الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 8/2/2016

سوريا في الصحافة العالمية 8/2/2016

09.02.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. وول ستريت جورنال: واشنطن تعتبر اتهامات انقرة للكرد "عديمة الاساس"
  2. واشنطن بوست” تكشف أسباب تراجع قدرات “داعش” القتالية
  3. واشنطن بوست :” خسارة حلب ضربة موجعة للمعارضة السورية
  4. «واشنطن بوست»: «داعش» اليوم عكس البارحة
  5. التايمز: أنيسة مخلوف.. الأم التي طالبت بقمع انتفاضة 2011
  6. "اندبندنت": المعارضة السورية المسلحة تقاتل من أجل البقاء في حلب
  7. هآرتس :معركة السكاكين والربيع العربي
  8. الغاريان :مؤتمر لندن للاجئين: أفكار جديدة لجعل حياة اللاجئين أكثر احتمالاً
  9. (كرستيان سينس مونيتور) 3/2/2016 :لماذا تهرب العائلات من عاصمة "الخلافة" إلى "أرض الكفار"؟
  10. واشنطن بوست :الأزمة السورية: حان الوقت لمبادرة أميركية
  11. معهد واشنطن :معركة حلب: مركز رقعة الشطرنج السورية
  12. الأندبندنت: نحو مواجهة مباشرة بين السّعوديّة وإيران
  13. الإندبندنت: لماذا حصار حلب قد يكون نقطة التحول في الحرب السورية؟  0
 
وول ستريت جورنال: واشنطن تعتبر اتهامات انقرة للكرد "عديمة الاساس"
خندان - أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن واشنطن تعتبر موقف أنقرة من الكورد في غرب كردستان (سوريا) إحدى العقبات الرئيسة في تسوية الأزمة السورية ومحاربة مجاميع داعش الإرهابية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم ان موقف تركيا العدائي من المقاتلين الكرد في غرب كردستان، والذين يعتبرون من أكثر حلفاء واشنطن فعالية في محاربة عصابات داعش الارهابية، يقوض الجهود الرامية إلى القيام بأعمال قتالية أكثر نشاطا ضد هذا التنظيم الإرهابي.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن أنقرة وجهت شتى انواع الاتهام للكرد في غرب كردستان (سوريا)، مشيرة الى ان واشنطن تعتبر هذه الاتهامات عديمة الأساس.
وكان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قد حذر السلطات الأميركية مؤخرا من دعم المقاتلين الكرد في سوريا، ودعاها إلى البت في أمر شراكتها وأن تختار ما بين تركيا أو الكرد.
======================
واشنطن بوست” تكشف أسباب تراجع قدرات “داعش” القتالية
أخر تحديث : الإثنين 8 فبراير 2016 – 12:05 صباحًا
كل الوطن – متابعات: صحيفة أمريكية أكدت أن الأزمة المالية التي يعاني منها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أدت إلى تراجع قدرات التنظيم القتالية، مشيرةً أيضًا إلى أن فرار عدد كبير من عناصره فاقم الأزمة.
وأوضحت صحيفة “الواشنطن بوست” أن الدعم الأمريكي لقوات كردية وعربية في العراق وسوريا لمحاربة التنظيم، الذي أعلن الخلافة عام 2014، دفعت به إلى مزيد من الخسائر، فضلاً عن تحول عديد من مقاتليه إلى حركات مسلحة أخرى، في حين أن هناك أعداداً أخرى قتلت في ساحات المعارك، وهي كلها أسباب أدت إلى تراجع قدرات التنظيم القتالية.
وفيما نقلت الصحيفة عن يعقوب شابيرو، الخبير في شؤون تنظيم “الدولة” بجامعة برينستون، أن كل هذه الأسباب تشير إلى أن كيان التنظيم المصر على التمسك بالأرض، غير باق أو مستدام.
ولفتت الصحيفة إلى أنه قبل عام واحد كان ينظر إلى “الدولة” على أنه واحد من التنظيمات الماحقة والغنية، حيث تمكن من اجتياح مساحات هائلة في كل من العراق وسوريا بسرعة مذهلة، غير أن الأشهر الأخيرة عكست تراجعاً كبيراً في هذا الزخم.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولون عسكريون أمريكيون أكدوا أن التنظيم خسر قرابة 40% من الأراضي التي سيطر عليها في العراق، و20% من الأراضي التي سيطر عليها في سوريا، في وقت تقدمت فيه القوات الكردية والعربية، بما في ذلك القوات العراقية وبمساعدة الضربات الجوية لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح محللون أن الغارات الجوية أدت إلى تضرر البنية التحتية الخاصة بقطاع النفط في داخل أراضي “الدولة”، والتي تعد مصدراً رئيسياً؛ الأمر الذي دفع التنظيم إلى مزيد من الإجراءات الضريبية على السكان، وأيضاً اضطرار التنظيم إلى خفض رواتب مقاتليه والمزايا التي كانوا يحصلون عليها.
وأردفت الصحيفة أن قلة من المتابعين لشؤون تنظيم “الدولة” يتوقعون هزيمته بصورة مفاجئة في المحافظات السنية، فالتنظيم ما يزال يمتلك المرونة ومفاجأة خصومه واستغلال المظالم الطائفية التي ساعدته كثيراً في كسب الولاءات، الأمر الذي كان سبباً من أسباب قوة هذا التنظيم.
وقالت الصحيفة إن فشل محادثات السلام بخصوص سوريا، يوم الأربعاء الماضي، والتي عقدت في جنيف، قد يعقد الجهود الدولية لمحاربة تنظيم “الدولة”، فالولايات المتحدة وروسيا على طرفي نقيض في رؤيتهم لطبيعة هذا الصراع، ورغم ذلك دعمت كل من موسكو وواشنطن المحادثات علّها تصل إلى نهاية حرب دموية أدت إلى مقتل نحو 250 ألف شخص وتشريد الملايين.
وأكدت “الواشنطن بوست”، نقلا عن فيرا ميرونوفا، الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية في سوريا والعراق والأستاذ بجامعة هارفارد، أن هناك ارتفاعاً في عدد المقاتلين الذين هجروا تنظيم “الدولة”، في سوريا لجأ بعضهم إلى جماعات أخرى، كما أن القيود التي فرضتها تركيا أدت إلى انخفاض في أعداد الملتحقين بهذا التنظيم، إنهم في ورطة كبيرة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن “لجوء التنظيم إلى هجمات خارج رقعته الجغرافية، كما حصل مع هجوم باريس، هو محاولة من قبل التنظيم للحفاظ على وجوده”.
======================
واشنطن بوست :” خسارة حلب ضربة موجعة للمعارضة السورية
الصوت الثالثفبراير 7, 2016 0
خاص.لسانك.كوم
اثارت الاحداث الاخيرة في “حلب ” السورية صحيفة “واشنطن بوست ” الامريكية التي واكبت المستجدات مشيرة الى ان “خسارة الجماعات المسلحة لمدينة حلب قد تمثّل ضربة قاطعة لمعارضي النظام السوري الذين يقاتلونه منذ حوالى خمس سنوات ” .
وحمل التقرير عنوان ” المتمردون السوريون يخسرون حلب او ربما الحرب ايضا ” ,حيث اكد ان “المتمردين السوريين يقاتلون من أجل بقائهم في المدينة ومحيطها ” حيث اشارت للغطاء الجوي الروسي الذي يدعم الجيش السوري والهدف الاستراتيجي وراءه “قطع طريق الإمدادات الرئيسية من تركيا الى المنطقة التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة في حلب ” .
ووصفت الصحيفة الهجوم بانه “هو الهجوم الجوّي الأشدّ… بحوالى 200 هجمة خلال 24 ساعة ” وبانه ” التحدي الاكبر للسعودية وتركيا ” .
ويتوقع الكثيرون متغيرات كبيرة على الصعيد الميداني في الايام المقبلة ما يفتح الباب على مصراعيه للمزيد من المفاجات .
======================
«واشنطن بوست»: «داعش» اليوم عكس البارحة
الأحد، 07 فبراير 2016 - 11:24 ص
 
كتب: عواطف الوصيف
نوه العديد من الخبراء والمحللين أن  تنظيم داعش بدأ يعانى من خسائر فادحة فى الأموال وأعداد مسلحيها بسبب دخولها فى عدة معارك متتالية ،علاوة على إنتقاد العديد من أنصارها لها ومحاولتهم الفرار منها.
وبحسب واشنطن بوست فإن الولايات المتحدة تعمل على دعم الأكراد والقوات العربية مما ساعدهم على استعادة أجزاء شاسعة من الأراضى التى كان داعش قد استولى عليها فى سوريا والعراق منذ أن إعلان دولة الخلافة فى 2014.
وأضافت الصحيفة أن الخسائر التى واجهها تنظيم داعش جعله يعمل على محاولة إيجاد مسلحين جدد لتجنيدهم بدلا ممن تم خسارتهم فى أرض المعركة.
ونقلت الصحيفة تصريحات يعقوب شابيرو وهو باحث فى الشئون الإسلامية والسياسية بجامعة برينستون التى تفيد أن داعش ككيان مستقل يهتم بالتمسك بالأراضى التى يسيطر عليها فقط دون النظر لأى حسابات أخرى.
وتنوه الصحيفة أن داعش كانت ومنذ عام واحد معروف عنه أنه تنظيم منظم ويمتاز بتطبيق العدالة مما كان سببا فى إهتمام الشباب أن يتم تجنيدهم مع التنظيم ولكن الآن الوضع مختلف وأصبحت صورة داعش عكس ما عرف عنه فى الماضى.
ونقلت واشنطن بوست ما تم عرضه من وثائق حول قرارات جماعة داعش لإعلان العفو عن بعض الفارين عن التنظيم مما يفيد أن داعش يعانى من مشاكل فى نقص المسلحين لديه ويريد استعادة من قرروا الفرار عنه.
======================
التايمز: أنيسة مخلوف.. الأم التي طالبت بقمع انتفاضة 2011
نشرت بواسطة: Fazi Alaidla   في ألاخبار 02/08/2016  0 0 زيارة
 
التايمز: أنيسة كانت الحل الأمني ودفعت ابنها لقمع التظاهرات بالقوة في سوريا – وصفت صحيفة التايمز والدة رئيس النظام السوري بشار الأسد، أنيسة مخلوف، التي أعلن عن وفاتها عن عمر يناهز الـ86 عاما، بأنها كانت شخصية الأم التي وقفت خلف حكم العائلة الوحشي. ويستدرك التقرير بأنه رغم أن أنيسة لم تُر في المحافل العامة، إلا أن الكثيرين نظروا لها على أنها السيدة الأولى في سوريا بعد وفاة زوجها حافظ الأسد سنة 2000. ولمحت الصحيفة إلى أنه عندما خرج السوريون إلى الشارع يطالبون بالحرية والعدالة والديمقراطية، كانت أنيسة الحل الأمني، ودفعت ابنها وأجهزته لقمع التظاهرات بالقوة. ويذكر التقرير أن السلطات السورية نفت أن تكون أنيسة هربت مع ابنتها إلى الإمارات سنة 2013 للإقامة مع ابنتها بشرى، بعد مقتل صهرها آصف شوكت، نائب وزير الدفاع، في مهمة تفجير لمقر مجلس الأمن القومي. وتكشف الصحيفة عن أن صورة لمخلوف في دمشق ظهرت قبل فترة من أجل دفع الإشاعات عن هربها، لافتة إلى أنها كانت واحدة من بين عدد من المسؤولين السوريين الذين أصدر الاتحاد الأوروبي أمرا بالتحفظ على حساباتهم وتجميدها، بالإضافة إلى منعهم من السفر، وكانت عادة ما تسافر قبل المنع إلى ألمانيا لتلقي العلاج من مرض مزمن كانت تعاني منه. ويلفت التقرير، الذي ترجمته عربي21 ، إلى أن الحكومة السورية أصدرت بيانا شكرت فيه السوريين الذين يرغبون بتقديم تعازيهم، وقدمت فيه أنيسة على أنها السيدة التي كانت مهتمة بقضايا المرأة والشؤون العائلية والشهداء وأبنائهم والكبار في العمر والأيتام، وأنها أدت دورا إلى جانب حافظ الأسد في بناء سوريا الحديثة خلال الثلاثين عاما الماضية. وتنقل الصحيفة عن المؤرخ البريطاني باتريك سيل قوله إن أنيسة كانت مخبأ أسرار زوجها، وأثرت على أولادها، وتابع سيل في كتابه الأسد: المعركة على الشرق الأوسط : أثبتت أنها زوجة وأم مخلصة وموثوقة، وفرت له جوا عائليا يحظى فيه باحترام . ويورد التقرير إدعى سيل أن أنيسة مخلوف أدت دورا مهما في الوساطة بين حافظ وشقيقه رفعت، عندما حاول الأخير القيام بمحاولة انقلابية سنة 1983. هذا و كان رفعت متزوجا من عائلة مخلوف، وخرج من سوريا لكي يعيش في المنفى. وتفيد الصحيفة بأن أنيسة ترتبط بعدد من أبناء عائلة مخلوف، الذين أصبحوا مؤثرين في الحياة العامة، وقاموا في ظل حكم آل الأسد ببناء إمبراطورية تجارية. و نقلاً عن التقرير، فإن ابن شقيق أنيسة رامي مخلوف يعد من أثرى رجال الأعمال في البلاد، وتقدر ثروته بقيمة 6 مليارات دولار، ويدير شبكة من شبكتي الهواتف النقالة في سوريا، وصنفته وزارة الخزانة الأمريكية سنة 2008 بأنه شخص يستفيد من الفساد ، وصوره المتظاهرون في سنة 2011 بأنه رمز للمحسوبية وحكم العائلة، مشيرا إلى أن عددا من أبناء مخلوف تولوا مناصب إدارية وعسكرية، وكانوا في الأجهزة الأمنية. وتختم التايمز تقريرها بالإشارة إلى أن أنيسة ولدت سنة 1930 لعائلة ثرية في ساحة اللاذقية، وتزوجت حافظ الأسد عندما كان ضابطا في الجيش السوري سنة 1957، وأصبح وزيرا للدفاع بعد الانقلاب سنة 1971.
 
======================
"اندبندنت": المعارضة السورية المسلحة تقاتل من أجل البقاء في حلب
الأحد 07-02-2016| 01:47م
البوابة نيوز
جهاد الخطيب
 قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية: إن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة، يخوضون معركة من أجل البقاء في مدينة حلب.
وأوضحت الصحيفة، في تقريرٍ لها، اليوم الأحد، أن حلب تشهد معركة البقاء للأقوى والأكثر تنظيمًا، حيث تقاتل المعارضة السورية القوات الحكومية.
وأضافت أن الهجوم الذي شنته القوات الحكومية بدعم من الطيران الحربي الروسي، الأربعاء الماضي، ضربة مدمرة للمعارضة السورية.
وأكدت أن القوات النظامية فرضت سيطرتها على القرى المحيطة بريف حلب، ما أدى إلى قطع آخر خطوط الإمداد للمعارضة.
وقالت الصحيفة إن المعارضة السورية المسلحة غير متحدة، فهناك "الائتلاف الوطني السوري" الذي يرفض الانضمام للمعارضة المتطرفة مثل "داعش"، و"جبهة النصرة".
وأشارت الصحيفة إلى وحدات حماية الشعب الكردية وهي مليشيا كردية سورية منتشرة في مناطق الأكراد بسوريا، وتحديدا في شمال وشمال شرق البلاد، وينظر إليها على أنها الفرع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وموالية لـحزب العمال الكردستاني، وتسيطر على شمالي حلب.

======================
هآرتس :معركة السكاكين والربيع العربي
شاؤول مشعال ودورون موتسا
7/2/2016
الغد الاردنية
انتفاضة السكاكين الفلسطينية التي بدأت في تشرين الأول 2015 وضعت حدا لفترة متواصلة من الهدوء الأمني. في الأشهر تشرين الأول حتى كانون الأول قتل 31 يهوديا وأكثر من 120 من الفلسطينيين. وفي تشرين الثاني ازدادت عمليات إطلاق النار إلى جانب عمليات الطعن والدهس. ورغم استمرار العنف فإن إسرائيل تمتنع عن اعتباره انتفاضة. ومصدر رفض إسرائيل اعتبار أحداث الأشهر الاخيرة انتفاضة عنيفة هو القناعة او الرغبة في إعادة الاستقرار.
هناك نوعان من الادعاءات حول الأسباب التي أدت إلى موجة العنف الحالية وما هو مطلوب لإعادة الوضع لسابق عهده. النوع الأول ينسب التدهور إلى التحريض المنظم من قبل السلطة الفلسطينية الذي انضمت إليه أيضا الحركة الإسلامية في إسرائيل والتي استغلت مسألة الأماكن المقدسة في القدس من أجل تأجيج السكان.
إن مواجهة الظاهرة تستوجب حسب هذا الادعاء علاجا موضعيا للجهات السياسية المسؤولة عن الواقع الحالي، الأمر الذي أدى إلى إخراج الحركة الإسلامية خارج القانون.
النوع الثاني يلقي المسؤولية بالتدهور على الجمود السياسي وغياب الحوار بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. حسب هكذا ادعاءات فإن غياب العملية السياسية هو المسؤول عن ضياع الأمل بمستقبل أفضل، والخروج من دائرة العنف يكمن في استئناف المفاوضات السياسية.
صحيح أن التحريض من قبل السلطة الفلسطينية ساهم في خلق أجواء العنف، الأمر الذي يشجع شبانا فلسطينيين على الإضرار بإسرائيل. ومع ذلك لا يمكن فهم موجة العنف في الأشهر الأخيرة في سياقها المحلي فقط، حيث إن للأمر ارتباطات إقليمية واسعة.
صحيح أن الجمود السياسي يميز علاقات إسرائيل والفلسطينيين في السنوات الأخيرة، ولكنه في هذه السنوات بالذات ساد استقرار السلطة والهدوء الأمني في مناطق السلطة الفلسطينية، حيث شعر الناس بالرفاه الاقتصادي نسبيا.
ما الذي يفسر إذن اندلاع العنف في الأشهر الأخيرة؟ لقد أشار كُتاب هذه المقالة منذ 2010 إلى أن البنية الفلسطينية تسير باتجاه نوع من الانتفاضة. استخدمنا في حينه مصطلح "انتفاضة بيضاء" والتي كان لها مكان في الوعي الجماهيري. كان ادعاؤنا هو أن السلطة الفلسطينية ستضغط على إسرائيل بدعم من المجتمع الدولي، وأن الوسائل ستكون أعمالا شعبية مثل التظاهرات والاحتجاجات والمسيرات ومطالبة تحقيق السيادة الفلسطينية.
كان من المفترض أن تكون هذه انتفاضة، وعلى العكس من سابقاتها "الحمراوات" تلك التي اندلعت في كانون الأول 1987 وأيلول 2000، سوف ترتكز على النشاط المدني غير العنيف؛ حيث ستجد إسرائيل صعوبة في مواجهتها.
منذ كتب ونشر المقال في ("هآرتس 22/10/2010") لم تحدث "انتفاضة بيضاء" ولكن تدهور الأمر إلى "معركة بيضاء" أدارتها السلطة ضد إسرائيل. حيث تحولت مؤسسات الأمم المتحدة في إطارها إلى ساحة مواجهة، الأمر الذي وصل للذروة العام 2011 عند التصويت في الهيئة العمومية على قبول فلسطين عضوا في مؤسسات الأمم المتحدة.
"المعركة البيضاء" عكست ليس فقط الصدام بين إسرائيل والفلسطينيين بل ايضا الموافقة الصامتة على مسائل أمنية واقتصادية مختلفة. منذ ذهاب ياسر عرفات ومجيء أبو مازن بدلا منه حظيت السلطة الفلسطينية بمباركة القيادة الإسرائيلية. وبين الطرفين تشكلت علاقات خفية وشجاعة على شكل تعاون بين الأعداء.
هذا النمط ساعد إسرائيل في تحقيق طموحها في استمرار الوضع القائم جغرافيا، وبثمن معقول. حيث كانت السلطة مسؤولة عن إدارة حياة السكان المحليين. وفي نفس الوقت بقيت إسرائيل مسؤولة عن الأمن، واستمرار الاستيطان في الضفة. واستطاعت السلطة الفلسطينية إقامة سلطة ذاتية في المجال الاقتصادي والمدني والتخلص من نتائج الانتفاضة الثانية، التي أدت إلى سقوط قطاع غزة في يد حماس.
"المعركة البيضاء" التي بادرت لها السلطة ضد إسرائيل في الساحة الدولية تحولت إلى ساحة مواجهة متفق عليها بين الطرفين. وكانت لها قوانين لعبة واضحة. وهذا مكن السلطة والتي خافت من تراجع شرعيتها داخليا بسبب التعاون مع إسرائيل. مكنها من الظهور كمحافظة على طموح الشعب الفلسطيني للسيادة والدولة. بالمقابل ساعدت هذه التفاهمات إسرائيل بمواجهة الضغط من أجل استئناف المفاوضات، الأمر الذي مكنها من اتهام السلطة بعدم الشرعية. هذا دفع إسرائيل إلى الطلب من أبو مازن بالاعتراف بالهوية اليهودية لإسرائيل كشرط لاستئناف المفاوضات.
المعركة المتبادلة التي أدارها الأطراف تحولت بالنسبة لهما إلى أمر حيوي على خلفية الأحداث والتغيرات في الشرق الأوسط. الربيع العربي الذي اندلع في 2010 أعاد وطرح مسألة المقاومة الشعبية والمطالبة بإحداث تغييرات سياسية ثورية. لم تمر السلطة وحماس بما مرت به الأنظمة في تونس وليبيا وسورية ومصر والبحرين. هكذا تحولت المعركة الفلسطينية غير العنيفة إلى استراتيجية مفضلة. وتهدف إلى حرف طاقات المقاومة لدى الجيل الفلسطيني الشاب عن القيادات المحلية وتوجيهها باتجاه إسرائيل، مع السعي إلى الإبقاء على التفاهمات الهادئة بين الطرفين.
صحيح أن القيادة الفلسطينية في رام الله وفي غزة قد بقيتا وتجاوزتا موجة العنف التي اجتاحت العالم العربي لكن الربيع العربي تخلخل إلى بنية العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين وألحق ضررا بالتفاهمات الهادئة بين الطرفين، وانتفاضة السكاكين التي اندلعت في أواخر العام 2015 حطمت منطقة المقاومة السابقة. والذي اعتمد أنماط عمل غير عنيف. تحول الشبان الفلسطينيين إلى حاملي لواء المقاومة ووضعوا القيادة الفلسطينية جانبا. الجيل الفلسطيني الذي ولد بعد أوسلو 1993 يحمل روح المقاومة التي ميزت شبان الربيع العربي ومصادره الاجتماعية والثقافية والطبقية.
لم يكن الربيع العربي نتاج احتجاج سياسي خالص، لقد تركز الاحتجاج ضد القيادات المركزية المسيطرة منذ سنوات الـ60 من القرن الماضي واستهدف الطريقة السياسية – الاقتصادية كهدف للتغيير.
انتفاضة السكاكين الحالية ترضع من مصادر مشابهة لمصادر الاحتجاج الاقتصادي العربي. تطور تعاون اقتصادي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في السنوات الأخيرة وكان ملائما للطرفين، وبالنسبة للفلسطينيين فإن الازدهار ساعد في التقليل من أهمية وتأثير الجمود السياسي والابقاء على الحياة الاقتصادية في الضفة الغربية.
بالنسبة لإسرائيل فإن التعاون كان جزءا من السعي للتهدئة الأمنية عن طريق رفع ثمن الخسارة الاقتصادية في حال اختار الفلسطينيون طريق العنف، حيث زاد في السنوات الأخيرة عدد العمال الفلسطينيين العاملين في إسرائيل. وأصبحوا بمئات الآلاف واهتم اقتصاديون إسرائيليون بمشاريع فلسطينية مثل مدينة روابي الجديدة.
مع الازدهار الاقتصادي الذي استفادت منه القيادة ورجال الأعمال، زادت الفجوة بحق الشبان الفلسطينيين المتعلمين الذين ظلوا خارج الدائرة الاقتصادية، بما في ذلك القدس الشرقية التي تعاني أحياؤها منذ سنوات من الأهمال وغياب البنى التحتية والاستثمارات. وفي الوقت الذي توجه فيه غضب الشبان في العالم العربي ضد الأنظمة، فإن غضب الشبان الفلسطينيين وُجه ضد إسرائيل.
انتفاضة السكاكين ليست نتاج تحريض هذه القوة السياسية أو تلك. إنها تطور يشير إلى ضعف قدرة السلطة وإسرائيل في الحفاظ على العلاقات التي سادت في السنوات الأخيرة على أساس التفاهمات الصامتة والتعاون بين الأعداء. موجة العنف الحالية هي رد فلسطيني متأخر للثورات في العالم العربي والتي قامت بالأساس ضد الطريقة الاقتصادية الاجتماعية والتي أبقت مجموعة اجتماعية كبيرة وبالذات شبان وطبقة وسطى خارج دائرة التأثير.
لا غرابة بأن إسرائيل لا تعجل في الإعلان عن الوضع الحالي كانتفاضة. واضح أن الحكومة تفضل العودة لما كان بالسابق، الأمر الذي يسمح بوجود تعاون اقتصادي وهدوء أمني. ويبدو أيضا أن هذه مصلحة السلطة أيضا. من هذه الناحية فإن إسرائيل والسلطة الفلسطينية كذلك تواجهان التوتر بين الرغبة في إعادة الوضع لسابق عهده وبين الضغوط الداخلية بالرد بقوة، على عكس منطقهما الاستراتيجي.
السلطة الفلسطينية تقدم الغطاء ولو بالكلام، للحراك الفلسطيني، أما إسرائيل فتجد صعوبة في حال لم تتهم السلطة بالتحريض رغم دور السلطة في الحفاظ على الأمن والهدوء. تأثير السلطة وإسرائيل على سير الأحداث محدود خاصة وأن المنطقة كلها قد تشتعل.
إن التسليم والاعتراف بالتغيرات التي حدثت في الشرق الأوسط وتراجع مكانة القيادات السياسية وانتقال الثقل من السلطة المركزية إلى تيارات ميدانية، دينية أو عرقية، هو شرط أساسي لإعادة تفعيل الاستراتيجية الإسرائيلية في المسألة الفلسطينية. والسعي للعودة إلى نقطة التوازن السابق  يعكس التغاضي عن الواقع المتغير، والذي قد يتدهور كليا وتغيب السيطرة، وفوضى لا رجعة عنها.
على الأغلب فإن الضفة وغزة ستغليان لدرجة تدفع جهات إقليمية ودولية للتدخل، وبالتالي تفقد إسرائيل إمكانية تقرير مصيرها. والإملاءات الخارجية التي هي مرفوضة اليوم قد تتحول إلى أمر لا مناص منه.
======================
الغاريان :مؤتمر لندن للاجئين: أفكار جديدة لجعل حياة اللاجئين أكثر احتمالاً
افتتاحية – (الغارديان) 4/2/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
يحتاج لاجئو الشرق الأوسط في المنطقة إلى مزيد من المال، لكنهم يحتاجون أيضاً إلى مزيد من التعاطف والمزيد من الخيال إذا ما أردنا التخفيف من محنتهم كان واضحاً منذ فترة طويلة أن النموذج الأساسي لإدارة المجتمع الدولي لمسألة اللاجئين مكسور ومفلس. وقد جعلت الأزمة التي تسببت بها الحرب الأهلية السورية فشل هذه الإدارة أكثر وضوحاً فحسب. كما شكل انعقاد مؤتمر رئيسي للمانحين خاص بسورية في لندن في الأسبوع الماضي اعترافاً متأخراً جداً بالحاجة الملحة إلى تغيير نهج تلك الإدارة. وكانت الفكرة القديمة تقول إن على جيران الدول التي تتسبب صعوباتها بتوليد اللاجئين ينبغي أن يستضيفوا هؤلاء اللاجئين، بينما يتولى المجتمع الدولي، وهو ما يعني من الناحية العملية أغنى 40 دولة أو نحو ذلك في العالم، دفع تكاليف الإسكان والرعاية الصحية والخدمات الأخرى لهؤلاء اللاجئين. سوف يوفر الجيران الحيِّز، بينما يغطي الميسورون البعيدون الكلف.
كانت المشكلة المباشرة -وما تزال- هي أنه بينما يمنع القانون الدولي إعادة اللاجئين إلى بلدانهم الأصلية إذا كان ذلك سيعرضهم للخطر لدى عودتهم، فإنه ليس هناك قانون دولي يرغم الدول الغنية على الدفع. وفي الممارسة، تتمتع بعض هذه الدول بالكرم، بينما هناك أخرى أقل سخاءً، وهناك البعض الذي لا يكاد يقدم أي شيء على الإطلاق. ومن المألوف في مثل هذه المواقف أن تتعهد الدول بتقديم التزامات مالية، لكنها تخفق في كتابة الشيكات. ويصبح هذا الواقع أقل أهمية إذا انتهت الأزمة سريعاً، قبل أن يحل الإجهاد بمشاعر التعاطف، وقبل أن تفضي مشكلات أخرى إلى تشتيت انتباه الحكومات المانحة. ولكن، عندما تستمر الأزمة وتطول، فإن العجز المالي يزداد سوءا. وبينما يتدفق المزيد من اللاجئين، تصل أموال أقل -فيما يشكل أسوأ تركيبة ممكنة. وفي الأردن، على سبيل المثال، تلقت خطة الاستجابة الأردنية للاجئين 34 % فقط من الأموال المطلوبة، بينما تلقى التماس المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة في العام 2015 ما نسبته 25 % فقط من الأموال.
ولا تتعلق المسألة فقط بعدم توفر المال الكافي. فالخلل الأساسي الآخر في هذا النموذج هو أنه لا يُسمح للاجئين بالعمل في معظم الدول المضيفة، فيما يعود في جزئه الأكبر إلى المشكلات السياسية التي تنشأ عندما يرى السكان المحليون القادمين الجدد وهم يأخذون "وظائفهم". وفي الممارسة، لا يعمل بعض اللاجئين، بمن فيهم القصر، إلا في الاقتصاد الأسود، بأجور منخفضة ومن دون أي حمايات للعمالة من النوع الذي تقدمه الدولة المعنية لمواطنيها. وغالباً ما تكون البطالة الإجبارية للبعض، وامتهان الأعمال غير المستقرة وغير المشروعة للآخرين، كما يلاحظ العديد من المراقبين، وصفة لليأس. وبطبيعة الحال، يعمل ذلك على تخليق موجة هجرة ثانية تتحرك نحو الخروج من المناطق المتأثرة للبحث عن ملاذ في أماكن أخرى. ولا يهرب هؤلاء الناس من خطر جسدي مباشر -فقد سبق وأن هربوا من ذلك مسبقاً- وإنما يهربون من الفراغ النفسي والاجتماعي الذي دفعتهم إليه سياسات اللاجئين الراهنة. وبذلك، يمكن أن تغير فرص العمل القانونية تصوراتهم.
الجدية الجديدة إزاء تمويل اللاجئين -ولو أن الحكم الأخير يجب أن ينتظر الوفاء بالالتزامات التي قدمتها بريطانيا والآخرون في لندن يوم الخميس- تدين بالكثير إلى حالة الذعر التي اجتاحت أوروبا من تدفق اللاجئين. وتبقى حقيقة أن للجهات المانحة دوافع خفية واضحة، لكن ذلك لا يعني أن صفقة جديدة للاجئين في داخل المنطقة ليست مرغوبة. ولا يشكل التوصل إلى علاج أفضل هناك وعلاج أفضل هنا للمشكلة اتجاهين متعارضين. ينبغي أن يكون التوصل إلى علاج في الحالتين هدفاً.
ربما تكون الفكرة الأكثر وعداً، والتي تطرق إليها غوردون براون في اقتراحه خطة مارشال جديدة، هي تلك المتعلقة بإقامة المناطق الاقتصادية. ومن الناحية المثالية، ستكون هذه المناطق ممولة بشكل أساسي من الوكالات الدولية والحكومات المانحة. وسوف تشارك المؤسسات الأجنبية والمحلية فيها على حد سواء. وقد عرض معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (وانا) الأردني، بمساعدة اثنين من الأكاديميين البريطانيين البارزين، ورقة رائدة حول الموضوع. وربما تتمتع المناطق الاقتصادية ببعض المزايا الضريبية والتجارية. وسوف تقوم بتوظيف كل من اللاجئين والمحليين، بحيث تخلق وضعاً مربحاً للجانبين، والذي سيكون من شأنه نزع فتيل الاستياء المحلي. ويمكن أن يحافظ اللاجئون بذلك على المهارات التي جلبوها معهم، بينما يكسب البعض مهارات ومؤهلات جديدة، والتي يأخذونها معهم عندما/ وإذا عادوا إلى وطنهم. وينبغي أن يكون تقديم تعليم مدرسي أفضل للأطفال عنصراً مهماً آخر من الحزمة.
بينما اجتمع المانحون، كان مصير حلب قد أصبح معلقاً في الميزان. ويؤكد احتمال تدفق نحو 300.000 لاجئ آخر هاربين إلى تركيا من المدينة حقيقة أن الحل الحقيقي لأزمة اللاجئين سيوجد فقط عندما تتم معالجة الأسباب الجذرية للحرب في بلدهم. وكما أظهر انهيار محادثات جنيف تواً، فإن معالجة هذه المشكلات ستحتاج إلى أكثر بكثير من مجرد عقد اجتماعات القمة. ولكن، يمكن في هذه الأثناء تخفيف بعض الآثار على أولئك الذين أُجبروا على مغادرة بلدهم: بالمزيد من المال؛ بالمزيد من الخيال؛ بالمزيد من التعاطف؛ والمزيد من التصميم.
======================
(كرستيان سينس مونيتور) 3/2/2016 :لماذا تهرب العائلات من عاصمة "الخلافة" إلى "أرض الكفار"؟
الغد الاردنية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
يجد السوريون أن مغادرة الرقة تزداد صعوبة باطراد، لكن الضربات الجوية وارتفاع معدلات التضخم، يجعلان الحياة هناك لا تطاق -حتى أن أولئك الذين يصطفون مع الجهاديين يجدون أنفسهم راغبين في الفرار.
إسطنبول، تركيا- تركز الخطبة الهادرة على ما يقول المقيمون في الرقة، عاصمة خلافة مجموعة "الدولة الإسلامية" المعلنة ذاتياً في سورية، أنه موضوع متكرر في صلاة الجمعة: "الهجرة".
قال الواعظ: "ألا تعرفون المخاطر التي تحملها مجاهدونا والثمن الذي دفعوه لكي يأتوا إلى هنا، إلى قلب الخلافة؟ وأنتم؟ أنتم تريدون الذهاب إلى أرض الكفار"، وفقاً لما رواه ستة أشقاء سوريون فروا من الرقة في كانون الثاني (يناير) الماضي.
كانت تلك الخطبة هي الأخيرة التي سمعوها، كما يقول الأشقاء الذين شقوا طريقهم إلى تركيا بمساعدة سلسلة معقدة من المهربين.
ويقول الشقيق الأكبر، حمزة: "يلتقط داعش الثرثرات في الشارع، وبذلك يعرفون أن الناس يريدون مغادرة "أرض الإسلام" إلى "أرض الكفار"".
في الفترة الأخيرة، تصبح مغادرة الرقة صعبة ومكلفة على نحو متزايد، ولكن العديد من السوريين ما يزالون يقومون بالرحلة الصعبة إلى تركيا. وقد تعبوا من المراسيم القاسية التي يصدرها الجهاديون، لكنهم تعبوا أيضاً من ارتفاع الأسعار ومن العيش تحت القصف المستمر، على نحو جعل الحياة صعبة حتى على أولئك الذين يفضلون حكم "الدولة الإسلامية" على حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
يقول حمزة، وهو عامل بناء سابق يبلغ من العمر 28 عاما ويعمل الآن خياطاً في ضواحي إسطنبول: "بالطبع يعرفون (الجهاديون) أن الناس يغادرون مناطق الدولة الإسلامية. إنهم يملؤون جيوبهم بالعمولات من المهربين".
لكن قيس، شقيقه الذي ما يزال يحتفظ بلحية كثة مطابقة للطراز الذي تفرضه الجماعة الإرهابية، يتدخل في الحديث، غاضباً من تلميح شقيقه إلى فساد "داعش".
ويقول متجهماً: "ما دمتَ تحترم حدودهم، فإن وجودهم هو أفضل من البديل، أفضل بالتأكيد من النظام. معظم أعضاء الدولة الإسلامية لا يجرؤون على السرقة أو أخذ الرشوة، إذا لم يكن خوفاً من الله، فخوفاً من قادتهم".
نهاية الصبر
يعرض الأشقاء -الذين طلبوا استخدام أسماء مستعارة حفاظاً على سلامتهم- طيف وجهات النظر المتفارقة عندما يتعلق الأمر بالدولة الإسلامية. ويبدو أن حمزة هو الأكثر انتقاداً للمجموعة. ويقول عدنان إنه بدأ يكرههم بعد أن سحب مقاتل جهادي أجنبي مسدساً عليه حتى يتجاوزه في طابور قصير -إلى حد يبعث الضحك- في أحد المخابز.
ومثل محاسب دقيق، يزن عامر الإيجابيات المتصورة لداعش، والتي تتضمن إغلاق بيوت الدعارة وإعادة فرض الزي الإسلامي والصلاة، في مقابل كل السلبيات. وما يزال الشقيقان الأصغران، قيس وعمر، ينظران إلى "داعش" بعين التفضيل.
لكنهم جميعاً يتفقون على أن الحياة في الرقة كانت قاسية بطريقة لا يمكن الدفاع عنها. وفي النهاية، كما يقولون، دفعتهم الغارات الجوية العشوائية التي تشنها القوات السورية والروسية، إلى جانب التضخم وانعدام فرص العمل، إلى المغادرة.
ويقول عامر: "عندما جاءت الدولة الإسلامية أول الأمر، كان 80 في المائة من السكان سعيدين، و30 في المائة غير سعيدين. الآن أصبح الوضع معكوساً بسبب الضغوط الهائلة التي يضعونها على السكان".
فسحة للتنفس لشقيقتهم، حنان
يضيف عامر: "في البداية كان الجميع يستطيعون الذهاب إلى أي مكان، حتى النساء ما دام معهن مرافق ذكر. واليوم، ليس مسموحاً حتى للرجال بمغادرة مناطق الدولة الإسلامية إلا تحت ظروف خاصة جداً، مثل السعي للحصول على العلاج الطبي".
ويقول الأشقاء إنهم ظلوا في الرقة مثلما فعلوا فيما يعود في جزء كبير إلى أن والدهم كان مريضاً مصاباً بسرطان الغدد الليمفاوية، وكان يريد أن يموت في وطنه، وهو ما حدث كانون الأول (ديسمبر). وقد تلقى العلاج في المناطق التي يسيطر عليها النظام. لكن مدخراتهم جفت في نهاية المطاف مع كل ذلك الذهاب والإياب، إلى جانب الرعاية الطبية لقيس بعد أن تعرض لحادث سيارة خطير.
ثم أنفقوا آخر نقودهم على المهربين، وهم يحاولون الآن أن يعلموا ليدخروا ما يكفي لقطع الرحلة إلى أوروبا، ولو أن ذلك سيعني أن يصبحوا أبعد عن أمهم وعن شقيق آخر قرر البقاء في الرقة.
لكن شقيقتهم، حنان، هي الأكثر سعادة بوجودها في تركيا. فقد جلب عليها فشلها في مراعاة الزي المناسب في الرقة دفع غرامة قدرها 4000 ليرة سورية، وكذلك 30 جلدة للشقيق الذي جاء ليأخذها. والآن، أصبح الذهاب إلى السوق لشراء الفواكه والخضراوات مدعاة للبهجة مرة أخرى، وكذلك الوصول إلى الإنترنت، ومشاهدة القنوات الفضائية.
وتقول حنان وهي مسترخية في البيت في منامة تشبه فروة الفهد: "كامرأة محجبة بالكامل في الرقة، لا يمكنكِ حتى تري إلى أين أنت ذاهبة. داعش سيعاقبك على أي شيء، بالإضافة إلى أنكِ في حالة خوف دائم من التعرض للقصف".
معدلات تضخم محلِّقة
تقول العائلة إن أسعار الفواكه والخضراوات في مناطق "الدولة الإسلامية" شهدت زيادة بنسبة خمسة أضعاف، لأن الأسعار مربوطة بالدولار، ولأن داعش يصر على أن تُدفع بعض الغرامات بالذهب. وعندما غادروا، كان غالون غاز الطهي يباع لأعضاء "داعش" بـ1100 ليرة سورية، أو 3 دولارات، في حين أن السوريين كانوا يدفعون ما لا يقل عن ستة أضعاف هذا السعر في السوق السوداء.
مع نهاية شهر كانون الثاني (يناير)، أصبح سعر اللتر الواحد من البنزين 650 ليرة سورية. وتكاليف وقود الديزل 150 ليرة للتر الواحد، في حين وصل ثمن الغالون من غاز الطهي إلى 10.000 ليرة سورية، وفقا لأحد السكان الذي ما يزال يعيش هناك.
أصبحت مغادرة الرقة أيضاً باهظة التكاليف. ففي السابق، كانت كلفة الرحلة إلى تركيا نحو 15.000 ليرة سورية، بما في ذلك أجرة المهرب عبر الحدود. والآن، ربما يكون ما لا يقل عن ستة مهربين مشاركين في الرحلة من مناطق "الدولة الإسلامية" إلى المناطق السورية التي يسيطر عليها الثوار العرب أو الأكراد، ثم منها إلى تركيا.
في حالة الأشقاء، وصلت كلفة الرحلة إلى 125.000 ليرة سورية للشخص الواحد -325 دولاراً أو ما يعادل مجموع أجور ثلاثة أشهر على الأقل من العمل في البناء.
حتى تصل إلى تركيا، رحلت الأسرة أولاً إلى منبج، وهي بلدة يسيطر عليها "داعش" في محافظة حلب الشمالية، واختبأوا في حظيرة للدجاج حتى صباح اليوم التالي، ثم ساروا نحو سبعة كيلومترات إلى أقرب نقاط التفتيش التي يسيطر عليها الثوار التابعون للمعارضة من الجيش السوري الحر.
هل يمكن تحرير الرقة؟
يشرح عدنان عن رحلة الهروب: "الشخص الأول في سلسلة التهريب لا يعرف الأخير. في كل مرحلة، يكون المهرب شخصاً محلياً، والذي ينصحك بما تقوله عن وجهتك عند نقاط التفتيش حتى تبدو صادقاً".
وبالنسبة لآخرين، يمكن أن تمتد الرحلة لفترة أطول. ففي حالة عائلة أبو زهرة، المواطنين من قرية صغيرة في محافظة الرقة، استغرقت الرحلة إلى تركيا 16 يوماً. ويقول أبو زهرة إنه قرر مغادرة المناطق التي تسيطر عليها "الدولة الإسلامية" لأن اثنين من المسلحين وضعوا عيونهما على ابنتيه بعمري 20 و18 عاماً، ولأنه خشي من تجنيد ابنه إجبارياً للقتال مع الجماعة التي انضم البعض من أقاربه إليها مسبقاً.
ويتذكر أبو زهرة: "عندما رزق ابن عمي بابن في الرقة، ابتهج مقاتلو داعش لأنه أصبح لديهم "مجاهد" جديد. الشعب السوري هناك عالق بين نارين: النظام وداعش. إذا سقط نظام بشار الأسد، أنا واثق أن الناس سيمتلكون الشجاعة لطردهم".
لكن حمزة وأشقاءه يستبعدون هذا السيناريو ببساطة. ربما كان سقوط مدينة الرمادي التي كان "داعش" يسيطر عليها في العراق، مصحوباً باقتراب الفصائل الكردية من عاصمة ما تدعى الخلافة، قد رفعا الآمال بأن "تحرير الرقة" هو أمر ممكن، ولكن الناس هناك مرعوبون جدا ومقموعون جداً بحيث لا يقوون على الثورة.ويقول عدنان: "إذا استمرت الأوضاع في التفاقم، فإن هناك فرصة ضئيلة بأن يثور الناس، لكنها تظل فرصة صغيرة حقاً لأن الجميع مرتعبون. كل مَن يقف ضدهم هو كافر. وبالنسبة لداعش، يكون قطع رأس أي أحد سهلاً مثل قول مرحباً".
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:Islamic State: Why family fled capital of the caliphate for 'land of infidels'
Facebook
======================
واشنطن بوست :الأزمة السورية: حان الوقت لمبادرة أميركية
تاريخ النشر: الإثنين 08 فبراير 2016
نيكولاس بيرنز* وجيمس جيفري**
من التحديات العالمية التي تواجهها إدارة أوباما في سنتها الأخيرة في الحكم، قد تكون سوريا التحدي الأكثر إرباكاً لهذه الإدارة. فالحرب الأهلية السورية، وصلت إلى نقطة الأزمة، بعد أن لقي 250 ألف سوري حتفهم، وتشرد ما يقرب من 12 مليونا، وانتقلت عدوى الحرب إلى الدول المجاورة، وإلى قلب أوروبا، فضلاً عن كونها قد تهز استقرار الشرق الأوسط، لجيل كامل.
ونحن نعتقد أن الرئيس أوباما، لم يعد بمقدوره تجنب توفير قيادة أميركية أقوى، لعكس اتجاه تيار المعاناة والعنف في بلاد الشام. ومصالحنا الاستراتيجية، ومسؤولياتنا الإنسانية، باعتبارنا أقوى دولة في العالم، تُملي علينا تغيير استراتيجيتنا، وكذلك تغيير موقفنا في واشنطن.
ومن الأشياء الجيدة التي قامت بها الإدارة في مجال التعاطي مع الأزمة السورية، تحت قيادة جون كيري وزير الخارجية، إطلاق مفاوضات جديدة من أجل عقد انتخابات، وإقامة حكومة انتقالية، وفرض وقف لإطلاق النار في سوريا. ومع ذلك، نرى أنه سيكون من الصعب إدامة هذه المحادثات، وأنه من غير المرجح أن تكون الدبلوماسية وحدها أداة فعالة.
ومن الأشياء التي قصرّت فيها الإدارة بشأن الأزمة السورية، صياغة استراتيجية واضحة ومتسقة وقوية تمكنها من القيام بدورها القيادي التقليدي في الشرق الأوسط. لهذا تجد الإدارة نفسها اليوم في موقف تفاوضي ضعيف، وغير معهود بالنسبة لها.
الجانب الأقوى الآن في أي محادثات قد تجرى بشأن الأزمة السورية هو محور روسيا وإيران و«حزب الله»، الذي يساند نظام بشار الأسد الوحشي في قصف شعبه وفرض المجاعة على مدنه المحاصرة.
وباعتبارنا دبلوماسيين محترفيَن سابقين، نعتقد أن الدبلوماسية تكون فعالة في الأغلب الأعم عندما تكون مدعومة بوضوح الهدف والقوة العسكرية. وهذان العنصران كانا غائبين عن السياسة الأميركية بشأن سوريا.
لهذا السبب، يجب على الإدارة اتخاذ خطوات لتعزيز قوة الولايات المتحدة في المحادثات الصعبة المتوقعة في جنيف. ويجب عليها أيضاً أن تزيد بشكل جذري من حجم التمويل الذي تمنحه للسنة المعتدلين، والقوات الكردية التي تمثل بديلاً لنظام الأسد، مع القيام في الوقت ذاته، بتأكيد القيادة الفعالة لتحالف معزز يضم تركيا، وحلفاءنا الأوروبيين، والدول العربية السنية.
وعندما تبدأ المباحثات، يجب على أوباما وكيري أن يفكرا في استخدام إجراءات أكثر قوة لحماية حياة ملايين المدنيين المعرضين للخطر، بما في ذلك تأسيس «ممرات إنسانية» للوصول إلى المواطنين المعرضين للهجمات الجوية من قبل الحكومة، وللهجمات الدموية من قبل الجماعات الإرهابية على الأرض.
الأكثر أهمية من كل ذلك هو أننا نعتقد أن فريق أوباما سيتعين عليه إعادة النظر فيما كان قد رفضه من قبل وهو: إقامة منطقة آمنة في الجزء الشمالي من سوريا لحماية المدنيين مع إقامة منطقة حظر طيران لتنفيذ هذه المنطقة.
وفي حين أن العسكريين الأميركيين لديهم الخبرة لتحديد كيفية إقامة مثل هذه المنطقة، فإن من بين الخيارات المقترحة بهذا الشأن، تحديد موضع يغطي مساحة تتراوح بين 25 و30 ميلا جنوب الحدود التركية، على أن تكون هناك نقاط وصل لها مع المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الأكراد، وأن يكون الغرض المركزي منها هو مساعدة القوات المحلية، على طرد مقاتلي «داعش»، وتوفير ملاذ للمدنيين، إلى أن يصبح إنهاء هذه الحرب أمراً ممكناً.
ويمكن للبيت الأبيض الضغط على روسيا، باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، للمساعدة على تنظيم وحماية المنطقة. فهذه المنطقة ستصبح أكثر منعة وأكثر مصداقية عندما يتوافر الدعم الروسي لها. وإذا ما رفضت روسيا هذا الاقتراح- وهو ما يرجح أنها ستفعله- فإن الإدارة وشركاءها سيكونون حينئذ في موقف أقوى كثيراً للإقدام على المبادرة بأنفسهم.
وهناك منافع عديدة ستترتب على إقامة منطقة آمنة: فهذه المنطقة ستكون بمثابة وسيلة فعالة للغاية لدعم المدنيين السوريين، وتقليص تدفق اللاجئين للدول المجاورة وأوروبا. فضلاً عن ذلك، فإنها ستعزز من قدرتنا على العمل بشكل وثيق مع حليفنا الإقليمي الرئيسي، أي تركيا التي طالما دعت إلى اتخاذ هذه الخطوة. فللمرة الأولى، سيكون ممكناً الحد من العمليات المدمرة للقوات الجوية السورية، التي تعتبر أكبر قاتل للمدنيين في الصراع، كما سيغدو من الممكن أيضاً إعاقة استخدام القوة العسكرية من قبل روسيا وإيران و«حزب الله» ضد المعارضة السورية.
ونحن هنا لا نقلل من شأن الصعوبة غير العادية، التي تكتنف إقامة مثل هذه المناطق في ظروف حرب أهلية. فالدفاع عن المنطقة، والحيلولة دون اجتياحها من قبل اللاجئين، وإيجاد المبرر القانوني المقنع لها، وإبعاد الجماعات الجهادية عنها.. تمثل مهام عصيبة. وستحتاج الولايات المتحدة أيضاً إلى التأكد من أن العمليات الجوية لن تتصادم مع تلك التي تقوم بها روسيا. وبمجرد إقامة منطقة حظر طيران، لا نعتقد أن روسيا ستجرؤ على تحدي قوات الولايات المتحدة وقوات «الناتو»، خصوصاً إذا ما كانت تلك القوات تعمل بشكل رئيسي من تركيا.
وخبرتنا كدبلوماسيين تفيدنا في التنبؤ بأن الولايات المتحدة ستضطر لنشر جنود على الأرض داخل سوريا، على امتداد الحدود التركية، من أجل تجنيد أغلبية جنود المنطقة، من تركيا ومن حلفائنا في «الناتو» وكذلك من الدول العربية السنية. ويمكن لتلك الدول أن تساهم في القوة الجوية والصاروخية التي سيتم تنظيم عملها من جانب قوات «الناتو» العاملة في الأراضي التركية، من أجل حراسة منطقة حظر الطيران.
من المؤكد أن تولي زمام القيادة بشأن هذه المبادرة، سينطوي على الكثير من الأخطار للولايات المتحدة. لكن المنتقدين يجب أن يوزنوا أيضاً المخاطر، التي تنجم عن السلبية في أمور مثل هذه، ومنها مصرع عدة آلاف أخرى من السوريين الأبرياء، وتشرد ملايين إضافية، وانتشار الحرب إلى أراضي حلفائنا.
لقد عمل كلانا في إدارات ديمقراطية وجمهورية، ونعتقد أن مخاطر السلبية، وعدم الفعل أكبر بكثير من المخاطر التي يمكن أن تنجم عن تبني مبادرة قوية لحماية المدنيين.
بالطبع، الرئيس أوباما لن يكون قادراً على معالجة جميع الشرور التي ابتلت بها سوريا هذا العام، لكن بمقدوره البدء في تحويل مجرى تيار الحرب، وتمهيد الطريق لتحقيق السلام النهائي في السنوات القادمة.
*أستاذ بجامعة هارفارد ووكيل سابق لوزارة الخارجية الأميركية (2005- 2008)
**زميل بمعهد واشنطن، عمل سفيرا للولايات المتحدة لدى العراق (2010-2012)
ينشر بترتيب خاص مع خدمة مع «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
معهد واشنطن :معركة حلب: مركز رقعة الشطرنج السورية
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
5 شباط/فبراير 2016
في 2 شباط/فبراير، نجح الجيش السوري وحلفاؤه في قطع الطريق الشمالية بين مدينة حلب وتركيا والمعروفة بممر أعزاز. وعلى الرغم من أن المعركة كانت عملية محلية شارك فيها عدد صغير نسبياً من المقاتلين، إلا أنها قد تشكّل نقطة تحول في الحرب السورية. وهذا التطور الأخير لا يهدد وجود المتمردين في محافظة حلب فحسب، بل قد يضع الحدود التركية السورية المشتركة بأكملها تحت سيطرة القوات الموالية للأسد في غضون أشهر، أو يدفع القوات الكردية المتواجدة في المنطقة إلى تبنّي خيار التعايش مع الأسد.
قطع الممر الشمالي
انطلقت العملية العسكرية للسيطرة على ممر أعزاز من باشكوي (الضاحية الشمالية لحلب) ومن موقع تمركز الشيعة الموالين للنظام في بلدتي نبل- الزهراء. ويشارك «حزب الله» وميليشيتان شيعيتان مدعومتان من إيران - «كتائب بدر» العراقية وميليشيا «الدفاع الوطني» المحلية - كوحدات أساسية في المعركة على الأرض، وتواجه [هذه الوحدات] القوات المتمردة بقيادة «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»، والتي كانت قد أرسلت في السابق المئات من التعزيزات من منطقة إدلب.
يكمن الهدف الأول للمقاتلين الشيعة في رمزية الانتصار، أي الدفاع عن أبناء طائفتهم الشيعة ضد الإسلاميين السنّة الذين يريدون طردهم. وقد قاوم الموقع الصغير في نبل-الزهراء اعتداءات المتمردين طوال ثلاث سنوات فيما كان «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي يحمي الجانب الغربي ويسمح بدخول إمدادات الغذاء إليه. وفي المقابل، كان الجيش السوري يحمي حي الشيخ مقصود الكردي في حلب من اعتداءات المتمردين. أما التعاون غير المباشر بين «حزب الاتحاد الديمقراطي» والجيش السوري فقد أصبح الآن تعاوناً مباشراً في وقت تشن فيه قواتهما هجمات ضد المتمردين في ممر أعزاز.
وفي شباط/فبراير 2015، فشلت محاولة لضم موقع نبل-الزهراء مع المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة بشكل مأساوي بسبب النقص في الاستعدادات ووجود قوات غير كافية. وبعد ذلك، شنت القوات المتمردة هجوماً مضاداً واسعاً وسيطرت على إدلب ثم هددت حلب وحتى اللاذقية. واضطر بشار الأسد إلى طلب التدخل من روسيا دون أي شروط. وفي المقابل، جاء الهجوم الأخير بعد أسابيع من القصف الجوي الكثيف ضد دفاعات المتمردين، لا سيما على مركز باب السلام الحدودي مع تركيا الذي كان المتمردون يحصلون من خلاله على الكثير من امداداتهم.
ولا يبلغ عرض الممر الذي تسيطر عليه المعارضة بين حلب وتركيا سوى خمسة إلى خمسة عشر كيلومتراً، وينحصر بين قوات تنطيم «الدولة الإسلامية» شرقاً وإقليم عفرين الكردي غرباً. أمّا الجماعات المتمردة الرئيسية في هذه المنطقة، فهي «جبهة النصرة» و« أحرار الشام » وحركة "نور الدين الزنكي" و"لواء السلطان مراد" (وهي جماعة تركمانية قريبة جداً من تركيا). وتنضوي هذه الجماعات رسمياً تحت منظمة مظلة للثوار هي تنظيم «جيش الفتح» الذي تدعمه المملكة السعودية وتركيا. لكن منذ حملته العسكرية الناجحة في ربيع 2015، عانى التنظيم من انشقاقات داخلية كبيرة. فقد خاض « أحرار الشام» مؤخراً معارك ضد «جبهة النصرة»، بينما انسحبت جماعة "نور الزنكي" من ضواحي حلب، فيما يقاتل "لواء السلطان مراد" قوات تنطيم «الدولة الإسلامية»، وليس قوات الأسد.
وقد ضعف ممر أعزاز بشكل خاص بعد أن تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي تحالف قوات كردية وعربية تحت مظلة «حزب الاتحاد الديمقراطي»، من استلام زمام الأمور في وجه المتمردين وبدأت بالتقدم غرباً في الأسابيع الأخيرة وراحت تقترب من طريق حلب-أعزاز. واستفادت "قوات سوريا الديمقراطية" من قصف القوات الروسية على خطوط المتمردين فضلاً عن إمدادات السلاح المباشرة لها من روسيا. وفي 4 شباط/فبراير، أعلنت الجماعة فرض سيطرتها على بلدتين شمال نبل-الزهراء هما الزيارة والخربة. وفي ضوء هذه التطورات، فإن الانتصار الأخير للجيش السوري يبدو وكأنه يصب في مصلحة الأكراد القادرين على التقدم في الناحية الشمالية من ممر أعزاز، بينما تكتفي قوات النظام وحلفاؤها بتعزيز موقعها حول حلب بدلاً من التقدم باتجاه الممر.
إغلاق الحدود الغربية
بعد أن تم قطع الطريق الشمالية حالياً، فإن الطريق من حلب إلى معبر باب الهوى الغربي الخاضع لسيطرة المتمردين قد تشكّل الهدف التالي. وعلى خط موازٍ من عملية أعزاز، شن «حزب الله» هجمات في الضواحي الشمالية لحلب لقطع الطريق التي تعرف بـ "الكاستيلو" التي تصل من خلالها الإمدادات إلى الأحياء الشرقية حيث ينتشر المتمردون. ولكن هذا الهجوم لم يكن بالوحشية التي تميّز بها الهجوم في الشمال نظراً لطبيعة الأرض الجغرافية التي تجعل من الصعب السيطرة عليها إذ تشكّل كثافة المباني السكنية عائقاً أمام تقدّم الدبابات. ولن يحاول النظام وحلفاؤه استعادة تلك المنطقة بسرعة لا سيما وأن خطر الخسائر الضخمة نتيجة حرب المدن كبير جداً. لذلك، فإن الحل الأفضل هو تطويقها والانتظار، مما سيتيح الوقت أمام عشرات آلاف المدنيين الذين ما زالوا في شرق حلب بالفرار منها. هذا ويفر الكثير من المقاتلين أيضاً ربما خوفاً من ألا يتمكنوا من الانسحاب بعد تطويق المنطقة وحصارها بشكل كامل كما حدث في حمص في ربيع 2014.
وفي غضون ذلك، يرجح أن تركز الجهود السورية والروسية على مناطق الريف غرب حلب، إذ أصبح من الممكن الآن شن هجوم من الزهراء على المتمردين شمال غرب حلب ودعم هجمات مماثلة من الناحية الجنوبية الغربية، حيث حقق الجيش تقدماً كبيراً منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي. لكن من غير المرجح أن تدخل قوات الأسد المناطق الحضرية الكثيفة السكان، بل قد تتجه إلى الميدان المفتوح وتلجأ لقطع خطوط التواصل للمتمردين. وربما يركز الجيش والقوات المتحالفة معه في الأشهر المقبلة على السيطرة على قسم كبير من الحدود الغربية بين باب الهوى وجبل التركمان في محافظة اللاذقية شمال البلاد.
وفي الوقت نفسه، قد يهاجم «حزب الاتحاد الديمقراطي» المنطقة الحدودية البالغ طولها 90 كيلومتراً بين أعزاز وجرابلس شمالاً، والتي يسيطر عليها حالياً تنظيم «الدولة الإسلامية» وهو ما يتوافق مع استراتيجية الحزب التي تسعى لربط الموقعين الكرديين عفرين وكوباني (عين العرب) ببعضهما البعض. وخلافا للولايات المتحدة، لا تريد روسيا معاداة الأكراد من خلال إحباط هدفهم السامي الذي يكمن بتوحيد أرضهم. إضافة إلى ذلك، يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممارسة الضغط على الجبهة الحدودية التركية المشتركة بأكملها مع سوريا، والتي تشكل أحد الأهداف الإقليميية الرئيسية للتدخل الروسي. أمّا إذا نجح «حزب الاتحاد الديمقراطي» والقوات الموالية للأسد في هجوميهما المنفصلين، فستصبح المنطقة الحدودية بأكملها تحت سيطرتهم ولن يبقى للقوات المناوئة للأسد، أكانت المتمردين أو تنظيم «الدولة الإسلامية»، منفذاً إلى تركيا.
إطلاق حملة مضادة أو فتح جبهة جديدة؟
منذ أيلول/سبتمبر، تُركز استراتيجية موسكو على ثلاثة أهداف: الأول هو حماية المنطقة العلوية الساحلية حيث نشرت روسيا قواعدها اللوجستية، والثاني تعزيز موقع الأسد ودفع المتمردين بعيداً عن المدن الكبرى، حمص وحماة واللاذقية وحلب ودمشق، والثالث قطع خطوط الإمدادات الخارجية للمتمردين.
وقد تم تحقيق الهدفين الأولين إلى حد كبير: فلم تقع هجمات على اللاذقية أو طرطوس التي يمكن أن تهدد القواعد الروسية فيها، كما لم تقع أي مدينة كبرى تحت سيطرة المتمردين. وعلى العكس من ذلك، أخلى المتمردون حي الوعر بحمص في كانون الأول/ديسمبر بعد أن يئسوا من وصول أي مساعدة.
والآن وبعد أن قُطعت طريق أعزاز، فقد تم الوصول إلى نصف الطريق نحو تحقيق الهدف الثالث. ويبدو أن روسيا وحلفائها قادرين على تحقيق طموحاتهم، فالضعف في القوة البشرية الذي يتخبط فيه جنود الأسد يعوّض عنه التفوق الجوي الكلّي وتعزيزات الميليشيات الشيعية.
إلا أن كلاً من تركيا والسعودية قد لا تقف مكتوفة الأيدي في ضوء التقدّم الروسي-الإيراني الكبير في سوريا. على سبيل المثال، قد تشكلان تنظيماً جديداً للمتمردين يشبه مظلة «جيش الفتح» و/أو ترسلان صواريخ مضادة للطائرات لبعض الكتائب. وثمة خيار آخر هو فتح جبهة جديدة في شمال لبنان حيث قد تنخرط الجماعات السلفية المحلية وآلاف اللاجئين السوريين المحبطين في القتال. ومن شأن هذه الخطوة أن تهدد معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد في طرطوس وحمص بشكل مباشر، وتهدد أيضاً الطريق الرئيسي إلى دمشق. وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى تطويق قوات النظام، وقطع طرق التواصل والامدادات والتمويل لـ «حزب الله» بين لبنان وسوريا. أمّا السؤال الذي يطرح نفسه هنا، فهو: هل تملك الرياض وأنقرة الوسائل والإرادة للمضي في هذا المسار الجريء والخطير؟
أياً كان الأمر، ففي ظل غياب أي تطور نادر آخر، من الصعب أن يتمكن المتمردون من مواجهة الماكنة الحربية الروسية-السورية-الإيرانية أو التصدي لها. إن النجاحات الأخيرة في حلب تضع بوتين وسط رقعة الشطرنج السورية وتدحض توقعات بأن التدخل الروسي لن يحدث فرقاً يذكر أو قد يوقع موسكو في فخ مستنقع آخر.
 فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
======================
الأندبندنت: نحو مواجهة مباشرة بين السّعوديّة وإيران
نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أمس، تقريرا بعنوان “تداعيات إرسال المملكة العربية السّعودية قوّات برّية إلى سوريا لقتال داعش”.
وجاء في تقرير الصّحيفة أنّ القوّات الّتي سترسلها المملكة إذا تمّ ذلك، قد تجد أنّها في مواجهة مع قوّات إيرانيّة أو قوّات طائفيّة أخرى موالية لنظام الأسد مثل ميلشيا” حزب الله” اللّبناني.
وبحسب الصّحيفة فإنّ إرسال هذه القوّات لن تقتصر تداعياته على الحرب في سوريا بل ستمتدّ للمنطقة بأسرها.
وأضافت أنّ هذه الخطوة تأتي في الوقت الّذي تراجعت فيه الآمال بالتّوصّل إلى حلّ سلميّ للأزمة السّورية بعد انهيار محادثات جنيف ومحاولة قوّات نظام الأسد التّقدّم في حلب بمساعدة الرّوس والإيرانيّين.
ولفتت الصّحيفة إلى أنّ السّعودية وإيران بعدما انخرطتا في حرب بالوكالة في عدّة مناطق سابقا آخرها اليمن، قد يجدان أنّهما في حرب مباشرة في سوريا.
واختتمت الصّحيفة تقريرها بالقول إنّ السّعوديّة مستعدّة للإقدام على أيّ عمل بمفردها، لكنّ جميع السّيناريوهات ستبقى مجمّدة حتّى اجتماع قيادة حلف “النّاتو” في بروكسل الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى، قالت مصادر عسكريّة سعوديّة، أوّل أمس، أنّ عدد المتدرّبين، قد يصل إلى 150 ألف جنديّا، في إطار إعداد المملكة، لمكافحة تنظيم «داعش» في سوريا.
وأضافت المصادر، أنّ معظم الأفراد هم سعوديّون، إضافةً إلى قوّات مصريّة، سودانيّة، وأردنيّة، وهم جميعاً داخل المملكة العربيّة السّعوديّة، وذلك حسبما نقلت شبكة «CNN» السّبت.
من جانبها، التزمت المغرب، بإرسال قوّاتٍ عسكريّة أيضاً، إلى جانب تركيا، الكويت، البحرين، الإمارات العربيّة المتّحدة، وقطر، فيما كان قادة عسكريّون، سعوديّون وأتراك، عيّنوا قبل أسبوعين، قيادة مشتركة، ستدخل سوريا من الشّمال، عبر تركيا.
 وتشمل قائمة الدّول الآسيويّة المشاركة، (ماليزيا، إندونيسيا، وبروناي)، ومن المتوّقع -حسب CNN-، أن تكون ماليزيا أوّل من ترسل قوّاتها من هذا الثّلاثي إلى السّعودية.
======================
الإندبندنت: لماذا حصار حلب قد يكون نقطة التحول في الحرب السورية؟  0
اضيفت بواسطة EDITOR في 8 فبراير، 2016 صحافة
أخبار السوريين: تناولت الإندبندنت في تقريرٍ ترجمه المركز الصحفي السوري، آخر التطورات التي تشهدها الساحة السورية وخصوصاً تلك الحاصلة في محافظة حلب، شمال البلاد، وما تمثله هذه المحافظة من أهمية على صعيد الحرب السورية، فالثوار يصارعون من أجل البقاء، والحفاظ على مناطقهم في الريف الشمالي من مدينة حلب, وخلال هجوم للجيش السوري، مدعوم بقوة جوية ضخمة من الطائرات الروسية، استطاع الجيش قطع آخر طرق الإمداد عن المناطق المحررة والواصل مع الأراضي التركية، وذلك في ضربة وصفت بالقاصمة للمعارضة السورية.
ويوم الخميس الماضي استطاعت السيطرة على العدد من القرى المحيطة بمدينة حلب، مما أوجد مخاوف حقيقية من تطويق المدينة من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات التابعة له.
وقد دفعت التحركات العسكرية للنظام وحلفائه، خلال معارك حلب، وأثارت الشكوك حول النوايا الحقيقية للنظام وحلفائه، وسعيهم لتأمين النصر العسكري، وذلك على حساب المسار التفاوضي، وإيجاد تسوية سياسية في البلاد.
وتقف قوات الأسد وميليشيات شيعية إيرانية ولبنانية، وتحظى بدعمٍ جويٍ روسي لتخوض معارك شرسة ، مع فصائل المعارضة المسلحة والائتلاف الوطني لقوى الثورة، والذي يعتبر المكون الرئيسي للمعارضة السورية، وذلك وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي يتخذ من لندن مقراً له.
وتأتي الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، على القوى التي تتقاسم السيطرة جغرافياً على مدينة حلب، حيث تسيطر قوات النظام على أجزاء واسعة، بينما تسيطر قوات المعارضة سواءً كانت من الجيش السوري الحر أو جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، ولكن هذه القوى لا تقف صفاً واحداً أمام قوات الأسد والميليشيات التابعة له، بالإضافة إلى ذلك، فإن وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) تسيطر على عدة مناطق في شمال حلب.
وقد استطاعت قوات المعارضة الحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها منذ أن تاريخ سيطرتهم على هذه المناطق في عام 2012، وفقدانها سيمثل ضربة قاصمة في ظهر المعارضة.
ويمكن لهذه الخسارة أيضاً أن تُضعف الجماعات المعارضة، المدعومة من قبل الغرب، والتي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، مما سيمنح التنظيم أفضلية في قادم الأيام.
وقد فرّ ما لا يقل عن 20 ألف شخص من المدينة نتيجة القتال الدائر، وقضوا الليل في معبر باب السلام مع تركيا.
من جانبه أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إقامة مخيم داخل الأراضي السورية، وتعهد باستمرار تقديم الطعام والملجأ، لكنه لم يعطي أي معلومات فيما إذا كانت حكومته ستسمح لهؤلاء بالدخول إلى أراضيها أو متى سيحدث ذلك، ويمكن أن تؤدي هذه المعركة، في حال طال أمدها، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، كما أن الأمم المتحدة نفسها غير قادرة على إيصال المساعدات إلى المدن المحاصرة من قبل قوات الأسد، وفي حال نجاح هذه القوات بإكمال السيطرة على حلب، فإن ذلك سيجعل من الصعب جداً، إيصال المساعدات إلى هؤلاء.
وبالعودة إلى الشأن السياسي، فقد شهدت جنيف توقف مؤقت لمحادثات السلام، وذلك إثر النجاحات الكبيرة التي حققتها قوات المعارضة على حساب قوات المعارضة شمال حلب.
وقد أدانت الحكومة الفرنسية الهجوم واعتبرته السبب وراء توقف محادثات جنيف، أما الحكومة الأمريكية فقد أكدت على أنه من الصعب رؤية هذه الغارات الجوية على أهدافٍ مدنية، مما سيزيد من تعقيدات الوضع.
ختمت الإندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع حث المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيري موسكو على استهداف أماكن تنظيم الدولة، بدلاً من التركيز على استهداف المعارضة السورية.
من جانبه قال ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، على استئناف محادثات السلام في 25 من الشهر الحالي.
======================