الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 8/6/2016

سوريا في الصحافة العالمية 8/6/2016

09.06.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. معهد واشنطن :من المسؤول عن غياب الدولة الكردية بعد سايكس بيكو؟
  2. معهد واشنطن :حدود الشرق الأوسط بعد سايكس بيكو: نحو القومية الواحدة أو التعددية؟
  3. معهد واشنطن :وجهات النظر الروسية حول الشرق الأوسط: تقرير عن رحلة
  4. ماركت واتش  :5 أسباب يمكن أن تجعل إمبراطورية أمريكا متداعية مرة أخرى
  5. «نيويورك تايمز»: أطفال سوريا فقدوا المستقبل ودفعوا ثمناً باهظا جراء الحرب
  6. واشنطن بوست: عليكم اضعاف حزب الله عسكريا.. الحزب في أسوأ أحواله المالية الآن
  7. وول ستريت جورنال: عناصر من "داعش" يحاولون العودة إلى أوطانهم
  8. نانسي يوسف - (ديلي بيست) 3/6/2016 :روسيا تصيب كعب أخيل في حرب أميركا على "داعش"
  9. تلغراف: إيران وتنظيم الدولة سواء بالإساءة للمدنيين
  10. تايمز: عواقب دامية لتحالفات الشرق الأوسط الحالية
  11. واشنطن بوست: أطفال سوريا جياع وأميركا تتفرج
  12. لوموند» :مجيد زيروكي:  «داعش» وخطاب ما بعد هزيمته
  13. بازفيد» :بورزو دارآغاجي: النصر على «داعش»... صنوُ خسارة الحرب!
  14. يني شفق :عاكف إمره: المصائب تجمع أنقرة ودمشق
  15. إسرائيل اليوم 7/6/2016 :روسيا وإسرائيل: صداقة لها قيمة كبيرة
  16. معاريف 7/6/2016 :الحلف الجديد :هل لقاء نتنياهو وبوتين اليوم كفيل بأن يفتح مدخلا لمسيرة سياسية بوساطة روسيا حليفة إيران وحزب الله؟
  17. التلغراف: بريطانيا مستعدة لإنزال المساعدات للسوريين جواً؛ لأن بشار الأسد منعها عن 47 منطقة محاصرة
  18. الشرق الأوسط في عيون الصحافة الأجنبية (7-6-2016)
  19. جيوبوليتيكال فيوتشرز :الإرث المنسيّ لحرب الأيام الستة
  20. أوراسيا ريفيو :الحرب الأهلية الجهادية
  21. التايمز :هل تتحالف إسرائيل مع بوتين ضد حزب الله؟
  22. ويكلي ستاندارد الأمريكية :أمريكا وإيران حليفتان في الحرب ضد السنة
  23. البايس: سجون صدام حسين الملجأ الجديد للسوريين
 
معهد واشنطن :من المسؤول عن غياب الدولة الكردية بعد سايكس بيكو؟
يريفان سعيد
"منتدى فكرة"
1 حزيران/يونيو 2016
نعى العديد من الأكراد ـ خلال الشهر الماضي ـ الذكرى السنوية المئوية لاتّفاقية "سايكس بيكو"، التي وقعت في 16 أيار/مايو عام 1916، ووضعت الأساس لقيام الدول القومية التي نراها اليوم في منطقة الشرق الأوسط. ويمكن القول بأنه لا توجد مجموعة عرقية واحدة تبغض هذا الاتفاق أكثر من الأكراد، فهم يعتبرون صياغة الدول العظمى له، السبب الأول في تعليق حلم قيام دولة كردية مستقلة وتعطيله إلى يومنا هذا. إذ يمكن القول: لو قامت دولة كردستان التي تشكلت ملامحها في أوائل القرن العشرين، لأنقذت الملايين من الأرواح، ولساعد ذلك على التخفيف من مخاطر العنف المتفاقم الذي نراه اليوم في الدول القومية التي شُكلت بناءً على اتفاقية "سايكس بيكو."
وفى خضم هذا العنف المتزايد، أصبحت كردستان ـ اليوم ـ دولة شبه مستقلة في العراق، تمثل إحدى عوامل الاستقرار في المنطقة، حيث استضافت الملايين من اللاجئين، بل وتمكنت من إلحاق الهزيمة بـ تنظيم «الدولة الإسلامية» في عدة معارك. وبالمثل، نجح السوريون الأكراد ـ في كردستان السورية ـ في وقف زحف قوات تنظيم «داعش»، حتى أجبروها على الانسحاب من الأراضي التي تقطنها الأغلبية الكردية في سوريا.
وإنني ـ كجزء من هذه المعاناة ـ أرى بأن تلك القرارات التاريخية النابعة عن اتفاقية "سايكس بيكو" أدت إلى بعض العواقب الشخصية التي أثرت علي بصفتي الفردية، إذ ـ مثلي مثل غالبية الأكراد ـ عانيت شخصياً من الآثار المترتبة عن تلك الاتفاقية، حيث كنت لاجئاً لثلاث مرات، حتى قبل أن أتجاوز من العمر أحد عشر عاماً! كما أن مدينتي "حلبجة" استُهدفت من قبل الحكومة العراقية السابقة بقنابل الغاز والأسلحة الكيماوية، حيث فقدت العديد من أفراد أسرتي، بالإضافة إلى الآلاف من الضحايا الذين لقوا حتفهم. وعلاوة على الهجوم ضد "حلبجة"، قامت الحكومة العراقية السابقة بدفن ما يقارب من مائة وثمانين ألف كردي؛ أحياءً في الصحراء العراقية، كما تم ذبح ثمانية آلاف آخرين من مدينة "برزان"، مع تجريف نحو أربعة آلاف قرية كردية خلال فترة الثمانينيات.
لم تكن تلك الأحداث سوى عينة صغيرة من الفظائع المتعاقبة التي ارتكبتها الأنظمة في بغداد، منذ تأسيس الدولة العراقية في أوائل العشرينات. وكما هو الحال في العراق، فقد عاش الأكراد أيضاً، حياة قاسية في دول أخرى في المنطقة، مثل: تركيا، وإيران، وسوريا، حيث فقد الكثير منهم أرواحهم، في سعيهم للحصول على حقوقهم السياسية والثقافية، كما تعرضوا للطرد من مناطقهم، وللإدماج القصرى بمناطق أخرى. لقد كان ثمن عدم الاستقلال بالنسبة للأكراد كبيراً، لكن بالرغم من كل ذلك، يجب عليهم ـ اليوم ـ أن ينخرطوا في التأمل الذاتي، فيسألوا أنفسهم عما حدث من أخطاء خلال تلك السنوات الطويلة في مسعاهم من أجل الاستقلال. ومن ثم، يتساءلون: كيف نجح العرب في إنشاء دول مستقلة من بقايا الإمبراطورية العثمانية، وكيف نجح الأتراك في إقامة دولة جدية، في الوقت الذي ظل فيه الأمل الكردي بإقامة دولة ذات سيادة، مجرد حبر على ورق؟
يظهر التاريخ أن كثيراً من العوامل وقفت حائلاً دون نمو الدولة الكردية المستقلة، أهمها: غياب الخطاب الكردي المتماسك، وتشرذم القيادة الكردية، والخصومات الشخصية بينها. ومن ثم، مخطئ من يرى بأن الممانعة من قبل باريس، أو لندن، هي السبب الأول في عدم استيعاب مطالب الأكراد بقيام دولة في المناطق ذات الأغلبية الكردية. فبعد مرور مائة عام، يتضح لنا أن الأسباب الداخلية الخاصة بالأكراد أنفسهم هي التي تحول دون تشكيل دولة كردية مستقلة. وهذا لا يعفي ـ بطبيعة الحال ـ إنجلترا وفرنسا من المسؤولية التاريخية، إذ ارتكب كل منهما ـ خلال عملية إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط ـ أخطاءً مصيرية في حق الشعب الكردي، ومهما يكن من أمر، فيتحتم على القيادات الكردية ـ اليوم ـ أن تتحمل المسؤولية أيضاً، لتتوقف عن استخدام الدول الأجنبية ككبش فداء لفشلها في تحقيق السيادة الكردستانية، سواء عند التفسير التاريخي أو في الوقت الحاضر.
وعلى النقيض من التفكير التقليدي الذي يرى أن الأكراد لم يكونوا على دراية كاملة بمجريات العلاقات الدولية، هناك ـ في الواقع ـ العديد من القادة الذين يدركون المخاطر التي يتعرض لها الشعب الكردي، ومن ثم، يعملون على إقناع القوى العظمى ـ مثل بريطانيا وفرنسا ـ بتحقيق مطلب هذا الشعب في وطن مستقل. غير أن انعدام التوافق بين القيادات الكردية، ساهم في تعزيز تشرذم تلك القيادات، ومنعها من الاصطفاف تحت راية واحدة
ونستحضر من تلك القيادات التاريخية، القائد "شريف باشا" الذي عمل مبعوثاً للأكراد في مؤتمر باريس للسلام عام 1919، حيث تفاوض مع مبعوثي فرنسا وإنجلترا. كما وقع اتفاقاً مع "الأرمن" بشأن المناطق التي يتنازع بشأنها الأكراد والأرمن معاً.  غير أن اتفاقه هذا، لم يلقَ قبولاً من الزعماء في كردستان، حيث سارعوا إلى رفض الاعتراف بـ "شريف باشا" ممثلاً للأكراد، كما أن وجهاء "بابان" الأكراد في "إستنطبول" تبرأوا أيضاً من ذلك الاتفاق.
لقد كان لرفض تلك القيادات الكردية في إسطنبول وأماكن أخرى تأثير شديد على "شريف باشا"، أدى إلى إصابته بالإحباط، ومن ثم، إلى الاستقالة، إلا أنه في نهاية المطاف تبنى فكرة وجود منطقة حكم ذاتي للأكراد في إطار الإمبراطورية العثمانية، وهو موقف مماثل لذلك الذي اتخذته قيادات كردية أخرى.
وإلى جانب "شريف باشا" نذكر كذلك، "أمين على بدرخان"، أحد الشخصيات الكردية البارزة التي كان لها دور كبير في النضال من أجل الاستقلال، حيث بعث خطاباً إلى رئيس الوزراء البريطاني، حثّه فيه على المساعدة في تحقيق حلم دولة كردستان المستقلة. إلا أن الزعيم الكردي المؤثر "الشيخ عبد القادر"، رفض التوقيع على تلك الرسالة، نظراً لأنه كان يطمح إلى إنشاء دولة كردية تتمتع بالحكم الذاتي تحت لواء السلطة العثمانية.
وبالعودة إلى التاريخ، يمكننا القول أنه لو قامت القيادات الكردية في إسطنبول وغيرها من المناطق بدعم "شريف باشا" خلال مؤتمر باريس للسلام، لكان من الممكن أن يصبح الصوت الرسمي للأكراد، وربما كان باستطاعته تغيير المحصلة السياسية للأكراد بشكل عام.
والآن، وبعد مرور قرن من الزمن، إذا كان لزاماً علينا مساءلة النفس عما تعلّمه القوميون الأكراد من أخطاء الماضي، حتى نعمل على تجاوزها، فإن الواقع مخالف لذلك، حيث نشاهد ـ اليوم ـ كيف يستمر هؤلاء الزعماء الأكراد في الصراعات الداخلية، الشيء الذي أدى إلى وضع كارثي، وكأن هؤلاء القادة يعانون من ضعف في الذاكرة، وقصور في الوعي بتاريخهم القومي.
وإذا كانت الديمقراطية تتطلب وجود نظام من الأحزاب المتعددة، فإن واقع الحال يحتم علينا ضرورة توحيد تلك الأحزاب لتشكيل حكومة فعالة تتجاوز الماضي، ولتكوين برلمان فعال يعمل كرقيب حقيقي على أداء هذه الحكومة، ويخضع جميع المسؤولين للمساءلة. وللأسف، يبدو أن تحقيق ذلك، مازال ـ في الوقت الراهن ـ بعيد المنال عن كردستان العراق، حيث ليس هناك حرج من وجود "مناطق نفوذ سياسية " في أماكن متعددة من كردستان؛ إذ من خلال إلقاء نظرة بسيطة على الواقع الحالي للمنطقة، تتبدى لنا الصورة الكارثية الدالة على التشتت والتشرذم، فها هي كردستان العراق لا تزال منقسمة بين «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة "مسعود بارزاني" الذي يسيطر على محافظات "دهوك" و"أربيل"، في حين نرى حركة "كوران" بقيادة "نوشيروان مصطفى"، وكذلك «الاتحاد الوطني الكردستاني»، وهما يبسطان سيطرتهما على "السليمانية" و"حلبجة" و"كركوك". وقد أبدى أعضاء «الحزب الديمقراطي الكردستاني» تحمساً لإجراء استفتاء محتمل وغير ملزم حول مستقبل كردستان العراق، بينما أبدى الحزبان الآخران تحفظهما تجاه فكرة الاستفتاء، حيث لم يعلنا تأييدهما الصريح لتلك الفكرة. وقد غلب على موقف حركة "كوران" و« الاتحاد الوطني الكردستاني» نوع من الارتياب العميق الناتج عن اعتقادهما بأن ذلك الاستفتاء ما هو إلا مناورة سياسية من قبل «الحزب الديمقراطي الكردستاني» لضمان سيطرته على الحكومة وصرف نظر الناس عن مسألة الخلافة الرئاسية.
وأخيراً، إذا لم يُنَحِّ زعماء الأكراد خصوماتهم الشخصية ومصالحهم وغرورهم جانباً من أجل القضية الكردية الأكبر، وما لم ينخرطوا في مناقشات جادة مع بعضهم البعض، فإن فرص النجاح ستكون ضئيلة للغاية. لذلك يجب أن تكون هناك قيادة كردية ذات صوت موحد تتحدث نيابة عن جميع الأكراد، كما يجب إضفاء الطابع المؤسسي لقوات "البيشمركة" تحت قيادة مركزية، وإلا ستتكرر السيناريوهات نفسها التي حدثت خلال القرن الماضي، خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط تمر بعملية ترسيم جديدة للحدود
يريفان سعيد ـ طالب دكتوراه في قسم تحليل النزاعات وحلها بجامعة جورج ميسون، ومراسل سابق بالبيت الأبيض لتلفزيون "روداو" الكردي، وصحفي ومترجم لدى العديد من الوكالات منها: نيويورك تايمز، والإذاعة العامة الوطنية، وصحيفة وول ستريت جورنال، وبوسطون غلوب، و "بى بي سي"، وصحيفة الغارديان .
======================
معهد واشنطن :حدود الشرق الأوسط بعد سايكس بيكو: نحو القومية الواحدة أو التعددية؟
ماوريتسيو جيري
"منتدى فكرة"
2 حزيران/يونيو 2016
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مؤخراً مقالاً يعارض تحميل اتفاقية سايكس بيكو مسؤوليّة التوتر الذي يشهده الشرق الأوسط حاليّاً. وفيما قد يكون كاتب المقال قد بالغ كثيراً في تبرئة المعاهدة وموقّعيها من اللوم المُلقى عليهما، إلا أنه من المؤكد أنّ الحدود التي ساهمت هذه الوثيقة في رسمها ليست المذنب الوحيد الذي سبب حالة عدم الاستقرار في المنطقة. فقد نتج عن استخدام سايكس بيكو ككبش فداء ما هو أخطر بكثير؛ إذ أُطلق النّداء لإعادة رسم الحدود من أجل بناء دول ذات قومية واحدة وفقاً للنموذج الأوروبي. ولسخرية القدر، لن تسبب محاولة التخلص من إرث سايكس بيكو إلا باستمرار اندفاع الغرب التاريخي إلى التدخل بشؤون الشرق الأوسط.
لطالما كانت مواقف السياسة الأوروبّية إزاء العالَم الإسلامي عبارة عن تشكيلة من سياسات مبدأ "فرّق تسُد" منذ اجتياح نابليون لمصر. فقد أشار المؤرّخ البارز برنارد لويس إلى أنّ الحملات النابليونية في مصر وسوريا أثبتت إلى الأجيال اللاحقة أنّ مجرّد قوّة أوروبية صغيرة قادرة على احتلال الأراضي الإسلامية وحكمها، وأنّ لا شيء قادر على إزاحة هذه السلطة إلا عن طريق أحد البلدان الأوروبية الأخرى. وعلى الرغم من انتقاد المنظّر العربي إدوارد سعيد وجهة نظر لويس المشرقية، لا يمكن إنكار تأثير المعاهدات السياسية الأوروبية في الساحة الجيوسياسية في الشرق الأوسط. فبدءاً بالحلف الأنجلو الروسي للسيطرة على بلاد فارس وأفغانستان، ومروراً باتفاقية سايكس بيكو مع ما نتج عنها من إعادة ترسيم الحدود بعد الحقبة العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى، وصولاً إلى النفوذ الأوروبي اللاحق عبر الانتداب والاحتلال، تحاول السلطات الأوروبية إعادة هيكلة الشرق الأوسط على الصورة الّتي تراها مناسبة منذ أكثر من قرنٍ من الزمن.
وقد ركز التدخل الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية على دعم القوى الإقليمية الأساسية، أي إسرائيل وتركيا والسعودية وإيران ومصر، بغية تحقيق أهداف استراتيجيّة. ومقارنةً بذلك، حاولت القوى الأوروبية باستمرار إدخال فكرة "الحداثة" إلى العالَم الإسلامي منذ منتصف القرن التاسع عشر. وركز هذا التدخل على استبدال هويات الجماعات في الشرق الأوسط بمبدأ المواطنية الفردية المبنية على نموذج الدولة الفرنسية. ومع ذلك، اختلف شكل الحوكمة الذي اعتمدته كلّ من المنطقتين عبر التّاريخ كليّاً. فقد بنى نظام "الملة" الخاص بالإمبراطورية العثمانية الحوكمة الإقليمية على القيادة الجماعية الدينية وعلى المقاطعات الاستراتيجية المتعددة الأعراق، في حين بنى العالَم الأوروبي المسيحي نفسه في أممٍ ذات عرق واحد. غير أنّ هذا النموذج الأخير هو المثال الذي أيدته دكتاتوريات الشرق الأوسط المدعومة من الغرب، واستمرت في تأييده.
إلا أنّ النموذج الأحادي العرق سيصبح أكثر فأكثر غير ملائم ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل أيضاً في الاتحاد الأوروبي، حيث تنشأ مجتمعات جديدة متعددة الثقافات بدافع الضرورة. فالمؤسسات القوية والشاملة في الدول المركزية الضرورية لدعم الديمقراطية العملية والتنمية في العصر الحديث، غير مضطرة لاتباع نموذج الدولة الأمة الأوروبي - حيث تقوم المواطنة الفردية بالضرورة على بعض العناصر المشتركة منها الهوية واللغة المشتركة . وبما أنّ الدول الأمم لا تنفك تواجه اليوم انتهاكات من قبل الجهات غير الحكومية او عبر الوطنية لحدودها الفعلية والوهمية، يجب أن يعتمد واضعو السياسات في كل من أوروبا والشرق الأوسط تشكيلات بديلة لبناء الدولة، بالاستناد إلى التعددية الشاملة.
وتتعدد الأعراق والديانات في جميع البلدان تقريباً، باستثناء كوريا الشمالية والجنوبية واليابان وبعض البلدان الأوروبية الوسطى. وصحيحٌ أنّه في بعض البلدان، مثل يوغوسلافيا السابقة ورواندا وسوريا، استخدمت النخب السياسية هذه الأعراق والديانات لتغذية النزاع. لكنّ الاختلافات في بعض البلدان مثل كندا وإندونيسيا لاقت قبولاً وتمت حمايتها من خلال رفع شأن التعددية والتسامح واعتبارهما أساساً للتطور الديمقراطي الوطني.
وفي الشرق الأوسط، قد يبقى تعدد الثقافات والقوميات الذي طبع القرون الماضية حقيقةً في المستقبل، إذا تمت إعادة تصوره بطريقة تتناسب مع تعدد الهويات الحالية. وما زالت الدول الأحادية القومية في المنطقة كثيرة - وتكافح إسرائيل لتصبح إحداها، كما تطمح تركيا أن تبقى واحدةً منها، ويبدو أنّ نية المفاوضات الراهنة في سوريا مماثلة - لكن حتى أكثر الدّول تجانساً ستضطر إلى الحد من تجانسها في هذا العالم الذي يتزايد خضوعه لتأثير العولمة. وفي النهاية فالأمة التي لا تعكس التعددية المحلية في سياستها سينتهي بها الامر في نهاية المطاف الى استنفاذ طاقتها للحفاظ على الوضع الراهن الذي قد يُستغَل لتحقيق التطور التكنولوجي والمجتمعي. كما ستكون قدرة هذه البلدان على استقطاب مختلف منافع المجتمع العالمي محدودة، سواء على صعيد الشركات الدولية أو على صعيد التبادل الثقافي والسياسي.
وتحمل العولمة في طياتها التنوع الذي يحارب العزلة. وقد تكون الأنواع الجديدة من الدول المتعددة القوميات هي الحل الأفضل لضمان توسع بنية الدولة. لكن يجب ألا يأخذ تعدد الثقافات شكلاً "ممأسساً" أو "متعدد الطوائف" (كما في لبنان). على العكس، يجب أن يأخذ شكل التنوع "الموحّد"، كالذي قد تطوره تركيا إذا اعترفت سلطتها بالقوة المحتملة المترتبة عن دمج هوية شعبها الكردي بهوية الأمة ككل. وهذا هو النموذج الذي يجب أن تشجعه البلدان الأوروبية، ليس من خلال الضغط المباشر، بل من خلال مشاركتها في النظام العالمي وتحفيز المساعي المحلية بالإضافة إلى التعددية على مستوى الدولة.
وعلى عكس النموذج الأوروبي التاريخي، ربما يشكل النموذج الإندونيسي مثالاً أفضل للشرق الأوسط. فهو خير دليل على أنّ عدداً هائلاً من المجموعات العرقية والديانات قادر على التعايش في جوٍّ من الديمقراطية التي لا تغضّ النظر عن الغالبية المسلمة في البلد. ويعود سبب نجاح إندونيسيا إلى الاعتراف بهويات الجماعات التقليدية. ولا يعود سبب علمانية الدولة إلى فرض قيم التعددية وفقاً للنموذج التنازلي، بل إلى فلسفة بانكسيلا المترسخة في أسس الدولة نفسها، والجامعة لتقبل تعددية الأديان وللإيمان بأنّ الدين هو إلهام وليس فرضاً في الحياة السياسية.
لقد كان الشرق الأوسط تعددياً لقرون، وباستطاعته أن يبقى كذلك، لكن يجب على السلطات الأوروبية أن تسمح للمنطقة بالاعتراف بهوياتها المتعددة بدلاً من التعتيم عليها، وتطوير أممٍ شاملة. وعوضاً عن تشجيع الانقسام إلى دول قومية عرقية والتي تتسبب دائماً في النزاعات الحدودية، يبدو أنّ التعددية تبقى السبيل الأفضل لتحقيق ما اعتبرته أوروبا غالباً سبب تدخلها في شؤون الشرق الأوسط على مدى القرن المنصرم، أي التطوير وإرساء الديمقراطية.
ماوريتسيو جيري هو مرشح لدرجة الدكتوراه ومساعد باحث في الدراسات الدولية في جامعة أولد دومينيون.
======================
معهد واشنطن :وجهات النظر الروسية حول الشرق الأوسط: تقرير عن رحلة
جيمس جيفري و آنا بورشفسكايا
3 حزيران/يونيو 2016
"في أيار/مايو، قام الكاتبان جيمس جيفري وآنا بورشفسكايا بزيارتين منفصلتين إلى روسيا - السيدة بورشفسكايا في زيارة توجيهية والسفير جيفري كعضو في "المسار الثاني [غير الرسمي] لبرنامج التبادل دارتموث كيترينغ". وقد ركز الحوار الأخير لبرنامج "دارتموث كيترينغ" الذي عُقد في موسكو وزافيدوفو، على قضايا أمريكية - روسية واسعة النطاق مثل أوكرانيا والحد من التسلح، والتعاون في مجالات غير دبلوماسية. وضم المحاورون الروس مختلف الخبراء في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية. وكان بعضهم مسؤولون في الحكومة الحالية (على سبيل المثال، قدّم نائب وزير الخارجية إحاطة [للمشاركين في الحوار])، في حين كان هناك آخرون من الأكاديميين والدبلوماسيين السابقين، أو مسؤولين عسكريين متقاعدين. وفيما يلي انطباعات الكاتبيْن من إتصالاتهما المختلفة".
 على الرغم من الجمود المتصور ووجهات النظر العالمية المتضاربة حول بعض القضايا مثل النزاع في أوكرانيا، إلا أن الانطباع الرئيسي من الزيارة هو أن المسؤولين والخبراء الروس متفائلون عموماً في ما يخص التعاون الأمريكي الروسي بشأن قضايا الشرق الأوسط. وقد نتج هذا الموقف عن الاتفاق النووي مع إيران والتركيز مؤخراً على المساعي المشتركة في سوريا.
توافق حول سوريا؟
من الواضح أن التفاؤل حول الوضع في سوريا تأثر بالمحادثات المستفيضة التي أجراها وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف حول هذا الموضوع. على سبيل المثال، اختير مؤخراً أحد رؤساء "حوار كيترينغ"، وهو فيتالي نومكين، كمستشار في المفاوضات السورية التي تجريها الأمم المتحدة برئاسة ستيفان دي ميستورا.
غير أنه تم التحدث عن أطراف أخرى في الحرب في سياق أقل مؤاتاة. فغالباً ما تم غض النظر عن تركيا والمملكة العربية السعودية بعبارات مهينة، من خلال إعطاء الانطباع الواضح بأن أنقرة لا تزال مسؤولة بطريقة أو بأخرى عن إسقاط الطائرة النفاثة العسكرية الروسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي (كما عبّر أحد الروس عن تعاطفه العلني مع مطالبة سوريا بمحافظة هاتاي التركية، حيث أُسقطت الطائرة). ومن ناحية الرياض، تم وصفها على أنها إسلامية جداً، وأن اقتصادها يعتمد على النفط وسيواجه [بعض] المشاكل.
من المثير للاهتمام أن المناقشات الروسية الرسمية حول سوريا كما ورد في وسائل الإعلام الخاضعة لرقابة الدولة تتجاهل إلى حد كبير البُعد السني / الشيعي. فوفقاً لهذه النظرة التبسيطية المشوّهة، تدور الحرب بين الحكومة الشرعية برئاسة بشار الأسد والمعارضة الإرهابية.

مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار
أشار معظم المتحدثين أن للولايات المتحدة وروسيا هدفين مشتركين في المنطقة هما: محاربة الإرهاب وتعزيز الاستقرار. ولا شك أن الروس صادقون فيما يتعلق بالهدف الأوّل، على الرغم من أنهم حققوا نتائج ضعيفة في جهودهم لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مما يتناقض بصورة غريبة مع نجاحهم الكاسح في محاربة القوات الأخرى التي تقاتل نظام الأسد. ومع ذلك، بالكاد تقع عمليات محاربة الإرهاب على رأس أولوياتهم، كما أن تحديدهم لمفهوم "الاستقرار" يختلف كثيراً عن معظم وجهات النظر الأمريكية الخاصة بالمنطقة.
إن أحد أسباب ذلك يعود إلى أن المشاركين الروس في "حوار كيترينغ" اعتبروا أن استراتيجية واشنطن المفترَضة للسعي إلى تحقيق الاستقرار من خلال تعزيز الديمقراطية كانت لها نتائج عكسية. ولم يبذل المشاركون الأمريكيون أدنى جهد للدفاع عن هذه المقاربة المزعومة التي تتمحور حول الديمقراطية خلال اجتماعات دامت ساعات، وأشاروا عدة مرات إلى أن هذا التعزيز للديمقراطية لم يشكل سياسة الولايات المتحدة لسنوات. بيد، لم تفعل هذه الحقائق شيئاً يذكر لإقناع الروس بالتراجع عن نظريتهم.
إلا أن الموضوع الذي حظي باهتمام أكبر هو وجهة النظر الروسية العامة التي تعتبر أن الطريق الصحيح لتحقيق الاستقرار هو تعزيز العلمانية. ونظراً لسجل بشار الأسد في سوريا، لم يربطه [الروس] بشكل واضح بأي من المفهومين، لكن يمكن استنتاج الكثير من دفاعهم المتكرر عن هذا الموضوع. وكانوا أكثر اندفاعاً عندما صنّفوا جمهورية إيران الإسلامية على أنها علمانية في الصميم إلى حد ما، حيث وصف أحد المشاركين مشهداً "علمانياً" مؤثراً يضم فتاة جالسة في القسم الخلفي من دراجة نارية وهي تحتضن سائقها الذكر. ورأوا بوضوح أن جناح الرئيس حسن روحاني آخذ في التصاعد في الجهاز السياسي الإيراني، لكنهم لم يتكلّموا كثيراً عن المرشد الأعلى و «حرسه الثوري».
إن النقطة التي يبدو أنهم فشلوا في فهمها هي دفاعهم عن فرض إحدى القيم الغربية - وهي العلمانية - على النسيج الاجتماعي والديني والثقافي المعقّد في الشرق الأوسط. ويمكن القول إن هذا حل خاطئ لمعضلة الاستقرار، تماماً كهاجس الديمقراطية الذي تدّعيه أمريكا. ويصبح التشديد على العلمانية مهم بشكل خاص في ظل مشكلة التطرف المتنامية التي تعاني منها روسيا في الداخل. وتحاول السلطات حل هذه المشكلة عبر قمع الدين، من بين أمور أخرى، لكن الخبراء الروس في شمال القوقاز يشيرون إلى أن التربية الإسلامية ردعت في الحقيقة الأفراد في تلك المنطقة عن الانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». وبعبارة أخرى، إن الجهل بالإسلام هو ما يؤدي إلى التطرف
وجهات النظر الروسية حول سياسة الولايات المتحدة
إن المشاركين الروس في "حوار كيترينغ"، الذين يحتل بعضهم مناصب عليا في قطاع الطاقة، أكدوا أيضاً على أن الإنتاج الجديد للطاقة في الولايات المتحدة سوف يغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط. حتى أن أحدهم هنّأ زملاءه الأمريكيين على تحوّل بلدهم إلى "المملكة العربية السعودية الجديدة". ولم يتم وضع حد لهذا التفاؤل من خلال بذل جهود لشرح الفوائد المحدودة والمؤقتة للنفط والغاز المحدودين في الولايات المتحدة ، أو لشرح واقع الدور الذي يؤديه الشرق الأوسط في سوق النفط والغاز العالمي، والذي يبقى أساسيّاً في الوقت الحاضر وسيصبح أكثر أهمية على الأرجح بحلول عام 2030.
إن إحدى مشاكل هذا الموقف الروسي هي أنه يفتح المجال أمام نظرة مناسبة لـ "عالم بديل" من الدوافع الأمريكية. فبينما يبدو أن الولايات المتحدة ما زالت تؤدي دورها التقليدي في احتواء التوسع الإقليمي في منطقة التأثير الروسية (على سبيل المثال، من خلال تقوية حلف شمال الاطلسي وإصدار عقوبات تتعلق بأوكرانيا)، كان الروس في حيرة بعض الشيء بسبب تردد إدارة أوباما عن القيام بالأمر نفسه في الشرق الأوسط، الذي يشكل جزءاً من الساحة الأمريكية التي تتوسع منذ أربعة عقود. ولشرح هذا التفاوت، يبدو أن الروس يفترضون أن أمريكا خففت من اعتمادها على نفط الشرق الأوسط، وأعادت تركيز معظم انتباهها الإقليمي على الإرهاب، وقبلت بالفكرة بأن الاستقرار هو الهدف الأساسي هناك، رغم فشل المقاربة المزعومة لتحقيق هذا الهدف، أي تعزيز الديمقراطية. ويكمن الخطر في أن ذلك قد يوحي زيادة المصالح المشتركة مع روسيا عن الحد الذي قد تكون عليه وخاصة في الإدارة الأمريكية المقبلة.
الساحة المحلية
[لوحظ] أن الكثير من الروس، خارج دوائر موسكو الرسمية، يشكون من المعاناة الاقتصادية وغيرها من المشاكل التي تؤثر عليهم شخصياً، مثل عدم تمكنهم من السفر إلى تركيا ومصر. ففي أعقاب حادثة إسقاط الطائرة العسكرية في تشرين الثاني/نوفمبر، علّقت الحكومة الروسية السفر من دون تأشيرة إلى تركيا؛ وفي ذلك الشهر نفسه، علّقت جميع رحلات الطيران إلى مصر، بعد أن أسقطت جماعة تابعة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» طائرة ركاب روسية كانت تغادر سيناء. ويقيناً، بإمكان الروس الإستفادة من فرص سفر أخرى في المنطقة. فعلى سبيل المثال، بإمكان المرء أن يرى الآن إعلانات في شوارع موسكو عن تنظيم رحلات إلى المغرب، ربما لأن العاهل المغربي الملك محمد السادس قد زار مؤخراً العاصمة موسكو للمرة الأولى منذ سنوات، وذلك لتحسين العلاقات بين البلدين. إلا أنه يبدو أن كل هذا لا يعتبر مواساة كافية، نظراً للقيود المتزايدة في أماكن أخرى.
وفيما يتعلق بسوريا، تحاول السلطات قدر الإمكان ألا تتحدث كثيراً عن الضحايا، سعياً إلى إقناع الناس على ما يبدو أن روسيا لا تخسر شيئاً من خلال تدخلها هناك. وفي الواقع، إن الحديث الآن عن سوريا وأوكرانيا وقضايا خارجية مماثلة يغدو هامشياً. لذلك، يستطيع أي مسؤول أن يتحدث عن الخسائر الروسية في سوريا من دون أن يذكر الـ 224 مواطناً الذين قُتلوا في حادثة الطائرة في سيناء في تشرين الأول/أكتوبر، بعد وقت قصير من بدء تدخل فلاديمير بوتين للدفاع عن الأسد. حتى أن السلطات بدأت تخفف من تسليط الضوء على مقتل الضابط في قوات "السبيتسناز" الخاصة ألكسندر بروخورينكو؛ ففي آذار، دعا هذا الأخير إلى قصف مركزه في تدمر بعد أن أحاطت به قوات تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأشادت وسائل الإعلام الحكومية ببطولته. بيد، لا يفضّل الشعب الروسي هذا النوع من البطولة، كما قال عالم الاجتماع دنيس فولكوف الذي يعمل في "مركز ليفادا" المستقل لاستطلاعات الرأي. وسبق أن كتب هذا الباحث الإجتماعي في مقال نشرته "مؤسسة كارنيغي" في تشرين الأول/أكتوبر: "فيما يتعلق بسوريا، على غرار القضايا الداخلية والخارجية الأخرى، تأخذ الحكومة الروسية الرأي العام في عين الاعتبار، ليس لأن هذا الرأي يهمها بحد ذاته، بل للتخفيف من التكاليف المترتبة عن تنفيذ سياستها".
توصيات سياسية
إذا تعاطت الإدارة الأمريكية الجديدة مع شؤون الشرق الأوسط بطريقة أكثر تقليدية، أي كما تُعامل الإدارة الحالية أوكرانيا والقوقاز والبحر الأسود والبلطيق، قد يتفاجأ الروس من المقاومة الكبيرة لجدول أعمالهم. وكما ذُكر أعلاه، من خلال تحديدهم استقرار المنطقة بتعزيز العلمانية، فهم يحاولون بيع مفهوم خارجي إلى منطقة دينية إلى حد كبير. وأسوأ من ذلك، إنهم يساوون أنفسهم بقوتين يُزعم أنهما علمانيتان، هما الأسد وإيران اللذان يزعزعان استقرار المنطقة إلى حد كبير. ويشكل هذا وصفةً لنشوب اشتباك قد يكون أكثر خطورة حتى مما هو عليه في أوكرانيا، حيث تهيمن القدرات العسكرية والمصالح السياسية الروسية. ومرة أخرى، يبقى خطر سوء التقدير الروسي في الشرق الأوسط مرتفعاً، لأنه يبدو أن موسكو تعتقد أن معظم المصالح الجيوستراتيجية الأمريكية في هذه المنطقة آخذة في التلاشي بالتوازي مع تراجع اعتمادها على نفط الشرق الأوسط، وأن كل ما يهم واشنطن هو جدول أعمال مكافحة الإرهاب.
وفي الوقت نفسه، إن الوضع في الداخل يزداد سوءاً. فالاقتصاد الروسي مستمر في التراجع. وتحاول محطات التلفزيون الخاضعة لرقابة الدولة أن تُلهي الناس عبر برامج مثل "وداعاً أمريكا" الذي يتنبّأ بسقوط "الإمبراطورية المقلّمة بالنجوم"، لكن الكثير من الروس توقفوا عن مشاهدته. وبعضهم يتجاهل الحقائق ويتركز في أمور أخرى في حياته. وربما يفوز بوتين في الانتخابات مرة أخرى، لكن حكومته أقل استقراراً مما تبدو عليه. ومن المفارقات، إنه يسعى إلى الحوار مع الغرب لأنه عرّف حكمه فيما يتعلق بالغرب، وبالتالي فهو بحاجة إليه.
ورداً على ذلك، على الغرب أن يصدّ جدول أعمال الكرملين الخاص بالشرق الأوسط، إنما ضمن إطار عمل المشاورات الشاملة على الأصعدة الرسمية والبحثية والأكاديمية وعلى صعيد المسار الثاني [غير الرسمي]. وفي هذه الفترة المتقلبة والمنطقة المضطربة، لن يؤدي سوء التفاهم وعدم القدرة على التواصل إلا إلى زيادة المخاطر الحتمية.
جيمس جيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولونز" في معهد واشنطن، وسفير الولايات المتحدة السابق لدى ألبانيا والعراق وتركيا. آنا بورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في المعهد.
======================
ماركت واتش  :5 أسباب يمكن أن تجعل إمبراطورية أمريكا متداعية مرة أخرى
نشر في : الأربعاء 8 يونيو 2016 - 02:00 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 8 يونيو 2016 - 02:00 ص
ماركت واتش – التقرير
يمكن للأمم أن تنهار بعد فترة من الازدهار أو الانحدار
هل قابلت يومًا ما عثمانيًا؟ أو شخصًا منتسبًا لآل هابسبورغ؟ بالنسبة لي لا. لم يبق من إمبراطورية هابسبورغ إلا ما بقي في صور ريني ماغريت المتقطعة؛ قبعة هامبورغ. سيطرت الإمبراطورية العثمانية وآل هابسبورغ على جزء كبير من العالم الحديث، يمكن لكل واحد من عشرة أمريكيين تتبع إرثهم من أرض هابسبورغ، التي امتدت من أغلب وسط أوروبا وبولندا نزولًا عند قلعة دراكولا في ترانسلفانيا.
كتب الكثيرون عن انهيار الدول الفقيرة، ولكن الدول الغنية تنهار هي الأخرى، حتى إن بعض الدول تنهار بعد فترة من الازدهار أو الكساد. تبدو الحملة الانتخابية الرئاسية في سنة 2016 حاقدة بعض الشيء لأن الكثير من الأمريكيين قلقون من أن يقوم مرشح الطرف الآخر بإبادة الأمة
وجدت خمسة عوامل قوية قد تقوض أي أمة بعد تحقيقها للنجاح الاقتصادي -وهي اليوم تفتك بأمريكا-، ربما ما زال أمامنا الوقت لتجديد أمتنا، فقط على المرشح الذي سيفوز بانتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني أن يقدم حلولًا قاسية وناجعة.
تراجع نسب الولادات
مع زيادة ثروة الدول، تتراجع نسب الولادات -معدل الولادات لدى النساء الأمريكيات لا يتجاوز 1.89 طفل-، يحتاج المواطنون اليوم لعمال ليخدموهم، سواءً كانوا أطباء جراحين في المستشفيات أو مدرمة أظافر حتى يحافظوا على نمط حياتهم الحداثي. ولكن هذا يتطلب عمالة وافدة من المهاجرين.
ولكن المهاجرين سيضرون بثقافة المجتمع، لذا تختار بعض الدول بين تراجع مستوى الثروة أو انهيار النسيج الثقافي. وقد واجهت إمبراطوريات الماضي مثل الرومان والبندقية والبريطانية هذا التحدي وقد فشلت كلها في تجاوزه.
عولمة التجارة
لا يمكن للأمم أن تزدهر دون تجارة، فالدول التي تنغلق على نفسها تنمو بشكل سيئ، مثل الحاوية الزراعية سيئة التهوية أو سجن به رطوبة كثيفة؛ مثال ذلك دولة كورية الشمالية، أما كوريا الجنوبية التي تؤمن بالتجارة العالمية بها نسبة ثروات تساوي 17 ضعف جارتها، ومعدل الحياة أكبر بعشر سنوات، كما أن نسب الطول مرتفعة عن مواطني جارتها. تنتج كوريا الجنوبية شاشات سامسونج مسطحة فائقة الحدة، بالإضافة لسيارات هيونداي وأغاني بوب كورية تلقى نجاحًا عالميًا.
ولكن هناك جانبًا مظلمًا في التجارة؛ فهي تشكل الزبون وصفات الأمة، وقد تحدث دونالد ترامب بمهارة عن هذا المشكل وكان على حق حين تساءل هل الاتفاقيات التجارية مثل الشراكة عبر المحيط الهادئ تهدف لزيادة عائدات الشعب الأمريكي أم تهدف فقط لإشباع أنانية الرئيس.
أعباء ارتفاع المديونية
مع زيادة نمو الدول، تبني هذه الأخيرة بيروقراطية أكبر؛ فتضخم من مديونيتها. وهو لغز أطلق عليه “مفارقة السرقة”؛ مع زيادة ثروة العائلات يصعب الوقوع في مديونية كبيرة أو الإفلاس. ولكن العكس صحيح، مع الأفراد أصحاب الثروات، فدول بها مثل هذه الثورات هي الأكثر احتمالية للوقوع في المديونية أكثر من الأمم الفقيرة.
تآكل أخلاق العمل
عندما تنهار الدول الغنية لا يجوع الشعب، فقط هم يتوقفون عن الاستيقاظ مبكرًا. نسب البالغين الذين يبحثون عن عمل قد تراجعت في السنوات السبعة عشر الأخيرة. في غرب فرجينيا فقط نصف البالغين القادرين على العمل لديهم وظائف.
بين سنتي 2000 و2003 زادت نسبة البالغين العاجزين عن العمل في أمريكا لتبلغ 43 بالمائة، على الرغم من أن الوظائف أصبحت أقل خطورة، غير أن فرص الحصول على تصريح بالعجز عن العمل قد زادت بنسبة 50 بالمائة منذ سنة 1980.
نحن نعيش تحولًا جذريًا؛ فالملايين لا يهتمون بالمحافظة على مناصبهم عند القدوم في الصباح وحتى نهاية يوم العمل. حتى نقنع العاطلين عن العمل للعودة لعملهم أقترح أن نقدم لهم أغنية هدية إن وافقوا على الوظيفة الجديدة قبل أن يتحصلوا على تعويض البطالة.
تحدي حب الوطن في بلد متعدد الثقافات
إذا لم تحافظ الدول الغنية على الشخصية الوطنية فلن تعيش. تخلت العديد المدارس عن وعد الولاء لتستبدله بأناشيد الثقة بالنفس. شخصيات مثل كولومبوس وجورج واشنطن والمستكشفين أصبحوا ناهبين بعد أن كانوا رمزًا للاستكشاف والدين والحرية والشجاعة.
لتأكيد تعلم الجميع القصص والقيم الأمريكية يفرض على المهاجرين والطلبة الأمريكيين الراغبين في الحصول على قرض فيدرالي أن يختم جواز سفرهم من قبل خمسة متاحف تاريخية من مختلف مناطق البلاد على الأقل.
هل فات الأوان؟
هل على أمريكا والدول الأوروبية مواصلة التجارة الدولية، بينما يتسلل الأفراد الأكثر ثراءً إلى الجزر الخاصة أو لنيوزيلندا؟ فكل الاحتمالات ضدنا، والإسبرطيون والرومان والعثمانيون والهابسبورغيون شهود على ذلك.
ولكن كما قال “بل ماري” في فيلم سترايبز: “لسنا واتسو ولا إسبرطيون، نحن أمريكيون.. أسلافنا طردوا من كل دول العالم، نحن امتداد للرفض نحن الشعب الضعيف نحن المغفلين” ولكننا نستطيع الانتصار من جديد.
======================
«نيويورك تايمز»: أطفال سوريا فقدوا المستقبل ودفعوا ثمناً باهظا جراء الحرب
نُشر في يونيو 7, 2016
سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها الضوء على كفاح أطفال سوريا في الخارج للإنفاق على أسرهم.
وتناولت الصحيفة حالة الطفل السوري أحمد سليمان الذي شاهد والده يموت أمامه جراء إصابة تعرض لها في ساحة الحرب عندما كان يبلغ من العمر 9 سنوات.
وأضافت أنه وبعد 4 سنوات أصبح الطفل يعمل حالياً في مصنع للمنسوجات بإسطنبول التركية كما أصبح العائل الأساسي لأسرته التي فرت من سوريا بعد وفاة الأب.
وذكرت أن أكثر من مليون طفل سوري يعيشون في تركيا والآلاف منهم مثل أحمد سليمان يعملون في محلات حلويات ومصانع وحقول خضروات بدلا من فصول الدراسة، وهم من ضمن جيل مفقود سرقت الحرب منهم شبابهم.
وتحدثت الصحيفة عن أن أحمد سليمان مثله مثل كثير من أطفال سوريا يعملون من أجل أسرهم، مشيرة إلى أن أحمد وغيره يدفعون ثمنا باهظا، فوالدته تريد أن ترسله للمدرسة فهو لا يعرف كيف يقرأ ويكتب، لكن لا يوجد خيار آخر، فعليه أن يعمل من أجل العيش.
وأشارت إلى أن كثير من الأطفال الذين وصلوا تركيا فقدوا سنوات من الدراسة بسبب الحرب، فقبل الصراع كان 99% من أطفال سوريا بالمدارس الابتدائية و82% بالمدارس الثانوية لكن الآن ما يقرب من 3 ملايين طفل سوري خارج المدرسة.
تواصل- ترجمة:
======================
واشنطن بوست: عليكم اضعاف حزب الله عسكريا.. الحزب في أسوأ أحواله المالية الآن
الكاتب : وطن 7 يونيو، 2016  لا يوجد تعليقات
ذكرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية في مقال تحليلي أن العقوبات المالية المفروضة على حزب الله اللبناني بدأت تؤتي أكلها، وأن الحزب صار يعاني ماليا عقب قرار الكونغرس الأميركي منع البنوك من التعامل معه، إلا أن ذلك لا يكفي.
ونقلت عن مساعد وزير الخزانة الأميركية، آدم زوبين، قوله “إن حزب الله في أسوأ أحواله المالية، وإن الولايات المتحدة تعمل جنبا إلى جنب مع شركائها الدوليين على تجفيف منابعه المالية كاملة”.
واوضحت أن آدم زوبين ربما يكون على حق بشأن قانون العقوبات الذي اتخذه الكونجغرس الأميركي ضد حزب الله، مضيفا أن المصارف اللبنانية بدأت تطبيق هذا القانون، وإغلاق حسابات تعود له.
وأشارت إلى أن مسؤول الاستخبارات المالية في وزارة الخزانة الأميركية، دانييل جلاسر، زار لبنان الأسبوع الماضي، وأنه سلم محافظ البنك المركزي اللبناني لائحة بحوالي 100 اسم من المستهدفين بالعقوبات المالية في حزب الله، مبينة أن المسؤول اللبناني تعهد باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الجهات والشخصيات المستهدفة بالعقوبات الاقتصادية من حزب الله، سواء منها وسائل الإعلام أو الشخصيات السياسية التابعة للحزب أو مقاتلوه.
وأضافت أن “الحزب يعتمد بشكل كبير على المصارف اللبنانية، لكنه يبقى منظمة تابعة إلى إيران بشكل كامل، وأن طهران لن تعجز عن دعمه ماليا، خاصة بعد الأموال التي تحصلت عليها نظير الاتفاق النووي مع القوى الكبرى”، لافتة إلى ان “وزارة المالية اللبنانية أيضا بدأت دفع رواتب شخصيات سياسية تابعة لحزب الله من العاملين في الوزارات نقدا، وذلك لتفادي العقوبات الأميركية المفروضة عليهم”.
ودعت إلى “ضرورة إضعاف الحزب من الناحية العسكرية، لأن العقوبات المالية وحدها لا تكفي رغم آثارها الواضحة”.
======================
وول ستريت جورنال: عناصر من "داعش" يحاولون العودة إلى أوطانهم
عربى وعالمى
الثلاثاء, 07 يونيو 2016 15:53
 أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية - نقلا عن دبلوماسيين وشبكة سورية تساعد المنشقين عن داعش - بأن عناصر من الدواعش الوافدين من الغرب يتواصلون مع حكوماتهم على نحو متزايد بعد تحررهم من وهم التنظيم الإرهابي لمطالبتهم بالعودة إلى أوطانهم.
وأضاف الدبلوماسيون - الذين يمثلون ست بعثات غربية في تركيا - أن بعضا من العناصر الإرهابية توجهوا إلى بعثات دبلوماسية في تركيا، فيما بعث آخرون برسائل خلسة إلى حكوماتهم يلتمسون مساعدتهم في الهرب من الأراضي التي تخضع لسيطرة داعش في سوريا.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الثلاثاء- أن استغاثات الغربيين تأتي بينما بدأ نفوذ داعش في التراجع واصبح يواجه هجمات جديدة على معقله في الرقة شمال سوريا والفلوجة في العراق، الخاضعتان لسيطرة التنظيم الإرهابي لأكثر من عامين.
وأوضح الدبلوماسيون أن بعض الغربيين الذين يسعون للهرب من داعش من المقاتلين، والبعض الآخر من الأشخاص الذين تعرضوا لإغواء دفعهم للانتقال للعيش فيما يسمى بالخلافة وأعلنوا ولاءهم ليجدوا أنفسهم الآن في حالة يرثى لها.
وأشار الدبلوماسيون الغربيون إلى أن نحو 150 مواطنا من ست دول غربية التمسوا المساعدة للفرار أو تمكنوا من الهرب بأنفسهم منذ زيادة حالات الانشقاق عن التنظيم الإرهابي في الخريف الماضي.
ومن غير المعروف إجمالي عدد الغربيين الذين انضموا إلى داعش ومن ثم عادوا إلى أوطانهم، بيد أن مسئولين غربيين يقولون إن عدة مئات من المقاتلين عادوا بالفعل إلى أوروبا، وفقا لما أوردته الصحيفة الأمريكية.
ورأت (وول ستريت جورنال) أن طلبات العودة تشكل تحديات للدول الغربية، ونقلت عن الدبلوماسيين قولهم إن طلبات المساعدة يمكن أن تأتي في شكل مكالمات هاتفية خافتة أو قصاصات من الورق مهربة خارج سوريا، غير أن الأشخاص الذي يحاولون الفرار من داعش يحتاجون لدخول تركيا، وهي رحلة قد تكون مروعة.
======================
نانسي يوسف - (ديلي بيست) 3/6/2016 :روسيا تصيب كعب أخيل في حرب أميركا على "داعش"
نانسي يوسف - (ديلي بيست) 3/6/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
في الأسبوع الماضي، صعدت روسيا هجماتها في شمالي وغربي سورية، فاحتجت الولايات المتحدة بشدة، مدعية أن روسيا تتظاهر فقط بأنها تستهدف الإرهابيين.
وشرح مسؤول استخبارات أميركي لمجلة "ديلي بيست أنه "على الرغم من المزاعم بأنهم يركزون على (القاعدة في سورية) و"داعش"، فإن الروس (والرئيس السوري بشار) الأسد يستهدفون بشكل رئيسي المعارضة المعتدلة". وأضاف المسؤول: "كان عرض موسكو القيام بعمليات مشتركة مع الولايات المتحدة (ضد "داعش") محاولة مكشوفة لصرف الانتباه عن استهدافها للمعارضة المعتدلة، وللأسف، الأبرياء السوريين الذين يحاولون النجاة من الكارثة التي خلقها الأسد. وباستمرارها في دعم الأسد، يبدو موسكو أهدرت فرصة وقف الأعمال العدائية الرامية إلى إضفاء الاستقرار على الوضع في سورية".
لكن لدى روسيا نسخة مختلفة تماماً عن هذه القصة؛ إذ يقول الكرملين إن بعض الثوار المدعومين من الولايات المتحدة لا يعملون مع القاعدة وحسب، وإنما يرفضون قطع العلاقة معها. ولذلك، فإنه ليس خطأ روسيا أن حلفاء الولايات المتحدة يعملون عن كثب مع مجموعة إرهابية، وأن روسيا تضرب، عرَضاً، الثوار المدعومين أميركياً في حربها ضد المتطرفين في سورية.
والحقيقة هي، أن الروس ليسوا مخطئين كلية. فبعض الثوار المدعومين من الولايات المتحدة يتحالفون فعلاً مع تنظيم القاعدة. وكان أحدث هجوم تحت القيادة الروسية في سورية قد جعل من الأصعب على الولايات المتحدة إقناع تلك المجموعات بفك تلك الصلات الإرهابية. وهو وضع يكشف أكثر كعب أخيل للاستراتيجية الأميركية في سورية: فالخط الفاصل بين الإرهابي "والثائر المعتدل" هو بضآلة الرسم بقلم الرصاص.
تعد الادعاءات والادعاءات المضادة من جانب الولايات المتحدة وروسيا  تكراراً هو الأحدث في المعركة حول مَن هو الهدف المشروع للعمليات المضادة للإرهاب في داخل سورية. وقد انبعث النقاش مجدداً هذا الأسبوع، بعد أن عانى البلد من أسوأ قصف يشهده في شهور. وكانت موجة مزعومة من الضربات الروسية في وقت سابق هذا الأسبوع على مستشفيات في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة إدلب قد أفضت إلى مقتل 60 شخصاً على الأقل.
بالإضافة إلى مدينة إدلب، ركزت الضربات الجوية الروسية وتلك التي نفذتها قوات الحكومة السورية على المحافظة المجاورة، حلب، ثانية كبرى المدن السورية، وعلى داريا، الضاحية الدمشقية الخاضعة لحصار النظام. وفي الأسابيع الأخيرة، دعمت روسيا القوات السورية في حلب عبر تحريك قوات من مدينة تدمر، كما قال مسؤولو دفاع أميركيون للـ"الديلي بيست".
وقد نفت روسيا استهداف أي أحد غير القاعدة وداعش المستثناتين مما يدعى وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ في شباط (فبراير) الماضي. لكن الإرهابيين بوضوح ليسوا هم الضحايا الوحيدون للهجمات الجوية الروسية. وطبقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قتلت الضربات الجوية الروسية أكثر من 2000 مدني بمن فيهم 500 طفل و300 امرأة، منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سورية يوم 30 أيلول (سبتمبر) 2015.
وتعتقد الولايات المتحدة بأن روسيا ركزت أنظارها على الثوار في الحملة الأخيرة بهدف إضعاف المعارضة للأسد، عبر خلط مجموعات المعارضة مع جبهة النصرة التي تعد فرع تنظيم القاعدة في سورية.
وفي الشهر الماضي، وقبل الهجوم الأحدث، دعا وزير الخارجية الأميركية جون كيري الثوار إلى النأي بأنفسهم عن جبهة النصرة "مادياً وسياسياً". كما أصدر المبعوث الأميركي الخاص لسورية، مايكل باتني، قبل شهر من ذلك بياناً حث فيه المعارضة على التنصل من المجموعات الإرهابية.
لكن ذلك لم يحدث. وفي الأسبوع الماضي ادعت روسيا أنها ستوقف القصف ليوم واحد حتى تتيح المجال أمام الثوار لإعادة التموضع بعيداً عن جبهة النصرة. لكن روسيا صعدت من هجماتها على كل من الثوار وجبهة النصرة على حد سواء.
ويدعي الروس بأنه متى ما تقلصت مناطق المعارضة، فإن قوات الثوار ستنتقل بوتيرة متزايدة باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة، ما يجعل من الصعوبة بمكان التفريق بين الثوار والإرهابيين.
وكان وزير الخارجية الروسية، سيرجي لافروف، قال لسبوتنيك نيوز في الشهر الماضي: "لدي انطباع مدعوم بحقائق غير مؤكدة بأن هذه المجوعات (المعتدلة) تشغل عن قصد مواقع جبهة النصرة للحيلولة دون مهاجمة النصرة... وربما يكون أولئك الذين يدعمون النصرة مهتمين بكسر وقف إطلاق النار ويبذلون كل ما في وسعهم لفرض حل عسكري (للأزمة السورية). وهذا شيء غير مقبول أبداً".
ما يبدو أنه يحدث هو أن الثوار يتمركزون في المناطق الحساسة من الحرب بين النصرة وبين القصف الروسي. وعندما يشاهد الروس أن قوات النصرة قد وصلت، فإنهم يشيرون إلى تواجدها ويعلنون أن الضربة مشروعة، كما يعتقد خبراء.
تقول جنيفر كافاريلا، محللة الشأن السوري في معهد دراسة الحرب الذي يتخذ من واشنطن مركزاً له: "إنها نبوءة محققة للذات، لأن القصف الروسي أضعف دفاعات حساسة في الاتجاه السائد في المعارضة، وهو ما يتطلب من النصرة نشر تعزيزات تستطيع روسيا بعدها الإشارة إلى النصرة وقول إن الضربات الروسية استهدفت النصرة كل الوقت".
من الواضح منذ سنوات أن الثوار المعادين للأسد في سورية والمتحالفين مع الولايات المتحدة يعولون على الشجاعة العسكرية لمقاتلي القاعدة من أجل استدامتهم. ويشدد بعض المسؤولين الأميركيين على أن النصرة وقوات المعارضة يعملون الآن سوية من وقت لآخر، وأن ذلك التعاون لا يأتي من أيديولوجية مشتركة، وإنما انطلاقاً من ضرورة يمليها زمن الحرب.
أصبح ضغط كيري المتزايد على المعارضة للنأي بنفسها عن جبهة النصرة أكثر صعوبة هذا الأسبوع بعد الصعود الأحدث في الهجمات الجوية على المعارضة. وببساطة، فإن المعارضة تحتاج إلى مساعدة جبهة النصرة من أجل استدامتها، كما قال خبراء. وفي الحقيقة، فإن عمل المعارضة مع النصرة يشكل أفضل دفاع عن المدنيين الذين هم ضحايا الحملة الجوية وخطر التقدم البري للنظام. وقد ظهرت تقارير هذا الأسبوع عن هروب المدنيين من إدلب بعد الهجمات على المستشفيات.
وقالت كافاريللا: "المعارضة لا تتوافر على ما يكفي من القدرة العسكرية لتفادي الهزيمة. وفي غياب تلك القدرة، اختارت التحالف مع جبهة النصرة. وهو تحالف لا ينطوي على أهداف أو أيديولوجية مشتركة عند معظم المجموعات".
في كل هذه الأثناء، استولى "داعش" على قرى عدة من الثوار المدعومين من الولايات المتحدة في شمالي حلب، وهو على وشك الاستيلاء على بلدة اعزاز. وتواجه قوات المعارضة هذه الهزيمة من دون زيادة للدعم الأميركي.
على المدى القصير، ليس هناك شيء من شأنه وقف روسيا عن الاستمرار في هجماتها على جبهة النصرة ومجموعات المعارضة الأخرى.
ما تزال مباحثات جنيف مترددة في أفضل الحالات. وكان المفاوض الرئيس قد استقال في وقت سابق هذا الأسبوع احتجاجاً على رفض النظام السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى داخل المناطق المحاصرة، واحتجاجاً على الحملة الجوية الروسية.
ومن جهتها، لم تنفذ الأمم المتحدة حتى الآن تعهدها بإسقاط المساعدات الإنسانية من الجو في المناطق التي يسيطر عليها الثوار من دون انتظار سماح الأسد بذلك. وقد مر الموعد النهائي الذي حدد في أول حزيران (يونيو) لإسقاط المساعدات من جانب مجموعة دعم سورية الدولية التابعة للأمم المتحدة من دون اتخاذ أي إجراء.
وتقول كافاريللا للديلي بيست: "يؤكد فشل المجموعة في الوفاء بتعهدها أن روسيا تتمتع بحرية العمل في سورية".
-
======================
تلغراف: إيران وتنظيم الدولة سواء بالإساءة للمدنيين
علق الكاتب كون كوغلين على الحملة التي شنتها القوات الحكومية العراقية لتحرير الفلوجة بأنها كان من المفترض أن تكون لتخليص سكان المدينة السنة من القمع الوحشي الذي تعرضوا له على يد تنظيم الدولة، لكن بمجرد أن بدأت وجد السكان أنفسهم فجأة في مواجهة تهديد آخر لا يقل رعبا تمثّل في "المليشيات الشيعية الحاقدة" التابعة لإيران.
وأشار كوغلين -في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف- إلى أن الكراهية المتجذرة بين الطائفتين السنية والشيعية المتناحرتين في العراق أصابت البلد منذ تأسيسه بعد الحرب العالمية الأولى، عندما اختار مدير مكتب المستعمرات، بيرسي كوكس، إعطاء الطائفة السنية الأفضلية على الشيعة، وهو ما أحدث اختلالا في التوازن استمر حتى الإطاحة بالرئيس السني "الدكتاتور" صدام حسين
عام 2003.
ومنذ ذلك الحين بدأ الشيعة -الذين نهضوا من جديد- يصفّون حساباتهم مع السنة. ونتيجة ذلك، بدلا من تركيز الجهود على دحر التنظيم الذي كان من المفترض أنه بيت القصيد من هجوم الحكومة العراقية على الفلوجة، أصبحت الحكومة الآن متهمة بارتكاب فظائع ضد المدنيين السنة هناك.
وبدلا من الاحتفال بتحريرهم من التنظيم يجد سكان الفلوجة الباقون أنفسهم بين نارين، إما المجازفة بالإعدام بأيدي مقاتلي التنظيم إذا حاولوا الفرار، أو المخاطرة بالإعدام بأيدي رجال المليشيات الشيعية إذا استسلموا.
وألمح الكاتب إلى تقارير تفيد بأن أكثر من ثلاثمئة مدني سني أعدمتهم المليشيات الشيعية في بداية هذا الأسبوع، بعد فرض سيطرتها على ضاحية سنية بالطرف الشمالي من الفلوجة.
واستطرد بأنه نظرا للخصومة التاريخية بين سنة العراق وشيعته، فلا ينبغي أن نفاجأ بانغماس المليشيات الشيعية في أعمال ثأرية وحشية ضد الأسرى السنة. وقد برز نمط مشابه العام الماضي عندما ساعدت المليشيات الشيعية في تحرير مدينة تكريت مسقط رأس صدام، وخاضت وقتها في موجة من أعمال العنف والنهب.
وأشار الكاتب إلى أن سلوك المليشيات الشيعية في الفلوجة يثير قلق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم جهود الحكومة العراقية ضد التنظيم، ويدل أيضا على أنه رغم كل هذه الضجة المحيطة بصفقة الرئيس باراك أوباما مع إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، تواصل طهران محاولاتها لتقويض الجهود الغربية لجلب نوع من الاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة أن المليشيات الشيعية التي تروّع السكان السنة في الفلوجة حاليا مدربة ومجهزة وممولة وموجهة من إيران.
وما يزيد حرج إدارة أوباما التي جادلت بأن الاتفاق يمكن أن يحسن العلاقات مع طهران، هو أن ما حدث كان العكس، كما أظهر بوضوح هذا الأسبوع التقرير السنوي للخارجية الأميركية عن الإرهاب العالمي. فبدلا من أن تحسّن إيران سلوكها بعد الاتفاق النووي، خلص التقرير إلى أن طهران لا تزال "الدولة الأولى الراعية للإرهاب... بتوفيرها باقة من الدعم المالي والتدريب والمعدات لجماعات في جميع أنحاء العالم".
وذكر الكاتب أن العديد من هذه الجماعات تتمركز في سوريا والعراق، وأنها تركز على تدمير القوات السنية المعتدلة والمدعومة من الغرب، بدلا من قتال المتعصبين من تنظيم الدولة. وختم بأن إيران لا تقل سوءا عن تنظيم الدولة عندما يتعلق الأمر بسوء معاملة المدنيين، سواء في اليمن أو في ضواحي الفلوجة، وأنه إذا كان الغرب جادا حقا بشأن دحر التنظيم فينبغي أن يعي أن عليه أن يستغني عن دعم إيران و"عملائها المتوحشين".
 
======================
تايمز: عواقب دامية لتحالفات الشرق الأوسط الحالية
علقت افتتاحية التايمز على التحالفات الحالية في الشرق الأوسط بأنها يمكن أن تفضي إلى حمامات دم في المستقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن كلمة السر خلال السنوات القليلة الماضية للحرب في المنطقة كانت: "عدو عدونا صديقنا".
وبما أن محاربة تنظيم الدولة تجري على عدة جبهات، فإن هذه "العبارة الساخرة" تبدو ذات صلة بها بشكل كبير ولم تكن بهذه الخطورة الواضحة كما هي الحال الآن، حيث السماء فوق سوريا تضج بالقوى الجوية المتنافسة، وعلى الأرض هناك قوات خاصة أجنبية في سوريا والعراق -بما فيها تلك التي من الولايات المتحدة وبريطانيا- تشارك القوات والمليشيات في الهجمات المختلفة على التنظيم، حتى بدأت ساحة القتال تكون أكثر ازدحاما ومثيرة للارتياب.
"تحرير مدينة الرقة السورية والفلوجة العراقية من سيطرة تنظيم الدولة، يبدو واضحا الآن أنه سيكون بمساعدة حلفاء متباغضين"
وألمحت الصحيفة إلى أن تحرير مدينة الرقة السورية والفلوجة العراقية من سيطرة تنظيم الدولة يبدو واضحا الآن أنه سيكون بمساعدة حلفاء متباغضين، ويخشى كثيرون أن تحرير المدينتين سيقود إلى سفك دماء المدنيين وصدامات علنية أو سرية بين الحلفاء: تركيا ضد روسيا، وإيران ضد القوات المدعومة من الغرب.
وفي الفلوجة سيتعين على الحكومة العراقية أن تثبت قدرتها على إعادة بناء المدينة وحفظ النظام وتشكيل إدارة تنزع فتيل التوترات الطائفية، وإلا فسيعود التنظيم بسرعة وسيكون هذا النصر فارغا.
وختمت الصحيفة بأن الأزمات المتعددة في المنطقة يمكن أن تكون تحت السيطرة في نهاية المطاف، فقط عندما يمكن أن يثق السنة في الإدارة العراقية، وعندما تتوقف إيران عن استخدام أساليب زعزعة الاستقرار لتوسيع نفوذها في بلاد الشام، وعندما يسلم الأسد السلطة لاصطفاف بديل يمكن أن يقر سياسة تسامح مع الأقليات.
======================
واشنطن بوست: أطفال سوريا جياع وأميركا تتفرج
نشرت واشنطن بوست اليوم الثلاثاء افتتاحية بعنوان "أطفال سوريا يتضورون جوعا وأميركا تتفرج" على مساعي الأمم المتحدة والدول أعضاء مجلس الأمن لوقف قصف المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في سوريا.
ولم تدع الصحيفة أو تناشد أو تطالب بأي شيء، واكتفت بعرض المعلومات المتعلقة بهذه القضية. وكان مجرد عرضها للمعلومات كافيا لإظهار البون الشاسع بين أقوال المجتمع الدولي وأفعاله الملموسة.
قالت: لقد انقضت ستة أشهر منذ إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بإنهاء قصف المناطق المدنية في سوريا، ويدعو لإتاحة الوصول فورا إلى المناطق المحاصرة لتقديم المعونات الإنسانية لسكانها. كما انقضت أربعة أشهر منذ أن وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري حصار المدنيين بأنه "كارثة" لم ير العالم مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية.
تعهدات فارغة
وأوردت الصحيفة أن مؤتمرا دبلوماسيا حول سوريا شارك فيه كيري أصدر قبل ثلاثة أسابيع بيانا يقول فيه إنه "يصر على اتخاذ خطوات ملموسة لإيصال المساعدات الإنسانية الملحة"، محذرا من أنه إذا لم يتم ذلك، سيدعم إسقاط المعونات من الجو للمحاصرين ابتداء من الأول من يونيو/حزيران الجاري.
وحتى يوم أمس -قالت الصحيفة- لم تصل أي إمدادات غذائية إلى داريا في غوطة دمشق الشرقية ولا حي الوعر بحمص أو أي من المناطق الـ19 المحاصرة التي يوجد بها أكثر من 500 ألف شخص، ولم يتم إسقاط أي طعام من الجو، بل بدأ مسؤولو الأمم المتحدة يقولون إنه لا يُحتمل أن يتم ذلك خلال الأيام المقبلة.
وعلقت الصحيفة بأن تاريخا محددا آخر يتم تجاوزه وخطا أحمر آخر يتم عبوره والأطفال في البلدات السورية المحاصرة لا يزالون يتضورون جوعا.
وأضافت أن المقاتلات الروسية ومقاتلات النظام السوري قصفت بشدة في اليومين الماضيين مناطق مدنية في حلب وإدلب، أما رد فعل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فهو انتظار أن يوقف نظام الأسد إسقاطه البراميل المتفجرة من مروحياته على المستشفيات والسماح بمرور قوافل المعونات، كما أنها -إدارة أوباما- لا تزال تطلب بكل تهذيب من روسيا وقف قصفها وحدات المعارضة المسلحة التي يدعمها الغرب.
واستمرت الصحيفة تقول إن الوعود بإسقاط المعونات من الجو كانت مجرد كلام، وإن أميركا وبريطانيا المبادرة بفكرة الإسقاط من الجو لم تفعلا شيئا ملموسا، وبدلا من ذلك تقدمتا بالتماسات للحكومة الروسية، وهي نفس الحكومة التي تقصف بشكل ممنهج المدنيين في أحياء وضواحي حلب وإدلب.
واختتمت بقولها إن أميركا وبريطانيا وفرنسا تقول كلمات قوية حول حصار المدنيين، لكنها لا تتخذ خطوات ملموسة.
======================
لوموند» :مجيد زيروكي:  «داعش» وخطاب ما بعد هزيمته
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٨ يونيو/ حزيران ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
ردّد «الجهاديون» والمتعاطفون معهم لازمة «باقية وتتمدد» بين عامي 2014 و2015 مع كل هجوم داعشي في العراق وسورية. لكن التنظيم أصابه الوهن على وقع ضربات الائتلاف الدولي الجوية، وبدأت رقعة نفوذه تنحسر منذ مطلع 2016. وإثر استعادة عاصمة الأنبار العراقية، الرمادي، في شباط (فبراير) المنصرم من قبضة «داعش»، بدأت القوات الحكومية والميليشيات الشيعية تتقدم على الضفة الجنوبية من الفرات في اتجاه الحدود السورية. ومنذ 23 أيار (مايو) شنت هذه القوات هجمات على معقل «داعش» في الفلوجة. وفي الوقت نفسه، يسعى تحالف عربي – كردي، تدعمه واشنطن، الى طرد التنظيم من الرقة، معقله في سورية. وفي ليبيا، يشتد الطوق على سرت وجوارها، وهما واقعان في قبضة «داعش». واليوم، تهاجم قوات ليبية سرت من الغرب والشرق.
وأمام تغيُّر الأحوال والواقع المستجد، يسعى التنظيم الى التخفيف من وطأة النكسات الأخيرة. ويقول أبو محمد العدناني الشامي، الناطق باسم «داعش»، في تسجيل صوتي أذيع في 22 أيار: «لا نقاتل دفاعاً عن الأرض، بل نقاتل من أجل تحريرها أو السيطرة عليها». وثمة بُعد خلاصي لطالما صبغ رسائل «داعش»، وبلغ ذروته في التصريحات التي تلت إعلان «الخلافة» في حزيران (يونيو) 2014. والإقرار بالضعف في الخطاب الأخير لم يدرج عليه التنظيم. وهو يقر اليوم بأن هالته تبددت، وأنه قد يخسر «عواصمه» الثلاث في سورية والعراق وليبيا. وعلى رغم أن نبرة خطاب الناطق باسمه عالية، يبدو أنه يعدّ أنصاره للهزيمة الوشيكة قائلاً: «... وهل انهزمنا عندما خسرنا المدن في العراق وبتنا في الصحراء بلا مدينة أو أرض وهل سنهزم وتنتصرين (أميركا) إذا أخذت الموصل أو سرت أو الرقة أو كل المدن وعدنا كما كنا أول حال؟ كلا، الهزيمة هي فقدان الإرادة والرغبة في القتال...».
ويحسِب «داعش» أن هزيمته ليست استراتيجية، وفي وسعه تسويغ مشروعيته عبر تسليط الضوء على الهويات الإتنية والطائفية لمنافسيه: الميليشيات الشيعية التي تدعمها ايران في الفلوجة، و «قوات سورية الديموقراطية»، وهي كردية في معظمها، في الرقة. ويرى حسن حسن، المحلل السوري أحد صاحبيْ كتاب «الدولة الإسلامية، في قلب جيش الرعب»، أن بنية القوى التي تقود القتال في المدينتين السنّيتين العربيتين، الفلوجة والرقة، تنفخ في التوترات الطائفية والإتنية، وقد تساهم في حيازة «داعش» مشروعية وتنصيب نفسه مدافعاً عن السنّة، ولو خسر الأرض. وعلى رغم موت عشرات من كوادره العسكريين والقادة، لم يفقد التنظيم هذه القدرة على المبادرة. وأعقب خسارة تدمر التي استعادتها القوى الحكومية السورية بدعم من سلاح الجو الروسي في آذار (مارس)، هجوم «داعش» في دمشق، وشد الطوق على معقل النظام في دير الزور.
وإثر التقدُّم الكردي في الرقة، أحرز التنظيم اختراقاً في شمال حلب. واستعاد مقاتلوه السيطرة على عدد من أحياء هيت، في محافظة الأنبار، التي طردوا منها في نيسان (أبريل). ولا يخفي التنظيم رغبته في مواصلة الهجمات في أوروبا، لكن مساعي الأوروبيين المتعاطفين معه للالتحاق به في العراق وسورية تتعثر. فـ «الكفار» سدّوا «أبواب الهجرة». لذا، دعا العدناني الى مهاجمتهم حيث هم. وينبّه باتريك كالفار، المدير العام للأمن الداخلي الفرنسي، الى أن «داعش» سيحاول شن هجمات سرية عنيفة لتشتيت الانتباه عن خسارته. فهو يواجه صعوبات عسكرية في ميدان المعارك، وسيسعى الى الانتقام من ضربات الائتلاف. وليست فرنسا في منأى من الخطر. وبدأ «داعش» «المزايدة الإرهابية» على الهزيمة في سورية والعراق: فوتيرة الهجمات الانتحارية مرتفعة (بين 50 و100 هجوم شهرياً منذ نهاية 2015). وتشير الهجمات المنسّقة (في 23 أيار) على مدينتين سوريتين يغلب عليهما العلويون، والهجمات الانتحارية في بغداد الشهر المنصرم، الى قدرة التنظيم على إصابة قلب معاقل أعدائه.
* صحافي، عن «لوموند» الفرنسية، 2/6/2016، إعداد منال نحاس
======================
بازفيد» :بورزو دارآغاجي: النصر على «داعش»... صنوُ خسارة الحرب!
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٨ يونيو/ حزيران ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
«داعش» في موقع دفاعي في سورية والعراق وليبيا، على وقع هجوم قوى تدعمها أميركا، على معاقله الحصينة. لكن المعارك المتزامنة تخوضها مجموعات قد تفاقم النزاعات وتعقّدها. ففي شمال سورية، استرجعت قوات يدعمها سلاح الجو الأميركي قرى في جوار الرقة، عاصمة تنظيم «داعش». وفي الأنبار، أكبر المحافظات العراقية، تتقدم القوات الأمنية نحو الفلوجة التي وقعت في قبضة التنظيم مطلع 2014. وفي ضواحي سرت، معقل التنظيم في ليبيا، استعاد مقاتلون من طرابلس مواقع خسروها قبل عام. وعلى رغم أن هذه الهجمات على «داعش» تتكلل بالنجاح، فهي ليست وليدة خطة متماسكة، والمكاسب التكتيكية المرجوة منها جزئية. والتنافس الإقليمي الذي قوّض الكفاح ضد «داعش» منذ سنتين، مازال على حاله، وقد يتفاقم.
وتتباين مصالح الفصائل السياسية والدينية والطائفية المشاركة في المعارك. وهذه المصالح هي في قلب الحرب على التنظيم الذي ينفخ في مشاعر المظلومية السنّية في العالم العربي. والمساعي السياسية لتقويض إيديولوجيته تكاد لا تُذكر. «فما يفتقر إليه في استراتيجية الهجوم هو معالجة المشكلة السنّية. ويجب أن تشارك الدول والقوى السنّية في الحل. وعلى رغم أن ثمة جانباً تكتيكياً يعتدُّ به، ينتظر الإخفاق الحرب على» داعش»، إذا لم تُلتزم إستراتيجية سياسية تجمع أصحاب المصالح كلها»، يقول توربيون سولتفيدت، الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في فيريسك مابلكروفت.
وفي سورية، استعادت قوى تدعمها أميركا أراضي من «داعش» في جوار الرقة. وتقود المعارك «وحدات الحماية الكردية»، وهي فرع من فروع حزب العمال الكردستاني الماركسي- اللينيني. والعرب لا يثقون بـ «الكردستاني». وتطوّق الفلوجة العراقية مجموعة من القوى المتباينة، منها ميليشيات شيعية نافذة - بعضها تربطه بإيران علاقات تنظيمية وتدريبية. ويرى كثر أن الهجوم على وجه السرعة على الفلوجة يرمي إلى تشتيت الانتباه عن الاضطرابات في العاصمة العراقية، حيث اقتحم المحتجّون أكثر من مرة البرلمان ورفض النواب المصادقة على حكومة فريق عمل رئيس الوزراء حيدر العبادي. وينظر إلى المقاتلين من مصراتة- والنقمة كبيرة على أبنائها الذين يؤخذ عليهم تحدرهم من الأتراك- بعين الازدراء لتدميرهم سرت، مسقط رأس معمر القذافي. لكنهم أبرز قوة من الغرب الليبي تتقدم نحو المدينة الساحلية. ويسعى مقاتلو البيشمركة إلى تشديد الخناق على الموصل.
ولا شك في أن النصر في ميادين المعارك ضد «داعش» بالغ الأهمية. فهو يطيح الزعم بأن التنظيم لا يُقهَر، ويثني المجنّدين الجدد عن الالتحاق به، ويحول دون توسيعه رقعة نفوذه وتنظيم هجمات في الخارج. وقد تخفّف الانتصارات بعض الضغط السياسي. فغلبة الكفة في بعض التحديات العسكرية وثيقة الصلة بإحراز تقدم سياسي، لكن الفوز في الحرب الإيديولوجية صعب المنال. فالتقدم في ساحة المعارك ضد «داعش» في سورية والعراق وليبيا لم يترافق مع حلول للمشكلات السياسية العميقة التي كانت وراء بروز التنظيم، وعثوره على ملاذات آمنة في أقاليم خارجة عن الحكم في العالم السنّي.
وترافق القوات الأميركية الخاصة، القوى المسلحة المقاومة لـ «داعش» في سورية والعراق وليبيا، وتوفر لها المشورة والدعم الجوي، وتنقل شهادات موثوقة من الميدان إلى مخططي الحرب في البنتاغون. ولكن في ميدان المعارك، المساعي العسكرية ضد «داعش» جزئية وتشبه عمليات قضم متباعدة.
ويقول مسؤولون عسكريون أميركيون إن العوائق البيروقراطية تقيّدهم، وتحول دون نقلهم معلومات استخباراتية، على سبيل المثل، من ليبيا إلى مصر، من غير العبور عبر واشنطن. «وثمة قبائل في الجهاز الأمني الأميركي. فقيادة العمليات الخاصة المشتركة تتنافس مع الجيش، ووكالة الاستخبارات المركزية تختلف مع «دي آي أي» (وكالة الاستخبارات الدفاعية)، ناهيك عن (التنافس) مع وزارة الخارجية. وصلة كلٍّ من هذه الأجهزة بفريق البيت الأبيض غير متناغمة»، يقول دوغلاس أوليفنت، الباحث في «نيو أميركا فونديشن» وهو مستشار سابق لدى الجيش الأميركي في العراق. والتنسيق بين القوات المسلحة الأوروبية أسوأ حالاً من نظيره بين القوات الأميركية.
والتباعد يتفاقم بين القوى الإقليمية الشرق الأوسطية المشاركة في التحالف ضد «داعش». فالعلاقات الديبلوماسية مقطوعة بين الرياض وطهران. وتركيا ترى أن «وحدات الحماية الشعبية» هي منظمة إرهابية. ووصف الأردن، أخيراً، تركيا بأنها راعية للإرهاب. وتدعم مصر وتركيا أطرافاً على عداء في ليبيا. ويفاقم الأمور اهتراء العلاقات الأميركية - الروسية وانفراط عقدها.
ولا شك في أن أميركا جزء من المشكلة في الشرق الأوسط. وهي تفتقر إلى الريادة ويشوب سياستها الحيرة والتردد، يقول سولتفيدت. والعداء بين المتحالفين في الحرب على «داعش» يتأجج. ففي الأيام الأخيرة، اندفعت القوات الكردية السورية التي يؤازرها سلاح الجو الأميركي، نحو الرقة، في وقت أعلنت القوات السورية النظامية التي يدعمها سلاح الجو الروسي تقدمها نحو المدينة. وإثر زحف القوات المصراتية نحو سرت، أعلنت قوات الجنرال خليفة حفتر، وهو على رأس جيش موال للحكومة الليبية، أنها تتحرك نحو هذه المدينة الساحلية.
وتؤازر قوات غربية خاصة كلاً من هذين المعسكرين. والقوات المسلحة العراقية والميليشيات الكردية والشيعية تتنافس على مواقع القوة. وانتباهها مشتت: عين على القوة المنافسة، وعين على مواقع «داعش». وإثر تحرير أراضٍ في جوار طوز خرماتو شمال العراق من «داعش» مطلع السنة اندلع قتال بين الميليشيات الكردية والشيعية.
ويرى أوليفنت أن معضلة أميركا تشبه معضلة صوغ إستراتيجية على رقعة شطرنج حين يحوز الرخ والفرسان والبيادق آراء خاصة ويقدمون على مناورات مفاجئة. «فالولايات المتحدة تحاول أن تنتهج استراتيجية، ولكن من العسير صوغها حين تتحرك على هواها كل قطع رقعة الشطرنج».
* مراسل، عن موقع «بازفيد» المعولم، 3/6/2016، إعداد منال نحاس
======================
يني شفق :عاكف إمره: المصائب تجمع أنقرة ودمشق
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٨ يونيو/ حزيران ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
برزت في الآونة الأخيرة تصريحات وإشارات حول مساع ترمي إلى استئناف التواصل بين أنقرة ونظام البعث الحاكم في دمشق. الحرب الأهلية في سورية بلغت طريقاً مسدوداً، وصار جلياً أن أياً من الأطراف لن يستطيع حسم الصراع لمصلحته. والكل بات يعلم أن الصراع الداخلي في سورية تحول بسبب التدخلات العسكرية الخارجية إلى حرب دولية وإقليمية بالوكالة. وإثر هذه التدخلات الدولية التي صبغت بصبغة قانونية تسوغ تدخلها العسكري، وجدت دول الإقليم نفسها أمام تهديدات جديدة بلغت مبلغاً حمل الجميع على الإقرار بأن مسألة من الذي سيحكم سورية في المستقبل غير ذي شأن.
فالكلام يدور اليوم على تقسيم سورية وعلى غياب حكومة قادرة على حكم سورية كاملة وغير مقسمة في المستقبل. وبلغ الحال مبلغاً خطيراً ولم يعد ثمة فائدة ترتجى من قول بعضهم: «نحن حذرناكم في السابق وقلنا لكم». فكل هذه الآراء لا تؤثر في مستقبل سورية وارتداداته على الإقليم، وهي مواقف تحفظ في الأرشيف. ونظراً إلى الظروف السياسية الحالية والموازين العالمية والإقليمية، وأحوال تركيا السياسية والاقتصادية، ليس في الإمكان لوم أنقرة على اقتصار مطالبها اليوم على إنهاء هذه الحرب وعودة الاستقرار إلى المنطقة.
وليس هذا الطلب من بنات أنانية تركية تقدم مصالحها على مصالح الآخرين، بل هو مطلب سوري في المقام الأول. فانتهاء الحرب يصب في مصلحة السوريين أولاً وفي مصلحة المنطقة ثانياً. وكُتب كثير من المقالات عن أسباب قطع أنقرة علاقاتها مع دمشق وما وراء تحولها طرفاً في هذه الحرب وقتل نظام البعث هذا العدد الكبير من السوريين، وأسباب تدخل القوى العالمية ودعم واشنطن إسقاط الأسد ثم تراجعها وتدخل ايران لإنقاذ الأسد. لكن الواقع يقول أنه مهما كان من سيحكم سورية في المستقبل، فإنه يرث دولة مزقتها الحرب وخلفت مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين والمهجرين وخراباً عاماً واقتصاداً منهاراً. وإذا ما استمرت الحرب في سورية وبقيت الحال على ما هي عليه، ستؤدي تدخلات القوى العالمية، لا محالة، إلى ما يخالف مصالح القوى الإقليمية وجيران سورية وسورية نفسها. فالكلام يدور اليوم على رسم تلك القوى حدوداً جديدة وسايكس بيكو جديدة، وإذّاك يخرج الجميع خاسراً من هذا الشرق الأوسط الجديد المفكك والمقسم. ونحن أمام هزيمة عامة سببها طاغية أصر على البقاء في الحكم على حساب دم شعبه، ومعارضة فقدت بصيرتها ووحدتها السياسية، وثوار تسلحوا من دون ان يرصوا الصفوف أو أن يقدموا على عمل عسكري على أمثل وجه، وداعم إقليمي زج بالأموال والمقاتلين من أجل إنقاذ نظام هالك. وصار الجميع أمام مشهد لم يحسب أي منهم أن تنتهي إليه الأمور. ولا يخفى على أحد من الذين يقاتلون في هذه الحرب بالإنابة أنه مع بقاء الأمور على حالها، فإن موسكو وواشنطن هما من سيبرم الحل في نهاية المطاف على نحو ما تمليه مصالحهما. وهذا الحل لن يكون في مصلحة لا نظام البعث في سورية ولا نظام تركيا.
ولا شك في أن روسيا التي تدعم الأسد، وأميركا التي يبدو أنها تدعم المعارضة تعملان على حل لا يناسب الأسد ولا المعارضة ولا تركيا. ولا شك كذلك في أن استئناف العلاقات بين دمشق وأنقرة يريده الأسد أكثر من أنقرة. فالرئيس السوري بادر أخيراً إلى محاولات للتواصل مع تركيا. والواضح أن نقطة التفاهم الأبرز في المشروع الروسي - الأميركي هي إنشاء دويلة كردية في شمال سورية. فأميركا تتذرع بـ «داعش» من أجل دعم «وحدات حماية الشعب» الكردية وتوسيع رقعة المناطق التي يسيطر عليها الاكراد ومنحهم حكماً ذاتياً فيها. و «داعش» يساعد على تقسيم سورية. ومع كل ما يشيعه (داعش) من إسلاموفوبيا وخوف في الغرب، تتجه الدول الغربية إلى قبول نظام البعث لأنه نظام علماني، وتقول أنها حين تكون أمام قوتين أساسيتين، البعث و «داعش»، سترجح طبعاً كفة الأولى. لكنّ ثمة مساراً آخر يسير في خلاف هذا الاتجاه. ولو بقي البعث في حكم سورية في المستقبل، سيرث، على وقع المشروع الأميركي الداعم للأكراد، دولة مقسمة. فحكم كردي في الشمال سيحمل السوريين الآخرين على المطالبة بحكم محلي على الشاكلة نفسها، فتقسم سورية بالكامل. وأبرز ما يحمل نظام البعث على مد اليد لأنقرة هو مساعي تقسيم سورية على أساس عرقي. وفي نيسان (أبريل) الماضي، بلغتنا أخبار عن لقاء سري بين مسؤولين أتراك وموفد من الأسد في الجزائر، وعن إرسال نظام الأسد شخصاً تعرفه أنقرة للوساطة، ولن نتفاجأ إذا استمر هذا النوع من التواصل في الحاضر والمستقبل. فالتطورات في المنطقة، تحمل تركيا على تغيير سياستها في سورية، بعد أن صارت الأمور تهدد وحدة سورية وأمن تركيا. ويا ليتنا أدركنا هذه التهديدات الاستراتيجية في الماضي وانتبهنا لها، كنا لننتهج سياسات أكثر بصيرة وأكثر حكمة، ولكان في الإمكان حقن الدماء.
* كاتب، عن «يني شفق» التركية الإسلامية الموالية للحكومة، 2/6/2016، إعداد يوسف الشريف
======================
إسرائيل اليوم 7/6/2016 :روسيا وإسرائيل: صداقة لها قيمة كبيرة
صحف عبرية
Jun 08, 2016
 
لقد مر نصف يوبيل على اعادة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا، ويمكن القول إن الاحتفالات التي تتم اليوم في عاصمة روسيا بهذه المناسبة مبررة تماما. شبكة العلاقات بين القدس وموسكو توجد في حالة ازدهار غير مسبوقة، والزيارة الحالية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للرئيس بوتين هي شهادة اخرى على ذلك.
السؤال المؤلم حول دفع تقاعد الإسرائيليين الذين تركوا الاتحاد السوفييتي حتى 1992، وجد اليوم حله. خلال عشرات السنين التي سبقت الهجرة عمل اليهود في أرجاء الامبراطورية السوفييتية وتجمعت لهم حقوق تقاعد. إلا أنه منذ لحظة قدومهم إلى إسرائيل طلب منهم التنازل عن المواطنة السوفييتية وصادرت السلطات كل حقوق تقاعدهم. وعلى مدى عشرين سنة رفض الروس أن يدفعوا لمن خرجوا من الاتحاد السوفييتي ما يستحقونه بناء على كل المعايير الاخلاقية. وبهذا نشأ وضع وجد فيه القادمون أنفسهم بدون أي توفيرات واضطروا للعيش بصورة قاسية.
في هذه الاثناء الامر سيتغير. نحن لم نتعود على كيل المديح، لكن هذا الانجاز يجب أن ننسبه للوزير زئيف الكين الذي لم يهمل الموضوع، رغم أنه كان يبدو احيانا بدون فرصة، والثقة التي وجدت بين رئيس الحكومة وبين الرئيس الروسي والتي بدونها لا يمكن التوصل مع موسكو إلى شيء.
في نفس الوقت فتح في عاصمة روسيا معرض كبير حول إسرائيل.
الموقع ـ القاعة الفاخرة على مدخل الكرملين والساحة الحمراء ـ يقول كل شيء. كل مجالات الحياة الإسرائيلية معروضة هناك، بدء من الزراعة الرائعة لدولة اليهود، حتى تكنولوجيا المعلومات والعلوم. عندما تم استدعائي لتمثيل مواقف إسرائيل في برامج التلفاز المركزية في المحطات الروسية، لاحظت أن الكرملين ينظر بشكل ايجابي نحو إسرائيل كشريك مهم وضروري وراقي. وهذا التوجه يجد تجسيده الآن. المعرض يُحسن مكانة إسرائيل والتغطية المؤيدة له في وسائل الإعلام الروسية تضمن أن هذا الامر سيدخل إلى كل بيت في روسيا.
اضافة إلى المعرض، سيتم توقيع اتفاقات مهمة للتعاون الزراعي، في مجالات الحليب والمزارع، الامر الذي سيعود بالارباح الاقتصادية على إسرائيل. وايضا التمور الفاخرة في غور الأردن، يتم خطفها من قبل زوار المعرض. «كلمة مقاطعة» غير معروفة في روسيا عند الحديث عن إسرائيل، وحركة الـ بي.دي.اس لا يوجد لها موطيء قدم في روسيا.
روسيا تعتبر من القوى العظمى المؤثرة في العالم. لذلك فان الاحترام والتقدير المتبادل بين الدولتين هو ذخر استراتيجي حقيقي بالنسبة لنا. وليس الحديث هنا عن سياسة راقية فقط، بل عن جوانب اجتماعية واقتصادية فورية ستؤثر على سكان إسرائيل. الأموال التي سيتم ضخها لإسرائيل والتي هي حقوق تقاعدية، ستزيد من مصروفات مهاجري الاتحاد السوفييتي وتدعم الاقتصاد التجاري. السياح من روسيا سيزداد عددهم، الامر الذي سيخلق اماكن عمل في إسرائيل. اتفاقات اقتصادية جديدة ستمنح المزارع الإسرائيلي اسواق جديدة.
وهناك نتائج اخرى ظاهرة بشكل أقل للعيان: تصريح علني لموظف روسي في الساحة حول المنع الكامل لتصدير صواريخ «اسكندر» التي هي جديدة وخطيرة (التي طلبتها عدة دول عربية). وهذا يوفر مليارات الشواقل على ميزانية الدفاع التي كنا سنوظفها في حال أخذت بعض الدول العربية صواريخ كهذه.
 
اريئيل بولشتاين
إسرائيل اليوم 7/6/2016
======================
معاريف 7/6/2016 :الحلف الجديد :هل لقاء نتنياهو وبوتين اليوم كفيل بأن يفتح مدخلا لمسيرة سياسية بوساطة روسيا حليفة إيران وحزب الله؟
دانا سومبرغ
Jun 08, 2016
 
تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الاسابيع الاخيرة عدة مرات في موضوع المبادرة العربية وتقدم مسيرة سياسية مع الدول العربية، مما أدى بمحافل في الساحة السياسية إلى التفكير بأن اقواله الغامضة تستهدف ايضا اذني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسيلتقي الرجلان اليوم في موسكو للمرة الثالثة في السنة الاخيرة، في مناسبة 25 سنة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا. وخلافا لزيارتي نتنياهو السابقتين، اللتين كانتا عاجلتين، من المتوقع لنتنياهو هذه المرة ان يبقى في الدولة يومين ونصف اليوم. وفي البيان الرسمي عن اللقاء كتب أن «نتنياهو سيبحث مع بوتين في تطبيق التفاهمات التي تحققت في اثناء زيارة نتنياهو إلى موسكو في شهر نيسان. كما ستبحث مسائل اقليمية، ضمن امور اخرى في سياق مكافحة الإرهاب العالمي الوضع في سوريا ومحيطها وافق المسيرة السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين».
تصريحات نتنياهو التي سبقت هذا اللقاء وقعت في محيط خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وتوسيع الائتلاف. فبعد الخطاب الاستثنائي للسيسي في شهر ايار، والذي دعا فيه إسرائيل لاستغلال فرصة المبادرة الفرنسية واقامة سلام مع الفلسطينيين، قال نتنياهو ان «إسرائيل مستعدة للتعاون مع مصر ومع الدول العربية الاخرى في تقدم المسيرة السياسية والاستقرار في المنطقة». وبعد تولي افيغدور ليبرمان منصب وزير الدفاع الاسبوع الماضي، قال نتنياهو ان «مبادرة السلام العربية تتضمن عناصر ايجابية، يمكنها أن تساعد في ترميم مفاوضات بناءة مع الفلسطينيين. نحن مستعدون لان نجري مفاوضات مع الدول العربية على تعديل المبادرة، بشكل يعكس التغييرات الدراماتيكية منذ 2002، والحفاظ على الهدف المتفق عليه في دولتين للشعبين».
ونشرنا يوم الجمعة الماضي في «معاريف» تصريح لمحفل سياسي رفيع المستوى قال ان «امكانية أن يحاول نتنياهو ربط الرئيس الروسي بوتين في صالح مسيرة سياسية توجد على جدول الاعمال». فهل مثل هذا السيناريو ممكن حقا؟
تسفي مغين، سفير إسرائيل في موسكو سابقا، وباحث كبير في معهد بحوث الامن القومي اليوم، يعتقد بان ثمة سيناريو معقول يكون فيه بوتين الوسيط في مؤتمر قمة اقليمية تكون بديلا عن مبادرة السلام الفرنسية. ويقول مغين: «لن أتفاجأ إذا ما طرح اقتراح كهذا في اللقاء. فلا يدور الحديث هنا عن قصة حب بين نتنياهو وبوتين، بل عن مصالح مشتركة. كما توجد تلميحات عديدة عن ذلك فضلا عن رسائل نتنياهو. كما توجد ايضا حقيقة أنه قبل بضعة ايام من لقاء نتنياهو وبوتين في نيسان، وصل ابو مازن إلى روسيا. بوتين لم يبعث مندوبا له إلى مؤتمر باريس، وهذا ايضا يقول الكثير. روسيا تريد ان تكون لاعبا اقليميا مؤثرا».
 
«يملأون الفراغ»
 
في السنة الاخيرة، وعلى خلفية التدخل الروسي في القتال في سوريا، تحسنت العلاقات بين إسرائيل وروسيا. وقد تمثلت هذه بتزايد اللقاءات بين الزعيمين، مثلما ايضا في حقيقة انه في شباط الماضي الغى الرئيس فلاديمير بوتين زيارة إلى استراليا كي يلتقي بوتين في روسيا.
بعد دخول القوات الروسية إلى سوريا لمساعدة جيش الاسد ضد الثوار، بدأ تعاون وثيقة بين إسرائيل وروسيا. في البداية ادعت اوساط الحكومة بان هذا مجرد تنسيق امني بين الطرفين، ولكن في نيسان الماضي أكد نتنياهو بان قوات الجيش الإسرائيلي تهاجم خلف الحدود «لمنع السلاح عن حزب الله». وقال نتنياهو في اثناء مناورة للواء المظليين في الاحتياط في هضبة الجولان ان «داعش وحزب الله خلف الجدران، ونحن نعمل». وفي اثناء الجولة تناول نتنياهو التهديدات في الجبهة واعترف بان إسرائيل تحبط نقل «السلاح محطم التوازن» لحزب الله. وقال في حينه «هذه دولتنا، علينا أن ندافع عنها وأحد لن يدافع عنها غيرنا».
«روسيا توجد في رأس تحالف الاعداء المريرين لإسرائيل، والذي يضم إيران، حزب الله، ميليشيات شيعية وغيرها»، يشرح مغين. «هذا ارتباط غير لطيف، وفي هذا الاطار إسرائيل ملزمة بان تتعاطى مع ذلك. وبالتوازي، هناك اتصالات مع روسيا وتعاون متبادل مع إسرائيل. منظومة العلاقات بين الدولتين بدأت بالمصلحة المشتركة في عدم دوس أي من الجانبين على طرف الاخر. واتفق بين الجانبين على تنسيق العمل وحرية العمل للهجمات الإسرائيلية، والروس يحترمون هذا. روسيا معنية بان تكون إسرائيل حيادية، إلا تتدخل في سوريا والا تدخل في مواجهات، وهي مستعدة لان تدفع لقاء ذلك».
 
لماذا سترغب روسيا في التدخل كوسيط
في النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني؟
 
«روسيا توجد في ملعب مكتظ وخطير. فهي تقاتل ضد داعش، ولكنها تقاتل ضد الغرب ايضا. تحاول أن تحقق انجازات في المنطقة كي تجري في مرحلة لاحقة «استبدالات» وحل مشاكلها مع الغرب في موضوع اوكرانيا وشبه جزيرة القرم. وهي تريد فضائل في منطقتنا كي تتقدم في قطاعات اخرى. وعليه فان الوساطة في موضوع النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني يمكن ان تناسبها».
 
كيف سترد الولايات المتحدة على مثل هذا التدخل؟
 
«الولايات المتحدة لا تتنازل للروس ولا تلغي العقوبات الاقتصادية بسبب تدخلهم في موضوع اوكرانيا وشبه جزيرة القرم. وفي سوريا ايضا، تعاون الولايات المتحدة هو في الحد الادنى من اجل اعطاء انجازات للروس. اما إسرائيل فعالقة في الوسط بين روسيا والولايات المتحدة. هي في مستوى العينين مع روسيا في الاعمال على الارض، في الوقت الذي لا توجد فيه الولايات المتحدة. الوجه الاخر هو ان الروسي يغمزون نحو اهداف اخرى مثل التسوية السلمية الإسرائيلية ـ الفلسطينية، ويرغبون في سرقة العرض من الأوروبيين».
 
هل يحتمل وضع تحقق فيه روسيا السلام في المنطقة؟
 
«الروس يريدون عرض مبادرة. النتيجة ليست هامة لهم ـ لا في سوريا ولا في النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. ويريدون فقط ان يصنفوا أنفسهم كوسطاء وكلاعبين اقليميين هامين. يريدون دحر الولايات المتحدة إلى الخارج كي تشرع معهم في مفاوضات على امور اخرى مثل العقوبات.
النائب مايكل اورن (كلنا) سفير إسرائيل في الولايات المتحدة سابقا، يدعي بان روسيا تملأ الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. ويقول النائب اورن ان «هذه حقائق على الارض لا يمكن التنكر لها. فقد وقع انسحاب أمريكي استراتيجي دبلوماسي من المنطقة، بينما يجري ارتفاع واضح لتدخل روسيا دبلوماسيا وعسكريا في المنطقة. فليس رئيس الوزراء نتنياهو وحده يزور بوتين عدة مرات في السنة. الرئيس المصري وزعماء شرق اوسطيون آخرون يزورونه ايضا. اشك في أن نرى تغييرا في هذه السياسة حتى بعد الانتخابات في الولايات المتحدة. لقد اجتاز الأمريكيون حروبا منهكة في منطقتنا، وملوا الشرق الاوسط. استثمروا تريليون دولار في العراق ولم يروا سنتا واحدا بالمقابل. اعتقد أن الحديث يدور عن مزاج أكثر منه عن استراتيجية متبلورة. الشعب الأمريكي لا يريد التدخل في الشرق الاوسط، وعليه فقد نشأ فراغ دخلت اليه جهات اخرى. المؤتمر الفرنسي هو ايضا جزء من المحاولة لملء هذا الفراغ. بوتين ينجح في ملء الفراغ لانه يضع المال على الطاولة، بمعنى انه يستخدم قدرته العسكرية، بينما يرفض اوباما حاليا أن يستخدم قدراته في سوريا».
 
هل يمكن القول ان روسيا هي اللاعب
الاقليمي الرائد في هذه اللحظة؟
 
«لقد فقد اوباما ثقة العالم العربي. المصريون لن ينسوا ما فعله لمبارك والقذافي. يوجد هناك صفر ثقة. بالنسبة للمبادرة الاقليمية، لست واثقا ما الذي ينبغي ان يكون عليه دور بوتين إذ ان لنا علاقات مركبة معه. محظور أن ننسى بانه يدعم الاسد، حليف إيران. والسير مع بوتين إلى خطوة سياسية هو اعتبار. العالم السني يميل إلى النظر في اتجاه موسكو أكثر مما في اتجاه واشنطن».
 
في مثل هذه الحالة هل من المتوقع عقوبات من واشنطن؟
 
«في واشنطن لن يروا هذا بعين الرضى. وسيدعون باننا نتدخل في الانتخابات الأمريكية، وهذا سيصبح مسألة هناك. إذا سرنا مع روسيا، سيدعي الجمهوريون بان الديمقراطيين فشلوا واوباما فقد الثقة في الشرق الاوسط، وسنتهم بالتدخل الفظ في السياسة الأمريكية. يبدو انه توجد في هذه اللحظة فرصة لخطوة سياسية، والمبادرة الفرنسية لا تساعدنا لا نحن ولا الفلسطينيين، ولنا حق بل وواجب بالعمل حيال هذه المبادرة. ولكن يجب أن نأخذ بالحسبان كل منظومة الاعتبارات المركبة هذه».
 
مصالح أم قيم
 
«بوتين يريد أن يعيد روسيا إلى مكانة الاتحاد السوفييتي ذات مرة، مكانة من ينبغي مراعاته في كل شيء»، يضيف رام بن باراك. نائب رئيس الموساد سابقا. «وهو يفعل هذا من اعتبارين: الاول، الروس يريدون أن يكونوا عظماء واقوياء، والثاني، بوتين يريد ان يكون متدخلا في الكثير من الاماكن كي يتاجر بها حيال اماكن اخرى. هذه لعبة عالمية. مثلا، سوريا مقابل اوكرانيا. هذا يعطيه قوة.
«في كل مكان يغيب عنه الأمريكيون او يتلعثمون، سيكون الروس مكانهم، ويمكن أن نرى هذا بالطبع في سوريا وفي افريقيا»، يقول بن باراك. «روسيا تبيع الكثير من السلاح، وعندما يباع السلاح لدول معينة، تكون سيطرة على قدرات القتال فيها.
فاذا مثلا فرض الأمريكيون حظرا على مصر، سيكون هناك سلاح روسي. ولكن محظور علينا أن نتشوش. روسيا هامة لنا لان هذا سوق اقتصادي كبير وهام، ولكنهم ليسوا الأمريكيين. إذا كان الأمريكيون يعملون حسب المصالح والقيم معا، فلدى الروس مصالح فقط. نحن القينا بخيارنا على الولايات المتحدة من اليوم الاول كاختيار قيمي».
 
برأيك، السير إلى خطوة سياسية مع الروس هو خطأ؟
 
«هذا ليس خطأ بالضرورة، إذا بارك الأمريكيون خطوة سياسية باسناد روسي، فيمكن التقدم. يمكن الاعتماد على فيتو أمريكي وليس روسيا في مجلس الامن. ولكن محظور عمل أي شيء دون مباركة الأمريكيين».
مصدر دبلوماسي كبير ايضا يبرد الحماسة بالنسبة لقدرة روسيا على الحلول محل الولايات المتحدة. ويقول : «العلاقات مع روسيا لا تستبدل الولايات المتحدة. نحن لسنا هناك. حدود الملعب في الموضوع الروسي واضحة لنا. الولايات المتحدة هي في المكان الاو من حيث مراسينا، التي هي المساعدة الأمنية والعلاقات الاقتصادية».
 
كيف تفسر كثرة اللقاءات مع بوتين؟
 
«العلاقات بشكل عام تتحسن بالتدريج، ونحن نحيي 25 سنة. ينبغي أن نتذكر انه حتى قبل سوريا كانت زيارات مرة أو مرتين في السنة، من عهد ارئيل شارون شمالا. هذه ليست ظاهرة جديدة.
التراكم الجديد هو بسبب سوريا ـ كانت هناك حاجات ينبغي التأكد من أنها تحصل على الارض. احساس هو ان بوتين سيركز على المواضيع الامنية، ولكنه لن يرغب في الدخول إلى معمعان النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. لديه مشاكل اخرى على رأسه.
======================
التلغراف: بريطانيا مستعدة لإنزال المساعدات للسوريين جواً؛ لأن بشار الأسد منعها عن 47 منطقة محاصرة
– POSTED ON 2016/06/08
التلغراف: ترجمة محمود محمد العبي- السوري الجديد
تقول بريطانيا والولايات المتحدة أنهما على استعداد لدعم الإنزالات الجوية بهدف إنقاذ حياة السوريين الجائعين، كحل أخير بعد الموعد النهائي لنظام الأسد لوقف حصاره التكتيكي.
في 17 مايو، ساعدت بريطانيا في التوصل إلى اتفاق مع جميع البلدان ذات النفوذ في سوريا – بما في ذلك روسيا – لضمان وصول المساعدات إلى مليون شخص بحلول شهر 1 حزيران/ يونيو
ولكن بدلاً من وصول المؤن الطارئة لجميع المحتاجين، سمح نظام بشار الأسد لقوافل المساعدات بالوصول إلى اثنين فقط من المناطق الـ 49 المحاصرة من قبل قواته. كما منع النظام واحدة من تلك القوافل من حمل أي طعام.
وقال هاموند يوم الأربعاء: “في يوم انتهاء الموعد النهائي، سمح نظام الأسد بشكل ساخر بوصول كميات محدودة من المساعدات إلى داريا والمعضمية، ولكنه فشل في توفير وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ذلك الوصول الذي دعا إليه المجتمع الدولي. فبينما المساعدات عن طريق الإنزال الجوي تكون معقدة ومكلفة ومحفوفة بالمخاطر، لكنها الآن الملاذ الأخير لتخفيف المعاناة الإنسانية في العديد من المناطق المحاصرة”. ودعا كلاً من إيران وروسيا وغيرهما من البلدان التي لها تأثير في سوريا “لضمان أن هذه العمليات الجوية يمكن تنفيذها بطريقة سليمة وآمنة”.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم برنامج الأغذية العالمي في خططه لمساعدات الإنزال الجوي إلى المناطق المحاصرة. كما قال “الولايات المتحدة تدعم برنامج الغذاء العالمي في المضي قدما في خطته لتنفيذ العمليات الجوية لتقديم مساعدات إضافية. فقد قدم برنامج الغذاء العالمي مقترحات إلى الولايات المتحدة على مجموعة من الأساليب التي يمكن اتخاذها؛ وناقشنا تلك الأساليب مع نظرائنا الروس”.
وأضاف: إن الولايات المتحدة كانت تحث روسيا على السماح للمساعدات بالوصول برياً أو عن طريق الإنزال الجوي  إذا لزم الأمر. وإننا نحث ونتوقع من روسيا استخدام نفوذها مع النظام للوفاء “بالالتزامات التي سبق الاتفاق عليها لتسيلم المساعدات برياً، وإذا لزم الأمر، في دعم العمليات الجوية الدولية”.
ومن المتوقع أن تدعو بريطانيا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن في وقت لاحق هذا الأسبوع في محاولة للوفاء بذلك الوعد. وقال هيلاري بن وزير الخارجية في حكومة الظل في وقت سابق أن بريطانيا لديها “مسؤولية تقديم” الإنزالات الجوية. كما قال: “طالب وزير الخارجية بضمان تأمين هذا الوعد لتقديم المساعدات من الجو، لذلك تقع عليه الآن مسؤولية تحقيق ذلك، إن الفشل في التصرف سيضع مصداقيته ومصداقية الحكومة على المحك”.
سمح نظام الرئيس الأسد للجنة الصليب الأحمر الدولية (ICRC) بإرسال قوافل المساعدة إلى منطقتين محاصرتين من قبل قواته: داريا ومضايا. كلاهما في ضواحي دمشق وعلى بعد أميال قليلة من مستودعات الأمم المتحدة المليئة بالطعام. ففي داريا، كانت هذه أول شحنة من المساعدات منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012. وسمح للقافلة بنقل الإمدادات الطبية، ولكن منعها النظام من إحضار أي طعام.
تقتات العائلات في داريا على حساء مصنوع من التوابل المغلية، ولم يرَ العديد من الأطفال الفواكه منذ فترة طويلة، و قالت سونيا خوش، رئيسة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا: “الناس الذين تحدثنا إليهم في داريا أخبرونا بأن الأطفال أضحوا عظماً وجلداً، وقد أصبحوا ضعفاء ولا يقوون على الوقوف”. وقد أفاد ناشط في داريا اسمه أحمد: بأن حصار النظام لداريا “جريمة”، مضيفاً: “نحن أناس طبيعيون- لدينا الحق في الحياة”.
خلال زيارة تقييم إلى داريا في نيسان/ أبريل، وجد مسؤولو الأمم المتحدة أن الأطفال نادراً ما يلعبون خارج المنزل؛ خوفاً من براميل النظام المتفجرة. وقد تأذّى العديد منهم على مستوى الرؤية والسمع؛ وذلك بسبب عدم وجود ضوء في ملاجئ الطابق السفلي، وعلى مقربة من الانفجارات.
في المعضمية، كانت قافلة المساعدات هي المرة الأولى منذ تموز/ يوليو 2014 ، وقد وسمح النظام لها بحمل الغذاء. وقال طبيب من المعضمية للتلغراف أنه تم تسليم المساعدات ظهراً، “وربما الإغاثة تكفي لمدة شهر”.
وأظهرت صور من المستشفى الميداني الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، حيث تقلصت البطون وعيونهم في حالة عدم تركيز. وقال الطبيب أن طفل واحد قد مات جوعاً في الشهر السابق. كما قال مهند الخطيب، وهو طبيب آخر في المعضمية: “من بين ثلاثة أطفال يوجد طفل لديه سوء تغذية – فقد الكثيرون ستين في المائة من وزنهم، أخشى من إمكانية موت هؤلاء الأطفال في أي لحظة”.
لم يسمح لأي قافلة بالدخول لمضايا، وهي منطقة أخرى محاصرة من قبل النظام. حيث قال نشطاء بأن فتاة  قد لاقت حتفها بسبب سوء التغذية صباح يوم الأربعاء
======================
الشرق الأوسط في عيون الصحافة الأجنبية (7-6-2016)
يونيو 07, 2016 نقلا عن  رصد وترجمة: علاء البشبيشي   
نشر مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية تحليلا لـ اللفتنانت كولونيل (متقاعد) د. دانى شوهام خلُصَ إلى أن الأسلحة الكيميائية يمكن أن تغير اللعبة في سوريا.
ورأى المحلل الإسرائيلي أن النظام السوري أطلق العنان لكامل أسلحته الكيميائية ضد تنظيم الدولة قبل عدة أسابيع، وهي الخطوة التي لم تثر الكثير من ردود الفعل على المستوى الدولي.
وأضاف: "أظهر الهجوم أن الترسانة الكيميائية السورية لم تُفَكَّك. وإذا تكرر الأمر، فإن الهجوم قد يتسبب في حدوث تصعيد خطير للصراع، يدفع تنظيم الدولة إلى تسريع سعيه لامتلاك أسلحة دمار شامل".
ورقة "راند" الثانية عن السلام في سوريا
استعرض مركز إدراك قبل أشهر الورقة الأولى التي أصدرتها مؤسسة راند بعنوان "خطة سلام من أجل سوريا"، واليوم نُشِرَت ورقة ثانية تستكمل الخطوات العملية التي تراها المؤسسة الأمريكية ضرورية لكبح جماح القتال في سوريا، بهدف توفير المزيد من الوقت أمام عملية انتقالية وطنية.
وتلفت الورقة في البداية إلى أن الهدف النهائي من هذه العملية هو: سوريا جامعة وموحدة وديمقراطية، وترى أن لامركزية الحكم يمكن أن تكون جزءًا من الحل، وقد تتجسد في أي تسوية سياسية نهائية إذا عجز السوريون عن الاتفاق على دولة موحدة وتشكيل حكومة مركزية.
وفي حين ترى مؤسسة راند أن هذا الطرح الذي أعده الثلاثي: السفير السابق جيمس دوبينز، والمحلل جيفري مارتيني، وفيليب غوردون من مجلس العلاقات الخارجية، هو حقًا أفضل فرصة لتحقيق السلام في سوريا، يشكك آخرون أنها مجرد وصفة أخرى لتبريد الثورة تمهيدًا لتصفيتها، وانتهاء بتفتيت الدولة.
خبير ألماني: قوات النظام تنهب تدمر مثلما فعلت داعش سابقًا
اتهم الخبير وعالم الآثار الألماني البارز، هيرمان بارزينجر، قوات النظام السوري بنهب مدينة تدمر التاريخية الآن مثلما فعلت مليشيات داعش من قبل حين سيطرت عليها حتى شهر مارس الماضي، حسبما نقله موقع لايف ليك.
وحذر الخبير الألماني من أن تحرير المدينة لا يعني أن كل شيء أصبح على ما يرام، ورغم أن استعادة تدمر كان انتصارا مهما للثقافة، إلا أنه لم يجعل من الأسد ومؤيديه منقذين للتراث الثقافي.
وتابع، خلال مشاركته في مؤتمر دولي لحماية التراث الثقافي السوري: "نهب جنود الأسد أطلال تدمر أيضًا قبل استيلاء داعش عليها، ودكت قنابلهم اليدوية وصواريخهم العشوائية الجدران والأعمدة التراثية".
"داعش" على طاولة الرئيس الأمريكي القادم
اعتبر الروائي الأمريكي ريتشارد نورث باترسون، في مقاله المنشور على موقع هافنغتون بوست، أن تنظيم الدولة ربما يمثل التحدي الأكثر صعوبة الذي يواجه الرئيس الأمريكي القادم.
وأشار الكاتب إلى أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب غير مؤهل تماما لإبقاء أمريكا آمنة، ملمحًا إلى اتصافه بالنرجسية والجهل، وهي سمات قاتلة في هذه المرحلة.
"محادثات جوية" بين أوروبا وقطر والإمارات وتركيا وآسيان
أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي إطلاق محادثات بشأن توقيع اتفاقات شاملة حول الحركة الجوية بين الاتحاد من جهة، وقطر والإمارات وتركيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) من جهة أخرى.
وتهدف المحادثات بهدف تهدف ضمان الوصول المتبادل إلى أسواق الطيران وظروف المنافسة العادلة للعمل في هذا المجال.
نائبة رئيس البرلمان الألماني: أردوغان ينتهك كافة الأعراف ولا ينبغي تمرير ذلك
امتدادًا للتوترات الأخيرة التي نشبت بين ألمانيا وتركيا على خلفية الاعتراف بـ"مذابح الأرمن"، وصفت كلاوديا روت، نائبة رئيس البرلمان الألماني، تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد نواب البرلمان الألماني المنحدرين من أصول تركية بأنها "تحريض صريح".
وطالبت "كلاوديا" المستشارة ميركل بالاحتجاج رسميًا على ذلك، متهمة الرئيس التركي "بانتهاك كافة الأعراف" مضيفة: لا ينبغي تمرير ذلك له. ومن جانبها قالت المستشارة الألمانية: "الاتهامات والتصريحات الصادرة عن الجانب التركي أعتبرها غير مفهومة".
تقارير أممية: انتهاكات بحق العراقيين الفارين من الفلوجة
قالت الأمم المتحدة إن لديها تقارير "محزنة للغاية وذات مصداقية عن تعرض رجال وأطفال عراقيين لانتهاكات على أيدي جماعات مسلحة تعمل مع قوات الأمن العراقية بعد الفرار من الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، إلى جانب مزاعم عن حالات إعدام.
وعلى صعيد آخر، اهتمت أسوشيتد برس الإندبندنت وستراتفور وسبوتنيك وبرس تي في بخبر مقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح 10 آخرون إثر تفجير سيارة مفخخة في مدينة كربلاء جنوب بغداد.
مركز إدراك
======================
جيوبوليتيكال فيوتشرز :الإرث المنسيّ لحرب الأيام الستة
نشر في : الأربعاء 08 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 07 يونيو 2016 - 05:43 م
جيوبوليتيكال فيوتشرز – إيوان24
قبل تسع وأربعين عامًا حاربت إسرائيل ضد مصر وسوريا والأردن في حرب الأيام الستة. ونتيجة لهذه الحرب، احتلت إسرائيل الضفة الغربية (التي كانت تابعة للأردن)، ومرتفعات الجولان (التي كانت تابعة لسوريا) وشبه جزيرة سيناء (التابعة لمصر).
شنّت إسرائيل تلك الحرب المثالية بقدر ما كان مستطاع حينها. كانت تمتلك جهاز مخابرات قوي، تباغت بشنّ الضربات باستراتيجية وتكتيكية، وسعران ما كسرت هيكل القيادة المصرية، ومن ثمّ استولت بشكل منهجي على كل من الضفة الغربية وهضبة الجولان. ونتيجة لذلك، حصلت إسرائيل على شيء لم تكن تمتلكه من قبل: العمق الاستراتيجي. لقد أجبرت مصر على التراجع عبر قناة السويس، ودفعت الأردن للتقهقر وراء نهر الأردن وأجبرت سوريا على التراجع عن مرتفعات الجولان وخارج نطاق المدفعية للمستوطنات الإسرائيلية.
وبنفس القدر من الأهمية، رسّخ الإسرائيليون سُمعة “الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر” التي لا تزال منتشرة حتى اليوم. تستخدم إسرائيل هذه السُمعة لتشكيل الإطار النفسي في المنطقة. لقد كان أداء إسرائيل في الحرب إنجازًا عسكريًا استثنائيًا. كما كانت آخر مرة نحافظ فيها إسرائيل على سيطرتها في بداية حرب أو تحقق النتائج الاستراتيجية المقصودة.
حرب عام 1967 لم تنهِ الأعمال العدائية. في عام 1969، شنّ المصريون حرب الاستنزاف على طول قناة السويس. ثمّ، في عام 1973، بعد ست سنوات فقط من تدمير إسرائيل للجيش المصري، قامت مصر (إلى جانب سوريا) بضرب إسرائيل في هجوم مذهل. نجحت مصر في عبور قناة معقدة بكتائب متعددة، وأخذت إسرائيل على حين غرة في هجوم استراتيجي وتكتيكي. وفي ست سنوات، أعادت مصر بناء جيشها بأكمله.
لكنَّ المعركة الأكثر تهديدًا لإسرائيل كانت في هضبة الجولان. في الليلة الأولى، استعاد الجيش السوري مرتفعات الجولان، وفتح الباب لغزو الجليل. أوقف الجيش في تلك الليلة مجموعة من الدبابات، كل ما كان متاحًا منذ مباغتة إسرائيل ولم تتأهب مرة أخرى.
سيطر الإسرائيليون على الجولان بسبب الإرادة الهائلة من المدافعين. إنَّ حماية الوطن بإرادة وشجاعة، وليس بالقوة العسكرية القادرة والمناسبة، هو أمر خطير. في صحراء سيناء، رفض الجنود المصريون الذهاب نحو الممرات، وفضّلوا البقاء تحت حماية نظام الدفاع الجوي الذي تسبب في إلحاق خسائر فادحة بسلاح الجو الإسرائيلي.
استمرت إسرائيل في الهجوم هناك، ولكن فقط بعد إنشاء جسر الإمداد الجوي الأمريكي، الذي تأخر بهدف فتح قنوات مع مصر. دون هذا الإمداد لما استطاعت إسرائيل شنّ أي هجوم عبر قناتها؛ لأنّها أخطأت في تقدير كمية المواد اللازمة لهزيمة مصر المزودة بالأسلحة السوفياتية الجديدة.
فازت إسرائيل بالحرب، ولكنه كان نصرًا كشف عن العديد من نقاط الضعف، من المخابرات إلى الخدمات اللوجستية وسوء فهم أهمية نظام التوجيه اللاسلكي المضاد للدبابات “ AT-3 Sagger”، الذي ألحق ضررًا بالغًا بالمدرعات الإسرائيلية. كما كان نصرًا احتاج إلى المساعدة الخارجية. أصبح ضعف الموقف الإسرائيلي واضحًا، ولم تعد قواتها قادرة على القتال بعد النكسات، لكنَّ جهازها اللوجستي كان قادرًا على العمل فقط مع الامداد الاستراتيجي.
خاضت إسرائيل الحرب في لبنان مرتين، لم تحقق في أي منهما نهاية استراتيجية حاسمة. في الحرب الأخيرة ضد حزب الله، فشلت إسرائيل في تنفيذ الاستراتيجية الجوية التي صممها رئيس الأركان دان حالوتس. وكانت القوات البرية الإسرائيلية غير قادرة على كسر التحصينات المتشابكة التي شيّدها حزب الله بسبب تأخر نشر القوات الرئيسية والمشاكل اللوجستية.
على مدى السنوات الثلاث والأربعين الماضية، كان أداء الجيش الإسرائيلي جيدًا، ولكن ليس بمستوى العبقرية التي أظهرها في عام 1967، ولا في عام 1956 عندما استولى على سيناء. ومع ذلك، احتفظت إسرائيل بسمعة السلطة العسكرية المطلقة.
وكانت النتيجة الأكثر أهمية لكل ذلك هي التناقض في صلب مفهوم الذات الإسرائيلي. من ناحية، يرى الإسرائيليون أنفسهم كأمة محاصرة صغيرة محاطة بالأعداء. ومن ناحية أخرى، يرون جيشهم قوي بدرجة كافية لتحدي أي دولة أخرى. ومن هذا المنظور، يستنتجون خلاصة استراتيجية مفادها أنَّ خيارهم الوحيد هو استخدام القوة العسكرية لضمان أمنهم. والافتراض هو أنَّ قواتهم العسكرية ليست مجرد أداة تحت تصرف إسرائيل، ولكنها ضامن لأمنها.
لم يكن أداء الجيش الإسرائيلي منذ عام 1967 كارثيًا، ولكن يجب على إسرائيل ألّا تستنتج أنّه هو الحل لمشكلتها الاستراتيجية الأساسية. الإسرائيليون محقون عندما يقولون إنَّ إسرائيل “دولة” صغيرة، ومحقون إلى حد معقول عندما يقولون إنهم محاطون بالأعداء. لكنَّ الأمر لمحير هو لماذا يعتقدون أنَّ الاعتماد الكلي على التفوق العسكري الإسرائيلي يوفر ضمانة تسمح لهم بتجنب الخيارات الأخرى.
في هذه اللحظة، يبدو هذا التصوّر صحيحًا لأنَّ القوات على حدود إسرائيل لا تشكّل تهديدًا كبيرًا. مصر لديها معاهدة سلام مع إسرائيل ومصالح مشتركة ضد الجهاديين، والأردن أشبه بمحمية إسرائيلية، وسوريا في حالة من الفوضى. ولذلك فأي تهديد من لبنان، أي من حزب الله، هو شيء يمكن لإسرائيل أن تتعامل معه بسهولة. فمن الصعب، إذن، أن نتصوّر أي تحسّن في الوضع الاستراتيجي لإسرائيل.
لكن من السهل أن نتصوّر التدهور الاستراتيجي لإسرائيل، نظرًا لحالة عدم اليقين التي تسود المنطقة. مستقبل مصر وسوريا غير واضح، والأردن يواجه تهديدات داخلية، ومستقبل تنظيم الدولة الإسلامية أو كيان الخلافة غير معروف. وهناك ما يقرب من 2 مليون فلسطيني داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. فكرة أنَّ البلدان التي حاربتها إسرائيل (مصر، الأردن، سوريا، لبنان) لا يمكن أن تتطور سياسيًا وتقنيًا في الجيل القادم هي فكرة بعيدة المنال. هناك اضطرابات جارية في العالم العربي، ولا يمكن توقع نتائجها. أما بالنسبة لما إذا كانت هذه الدول يمكن أن تطوّر قدرات عسكرية وتقنية أفضل، يمكننا النظر إلى الفرق بين الجيش المصري في 1967 و1973.
يمكن أن تتغيّر الظروف بسرعة، لكن ما لا يمكن تغييره هي التركيبة السكّانية. في الحروب التقليدية، التي كانت نادرة دائمًا مقارنة بحركات التمرد، تمتلك الدول العربية القدرة على استيعاب المزيد من الضحايا أكثر من إسرائيل. لقد تجنبت إسرائيل هذه المشكلة في الماضي من خلال الفوز بالحروب بسرعة.
وللقيام بذلك، يجب على إسرائيل أن يكون لديها أجيال عسكرية تتفوق على العرب. وأنا لن تخمين ما إذا كان ذلك ممكنًا أم لا، لكني أقول ببساطة إنَّ سياسة الأمن القومي لا يمكن أن تقوم على افتراض أنه من الممكن حدوث ذلك. ومع ذلك، إسرائيل تفترض ذلك على الرغم من حقيقة أن جميع الحروب التي شاركت فيها منذ عام 1967 قد أظهرت بعض نقاط الضعف في القوات الإسرائيلية.
كل الجيوش بها نقاط ضعف، ولكنَّ إسرائيل تفترض أنَّ جيشها لا يُقهر. انتصارها في عام 1967 خلق عقلية لا تزال تعرّف رؤية إسرائيل لجيشها. لقد نجت إسرائيل في تلك الحروب لأنها انتصرت فيها، لكنَّ أداء الإسرائيليين لا يبرر الاعتماد المطلق على الجيش، ولا حتى امتلاك أسلحة نووية التي فكّرت إسرائيل في استخدامها في الأوقات العصيبة من عام 1973. لقد كانت مشكلتهم تكمن في كيفية وقف غزو يحدث بالفعل بالقرب منهم.
تمتلك إسرائيل جيشًا قويًا، ولكن بغض النظر عما حققته في عام 1967، كانت انتصاراتها الأخرى معيبة، وكذلك معظم انتصاراتها. لذلك، افتراض أنَّ الجيش الإسرائيلي يمكنه ضمان أمن إسرائيل في بحر من الأعداء هو افتراض خطير.
إسرائيل هي كيان محتل يمتلك جيشًا قويًا، ومع ذلك لا يمكنها النجاح دائمًا ويجب عدم السعي وراء الحل العسكري. ولكن استراتيجية إسرائيل تفترض أنها ستعمل دائمًا وفق ما فعلت في عام 1967. إرث تلك الحرب ليس فقط الحدود الحالية لإسرائيل، ولكن مفهوم القوة العسكرية الإسرائيلية التي تهدّد أمنها القومي.
======================
أوراسيا ريفيو :الحرب الأهلية الجهادية
أوراسيا ريفيو – إيوان24
خرجت المنظمة الجهادية المتعطشة للدماء التي تطلق على نفسها الدولة الاسلامية من رحم تنظيم القاعدة، الذي كان مصدر المتاعب الأخطر للعالم الغربي، والذي حقق هدفه الأسمى بتدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. وعلى مدار العقد الماضي، اختلفت توجهات المنظمتين الإسلاميتين، حيث تمضي الدولة الإسلامية على ما يبدو من قوة الى قوة، بينما يخفت نفوذ تنظيم القاعدة فيما يبدو. والآن، انقلب الموقف رأسا على عقب، حيث يواجه التنظيم الأساسي التنظيم المنبثق عنه وجها لوجه.
وقد وقع الهجوم الذي صدم العالم المتحضر على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001. وأثبتت تحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي بسرعة أن المسؤولين عن تنفيذ الهجوم كانوا على اتصال مباشر مع تنظيم القاعدة. وبحلول شهر ديسمبر 2001، تتبعت قوات العمليات الخاصة الأمريكية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وحوالي ألف من أتباعه في مخبأهم في جبال تورا بورا في شرق أفغانستان. وتم إمطارهم بالقنابل الأمريكية لمدة اسبوعين. وعلى الرغم من أنه قد تم قتل حوالي 200 ارهابيا وأسر 50 منهم، تم النظر إلى العملية الامريكية بالكاد على أنها عملية ناجحة، أما بالنسبة لمعظم الجهاديين، جنبا إلى جنب مع زعيمهم، فقد لاذوا بالفرار الى المناطق القبلية التي ينعدم فيها القانون في باكستان واختفوا هناك.
وقد استغرق الأمر ما يقرب من عشر سنوات قبل أن تستطيع قوات الكوماندوز الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية من التعرف في نهاية المطاف على مقر ابن لادن الجديد داخل باكستان، ومن ثم تتبعته، وقتلته. وخلال ذلك العقد، شنت الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة سلسلة من التفجيرات والهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
وبعد أسابيع قليلة فقط من وفاة ابن لادن، أصبح أيمن الظواهري ،الذي كان قد ساهم في تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في مصر، الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة. وفي قائمة “أكثر 22 إرهابيا مطلوبا في العالم” التي أعلنت عنها الحكومة الأمريكية في العام 2001، احتل الظواهري المركز الثاني بعد ابن لادن. ثم تعهد الظواهري بمواصلة جهاد تنظيم القاعدة ضد “أمريكا الصليبية وخادمتها إسرائيل، وكل من يدعمهم”. وفي ذلك الوقت، في العام 2011، كان تنظيم القاعدة يمثل المرجعية الجهادية العليا للجهاد الاسلامي في المذهب السني. وما لم يدركه الظواهري هو أنه كان يربي أفعى سامة في كنفه وهي التنظيم  الوليد: تنظيم الدولة الإسلامية.
وبرز تنظيم الدولة الإسلامية كنتيجة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في العام 2003. وكان أحد فروع تنظيم القاعدة، الذي عمل على معارضة أي محاولة من جانب القوى الغربية لفرض القانون والنظام والإطار الديمقراطي في هذا البلد التعيس، التي أسسها أبو مصعب الزرقاوي. وفي بادئ الأمر، أطلقت على نفسها ببساطة “دولة العراق الإسلامية”، وعندما قتل الزرقاوي في غارة استهدفته من قبل القوات الجوية الأمريكية في شهر يونيو 2006، حل محله أبو بكر البغدادي.
وكان البغدادي يمتلك رؤية أوسع لمستقبل المنظمة المتشددة التي يرأسها. وفي العام 2013 أعلن أنه يعتزم ضم “دولة العراق الإسلامية” إلى قوات جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا والتي كانت تقاتل نظام الأسد جنبا إلى جنب مع غيرها من جماعات المعارضة الأخرى. وادعى أن تنظيمه يسمى من الآن فصاعدا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقد أدى الطموح المفرط الذي حمله هذا العنوان إلى قلق قيادة تنظيم القاعدة. وفي هذه اللحظة، انشق التنظيمان، وأدان أيمن الظواهري البغدادي ونأى بتنظيم القاعدة عن تنظيم الدولة الإسلامية وأنشطتها.
ولكن التنظيم الجديد علا شأنه يوما بعد يوم. وفي غضون عام واحد، أصبح البغدادي زعيم الجهاديين الأكثر نفوذا في العالم. واجتاح تنظيم الدولة الإسلامية الحدود بين العراق وشمال سوريا عبر ضم الأراضي التي تمتد من حلب في شمال غرب سوريا، إلى محافظة ديالى في شمال شرق العراق. وفي شهر يونيو 2014 ، استولت قوات البغدادي على مدينة الموصل، عاصمة شمال العراق، وباتت تهدد باقتحام بغداد. وقد تميز تقدمها البشع بأنشطة الصلب وقطع الرؤوس وبتر الأطراف.
وفي شهر يونيو 2014، شعر البغدادي بالشجاعة الكافية ليخطو خطوة عملاقة نحو تحقيق السلطة والمكانة له ولتنظيمه بما يتجاوز أقصى أحلام معظم قادة الجهاد. فقد أعلن التنظيم في تسجيل صوتي أنه من الآن فصاعدا سوف يعرف باسم “الدولة الإسلامية”، وأن زعيمه، أبو بكر البغدادي، هو “خليفة وقائد المسلمين في كل مكان”. وعلاوة على ذلك، أعلن المتحدث باسم الجماعة أبو محمد العدناني، “بطلان شرعية جميع الإمارات والجماعات والدول والمنظمات التي ستصل قوات الخلافة إليها”.
وقد رفض تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية التابعة له الرضوخ لأوامر البغدادي. وفي شهر سبتمبر 2015 اتهم الظواهري البغدادي بإحداث “فتنة”، مشددا على أنه لا يمثل خليفة المسلمين، وليس “خليفة” الدولة الإسلامية، ولا القائد الاعلى للجهاد.
وفي شهر نوفمبر عام 2015، حذر المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني المسلمين السنة بأنهم إذا  لم يتعهدوا بالولاء للتنظيم، فإنهم سوف يواجهون الموت. وكان رد الفعل عبارة عن بيان مسجل على شريط فيديو مدته 26 دقيقة صادر عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (القاعدة في جزيرة العرب) وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أعلنوا فيه بشكل قاطع أن الخلافة الإسلامية التي يتم الترويج لها على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية هي خلافة غير شرعية.
والآن، يقف التنظيمين الجهاديين الرائدين في العالم السني موقف المواجهة في الحلبة.
ويبدو أن تنظيم القاعدة قد استعاد زخمه. وكان انسحاب القوات الغربية من أفغانستان في نهاية عام 2014 إشارة للخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة لمغادرة مكمنها في باكستان والتحرك مرة أخرى إلى جنوب أفغانستان. وبحسب مسؤولين أمنيين أفغان، يأمل قادة تنظيم القاعدة في استخدام قاعدتهم الأفغانية الجديدة لشن موجة جديدة من الهجمات الإرهابية ضد الغرب وحلفائه.
وإذا كانت الدولة الإسلامية قد أملت في أن تحل محل تنظيم القاعدة بوصفها رأس حربة الحركة الجهادية، فقد اختلت خططها على نحو سيء. فقد وجدت الدولة الإسلامية نفسها في حالة حرب مع التنظيم الذي انتمت إليه سابقا في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ويقول ديفيد جارتنستين روس ،وهو خبير يحظى بتقدير كبير في مجال مكافحة الإرهاب، إن التنظيم قد لا يفوز بالضرورة في هذه المعركة. ويقول روس “إن الدولة الإسلامية قد واجهت العقبات الخطيرة واحدة تلو الأخرى وهي تحاول أن توسع وجودها خارج سوريا والعراق. وقد منيت العديد من الجماعات التابعة لها بهزيمة ساحقة”، وذكر سلسلة من الانتكاسات التي مني بها مؤخرا تنظيم الدولة الإسلامية.
ويسعى كل من تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية إلى تحقيق أهداف متماثلة: “تحرير” جميع أراضي المسلمين، وفرض رؤيتهم للشريعة الاسلامية على المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وإنشاء الخلافة العالمية. ولكن كل تنظيم يسعى إلى التفوق على الآخر. وعلى حد تعبير دانيال بايمان ،باحث بمعهد بروكينغز، في شهادته أمام إحدى اللجان الفرعية في الكونغرس: “يتنافس كلاهما الآن على أكثر من مجرد قيادة الحركة الجهادية: إنهم يتنافسون على روح الحركة
وكلما طالت المعركة بين التنظيمين، أصبح العالم أكثر أمانا.
======================
التايمز :هل تتحالف إسرائيل مع بوتين ضد حزب الله؟
نشر في : الأربعاء 08 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 08 يونيو 2016 - 12:45 ص
ناقشت مجلة “التايمز” الأمريكية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إلى روسيا، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى التعاون بين الجانبين، خصوصا في مواجهة حزب الله اللبناني.
وأشارت الصحيفة، في عددها الصادر، الثلاثاء، إلى أن هذه الزيارة، التي سيلتقي بها بوتين، هي الثالثة منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وتعتبر مؤشرا مهما على أهمية روسيا كحليف استراتيجي لإسرائيل.
وأوضحت “التايمز” أن اللقاء سيركز على الأزمة السورية، على الحدود الشمالية الشرقية لإسرائيل، حيث تشارك القوات الروسية في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
أمن الحدود
وتخشى إسرائيل من أن يشن نظام الأسد وحزب الله اللبناني هجوما جنوب سوريا، حيث قال مسؤول إسرائيلي لـ”التايمز” إن “الروس متقدمون في حلب، لكن لا نتوقع أن يكونوا مهتمين في درعا”، جنوب سوريا.
وقد يتمكن حزب الله من الوصول لمرتفعات الجولان، حيث سيواجه القوات الإسرائيلية المتواجدة هناك بشكل مباشر، في حين كادت محاولات سابقة من حزب الله للتقدم هناك أن تتسبب في نزاع خطر بين الجانبين، بحسب “التايمز”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى الغارة الإسرائيلية التي أدت لمقتل ستة من عناصر حزب الله في كانون الثاني/ يناير 2015، من بينهم جهاد مغنية، نجل القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، الذي قتل في دمشق في 2008، إلى جانب مقتل جنرال إيراني كبير هناك.
ورد حزب الله بعد الهجوم بعشر أيام، بهجوم على قافلة إسرائيلية على الحدود، وقتل جنديين وأصاب سبعة أشخاص.
احتمال التصادم
ويمثل أمن الحدود واحدة من المخاوف التي دفعت إسرائيل للتقارب مع روسيا، حيث تخشى إسرائيل كذلك من حصول تصادم خاطئ بين الطائرات الإسرائيلية والروسية، حيث إن إسرائيل شنت عدة غارات خلال السنوات الأخيرة.
وبعد لقاء نتنياهو وبوتين في أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن وزير الدفاع الروسي أنه أسس “خطا ساخنا” بين الجانبين، لمنع حصول أي تصادم، في حين التزمت موسكو بالصمت تجاه الغارات التي تشنها إسرائيل ضد أهداف محددة لها في سوريا.
دون ليبرمان
ويسافر نتنياهو إلى موسكو من دون وزير حربه الجديد أفيغدور ليبرمان، الذي تم تعيينه الأسبوع الماضي، بعد تغيير وزاري مثير للجدل.
ويملك ليبرمان، المولود في مولودوفا عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي، علاقات قوية مع الرئيس الروسي بوتين، والتقى به عدة مرات عندما كان وزيرا للخارجية خلال الفترة 2009- 2012، بحسب “التايمز”.
ويتوقع أن يزور نتنياهو متحفا حربيا في موسكو ليرى الدبابة الإسرائيلية، التي كانت القوات الروسية سيطرت عليها في حرب لبنان عام 1982، وسلمتها سوريا لروسيا التي وافقت على إعادتها لإسرائيل.
حقوق التقاعد
ويتوقع أن يشهد اللقاء توقيع اتفاق على حقوق التقاعد للإسرائليين في روسيا، حيث هاجر ما يقارب المليون يهودي إلى إسرائيل، خلال الأيام الأخيرة للحرب الباردة، وفقد العديد منهم جنسياتهم الروسية وحقهم بالتقاعد.
ويتوقع أن تضمن الاتفاقية بين الجانبين مضاعفة عدد الإسرائيليين الذين يحق لهم الحصول على حقوق بالتقاعد إلى 60 ألف إسرائيلي، بحسب “التايمز”.
المصدر
======================
ويكلي ستاندارد الأمريكية :أمريكا وإيران حليفتان في الحرب ضد السنة
نشر في : الأربعاء 08 يونيو 2016 - 01:03 ص | آخر تحديث : الأربعاء 08 يونيو 2016 - 01:03 ص
رأى كبير محرري مجلة ويكلي ستاندارد الأمريكية، اليمينية المحافظة، لي سميث، أن حملة عسكرية إيرانية قد تبدأ في مكان ما في الشرق الأوسط، وهذا ما استنتجه من انتشار صور قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي.\
والأدلة على إعادة الاصطفاف واضحة منذ نصف عقد، إذ سرب البيت الأبيض معلومات عن غارات إسرائيلية على قوافل أسلحة إيرانية تعبر سوريا في طريقها إلى حزب الله وفعلاً، لم يمض وقت طويل حتى استهدفت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والحرس الثوري ووحدات فيلق القدس وميليشيات الباسيج، مدينة الفلوجة السنية والتي يسيطر عليها داعش. ولو تمكن سليماني والحرس الثوري من القضاء على مقاتلي داعش، على غرار ما فعل في حملة تكريت، فإن ذلك سيكون بفضل الحملة الجوية الأمريكية.
ففي غفلة من الجميع، يقول سميث، جمعت إدارة أوباما المصالح الأمريكية والإيرانية في حزمة واحدة. ورغم أن البيت الأبيض يقول إنه يقاتل “تنظيم الدولة”، إلا أن شركاءه الإيرانيين والمدعومين من كهران يقولون إن هذه الحرب هي للانتقام من السنة. ويستشهد الكاتب بتصريح عدائي حاقد لقائد ميليشيات شيعية تدعمها إيران، أن “لا وجود لوطنيين حقيقيين ولا مسلمين حقيقيين في الفلوجة… إنها فرصتنا لتنظيف العراق باستئصال سرطان الفلوجة”.
ووفقا لتقديرات الكاتب، فليست إيران من طينة الحلفاء التي يتعين على أمريكا التنسيق معها، إذ يبدو أن الولايات المتحدة تساعد فريقاً في حرب طائفية ضد الغالبية السنية في المنطقة.
ويرى الكاتب “ىسميث” أنه لا يمكن لأمريكا أن تتخلص من “داعش”، إلا إذا تمكنت من إقناع زعماء السنة العرب، وتحديداً زعماء القبائل، بالانضمام إلى القتال. فهؤلاء وحدهم يملكون القوات المحلية والمعلومات التي تتيح استئصال داعش. ولكن الواضح أن أي زعيم قبلي لن يسمح لإخوانه بفتح حرب أهلية سنية يمكن أن يستفيد منها الشيعة والإيرانيون.
وللقضاء على تنظيم “داعش”، وفقا لما كتبه “سميث”، فإن على الولايات المتحدة التحرك ضد الميلشيات الشيعية التي تمارس الإرهاب ضد السنة “ولكن هذا لن يحصل مع هذا البيت الأبيض للأسباب نفسها التي منعت الإدارة الأمريكية من التحرك لخلع الرئيس السوري بشار الأسد، ذلك أن أوباما لا يريد إغضاب الأسياد الإيرانيين.
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع الانتصار في الحملة ضد داعش بالانحياز إلى الإيرانيين، معتبراً أنها حرب زائفة، وحملة البيت الأبيض على التنظيم هي غطاء لإعادة اصطفاف سياسي.
ويضيف أن أمريكا وإيران تتفقان على أن “تنظيم الدولة” عدوَ مشترك، لذا هما حليفتان في هذه المعركة التي توفر لكل منهما فرصة للتعود على واقع جديد وهو أن أمريكا تتحالف مع إيران.
ومن الواضح أن أوباما يريد الانسحاب من المنطقة لأسباب صارت معروفة. والمصالح الأمريكية في المنطقة التي كانت إستراتيجية ما عادت أساسية كما كانت قبل 40 سنة.
لكن الكاتب “سميث” يرى أن أوباما ليس مراقباً محايداً قرر ترك حلفاء أمريكا أو الركاب المجانيين كما سماهم، لمهب الريح والانصراف إلى الاهتمام بشؤون بلاده الداخلية، فهو بدل تحالفاته، ووقف في صف الفريق الخصم منذ سنوات، وجند حكومة الولايات المتحدة، بما فيها قواتها المسلحة والأجهزة الاستخبارية والجهاز الدبلوماسي، إلى جانب إيران.ويكشف أن الإدارة الأمريكية وفرت لوحدة من الجيش اللبناني يسيطر عليها حزب الله معلومات استخبارية. وعندما قرر البيت الأبيض أخيراً دعم الثوار السوريين، فعل ذلك شرط أن يقاتلوا داعش فحسب، لا قوات الأسد وحلفاءه.
وفقا للكاتب، فإن الدليل الرئيس على تغيير أوباما تحالفاته هو الاتفاق النووي مع إيران، إذ لم يكلف طهران شيئاً، وإنما أغرقها بمئات مليارات الدولارات، وهو المال الذي يمكنها استخدامه لشن حروب على السنة في سوريا والعراق. فعندما تخلى أوباما عن السيطرة على تلك المبالغ التي كانت مجمدة، عزز قدرة إيران على شن حروب. ولو كان أوباما جدياً في وقف الحرب في سوريا، لكان قد اشترط انسحابها الكامل من هناك لتحرير أموالها، ولكن الوضع ليس كذلك.
والاتفاق، كما يراه الكاتب، هو مسودة لإعادة ترتيب المصالح الأميركية مع إيران، ونحن نراه يتحقق على الأرض في الفلوجة”.
وفي الوقت الذي تطالب فيه طهران بأموالها، تبذل إدارة أوباما كل ما في وسعها لمساعدتها. ولهذا السبب تحول جون كيري في رأي سميث “المصرفي الاستثماري لإيران”، وهو ما اعتبره أنه نقطة سوداء للدبلوماسية الأمريكية وأمريكا.
وذكر بأنه في الحرب العالمية الثانية، أقرضت الولايات المتحدة الحلفاء مالاً ومعدات لمحاربة النازيين، أما في النزاع الأكبر في القرن الحادي والعشرين، فقد “حررت إدارة أوباما مليارات الدولارات لإيران لتستخدمها في حربها ضد العرب السنة. لماذا؟ لأن أوباما يعتبر إيران حليفاً”.
======================
البايس: سجون صدام حسين الملجأ الجديد للسوريين
البايس: ترجمه عربي 21
نشرت صحيفة “البايس” الإسبانية، تقريرا عن اتخاذ اللاجئين السوريين في العراق، السجن القديم في عقرة ملجأ لهم.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، إن مبنى سجن صدام حسين، يبدو مخيفا.. “هذا السجن الذي استعمل خلال الثمانينيات كسجن للمقاتلين الإيرانيين في حرب العراق وإيران”.
وأضافت أن مدخل هذا السجن مظلم للغاية، “ولكن؛ بمجرد عبوره فإنه يوجد فناء يغمره الضوء”، مشيرة إلى أن اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم “وجدوه ملجأ آمنا بين هذه الأبراج المحصنة”.
وأشارت إلى أن السجن القديم موجود في مدينة عقرة التي تقع في جبال كردستان، “وتبعد هذه المنطقة حوالي ساعتين تقريبا عن أربيل، وعلى نحو 40 كيلومترا يقع أول خط للقتال، وفي الطريق الفاصلة بين عقرة وأربيل؛ تتواجد قطعان الماعز والمباني المهجورة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأكراد “الأغنياء بالنفط” عاشوا انتعاشة اقتصادية بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، “لكن الآن مع الصراعات التي تشهدها المنطقة؛ فيبدو أنه قد حصل تخريب لكل شيء”، مضيفة أنه في خضم هذا الدمار؛ حاول لاجئو السجن القديم إعادة الحياة إلى هذه المنطقة، “ففي ركن من الساحة؛ تقوم سيدة ببيع الموز باستخدام ميزان قديم، وفي الطرف الآخر هناك العديد من محلات البقالة التي يسعى بائعوها إلى استقطاب المارة في الشارع”.
وتابعت: “زيادة على ذلك؛ فإنه يوجد وراء باب أحمر مركز شرطة صغير، وبالقرب منه توجد المدرسة، وفي مكان قريب منها هناك ممرضة لمعالجة النكسات الخفيفة”.
وقالت الصحيفة إنه “منذ وضع برنامج الأغذية العالمي، برنامج البطاقات الإلكترونية، فإن اللاجئيين السوريين والنازحين العراقيين يتحصلون على تمويلات تقدر بحوالي 10 دولارات للشخص الواحد، هذا إضافة إلى المساعدات الأخرى، المتمثلة في منحهم فرص إقامة مشاريع صغيرة لإعادة الحياة الطبيعية إلى المنطقة”.
ونقلت “البايس” عن مديرة برنامج الأغذية العالمي في العراق، جين بيرس، قولها إنه منذ سيطرة تنظيم الدولة على الموصل في حزيران/ يونيو 2014، فقد “تكونت حركة نزوح كبيرة، أدت إلى نزوح العديد من الناس إلى هذه المنطقة الشمالية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن البرنامج الأغذية يوفر المساعدة لـ1.5 مليون شخص في جميع أنحاء العراق، كما أنه “أعد فريق برنامج الأغذية العالمي، في حال تحرير الموصل، خطة طوارئ لمساعدة 700 ألف شخص آخرين”.
وقالت إن الجيش العراقي لا يزال يحاصر الموصل، دون التمكن إلى حد الآن من استعادة السيطرة عليها، “وبدعم من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة؛ يقود الجيش العراقي هجمات في المناطق الحضرية بالفلوجة والمدن الرئيسة الأخرى”.
وأضافت أن “الأزمة الإنسانية ما زالت متواصلة، وتقدر المفوضية الأوروبية أن ثلث السكان -نحو 10 ملايين شخص- يحتاجون إلى مساعدة، كما أنه تعدى عدد النازحين في العراق الثلاثة ملايين نسمة، ويضاف إلى هذا العدد حوالي 250 ألف سوري استقروا بالبلاد”.
ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية عقرة، مازن محمد سعيد، تأكيده وجود عدد كبير من السكان الذين يواجهون يوميا العديد من المصاعب، مع تدهور النظام الصحي، والانقطاع المستمر للإنارة”.
وقال سعيد إن “المنطقة فقيرة للغاية، ونحن نرحب بأشقائنا، لكننا نواجه مشاكل خطيرة للغاية”، مشيرا إلى شعوره بوجود قطيعة مع الحكومة العراقية، التي يتهمها بإهمال اللاجئين والنازحين.
وقالت الصحيفة إنه “مثالا على معاناة اللاجئين في سجون صدام السابقة؛ يمكن الحديث عن عبدالكريم السوري، وهو شيخ يعاني من مرض مزمن، انتقل مع كامل أفراد أسرته للعيش في إحدى الغرف الضيقة بسجن صدام”.
ونقلت عن السوري قوله إن “الآلام التي أعاني منها حادة للغاية، الأمر الذي يمنعني من الحركة أو العمل”، مضيفة أنه “على الرغم من أن عبدالكريم حرّ الآن، إلا أنه يعتبر نفسه أسير حرب، وأسير مرض، فهذا السجن لم يفقد بعد طبيعته التي تأسس من أجلها، ولا يمكن التعويل عليه لتوفير الحاجيات الضرورية للاجئين”.
======================