الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9/8/2021

سوريا في الصحافة العالمية 9/8/2021

10.08.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • معهد واشنطن :من الجهاد العالمي إلى النظام المحلي: «هيئة تحرير الشام» تبني أشكالاً مختلفة من الشرعية
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/mn-aljhad-alalmy-aly-alnzam-almhly-hyyt-thryr-alsham-tbny-ashkalaan-mkhtlft-mn
 
الصحافة البريطانية :
  • أوبزرفر: حكومة عديمة الخبرة في إسرائيل ورئيس جديد بإيران.. لحظة محفوفة بالمخاطر للشرق الأوسط
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/8/8/أوبزيرفر-حكومة-عديمة-الخبرة-في
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوفيغارو: في لبنان.. السّخط يتصاعد ضد حزب الله
https://www.alquds.co.uk/لوفيغارو-في-لبنان-السّخط-يتصاعد-ضد-حز/
  • هآرتس :“حزب الله”.. بين المتغير الإقليمي و”اللعب بالنار”
https://www.alquds.co.uk/حزب-الله-بين-المتغير-الإقليمي-واللعب/
  • معاريف :الردع بين إسرائيل و"حزب الله".. متبادل
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=14b60677y347473527Y14b60677
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :من الجهاد العالمي إلى النظام المحلي: «هيئة تحرير الشام» تبني أشكالاً مختلفة من الشرعية
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/mn-aljhad-alalmy-aly-alnzam-almhly-hyyt-thryr-alsham-tbny-ashkalaan-mkhtlft-mn
بواسطة هارون ي. زيلين
هارون ي. زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حيث يتركز بحثه على الجماعات الجهادية العربية السنية في شمال أفريقيا وسوريا، وعلى نزعة المقاتلين الأجانب والجهادية الإكترونية عبر الإنترنت.
تحليل موجز
تتصرف «هيئة تحرير الشام» حالياً على خطى الأنظمة العربية التي تدّعي أنها تعارضها في جميع أنحاء الشرق الأوسط - من الطريقة التي تحشد بها الدعم المحلي، إلى الانتهاكات التي ترتكبها ضد النشطاء المعارضين لحكمها. وتواصل الجماعة قمع النشطاء المؤيدين للديمقراطية ولم تُظهر بعد أي ندم على جرائم الحرب الماضية التي ارتكبتها أو انتهاكاتها الحالية لحقوق الإنسان.
في الأسبوع الأخير، اجتازت الجماعة الجهادية السورية «هيئة تحرير الشام» («الهيئة») مرحلة مهمة، حيث تخطّت حالياً فترة نشاط سلفها فرع تنظيم «القاعدة» المعروف بـ «جبهة النصرة». ورغم أن «الهيئة» لا تزال منظمة متطرفة، إلا أنها تحاول أن تستمد شرعيتها من فئات مختلفة هذه الأيام. وكما فعلت «جبهة النصرة»، استندت الجماعة في شرعيتها إلى مكانتها ضمن الحركة الجهادية العالمية، ولكن تحت [إسم] «هيئة تحرير الشام»، فهي تسعى إلى بناء سمعتها في الأوساط المحلية لمحافظة إدلب السورية. إلّا أن هذا الشكل الأخير من أشكال الشرعية هو أكثر صعوبة للصقل والتلميع، لأنه يعتمد على كيفية سعي الجماعة إلى حكم ملايين السكان ذوي التطلعات ووجهات النظر المختلفة. ومن المفارقات أن «هيئة تحرير الشام» تتصرف حالياً على خطى الأنظمة العربية التي تدّعي أنها تعارضها في جميع أنحاء الشرق الأوسط - من الطريقة التي تحشد بها الدعم المحلي، إلى الانتهاكات التي ترتكبها ضد النشطاء المعارضين لحكمها.أشكال شرعية «جبهة النصرة»
في أول فيديو معروف لـ «جبهة النصرة»، تمّ نشره في كانون الثاني/يناير 2012، عرض أمير الجماعة أبو محمد الجولاني مجموعة من نقاط الحوار الجهادية النموذجية. أولاً، تمّ تأسيس «جبهة النصرة» بهدف "إعادة بسط سلطة الله على الأرض". ثم سَخِر من الدعوات إلى "الحصول على مساعدة العدو الغربي للتخلّص من العدو البعثي". وحيث وصف هذه الفكرة كـ "مضللة" و"جريمة عظمى... لا يغفر الله عليها"، تساءل "هل من المنطقي التفكير بأنّ المجرمين الذي قتلوا المسلمين وساعدوا على قتلهم في شرق الأرض وغربها سيصبحون الفارس النبيل الذي سيخلّص الأمة من قمع نظام [الأسد] وحاشيته؟" ومن وجهة نظر الجولاني إن "أبناء الأمة، وأنا أحدّد بشكل خاص المجاهدين، هم الوحيدون القادرون على إحداث تغيير حقيقي... من القمع إلى العدالة، ومن الباطل إلى الحقيقة".
وألمح الفيديو أيضاً إلى عِلم الإيمان بالآخرة في الإسلام ومواقع تراثية مثل "الجامع الأموي" في دمشق. وفي سياق متصل، أعلن أن المنبر الإعلامي الرئيسي لـ «جبهة النصرة» سيحمل اسم "المنارة البيضاء"، وهو اسم المكان الذي سينزل فيه المسيح لمحاربة الدجال كما جاء في الحديث النبوي الشريف. كما يُظهر الفيديو مقاتلين من إدلب ودرعا والغوطة ودير الزور وأبو كمال والميادين وحماة يبايعون الجولاني.
وتَمَثَّل مصدر آخر للشرعية بالنسبة لـ «جبهة النصرة» في تجنيد مقاتلين أجانب. فبفضل الخبرة القتالية الواسعة التي تمتّع بها العديد من كوادرها - بمن فيهم الجهاديون من سوريا ودول أخرى الذين سافروا سابقاً إلى مناطق الحرب في العراق وأفغانستان - تفوّقت الجماعة على العناصر الثورية الأقل خبرة التي انتفضت ضد نظام الأسد. كما تمتعت «جبهة النصرة» والعديد من مقاتليها بإمكانية النفاذ إلى موارد أكبر نظراً إلى علاقاتها المتباينة مع التنظيمين الجهاديين العالميين «القاعدة» و «الدولة الإسلامية». وقد مكّنت هذه الميزات للجماعة من ترسيخ نفسها ضمن ساحة التمرّد المحلي، وتقديم الخدمات الاجتماعية للمجتمعات المحلية، لتصبح في النهاية إحدى أقوى الفصائل المناهضة للنظام.
كيف تسعى «هيئة تحرير الشام» إلى تحقيق الشرعية
عندما انفصلت «جبهة النصرة» عن تنظيمي «الدولة الإسلامية» (في نيسان/أبريل 2013) و «القاعدة» (في تموز/يوليو 2016)، انسحبت بشكل أساسي من الحركة الجهادية العالمية. ومنذ اتخاذها تلك الخطوة، وإعادة هيكلة نفسها كـ «هيئة تحرير الشام»، كان عليها أن تجد مجالات أخرى لبناء شرعيتها وترسيخ سلطتها على جميع الكيانات الأخرى في شمال إدلب وغرب حلب. ويقيناً، لم تتخلَّ الجماعة عن نظرتها العالمية المتطرفة - فهي لم تعد تعتمد بقدر كبير على الروايات والشبكات الجهادية العالمية.
وكما ذكرنا أعلاه، دفع هذا المأزق تدريجياً بـ «هيئة تحرير الشام» إلى محاولة بناء شرعيتها من خلال أساليب مماثلة لتلك التي تستخدمها الحكومات في دول عربية أخرى. وقد ثبت أن القيام بذلك أمر صعب بالنظر إلى أنّ بعض السكان المحليين لا يزالون يشككون بالحملة الصارمة لـ «هيئة تحرير الشام» لإخضاع الكيانات الإسلامية والثورية التي كانت مستقلة سابقاً في المنطقة أو تفكيكها (ناهيك عن شكوكهم القائمة مسبقاً حول أصول الجماعة الجهادية العالمية). ولتبديد مثل هذه الشكوك، غالباً ما تتهم «هيئة تحرير الشام» هذه الكيانات المفككة بإقامة علاقات مع الغرب - على الرغم من أن الجولاني نفسه يسعى حالياً إلى [الحصول على] الشرعية من خلال إقامة علاقات مماثلة هذه الأيام، إذا كانت المقابلات العديدة التي أجراها مع الباحثين الغربيين والصحفيين تمثل أي مؤشر.
وبعد أن انشقت «جبهة النصرة» عن تنظيم «القاعدة» في عام 2016، ولكي تُظهر للسكان المحليين أنها تعيد تأهيل نفسها بعيداً عن الجهاد العالمي، كان أحد تكتيكاتها الأولى هو اعتماد لغة الثورة. يُذكر أنه لم يكن لأفراد «جبهة النصرة»/«هيئة تحرير الشام» أي صلة بالانتفاضة السورية الأساسية - في الواقع، كانت لديهم خلافات أيديولوجية شديدة مع أولئك الذين انتفضوا ضد نظام الأسد، واعتبروا خطاب الثورة وأهدافها بديلاً قومياً غير شرعي عن جهادهم العادل. ومع ذلك، فعلى مدار السنوات الخمس الأخيرة، أصبحت الرسائل المرتبطة بالثورة جزءاً أساسياً من معجم «هيئة تحرير الشام».  
وفي آب/أغسطس 2017، كتب المسؤول عن الشريعة في «هيئة تحرير الشام» أنس الخطاب مقالة تُضفي الشرعية على استخدام مصطلح "ثورة"، بما يتعارض مع [الرأي الذي اعتمده] الإيديولوجي الجهادي العالمي أبو محمد المقدسي، الذي انتقد أفراد الجماعة لقيامهم بهذا التحوّل. ومنذ ذلك الحين، ذهبت الجماعة إلى أبعد من ذلك، في محاولة لتصوير نفسها كجزء أساسي من الثورة (على الرغم من عدم [اعتمادها] لغة قومية أكثر صراحة، على سبيل المثال، تستخدم "الأمة" بدلاً من "الوطن"). وبالمثل، على الرغم من استمرار «هيئة تحرير الشام» في امتناعها عن اعتماد علم الاستقلال السوري الأخضر، إلا أنها تتساهل على نحو متزايد مع المحليين الذين يستخدمون هذا الرمز في المظاهرات والمناسبات الأخرى.      
كذلك، تستخدم الجماعة ممارسات شائعة للتعبئة والحشد من أجل بناء شرعيتها محلياً. وعلى وجه الخصوص، شهد هذا العام المزيد من حالات المشاركة القبلية من قِبل «هيئة تحرير الشام» أكثر من أي وقت مضى. فقد زاد الجولاني وغيره من المسؤولين من وتيرة اجتماعاتهم مع الجهات المعنية المحلية، وعادة خلال شهر رمضان وعيد الأضحى، ولكن في ظروف أخرى أيضاً. وفي آخر عطلة عيد قبل أسبوعين تقريباً، التقى وفد بقيادة الجولاني مع جنود وأعيان من مناطق مختلفة من إدلب (بمن فيهم البعض من "جبل الزاوية"، الذين تعرضوا مؤخراً لقصف جوي روسي)، ومع أفراد مشرّدين من منطقة حلب. وقد تكتسي هذه المجموعة الأخيرة أهمية خاصة بسبب الشائعات التي تفيد بأن «هيئة تحرير الشام» كانت تسعى إلى توسعة رقعة انتشارها السري والدبلوماسي لتطال أراضٍ مجاورة يسيطر عليها «الجيش الوطني السوري»، وهو جماعة من الثوار مدعومة من تركيا.
ويتمثل تشابه آخر بين «هيئة تحرير الشام» والأنظمة الاستبدادية العربية (بما فيها نظام الأسد في الماضي) في استغلال الجماعة لقضايا مثل الدفاع عن النبي محمد وفلسطين. ولا يتمثل الهدف من إثارة هذه القضايا في حشد الدعم المحلي فحسب، بل في صرف النظر أيضاً عن سجل الجماعة السيئ في الحكم. على سبيل المثال، أقامت «هيئة تحرير الشام» معارض مجتمعية لتثقيف الناس حول هذه القضايا والحشد للمظاهرات. ويقيناً، ليس هناك شك في أن «الهيئة» وأنصارها يهتمون فعلاً بهذه القضايا. ومع ذلك، فهم يحوّلونها إلى أداة بطريقة استعراضية وسياسية بدلاً من أن يُعتبر دعمها ذو منحى إيديولوجي.
التداعيات السياسية
من منظور السياسة الأمريكية، من المهم أن يفهم المرء أن «هيئة تحرير الشام» اليوم لا تشبه «جبهة النصرة» التي كانت قائمة في الأمس. وفي الوقت نفسه، سيكون من الخطأ أن تحتضن واشنطن «هيئة تحرير الشام» وتنخرط معها بشغف. فالجماعة تطرح مشاكل مماثلة لتلك التي تثيرها «حماس» و«حزب الله»، وإن كان ذلك دون رعاية الدولة الإيرانية. إن السيطرة التي تفرضها «هيئة تحرير الشام» هي حقيقة على أرض الواقع، ولكنها أيضاً نموذج يتعارض مع القيم والمصالح الأمريكية. وتواصل الجماعة قمع النشطاء المؤيدين للديمقراطية ولم تُظهر بعد أي ندم على جرائم الحرب الماضية أو الانتهاكات الحالية لحقوق الإنسان. إن عدم محاسبة «الهيئة» عن هذه التجاوزات من شأنه أن يقوّض تعهّد إدارة بايدن بالترويج لحكم منفتح وديمقراطي، والعودة بشكل أساسي إلى السياسة الفاشلة المتمثلة في دعم الحكم الاستبدادي المحلي الذي يعود بالفائدة فقط على من هُم في السلطة.  
هارون زيلين هو زميل "ريتشارد بورو"  في معهد واشنطن، وباحث زائر في "جامعة براندايز".
=========================
الصحافة البريطانية :
أوبزرفر: حكومة عديمة الخبرة في إسرائيل ورئيس جديد بإيران.. لحظة محفوفة بالمخاطر للشرق الأوسط
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/8/8/أوبزيرفر-حكومة-عديمة-الخبرة-في
تقول افتتاحية أوبزرفر (Observer) إن تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الذي وصفته بالمتشدد يأتي في لحظة محفوفة بالمخاطر ومخيفة بشكل قاتم في الشرق الأوسط، داعية الغرب للتعامل معه لتهدئة المنطقة.
ورصدت الصحيفة البريطانية عوامل الخطر والتهديد بالمنطقة. فبالإضافة لتنصيب رئيسي في إيران، تقول إن هناك حكومة عديمة الخبرة بإسرائيل تهدد بعمل عسكري ضد طهران، و"حرب ظل مميتة تدور رحاها بالخليج" وحزب الله يطلق صواريخ على إسرائيل من لبنان "الفوضوي". وفي لندن تنتشر الكلمات المريرة بسبب احتجاز رهائن بإيران، وفي غضون ذلك، تتزايد مخاوف الولايات المتحدة من فشل محادثات فيينا النووية، مع الإشارة إلى أن إيران قد تكون قادرة قريبا على صنع سلاح نووي.
صفقة فيينا
وتصف أوبزرفر ذلك بأنه لحظة محفوفة بالمخاطر ومخيفة بشكل قاتم في الشرق الأوسط وخاصة أن الصراع متعدد الأوجه بين إيران والغرب، وأن رئيسي لم يبد أرضية تذكر للتفاؤل، إذ قال إنه يجب رفع العقوبات "الاستبدادية" التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي عصفت بالبلاد منذ 2018، لكنه لم يعرض خطة لتحقيق ذلك ولا أي شيء في طريق التنازلات.
وقالت إن "المتشددين" يسيطرون الآن على جميع مؤسسات إيران الرئيسية، والآثار المترتبة على هذا الاكتساح تنذر بالسوء، لكن رئيسي لديه الآن النفوذ لعقد صفقة في فيينا كان روحاني يفتقر إليها، وقد يفعل ذلك، لأن الاقتصاد الإيراني في حالة يرثى لها، ويمكن لاتفاق محدود لتخفيف العقوبات الأميركية أن يخفف آلام الجمهور الإيراني.
لا يريدون صداقة أميركا
ومع ذلك، تقول أوبزرفر: ربما تعمل إيران، تحت قيادة رئيسي، على القضاء إلى الأبد على النفوذ السياسي الذي منحته العقوبات لواشنطن "إنهم لا يريدون أن يكونوا أصدقاء مع أميركا" وإن إصرار رئيسي على زيادة الاعتماد على الذات ينذر أيضا بتوسيع نفوذ إيران الإقليمي، ليس أقله من خلال تعزيز "محور المقاومة" بالحلفاء والوكلاء في سوريا والعراق واليمن ولبنان، كما أن هناك احتمال تحالفات إستراتيجية أوثق مع الصين وروسيا.
وتضيف الصحيفة أن هجوم الطائرات المسيرة على الناقلة، ذات العلاقة بإسرائيل، ينذر هو الآخر بالسوء لعصر رئيسي، وكذلك الحكم الصادم بالسجن 10 سنوات الذي صدر بحق البريطاني الإيراني مهران رؤوف، والمثير للقلق أيضا اندلاع الأعمال "العدائية" المفاجئة عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية والآن مع "حماس" في غزة.
وفي غضون ذلك، يتزايد القلق في واشنطن من أن الصراعات الناشبة بين طهران والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى، والتي تغذيها التغييرات بالقيادة في إيران وإسرائيل، يمكن أن تشتعل، كما أن لدى إدارة بايدن مخاوف خاصة بها، إذ علقت آمالها في نزع فتيل التوترات مع إيران على إحياء الاتفاق النووي الذي تخلى عنه ترامب بشدة، الأمر الذي ساعد على صعود رئيسي و"المتشددين" في إيران.
كوابيس إسرائيل تتفاقم
والآن (تستمر الصحيفة في تحليلها) يشير المحللون الأميركيون إلى أنه حتى لو كان هناك حل وسط وتمت إعادة الاتفاق النووي، فقد فات الأوان بالفعل. فهم يشتبهون بأن إيران قد اكتسبت الكثير من الخبرة في صنع القنابل، لدرجة أن "المارد النووي الإيراني قد خرج من القمقم".
وختمت أوبزرفر افتتاحيتها بالقول إن كوابيس إسرائيل ستتفاقم، كما سيتفاقم قلق المنطقة وجيران أوروبا غير البعيدين، لكن المزيد من الضرب على الصدر، والقتال بالحرب بالوكالة، ليس هو السبيل للرد، داعية الولايات المتحدة وبريطانيا للإبقاء على الباب مفتوحا ودفع الحوار مع طهران، كما دعت الرئيس الإيراني إلى إظهار القليل من الحنكة السياسية بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن الغربيين.
=========================
الصحافة الفرنسية :
لوفيغارو: في لبنان.. السّخط يتصاعد ضد حزب الله
https://www.alquds.co.uk/لوفيغارو-في-لبنان-السّخط-يتصاعد-ضد-حز/
آدم جابر
باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: ‘‘السّخط يتصاعد ضد حزب الله’’، قالت صحيفة ‘‘لوفيغارو’’ الفرنسية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، إن المواجهات الأخيرة بين ميليشا حزب الله وإسرائيل سلّطت الضوء على الهوة بين التيار الموالي لإيران والمجتمعات الأخرى.
وأضافت لوفيغارو: “تعرّض مسلحين من حزب الله لهجوم بعد تنفيذ عملية ضد إسرائيل، يوم الجمعة، 6 أغسطس/ آب في قرية شويا الدرزية في جنوب لبنان، يعد مشهداً غير مسبوق”. فبحسب الأمين العام للحزب حسن نصر الله، فإن الأمر يتعلق بالرد بطريقة ‘‘مناسبة ومتناسبة’’ على سلاح الجو الإسرائيلي، الذي قصف ‘‘مناطق مفتوحة’’ من الأراضي اللبنانية في اليوم السابق، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عام 2014. وبرر نصر الله ما حصل قائلاً: ‘‘ضربنا من هناك لأننا لم نتمكن من إصابة أهدافنا من نقطة أخرى’’.
وتقع القرية خارج منطقة عمليات اليونيفيل، وتواجه مزارع شبعا، المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وسوريا وإسرائيل، والتي أطلق حزب الله باتجاهها وابل صواريخه. بعد ذلك، تمكن الطرفان المتحاربان من العودة إلى الوضع السابق، كما تشير ‘‘لوفيغارو’’.
وكما هو الحال غالباً في لبنان، فسرعان ما تحولت المناوشات في شويا إلى حادث مجتمعي، مما أثار مخاوف من تكرار ‘‘أحداث عام 2008’’، عندما سيطر حزب الله على بيروت بالقوة. في ذلك الوقت، اشتبك مقاتلوه مع طوائف أخرى، وخاصة الدروز والسنة. هذه القضية حاضرة بشكل أكبر في الأذهان مع تزايد التوترات الطائفية، تقول ‘‘لوفيغارو’’، مذكِّرة بما حدث، في أوائل الشهر الجاري في بلدة خلدة عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث قُتل ثلاثة أشخاص من حزب الله وأصيب آخرون في اشتباك مسلّح بين عناصر من قبيلة عربية سنية وأنصار الميليشيا الشيعية، خلال تشييع عنصر حزبي قتل على خلفية ثأر.
ومضت ‘‘لوفيغارو’’ إلى التأكيد أن حزب الله الموالي لإيران، تواجه بالفعل معارضة متزايدة من خصومه السياسيين، الذين يقودون حملة تشويه قبل الانتخابات التشريعية لعام 2022. وتنقل الصحيفة عن أمين قمورية من قناة ‘‘الجديد’’ التلفزيونية قوله ‘‘إن هذه التوترات تعكس أيضا قلق العديد من اللبنانيين الذين يشعرون على نحو متزايد بأنهم محتجزون كرهائن بين إيران والولايات المتحدة’’.
وأشارت ‘‘لوفيغارو’’ إلى أنه خلال إحياء ذكرى كارثة انفجار مرفأ بيروت، كانت هناك مطالبات بـ‘‘خروج إيران من لبنان’’، بينما هتف آخرون ‘‘حزب الله إرهابي!’’، وهم يمثلون شريحة من اللبنانيين، لم يعد حزب الله يجسد في نظرهم المقاومة ضد إسرائيل، بل يمثل جهاز الميليشيا الذي سيطر على الدولة اللبنانية ويمنع أي تغيير سياسي، كما تقول الصحيفة الفرنسية.
=========================
هآرتس :“حزب الله”.. بين المتغير الإقليمي و”اللعب بالنار”
https://www.alquds.co.uk/حزب-الله-بين-المتغير-الإقليمي-واللعب/
كان إطلاق الصواريخ من لبنان استثنائياً في نطاقه، لكنه في الوقت نفسه كان استثنائياً أكثر بتحمل المسؤولية عنه. كان “حزب الله” في السابق متورطاً بشكل غير مباشر في إطلاق صواريخ الكاتيوشا على الأراضي الإسرائيلية بعد انتهاء حرب لبنان الثانية. ولكنه حرص في هذه المرة على الإعلان عن مسؤوليته. أطلق “حزب الله” في السابق صواريخ مضادة للدبابات، لكنها كانت موجهة لأهداف عسكرية معينة وليس نحو مناطق يمكن أن يكون فيها مدنيون. قرار الإطلاق والإعلان الذي أعقبه هو جزء من محاولة الحفاظ على معادلة الردع أمام إسرائيل، رغم عملية الانهيار الداخلي المتسارعة التي تحدث في لبنان.
في الوقت نفسه، يعتبر هذا تحدياً خطيراً لرئيس الحكومة، نفتالي بينيت. سبق ونجح “حزب الله” ذات مرة بدرجة أكثر من اللزوم عندما جر رئيس الحكومة الغض وغير المجرب، إيهود أولمرت، إلى الحرب في 2006. الظروف في هذه المرة معقدة أكثر؛ لأن الأمور تحدث في ذروة معركة إقليمية كثيفة جداً، حتى لو كانت سرية بشكل عام، بين إسرائيل وإيران.
كانت حادثة أمس هي الحادثة السادسة من نوعها خلال أقل من ثلاثة أشهر. أطلقت الصواريخ من لبنان ثلاث مرات أثناء عملية “حارس الأسوار” في قطاع غزة في أيار الماضي (مرتان من سوريا)؛ وثلاث مرات أخرى بعد انتهاء العملية. ربما لا يظهر الأمر هكذا، لكن ثمة أحداثاً أكثر مما في قطاع غزة على الحدود الشمالية في هذه الأثناء. نسب الجيش الإسرائيلي الإطلاق في جميع المرات السابقة لتنظيمات فلسطينية تعمل في جنوب لبنان. أما “حزب الله”، كما قيل، فلم يكن في الصورة قط.
بعد ظهيرة الأربعاء، أطلقت ثلاثة صواريخ نحو منطقة “كريات شمونة”. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق فوري للمدفعية ليلاً، كما رد بقصف جوي هو الأول من نوعه منذ عقد، حتى لو كان موجهاً لأهداف صغيرة جداً. قصف إسرائيل مناطق إطلاق الصواريخ في المرات السابقة، وتم تدمير مقطع من الشارع الذي عملت الخلية الأخيرة قربه.
ربما اعتقد “حزب الله” أن الاستخدام الاستثنائي لسلاح (مقابل إطلاق المدفعية والقصف الجوي التي وقعت بين حين وآخر في السابق) يحتاج إلى رد صارخ. وربما تتعلق الاعتبارات أكثر بالصورة الأوسع في لبنان والمنطقة. وعلى أي حال، أرسلت صباح الجمعة خلية لـ”حزب الله” إلى السفوح اللبنانية في مزارع شبعا. وحسب أقوال الجيش الإسرائيلي، أطلق 19 صاروخ كاتيوشا من سيارة كانت تحمل جهاز إطلاق متعدد الفوهات (في الصور من لبنان يظهر جهاز إطلاق عليه 32 فوهة). ثلاثة صواريخ سقطت في الأراضي اللبنانية، 16 صاروخاً أطلقت نحو إسرائيل في منطقة جبل الشيخ ومزارع شبعا. من بينها 10 صواريخ اعترضتها القبة الحديدية بنجاح، وستة صواريخ سقطت في مناطق مفتوحة.
في بيانات لـ”حزب الله” قيل إن الإطلاق جاء رداً على عدوانية إسرائيل المستمرة. إلى جانب الاستخدام الأخير للطائرات القتالية، ربما كان القصد أحداث أخرى في الأشهر الأخيرة؛ قتل مقاتل من “حزب الله” اقتحم الحدود الإسرائيلية في منطقة المطلة في مظاهرة أثناء العملية في غزة، وإصابة أحد مقاتلي “حزب الله” في قصف جوي نسب لإسرائيل في سوريا. المهم هو أن “حزب الله” في هذه المرة لا يسمح، سواء فعلياً أو بالصمت، لتنظيم فلسطيني بالعمل بدلاً عنه، بل إن تحمل المسؤولية أمر مدو أكثر من الفعل نفسه.
كان رد إسرائيل على الإطلاق، حتى هذه الساعة، محلياً ومحدوداً. ويمكن الافتراض أنه في المشاورات التي أجراها رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، تم فحص ردود أكثر شدة فيما بعد. مع ذلك، لا تبث إسرائيل روحاً قتالية، وفي الخلفية اعتبارات أخرى. تقف الدولة على شفا إغلاق رابع، الذي قد يُعلن عنه في هذا الشهر بسبب تفش جديد لكورونا. الأضرار الاقتصادية للفيروس تواصل التراكم، في الوقت الذي تشهد فيه السياحة في منطقة الشمال حالة انتعاش بفضل مئات آلاف الإسرائيليين الذين أجبرهم التفشي الدولي لسلالة دلتا على إلغاء خطط الاستجمام في الخارج والبقاء في البلاد.
الإسرائيليون، مثل القيادة في إسرائيل، لا يريدون الحرب. وهذا لا يعني أن عليهم أن يوافقوا على التفسيرات التي يقدمها الجيش لنفسه بسهولة. حتى صباح أمس، اعتقد الجيش أن “حزب الله” غير متورط في الإطلاقات السابقة، وربما يعارضها بشكل عام. الإطلاق على مناطق مفتوحة، قيل، يدل على أن “حزب الله” ما زال مرتدعاً، ومستعداً لكسر الطابو الذي استمر لسنوات بإطلاق كثيف نسبياً على الأراضي الإسرائيلية مع تحمل المسؤولية.
بشكل عام، يبدو أن على الجيش الإسرائيلي الحذر من عدم الانغماس في مهرجان رواية القصص. هذا ما حدث معه منذ سنوات في قطاع غزة عندما اختار تجاهل العلاقة المتشعبة بين حماس وتنظيمات فلسطينية “مارقة”، التي كما يبدو أطلقت الصواريخ خلافاً لرأيها. وقد جاءت خيبة الأمل المؤلمة في أيار الماضي عندما تعمدت حماس، خلافاً للتقديرات الاستخبارية المبكرة، إشعال حرب صغيرة في غزة من خلال إطلاق الصواريخ على القدس.
على خلفية التفكك المتسارع في لبنان، تجد إسرائيل نفسها الآن محاطة بدول فاشلة: لبنان وسوريا وسلطة حماس في غزة، وبدرجة معينة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهي ظاهرة تحول كل المنطقة إلى منطقة أكثر تفجراً. وأكثر من ذلك، أن جميع الساحات لها روابط فيما بينها. وتصعيد أحدها قد يجر إلى اشتعال في مناطق كثيرة: الإطلاق من لبنان وسوريا أثناء عملية “حارس الأسوار” هو إشارة أولية على هذه الاحتمالية.
الدكتور ميخائيل ملشتاين، من جامعة تل أبيب والذي كان في السابق ضابطاً رفيعاً في قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، قال للصحيفة إن هناك قاسماً مشتركاً بين الأحداث الأخيرة في الخليج الفارسي ولبنان وبين العملية الأخيرة في قطاع غزة. وحسب قوله، فإن “كل بؤرة من البؤر تتطور على خلفية ظروف خاصة بها، وكل لاعب رئيسي له مشكلاته الداخلية. وحتى الآن، تظهر هنا شجاعة أكبر مقارنة مع السابق، وتبرز محاولة لرسم قواعد لعب جديدة أمام إسرائيل”.
وقدر ملشتاين، العقيد في الاحتياط، أنه “يمكن أن يكون ذلك مرتبطاً بالحكومة الجديدة هنا وتولي إدارة جديدة في الولايات المتحدة. أخشى من أننا نقرأ الأعداء حسب عالم الماضي المعروف لنا، ولا نعرف عمق التغيير الذي يجري مؤخراً على منطق عملهم”.
يعمل حسن نصر الله في إطار قيود خاصة به، مثلما تجسد في الأفلام التي تم تصويرها بعد الحادثة في جنوب لبنان. حيث يظهر فيها سكان دروز وهم ينقضون على “تندر” لـ”حزب الله” أطلقت منه صواريخ الكاتيوشا، وضربوا أحد الجالسين فيه واتهموا “حزب الله” بإشعال الحرب مع إسرائيل، التي يمكن أن يدفعوا هم أنفسهم ثمنها. وقالت قيادة الطائفة الدرزية في إسرائيل إن “حزب الله” يثير الاستفزاز بشكل متعمد قرب القرى الدرزية في لبنان كي يجرها إلى داخل التعقيدات التي يخلقها. وفي الوقت الذي يختبر فيه “حزب الله”، وربما أسياده في إيران، بينيت، فإنهم بذلك يلعبون بالنار. سبق وبالغ نصر الله ذات مرة بالاستفزازات أمام أولمرت. لم تكن حرب لبنان الثانية قصة النجاح الإسرائيلية التي يسوقها رئيس الحكومة السابق ومؤيدوه الآن. ولكن لا شك بأن نصر الله ندم أيضاً في نهاية المطاف على عملية الاختطاف التي أشعلت الحرب. يبدو أن رئيس “حزب الله” سيحسن صنعاً إذا لم يحاول دفع بينيت إلى الزاوية التي دفع إليها أولمرت في 2006، من خلال عملية أدت إلى القتل والدمار للطرفين.
بقلم: عاموس هرئيل
 هآرتس 8/8/2021
=========================
معاريف :الردع بين إسرائيل و"حزب الله".. متبادل
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=14b60677y347473527Y14b60677
بقلم: يوسي يهوشع
مرت 15 سنة منذ حرب لبنان الثانية، وباتت ساحة المواجهة في الحدود الشمالية أكثر سخونة منذ 2006.
ستة حوادث إطلاق صواريخ - ثلاثة منها في الأسبوعين الأخيرين – حين أُطلق 19 صاروخاً، يوم الجمعة الماضي، نحو منطقة «هار دوف» في ظل أخذ «حزب الله» للمسؤولية، تطرح على الجيش الإسرائيلي معضلة العمل حيال «حزب الله»: هل تفكك دولة لبنان وحقيقة أن المنظمة تواجه تحديات من الداخل ستؤدي إلى المواجهة؟
نصر الله في خطابه، أول من أمس، بمناسبة الذكرى السنوية للحرب حاول إغلاق الحدث وتثبيت معادلة جديدة بموجبها سيرد على غارات سلاح الجو بشكل مشابه من «حزب الله»، ولكن ليس بالضرورة نحو هار دوف (مزارع شبعا).
هو، من ناحيته، عمل مثل إسرائيل، التي هاجمت منطقة مفتوحة وبالتالي أطلق نحو «هار دوف».
وحسب نصر الله، فإن إسرائيل مردوعة أكثر من أي وقت مضى بسبب «حارس الأسوار» وتعزز قوة محور المقاومة.
بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي: «أطلقوا النار إلى مناطق مفتوحة، «حزب الله» مردوع ولا يريد حرباً».
قبل ذلك حاول الجيش الإسرائيلي أن يبرّئ «حزب الله» - صاحب السيادة الحقيقي في لبنان – من النار التي نفذتها المنظمات الفلسطينية. لا يوجد شيء يحصل في هذه الجبهة ليس بمسؤولية وبإذن من نصر الله.
هذا تذكير ممتاز بأننا يجب أن نأخذ بشكل محدود الضمان هذه الأقوال أيضاً، وبالتأكيد التقديرات الاستخبارية، ولا سيما للجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة.
رأينا هذا في «الجرف الصامد» حين قيل إن «حماس» مردوعة ولا تريد الحرب؛ ولاحقاً في جولات القتال في غزة؛ ومؤخراً عشية حملة «حارس الأسوار» حين كانت كل التقديرات الرسمية معاكسة لأداء «حماس» في يوم القدس.
حاول الجيش بكل سبيل، هذا الأسبوع، تقزيم النار التي نفذتها في وضح النهار المحافل الفلسطينية من لبنان، والادعاء بأن هؤلاء هم «نشطاء مارقون» عملوا على عاتقهم دون علم «حزب الله» أو إذنه.
وهؤلاء هم الضباط الذين رووا لنا أنه لا يوجد صاروخ يرتفع في لبنان دون إذن «حزب الله»، وبالتأكيد من المنطقة التي تحت سيطرته الكاملة.
وعندها جاءت النار إلى «هار دوف»، ومرة أخرى في وضح النهار. سبعة من الصواريخ اعترضتها «القبة الحديدية»، وعندها على الفور قالوا لنا إن «حزب الله» مردوع على أي حال، وإنه أطلق النار نحو أراضٍ مفتوحة.
وبالمناسبة، هذا قول لم يستطيبوا سماعه أبداً في مكتب رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، لأن بينيت يعرف الحقيقة: الردع في الشمال متبادل على الأقل، وقد عبر عن ذلك في سلسلة من المداولات في الكابينت. بعد ساعات قليلة من هذا القول رد «حزب الله» بطريقته حين نشر شريط إطلاق الصواريخ.
«حزب الله» مردوع بالفعل، ولهذا فقد أطلق النار إلى مناطق مفتوحة، ولكنه مردوع بالضبط مثل إسرائيل.
توجد أمثلة لا حصر لها من السنوات الأخيرة في مناوشات الجيش الإسرائيلي تجاهه، والتي سحب فيها الجيش مثلاً القوات خوفاً من أن تصاب أو مثّل حدثاً مع مصابين في حادثة الصاروخ المضاد للدروع قرب أفيقيم كي يظن «حزب الله» بأنه وقع لدينا جرحى فيغلق الحدث. نعم، من المعقول ألا يكون «حزب الله» يريد الحرب، ولكنه معني بتسخين الحدود كي يصرف الانتباه عن الضغط الدولي على إيران.
وحتى لو تقول المعلومات الاستخبارية إنه لا يريد الحرب، فإن مهمتنا هي أن نتساءل حول مستوى جاهزية الجيش الإسرائيلي لمثل هذه الحرب.
كتبنا هنا كثيراً عن انعدام الجاهزية للتصدي لـ 150 ألف صاروخ لـ «حزب الله»، حين علمتنا حملة «حارس الأسوار» بأن المعركة التالية ستكون متعددة الجبهات.
بطانية الجيش الإسرائيلي قصيرة. ومن أجل إبعاد هذه المعركة يجب تعزيز الردع. وحقيقة أنه لم يكن رد على الإطلاق على مثل هذه النار إلى «هار دوف» (نار قذائف الجيش الإسرائيلي إلى أرض مفتوحة هو نوع من البيان للصحف) تمس بالردع وتقرب أكثر فأكثر إمكانية الحرب حين يفهم العدو كم نخاف منه هنا. أما ترك مثل هذا الحدث دون تدفيع ثمن فيشجع العدو على مواصلة العمل.
تستعد قيادة المنطقة الشمالية في السنتين الأخيرتين بالضبط لحالات كهذه: لأيام قتالية مع «حزب الله».
ليس حرباً بل نوع من المناوشات الجوية التي تستمر لساعات حتى أيام قلائل. يُحظر على الجيش الإسرائيلي أن يبث بأنه مردوع عن هذا. ففي موعد ما ستستأنف نار «مارقة» كهذه أو تلك من لبنان، ويحتمل جداً ألا يلعب الحظ معنا مرة أخرى، مثلما حصل في المرات الأخيرة في سقوطات الصواريخ قرب كريات شمونة فتقع إصابات لا سمح الله. فهل عندها أيضا سيكون الرد احتوائياً؟
السياسة الهجومية بالذات تجاه «حماس» في غزة، والتي تغيرت منذ حملة «حارس الأسوار»، تدل على أنه يمكن أن يكون الحال خلاف ذلك: الإبقاء على الردع والدخول في مفاوضات للتسوية في الوقت ذاته. وحسب تلك السياسة التي اقترحها رئيس الأركان، أفيف كوخافي، من الآن فصاعداً يهاجم الجيش الإسرائيلي من الجو على بالون حارق.
وفي صالح نفتالي بينيت يقال إنه تبناها ولم يتراجع في هذه الأثناء. ولديه تحديات غير بسيطة في الأمن تجاه إيران النووية التي تواصل التموضع في سورية وتسليح «حزب الله». وهذا هو السياق الصحيح لرؤية الأحداث في الشمال.
في هذه اللحظة فإن المعضلة التي يقف أمامها أصحاب القرار هي الآتية: لبنان يتفكك، أحداث النار ستستمر، وإذا لم تتقرر شارة ثمن فإنها ستتفاقم وستجر إسرائيل إلى حرب شاملة غير مرغوب فيها. من جهة من يريد أن يمتنع عنها ينبغي أن يعمل بقوة أيضاً في المناوشات المحلية إذا ما نشأت، حين تكون صغيرة.
الجيش الإسرائيلي قادر على «حزب الله» حتى لو كانت الأثمان في الجبهة الداخلية أليمة، وإذا ما بُث شيء آخر فإن هذا سيؤثر على كل المنطقة.
المنظمة في مشكلة داخلية صعبة، وقد رأينا هذا في المناوشات مع الدروز.
وفي الخطاب الداخلي في لبنان أيضاً يتعرض للنقد في أنه يورط الدولة بسبب مصالح إيرانية.
وبالفعل كان واضحاً، أول من أمس، في الخطاب أن نصر الله في حالة ضغط كبير من الحادثة التي ضرب فيها الدروز رجاله، وحاول أن يشرح لهم أنه اختار نقطة النار فقط لسبب عملياتي كي يطلقها إلى أراضٍ مفتوحة في إسرائيل.
بالمقابل يدعي المعارضون أنه في الوقت الذي تمارس فيه الدول الغربية الضغط على إيران بسبب الهجوم على سفينة ميرسر ستريت في خليج عُمان يجب استغلال ذلك، وليس صحيحاً اجتذاب الاهتمام العالمي إلى أيام قتالية في لبنان، وبالتوازي محاولة استنفاد كل المزايا من الضغط الداخلي في لبنان ضد «حزب الله». الأيام ستقول أي نهج هو الأصح.
 
عن «يديعوت»
=========================