الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9-4-2016

سوريا في الصحافة العالمية 9-4-2016

10.04.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. توقعات ستراتفور للربع الثاني- 2016.. الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  2. توقعات ستراتفور لمستقبل العالم.. الربع الثاني-2016 (إطلالة عامة)
  3. أهم ما نشرته مراكز الأبحاث الأجنبية عن سوريا في النصف الثاني من مارس 2016
  4. جوشوا هولاند* — (ذا نيشن) 31/3/2016 :"التطرف الإسلامي" ليس السبب الجذري لمشكلة الإرهاب في أوروبا
  5. ناشونال إنترست: سوريا بحاجة لقوات حفظ سلام
  6. إيكونومست: الدرس المستفاد من وثائق بنما
  7. إندبندنت: أوروبا لم تفعل شيئا لوقف المذابح في سوريا
  8. معهد واشنطن: ما هي خيارات بوتين العسكرية في سوريا؟
  9. واشنطن بوست :سوريا.. أرقام لاتعني أوباما
  10. ميدل إيست آي :ما هي أسباب الخلاف بين أركان المؤسسة الحاكمة بإيران؟
  11. فورين بوليسي: دي مستورا يخطط لبناء جهاز تجسس بسوريا
  12. "يديعوت أحرنوت": روسيا أصبحت مستعدة للتخلي عن الأسد
  13. اكسبريس :اعتقال خلايا تنتمي لداعش في الدنمارك والمانيا
  14. جلوبال ريسيرش يكشف أسرار مخطط أمريكا لتقسيم سوريا ريهام التهامي
  15. فورين بوليسى:"داعش"ينتهج استراتيجية الأرض المحروقة والألغام كارثة انسانية
  16. نيويورك تايمز: سياسة الحكومات سبب نشوء شبيبة متعصبة وليس الإسلام
  17. الديلي تلغراف: المسيحيون بالرقة يدفعون جزية لداعش قدرها 630 دولارا
  18. معهد واشنطن :بعد 'الانسحاب': خيارات بوتين العسكرية في سوريا
  19. نيوزيورك تايمز :القصة الكاملة للاجئين سوريين بدأوا حياتهم في قرية نائية بألمانيا لا ترحب بالأجانب
  20. الاندبندنت :فيسك: حكومات أوروبا لم تفعل شيئا لوقف المذابح بسوريا
  21. التايمز: سوء التخطيط غذى بذور الصراع في العديد من المدن السورية
  22. التايمز: بناء سوريا الجديدة من دون تقسيمات
  23. "بلومبرغ": أمريكا وروسيا يوحدان جهودهما لكتابة دستور سوريا الجديد
  24. "واشنطن بوست": حجم الدمار في حمص السورية لا يصدق
 
توقعات ستراتفور للربع الثاني- 2016.. الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
مارس 30, 2016 By  ستراتفور طباعة البريد الإلكتروني
ترجمة: علاء البشبيشي
سوريا وتركيا.. إعادة تنظيم الصفوف
سوف تكون أولوية تركيا في الربع الثاني، هي: معالجة ما تعتبره تهديدًا وجوديًا، ويتمثل في توسيع المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب YPG الكردية في شمال سوريا.
ورغم انسحاب روسيا، لا يزال بإمكانها منع التقدم العسكري- عبر الضربات الجوية في المقام الأول- وهو ما قد يستمر في ردع تركيا عن إرسال قوات إلى شمال سوريا لإنشاء منطقة آمنة.
بدلا من التدخل الكامل، سوف تستغل تركيا الفرصة- بدعم مجلس التعاون الخليجي- لتزويد قوات المتمردين في الشمال بالأسلحة والأموال ودعم المدفعية؛ في محاولةٍ لإضعاف وحدات حماية الشعب.
كما سيستغل الأتراك القلق الأوروبي بشأن المهاجرين لانتزاعِ تنازلاتٍ سياسيةٍ، تتعلق بالتمويل وتحرير تأشيرات الدخول والانضمام إلى الاتحاد.
وسوف يكون الناتو مستعدًا للتفاوض مع تركيا حول زيادة المراقبة والدفاعات الجوية على الحدود السورية-التركية، لكنه لن يشارك في الهجوم البري.
في الوقت ذاته، سوف تواصل الولايات المتحدة العمل مع الوحدات الكردية لمحاربة تنظيم الدولة، خاصة في المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات. وللتخفيف من حدة المخاوف التركية، ستكثف واشنطن أيضا من دعمها للمتمردين الذي تحظى أنقرة بتأثير عليهم.
وستعزز روسيا المفاوضات في جنيف؛ لتُظهِر جدوى مشاركتها في الأزمة السورية، لكن المحادثات لن تُنهي القتال خلال هذا الربع.
واعترافًا بالانقسامات في البلاد، سوف تكتسب الفيدرالية زخمًا كنموذجٍ مُحتَملٍ للحل. لكن تركيا ستقاوم هذا الحل، وأي خطة من شأنها منح الأكراد مزيدًا من الحكم الذتي؛ خوفًا من أن يعزز ذلك وحدات حماية الشعب وعلاقتها بحزب العمال الكردستاني.
ويمكن أن تستخدم روسيا وإيران الانتخابات البرلمانية السورية، المزمع انعقادها في أبريل، لتعزيز حجتهما القائلة بأن الحل يجب أن يصدر عن حكومة منتخبة في دمشق، على الرغم من أن الحرب الأهلية وحكومة الرئيس بشار الأسد سوف يحدّان كثيرًا من إقبال الناخبين.
أما القوات الموالية، التي كانت دوما تركز جهودها على المتمردين، فسوف تُحَوِّل دفة عملياتها الآن باتجاه استعادة السيطرة على الأراضي من تنظيم الدولة الواهن. كما ستركز قوات سوريا الديمقراطية جهودها ضد تنظيم الدولة خلال هذا الربع، مع التركيز على الرقة ودير الزور.
ورغم أن الدعم المستمر الذي تقدمه تركيا والولايات المتحدة ودول الخليج للمتمردين لن يكون متكافئًا مع التدخل الإيراني والروسي ودعمهما للقوات الموالية، إلا أنه سيكون كافيًا لمساعدة المتمردين على تجنب الهزيمة.
وسيشكل اللاجئون الفارون من جنوب السويد تهديدًا على أمن الأردن. وبرغم تشديد الأمن على الحدود، بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، سوف تبقى احتمالات شن هجمات من قبل المتشددين تشكل خطرا على البلاد.
مقاومة خفض الإنتاج
ستكثُر التكهنات قُبَيْل اجتماع أوبك المزمع في يونيو. ورغم أن أعضاء المنظمة قد يوافقون على تجميد الإنتاج عند مستويات مرتفعة بالفعل، إلا أن بعض أكبر منتجي النفط- السعودية والإمارات والكويت وقطر- لن يُخَفِّضوا الإنتاج لتحقيق استقرار في الأسعار.
علاوة على ذلك، لن تجمد إيران، أحد المنتجين الرئيسيين، الإنتاج أو تُخَفِّضه، بعد تخفيف العقوبات. بل في الواقع، سيرتفع الإنتاج الإيراني تدريجيًا طوال هذا الرُبع، وبحلول نهاية العام سيكون قد تجاوز مستويات الإنتاج قبل فرض العقوبات بـ 250-500 ألف برميل يوميًا.

بينما ستُفَضِّل السعودية وحلفاؤها الخليجيون انتظار تصحيح السوق على مدار الأشهر القليلة القادمة.
وستكشف المملكة ودول الخليج النقاب ببطء وحذر عن إصلاحات اقتصادية هيكلية خلال هذا الربع. وسوف تكون آثار تخفيض الدعم أكثر وضوحا في البحرين وسلطنة عمان.
ورغم أن إجراءات ضبط التوازن، مثل المدفوعات النقدية، سوف تحمي المواطنين من الآثار الأكثر قسوة، إلا أن بعض الاضطرابات الاجتماعية ستظل متوقعة. فيما تتمتع قوات الأمن في البحرين، بدعم سعودي وخليجي، بالجاهزية لكبح جماح أي اضطرابات واسعة النطاق حال اشتعالها في أحياء الأقليات أو تلك الأقل فقرًا.
ماليًا، سوف تسعى معظم دول مجلس التعاون الخليجي للحصول على تمويل دولي خلال هذا الربع. إ إذ تسعى السعودية والكويت وقطر للحصول على مليارات الدولارات لتخفيف التدفقات الخارجة من احتياطاتها.
ومؤخرًا ألغت البحرين إصدار سندات بعد تخفيض S&P مستوى ديون البلاد؛ لذلك من المرجح ألا تحاول إصدار سندات أخرى خلال الأشهر القليلة القادمة. بدلا من ذلك، ستعتمد على السعودية لتوفير أي احتياجات مالية وأمنية عاجلة.
وسوف يختتم اجتماع مجلس التعاون الخليجي المقرر انعقاده في يونيو بمناقشاتٍ حول احتمالية فرض ضريبة القيمة المضافة في عام 2018، بما يشكل سابقة جديدة في دول الخليج، التي تبدأ على مضض في مراجعة العقود الاجتماعية مع مواطنيها.
على الصعيد الإيراني، سوف يستغل الرئيس حسين روحاني الزخم الذي اكتسبه من انتخابات البرلمان ومجلس الخبراء الأخيرة؛ لإضفاء طابع رسمي على أجزاء من حزمة التحفيز الاقتصادي المقترحة في أكتوبر
ويمكن أن تتمخض المفاوضات مع شركات النفط الأجنبية، على مدار الشهور القليلة المقبلة، عن توقيع صفقات استثمارية كبيرة في قطاع النفط الإيراني. إذ حددت وزارة النفط مدة عامٍ لتوقيع كافة العقود التي تسعى إليها، وقد تصل قيمتها إلى 10-15 مليار دولار.
الرياض.. الحب الحازم
مع تزايد الضغوط المالية، سترغب الرياض في التأكُّد من أن استثماراتها تعود عليها بالنفوذ المنشود في المنطقة. وكما اتضح في لبنان خلال الربع الأول، تبعث المملكة إشارات إلى حلفائها الحاليين والمحتملين بأنها لن تغدق مكافآتها المالية سوى على البلدان التي ستتماشى مع السياسة السعودية.
لكن هذا التحوُّل الجذري في السياسة يصبح مستحيلا حينما يتعلق ببلدان مفتتة مثل لبنان. ورغم ذلك، لن تتخلى الرياض عن معاركها بالوكالة في دول كهذه، لكنها ستعمل على تطوير حلفاء جدد وأكثر موثوقية. وسوف تحاول إبراز مليشيا سنية في لبنان لإحداث توازن في مواجهة حزب الله.
في الوقت ذاته، ولمنع إيران من استغلال غياب الرياض؛ سوف تملأ الولايات المتحدة وفرنسا أي فراغ يخلفه السعوديون في لبنان، فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية والدعم المالي.
وسوف تفضل دول خليجية أخرى، مثل الكويت، أن تبني نهجًا يختلف عن المقاربة السعودية العدوانية بفارقٍ بسيط، لإدارة العلاقات مع الفصائل اللبنانية. بينما ستضمن المنافسة الإيرانية-السعودية هناك استمرار الجمود السياسي حول ملف الرئاسة في لبنان خلال هذا الربع.
المرحلة التالية من أزمة اليمن
في اليمن، يمكن أن تتحول الهدنة بين السعوديين والمسلحين الحوثيين على طول الحدود الشمالية إلى ما هو أكثر من مجرد وقف إطلاق نار. وكان نجاح التحالف الذي تقوده السعودية في التقدم داخل ضواحي صنعاء قد أمال الميزان نحو التوصل إلى حل تفاوضيّ، مع تحديد موعد لعقد محادثات جديدة في الكويت منتصف أبريل.
لكن أيًا كان اتفاق السلام الذي سيتمخض عنه هذا الربع، فلن تكون النتيجة سلاما كاملا في اليمن. حيث قد أظهرت التحركات العسكرية والإجراءات الدبلوماسية الأخيرة بجلاءٍ الخلافات داخل التحالف بين الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح، فيما يُرَجَّح أن يُستَبعَد الرئيس السابق من أي حل سياسي يتم التوصل إليه.
وحال حدوث ذلك، سيبقى المقاتلون الموالون لصالح على معارضتهم للتحالف السعودي، لكنهم سيكونون ضعفاء للغاية بما لا يكفي للقيام بالكثير من المقاومة، سواء في ساحة المعركة أو على طاولة المفاوضات.ولن تؤدي نهاية حملة التحالف السعودي إلى تخفيف حدة القتال بين الانفصاليين الجنوبيين والقوات الموالية للحكومة والعناصر المتطرفة، وكلهم يتنافس من أجل السيطرة على اليمن، خاصة في الجنوب. وسوف تجد الحكومة اليمنية صعوبة في ترسيخ سيطرتها.
أما وقد أصبح الانفصاليون الجنوبيون أقوى من ذي قبل؛ فإنهم سيقفون بحزم ضد الحكومة المركزية. في الوقت ذاته، سيستمر التهديد الذي تمثله الفصائل الجهادية التابعة لتنظيمي الدولة والقاعدة، بغض النظر عن أي اتفاق سلام.
وستحتاج الأجهزة الأمنية وقتا طويلا لإصلاحها، وإعادة بناء تعاونها مع الحكومات الأجنبية، التي كانت وستظل ذات أثر فعال في احتواء خطر المتشددين.
احتجاجات في بغداد
سوف يستمر تبلور الاستعداد للهجوم الذي طال انتظاره في الموصل، بينما تزيد القوات العراقية والتحالف الدولي من تواجدها في المناطق المحيطة بالمدينة. وسوف تحرز قوات الأمن العراقية مكاسب في محافظة الأنبار بينما تمضي قُدُمًا صوب الفلوجة، وربما تسيطر على أجزاء منها خلال هذا الربع.
لكن القوى السنية سوف تنزعج من مشاركة المليشيات الشيعية في هذه الجهود، خاصة في محافظة ديالي، التي ستشهد اشتباكات عنيفة. وربما تتصاعد المظاهرات ضد حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، ويمكن أن تؤدي إلى دعوات لاستقالة الرئيس، بينما يجاهد رئيس الوزراء لتنفيذ إصلاحات لمكافحة الفساد، وتشكيل حكومة تكنوفراط.
وفي حال تغلبت الاحتجاجات على الحكومة، لن تتردد إيران في التخلي عن العبادي ودعم بدائل شعبية. وسوف تساند طهران بنشاط القادة الشيعة البدلاء للحفاظ على نفوذها العراق، وستعمل عن كثب من الحلفاء السياسيين، مثل: منظمة بدر؛ لإيجاد رئيس وزراء بديل، يجمع بين: الشعبية في العراق/ والموالاة لإيران.
في الوقت ذاته، سوف تتردد بغداد وطهران في تأييد مرشحٍ قد يدفع الشركاء الغربيين إلى سحب دعمهم الأمني للعراق. بالإضافة إلى ذلك، سوف تُصِرّ إيران على إشراك الحشد الشعبي الشيعي في التحضير لهجوم الموصل.
وسوف تزداد الاضطرابات الاجتماعية سوءًا بالنسبة لحكومة كردستان، التي تكافح من أجل دفع رواتب موظفي القطاع العام. وسيحاول الرئيس مسعود بارزاني صرف الأنظار عن المظاهرات وتحديات خصومه السياسيين عبر الدعوة لاستفتاء على الاستقلال، لكن دعوته لن تفعل الكثير لتخفيف حدة التوتر.
ورغم التوتر الذي تشعر به تركيا حيال الحديث عن الاستفتاء، فإنها ستواصل علاقاتها مع بارزاني، وستعمل على دفع مشروع خط أنابيب الغاز قُدُمًا للربط بين حكومة إقليم كردستان وتركيا.
ومع استمرار الحملة العسكرية التركية ضد جماعة حزب العمال الكردستاني، سوف يتزايد أيضا التوتر بين المسلحين الأكراد والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني في شمال العراق، كما ستتصاعد مخاطر شن هجمات ضد خط الأنابيب بين حكومة إقليم كردستان وتركيا.
علاقات دافئة في شرق المتوسط
يتعاظم خطر الاضطرابات الاجتماعية في مصر خلال الربع الثاني مقارنة بالربع الأول؛ بسبب النقص الحاد في الدولار وعراقيل الاستيراد. وفي أعقاب تخفيض قيمة العملة، سوف تواجه مصر أيضًا ارتفاعا في معدل التضخم.
ونتوقع رؤية المزيد من التدريب على مكافحة التمرد، وزيادة القوات الأمنية في مثلث: رفح-العريش-الشيخ زويد؛ لمواجهة التصاعد المليشيوي في شبه جزيرة سيناء.
وبدافعٍ من التحفيز السعودي، من المحتمل إحراز تقدم تدريجي في التقارب المصري-التركي هذا الربع. وسوف يكون حضور مصر إلى قمة منظمة التعاون الإسلامي المقرر أن تستضيفها اسطنبول في أبريل خطوة في هذا الاتجاه.
وسوف يواكب الدفء التدريجي في العلاقة بين تركيا ومصر تحسن بطيئ في علاقات تركيا مع إسرائيل. ويمكن استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في الربع الثاني. وكجزء من المفاوضات، سوف تُسَلَّم المساعدات التركية إلى غزة، ويرجح أن تستعيد فتح سيطرتها على معبر رفح
شمال أفريقيا.. تركيز على الأمن
سيكون عدم الاستقرار المتواصل في ليبيا ضارا لدول الجوار في شمال أفريقيا. وحتى لو وافق مجلس النواب في طبرق على خطة حكومة الوحدة المدعومة أمميًا، سوف تستمر المنافسة المستعرة بين الفصائل السياسية في إلحاق الدمار بالبلاد.
وسيتوسع الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا ليشمل توجيه ضربات جوية ضد مناطق تركز تنظيم الدولة، وتقديم التدريب وتوفير الاستشارات على الأرض، لا سيما من قبل قوات العمليات الخاصة الأمريكية والفرنسية والإيطالية والبريطانية.
أما استمرار المناورات السياسية بين مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام في طرابلس وحكومة الوحدة فيعني أنه في نهاية المطاف قد يكون هناك ثلاث أو أربع حكومات في ليبيا تدعي لنفسها الشرعية خلال هذا الربع.
وسوف تطلب تونس مساعدات إضافية من بريطانيا وأمريكا لتأمين حدودها من خطر تنظيم الدولة الذي يُطِلّ برأسه من ليبيا. وستواصل الاعتماد على الدعم المالي الأوروبي والأمريكي والخليجي لكبح الاضطرابات الداخلية، وستحرز نجاحا في احتواء الاحتجاجات خلال هذا الربع.
أمَا وقد انحسرت موجة الاستقالات من الحزب الحاكم الذي يقوده الرئيس الباجي قائد السبسي، نداء تونس، وتشكَّلت كتلة الحرة بقيادة الأمين العام للحزب محسن مرزوق؛ سوف يجتذب الحزب والتحالفات الناشئة الأخرى الكثير من الاهتمام والأتباع، بينما ستستمر الاحتجاجات الشرطية والمدنية ضد البطالة وتدني الرواتب.
وبينما يتصدع المشهد التونسي، يتعزز الوضع الجزائري؛ حيث ستتواصل الإصلاحات الأمنية والدستورية الرامية إلى تعزيز دور الحكومة المدنية والحد من سلطة الرئاسة، وسيتم احتواء المعارضة السياسية لهذه التغييرات.
وستحاول الجزائر تأمين الشركاء لصادراتها من الطاقة، وطمأنة الحلفاء والشركاء التجاريين بشأن الاستقرار والخلافة السياسية للرئيس.
أخيرا، من المتوقع أن يتم الكشف عن خطة اقتصادية منقحة وبيع للسندات خلال شهر أبريل، في محاولة لدعم اقتصاد البلاد الراكد.
 
======================
توقعات ستراتفور لمستقبل العالم.. الربع الثاني-2016 (إطلالة عامة)
مارس 30, 2016 By  ستراتفور طباعة البريد الإلكتروني
ترجمة: علاء البشبيشي
البيدق السوريّ
من المغري تحميل سوريا مسئولية كافة المؤامرات الجيوسياسية التي ستميز الربع الثاني من العام 2016؛ بالنظر إلى أنها مسرح حربٍ أهليةٍ ممتدة، ومصدر أزمةِ المهاجرين في أوروبا، وسبب رئيس لتعقيد الصراع التركي مع الأكراد.
لكن في الحقيقة، لا تعدو سوريا كونها بيدقًا في لعبة أكبر، تشارك فيها القوى الكبرى، كلٌ وفق خططه الخاصة في الشرق الأوسط. ومن بين هذه القوى، تلعب روسيا دورًا رئيسيًا.
صحيحٌ أن موسكو سحبت معظم قواتها المتواجدة في سوريا مؤخرًا، بيدَ أن ذلك لن يُغَيِّر شكل الحرب الأهلية جذريًا، وإن كان بالتأكيد سيُسهِم في صياغة الاعتبارات السياسية للدول التي استثمرت فيما سيتمخض عنه الصراع. ولعل هذه كانت نية موسكو طيلة الوقت.
المستهدفات الروسية: جنيف والتكلفة والعقوبات والناتو
من المرجح، جزئيًا، أن يكون رحيل الكرملين يهدف إلى التأثير على المفاوضات في جنيف، والتخلُّص من الالتزام العسكري الذي يُحتَمَل أن يكون طويلا ومُكلِفًا. لكن بوتين غادر أيضًا في محاولةٍ لتشكيل التصوُّرات الغربية لأفعاله في الشرق الأوسط. خاصة قبيل تقرير الأوروبيين في يوليو ما إذا كانوا سيرفعون العقوبات ضد روسيا أم لا. كما سيناقش أعضاء الناتو خطط توسيع وجود التحالف في المناطق المتاخمة لروسيا من الغرب.
ومع ذلك، سيكون إقناع الأوروبيين قولا أسهل منه فعلا. فحتى الدول التي يسهل إقناعها بتخفيف الضغط الاقتصادي على روسيا (على سبيل المثال: إيطاليا، اليونان، المجر) ستفضل استخدام ورقة العقوبات للتفاوض مع بروكسل على التساهل بخصوص عجز الميزانية، والمساعدات، وبنود الإنقاذ، وصفقات بنوك الأصول الرديئة.
تعقيد المفاوضات التركية-الأوروبية
كما سيُعَقِّد الانسحاب الروسي مفاوضات تركيا مع أوروبا بشأن سياسات الهجرة. ذلك أن أنقرة ليست لديها نوايا قوية لاستقبال مئات الآلاف من المهاجرين بدلا من أوروبا، لكن تركيا حاولت استغلال يأس القارة للحصول على عدد من التنازلات. والأكثر أهمية هو دعم التحالف لتوغل الجيش التركي في شمال تركيا، حيث توسع المليشيات الكردية أراضيها باطراد.
وبينما تخفض روسيا من دورها في النزاع السوري، وتطالب بإشراك الأكراد في عملية السلام، سيكون الحافز أكبر بالنسبة لتركيا كي تتدخل في شمال سوريا. لكنها على الأرجح لن تمتلك الدعم الذي تحتاجه للقيام بذلك.
خفض سقف التوقعات
في الواقع، ينبغي على كل من يشارك في النزاع السوري- والصراعات المرتبطة به- مراقبة توقعاته. ذلك أن روسيا لم تغادر مواقعها حتى الآن في سوريا، ورغم أن تخفيض تواجدها يمكن أن يضخ بعض الدماء في عروق مفاوضات السلام، إلا أن قليلين هم من يؤمنون بإمكانية أن يؤدي ذلك إلى اختراق مفاجئ ودائم.
في هذه الأثناء، ستكون محاولات فرض وقف إطلاق النار محدودة، وستواصل أوروبا البحث عن حلٍّ ناجع لأزمة الهجرة، في ظل تعالى الأصوات الأوروبية المتشككة.
ولن تستطيع تركيا الحصول على الدعم الذي تحتاجه لشن هجوم فعال في شمال سوريا. وفي ظل الهشاشة التي تعاني منها كييف، فإنها لن تكون راغبة ولا قادرة على تقديم تنازلات سياسية في شرق أوكرانيا لإرضاء روسيا.
تقلب الأسواق
وبينما تكافح أوراسيا لمعالجة قضاياها الخاصة، سوف تشكل الولايات المتحدة والصين المناخ الاقتصادي العالمي في الربع الثاني. وسيواصل الاقتصاد الأمريكي النمو، بينما سيستمر الاقتصاد الصيني في التباطؤ. وسيشكل الدولار القويّ مُشكِلَةً للصين؛ بما يؤدي إلى حالة من عدم اليقين، ستؤدي بدورها إلى تعطيل الاقتصاد الأمريكي.
وسوف تجعل العلاقة بين الاقتصادين الأسواق العالمية أكثر تقلبا، لكن الحوافز النقدية التي يقدمها البنك المركزي الأوروبي من المفترض أن توفر نوعا من المأوى لمنطقة اليورو من السقوط.
لكن ذات الشيء لا يمكن أن يقال في شأن اليابان، حيث من المرجح أن يؤدي الين الأقوى، وتراجع أسعار الأصول، إلى الإضرار بالاقتصاد. وإذا حدث ذلك، ربما تسن الحكومة في طوكيو المزيد من الإجراءات التحفيزية.
الاستفتاء البريطاني
في الوقت ذاته، ومع توالي الأيام، سوف تتزايد أهمية الاستفتاء الذي ستجريه بريطانيا، يوم 23 يونيو، بشأن مغادرة الاتحاد الأوروبي؛ بما سيؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في المملكة المتحدة، وممارسة ضغط يهبط بقيمة اليورو.
لكن الأمور سرعان ما ستستقر إذا قرر البريطانيون البقاء في الاتحاد، ونشك في أنهم سيفعلون ذلك.
في أماكن أخرى من العالم، قد يكون هناك دافع للاقتصادات الأصغر والأكثر صحة لتخفيف السياسات النقدية وإضعاف عملاتها لتظل قادرة على المنافسة.
دول النفط.. رُبع صعب آخر
فيما يتعلق بأسواق النفط، ستظل هناك وفرة في المعروض خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع عودة الإنتاج الإيراني إلى الأسواق. وسيكون التنسيق بشأن تجميد الإنتاج على رأس جدول أعمال أوبك خلال اجتماع يونيو، لكن إيران سترفض إجراء أي تخفيضات كبيرة، وهو التوجه الذي سيتبناه بقية المنتجين الرئيسيين.
أما السعودية وحلفاؤها الخليجيون فسينتظرون حتى يصحح السوق مساره تدريجيًا، في ظل تراجع إنتاج الولايات المتحدة على مدى الشهور الستة المقبلة، ما يشير إلى رُبعٍ صعبٍ آخر أمام البلدان المصدرة للنفط
======================
أهم ما نشرته مراكز الأبحاث الأجنبية عن سوريا في النصف الثاني من مارس 2016
مارس 31, 2016 نقلا عن  رصد وترجمة: علاء البشبيشي طباعة البريد الإلكتروني
انتصار خيار الفيدرالية أو التقسيم في سوريا قد يفتح أبواب الجحيم على المنطقة بأسرها. وربما على كل كانتونٍ عربيّ منذ اللحظة تَحَسُّس خاصرته ومراقبة حدوده استعدادا للقضمة القادمة. باختصار هي بذرةٌ خبيثة ستنبت ما لم يتخيله سكان هذا الشطر البائس يومًا في أسوأ كوابيسهم.
وبعدما أزيح الصغار إلى الهوامش ببطء وثبات، وصارت الكلمة الفصل الآن حصرًا للكبار؛ فإن معظم الخطط التي تُنسَج خيوطها الآن لن تمثل حلولا لأزماتنا الشرق أوسطية، ولكنها ستكون تسوية للخلافات بين القوى العالمية، فيما سنبقى نحن في مواجهة تحالفات جديدة ستقوم على ركام تحالفات المصالح القديمة.
هذا بعض ما حذرت منه مؤسسات الفكر الأجنبية خلال الأيام الماضية.. وفي السطور التالية نستعرض أهم ما أوردته هذه المراكز في الشأن السوري؛ بدءًا من هذه القضية الشائكة التي استهل بها التقرير، مرورًا بالقصور الهيكلي الذي يصبغ اتفاق كيري-لافروف، والمفارقة الكامنة في محاكمة المجرم الصربي كراديتش وبقاء المجرم الأسد على رأس السلطة، ومخاطر تحول هذه البقعة الملتهبة إلى شيشان أخرى، وصولا إلى إسهامات اللاجئين في المجتمعات المضيفة برغم المعاناة الضخمة التي يعيشونها، ومسئولية المجتمع الدولي في تقاسم هذه الأعباء، وصولا إلى إطلالات بانورامية على السنوات الخمس الماضية ومستقبل الأكراد ومأزق السنة سواء على ساحة القتال في سوريا أو امتدادا إلى ساحة السياسة في العراق.
صندوق باندورا اسمه "الفيدرالية"
تحت عنوان "إذا سقطت سوريا؛ ستتبعها دول أخرى: صندوق باندورا اسمه "الفيدرالية" كتب رمزي بارود في فورين بوليسي جورنال محذرا من مخاطر المرحلة الجديدة التي تدخلها الثورة السورية بعد خمس سنوات من الحرب، واصفًا إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي إقامة منطقة حكم ذاتي بأنها "بالون اختبار" في أحسن الأحوال، أو خطوة أولى نحو تقسيم سوريا بأكملها.
وأضاف بارود: "الفيدرالية لا تقوض فقط هوية الأمة السورية، ولكنها أيضا تزرع بذور المزيد من النزاعات بين الطوائف المتحاربة، ليس في سوريا وحدها، بل في الشرق الأوسط بأكمله. وحدها سوريا الموحدة بإمكانها منح الأمل للمستقبل. وإلا فلن يستطيع شيء آخر أن يفعل ذلك".
اتفاق كيري-لافروف.. قصور هيكلي
نشر ميدل إيست بريفنج تقريرا عن "أوجه القصور الهيكلية في اتفاق كيري-لافروف بشأن سوريا" خلُصّ إلى التالي: "هيكليًا، العيب الرئيسي في اتفاق كيري-لافروف أنه غير كافٍ لتحقيق انفراجة. وبالتالي فإنه معرض للانهيار في أي لحظة".
وأضاف: "خلاصة القول، أن خيار الحفاظ على سوريا موحدة ينبغي أن يمر بما يشبه اتفاق الطائف اللبناني. ففي حين يمكن لكافة القوى السياسية أن تشارك في الحياة السياسية العامة، يجب أن يبقى جوهر الدولة- قوات الجيش والأمن- تحت سيطرة السوريين السياسيين الملتزمين فقط بحماية بلدهم والحفاظ على استقرارها".
وأردف التقرير: "الطريق إلى هذا الطراز من الدولة السورية واضح بالفعل في بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254. ومع ذلك، لا تزال مكونات الآلية القابلة للتطبيق غائبة، وإن تحسنت بشكل كبير بعد اتفاق كيري-لافروف. أما خيار الفدرلة أو اللامركزية أو أيا كان المسمى؛ فإنه غير قابل للاستمرار على المدى المتوسط، هذا إذا استمر حتى ذلك الحين".
كراديتش وراء القضبان.. والأسد لا يزال يقتل!
كتب والتر راسيل ميد مقالا في معهد هدسون، تحت عنوان "كراديتش وراء القضبان والأسد لا يزال يقتل"، استهله بالقول: "أصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكما بسجن زعيم صرب البوسنة رادوفان كراديتش بالسجن مدى الحياة. هذا خبرٌ سار، لكن المثير للسخرية بشكل مروع: أن العالم في هذه الأيام ينتج حالات قتل وإبادة جماعية أسرع بكثير من قدرة المحاكم على إصدار الأحكام. ويبدو أننا فقدنا الإرادة والقدرة على وقف القتل".
وأضاف: "هذا لا يعني ألا تتخذ المحكمة إجراءات ضد وحوش مثل كراديتش، لكننا سنكون حمقى إذا اعتقدنا أن القانون الدولي هو القوة التي يمكنها وقف المجازر والإبادة الجماعية. القانون الدولي على وجه العموم شيء جيد، وينبغي دعمه، لكن فن إدارة شؤون الدولة أكثر أهمية بكثير من القانون الدولي، وفي غياب الحكمة في إدارة شؤون البلاد، والاستراتيجية الفعالة، والإرادة القوية، سرعان ما سيتلاشى القانون الدولي ويصبح فقط حبرا على ورق. وهذا ما يبدو أنه يحدث الآن".
وأردف "راسيل": "صحيحٌ أن كراديتش يُساق الآن إلى زنزانةٍ نأمل ألا تكون مريحة، لكن بشار الأسد يرتكب جرائم على نطاق أوسع مما كان كراديتش شخصيا يحلم به، كما يترنح الشرق الأوسط على حافة هاويةٍ دموية من شأنها أن تجعل كل ما حدث في الحروب اليوغوسلافية تبدو كمعركةٍ على الطعام في هوجوورتس".
وختم الكاتب بالقول: "يجب أن يكون هناك نظام قبل أن يكون هناك قانون. لكن في عالمنا اليوم، يبدو مستقبل النظام مشكوكا فيه على نحو متزايد".
خيارات النظام.. تحت المجهر
أعلن مجلس العلاقات الخارجية عن استضافة فعالية بتاريخ 1 أبريل 2016، سيحضرها جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة أوكلاهوما، والبروفيسور ديفيد ليش، رئيس قسم التاريخ في جامعة ترينيتي- سان أنتونيو، تكساس، وأندرو جيه. تابلر، زميل أقدم في برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن.
ومن المقرر أن يقوم الخبراء خلال الفعالية التي سترأسها إيمي ديفيدسون بتحليل أسلوب قيادة بشار الأسد، ونفسيته، وشخصيته، وخياراته السياسية، في هذه اللحظة المحورية من تاريخ سوريا
مخاطر التحوّل إلى شيشان أخرى
تحت عنوان "هل سيؤدي انتهاء الحرب الأهلية في سوريا إلى تحولها إلى شيشان أخرى؟" حذر داني خليل الطهراوي في معهد واشنطن من أن "السياسة التي تقضي بتحويل سوريا إلى الشيشان، والتي بات يتوجب على الأسد الاعتماد على الإيرانيين لمساعدته على إنجازها، تحمل تداعيات كبرى على الشرق الأوسط والأسرة الدولية".
وأضاف: "تتمثل إحدى النتائج المحتملة لاستمرار نزاع الأرض المحروقة بتحول الـ "بانتوستان" (أو مناطق الحكم الذاتي) التي برزت في أراضٍ كانت تابعة سابقا لسوريا إلى دول "فاشية" تابعة لروسيا، أولها "فيدرالية شمال سوريا" التي تم الإعلان عنها مؤخرا والمدعومة من روسيا.
وقد تؤدي انتصارات الأكراد على أراضي المعركة، على مسافة قريبة جدا من الحدود التركية، إلى توغل سني في شمال سوريا قد يجعل المشهد على أرض المعركة أكثر ضبابية، مفسحا بذلك المجال أمام الفصائل المتطرفة المستعدة لمقاتلة الأكراد نيابة عن القوى السنية الخارجية".
ورأى الكاتب أن "الولايات المتحدة تعد من أبرز الخاسرين إذا ما مُنح الإرهابيون و"الفاشيون" أراضٍ مستقلة. وإذا ما استمرت واشنطن في الركون إلى الخلفية منتظرة تصرف باقي العالم تجاه الأزمة السورية، فإنها ستساهم لا محالة في توفير الكثير من الوقت لهذا الطاغية، وعندئذ ستتحول سوريا إلى شيشان أخرى".
وختم بالقول: "لتفادي هذه الكارثة المحتملة؛ يتعيّن على الولايات المتحدة- الآن، وقبل أي وقت آخر- اتخاذ نهج استباقي، والتواصل بجدية مع مختلف الفاعلين السوريين الذين لديهم- بالفعل- رغبة في الاستماع، مثل: النواب، والضباط، ورجال الأعمال، والوزراء، والذين قد يكونون على عكس الأسد، متصفين بشعور وطني يحملهم على التفكير بجدية في إنقاذ ما تبقى من وطنهم الجريح".
إسهامات اللاجئين في المجتمعات المضيفة
تحت عنوان "تأثير الأعمال التجارية السورية في تركيا" سلط المنسق الإقليمي للمعرفة والتعلم بمكتب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عمر كاراسابان، عبر مقاله المنشور في بروكنجز الضوء على مساهمات اللاجئين في المجتمعات المضيفة، وكيف يمكن أن يصبحوا محركا للنمو، وليس عبئًا على الموازنة العامة، أو تهديدًا ينذر بزيادة معدلات الجريمة والإرهاب.
ونقل كاراسابان عن مركز دراسات اللاجئين في معهد أوكسفورد، أن "2.5 مليون لاجئء سوري واجهوا عداء أقل في تركيا من الأردن ولبنان. ولا غروَ، فتعداد سكان تركيا يبلغ 77 مليون نسمة، واقتصاد البلاد أكبر بكثير، بينما يتحمل الأردن ولبنان عبئًا أكبر يزيد عن مليوني لاجئ سوري، ما يمثل 20-25% من تعداد السكان".
وأضاف المقال: "يمكن أن يقوم رجال الأعمال السوريين في الدول المجاورة باستثمارات مربحة، تساعد أيضا في توظيف رعايا البلدان المضيفة واللاجئين. ونتيجة لذلك، يُستبعد أن يقوموا بالرحلات الخطيرة عبر القوارب إلى أوروبا، أو يخاطروا بحياتهم وأرواح أسرهم".
أطفال الحروب.. أي مستقبل؟
تحت عنوان "أطفال سوريا" نشر موقع جلوبال ريسيرش البحثي تقريرًا استهل بالإشارة إلى أن ثلاثة ملايين طفل سوري لا يذهبون إلى المدارس، ويعانون من سوء التغذية، وكثيرون منهم مرضى، يلقون حتفهم في مخيمات اللاجئين التي تفتقر إلى المتطلبات الصحية، فضلا عن عدد لا يُحصى من الأيتام الصغار الذين لا يجدون من يدافع عنهم، وتعرضوا إلى الإيذاء والاستغلال وسوء المعاملة جسديًا وعقليًا.
وأضاف التقرير" بالإضافة إلى هذه الملايين الثلاثة من سوريا، يوجد عدد لا يحصى من الأطفال في العراق وليبيا واليمن وأفغانستان وفلسطين والصومال والسودان وباكستان- والقائمة ممتدة- كلهم أصبحوا بلا مأوى وتحولوا إلى لاجئين، وبات العديد منهم يتامى بسبب الحروب والنزاعات المسلحة التي بدأتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون".
تقاسم أعباء اللاجئين
أبرز بروكنجز تصريحات المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، حول "الفشل الذريع الذي تمثله سوريا للمجتمع الدولي" مطالبا "العالم الصناعي والغني باستقبال المزيد من اللاجئين"، قائلا: "المسألة هي كيفية القيام بذلك وفق إدارة جيدة لا تعكس الانطباع الفوضوي الذي تنقله الصور التي نراها على شاشات التلفاز من اليونان وغيرها من الأماكن".
وتحدث غراندي أيضًا، خلال الفعالية التي استضافها برنامج السياسة الخارجية في بروكنجز، عن مسألة إعادة توطين اللاجئين، مشددًا على ضرورة تقاسم الأعباء، قائلا: "لأن اللاجئين يمثلون مشكلة عالمية... فإن مسئولية الاستجابة لها ينبغي أيضًا أن تكون عالمية".
السنوات الخمس الأولى
تحت عنوان "سوريا.. السنوات الخمس الأولى" كتب آرون لوند في معهد كارنيجي: "بعد مرور خمس سنوات، أصبحت سوريا بلدًا ممزقا. تفتت أراضيه إلى جيوب عرقية وطائفية وإقطاعيات وأصبح السكان فريسة للعصابات المتطرفة العنيفة وأمراء الحرب".
ورصد التقرير الانقسام بين قوى المعارضة التي فشلت في إيجاد مركز ثقل يمكنها التوحًّد حوله، إلى جانب ضعف نموذج الدولة الذي تقدمه داعش والأكراد؛ بما لا يوفر بديلا حقيقيًا للحكومة في دمشق. وذهب الكاتب إلى أن الدعم الدولي لم يتمكن من تحقيق ذلك، بل كان له تأثير عكسي. ذلك أن الغرب وحلفاءه تدخلوا لتمكين المنافسين للكتلة الجهادية وبالتالي دعموا تفتيت التمرد بدلا من إنهائه. بما يترك التمرد السني عالقًا في وضعٍ لا يمكنه تحقيق الفوز من خلاله. وهو الوضع الذي أدى أيضا إلى بقاء بشار الأسد.
الانزلاق إلى الرعب
نشر مجلس العلاقات الخارجية تقريرًا مطولا يرصد كيف انزلقت الثورة المدنية ضد حكم الأسد إلى هذا المشهد المأساوي المرعب، بدءًا من السخط الذي بدأ ينمو منذ حكم حافظ الأسد، وصولا إلى الربيع العربي الذي أشعل ثورة الاحتجاج في سوريا، مرورًا بالانشقاقات في نظام الأسد وتشكيل الفصائل السورية المسلحة، ودخول القوى الإقليمية والدولية على الخط في حربٍ ضاريةٍ بالوكالة، وصعود تنظيما الدولة والقاعدة، وسعي الأكراد إلى إقامة حكم ذاتي، ودفع المدنيين الثمن الأكبر في تلك المأساة، سواء في الداخل أو داخل قوارب الموت عبر البحر
كيف يمكن إعادة بناء سوريا؟
تحت عنوان "كيف يمكن إعادة بناء سوريا؟" أعلن معهد تشاتام هاوس عن استضافة فعالية سيشارك فيها الدكتور عبدالله الدردري، نائب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، لمناقشة نتائج مشروع بحثي مشترك بين الإسكوا وجامعة سانت أندروز يدرس منذ سنوات الظروف المعيشية والوضع الاجتماعي والاقتصادي في أنحاء سوريا؛ بهدف تحديد العناصر الأساسية التي ستكون مطلوبة من السوريين والمجتمع الدولي لإعادة بناء سوريا عندما يحل السلام.
عزل الأكراد في سوريا
تحت عنوان "عزل الأكراد في سوريا" نشر أتلانتك كاونسل مقالا كتبه جوان سوز في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، جاء فيه: " رغم كل المشاكل السياسية والعرقية، على الأكراد السوريين تأسيس علاقات مع أحد دول الجوار للبقاء اقتصاديا، لأنه من دون ذلك ستكون مناطق الإدارة الذاتية غير قادرة على الوصول إلى أي طرق بحرية ومحاطة ببلدان معادية. وإذا لم يستطيع الكرد بناء علاقات بتركيا، واستمرت علاقاتهم بالعرب في التدهور، فسيبقى اعتمادهم على منفذ واحد وهو يربط المدن الكردية السورية بإقليم كُردستان العراق، والذي تتم فيه تجارة النفط منذ سيطرتهم عليه".
وأردف: "ما يعني أيضا أن الخلافات الكردية ـ الكردية إن لم تصل لحلولٍ معقولة، فأنها ستؤثر بشكلٍ كبير على اقتصاد المدن الكردية في سوريا، الأمر الّذي قد يضعهم أمام حلول بديلة، ستساهم في إعادة العلاقات الكردية ـ العربية، والكردية-التركية، منها الاعتماد على علاقات المجلس الوطني الكردي في سوريا مع الدولة التركية، والمكون العربي في سوريا، خاصة وأن المجلس الوطني الكردي في سوريا هو عضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إضافة للعلاقات الجيدة التي يتمتع بها المجلس الوطني مع المكون العربي، هذا في حال تمكّن حزب الاتحاد الديمقراطي من الوصول لصيغة توافقية مع المجلس الوطني لإدارة المناطق الكردية".
من هم الأكراد.. في 60 ثانية!
دفعت الحرب الأهلية بكردستان إلى صدارة العناوين الرئيسية، بدءًا من سي إن إن وصولا إلى فيسبوك. لكن من هم الأكراد؟ في حين يقولون إنهم "أكبر شعب بلا دولة"، يستكشف الباحث المقيم في معهد أميركان إنتربرايز ما إذا كانوا حقًا مجتمعا موحدًا، وذلك عبر فيديو مدته 60 ثانية.أكراد سوريا.. معركة الشرعية أكثر صعوبة
تحت عنوان "بالنسبة لأكراد سوريا.. كسب الأرض ليس سوى نصف المعركة" خلُصَ مركز ستراتفور إلى أن سعي الأكراد لتكريس سيطرتهم  على أجزاء كبيرة من شمال سوريا غير كافٍ، وأن اكتسابهم الشرعية لا يزال مهمة عسيرة جدًا، حيث تكمن الصعوبة الرئيسية في حصولهم على الإقرار الرسمي بسلطتهم".
وأضاف التحليل: "ليس هناك شك في أن حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري أثبت مهارة في المناورة، وفي غياب الغزو التركي أو أي تدخل أجنبي آخر، يرجح أن تستمر سيطرة الأكراد لفترةٍ توازي عمر الحرب الأهلية السورية على الأقل. ومع ذلك، ستظل الشرعية الدولية بعيدة المنال عن حزب الاتحاد الديمقراطي. ودون الاعتراف الرسميّ من الخارج، ستبقى سيطرة الحزب على كردستان السورية تحت التهديد".
المأزق السني في العراق
امتدادًا للمعركة ضد تنظيم الدولة، وأزمة الانقسام داخل معسكر السنة، نشر مركز كارنيجي تقريرًا مطولا أعده ريناد منصور تحت عنوان "المأزق السنَّي في العراق"، خَلُصَ إلى ما يلي:
- لا يمكن للقوة العسكرية وحدها أن تتغلّب على تنظيم الدولة الإسلامية، الذي برز في غياب المؤسّسات التمثيلية القوية.
- يواجه العرب السنّة في العراق معضلة فقدان الثقة السياسية والتمثيل، أما مأزقهم فهو حصيلة حمّى التنافسات بين المجتمعات المحلية وداخل كل مجتمع محلي.
- لايمكن وضع اللوم في مأزق العرب السنّة ودورات فكّ الارتباط في العراق فقط على عاتق الحكومة المركزية التي سيطر عليها الشيعة في مرحلة ما بعد العام 2003.
- لا تزال الجماعة العربية السنّية تُواجه مشاكل في علاقتها مع الحكومة المركزية.
- إلى جانب مسألة الوحدة، يفتقر السنّة إلى وجود أحزاب سياسية وآلية مؤسّسية جادّة لتحقيق تمثيل أوسع.
- يخاطر أي زعيم سنّي ينخرط مع الحكومة المركزية بفقدان سمعته، إذا مافشل في تحقيق نتائج.
- تشكّل الانقسامات السنّية الداخلية جزءاً من الخلافات حول الشراكات الإقليمية لكل زعيم. فيما برز حرس جديد من القادة يطالب بالتحدّث باسم القاعدة السنّية.
- ليست هناك جماعة سنّية واحدة متراصة. على العكس من ذلك، تتكوّن هذه الجماعة من عدّة أطراف سياسية وشيوخ عشائر ورجال دين ورجال أعمال.
- على الرغم من كل نزاعاتهم، يتحرّك زعماء العرب السنّة لانتشال مجتمعاتهم المحليّة من الفراغ الحالي
مركز إدراك للدراسات والاستشارات
======================
جوشوا هولاند* — (ذا نيشن) 31/3/2016 :"التطرف الإسلامي" ليس السبب الجذري لمشكلة الإرهاب في أوروبا
الغد
جوشوا هولاند* — (ذا نيشن) 31/3/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يقول أكبر أحمد، السفير الباكستاني السابق لدى المملكة المتحدة وأستاذ الدراسات الإسلامية حالياً في الجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة: "إذا قلت لرجل فرنسي عادي أن مهاجري الجيل الثالث في البانليو لا يتوافرون على مياه جارية؛ إذا قلت له أن العديد منهم أميون ولا أمل عندهم في العثور على عمل أو في أن يكون واحدهم عضواً منتجاً في المجتمع الفرنسي، فإنه لن يصدقك ببساطة. وسيصر على أنهم مواطنون فرنسيون لهم نفس الفرص مثل كل فرنسي آخر".
ويعمل أحمد وفريقه على إعداد أول دراسة شاملة عن الجاليات الإسلامية في أوروبا، والتي تشمل القارة كلها. ويقول أن "30 في المائة من السكان في مارسيليا هم مهاجرون. ليس لديهم مسجد مركزي ويعيشون في غيتوهات، ومعظمهم بلا عمل، وليست لديهم مدارس مناسبة. وتوجد نفس هذه الظروف نفسها في بلجيكا، حيث المستوى التعليمي للمهاجرين المسلمين بائس جداً وحيث فرص المعيشة بائسة جداً أيضا. والعرف هو الرفض الاجتماعي -حيث لا يعتبرون جزءاً من النسيج المجتمعي- وهذا يكفي لدفع أي جالية إلى الحائط"، وبالنسبة للبعض إلى أيدي الإسلاموية المتطرفة.
التناقض بين الجاليات المسلمة في أوروبا ونظيرتها في الولايات المتحدة صادمة ومنبئة. فالمسلمون الأميركيون يميلون لأن يكونوا مزدهرين، يتمتعون بمستوى تعليم جيد ومستثمرون بعمق في بلدهم. وكمجموعة، يعتبرون نشطين سياسيا ويعيشون مرتاحين في مجتمع تعددي، وليس هناك أي دليل على أنهم يتبنون وجهات نظر دينية متطرفة أو يرتكبون أعمال عنف بمعدل أعلى مما يرتكبه المسيحيون أو اليهود.
لكن الحياة على الهوامش الاقتصادية والاجتماعية في أوروبا تشكل أرضية خصبة للتطرف. وليس أي من هذا أخباراً جديدة بالنسبة لعلماء الاجتماع أو غير معروف لخبراء مكافحة الإرهاب على كلا جانبي الأطلسي. لكن السياسة الأوروبية تضع حدوداً على المناقشة. فالأحزاب القومية المتشددة في طور الصعود في عموم القارة. كما أن القادة السياسيين الذين يدعون إلى معالجة المشاكل الاقتصادية العميقة التي تصب الوقود على نار التطرف الناشئ في الوطن في أوروبا يتهمون بأنهم "ناعمون حيال الإرهاب" أو أنهم "يدللون المتطرفين".
ونتيجة لذلك، ثمة الكثير من التركيز على أيديولوجية التطرف، لكنه ليس هناك ما يكفي من التركيز على الظروف التي تسمح لهذه الأيديولوجية بالانتشار. ويقول أحمد أن جهات انفاذ القانون الأوروبية "تحلل هذا من خلال منظور الدين. إنهم يدرسون القرآن للحصول على تفسير، لكن ما نشاهده ليس أكثر من شباب محرومين ومظلومين وأميين لا يتكيفون مع المجتمع. أنظر إلى هؤلاء الشباب الحمقى الذين ينسفون الأشياء -إنهم يشاهدون أشرطة فيديو الدولة الإسلامية مع كأس بيرة في يد ووصلة تفجير في الأخرى".
في حادثة منبئة في العام 2014، كان بريطانيان اعترفا بتهم الإرهاب التي وجهت إليهما قد اشتريا كتاب "إسلام الحمقى" قبل سفرهما إلى سورية للقتال مع "داعش". ويكتب أوليفيير روي، الأستاذ في معهد فلورنسا التابع للجامعة الأوروبية في إيطاليا ومؤلف كتاب "الإسلام المعولم" أن ما تواجهه أوروبا اليوم "ليس حول الدين أو السياسة" بل إنه "ثورة شباب"، ويقول روي أن المشكلة ليست في "تطرف الإسلام، وإنما في أسلمة التطرف".
يقدر أن معدل البطالة في صفوف المهاجرين المسلمين في أوروبا مرتفع يصل إلى 40 في المائة، اعتماداً على البلد المعني. ووجد تقرير صدر في العام الماضي من وضع المؤسسة الفكرية البريطانية "ديموس" أن المسلمين في المملكة المتحدة "هم الأكثر ترجيحاً وعلى نحو غير متكافئ لخوض تجربة الفقر"، فهم " يفتقرون إلى الشبكات ورأس المال الاجتماعي والمهارات الناعمة التي تسهل الوصول" إلى صفوف الطبقة الوسطى، وهم يواجهون "تفرقة في عمليات التوظيف".
وفي دراسة أجريت في العام 2010 بقيادة ديفيد لايتين، عالم السياسة في جامعة ستانفورد، تم تقديم سير ذاتية مزيفة لشركات تجارية فرنسية، والتي كانت تحمل أسماء تشير إلى أن مقدمي طلبات التوظيف إما مسيحيون أو مهاجرون مسلمون من السنغال. وكانت مؤهلاتهم متساوية، لكن السير الذاتية التي قدمت باسم مسيحي تقليدي ذكرت عملا سابقا مع منظمة إغاثة كاثوليكية في حين ذكرت السير الذاتية التي تحمل أسماء مسلمة خبرة مشابهة مع جهة خيرية إسلامية. وحتى مع أن كل المتقدمين المفترضين كانوا مهاجرين من نفس البلد، كان استدعاء المسيحيين أكثر ترجيحاً بمرتين ونصف للاستدعاء للمقابلة. كما ذكر في تصريح صحفي أن "الأسر المسلمة من الجيل الثاني تحصل على 400 يورو أقل في الشهر من العائلات المسيحية الشبيهة عرقياً واجتماعياً واقتصادياً".
وحتى مع ذلك، يستطيع قسم ضئيل من الناس في داخل هذه المجتمعات المهمشة التسبب بالفوضى. وفي هذا الصدد يقول جان تشارلز بريسارد، الخبير الفرنسي في الإرهاب ومؤلف كتاب "الوجه الجديد للقاعدة" لمجلة "ذا نيشن" أن أوروبا الغربية تواجه راهناً ما يقدر بحوالي 6.500 متطرف نشأوا في الوطن، من أصل سكان يقدر مركز بيو للأبحاث أن عددهم يصل إلى 19 مليون شخص. وفي العديد من البلدان الأوروبية، أصبحت السجون بشكل أساسي مصانع لإنتاج المتطرفين. وثمة خط يبدأ بجرائم بسيطة ترتكب في مناطق المهاجرين الفقيرة، ويمر من خلال النظام القضائي ليقود إلى الجماعات الإسلامية الإرهابية. وهذه مشكلة خطيرة قائمة منذ وقت طويل. لكن مايكل بيرنباوم ذكر في العام الماضي لصحيفة "الواشنطن بوست" أنه في فرنسا، وعلى الرغم من أن "ملصقات صور أسامة بن لادن معلقة على جدران النزلاء"، فإن السلطات بدأت لتوها في معالجة الموضوع، بينما تبقى جهودها "صغيرة جداً مقارنة بحجم المشكلة".
وليس التعرف إلى الأفراد في داخل هذه المجتمعات الذين قد يتعرضون لخطر التحول إلى التطرف بالأمر السهل. وقال مات أبوزو مؤخراً لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه "على الرغم من ملايين الدولارات التي أنفقت على أبحاث رعتها الحكومة.. ليس هناك حتى الآن أي شيء يقترب من الإجماع على السبب في تحول أحد ما إلى إرهابي".
تشكل حالات الفشل الأمني مشكلة حقيقية –فقد فشلت الشرطة وأجهزة الاستخبارات بشكل متكرر في اعتراض مؤامرات يحيكها أشخاص يظهرون على رادارات أجهزة تنفيذ القانون. ويقول بريسارد: "الأجهزة الأمنية مرتبكة. لا تشعر كل البلدان بنفس المستوى من التهديد وما يزال الاتحاد الأوروبي غير قادر على تزويد أعضائه بأدوات يطالبون بها منذ أعوام". وما يزال تقاسم المعلومات بين قوات الشرطة الوطنية يشكل مشكلة للاتحاد الأوروبي بينما تعارض بعض الدول الأعضاء فكرة فرض إجراءات أشد على الحدود بين البلدان الأوروبية. وكانت جهود قد بذلت لوضع قاعدة بيانات عن المسافرين جواً ولتعقب الاتصالات الإلكترونية للإرهابيين المحتملين في العام 2010 قد أحبطت لأعوام بسبب مخاوف إزاء الحريات المدنية.
لكن، ونظير كل التركيز على الأمن، من المهم فهم أن التحسينات في هذه المنطقة وحدها لن تحل المشكلة. ولن يكون هناك ما يكفي من الموظفين للمسح والتعرف على كل شاب فرد محروم قد يشكل تهديداً. وباستثناء تحويل أوروبا إلى دولة بوليسية ضخمة، فإن من الممكن تقسية كل هدف ناعم. واليوم، تحوط قوات الأمن بمتحف اللوفر، لكنه ليس هناك ما يكفي من الجنود لحراسة كل مطعم ومرقص في الاتحاد الأوروبي. وكانت بروكسل تعيش أعلى حالة من التأهب عندما هاجم أربعة أفراد –بنجاح- أحد المطارات التي تعتبر من بين أكثر الأهداف أماناً في أي بلد.
في أي مجتمع منفتح، ليست هذه مشكلة يمكن حلها بقانون وطني أوروبي، وهو اقتراح يحظى بالقليل من الدعم السياسي، وهو سبب إضافي لمعالجة المشاكل عبر منع التطرف قبل أن يبدأ. ويقول بريسارد: "السؤال الأكثر جوهرية هو، كيف لنا أن نخلق ظروفاً للأفراد بحيث لا يتحولون إلى متطرفين. كيف نستطيع معرفة الأشخاص تحت الخطر التطرف؟" وما تزال المملكة المتحدة تحاول تنفيذ بعض البرامج الرائدة على المستوى المحلي، لكن هذه البرامج تظل صغيرة ومحلية فقط لسوء الحظ، ولم تتم إعادة إنتاجها على المستوى القومي". ومعظم هذه البرامج ما تزال رمزية، حيث يزور قادة الأديان مراكز الجالية في المجتمعات المهمشة وينظمون مناسبات رياضية للشباب، ويعدون بتعاون أكبر بين المسؤولين وقادة المجتمع المحلي، ثم يذهبون إلى
 بيوتهم.
وبالنسبة لأكبر وآخرين، فإن المجتمعات المكسورة هي مصدر المشكلة. ومن خلال شفائها فقط يمكن حل المشكلة. وتخسر المجموعة الإسلامية "داعش" الآن مناطقها في العراق وسورية، ومن المرجح أن تهزم في الأعوام المقبلة. لكن أوروبا ستستمر في المعاناة من هجمات إرهابية خطيرة إلى أن تتصدى النخب فيها لما يحرض جزءاً صغيراً –وإنما مميتاً- من مواطنيها على استخدام العنف. ويقول أكبر: "عندما نتحدث عن حلول طويلة الأمد، فذلك يعني التعليم والوظائف والاستثمار في المجتمعات". ويخلص إلى القول محذراً: "من دون تلك الحلول طويلة الأمد، أخشى أن الوضع سوف يسوء فحسب".
 
*كاتب مساهم في مجلة "ذا نيشن" وزميل في معهد "ذا نيشن". وهو أيضاً ضيف راديو السياسة والحقيقة.
======================
ناشونال إنترست: سوريا بحاجة لقوات حفظ سلام
الجزيرة
أشارت مجلة ذا ناشونال إنترست الأميركية إلى الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، وقالت إن البلاد التي انزلقت في المستنقع بحاجة لقوات حفظ سلام، بغض النظر عن أي شكل ينتهي به الصراع.
فقد نشرت المجلة مقالا اشترك فيه الكاتب مايكل أوهانلون والكاتب سين سيغلار، حيث دعيا فيه المجتمع الدولي للاستعداد لنشر قوات حفظ سلام في سوريا.
وأشار الكاتبان إلى أن مثل هذه القوات قد تحسن فرص السلام، وتجعل المجتمع الدولي وأطراف النزاع في سوريا أكثر واقعية بشأن شكل السلام الممكن وبشأن الخطوات اللازمة لإحلاله، بما في ذلك إرسال مساعدات عسكرية للمعارضة السورية.
وأضافا أن جميع المتغيرات الحالية في سوريا توحي بأن الصراع في البلاد سيشتعل مرة أخرى، وذلك ما لم يتواجد كيان خارجي تحت رعاية الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (ناتو) وجامعة الدول العربية.
مناطق متداخلة
وأوضح الكاتبان أن حجم قوات حفظ السلام المطلوبة يعتمد على طبيعة وتصميم التسوية المحتملة، التي قد تكون على شكل نموذج كونفدرالي ومناطق حكم ذاتي، بينما تركز قوات حفظ السلام عملها على المناطق المتداخلة.
وقالا إنه بما أن تنظيم الدولة الإسلامية سيبقى يشكل مصدر تهديد حتى بعد أي اتفاق، ولأن المفسدين سيحاولون عرقلة أي اتفاق، فإن هناك حاجة لقوة يكون تعدادها بآلاف الجنود لمكافحة الإرهاب بدعم ومشاركة أميركية.
وأشارا إلى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إستراتيجية جديدة تتضمن استعدادها للإسهام بقوات عسكرية كبيرة في فترة ما بعد الحرب بسوريا، وذلك لتحقيق الاستقرار في البلاد وردع أي خطر على أمن المنطقة.
======================
إيكونومست: الدرس المستفاد من وثائق بنما
قبل ثلاث سنوات نشرت هيئة رقابية سلسلة من التقارير بشأن الملاذات الضريبية بناء على تسريبات لوثائق سرية، وحينها سأل بعض العملاء المتوترين موساك فونسيكا -وهي شركة المحاماة المتمركزة في بنما والمتخصصة في إنشاء شركات خارجية- عما إذا كانت أسرارهم آمنة، فطالبتهم الشركة حينها بعدم القلق، وأن مركز بياناتها متطور للغاية، وخوارزمية التشفير فيها من الطراز العالمي.
وفجأة قامت نفس الهيئة الرقابية -اتحاد الصحفيين الاستقصائيين في واشنطن- هذا الأسبوع بنشر الوثائق التي تم تسريبها عن عملاء شركة موساك فونسيكا والتي عرفت بوثائق بنما وانتشرت القصة في أنحاء العالم.
 
ومع ذلك نفت شركة المحاماة وكذلك عملاؤها حدوث مخالفات، وأوردت العديد من الأسباب المشروعة لاستخدام الشركات أو الحسابات المصرفية الخارجية.
وبعد استعراض غيض من فيض المعلومات المسربة عن حجم الثروات الهائلة التي أخفاها أصحابها من كبار الشخصيات العالمية في الملاذات الخارجية السرية والاحتجاجات الغاضبة في بعض عواصم العالم خلصت مجلة إيكونومست إلى أن هذا هو الفساد الذي يجعل العالم أكثر فقرا وأقل مساواة.
ورأت المجلة أن تطهير الملاذات الضريبية لن ينهي الكسب غير المشروع، وأن المسؤولية الرئيسية في هذا الأمر تقع على عاتق الحكومات الوطنية، وأنه ينبغي على العديد منها بذل المزيد لجعل أموالها شفافة ووضع ضمانات صارمة ضد المحسوبية، وبالتالي مطلوب بذل جهود عالمية منسقة لكشف هوية الشركات المجهولة ووقف الوسطاء الذين يسهلون الأمر للمحتالين ليغسلوا غنائمهم.
وأضافت أن الأمر يحتاج إلى إنشاء سجلات مركزية لملكية المنفعة تكون تحت تصرف موظفي الضرائب والقائمين على تنفيذ القانون، وأن تغلظ العقوبات على الكذب عند تسجيل الشركات.
 
وختمت بالإشارة إلى ضرورة تقنين شركات المحاماة وغيرها من الجهات الوسيطة التي تنشئ وتزاوج الشركات والصناديق الخارجية.
======================
إندبندنت: أوروبا لم تفعل شيئا لوقف المذابح في سوريا
علّق الكاتب روبرت فيسك على ما وصفه بالمفارقات والمظالم التي لا تزال قائمة، واستعداد بعض المراسلين والمصورين للمخاطرة بالإشارة إلى هذه المظالم في أزمة اللاجئين الحالية.
وأشار إلى كتاب جديد للصحفي الألماني ولفغانغ باور والمصور التشيكي ستانيسلاف كروبار، بعنوان "عبور البحار: مع السوريين في الخروج إلى أوروبا" (Crossing the Seas: With Syrians on the Exodus to Europe)، واصفا إياه بالقاتم، لكنه يكشف بعمق عملية المتاجرة باللاجئين، وكم الغضب الذي فيه.
ويشير الكاتب إلى أن أوروبا لم تفعل شيئا لإنهاء المذابح في سوريا، وأن "معظم الحكومات الأوروبية قالت إن منطقة حظر الطيران والتدخل العسكري ستزيد الوضع سوءا، وهناك مئات الآلاف من الناس أتوا إلينا عبر البحر وعبر البلقان، والآن وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي يريدون إغلاق الحدود، ولم يستقيل منهم أحد، بالرغم من غرق الآلاف في البحر المتوسط بعد هذه الأخطاء التي ارتكبوها".
ويضيف الكاتب أن كل أولئك الذين قادت إستراتيجياتهم إلى أكبر كارثة منذ الحرب العالمية الثانية "لا يزالون يضعون إستراتيجيات للشرق الأوسط".
وأشار فيسك في مقاله بصحيفة إندبندنت إلى حديث ولفغانغ عن أهوال هجمات باريس العام الماضي وبروكسل مؤخرا، بأن "وطأتها يتحملها السوريون في كل يوم كئيب يمر عليهم، لكننا لم نهتم أبدا بمعاناة السوريين، وكان اهتمامنا بمعاناتنا نحن فقط". وختم فيسك بقوله "لا عجب أننا نرتدي أقنعة الوجه".
 
======================
معهد واشنطن: ما هي خيارات بوتين العسكرية في سوريا؟
لندن ـ عربي21# السبت، 09 أبريل 2016 12:50 ص 020
قدم معهد واشنطن تحليلا استراتيجيا مهما يستشرف الخطوة التالية التي سيتخذها بوتين، الذي أعلن انسحاب قواته من سوريا بشكل لا يرقى إلى الحقيقة الثابتة، فروسيا ما زالت في المنطقة موجودة بقوة لتلبية "رغبة بوتين"، الذي عينه على زيادة نفوذه في المنطقة مهما كلف الأمر، وهذا سيدعو الروس لحسم خياراتهم العسكرية في سوريا.
وقال المعهد في تحليله: "إن التحركات الروسية الأخيرة في سوريا، وأيا كان سببها، من مثل سحب بعض القوات وإضافة قوات أخرى في الوقت نفسه، فأمام موسكو الآن خيارات عسكرية كثيرة لتكملة دبلوماسيتها في المرحلة السياسية التي يدخلها الصراع. وفي المقابل، طرحت واشنطن أوراقها كافة بشأن الشق الدبلوماسي، وقد تؤخذ على حين غرة مرة أخرى من خلال العمليات العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
ونوه إلى أنه نظرا إلى المنهجية التي يعتمدها الكرملين في مقاربة الصراعات الأخرى الجارية مؤخرا، لا غرابة إذن ألا يكون الانسحاب من سوريا انسحابا حقيقيا. فكما أشار غاريت كامبل في مقاله الذي أصدرته "مؤسسة بروكنغز" في 18 آذار/مارس، ما تزال الأسلحة الروسية لمنع الوصول/منع دخول المنطقة قائمة في مكانها، ويمكن أن تعقّد أي جهود أمريكية لإنشاء منطقة حظر جوي. كما دعمت القوات الروسية آخر عمليات نظام الأسد لاستعادة مدينة تدمر من قبضة تنظيم الدولة.
وأشار المعهد إلى أن بوتين أعرب علنا وعلى نطاق أوسع، عن استعداده لإعادة تعزيز الوجود الروسي في سوريا في أي وقت. وتشكّل أوجه الغموض والتناقضات الظاهرة في سياسة موسكو عوامل تثير تساؤلات حول الطريقة التي ستؤثر فيها أحدث التطورات على الولايات المتحدة وباقي "المجموعة الدولية لدعم سوريا"، فضلا عن إيران وسوريا نفسها.
دوافع بوتين
وأضاف معهد واشنطن أنّ النجاح العسكري الروسي أمر لا يرقى إليه الشك، فكما أشار الخبير في الشؤون السورية فريد هوف في 16 آذار/مارس في مقال له صدر عن موقع "هافينغتون بوست"، فقد تم صد قوى المعارضة بشدة منذ بدء التدخل الروسي في أواخر العام الماضي. وعلى الرغم من أن هذه المعارضة ما تزال تسيطر على مناطق استراتيجية، إلا أنها لم تعد تهدد بقاء النظام. وكما هو الحال في جورجيا وشرق أوكرانيا، يبدو أن بوتين اختار "تسديد عدة ضربات" خفيفة في سوريا، بدلا من ضربة قاضية كالتي أحرزها في الشيشان وشبه جزيرة القرم.
وتابع القول إن ذلك يعني عمليا إنقاذ بشار الأسد وتوسيع الوجود العسكري الروسي والمضي قدما في أجندة موسكو الاستراتيجية. فالضغط من أجل تحقيق النصر الكامل قد يكون خطرا نظرا لتهديدات الولايات المتحدة بـ "خطة بديلة" لدعم الثوار، وتأكيد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الشهادة التي أدلى بها في 23 شباط/فبراير أمام مجلس الشيوخ، بأن روسيا لا تستطيع أن تهزم المعارضة بشكل تام.
ونوه إلى أن من شأن تحقيق المزيد من التقدم أن يؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين نحو أوروبا، التي تعاني من وضع يائس، الأمر الذي يمكن أن يؤثر تأثيرا عكسيا على روسيا.
ما هي الخطوة التالية لبوتين؟
وطرح المعهد تساؤلا "وجيها"، حول ماهية الخطوة التالية لبوتين؟ وأجاب بالقول: "لتقييم خيارات بوتين، لا بد من دراسة دوافعه. فتاريخيا، كان اهتمام موسكو بإقامة علاقات مع الشرق الأوسط أقل من الأهمية التي أولتها لاستخدام المنطقة كورقة ضغط ضد الغرب، أو وسيلة لتحسين الوضع الداخلي، ونهج بوتين لا يختلف عن ذلك.
وشدد على أن روسيا لم تعد "القوة العظمى" نفسها التي كانت عليها في "الحرب الباردة"، عندما حافظت على حضور إقليمي قوي. بيد أن الوضع في الشرق الأوسط هش بشكل استثنائي في هذه الأيام، لذلك لا يحتاج بوتين إلى بذل الكثير من الجهود لتأكيد النفوذ الروسي، لا سيما في ظل تراجع الغرب المُلاحَظ من المنطقة. وإلى جانب التدخل في سوريا، ركز الرئيس الروسي بشكل أساسي على التجارة ومبيعات الطاقة وتقديم الدعم الدبلوماسي لحلفائه الرئيسيين في المنطقة.
وأوضح المعهد أنه وبشكل مماثل، يُعتبر الأمر حاسما أيضا في السياق المحلي الروسي. إذ يبدو أن بوتين يعتقد بصدق أن الدعم الغربي للديمقراطية في سوريا وغيرها من الدول، ليس سوى تمويه لإسقاط الأنظمة، بما في ذلك نظامه. وفي رأيه، يقف الغرب وراء معظم الاحتجاجات الدولية الكبيرة، بدءا من "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا، ووصولا إلى "الربيع العربي". ولا يمكنه أن يتصور أن الشعب نفسه يطلب التغيير. وبالمثل، فإنه يعتقد أن تشجيع الناس على الالتفاف حول الراية الوطنية سيصرف انتباههم عن عجز حكومته في الداخل. فقد ضمّ شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في وقت كانت شعبيته قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها، وكان الاقتصاد الروسي في ركود عميق، وبالتالي، فإن المغامرة التي يخوضها في سوريا متجذرة في العقلية نفسها.
فضح الغرب وتصويره بالضعف
ونوه إلى أنه بالرغم من أن مبيعات الأسلحة والعوامل العسكرية مهمة لعلاقة بوتين مع سوريا، تعتبر الأهداف السياسية ذات أهمية قصوى: وعلى وجه التحديد، فَضْحْ الغرب وتصويره على أنه ضعيف وغير كفء، واستعادة مكانة روسيا كـ "قوة عظمى"، والإشارة إلى الدول الصغيرة المجاورة لها مباشرة إلى أن الغرب لن يدعمها إذا حاولت الفرار من الفلك الروسي، كما فعلت جورجيا. فحماية الأسد لا تتعلق بالزعيم نفسه بقدر ما ترتبط بزيادة قدرة روسيا على التأثير في الأحداث في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق.
وأشار المعهد إلى أنه في هذا السياق، قدّم قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال لويد أوستن تقييما مماثلا في 8 آذار/مارس قائلا: "من خلال عرض قدرتهم العسكرية كافة في سوريا، يأمل الروس بالتأثير على الأطراف الإقليمية وتأكيد قوتهم العالمية. ففي النهاية، يريد الروس تعزيز نفوذهم الإقليمي لمواجهة الولايات المتحدة كطرف قوي لا غنى عنه في الشرق الأوسط". كما حذر الجنرال الأمريكي من "شراكة استراتيجية ناشئة" بين إيران وروسيا.
خيارات بوتين
وشدد على أنه وفي سياق انتصاراته المحدودة، بل المهمة حتى الآن، ودوافعه الموضحة أعلاه، تُتاح أمام بوتين أربعة خيارات عسكرية وسياسية على الأقل في سوريا:
وقال إن الخيار الأول، يتمثل في تحقيق المكاسب. كما أشار محللون آخرون، ينطوي هذا السيناريو على إظهار مرونة تكتيكية، بما في ذلك إظهار بُعد شكلي عن مقاربة الأسد الوحشية في كثير من الأحيان، وفي الوقت نفسه ضمان بقاء المعارضة تحت ضغط عسكري. وهذا يعني أيض إبقاء الأسد في السرج السياسي، وهو أمر مهم لإيران بشكل خاص، كما وصفته رندة سليم في مقالها المنشور في موقع "هافينغتون بوست" في 17 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد يتطلب هذا الأمر التهديد بشن ضربات جوية روسية، أو شنها بالفعل، ضد عناصر الثوار إذا ما تمردوا في المفاوضات، لكنّه لن يتطلب أي تغيير عسكري كبير.
ونوه المعهد إلى أن الخيار الثاني سيتشكل عبر هجمات جديدة ضد المعارضة. مع وجود الطائرات حاليا في سوريا، التي يمكن تعزيزها إذا لزم الأمر، بإمكان بوتين أن يدعم قوات النظام والعناصر الإيرانية في حملة جديدة للتضييق فعليا على المعارضة، بما في ذلك منطقة أعزاز السورية التي تشكل شريان حياة استراتيجي لتركيا. وحتى التهديد بشن مثل هذه الهجمات من شأنه أن يعزز من القوة الدبلوماسية المتوفرة بين يديه.
أما الخيار الثالث، فأكد المعهد أنه سيكون في تحقيق النصر مهما كلف الأمر. على الرغم من أن هذا السيناريو ممكن عسكريا (على الأقل في شمال غرب سوريا في البداية)، إلا أن محاولة تدمير المعارضة ستكون مكلفة. وكما ذُكر أعلاه، يمكن أن يؤدي ذلك إلى دفع الولايات المتحدة والحكومات العربية والعالم السني الأوسع إلى اتخاذ مواقف مضادة، فضلا عن مواقف أكثر صرامة من الاتحاد الأوروبي حول مختلف القضايا التي تؤثر على المصالح الروسية. وبالتالي فهذا السيناريو هو الأقل احتمالا.
وحول الخيار الرابع، فقال تحليل معهد واشنطن إنه يتمثل في مناورة تنظيم "الدولة الإسلامية". يحمل هذا السيناريو متوسط المخاطر إمكانات لتحقيق مكاسب كبيرة. فنظرا لخطاب بوتين حول تنظيم "داعش" والفوز الأخير الذي تم تحقيقه في تدمر، قد يعلن الرئيس الروسي شن هجوم جديد ضد التنظيم بالتعاون مع الأسد وإيران. وبمساعدة من القوة الجوية وربما بعض قوات النخبة البرية الروسية، ربما يمكن لقوة مشتركة من الإيرانيين و "حزب الله" ووحدات سورية موثوق بها أن تبلي بلاء حسنا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، تماما كما فعلت "قوات سوريا الديمقراطية" القوية، وهي قوات سورية بقيادة كردية تتألف من 6000 مقاتل، سيطرت مؤخرا على مدينة الشدادي ذات الموقع الاستراتيجي.
تعزيز هيمنة روسيا
وأكد المعهد أن هذه الحملة لن تؤدي إلى هزيمة تنظيم "داعش" بالكامل، لكنّ ذلك قد لا يكون هدف بوتين الحقيقي؛ فهو سيتطلع على الأرجح إلى تعزيز هيمنة روسيا في المنطقة. وفي الواقع، قد يحقق فوزا جيوسياسيا كبيرا، من خلال إبراز التباين ما بين تقدم روسيا في مواجهة تنظيم الدولة والمخاطر التي تخوضها لذلك، وبين الحملة البطيئة "الخالية من أي مخاطر" التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وائتلافه، وكل ذلك من دون تعريض مفاوضات السلام السورية للخطر.
واستدرك بالقول: أما التحول الأكثر جرأة، فيتعلق بالأسد، وذلك بأن يقترن الهجوم بالمطالبة بقيام الائتلاف بإنهاء عملياته "غير المنسقة" في سوريا، إلا إذا تم إخضاعها لحملته المشتركة مع روسيا. وواشنطن ضعيفة في هذا الأمر.
وأشار إلى  أن حملة الائتلاف ضد تنظيم "داعش" لا تتمتع سوى بشرعية رثة في القانون الدولي، فقرارا مجلس الأمن الدولي رقم 2170 و 2249 صادقا على العمل ضد التنظيم، إلا أن الحكومة السورية لم تأذن مباشرة بمثل هذا الإجراء على أراضيها، كما فعلت الحكومة العراقية. أضِف إلى ذلك أن الركائز الأخرى التي كانت تدعم الحملة أصبحت أكثر اضطرابا، فالتسامح الدولي مع الهجمات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" قد لا يستمر إلى أجل غير مسمى، ويمكن لردود الأفعال البكماء لنظام الأسد أن تزداد حدة بسرعة، إذا وعد بوتين ببديل أكثر نجاحا من الحملة التي تقودها الولايات المتحدة. وفي هذه الحالة، قد تحتج دمشق على "انتهاك سيادتها" أمام الأمم المتحدة، ويمكن للجنرالات الروس أن يطالبوا باتخاذ إجراءات لتسوية الصراع تبعد قوات الولايات المتحدة عن أهداف كبرى لـ تنظيم "داعش". وحتى لو كانت واشنطن قادرة على درء إجراءات مجلس الأمن، فإن الوضع القانوني لعمليات الائتلاف في سوريا سيكون موضع شك، ما قد يتسبب بانعزال الولايات المتحدة إذا بدأ الحلفاء بالتخلي عن الحملة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ستخاطر واشنطن بمواجهة عسكرية مع روسيا في ظل هذه الظروف القانونية الغامضة؟
ماذا على أمريكا أن تفعل
وقدم تحليل المعهد في نهايته مجموعة من النصائح لصانع القرار الأمريكي، بالقول: لاستباق العواقب السلبية لهذه السيناريوهات، ينبغي أن تبدأ الإدارة الأمريكية محاكاة مجموعة من الخيارات العسكرية والدبلوماسية التي يتخذها بوتين. ويعني ذلك تحقيق انتصارات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" باستخدام الدرجة نفسها من القوة التي كانت روسيا على استعداد لاستخدامها، ولكن، من دون إلحاق الخسائر بصفوف المدنيين.
وأكد أن ذلك يعني أيضا الحفاظ على إمكانية اعتماد "خطة بديلة" لتعزيز موقف المعارضة، وإصلاح العلاقات مع تركيا والدول العربية، وتجنب تقديم تنازلات عسكرية عملياتية لقادة بوتين في أي مكان في المنطقة. ولكن، قبل كل شيء، يجب على واشنطن تجنب اعتماد منهجية "منسقة" لهزيمة تنظيم "داعش"، لأن ذلك من شأنه تمكين موسكو وطهران ودمشق، وبالتالي استبدال تهديد إقليمي بتهديد آخر حتى لو ثبت أنه فعّال ضد تنظيم الدولة.
وحذر معهد واشنطن من أنه إذا سُمح لروسيا بالبروز كقوة مهيمنة بشكل متزايد في منطقة الشرق الأوسط من خلال مجموعة من الخيارات المذكورة أعلاه، فإن تهديد تنظيم "داعش" سيبقى لمدة أطول، كما ستتضاعف المخاطر التي تهدد الأمن الدولي، وسيكون الضرر الذي سيلحق بمصالح الولايات المتحدة ومصداقيتها شديدا.
======================
واشنطن بوست :سوريا.. أرقام لاتعني أوباما
فريد حياة
عندما تفاخر أوباما بتحدي المؤسسة المعنية بإدارة السياسة الخارجية من أجل صياغة سياسته في سوريا، ربما لأنه لم يكن يمتلك أشخاصاً، مثل «فيكي إيكين» أو «أحمد مسطو». ولقد قال في حوار صحفي بأنه كان «فخوراً جداً» بقرار التراجع عن توجيه ضربة جوية لسوريا بعد أن قتل بشار الأسد 1400 مدني بهجوم بمواد كيميائية على السكان الآمنين. وقال إنه نال الكثير من الانتقادات لأنه رفض اتباع «المنهج الذي اعتادت أن ترسمه له مؤسسة صناعة السياسة الخارجية»، والتي كانت تدعو إلى المزيد من التدخلات العسكرية الأميركية في العالم. ويعتقد الرئيس بأن من حقه تجنّب الانزلاق نحو مستنقع ليس له قرار.
و«إيكين» هو مدير قسم سوريا في منظمة «جول» GOAL، وهي إحدى أضخم المنظمات المتخصصة بتقديم المساعدات الإنسانية، ويوجد مقرها في أيرلندا، وهي التي سجلت نجاحاً مدهشاً في خضم الحرب الشرسة عندما تمكنت من إيصال مياه الشرب والخبز لأكثر من مليون من السوريين المحاصرين والنازحين داخل سوريا. و«مسطو»، سوري عمل لصالح المنظمة من داخل سوريا لمدة 3 سنوات قبل أن يفرّ إلى ألمانيا بعد أن وصله تهديد بالقتل من نظام الأسد، وآخر من أعداء النظام من الجماعات الإسلامية. و«مسطو» مهندس مدني، سبق له أن عمل مديراً للإنشاءات في إحدى الشركات في مملكة البحرين. وهذا جزء من رواية طويلة عن معاناته عندما شارك في التظاهرات المناهضة للأسد والتي واجهتها قوات الأسد بوحشية لا مثيل لها منذ اندلاع الثورة عام 2011. فهو يتحدث عن حشود المتظاهرين التي تعد بالآلاف، والتي انطلقت من جامعة حلب من دون أن يمتلك أي من المتظاهرين سلاحاً. ويتذكر أيضاً كيف أن الأسد لجأ إلى العنف واتهم كل من يعارض نظامه بأنه إرهابي. وأكد مسطو أن الأسد هو الذي أطلق مساجين إرهابيين من السجون السورية ليشكلوا النواة الأولى لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق. ويذكر مسطو أيضاً اليوم الذي أعلن فيه أوباما على الملأ بأن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية يعد «خطاً أحمر» عليه ألا يتجاوزه، ولكنه قرر عدم التدخل عسكرياً بعد أن تجاوز الأسد ذلك الخط. ويقول مسطو: «وكان شعبي يقول.. حسناً أين هو الخط الأحمر الذي حددته أميركا. إن لم يكن الأسلحة الكيميائية، فماذا عن البراميل المتفجرة، وماذا عن القنّاصين، وعن الضحايا الذين فاق عددهم نصف مليون؟».
والبراميل المتفجرة هي إحدى ابتكارات الأسد في حربه ضد الشعب السوري. ويكون البرميل مملوءاً بخليط من المواد المتفجرة والقطع المعدنية الحادة ترميها طائرات الهيليكوبتر على المدنيين لتحقيق أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى. ولقد دأب الأسد وحلفاؤه الروس على استهداف العيادات الطبية والمستشفيات للدرجة التي دفعت «منظمة جول» للامتناع عن إحضار منشآت صحية لإنقاذ الجرحى والمصابين. ويقول مسطو إن التقديرات الأولية تشير إلى مقتل نصف مليون سوري إلا أنه ما من أحد يمكنه أن يقدر الرقم الصحيح لعدد القتلى من بين عدد السكان الذي بلغ 22 مليوناً قبل اندلاع الحرب. وبقيت مصادر الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية الأخرى تشير إلى أن عدد القتلى بلغ 250 ألفاً على الرغم من أنهم يعلمون أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. ثم توقفت عملية العد والإحصاء منذ عامين، وأصبحت التقديرات تشير إلى أن الرقم يفوق 250 ألفاً. وبسبب هذا العنف، اضطر نصف الشعب السوري للفرار من بيوتهم، وأصبح 4 ملايين لاجئين أو تقطعت بهم السبل، فيما حوصر الألوف على الحدود التركية، واتجه مئات الألوف إلى أوروبا.
فريد حياة
ـ ـ ــ ـ ـــــ
*محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
ميدل إيست آي :ما هي أسباب الخلاف بين أركان المؤسسة الحاكمة بإيران؟
لندن - عربي21 - باسل درويش# الجمعة، 08 أبريل 2016 06:36 م 035
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للكاتب ماهان عابدين، حول الصراعات الداخلية في المنظومة السياسية الإيرانية.
ويقول الكاتب: "مع أنه من المفروض أن يكون عيد النيروز رمزا للتجديد وحسن النوايا، حيث يحرص رجال النخبة في العادة على الحفاظ على المظاهر، إلا أنه أتى هذا العام في ظل مشاحنات بين القيادات الإيرانية، وهو ما ينذر بتداعيات خطيرة، فما بدأ كونه خلافا بين الزعيم الروحي آية الله خامنئي والرئيس روحاني، بخصوص توسيع الصفقة النووية لتشمل السياسات الداخلية، تفاقم بسرعة ليشمل تجارب الصواريخ الأخيرة".
ويضيف عابدين أن السياق المباشر لهذه المشاحنات هو الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء، التي حقق فيها الإصلاحيون وحلفاء روحاني أفضل مما كان متوقعا، مستدركا بأن الأهم أنها تمهد لانتخابات الرئاسة المهمة العام القادم.
ويجد الموقع أنه إذا كانت الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء أهم المعالم السياسية لإيران ما بعد الثورة، فإن انتخابات الرئاسة العام القادم ستكون أكثر أهمية.
ويشير التقرير إلى أن الانقسام الرئيسي في هذا الصراع السياسي المتكثف هو بين تحالف "وسطي" وغالبية الموالين للجمهورية الإسلامية بقيادة آية الله خامنئي، مستدركا بأن انتصار الوسط في هذه المعركة ليس مؤكدا.
ويذكر الكاتب أن روحاني، الذي لا يزال منتشيا بالانتصار في الانتخابات الحديثة، بدا أنه يشير إلى الانتخابات عندما قال في خطبة النيروز: "دعونا نحقق (برجام) آخر في السياسة الداخلية وفي الاقتصاد"، وبرجام هي اختصار لـ"الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني"، موضحا أن هدف روحاني من استخدام مثل هذه العبارات المستفزة، هو سعيه إلى ردة فعل من خصومه السياسيين.
ويستدرك الموقع بأن ردة فعل آية الله خامنئي كانت أقوى من المتوقع، حيث لم يسبق أن هاجم الزعيم رئيسا للوزراء وهو في مكتبه بهذه الحدة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يرى فيه بعض المحللين أن خامنئي يستخدم روحاني كبش فداء للضغط الأمريكي المستمر بعد الاتفاقية، وبالذات الفشل في رفع العقوبات المتعلقة بالنووي كلها، فإن الحقيقة هي أن الخلافات حول الاقتصاد كانت في حالة غليان لبعض الوقت.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الخلافات تفاقمت بسبب المصطلحات المستخدمة من معسكر روحاني، الذي يتعمد الخلط بين الاتفاقية النووية والقضايا المحلية، وبالذات التوجه الاستراتيجي للاقتصاد، مبينا أن هذا تحرش متعمد؛ لأن الاتفاقية تعد بين الفصائل المبدئية ومعظم المناصرين للجمهورية الإسلامية، شرا لا بد منه على أفضل تقدير، بالإضافة إلى أنها تراجع مهين على أسوأ تقدير.
وينوه عابدين إلى دعوة روحاني وحلفائه إلى اتفاقية مشابهة، لافتا إلى أنهم يعبرون دون مواربة عن رغبتهم في توسيع مجال الاتفاقية "التطبيعية"، لتشمل الاقتصاد، الأمر الذي يترجم عمليا بالدعوة إلى فتح الاقتصاد للاستثمارات الأجنبية، في الوقت الذي يعارض فيه خامنئي الاستثمارات الأجنبية، وبالذات الغربية، ويدعو إلى اقتصاد "مقاوم" يتميز بالمرونة والدفع الأقوى نحو الاكتفاء الذاتي.
ويبين الموقع أن هجوم روحاني الخطابي بعد الانتخابات يدفع إلى تنامي قاعدته السياسية، التي تضم الآن إصلاحيين وفصيل التكنوقراطيين، الذي كان متحالفا سابقا مع الرئيس هاشمي رفسنجاني، مشيرا إلى أنه لذلك لم يكن مستغربا أن يدخل رفسنجاني الحلبة عبر تغريدات مثيرة حول تجارب الصواريخ، حيث كان يهدف إلى تخفيف الضغط عن روحاني.
ويفيد التقرير بأن النتيجة المباشرة لموقف روحاني ورفسنجاني من الاقتصاد وتجارب الصواريخ كانت رد فعل مصمم من المدافعين عن المؤسسة الإيرانية، مشيرا إلى أن قائد الحرس الثوري محمد علي الجعفري علق على تمجيد روحاني للاتفاقية النووية قائلا إن الاتفاقية ليست مصدر افتخار
ويورد الكاتب أنه في موضوع اختبار الصواريخ، وبالذات معارضة رفسنجاني لاستعراض القوة، قام رئيس القضاء الإيراني آية الله صادق لاريجاني بمساواة التخريب الكلامي أو التشكيك بقوة البلد العسكرية بـ"الخيانة"، ودعا محامي الادعاء في أنحاء البلاد إلى مراقبة مثل هذه الحالات بهدف التدخل القانوني.
وبحسب الموقع، فإن هناك تطورات كبيرة في طريقها للسياسة الإيرانية، لافتا إلى أن كثيرا من العمليات الأساسية والظواهر الخارجية اكتسبت قوة ذاتية من خلال الانتخابات التي جرت الشهر الماضي.
ويوضح التقرير أن أهم هذه التطورات هو التحالف الذي يزيد اتساعا، الذي تعد إدارة روحاني مركزا له، مشيرا إلى أن هذا التحالف الفضفاض يتضمن الآن العديد من الإصلاحيين المنهزمين في أواخر التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثانية، بالإضافة إلى البراغماتيين والتكنوقراط الذين التفوا تقليديا حول رفسنجاني.
ويرى عابدين أنه "وإذا كان هذا التحالف غير مستقر وقابل للانتهاء، إلا أنه على المدى القصير إلى المتوسط قادر على تحقيق تغيرات سياسية مهمة إلى درجة التحويل، حيث إنه من ناحية انتخابية يعوض هذا التحالف روحاني عن غياب قاعدة واسعة مؤيدة له، بمنحه قاعدة انتخابية كبيرة من الإصلاحيين".
ويجد الموقع أنه من ناحية الاقتصاد السياسي، فإن معسكر روحاني بانحيازه إلى معسكر رفسنجاني، يصل إلى شبكة دولية كبيرة من المصالح الاقتصادية والتجارية، وسيحظى بتأييد أكبر من الحكومات والشركات الغربية.
ويشير التقرير إلى أن هذه كلها أخبار سيئة بالنسبة لخامنئي، حيث تعيد العلاقات المتدهورة بين خامنئي وروحاني الذاكرة إلى عقد التسعينيات، عندما صار انقسام وضع خامنئي في خانة المعارضة للمتنفذ في وقتها هاشمي رفسنجاني.
ويفيد الكاتب بأن خامنئي كسب وقتها المعركة بشكل كبير؛ لأنه كان ينظر إليه على أنه يمثل القاعدة الشعبية للجمهورية الإسلامية، وبعد مغادرة رفسنجاني للرئاسة بفترة طويلة، دعا خامنئي القواعد لتحقيق استقرار في المشهد السياسي بعد انتخابات 2009 الرئاسية المثيرة للجدل.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى احتمالية أن يلجأ الزعيم الروحي الإيراني إلى الإجراء القوي ذاته إذا استمرت الأمور بالسير لصالح التحالف الوسطي.
======================
فورين بوليسي: دي مستورا يخطط لبناء جهاز تجسس بسوريا
بلدي نيوز
الجمعة 8 نيسان 2016
بلدي نيوز – متابعات
حصلت "فورين بوليسي" على رسالة سرية أرسلها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن إنشاء خلية خاصة لجمع معلومات استخبارية بهدف تنفيذ أي اتفاقات لوقف إطلاق النار قد يتفق عليها في سوريا.
ويعد جمع المعلومات الاستخباراتية أمراً ذا حساسية عالية في سياسة الأمم المتحدة، حيث يثير هذا الأمر حفيظة الحكومات التي تستقبل ممثلي الأمم المتحدة، خاصة من مغبة استخدام هذه المعلومات في التجسس عليهم. عدا عن أن الفكرة أصلاً تملك حساسية عالية في سوريا، حيث قام النظام السوري سابقاً بمنع المراقبين الدوليين من دخول البلد مع معدات اتصالهم الأساسية.
وفي الورقة التي عنونت بـ"مشروع وقف إطلاق النار: مسودة المفاهيم"، لم تذكر الحاجة لوحدة الاستخبارات بشكل صريح، لكن استخدمت فيها عبارات ملطفة تدل على المغزى نفسه مثل "الوعي الظرفي" أو "حصاد البيانات" أو "جمع المعلومات" متضمناً الحاجة لجمع معلومات استخباراتية حساسة حول جهود مكافحة الإرهاب الذي تنظمه داعش وكشف السلوك العسكري الخاص بقوات النظام والمعارضة.
وفي حال إنشاء هذه الوحدة، فإنها ستكون بحاجة للوصول إلى صور الأقمار الصناعية، والتي يمكن شراؤها في أسواق مفتوحة حول العالم أو يتم الحصول عليها من وكالات استخبارات أجنبية متخصصة. وكذلك ستحتاج الوحدة إلى بعض أنواع أجهزة الاستشعار لإجراء المراقبة عن بعد لوقف إطلاق النار والحصول على نظرة ثاقبة للجهود الدولية المتعلقة بتدمير داعش. ويتضمن الاقتراح الجديد أيضاً تجنيد "محللين للمعلومات السياسية والأمنية"، وذلك لتقييم المعلومات من مصادرها المختلفة، بما في ذلك الحكومات الأجنبية ووسائل الإعلام الاجتماعي. هذا بالإضافة إلى خبراء مكافحة الإرهاب والمتفجرات.
======================
"يديعوت أحرنوت": روسيا أصبحت مستعدة للتخلي عن الأسد
(دي برس - أ ف ب)
عشية استئناف المحادثات حول سبل تطويق الأزمة السورية، تطرقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية إلى الموقف الروسي من الرئيس السوري بشار الأسد فقالت إنه تغير كثيرا عما كان عليه في السابق لعدة أسباب من أهمها أن هناك شبه إجماع لدى المعارضة السورية بمختلف فصائلها ولدى الدول المجاورة لسوريا باستثناء إيران والدول الغربية الكبرى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا تنهي الأزمة بشكل متدرج طالما ظل بشار الأسد في منصبه الحالي.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية في مقال تحليلي كتبه " يارون فريدمان" أن القيادة الروسية أصبحت مقتنعة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن بشار الأسد غير قادر على الحفاظ على المصالح الروسية في المنطقة وأنها حريصة اليوم على إيجاد صيغة جديدة تسمح لها بالمساعدة على إبراز فريق جديد من القياديين السوريين القادرين على الحفاظ على هذه المصالح وعلى الالتزام بخارطة طريق جديدة تساعد على تسوية الأزمة السورية.
ويرى كاتب المقال التحليلي أن هناك مؤشرات كثيرة تدعم هذا الطرح منها الإعلان عن سحب جزء من القوات الروسية المنتشرة في سوريا والتحفظ الروسي على تباهي الرئيس السوري بشار الأسد بطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة تدمر.
وقال كاتب المقال إن القوات الروسية هي التي كانت وراء ما تعتبره دمشق انتصارا باهرا للقوات النظامية السورية لأنها فعلا غيرت موقفها في الأسابيع الأخيرة من المعارضة التي توصف بـ"المعتدلة" والتي شاركت ميدانيا في ملاحقتها وإضعافها ولكنها أصبحت تركز اليوم ضرباتها على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" انطلاقا من حرص روسيا على استمرار الهدنة بين القوات النظامية السورية من جهة وقوات المعارضة المسلحة من جهة أخرى. وتدرك موسكو وواشنطن حسب "يارون فريدمان" أن من مصلحتهما الحيلولة بكل الطرق دون اختراق الهدنة الحالية.
======================
اكسبريس :اعتقال خلايا تنتمي لداعش في الدنمارك والمانيا
يبدو ان تفجيرات بروكسل كانت بمثابة الصدمة التي دفعت الدول الاوروبية للاستفاقة وجعلها تتخذ اجراءات امنية غاية في الصرامة هذه الاجراءات اتت ثمارها في عدد من البلدان
صحيفة اكسبريس البريطانية اشارت الى ان #الشرطة الأوروبية لمكافحة الإرهاب اقتحمت وكرًا لخلية نائمة ضخمة لتنظيم داعش فى الدنمارك، حيث كانت تخشى السلطات من إمكانيتها التخطيط لمذبحة على غرار بروكسل. وتم القبض على أربعة من المشتبه بهم بالإرهاب فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن
واوضحت الصحيفة انه في الوقت الذى يتسابق فيه المحققين فى أوروبا لإحباط المؤامرات الجهادية تعتقد #الشرطة الدنماركية أنه تم تجنيد المجموعة من المتطرفين  فى سوريا لتنفيذ هجمات على الغرب وقالت إنها عثرت على ذخائر وأسلحة أيضا أثناء المداهمة.
واضافت الصحيفة ان عمليات الاعتقال  تعد جزء من الجهود المبذولة لمكافحة عمليات التجنيد للجماعات الإرهابية فى المناطق التى مزقتها الحرب فى سوريا وشمال العراق.
ونقلت الصحيفة نقلا ن جهاز المخابرات الدنماركية ان  أكثر من 125 شخصًا من الدنمارك انضموا إلى داعش بعد الذهاب إلى سوريا والعراق فى أكتوبر الماضى وأن 27 منهم على الأقل لقوا حتفهم هناك وان السلطات الدنماركية فى حالة تأهب قصوى منذ قتل شخصين فى إطلاق النار فى كوبنهاجن فى فبراير من العام الماضي ا.
واشارت الصحيفة ان السلطات الألمانية  اعتقلت  عراقيا ونيجيريا بتهمة ارتباطهما بتنظيم  داعش والتحضير لاعمال ارهابية  ويبلغ  الموقوفين وهما عراقى  46 عاما ونيجيرى  29  ويشتبه فى وجود علاقات تربط بينهما وبين اشخاص مدرجين على قوائم تنظيم داعش.
======================
جلوبال ريسيرش يكشف أسرار مخطط أمريكا لتقسيم سوريا ريهام التهامي
قال موقع جلوبال ريسيرش البحثي: إن مخططي الحرب في سوريا الآن يرسمون الابتسامة الشريرة على وجههم، ليتمكنوا من تحقيق النتيجة المرجوة، مضيفًا أنه كما هو متوقع، أحدث إعلان «الاتحاد الديمقراطي» في شمال سوريا ارتباكًا وجدلًا واسعي النطاق، وأعاد إشعال الكثير من العواصف المشحونة في سوريا.
ويوضح الموقع أن هذه الخطوة بالتأكيد ستترتب عليها عواقب وخيمة بشأن وحدة سوريا وقدرتها على البقاء، وحال مواجهة ذلك بشراسة، سيقود إلى فك القتال والصراعات بشكل كبير، وهنا يكمن السؤال كيف سيتصرف السوريون؟
ويعتقد الموقع الكندي أن هذه الخطوة تأتي كستار لحجب الرؤية عن الأهداف الضائعة في الضباب، ففي البداية تم الإعلان عن مدينة الرميلان، وهي تعتمد على حقول النفط، حيث ترغب الولايات المتحدة في بناء قاعدة عسكرية هناك بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وثانيًا تلقت القوات الكردية دعمًا أمريكيًّا كاملًا، لذلك يجب وضع هذه الخطوة في الاعتبار.
ويلفت الموقع إلى أن الأكراد اكتسبوا مؤخرًا التعاطف في أنحاء العالم، نتيجة للجرائم التركية ضدهم، كما أن الأكراد يحاربون داعش بشكل جدي وهم قوة أساسية في المعركة، بالإضافة إلى أن قوة الأكراد ظهرت بعد تمكن العمليات السورية الروسية المشتركة من قطع طريق تهريب النفط إلى تركيا.
ويرى الموقع أن مخططي الحرب في الولايات المتحدة وبريطانيا أرادوا الاستفادة من اثنين من العناصر الرئيسة، الأول حليفتهم تركيا، واستباق أي تحرك مضاد محتمل من قِبَل الحكومة السورية، التي تتعرض لحملة إعلامية شرسة، والثاني توفير طريق تهريب للنفط والموارد، وبعبارة أخرى فإن التحرك هو فائدة سياسية واضحة.
ويوضح الموقع أن مخططي الحرب في الولايات المتحدة وبريطانيا بحاجة الآن لركوب حصان جديد، بعد انهزام داعش وعدم قدرته على تحقيق أهدافهم، وفي هذا الصدد ظهر البيان الأخير الصادر عن وزير الخارجية الامريكية جون كيري، الذي وصف جرائم داعش بالإبادة الجماعية. جاء هذا التصريح بعد وقت قصير من تصويت الكونجرس الأمريكي بالإجماع على تصنيف مماثل.
ويشير الموقع إلى أن الأمر الأكثر أهمية هو حقيقة القضية الكردية والتي تعد قنبلة موقوتة من قِبَل القوى الاستعمارية بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة البريطانية والفرنسية، اللتين قسمتا عمدًا خريطة الشرق الأوسط بطريقة تسمح بتفجير الوضع في أي وقت.
ويضيف الموقع: علينا أن نضع في الاعتبار أن مخططي الحرب خلقوا الصراع السوري بشكل متعمد، وعلى مراحل متعددة في أنحاء سوريا؛ لوضعها في منطقة حصار، وبالتالي فبمجرد الانتهاء من مشكلة ستظهر الأخرى.
المصدر - البديل
======================
فورين بوليسى:"داعش"ينتهج استراتيجية الأرض المحروقة والألغام كارثة انسانية
كتب : عادل دسوقي
قالت مجلة فورين بولسى الأمريكية، فى اخبار نشرته على موقعها الإلكترونى، ، إن تنظيم داعش ينتهج استراتيجية الأرض المحروقة فى المناطق الخاضعة لسيطرته فى سوريا والعراق على وجه الخصوص.
وقالت المجلة إن «13 عاما من القتال المستمر فى العراق أثرت بشكل سلبى على البيئة»، فمحافظتا نينوى وكركوك الزراعيتان بشكل كبير، الواقعتان على حدود «المثلث السنى» فى البلاد، محاصرتان بالفوضى التى أعقبت الغزو الذى قادته الولايات المتحدة فى 2003.
وأضافت المجلة أنه «بالنسبة للمزارعين الذين مازالوا يعانون من مشاكل الماضى، هبط بهم تكرار الصراعات الأخيرة فى أعماق بؤس أكبر، وربما يدق ناقوس الموت للزراعة فى مناطق شاسعة من البلاد، حيث بات مليون فدان على الأقل من الأراضى الصالحة للزراعة غير صالحة للاستخدام، بعد أن القى تنظيم داعش النفايات فى مساحات واسعة من الأراضى العراقية، فضلا عن النهب الممنهج وسرقة كثير من المعدات الضرورية لعمليات التجديد».
وفى تطور غير مسبوق، حسب المجلة، رأى بعض العراقيين أراضيهم «تدمر عمدا من قبل أعدائهم المتراجعين بدون أى سبب عسكرى».
وعبر المسئولين الزراعيين فى العراق عن غضب شديد لما حدث إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من تقييم حجم الخسائر بالكامل، وهو ما يرجع فى جزء منه إلى أن كثير من أفضل أراضى البلاد مازالت فى قبضة التنظيم. وبحسب رئيس إدارة الزراعة فى محافظة كركوك، مهدى مبارك، هناك 250 ألف فدان من المزارع فى البلاد، يسيطر «داعش» على 40 ألف منها.
وقالت المجلة إنه حتى بدون إحصائيات شاملة، فحجم الدمار فى المناطق المحررة أخيرا من يد «داعش» واضحة، حيث بات 450 ألف فدان من الأراضى الزراعية فى بلدات شمال نينوى، التى يقطنها فى الأغلب الإيزيديين وتقع على الحدود مع سوريا، أراضى بور بعد انتهاء احتلال الإرهابيين لها الذى دام خمسة أشهر فى 2014. وفى هذه المناطق، هشمت جميع الصوب الزجاجية التى تقدر بنحو 145، وانتقلت المولدات والمحولات إلى الموصل أو الرقة، معاقل التنظيم فى العراق وسوريا، بحسب عمدة المدينة.
ونقلت الصحيفة عن منظمة غير حكومية، طلبت عدم ذكر اسمها لعدم لفت الانتباه لوجودها، أن الألغام الأرضية مشكلة كبيرة فى مدينة سنجار (شمال)، وقد تستغرق أعواما لتعود المنطقة آمنة مرة أخرى، بينما لا توجد صومعة أو مخزن حبوب سليم فى الأماكن التى احتلها تنظيم «داعش» فى أى وقت أثناء الحرب، حيث فضل التنظيم استخدامها كأبراج مراقبة أثناء الصراع. ومن جهة أخرى، يرى البعض هذه الفوضى كفرصة لإصلاح القطاع الزراعى فى البلاد، والذى ضربته المشكلات منذ عقود.
 
======================
نيويورك تايمز: سياسة الحكومات سبب نشوء شبيبة متعصبة وليس الإسلام
النشرة الدولية
الجمعة 08 نيسان 2016   آخر تحديث 14:58
لفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، الى انه ليس مبررا ان تبقى الشرطة البلجيكية أسابيع للعثورعلى الارهابي صلاح عبد السلام وغيره من الذين جندوا منفذي هجمات باريس وبروكسل، مشيرة الى ان المشكلة تكمن بالبيئة الحاضنة التي تحمي المجرمين وتخفيهم عن أعين العدالة، معتبرة انه ليس الاسلام هو السبب بل إهمال الحكومة البلجيكية للغيتوهات الإثنية التي تشكلت في بلجيكا على مر السنين، ما خلف التحدي والغضب والجريمة والتعصب بين الشباب، وهو ما يخلق البيئة المناسبة للإسلام الراديكالي ليجند الشباب المسلم في بلجيكا.
ورأت الصحيفة الأميركية ان مدننا تواجه تحديات هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، وتساءلت كيف لأشخاص يولدون في بروكسل او باريس، يرون بالارهابيين الذين يرتكبون العنف أبطالا؟ وهذا هو السؤال الصعب الذي نواجهه راهنا، وفق الصحيفة.
======================
الديلي تلغراف: المسيحيون بالرقة يدفعون جزية لداعش قدرها 630 دولارا
النشرة الدولية
السبت 09 نيسان 2016   آخر تحديث 07:27
نشرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية مقابلة مع الكاتب الصحفي الألماني جيرغين تودينهوفر، وهو الوحيد الذي تم دعوته من قبل "تنظيم داعش" لزيارة مدينة الرقة، ورافقه ابنه فرديريك في هذه الزيارة لأشهر معاقل التنظيم، مشيرة الى أن "التنظيم الذي استضاف جيرغين (75 عاما) وابنه فرديريك (32 عاما) وأخذهما في رحلة في أرجاء مدينة الرقة ّ، شعرا بانهما وصلا إلى العالم المظلم لداعش".
وأوضحت أن "جيرغن وابنه هم أول أجنبيان تم دعوتهما إلى مدينة الرقة من قبل التنظيم ، مشيرة إلى أنه لم يصل أي صحافي أجنبي إلى هذا المكان ولم يتم أسره من قبل التنظيم.
ولفتت إلى أن التنظيم "اعدم بصورة علانية 6 رهائن أجانب من بينمها الصحافي الأميركي جيمس فولي وعاملي الإغاثة البريطانيين آلن هينيغ و ديفيد هينيز، مؤكدة أن "زيارة معقل التنظيم بشكل فردي يعد أمراً غير مألوفاً إلا أن اصطحاب المرء لابنه، يعتبر أمراً غريباً بعض الشيء".
وأمضى جيرغن وابنه نحو عشرة أيام في معقل التنظيم ووثق جيرغن كامل تجربتهما في كتاب أطلق عليه "رحلتي في قلب تنظيم الدولة الإسلامية" ويباع الكتاب في المانيا وقد حقق نسبة مبيعات عالية وسيطرح في الأسواق البريطانية الشهر الحالي.
وقال جيرغن أن "السائق الملثم الذي أوكل له مهمة توصليهما من مكان لآخر في الرقة هو الجلاد الجهادي جون"، موضحا أنهما حصلا على ورقة مصدقة من الخليفة لضمان سلامتهما في الرقة.
ولفت جيرغن الى أن "التنظيم أخذ منهما حال وصولهما هواتفهما الخليوية ونقلهما إلى شقة في ارقة من دون كهرباء ومياه"، مؤكدا أن "الحياة في الرقة كانت طبيعية للغاية بعكس ما تصوره دعاية التنظيم، فالطرقات مليئة بالسيارات وخالية من حملة الرشاشات والمسدسات"، مضيفاً أن " الأسواق مكتظة بالزبائن، والأمور تسير بشكل أكثر من عادي".
وأوضح أن الرقة مليئة بمطاعم الوجبات السريعة التي تقدم فيها البرغر مع الجبنة والبطاطس والكولا والبيتزا والشكولاته، كاشفا أن "المسيحيين في الرقة يجبرون على دفع جزية سنوية تقدر بـ 630 دولاراً أميركياً أما المسلمون فهم يدفعون ضريبة دينية".
======================
معهد واشنطن :بعد 'الانسحاب': خيارات بوتين العسكرية في سوريا
آنا بورشفسكايا و جيمس جيفري
متاح أيضاً في English
6 نيسان/أبريل 2016
أياً كان ما وراء تحركات روسيا الأخيرة في سوريا، أي سحب بعض القوات ولكن إضافة قوات أخرى في الوقت نفسه، فأمام موسكو الآن خيارات عسكرية كثيرة لتكملة دبلوماسيتها في المرحلة السياسية التي يدخلها الصراع. وفي المقابل، طرحت واشنطن كافة أوراقها بشأن الشق الدبلوماسي، وقد تؤخذ على حين غرة مرة أخرى من خلال العمليات العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
نظراً إلى المنهجية التي يعتمدها الكرملين في مقاربة الصراعات الأخرى الجارية مؤخراً، لا غرابة إذن ألا يكون الانسحاب من سوريا انسحاباً حقيقياً. فكما أشار غاريت كامبل في مقاله الذي أصدرته "مؤسسة بروكنغز" في 18 آذار/مارس، لا تزال الأسلحة الروسية لمنع الوصول/منع دخول المنطقة قائمة في مكانها ويمكن أن تعقّد أي جهود أمريكية لإنشاء منطقة حظر جوي. كما دعمت القوات الروسية آخر عمليات نظام الأسد لاستعادة مدينة تدمر من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»). وعلى نطاق أوسع، أعرب بوتين علناً عن استعداده لإعادة تعزيز الوجود الروسي في سوريا في أي وقت. و تشكّل أوجه الغموض والتناقضات الظاهرة في سياسة موسكو عوامل تثير تساؤلات حول الطريقة التي ستؤثر فيها أحدث التطورات على الولايات المتحدة وباقي "المجموعة الدولية لدعم سوريا"، فضلاً عن إيران وسوريا نفسها.
دوافع بوتين
إنّ النجاح العسكري الروسي أمر لا يرقى إليه الشك، فكما أشار الخبير في الشؤون السورية فريد هوف في 16 آذار/مارس في مقال له صدر عن موقع "هافينغتون بوست"، فقد تم صد قوى المعارضة بشدة منذ بدء التدخل الروسي في أواخر العام الماضي. وعلى الرغم من أن هذه المعارضة لا تزال تسيطر على مناطق استراتيجية، إلا أنها لم تعد تهدد بقاء النظام. وكما هو الحال في جورجيا وشرق أوكرانيا، يبدو أن بوتين اختار "تسديد عدة ضربات" خفيفة في سوريا بدلاً من ضربة قاضية كالتي أحرزها في الشيشان وشبه جزيرة القرم. ويعني ذلك عملياً إنقاذ بشار الأسد وتوسيع الوجود العسكري الروسي والمضي قدماً في أجندة موسكو الاستراتيجية. فالضغط من أجل تحقيق النصر الكامل قد يكون خطراً نظراً إلى تهديدات الولايات المتحدة بـ "خطة بديلة" لدعم الثوار، وإلى تأكيد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الشهادة التي أدلى بها في 23 شباط/فبراير أمام مجلس الشيوخ بأن روسيا لا تستطيع أن تهزم المعارضة بشكل تام. كما من شأن تحقيق المزيد من التقدم أن يؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين نحو أوروبا التي تعاني من وضع يائس، الأمر الذي يمكن أن يؤثر تأثيراً عكسياً على روسيا.
والسؤال إذاً ما هي الخطوة التالية؟ لتقييم خيارات بوتين، لا بد من دراسة دوافعه. فتاريخياً، كان اهتمام موسكو بإقامة علاقات مع الشرق الأوسط  أقل من الأهمية التي أولتها لاستخدام المنطقة كورقة ضغط ضد الغرب أو وسيلة لتحسين الوضع الداخلي، ونهج بوتين لا يختلف عن ذلك. ويقيناً، أن روسيا لم تعد "القوة العظمى" نفسها التي كانت عليها في "الحرب الباردة"، عندما حافظت على حضور إقليمي قوي. بيد، إن الوضع في الشرق الأوسط هش بشكل استثنائي في هذه الأيام، لذلك لا يحتاج بوتين إلى بذل الكثير من الجهود لتأكيد النفوذ الروسي، لا سيما في ظل تراجع الغرب المُلاحَظ من المنطقة. وإلى جانب التدخل في سوريا، ركز الرئيس الروسي بشكل أساسي على التجارة ومبيعات الطاقة وتقديم الدعم الدبلوماسي لحلفائه الرئيسيين في المنطقة.
وبشكل مماثل، يُعتبر الأمر حاسماً أيضاً في السياق المحلي الروسي. إذ يبدو أن بوتين يعتقد بصدق أن الدعم الغربي للديمقراطية في سوريا وغيرها من الدول ليس سوى تمويه لإسقاط الأنظمة، بما في ذلك نظامه. وفي رأيه، يقف الغرب وراء معظم الاحتجاجات الدولية الكبيرة، بدءً من "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا وصولاً إلى "الربيع العربي". ولا يمكنه أن يتصور أن الشعب نفسه يطلب التغيير. وبالمثل، فإنه يعتقد أن تشجيع الناس على الالتفاف حول الراية الوطنية سيصرف انتباههم عن عجز حكومته في الداخل. فقد ضمّ شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في وقت كانت شعبيته قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها وكان الاقتصاد الروسي في ركود عميق، وبالتالي، فإن المغامرة التي يخوضها في سوريا متجذرة في العقلية نفسها.
وهكذا، ففي حين أن مبيعات الأسلحة والعوامل العسكرية مهمة لعلاقة بوتين مع سوريا، تعتبر الأهداف السياسية ذات أهمية قصوى: وعلى وجه التحديد، فَضْحْ الغرب وتصويره على أنه ضعيف وغير كفء، واستعادة مكانة روسيا كـ "قوة عظمى"، والإشارة إلى الدول الصغيرة المجاورة لها مباشرة إلى أن الغرب لن يدعمها إذا حاولت الفرار من الفلك الروسي، كما فعلت جورجيا. فحماية الأسد لا تتعلق بالزعيم نفسه بقدر ما ترتبط بزيادة قدرة روسيا على التأثير في الأحداث في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق.
وفي هذا السياق، قدّم قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال لويد أوستن تقييماً مماثلاً في 8 آذار/مارس قائلاً: "من خلال عرض كافة قدرتهم العسكرية في سوريا، يأمل الروس بالتأثير على الأطراف الإقليمية والتأكيد على قوتهم العالمية. ففي النهاية، يريد الروس تعزيز نفوذهم الإقليمي لمواجهة الولايات المتحدة كطرف قوي لا غنى عنه في الشرق الأوسط". كما حذر الجنرال الأمريكي من "شراكة استراتيجية ناشئة" بين إيران وروسيا.
خيارات بوتين
في سياق انتصاراته المحدودة، بل الهامة حتى الآن، ودوافعه الموضحة أعلاه، تُتاح أمام بوتين أربعة خيارات عسكرية وسياسية على الأقل في سوريا:
الخيار الأول: تحقيق المكاسب. كما أشار محللون آخرون، ينطوي هذا السيناريو على إظهار مرونة تكتيكية، بما في ذلك إظهار بُعد شكلي عن مقاربة الأسد الوحشية في كثير من الأحيان، وفي الوقت نفسه ضمان بقاء المعارضة تحت ضغط عسكري. وهذا يعني أيضاً إبقاء الأسد في السرج السياسي، وهو أمر هام لإيران بشكل خاص، كما وصفته رندة سليم في مقالها المنشور في موقع "هافينغتون بوست" في 17 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد يتطلب هذا الأمر التهديد بشن ضربات جوية روسية، أو شنها بالفعل، ضد عناصر الثوار إذا ما تمردوا في المفاوضات، لكنّه لن يتطلب أي تغيير عسكري كبير.
الخيار الثاني: هجمات جديدة ضد المعارضة. مع تواجد الطائرات حالياً في سوريا، والتي يمكن تعزيزها إذا لزم الأمر، بإمكان بوتين أن يدعم قوات النظام والعناصر الإيرانية في حملة جديدة للتضييق فعلياً على المعارضة، بما في ذلك منطقة أعزاز السورية التي تشكل شريان حياة استراتيجي لتركيا. وحتى التهديد بشن مثل هذه الهجمات من شأنه أن يعزز من القوة الدبلوماسية المتوفرة بين يديه.
الخيار الثالث: النصر مهما كلف الأمر. على الرغم من أن هذا السيناريو ممكن عسكرياً (على الأقل في شمال غرب سوريا في البداية)، إلا أن محاولة تدمير المعارضة ستكون مكلفةً. وكما ذُكر أعلاه، يمكن أن يؤدي ذلك إلى دفع الولايات المتحدة والحكومات العربية والعالم السني الأوسع إلى اتخاذ مواقف مضادة فضلاً عن مواقف أكثر صرامة من الاتحاد الأوروبي حول مختلف القضايا التي تؤثر على المصالح الروسية. وبالتالي فهذا السيناريو هو الأقل احتمالاً.
الخيار الرابع: مناورة تنظيم «الدولة الإسلامية». يحمل هذا السيناريو متوسط المخاطر إمكانات لتحقيق مكاسب كبيرة. فنظراً إلى خطاب بوتين حول تنظيم «داعش» والفوز الأخير الذي تم تحقيقه في تدمر، قد يعلن الرئيس الروسي شن هجوم جديد ضد التنظيم بالتعاون مع الأسد وإيران. وبمساعدة من القوة الجوية وربما بعض قوات النخبة البرية الروسية، ربما يمكن لقوة مشتركة من الإيرانيين و «حزب الله» ووحدات سورية موثوق بها أن تبلي بلاءً حسناً ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، تماماً كما فعلت "قوات سوريا الديمقراطية" القوية، وهي قوات سورية بقيادة كردية تتألف من 6000 مقاتل سيطرت مؤخراً على مدينة الشدادي ذات الموقع الاستراتيجي.
ولن تؤدي هذه الحملة إلى هزيمة تنظيم «داعش» بالكامل، لكنّ ذلك قد لا يكون هدف بوتين الحقيقي؛ فهو سيتطلع على الأرجح إلى تعزيز هيمنة روسيا في المنطقة. وفي الواقع، قد يحقق فوزاً جيوسياسياً كبيراً من خلال إبراز التباين ما بين تقدم روسيا في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» والمخاطر التي تخوضها لذلك، وبين الحملة البطيئة "الخالية من أي مخاطر" التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وائتلافه، وكل ذلك من دون تعريض مفاوضات السلام السورية للخطر.
أما التحول الأكثر جرأة، فيتعلق بالأسد، وذلك بأن يقترن الهجوم بالمطالبة بقيام الائتلاف بإنهاء عملياته "غير المنسقة" في سوريا إلا إذا تم إخضاعها لحملته المشتركة مع روسيا. وواشنطن ضعيفة في هذا الأمر. إذ إن حملة الائتلاف ضد تنظيم «داعش» لا تتمتع سوى بشرعية رثة في القانون الدولي، فقرارا مجلس الأمن الدولي رقم 2170 و 2249 صادقا على العمل ضد التنظيم، إلا أن الحكومة السورية لم تأذن مباشرة بمثل هذا الإجراء على أراضيها كما فعلت الحكومة العراقية. أضِف إلى ذلك أن الركائز الأخرى التي كانت تدعم الحملة أصبحت أكثر اضطراباً، فالتسامح الدولي مع الهجمات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» قد لا يستمر إلى أجل غير مسمى، ويمكن لردود الأفعال البكماء لنظام الأسد أن تزداد حدة بسرعة إذا وعد بوتين ببديل أكثر نجاحاً من الحملة التي تقودها الولايات المتحدة. وفي هذه الحالة، قد تحتج دمشق على "انتهاك سيادتها" أمام الأمم المتحدة، ويمكن للجنرالات الروس أن يطالبوا باتخاذ إجراءات لتسوية الصراع تبعد قوات الولايات المتحدة عن أهداف كبرى لـ تنظيم «داعش». وحتى لو كانت واشنطن قادرة على درء إجراءات مجلس الأمن، فإن الوضع القانوني لعمليات الائتلاف في سوريا سيكون موضع شك، ما قد يتسبب بانعزال الولايات المتحدة إذا بدأ الحلفاء بالتخلي عن الحملة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل ستخاطر واشنطن بمواجهة عسكرية مع روسيا في ظل هذه الظروف القانونية الغامضة؟
الخاتمة
لاستباق العواقب السلبية لهذه السيناريوهات، ينبغي أن تبدأ الإدارة الأمريكية محاكاة مجموعة من الخيارات العسكرية والدبلوماسية التي يتخذها بوتين. ويعني ذلك تحقيق انتصارات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» باستخدام نفس الدرجة من القوة التي كانت روسيا على استعداد لاستخدامها، ولكن، من دون إلحاق الخسائر بصفوف المدنيين. ويعني ذلك أيضاً الحفاظ على إمكانية اعتماد "خطة بديلة" لتعزيز موقف المعارضة، وإصلاح العلاقات مع تركيا والدول العربية، وتجنب تقديم تنازلات عسكرية عملياتية لقادة بوتين في أي مكان في المنطقة. ولكن، قبل كل شيء، يجب على واشنطن تجنب اعتماد منهجية "منسقة" لهزيمة تنظيم «داعش»، لأن ذلك من شأنه تمكين موسكو وطهران ودمشق، وبالتالي استبدال تهديد إقليمي بتهديد آخر حتى لو ثبت أنه فعّال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». أما إذا سُمح لروسيا بالبروز كقوة مهيمنة بشكل متزايد في منطقة الشرق الأوسط من خلال مجموعة من الخيارات المذكورة أعلاه، فإن تهديد تنظيم «داعش» سيبقى لمدة أطول، كما ستتضاعف المخاطر التي تهدد الأمن الدولي، وسيكون الضرر الذي سيلحق بمصالح الولايات المتحدة ومصداقيتها شديداً.
 آنا بورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن. جيمس جيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في المعهد.
======================
نيوزيورك تايمز :القصة الكاملة للاجئين سوريين بدأوا حياتهم في قرية نائية بألمانيا لا ترحب بالأجانب
هافينغتون بوست عربي-
مع تدفق اللاجئين إلى أوروبا وتزايد المخاوف الأمنية بعد هجمات بروكسل، يجاهد اللاجئون السوريون للتكيف في قرية ألمانية لا يتعاطف الكثير من سكانها مع الأجانب. على مدار أشهر عديدة دأب الصحفي والكاتب الأمريكي جيمس أنجيلوس المقيم في برلين على زيارة هذه القرية ليروي المحنة التي يمر بها اللاجئون السوريون وكذلك السكان المحليون، فاستمع إلى قصتهم كما نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
الصحفي جيمس أجيلوس
 النص الكامل للتقرير
كان يوم جمعة من شهر سبتمبر/أيلول من عام 2014، حين عرف “توماس كام”، عمدة بلديةسيجزدورف، التي تعد منطقة غنية بالقرى وتقع عند سفوح جبال الألب البافارية، أن أزمة اللاجئين العالمية على وشك أن تصل إلى بلدته الصغيرة. الطريف أن مكالمة وزارة الداخلية الألمانية أتته أثناء حفل شواء كان قد أقامه احتفالاً بعيد ميلاد زوجته.
مسؤول الوزارة أخبره حينها بأن نحو 400 لاجئ وصلوا مؤخراً للاتحاد الأوروبي بعد أن حطّت أقدامهم على جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وسيتم ترحيلهم إلى ألمانيا. وقد وقع الاختيار على منتجع كوخي شبه خالٍ من السكان، يُسمى “آيزن إيرست” Eisenärzt، ويبلغ تعداد سكانه نحو 1300 نسمة، كأنسب مكان يمكن أن يأويهم بشكلٍ مؤقت.
استطاع كام، وهو رجلٌ نحيف متوسط العمر، كان يمتهن الهندسة الميكانيكية سابقاً، بالإضافة إلى كونه مغنياً بإحدى فرق الأكابيلا، أن يتفاوض لتخفيض عدد اللاجئين الذين سيستضيفهم في بلدته، ليصبح 200 لاجئ بدلاً من 400.
وقال إن القرويين كانوا قلقين من فكرة استقبال عدد كبير من الأجانب القادمين من بلاد كسوريا وأفغانستان؛ لذا فإن استضافة 400 منهم كان أمراً مستحيلاً.
وصلت أول حافلة للاجئين بعدها بيومين، كام تذكر ذلك اليوم وهو يزفر بعمق حتى أن شفتيه رجفتا معاً: “لن أنسى التعابير على وجوههم، إرهاق تام، وخوف محض”.
والدا كام كانا قد مرّا بظروف مماثلة فقد عاشا الحرب العالمية الثانية واختبرا ويلاتها، إلا أنهما لم يُخبراه الكثير عن تجربتهما تلك.
وفي يوم الأحد من الأسبوع نفسه، ذهب كام إلى الكنائس المحلية ليخبر الأهالي بالأمر، وقال متذكراً الأمر: “أستطيع أن أتفهم أنه بعد رؤية أولئك اللاجئين، لم يكن أحد سعيداً”، إلا أن أغلب الناس كانوا يدركون حاجةَ اللاجئين للمساعدة، وكما قال كام فقد “تصدرت الإنسانية المشهد”.
وكان هذا الخليط من الحذر والشفقة قد ظهر مرةً أخرى في شهر يونيو/حزيران السابق، حين عاد كام إلى الكنيسة ليخبر أهل “آيزن إيرست” بأن المزيد من اللاجئين من سوريا وأفغانستان والعراق، على وشك الوصول إلى جزر بحر إيجة باليونان في مراكب مكتظة، ومن ثم سيتخذون طريقاً وعراً عبر البلقان نحو ما تحمله منطقة شمال أوروبا من أمنٍ ورخاء، وفي أغلب الأحيان، نحو ألمانيا نفسها. وذلك بعد إعادة توطين المائتين الآخرين في مكانٍ آخر.
كانت بافاريا هي الولاية الألمانية الأولى التي تقع في طريق هؤلاء اللاجئين.
ظهر اللاجئون في محطات القطار وعربات الشاحنات المُهربة؛ لذا تم أحياناً إيكال مهمة إسكانهم إلى المسؤولين المحليين من أمثال كام.
وصل الحال باللاجئين إلى حد السكن في القاعات الرياضية بالمدارس، والمحلات الكبيرة، والمخيمات.
سكن الراهبات واستياء الألمان
أخبر كام أهل البلدة بأن فريقاً من راهبات الفرانسيسكان على وشك مغادرة القرية، وهن أخوات منطقة “مالرسدورف” المقيمات بإحدى دور شمال بافاريا، وكن قد بقين ببلدة “آيزن إيرست” لمدة تصل إلى 85 عاماً. وبعد رحيلهن، سيحل محلهن 100 لاجئ سوري.
كانت القرية بتلالها التي تغطيها الغابات وهوائها الألبي بمثابة منطقة عطلة للراهبات وموطناً لتقاعدهن. وكنَّ قد اعتدن في ليالي الاثنين من شهر مايو/أيار- حين يقوم الكاثوليك بإقامة الشعائر احتفالاً بعيد ميلاد السيدة مريم، وهو وقت مخصص للتقرب من مريم العذراء – أن يجتمعن خارج المعبد حديث البناء على أحد التلال العشبية بالقرب من محطة القطار، بقرب نهر “فايس تراون” رائق التدفق، ويغنين الترانيم البافارية بجزلٍ وخفة.
ولكن مع عام 2015، كان لتناقص معدل المواليد الجدد ومظاهر التدين آثارٌ سلبية على الراهبات.
في النهاية أصبح السكن الذي أُسس في عام 1960، والذي طالما كان مزدحماً، فارغاً ووحيداً. وحتى ما تبقى من الأخوات المقيمات هناك، واللاتي تعدى عمر أكثرهن 80 عاماً، وافقن على بيع السكن للبلدية من أجل إيواء اللاجئين.
أثارت هذه التطورات استياء العديد من أهل القرية، فمنهم من أعرب عن قلقه بشأن سلامة نساء وأطفال المنطقة، ومنهم من تذمر بسبب تكلفة الضرائب.
ناقش العُمدة هذه الخطوة، وأوضح أنها قد منعت نتيجةً أكثر ضرراً. كان من الواضح أن سكن الأخوات شبه الفارغ يشكّل ملاذاً مثالياً للاجئين؛ فهو كبير بما يكفي لإيواء 350 لاجئاً. ولكن من ناحية أخرى، إذا لم تشتره البلدية، لقامت حكومة المقاطعة أو أحد مستثمري القطاع الخاص بشرائه، وهؤلاء الباعة الغرباء كانوا ليشغلوه عن آخره. لذا، ستتيح ملكية السكن للقرية بعض القدرة على التحكم في مصيره.
لاقت تصريحات العُمدة استحساناً كبيراً حول البلدة، ولكن رغم ذلك، كان لا زال ثمة شيءٌ يؤرقه.
كام قال إنه استطاع بالكاد أن يمنع انتفاضة شعبية، فلو حدث وانتقل 350 لاجئاً فعلاً للعيش في “آيزن إيرست”، لكان رد فعل العامة هو “أعمال الشغب”، وكان الموقف في رأيه لا يزال متقلباً.
وبدت ردة فعل كام درامية بعض الشيء لأنه من الصعب حدوث أعمال شغب في قرية ريفية بافارية. ولكنه أردف موضحاً أنه يقصد التظاهرت التي تعارض وجود اللاجئين، التي نشبت أسبوعياً بمدينة درسدن، وانتشرت في أنحاء ألمانيا، وأحياناً ما تصل أعدادها إلى عشرات الآلاف.
لم تكن هذه التظاهرات مجرد تظاهرات سلمية، إنما كانت تحمل جانباً أكثر خطورة، وقد كان يتوقع أخرى مماثلة ببلدته في حالة احتدام الموقف أكثر.
كما قال إن أغلب اللاجئين قادمون من سوريا، وقد يحاول الكثير منهم أن يأتوا بعائلاتهم بأكملها أو “أبنائه الثلاثة وزوجتيه”، على حد قوله، وأضاف: “عدد السوريين كان سيزداد بشدة هنا”.
رهاب الأجانب
عُمدة البلدة قال إنه استلم رسائل مجهولة كانت تنم بلا شك عن ما يُسمى”رُهاب الأجانب”. لم تُمثل هذه الرسائل رأي أغلبية الأهالي الذين أبدى الكثير منهم إحساناً جديراً بالثناء. ولكن كمية اللاجئين الواصلين إلى البلدة كانت كبيرة للغاية حتى أن ذوي النوايا الطيبة أعربوا عن استيائهم.
كان لكام أصدقاء من رجال الشرطة ممن خدموا على الحدود، كما أن طبيبه كان قد تطوع هناك أيضاً. وكانوا قد شاركوه قصصاً مقلقة بخصوص التسجيل الفوضوي للاجئين، الذين وصل الكثير منهم دون أي وثائق. أحد اللاجئين كان في حاجة إلى زرع كُلى، وغيره كانوا يعانون من أمراض يحتاج علاجها أدوية باهظة الثمن. كل هذا في الوقت الذي كان فيه دافع الضرائب الألماني على المحكّ من أجل الحفاظ على سلامته.
وكان قد وصف من أخبروه بهذه القصص بأنهم “ليسوا من ناخبي أحزاب أقصى اليمين، هم يحاولون بالفعل أن يقوموا بواجباتهم تجاه الإنسانية، ولكن حين يرون الواقع على حقيقته، تتملكهم الشكوك”.
أعرب العمدة عن خوفه من حدوث رد فعل سياسي عنيف لو لم تقم الدولة بعمل شيء لتقليص معدل تدفق اللاجئين، كما استخدم مقولة ألمانية لتوضيح وجهة نظره: “لا ينبغي لأحد أن يرسم الشيطان على الحائط”.
رحلت الأخوات عند نهاية شهر أغسطس/آب، وفي سبتمبر/أيلول وصل أول لاجئ سوري.
ألمانيا.. أمة متعددة الأعراق
على مدار الأعوام الخمسة الماضية، وفي الوقت الذي وصل فيه عدد النازحين عالمياً إثر النزاعات إلى حدٍّ لم نشهده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أعرب الكثير من الألمان عن فخرهم واعتزازهم بأن دولتهم – التي كانت قد أطلقت العنان للعنف الذي أدى إلى نزوح جماعي في الحرب العالمية الثانية – قد أصبحت الآن مناراً للأمن وفرصة حياة جديدة للمهددين والمطرودين على مستوى العالم.
أصبح اعتناق الألمان لهذه الهوية الجديدة واضحاً للغاية في الصيف الماضي، حين حاولت هنغاريا أن توقف المهاجرين النازحين إلى ألمانيا عن طريق منع اقترابهم من القطارات.
اللاجئون العالقون في محيط محطة “كيليتي” في العاصمة المجرية بودابست نادوا حينها: “ألمانيا.. ألمانيا”، وفي خلال أيام، استطاع حوالي 1000 منهم الوصول إلى ألمانيا عبر هنغاريا والمجر مشياً على الأقدام، حاملين صوراً للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل.
ميركل خشيت من أن إبعاد المهاجرين سيتسبب في الفوضى، وقامت بدل ذلك بإرسال قطارات ألمانية لتقلهم؛ وهو القرار الذي وصفته لاحقاً بـ”الواجب الإنساني”.
حين وصل اللاجئون إلى محطة ميونيخ المركزية، قام المقيمون المحليون بالترحيب بهم بالهتافات والتصفيق، حتى أن بعضاً منهم قدم لهم الشوكولاتة والبالونات.
تحدث الألمان عن “ثقافة الترحيب” أو ما يسمونه Willkommenskultur، وقام السياسيون بوصف الاستقبال الدافئ بأنه إنجاز أخلاقي، وخطوة أوسع نحو إعادة تعريف ألمانيا الحديثة بأنها الدولة الخيرة التي تمكنت من التحرك خارج النسق المخجل لماضيها النازي.
كان ظهور “ثقافة الترحيب” أمراً مدهشاً؛ لأن ألمانيا على وجه الخصوص، مثلها مثل أي دولة أوروبية، لم ترَ نفسها وجهةً للاجئين.
قبل تحول الألفية هذا في ألمانيا، كان من الممكن أن يتم تلخيص السياسات المحلية في شعار غالباً ما ردّده سلف ميركل ومعلمها، المستشار هلموت كول، وهو أن ألمانيا “ليست بلداً للاجئين”. كان هذا على الرغم مما سبق من وصول مئات الآلاف من “العمال الضيوف” من جنوب أوروبا وتركيا، الذين أتوا للعمل في مصانع غرب ألمانيا أثناء ما تلى الحرب العالمية الثانية من ازدهار اقتصادي.
كان التغيير سريعاً ومفاجئاً، ففي عام 2012 أصبحت ألمانيا باقتصادها القوي ثاني أكبر الدول في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، مباشرةً بعد الولايات المتحدة.
زاد معدل تدفق اللاجئين إلى ألمانيا في العام الماضي، ووصل إلى مليون لاجئ تقريباً، تمكن 1000 منهم فقط من إملاء طلبات رسمية. تواجه الدولة الآن الاختبار الأعظم لرغبتها في أن تكون حقاً أمة متعددة الأعراق.
 قيم أوروبا على المحك
وضع تدفّق المهاجرين القناعات العميقة بشأن القيم الأوروبية على المحك أيضاً. فقد فرضت بعض الدول رقابة على الحدود من أجل إدارة أو صد حركة المهاجرين، ما يقوّض واحدة من الركائز الأساسية للاتحاد الأوروبي، ألا وهي حُرية السفر عبر الحدود الداخلية المفتوحة.
كما زاد تدفق اللاجئين أيضاً من شعبية أحزاب اليمين المتطرف، المناهض للهجرة، وحتى السياسيون الوسطيون صاروا الآن يرون الموقف المناهض للهجرة ضرورياً للبقاء في الساحة السياسية.
ففي يناير/كانون الثاني قامت الدنمارك، التي تعتمد حكومتها من الأقلية على التعاون مع حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف، بتمرير قانون من شأنه تمكين السلطات من الاستيلاء على مجوهرات ومبالغ نقدية من طالبي اللجوء للتعويض عن تكاليف إقامتهم.
وفي النمسا، تبدد الترحيب الأوليّ بطالبي اللجوء بعد أن أحرزت أحزاب اليمين المتطرف مكاسبَ حاسمة في الانتخابات الإقليمية التي انعقدت في الخريف الماضي. وفي فبراير/شباط نسّقت النمسا جهوداً مع الدول الواقعة جنوب حدودها لإغلاق طريق الهجرة عبر البلقان. فحاصرت تلك الخطوة عشرات الآلاف من طالبي اللجوء في اليونان، وهي بلدة عاجزة بقدر يثير الشفقة عن رعايتهم، فانقطعت السبل بالكثيرين منهم في مُخيمات مؤقتة بائسة.
أما ميركل فقد انتهت إلى أن الطريقة الوحيدة للاحتفاظ بوحدة الاتحاد الأوروبي هي كبح الهجرة من أقرب مصادرها، فدفعت إلى التوصل إلى اتفاق مع تركيا، وتركيا بدورها في ظل حوافز أخرى وفي ضوء إحياء المحادثات المتعثرة بشأن مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وافقت خلال مارس/آذار على استقبال السوريين المعادين وغيرهم من المهاجرين الذين استخدموا البلاد نقطةَ انطلاق لأوروبا.
تلك الصفقة المشكوكُ فيها من الناحية القانونية والأخلاقية، لم تكن كافية لتهدئة مخاوف العديد من الألمان بشأن المهاجرين الذين يعيشون بينهم بالفعل، فالهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس وبروكسل أشعلت المخاوف من أن “داعش” يستغل أزمة اللاجئين للتسلل الى أوروبا. كما سلّطت الضوء أيضاً على المخاوف القديمة حيال التطرف في مجتمعات المهاجرين الذين يشعرون بالاستياء.
في فبراير/شباط أعلن رئيس جهاز المخابرات الداخلية في ألمانيا أن تقديرات خطر وقوع هجوم إرهابي في ألمانيا “عالية”. وصارت موجة الاعتداءات الجنسية والسطو، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة في كولونيا، والمنسوبة إلى عدد هائل من الشُّبان ذوي الأصول الشمال إفريقية والشرق أوسطية، تُقارن باعتداءات جنسية على النساء في ميدان التحرير خلال الثورة المصرية، ما أثار جدلاً حول الاصطدام مع “ثقافة المسلمين”، بحسب وصف أحد البرلمانيين المُحافظين.
 المثل المشتركة.. الدم المشترك
وخلال هذا كُله، لا تزال ألمانيا تصارع مع التحدي المتمثل في تحويل نفسها إلى جمهورية المُثل المشتركة بدلاً من الدم المشترك. فبين الأجواء السياسية السائدة هُناك شعورٌ متزايد بأن القيم الألمانية يجب أن تسود في مواجهة التغير الاجتماعي السريع، وذلك على الرغم من أن تلك القيم بالضبط هي أبعد ما تكون عن الاستقرار.
وغالباً ما يدور النقاش السياسي الألماني حول مفهوم “الثقافة الرائدة” في إشارة للقيم المشتركة التي تتجاوز مجرد الالتزام بالقانون. وغالباً ما يصف قادة التيار المُحافظ تلك القيم باعتبارها قيماً يهودية مسيحية ويُرجّحون أن هؤلاء القادمين من “دوائر ثقافية” أخرى ينبغي عليهم إما البقاء بعيداً أو التكيف معها. فيما يعرض بعض اليساريين الألمان ذلك باعتبار أن هذا البلد النازي سابقاً لا يجب أن يجبر أحداً على الالتزام بما يعتبره قيماً مشتركة.
وفي خضم هذا الجدل، من الممكن أن تصير قيم الثقافة الألمانية مُشوشة للوافدين الجدد، فما أذاعته هيئة الإذاعة البافارية العامة بعنوان “الدليل إلى فهم الناس والبلد” يقول للمهاجرين أن “ينظروا دوماً إلى عيني الشخص الذين يتحدثون إليه”.
وبينما تكافح ألمانيا مع تساؤلات الهُوية، تتأجج المخاوف من هذا النوع من اليمين المتطرف، وردود الفعل العنيفة من الشعبويين، الذين كان كانوا يردّون حتى وقت قريب بعقلية الماضي النازي. فقد صاحب تدفقَ المهاجرين ارتفاعٌ حاد في التظاهرات المتطرفة والعنف الموجه ضد الأجانب.
كما قدّم ذلك هدية لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، وهو حزب يميني متطرف تشكّل عام 2013 يعارض العملة الأوروبية الموحدة “اليورو”، وينال الآن دعماً جماهيرياً بسبب تعهده بإبقاء المهاجرين بعيداً عن البلاد. فأنصاره في التجمعات الحزبية كثيراً ما يهتفون قائلين: “نحن الشعب”، وهو الهتاف الذي كان يستخدمه المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية في ألمانيا الشرقية الشيوعية، والآن صار ذلك الهتاف يُستخدم من قِبل الجماعات اليمينية المتطرفة، التي تنظر إلى كلمة “نحن” بالمعنى القبلي أو العرقي.
وفي يناير/كانون الثاني اقترحت زعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا”، فروك بيتري، أن تستخدم الشرطة الألمانية “الأسلحة النارية” إذا لزم الأمر لمنع المهاجرين من عبور الحدود. وبعد الهجوم الذي وقع في بروكسل صرّحت قائلة: “إن حُلم أوروبا المُلوّنة قد تحطّم”.
بافاريا قلب المعضلة
وفي المقابل، مازالت ميركل تقدم وجهاً مُتفائلاً، فقد كانت شعارها الثابت في التجمعات السياسية: “بإمكاننا التعامل مع الأزمة”، ولكن المنتقدين يتهمونها بأنها فشلت في إدراك مدى فداحة قلق الجمهور. والكثير من هذا الانتقاد يأتي من قِبل الحليف الظاهري هورست سيهوفر، رئيس حكومة ولاية بافاريا. فهو قائد حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الحزب الشقيق الأكثر تحفظاً لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل، الذي حكم بافاريا دون انقطاع تقريباً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
فقد هدد بمقاضاة الحكومة الاتحادية لعدم تأمين الحدود الوطنية، ويدعو إلى وضع حدود صارمة على عدد طالبي اللجوء المسموح لهم بالعبور. ومن غير المُستغرب أن مثل هذه المُعارضة يجب أن تصدر عن بافاريا، وهي ولاية حدودية بخط حدودي مُستقل يرجع تاريخه إلى الاندماج مع الإمبراطورية الألمانية عام 1871. ومازال البافاريون يشيرون أحياناً إلى الألمان في الشمال، بسخرية، باسم “أهل بروسيا”.
فهم فخورون بثرائهم الاقتصادي النسبي (حيث إن نسبة البطالة فيها تقدر بنحو 3.9%، أي أنها من بين أدنى المعدلات في ألمانيا)، كما أنهم على صلة وثيقة بتراثها الثقافي (فهي أرض مهرجان أكتوبر وقانون نقاء البيرة الذي يرجع تاريخه إلى قرون من الماضي)، ويتكلمون بلهجة قد تكون غير مفهومة تقريباً بالنسبة للألمان الآخرين ما لم يتم تخفيفها.
ويعني ذلك أن مدن ولاية بافاريا مثل بلدية سيغسدورف تتربع في قلب المعضلة الرمزية والعملية التي تواجه ألمانيا.
 السوريون أكثر دفئاً
ياسر في منزله في “آيزن إيرست
كان ياسر بين السوريين الأوائل الذين وصلوا إلى مدينة “آيزن إيرست” الألمانية، وهو بحّار ممتلئ الجسم يبلغ من العمر 37 عاماً، أتى من مدينة اللاذقية السورية الساحلية. عندما أنزلته الحافلة قبالة منزله الجديد، قال إن لديه شعوراً بأن لا شيء من هذا الواقع الجديد الغريب بإمكانه أن يكون له، وقال إن ذلك الشعور ينتابه منذ الصيف الماضي، عندما كان يعمل على متن سفينة متجهة إلى مدينة طرطوس بسوريا، وتلقى خبراً من صديق له في موطنه بأن رجالاً يرتدون الزيّ العسكري كانوا يبحثون عنه.
وحتى ذلك الحين، كانت الحياة في اللاذقية لاتزال تحت السيطرة، على الرغم من الحرب. فالمدينة التي يسيطر عليها بشار الأسد لم تشهد ذاك النوع من القتال الذي أدى إلى تمزيق أجزاء أخرى من البلاد. وقال ياسر إنه حينها كان بإمكانه العثور على عمل في البحر للإنفاق على نفسه وزوجته التي تعمل مهندسة معمارية وفي منتصف العشرينات من عمرها، فقد عاشوا حياة كريمة في اللاذقية. وقد زيّن ياسر منزلهم بمختلف الهدايا التذكارية من سفره عبر العالم.
في وقت فراغه، كان يركب دراجته النارية من طراز سوزوكي، كان أزيز الدراجة مصدر سعادة وفخر بالنسبة له، وقال إنه أكمل خدمته العسكرية الإلزامية منذ سنوات، ولكن الرجال ذوي الزيّ العسكري أرادوا إعادة تجنيده للقتال من أجل الأسد. وبحسب ما قال، لا يمكنه القتال لصالح أي طرف في النزاع، قائلاً: “ليس بإمكاني ضرب قطة”.
ولذا بدلاً من العودة إلى سوريا، نزل ياسر من سفينته قبالة إسطنبول وانضم إلى الجموع البشرية التي تشق طريقها إلى الاتحاد الأوروبي. وبقيت زوجته في اللاذقية. (ياسر، شأنه شأن العديد من السوريين الآخرين الذين التقت بهم صحيفة “نيويورك تايمز” في ألمانيا، طلب حجب اسمه الأخير لحماية سلامة أقاربه في الوطن).
عندما وصل ياسر إلى المنزل الذي أقام فيه سابقا”الأخوات ماليرسدولفر” في سبتمبر/أيلول، رأى غرفته الفردية في الطابق العلوي حيث استقبله المُشرف على المنزل “بيني بايلهاك ذو الفتحات الكثيرة للأقراط في أذنه والشعر الخفيف والابتسامة الثابتة، والذي يبلغ من العمر 36 عاماً، وفي الأيام التالية شعر ياسر بالملل، وبدأ مصاحبة بايلهاك في الأنحاء، على أمل أن يساعد ذلك في الحصول على عمل في محيط إقامته.
في نهاية المطاف، أوكل بايلهاك بعض المهام إلى ياسر، كإصلاح مقبض باب مكسور، أو كنس ممرات المشي من أوراق الأشجار بالقرب من مقر الإقامة. وبحلول أكتوبر/تشرين الأول، كان بايلهاك قد أعد لياسر ملابس للعمل وجعله مساعده غير الرسمي. وكان الاثنان يتواصلان بمزيج غريب من الإنكليزية والألمانية والعربية.
تحت إرشاد ياسر، توسّعت معرفة بايلهاك بالكلمات العربية بسرعة، وكان يستخدم تلك المعرفة بحرية طوال يوم عمله، للترويح عن العديد من الشبان السوريين. وقال بايلهاك الذي كان يعمل سائق شاحنة قبل أن يأتي السوريون إلى المدينة، إنه لم يفتقد وظيفته القديمة، وبدا مستمتعاً بتفاعله مع السوريين.
بدأ بايلهاك بدعوة ياسر إلى موائد عشاء عائلي. وبعد المدرسة كان ابن بايلهاك الذي يُدعى لوقا ويبلغ من العمر 12 عاماً، كثيراً ما يأتي إلى مكان الإقامة. ويقول لوقا إن السوريين “أكثر دفئاً” من السكان المحليين، وأضاف: “سأكون سعيداً إن عاشوا هنا إلى الأبد”.
إيفلين، والدة بايلهاك التي تبلغ من العمر 64 عاماً، تعمل هي الأخرى كمشرفة على النزل الذي تعيش في طابقه الأرضي بصحبة زوجها، تولت إيفلين تلك المهمة منذ زمن، عندما عاشت الأخوات هُناك، وابتهجت عندما علمت بأن سوريين سيأتون إلى النزل.
كانت الراهبات هناك يعتنين بأصغر التفاصيل، وقد نشأت إيفلين في ما وصفته ببلدة “عالمية”، في مكان يُدعى جيريتسريد، جنوب ميونيخ، حيث استوطن الألمان الذين طُرِدوا من أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية. وفي وقت لاحق، وصل العمال الأوروبيون الجنوبيون. أي أن نشأتها هناك جعلتها مُنفتحة على أحوال طالبي اللجوء.
لكن تجربتها مع السوريين لم تؤكد تحيزاتها المسبقة، “لقد كانوا محترمين ولطفاء”، واستمتعت بصحبتهم مثل ابنها. ذات ليلة غنى لها عازف الساكسفون الدمشقي أغنية “Hello” لليونيل ريتشي في مكان العبادة السابق بعد أن تمت إزالة معالمه الدينية، بينما تظاهر أحد الشباب السوريين الجالسين بجوار إيفيلين بأنه في مقهى، فصاح: “أيها النادل، كأسان من النبيذ”.
بدأ ياسر في التعرف على بعض جوانب الحياة في ألمانيا عبر حديثه مع آل بايلهاك، حيث حدثته إيفيلين عن المال الذي يتم اقتطاعه من الرواتب مقابل الضرائب والتأمين الصحي، وبدا لياسر أن الحياة في ألمانيا أكثر كلفة من سوريا قبل الحرب.
ففي سوريا عملت زوجة ياسر في أحد المكاتب الخاصة، لكنه لم يسمح لها بالعمل في الشركات، فالنساء في سوريا -بحسب رأيه-لا يفترض بهن العمل في مثل هذه الوظائف، لكنه قد يضطر لإعادة النظر في هذا الوضع أثناء وجودهما في ألمانيا، فلن يمكنهما الحصول على بيت وسيارة إن لم يعمل كلاهما. لكنه قال بأنه إن انتهت الحرب في سوريا فسيعود إلى هناك بسرعة البرق.
 معاداة اللاجئين
على الرغم من صداقته مع بيني بايلهاك، مازال ياسر يقضي الكثير من الوقت متقوقعاً في غرفته في مزاج قاتم.
عمل ياسر منذ سنوات مراهقته في عرض البحر رباناً مهمته الإشراف على السفن، لكن حياته في ألمانيا لم تتعد حدود العنبر المعزول، ولم تتجاوز التدخين وشرب الشاي.
كان أحد اللاجئين قد أخبر ياسر خلال رحلته من تركيا، بأن ألمانيا ستسمح له بجلب زوجته بعد 6 أشهر، لكن الواقع الذي بدأ ياسر في إدراكه هو أن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول من ذلك إن نجح أصلاً في الإتيان بها، “لا أستطيع العيش دون زوجتي”. تستغرق عملية “لمِّ الشمل” التي تسمح للاجئين بجلب زوجاتهم في العادة وقتاً طويلاً، كما ناقش الساسة الألمان ضرورة الحد من هذه العملية.
وأعلن وزير الداخلية توماس دي مايسير عن احتمال تغير وضع السوريين في المستقبل، ما سيترتب عليه حماية أقل من التي يوفرها لهم حق اللجوء، ما قد يمنعهم من استقدام أسرهم. أثار القرارُ ضجةً بين الائتلاف الحاكم، وتراجعت الوزارة عن قرارها.
أصيب ياسر بإحباط أكثر في أكتوبر/تشرين الأول، إذ بجانب محطة قطار “آيزن إيرست”، وجد بعض السوريين منشورات كُتبَ عليها: “لا للاجئين”، وأضاف: “كيف ستشعر إن اكتشفت أن البعض لا يحبونك؟”، كما لاحظ بيني بايلهاك أن حرف S كان قد كُتب في هذه المنشورات بحيث يشبه الطريقة التي كان يُكتب بها في شعار قوات النخبة النازية (SS). في مناسبة أخرى، “وجدتُ منشورات مشابهة لتلك التي وجدتها في محطة القطار، وهذه المرة، كان حرف L أيضاً مكتوباً بالطريقة المريبة نفسها”.
ومثل ياسر، اعتبر بايلهاك الأمر شخصياً “إن جاء بعض المتطرفين اليمينيين فسأتصدى لهم بنفسي”. في العام الماضي، زادت نسبة أعمال العنف ضد اللاجئين 6 أضعاف، 177 جريمة تتضمن 94 حالة لإشعال الحرائق أو محاولات إشعال الحرائق، بحسب الإحصائيات التي قام بها مركز الشرطة الجنائية في المنطقة. وهو ما دفع الرئيس الألماني يواخيم غاوك للحديث في أغسطس/آب الماضي عن صراع الألمانيتين: “ألمانيا المشرقة” المحبة للخير والتعاطف، و”ألمانيا المظلمة” الكارهة للأجانب.
ألمانيا المشرقة
يمكنك أن ترى “ألمانيا المشرقة” في بلدية سيغسدروف، حيث تطوع السكان لتنظيم دورات اللغة الألمانية للسوريين. آنيا بيك الأخصائية النفسية والأم لـ3 أطفال تطوعت لتدريس أحد الصفوف بوجود أطفالها الذين جلسوا على إحدى الطاولات يلعبون بعرائسهم.
آنيا بيك مع أطفالها
دخلت بيك الصف المكون من بعض الرجال السوريين قائلة: “صباح الخير، هؤلاء هم أطفالي”، وبدت سعيدة للغاية بتقدم السوريين: “جميعكم رائعون”، كما ساعدها أطفالها في تقديم الدرس، حيث أمسكت إلينا ذات الـ7 سنوات بالأقلام الملونة قائلة: “هذا برتقالي”، أما جاكوب (5 سنوات) فقد عرض على الطلاب كيف تبدو دمية الدب.
لكن معظم الأشخاص الألمان في البلدة لم يكونوا طرفاً في المعركة الوجودية بين الجوانب المشرقة والمظلمة، بل سادت الرمادية بينهم، حيث يوجد الكثير من التناقض، حتى هؤلاء الذين قدموا المساعدة للاجئين لم تخل نفوسهم من التخوفات.
الكاهن الكاثوليكي المرتاب
الكاهن الكاثوليكي غراف فون ريخبيرغ في بلدية سيغسدروف قال أن زيارة البابا فرانسيس إلى لامبيدوزا، في رحلته الأولى خارج روما، ألهمته لتقديم العون للاجئين الذين وصلوا إلى منطقته في محاولة لتهدئة الأوضاع، ونزع فتيل الضغط الاجتماعي. وحين وصل 16 لاجئاً معظمهم من الأفغان إلى بيت الضيافة القريب من الكنيسة في العام الماضي، زارهم الكاهن عدة مرات. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في اليوم التالي لهجمات باريس خطط لزيارتهم مرة أخرى، لكن شعوراً ما في صدره جعله متردداً، لكنه قرر زيارتهم على الرغم من ذلك وتقديم بعض صور السيدة مريم وبعض الحلوى.
وأضاف “كان الأمر بالنسبة لي مثل العلاج النفسي، لقد أزالت هذه التجربة شعور عدم الثقة الذي اختلج في صدري”.
في الحقيقة فإن غراف فون ريخبيرغ رجل مثير للاهتمام، فعلى الرغم من دعوته بعض اللاجئين إلى منزله لتناول العشاء فهو يحمل توقعاً كابوسياً لأثر وجودهم في ألمانيا، إذ تنبأ بأن العديد منهم سيسكن الأحياء ذات الأغلبية المسلمة مثلما في باريس، “لن يكون لديهم عمل يقومون به، ومع بعض الأفلام سيقوم بعضهم بأعمال إرهابية أخرى، لا يمكنني أن أغير شيئاً، يمكنني فقط أن أقبله، لكن هذا سيكون مستقبلنا”.
ولدى سؤاله ما إذا كان هذا التوقع مبالغاً بعض الشيء، لكنه قال بأنه يتوقع الأمور من منظور ديني، فالمسيحيون الألمان طغت عليهم المادية، لكن التحديات المرتقبة بما فيها هجمات “داعش”، ستجبرهم على اللجوء لقيم المسيحية مرة أخرى، وأضاف أن “ألمانيا ما بعد الحرب” ستصبح شيئاً من الماضي، لكنه في نفس الوقت رأى هذا القلق باعتباره أمراً مطهراً للروح.
حتى على مستوى شخصي، فقد اعتبر أن هذا القلق فرصة لتنمية الذات، ومضاعفة قيم الانفتاح والإحسان في وجه القلق. “ألمانيا ملتزمة بقسط من المسؤولية تجاه هذه الهجرة الدولية، عليّ أن أتحين استغلال هذه الفرصة بدلاً من أن أشعر بالمرارة”.
 فقراء ألمانيا
وفي زيارة إحدى ليالي الآحاد إلى حفلة للإدارة المتطوعة للإطفاء في “آيزن إيرست” -حيث تدور الحياة الاجتماعية في المدن البافارية الصغيرة عادة حول الجمعيات أو النوادي المختلفة سواء نادي التزلج، أو نادي الرماية- كانت سيارات الإطفاء تقبع في المرآب، ووضعت بدلاً منها طاولات للطعام، احتوت على أطباق اللحم والفطائر، وبعض زجاجات البيرة المحلية، بالإضافة للموسيقى الشعبية البافارية.
راينر كلافنبرغر المتقاعد البالغ من العمر 62 عاماً، يعمل في المجلس المحلي، وهو اشتراكي ديمقراطي في منطقة من البلاد لا تحتوي على العديد منهم. قال إنه من الأفضل أن يستفيد طالبو اللجوء في ألمانيا من شبكة الضمان الاجتماعي، لكن المشكلة – كما يراها – أن هذه الشبكة لم تستطع تقديم العون الكافي للعديد من الألمان، “كم شخصاً في “تراونشتاين” يبحثون عن الزجاجات بين القمامة لبيعها؟ نحن نمنح الأفضلية للاجئين للاستفادة من هذا الأمر ونترك الفقراء منا، العديد من الناس لا يستطيعون فهم ذلك”.
ينتشر هذا الشعور بشدة في أرجاء ألمانيا، ففي فبراير/شباط، طالب زيجمار غابرييل، نائب المستشارة الألمانية زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بزيادة الإنفاق العام، “حزمة جديدة من التضامن مع أهل بلدنا”، في ما بدا كمحاولة للتخلص من السخط السائد في المجتمع. وأضاف غابرييل أنه سمع العديد من الألمان يقولون: “تفعلون كل شيء لأجلهم، ولا شيء لنا”، وهو ما تطلب علاجاً. (رُفِضَت فكرة غابرييل من قِبل المسيحيين الديمقراطيين).
هانز تشيك السمكري المتقاعد ومدير أحد النوادي المحلية للحفاظ على تقاليد الرقص المحلية، حيث يرتدي بعض أعضاء النادي الأزياء المحلية، بينما يؤدي آخرون بعض الرقصات المحلية، قال “يُظهر الناس قلقهم مما ستؤول إليه الأمور إذا ما هيمنت ثقافات أخرى عليهم”. كان قد رأى أحد السوريين يتجول في المدينة حاملاً طفلة على كتفه – ابنته كما يبدو- فتعجب قائلاً: “أين كانت الزوجة؟”، وافترض أن هذا دليل على عدم المساواة، “هنا، الرجال والنساء متساوون”.
وفي هذه اللحظة تدخل كريستيان نجل تشيك في الحوار، وبيّن أنه يعتقد أن اللاجئين سيواجهون أوقاتاً عصيبة في محاولاتهم الاندماج في القوى العاملة. وأشاد بالتدريب المهني المستمر الذي يخضع له الجميع – الذي اجتازه هو نفسه – ويشكك في إمكانية مجاراة طالبي اللجوء لما يحتاجه سوق العمل. كما حذرت وزيرة العمل الألمانية أندريا ناليس من أن أقل من 10% فقط من طالبي اللجوء الذين وصلوا لديهم المؤهلات اللازمة لدخول سوق العمل فوراً. وحذرت من ارتفاع معدلات البطالة الناتجة عن ذلك. ورغم هذا يقول العديد من الاقتصاديون الألمان إنه على المدى البعيد ستفيد موجاتُ الهجرة الاقتصادَ. لكنهم يتفقون جميعاً على أن هذا سيحتاج إلى استثمار ضخم في التعليم والتدريب المهني.
ويعتقد كريستيان ووالده أن هذا الأمر لن يمر بشكل جيد. ويضيف كريستيان أن كثيراً من السوريين لن يرغبوا في البقاء بقرية صغيرة ك”آيزن إيرست” على أية حال، بل سيفضلون الذهاب إلى ميونيخ وبرلين. “هذه هي الميزة الوحيدة التي لدينا”. وبعد تفكير أوضح أن ابنه قد استمتع باللعب مع أحد أبناء اللاجئين الذي قضى بعض الوقت هنا في العام الماضي، وكانا قد تقابلا في ملعب كرة قدم. وأضاف: “يمكن للأطفال أن يندمجوا سوياً بسهولة أكثر بكثير من البالغين، فهم لازالوا أحراراً”.
نقمة بين اللاجئين الأفغان
طالب اللجوء الأفغاني – ذا الـ20 عاماً – خليل قرالوك، كان يتناول الشراب مع رفاقه في السكن من الأفغان. جاء قرالوك إلى ألمانيا منذ عامين وكان يقطن النُّزُل المجاور لكنيسة مدينة سيغدورف، وهو المكان الذي يزوره غراف فون ريتشبيرغ بشكل دوري. كان ذاك يوم الأحد حيث يجتمع العديد من الأفغان في غرفة واحدة، وينطلق غناء أفغاني من هاتف أحدهم. اصطفت أطباق الكباب الباردة غير الملموسة – التي حضرها المطبخ بالأسفل – بجوار النافذة. كان أغلب الأفغان يشربون البيرة، بينما كان قرالوك يشرب الفودكا ويدخن سجائر ملفوفة يدوياً بلا انقطاع. كان يميل لنفخ الدخان من فمه ثم يستنشقه مرة أخرى من أنفه، بحيث يبدو الأمر وكأن هناك سحابة بيضاء لا تنقطع على شفته العليا.
لم يكن قرالوك في مزاج جيد كما لم يكن أي أحد آخر في الغرفة أيضاً. فبينما حصل السوريون على العديد من التأكيدات على حصولهم على صفة لاجئ سريعاً، كان الأفغان – وهم ثاني أكبر مجموعة من المهاجرين تدخل البلاد – فازوا بأحد أشكال الحماية في أكثر هذا الوقت.
وكانت هناك إشارات إلى أن ألمانيا – التي رفضت ذلك للعديد من السنوات – في طريقها لإعادة بعض الأفغان لبلادهم مرة أخرى. فقد أوضح وزير الداخلية الألماني دي مازيري في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنه من “غير المقبول” مجيء كل هذا العدد من الأفغان، وليست كل أفغانستان غير آمنة. بعدها بأشهر قليلة قام بزيارة كابول وحث الأفغان على عدم محاولة المجيء لألمانيا قائلاً: “ستخسرون أموالكم ولن تحصلوا على أي مستقبل”. وأشار قرالوك بأسف إلى أنه في يوم زيارة مازيري قام انتحاري تابع لطالبان بمهاجمة مجمع للشرطة بكابول وقتل أكثر من 20 شخصاً.
العديد من الأفغان الذين يقيمون في زيغسدورف يقولون بأن طالبان ستقتلهم على الفور إذا ما عادوا. يقول قرالوك أنه لا ينبغي تصديق كل ما يقال، وأضاف: “الكثير من الناس الذين يأتون إلى هنا يكذبون”. ورغم ذلك قال قرالوك إنه ليس لديه سبب يدفعه للكذب. وأكد أنه خدم كمترجم للقوات البريطانية والدنماركية العاملة في إقليم هلمند عام 2011. وأوضح أن طالبان علمت بشأن تعاونه مع القوات الأجنبية وهددته هو وعائلته. وعندما حدث ذلك لجأت العائلة بأكملها إلى باكستان. بينما أكمل قرالوك طريقه من هناك إلى ألمانيا. وهو على يقين من مقتله إذا ما أعادته الحكومة الألمانية مرة أخرى “أنا على رأس القائمة”.
ذهب قرالوك إلى غرفته – التي يشاركها مع طالب لجوء إريتيري لا يطيقه – حيث قال: “لقد أصابتني حساسية من اللغة الإريتيرية”، وعاد ومعه بعض الأدلة على عمله كمترجم للقوات الأجنبية من ضمنها خطابات تقدير من اثنين من القادة الدنماركين.
من خلال قراءة حسابه تجد أن “خليل شخص لطيف جداً ولا يشتكي من أي شيء أبداً”، لكنه بالرغم من ذلك لم يعد سعيداً كما كان من قبل. فقد تركه عامان من الانتظار على قائمة اللجوء ممتلئاً بالمرارة. وأصبح يجد صعوبة في النوم ويشعر بالتوتر باستمرار. كما أنه أُنهك من النظرات القذرة له في الطرقات، “عندما ينظرون لي، يكرهونني”.
لكن تعاسة قرالوك لم تجعله عاطلاً. وقال إنه حضر مدرسة مهنية وتعلم الألمانية بشكل جيد. كما يعمل لما يقرب من 50 ساعة في الشهر في سوبر ماركت في تراونشتاين، وكان من المقرر أن يبدأ التدرب هناك في وقت لاحق من هذا العام.
قرالوك يعمل أيضا في ورشة إصلاح السيارات، حيث كان يشارك كجزء من التدريب المهني الذي يحضره. بينما كان يقوم بتنظيف الشحوم على خرطوم بمناشف ورقية غارقة في زيت التربنتين، تحدث عن تلك المرة في إقليم هلمند عندما كان يجلس داخل دبابة مع جنود دنماركيين وانفجرت أمامهم قنبلة مزروعة على الطريق. وأضاف أن “أحد الجنود كان ينزف من عينيه وأنفه وأذنيه”.
قرالوك يقول إنه كان يريد أن يصبح سياسياً أو دبلوماسياً، لكنه الآن لا يريد سوى حياة بسيطة. إذا حدث كل شيء وفقاً للخطة فإنه سيكمل فترة تدريبه في السوبر ماركت في 3 سنوات. وبعد لحظات قليلة، خرج نائب مدير المتجر فيليب هوبر (22 عاماً) وأشعل سيجارة. وأشاد بقرالوك كونه يتمتع بدوافع ذاتية. وقال إنه لم يكن من السهل بالنسبة للسوبر ماركت العثور على عمالة جيدة مثله.
بدأ قروالوك مناوبته في قسم المشروبات وتأكد من محاذاة عبوات العصير لبعضها بعضاً. وفي وقت لاحق، زار غرفة الاستراحة وأشعل سيجارة. بعد بضعة أنفاس، تردد صوت عبر نظام الصوت. “خليل إلى قسم الخضراوات”. أطفأ قروالوك سيجارته على الفور ليذهب ويُخزن بعض الثمار.
قالت سيغلند سيدل، وهي امرأة باسمة جلست للتو في غرفة الاستراحة: ” لطيف للغاية، رجل لطيف جداً”. عملت سيدل كجزارة في قسم اللحوم لمدة 26 عاماً. عندما أسمع الناس يشتكون من اللاجئين، أقول لهم: “أنتم لا تعرفون كم هم جيدون”. ثم تذكرت بوضوح وجود بعض الزملاء اللاجئين منذ فترة طويلة – لم تتمكن من تذكر مواطنهم الأصلية تماماً – ولكنهم اضطروا لمغادرة البلاد. “ربما كانوا من البوسنة؟”، فمنذ بداية التسعينات حتى منتصفها – خلال الحرب البوسنية – منحت ألمانيا الحماية المؤقتة لـ345 ألف لاجئ من البوسنة والهرسك. وفي عام 1996 بدأت الحكومة الألمانية محاولة إعادتهم مرة أخرى. تظن سيدل أنهم كانوا من البوسنة فعلاً. وقالت إنه كان عاراً حقاً حين توجّب على هؤلاء الزملاء السابقين مغادرة البلاد. “آمل أن يتمكن اللاجئون هذه المرة من البقاء”.
بعد عدة أشهر كان قرالوك أكثر قلقاً، فقد تم فصله من المدرسة المهنية بسبب غيابه. وقال إنه كان يحاول العودة إلى حالة مزاجية أفضل، ولكنه كان يصارع لأجل ذلك. وأضاف أنه يرى سوريين يحصلون على صفة اللاجئين على الرغم من أنهم وصلوا إلى ألمانيا بعده بفترة طويلة. وتساءل عن أنه لا يستطيع أن يفهم لماذا لم يكن الأوروبيون يريدون الأفغان. وقال: “ما المشكلة معنا؟ ماذا فعلنا في أوروبا؟ لم يكن هناك أي أفغان في الهجوم على باريس”.
استياء من اللاجئين
لكن “شهر العسل” لم يدم طويلا، فقد بدأ العديد من أهالي بلدة “آيزن إيرست” بعد عدة أشهر من وصول اللاجئين يبدون الكثير من الاستياء تجاههم. لم يرد الأفراد الذين عبروا عن هذه المشاعر في كثير من الأحيان أن تُذكر أسماؤهم. وتحدث رجل كان يضع الأوراق في سلة إعادة التدوير، عن استغلال دافعي الضرائب الألمان في الدفع للاجئين، وعن مسلمين يُطالبون ببناء المساجد. ولدى سؤاله عن اسمه ، هز رأسه وقال: “أي شخص يذكر تلك الأمور في العلن يتم وسمه بالنازية على الفور. وقال الكاهن غراف فون ريتشبيرغ: “التاريخ البني في ألمانيا – في إشارة إلى الحقبة النازية – جعلت الكثير من الناس يترددون في التعبير عن مشاعرهم الحقيقية”.
لم يكن من المُستغرب أن يكون أحد أكثر الأفراد غضباً امرأةً أميركية من ولاية أوهايو تُدعى أليسون كولماير. كولماير تعمل في متجر بالقرية، وهو متجر صغير هدفه جمع الأموال للأعمال الخيرية في الكنيسة المحلية. كان أكثر الموجودين من كبار السن، وكانوا يتناولون الكعك والقهوة التي يقدمها لهم نسوة يرتدين المريولات. ولدى الحديث عن 100 من السوريين المتواجدين في القرية، كان رد فعل أغلب الضيوف هو الصمت المطبق. وقالت كولماير، التي تزوجت رجلاً محلياً وعاشت في آيزن إيرست على مدى 3 عقود: “نحن ضد هذا الهجوم الضخم. أنا غاضبة حقاً!”
بعدما استشاطت غضباً لوهلة، توقفت وضحكت، وكأن غضبها نفسه هو ما كان دافعها للضحك. بدا وكأنها تظهر مشاعرها للجميع، في الوقت الذي بدا فيه مَنْ في الغرفة قلقين. “لم يكن عليكِ مناقشة الأمر”، هكذا همست إحدى السيدات لكولماير. كولماير قالت بأنها لم تكن متحيزة ضد أي شخص، إلا أنها كانت غاضبة من الطريقة المخالفة التي ركب بها السوريون دراجاتهم في الشارع، حيث قالت إنها كادت تتعرض للدهس مرتين.
لقد كانت غاضبة من كم الأموال الذي تعطيه الحكومة لطالبي اللجوء، حيث ترى أنهم يجب أن يحصلوا على نقود أقل، وليس ما يأخذونه حالياً. كانت غاضبة من أن الشرطة لم تسمح لها بالتحقيق في المخالفات التي يرتكبها السوريون، حيث تقول: “صديق أختي ضابط شرطة، ولا يسمح له بالإبلاغ عما يحدث”.
هذا المعتقد الأخير تحديداً، أي اعتقادها بأنه تتم تغطية المخالفات والجرائم التي يرتكبها طالبو اللجوء، أصبح راسخاً لدى العامة. الشبكات الاجتماعية والمواقع اليمينية المتشددة على الإنترنت تقوم بنشر الكثير من الوقائع المشكوك فيها من حالات اغتصاب وجرائم أخرى، إذ يريدون تأجيج حالة الخوف لدى الناس.
في أحد التجمعات الألمانية في فرايلاسينغ، وهي مدينة حدودية جنوب ألمانيا تحولت إلى نقطة عبور رئيسية للاجئين، أشار أحد المتحدثين إلى أن هؤلاء الرجال القادمين عبر الحدود لديهم رغبات جنسية مفرطة، حيث يقول: “لا أريد أن أعرف ما الذي سيحدث لنسائنا وأطفالنا عندما يغادر هؤلاء الرجال المخيمات”. مجموعات اليمين المتطرف أيضاً بدأت في استعادة بعض من افتراءات الحقبة النازية، إذ زعمت أن السياسيين والصحفيين يعملون جنباً إلى جنب لتغطية الحقائق البشعة. ثم ظهرت مؤخراً حالة متزايدة من انعدام الثقة بمؤسسات الدولة وبالإعلام نتيجة للمخاوف من تدفق المهاجرين واعتقادهم بأن تلك المؤسسات تخفي عنهم ما يفعله هؤلاء، وهو ما قاد الكثيرين لتصديق بعض المعلومات المضللة.
في نوفمبر/تشرين الثاني، حاول دي ميزير مواجهة ترويج الشائعات من خلال إعلان دراسة أعدتها الشرطة توصلت إلى أن طالبي اللجوء واللاجئين إجمالاً هم أقل استعداداً لارتكاب الجرائم من السكان الأصليين. جاءت الدراسة بعد سلسلة من الاعتداءات والسرقات في كولونيا ليلة رأس السنة.
وعلى الرغم من ذلك، طلبت الجماعات اليمينية المتشددة إثبات هذه النظرية، إذ إن التقرير المبدئي للشرطة وصف تلك الليلة بـ”الهادئة”. وبحلول منتصف مارس/آذار الماضي، كانت هناك 1139 شكوى جنائية تم تقديمها، بينها 485 شكوى من اعتداءات جنسية تتراوح بين الشتائم الجنسية، ومحاولات الاغتصاب والتعدي، وحالات الاغتصاب، لذلك اعتُبِر رد الشرطة تغطية على تلك الجرائم، وانتشرت حالة واسعة من الغضب.
تدرك ميركل تماماً حجم الغضب الشعبي، ودعت لمحاكمة قوية للمخالفين وأكدت تقديم المزيد من القوانين والتشريعات التي تسهل طرد المجرمين الأجانب خارج البلاد. وعلى الرغم من ذلك جاءت تلك الأمور في صالح المجموعات اليمينية التي تسعى إلى الاستفادة من حالة الخوف المتزايد لدى الألمان.
الألمان “الأشرار
وبدأت المزاعم حول قيام الحكومة بتغطية ما يحدث تتزايد باستمرار. في مساء أحد أيام السبت، في مطعم بأحد الشوارع الرئيسية في “آيزن إيرست”، ردد الحاضرون الذين يتحدثون بلهجة بافارية كثيراً كلمة “لاجئين” وهم يتبادلون أطراف الحديث أثناء شرب البيرة. لم يَبد المتحدثون سعداء، على الرغم من أن الحديث في ألمانيا مع تناول الجعة يعتبر ثرثرة لا تؤخذ على محمل الجد. رئيس وزراء بافاريا، هوريست زيهوفر، الذي ينتقد سياسات ميركل تجاه اللاجئين بحدة، دائماً ما يُتهم بتناول تلك الجعة قبل الحديث عن آرائه، في إشاره لكونه يثرثر كثيراً، إلا أن الجالسين في المطعم بدوا أنهم يقولون ما يفكرون فيه بالفعل، وليس مجرد كلام غير جدي.
كان المطعم في ذلك الوقت يشعل إضاءة خافتة، ولم يكن هناك سوى طاولة واحدة مشغولة، حيث جلس عليها زوجان وزوجاتهما، بينهما زوجان يديران المطعم. حدقوا في وجهي في تعبير عن الحيرة الواضحة على وجوههم بسبب لحيتي السوداء، حتى أنني تساءلت دائماً إذا ما كان السكان المحليون يظنونني سورياً.
لم تكن النظرات التي أحظى بها دافئة في أغلب الأحيان. لم يكن المشهد مريحاً، ولكن لم يكن هناك فرصة للمغادرة. قلت لسيدة ترتدي زياً وردياً وتقوم بخدمة الزبائن: “هل يمكنني أن أحصل على شراب جعة؟”.
في هذا الوقت، سأل أحد الزبائن: “من أين أنت؟”، هكذا سأل ذلك الرجل الطويل الأصلع والذي تعلو رأسه صورٌ للملك لودفيغ الثاني على الحائط. عندما أخبرته بأنني من الولايات المتحدة ابتسم وبدا وكأن كل شيء على ما يرام. قام الرجل بتقديم نفسه، ويدعى ميكائيل شولتز ويعمل سائق شاحنة، وأخبرني بأن هناك الكثير من اللاجئين القادمين عبر
======================
الاندبندنت :فيسك: حكومات أوروبا لم تفعل شيئا لوقف المذابح بسوريا
نشرت: الجمعة 08 أبريل 2016 - 03:45 م بتوقيت مكة   عدد القراء : 74
مفكرة الإسلام : سلط الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، الضوء على أزمة اللاجئين السوريين والمواقف الأوروبية حيال الصراع الدائر على الأراضي السورية، مشيرا إلى أن دول أوروبا لم تفعل شيئا لوقف المذابح التي ترتكب بحق الشعب السوري على يد نظام بشار الأسد.
وعلّق "فيسك"، في مقال له بصحيفة "إندبندنت"، على ما وصفه بالمفارقات والمظالم التي لا تزال قائمة، واستعداد بعض المراسلين والمصورين للمخاطرة بالإشارة إلى هذه المظالم في أزمة اللاجئين الحالية.
ولفت فيسك إلى كتاب جديد للصحفي الألماني ولفغانغ باور والمصور التشيكي ستانيسلاف كروبار، بعنوان "عبور البحار: مع السوريين في الخروج إلى أوروبا"، واصفا إياه بالقاتم، لكنه يكشف بعمق عملية المتاجرة باللاجئين، وكم الغضب الذي فيه.
وأوضح الكاتب أن أوروبا لم تفعل شيئا لإنهاء المذابح في سوريا، وأن "معظم الحكومات الأوروبية قالت إن منطقة حظر الطيران والتدخل العسكري ستزيد الوضع سوءا، وهناك مئات الآلاف من الناس أتوا إلينا عبر البحر وعبر البلقان، والآن وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي يريدون إغلاق الحدود، ولم يستقيل منهم أحد، بالرغم من غرق الآلاف في البحر المتوسط بعد هذه الأخطاء التي ارتكبوها".
واستدرك الكاتب بالقول إن كل أولئك الذين قادت إستراتيجياتهم إلى أكبر كارثة منذ الحرب العالمية الثانية "لا يزالون يضعون إستراتيجيات للشرق الأوسط".
وأشار فيسك إلى حديث ولفغانغ عن أهوال هجمات باريس العام الماضي وبروكسل مؤخرا، بأن "وطأتها يتحملها السوريون في كل يوم كئيب يمر عليهم، لكننا لم نهتم أبدا بمعاناة السوريين، وكان اهتمامنا بمعاناتنا نحن فقط". وختم فيسك بقوله "لا عجب أننا نرتدي أقنعة الوجه".
======================
التايمز: سوء التخطيط غذى بذور الصراع في العديد من المدن السورية
النشرة الدولية
السبت 09 نيسان 2016   آخر تحديث 07:41
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالاً بعنوان "بناء سوريا الجديدة من دون تقسيمات"، مشيرة الى أن "سوء التخطيط غذى بذور الصراع في العديد من المدن السورية ومنها حمص".
ولفتت الى أن "المهندسة المعمارية السورية مروة الصابوني لديها رؤية لأشياء أفضل"، ونقلت عن الصابوني قولها أنها ترى حكاية حمص من زاوية اختصاصها في فن العمارة والهندسة
وقد وثقت كل ما كتبته وصورته في كتاب أطلقت عليه اسم "معركة حمص".
وكتبت مروة أن "هناك خط فاصل بين الإنسانية واللا - مبالاة، إلا أن أهالي حمص استطاعوا تجاوز هذا الخط بفصول عدة".
وتدعو مروة أهالي مدينتها للبقاء فيها، إذ تقول "إن لم تكن سوريا موطناً لأهلها، فإن جميعهم سيسعون إلى إيجاد موطن لهم في مكان آخر".
======================
التايمز: بناء سوريا الجديدة من دون تقسيمات
السبت 09 نيسان 2016
 نشرت صحيفة "التايمز" مقالاً لروجير سكترين بعنوان " بناء سوريا الجديدة من دون تقسيمات".
وقال كاتب التقرير إن " سوء التخطيط غذى بذور الصراع في العديد من المدن السورية ومنها حمص"، مضيفاً أن "مهندسة معمارية سورية لديها رؤية لأشياء أفضل".
وتروي المهندسة المعمارية مروة الصابوني حكاية حمص من زاوية اختصاصها في فن العمارة والهندسة، بحسب كاتب المقال.
وقد وثقت كل ما كتبته وصورته في كتاب أطلقت عليه اسم "معركة حمص".
وكتبت مروة أن " هناك خط فاصل بين الإنسانية واللا - مبالاة، إلا أن أهالي حمص استطاعوا تجاوز هذا الخط بفصول عدة".
وتدعو مروة أهالي مدينتها للبقاء فيها، إذ تقول "إن لم تكن سوريا موطناً لأهلها ، فإن جميعهم سيسعون إلى إيجاد موطن لهم في مكان آخر
======================
"بلومبرغ": أمريكا وروسيا يوحدان جهودهما لكتابة دستور سوريا الجديد
2016-4-8 | خدمة العصر  
نقل الكاتب في موقع "بلومبرغ"، هنري ماير، عن ثلاثة دبلوماسيين غربيين وروس، أن الولايات المتحدة وروسيا يعملان على صوغ دستور جديد لسوريا، في أوضح إشارة حتى الآن على تصميم القوتين للتوصل إلى حل للحرب الأهلية التي دامت خمس سنوات، والتي دفعت موجة من اللاجئين نحو أوروبا.
وأفاد دبلوماسي غربي أن الجهود المشتركة لا تزال في مرحلة مبكرة، والمقترحات الروسية الحاليَة هي أقرب إلى موقف الحكومة السورية. وقال دبلوماسي روسي أن البلدين مستمران في تبادل الأفكار.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قد صرح بعد محادثات في الكرملين في 24 مارس بأن واشنطن وافقت على اقتراح روسي لتحديد أغسطس موعداً لتشكيل إطار لانتقال سياسي وصوغ دستور جديد.
وتتلاقى مصالح موسكو وواشنطن في الوقت الذي صعدتا فيه حملتيهما ضد داعش الذي يستخدم قاعدته في سوريا والعراق للتوسع في المنطقة والتخطيط لهجمات مسلحة. وصار الحل السياسي للصراع السوري حاجة ملحة في أوروبا التي تسعى لمواجهة تهديد جهادي متنامٍ وأكبر موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية.
ولا يزال البلدان مختلفين على مصير بشار الأسد، وإن كانت إدارة أوباما قد خففت مطالبها بوجوب رحيله فورا. وأبدت الهيئة العليا للمفاوضات رفضها لعملية تديرها واشنطن وموسكو لصوغ الدستور. وصرحت الناطقة باسمها، فرح الأتاسي، بأن "الدستور السوري يعود إلى الشعب السوري.. عندما نشكل هيئة حكم انتقالية مع صلاحيات تنفيذية كاملة، سنعيّن محامين وقضاة وخبراء سوريين لصوغ دستور جديد".
ونقل الكاتب عن صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 1 أبريل، أن روسيا قدمت مشروعا مُقترحا للدستور السوري الجديد لكيري خلال زيارته لموسكو الشهر الماضي. وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تدرس المقترحات، التي استندت إلى وثائق من قبل الخبراء القانونيين مقربين من حكومة الأسد، نقلا عن مصدر مطلع.
======================
"واشنطن بوست": حجم الدمار في حمص السورية لا يصدق
الجمعة 01 رجب 1437 هـ 12:51 مساءً   
المصدر: وكالات
سلطت صحيفة أمريكية الضوء على حجم الدمار الذي تعرضت له مدينة حمص السورية، مشيرة إلى أن الدمار الهائل والكارثي الذي وصلت له المدينة لا يصدق.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أن المباني التي دمرتها الحرب في حمص- التي كان يطلق عليها اسم عاصمة الثورة- ما زالت تؤوي أرواح الثوار الذين قاتلوا فيها.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن داخل أحد هذه المباني، كتب المقاتلون أسماءهم - أبو عمر، أبو راتب، أبو شريف – تاركين آخر آثارهم قبل تسليم هذا الحي وأحياء أخرى حوله إلى قوات نظام بشار الأسد ليواجهوا المجاعة منذ ما يقرب من عامين.
وأضافت الصحيفة إنه على علم يحمل 3 نجوم أصبح رمزاً للانتفاضة السورية، كتب أحدهم باللون الأسود "أحضر لي آيس كريم وأطعمني"، وفي الطابق السفلي توجد حفر صنعها المقاتلون في الجدران حتى يمكنهم التنقل من منزل إلى آخر دون استهدافهم من قبل القناصة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في قلب حمص، المدينة التي يسكنها أكثر من مليون شخص، يبرز تحد متمثل في إعادة بناء المدن السورية وإسكانها مرة أخرى. وحسب تقديرات البنك الدولي، تتكلف هذه المهمة 170 مليار دولار، وتتطلب جهودا دولية وفقا لمقياس خطة مرشال، التي ساعدت أوروبا على الانتعاش بعد الحرب العالمية الثانية.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن الحرب دمرت المستشفيات وآلاف المدارس وثلث المنازل في البلاد، في الوقت الذي تواصل هذه الحرب اقتلاع السوريين، وتركت أوروبا تكافح من أجل وقف تدفق اللاجئين وأخيرا التوصل لاتفاق لإرسال الوافدين الجدد إلى تركيا.
وتابعت الصحيفة "لكن حتى في مناطق مثل حمص، التي كانت مستقرة نسبيا في السنوات الأخيرة، فإن الافتقار إلى المال اللازم لإعادة البناء والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية سوف يمنع العائلات من العودة في أي وقت قريب".
وأردفت الصحيفة إلى أن كثيرين خائفون للغاية، فكلما تركت مساحات الركام دون أن تمس، كلما أصبح سكان الماضي أكثر رسوخا في حياتهم.
======================