الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 8/7/2017

سوريا في الصحافة العالمية 8/7/2017

09.07.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : https://newsyrian.net/ar/content/ما-الذي-يدفعُ-بالنسوة-ليصبحن-إرهابيات؟ http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/managing-escalation-dynamics-with-iran-in-syria-and-beyond http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-trump-putin-sideline-and-the-syria-conflict http://www.alghad.com/articles/1704982-بدء-السباق-إلى-الحدود-العراقية
الصحافة البريطانية : https://new.e24g.com/651451/2017/07/07/التايمز-مساعِ-إسرائيلية-لإنشاء-مناطق.html http://www.sadasaida.com/news.php?go=fullnews&newsid=66536الصحافة التركية : http://www.turkpress.co/node/36574 http://www.turkpress.co/node/36549
الصحافة الاسبانية والالمانية والايطالية : http://arabi21.com/story/1019334/صحيفة-إسبانية-هل-ينتهي-تنظيم-الدولة-بخسارته-الموصل-والرقة#category_10 http://www.all4syria.info/Archive/424669 https://newsyrian.net/ar/content/النخبة-المستقبلية-لسوريا-الدراسة-في-كونستانس http://arabi21.com/story/1019364/صحيفة-إيطالية-ما-هي-استراتيجية-تنظيم-الدولة-بعد-خسارته#category_10
الصحافة العبرية : http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12270990y304548240Y12270990 http://www.alquds.co.uk/?p=750401 http://arabi21.com/story/1018175/صحيفة-إسرائيلية-تتوقع-حربا-لبنانية-ثالثة-كيف#section_314
 
الصحافة الامريكية :
الديلي بست :ما الذي يدفعُ بالنسوة ليصبحن إرهابيات؟!
https://newsyrian.net/ar/content/ما-الذي-يدفعُ-بالنسوة-ليصبحن-إرهابيات؟
عندما يثبت تورط النساء في الأعمال الإرهابية أو التعذيب أو حتى الاغتصاب، حينها يطرح المجتمع السؤال التالي: كيف يمكن أن يحدث هذا؟ وكما هو متوقع فإن الجواب معقد.
 من بين الأشياء الكثيرة التي تُرعِبُنا وتثير الهلع في نفوسنا حول الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية على وجه الخصوص، هو مشاركة المرأة في أعمال القتال، الشيء الذي يُعَدُ واحداً من أكثر الأمور إثارة حول هذا الموضوع. وعندما يتبين تواطؤ النساء في الأعمال الإرهابية أو التعذيب أو حتى الاغتصاب، فحقٌ هنا للمجتمع أن يسأل: كيف يحدث هذا"؟! "كيف يمكن للنساء فعل شيءٍ من هذا القبيل"؟!.
خلال السنوات القليلة الماضية، جاءت معظم الأمثلة على العنف النسائي من النسوة المنخرطات في صفوف التنظيمات الإرهابية الإسلامية. وفي حديثها لصحيفة "دايلي بيست"، قالت الدكتورة كاثرين براون، المُحاضِرة في قسم الدين واللاهوت في جامعة بيرمنغهام والمتخصصة في قضايا الجنسين والجهاد ومكافحة الإرهاب والشاهد الخبير في المحاكم البريطانية العليا، أن "دوافع شخصية وأخرى سياسية هي من يقفُ وراء انضمام النساء إلى صفوف الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تروج للعنف" وأن المناشدات العاطفية هي من يحفز كلا الجنسين على حدٍ سواء، غير أن هذا يوفرُ فرصة للرجال ليظهروا بطولتهم ويدافعوا عن نسائهم ويحيوا حياة أكثر مرحاً وتسلية من لعبة "كول أوف ديوتي" "أو نداء الواجب" الإلكترونية. وبالمقابل ترى النساء في هذه المغامرة  أنها مُطَهِرة ومثيرة وفرصة لمساعدة أولئك الذين يكابدون المعاناة وأخرى لأن يحظين بتاريخٍ مُجَسَد".
في بادئ الأمر، تنجذب النساء إلى الإسلام المتطرف نظراً لدواعٍ تتعلق بالمثالية والإيثار إلى حدٍ ما، لكن ما يثيرُ الغرابة هنا هو ارتفاع عدد الانتحاريات من النساء. في العام 2002، وعندما فجرت الفلسطينية وفاء إدريس نفسها، ندد عدد من الجماعات الإسلامية باستخدام النساء في الجهاد. وكان الأساس المنطقي لهذا التنديد هو أن الجهاد ينتهك حياء المرأة واحتشامها إذا ما سافرت بمفردها وتم عرض جسمِها بعد موتها، بيد أن البيانات التي جمعتها مجلة "لونغ وور" تكشف أنه في عام 2006، نفذت 29 امرأة على الأقل هجمات انتحارية باستخدام القنابل. وعلى سبيل المقارنة، أوضحت الدكتورة براون أنه في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، جرى استخدام 27 امرأة على الأقل لتنفيذ هجمات انتحارية في نيجيريا والكاميرون وحدها، وقالت براون: "هذا اتجاه جديد نسبياً ففي الوقت الذي شاركت فيه المرأة ولفترة طويلة في جماعات العنف والتطرف، إلا أنه قليلاً ما تم استخدامها في الهجمات الانتحارية والعنف المباشر".
وحددت براون حافزين رئيسيين لاستخدام المرأة في الهجمات الانتحارية على وجه الخصوص: على المستوى الشخصي، تصبح المرأة انتحارية سعياً للمجد وللتكفير عن ذنوبها وأملاً في دخول الجنة. وتتابع براون أن هناك محفزات مالية أيضاً لا سيما وأنه يُضمَنُ للانتحاريات توفير الدعم المالي لأسرهن بعد موتهن. ومن المثير للاهتمام أن مكافآت الاستشهاد إنما تخضع لاعتبارات جنسية هنا حيث غالباً ما تكون الذنوب التي تسعى النساء للتكفير عنها عَبرَ موتهن، جنسية في طبيعتها، الشيء الذي لا ينطبق على الرجال.
 
أما بالنسبة للمنظمة نفسها، فإن استخدام النساء في الهجمات الانتحارية يتمتعُ بميزة استراتيجية على استخدام الرجال، إذ تستطيع النسوة  وبسهولة أكثر تَجَنُبَ الإجراءات الأمنية وخطورة كشفِ أمرهن وموتهن، تقول براون يُوفِرُ تغطية إعلامية أكثر بثماني مرات من موت نظرائهن من الذكور. وتتمتع المنظمات الإرهابية بالقدرة على التلاعب بمشاعر الغضب لدينا إزاء موت النساء من أجل التعريف بقضيتهن.
وقالت براون إن حوالي 10% من أعضاء الجماعات الإسلامية المتطرفة هم من النساء وهي نسبة مشاركة يمكن مقارنتها مع معدلات العضوية داخل الجماعات الفوضوية اليمينية المتطرفة حيث يمكن ملاحظة ارتفاع نسبة تولي النساء مناصب قيادية بيد أن هذا لا يعني أنهن مرحَبُ بِهن.
بطبيعة الحال وحتى إذا ما طرحنا السؤال التالي: "لماذا تُصبحُ النساء انتحاريات"؟ أو "لماذا يَرهُنَ أنفسهن للعنف"؟ فهذا يعني أن هناك شيئاً طبيعياً عن عنف الذكور. ولا يقودنا التحيز الجنسي المتأصل والرسوم الكاريكاتيرية التي تُظهر النساء أنهن غير عنيفات، إلى الافتراضات القائلة بأنه ينبغي على النساء عدم فعل ذلك فحسب، بل يعمدان أيضاً إلى تبرير عنف الذكور. ولا ينبغي للاغتصاب والتعذيب والعنف أن يصدمنا أكثر لمجرد أن الجناة هم من الإناث. ويرجع السبب في ذلك إلى سابقة تاريخية: فمثلاً يتفق علماء الإجرام على أن جريمة القتل إنما هي ظاهرة ذكورية إلى حدٍ كبير. وبصفة عامة، عندما ترتكبُ النساء جريمة قتل فإنهن أكثر ميلاً لقتل أقرب الناس إليهن.
سبب آخر يجعلنا نشعر بالصدمة إزاء رؤية المتطرفات من النساء، هو ارتباطهن بمفاهيم السلام والحب الأمومي. وغالباً ما يُعتقدُ أن النساء يعملن كممكناتٍ للجهاد عبر أطفالهن. ويشيرُ حديثُ إسلامي إلى أن الجنة تحت أقدام الأمهات. وتلعب النساء دوراً بارزاً في التشجيع على العنف. وتشير هنا الدكتورة براون إلى كلمات الفلسطينية ريم الريشي الناشطة في صفوف حركة حماس والتي فجرت نفسها فقتلت 4 إسرائيليين عام 2004, قالت الريشي حينها: "لدي طفلان أحبهما كثيراً لكن شوقي للقاء الله كان أقوى من حبي لطفليّ وأنا على يقين تام بأنهما في رعاية الله وحفظه إذا ما استشهدت".
وإن فكرة تشجيع النساء أولادهن على أن يصبحوا شهداء وأنفسهن رغم كونهن أمهات، لا يتفرد بها الإسلام دون غيره من بقية الأديان، حيث نقرأ في اليهودية كيف أن والدة الشبان اليهود السبعة الذين استشهدوا خلال ثورة مكابيين، كانت تحضهم على معانقة الشهادة، أضف إلى ذلك الشهيدين المسيحيين الأوائل بيربيتوا وفيليسيتي اللذين كانا مقتنعين بترك أطفالهما في رعاية أشخاص آخرين عندما احتضنا موتَهما.
 
وفي الواقع، تعجُ محركات البحث على شبكة الإنترنت اليوم بقصص الفتيات اللواتي يتركن بلادهن بهدف الانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية كزوجات للمقاتلين، غير أن هذا لا يروي سوى جزء من القصة. وتقول الدكتورة براون إن هناك تركيزاً غير متناسب لوسائل الإعلام على فكرة "العروس الجهادية" وهذا أمر مؤسف لأنه يحول /هؤلاء النسوة/ إلى فتيات مغسولات الدماغ  ويُعامَلنَ على أساس أنهن مازلن صَغيرات.  ويتم تنفيذ غالبية عمليات التجنيد عبر النساء اللواتي يُؤَسسن علاقات أخوية مع المجندين المحتملين على شبكة الإنترنت. وتضيف براون أن تصوير النساء المجندات في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية على أنهن عرائس جهادية هو أمر إشكالي وذلك نظراً لأنه تتم معاملة النساء على أنهن ضحايا يمكن تعويضهن وهذا ما لا ينطبق على الرجال وبذلك يمكن أن يتم الخلط بين العرائس الجهادية و ضحايا تجارة الجنس. وتتابع براون أنه إذا ما أردنا إيقاف تنظيم الدولة الإسلامية فيجب علينا أن ننظر إلى سبب انجذاب الناس إلى هذا النوع من الحياة المثالية التي يوفرها التنظيم. ويتعين علينا أيضاً الاعتراف بأن للنساء قوة /وإنْ كان ذلك بطرق معقدة في بعض الأحيان/.
إن المشكلة هي الطريقة البطريركية /الأبوية/ التي تتمتع فيها المرأة بالكمال. وينبغي أيضاً التوقف عن إضفاء الطابع المثالي على المرأة. وذكرت الدكتورة براون الطريقة الاستثنائية التي حاولنا بها شرح تورط النساء في تعذيب سجناء على أيدي الجنود الأمريكيين في سجن أبو غريب في العراق حيث صورتهم عدة تقارير إعلامية على أنهن "متطرفات" أو أنهن خُدِعن ببساطة. وقالت براون: "لطالما تورطت النساء في العنف السياسي في أرجاء المعمورة. فَكِروا في جماعة "بلاك بانثيرز" أو الفهود السود للدفاع عن النفس/وهي منظمة وطنية وثورية أسسها بوبي سيل وهوي نيوتن من الأمريكيين السود في أكتوبر عام  1966 ونشطت في الولايات المتحدة بين عامي 1966 و1982 وكان لها فروع دولية في المملكة المتحدة أوائل السبعينات وفي الجزائر بين عامي 1969 و 1972/. أو في جماعة ويذر أندرغراوند أو ويذر مان /وهي منظمة يسارية أمريكية متطرفة حملت السلاح وتأسست في حرم ان انبور الجامعي في جامعة ميشيغن. نظمت ويذرمان نفسها عام 1969 كفصيل من الطلاب يدعم تأسيس مجتمع ديمقراطي وتألفت في معظمها من قيادة المكتب الوطني ومؤيديهم. وكان هدف ويذرمان إنشاء حزب ثوري سري للإطاحة بالحكومة الأمريكية آنذاك. أو فصيل الجيش الأحمر الألماني وهو/جماعة مسلحة يسارية متطرفة نشطت في ألمانيا الغربية وأسسها كل من أندرياس بادر ،غودرون إينسلين، هورست ماهلر، وأولريكي ماينهوف. واعتبرت حكومة ألمانيا الغربية فصيل الجيش الأحمر منظمة إرهابية. وكانت وكالة أمن الدولة- ستاسي في ألمانيا الشرقية تدعم هذا الفصيل الذي تورط في سلسلة تفجيرات واغتيالات وعمليات اختطاف وسطو على البنوك وتبادل للنار مع الشرطة على مدى ثلاثة عقود. بلغ نشاط هذا الفصيل ذروته أواخر عام 1977 مما أدى إلى أزمة وطنية أصبحت تعرف باسم "خريف ألمانيا". واتُهِمَ فصيل الجيش الأحمر بالمسؤولية عن 34 حالة وفاة بما في ذلك العديد من الأهداف الثانوية من قبيل السائقين والحراس الشخصيين، فضلاً عن العديد من الإصابات خلال ما يقرب من ثلاثين عاماً من نشاطه."وهذه على سبيل المثال لا الحصر أمثلة بارزة من القرن الماضي. وبمعنى آخر، فإن ذاكرتنا الثقافية قصيرة جداً".
------------------------
الكاتب:
كانديدا موس (Candida Mos):  أستاذة العهد الجديد والمسيحية المبكرة في جامعة نوتردام، وحائزة على جوائز لتأليفها خمسة كتب من بينها "الاستشهاد المسيحي القديم" "الممارسات المتنوعة", اللاهوت والتقاليد والمسيحيين الآخرين" ,تقليد يسوع في الأيديولوجيا المسيحية القديمة الخاصة بالاستشهاد"، وهي أيضاً معلقة إخبارية معتادة لقناتي سي بي إس وسي إن إن.  
========================
ديلي بيست: استراتيجية أمريكية جديدة تقبل بقاء الأسد رئيسا
http://www.raialyoum.com/?p=705089
واشنطن مستعدة للتخلي عن مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في إطار استراتيجية جديدة وضعها البيت الأبيض حيال الأزمة السورية، بحسب موقع “ديلي بيست” الأمريكي.
وأوضح الموقع، نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية والكونغرس، أن الخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية تشمل الموافقة على بقاء الأسد في السلطة، وقبول فكرة موسكو وحلفائها حول إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سوريا، ونشر قوات للشرطة العسكرية الروسية في مناطق سورية خاضعة لسيطرة الحكومة.
وتشير المصادر إلى أن البيت الأبيض قرر تقديم هذه التنازلات من أجل منع عودة داعش إلى المناطق التي يجري تحريرها، بعد أن علمته تجربة العراق المرة أن غياب قوة فعالة تحفظ النظام والأمن على الأرض، يفسح المجال أمام عودة الجماعات المتطرفة إلى الظهور مجددا.
وفيما تترك واشنطن مهمة حفظ النظام لروسيا والحكومة السورية في المناطق التي تسيطر عليها، سوف يتولى هذا العمل في المناطق الأخرى حلفاء أمريكا، مثل “قوات سوريا الديمقراطية”.
ويضيف “ديلي بيست” أن البيت الأبيض يعمل على بلورة هذه الاستراتيجية منذ عدة أشهر، ويشرف على هذه الجهود وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي من المتوقع أن يطلع نظيره الروسي سيرغي لافروف على هذه الاستراتيجية خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ اليوم الجمعة، قبل أن يعرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أول لقاء بينهما بعد ظهر اليوم. (روسيا اليوم)
========================
معهد واشنطن :إدارة ديناميات التصعيد مع إيران في سوريا - وخارجها
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/managing-escalation-dynamics-with-iran-in-syria-and-beyond
مايكل آيزنشتات
متاح أيضاً في English
5 تموز/يوليو 2017
خلال الأسابيع الأخيرة، اشتبكت القوات الأمريكية في سوريا مع قوات النظام أو تلك الموالية للنظام التي تدعمها إيران في ما لا يقل عن ست حوادث. وقد أثارت تلك الاشتباكات مخاوف من أنه في ظل الهزيمة العسكرية الوشيكة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والصراع السائد لملء الفراغ الناتج، ربما تقف الولايات المتحدة على مسار التصادم مع سوريا وحلفائها - إيران و «حزب الله» وربما روسيا. وقد أدت التوترات المتصاعدة في أماكن أخرى من المنطقة بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران إلى تفاقم هذه المخاوف. وفي حين تواصل الولايات المتحدة بذل جهودها غير الرسمية لـ"تجنب المواجهة" مع روسيا، إلّا أنّها بحاجة إلى بذل جهود موازية لمنع اندلاع صراع أوسع نطاقاً مع القوات الموالية للنظام وإيران.
انتشار نقاط الاحتكاك
شملت أحدث التحركات العسكرية الأمريكية في سوريا إطلاق صواريخ موجهة على "قاعدة الشعيرات الجوية" في أعقاب الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام على المدنيين في (7 نيسان/أبريل)؛ والحظر الجوي على الميليشيات الموالية للنظام والمدعومة من إيران (18 أيار/مايو، 6 و8 حزيران/يونيو) و[عمليات] الطائرات المسلحة بدون طيار (8 و20 حزيران/يونيو) التي هددت المتمردين السوريين ومستشاري التحالف قرب بلدة التنف الحدودية؛ وإسقاط مقاتلة سورية من طراز "سو- 22" كانت قد شنت هجوماً على وحدات «قوات سوريا الديمقراطية» قرب الطبقة (18 حزيران/يونيو).
وبالإضافة إلى ذلك، يساور المسؤولون الأمريكيون القلق من أن تحرير الموصل قد يدفع بطهران إلى الاستنتاج بأنها لم تعد تستفيد من الوجود الأمريكي في العراق، و[تستطيع] أن تشجع عملاءها العراقيين على مهاجمة القوات الأمريكية هناك.
وتشمل بؤر التوتر المحتملة الأخرى الخليج العربي، حيث غالباً ما تقوم السفن الحربية الإيرانية بمضايقة القوات البحرية الأمريكية؛ ومرتفعات الجولان حيث تنشئ إيران و «حزب الله» بنية تحتية لمهاجمة إسرائيل (علماً بأن طائرة إسرائيلية بدون طيار كانت قد شنت غارة هناك في كانون الثاني/يناير 2015 أودت بحياة جنرال إيراني وعدد من كبار المسؤولين في «حزب الله»)؛ والسعودية والبحرين، حيث أن الادعاءات الإيرانية بأن السعودية مسؤولة عن اعتداء تنظيم «الدولة الإسلامية» في 7 حزيران/يونيو في طهران أثارت مخاوف بشأن قيام إيران بعمل تخريبي محتمل؛ وكذلك مضيق باب المندب، حيث شنّ المتمردون الحوثيون اعتداءً على سفن حربية أجنبية باستخدامهم صواريخ موجهة إيرانية مضادة للسفن فضلاً عن قنابل محملة في قوارب يجري التحكم بها عن بُعد.
وأثار وجود العديد من نقاط الخلاف مخاوف من أن يؤدي أي صدام (سواء كان متعمداً أو عرضياً - كما حصل حين قصفت طائرة أمريكية جنوداً سوريين في أيلول/سبتمبر 2016) إلى اندلاع صراع أوسع نطاقاً مع إيران. فما العبر التي يحملها التاريخ حول تجنّب التصعيد مع إيران ووكلائها وضبطه؟
حسابات المخاطر بالنسبة لطهران
في الوقت الذي تتّبع فيه إيران سياسات مناهضة للوضع الراهن والتي تسبّب توترات مع دول أخرى، فهي حساسة عموماً تجاه المخاطر والتكاليف، وتتوخى الحذر أثناء الأزمات وعند تعاملها مع خصوم أكثر نفوذاً منها مثل الولايات المتحدة. وقد شدّدت بشكل عام على "المعاملة بالمثل" (أي الرد بنفس الأسلوب على مستوى الاعتداء المفترض) فضلاً عن "المراوغة" و"الغموض" و"الصبر" (عبر الاعتماد على الوكلاء لتوفير المواجهة ودرجة من الإنكار) من أجل إدارة المخاطر والحدّ من إمكانات التصعيد.
وهكذا، سعت طهران مراراً وتكراراً إلى تجنّب خوض أي مغامرات خارجية مكلّفة، حتى لو كان ذلك يعني، عملياً، التخلي عن مجتمعات شيعية تتخبط في أزمة - كما فعلت خلال انتفاضة الشيعة في العراق عام 1991، وعندما قتلت حركة "طالبان" الأفغانية آلاف الشيعة الهزارة وثمانية مسؤولين إيرانيين عام 1998، وحرب عام 2006 بين إسرائيل و«حزب الله»، وقمع المتظاهرين الشيعة في البحرين عام 2011. وفي جميع هذه الحالات، ردّت إيران بشكل غير مباشر من خلال وكلائها أو تحركت بعد وقوع الحادثة - فأرسلت «فيلق بدر» العراقي للمساعدة خلال انتفاضة عام 1991 في العراق، وسلّحت "التحالف الشمالي" الأفغاني ضد "طالبان"، وأعادت بناء «حزب الله» بعد حرب 2006، وخطّطت لاغتيال السفير السعودي في واشنطن العاصمة انتقاماً منه على دور بلاده في قمع الاضطرابات في البحرين.
وخلال مواجهة خصومها الأجانب، تحركت إيران بشكل مباشر حين أمكنها ذلك، وبشكل غير مباشر (من خلال وكلائها) أو عبر وسائل أخرى (مثل الإرهاب أو الوسائل الإلكترونية) عندما لم تتمكن، أو عندما أرغمها المنطق على التصرف خلاف ذلك. ولطالما اختبرت حدود خصومها، وتراجعت عندما كان الرد حازماً وأعادت الانخراط في ظل ظروف أكثر مؤاتاة في وقت لاحق. وبالتالي، خلال الحرب الإيرانية- العراقية (1980-1988)، واجهت طهران القوافل البحرية الأمريكية في الخليج بوسائل غير مباشرة (الألغام) وعبر مهاجمة سفن بدون مرافقة، وعندما انخرطت بشكل حازم، قاتلت بما أوتيت به من قوة. ولم تردع التدخلات الأمريكية إيران لكنها أرغمتها على تغيير مقاربتها وتقليص أنشطتها في النهاية بعد سلسلة من المواجهات المؤلمة مع البحرية الأمريكية.
وخلال الاحتلال الأمريكي للعراق، قامت إيران بتسليح الجماعات الشيعية الخاصة - وساعدت المتمردين السنّة - التي استهدفت القوات الأمريكية. وقد ردّت على سلسلة من الهجمات بقنابل لاصقة على علمائها النوويين من خلال محاولة شنّ هجمات بقنابل لاصقة على دبلوماسيين إسرائيليين في جورجيا والهند وتايلندا خلال شباط/فبراير 2012. وبين عامي 2011 و2013، تصدّت للهجمات الألكترونية على برنامجها النووي وللعقوبات الاقتصادية التي فُرضت عليها بهجمات إلكترونية على القطاع المالي الأمريكي وشركة "أرامكو" السعودية. ومؤخراً، ردّت على الدعم السعودي للمتمردين المناهضين للنظام في سوريا وغيرها من الاستفزازات الملموسة من خلال تكثيف دعمها للحوثيين في اليمن.
غير أنه من الناحية التكتيكية أظهرت طهران مرونة أيضاً؛ فعندما تفوق المخاطر الفوائد المرجوة، تتراجع عن التهديدات - رغم أنها قد تعيد إحياء تحدٍ في مكان أو زمان آخر. وبالتالي، عندما أعادت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى الخليج في كانون الثاني/يناير 2012 بعد أن حذرتها طهران من القيام بذلك، عجزت هذه الأخيرة عن اتخاذ أي خطوة رغم أنها حاولت لاحقاً إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار في الخليج العربي خلال تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه ومرة أخرى في آذار/مارس 2013. وفي الآونة الأخيرة، لم ينفذ وكلاء إيران في العراق التهديدات السابقة بمهاجمة القوات الأمريكية المقاتلة إذا عادت إلى العراق، لأنهم كانوا بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة لدحر تنظيم «الدولة الإسلامية».
وعلى الرغم من توخي طهران الحذر عموماً، لا تزال تميل أحياناً إلى اعتماد سلوك عالي المخاطر - يشمل تفجير ثكنات قوات البحرية الأمريكية [الـ "مارينز"] في بيروت عام 1983 (الذي قامت بتسهيله)، وتفجير "أبراج الخبر" في السعودية عام 1996، والمؤامرة الفاشلة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عام 2011. ولهذا السبب، دائماً ما تنطوي التفاعلات مع إيران درجة من عدم القدرة على التنبؤ. وعندما ترى أنها قادرة على بسط سيطرتها (كما يبدو عليه الحال حالياً بفضل النجاحات التي حققتها في سوريا)، تميل إلى الاستفادة القصوى من ميزاتها - وربما إلى التمادي.
بؤرة الصراع السوري
إن تدخل إيران في سوريا أمر غير مسبوق؛ فلم يسبق لطهران أن أرسلت مثل هذه الأعداد الكبيرة من القوات لدعم العمليات القتالية خارج حدودها. ومع ذلك، كان أداؤها متّسقاً مع بعض المبادئ الثابتة، وعلى وجه التحديد: تجنبت بشكل عام المخاطر الكبيرة، حتى حين بدا أن التطورات تعرّض مصالحها الأساسية للخطر. وبالتالي، لم تلتزم إيران بتاتاً بأكثر من الحد الأدنى من القوة اللازمة لإبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. فقد كان عدد رجالها في سوريا يناهز 700 جندي قبل الزيادة الطفيفة في أواخر عام 2015 - عندما أصبح عدد القوات يقارب الثلاثة آلاف جندي - لتعود وتسحب معظمهم بعد ذلك بوقت قصير عقب تكبدها خسائر ملحوظة. ويُعتقد أن عددهم يبلغ حالياً حوالي 1500 جندي، أي نسبة 1 في المائة من قواتها البرية. (في المقابل، نشرت الولايات المتحدة نحو ثلث قواتها البرية خلال زيادة عدد جنودها في العراق بين العاميْن 2007 و2009).   
وقد حاولت إيران تقليص خسائرها الخاصة في سوريا من خلال القتال حتى آخر وكيل شيعي غير إيراني، حتى عندما كان بإمكان قواتها الخاصة أن تكون أكثر فعالية. وعندما تَحوّل تيار الحرب ضد الأسد في عام 2015، عمدت طهران إلى إقناع موسكو بالتدخل، حيث حثّت فعلياً روسيا باعتبارها "وكيل من القوى العظمى". ومع ذلك، فحتى لو كان صناع القرار في طهران يعزفون عن المخاطرة من الناحية الاستراتيجية، كان الجنود الإيرانيون على الأرض يقبلون بالمجازفة من الناحية التكتيكية. يُذكر أن الجمهورية الإسلامية خسرت ما يقرب من 500 عسكري في أكثر من خمس سنوات من القتال في سوريا - رغم أن هذه الخسائر لا تقارن نسبةً لما تكبدته ميلشياتها الوكيلة، والتي تتضمن، وفق الخبير علي آلفونه، أكثر من 1900 عراقي ونحو 1100 عنصر من «حزب الله» اللبناني (1700 وفقاً للتقديرات الإسرائيلية) وحوالي 700 أفغاني وما يقارب من 150 باكستانياً.   
وعلى الرغم من اتّباع طهران سياسة إقليمية أكثر حزماً، إلّا أنّ تعاملها مع المواجهات الأخيرة في سوريا يعكس حذراً إيرانياً تقليدياً. ونتيجة لذلك، اعتمدت إيران على وكلائها من الميليشيات الشيعية لمواجهة المتمردين وقوات التحالف في التنف. وما أن تم استهداف هذه القوات من قبل الطيران الأمريكي، عمدت طهران إلى سحبها واستخدمت الطائرات المسلحة بدون طيار للاستمرار في ممارسة الضغط. وفي نهاية المطاف، قررت الالتفاف حول الجيوب التي يسيطر عليها المتمردون والتحالف وتجنبها. وخلال تصعيدها ضد المصالح الأمريكية في سوريا، خاطرت إيران بأصول يمكن الاستغناء عنها فقط. وقد أدّى الميل الأمريكي إلى الاستجابة بشكل نسبي، ومتوقّع بعض الشيء، إلى تمكين إيران من اختبار الحدود الأمريكية دون تعرّضها لمخاطر كبيرة.      
الاستنتاجات
طالما لا تزال القوات الإيرانية فعّالة في سوريا وتشجع وكلاءها على استهداف قوات المتمردين ومستشاريهم في التحالف، فلابدّ من وجود درجة من الاحتكاك والمواجهة. غير أنه لعقود من الزمن، تجنّبت الولايات المتحدة وإيران صراعاً مفتوحاً، بإظهارهما أن احتمال التصعيد قد يكون مبالغاً فيه - حتى وإن لم يكن هناك ما يدعو إلى الشعور بالاطمئنان. ولزيادة الحد من احتمال التصعيد، يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ عدداً من الخطوات للتأثير على طهران - وكذلك على دمشق - وتجنّب نزاع أوسع نطاقاً مع أي منهما:
أولاً، يجب على الولايات المتحدة وقف الرسائل المتباينة التي قد تدفع بسوريا أو إيران إلى إساءة التقدير. وقد أعلنت إدارة ترامب بأنها لا تسعى إلى رحيل الأسد ولا تعارض العمليات العسكرية التي تمكّن النظام من استعادة السيطرة على جزء كبير من سوريا. ومع ذلك، هدّدت واشنطن بالقيام بعمل عسكري إذا استأنفت دمشق الهجمات الكيميائية التي تعزّز مثل هذه العمليات، كما عارضت الأنشطة الإيرانية التي، من وجهة نظر طهران، تدعم هذين الهدفين. ويشجع مثل هذا الغموض نوع الاختبار الذي قد يؤدي إلى مزيد من المواجهات مع نظام الأسد وداعميه الإيرانيين.
ثانياً، يتوجّب على الولايات المتحدة أن تسعى للحصول على دعم دولي واسع النطاق لخطوطها الحمراء في سوريا. ومن ناحية إيران، فقد يكون تحدّيها للمصالح الأمريكية أقل احتمالاً إذا كان ذلك قد يساهم في نفور جهات فاعلة أساسية في أوروبا وآسيا والتي كان الرئيس الإيراني حسن روحاني يحاول استمالتها. وينبغي أن تواصل واشنطن إشراك موسكو كجزء من جهودها الرامية لتطبيق عمليات "تجنب المواجهة" والتأثير على سوريا وإيران من أجل تجنّب نزاع أوسع نطاقاً مع روسيا وشركائها.
ثالثاً، لا بدّ من إيلاء أهمية متواصلة للخطوط الحمراء لكي لا يتمّ التشكيك في تركيز الولايات المتحدة والتزامها. وعند اختبارها من قبل طهران ودمشق، يجب على واشنطن أن تردّ بحزم، لئلا يؤدي التقاعس إلى مزيد من التحديات وخطأ محتمل في الحسابات.
رابعاً، إن الردود الأمريكية التي يمكن التنبؤ بها تجعل من السهل على طهران ودمشق معايرة المخاطر وتقليص تكاليف اختبار الحدود الأمريكية. ولذلك ينبغي أن تكون الردود الأمريكية غير متوقّعة، ويجب أن تستهدف أصولاً ذات قيمة حقاً بالنسبة إلى طهران ودمشق كي يكتنف الغموض حساباتهما الخاصة بالتكلفة والمنافع وانتزاع ثمن غير مقبول لقاء خياراتهما السياسية.
خامساً، تتمثل الطريقة الأفضل لمواجهة إستراتيجية الوكالة التي تنتهجها إيران في سوريا في اعتماد إستراتيجية أمريكية بالوكالة تنطوي على برنامج متجدد لتدريب المتمردين السوريين غير الإسلاميين وتجهيزهم. وهذا من شأنه أن يمكّن الولايات المتحدة من الضغط على طهران ودمشق بوسائل غير مباشرة. وسيكون الهدف من ذلك إيقاع القوات الموالية للنظام في تمرّد على مستوى منخفض في المناطق التي تسيطر عليها حالياً؛ وعرقلة الهجمات الجديدة ضد المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في الشرق، أوالجنوب، أو محافظة إدلب وفي الوقت نفسه تقليص احتمال إثارة إيران للمشاكل في أماكن أخرى في المنطقة؛ وكذلك تقويض المساعي الإيرانية الرامية إلى بناء جسر بري يصلها إلى البحر الأبيض المتوسط.
سادساً، ينبغي أن تنظر واشنطن في اتخاذ تدابير مكلّفة ضد إيران في أماكن أخرى في المنطقة، مثل اليمن، من أجل جعل تدخلها هناك أكثر تكلفة، وممارسة ضغوط أكبر على قواتها المرهقة. وقد يقلل ذلك من استعداد طهران لتحدّي المصالح الأمريكية في سوريا.
وأخيراً، على الولايات المتحدة تعزيز التنسيق السياسي مع حلفائها العرب الخليجيين لمنع اتخاذ خطوات أحادية الجانب ضد إيران وحلفائها التي يمكن أن تخل بديناميات التصعيد الأمريكية-الإيرانية في اليمن أو سوريا أو في أي مكان آخر. وبالفعل، تشير مساعي الحوثيين في تشرين الأول/أكتوبر 2016 لاستهداف السفن الحربية الأمريكية باستخدام صواريخ مضادة للسفن على الشاطئ إلى أن ذلك قد يكون قد حدث بالفعل. وبالتالي، فمن مصلحة الولايات المتحدة منع تكرار ذلك.
مايكل آيزنشتات هو زميل "كاهن" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن.
========================
معهد واشنطن :الصراع السوري واللقاء الهامشي بين ترامب وبوتين
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-trump-putin-sideline-and-the-syria-conflict
نيكولاي كوزهانوف
متاح أيضاً في English
6 تموز/يوليو 2017
تُرجمت هذه المقالة بعد اجتماع دونالد ترامب مع فلاديمير بوتين
في السابع من تموز/يوليو اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين. وكان الصراع السوري من بين المواضيع التي نوقشت، علماً بأنه موضوع يستوجب من كلا الزعيمين مجهوداً من أجل إيجاد أرضية مشتركة.
الضربة على "قاعدة الشعيرات" وعواقبها
في ما يتعلق بسوريا، شكلت الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت "قاعدة الشعيرات" الجوية الخاضعة للنظام في نيسان/أبريل خطوةً مهمة كونها أظهرت لموسكو أن ترامب سيكون أكثر حسماً في استخدام القوة من سلفه باراك أوباما. كما أن الغارة الجوية أظهرت للرئيس السوري بشار الأسد أن الدعم الروسي لا يضمن له الحماية المطلقة إذا استمرت دمشق في الانخراط في التحركات التي ينظر إليها المجتمع الدولي على أنها غير مقبولة مثل استخدام الأسلحة الكيميائية سواء ضد المعارضة أم الشعب السوري.
غير أن ضربة "الشعيرات" لم تغير قواعد اللعبة، وذلك لأن لا النظام السوري ولا حلفاؤه الروس والإيرانيين قد غيّروا استراتيجيتهم في أعقابها. وقد حافظت روسيا على وجه الخصوص على استراتيجية متجذرة في فرض ضغوط عسكرية وسياسية على المعارضة بهدف إقناع القوات المناهضة للأسد والأطراف الأجنبية الراعية لها بتبني الرؤية الروسية لسوريا في مرحلة ما بعد الصراع. ووفقاً لهذه الرؤية، سيصمد نظام الأسد، الأمر الذي سيضمن الوجود الروسي النشط في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد بعد انتهاء القتال.
وكان السبب الرئيسي في حفاظ روسيا على الوضع الراهن هو انعدام المتابعة من قبل الولايات المتحدة. ففي الأيام التي أعقبت الضربة، كانت موسكو تستعد لتغييرات محتملة في المقاربة الأمريكية تجاه سوريا، من بينها زيادة الضغط العسكري الأمريكي على دمشق وإحباط أي أمل بالحوار بين الغرب وروسيا بشأن الأسد. ومع ذلك لم تحدث مثل هذه التغييرات. فوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون وفى بخططه لزيارة موسكو، حتى مع الغاء نظيره البريطاني بوريس جونسون زيارته لها. ومن جهة موسكو، هدأت المخاوف الروسية مع استنتاج الكرملين بأنه بينما قد يكون ترامب مستعداً لاستخدام القوة إلّا أنّه - على غرار أوباما - يريد تجنب التوغل عميقاً في الوحل السوري. وبذلك تستطيع روسيا أن تواصل اعتبار نفسها اللاعب الرئيسي في البلاد.
وعلاوةً على ذلك، عندما هدد ترامب مؤخراً بتكرار العمل العسكري ضد الأسد حول احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية، شعرت روسيا على الأرجح بالثقة في استمرار دورها المؤثر في الصراع. وتنبع هذه الثقة من الشعور بموقعها الأقوى بصورة عامة في الحرب بالمقارنة مع الغرب. وبالتالي، فبينما تسببت حادثة إسقاط قوات التحالف للطائرة السورية مؤخراً بوضع روسيا في حالة تأهب، لم يتأثر الكرملين عموماً بالأعمال الأمريكية المكثفة التي نفّذت في أيار/مايو وحزيران/يونيو. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد المسؤولون الروس أن آلية اتخاذ القرارات بشأن سوريا لدى ترامب لا تزال مضطربة وأن الإدارة الأمريكية لم تستقر بعد على استراتيجية بعيدة المدى. وبالنظر إلى هذه الصورة الأكبر، من غير المحتمل أن يتأثر بوتين بالتصريحات الأمريكية العرَضية التي تهدد بالضربات الجوية في حال استخدام [سوريا] للأسلحة الكيميائية. وأحد التفسيرات المحتملة التي تطرحها موسكو للتهديد الأخير هو رغبة ترامب في استعراض عضلاته العسكرية، مقابل ضعف أوباما المتصوَّر، وذلك قبل لقائه مع بوتين خلال قمة مجموعة العشرين. ولذلك التزم الجانب الروسي الصمت بشأن هذه المسألة، مفضلاً الانتظار للاجتماع الفعلي قبل التلميح إلى الخطوة التالية في الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا.
مناطق الحد من التصعيد
من الخطوات الرئيسية التي تقوم بها روسيا حالياً لتعزيز موقفها التفاوضي هي إقامة مناطق لتخفيف حدة التصعيد، وهي بادرة تكتيكية بحتة لكسب المزيد من الوقت للنظام السوري ومؤيديه. ومن وجهة النظر الروسية، تهدف هذه المناطق إلى تحقيق عدة أهداف محددة، وهي:
1. من خلال طرح هذه الفكرة، تُظهر روسيا أنها لا تزال تترأس المفاوضات بشأن التسوية السياسية في سوريا. ومن خلال إرغام الأطراف الدولية الأخرى على التركيز على هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الروسية، يشتت الكرملين كذلك انتباه هذه الدول عن استراتيجياتها الخاصة.
2.  كانت روسيا قلقة من الشائعات المتداولة حول تقديم إدارة ترامب طروحاتها الخاصة حول مناطق حظر الطيران، التي من شأنها أن تقسّم سوريا إلى أجزاء يُزعم أنها مواتية للمعارضة. ولذلك سارعت روسيا إلى طرح بديل من شأنه أن يوجِد معاقل سنية - بدلاً من تقسيم البلاد - ويُنشئ مناطق لتخفيف حدة التصعيد تكون خاضعة لسيطرة حلفاء دمشق.
3. من شأن مناطق تخفيف حدة التصعيد أن تضفي طابعاً إقليمياً على النزاع السوري وتعزل التجمعات العسكرية الأكثر عدائية ضمن مناطق تخفيف النزاع هذه. كما تتوقع روسيا من التجمعات الموالية لتركيا و«هيئة تحرير الشام» (التي كانت تُعرف سابقاً بـ «جبهة النصرة» و «جبهة فتح الشام») المحاصرة ضمن مناطق تخفيف حدة التصعيد أن تفشل في إيجاد قضية مشتركة وتبدأ في القتال فيما بينها. وأفادت بعض التقارير على هذه الجبهة أن دمشق أطلقت سراح المئات من مقاتلي «أحرار الشام» في نيسان/أبريل ونقلتهم إلى إدلب لتعزيز موقفهم ضد «هيئة تحرير الشام». وفي خطوة مرتبطة بالسياق نفسه، أغفلت روسيا مؤخراً عن ذكر «هيئة تحرير الشام» في خطاباتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب وحوّلت تركيزها نحو تنظيم «الدولة الإسلامية». ويشير بعض الخبراء إلى أن هذا التحول كان متعمدٌاً وهدفه الاعتراف بشكل غير رسمي بـ «هيئة تحرير الشام» كالقوة المسيطرة على مناطق تخفيف حدة التصعيد، وبالتالي وضعها في موقع اشتباك محتّم مع التجمعات الأخرى.
4. بشكل عام، من شأن إقامة أربعة مناطق صالحة نسبياً أن تُبقي المعارضة السورية منشغلة بالصراع على القوة داخل هذه المناطق. وفي الوقت نفسه، ستتمكن موسكو من التركيز على الصراع ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وإذا تم تنفيذ الاستراتيجية المتعلقة بمناطق تخفيف حدة التصعيد بنجاح، سوف تشن روسيا هجوماً واسع النطاق على دير الزور، وستصوّر سقوط هذه المدينة على أنه انتصار على تنظيم «داعش» وإنجاز رسمي للأهداف الروسية في سوريا. وستعمل الحملات الدعائية الروسية على إظهار موسكو بأنها الرابح الواضح، مقارنةً بـ "التقدم البطيء" الذي يسجله الغرب في حربه  ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق. وقد تستخدم روسيا أيضاً هذا الانجاز كذريعة للانسحاب جزئياً من المستنقع السوري.
وأخيراً، ترى موسكو أن المناطق المقترحة لتخفيف حدة التصعيد هي ثمرة ناتجة عن تجربتها السابقة في إبرام اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار بين دمشق والجماعات المقاتلة المحلية. وبالفعل، تتناقض هذه النجاحات بشكل صارخ مع فشل المحادثات السياسية العالمية في جنيف وأستانا، الأمر الذي يشجّع روسيا على المضي قدماً في مساعيها.
الاستنتاجات
نظراً للمقاربة الروسية الموضحة أعلاه، لا بد لإدارة ترامب أن تعمل فوراً على وضع استراتيجية جديدة بشأن سوريا تعبّر عن رؤية واضحة لمستقبل البلاد وتُظهر استعداد الولايات المتحدة لحمايتها. وعندئذ فقط ستصبح المناقشات الحقيقية والفعالة بين الولايات المتحدة وروسيا أمراً ممكناً. وعلى العكس من ذلك، فإن غياب مثل هذه الاستراتيجية الأمريكية سيُظهر لروسيا أن الولايات المتحدة غير مستعدة للاضطلاع بدور جدي في سوريا. وفى حالة ركود الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا، من الممكن أن تجري موسكو تعديلات خطيرة على سياستها، فتبتعد أكثر عن الموقف الأمريكي.
إن الخلفية الموجزة لهذه الأحداث هي أنه في أعقاب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، توقّع الكرملين بدء حوار مستدام حول احتمالات تسوية الصراع في سوريا، والنضال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومستقبل البلاد بعد انتهاء الصراع. وعلى الرغم من عدم توهّم موسكو بشأن الطبيعة الحافلة بالتحديات لهذه المحادثات - كانت تخطط لإقناع واشنطن بخطورة رؤيتها الخاصة - إلا أن روسيا كانت ستعتبر إن مجرد بداية الحوار حول قضايا محددة هو بمثابة تقدم بحد ذاته. ولكن مثل هذه البداية تستوجب رؤية القيادة الروسية أجندة أمريكية جديدة في سوريا يتم تحديدها بوضوح من قبل البيت الأبيض. وهذا أمر لم يحدث بعد بنظر موسكو.
وفي ظل الغياب المستمر لسياسة أمريكية واضحة في سوريا، من المحتمل أن يتضاءل اهتمام موسكو بمزيد من الحوار مع واشنطن. ومن شأن مثل هذه النتيجة أن تؤدي إلى عدم احتفاظ السلطات الروسية إلا بالحد الأدنى من الاتصالات مع نظيرتها الأمريكية عوضاً عن محاولة تعزيزها. وفي الوقت نفسه، سوف يركز المسؤولون الروس اهتمامهم على الحوار مع الأطراف الإقليمية، وتحديداً تركيا وإيران، من أجل ضمان إقامة مناطق تخفيف حدة التصعيد الخاصة بهم. وبالتالي فإن قدرة الولايات المتحدة على التأثير على المقاربات الروسية في سوريا سوف تتضاءل إلى حدٍّ أكبر.
إن ازدياد التركيز الروسي على التعاون مع القوى الإقليمية على حساب تعميق الحوار مع الولايات المتحدة سوف يخدم بالمثل مصالح طهران ويجعل الكرملين أكثر اعتماداً على وكلاء إيران فيما يتعلق بإقامة مناطق تخفيف حدة التصعيد. وغني عن البيان أن إيران قد اكتسبت بالفعل الكثير من التدخل الروسي في سوريا من حيث تأثيرها في سوريا والمشرق. وعلى الرغم من أن الأهداف المتباينة على المدى الطويل لكل من روسيا وإيران في سوريا تثير قلق موسكو دون شك، إلا أن توقف المحادثات مع الغرب سيجبر الكرملين على الاعتماد على طهران وتوابعها من أجل تحقيق أهدافه.
نيكولاي كوزانوف هو زميل سابق في معهد واشنطن، ومشارك أكاديمي في "المعهد الملكي للشؤون الدولية" ["شاثام هاوس"].
========================
ستراتفور :بدء السباق إلى الحدود العراقية
http://www.alghad.com/articles/1704982-بدء-السباق-إلى-الحدود-العراقية
عمر العمراني - (ستراتفور) 20/6/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
لعل إحدى أفضل الطرق لتعقب أولويات إيران في سورية والعراق، هي متابعة تحركات واحد من أعلى قادتها العسكريين مرتبة، الجنرال قاسم سليماني. في أيلول (سبتمبر) من العام 2016، ظهر قائد جهاز الحرس الثوري الإسلامي المعروف باسم "قوة القدس" إلى الجنوب من حلب قبل وقت قصير فقط من شن القوات الموالية للنظام هجومها المضاد الأخير الذي تمخض عن الاستيلاء الحاسم على المدينة. وبعد سبعة أشهر، شوهد سليماني في محافظة حماة السورية الشمالية، عندما تحركت القوات الموالية المدعومة من إيران لخوض قتال ضارٍ وصعب مع قوات الثوار على تخوم العاصمة الإقليمية.
وفي حزيران (يونيو)، تحرك سليماني مرة أخرى. فيوم 12 منه، زار هذا الشخص الرفيع المراوغ وحدات المليشيات ذات القيادة الإيرانية على الحدود بين سورية والعراق، حيث صلى صلاة الشكر امتناناً للانتصارات الأخيرة في المنطقة. ويتحدث ظهوره عن المرحلة الأحدث التي تتكشف في الحرب الأهلية السورية المطولة: السباق إلى الحدود العراقية.
الأول في الوصول إلى خط النهاية
بينما يتم طرد "داعش" من سورية ببطء، يغذ أعداؤه الخطى للسيطرة على الأراضي التي يتركها خلفه. وفي الأثناء، يواجه الثوار السوريون، المدعومون من الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، حكومة الرئيس بشار الأسد التي تدعمها إيران وروسيا، من أجل انتزاع السيطرة على المواقع المتبقية للمجموعة المتطرفة من قبضتها الضعيفة. ولكن، ومع وضع الأنظار على نفس الهدف، فإن كل مشارك يتحرك بدافع مصالحه الخاصة، ويريد أن يخاطر باحتمال الاصطدام مع منافسيه لتأمين هذه المصالح.
بالنسبة للحكومة في دمشق، يشكل الاندفاع إلى الشرق أولوية. فقواتها في دير الزور كانت تحت حصار "داعش" منذ العام 2014، وهي في حاجة ماسة إلى الخلاص. وقد استدعى مأزق تلك القوات انتباهاً كبيراً بين حلفائها الموالين، وسوف يؤدي انهيار الحامية إلى احتجاجات مدوية بين نظرائها –وهو انتقاد تستطيع حكومة الأسد بالكاد أن تتحمله.
بالإضافة إلى ذلك، وعلى النقيض من الفهم الشائع الخاطئ بأن دمشق تسعى لإدامة سيطرتها على المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الغرب فقط، بذلت القوات الموالية للنظام الكثير من الجهود وأنفقت العديد من الموارد في محاولة مطالبتها بالسيطرة على البلد كله. (يحتاج المرء إلى النظر فقط في الجهود المكلفة لإمداد وتعزيز القوات في دير الزور ومحافظة الحسكة، عميقا في داخل أراضي الثوار). كما أن إقامة الاتصال مع النقاط الأمامية في أقصى الشرق وفي الشمال الشرقي هو شأن حاسم لطموحات الحكومة السورية باستعادة السيطرة على البلد، ناهيك عن الطاقة الوفيرة والموارد الزراعية الموجودة في عموم المنطقة.
لكن لدى حليفها الأكبر، إيران، هدفاً مختلفاً في بالها. فبهدف تعزيز قدراتها اللوجستية وعرض قوتها في المنطقة، تهدف طهران إلى تطهير ممر بري يمتد من العاصمة الإيرانية إلى دمشق وساحل البحر الأبيض المتوسط –وهو شأن سيساعد اندفاع الموالين في اتجاه الحدود في إنجازه. وكما هو حالها، تجد إيران نفسها مجبرة على التعويل على الشحن بحراً (والذي يكون عرضة للاعتراض من البحرية الإسرائيلية) والنقل الجوي (الذي له قدرة محدودة ومن الصعب إخفاؤه) لإمداد القوات الموالية في سورية ومتشددي حزب الله في لبنان. ومن شأن وجود جسر بري تغيير ذلك وزيادة كمية المواد والجنود الذين تستطيع إيران إرسالهم غرباً بشكل كبير، بينما يتشكل خط اتصال مهم عبر الشرق الأوسط. وكانت إيران قد شرعت أصلاً في الدفاع عن مشروع طريق طموح يصل بين عاصمتها والعاصمة السورية، لكنه سيكون مفيداً فقط في حال سيطرة شركائها السوريين على الحدود العراقية.
في الأثناء، لدى روسيا الأقل لتكسبه من الفوز في السباق مقارنة مع كل من شركائها في الائتلاف. فمع أنها ما تزال منخرطة على نحو عميق في الهجوم المضاد نحو الشرق، فإنها متأنية في دعمها. وعلى العكس من إيران، ليس لدى روسيا حاجة إستراتيجية ملحة في شق طريق باتجاه الحدود العراقية. لكن ذلك لا يعنيأن العملية لم تقدم لها فرصة لانتزاع تنازلات من الولايات المتحدة. وفي الحقيقة، اتصل الجيش الأميركي مراراً وتكراراً بالقوات الروسية من خلال قناة الاتصال القائمة لتفادي التصادم بينهما، ولإبقاء القوافل الموالية المدعومة إيرانياً بعيدة عن الوصول إلى المواقع الأميركية. ومن غير الواضح مع ذلك حجم النفوذ الذي تستطيع روسيا ممارسته على المقاتلين الإيرانيين والمقاتلين الموالين للحكومة السورية المتجهين نحو الشرق: في العديد من الحالات، رفضوا التوقف أو الابتعاد عن القوات الأميركية على الرغم من محاولات مفترضة بذلتها الولايات المتحدة وروسيا لإقامة منطقة فصل للنزاع بالقرب من الحدود الأردنية.
في ميدان المعركة، ظلت الولايات المتحدة مركزة على هدفها الأساسي المتمثل في هزيمة "داعش". وهكذا، يشكل الاندفاع الثابت للموالين في اتجاه الشرق مصدر قلق لواشنطن، نظراً لأنه يمكن أن يعرقل جهود الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على المجموعة المتطرفة في البلد. وفي الوقت الراهن، تنقسم هذه الجهود إلى عمليتين: الهجوم المضاد على الرقة، حيث رأس الحربة هو قوات سورية الديمقراطية؛ والزحف البطيء باتجاه الشمال الشرقي نحو وادي نهر الفرات بقيادة مجموعات مثل مغاوير الثورة. وبينما تصبح القوات الموالية أقرب إلى هذه المناطق، يرتفع بثبات منسوب خطر التصادم مع القوات الأميركية أو تعطيل عمليات الثوار في المنطقة.
في الحقيقة، وقعت بعض الحوادث التي تستحق الملاحظة. فخلال الأسابيع القليلة الماضية، ذكر أن هجمات المدفعية والضربات الجوية لقوات الموالين للنظام ضربت مواقع لقوات سورية الديمقراطية التي تدعمها أميركا بالقرب من بلدة طبقة التي تحتوي الجناح الغربي لهجوم الثوار على الرقة. ويوم 18 حزيران (يونيو)، أسقطت الولايات المتحدة طائرة سوخوي سورية بعد أن ضربت قوات الثوار بالقرب من البلدة. وفي اليوم التالي أعلنت روسياً عن تعليق العمل بقناة الاتصال لمنع التصادم مع القوات الأميركية، وهددت باستهداف طائرات الائتلاف في المجال الجوي إلى الغرب من الفرات. وإلى الجنوب بالقرب من الحدود الأردنية، ضربت الولايات المتحدة ثلاث مرات عدة وحدات دعم تابعة للحرس الثوري الإيراني بالقرب من مواقعها حول بلدة التنف، بينما أسقطت طائرة مقاتلة أميركية طائرة إيرانية مسيرة بعد استهدافها لمواقع عسكرية أميركية.
سباق بثلاث شعب
بينما تغذ القوات السورية الخطى نحو الحدود العراقية، سوف يكون هجومها ثلاثي الشعب. العنصر الأول ورأس حربته وحدة موالية تعرف باسم "قوات النمور" التي ستندفع خلف قوات سورية الديمقراطية في الرقة عندما تتحرك إلى الجنوب الشرقي.
العنصر الثاني (وربما الأكثر حسماً) مكون من موالين مدعومين روسياً وإيرانياً على طول الطريق السريع "م-20"من تدمر إلى دير الزور. ومنذ الاستيلاء على أراك يوم 14حزيران (يونيو) الحالي، كسبت هذه القوات زخماً. وإذا استطاعت الوصول إلى دير الزور قبل منافسيها، فسوف تكون قادرة على الحفر في شرقي سورية والوصول إلى الطريق الإيراني الذي يجري شقه ليصل بين طهران ودمشق.
تتألف الشعبة الثالثة من القوات الموالية المندفعة باتجاه نقطة عبور التنف التي تقع بالقرب منتقاطع الحدود السورية الأردنية العراقية، وتقع على الطريق السريع بالغ الأهمية الرابط بين دمشق وبغداد. ومع ذلك، منعت القوات الأميركية في منطقة الحدود وحولها الحكومة السورية من الوصول إليها حتى الآن.
الوثبة الأخيرة
أثبت الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة سوية مع الثوار الحلفاء أنهم مصدر إزعاج للموالين في شرقي سورية، لكن المرجح أنهم لن يكونوا عائقاً يستحيل التغلب عليه في الطريق نحو الحدود. أولاً، لن تكون قوات سورية الديمقراطية على الأغلب حرة من مهمة هجومها على الرقة لعدة أشهر مقبلة، مما يعطي القوات الموالية المتجهة نحو دير الزور نقطة انطلاق كبيرة. وثمة سبب آخر، فمع أن وصول قوات الأسد بمرافقة سليماني إلى العراقية إلى الشرق من التنف هو في الجزء الضخم منه فكرة دعائية بارعة على ضوءالبعد الذي كانت عليه من أي طريق رئيسي بما في ذلك الطريق الإيراني قيد الإنشاء- فإنها أبرزت ضعف سيطرة الثوار في المنطقة. وتظل الحقيقة أن الموالين يتمتعون حالياً بفرصة أفضل للوصول إلى مواقع "داعش" والاستيلاء عليها على طول وادي نهر الفرات مقارنة بالثوار المدعومين أميركياً.
بغض النظر عن الطرف الذي سيكسب السباق إلى الحدود العراقية، يتمثل الخطر الأكبر لكل المتسابقين في الأشهر القليلة المقبلة في التهديد المتنامي بوقوع اشتباكات بين القوات الموالية وبين الثوار المدعومين أميركياً في سياق المنافسة المحمومة على الأراضي. وفي وقت يشهد تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، تستطيع هذه الاشتباكات صب الزيت على وقود العداوة. وكان الحرس الثوري الإيراني قد زعم أن واشنطن هندست الهجوم الإرهابي المزدوج في طهران يوم 7 حزيران (يونيو)، بينما ذكر أن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات جديدة على إيران. وهكذا، وعلى الرغم من أن القتال ضد "داعش" قد يكون قد أوهن قوة المجموعة المتطرفة، فإن من الممكن أن تصعد معركة مميتة من رماد معركة "داعش" إذا لم تتوخ القوى المنخرطة في شرقي سورية بالغ الحذر.
========================
الصحافة البريطانية :
التايمز: مساعِ إسرائيلية لإنشاء مناطق عازلة جنوبي سوريا
https://new.e24g.com/651451/2017/07/07/التايمز-مساعِ-إسرائيلية-لإنشاء-مناطق.html
كتب – عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن إسرائيل تسعى إلى إنشاء مناطق عازلة في سوريا، وذلك لمنع عناصر “حزب الله” والقوات المدعومة من إيران من الاقتراب من الحدود الشمالية للدولة العبرية، ويمكن أن تمتد المنطقة 30 ميلا إلى الشرق من مرتفعات الجولان.
وأكدت الصحيفة البريطانية، عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أن إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لدعم المقترح الإسرائيلي، حيث طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفكرة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية.
وبحسب التقرير، تتجاوز مدينة درعا مباشرة ومدينة السويداء السورية، التي تقع في أيدي الحكومة وهي موطن لطائفة الدروز، حيث تطرقت المباحثات الروسية – الأمريكية إلى المقترح الإسرائيلي، نتيجة للضغط الإسرائيلي على الجانب الأمريكي والروسي.
ووفقًا للصحيفة البريطانية، تنبع المخاوف الإسرائيلية من احتمال انسحاب القوات الأمريكية، مما يترك فارغًا للميليشيات المدعومة من إيران مثل “حزب الله” في جنوب سوريا، حيث ظهرت تقارير تؤكد تعاون الحكومة الإسرائيلية مع قوات المعارضة السورية، إضافة إلى إمدادهم بالأسلحة وإرسال مساعدات إنسانية لهم والسماح للجرحى بتلقي العلاج في إسرائيل.
وأوضح التقرير أن هناك آلاف الجرحى السوريين يتلقوا العلاج فى المستشفيات الإسرائيلية، منوهًا إلى أن العلاقة مع إسرائيل شكلت فعل مشين للمسلحين أمام الرأي العام في مرحلة مبكرة من الحرب، لكن مع ظهور العديد من القوى الإقليمية والدولية في الحرب الأهلية السورية، خرجت القضية عن نطاق الجدل.
========================
ديلي تلغراف:أميركا عرضت على روسيا العمل معا لفرض مناطق حظر طيران بسوريا
http://www.sadasaida.com/news.php?go=fullnews&newsid=66536
نوّهت صحيفة "الديلي تلغراف"، إلى أنّ "الولايات المتحدة الأميركيةعرضت على روسياالعمل معاً لفرض مناطق حظر طيران في سوريا، وانّها تأمل أن يتجاوز البلدان خلافاتهما من أجل جلب الإستقرار لتلك البلاد الّتي دمّرتها الحرب". ولفتت الصحيفة في تقرير، إلى أنّ "وزير الخارجية الأميركيةريكس تيلرسون، أشاد بالتعاون الأميركي الروسي في تأسيس مناطق تخفيف التوتر في سوريا، مشيراً إلى أنّ هذا دليل على قدرة البلدين على تحقيق تقدّم أكبر في سوريا". وأوضح تيلرسون أنّ الولايات المتحدة مستعدّة لبحث إمكانيّة تأسيس آليّات مشتركة مع روسيا لضمان الإستقرار، ومن ضمنها مناطق حظر طيران ونشر مراقبين لوقف إطلاق النار على الأرض". 
========================
الصحافة التركية :
صحيفة صباح: تركيا ليس لديها فوبيا من الأكراد، ولكنها ضد إرهاب حزب العمال الكردستاني
http://www.turkpress.co/node/36574
مليح ألتنوك - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
تركيا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي يعيش فيها الأكراد بحرية وعلى قدم المساواة.
هناك محاولة لتأسيس دولة لحزب الاتحاد الديمقراطي - وحدات حماية الشعب تمتد على طول الحدود التركية في الشمال السوري.
حزب الاتحاد الديمقراطي هو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يقوم بأنشطة إرهابية في تركيا. في عام 2011، ظهرت وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح للمنظمة، التي أسسها زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان في عام 2003.
وكما هو الحال مع حزب الحياة الكردستاني الحر، الذراع الإيراني لحزب العمال الكردستاني، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي – وحدات حماية الشعب يتصرف تحت قيادة أوجلان. وتتقاسم المنظمة نفس الذخيرة التي يستخدمها حزب العمال الكردستاني وتستخدم نفس الموارد البشرية، وهدفها النهائي هو إقامة دولة مستقلة تغطي الأراضي التركية والإيرانية والعراقية والسورية.
ومع ذلك، فإن الهيكل الديموغرافي في المنطقة التي يعملون فيها ليس مناسباً لتحقيق هذه المثل العليا، ولا يميل الأكراد- الذين يدعون أنهم قاعدتهم- نحو ذلك.
ولهذا السبب، يلجأ حزب العمال الكردستاني إلى أعمال عنف في جميع البلدان التي يعمل فيها. حيث قتلت المنظمة عشرات الآلاف من المدنيين في تركيا وحدها. المصادر الرئيسية للدخل في المنظمة هي المخدرات والاتجار بالبشر، وتجارة الأسلحة، الخ.
وبطبيعة الحال، فإن المنظمة مدرجة في قائمة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة. وسجلت منظمة العفو الدولية هذا الأمر أيضاً بالنسبة لوحدات حماية الشعب في تقرير صدر في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2015. واستشهدت بكل جرائم الحرب التي ارتكبها حزب الاتحاد الديمقراطي – وحدات حماية الشعب واحدة تلو الأخرى، بما في ذلك استخدام الأطفال كجنود، مما أجبر العرب والتركمان في شمال سوريا على الهجرة، وقتل المدنيين وإلحاق الضرر بأماكن إقامتهم.
وأكدت وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون في تقرير في 20 يوليو/ تموز 2016، "إن وحدات حماية الشعب هي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني". وحدد المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب بوضوح الارتباط العضوي بين حزب الاتحاد الديمقراطي - وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني في تقويمه لمكافحة الإرهاب لعام 2013.
مع ذلك من المثير للاهتمام، أن نفس المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب لم يستخدم هذه التعبيرات في السنوات التالية. أعتقد أن السبب كان أن واشنطن اضطرت مؤخراً إلى اللجوء وراء العذر القائل بأن "نستخدم وحدات حماية الشعب مؤقتاً ضد داعش" في هذه الأيام.
هذه هي بعض أسباب اعتراض تركيا على دولة حزب العمال الكردستاني - وحدات حماية الشعب، التي يحاولون تأسيسها في شمال سوريا. وعلى النقيض من مزاعم وسائل الإعلام بأن أجهزة الاستخبارات التي تستخدم حزب العمال الكردستاني لتحقيق أهدافها في المنطقة، فإن أنقرة ليس لديها فوبيا من الأكراد.
وعلاوة على ذلك، فإن تركيا هي البلد الوحيد في هذه المنطقة التي يعيش فيها عدد كبير من السكان الأكراد على قدم المساواة والحرية. وقد وصل المواطنون الأكراد إلى أعلى المستويات، بما في ذلك الرئاسة، وهم من بين أكثر اللاعبين نشاطاً في الحياة الاقتصادية والثقافية في البلاد. وأصبحت بعض الممارسات التمييزية، وخاصة فيما يتعلق باللغات، التي وضعها النظام الجمهوري موضع التنفيذ في الماضي، شيئاً من الماضي في عهد حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وهناك دليل آخر يدل على أن حساسية أنقرة ليست تجاه الأكراد في المنطقة، وإنما ضد حزب العمال الكردستاني، والدليل هو العلاقات الطيبة بين تركيا وحكومة إقليم كردستان في شمال العراق.
عاش زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بجواز سفر تركي لسنوات عديدة. واليوم، هناك تعاون اقتصادي وسياسي وثيق بين الإدارة الكردية الاتحادية وأنقرة.
يجب أن ترى الولايات المتحدة، وخاصة الرأي العام الأوروبي، والتي تم اختبارها بشكل متكرر من الإرهاب في السنوات الأخيرة، الآن أن نضال تركيا ضد حزب العمال الكردستاني - وحدات حماية الشعب يتم التلاعب به من أجل الإجراءات الدورية للدول.
وبخلاف ذلك، ما دام هذا المعيار المزدوج مستمراً، من الواضح أنه لا يمكن منع الإرهاب العالمي ولن يكون أي مكان في العالم في مأمن لأي شخص.
========================
خبر تورك :واشنطن تستدعي قادة قوات سوريا الديمقراطية
http://www.turkpress.co/node/36549
سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
يجري المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش بريت ماكغورك سلسلة من الاجتماعات مع قادة القوى المحلية في الرقة، ويعمل من جهة أخرى على إعداد خارطة طريق بشأن الخطوات التي سيتم الإقدام عليها في سوريا.
دعا ماكغورك ممثلي جميع القوى المنضوية تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب، إلى واشنطن، على أمل التوصل إلى خطة جديدة في الاجتماع الشامل المزمع عقده في العاصمة الأمريكية.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الاجتماع تقرر عقده في يوليو/ تموز الجاري، لكن لم يُحدد تاريخه النهائي، حيث من المنتظر الإعلان عنه لاحقًا.
قضايا هامة يناقشها الاجتماع
من المنتظر أن يتناول الاجتماع ويناقش قضايا في غاية الأهمية بالنسبة لتركيا. وذكرت مصادر في واشنطن بعضًا منها على النحو التالي:
- كيف ستشكل إدارة في الرقة بعد داعش، وما مدى نفوذ الأكراد في هذه الإدارة؟ كيف سيتم نقل السلطة إلى القادة العرب المحليين في المدينة؟
- إلى أي مدى سيُطلب من قوات حماية الشعب، التي تم تسليحها من أجل الرقة، ملاحقة عناصر تنظيم داعش الفارين نحو الجنوب؟
- تعهدت قوات حماية الشعب سابقًا بأنها ستترك إدارة الرقة للقوى العربية المحلية بعد إخراج داعش منها، فهل تلتزم القوات بهذا التعهد، وما هي الطريقة الأمثل لنقل السلطة؟
- حصلت وحدات حماية الشعب على وعد أمريكي بالمساعدة في إقامة كيان يتمتع بحكم ذاتي في منطقة روجاوه، مقابل تعهدها المذكور. فهل ستفي الإدارة الأمريكية بهذا الوعد؟ وإذا كان هذا المشروع مستمرًّا ما هي الخطوات المزمع الإقدام عليها؟
- إذا كان الرد إيجابيًّا على السؤال في البند 4، من سيتكفل بالحيلولة دون استهداف تركيا وحدات حماية الشعب؟
- هناك ميليشيات موالية لإيران في منطقة قريبة من الرقة إضافة إلى قوات تابعة للنظام السوري. إذا كان مطلوبًا من قوات حماية الشعب التوجه نحو الجنوب فهل الاشتباك مع هؤلاء موضوع في عين الاعتبار؟ وهل سيكون هناك اتصالات مع روسيا في هذا الشأن؟
كما يمكن الملاحظة بالنظر إلى المواد المذكورة أعلاه، فإن الاجتماع المزمع عقده في واشنطن خلال يوليو الحالي سيتناول قضايا شاملة وشائكة وشديدة الأهمية.
تعمل المؤسسات في واشنطن من أجل التحضيرات الأولية للاجتماع، وتؤكد أن حل الأزمة السورية أصبح أصعب الآن وأكثر تعقيدًا، وأن المشاكل الرئيسية ستبدأ من  الآن فصاعدًا.
أشخاص من المؤسسات المذكورة تحدثت معهم، قالوا إن المجموعات المعادية لبعضها البعض في سوريا أجلت الخلافات بينها حتى اليوم من أجل التخلص من الوجود القوي لتنظيم داعش، وركزت على العدو المشترك. لكن بعد انسحاب داعش فإن الرغبات والعداوات المكبوتة حتى اليوم سوف تنفجر، وهذا ما يثير قلق واشنطن، التي تعول كثيرًا على الاجتماع.
========================
الصحافة الاسبانية والالمانية والايطالية :
صحيفة إسبانية: هل ينتهي تنظيم الدولة بخسارته الموصل والرقة؟
http://arabi21.com/story/1019334/صحيفة-إسبانية-هل-ينتهي-تنظيم-الدولة-بخسارته-الموصل-والرقة#category_10
نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن استعداد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة للقضاء نهائيا على تنظيم الدولة من معاقله الأخيرة في العراق وسوريا.
لكن الصحيفة تقول إنه لا يمكن الجزم بأن القضاء على "الخلافة" خطوة قادرة على وضع نهاية للتطرف والإرهاب في الشرق الأوسط وأوروبا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مغامرة أبي بكر البغدادي، الذي لا زلنا نجهل حقيقة المعلومات عن مقتله، على وشك النهاية خلال الأيام القليلة القادمة. وستضع الهزيمة الوشيكة لتنظيم الدولة نهاية لعملته الخاصة، وخدماته التي يقدمها للسكان الذين يعيشون تحت سيطرته.
وبينت الصحيفة أنه بعد ثلاث سنوات من زرع الموت والدمار، على امتداد نهري دجلة والفرات، يتجه تنظيم الدولة نحو الاندثار من معاقله في العراق وسوريا.
وأضافت الصحيفة أن المعارك في الموصل خلفت دمارا هائلا، وطال حتى المسجد الذي أعلن منه البغدادي "خلافته". كما ستستغرق عملية انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وقتا طويلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة قد استقطب مقاتلين من جميع أنحاء العالم، أظهروا الإسلام بصورة سلبية. حيث تناقلت الكثير من وسائل الإعلام حول العالم مشاهد الرعب التي يروج لها التنظيم، فيما شملت هذه المشاهد هجمات مدوية في أوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الفوضى العارمة تعد آخر الفصول الدامية في الشرق الأوسط التي أنتجها الغزو الأمريكي للعراق خلال سنة 2013، حيث فتح هذا الغزو أبواب الجحيم في المنطقة، ولم يتمكن أحد من إغلاقها حتى الآن.
وتضيف الصحيفة: "من المفارقات، أنه لا يزال عباقرة الموت يجوبون أنحاء الشرق الأوسط والعالم بأسره، محذرين من القيم الرجعية للدين، ومتناسين الأسباب الرئيسية للعنة الشرق الأوسط".
وأوردت الصحيفة أن أحد الجنود الأمريكيين الذين استجوبوا صدام حسين، أكد أن الأخير "حذر واشنطن مرارا وتكرارا من أن الأمريكيين سيفشلون حتما، كما لن يتمكن الاستعمار الأمريكي من الصمود طويلا؛ لسبب بسيط وهو أن الأمريكيين لم يفهموا عقلية المنطقة".
وفعلا، تحققت تكهنات صدام حسين، "وانتهت المغامرة التي بدأت في العراق سنة 2003، بفشل ذريع. علاوة على ذلك، كانت تكلفة هذه الحرب الأغلى على الإطلاق، أكثر مما يتصوره العقل"، وفق الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الراهن، وبالتزامن مع الأيام الأخيرة لخلافة أبي بكر البغدادي، يمكن القول إن الولايات المتحدة وحلفاءها في طريقهم إلى كسب "المعركة". في المقابل، ومع الأخذ بعين الاعتبار ما تم استخلاصه من تجربة السنوات الأربع عشرة الماضية، لا يمكن لأحد أن يؤكد أن واشنطن قد كسبت "الحرب"، أو أنها في طريقها إلى الفوز فيها، وسيكون المستقبل الفيصل في هذا الشأن، وسيوضح الكثير من الجوانب الغامضة.
وبيّنت الصحيفة أنه بعد هذه الحرب، أصبح حوالي نصف سكان الموصل بلا مأوى. كما أن حجم الدمار كان كبيرا، وفاجأ حتى الجنود الأمريكيين المشاركين في استعادة المدينة. وبحسب الحكومة العراقية، تقدر تكلفة إعادة إعمار الموصل بحوالي 100 مليار دولار، وهي تكلفة تعادل ما تم إنفاقه للإطاحة بتنظيم الدولة من المناطق التي سيطر عيها خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقالت الصحيفة إنه على الجهات التي تستعد لإعادة إعمار البلاد وتخصيص أموال طائلة لهذه المهمة، التريث قليلا، واكتشاف النتائج والمستجدات المستقبلية. وأضافت: "لا يخفى على الجميع أن أحلام الغزو الأمريكي قد تحطمت، في هذا الوقت الذي لا تزال فيه بغداد تحت الحصار. ولا يمكن لأحد في كامل مداركه العقلية، من بين الجهات المتدخلة في العراق، أن يجرؤ على مغادرة المنطقة الخضراء
========================
من الصحافة الألمانية: تحليلات النظام السوري أثبتت استخدام غاز السارين في خان شيخون
http://www.all4syria.info/Archive/424669
كلنا شركاء: دير شبيغل- دويتشه فيله
نقلت مجلة شبيغل الألمانية عن تقرير اللجنة المشكلة من قبل الأمم المتحدة بشأن هجوم خان شيخون، أن فحص لعدة عينات اثبت بشكل قاطع استخدام غاز السارين كسلاح في الهجوم. والدليل على ذلك جاء على وجه التحديد من النظام في دمشق.
 مرت ثلاثة أشهر على الهجوم على خان شيخون في محافظة إدلب السورية، والذي أسفر عن مقتل 87 شخصا من بينهم العديد من الأطفال. ونشرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقريرها عن الهجوم يحمل تاريخ (29 حزيران/يونيو 2017) ونشرته مجلة “شبيغل” الألمانية أمس الأربعاء (السادس من تموز/يوليو 2017)، في موقعها الالكتروني.
ونقلت المجلة الألمانية عن التقرير أن غاز السارين أو غاز يحمل صفات مشابهة للسارين استخدم في الهجوم الذي وقع في (الرابع من نيسان/ أبريل 2017) في خان شيخون، نقلا عن عينات أخذت من قبل مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من حفرة في المنطقة الشمالية للمدينة.
وفحص المفتشون عدة عينات، منها عينات جمعها معارضون للنظام السوري، وعينات أخرى أرسلها النظام السوري بنفسه. وكان على ما يبدو أحد المتعاونين مع النظام الذي جمع المواد من موقع الهجوم. وفحص النظام السوري من جانبه العينات في مختبر خاص قبل تسليمها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وسلم النظام نتائج التحليلات أيضا مع العينات إلى المنظمة.
وذكرت مجلة شبيغل أن خبراء النظام السوري توصلوا أيضا أثناء فحصهم للعينات إلى وجود بقايا غاز السارين. وبالتالي فإنه من المستبعد أن يكون محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد تلاعبوا بالعينات. رغم ذلك نشر بعض أنصار النظام السوري في الانترنت إدعاءات تتهم محققي المنظمة بالتلاعب، نقلا عن “شبيغل”.
وحفرة الانفجار التي وُجد فيها عينات غاز السارين كانت قريبة من خان شيخون ومنها انتشر الغاز السام. وخلص المحققون لذلك بأنه غاز السارين استخدم عن قصد كسلاح. وهو ما يعد جريمة حرب.
يذكر أن محققي اللجنة الخاصة المشكلة من قبل الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كانت مهمتهم الأساسية معرفة ما إذا كان غاز السارين قد استخدم في الهجوم أم لا، وليس الجهة المسوؤلة عن الهجوم. وكانت روسيا قد عرقلت قرارا لمجلس الأمن من شأنه أن يسمح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحديد المسؤول عن الهجوم وتسميته.
========================
النخبة المستقبلية لسوريا .. الدراسة في كونستانس
https://newsyrian.net/ar/content/النخبة-المستقبلية-لسوريا-الدراسة-في-كونستانس
على الرغم من كل محاسن هذه المدينة.. القلعة القديمة التي تعلو عن كل ما حولها.. والبازار الأسطوري، الليالي الدافئة في شوارع المدينة العتيقة. لم تكن هناك حياة في حلب.
هناك حيث أراد الشقيق الأكبر لأسامة مكانسي الانتقال من طرف إلى آخر في المدينة.. حيث أصبح الشرق منفصلا عن الغرب في حلب في عام  2012، بعد بدء القتال الذي قسم سوريا. أدركته رصاصة في الحد الفاصل وتوفي عن عمر يناهز الخامسة والعشرين عاما.
بعد ذلك بعامين، سافر الأخ الأصغر لأسامة من تركيا باتجاه الوطن.. لكنه لم يصل. فقد أوقفه أفراد من -ما يسمى- الدولة الإسلامية في شمال سوريا على طريق حلب وقاموا باعتقاله. سمح التنظيم لعائلته بزيارته مرة واحدة، ثم انقطعت أخباره. لقد حدث هذا قبل سنوات.
في هذا اليوم يجلس أسامة مكانسي في مجمع جامعة كونستانس الذي صمم من الخرسان والفولاذ والزجاج. إن من يجلس على المقعد الخشبي المنتصب أمام النافذة يستطيع أن يشاهد المرج المنبسط أمام الجامعة الذي تفتحت فوقه أزهار الهندباء.
"لقد كان هذا صعبا بالنسبة لي"، كما يقول أسامة بلغة انجليزية ممتازة، "ولكن يجب علينا الآن أن نجد مخرجا". لا يوجد حقد ولا رغبة في الانتقام، فقط الإنهاك يبدو واضحا في صوته. ولكن يوجد أيضا هذا التوتر الأساسي للناس الذين يدركون بأن هناك شيئاً يجب مراعاته باستمرار، إذ أن الحياة يمكن أن تسوء بشكل فظيع .
إن ما يفكر به أسامة مكانسي حول عدم الرغبة بالانتقام يعد أمرا مهما لأن الطالب في مجال تقنية المعلومات البالغ من العمر 26 عاما يعد واحدا من بين أكثر من 200 أكاديمي من سوريا الذين سوف يتم تأهيلهم في كونستانس كنخبة مستقبلية لبلادهم. هذا البرنامج يجمع الطلبة المتفوقين من جميع مناطق البلاد معا، عربا وكردا، ومنهم من ينحدر من أصل أرمني.. منهم المسلم والمسيحي واللاأدري، بعضهم من يرى أن بشار الأسد حاكم جيد، والبعض يقف في صف المعارضة. لكن ما يوحدهم هو أنهم يريدون بناء سوريا مرة أخرى. ووفقا لفولفغانغ زايبل، الرئيس الروحي لهذا البرنامج المسمى بـ "الوفاق"، يمكن إدراك الصعوبات التي تواجه تحقيق السلام وإعادة الإعمار.
تقدر وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه منذ بداية الانتفاضة في سوريا قد اضطر ما يقرب من نصف السكان  منذ عام 2011  إلى الفرار. وأكثر من خمسة ملايين سوري يعيشون الآن في بلدان الجوار. وقد طلب 6.3 مليون الحماية منذ بدء الحرب الأهلية في البلاد. الكثير من اللاجئين قد تلقوا تعليما جيدا. إذ أنهم ينحدرون من عائلات ثرية والتي تكفلت بدفع التكاليف الباهظة لرحلة اللجوء.
 
"قد يكون من السذاجة التفكير بتعليم الديمقراطية"
إن فولفغانغ زايبل أستاذ في السياسة والإدارة العامة في كونستانس، وقد كتب عن الفشل الإداري وكيفية تنظيم بعثات حفظ السلام للأمم المتحدة. لقد وقع الاختيار عليه حين أطلقت وزارة الخارجية ومنظمة التبادل الأكاديمي الألمانية (DAAD) برنامجا لتدريب السوريين كنخبة مستقبلية للبلاد. ماذا يعني "تأهيل النخبة"؟ هل يعني ذلك تشكيل مجموعة من السياسيين الذين سيناط بهم مهمة تحويل سوريا، بعد عقود من الدكتاتورية القاسية، إلى ديمقراطية على النمط الغربي؟
يقول فولفغانغ زايبل "قد يكون من السذاجة التفكير بتعليم الديمقراطية". إن هذا لم ينجح قبل ذلك في العراق. إن أكثر شيء يشغل بال زايبل هو ما سيحدث لمنطقة الصراع حين يهاجر المؤهلون منها.. بالتأكيد سوف يزداد الوضع سوءاً في البلاد. يقول زايبل "يجب أن نمنع" هجرة الأدمغة من العلماء.
لقد كانت سوريا البلد الذي يملك، على الرغم من الدكتاتورية، مدارس وجامعات فعالة. لا يوجد في سوريا الكثير من النفط، وتحتاج إلى المتعلمين وخاصة أولئك الذين يمكن أن يلعبوا دورا قياديا في المستقبل. لذا يعد برنامج جامعة كونستانس برنامجا فريدا من نوعه على مستوى العالم. وإذا تعلم ما يقرب من 220 مشاركا ما الذي يحققه المجتمع الديمقراطي الدستوري - "يكون قد حقق البرنامج النجاح"، كما يقول زايبل، ويضيف "نريد أن نتيح للناس أن يصلوا إلى شيء ما.. ويمكن أن يكون هذا الشيء هو الديمقراطية."
 
"لا يمكن للناس أن يتحدثوا بصراحة عن صراعاتهم"
لقد تقدم إلى هذا البرنامج 5000 من الجامعيين. وهم طلاب من سوريا نفسها، أو من الدول المجاورة أو من الناس الذين كانوا قد وصلوا بالفعل إلى ألمانيا والذين شردتهم الحرب الأهلية.
بالكاد يوجد لاجئون في كونستانس. إن حرم جامعة كونستانس ممتلئ هذا الصباح بالشبان الذين يرتدون قمصانا مكوية ويضعون نظارات طبية عصرية، والشابات اللاتي يرتدين الجينز ويملكن شعرا طويلا، وبعضهن يضعن الحجاب.
وكما يقول كريستيان هولزهوستر رئيس برنامج المنح الدراسية " DAAD" : بالطبع إن مسألة تشكيل النخبة التي يمكن أن تساعد في يوم ما على إعادة إعمار البلاد. و يستدرك قائلا "لكن من غير المنطقي أن نفرض ذلك على الحاصلين على المنحة". ففي عملية دراسة طلبات المشاركة في هذا البرنامج لم يتم السؤال عن خطط العودة إلى الوطن.
لقد درس أسامة في حلب لكنه لم يستطع المتابعة، يقول: "لا يمكن للناس أن يتحدثوا بصراحة عن صراعاتهم". ذهب إلى تركيا حيث عمل هناك وحصل قبل عامين على قبول دراسي في فرايبورغ في مجال تقنية المعلومات. لقد كان حلم طفولته هو الحياة في الخارج، وكان في ذلك الوقت من مشجعي نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم. لكنه لم يكن يتوقع أن يتحقق حلمه الآن بسبب الحرب في وطنه. يقول أسامة "بالطبع سوف أعود إلى حلب إن تم تسوية كل شيء". هناك ما زالت تعيش أسرته، أو بالأحرى ما تبقى من أسرته. في الجزء الغربي من المدينة الذي تسيطر عليه القوات التابعة لنظام الأسد، والذي كان قبل سيطرة قوات النظام، وفي أثناء المعارك أكثر أمنا بقليل من الجزء الشرقي الذي كان تحت سيطرة قوات المعارضة. لا يزال أسامة قلقا على عائلته التي تأمل لنجلها أن يحقق آفاقا مستقبلية في ألمانيا الغنية. لا يستطيع أسامة أن يزور والده ووالدته وأخوته نظرا لما يترتب عليه ذلك من خطورة.
لقد وصل أسامة في وقت يشبه ذلك الوقت الذي شهد تدفق العمال المهاجرين
 
يجتهد هذا الابن على تثبيت قدمه في ألمانيا، ويواظب على الدراسة في برنامج تأهيل النخبة. يدرس أسامة الماجستير في تقنية المعلومات، وعندما يحصل عليه سوف يحصل على العديد من الفرص في الشركات الألمانية التي تبحث على خبراء في هذا المجال. لقد تزوج مؤخرا من شابة سورية  انتقلت إلى ألمانيا. وهو يعيش الآن معها في فرايبورغ، مدينة الطلاب والمعروفة بالانفتاح على الأجانب. إن الحياة هنا مختلفة عما هي عليه في سوريا. يشعر أسامة بالقبول ويمني النفس بالحصول على الدكتوراه وممارسة الأبحاث في الجامعة .
يقول "أحلم بالاندماج في المجتمع الألماني". وبشأن العودة يقول: "في السنوات الست من الحرب في سوريا تسربت الكراهية إلى نفوس الناس هناك.. سوف أعود حين يعود الوضع إلى ما كان عليه من قبل".
إن هذا يبدو مثلما حصل مع العمال المهاجرين الذين جاءوا لألمانيا حيث كانوا يتحدثون عن العودة بعد عام من وصولهم. ولكن بعد ذلك صدرت القوانين التي تزيد أجورهم، وحصل انقلاب عسكري في بلدهم تركيا وطغى استبداد المسؤولين هناك. فظهرت بذلك أسباب جديدة تبرر البقاء في ألمانيا لذا بقي الكثيرون.
 
أما الهدف المثالي لباسل أيوب بعد إنجاز هذا البرنامج يتلخص بقوله  "أريد أن أعمل لاحقا  في منظمات التنمية التي تهدف لإعمار الدول الفقيرة". يدرس الشاب البالغ 26 عاماً إدارة وتكنولوجيا المياه في جامعة دويسبورغ- إيسن، نستطيع أن ندرك مدى سعادته بذلك، يمكن القول بأنه شاب محظوظ مقارنة مع 99 في المئة من مواطنيه السوريين. إنه قادم من منطقة فقيرة في وسط سوريا، ويعلم تماما ماذا يعني التخلف، انعدام الطرق وأنابيب المياه، وخدمة الكهرباء السيئة. "إن تحقيق التنمية، يمكننا من تجنب الصراع". لقد كان أيوب يفكر في العمل في بلد أجنبي، لكنه سوف يكون مفيدا لوطنه في المستقبل. لكن متى؟ يقول أيوب في هذا السياق "إنه لا جدوى من بناء نظام إمدادات المياه في هذا الوقت.. حيث ستتعرض للتدمير". يعتقد بأن هذه الحرب سوف تنتهي ويعم السلام بلاده.. يتوقع أن يتم ذلك بعد خمس إلى عشر سنوات من الآن. وإلى أن يتحقق ذلك يتصور أيوب حياته هنا في المانيا كموظف في المرافق العامة أو في مكتب هندسي. إنه ينطق هذه الكلمة الألمانية "Stadtwerke" - والتي تعني المرافق العامة -  كما لو كان يعيش هنا منذ عشر سنوات.
ومن الصعب تحديد مقدار الضرر في سوريا، وأعداد المنازل والطرق والمدارس التي دمرت بفعل القصف. وحسب تقديرات أحد المسؤولين في الأمم المتحدة والذي تم في مارس/ آذار أن إعادة الإعمار قد تكلف 350 مليار دولار أمريكى . وأكثر المدن تضررا هي التي تعرضت لقتال بين الأطراف مثل حلب أو حمص. حين تضع الحرب أوزارها يجب أن تقدم للناس بشكل سريع الحاجات الأساسية للحياة، كل هذا وفقا لمنظمة الأمم المتحدة .
 
شيء وحيد يوحد السوريين الموجودين هنا
ينبغي على السوريين أن يعيدوا بناء الثقة فيما بينهم. كل هذا بعد سنوات من الإعدامات والبراميل المتفجرة على المناطق السكنية، وحملات التحريض. لكن في كونستانس يتم نقاش جميع الآراء والقناعات. فعلى إحدى الطاولات يدور النقاش حول كيفية إزاحة الأسد من السلطة، وعلى الأخرى يدور النقاش حول الثورة وما سببته من تدهور الوضع في البلاد. يقول زايبل "نحن لا نطرح النقاش حول الصراعات السياسية في سوريا من أنفسنا، لكننا نعطي الفرصة للمشاركين لمناقشة ذلك". من المفترض أن توفر جامعة كونستانس المناخ للأكاديميين للتقارب والنقاش بعقلانية حول الوضع في وطنهم .
ويمارس المشاركون بعضَ الألعاب الهادفة المعروفة في الندوات، حيث يقومون بلعبة مسيرة البطة، ويكون الجميع معصوبي الأعين وعن طريق لمس الكتف يتم توجيه الطابور إلى أن يتقدم ويصل إلى الهدف .
 إضافة إلى ذلك يلعب المشاركون لعبة خيوط العنكبوت، حيث يقوم كل شخص بسحب حبل وبعضهم يجب أن يسحبه بقوة والآخر يرخي إلى أن تتناسق القطع الخشبية المتّصلة بمركز الشبكة بغية تكوين عمود طويل، إن هذا لن ينجح إلا إذا تم بحماس كبير من المشاركين.
 
الأكاديميون يتشاركون بنصب العمود كمهندسين (Foto: Roland Preuß)
 
تحقق اللعبة هدفها حين تصبح أكثر تعقيدا وتركيزا وبحاجة إلى سياسة أكبر لنصب العامود الخشبي. في فترة ما بعد الظهر، يقسم الطلاب أنفسهم إلى مجموعات وينتشرون في مختلف أرجاء المجمع في جامعة كونستانس، ويقومون بالبحث عن الطريق الصحيحة بين مختلف الأجنحة التي تختلف ألوانها من الأخضر إلى الأصفر والأحمر، وتوجد بها طوابق عديدة وردهات لا تؤدي إلى أي مكان، كما لو أن المهندسين الذين قاموا بتصميم المجمع كانوا يرمزون من خلاله إلى الوضع المأساوي "الكافكاوي" في سوريا. وصل إلى خط النهاية خمسة طلاب حيث وجدوا أنفسهم أمام لوح يجب أن يذكروا رؤيتهم حول الطريق إلى السلام
 قال خالد: "يجب على الأسد أن يتنحى أولا، لذلك نحتاج لفرض منطقة حظر للطيران، ثم يتم تنظيم انتخابات حرة"
 أما نبيل فقال: "هذا لن يحدث أبداً". وقال الشخص الثالث "يجب القضاء على تنظيم الدولة، إنهم إرهابيون ويجب تدميرهم بالكامل".  وقال الرابع: "يجب على كل أطراف النزاع إيجاد نقطة تجعلهم يتوافقون" .
 وقال أسامة "لا يوجد في الوقت الحالي أي نقطة تجمع الأطراف" .
 وتجرأ بعض الحاضرين على التطرق إلى أسباب الصراع في سوريا، إذ يرى أحد المشاركين، وهو مسلم، أنه من الجيد أن يتم طرد المسيحيين من البلاد. قال لاثنين من زملائه: يجب عليهم الذهاب إلى بيروت. الأمر الذي استنكره أحد المسيحيين في المجموعة، وغادرت إحدى الطالبات القاعة باكية. لكن مسلماً آخر حثّ مسبب هذه البلبلة على الاعتذار. يبدو أن هذه المجموعة التي تتألف من النخبة منقسمة هي أيضا على نفسها، حتى قبل أن تقوم سوريا الجديدة، لأن الناس ببساطة لم يتعلموا أبداً كيفية نقاش القضايا الخلافية علنا في ظل حكم الدكتاتور الذي بطش بشعبه.
 من هذه الاختلافات هناك شيء وحيد يوحد السوريين الموجودين في جامعة كونستانس، وهو الحنين لذلك الزمن الذي لم يكن أحد فيه يطرح تساؤلات حول من هو مسلم أو مسيحي، كردي أو درزي.
ويقول أحد الطلاب الذي ينحدر من إحدى ضواحي دمشق "لم يكن الاختلاف في الدين أمرا ذا أهمية". لقد كان للسياسة طابع علماني ولم يكن الدين هو الذي يحدد نمط الحياة اليومية.
 ولكن لاحقا اندلعت الحرب وظهرت بوادر الانقسام على أنقاض التنوع الثقافي الذي كانت تمتاز به سوريا.
 وبشكل مفاجئ أصبح المسيحي عدواً واللاديني مكفراً. وفي نفس الورشة الحوارية، اقترح أحد الطلبة أن أفضل خيار من أجل مستقبل سوريا هو وضع حد لتأثير الدين في الحياة العامة، وهو رأي حاز على الكثير من التصفيق.
 في بداية حزيران/ يونيو الماضي، قال بشار الأسد "حسب قناعتي فإنَّ الفترة الأسوأ من الحرب السورية قد انقضت حيث أصبحت سوريا تسير بالاتجاه الصحيح، لأننا انتصرنا على الإرهابيين".
 وخلال الأشهر الأخيرة، استعاد جيش النظام السوري و حلفاؤه جزءاً كبيراً من المناطق من بينها كامل مدينة حلب في ديسمبر/كانون الأول من عام 2016 .
 وفي هذه الأثناء يتعلم أسامة مكانسي اللغة الألمانية، كما أنه عثر على شقة في ضواحي مدينة فرايبورغ بين الحقول ومزارع الكروم حيث يعم السلام والهدوء .
بعد أيام قليلة من نهاية الفصل الدراسي قام بالتسجيل للفصل القادم. هناك بعض النقاط لا تزال مهمة بالنسبة له. حيث استفسر عن كيفية الحصول على الجنسية الألمانية، رغم صعوبة ذلك في ظل مستواه في اللغة حاليا. وعلى حد تعبيره يقول بأنه سيعود إلى سوريا إذا أصبح كل شيء على ما يرام.
 
-------------------------
الكاتب:
Roland Preuß: درس التاريخ والاقتصاد والفلسفة وتخرج من مدرسة برلين للصحافة (BJS). في عام 2012 حصل على جائزة غوته للإعلام . يكتب في صحيفة " زود دويتشة تسايتونغ "
========================
صحيفة إيطالية: ما هي استراتيجية تنظيم الدولة بعد خسارته؟
http://arabi21.com/story/1019364/صحيفة-إيطالية-ما-هي-استراتيجية-تنظيم-الدولة-بعد-خسارته#category_10
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا؛ تطرقت فيه إلى الحرب الافتراضية التي يستعد تنظيم الدولة، والتنظيمات الإرهابية الأخرى، لشنها، كخطة بديلة في حال خسارتها لمعاركها على أرض الواقع، وتحديدا في العراق وسوريا.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هزيمة تنظيم الدولة في الحرب "التقليدية" التي يخوضها في سوريا والعراق؛ لن تعلن نهايته الفعلية، وبذلك لا يمكننا التغاضي عن التهديد الذي سيظل يشكله بعد اندثاره. وعموما، ستتواصل الحرب الأيديولوجية التي تشنها التنظيمات الإرهابية في "العالم الافتراضي"، وستتمكن من الانتشار في جميع أنحاء العالم والتسبب في حصد أرواح المزيد من الضحايا.
وبينت الصحيفة أن شبكة الإنترنت تعتبر، بالنسبة للعديد من المحللين ومسؤولي المخابرات في الدول المعنية في مكافحة الإرهاب، بؤرة الإرهاب والمحرك الأساسي لمقاتلي تنظيم الدولة الذي تطمح التنظيمات الإرهابية لتطوير آليته "الأقل كلفة". كما تعد وسيلة التواصل هذه السبب الرئيسي في استمرار الإرهاب وإيقاظ الخلايا "النائمة" المنتشرة في كامل أنحاء العالم، فهي بالنسبة لحاملي الفكر المتطرف والمقاتلين الأجانب بمثابة عالمهم الجديد.
في هذا الصدد، أفاد جيل دي كيرشوف، منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، أن "الوكالات الأوروبية التابعة لليوروبول (الشرطة الأوروبية) قد كشفت عما لا يقل عن 30 ألف موقع إلكتروني يعمل لأهداف إرهابية ويروج للفكر الإيديولوجي التكفيري. مع الأسف، لم يتمكن اليوروبول من تعقب بياناتهم؛ نظرا لأن مشغلي هذه المواقع لم يتركوا مجالا لمراقبة خصوصيتهم وبياناتهم".
وأضافت الصحيفة أن الإنترنت يعتبر "الملجأ" الأمثل لمثل هذه التنظيمات الإرهابية، على غرار تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، حيث أنها تكسبها القدرة المطلقة على دمج أفكارها ومخططاتها، والاتحاد من أجل هدف واحد، موضحة أنه "في هذا العالم، تتقلص كل الاختلافات على أرض الواقع، لتفسح المجال للأهداف التي ستخدم الطموحات المشتركة".
على الرغم من أن هذين التنظيمين قد أظهرا اختلافا شاسعا في وجهات النظر على أرض المعركة، فقد نجحا، من خلال هذا المجال الافتراضي، في توسيع استراتيجيتهما الهادفة إلى نشر الفكر التكفيري وتوحيد أهدافهما، بغض النظر عن الفوارق العميقة التي تفصلهما.
وأشارت الصحيفة إلى بعض الفوارق التي يختلف بشأنها هذان التنظيمان، على غرار الأهداف التوسعية. فعلى سبيل المثال، يسعى تنظيم الدولة إلى السيطرة على وسط وجنوب شرق آسيا والاستحواذ عليه لضمه لأراضي "الخلافة"، بينما يطمح تنظيم القاعدة إلى السيطرة على القارة الإفريقية، وخاصة على شمال إفريقيا والصحراء الغربية. في المقابل، يتشارك هذان التنظيمان في كل ما يتعلق بالأهداف الأساسية ومصادر التمويل، وبينها العمليات التجارية غير القانونية التي تملأ خزائنهما.
وأفادت الصحيفة أن المحللين لا يفهمون أسباب الاختلاف بين هذين التنظيمين، على الرغم من أن هدفهم وأسلوبهم واحد. بالنسبة لليوروبول، يعتبر تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، على حد سواء، بمثابة تهديد حقيقي، على الأقل في أوروبا، وستساهم الشبكة العنكبوتية في توسيع حظوظهما لبناء جبهة مشتركة، خاصة مع ارتفاع نسبة التطرف في بعض الدول الغربية وعودة المقاتلين الأجانب من منطقة الشرق الأوسط.
وبينت الصحيفة أن ما سيجمع تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة قد لا يكون تحالفا، ولكن استعمالهما لنفس الأسلوب ونفس الأرضية الخصبة، أي الإنترنت، سيجعل من عملهما إنجازا ستتجلى ملامحه في السنوات القادمة. وستساهم القدرة التكنولوجية، جنبا إلى جنب مع الدعاية التي يقوم بها الناشطون في هذه التنظيمات، في ارتفاع عدد المقاتلين الذين سيكونون مستعدين لتنفيذ كل أنواع الهجمات.
وقالت الصحيفة إن تنظيم القاعدة كان، على مر السنوات، لا يعتمد كثيرا على الدعاية، على عكس تنظيم الدولة. كما كان تنظيم القاعدة دائما ما يفضل اتباع نهج أكثر فتكا ورمزية خلال الهجمات الإرهابية التي ينفذها. في المقابل، نجده اليوم يعتمد على جهود تنظيم الدولة في كل ما يتعلق بالدعاية والرسائل الترويجية.
وتقول الصحيفة إن تنظيم الدولة لم يخسر الحرب الأيديولوجية، حيث ستظل بمثابة التحدي الحقيقي الذي سيعمل على تحقيقه. ومن المرجح ألا تؤدي الهزيمة التي تكبدها في كل من سوريا والعراق، إلى اندثاره. في المقابل، ستساهم هذه الخسارة في تغيير استراتيجيته لتناسب أهدافه، وفي اعتماده على تكنولوجيات جديدة في المستقبل.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :هل بدأ دور «حزب الله» في سورية بالتراجع؟
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12270990y304548240Y12270990
بقلم: تسفي برئيل
اجتماع الدول العربية مع روسيا وايران وتركيا، الذي بدأ، قبل أيام، في استانا، عاصمة كازاخستان، لمناقشة انشاء «أربع مناطق منخفضة التصعيد» في سورية، للمرة الخامسة، انتهى دون التوصل الى اتفاق نهائي. وقد قررت الاطراف الالتقاء مرة اخرى في الاسبوع الاول من آب القادم. ولكن صورة السيطرة في هذه المناطق آخذة في الاتضاح. كما يتبين من التقارير الاولية فان روسيا وتركيا ستراقبان مناطق شمال سورية، وايران وروسيا ستراقبان المناطق التي سيتم انشاؤها وسط الدولة. وروسيا وحدها ستراقب المنطقة الامنية في الجنوب، قرب هضبة الجولان، وقرب درعا.
تقسيم الرقابة هذا يحمل في طياته بالنسبة لاسرائيل قدرا كبيرا من الهدوء. روسيا، التي تعهدت في آذار لاسرائيل بأنها بهدم وجود القوات الايرانية و»حزب الله» قرب الحدود، تمنح الآن ضمانة فعلية لهذا التعهد، خاصة بعد أن اهتمت قبل ذلك بتراجع معظم قوات «حزب الله» من منطقة هضبة الجولان. في الاجتماع في استانا في آذار الماضي تمت مناقشة مكانة ودور «حزب الله» في الحرب السورية. على خلفية طلب تركيا طرد «حزب الله» من الحدود الشمالية وابعاد التنظيم عن الحدود الجنوبية، قام «حزب الله» بنقل معظم قواته الى منطقة جنوب شرقي سورية من اجل مساعدة النظام السوري في السيطرة على مثلث تنف على حدود سورية والاردن والعراق، الذي في محيطه توجد مواقع عسكرية أميركية تسعى الى منع سيطرة المليشيات الشيعية العراقية.
كانت إسرائيل مشاركة في المحادثات الأخيرة التي جرت في الاردن بين روسيا والولايات المتحدة والاردن حول ادارة المنطقة الآمنة الجنوبية، ونجحت في الحصول على الموافقة على انشاء منطقة «نظيفة من ايران»، أي بدون «حزب الله» والمليشيات الشيعية في الجنوب. ولكن لا يوجد بعد اتفاق حول مساحة هذه المنطقة وصلاحيات قوة المراقبة. وطلبت اسرائيل أن تكون المنطقة الامنية بعمق 30 كم شرق هضبة الجولان، أما روسيا فتؤيد تقليص مساحة المنطقة الآمنة.
«حزب الله» ليس فقط لا يستطيع فرض رسم المناطق الآمنة، بل هو خاضع للتفاهمات بين ايران وروسيا وبين روسيا وتركيا. يبدو أن دوره في سورية آخذ في التقلص، وكذلك المناطق التي يستطيع أن يستمر في العمل فيها. انسحابه التدريجي واعادة انتشار قواته اعادت بعض وحداته الى منطقة الحدود السورية - اللبنانية، هذه المنطقة التي قد يحظى فيها بسيطرة متفق عليها، الامر الذي لا يؤثر على الخطوات العسكرية والسياسية التي تخطط لها القوى العظمى.
والى حين اتضاح طابع نشاط المنظمة غرب سورية، يحاول «حزب الله» أن يشكل رافعة سياسية لسورية من خلال استغلال بقاء اللاجئين السوريين في مخيمات اللاجئين في منطقة عرسال في شرق لبنان. الاسد، الذي يسعى للحصول على اعتراف دولي كزعيم شرعي وحيد في سورية، قال إنه معه فقط يمكن اجراء المفاوضات حول مكانة اللاجئين السوريين، وأن على مواطني سورية العودة الى منازلهم والمساعدة في الحرب ضد «المنظمات الارهابية». على خلفية الصعوبات التي يواجهها في تجنيد المقاتلين في صفوف الجيش، يطلب الاسد من «حزب الله» تشجيع اللاجئين في لبنان على العودة الى منازلهم في سورية مع تقديم ضمانات بعدم التعرض لهم. وايضا عدم تجنيدهم للجيش وفرض القتال عليهم.
تعلم اللاجئون في لبنان الدرس منذ زمن. بعضهم استجاب لدعوة الاسد، واكتشفوا أن أوامر التجنيد كانت في انتظارهم.
من اجل تشجيعهم قام «حزب الله» بشكل استثنائي، بالتعاون مع الجيش اللبناني، باقتحام مخيمات اللاجئين، هذا الاسبوع، قرب عرسال بذريعة القاء القبض على ارهابيين دخلوا المخيمات. وتم هدم الخيام والبنى التحتية وضرب المواطنين وقتل سبعة اشخاص. وفي الوقت ذاته قيل إن اربعة لاجئين سوريين قتلوا اثناء التحقيق معهم في معسكرات الجيش اللبناني «بسبب امراض مزمنة»، كما قال الجيش، أو بسبب التعذيب، كما قالت المعارضة السورية. اضافة الى الاعتداءات على المخيمات في عرسال، سارع «حزب الله» الى تقديم خدماته في النقاش مع النظام السوري لاعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم. وفي هذا حل ليس فقط لمشكلة اللاجئين الذين يعيشون في ظروف صعبة في لبنان، بل ايضا لمنح الاسد مكانة سيد البيت والشريك في المفاوضات بين لبنان وسورية.
هذا الامر يعارضه رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، الذي قال إن لبنان هو المسؤول الآن عن اللاجئين الموجودين فيه، وأنه لا ينوي نقل المواطنين الفارين من جهنم سورية الى أيدي النظام الذي تسبب بهربهم وتسبب في هدم منازلهم. واذا كان هناك من يجب عليه علاج مشكلة اللاجئين السوريين فهو الامم المتحدة والمؤسسات الدولية، كما قال الحريري، وليس الجزار في سورية. 1.750 مليون لاجئ سوري يعيشون الآن في لبنان، وبضع مئات منهم يعيشون في الجزء الشرقي من الدولة قرب الحدود السورية. ولا خلاف على أن بقاءهم في لبنان يلقي على الدولة عبئا ماليا كبيرا لا تتم تغطيته من الدول المانحة والمساعدات الخارجية. لبنان سيكون مسرورا لو أنه تخلص منهم، لكن ليس بثمن منح المكانة السياسية للاسد. اضافة الى ذلك، يقوم الحريري بتنسيق سياسته مع السعودية التي هي دعامته السياسية والمالية، لهذا ليس من حقه اتخاذ أي خطوة تزيد من قوة ومكانة الاسد وايران و»حزب الله». والنتيجة هي أن ادارة مشكلة اللاجئين ايضا تحولت الى جزء لا يتجزأ من المواجهة السياسية الدولية التي تميز الحرب في سورية.
لكن الصراع السياسي بين «حزب الله» وخصومه في الحكومة اللبنانية من اجل اخراج اللاجئين، هو تهديد ثانوي فقط أمام الخطر الأميركي الذي يحلق فوق لبنان. في الفترة القريبة يتوقع أن يقرر الكونغرس الأميركي فرض عقوبات اخرى اصعب من التي تم فرضها على «حزب الله» في كانون الاول 2015. وحسب مسودة اقتراح القانون الجديد، يمكن أن تلحق هذه العقوبات الضرر بجهات مالية واشخاص في لبنان على صلة بـ»حزب الله». والأخطر من ذلك دفع البنوك الأميركية الى الكف عن التعاون مع البنوك في لبنان. ونتيجة لذلك سيتضرر نقل اموال المواطنين اللبنانيين في الخارج والمستثمرين الاجانب. وقد يسحب اللبنانيون أيديهم من الاقتصاد اللبناني الذي يعيش اصلا في ازمة اقتصادية مزمنة. ومن اجل تخفيف العقوبات الجديدة قام السياسيون ورجال الاعمال في لبنان باغراق واشنطن. وحسب التقارير، نجحوا في اقناع الكونغرس بتخفيف اقتراح القانون. والسؤال المطروح هو الى أي درجة سينجح القانون الأميركي في كبح تدفق الاموال لـ»حزب الله»، الذي أعلن في السابق أنه ليست له حسابات بنكية في لبنان وأنه لا يدير امواله في السياق اللبناني. ولم تمنع العقوبات القائمة من دفع رواتب اعضاء البرلمان والوزراء في الحكومة التابعين لـ»حزب الله» من خزينة الدولة. وقد وافقت الادارة الأميركية في حينه على السماح للبوك في لبنان بالفصل بين العمل الرسمي للمنظمة كجزء من الحكومة اللبنانية وبين عملها التنظيمي، سواء كمبادرة للمشاريع في لبنان، أو كمنظمة عسكرية. المفارقة الأميركية اللبنانية هي أن الادارة الأميركية تستمر في تمويل الجيش اللبناني عسكريا، في الوقت الذي يستمر فيه الجيش اللبناني في خدمة اهداف «حزب الله»، على الاقل في حدود لبنان الشرقية. وهي تفرض ايضا العقوبات على لبنان في الوقت الذي تعتبر فيه مصادر الدعم والتمويل لـ»حزب الله» موجودة في دول وسط وجنوب أميركا وغرب افريقيا، وهي معفاة من العقوبات الأميركية. يبدو انه من الصعب محاربة منظمة ارهابية هي ايضا جزء من الحكومة والبرلمان، وطالما أن حكومة لبنان تعتبر «حزب الله» جزءا من النسيج السياسي والعسكري والاجتماعي في الدولة.
الصراع ضد مصادر التمويل من خارج لبنان تديره الادارة الأميركية بشكل مباشر وليس عن طريق الدول التي يعيش فيها مؤيدو «حزب الله» ويديرون شبكة تمويل المنظمة. مثلا في آذار الماضي اعتقل في المغرب رجل الاعمال اللبناني، قاسم تاج الدين، الذي تتوزع اعماله في دول افريقية، وهو مطلوب منذ سنوات للانتربول بتهمة تبييض الاموال وتمويل نشاطات «حزب الله». وقد ورد اعتقاله في العناوين الرئيسة في لبنان، حيث قيل إن «وزير مالية (حزب الله) اعتقل» و»شبكة تمويل (حزب الله) تنهار». وفي الشهر الماضي تم تسليم تاج الدين للولايات المتحدة. وبعض الشركات التي يملكها هو وشقيقه تم اغلاقها في انغولا. ولكن يبدو أنه من المبالغ فيه الحديث عن تجفيف المصادر المالية للمنظمة طالما أن من يقدمون له المساعدة يستطيعون الحصول على الخدمات البنكية في كثير من دول العالم، وطالما أن الاتحاد الاوروبي يميز بين الذراع العسكرية للمنظمة، التي تُعتبر تنظيما ارهابيا، وبين أذرعه المدنية والسياسية.
 
عن «هآرتس»
========================
معاريف :السباق إلى البحر الأبيض المتوسط
http://www.alquds.co.uk/?p=750401
صحف عبرية
Jul 08, 2017
ممران بريان يشغلان متخذي القرارات في إسرائيل: الاول يشكل مصدرا للقلق والثاني يشكل مصدرا للأمل. والاثنان يتم تحريكهما بناء على نفس الاستراتيجية وهما يتعلقان بالسعودية.
الممر الاول باسم «الهلال الشيعي»، وهو محاولة إيران استغلال الفوضى في سوريا والعراق من اجل اقامة جسر بري بين إيران والمناطق الشيعية في شمال العراق، التي توجد الآن تحت تأثير طهران، وحتى سوريا ولبنان. وبهذا تحقق إيران موطيء قدم ومنفذ إلى البحر المتوسط عن طريق ميناء اللاذقية في المنطقة العلوية.
مثلما كتب هنا في عدة مناسبات، فإن انشاء الممر الشيعي سيسهل على إيران ارسال القوات والسلاح إلى سوريا ولبنان، هذه العملية التي تحدث الآن من خلال القطارات الجوية التي تستخدمها في مطار دمشق. وهذا الامر سيصعب على إسرائيل الحصول على المعلومات الاستخبارية عن قوافل السلاح التي تسير في طريقها وتشويش حركتها من خلال القصف الجوي الذي نسب اليها في السنوات الاخيرة. وهذا الممر يشير ايضا إلى مناطق تأثير إيران والخريطة الاقليمية الاستراتيجية. وبهذا يمكنها انشاء طرق بديلة لتعزيز قوة حزب الله، بما في ذلك القدرة على انتاج وتطوير الصواريخ في لبنان.
جميع من لهم صلة بالحروب في سوريا والعراق يستعدون لليوم التالي، اليوم الذي سيتم فيه القضاء على داعش وعلى فكرة الخلافة الإسلامية الجغرافية. إن جهود اقامة الخلافة البديلة في اماكن مختلفة في العالم ـ المكان المطروح الآن هو الفلبين ـ ستستمر. وإلى جانبها ستستمر محاولات المتطرفين الإسلاميين لتنفيذ العمليات في الغرب. فليس ممكنا قتل فكرة ايديولوجية. ولكن عندما يستكمل الجيش العراقي احتلال الموصل، والمليشيات الكردية تقوم باحتلال الرقة «عاصمة الخلافة الإسلامية» سينشأ واقع جديد من شأنه أن يسقط مثل ثمرة ناضجة في أيدي إيران برعاية روسيا.
الضغط الامريكي فقط يمكنه منع ذلك. ولكن ليس من الواضح ما هو موقف الولايات المتحدة، هذا اذا وجد موقف أصلا. في التصريحات الرسمية تزعم واشنطن أن تدخلها في سوريا والعراق له هدف واحد وهو هزيمة داعش. وقد سمعنا ذلك بوضوح في هذا الاسبوع من قادة في الاسطول الامريكي اثناء زيارة المراسلين الإسرائيليين لحاملة الطائرة «جورج بوش» التي رست في ميناء حيفا.
بغض النظر عن امكانية تحليل موقف ادارة ترامب، يدور جدال قوي بين معسكرين حول هذا الامر. الاول برئاسة وزير الخارجية الامريكي ريكس تلرسون، ويبدو ايضا وزير الدفاع جيمس ماتيس، الامر الذي يعتبر أن دور الولايات المتحدة يجب أن ينتهي في اللحظة التي ينتهي فيها داعش، وأنه يجب افساح المجال لروسيا كي ترسم مستقبل سوريا. معسكر آخر بقيادة عدة موظفين رفيعي المستوى في مجلس الأمن القومي يحاول اقناع ترامب بأنه يجب على الولايات المتحدة لعب دور ناجع في سوريا ومنع تحولها إلى منطقة تأثير لروسيا وإيران.
إسرائيل تفضل بالطبع استمرار واشنطن في لعب دور حاسم في سوريا، ايضا بعد انتهاء المعارك، وأن تمنع بشكل خاص الوجود الإيراني أو المليشيات التابعة بها ومنها حزب الله قرب الحدود في هضبة الجولان. ولكن ليس من الواضح ما هي الجهود التي يبذلها المستوى السياسي والامني في إسرائيل من اجل التأثير، ولو بشكل غير مباشر، على الخطوات الدبلوماسية المتعلقة بمستقبل سوريا، والتي تحدث في نفس الوقت في عدة اماكن في العالم. إسرائيل قامت بابعاد نفسها عن المشاركة في المحادثات التي تجري في كازاخستان، وقررت عدم المشاركة ايضا في المحادثات التي تجري بين الاردن والولايات المتحدة وروسيا حول اقامة مناطق أمنية في جنوب سوريا، ليس بعيدا عن الحدود مع إسرائيل.
هذا الموقف يقوده وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، الذي أكد على ذلك في لقاء له مع المراسلين في هذا الاسبوع. صحيح أن ليبرمان قال إن إسرائيل لن توافق على أي اتفاق يبقي الاسد بشكل شرعي، المسؤول عن قتل 600 ألف شخص وعن استخدام الغاز. «ممنوع أن نوافق على اتفاق يسمح ببقاء المحور الشيطاني»، لكنه أكد على أن غياب إسرائيل عن النقاشات لن يضر بمصالحها الحيوية: «أي اتفاق يناقض مصالحنا لن يكون ملزما لنا. نحن لن نوافق على تدخل إيران أو حزب الله».
موقف وزير الدفاع راسخ ايضا، حسب اقواله، في الاعتراف بحدود قدرة إسرائيل. «ممنوع أن نطور جنون العظمة. اللعبة هي الآن بين روسيا والولايات المتحدة»، قال وزير الدفاع للمراسلين. «هناك مصالح دولية لا يمكننا التأثير فيها». وأضاف ليبرمان بأنه بدون مشاركة إسرائيل في المحادثات «لدينا القدرة على ايصال رسائلنا ومواقفنا ونحن نقوم بالتحدث مع جميع الاطراف».
هناك من يعتقد في المؤسسة العسكرية والامنية أن موقف ليبرمان من شأنه أن يضر بمصالح إسرائيل الحيوية. ويذكرون في هذا السياق القول المأثور حول الشرق الاوسط «اذا لم تشارك في أكل الوجبة فقد تكون أنت الوجبة نفسها».
موقف ليبرمان يعتمد ايضا على حقيقة أنه اضافة إلى إسرائيل، فإن لإيران الكثير من الأعداء في الشرق الاوسط. ومعظم العالم العربي السني يخاف منها ويعاديها. وعلى هذه الخلفية، واعتمادا على القول القديم «عدو عدوي هو صديقي»، هناك تقارير في وسائل الاعلام الاجنبية تقول إن العلاقة بين إسرائيل والسعودية تعززت في السنوات الاخيرة. واذا كان هذا الامر صحيحا، فإن هذه العلاقة هي التي تحرك اقامة الممر البري الثاني. وبشكل رسمي، إسرائيل والسعودية توجدان في حالة حرب، اضافة إلى جيوش عربية اخرى، ارسلت السعودية جيشا صغيرا شارك في حرب الاستقلال في العام 1948، وفعلت ذلك ايضا في حرب الايام الستة. وفي العام 1973 قامت بفرض حصار النفط على الولايات المتحدة وغرب اوروبا في محاولة للمساعدة في جهود الحرب لسوريا ومصر.
ولكن منذ بداية الثمانينيات بدأ يحدث تحول في موقفها من إسرائيل والموضوع الفلسطيني. الكلمات المفصلية لفهم سياسة السعودية الخارجية هي «الأمن» و»الاستقرار»: يمكن اعتبار الصهيونية معتدية، لكن في نفس الوقت يمكن ايجاد مصالح مشتركة. لهذا ليس غريبا أن السعودية تقف من وراء مبادرات وخطط لانهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. الخطة الاولى من هذه الخطط كانت مبادرة الملك فهد في العام 1998 عندما كان وليا للعهد، التي طالبت إسرائيل بالانسحاب من جميع المناطق، بما فيها القدس العربية، والاعتراف بحق العودة أو دفع التعويضات لمن لا يريد العودة. وبند آخر كان بمثابة الاعتراف بإسرائيل قال إنه من حق جميع الدول في المنطقة العيش بسلام. وإسرائيل برئاسة رئيس الحكومة مناحيم بيغن رفضت هذه المبادرة.
بعد مرور عشرين سنة على ذلك بادرت السعودية إلى خطوة سياسية اخرى. وقامت بطرح خطة وضعها الملك عبد الله عندما كان في حينه وليا للعهد. وتحدثت الخطة عن تطبيع العلاقات ولم تذكر مشكلة اللاجئين. تبنت الجامعة العربية المبادرة السعودية، لكنها أدخلت عليها بعض التعديلات. ولكن إسرائيل تجاهلت هذه الخطة. ورغم ذلك بقيت مصالح الدولتين متشابهة وتعاظمت من حول المصلحة الاساسية المشتركة: منع إيران من الحصول على السلاح النووي وكبح جهودها من اجل السيطرة الاقليمية.
على هذه الخلفية، وبناء على تقارير اجنبية، التقى موظفون إسرائيليون رفيعو المستوى مع موظفين سعوديين في السابق. ونشرت وسائل الاعلام في السنوات الاخيرة أن عددا من رؤساء الموساد المسؤولين عن العلاقات السرية مع الدول والحركات التي ليس لها علاقة علنية مع إسرائيل، قاموا باجراء محادثات مع شخصيات سعودية كثيرة.
في هذا السياق نذكر اسم الامير بندر بن سلطان، الذي كان حتى ما قبل بضع سنوات رئيس الاستخبارات ورئيس مجلس الأمن القومي. الامير بندر يعتبر العدو الاكبر لإيران. وفي المقال الذي نشرته «الغارديان» عنه قبل بضع سنوات كتب أنه بسبب عدائه للجمهورية الإسلامية الشيعية «أيد العلاقات مع إسرائيل». ووثائق «ويكيليكس» تؤكد على ذلك ايضا.
حسب مصادر اجنبية، جرى لقاء بين رئيس الموساد السابق مئي ردغان واشخاص من السعودية. وتحدثت وسائل الاعلام الاجنبية عن أنه في 2007 جرى لقاء سري بين رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت والامير بندر بن سلطان. وفي احد التقارير جاء أن إسرائيل بحثت مع السعوديين امكانية تحليق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء السعودية اذا قررت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. دغان، خلافا للانطباع الذي نشأ في اوساط الجمهور، خاصة بعد استقالته في 2010 وحتى وفاته في السنة الماضية، لم يعارض مبدئيا الهجوم الإسرائيلي. وفي الاحاديث التي جرت معه أكد على أن الضربة العسكرية يجب أن تكون الخيار الاخير «أي عند وجود السكين على الرقبة».
اذا كان صحيحا أن دغان وشخصيات إسرائيلية اخرى قد تحدثت عن التحليق في مجال السعودية الجوي، فإن لذلك أهمية في هذه الايام، حتى لو في سياق مختلف.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وليبرمان ووزراء آخرون يتحدثون عن العلاقة بين إسرائيل والعالم العربي السني. ولكن كل واحد يعرف من يقصدون. يمكن القول إن كل مصادقة أو ذكر لعلاقة معينة ستحرج الحكومات. وهناك الكثير مما ينشر خارج البلاد، ومن ضمنها «انترناشيونال أون لاين»، حول زيارات رجال اعمال إسرائيليين لدولة الامارات، وأن قطر هي الوسيطة بين إسرائيل وحماس، وعن التجارة الامنية مع أبو ظبي، وتم في الماضي الحديث عن زيارة رئيس الموساد افرايم هليفي لسلطنة عُمان. وحسب وثائق «ويكيليكس» فإن الموساد يتعاون مع البحرين. ويضاف إلى كل ذلك التقارير حول بيع تكنولوجيا الهاي تيك والسايبر والخدمات الامنية المتعددة.
هنا يدخل إلى الصورة الممر البري الثاني: فكرة وزارتي المواصلات والاستخبارات برئاسة إسرائيل كاتس، اقامة شبكة سكة حديد تربط إسرائيل مع العالم العربي. حسب خطة الوزارة، خط القطار من حيفا إلى بيسان تتم اطالته بـ 12 كم حتى جسر الملك حسين على معبر الحدود مع الاردن. اضافة إلى ذلك هناك خطة لشق طريق من العفولة باتجاه معبر الجلمة في جنين. ربط سكة الحديد مع الاردن ومع السلطة الفلسطينية سيمكن من نقل البضائع من هناك مباشرة إلى ميناء حيفا وبالعكس، وليس فقط بالشاحنات مثلما يحدث اليوم. المرحلة الثانية حسب وزارة المواصلات هي أن يقوم الاردن بوضع سكة من مدينة اربد باتجاه الحدود في جسر الملك حسين. وبهذا تكون هناك قطارات مباشرة من إسرائيل إلى الاردن ومنه إلى باقي العالم العربي: العراق، السعودية وحتى الامارات. وتحدث موظفون إسرائيليون عن ذلك قبل ثلاث سنوات مع موظفين اردنيين، لكن لم يحدث أي تقدم. ومؤخرا تم استئناف النقاش في هذا الامر.
اليوم يتم بناء ميناءين جديدين في حيفا وأسدود، وأحد الخيارات التي يتحدث عنها كاتس هو تأجير ميناء حيفا القائم حاليا لجهة دولية، تقوم ايضا بتشغيل خط القطار إلى الشرق، الامر الذي سيسهل على تطبيق المبادرة، من الناحية الاقتصادية والسياسة ايضا. الأمل هو أن تقوم الشركات الامريكية بالمنافسة على العطاء المستقبلي حول هذا الامر، مع أن الوزير كاتس خاب أمله بسبب عدم وجود اهتمام للامريكيين بالأمر.
وثيقة رسمية في وزارة المواصلات باسم «سكة السلام الاقليمية» تعتبر أن إسرائيل «جسر بري» وأن الاردن «مركز». وحسب الوثيقة «ستساهم المبادرة في تحسين اقتصاد إسرائيل وستعزز الاقتصاد الضعيف في الاردن وستربط إسرائيل مع المنطقة وتزيد من قوة المعسكر البراغماتي في مواجهة الخط الشيعي». حسب هذه الوثيقة، الشراكة الاقليمية حيوية لأن «الحرب في سوريا والعراق أضرت بالطرق البرية واغلقتها». ويمكن أن تكون إسرائيل بديلا لذلك. اضافة إلى ذلك فإن انتشار إيران يضع «تهديدا للمسارات المائية» بسبب نشاطها في الخليج العربي ومضائق هرمز ومضيق باب المندب في المحيط الهندي، حيث إن الحوثيين في اليمن يحاولون السيطرة عليه.
 
سكة حديد
 
من الآن، بدون أي صلة مباشرة لسكة الحديد، يتم ارسال البضائع في اتجاهين، من إسرائيل إلى العالم العربي ومن الدول العربية إلى إسرائيل. الحديث يدور عن منتجات زراعية (التمور للعراق) ومواد استهلاكية ووسائل ري وغيرها. وتأتي من دول الخليج مواد اولية من الصناعات البتروكيماوية لمصانع البلاستيك في الغرب. وقد قيل في السابق إن هناك نفط من السعودية يمر في إسرائيل. معظم الصفقات تتم من خلال طرف ثالث: تجار ورجال اعمال من السلطة الفلسطينية والاردن وقبرص وكردستان. ولكن هناك صفقات تتم مباشرة.
تحدثت صحيفة بريطانية مؤخرا عن وجود اتصالات لتمكين طائرات «العال» من دخول المجال الجوي السعودي اثناء توجهها إلى الشرق الاقصى. وبهذا يتم تقليص مدة الرحلة. ولكن المصادر المطلعة تعتقد أن الرياض غير ناضجة بعد لخطوة كهذه، التي تعتبر مثابة تطبيع للعلاقة مع إسرائيل. وطالما أنه ليس هناك تقدم في العملية السلمية مع الفلسطينيين، فعلى أغلب الظن سيتم السماح لشركات الطيران الاجنبية بالقدوم إلى مطار بن غوريون من خلال المجال الجوي السعودي. احدى هذه الشركات هي شركة «إير انديا» التي زار رئيس حكومتها إسرائيل في هذا الاسبوع، وناقش ايضا موضوع توسيع التعاون بين الدولتين في مجالات كثيرة.
يوسي ملمان
معاريف 7/7/2017
========================
صحيفة إسرائيلية تتوقع حربا لبنانية ثالثة.. كيف؟
http://arabi21.com/story/1018175/صحيفة-إسرائيلية-تتوقع-حربا-لبنانية-ثالثة-كيف#section_314
استعرضت صحيفة إسرائيلية، العوامل التي قد تدفع لنشوب حرب جديدة بين "إسرائيل" وحزب الله اللبناني.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن "المعضلة المركزية التي تشغل بال أجهزة الأمن الإسرائيلية هذه الأيام، هي كيفية التعامل مع مصنع الصواريخ الدقيقة التي تحاول إيران إقامتها في لبنان لصالح حزب الله".
وأكد رئيس شعبة الاستخبارات "أمان" اللواء هيرتسي هليفي، في كلمة له في مؤتمر "هرتسيليا"، الذي عقد الشهر الماضي، أن "إيران تعمل على إقامة بنية تحتية لإنتاج ذاتي للسلاح الدقيق في لبنان واليمن"، موضحا أن "إسرائيل لا يمكن لها أن تبقى غير مبالية بالأمر، ولن تبقى".
وتبدي "إسرائيل" اهتماما كبيرا بالأمر، فهيئة أركان الجيش تجري النقاشات، والكابينت أنجز بحثا خاصا، كما أن بعض الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو يبدون اهتماما خاصا في المسألة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية التي قالت: "الأيام ستظهر إذا كانت هذه المعضلة ستحل محل معضلة الهجوم على المنشأة النووية الإيرانية في نهاية العقد الماضي، التي تسببت في توتر شديد بين أصحاب القرار في إسرائيل".
ونوهت "يديعوت" في افتتاحيتها لهذا اليوم، التي كتبها معلقها العسكري يوسي يهوشع، أن "إسرائيل نجحت من خلال المعلومات الاستخبارية الدقيقة والنشاط الموضعي لسلاح الجو، في ضرب شحنات السلاح الاستراتيجي المحملة بصواريخ بعيدة المدى ودقيقة، التي تمر من إيران عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان".
العصا السحرية
وترى الصحيفة، أنه "من المريح جدا لإيران أن يقام مصنع للصواريخ المتطورة في لبنان، لأن التفاهمات غير المكتوبة بين إسرائيل وحزب الله، ألا يهاجم الجيش الإسرائيلي إرساليات السلاح داخل لبنان، ويمكن مهاجمتها داخل سوريا".
وأوضحت أن "المرة الوحيدة التي استهدفت إسرائيل إرسالية سلاح في لبنان قبل نحو ثلاث سنوات، رد حزب الله بالنار في هاردوف"، مضيفة: "ومنذئذ بقيت هذه السياسة، وهي التي تتسبب بجدل كبير داخل أجهزة الأمن؛ هل حزب الله مردوع أم رادع".
وتوقعت "يديعوت"، أن تسقط على "إسرائيل" في أي مواجهة قادمة مع حزب الله، نحو 1200 صاروخ يوميا، ومع هذا الحجم من النار، "لا يمكن لأي منظومة دفاعية أن تعطي جوابا؛ لا القبة الحديدي ولا العصا السحرية"، منوهة أنه "لا يمكن المقارنة بين صواريخ تحمل رؤوسا متفجرة صغيرة، وبين صواريخ دقيقة موجهة بـ(GPS) تحمل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة".
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية، أن "لدى إسرائيل بنك أهداف جمعها سلاح الاستخبارات عن حزب الله في السنوات الأخيرة يصل إلى آلاف عديدة"، حتى أن رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت، أكد أن حسن نصرالله "لو يعرف ما نعرفه عنه، لما كان ليفكر في الحرب".
حرب ثالثة
كما زعم قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء أمير ايشل، أن "سلاح الجو يمكن أن يعمل في 48 ساعة ما عملته إسرائيل طيلة حرب لبنان الثانية".
وبناء على ما سبق يمكن التقدير، بأن "حرب لبنان الثالثة، ستتميز بتبادل ضربات فتاكة بين الطرفين تستمر لبضعة أيام، وسيتدخل العالم بسرعة، لأنه في اللحظة التي ستصاب فيها مبان في تل أبيب، سيتكبد حزب الله ولبنان ضررا هائلا"، بحسب الصحيفة التي تساءلت: "في ضوء هذه التطورات، هل يمكن توجيه ضربة مانعة تنجح في ضرب المصانع وشل جزء مهم من القدرات الهجومية لحزب الله؟".
وأضافت: "على أصحاب القرار في إسرائيل أن يتلقوا الصورة الاستخبارية الأفضل ويعرفوا كم يمكن لضربة بدء كهذه أن تعطل قدرات الطرف الآخر وتغير صورة الوضع بشكل جلي".
ومع انكشاف إقامة إيران لمصنع صواريخ لها في لبنان، بينت الصحيفة الإسرائيلية أن بعض قادة الجيش الإسرائيلي ممن يتحدثون علنا عن الموضوع، "يتوقعون أن تقوم لبنان بوقف إقامة المصانع، لأنها بذلك تمنع حربا تمس بشدة اقتصادها وبنيتها التحتية.."، وبحسب تقدير إسرائيلي، في حال نشبت حرب لبنان الثالثة، فإنها "ستكون حربا شديدة..".
========================