الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سورية في الصحافة العالمية 13-6-2015

سورية في الصحافة العالمية 13-6-2015

14.06.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. كومينتاري :نوح روثمان – تردد أوباما في التعامل مع الأسد أنتج أسوأ السيناريوهات
2. التايمز:خوف لدى دروز سوريا من ذبحهم على يد داعش بعد تخلي النظام عنهم
3. وول ستريت جورنال: التواصل مع (النصرة) هو الخيار العقلاني الوحيد لـ( إنتصارات داعش) و(ترنح الأسد).. !
4. بلومبيرغ :إيلي ليك :إيران تنفق المليارات لدعم الأسد
5. يديعوت :غي بخور : 11/6/2015  :التدخل في سوريا
6. الإيكونومست: مأساة سوريا الإنسانية
7. الجارديان :داعش حينما تفوقت على تنظيم القاعدة
8. صحيفة “لوتون” السويسرية :المعضلة الإنسانية أمام تواجد داعش
9. فورين بوليسي تسأل: كيف تستخدم إيران المقاتلين الشيعة الأجانب لإنقاذ نظام الأسد؟
10. واشنطن بوست :هل الإمبراطورية أفضل للشرق الأوسط؟
11. صحيفة أمريكية: واشنطن تقف خلف التقدم الميداني الأخير للمتطرفين في سورية
12. التايمز: دروز سوريا - الأسد تخلى عنا لنُذبح على أيدي تنظيم "الدولة الاسلامية"، فنحن كفار قتلت جبهة النصرة 20 درزياً في مدينة إدلب السورية،
13. صحيفة لو باريزيان :قوة وانتصار الجيش العربي السوري على المجوعات الإرهابية حقيقة لا يمكن محييها
14. بلدنا :لوفيغارو: واشنطن استعانت بالأهالي شرق سورية لاختراق أسرار "الدواعش"
15. هآارتس: المعارضة السورية التقت بمسئول إسرائيلى للمطالبة بالتدخل ضد بشار
 
كومينتاري :نوح روثمان – تردد أوباما في التعامل مع الأسد أنتج أسوأ السيناريوهات
نوح روثمان – (كومينتاري)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
6/6/2015
في تحول تكتيكي كبير، يقال إن قوات بشار الأسد الجوية تقوم بشن غارات لدعم مجموعة "داعش". وبينما تتقدم قوات "الدولة الإسلامية" في مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات الثوار المعادية للأسد، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في الأسبوع الماضي أن قواعد الأسد الجوية شرعت في تمهيد الطريق أمام هجوم المجموعة الإرهابية القادم على المدينة. وكانت نظرية ماكس بوت هي أن هذه المناورة مصممة لضمان أن يبقى نظام الأسد البديل الوحيد الذي يمكن أن يستسيغه الغرب للهيمنة الإسلامية على سورية. ويوافق على ذلك محلل "دراسة الحرب" كريستوفر كوزاك، الذي قال لموقع "بيزنس إنسايدر: "ما يزال النظام يشعر بأنه... في نهاية اليوم، وإذا وصل الأمر حقاً إلى وجود (جبهة النصرة)، و"داعش"، والأسد في غرفة، فإن عليك أن تصطف إلى جانب الأسد". ولكن، هل سينجو نظام الأسد طويلاً بما يكفي ليقدم للغرب ذلك الخيار الأمثل؟ هل يكون نظام الأسد على وشك الانهيار؟ يمكن أن يكون الأمر كذلك، وفقاً لتقرير حديث.
وفقاً لتقرير ديفيد إغناتيوس، كاتب الرأي في صحيفة الواشنطن بوست، فإنه يصبح أكثر احتمالاً باطراد أن تصبح سورية ما بعد الأسد واقعاً في القريب. لكن ما سيبدو عليه ذلك الواقع يبقى غير أكيد مع ذلك. بل إن الأقل وضوحاً هو ما إذا كان هذا الوضع الجديد سيكون واقعناً تشعر الولايات المتحدة إزاءه بالارتياح.
وفقاً لإغناتيوس، يقول مسؤول استخبارات أميركي كبير لم يذكر اسمه: "لقد واجه الأسد خيارات قاسية بينما تتصاعد خسائره في ميدان المعركة. وبالقياس على الاتجاهات الحالية، فقد حان الوقت للشروع في التفكير بشأن سورية ما بعد الأسد".
يرى المسؤولون الأميركيون ضغوطاً متصاعدة على الأسد من أربع جهات. فقد تمكن تحالف قوي جديد للثوار، والمعروف باسم "جيش الفتح"، المدعوم من تركيا والعربية السعودية وقطر، من الاستيلاء على عاصمة محافظة إدلب في الشهر الماضي. وتقاتل بشراسة إلى جانب هذا الائتلاف جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة. كما أصبح الثوار المعتدلون المعروفون باسم "الجبهة الجنوبية" المدعومون من الولايات المتحدة والأردن، يكسبون أخيراً بعض الأرضية في جنوب سورية. ي حين أن "الدولة الإسلامية" الجماعة الأكثر شراسة من الجميع، تعيث فساداً عبر كامل مناطق شمال ووسط وشرق سورية.
إذا كان هدف الأسد هو خلق الانطباع بأن العالم سيكون أفضل حالاً مع وجوده هو في القمة، مهما قد يكون هذا الاقتراح تافهاً، فإن خلفاء الدكتاتور السوري المحتملين يذهبون شوطاً طويلاً في اتجاه دعم هذا الزعم.
لم يكن ينبغي أن يكون الأمر بهذه الطريقة. فعندما حاول الرئيس باراك أوباما بتردد أن يؤمن الدعم المحلي للعملية التي ستتابع "الخط الأحمر" الذي فرضه على نفسه للعمل في سورية، فإنه كان يفعل ذلك دفعاً للعرف الدولي القائم منذ وقت طويل، والمتعلق بحظر استخدام الأسلحة الكيميائية في ميادين المعارك –بل وفوق ذلك، استخدام تلك الأسلحة ضد السكان المدنيين. وبسلوكه طريق الخروج السهل الذي اتاحته له موسكو ذات النهج الازدواجي، عمد أوباما إلى فرض حظر على استخدام تلك الأسلحة التي ما تزال تشكل عنصراً أساسياً من عناصر مكافحة التمرد في سورية.
لكن ترقيع اثنين من التحالفين الدوليين ومحاولة وصلهما معاً، واللذين يتدخلان الآن فوق سماء كل من سورية والعراق (كما لو انهما صراعان متمايزان) يشير إلى أنه كان بالوسع توليف كنفدرالية من نوع ما في السابق. ولو كانت أميركا والشركاء الراغبون قد تدخلوا في سورية في العام 2013 لمعاقبة حكومة الأسد، فمن المرجح أن تلك الدول كانت ستصنع في النهاية استراتجية لاحتواء بقايا نظام الأسد، وبالضرورة، احتواء الحرب الأهلية في سورية.
وحتى لو لم يكن عنصر التدخل البري متضمناً في تكوين تلك الحملة، فإن إضعاف النظام السوري كان سيزود الثوار المناهضين للأسد بهدف أكثر إلحاحاً وإغراءً في دمشق بدلاً من استهداف الجانب الشرقي من الحدود السورية مع العراق. وبالنسبة لأولئك الذين يعتقدون بأن انهيار نظام الأسد على أيد غربية كان سيجعل سورية سلة واحدة يهيمن عليها الإسلاميون، فإنه يبدو الآن أن ذلك الواقع قد تم تأجيله لسنتين فقط، بينما فُقد العراق في هذه الأثناء.
كتب إغناتيوس في تقريره: "إن الولايات المتحدة ترفض العمل مع جبهة النصر، وتعتبرها عصابة من أتباع تنظيم القاعدة غير التائبين، حتى مع أنه يقال إن المجموعة ستتلقى دعماً غير مباشر من تركيا وقطر. ولم يقنع ذلك الأميركيين، حسب مقابلة بثبتها محطة الجزيرة في الأسبوع الماضي مع قائد جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، والتي عرض فيها تصريحات تصالحية تجاه مجموعات الأقليات السورية، وقال أن قتاله ليس مع الولايات المتحدة".
يجب أن تكون النتائج الكارثية لتردد الغرب العبثي واضحة لأي مراقب محايد اليوم. فقد تحول وضع كان مثالياً، في غضون عامين فقط، ليصبح الآن وضعاً كارثياً. ويجب أن يكون هذا درساً لكل الذين يدافعون بطريقة مثيرة للحنق عن سياسة الجبن الذي يتنكر في ثوب الحكمة.
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: Obama’s Dithering on Assad Has Resulted in the Worst Case Scenario
ala.zeineh@alghad.jo
======================
التايمز:خوف لدى دروز سوريا من ذبحهم على يد داعش بعد تخلي النظام عنهم
السبت 13 حزيران 2015  آخر تحديث 08:07
النشرة
أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية في مقال تحت عنوان "الأسد تخلى عنا لنُذبح على أيدي تنظيم "داعش"، فنحن كفار" إلى ان "الدروز في سوريا يخافون من أن ُيذبحوا أو يتم أسرهم على يد تنظيم "داعش" بعدما تراجعت قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتركتهم ليواجهوا اعتداءات المتشددين، الذين يعتبرونهم كفار".
وأضافت أنه" هناك 700 الف درزي معرضون للقتل شأنهم كشأن الإيزديين في العراق"، موضحة ان "جبهة النصرة قتلت 20 درزياً في إدلب، لأنها تعتبرهم كفاراً".
وأشارت إلى دعوة نائب درزي في اسرائيل ومجموعة من الناشطين الاسرائيليين "اسرائيل للتدخل وإيقاف التهديد الذي يطال وجود الدروز في سوريا".
وأكدت أنه " يعيش نحو 130 الف درزي في اسرائيل ويتمركزون في الجولان شمال سوريا"، مشيرة إلى أن "80 في المئة منهم يخدمون في الجيش الاسرائيلي ، كما أن العديد منهم لديهم مراكز مرموقة في الجيش".
 
 
======================
وول ستريت جورنال: التواصل مع (النصرة) هو الخيار العقلاني الوحيد لـ( إنتصارات داعش) و(ترنح الأسد).. !
حزيران/يونيو 12, 2015كتبه وطن
 
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا عن الدولة الاسلامية "داعش" وانتصاراتها المتواصلة في الاستيلاء على المزيد من الأراضي في سوريا والعراق ونوهت الصحيفة إلى أن هناك دعوات أطلقت مؤخرا تدعو لتكثيف التواصل مع جبهة النصرة التابعة للقاعدة.. والتي تعتبر ألد أعداد "داعش".
وتساءلت عما إذا كان ينبغي النظر إلى فرع تنظيم القاعدة في سوريا، النصرة، باعتباره أهون الشرين واستمالته بدلا من قصفه؟ وهذه وجهة نظر بعض حلفاء أميركا في المنطقة وحتى بعض المسؤولين الغربيين، كما أفاد التقرير.
وقالت الصحيفة إن القوات الرئيسية الثلاث المهيمنة على الأراضي السورية اليوم هي نظام الأسد، تنظيم الدولة الإسلامية وتحالف الثوار الإسلاميين، الذي يضم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، والتي اعتبرتها أمريكا والأمم المتحدة مجموعة إرهابية.
وقد وجد الثوار "المعتدلون" المدعومون من الغرب أنفسهم يقاتلون جنبا إلى جنب مع النصرة، والتي تفوقهم عددا وعدة، في ساحات القتال الرئيسة. ومع ترنح نظام الأسد وتحقيق تنظيم الدولة مكاسب ميدانية في كل من سوريا والعراق، فإن الوصول إلى النصرة هو الخيار العقلاني الوحيد أكثر واقعية الذي بقي للمجتمع الدولي، كما يرى أنصار هذا النهج.
والمعضلة التي تواجه واضعي السياسات في هذه القضية، وفقا للتقرير، هو ما تكشفه التقارير من استمرار الفظائع التي ترتكبها النصرة، بما في ذلك قتل السجناء والإعدام المزعوم لأكثر من 20 قرويا من الدروز من قبل قائد محلي للنصر بعد مشادة كلامية حول منزل.
في البداية، كانت تركيا وقطر، في الغالب، هما من ساعدا الثوار الإسلاميين السوريين على التعاون مع النصرة. كان الوزن الثقيل الإقليمي السعودي أكثر ترددا، وبدت الرياض حذرة من التقرب من تنظيم القاعدة عدوها البين.
ولكن، كما ينقل التقرير عن دبلوماسيين ومسؤولين في المنطقة، انتقلت السعودية في الأشهر الأخيرة، بعد تولي الملك السعودي العرش، إلى التنسيق والعمل بشكل أوثق مع الدوحة وأنقرة في دعم تحالف الثوار الذي يهيمن عليه الإسلاميون ويضم جبهة النصرة.
إذ إن هذه البلدان ترى أن المعاناة التي يتعرض لها السوريون من قبل نظام الأسد هو السبب الرئيس في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، وتفضل أن ترى النصرة وحلفاءها هم من يستولون على المناطق التي يتخلى عنها نظام دمشق وليس تنظيم الدولة
"إن الأتراك والسعوديين والقطريين قرروا أن المشكلة الأساسية هي التخلص من بشار الأسد قبل أي شيء آخر، والأمريكان لا يمكنهم تغيير ما يقومون به"، كما قال روبرت فورد، الذي خدم سفيرا للولايات المتحدة في سوريا في 2010-2014، وهو الآن باحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن.
وأضاف فورد: "هذه الدول مستعدة لاستخدام حتى الجماعات المتطرفة مثل النصرة لإسقاط الأسد، وقد قرروا هذا بعد فشل الولايات المتحدة في إبراز بديل قادر ومؤهل عن هؤلاء المتطرفين من خلال زيادة دعم كبير للجماعات أكثر اعتدالا".
وقد أدى تلاحم هذه القوى الإقليمية وراء سياسة "أهون الشرين" إلى التدفق الأخير للأسلحة والتمويل، وتمكين ما يسمى بجيش الفتح ـــتحالف يضم أهم وأبرز مجموعات وكتائب الثوار ومنهم النصرةـــ من تحقيق مكاسب إستراتيجية ضد جيش الأسد في شمال محافظة ادلب، كما إن الثوار المتحالفين مع النصرة يتقدمون أيضا في جنوب سوريا.
على عكس تنظيم الدولة الإسلامية، فإن أكثر مقاتلي النصرة من السوريين، والآراء الدينية التي تتبناها، رغم تشددها، لكنها ليست على درجة كبيرة من الغلو، وفقا للتقرير.
وبينما امتنعت عن مهاجمة إسرائيل على الرغم من سيطرتها على البلدات الواقعة على طول خط الحدود في هضبة الجولان، فإن الجبهة واجهت تنظيم الدولة الإسلامية، وهي مستعدة للعمل مع الثوار غير الإسلاميين.
"لقد كان النصرة نقطة جذب حقيقية للمقاتلين السوريين الشباب الذين ليس لديهم أي توجه جهادي معين أو حتى نزعة طائفية متطرفة"، كما قال فريدريك هوف، الذي شغل منصب مبعوث الرئيس أوباما للمعارضة السورية، وهو الآن زميل بارز في المجلس الأطلسي في واشنطن.
وأضاف: "لقد وجدوا في النصرة أمرين: موارد كافية ... واستعداد لمحاربة نظام الأسد وعدم التورط في أعمال فساد وأنشطة مشبوهة لبعض أمراء الحرب، والتي يمكن أن يجدها المقاتل في أي مكان آخر متسترة بغطاء المعارضة السورية".
"لا يمكنني تصنيف النصرة جماعة إرهابية، كما فعلت الدول الغربية، لأن معظم مقاتليها من السوريين"، كما صرح وليد جنبلاط، وهو سياسي لبناني بارز وزعيم الطائفة الدرزية، الذي تفاوض مع النصرة بشأن أمن القرويين الدروز في إدلب.
ومع أن قطر ضغطت على النصرة لقطع علاقاتها مع القاعدة، فإنه من غير المحتمل، كما ترى الصحيفة، أن ترفع الولايات المتحدة النصرة من قائمة الجماعة الإرهابية قريبا، حتى وإن وافقت الجبهة على هذا الطلب، الذي رفضت أن تستجب له حتى الآن.
======================
بلومبيرغ :إيلي ليك :إيران تنفق المليارات لدعم الأسد
إيلي ليك
الشرق الاوسط
 تنفق إيران المليارات من الدولارات كل عام لإسناد الديكتاتور السوري بشار الأسد، وذلك وفقًا لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا وغير ذلك من الخبراء بالخارج. وتأتي تلك التقديرات أكبر بكثير مما أشارت إدارة الرئيس باراك أوباما، المنشغلة حتى أسنانها بالتفاوض حول الصفقة النووية مع حكومة طهران، إلى ما تنفقه الجمهورية الإسلامية في تعزيز سياسات زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.
صرحت لي، يوم الاثنين، الناطقة الرسمية باسم ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، أن المبعوث الخاص يقدر إنفاق إيران بما يقرب من 6 مليارات دولار في العام على حكومة الأسد. وبعض الخبراء الآخرين ممن تحدثت معهم يقدرون المبلغ بأكثر من ذلك. حيث قال نديم شهادي، مدير مركز فارس للدراسات الشرق أوسطية لدى جامعة تافتس الأميركية، إن أبحاثه تشير إلى أن إيران أنفقت مبالغ تتراوح بين 14 إلى 15 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية واقتصادية إلى نظام دمشق الحاكم في الفترة بين عامي 2012 و2013.
تقوض تلك الأرقام الواردة من مزاعم إدارة الرئيس أوباما وكبار المسؤولين في حكومته الذين يشيرون إلى أن إيران لا تنفق إلا مبالغ زهيدة لتناوئ مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. وفي حين أن الإدارة الأميركية لم تفصح قط عن تقديراتها لحجم الإنفاق الإيراني لإسناد نظام الأسد في سوريا وغيره من حلفائها في الشرق الأوسط، إلا أن أوباما قال في حديث له الأسبوع الماضي مع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي: «إن الخطر الذي تواجهه المنطقة من إيران ليس بسبب كثرة الأموال. إن ميزانيتهم - الميزانية العسكرية - تبلغ 15 مليار دولار، مقارنة بـ150 مليار دولار هي حاصل الميزانيات العسكرية لدول الخليج العربي مجتمعة». غير أن الخبراء ينظرون إلى القضية من زاوية مغايرة. فقد جاء تقرير لدى مجلة «كريستيان ساينس مونيتور» الشهر الماضي، ليفيد بأن دي ميستورا أخبر أحد المراكز البحثية في واشنطن العاصمة، بأن إيران كانت تنفق من الأموال ما يفوق بثلاثة أضعاف قيمة ميزانيتها العسكرية - ما يوازي 35 مليار دولار سنويًا - لدعم نظام الأسد في سوريا. وحينما سئلت جيسي شاهين، الناطقة الرسمية باسم المبعوث الأممي الخاص، حول تلك المسألة، جاء ردها عبر رسالة بالبريد الإلكتروني تقول فيها: «قدّر المبعوث الخاص إنفاق إيران لمبلغ 6 مليارات دولار سنويًا لإسناد نظام الأسد في سوريا. ولذا، فإن المبلغ المذكور هو 6 مليارات وليس 35 مليار دولار».
في كلتا الحالتين، فإن الرقم كبير بحق. وقد أعرب أعضاء كثر في الكونغرس الأميركي وكثير من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة عن قلقهم من السيولة المالية الضخمة التي تتوقعها إيران كشرط من شروط صفقتها النووية المزمع التوقيع عليها هذا الصيف. ولقد صرّح أوباما بنفسه قائلاً إن هناك ما لا يقل عن 150 مليار دولار من أموال الدولة الإيرانية مجمدة في البنوك الخارجية كجزء من حزمة العقوبات الدولية المفروضة عليها. فإذا ما أنفقت إيران مليارات الدولارات من مواردها المحدودة والمقيدة في الوقت الراهن على إسناد ودعم وكلائها في الشرق الأوسط، فسوف تتابع انتهاج نفس السياسة وبضراوة أكبر إذا ما رفعت عنها العقوبات الدولية. ولا تتفق إدارة الرئيس أوباما مع ذلك الطرح. حيث تقول إن المبالغ التي تنفقها إيران على إلحاق الضرر بمختلف دول المنطقة قليلة للغاية، بحيث إن أي تخفيف مستقبلي لحزمة العقوبات الدولية المفروضة لن يُحدث الفارق أو الأثر المتوقع في سلوكياتها السياسية. صرّح جاك ليو، وزير الخزانة الأميركي، في مؤتمر أشرفت عليه صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية هذا الأسبوع، قائلاً: «حتى مع معاناة الاقتصاد الإيراني من العقوبات خلال السنوات الأخيرة، إلا أن إيران كانت قادرة على المحافظة على مساعداتها (المعقولة) للإرهابيين وغيرهم من الوكلاء. وتبقى الحقيقة المؤسفة أن تكلفة تلك المساعدات صغيرة بما فيه الكفاية، مما يستلزم منا البقاء حذرين في وجود الاتفاق النووي أو عدمه من حيث استخدام أدوات أخرى لردع تمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار المنطقة هناك».
يقول شهادي وغيره من الخبراء إن الأرقام المطروحة من جانبهم ليست إلا تقديرات، وذلك لأن النظام في طهران لا يعلن عن ميزانية قوات الحرس الثوري أو عن الإعانات الكاملة المقدمة إلى حلفائه. ورغم ذلك، يوضح شهادي أن الدعم الإيراني لسوريا اليوم كبير للغاية، خصوصًا فيما يتعلق بخطوط الائتمان المالي، والإعانات النفطية، وغير ذلك من أنواع المساعدات الاقتصادية التي توفرها إيران لنظام الأسد.
أخبرني السيد ستيفن هايدمان في وقت مبكر من هذا العام، وكان نائبًا لرئيس الأبحاث التطبيقية حول الصراع لدى المعهد الأميركي للسلام، أن قيمة التحويلات النفطية الإيرانية، وخطوط الائتمان المالي، وتكاليف الأفراد العسكريين، وإعانات الأسلحة المقدمة إلى الحكومة السورية تتراوح بين 3.5 إلى 4 مليارات دولار سنويًا. وقال إنه لا يعلم كم أنفقت إيران على دعم «حزب الله» اللبناني وغير ذلك من الميليشيات المقاتلة لمعارضي الأسد في سوريا. وتابع هايدمان يقول إنه يقدر إجمالي الدعم المقدم من إيران إلى الأسد بقيمة تتراوح بين 15 إلى 20 مليار دولار سنويًا. وكان التقرير الأخير الصادر عن وزارة الدفاع الأميركية، الأسبوع الماضي، صريحًا حول الآمال التي تصبو إيران لتحقيقها من خلال إنفاقاتها المذكورة: «لم تغير إيران بشكل جوهري من سياسة الأمن القومي أو الاستراتيجية العسكرية الوطنية خلال العام الماضي.
إذا انتهى الأمر بإيران لقبول الاتفاق حيال برنامجها النووي، فسوف تشهد فيضانًا من الأموال يمكنها من متابعة أجندتها الإقليمية.
*بالاتفاق مع بلومبيرغ
======================
يديعوت :غي بخور : 11/6/2015  :التدخل في سوريا
صحف عبرية
JUNE 11, 2015
القدس العربي
«علينا ان نعد قوانا ليوم الأمر، سواء في جبهة لبنان ام في الجبهة الشرقية»، قال هذا الاسبوع قائد المنطقة الشمالية أفيف كوخافي، وحسن أن هكذا فكر. فالجيش الإسرائيلي ملزم بان يتدرب استعدادا لامكانية أن تهاجم المنظمات السنية ـ تنظيم الدولة وامثاله ـ حدودنا من المنطقة السائبة التي كانت تسمى ذات يوم سوريا. فمن واجب الجيش الإسرائيلي أن يستعد لكل سيناريو، ولكن بالتأكيد الا يحفز الهجوم علينا.
تتعاظم في الآونة الاخيرة الحملة الإعلامية ـ السياسية التي تطالب إسرائيل في أن تخرج لصالح نحو 700 الف درزي يعيشون في جنوب سوريا ـ على مسافة غير بعيدة من الحدود الاردنية. مثل هذا التدخل، اذا ما تم، ليس اعدادا ليوم الامر، حين يهاجمنا العدو، بل تحفيزا للعدو لمهاجمتنا ـ وعليه فمحظور حظرا خطيرا أن يتم. لم يكن الدروز في سوريا يرتبطون بنا أبدا، بل العكس ـ كانوا من العواميد الفقرية في نظام الشر بقيادة بشار الاسد، وهم اليوم حلفاء حزب الله. سمير قنطار، سيء السمعة، ارسله مؤخرا نصرالله لتنظيمه تحت رعاية التنظيم الشيعي. فهل يعقل أن توفر إسرائيل بالذات السلاح او ان تتدخل في صالح حلفاء حزب الله؟ وفي نفس الوقت نجعل أنفسنا، وعن حق، اعداء السنة في سوريا على مدى الاجيال.
حملة مشابهة تمت فور حرب الأيام الستة، عندما تجمعت مجموعة ضغط مؤيدة للدروز حول رئيس بلدية حيفا، آبا حوشي، مع غيورا زيد ودروز إسرائيليين، وضغطت على وزير الدفاع موشيه دايان لاعادة دروز هضبة الجولان ممن فروا إلى سوريا. وبالفعل، سمح لهم العودة إلى قراهم. غير أن دروز الجولان كانت زعامتهم، ولا تزال، معادية لدولة إسرائيل التي انقذتهم.
في سوريا ـ العراق ـ لبنان اليوم طوائف كاملة تباد وغيرها ستباد، وعليه فانها ستتمسك بكل شيء، إلى أن يهجروها وينتقلوا إلى التحالف الوفير التالي ـ كل ذلك فقط من أجل البقاء. وعليه، فالغبي وحده يدخل إلى مثل هذه المعركة الخيانية. درسنا سبق أن تلقيناه، في لبنان، بإسرائيل يتمسكون فقط اذا لم يكن هناك أي خيار آخر، ولكنهم يهجرونها فورا ما أن تظهر امكانية جديدة، ونحن نبقى لنلعق جراحنا.
لقد رأى مناحيم بيغن في مسيحيي لبنان أقلية تذبح، ولهذا فقد بدأ يساعدهم ـ بداية بتزويدهم سرا بالسلاح وحتى غزونا الكامل وذلك ايضا من أجل طرد المخربين الفلسطينيين. وقد انتهى هذا بجيل ضائع مع 18 سنة حرب، والف جندي قتيل من الجيش الإسرائيلي. وكل هذا، من اجل ماذا؟ من اجل المسيحيين الذين سرعان ما خانونا، وانتقلوا إلى حليفهم التالي؟ درسنا تعلمناه ـ هذا هو المستنقع الطائفي للعالم العربي، ونحن بصراحة لسنا جزءا منه، ولن نكون ايضا.
في شمال سوريا سقطت مؤخرا عدة قرى درزية في يد تنظيم الدولة، وسارع السكان فأسلموا وهكذا انقذوا أنفسهم. هذه حسابات شرقي أوسطية داخلية ستستنفد نفسها ايضا داخليا، والا فإننا سنجد أنفسنا في اوضاع صبرا وشاتيلا ـ حين يصفي العرب العرب، ولكن إسرائيل هي التي تتهم في العالم. إذا تدخلت إسرائيل، فان اضواء عالمية كبرى ستوجه الينا على الفور، وليس في صالحنا، واعمال الذبح السورية ستعلق بنا على الفور.
سوريا أكبر عشر مرات من لبنان، وخطرها اكبر بكثير. واجب علينا أن نحمي الذخر الاغلى لنا حتى اليوم في مواجهة الانهيار الاقليمي: عدم تدخلنا. نحن لسنا سُنة ولا شيعة، وعليه فاننا معفيون مسبقا من هذه الحرب العالمية. عدم تدخلنا وردعنا سيبقيان يحافظان علينا، في هذا الواقع التعيس. يوم الامر؟ فقط عندما تكون حدودنا مهددة، لا قل ولا اكثر.
 
 
صحف عبرية
======================
الإيكونومست: مأساة سوريا الإنسانية
كلنا شركاء
لا تظهـِر الحرب المستمرة في سوريا للعام الخامس على التوالي أي بوادر للتراجع، حيث يعتقد أن ما يزيد عن 200.000 شخص لقوا حتفهم، رغم مواجهة الأمم المتحدة صعوبة بالغة في الاستمرار في احتساب عدد الضحايا للدرجة التي جعلتها تكف عن فعل ذلك!! وربما يوجد أكثرمن مليون جريح أيضاً. أما من اضطروا إلى ترك بيوتهم فقد تجاوز عددهم الـ 12 مليون شخص مع ما يقارب الـ 4 مليون ممن هربوا إلى الخارج. لقد أصبحت سوريا على رأس قائمة الدول المصدرة للشعوب الهاربة إلى أوروبا على متن زوارق التهريب. ويقال إن ما يقارب الـ 250 ألف نازح سوري التمسوا ملجأً إلى العراق التي مزقتها الحرب أيضاً.
وقد سببت الحرب داخل سوريا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القرن الـ (21)، وبحسب إحصائيات للأمم المتحدة فإن ما يقارب من (12) مليون شخص أي نصف عدد سكان سوريا تقريباً بحاجة ماسة إلى المساعدة، في حين أن الاقتصاد محطم، فأربعة سوريين من أصل خمسة يعيشون في فقر مدقع في حين بلغ معدل البطالة نسبة الـ (50%). وتقول منظمة الصحة العالمية إن (57%) من مستشفيات سوريا العامة قد تضررت، وإن نسبة (37%) منها خرجت تماماً من الخدمة (بسبب استهداف قوات بشار الأسد للعديد من المرافق)، فالكثير من أطباء البلد هربوا للخارج مما أدى إلى عودة مرض شلل الأطفال لبعض الوقت، وبلغ اليوم متوسط سن السوريين إلى (55) عام أي بواقع (20) سنة أقل مما كان عليه المتوسط قبل بدء الحرب.
ويقول بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إن سوريا فقدت ما يعادل أربعة عقود من التنمية البشرية، فأكثرمن (4000) مدرسة أصابها الضرر البالغ، في حين تم تسخير العديد من مباني مدارس أخرى لأغراض عسكرية، وبلغ عدد الأطفال المنقطعين عن الدراسة حوالي (3) مليون طفل، وانخفض إنتاج الطاقة الكهربائية بنسبة (56%) بحسب تصريح لوزير الكهرباء السوري، ما أدى إلى جعل البلد بالإضافة إلى مشكلة النزوح، أكثر قتامة بنسبة (83%) مما كانت عليه قبل بداية الحرب.
كذلك عانت الثقافة السورية والتراث السوري أيضاً، وفي معظم الأحيان على أيدي الدواعش الذين استولوا مؤخراً على مدينة تدمر الأثرية، لكن خسارة القطع الأثرية رغم فداحتها، تبقى شاحبة أمام مناظر المذابح البشرية نتيجة الحرب. وفي أعقاب تقدم مقاتلو داعش، يستمر الأسد في استخدام الأسلحة الكيميائية مثل غاز الكلورين، في حين يعتقد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع من خلال شبكة من المخبرين على الأرض ومركزه لندن، أن داعش تسيطر الآن على نصف مساحة الأراضي السورية، مؤكداً أن الأزمة على الأرجح في طريقها إلى الأسوأ.
ترجمة: السوري الجديد
======================
الجارديان :داعش حينما تفوقت على تنظيم القاعدة
نشر في : السبت 13 يونيو 2015 - 05:14 ص   |   آخر تحديث : السبت 13 يونيو 2015 - 05:59 ص
الغارديان – التقرير
في 5 فبراير/ شباط، أكد مسؤولون أردنيون الإفراج عن العراب الفكري لتنظيم القاعدة، أبو محمد المقدسي، من السجن. وعلى الرغم من أنه غير معروف كثيرًا في الغرب؛ إلا أنه لا مثيل لأهمية المقدسي في الفكر الإسلامي (المتطرف) لدى أي شخص على قيد الحياة.
وقد ارتفع هذا الرجل الفلسطيني -الذي يبلغ من العمر 56 عامًا- إلى الصدارة في الثمانينيات، عندما أصبح أول عالم إسلامي راديكالي كبير يعلن أن العائلة المالكة السعودية “مرتدة”؛ وبالتالي هدف مشروع للجهاد. وفي ذلك الوقت، كانت كتابات المقدسي متطرفة لدرجة أن أسامة بن لادن نفسه كان يعتقد بأنها متشددة جدًا.
واليوم، يَعْتَبِرُ المقدسيُ زعيمَ تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، صديقًا شخصيًا؛ وهو يحظى بأعلى تقدير من قبل بقية القادة الإقليميين لتنظيم القاعدة، من شمال إفريقيا إلى اليمن. وتعد قراءة كتب ونشرات المقدسي أمرًا يجب على المتشددين الإسلاميين في جميع أنحاء العالم فعله. ويتابع هؤلاء بشغف أحدث الإعلانات على موقع المقدسي على شبكة الإنترنت، ويدعى “منبر التوحيد والجهاد”.
ولكن المقدسي اشتهر بتوجيهه شخصيًا لأبي مصعب الزرقاوي، الذي أسس المنظمة التي أصبحت فيما بعد “داعش”، حين تم سجن الرجلين معًا بتهم تتعلق بالإرهاب في الأردن في منتصف التسعينيات. وقد أطلق سراح الزرقاوي عام 1999، وبعد أن أدين بالولاء لتنظيم القاعدة، ذهب ليصبح واحدًا من الرجال الأكثر شهرة في عراق ما بعد الحرب، وأطلق العنان لحملة وحشية من الإرهاب الطائفي؛ وهو ما قاد المقدسي إلى لوم ​​تلميذه علنًا في سلسلة من الانتقادات العامة المدمرة.
والآن، حوَّلَ الرجل الذي يصفه المحللون الأمريكيون بأنه “المنظر الجهادي الأكثر نفوذًا على قيد الحياة” غضبه في اتجاه داعش. وظهر المقدسي في العام الماضي، باعتباره واحدًا من أقوى منتقدي الحركة. وبعد فترة وجيزة من إعلان زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، إقامة الخلافة في يونيو الماضي، أصدر المقدسي بيانًا طويلًا ينتقد فيه تنظيم داعش على أنه جاهل وضال، ويتهمه فيه بتخريب “المشروع الإسلامي” الذي قام برعايته منذ وقت طويل.
وتعد حرب المقدسي الكلامية ضد داعش رمزًا للانقسام الجديد بين الأشقاء داخل حركة التطرف الإسلامي العنيفة. ولكنها أيضًا علامة على أن تنظيم القاعدة، والذي كان ذات مرة الشبكة الإرهابية الأكثر إثارة للرعب في العالم، تعرف أنه قد تم التفوق عليها.
ولم تحجب داعش ببساطة تنظيم القاعدة من على ساحات القتال في سوريا والعراق، والمنافسة للحصول على التمويل والمجندين الجدد. بل وفقًا لسلسلة من المقابلات الحصرية مع كبار منظري الجهادية، أطلقت داعش بنجاح “انقلابًا” ضد القاعدة لتدميرها من الداخل. ونتيجة لذلك؛ يقر هؤلاء الآن بأن القاعدة، كفكرة وكمنظمة، أصبحت على وشك الانهيار.
** ** **
في ظهيرة يوم ربيعي مشمس، وبعد ثلاثة أسابيع على خروجه من السجن، جلس المقدسي على أريكة في منزل صديقه “أبو قتادة”، متحدثًا عن داعش. وقال المقدسي إن الجماعة كذبت عليه وخانته، وإنه لا يليق بأعضائها أن يطلقوا على أنفسهم اسم مجاهدين. ورد أبو قتادة: “إنهم مثل مجموعة المافيا”، فأومأ المقدسي برأسه موافقًا.
وقد انضم أبو قتادة، الذي حاول أمناء الداخلية البريطانية المتعاقبون ترحيله إلى الأردن بتهم تتعلق بالإرهاب، إلى المقدسي؛ كأحد أبرز رجال الدين المتشددين المهاجمين لداعش علنًا.
وفي البداية، بدت استراتيجيتهما وكأنها تهدف لجلب داعش مرة أخرى تحت سلطة تنظيم القاعدة، باستخدام ما يشبه لعبة الشرطي الصالح مقابل الشرطي الفاسد. حيث لعب المقدسي دور الأب المصاب بخيبة أمل، ووجه اللوم وأعطى التوجيهات على قدم المساواة؛ في حين ضخ أبو قتادة كميات متزايدة من الازدراء في وجه داعش.
وكانت قائمة جرائم داعش التي أثارت استياء المقدسي وأبي قتادة طويلة، وتشمل خلق الانقسام داخل الحركة الجهادية الأوسع نطاقًا، وإزاحة الظواهري علنًا، وإقامة الخلافة التي تطالب فيها داعش كل الحركات الجهادية الأخرى بأن تقسم لها الولاء أو أن تواجه الموت. ولأكثر من سنة، يقول المقدسي وأبو قتادة على حد سواء إنهما عملا من وراء الكواليس على التفاوض مع داعش، بما في ذلك مع البغدادي نفسه، لجعل المجموعة تعود مرة أخرى إلى تنظيم القاعدة، ولكن بدون جدوى. وقال أبو قتادة: “داعش لا تحترم أحدًا. إنهم يدمرون الحركة الجهادية الأوسع نطاقًا، وهم ضد الأمة كلها (الأمة الإسلامية)“.
ولقلقها من انتقادات المقدسي وأبي قتادة اللاذعة على نحو متزايد، شرعت داعش في شن حملة على وسائل الإعلام الاجتماعي ضدهما، ويقال إن من يشرف على هذه الحملة هو رئيس دعاية داعش، أبو محمد العدناني. ووبخت حسابات داعش على وسائل الإعلام الاجتماعي رجلي الدين التابعين لتنظيم القاعدة واصفة إياهما بأنهما “أضحوكة” للغرب، وبأنهما جزء من مؤامرة متنامية ضد الخلافة. وفي العدد السادس من مجلة داعش باللغة الإنجليزية، دابق، ظهرت صورة لكل من المقدسي وأبي قتادة على صفحة كاملة، ووصف الرجلان بأنهما من “العلماء المضللين” الذين ينبغي تجنبهما أكثر من الشيطان نفسه. وقال المقدسي: “لقد تسببنا لهم بالإحراج. إنهم يكرهون هذا”.
وقد قضى المقدسي معظم العقدين الماضيين داخلًا إلى، وخارجًا من السجن. ويدعي الرجل بأنه تعرض للتعذيب، وهو أمرٌ شائعٌ في السجون الأردنية. وقال إن سحب الشعر من لحية (المتطرف) هو أحد الأساليب المفضلة لدى السجانين الأردنيين لإلحاق الألم بالشخص. ويعتقد على نطاق واسع بأن الأردنيين أطلقوا سراحه مرة أخرى في فبراير؛ لأنهم أدركوا أن مكانته قد تجعل منه حليفًا مهمًا في الكفاح ضد جماعة داعش المتشددة.
ويحب أبو قتادة التحدث من خلال استخدام الاستعارات. وقال إن مجموعة داعش “مثل الرائحة السيئة” التي لوثت البيئة الإسلامية الراديكالية، أو من الأفضل وصفها بأنها “ورم سرطاني” داخل الحركة الجهادية، أو هي مثل الفرع المريض من شجرة التين الذي يجب تقليمه قبل أن يقتل الشجرة بأكملها. ولجأ أبو قتادة إلى استعارة أخرى من أجل وصف الكيفية التي تجذب من خلالها داعش جيل الشباب المسلمين، قائلًا: “تذهب إلى مطعم ويقدمون لك تلك الوجبة الجميلة. تبدو الوجبة لذيذة جدًا ومغرية. ولكن، بعد ذلك، تذهب إلى المطبخ في الخلف، وترى الأوساخ والقذارة، فتشعر بالاشمئزاز“.
ويقول الرجلان إنهما يشعران بالفزع من الطريقة التي استخدمت بها داعش دراساتهما كعباءة لتوحشها، ولكسب المجندين، ولتبرير معركتها ضد القاعدة وفروعها. وقال المقدسي: “أخذت داعش جميع أعمالنا الدينية. لقد أخذوها منا، إنها كتاباتنا، إنها جميعها كتبنا، وأفكارنا”. وقال أبو قتادة: “الآن، هم لا يحترمون أي شخص“.
ويتفق المقدسي وأبو قتادة على أن مثل هذا السلوك “الوقح” لم يكن ليحدث في أيام بن لادن. وعبر المقدسي عن أسفه، قائلًا: “لا أحد كان يتحدث ضده. كان بن لادن نجمًا. كانت لديه كاريزما خاصة“.
وعلى الرغم من المودة الشخصية لخليفة بن لادن، الظواهري، والذي يدعوانه “الدكتور أيمن”؛ يعترف كلا الرجلين بأنه لا يملك السلطة والسيطرة لصد تهديد داعش. وقال أبو قتادة إن الظواهري افتقد “للسيطرة العملياتية” منذ بداية ولايته. وأضاف: “لقد أصبح معتادًا على العمل بهذه الطريقة اللامركزية. إنه معزول“.
ووفقًا للمقدسي، “انهار” الهيكل التنظيمي لتنظيم القاعدة. والظواهري، كما قال المقدسي، “يعمل مستندًا على الولاء فقط. وليس هناك هيكل تنظيمي؛ بل هناك قنوات اتصال وولاء فقط“.
وبدوره، رسم الدكتور منيف سمارة، وهو محارب قديم شارك في الجهاد بأفغانستان وأحد المقربين من المقدسي وأبي قتادة، صورة أكثر قتامة لموقف تنظيم القاعدة. وكطبيب يدير عيادة مجانية لعلاج المقاتلين والمدنيين السوريين الجرحى، لدى سمارة خبرة أكثر من المقدسي أو أبي قتادة فيما يتعلق بالعمليات اليومية للتنظيم الجهادي. وقال الطبيب إن التبرعات التي كانت تأتي من قبل في موجات من “مئات الآلاف” قد جفت؛ بسبب توجيه الجهات المانحة لأموالها إلى داعش، أو لرفضها تمويل المزيد من إراقة الدماء بين المجموعتين. وقال عضو آخر سابق في تنظيم القاعدة، هو أيمن ديان، الذي انشق ليصبح جاسوسًا للمخابرات البريطانية، إن أحد مصادره في المناطق القبلية الباكستانية يقول إن الوضع المالي لتنظيم القاعدة في وزيرستان سيئ للغاية؛ لدرجة اضطرار التنظيم في العام الماضي لبيع أجهزة حاسوباته المحمولة وسياراته لشراء الطعام ودفع الإيجار.
ووصف سمارة معركة داعش ضد تنظيم القاعدة بأنها محاولة لإسقاط الفئة الأكبر سنًا من الداخل. وقال: “في هذه اللحظة، نحن نعتقد بأن هناك انقلابًا يجري في داخل تنظيم القاعدة نفسه”.
** ** **
وفي العقد التالي لهجمات 11/ 9، جذب تنظيم القاعدة المال، والمجندين، والهيبة، بطريقة لم تفعلها أي جماعة جهادية أخرى عبر التاريخ. ونما التنظيم ليحصل على ولاء شبكة واسعة من المجموعات الإرهابية التي امتدت من أوروبا إلى إفريقيا وجنوب آسيا. ولم يحدث أن توحد هذا العدد من الجماعات المتباينة جغرافيًا تحت راية واحدة من قبل كما حدث للقاعدة.
وقد حقق بن لادن هذا العمل الفذ، جزئيًا على الأقل، من خلال كونه مرنًا أيديولوجيًا. ورفض بن لادن أن يكون تحريميًا بشأن المسائل الصغيرة من الإيمان، وتجنب هذا النوع من المنازعات التي مزقت التحالفات الجهادية الأخرى في الماضي. وتماشيًا مع اسمها الرسمي، وهو تنظيم قاعدة الجهاد، عملت المنظمة كمركز للمتشددين لإجراء الاتصالات، وتلقي الدعم المالي والتنظيمي. في حين استمر تمتع القادة الإقليميون بقدر كبير من الحرية التشغيلية.
وفي المقابل، طالبت قيادة تنظيم القاعدة بشيء واحد قبل أي شيء آخر، وهو الولاء. وقد تم فحص قادتها بدقة قبل تعيينهم، ولم يرتق إلى مراتبها العليا إلا أولئك المعروفون من ساحات القتال في أفغانستان والبوسنة والشيشان، والذين لديهم المعرفة اللازمة بالعلوم الإسلامية. وعند تعيينهم، أقسم كبار القادة “يمين الدم” لبن لادن نفسه.
وعندما تولى الظواهري القيادة بعد مقتل بن لادن في عام 2011، وجد الدكتور أيمن نفسه معزولًا من الناحية الجغرافية. ووفقًا لمصادر عديدة، بينما كان الظواهري يختبئ في الجبال على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان، كان مركز النشاط الجهادي قد انتقل إلى سوريا والعراق على بعد آلاف الأميال. ومع تصعيد هجمات قوات الجيش والطائرات بدون طيار الأمريكية في باكستان، أصبح من الأصعب بالنسبة للظواهري أن يبقى على اتصال مع قادته في الميدان. وتساءل سمارة: “ما هي القيادة؟ إذا كان زعيمك في أفغانستان وجنودك في العراق؟”.
وفي الواقع، كان الفرع الرئيس لتنظيم القاعدة في منطقة الشرق الأوسط، وهو دولة العراق الإسلامية (ISI)، مصدرًا للمصاعب منذ فترة طويلة. ومنذ إنشائها في عام 2003 تحت قيادة أبي مصعب الزرقاوي، كانت ISI سعيدة باستخدام اسم تنظيم القاعدة وأموالها، ولكنها غالبًا ما تجاهلت توسلات التنظيم لجعل الاتصالات أفضل مع القيادة المركزية، حتى عندما جاءت هذه التوسلات من بن لادن نفسه.
وفي عام 2010، عبرت ISI الخط الأحمر حين عينت زعيمًا جديدًا لها، هو أبو بكر البغدادي، من دون الحصول على موافقة مسبقة من تنظيم القاعدة، الذي لم يكن يعرف شيئًا تقريبًا عن هذا الرجل؛ لا من أين أتى، ولا مدى خبرته العسكرية، ولا حتى ما إذا كان من الممكن الوثوق به أم لا.
وفي وثيقة عثر عليها خلال الغارة على مخبأ بن لادن في أبوت آباد، أعرب آدم غدن، وهو عضو أمريكي في القاعدة، عن اشمئزازه من عدم الاحترام الذي تظهره الدولة الإسلامية في العراق. وتساءل غدن في رسالته إلى بن لادن، في يناير/ كانون الثاني عام 2011، عن لماذا ينبغي السماح لهذه المجموعة بتلطيخ اسم تنظيم القاعدة من خلال قيامها بالذبح العشوائي، في حين أنها لا تكلف نفسها حتى عناء البقاء على اتصال مع قيادة الجماعة. وبعد أقل من ستة أشهر من وصول تلك الرسالة، كان بن لادن قد مات، وجاء الظواهري، وهو رجل من مكانة أقل، للتعامل مع هذه المشكلة.
وبحلول ذلك الوقت، كانت ISI قد دفعت إلى حافة الانهيار من قبل القوات الأمريكية والعراقية. ولكن الأزمة السورية أعطت المجموعة فرصة لإعادة بناء نفسها. وحين بدأ الصراع يتكثف في أواخر عام 2011، أرسل البغدادي بهدوء واحدًا من صغار ضباطه، وهو أبو محمد الجولاني، عبر الحدود للاستفادة من الفوضى. ومجهزة بالأموال والأسلحة وبعض من أفضل جنود ISI، أصبحت جماعة الجولاني، التي تعرف اليوم باسم “جبهة النصرة”، بسرعة القوة القتالية الأكثر شراسة في سوريا. وبحلول عام 2013، كان الجولاني قد أصبح قائدًا قويًا لدرجة أن البغدادي خشي من أنه كان على وشك الحصول على دعم الظواهري، وتعيين نفسه كزعيم لفرع مستقل لتنظيم القاعدة في سوريا.
وفي 8 نيسان 2013، قام البغدادي بضربة وقائية كان من شأنها تمزيق راية الوحدة التي رفعتها الحركة الجهادية لفترة طويلة. وفي تسجيل صوتي أذيع على الإنترنت، أعلن البغدادي أن جبهة النصرة وISI ستصبحان رسميًا منظمة واحدة، وستتم تسمية المنظمة الناتجة بالدولة الإسلامية في العراق وسوريا، أو ببساطة أكثر، داعش. وبعد يومين، أجاب الجولاني برسالة صوتية أيضًا، رفض فيها “دعوة” البغدادي للاندماج، وتعهد بيمين الولاء مباشرة إلى الظواهري، مناشدًا “شيخ الجهاد” لحل النزاع.
وفي غضون 24 ساعة، أرسل الظواهري رسالة خاصة يحث فيها على التهدئة. وقال إنه يريد من القادة أن يرسلوا ممثلين عنهم إليه قبل أن يحكم بشأن هذا الخلاف، الذي كان قد أصبح بفضل الإنترنت معروفًا لدى الجمهور ومحرجًا للتنظيم. وجعل البغدادي من الواضح أنه لم يكن على استعداد لتقديم تنازلات. وفي رسالة شخصية، حذر البغدادي الظواهري من أن أي تلميح لدعم “خائن” لن يكون له “علاج سوى إراقة المزيد من الدماء”.
وفي يوم 23 مايو، ألقى الظواهري حكمه، قائلًا إن داعش، التي نشأت بدون موافقة مسبقة، لا بد أن “تنحل”؛ وأُمر البغدادي بأن يبقي على عملياته في العراق فقط؛ وفي الوقت نفسه، سيصبح الجولاني زعيمًا للفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا.
وأضاف الظواهري أنه لدى الرجلين مدة عام لإثبات أنفسهما، وبعد ذلك، سيقوم تنظيم القاعدة باتخاذ قرار بشأن التدابير اللاحقة. ومثل أي حكم مع وقف التنفيذ، كان العرض يحمل نوعًا من الترغيب والتهديد في الوقت نفسه، ويقول ضمنًا إن البغدادي يستطيع أن يزدهر من خلال اللعب بشكل جيد ضمن القواعد الجديدة أو إنه سيفقد منصبه في تنظيم القاعدة تمامًا. وأخيرًا، ولضمان الالتزام بهذه القواعد بشكل سلمي؛ أوفد الظواهري “أبو خالد السوري” مانحًا إياه صلاحية حل أي نزاعات أخرى.
وصرح عضو بارز سابق في المخابرات الباكستانية -رفض الكشف عن اسمه لصحيفة الغارديان- أن البغدادي كان غاضبًا من رسالة الظواهري؛ حيث صدمته فكرة التعامل معه على قدم المساواة مع الجولاني، وإعطائه أمرًا بالبقاء بعيدًا عن الصراع السوري الذي كان قد استثمر فيه الكثير من الجهد. ووفقًا للمقدسي، رفض البغدادي بازدراء مبعوث الظواهري، رغم أن السوري وعده بأن الأمر سيبقى سرًا لو أنه استجاب إليه. وقال المقدسي: “بعد ذلك، بدأ البغدادي يهاجم الظواهري، قائلًا إن تنظيم القاعدة قد انتهى، واحترق”.وفي ذلك الصيف، بدأت تنظيم داعش يستعد للحرب، ويجهز نفسه لأخذ الأراضي السورية التي سيطرت عليها النصرة، والتي كان يعتقد أنها من حقه. وفي سلسلة مذهلة من عمليات الهجوم على السجون، أطلق التنظيم سراح المئات من السجناء الأكثر خطورة في العراق من خلال إطلاق قذائف هاون على جدران السجون، واستخدام سيارات مفخخة لتفجير مداخلها.
ووفقًا لوثائق سرية حصلت عليها مجلة “دير شبيغل” مؤخرًا، بدأت داعش أيضًا بتنفيذ خطط للاستفادة من آلاف الرجال الذين كانوا يتدفقون على سوريا من تونس، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، ومصر، وأوروبا. ومن دون وجود علاقات مع السوريين الأصليين، كان من المرجح أن يبقى هؤلاء المقاتلون الأجانب موالين لداعش، وهو أمر مهم؛ لأنهم بدلًا من محاربة الأسد الذي جاؤوا إلى سوريا لمحاربته، سوف يُستخدمون لطعن الجماعات الثائرة المحلية المناهضة للأسد في الظهر.
** ** **
وفي مقابلة مع أحد المساعدين المقربين للمقدسي في الأردن، وهو رجل سنسميه “رحيم”، كان مساعدًا شخصيًا لأبي مصعب الزرقاوي؛ فقد وصف الرجال الذين يديرون داعش بأنهم سلالة مختلفة عن جهاديي تنظيم القاعدة. وقال رحيم إن المجموعة كانت تدار لعدة سنوات من قبل الرجال الذين خدموا ذات مرة في نظام صدام حسين البعثي.
ووفقًا لرحيم، كانت هناك سياسة غير رسمية عندما كان الزرقاوي مسؤولًا عن التنظيم تقول بمنع دخول أي شخص من حزب البعث القومي العلماني. وكان الزرقاوي يعتقد اعتقادًا راسخًا بأن العراقيين عمومًا، والبعثيين على وجه الخصوص، يفتقرون للتقوى. وأضاف رحيم: “كان هناك عدد قليل جدًا من العراقيين الذين تعرضوا لأفكار أخرى. لقد كانوا قوميين، وتأثروا جدًا بحزب البعث”.
وبعد مقتل الزرقاوي في عام 2006، تم تدمير ISI تقريبًا من قبل القوات الأمريكية والعشائر السنية التي ثارت ضد عنفها الوحشي. وقال رحيم إنه، ولإنقاذ نفسها، قررت الدائرة الداخلية لـ ISI حينها أن المجموعة بحاجة لتوسيع صفوفها. وبالتالي، أصبح حتى من يستطيع أن يقرأ بضعة أسطر من القرآن فقط ويطلق لحيته قادرًا على التسجيل في التنظيم.
وكان البعثيون السابقون الذين أداروا العراق لعقود من الزمن المجندين الجدد الأكثر قيمة. حيث كان ضباط جيش صدام حسين السابقون يعرفون مواطن الضعف في الجيش العراقي، وكان مسؤولو الاستخبارات السابقون يعرفون سماسرة السلطة في كل مدينة وقرية.
وقال رحيم إن هؤلاء البعثيين السابقين كانوا هم تقريبًا من رشح البغدادي ليصبح زعيمًا جديدًا للمنظمة في عام 2010. وحتى تعيينه، اعتبر البغدادي شخصية ثانوية، وهادئة، وغير جذابة. لم تكن لديه خبرة عسكرية، وكان تعليمه لا يذكر إلا قليلًا، على الرغم من أنه حاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية. ولكنه شكل الرجل المناسب ليكون واجهة التنظيم، وفقًا لرحيم؛ لأنه كان على الورق على الأقل يعد عالمًا دينيًا، وقد ادعت أسرته أنها من نسل النبي محمد، والأهم من ذلك كله، لم يكن هو نفسه بعثيًا.
وبعد تعيين البغدادي، توقفت جميع الاتصالات مع تنظيم القاعدة المركزي تقريبًا، وتم ببطء تحييد العدد القليل المتبقي من كبار الشخصيات التي تعد موالية للظواهري أو قتلها في ساحة المعركة عمدًا. وبحلول الوقت الذي وصلت فيه رسالة الظواهري في مايو 2013، لم يكن هناك شخص واحد في القيادة العليا لداعش من الذين كانوا ينتمون من قبل لتنظيم القاعدة، وفقًا لرحيم.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، وبينما تركز اهتمام بقية العالم على أسلحة الأسد الكيميائية، خططت داعش للسيطرة على الحدود الممتدة على مسافة 500 ميل بين تركيا وسوريا، وبالتالي السيطرة على المعابر الحدودية التي وفرت للجماعات الثائرة الرئيسة المواد الغذائية والطبية، والأسلحة، والمجندين الجدد. وبحلول ديسمبر، بدأت المدن الحدودية المهمة استراتيجيًا في السقوط واحدة تلو الأخرى بيد مقاتلي داعش.
وفي ديسمبر 2013 أيضًا، أرسل حسين سليمان، وهو طبيب شاب وسيم كان أحد كبار الضباط في جماعة الجبهة الإسلامية، لصنع السلام مع وحدة من وحدات داعش بعد اندلاع المتاعب عند نقطة تفتيش بالقرب من بحيرة الأسد في شرق سوريا. وعندما لم يعد سليمان، اتصل مسؤولو الجبهة الإسلامية بداعش، التي أكدت لهم أنها تحتجز سليمان كجاسوس.
وهنا، طالبت الجبهة الإسلامية بالإفراج عنه لأنه كان مجرد وسيط سلام. وعلى أقل تقدير، طالبت الجبهة بمحاكمته في محكمة شرعية مستقلة. ولكن داعش رفضت ذلك.
وعندما أفرجت داعش عن سليمان كجزء من عملية تبادل للأسرى في 31 ديسمبر، تلقت الجبهة الإسلامية جثة مشوهة للشاب، تظهر قطع أذنه اليمنى، وتحطيم أسنانه، وكسر إحدى ساقيه. وفي اليوم التالي، نشرت الجبهة الإسلامية صورًا لجسده المهترئ على الإنترنت، وهو ما أثار احتجاجات في المدن في أنحاء سوريا ضد وحشية داعش. وأما في المدن التي تسيطر عليها داعش، فقد أطلق مقاتلوها النار على المتظاهرين؛ مما أثار مزيدًا من الغضب.
وفي غضون أيام، اجتمعت المجموعات السورية الثائرة الكبرى، بما في ذلك النصرة، معًا لإعلان الحرب على داعش. وبالفعل، قتل آلاف من المسلحين خلال الأشهر القليلة الأولى من عام 2014 فقط؛ حيث دارت معارك شرسة بين داعش والفصائل الثائرة الأخرى، شهدت أيضًا خطفًا وتعذيبًا وقتل بعض من كبار القادة من كلا الجانبين.
وهنا، اضطرت داعش للتراجع عن غرب سوريا، وبدأت بتوطيد سيطرتها على الشرق، وتحديدًا المنطقة الأقرب إلى العراق؛ حيث تتواجد العديد من حقول النفط في سوريا. وهناك، قاتلت النصرة داعش بشراسة داخل وحول مدينة الرقة، وعلى طول ضفاف نهر الفرات.
وفي 16 كانون الثاني عام 2014، نشر مبعوث الظواهري، أبو خالد السوري، رسالة على الإنترنت، قائلًا إن داعش كانت تسعى لإفساد الجهاد في سوريا كما فعلت في العراق، وإن على مسلحيها توجيه قنابلهم إلى الكفار، وليس في اتجاه زملائهم الجهاديين. وبعد ذلك بسبعة عشر يومًا، لعب الظواهري بطاقته النهائية، معلنًا طرد داعش من تنظيم القاعدة.
وبالنسبة لداعش، لم يعد هناك طريق للعودة إلى الوراء. وفي 21 شباط، شق خمسة من رجالها طريقهم إلى المجمع الذي كان يقيم فيه “السوري” بحلب. وعندما ظهر هدفهم، قام أحد المهاجمين بتفجير حزامه الناسف؛ فأصبح خادم الظواهري المخلص، والذي كان قد أرسل من أفغانستان لتحقيق السلام، جثة هامدة.
** ** **
ومن زنزانتيهما في سجون بالأردن، شاهد أبو قتادة والمقدسي المعركة الضارية بين داعش والقاعدة بقلق متزايد. وشعر أبو قتادة وكأن التاريخ يعيد نفسه. وفي وقت مبكر من التسعينيات، كان أبو قتادة من المؤيدين المتحمسين للجماعة الإسلامية في الجزائر، وأصدر الفتاوى التي أعطت إرهابيي الجماعة رخصة للقتل من دون الكثير من التمييز. ولكن، عندما بدأت الجماعة الإسلامية بقتل المسلحين المنافسين، جمع أبو قتادة مجموعة من العلماء المتشددين للتنديد بالمنظمة؛ وهو ما ساعد على تجريدها من المصداقية الفكرية بين زملائها الجهاديين. والآن، بعد مرور أكثر من 20 عامًا، أراد أبو قتادة من المقدسي الانضمام إليه في حملة مماثلة ضد داعش.
ولكن المقدسي طلب من أبي قتادة تأجيل ذلك؛ حيث إنه كان يأمل في أن تعود داعش إلى (الحظيرة). وكان بعض من كبار أعضاء داعش قد كتبوا له بالفعل وهو في السجن مشيرين إلى ندمهم. وقالت إحدى تلك الرسائل: “نحن نعلم أننا ارتكبنا أخطاء … نحن نعلم أن من بين جنودنا ورجال ديننا هناك بعض المتطرفين … ولكنهم الأقلية”.
وقد حاولت داعش شراء تأييد المقدسي. وفي صيف وخريف عام 2014، تم إرسال رسائل إلى المقدسي، وأبي قتادة، وحوالي عشرة آخرين من رجال الدين، تدعوهم للانتقال إلى الخلافة؛ حيث يمكنهم العمل دون خوف من السجن وفي مرتبة أعلى. وحتى إن البغدادي كتب رسالة شخصية إلى المقدسي لإقناعه بالانضمام إليه. ولتجميل الصفقة، وعده بدفع ما يصل إلى مليون دولار.
 
وبعث التنظيم رسالة لفرع تنظيم القاعدة في اليمن تقول إن داعش ستقدم لزعيم التنظيم ورجاله 10 ملايين دولار مقابل التعهد علنًا ​​بالولاء للبغدادي. وقد تم تقديم عرض مماثل، ولكن بمبلغ 5 ملايين دولار، لفرع القاعدة في ليبيا.
وكان لهذه العروض نتائج مختلطة. وفي حين رفضَ المقدسي، وأبو قتادة، والعلماء البارزون الآخرون، وقائد تنظيم القاعدة في اليمن، هذا العرض جملة وتفصيلًا؛ استحوذ العرض -على ما يبدو- على اهتمام العديد من الفصائل الجهادية في جميع أنحاء العالم. وفي نوفمبر، حصلت داعش على أيمان الولاء من المقاتلين الجهاديين في مصر، وليبيا، وباكستان، وحتى اليمن، أقوى معقل لتنظيم القاعدة. وفجأة، امتد تأثير الجماعة من سوريا والعراق إلى بقية العالم الإسلامي.
وحاول المقدسي التدخل لدى داعش في وقت لاحق من ذلك العام، في محاولة فاشلة لتأمين الإفراج عن الرهينة بيتر كاسيج. وفي يوم 24 ديسمبر عام 2014، تم إطلاق النار على طائرة عسكرية أردنية فوق أراضي داعش قرب مدينة الرقة شمال سوريا، وأخذ التنظيم قائدها كرهينة. وبعد فترة وجيزة، أبلغ المقدسي المسؤولين الأردنيين بفكرة كان قد اقترحها في الأصل صديقه الدكتور منيف سمارة، لتأمين عودة الطيار.
ومن خلال التواصل عن طريق تطبيق Telegram، وهو تطبيق يسمح بإجراء الاتصالات المشفرة، أرسل المقدسي لداعش في يناير/ كانون الثاني من هذا العام، قائلًا إن الأردنيين سيكونون على استعداد لإجراء عملية تبادل للأسرى، وإنه في مقابل عودة الطيار، سيتم الإفراج عن امرأة تدعى “ساجدة ريشاوي”، كانت قد أرسلت في عام 2005 من قبل أبي مصعب الزرقاوي لتفجير أحزمة ناسفة في فندق راديسون ساس؛ كجزء من سلسلة منسقة من التفجيرات الانتحارية في الأردن.
وكانت الاستجابة الأولية إيجابية. ويقول المقدسي إن داعش أبلغته بأنها كانت “حريصة” على تحقيق الصفقة. وعلى وسائل الإعلام الاجتماعي، بدأ أنصار داعش فجأة يدعون إلى الإفراج عن ريشاوي.
وقبل أن تتم الصفقة، طلب الأردنيون من المقدسي الحصول على دليل بأن الطيار كان لا يزال على قيد الحياة. وردًا على ذلك، أرسل مفاوضو داعش للمقدسي ملفًا إلكترونيًا زعموا أنه يقدم دليلًا على أن الطيار حي يرزق. ولكن، لم يتمكن المقدسي من فتح الملف؛ لأنه كان محميًا بكلمة مرور.
وفي 3 شباط، أي بعد أيام قليلة من الحوار المتوتر، أرسل مفاوضو داعش أخيرًا كلمة السر لفتح الملف للمقدسي. وعندما حصل عليها، أدرك المقدسي أنه كان قد تعرض للخيانة. حيث إن كلمة السر كانت تقول باللغة العربية: “المقدسي القواد، فردة حذاء الطاغية، ابن العاهرة الإنجليزية“.
** ** **
لا يزال لدى المقدسي وأبي قتادة أمل بأن الوحدة التي سادت ذات مرة في ظل بن لادن ستعود. ولكنهما اعترفا صراحة أيضًا بأن داعش مستمرة في الانتصار في الحرب على الأرض وفي وسائل الدعاية، على حد سواء.
وقال أبو قتادة إن داعش “في هذه اللحظة، في حالة سكر بسبب القوة“، ولكنها في مرحلة ما، سوف تحتاج إلى التفاوض مع تنظيم القاعدة مرة أخرى. وأشار المفكر الإسلامي إلى أن فرع تنظيم القاعدة في سوريا حقق بعض النجاحات مؤخرًا ضد قوات الأسد، في حين لاحظ المقدسي أن ولاء العديد من الفروع الأخرى، بما في ذلك فرع التنظيم في اليمن، لا يزال مؤكدًا. وقال المقدسي: “ولاؤهم قوي وواضح. عندما يرسل الظواهري رسالة إلى اليمن، يكون على علم بأن أمره سيكون مطاعًا”.
وفي الوقت نفسه، يعتقد الرجلان أن أحداث العقد الماضي، وخاصة الحرب مع داعش، هي علامة على أن تنظيم القاعدة يحتاج لإعادة تقييم لتكتيكاته. ويرى المقدسي أن على تنظيم القاعدة ألا يهدف إلى تجنيد الأتباع بأعداد كبيرة؛ بل أن يركز على “أهل الجودة”، الذين يفهمون الثقافة الإسلامية جيدًا، ولا يقومون بنشرها لمجرد تعزيز الغايات الشخصية الخاصة بهم.
وفي السنوات الأخيرة أيضًا، أصبح المقدسي يعتقد بأن فهم تنظيم القاعدة للجهاد قد لا يكون فهمًا صحيحًا، وهو جهاد “إرغام” بدلًا من أن يكون جهاد “تمكين للمؤمنين”. ويقول المقدسي إن هجمات 11/ 9 كانت جزءًا من استراتيجية خاطئة أيضًا. ويضيف: “إن الأعمال في نيويورك وواشنطن، ومهما بدت عظيمة، كانت في النهاية أعمالًا حاقدة“.
ويطلب المقدسي من تنظيم القاعدة الآن البدء في تقديم الخدمات الاجتماعية، كما فعلت حماس في غزة. وقال: “هذا النوع من تمكين الجهاد هو ما سيؤسس دولتنا الإسلامية“.
وأضاف أنه سيمكن هذه الدولة من أن تصبح ملجأ للضعفاء، وأن فروع تنظيم القاعدة في تونس وأماكن أخرى بدؤوا بوضع هذا الاقتراح موضع التنفيذ، من خلال حراسة الجهاديين للمستشفيات، وبنائهم للبنية التحتية، وحتى قيامهم بالتقاط القمامة.
وأما منيف سمارة، فهو يشعر بالقلق من أن تنظيم القاعدة قد تعثر بسبب الصعوبة التي واجهها في جذب مجندين جدد. وقال إن الجنود الشباب “يريدون العمل، يريدون الدم، يريدون الانفجارات. إنهم ينتظرون تنظيم القاعدة (كي يفعل شيئًا)، والقاعدة لا تفعل شيئًا“.
المصدر
======================
صحيفة “لوتون” السويسرية :المعضلة الإنسانية أمام تواجد داعش
صحيفة “لوتون” السويسرية – التقرير
ارتعد العالم يوم 20 مايو بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر وسط سوريا، ليهدد كنوز المدينة الأثرية ويسيطر على الطريق المؤدية إلى العاصمة دمشق. ولكن بالنسبة للعاملين في المنظمات الإنسانية، والذين يحاولون مساعدة شعب سوريا والعراق، فإن الخطر المباشر مختلف عن مسألة الآثار، باعتبار أنه في تدمر توجد مخازن الأمم المتحدة، حيث يتركز جزء من المساعدات الغذائية للمنطقة كلها، لتسقط هذه المساعدات في أيدي داعش، وليبقى للأمم المتحدة خيار وحيد وهو التخلي عنها.
مع تقدم مقاتلو هذا التنظيم، أصبح المشكل في كيفية مساعدة هؤلاء الناس الذين وقعوا في فخ هذا التنظيم؟ فبين سوريا والعراق، هناك الآن ما يقرب من 10 مليون نازح على الحدود.
وتؤكد عبير عطيفة، مسؤولة في القاهرة في برنامج الأغذية العالمي، وكالة الأمم المتحدة الموكول إليها التصرف في مخازن تدمر: “في سوريا، لم يعد بإمكاننا التدخل في هذه المناطق، أما بالنسبة للعراق، فنحن نقيّم الوضع بصفة يومية وذلك يعتمد على التغيرات التي تطرأ على طبيعة السلطة. ولكن هناك شيئًا واضحًا: وهو أن الوضع في العراق يزداد سوءًا”.
ولا يوجد أي تعاون رسمي بين تنظيم داعش والمنظمات الإنسانية الكبرى بسبب معاداته للغرب، وعلى أساس أن العاملين في المجال الإنساني هم من “الصليبيين” وتجب محاربتهم.
وجميع المنظمات التي تم الاتصال بها دللت على أنها استخدمت سلسلة من الوسطاء (زعماء القبائل وزعماء القرى والمنظمات غير الحكومية المحلية وجمعيات الهلال الأحمر …) للوصول إلى هذه المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش والتي يستحق السكان فيها إلى المساعدة.
وتتمتع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعدة مزايا، خاصة في العراق. ففي الوقت الذي شهد فيه البلاد ما يقرب من ثلاثة عقود من النزاعات المتتالية، لم تغادر اللجنة الدولية البلاد أبدًا. وأكثر من ذلك، فإن بعض زعماء القبائل الحاليين تلقوا المساعدة من هذه اللجنة وهم في السجون، في أعقاب الغزو الأمريكي.
هناك مشكل آخر، يتمثل في وجوب تأكد المنظمات الإنسانية أنها لا تقدم مساعدات حتى ولو بصفة غير مباشرة لتنظيم داعش خوفًا من أن تسلط على هذه المنظمات العقوبات التي سنها قانون مكافحة الإرهاب.
ويحاول برنامج الأغذية العالمي التعامل مع “شركاء”، مقبولين من تنظيم داعش، قادرين على السيطرة على مسالك توزيع المواد الغذائية. وتقول عبير عطيفة: “لدينا وحدة قانونية مسؤولة عن التأكد من أن كل من شركائنا يستجيب للقوانين سارية المفعول. ونحن نعمل بشفافية تامة “.
وقالت إيفا سفوبودا، وهي باحثة في معهد التنمية لما وراء البحار، وهي مؤسسة فكرية مقرها في لندن: “هذه المسألة يمكن تلخيصها على أنها في علاقة مباشرة مع سمعة المنظمة الإنسانية“. قد تكون النتيجة كارثية لو ارتبط اسم المنظمة الإنسانية مع قائمة الذين يساعدون الإرهاب.
وتواصل إيفا سفوبودا قائلة: “هذا المنظور يعيق التزام العاملين في المنظمات الإنسانية، فلدى الرأي العام غالبًا ما يعتقدون أن كل أولئك الذين هم “في الجانب الآخر” فإنهم يفعلون ذلك عن طواعية. ولكن في كثير من الأحيان فإن الناس ليس لديهم أي خيار. ولا نستطيع أن نقول ببساطة أننا سوف نترك هؤلاء الناس يموتون هناك“.
هذا السيف المسلط يمكن أن تكون نتائجه وخيمة. فقد اتخذت المنظمة الخيرية الكبيرة “الإغاثة الإسلامية” قرارًا: “نحن لا نقوم بأي تدخل في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، لا في سوريا ولا في العراق“، وهو ما قاله جمال كرافس، مدير الفرع السويسري لهذه المنظمة.
في السابق، كانت هذه المنظمة الإسلامية تدير بنفسها مخيمًا للنازحين فيه عشرات الآلاف من النازحين في شمال سوريا. والذين هجرتهم في وقت لاحق. ولشرح أسباب هذا الانسحاب، سلطت هذه المنظمة غير الحكومية الضوء على القضايا المتعلقة حصريًا بسلامة موظفيها. ولكن في الماضي، تعرضت هذه المنظمة الإنسانية لاتهامات من إسرائيل، بدعوى أنها تمول أنشطة حماس الفلسطينية.
من خلال انتهاج النهج المعاكس، حاولت منظمة أطباء بلا حدود إبرام اتفاق مباشر مع قيادة تنظيم داعش. لكن هذا الاتفاق انهار مع عملية الخطف، في سوريا، لأعضاء من هذه المنظمة الإنسانية. وقال فابيو فورجيونو، رئيس منظمة أطباء بلا حدود في بغداد: “نحن نعلم أن الحاجيات للمساعدة في هذه المناطق [التي يسيطر عليها تنظيم داعش] هائلة، ولكننا أكدنا أنه ما لم يكن لدينا ضمانات مباشرة، فقد قررنا عدم التدخل في هذه المناطق“.
وعلاوة على ذلك، منظمة أطباء بلا حدود متواجدة في بقية أنحاء العراق، وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة، تمكنت من تقديم المساعدات لعشرات الآلاف من الناس. وفي الواقع، فقد أصبحت أجزاء كبيرة من البلاد وكأنها في نوع من المناطق العازلة.
هل علينا التحدث مباشرة مع تنظيم داعش حول القضايا الإنسانية؟ احتدم النقاش لعدة أشهر في واشنطن حول هذه المسألة، خوفًا من أن يستغل تنظيم داعش المساعدات في توطيد سيطرته على المناطق التي احتلها. وهذا النقاش، في الواقع، كان وراءه النرويجي يان إيجلاند، النائب السابق للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. والذي قال أن المساعدات لا ينبغي أن تعتمد على الجماعات التي تتحكم في الميدان، ولكن على الضحايا الذين يجب الوصول إليهم.
ويرى بيير دورباس، نائب قائد العمليات في المنطقة، أن تنظيم داعش طرف في النزاع ومن الأحسن أن نصل معه إلى اتفاق في جنيف.
حتى وإن كان ذلك سيعرضنا لخطر إضفاء الشرعية على “الخلافة” لتنظيم داعش؟ إلا أن إيفا سفوبودا قال: “الناس ينسون، ولكن هذا النوع من الأسئلة الذي يطرح نفسه في كثير من الأحيان في الصراع، وفي الأساس، فإننا نواجه معضلة كلاسيكية إنسانية. ولكن في هذه الحالة، فإن أيديولوجية تنظيم داعش متطرفة بحيث يجعل النقاش متقد“.
هناك “قانون” غير مكتوب تتعامل به المنظمات الإنسانية، وهو أنه كلما سيطرة جماعة مسلحة على أكثر أجزاء من الأراضي، فإن ذلك سيجعلها تقدم الكثير من التنازلات لضمان تقديم خدمات لسكانها. فمثلا في أفغانستان، أعطت قيادة طالبان تعليمات لمقاتليها بعدم استهداف قوافل المساعدات الإنسانية التي جاءت لمساعدة السكان تحت عهدتهم. ونفس الشيء حصل في الصومال مع حركة الشباب.
وهكذا فإن تنظيم داعش أصبح أمام معضلتين: من جهة عليه محاربة أعدائه وترويعهم، ومن جهة أخرى تلبية احتياجات الناس لممارسة حياتهم الطبيعية. وهذا يصعب تحقيقه خاصة إذا ما علمنا أن كلا من سوريا أو العراق بقيتا حاليًا إلى حد كبير في حالة خراب.
وبالفعل، فقد اعتمد مقاتلو داعش، ومن دون أن يقولوا ذلك، على دعم من الوكالات الدولية، كما تم إيفاد المهندسين العراقيين إلى المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون لإصلاح أنابيب المياه.
ويعترف ينس ليرك، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في جنيف: “لدينا في الاعتبار مشكلة مساعدة هذه المجموعات ومد يد المساعدة إليهم. ولكن في سياق هذه البلدان، كل المساعدات من هذا النوع لديها بالنسبة لنا جانب إنساني بحت“.
المصدر
======================
فورين بوليسي تسأل: كيف تستخدم إيران المقاتلين الشيعة الأجانب لإنقاذ نظام الأسد؟
نشر في : الجمعة 12 يونيو 2015 - 03:29 ص   |   آخر تحديث : الجمعة 12 يونيو 2015 - 03:29 ص
ترجمة راقب – التقرير
تواصل كل من قوات المتمردين والدولة الإسلامية زحفها في سوريا. فقد تقدمت جماعاتٍ إسلامية معارضة في الجنوب بالقرب من درعا وفي الشمال في إدلب؛ بينما استولت الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي على مدينة تدمر في وسط البلاد. من الواضح أن نظام الرئيس بشار تحت ضغط، لكن الشائعات حول اقتراب نهايته مبالغٌ فيها للغاية.
يكافح الأسد وحلفاؤه الإيرانيون أكثر فأكثر لحشد قواتٍ كافية لحماية المناطق المهمة استراتيجيا، لكنهم رغم ذلك تحركوا بشراسة لمنع انهيار النظام. باستخدام الأموال والإكراه، أطلق الأسد جهودا جديدة لزيادة عدد الجنود والولاء للنظام. حيث أعلن النظام السوري الأسبوع الماضي أمله في الحصول على خط ائتمان من طهران بقيمة مليار دولار لمواصلة القتال. أما الأكثر أهمية، فهو ازدياد تجنيد ونشر القوات الأجنبية المدعومة إيرانيا بصورةٍ هائلة. مع هذه الجهود، فإن العجلات تتحرك ليقوم النظام ليس فقط بإحتواء مكاسب المتمردين، ولكن أيضا دفعهم إلى الخلف.
قبل ذلك في 2014، واجه نشر القوات الموالية للأسد عقباتٍ ضخمة عندما بدأ الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية العراقيين في العودة إلى العراق بعد مكاسب الدولة الإسلامية هناك. لكن جوهرة تاج شبكة الوكلاء الإيرانيين – جماعة حزب الله شبه العسكرية – عوضت غياب العراقيين الذين أعيد انتشارهم. زاد تجنيد حزب الله، سواء داخل لبنان أو عبر وكلاء الجماعة في سوريا. عزز التنظيم من نفوذه ايضا عبر استهداف ليس فقط المسلمين الشيعة للتجنيد، ولكن ايضا أقلياتٍ أخرى، مثل الدروز وجماعات مسيحيةٍ، جاعلا منهم تنظيماتٍ شبه عسكرية مشابهة لنموذج حزب الله.
توسع نشر قوات حزب الله في سوريا بالتوازي مع زيادة أعداده. لا تحافظ الجماعة فقط على دورها الاستشاري مع الميليشيات الموالية للأسد، لكن لديها ايضا تواجد قتالي ضخم في مناطق استراتيجية حيوية. حيث لعبت دورا رئيسيا في هجومٍ جنوب سوريا، بالقرب من مدينة درعا وفي مناطق بجوار مرتفعات الجولان، وتورد تقارير أنه تكبد خسائر في منطقة اللاذقية الساحلية. لكن الجبهة الأكثر نشاطا للحزب هي منطقة القلمون الجبلية والحيوية استراتيجيا، والتي تربط المناطق الجبلية الساحلية بدمشق وتتاخم معقل الجماعة في سهل البقاع. بعد ذوبان ثلوج الشتاء، اطلق حزب الله هجوما كبيرا في المنطقة. لم يكن ذلك التقدم بدون خسائر للجماعة: منذ 1 مايو، أعلن حزب الله مقتل 35 من مقاتليه.
اتجهت إيران أيضا نحو مجتمعاتٍ جديدة بالكامل من المقاتلين الأجانب لدعم نظام الأسد. بدايةً من 2013، ظهرت تقارير عن جنازاتٍ لعشراتالمقاتلين الشيعة الأفغان في إيران، معظمهم من لاجئي قومية الهزارة الأفغانية في إيران. أفادت بعض التقارير أن القادة العسكريين الإيرانيين اعتبروا الجنود الشيعة الأفغان مجرد وقود للمدافع، وتقول تقارير إنهم يرسلون مجرمين يدفعون لهم مبالغ زهيدة. بغض النظر عن ذلك، نشط هؤلاء منذ 2014 عبر أنحاء سوريا – في منطقة القلمون، دمشق، اللاذقية، درعا في الجنوب، ومدينة حلب المضطربة.
كانت هناك أيضا ادعاءاتٍ بين الحين والآخر عن مشاركة شيعة باكستانيين في سوريا منذ 2013. لم يتم التأكد منها إلا في 2014، عقب تشييعجنازات  ثلاثة مقاتلين شيعة باكستانيين في إيران. كما شهدت العراق أول خسائر معلنة للمقاتلين الأجانب الشيعة الباكستانيين، حيث شيعتأول جنازة في يونيو 2014.
كما وسعت المجموعات الشيعية العراقية المدعومة من إيران ايضا من جهود تجنيدها باستهداف الشيعة الباكستانيين. بدءا من سبتمبر 2014، اطلقت حركة حزب الله النجباء، وهي جماعة مدعومة إيرانيا مرتبطة بميليشيا عصائب الحق، برنامجا للتجنيد باللغة الاردية، داعيةً “الإخوة المؤمنين الذين يتمنون الدفاع عن العراق وعقيدة علي” إلى المشاركة في القتال. وقد تكررت الدعوات لهؤلاء المتطوعين في يناير 2015.
هؤلاء المقاتلون الشيعة ليسوا مجرد مزيد من الجثث تلقيها إيران في أتون الصراع – لكنهم أيضا دلالة على المدى الجيوسياسي الإيراني المتنامي. يشير وجودهم إلى أن إيران تحاول ترسيخ نفوذها في عمق مجتمعات آسيا الوسطى. نفوذها في باكستان بالتحديد جدير بالملاحظة، حيث البلاد حليف قوي وشريك نووي محتمل لعدوها الإقليمي، السعودية.
بينما ما يزال العديد من المقاتلين الشيعة العراقيين يقاتلون في بلدهم، ظهرت أيضا تنظيماتٌ جديدة للتجنيد للجبهة السورية. قامت كتائب سيد الشهداء، وهي وكيل إيراني ظهر في بدايات 2013، بتعويض كثير من النقص في الحرب السورية، حيث اطلقت حملات تجنيد على الانترنت وعلى الارض بعد أقل من شهر على غزو الدولة الإسلامية للموصل في العراق. منذ أواخر 2014، نشرت كتائب سيد الشهداء صورا ومقاطع فيديو لمقاتليها في درعا وأصدرت بيانات تروج لدفاعها عن مرقد السيدة زينب جنوب دمشق وتستعرض مشاركتها وتجلب المزيد من المقاتلين.
بينما لعب الدفاع عن مرقد السيدة زينب دورا محوريا في تجنيد قوات الميليشيات الشيعية الأفغانية، العراقية، اللبنانية، والباكستانية ذات القيادة الإيرانية، فإن هذه الجماعات تنتشر حاليا في معظم المناطق الاستراتيجية الكبيرة في سوريا. أرسلت بعض الميليشيات العراقية التي تتمركز بجانب المرقد، على سبيل المثال، إلى معقل العلويين على طول الساحل السوري، والذي يتعرض لخطرٍ متزايد من تقدم المتمردين في الشمال. كما أرسلت قوات التدخل السريع ولواء الإمام الحسين، وهي ميليشيات تتمركز في دمشق ويديرها شيعة عراقيون، مقاتلون وممثلون لزيارة قرية عائلة الأسد، القرداحة، بل وادعت الأخيرة أنها “تبرعت” بـ 50 مقاتلا إلى الجبهة التي تجاور القرية.
حاول نظام الأسد أيضا تعزيز القوات التي تقع تحت قيادته مباشرةً عبر أنواعٍ عدة من الحوافز والعقوبات. ففي أواخر 2014 بدأ النظام حملات ضد المتهربين من التجنيد، بل واتهمت منظماتٌ موالية للمتمردين الأسد بالزج بالشباب اجباريا إلى التجنيد.
لم يكن الأمر ببساطة أن الأسد استخدم يدا ثقيلة لزيادة الأعداد وبناء دعم. فتلك الجهود تكلف أموالا، وإيران، بالإضافة إلى إرسال الآلاف من رجال الميليشيات ودفع رواتبهم، تنفق أيضا المليارات من الدولارات. من جانبه، خفض نظام الأسد بعض المساعدات، بينما أعاد تركيز جهوده على ضمان تمويل هؤلاء الذين يحمون النظام مباشرةً.
في ديسمبر 2014 أصدرت سوريا قانونا ينص على أن نصف وظائف القطاع العام يجب أن تذهب إلى عائلات المقاتلين القتلى وهؤلاء الذين أصيبوا بينما يحاربون لحماية حكم الأسد. بل ووزعت حكومة الأسد في ابريل 2015 ما يدعى بـ  “بطاقات الشرف” لأفراد عائلات هؤلاء الذين قتلوا بينما يحاربون من أجل الأسد؛ توفر البطاقات لحامليها الوصول إلى عنايةٍ طبيةٍ مجانية ومواصلاتٍ عامة بنصف السعر. ايضا اوردت تقارير قيام النظام بتوزيع تعويضات للقرى التي هاجمها المتمردون والجهاديون في اللاذقية. جزرة أخرى لعاملي الحكومة الموالية للأسد كانت إضافة 4000 ليرة سورية (حوالي 20 دولارا) حافزا شهريا للعاملين بالدولة والمتقاعدين. ربما تبدو هذه المبادرات متواضعة، لكن في بلدٍ دمره صراع لا تبدو له نهاية منذ 2011، فإن وظيفةً آمنة وأجورا منتظمة قد تفعل الكثير للحفاظ على الولاء.
سوف تسمح الآليات التي وضعها الأسد وإيران باستمرار بقاء النظام. يُحدث الاستنزاف أثره، لكن طهران ودمشق تقومان بأفضل ما لديهما لدرء الانهيار ومهاجمة أعدائهما مجددا.
المصدر
======================
واشنطن بوست :هل الإمبراطورية أفضل للشرق الأوسط؟
نشر في : الجمعة 12 يونيو 2015 - 03:01 ص   |   آخر تحديث : الجمعة 12 يونيو 2015 - 12:56 م
واشنطن بوست – التقرير
في الآونة الأخيرة، أثار الصحافي روبرت كابلان ضجة كبيرة من خلال مقالة له في صحيفة “فورين بوليسي”، والتي بدت كدعوة للعودة إلى الحكم الإمبراطوري كبديل عن “الفوضى” في العالم العربي اليوم. هذه ليست أول محاولة لكابلان في إثارة مثل هذه الحالة، دائمًا ما تثير كتاباته ردود مهمة وصاخبة.
ومع ذلك، لا تزال حجج كابلان تجد قرّاءً متعطشين لها. لقد أثار هو ومنتقدوه حججًا إشكالية عميقة، ليس فقط حول طبيعة الإمبراطورية، ولكن أيضًا حول القومية والحدود ومسار التاريخ ومشاكل السياسة وتكوين الدولة في الشرق الأوسط الحديث. ولا تصمد تلك الحجج أمام الحقائق كما تكشف الكثير من البحوث في العلوم السياسية بقدر كبير من التفصيل.
الحقائق مهمة لأنّ هذه الحجج عن التاريخ الإمبراطوري للشرق الأوسط لا توجد من فراغ. لقد اُختيرت هذه الحجج لدعم مواقف سياسية مختلفة تجاه المنطقة. وسوف نشرح أدناه كيف أن هذه الحجة خاطئة، وكيف تؤدي هذه الأكاذيب إلى المواقف السياسية المؤسفة.
أوهام الإمبريالية
يزعم كابلان أنّ الحالة الراهنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتجت عن انهيار ثلاثة أنظمة إمبراطورية: الإمبراطورية العثمانية، وتحديد العالم بـ “الحدود التي أقامتها الإمبريالية الأوروبية في بلاد الشام”، كما أوضح كابلان، والدور الأمريكي السابق في “تنظيم وتحقيق الاستقرار في المنطقة” ظاهريًا.
كما يفرق كابلان بين الدول التي من المفترض أن يمتد تاريخها إلى العصور القديمة (المغرب وتونس ومصر)، والدول المصطنعة التي يفترض أنها بدون سوابق تاريخية قديمة (الجزائر وليبيا والعراق وسوريا). وفي ظل انهيار هذه الدول، كما ذكر، ظهرت “القوى الإقليمية الأصلية” مثل إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية، لتشكل “العقد” حول الفروق الدينية والأيديولوجية التي يمكن وينبغي أن تكون بمثابة أقطاب للتحالفات الإقليمية الجديدة اللازمة لاستعادة النظام في الشرق الأوسط.
حجج كابلان هي ذكريات غامضة وغير دقيقة عن ماضي بديلة لأفكار عفا عليها الزمن حول الحتمية الجغرافية والصراع بين المسلمين. فهو يفترض، على سبيل المثال، أنّ تاريخ الحضارة القديمة أعطت دولًا مثل المغرب “الأشكال القوية من الهوية العلمانية”، وهو ادّعاءٌ يتناقض إلى حد ما مع لقب الملك المغربي كأمير للمؤمنين. كما يحاجج أيضًا بأنّ عدم وجود مستوطنات رومانية كبرى في ليبيا والجزائر (وهو مجرد زعم كاذب: فقد كان هناك مستوطنات كبيرة في ما يعرف اليوم بقسنطينة، وتيبازة وغيرها، والمناطق الرومانية في طرابلس وبرقة) يشكّك بطريقة أو بأخرى في مسألة ما إذا كانت هناك “دولة أو حكومة مركزية ممكنة” في هذه الأماكن. لكنّ الحدود الشمالية للجزائر تم تحديدها منذ مئات السنين، في حين أن الخلل الذي تعاني منه ليبيا الآن ينبع بالأساس من عقود من الحُكم القبلي والعائلي لمعمر القذافي، الذي أضعف ودمّر مؤسسات الدولة.
حجج مصطنعة حول حدود مصطنعة
ومع ذلك، فإنّ الأمر الأكثر إثارة للقلق هو مزاعم كابلان حول الحدود المصطنعة المفترضة و”النظام” الذي جلبه الحُكم الاستعماري. حجة الحدود المصطنعة هي أسطورة شائعة لا تزال، للأسف، تسيطر على مناقشات سياسة الشرق الأوسط. ببساطة، يزعم كابلان أنّ اتفاقية سايكس بيكو صيغت بشكل تعسفي، ولم تتوافق مع الحقائق الطائفية أو الوطنية على أرض الواقع، مما يعني أن الحدود “المصطنعة” التي رسمها الاتفاق ساهمت في الفتنة الطائفية التي نراها اليوم.
تعني الشكاوى حول الدول المصطنعة أنّ الحدود لا يمكن أن تكون طبيعية. وعلى الرغم من أنّ النخب القومية قد ترغب في تصوير الحدود وكأنها أمر طبيعي لجماعاتهم المقربة، في جميع أنحاء العالم، إلّا أنّ الدول نشأت من خلال العمليات الاجتماعية التي تنطوي على الصراع والتفاوض لإنشاء الحدود التي نراها اليوم. هذا صحيح سواء توسعت تلك الحدود، أو تقلصت، أو تم وضعها من قِبل غرباء أو محليين، ولكن في جميع الحالات يتم البناء اجتماعيًا وليس اصطناعيًا أكثر من أي حدود أخرى. القول بأنّ بعض الانقسامات الإمبراطورية (مثل الحدود العثمانية) باعتبارها “طبيعية” في حين وصف الكثير من الحدود الاستعمارية الأخيرة باعتبارها “مصطنعة”، هو أمر يريك إلى مدى يتم رسم الحدود من خلال العمليات الاجتماعية والسياسة والعنف.
وبالإضافة إلى ذلك، انهارت كيانات متجاوزة للأوطان، مثل الجمهورية العربية المتحدة في منطقة الشرق الأوسط والاتحاد المالي في غرب أفريقيا، في ظل القيود السياسية المحلية والوطنية. وهذا يشير، عكس مزاعم كابلان، إلى أنّ الفروق الوطنية مهمة، حتى عندما رسمت القوى الاستعمارية حدود ما أصبح بعد ذلك دول ما بعد الاستعمار. كما أوضح مارك لينش وآخرون الطرق التي لا تبرز من خلالها الهوية الوطنية في الشرق الأوسط حتى الآن. في الواقع، يمكن أن تُظهر دول كابلان “المصطنعة” درجة عالية من التماسك والشعور القومي، حتى في مواجهة الاضطراب السياسي والاجتماعي والاقتصادي المستمر.
وعلى الرغم من أنّ اتفاقية سايكس بيكو هي مثال بسيط للتحديد الأوروبي التعسفي للحدود، لكنّ الحدود الاستعمارية ليست دائمًا “مصطنعة” تمامًا. تلاحظ كميل ليفبفر في كتابها الأخير ومقالاتها العلمية والعامة أنّ عددًا من الحدود الأفريقية —مثل في النيجر— انبثقت عن الحقائق السياسية والعسكرية والاجتماعية القائمة التي انخرطت فيها أكثر من مجرد كتابات الأوروبيين التي تتبع خطوط مستقيمة على الخرائط. وبالطبع، غذّت جرائم الاستعمار والاستعمار الجديد والفظائع المشاكل المعاصرة، وكذلك فعلت أيضًا الحقائق السياسية المحلية. إنّ إرجاع عنف ما بعد الاستعمار والفوضى إلى عوامل خارجية بحتة –سواء كانت تلك الحدود استعمارية أو إصلاحات اقتصادية ليبرالية جديدة– يتجاهل وجود الناس الفعليين والصراع على السُلطة على أرض الواقع.
هل الإمبراطورية أفضل حقًا؟ اسأل المُستعمَرين
جوهر حجة كابلان للإمبريالية الجديدة هو أنّ السيطرة الإمبريالية على الشرق الأوسط عزّزت قيام المزيد من الأنظمة الاجتماعية وحدت من الصراعات. وتفتقد وجهة النظر الوردية تلك عن الإمبريالية لأشكال المقاومة المختلفة للحُكم الأجنبي والعنف الهائل للغزو الاستعماري.
هذا الأمر أكثر وضوحًا في المناطق التي واجهت أشكال أشد من الاستعمار الاستيطاني، مثل جنوب أفريقيا وكينيا والجزائر. في هذه البلدان واجهت الحكومات الاستعمارية البريطانية والفرنسية على حد سواء انتفاضات متكررة، الأمر الذي جعلها تلجأ بانتظام للقمع الوحشي وللنظم القانونية المروعة مثل السُخرة في شمال وغرب أفريقيا، وهي القوانين التي أجبرت الشعوب المستعمَرة لتوفير اليد العاملة للحكومة الاستعمارية ومنحت المسؤولين الاستعماريين سُلطات هائلة لتجريم العديد من جوانب الحياة اليومية. وجميعها كان موجودًا على الأقل في جزء منه لتنظيم العمل وبذل المزيد من السيطرة على الشعوب المستعمرة.
حتى في الأماكن التي كان الاستعمار الأوروبي أقل حضورًا فيها، ثار الناس بعنف ضد الحُكم الاستعماري، كما هو الحال عندما ثار الشمال المغربي ضد القوات الإسبانية والفرنسية في فترة العشرينيات. كما ثار المستعمًرون ضد المستعمِرين غير الأوروبيين. واجه الحكّام العثمانيين العديد من الثورات، مثل الانتفاضة الصربية الأولى في عام 1804 والثورة الألبانية 1844. غالبًا ما ينطوي “النظام” الإمبريالي على سفك الدماء والقمع بصورة مستمرة، وهو شيء تعلمته الولايات المتحدة بعد “تحرير” العراق.
عن ماذا نتحدث عندما نتحدث عن “الإمبراطورية”؟
أي شخص يحاول تبرير سياسة المدى القصير في الشرق الأوسط من خلال الإشارة إلى النظام السياسي الذي استمر لعدة قرون سيكون قادرًا على العثور على بعض السرديات التاريخية لدعم حجته. لكن الإمبراطوريات تختلف، وقد اختلفت بشكل كبير خلال أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة. حتى داخل الإمبراطورية الواحدة، يختلف الواقع السياسي بشكل لا يصدق مع مرور الوقت.
قال المحلل السياسي بول ماكدونالد إنّ الشبكات الموجودة مسبقًا من الجهات الفاعلة المحلية هي المفتاح لشرح الهيمنة الإمبريالية الناجحة، في حين يوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي مايكل هيشتر أنّ المقاومة لحُكم الإمبراطورية يختلف باختلاف بنية الإمبراطورية.
كما يوضح أدريا لورنس كيف كانت الدول القومية التي ظهرت من الحكم الاستعماري واحدة من عدة نتائج محتملة في المغرب والجزائر، بينما يلاحظ فريدريك كوبر كيف اقترح الساسة الأفارقة مجموعة كبيرة من الترتيبات السياسية والأنظمة في وقت متأخر من الاستعمار الفرنسي لغرب أفريقيا التي كانت مختلفة عن الدول القومية اليوم.
ويوضح كل هذا البحث كيف أنّ الإمبراطوريات يمكن أن تختلف كثيرًا عن بعضها البعض، سواء في نوع النظام التي تقدمه، أو ردود الفعل والمقاومة التي تلهمها في المستعمرات.
الإمبراطورية” ليست شيئًا ثابتًا؛ إنها فكرة، يقوم بها الناس، بطرق مختلفة. وليس من الضروري أن يؤدي حكم الإمبراطورية إلى الاستقرار. لقد كافح الإيطاليون لتوطيد حُكمهم على إثيوبيا، وواجه العثمانيون مقاومة في البلقان، وتعثر البريطانيون بصورة خطيرة في محاولة حُكم العراق بعد الحرب العالمية الأولى.
يدعو كابلان وآخرون إلى الإمبراطورية الخفيفة، دون الاعتراف بأن الإمبراطوريات ليست دائمًا مشرقة ومستقرة وناجحة. يحتاج صنّاع السياسات والعلماء لتجارب تاريخية دقيقة للحكم ال‘مبراطوري، ويحتاجون للبقاء متيقظين للطرق التي تؤثر بها السياسة المحلية والقوى السياسية الخارجية والتدخل العسكري على البلدان بطرق لا تعد ولا تحصى ومعقدة بشكل لا نهائي.
المصدر
======================
صحيفة أمريكية: واشنطن تقف خلف التقدم الميداني الأخير للمتطرفين في سورية
 
 ترجمة مروة الشامي
لقد حقّق المسلّحون في سوريا في الأشهر الأخيرة سلسلةً من المكاسب ضد الجيش السوري، وبالأخص في إدلب وتدمر، بالإضافة الى مدينة الرمادي في العراق. ونظرًا لاتّخاد قوى المعارضة منذ بداياتها الأولى "منحىً طائفيًا واضحًا"، حسب التقرير الأخير الذي أصدرتهJudicial watch، وبخاصة لجهة سيطرة "داعش وجبهة النصرة... بالإضافة إلى غيرها من الجماعات الجهادية المتطرفة" على هذه القوى، ونظرًا لأنه "في الواقع ليس هناك إمكانية للفصل بين المتطرفين وحلفاء أميركا المعارضين المفترض أنهم معتدلون"، ودائمًا بحسب Judicial watch، فإنه ليس من المستغرب أن تكون كل المكاسب الأخيرة قد تحقّقت على يد الإسلاميين المتشددين. إنّ تطرّف المعارضة في سورية هو نتيجة لبرنامج سري بقيادة أميركا ووكالة المخابرات المركزية، بالتواطؤ مع الحلفاء الإقليميين لتوسيع قاعدة المعارضة في سورية وتعزيز صعود المتمردين الإسلاميين ضد الحكومة السورية، بحسب ما جاء في تقريرٍ نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في حزيران/يونيو من العام 2012.
هذه التطورات الأخيرة هي نتيجة لزيادة الدعم من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لأتباعها  داخل سوريا. مؤخرًا وقّعت كل من تركيا والمملكة العربية السعودية، اللتان تعملان من مراكز القيادة التي تقودها الولايات المتحدة في تركيا والأردن، اتفاقًا في أوائل آذار/مارس لتنسيق دعمٍ مشتركٍ لتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى من أجل مواصلة مهاجمة الحكومة السورية. صحيفة "هافينغتون بوست" نقلت عن أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش السوري الحر، تأكيده أنّ هذا التنسيق الجديد قد سهّل تقدم المتمردين الأخير. لقد ساهم الاتفاق في وقتٍ لاحقٍ في تحقيق سيطرة تنظيم القاعدة على إدلب في أواخر شهر آذار/مارس، حيث أنشأت الدولتان مركز قيادةٍ مشتركة لزيادة التنسيق وقيادة وكلائهم المتطرفين من المحافظة التي تمّ الاستيلاء عليها. هذا ما يشرح الاتّهامات التي وجهتها مصادر الحكومة السورية لتركيا باعتبار تدخلها عاملًا أساسيًا في سقوط إدلب. إلّا أنّ هذه المدينة هي عاصمة المقاطعة الثانية فقط التي يسيطر عليها المسلحون خلال الحرب التي استمرت لأربع سنوات كاملة، بعد الرقة التي تعتبر اليوم العاصمة الفعلية للدولة الإسلامية الوهمية. بالإضافة إلى الدعم التركي والسعودي لمتطرفي تنظيم القاعدة، فإنّ الولايات المتحدة قد زادت دعمها للإسلاميين أيضًا.
في أوائل شهر أيار/مايو، أكد تشارلز ليستر من مركز معهد بروكينغز في الدوحة أنّ "غرف العمليات التي تقودها الولايات المتحدة في جنوب تركيا والأردن قد شجّعت على توثيق التعاون مع الإسلاميين لقيادة العمليات في الخطوط الأمامية"، وأثناء قيامها بذلك "زادت بشكلٍ كبير مستوى مساعدتها ومعلوماتها الاستخباراتية" لهذه المعارضة التي يقودها الإسلاميون، والتي أدت إلى انتصار القاعدة في إدلب. إذًا، لم تقتصر الولايات المتحدة على الدعم الكامل للمعارضة منذ البداية، من تنسيقٍ وقيادة، بل شاركت مؤخرًا أيضًا في دعم تنظيم القاعدة جنبًا إلى جنب مع حلفائها الأتراك والسعوديين والقطريين.
وقد سهّل هذه التطورات المدعومة من الغرب تسليم أسلحة جديدة متطورة كفيلة بتغيير قواعد اللعبة للمتطرفين، بما في ذلك صواريخ تاو المضادة للدبابات. وقد أفادت صحيفة الجارديان البريطانية في تقريرٍ نشرته في 23 أيار/مايو 2015 بأنّ نتائج هذا التسليم "كانت صادمة، حيث سقطت العاصمة الإقليمية لإدلب في غضون أيام. بعد عدة أسابيع، سقطت بلدة قريبة من جسر الشغور أيضًا بيد الجهاديين". فيما أشارت صحيفة ديبكا الأسبوعية الى أنّ كل هذا يحصل "نتيجة وصول الأسلحة الثقيلة إلى أيدي المعارضة السورية من قبل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا، بمباركة أميركية، بعد تردّدٍ طويل في واشنطن".
وقد ترافق الدعم التشجيعي الأميركي الأخير للإسلاميين بالإضافة الى الدعم السعودي والتركي للفصائل التابعة لتنظيم القاعدة، مع تزويد شحناتٍ جديدةٍ من الأسلحة المتطورة للمتشددين، ما ساهم في التقدّم الذي أحرزته هذه القوى في الآونة الأخيرة.
من جهتها، بذلت دولة قطر الجهود لإقناع زعيم جبهة النصرة للنأي بنفسه عن تنظيم القاعدة، وتصوير النصرة كما لو أنها لا تخطط لمهاجمة الغرب، في محاولةٍ لتبرير هذه الزيادة في المساعدات. لكن من المهم التأكيد على أنّه "إذا تمّ حلّ النصرة وتخلّت عن تنظيم القاعدة، فإنّ أيديولوجية الفصيل الجديد ليس من المتوقع أن يتغير"، في حين أنها قائده سيبقى "مقرّبًا من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري". وفي مقابلة مع القناة القطرية، الجزيرة، صرّح زعيم تنظيم النصرة، الجولاني، بأنّ النصرة لا تخطط لمهاجمة الغرب، إلا أنّه يجدد الولاء الكامل للظواهري، بعكس التمنيات القطرية. وعلى الرغم من فشل إعادة تصنيف فصيل تنظيم القاعدة في سوريا، إلّا أنّ الجماعة لا تزال تتلقى زيادة كبيرة في المساعدات والدعم من أنصارها في منطقة الخليج وتركيا والولايات المتحدة.
ونظرًا لهذا، توافقت كلّ من الولايات المتحدة وتركيا مؤخرًا "من حيث المبدأ" على إقامة منطقة حظر جوي لمواصلة مساعدة القوات التي تؤيدانها على الأرض، بحسب تقريرٍ نشرته الغارديان في 25 أيار/مايو الفائت. وهذا أمرٌ غير قانوني، مخالف للقانون الدولي، وهو دعمٌ للمنظمات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة على شكل هجماتٍ جوية ضد الدولة السورية، كما أنه سيكون مدمرًا للمنطقة، ولن يفيد إلّا أنصار الحكم الإسلامي الرجعي والهيمنة الإمبريالية الغربية.
وللأسف، فإنّ الفصائل المرتبطة بتنظيم القاعدة ليست الوحيدة التي تدين بنجاحاتها الأخيرة لأسيادها الغربيين، بل إنّ وضع داعش مشابه. عندما استولى داعش مؤخرًا على الرمادي في العراق، فإنّ عناصره سافرت لمسافة 553 كيلومترًا كاملة عبر الصحراء المفتوحة إلى المدينة، من عاصمتهم الفعلية في الرقة في سوريا.
على الرغم من أنّ تدمير المسلحين على طول هذا الطريق يمكن أن يكون مشابهًا لإطلاق النار على أسماك داخل برميل، إلّا أنّ تحالف "مكافحة داعش" الأميركي لم ينفق غارة جوية واحدة ضدهم، رغم امتلاك الولايات المتحدة "معلومات استخباراتية هامة حول هجوم داعش المنتظر في الرمادي، الأمر الذي كان سريًا بالنسبة للجيش الأمريكي، في ذلك الوقت". وبحسب الكاتب إلي لاك في بلومبرغ، فإنّ "أجهزة الاستخبارات الأميركية قد حصلت على تحذيرٍ حول هجوم جدي تحضّره داعش للرمادي، لأنها كانت قادرة على التعرف على قوافل المدفعية الثقيلة والقنابل السيارة" التي كانت قادمة من الرقة. وأضاف لاك في تقريرٍ نشر في 28 أيار/مايو الفائت أنّ مسؤولين أمريكيين اعتبروا أنّ هذا الهجوم "لم يفاجئ أحدًا".
تعليقًا على هذه التطورات، كتب العميل السابق في الاستخبارات البريطانية، اليستر كروك، في صحيفة هافينغتون بوست أنّ "صور القوافل الطويلة من آليات داعش من نوع تويوتا ولاند كروزر، مع شعارات سوداء تلوح في مهب الريح، تشق طريقها من سوريا - على طول الطرق الرئيسية صحراء خالية - الى الرمادي مع عدم تحريك أي طائرة أمريكية ساكنًا، تحتاج بالتأكيد للشرح. لا يمكن أن يكون هناك هدفًا أسهل من قافلةٍ للمركبات، على طريقٍ رئيسي، في وسط الصحراء".
عند وصول داعش الى الرمادي، أطلق التحالف الأمريكي نحوه 7 ضربات جوية تافهة، وهو رقمٌ منخفضٌ لا يقدّم شيئًا. وللتخفيف من حدّة الاتهامات بسماح الولايات المتحدة علنًا لداعش بالسيطرة على الرمادي، ألقى الجيش الامريكي اللوم على "عاصفةٍ رمليةٍ" كبيرة وقوية بأنها سبب التقنين في الضربات الجوية. إلّا أنهم تراجعوا عن هذه التصريحات الكاذبة بعد أيامٍ فقط. حيث أفادت الـ"ABC" في 21 أيار/مايو أنّ "العقيد ستيف وارن، المتحدث باسم البنتاجون، قال للصحفيين اليوم أنّ العاصفة الرملية في نهاية الأسبوع الماضي لم تؤثر في قدرة الائتلاف على شنّ ضرباتٍ جوية في الرمادي".
لو أنّ التحالف الأميركي كان جادًا بشأن وقف داعش، لكان بإمكانه تدميره بسهولة في هذا الوقت. إلّا أنه بدلًا من ذلك، يفتش دائمًا عن مبرّر، حيث كانت حجته الأخرى الخوف من التسبب بمقتل مدنيين بسبب الغارات. ولكن هذا العذر مثيرٌ للضحك، وبالتالي يمكن تجاهله تمامًا. إذ لا يحتاج المرء إلّا أن ينظر إلى عدد القتلى المدنيين الذي سقطوا أثناء غزو العراق، ودعم الولايات المتحدة لهجوم "إسرائيل" على غزة في الصيف الماضي والذي تسبب بإبادةٍ جماعية، والدمار الذي لحق بأوكرانيا بعد تسهيلاتٍ أميركية، بالإضافة الى حملة الطائرات بدون طيار العالمية، ودعم الولايات المتحدة للسعودية لتفجير اليمن، ليتيقّن أنّ المسؤولين الغربيين ينامون على دماء المدنيين الذين تلطخت بهم أياديهم".
======================
التايمز: دروز سوريا - الأسد تخلى عنا لنُذبح على أيدي تنظيم "الدولة الاسلامية"، فنحن كفار قتلت جبهة النصرة 20 درزياً في مدينة إدلب السورية،
لندن - (بي بي سي):
"دروز سوريا يقولون "الأسد تخلى عنا لنُذبح على أيدي تنظيم "الدولة الاسلامية"، فنحن كفار"، وقراءة في استراتيجية الولايات المتحدة لمحارية تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، إضافة إلى غضب والد أحد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا بالصواريخ الاسرائيلية وهم يلعبون على شاطئ غزة، جراء اغلاق التحقيق في هذه الحادثة، من أهم موضوعات الصحف البريطانية.
ونطالع في صحيفة التايمز تقريراً لكاثرين فيليب بعنوان "الأسد تخلى عنا لنُذبح على أيدي تنظيم "الدولة الاسلامية"، فنحن كفار".
وقالت صاحبة التقرير إن "الدروز في سوريا يخافون من أن ُيذبحوا أو يتم أسرهم على يد تنظيم "الدولة الاسلامية" بعدما تراجعت قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتركتهم ليواجهوا اعتداءات المتشددين، الذين يعتبرونهم (كفار)".
وأضافت أنه" هناك 700 الف درزي معرضون للقتل شأنهم كشأن الإيزديين في العراق".
وطالب القادة الدروز في جنوب السويداء بتزويدهم بالسلاح والدعم لمساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم ضد عناصر تنظيم "الدولة" الذين يتجهون بدبابتهم نحو الغرب بعدما استولوا على مدينة تدمر، بحسب كاتبة التقرير.
وأوضحت أن "جبهة النصرة قتلت 20 درزياً في إدلب، لأنها تعتبرهم كفاراً".
وفي مقابلة أجرتها كاتبة المقال مع أحد الناشطين الدروز في شمال شرق السويداء قال: "إنهم تخلوا عنا، وسنذُبح مثلما ذُبح الإيزيديين"، مضيفاً " نحن نعتبر كفاراً بالنسبة لتنظيم الدولة الاسلامية، وسيقلتوننا".
وأشارت كاتبة المقال إلى دعوة نائب درزي في اسرائيل ومجموعة من الناشطين الإسرائيليين "إسرائيل للتدخل وإيقاف التهديد الذي يطال وجود الدروز في سوريا".
وأكدت أنه " يعيش نحو 130 ألف درزي في إسرائيل ويتمركزون في الجولان شمال سوريا"، مشيرة إلى أن "80 في المئة منهم يخدمون في الجيش الاسرائيلي ، كما أن العديد منهم لديهم مراكز مرموقة في الجيش".
======================
صحيفة لو باريزيان :قوة وانتصار الجيش العربي السوري على المجوعات الإرهابية حقيقة لا يمكن محييها
أكدت صحيفة لوباريزيان أن الجيش العربي السوري بات يحرز انتصارات متتالية على المجموعات الإرهابية المسلحة منوهة بقوته وأن الحكومة السورية اتبعت سلسلة من الإجراءات لحماية البلاد من التفجيرات الإرهابية.
وبينت الصحيفة في تقرير لها أن الجيش العربي السوري مدرب جيدا وتم إعداده من أجل دخول حرب تقليدية على الأرض ضد إسرائيل الأمر الذي كان أحد العناصر الأساسية لإعادة القوة للدولة السورية بعد المهارات التي اكتسبها في الحرب ضد /المجموعات المسلحة/.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن "قوى المعارضة التي تعتبرها الولايات المتحدة معتدلة أنهارت جميعها في عدة مناطق رئيسية من سورية بسبب انعدام التنسيق فيما بينها وعدم وجود ما يظهر قيادة مركزية" مشيرة إلى الفوضى في صفوف /المجموعات المسلحة/ في سورية بما في ذلك ظهور /مسلحين/ متطرفين معادين للتقاليد الإسلامية.
وأكدت لوباريزيان في عددت مقالات لها بأن  الأردن والسعودية تقوم على تدريب 10 آلاف إرهابي وتسليحهم بغية الانضمام الى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وهي حقيقة اعترفت بها /المعارضة السورية/ التي تحصل على دعم ورعاية الدول الاوربية ومشيخات الخليج.
وختمت  الصحيفة الفرنسية بوصف الجيش العربي السوري بأنه قوي ويستطيع أن يحمي بلده  وأن المساعدات التي تأتي للمجموعات الإرهابية المسلحة لا تشكل الا القليل من قدرات وقوة الجيش العربي السوري  وبنانا على هذا فأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قررت توسيع برنامجها السري لتدريب ومساعدة المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية معمقة بذلك تورط الولايات المتحدة في الأزمة السورية.
المصدر  : صحيفة لو باريزيان
ترجمة : ريتا حنا
======================
بلدنا :لوفيغارو: واشنطن استعانت بالأهالي شرق سورية لاختراق أسرار "الدواعش"
بلدنا– صحف , الجمعة 12 يونيو 2015 16:15
أشارت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إلى أن "التحالف نجح باختراق أسرار تنظيم "داعش"، موضحةً أن التصفيات التي طالت عدداً من كوادر "داعش" من بينهم أبو سياف تظهر أن الحلفاء نجحوا بخرق صفوف التنظيم.
ولفتت الصحيفة إلى أن "القوات الخاصة الأميركية استعانت بأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والوثائق التي عثرت عليها في بيت أبو سياف كي تحصل على معلومات قيمة منها ما يتعلق بكيفية عمل "داعش" واجتماعات زعيمه أبو بكر البغدادي المنتظمة بقادة المناطق في مقره في مدينة الرقة في شرق سورية".
وأكدت الصحيفة الفرنسية أن "الأهالي الذين أنهكهم العيش في ظل "داعش" لم يتوانوا عن تقديم المعلومات أيضا".
======================
هآارتس: المعارضة السورية التقت بمسئول إسرائيلى للمطالبة بالتدخل ضد بشار
ريان
كشفت صحيفة “هــآارتس” الإسرائيلية النقاب عن لقاءات جرت بين أعوام 2012 و2014 بين مسئول إسرائيلى بجهاز أمنى وقيادات من المعارضة السورية، وجرت هذه اللقاءات فى إحدى الدول الغربية.وأشارت الصحيفة إلى أن هذه اللقاءات جرت بتكليف مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، حيث طالبت المعارضة بتدخل مباشر من إسرائيل ضد نظام بشار الأسد.وأوضحت الصحيفة أنه فى إحدى اللقاءات طلب من تل أبيب الدعم الإنسانى فقط دون التدخل المباشر. مشيرة إلى أن هذه اللقاءات تعتبر هى الأكثر أهمية بين مسئولين إسرائيليين على هذه الدرجة العالية من المسئولية وبين المعارضة السورية منذ بداية الحرب الأهلية فى سوريا.
======================