الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9/7/2016

سوريا في الصحافة العالمية 9/7/2016

10.07.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. نيويورك تايمز :سفير أنقرة بواشنطن: لماذا تركيا هدف للإرهاب؟
  2. الغارديان :هكذا غير غزو العراق المنطقة والعالم إلى الأبد
  3. واشنطن بوست :ديفيد اغناتيوس: الخطأ الذي ارتكبه (داعش) قد يكون كارثيًا
  4. هآرتس :لبنان… الظهر لاسرائيل، الوجه لسوريا
  5. واشنطن بوست “تكشف” أمريكا تتخلى عن حلفائها في سوريا في ذروة المعارك مع “داعش
  6. نيويورك تايمز: تنظيم داعش يغير خططه وتكتيكاته على الأرض بصورة مخيفة  
  7. الاندبندنت”  :روبرت فيسك: مرحباً بكم في درعا مقبرة الإرهابيين
  8. اندبندنت: بريطانيا ترسل مئات القوات للحدود السورية وسط مخاوف الناتو
  9. معهد واشنطن :التأثير الإقليمي لـ "خطة العمل المشتركة الشاملة": تراجع الثقة في دور الولايات المتحدة لتحقيق التوازن
  10. ميدل إيست بريفينغ: كيف تعزز الولايات المتحدة بقاء بشار الأسد؟
  11. إندبندنت: لماذا تجاهل بلير التحذير من صعود تنظيم (داعش)؟
  12. بيزنس إنسايدر: هل أنهت الولايات المتحدة وروسيا مصير تنظيم القاعدة في سوريا؟
  13. من الصحافة التركية: ما تسعى داعش لتحقيقه خلال المرحلة المقبلة
 
نيويورك تايمز :سفير أنقرة بواشنطن: لماذا تركيا هدف للإرهاب؟
رد السفير التركي لدى واشنطن سردار كيليك على افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية انتقدت من خلالها طريقة أنقرة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، واعتبرت أن الاستهانة بخطورته أدت لاستهدافه مطار أتاتورك في إسطنبول.
وقال كيليك إن افتتاحية الصحيفة بتاريخ 30 يونيو/حزيران الماضي لم ترقَ لمستوى شرح الأسباب وراء الهجوم "الإرهابي" الشنيع الذي استهدف مطار أتاتورك في إسطنبول يوم 28 يونيو/حزيران.
وذكر أن تركيا صنفت تنظيم الدولة على أنه منظمة إرهابية في وقت مبكر من عام 2013، وأنها قاتلت في كثير من الأحيان وحدها ضد شبكات إجرامية من المقاتلين الأجانب، قبل أن يدرك الآخرون خطورة هذه المشكلة.
وأضاف أن أنقرة وضعت أسماء أكثر من خمسين ألفا من الأجانب من 145 دولة منذ عام 2011 على الممنوعين من الدخول للبلاد، وأنها استخدمت وحدات تحليل المخاطر المستخدمة بالمطارات للتحقق من أكثر من 11 ألفا من الأفراد، وقامت بترحيل أكثر من ثلاثة آلاف وستمئة أجنبي من 98 دولة، واعتقلت أكثر من خمسة آلاف و310 من تنظيم الدولة وجبهة النصرة وأفرادا ينتمون إلى تنظيم القاعدة وأنها سجنت ألفا و654 مشتبها به.
 
هجمات
ومضى الدبلوماسي التركي بالقول: ولكن ففي بعض المناسبات، كان هناك أفراد من تنظيم الدولة يتم ترحيلهم مع إرسال إخطارات مناسبة بشأنهم للمسؤولين في بلادهم، ولكن منهم من قام بهجمات إرهابية في مدن أوروبية، ولذلك فمن الظلم أن يتم اتهام تركيا بالتقاعس عن العمل في هذا المجال.
ومضي يقول في رسالته: وفي هذا السياق، فقد يكون من الحكمة مقارنة الأرقام أعلاه مع عدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب المشتبه بهم الذين اعتقلوا في بلدانهم، قبل التوصل إلى استنتاجات ظالمة بشأن تركيا.
وقال أيضا إن "الإرهابيين" يستهدفون تركيا ليس فقط بسبب موقفها كدولة خط المواجهة في المعركة ضدهم، بل لأنها تعتبر نموذجا ناجحا لاحتضان القيم العالمية كبلد غالبية سكانه من المسلمين.
واختتم السفير التركي بالقول إنه قد حان الوقت لإلحاق الهزيمة بهذا الخطر العالمي، سواء كان ذلك في إسطنبول أو بروكسل أو أورلاندو، ولكن بالوقوف معا.
========================
الغارديان :هكذا غير غزو العراق المنطقة والعالم إلى الأبد
نشر في : السبت 09 يوليو 2016 - 02:15 ص | آخر تحديث : السبت 09 يوليو 2016 - 02:15 ص
أعاد تقرير لجنة تشيلكوت البريطانية بشأن مشاركة لندن في غزو العراق، الذي صدر أمس، الجدل بشان احتلال العراق، وهو الجدل الذي لم ينته منذ العام 2003، وبقي يتجدد بتغير الظروف في المنطقة والعالم، حيث ترى صحيفة الغارديان في تقرير استقصائي موسع، أن عملية احتلال العراق عام 2003 غيرت ليس منطقة الشرق الأوسط وحسب وإنما العالم أيضاً.
وتستعرض الصحيفة جانباً من الأحداث الكبيرة التي مر بها العراق منذ 2003 حيث تشير إلى عملية تفجير النجف عقب أربعة أشهر من احتلال العراق، التي أودت بحياة محمد باقر الحكيم أحد رجال الشيعة الذي كان عائداً لتوه من إيران، عقب ذلك ظهور تنظيم القاعدة بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي اتهم بتفجير قبة الإمام علي الهادي بسامراء شمال بغداد، وما أعقبه من ردة فعل شيعية قادت البلاد إلى أتون حرب طائفية.
وشهد الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول عام 2006 إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين من قبل الحكومة الشيعية في صبيحة يوم عيد الأضحى، وما أعقب ذلك من ردة فعل غاضبة لدى المحيط العربي السني والإسلامي، وهي كلها حوادث أشارت إلى أن احتلال العراق سيكون نقطة مفصلية في المنطقة والعالم.
وتقول الغادريان، إن انتشار الطائفية البغيضة، ونمو تنظيم القاعدة، ثم تنظيم الدولة، وتمكين إيران؛ كلها كانت عواقب غير مقصودة لعملية غزو العراق واحتلاله، مثلها مثل الحوادث الدامية التي ما يزال العراق يشهدها منذ 2003، وآخرها تفجير حي الكرادة في بغداد الذي ما زال يتصدر الأخبار.
المحللون والمؤرخون أيضاً كانوا متفقين على أن احتلال العراق أنتج كل هذه المشاكل، إلا أنه اتفاق بعد فوات الأوان، مع أن العديد حذروا من نتائج وخيمة لهذا الغزو، كما قال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني إبان الغزو، للجنة تحقيق تشيلكوت، حيث أكد أن التحذيرات التي كانت ماثلة أمامنا قبل الغزو، هي: الصراع الداخلي في العراق، والسعي الإيراني لتوسيع مصالحها بالعراق، وعدم استقرار إقليمي، وظهور تنظيم القاعدة بالعراق، وكلها أمور تم تحديدها بوضوح قبل الغزو، كما قال بلير.
ولم يعد الأمر مقتصراً على العراق ومحيطه القريب، في مناقضة تداعيات الغزو، بل امتد ليشمل ما هو أوسع، كما تقول الغارديان، وتحديداً ما عرف بثورات الربيع العربي، وإلى أي حد كانت هناك علاقة بين غزو العراق وهذه الثورات التي اندلعت في 2011 وأطاحت بأربعة زعماء عرب.
وتتساءل الغارديان أيضاً عن العلاقة بين غزو العراق والأزمة الحالية في سوريا التي تعد الأكثر دموية مع تشريد 4 ملايين شخص.
وتنقل الصحيفة عن توني دودج من كلية لندن للاقتصاد قوله إن احتلال العراق كان تأثيره كارثياً، وشبح العراق هو الذي دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى عدم التدخل علناً في سوريا.
ويوافقه إميل حكم، من معهد الدراسات الاستراتيجية، ويضيف: “العراق كان خطيئة، لقد تحول احتلال العراق إلى مأساة ضخمة، ومن ثم لا أحد يريد أن يكرر التجربة”.
وقتها، وقبيل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حذر عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، من إقدام أمريكا على احتلال العراق، مؤكداً أن ذلك سيفتح أبواب جهنم، ليس حباً بصدام حسين، وانما بسبب الخشية مما سيجره احتلال العراق من تبعات على المنطقة.
الباحث السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله حمَّل الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية التطرف في المنطقة، متمثلة بالزرقاوي ومن بعده أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة، مؤكداً أن العالم لم يكن يعرف هذا التطرف قبل العام 2003، مؤكداً أنه لو لم يكن هناك احتلال أمريكي للعراق عام 2003 لما كان هناك البغدادي.
النظام السوري الذي سهل إرسال الشباب السلفي إلى العراق لمقاتلة الأمريكيين، قام عام 2011 عقب اندلاع الثورة الشعبية ضده بالإفراج عن الآلاف من المتشددين، ودفعهم للاشتراك بتلك الثورة بغية عسكرتها وتحويلها إلى مسلحة.
أما إيران التي أدانت الغزو الأمريكي عام 2003، فاستغلت تداعياته، فهي- كما يقول سيما شين، المسؤول بجهاز الأمن الإسرائيلي (الموساد)- فازت مرتين؛ الأولى في أفغانستان، والثانية في العراق؛ “في اللحظة التي ذهب بها صدام حسين جاء الشيعة إلى الحكم، وهذا كان يمثل انتصاراً استراتيجياً لإيران”.
========================
واشنطن بوست :ديفيد اغناتيوس: الخطأ الذي ارتكبه (داعش) قد يكون كارثيًا
– POSTED ON 2016/07/09
POSTED IN: مقالات وتحليلات
ديفيد اغناتيوس- واشنطن بوست: ترجمة الشرق الأوسط
تهيئ حالة الاشمئزاز التي تسود العالم، إثر الهجمات الإرهابية التي وقعت الأسبوع الماضي، في 4 دول إسلامية، فرصة جيدة للولايات المتحدة وحلفائها من أجل بناء قيادة موحدة ضد «داعش»، وغيرها من الجماعات المتطرفة. غير أنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتوسيع التحالف لمكافحة الإرهاب، ينبغي عليها التحلي بالحذر حيال الشراكة مع روسيا، ما لم تبتعد موسكو عن النظام السوري.
ومن شأن تلك الهجمات الوحشية في تركيا وبنغلاديش والعراق والمملكة العربية السعودية، أن تقنع الدول الإسلامية والغرب بأنهم يواجهون عدوًا مشتركًا يتمثل في تلك الجماعات المتطرفة مثل «داعش». وما هم بحاجة إليه الآن هو تشكيل بنية قيادة وتحكم مشترك، مثل التي شكلتها الولايات المتحدة وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) عام 1941، عقب صدمة «بيرل هاربور» الشهيرة. ولم يكن دمج الموارد العسكرية والاستخباراتية بالأمر الهين، حتى بالنسبة للشركاء طويلي الأمد في واشنطن ولندن. غير أن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشرشل عرف أنه بمجرد انضمام الولايات المتحدة إلى المعركة بشكل كامل، سيكون النصر أكيدا للحلفاء في نهاية المطاف.
ومن الممكن استلهام مصدر ثقة مماثل، وتأسيس بنية قيادية تدمج موارد الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا والعراق والسعودية وإندونيسيا وباكستان، وكثير من الدول الأخرى، التي كانت مستهدفة من قِبل إرهابيي «داعش».
واللافت للنظر أن عدم تبني «داعش» بعض تلك الهجمات، حتى وإن كان ينظر إليه على نطاق واسع بأنه الجاني المحتمل، أدى إلى أنها لم تجد صدى ولم تلق شعبية في صفوف المسلمين، وأن الجماعات الإسلامية الأخرى تدين العنف وخاصة تفجير المدينة المنورة.
وشهدت السعودية نداء صحوة مماثلا في السنوات التالية لأحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، عندما شنت عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة بقيادة المملكة ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. ومن شأن الهجمات التي وقعت يوم الاثنين الماضي في المدينة المنورة وجدة والقطيف، أن تعمق هذا التعاون، وتجذب الشركاء العرب الآخرين، مثل الأردن ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة. والفرصة مهيأة للولايات المتحدة كي تضغط على زر «إعادة التشغيل» مع تركيا أيضًا. وقد أيد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القضية، وأدان تنظيم داعش، لكنه فشل في غلق الحدود مع سوريا، بسبب غضبه لمساندة الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد السوريين. وإذ يرى الآن المتشددين يطبقون على حنجرته، فعليه أن يوثق الروابط العسكرية والاستخبارية مع واشنطن. وينبغي عليه أيضًا إعادة فتح المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني، حتى لا يخوض حربًا على جبهتين ضد الإرهاب.
ماذا عن سوريا؟ هل يتعين على موسكو وواشنطن توحيد القوى ضد الإرهاب؟ على أحد المستويات، تكون الإجابة بالطبع هي نعم، فالمقاتلون الأجانب يتدفقون من روسيا ومن جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، من أجل الانخراط في صفوف «داعش». واللافت أنه من بين كل 3 مقاتلين في إسطنبول، يوجد اثنان منهم روسيان. وبالتالي، فإن التعاون المشترك بين الدولتين سيكون مفيدًا للغاية، طالما أنه لن يغض الطرف عن أو يعزز أي تصرف روسي سيئ.
وتعد سوريا حالة اختبار، فقد ظلت روسيا، طيلة الأشهر الماضية، تطالب الولايات المتحدة بمشاركة معلومات الاستهداف عن مواقع «داعش» و«جبهة النصرة» في سوريا، لكي تتمكن القوات الروسية من مهاجمة المتشددين، وتجنب ضرب الجماعات التي تعمل مع الولايات المتحدة، من الناحية النظرية.
وتبحث الولايات المتحدة في الوقت الراهن عما إذا كانت ستصدق على تلك الشراكة الروسية الأميركية، وتشارك روسيا المعلومات الاستخباراتية. غير أن الجيش الأميركي يساوره الشعور بالحذر وهو يتابع السلوك الروسي العدواني في أوروبا. ويقول مسؤولون في الإدارة الأميركية ممن يدعمون التعاون بين الدولتين، إن التعاون يجب أن يتم بشرط أنه إذا ما استمرت قوات النظام السوري في قصف جماعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة، فستقوم الأخيرة بالتصدي للهجمات وإسقاط الطائرات المهاجمة من الجو.
وتستطيع روسيا الانضمام إلى التحالف، حال قبولها بمثل ذلك القيد الحقيقي على بشار الأسد. ولكن إذا ما استمرت في تقديم دعمها المطلق لبشار الأسد، فإن روسيا سوف تشعل غضب المتشددين، ناهيك عن تعقيد الجهود الأميركية لبناء قيادة موحدة أوسع نطاقًا.
وربما ارتكب الإرهابيون الذين شنوا الهجمات على إسطنبول، ودكا، وبغداد، والمدينة المنورة، خطأ كارثيا. وقد لا تبدو الأمور على ذلك النحو، بعد فيروس «داعش» المتفشي بعنف. والهدف الحقيقي للمتطرفين كان زرع إسفين الفرقة والانقسام بين المسلمين والغرب.
وإذا تقدمت الولايات المتحدة في الوقت الراهن بنموذج قوي للقيادة، فيمكنها رأب ذلك الصدع، والمساعدة في تنظيم التحالف العسكري والاستخباري في مواجهة هذا التهديد المشترك.
========================
هآرتس :لبنان… الظهر لاسرائيل، الوجه لسوريا
 صحف عبرية
Jul 09, 2016
 
  الفيلل الفاخرة التي تطل من التلال في الجانب الآخر من الجدار الحدودي مع لبنان، تعطي الانطباع بانه لم تكن هنا ايضا حرب، وبالتأكيد ليس في السنوات الاخيرة. فعلى طول الطريق من كيبوتس افيفيم شمالا يمكن النظر الى المشهد الشاعري الذي يلف المنطقة. الهدوء الذي يأتي بعد العاصفة.
«كل شيء يبنى من جديد وتوجد حياة»، يقول رجل جيش لبنان الجنوب الذي رافق الجولة على طول الحدود الشمالية، ويسارع الى أن يشرح الى أين اختفت الخرائب من الحرب اياها: «البيوت الكبيرة التي ترونها في القرى المجاورة للحدود هي مال من الخارج – من دول الخليج او من أماكن اخرى».  ولكن السكينة والاعمار في المدخل الجنوبي من لبنان لا يرويان الا جزء من هذه الدولة، بعد عقد من الحرب الاخيرة في المنطقة. عمليا، فان القول انه كانت هنا الحرب «الاخيرة» مضلل بعض الشيء. ففي الطرف الاخر من الحدود ليس هذا سوى فصل عنيف ونازف آخر في تاريخ الدولة المنقسمة والممزقة.
كما ان الهدوء ليس حقا هدوء، ولكن هذه المرة لا يبعثون في بيروت بالسهام نحو اسرائيل. «محافل عديدة في لبنان تؤمن بانه في اطار التفاهمات الهادئة بين اسرائيل وحزب الله لن تكون مواجهة اخرى في المدى المنظور»، يقول لـ «هآرتس» ع، نشيط سياسي في لبنان يعارض حزب الله. «بعد بدء الحرب في سوريا والتدخل المباشر لحزب الله هناك، فان سيناريو المواجهة على نمط 2006 دحر اكثر فاكثر». نعم، الحرب الاهلية المضرجة بالدماء في سوريا، والتي انجر اليها بغير ارادته السكان في لبنان ايضا هي ما يشغل بال الجارة الشمالية هذه الايام. فهي ساحة المواجهة الحالية، التي تجعل من الصعب على المواطنين ان يأملوا عن حق وحقيق في أن ينجحوا في ترميم حياتهم.
وبالذات في نهاية حرب لبنان الثانية، كانت للسكان اسباب وجيهة للتفاؤل. فقد كان الضرر هائلا لا شك – فالضاحية الجنوبية من بيروت، والمتماثلة جدا مع حزب الله، دمرت تماما، وفي صورة وضع مشابهة كانت في منطقة جنوب لبنان، في عشرات القرى والبلدات الشيعية. والارقام جعلت الصورة اصعب فاصعب.
اكثر من 1.200 قتيل، منهم مئات من مقاتلي حزب الله، الاف الجرحى، اكثر من مليون شخص تركوا بيوتهم ونحو مئة الف منهم تركوا لبنان نفسه؛ الضرر الاقتصادي قدر بـ 2.8 مليار دولار. ليس اقل؛ وكان ايضا ضرر محيط هائل في البحر وفي البر، ضمن امور اخرى جراء القذائف العنقودية. ولكن مع انتهاء المعارك حصل السكان على الامل.
«في الوعي اللبناني والعربي عامة، فان حزب الله بشكل عام وزعيمه حسن نصرالله بشكل خاص اعتبرا كمن حققا نصرا سياسيا واستراتيجيا مثيرا للانطباع»، يقول ك، صحافي يعيش في بيروت. «منظمة العصابات التي صمدت لشهر امام الجيش الاقوى في الشرق الاوسط». بعد سنتين من ذلك، مع تحرير سمير قنطار من السجن الاسرائيلي، اصبح حزب الله اسما مرادفا للنجاح. وبالتوازي، فان الجيش اللبناني الذي أقام مواقع على طول الحدود بدأ يساعد السكان المدنيين بينما استعان حزب الله بايران لغرض اعادة بناء مخزونه من السلاح.
ولا تزال تتبقى مسألة مركزية لم تجد حلها: الدمار الواسع. بالنسبة للبنى التحتية عملت الحكومة بسرعة على اعادة بناء المطار في بيروت وشبكات الاتصال. ولكن بالنسبة للسكان الشيعيين، المتماثلين جدا مع حزب الله والذين عانوا اشد المعاناة من الحرب، لم يتبقَ تمويل كثير. لم يكن هناك حل لمئات الالاف الذين بقوا بلا مأوى. «في المنظمة وفي الحكومة اللبنانية فهموا في حينه بان ليس بوسعهم احتمال كلفة اعادة البناء»، قال لـ «هآرتس» أ، صحافي لبناني مقرب من حزب الله. وعليه، يقول، فقد بدأت بالتجند العام للمال. والى جانب المنظمات المحلية، كان هنا لايران ايضا موطيء قدم، حيث نقلت الاموال في صالح التعويض لمن فقدوا بيوتهم في الحرب. ويتذكر أ، فيقول: «اتذكر انهم دفعوا نحو 10 الاف دولار لكل عائلة، وهذا بالحساب اللبناني مبلغ هائل اعطى الهواء للناس ممن كانوا في ضائقة حقيقية».
ولكن مع كل الاحترام لطهران، فان من قرر النبرة الاساسية في عملية الاعمار كانت الدول العربية الغنية، كاتحاد الامارات، السعودية وقطر، التي ساهمت بمئات ملايين الدولارات. فالحكومة القطرية وحدا تبرعت باكثر من 300 مليون دولار وأخذت على عاتقها مسؤولية اعادة البناء للبيوت في 30 بلدة تضررت أكثر من غيرها. ويقول لـ «هآرتس» الحاج يوسف من سكان الخيام في جنوب لبنان انه «للحقيقة يمكن القول ان الاغلبية المطلقة من البيوت اعيد بناؤها. أما من قرر أخذ المال ومغادرة المكان فهو وحده من بقي بيته مهدما. وهذا يثقل على البنى التحتية». عمليا، عدد اللاجئين الذين اجتازوا الحدود الى لبنان يقدر بمليون. وهؤلاء شوشوا تماما سوق العمل في الدولة. فلما كان العامل السوري يحصل على اجر بنحو 40 في المئة اقل من نظيره اللبناني، فقد طرأ ارتفاع متطرف في البطالة بين السكان المحليين.
أجنبي يعلق في شوارع بيروت لن يشعر بالازمة على الفور. فالمدينة كلها، باحيائها المختلفة، رممت تماما منذ الحرب قبل عقد. والسياح هم ايضا عادوا. عمليا السياحة هي اليوم المرسى الاقتصادي الاساس للبنان. وصحيح لشهر ايار الاخير كان اشغال الفنادق في العاصمة اللبنانية 66 في المئة. يمكن التطلع الى اكثر، ولكن الاجانب يأتون. ومع ذلك لا يزال التهديد السوري ومقتضياته يلوح في الهواء. ومثال ملموس عليه جاء في تشرين الثاني الماضي مع مقتل اكثر من 40 شخصا في عملية مزدوجة نفذها داعش في بيروت. وهكذا تكاد تكون كل الطرق الى مستقبل لبنان تؤدي الى دمشق.
ويضيف الحاج يوسف فيقول ان «حقيقة أنه يوجد غير قليل من الشبان ممن خرجوا الى الحرب في سوريا تساهم في التوتر. فاليوم في جنوب لبنان ينظروا شرقا وشمالا في اتجاه سوريا وقلقون اقل من الحدود مع اسرائيل».
وبجوار تلك الحدود، على طريق الشمال، يتساءل رجل جيش لبنان الجنوبي سابق الى اين بالضبط تهب الريح، وهل في اتجاه واحد فقط. فالبناء الجديد الواسع على التلال، والذي تطلب استثمارا ماليا غير قليل هو «رسالة تقول اننا نتجه حاليا نحو فترة من الهدوء، على امل أن تكون طويلة باكبر قدر ممكن»، كما يقول. وروى لي شخص اعرفه في الطرف الاخر من الجدار، وتحدثت معه مؤخرا بان «الناس يتدبرون امورهم: هناك شباب تركوا متجهين الى بيروت او هاجروا الى الخارج، وهناك الكثيرون ممن يعملون في مؤسسات الدولة، بما في ذلك في جهاز الامن وهناك من لا يزالون يرتزقون هنا من الزراعة، ولا سيما التبغ». وعلى حد قوله، فان كل الاراضي الخضراء التي تحيط بالمنطقة هي مزروعات تبغ، تشتريها الدولة من المزارعين. ويقول ان «الناس ليسوا أغنياء وليس كل شيء متطورا بعد. ولكن يمكن القول انه بعد عقد من السنين يوجد هدوء في جنوب لبنان. فهل هذا بسبب التفاهم أم بسبب الردع؟ يمكن للجوابين ان يكونا صحيحين». وعلى أي حال، فهو لا يشك اليوم ايضا بانه واضح للجميع بان صاحب السيادة الحقيقي في جنوب لبنان هو حزب الله، وكل ما تبقى هو «الانتظار لرؤية الى اين تؤدي الحرب في سوريا وهل ستغير في نهاية المطاف الامور في لبنان».
 
هآرتس 8/7/2016
جاكي خوري
 
 
========================
 واشنطن بوست “تكشف” أمريكا تتخلى عن حلفائها في سوريا في ذروة المعارك مع “داعش
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن هجوماً “لجيش سوريا الجديد” في شرق سوريا فشل بسبب الطيران الحربي الأمريكي الذي ترك حليفه في اللحظة الحرجة من المعركة قرب البوكمال.
وأكدت مصادر للصحيفة أن الطيران الأمريكي تلقّى في 28 يونيو الماضي أمراً بدعم هجوم قوات المعارضة السورية على مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، لكن في ذروة المعركة تلقّى قادة الطائرات الأمريكية أمراً آخر بترك ساحة المعركة والتوجه إلى الفلوجة في العراق المجاور.
وبحسب المتحدث باسم البنتاغون كريس غارفر، فإن القيادة اعتبرت أن من الأهم تدمير قافلة لمسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي الذين طردوا مع آلياتهم قبل ذلك من الفلوجة، واضطر مقاتلو “جيش سوريا الجديد” للانسحاب نتيجة ذلك، حسب زعمه.
وأشارت الصحيفة إلى أن فشل العملية قرب البوكمال شكّل ضربةً قويةً لخطط الولايات المتحدة بشأن تشكيل وحدات محلية قادرة على مواجهة “الإسلاميين”.
وتساءلت الصحيفة ما إذا كانت واشنطن قد حشدت قوات كافية في المنطقة إذ تضطر دائماً إلى نقل القوات على مسافات طويلة.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مصادر سورية معارضة في 29 يونيو الماضي أن قوات سورية مدعومة من الولايات المتحدة تقهقرت أمام “داعش” عند مشارف مدينة البوكمال الواقعة على نهر الفرات والتي يسيطر عليها “داعش” منذ مطلع 2014.
وتراجع مقاتلو ما يسمى المعارضة نتيجة هجوم مضاد شنّه “داعش” بعد أن كان ما يسمى “جيش سوريا الجديد” المدعوم من الولايات المتحدة شنّ هجوماً قبل ذلك بهدف السيطرة على بلدة البوكمال.
وكان الناطق الرسمي باسم “جيش سوريا الجديد” مزاحم السلوم قد صرّح قبل ذلك لوكالة “فرانس برس” قائلاً: “بدأنا عند السادسة من مساء الثلاثاء 28 يونيو هجوماً بإسناد جوي من التحالف الدولي من منطقة التنف، بمحاذاة الحدود العراقية السورية”. وأشار قياديون في المعارضة المسلحة إلى أنهم تمكّنوا من تحقيق تقدم سريع في صحراء البوكمال قليلة السكان انطلاقاً من قاعدتهم الرئيسية في التنف إلى الجنوب الغربي.
يذكر أن المخابرات الأمريكية شكّلت فصيلاً مسلحاً في سوريا باسم “جيش سوريا الجديد” في نوفمبر 2015 ويضم المئات من المقاتلين الذين تلقّوا تدريبات في معسكر تابع للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في الأردن، ويتلقّى هذا الفصيل دعماً كبيراً من الولايات المتحدة ويروِّج له الإعلام الغربي على أنه معارضة معتدلة.
يشار إلى أن التحالف الدولي الذي يضم 66 بلداً يقوم بقيادة الولايات المتحدة بقصف مواقع “داعش” منذ عام 2014 في سوريا دون إذن من الحكومة السورية، ولم يحقق هذا التحالف المزعوم أي نتيجة في محاربة “داعش” حيث لا يزال التنظيم والجماعات التكفيرية يسيطرون على مساحات شاسعة من سوريا.
المصدر: موقع روسيا اليوم
========================
نيويورك تايمز: تنظيم داعش يغير خططه وتكتيكاته على الأرض بصورة مخيفة  
أخبار مصر - غادة جميل
تؤكد المؤشرات أن تنظيم داعش استطاع بسرعة كبيرة من تغيير سياساته وخططه وتكتيكاته بعدالخسائر الكبيرة التي مني بها في العراق وسوريا.
صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في تقرير لها أن الهجمات الأخيرة للتنظيم في إسطنبول ودكا وبغداد كشفت مرونة هذا التنظيم في التحول من وجه لآخر وان هذه الهجمات أظهرت أيضا أن هذا التنظيم يعتبر أقوى وأكثر تطورا وتعقيدا من منافسه تنظيم القاعدة وأنه قادر على إحداث تدمير كبير في مناطق مختلفة من العالم رغم ما يعانيه من خسائر على ارض الواقع في العراق وسوريا.
واوضحت الصحيفة نقلا عن المتحدث باسم تنظيم داعش أبو محمد العدناني ان التنظيم بإمكانه العودة إلى جذوره كتنظيم يعتمد أسلوب حرب العصابات داعيا مؤيديه إلى ضرب الأعداء أينما كانوا كلما كان ذلك ممكنا.
ونقلت نيويورك تايمز عن نائب مدير المركز القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب سابقا إن مواجهة داعش تحتاج إلى أكثر من ضربات عسكرية في العراق وسوريا وإن سياسات التحالف الدولي لا تضاهي سرعة التنظيم في التحول من طريقة الى اخرى بسرعة كبيرة.
واستطردت الصحيفة ان الهجوم الذي استهدف مطعما في دكا عاصمة بنجلاديش في مطلع يوليو كشف حقيقة مؤلمة فيما يتعلق بتطور تكتيكات التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش حيث ان التنظيم نجح في استقطاب شباب لا تتجاوز اعمارهم 18 عاما ينتمون الى عائلات ثرية ويدرسون باكبر المدارس الغربية.
وأضافت الصحيفة أن هجوم بنجلاديش أثار حالة من الرعب لدي الشعب اضافة الى الغرب خاصة بعد ان عرف ان بعض منفذيه لاتتعدى اعمارهم 18 عاما وهم أقرب إلى العلمانيين ويستمعون إلى الأغاني، وينتمون لعائلات ثرية ولم يكن أحد من زملائهم يتخيل أنهم سينفذون تفجيرات انتحارية استجابة لنداء من التنظيم.
وتابعت الصحيفة قولها ان ان الانتحاري كان في مخيلة كثيرين أنه ريفي متعلم تعليما دينيا وربما يكون فقيرا وان تغير الصورة النمطية للانتحاري جعلت خبراء مكافحة الإرهاب يحذرون من أن التطرف يمكن أن يمتد إلى فئات جديدة مختلفة تماما، خاصة مع توفر الدعاية عبر الانترنت.
========================
الاندبندنت”  :روبرت فيسك: مرحباً بكم في درعا مقبرة الإرهابيين
08/07/2016 في أقلام
 
الصحافي البريطاني روبرت فيسك
كتب الصحافي البريطاني روبرت فيسك مقالاً في صحيفة “الاندبندنت” بعنوان “مرحبا بكم في درعا مقبرة الارهابيين”، وصف فيه المشاهد التي رأها في مدينة درعا جنوب سوريا بعد الإشتباكات بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة منذ العام 2011.
وفي المقال، قال فيسك: إنه “التقى بضابط في الجيش السوري في درعا، وجده يمسك بمدفع صغير من طراز “أر بي جي” مدهون باللون الاسود ومن النوع الذي يطلق القنابل بشكل آلي، وتبين انه حصل عليه كغنيمة بعد دحر الإرهابيين من قرية عتمان”.
وأوضح فيسك، أن المدفع الذي كان يبدو جديدا، اتضح فيما بعد أنه صنع في كرواتيا بعد التحقق من الرقم المسلسل للمنتج، مؤكداً ان كيفية وصول هذا المدفع إلى درعا تبقى سرا.
واضاف، أن “خريطة كانت بحوزة الضابط، تظهر ان المناطق الملونة باللون الوردي خاضعة لسيطرة الجيش السوري، تفوق بكثير المناطق الملونة باللون الازرق والتي تسيطر عليها المجموعات المسلحة”، مشيرا إلى ان  اغلب المناطق السكنية والمجمعات الحكومية والاستاد الرياضي في قلب المدينة، بينما الشمال يبقى منعزلا عن الجنوب.
ولفت فيسك إلى ان التنقل في هذه الانحاء شديد الصعوبة ويحتاج لترتيبات شديدة الخصوصية، مشيرا الى ان الضابط قال له إن “مستشارين روس زاروا المنطقة قبل اسابيع، وقالوا له إنهم يرغبون في ان يأتي كل إرهابيي العالم إلى درعا لتكون مقبرة لهم”.
========================
اندبندنت: بريطانيا ترسل مئات القوات للحدود السورية وسط مخاوف الناتو
خاطر عبادة
كشفت صحيفة "اندبندنت"، أن رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" بصدد الإعلان عن نشر مئات القوات لدول البلطيق قرب الحدود الروسية رداً على تصاعد المخاوف من الأخيرة.
وقال وزير الدفاع البريطاني "ميشيل فالون" إن 650 من القوات البريطانية سيتم إرسالها لشرق أوروبا لمساعدة حلف الناتو في مهمته لردع أي عداون روسي محتمل.
وأكد فالون، وفقاً للصحيفة البريطانية، أن كتيبة من 500 جندياً ستصل استونيا، كما سترسل 150 أخرين لبولندا، مع تولي بريطاني قيادة قوات الاحتياط للناتو العام المقبل.
كما أشار وزير الدفاع البريطاني إلى أن دول شرق أوروبا تشعر بمزيد من الضغوط وسط المناورات الروسية المكثفة والطائرات التي تخترق مجالها الجوي.
========================
معهد واشنطن :التأثير الإقليمي لـ "خطة العمل المشتركة الشاملة": تراجع الثقة في دور الولايات المتحدة لتحقيق التوازن
جيمس جيفري
متاح أيضاً في English
5 تموز/يوليو 2016
"يصادف الرابع عشر من تموز/يوليو الذكرى السنوية الأولى لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران المعروف بـ "خطة العمل المشتركة الشاملة". وهذا المقال هو الأول في سلسلة من المراصد السياسية التي تقيّم الكيفية التي أثّر فيها الاتفاق على المصالح المختلفة للولايات المتحدة. وستصدر المقالات المقبلة في الأيام التي تسبق الذكرى".
ما زالت أصداء "خطة العمل المشتركة الشاملة" ترتدّ في جميع أنحاء الشرق الأوسط الذي يغدو أقلّ أمناً مما كان عليه في تموز/يوليو الماضي، ويعود ذلك جزئياً إلى التوصل إلى هذا الاتفاق. ولا يكمن الجزء الأكبر من المشكلة في شروط هذه الصفقة، التي ستعقّد أي مجهود إيراني يُبذَل لحيازة القدرة على صنع الأسلحة النووية لعشر سنوات على الأقل. وبالأحرى، تلاحظ المنطقة أنّ تأثيراته السياسية شجّعت، لا بل جعلت إيران تسعى إلى الهيمنة. ولا يخلو هذا الرأي من الصحة، لذلك يُلقى العبء على عاتق واشنطن التي عليها أن تُظهر أن الوضع ليس كذلك. وبشكلٍ عام، تدرك القوى الإقليمية هذا الواقع وقد اختلفت ردود فعلها، ابتداءً من المعارضة الكلية التي أبدتها السعودية، مروراً بالمقاربات المختلطة التي تبنّتها تركيا ودول خليجية أخرى، وصولاً إلى تكيُّف العراق وعُمان مع الوضع. فإلى جانب ما يراه بعضهم على أنّه قيادة أمريكية ضعيفة، يخاطر هذا التخبُّط غير المنسّق على التسبب بالانزلاق نحو فوضى أكبر.
وفي البداية، رحّبت الدول في المنطقة (باستثناء إسرائيل، على الأقل رسمياً) بـ "خطة العمل المشتركة الشاملة"، مع أنّ الترحيب السعودي كان فاتراً في أحسن الأحوال. وانقسمت الشعوب العربية حول الاتفاق، وفقاً لـ "مؤشر الرأي العام العربي" لعام 2015، إذ أبدى 40 في المائة دعمهم له و32 في المائة معارضتهم إياه. وبرر هؤلاء المعارضون موقفهم إلى حد كبير بأن الاتفاق يمكن أن يسهّل المشاغبة الإيرانية. وبشكل مطيع، وقّعت جميع دول الخليج التي حضرت مؤتمر القمة بين الولايات المتحدة و«مجلس التعاون الخليجي» في السعودية في شهر نيسان/أبريل المنصرم نصّاً مؤيداً لـ "خطة العمل المشتركة الشاملة". فكان من الممكن تلمّس غياب الحماس إزاء المقاربة التي تعتمدها أمريكا مع إيران - وهو إحساس يتّضح أيضاً بسبب غياب الملك سلمان عن كلٍّ من "مؤتمر قمة الأمن النووي" لعام 2016 في واشنطن، ومؤتمر القمة الأول بين الولايات المتحدة و«مجلس التعاون الخليجي» في عام 2015 (كما غاب ثلاثة من أصل خمسة رؤساء دول في «مجلس التعاون الخليجي» عن المؤتمر الأخير).
إنّ هذه التأثيرات الكامنة - بالإضافة إلى كون الاتفاق قد أطلق العنان لإيران - وليس أي من تفاصيل "خطة العمل المشتركة الشاملة" هي التي تُقلق كثيراً معظم الدول الإقليمية. وهناك نتيجتان متوقعتان للاتفاق قد تسببتا بهذه التأثيرات. أولاً، منح الاتفاق الوسيلة لإيران لزيادة ثقلها عبر الدبلوماسية والمال والوكلاء والعنف، وبالتحديد من خلال السماح للنظام بالاستفادة من عشرات مليارات الدولارات المتأتية من مكاسب النفط التي كانت محرومة منها ومن الصادرات المتجددة من النفط، ومن خلال السماح له بترك طاولة المفاوضات تعوم بـ "الانتصارات" القابلة للجدل (أي الاحتفاظ بحق تخصيب اليورانيوم وتفادي الاعتراف ببرنامج التسليح الخاص به)، وبالتحول إلى شريك تِجاري عالمي جذاب. وثانياً، أصبحت إدارة أوباما، التي لم تحقق نجاحات دبلوماسية في أماكن أخرى، مدينة جداً لإيران بسبب الاتفاق، لدرجة أنها تفادت مواجهة إيران، والأسوأ من ذلك أنها تنظر إلى الاتفاق كما يبدو على أنه لحظة تحوّل مع طهران، تشبه "الهافانا في الرمال".
بعد الاتفاق الموقت لمجموعة «دول الخمسة زائد واحد» مع إيران عام 2013، وعندما اتّضح احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي، ركّز القادة الإقليميون والمحللون الأمريكيون على هذا القلق الثاني، بتسليطهم الضوء على الحاجة إلى إكمال "خطة العمل المشتركة الشاملة" من خلال قوة متجددة لمواجهة العدوانية الإيرانية. وكان هذا التركيز جلياً في الرسالة الخاصة بـ "مشروع إيران" من شهر تموز/يوليو 2015 والتي سبقت الاتفاق ووقّعها أكثر من مئة سفير أمريكي سابق، وفي "البيان العام بشأن سياسة الولايات المتحدة إزاء المفاوضات النووية الإيرانية" من 24 حزيران/يونيو الذي صادق عليه الحزبان الجمهوري والدبمقراطي في الولايات المتحدة وحُرّر برعاية "معهد واشنطن". وكانت الدول الإقليمية أكثر تحفظاً، لكن التقارير أجمعت تقريباً على أن هذه الدول شددت على النقطة نفسها.
وأجابت الحكومة الأمريكية أنها "فهمت الرسالة". وتم التركيز على معارضة "أنشطة ]إيران[ المزعزعة للاستقرار" في كلا البيانين النهائيين لمؤتمريْ القمة بين الولايات المتحدة و«مجلس التعاون الخليجي»، وفي الرسالة التي وجّهها وزير الخارجية جون كيري في 2 أيلول/سبتمبر إلى أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي حيث كتب: "نحن نشارك القلق الذي عبّر عنه الكثيرون في الكونغرس فيما يخص دعم إيران المستمر للجماعات الإرهابية والوكيلة في جميع أنحاء المنطقة، وتأييدها لنظام الأسد في سوريا، وجهودها لتقويض استقرار البلدان المجاورة لها، والخطر الذي تشكّله على إسرائيل. وليس لدينا أوهام بأنّ هذا السلوك سوف يتغير بعد تنفيذ «خطة العمل المشتركة الشاملة»". إلى ذلك، استمرّ المسؤولون في الإدارة الأمريكية، بدءاً بالرئيس، في التشديد على أن الصفقة "تداولية" - وهي عبارة عن "تدابير نووية فقط" يُتّفَق عليها لمرة واحدة، وليست لحظة "تحويلية" تاريخية على غرار زيارة الرئيس نيكسون إلى الصين.
لسوء الحظ، تُناقض إجراءات الإدارة الأمريكية وتعليقاتها منذ ذلك الحين هذه الالتزامات. ففي نيسان/أبريل المنصرم، أشار الرئيس أوباما، في مقابلة مع جيفري غولدبرغ لمجلة "أتلانتيك"، إلى أنه يجب على المملكة العربية السعودية أن تتعلّم "مشاركة" الشرق الأوسط مع إيران. فواقع أنّه يُلقي العبء على الرياض - وهي حليفة للولايات المتحدة كما أنها، مهما كانت شوائبها، مؤيّدة للوضع العالمي الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة - بدلاً من إلقائه على إيران، التي تشكل خصماً معروفاً لهذا النظام، هو واقع لافت للنظر.
وفي غضون ذلك، كانت ردود الإدارة الأمريكية على الأزمات التي تولّدها إيران مختلطة منذ التوصل إلى "خطة العمل المشتركة الشاملة"، لكنها تفتقر حتماً إلى ما يتطلبه إقناع الدول الإقليمية المشكّكة بأنّ واشنطن تلاحق التزامات كيري. وفي العراق، مارست الإدارة ما يكفي من السلطة منذ منتصف عام 2015 لإبعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» بمساعدة القوات الحكومية، مما أضعف دور الجماعات الشيعية التي تدعمها إيران. كما ساندت الولايات المتحدة جهود «مجلس التعاون الخليجي» في اليمن، ومنعت شحن الأسلحة الإيرانية، وعاقبت إيران (بشكل معتدل) لخرقها أحكام تجارب الصواريخ الخاصة بآلية إنفاذ "خطة العمل المشتركة الشاملة" التي تعتمدها الأمم المتحدة (قرار مجلس الأمن رقم 2231).
بيد، فشلت واشنطن في ردع احتجاز إيران العنيف للطاقم البحري الأمريكي المخطئ في كانون الثاني/يناير المنصرم، وفي الواقع أشادت بالنظام على أعماله أكثر مما أدانته. وبالرغم من التزاماتها تجاه دول «مجلس التعاون الخليجي»، أوقفت الحكومة بيع الطائرات إلى الكويت والبحرين وقطر، وهم الحلفاء الرئيسيين في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» وردع إيران. ولم تفعل الولايات المتحدة الكثير لمقاومة انتهاكات إيران في لبنان. والأهم من ذلك كله، لم يكن هناك رداً يُذكر من قبل واشنطن على الحلف الإيراني الروسي في سوريا الذي عُقد تماماً بعد "خطة العمل المشتركة الشاملة" وعكَس حظوظ نظام الأسد، وسبّب توتراً ثنائي الأطراف مع تركيا والدول العربية، وأضعف بصورة أكثر التزام الولايات المتحدة للثوار المناهضين للأسد. وباختصار، فبالنسبة إلى أنقرة والقدس ومعظم الدول العربية، يبدو أن إيران تحرز تقدماً على مختلف مسارح الأحداث، من دون أن تتلقى صدّاً أمريكياً ملحوظاً.
ومن دون استعداد البيت الأبيض إلى "التحكم بزمام الأمور"، يتصرف اللاعبون في الساحة الإقليمية على المستوى الفردي. فالسعودية هي الأقوى في مقاومة إيران، إذ تقود حملة اليمن، وتدعم الإطاحة ببشار الأسد، وتبقى بعيداً عن حكومة رئيس الوزراء الشيعي حيدر العبادي في العراق، وتسحب ممتلكاتها المصرفية من لبنان الذي ترى أنه عالق في نطاق التأثير الإيراني. وقد اتبعَت الإمارات العربية المتحدة وفي بعض الأحيان قطر استراتيجيات مماثلة. أما عُمان والكويت فتقفان على الهامش. والأردن متخوّفة من إيران لكنها تواجه مخاطر أكثر إلحاحاً. وتبقى مصر غائبة إلى حدّ كبير عن المنصة الإقليمية. وقد دعمت تركيا اتفاق نووي إيراني سابق ("اتفاق طهران" عام 2010)، لكنها ترى الآن أن إيران هي في الوقت نفسه خصماً إقليمياً وشريكاً تجارياً، كما تعارض بشدة محور الأسد - طهران في سوريا. وبالنسبة إلى إسرائيل، فتقرّ عدة شخصيات رفيعة المستوى، من بينها مسؤولون عسكريون قياديون، أنّ "خطة العمل المشتركة الشاملة" أوقفت بشكل مؤقت السعي النووي الإيراني، على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يعترف بهذه النقطة. وفي الوقت نفسه، سعت إسرائيل إلى التودد إلى موسكو، وبقيت محايدة بشكل عام بشأن الأسد، وردّت على حلف إيران و«حزب الله» بغارات عسكرية متكررة إلى حد ما في سوريا.
إن النتيجة لكل ذلك ليست مُرضية. فالإدارة الأمريكية تبدو مهتمّة بشكل أساسي في الحفاظ على الاتفاق وقنواته الجديدة مع طهران، بينما تدير حملتها التي ما تزال محدودة ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية». وإذ تُترك الدول الإقليمية لكي تدير أمورها لوحدها وإذ تواجه هذه الدول إيران وهي تخطو خطوات إلى الأمام، تأتي ردود فعلها بشكل غير متماسك وخطير، مثل إسقاط الأتراك للطائرة الروسية، والنزاع اليمني المستعصي، والغارات الإسرائيلية في سوريا. وبقدر ما سببت "خطة العمل المشتركة الشاملة" حدوث ذلك، فقد سببت أيضاً بالتدهور الأمني في الشرق الأوسط.
 جيمس جيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في معهد واشنطن وسفير الولايات المتحدة السابق في العراق وتركيا.
========================
ميدل إيست بريفينغ: كيف تعزز الولايات المتحدة بقاء بشار الأسد؟
سمير التقي وعصام عزيز- ميدل إيست بريفينغ: ترجمة فتحي التريكي- الخليج الجديد
من المحتمل أن العالم كله الآن قد سمع بالشراكة المقترحة من قبل إدارة «أوباما» مع حكومة الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بهدف تعميق التعاون العسكري بين البلدين ضد بعض المجموعات الإرهابية في مقابل قيام روسيا بالضغط على نظام «الأسد» لوقف قصف المعارضين الذين تدعمهم الولايات المتحدة وفقا للصيغة التي أوردتها صحيفة «واشنطن بوست» في 30 يونيو/حزيران.
يكمن جوهر الصفقة في رفع درجة التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا إلى مستوى «لم يسبق له مثيل». وفي المقابل، فإن الروس سوف يوافقون على الضغط على «نظام الأسد» لوقف قصف بعض الجماعات المتمردة السورية التي لا تعتبرها الولايات المتحدة جماعات إرهابية. وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة لن تقوم بإعطاء روسيا معلومات حول المواقع الدقيقة لهذه الجماعات وفقا للمقترح، ولكنها سوف تقوم بتحديد بعض المناطق الجغرافية التي من شأنها أن تكون بمأمن عن «هجمات الأسد».
دعونا نرى أولا كيف يقوم دعاة الصفقة بالدفاع عنها والدعاية لتأثيرها.
المدافع التقليدي عن الصفقة من المنتظر أن يقول ما يلي:
تريد الولايات المتحدة من «الأسد» احترام اتفاق وقف إطلاق النار، كما أنها تريد أيضا القضاء على تهديد تنظيم القاعدة. حل الأزمة السورية سوف يتطلب وقتا. لذا دعونا في الوقت الراهن نركز على الحد من العنف ومواجهة «الإرهاب الجهادي« عبر التنسيق مع كل الذين يشاركوننا في هذه الأهداف. وعلاوة على ذلك، فإنه من أجل تحريك أي حل سياسي للأمام، فإنه لا بد من ضمان تعاون روسيا.
في كل هذه التأكيدات، نجد إشارات واضحة جدا على انتقال الإدارة من فشل إلى الآخر، بل وإصرار على تحميل الإدارة المقبلة أيضا عبء هذا الفشل الذريع.
طبيعة أي اتفاق تعكس الوزن النسبي للموقعين عليه. النظر في شكل وطريقة صياغة أي اتفاق من المرجح أن يخبرنا حول طبيعة النفوذ الذي يمتلكه كل طرف. في الصفقات السابقة، وبالتحديد في الترتيبات السابقة لوقف إطلاق النار، أخبرنا المسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية أن «الأسد» والروس قد انتهكوا بشكل متكرر التعهدات بعدم قصف الجماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة.
دعونا، علاوة على ذلك، نفترض أن الروس والنظام السوري سوف ينتهكون الاتفاق الجديد. ماذا ستفعل الإدارة الأمريكية؟ حسنا: لم يفعل الرئيس «أوباما» شيئا يذكر عندما تم انتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية. هل ينبغي أن نفترض بعد ذلك أن الهدف الحقيقي للصفقة سوف يتجاوز التوقع الساذج أنه سوف يتم احترامها هذه المرة؟
الرئيس «أوباما» يبدو أنه يود إجبار خلفه على البقاء ضمن نفس دائرة الفشل الاستراتيجي الذي ميز سياسات واشنطن في الشرق الأوسط منذ اندلاع ما يعرف بـ«الربيع العربي». ليس ذلك فحسب، فإن الرئيس الأمريكي من جانب آخر يساعد «الأسد» على مواصلة سياساته الدموية والقمعية ويتخلى عن القيم الأمريكية بحجة الدفاع عنها ويقدم يد العون للعبة بوتين العالمية وفق النسق التالي:
غالبا ما كان يهدف «الأسد» إلى تحويل الصراع إلى صورة بيضاء/أسود يظهر فيها بصورة المخلص الذي يقاتل ضد الأشرار من جبهة النصرة و«الدولة الإسلامية». وقد قاتلت جبهة النصرة ضد «الدولة الإسلامية». وعلى مدار أكثر من عام ونصف مضت، ضغطت بعض الدول العربية على الجبهة لمنعها من ممارسة أي نشاط خارج سوريا وقد التزمت بذلك. وهي تعمل مع المجموعات المعارضة الأخرى (غير الإرهابية) ضد النظام وضد «الدولة الإسلامية» في وقت واحد. ويبدو استخدام سلاح الجو لقصف جبهة النصرة دون سائر المجموعات الأخرى هو أمر شبه مستحيل.
دعونا نتخيل موقف مقاتل المعارضة السورية النموذجية التي تلتزم بمرجعيتها الإسلامية وتحارب التطرف الديني وتحلم ببلد خال من القهر والخوف. هو يجد جبهة النصرة تساعده في معركته ضد «الأسد» في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات الأمريكية بقصفه؟ ماذا عليه أن يفعل؟ أن يحارب ضد جبهة النصرة أم ضد الولايات المتحدة؟ لقد حول الرئيس «أوباما» الولايات المتحدة إلى عدو للشعب السوري وحلمه في الحرية.
وعلاوة على ذلك، فإن المكافأة على هذا التراجع المخزي سوف تكون هي المزيد من الفشل. والسبب في ذلك هو أنه لا يمكن لسلاح الجو تسوية هذه النزاعات بمفرده. لم يكن من الممكن إجبار «الدولة الإسلامية» على التراجع دون مقاومة طويلة من بقية جماعات المعارضة السورية لتوسعها في السنوات الثلاث الماضية. وقد قتلت «الدولة الإسلامية» من مقاتلي المعارضة أكثر مما قتلت من مقاتلي «الأسد». وبالإضافة إلى المعركة الطويلة التي خاضتها المعارضة في مواجهة «الدولة الإسلامية»، فإن قوات سوريا الديمقراطية حاربت ببسالة ضد التنظيم. في كلتا الحالتين كانت الغارات الجوية تلعب دورا ثانويا، رغم أهميته، في هذه الحرب.
الاتفاق الجديد، الذي لا يبدو جديدا كما جعلته صحيفة «واشنطن بوست» يبدو، سوف يؤدي في الحقيقة إلى طمس باقي الخطوط الفاصلة بين جبهة النصرة وبقية المعارضة السورية. هذه هي أفضل خدمة مجانية يتم تقديمها لجبهة النصرة.
ثم نأتي إلى معضلة استهداف المدنيين. كيف يمكن للطائرات في حلب أو إدلب أن تفرق بين المدنيين، أو جبهة النصرة أو الجيش السوري الحر أو أي مجموعة أخرى؟ وهل فكر الاستراتيجيون في الكريملين حول الطريقة التي سوف تنظر بها جماعات المعارضة وعموم السوريين لأولئك الذين يتعاونون مع الكريملين و«الأسد» والبيت الأبيض؟ عبر إدخال الولايات المتحدة كعضو في التحالف الذي يقوده «بوتين» في سوريا، فإن «أوباما» يكون قد تجاوز كل خطوط الإذلال وأسهم في إعادة رسم خريطة دور الولايات المتحدة في سوريا. كل هذا تحت ذريعة محاربة القاعدة؟ تخفي هذه الذريعة فوضى عارمة في دوائر صنع السياسة في واشنطن. تتطلب محاربة جبهة النصرة تباع نهج متطور تقوم خلاله الجبهة بتوسيع الفجوة بين الجماعة وبيئتها بدلا من تضييقها.
وعلاوة على ذلك، إنه يمكننا أن نطلق على «بوتين» الآن صانع القرارات في واشنطن. أجبر بوتين الولايات المتحدة على أن تتبعه في خطته: جميع جماعات المعارضة إرهابية وعلى «الأسد» أن يبقى. في اللحظة التي تقوم بها طائرات الولايات المتحدة باستهداف جبهة النصرة، بما يعني استهداف الجماعات الأخرى بالتبعية، فإنها تهدد بتحويل كرة الغضب المعارضة تجاه الحلفاء الأربعة: روسيا، والولايات المتحدة، والأسد، وإيران.
النهج الصحيح للتعامل مع الأمر قد يكون أكثر تعقيدا من أن يفهمه «بن رودس». يجب على الولايات المتحدة إنشاء وتوسيع المنطقة الوسطى، وهي المنطقة التي لا تحوي أيا من الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة، وبالتأكيد فإنها لا تحوي نظام الأسد. هذا النهج يتطلب الصبر، والرؤية الاستراتيجية، والخطوات المحسوبة. بدلا من ذلك فإن «أوباما» قد اتخذ خطة نهائية لإجبار جميع أجزاء من المعارضة على الوقوف جنبا إلى جنب بغض النظر عن موقفهم من التطرف.
إن التحالف الرباعي المكون من الولايات المتحدة وروسيا وإيران و«نظام الأسد» سوف يفقد سوريا في نهاية المطاف. ليس لدينا أي شك حول هذا الموضوع. كما أنه ليس لدينا أي شك في أن سنوات رئاسة «أوباما» سوف توصم بخيانة قضية الحرية في سوريا حيث تمت معاقبة الناس لأنهم ثاروا ضد دكتاتور بطريقة سلمية، قبل أن ينتهي بهم المطاف قتلى على يد نظامهم والروس والإيرانيين، والآن أيضا الولايات المتحدة.
========================
إندبندنت: لماذا تجاهل بلير التحذير من صعود تنظيم (داعش)؟
ترجمة بلال ياسين: عربي21
ذكرت صحيفة “إندبندنت” في تقرير أعده روبرت فيركيك، أن تقرير لجنة سير جون تشيلكوت جاء يوم الأربعاء ليكشف تفاصيل حول تداعيات قرار بريطانيا المضي في غزو العراق عام 2003.
ويكشف التقرير عن أنه تم تحذير رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، من خطر ظهور الجماعات الجهادية، في حال شارك في غزو العراق، لكنه قرر عدم أخذ هذا التحذير على محمل الجد.
ويشير الكاتب إلى الشاحنة التي فجرها انتحاري في سوق الكرادة في العاصمة بغداد نهاية الأسبوع الماضي، وقتل في العملية 250 شخصا، حيث إنها كانت أكثر الهجمات القاتلة التي تعرضت لها العاصمة منذ الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، ويقول: “باختصار، فإن حالة عدم الأمن العالمية دارت دورة كاملة، وبدلا من أن يحمي غزو العراق من الهجمات الإرهابية جعله عرضة لها”.
وتلفت الصحيفة إلى أن كاميرون كرر في رده على تحقيق تشيلكوت الحث على تعلم الدروس، وأخذ العبر مما حدث في العراق، خاصة في هذه المرحلة التي يخوض فيها العالم حملة ضد تنظيم الدولة.
ويعلق فيركيك قائلا: “بالتأكيد لا أحد، حتى توني بلير، تخيل أن يؤدي تدخلنا في الشرق الأوسط إلى هذه النتائج الكارثية، ومع ذلك، فإن تقرير تشيلكوت قدم تفاصيل تكشف عن أن رئيس الوزراء تم تحذيره في عام 2003، من مخاطر صعود الإرهاب، ومع ذلك قرر جر البلاد للحرب”. 
وينوه التقرير، الذي ترجمته “عربي21، إلى أن “تقرير تشيلكوت، الذي يستحق كل يوم من سنواته السبع، التي قضاها وهو يبحث في الحرب، قدم تفاصيل عن تهور بلير”، وجاء فيه: “تلقى بلير تحذيرات عن مخاطر زيادة تهديد تنظيم القاعدة على بريطانيا ومصالحها، جراء العمل العسكري، وتم تحذيره من مخاطر انتقال قدرات أسلحة الدمار الشامل العراقية إلى أيدي الإرهابيين”، رغم أن وقوع الأسلحة في يد الإرهابيين كان أحد تبرير مبررات بلير للتدخل في العراق والإطاحة بصدام حسين.
وتنقل الصحيفة عن بلير، قوله في شهادته أمام اللجنة، إنه لم يكن يعرف في حينه أن الغزو سيؤدي إلى نتائج كارثية، لكن تشيلكوت يقول: “لا نوافق، حيث إن مخاطر النزاع الداخلي والتدخل الإيراني النشط، وملاحقتها لمصالحها، وعدم الاستقرار، ونشاط تنظيم القاعدة في العراق، تم تحديدها بوضوح قبل الغزو”.
ويورد الكاتب أن اللجنة الأمنية المشتركة أخبرت توني بلير أن العمليات العسكرية في العراق ستؤدي إلى هجمات تنظيم القاعدة في الغرب، مشيرا إلى أن وكالة الاستخبارات الخارجية “أم آي-6” شكت بوجود خلايا نائمة لتنظيم القاعدة في العراق جاهزة للرد.
ويستدرك التقرير بأنه رغم رفض بلير ربط الغزو بظهور الجماعات الجهادية، الذي قال إنها ظهرت بعد ذلك بسنوات، حيث استغلت الفوضى التي أحدثتها الحرب الأهلية في سوريا، إلا أنه ينسى أن تنظيم الدولة هو نتاج لتنظيم القاعدة، الذي أعلن زعيمه أبو مصعب الزرقاوي ولاءه لتنظيم القاعدة عام 2004، وأصبح قوة مهمة في التمرد ضد الاحتلال الأمريكي البريطاني.
وتفيد الصحيفة بأن اللجنة الأمنية قدمت هذا الاحتمال بالتفصيل في شباط/ فبراير 2003، حيث استنتجت مذكرة سرية، حملت عنوان “الإرهاب الدولي: الحرب مع العراق”، أن “تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به ستظل تمثل تهديدا إرهابيا عظيما للغرب ومصالحه، وستزيد مع غزو العراق، وسيعمل الغزو على زيادة تهديد المنظمات الإسلامية الإرهابية بشكل عام، بشكل يعكس المشاعر الساخطة ضد أمريكا والغرب في العالم الإسلامي، بما في ذلك المجتمعات المسلمة التي تعيش في الغرب، وهناك خطر من أن يؤدي نقل القدرات الكيماوية لتنظيم القاعدة إلى تعزيز إمكانياته”.
وبحسب فيركيك، فإن لورد مايكل ويليام، الذي عمل مستشارا لوزير الخارجية في حينه جاك سترو، قال إنه كان لا يشك في تداعيات عدم اتباع نصيحة الأجهزة الأمنية.
وتختم “إندبندنت” تقريرها بالإشارة إلى أن قول ويليام في تصريحات للتلفزيون الأسترالي: “التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة في العراق وسوريا على بريطانيا والولايات المتحدة، هو أخطر بكثير من ذلك الذي مثله صدام حسين، حيث إن هؤلاء سيقتلون أعدادا كبيرة في لندن وواشنطن وسيدني، وهذا ليس هو الحال بالنسبة لصدام، رغم الملامح الكريهة لحكومته”.
========================
بيزنس إنسايدر: هل أنهت الولايات المتحدة وروسيا مصير تنظيم القاعدة في سوريا؟
الجمعة 8 تموز 2016
ازدهرت القاعدة في سوريا بفضل سياسة النجاة التي لا يزال يتبعها الرئيس السوري بشار الأسد، وفشل واشنطن في دعم مجموعات الثورة من «المعارضة المعتدلة»، كما قال يوم الأربعاء الماضي الخبير في الشأن السوري تشارلز ليستر.
يقول ليستر من معهد «الشرق الأوسط»، ومؤلف كتاب «الجهاد السوري»، بحسب ما ورد في صحيفة «الديلي بيست» الأمريكية، إن «العامل الفعال لبقاء الأسد ليس نظام الأسد، ولا روسيا ولا حزب الله ولا إيران ولا حتى تنظيم الدولة، إنه تنظيم القاعدة».
ويضيف ليستر، «بقضاء خمس سنوات، وتضمين نفسها في حدود القوى الثورية، والاختيار الاستراتيجي والكشف البطيء عن الوجه المتطرف...جبهة النصرة، الذراع الأيمن للقاعدة من نتائج خسارتنا في حل المأساة السورية».
يعتبر البحث الذي أعده ليستر عن الانتفاضة السورية ضد النظام السوري... تضمّن اشتباك أكثر من 100 قائد لفصائل المعارضة فيما بينهم، في مختلف المدن السورية.
تم الاتفاق يوم الأربعاء خلال مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما، على خطة للتنسيق فيما بينهما ضد «جبهة النصرة» في سوريا.
تعتبر المبادرة الجديدة، بمثابة فعل قوة أكثر من إضعاف «جبهة النصرة» في سوريا، خصيصاً بعد أن قبلت النصرة انضمام أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل سوري من إدلب وحلب خلال الخمسة أشهر الماضية.
يقول محللون إن أي تنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا سينهي آمال المعارضة السورية بالتنسيق مع الدول الغربية.
المعارضة السورية عبرت عن قلقها من ناحية أن إضعاف «جبهة النصرة» من شأنه أن يعزز قوة نظام الأسد. وكان لروسيا أن سبق لها واستهدفت «المعارضة المعتدلة»، ومن ثم أهدافاً مدنية، من بينها (المستشفيات، المدارس، والمخابز)، في حملتها للقضاء على «الإرهابيين» في سوريا.

صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الشهر الماضي، قائلاً إن «الاختلاط الذي يحصل في مناطق المعارضة مع «جبهة النصرة» يحدث خلطاً أثناء العمليات التي تضرب الإرهاب».
بعد الحديث عن التنسيق الأمريكي الروسي، طلبت الولايات المتحدة من المجموعات المعارضة مغادرة المناطق التي تتواجد فيها «جبهة النصرة»، لأنها ستكون هدفاً للضربات الجوية الروسية، التي لا تريد أن تستهدف فصائل المعارضة؛ وفي النهاية تظاهرت الولايات المتحدة أنها ستعمل وفق الاتفاق مع الكرملين، بدلاً من الشروط التي كانت تفرضها المعارضة.
يقول محللون إن المجموعات التي ضربها الطيران الروسي، بداية أيلول/ سبتمبر 2015، هم الممثلين الحقيقيين الذين يواجهون تصاعد شعبية «جبهة النصرة»، التي تحاول التأقلم مع الأكثرية «السنية» في سوريا.
إن قبول الولايات المتحدة مطالب روسيا في الحرب في سوريا، تعتبر «منحدر زلق»، يخدم مصالح «جبهة النصرة»، أكثر من مصالح الولايات المتحدة.
 
تصاعد الآثار السلبية
إن ظهور «جبهة النصرة» في سوريا، وضع واشنطن في مأزق التنسيق مع روسيا ضدها، من الممكن أن يعطي الشرعية الدولية لنظام الأسد، ويدعم رواية «تنظيم القاعدة» التي تضمن استمرارية الحرب.
من جانب أخر – إذا ما حصل التنسيق بين روسيا والولايات المتحدة بشكل كامل – سيضعف «جبهة النصرة»، ويزيد من الدعم الموجه للمعارضة، الذي سيغضب النظام السوري وحلفائه، ويجعلهم يرفعون من وتيرة المعارك على الأرض.
رأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط في «المعهد الدولي للأبحاث الاستراتيجية» إيميلي حوكيم في تغريدة له على موقع «تويتر» أن المقترح الذي قدمه أوباما للتنسيق مع روسيا «يوفر آثار سلبية».
ويضيف حوكيم «تحمل أوباما التدخل في سوريا من أجل تحدي روسيا، ما دفع الأمور تذهب إلى الأسوأ، هل يعرف جون كيري والعقلاء في البيت الأبيض أن القصف المشترك ضد جبهة النصرة، في ظل الظروف الحالية، يعتبر إيجابياً بالنسبة لها».
يؤمن بعض المعارضين السوريين أن أوباما وضع أولوية حماية الأمن القومي للولايات المتحدة – من ضمنها إضعاف جبهة النصرة –  على التأثير البعيد المدى للثورة السورية.
صرح معارض سوري لموقع «المونيتور» يوم الثلاثاء الماضي قائلاً إنه «لدى الولايات المتحدة معلومات عن أن جبهة النصرة تحاول فعل شيء ضد مصالح الولايات المتحدة في مكان ما من العالم، وأن الولايات المتحدة تأخذ ذلك على محمل الجد».
ويضيف المعارض السوري أن «الولايات المتحدة وفقاً لتلك المعلومات، عرضت على روسيا التعاون من اجل إضعاف وهزيمة جبهة النصرة، شرط أن تحترم روسيا والنظام وقف إطلاق النار، والسماح بإدخال الطعام ومواد أخرى إلى سوريا».
محللون سياسيون سخروا من آمال الإدارة الأمريكية، حول النقاط المتفق عليها مع روسيا، والتي من الممكن أن تعطي امتيازات للمعارضة السورية والمدنيين، مثل الضغط على نظام الأسد لوقف استهداف الأماكن المدنية، والغارات الجوية، من خلال الموافقة على مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع موسكو».
ويرى المحللون أن ذلك يبدو صعباً، نتيجة تراجع نفوذ الولايات المتحدة في سوريا، والتظاهر بعدم رغبتها بإيقاف روسيا ونظام الأسد، المسؤولان عن الهجمات الدائمة على الأماكن المدنية، والمعارضة المدعومة غربياً.
رأي الصحفي سام هيلر في مقال «الحرب على الصخور» الذي نشر الشهر الماضي، أن «روسيا ثبتت وجودها عسكرياً لضمان عدم قيام أي عمل عسكري أمريكي ضد نظام الأسد، الذي يعتبر مجازفة خطيرة (لأمريكا)، غالباً ستكون مبارزة إطلاق نار على الأراضي السورية (على الطريقة الأمريكية القديمة)، إن لم تكن حرباً نووية».
ويتابع هيلر مضيفاً أن «الولايات المتحدة لا تريد أن تختبر روسيا، وتضغط عسكرياً على نظام الأسد بشكل مباشر، تاركة المسألة لروسيا، من أجل ضمان التزام حلفائها بوقف إطلاق النار، والسعي نحو الحل السياسي».
ينقسم المحللون حول حجم اهتمام موسكو ببقاء نظام الأسد، ويرى البعض أنها لا تهتم كثيراً ببقائه، بقدر ما تهتم إيران بذلك، بما أن الحرب السورية تسير وفق شروط الكرملين.
ويرى محللون آخرون، أن عمل روسيا مع الحكومة السورية، هو ضماناً لمصالحها في سوريا، خلال المرحلة الانتقالية، يجعل مستقبل سوريا غير معروف.
ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط والباحث في مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات للبيزنس انسايدر» طوني بدران في تشرين الأول/ أكتوبر إنه «لا يمكن أن يوجد نظام في سوريا بدون الأسد، لذلك إن كانت إدارة أوباما تؤمن بما تقوله روسيا وإيران، في مسألة تغيير نظام الأسد، فعليهم معرفة أنهم يعيشون في وهم»، ويضيف بدران أنه «إذا تمت الإطاحة بنظام الأسد، ستنهار الأنظمة الثلاثة كاملاً».
أما بما يخص العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، ستجد الأولى ملزمة بترسيخ بقاء الأسد، ما يعطي لجبهة النصرة تواجداً شرعياً مقبولاً من المعارضة والسكان المدنيين.
كتب تشارلز ليستر، ملخصاً ذلك لمعهد «الشرق الأوسط» في أذار/ مارس الماضي، بعد سيطرة نظام الأسد وحلفائه على مدينة تدمر من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، «رغم أن تنظيم القاعدة أعلن نفسه عن حركة معارضة لنظام الأسد، إلا أنها أنهت مستقبلها جزئياً، قياساً بمستقبل نظام الأسد»، مضيفاً أن «البقاء سيكون لطرف واحد، ولكن الطرف الآخر سينجو أيضاً».
ناتاشا بيرتراند – بيزنس انسايدر
========================
من الصحافة التركية: ما تسعى داعش لتحقيقه خلال المرحلة المقبلة
– POSTED ON 2016/07/09
POSTED IN: مقالات وتحليلات
هاشمت بابا أوغلو- صحيفة صباح: ترجمة ترك برس
قد ينغص الموضوع الذي سأتحدث عنه فرحتنا بالعيد، لكن هناك من نغص فرحتنا أصلا بصورة أكبر، مثل تفجيرات بغداد التي تسببت بمقتل 250 شخص في يوم وقفة العيد، وكذلك الهجمات التي استهدفت المسجد النبوي الشريف وقف الإفطار، وقبلها تفجيرات مطار أتاتورك الدولي.
فرحة العيد لن تنسينا تفاصيل من قام بهذه الهجمات وتحليل الأسباب التي تدفعهم للقيام بذلك، ولهذا دعونا نلقي نظرة عامة من جديد حول الأحداث التي تجري في المنطقة.
لا نريد الآن الحديث من جديد حول “سيكولوجية داعش وذهنيتها”، فهناك من مدوني الاسلاموفوبيا، مثل دونالد ترامب وإتيان مهتشوبيان، تحدثوا بصورة كافية عن هذا الموضوع. ولا شك أنّ هناك أسباب سيكولوجية تدفع الأشخاص للقيام بمثل هذه الأعمال، لكن الثابت والواضح أنّ داعش عبارة عن منظمة تخدم مشروع ما.
لقد وصفت داعش منذ سنوات طويلة بأنها “مفتاح انجليزي”، لأنها تتلاءم مع أي “برغي”، وفق ما يُلقى عليها من مهام.
تذكروا، كيف أنّ داعش استهدفت كوباني لتؤثر بذلك على السياسة التركية، وإحداث تغييرات لا رجعية في ديمغرافية شمال سوريا.
تذكروا، كيف أنّ داعش كانت أداة مثالية للقوى التي أرادت سحب وجر روسيا إلى سوريا، وعندما جاءت روسيا لم تقصف داعش، وإنما واجهت قوى المعارضة السورية، وقتلت الأطفال والمدنيين.
تذكروا، كيف أنّ داعش قامت بقتل  21 مصريا في ليبيا، في نفس الفترة التي فقد فيها السيسي هيبته وبدأ عرشه يهتز، لتنقذه داعش ويصبح بطلا يريد محاربة الإرهاب.
لكن الوضع الآن أكثر جدية ومغاير تماما!
لأنّ الذين كانوا يعتبرون الحرب الأهلية في سوريا بأنها عبارة عن “حرب وكالة”، أصبحوا يتحدثون عن أنّ داعش تعمل لتحقيق غاية أخرى. ولنتذكر، كيف أنّ “حربا عالمية” من الممكن أنْ تتفق فيها روسيا وأمريكا في سوريا؟ لا يوجد اليوم جيش للأسد، وإنما هناك قوات روسية وميليشيات إيرانية وشيعية تقاتل باسم النظام السوري. أما إيران، فأصبحت تُعتبر الحليفة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
وهذا يعني أنه علينا إعادة النظر في طريقة تقييمنا لما يجري، ونستطيع القول بأنّ الخطة تسعى إلى إحداث حرب أهلية خليطة بين حرب “سنية، سلفية، شيعية” و”حرب الدول الإسلامية”، وهذا يجعل الإنسان يتساءل:
=======================