراتيجية، والتي كانت بوادرها واضحة بالفعل قبل بضع سنوات. تسعى إيران إلى نشر امتدادات عسكرية على حدود إسرائيل، والتي يمكن أن تضايقها في الأوقات العادية وتفرض ثمناً في حالة اندلاع الحرب. إلى جانب هذه القوى، تريد إيران تعزيز النضال الفلسطيني المُسلّح ضد إسرائيل، خاصة على خلفية التقدير بأن حكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية يقترب من نهايته.
ومن المثير للاهتمام، في هذا الصدد، أن حركة الجهاد الإسلامي أطلقت على الجولة الأخيرة من القتال في قطاع غزة (عملية بزوغ الفجر في اللغة الإسرائيلية) “عملية وحدة الساحات”. إذا كان هذا هو الغرض منها، فقد فشلت. شجعت إيران قادة التنظيم، الذين كانوا يزورون طهران في ذلك الوقت، على مواصلة القتال، لكن قيادة الجهاد الإسلامي في غزة تحركت بسرعة إلى وقف إطلاق النار بعد ثلاثة أيام. كانت محاولة إشعال حريق في قطاعات أخرى، ولا سيما الضفة الغربية، غير مجدية.
على الجانب الإسرائيلي، تضمنت جميع التدريبات الأخيرة للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك “شهر الحرب” في أيار/ مايو، سيناريو يتعامل مع تصعيد متعدد الساحات، في المناطق وفي لبنان وفي بعض الحالات أيضاً على الحدود مع سورية في مرتفعات الجولان. كما كان واضحاً في عملية حارس الحدود، في أيار/ مايو 2021، أن جزءاً من التهديد كان داخلياً أيضاً. يحتاج كل سيناريو حرب مستقبلية إلى النظر في إمكانية حدوث اضطرابات في المدن المختلطة (اليهودية العربية) في إسرائيل، كما حدث في ذلك الوقت، بطريقة تتطلب تعزيزاً لوحدات الشرطة وتعوق حركة قوات جيش الدفاع الإسرائيلي إلى الجبهة.
=============================