الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سورية في الصحافة العالمية 22/6/2015

سورية في الصحافة العالمية 22/6/2015

23.06.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. هآرتس :تسفي برئيل 21/6/2015 الدروز والمسيحيون ومفارقة الولاء
2. إسرائيل اليوم :ايال زيسر 21/6/2015 :تذكروا درس الماضي..كل تدخل إسرائيلي آخر يجب أن يتم بعيون مفتوحة وبلا توقعات وهمية
3. واشنطن بوست: جهود المخابرات الأمريكية في سوريا تواجه انقطاعا كبيرا في التمويل
4. نيويورك تايمز: داعش يمنع الوقود من الوصول للمعارضة السورية
5. وورلد تريبيون الأمريكية: بوتين يدعم الأسد وأمريكا تدرب المعارضة
6. فاينانشيال تايمز: داعش تفرض حصارا على ثوار شمال سوريا.. لا وقود لمواصلة النضال
7. "الجارديان": هذا ما يغري به "داعش" شباب الغرب
8. معهد واشنطن : ماثيو ليفيت و كيلسي سيكاوا :نتائج التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب (الجزء الأول): «حزب الله» وإيران
9. دومينيك سيغويل - (كرستيان سينس مونيتور) 15/6/2015 :مجزرة الدروز السوريين: هل يستطيع الجهاديون تلميع صورتهم؟
10. هافينجتون بوست :استغلال داعش لتويتر.. هل يمكن مواجهته؟
11. فورن بوليسي: أوباما يكتب صياغة جديدة لعلاقة أمريكا بالعالم الإسلامي
12. ستراتفور: هل تستطيع القوى الأربع الإقليمية تحجيم داعش؟
13. "هاآرتس": مبادرة لاستعاب لاجئين دروز من سوريا شمال اسرائيل
14. واشنطن تايمز: على أوباما إيقاف (أمطار الكيماوي السورية)
15. هافينجنون بوست" ترصد معاناة أهالي شمال سوريا بعد انقطاع الكهرباء وإمدادات الوقود
16. "دير شبيغل" ألمانيا قلقة من زيادة سفر ألمانيات إلى سورية والعراق,,,
17. التايمز: تركيا قلقة من انتصار الأكراد على داعش
 
هآرتس :تسفي برئيل 21/6/2015 الدروز والمسيحيون ومفارقة الولاء
صحف عبرية
القدس العربي
 
الأموال التي جمعها الدروز في إسرائيل من اجل مساعدة ابناء الطائفة في منطقة السويداء جنوب غرب سوريا، وصلت اليهم. الزعيم الدرزي وحيد بلعوس الذي سارع لتقديم الشكر للمتبرعين، وعد بأنه سيشتري السلاح بهذه الاموال من اجل الدفاع عن «الجبل»، جبل الدروز الذي يتركز فيه معظم أبناء الطائفة. لكن في كلمات الشكر هذه لم ينس بلعوس القول إن «إسرائيل هي عدوة العرب، ومن هو عدو العرب فهو عدونا ايضا». يعتبر بلعوس قائد المليشيا الدرزية المجندة ضد هجوم المتمردين على منطقة السويداء، وعلى رأس التنظيم السني جبهة النصرة، التابعة للقاعدة، لكنه ليس الزعيم الوحيد وليس بالضرورة أن يكون مقبولا على أبناء الطائفة الدرزية في السويداء.
هذه الطائفة منقسمة فيما بينها، وهناك من يؤيد نظام الأسد وهناك مجموعات أخرى مثل التي يتزعمها بلعوس تتهم الأسد بخيانة الدروز، ورفض تسليحهم بالسلاح الثقيل. لكن بشار الاسد الذي حاول خلال فترة حكمه تقريب الدروز والمسيحيين لكي يشكلوا حزام تأييد ودعم للأقلية العلوية التي تسيطر على الأغلبية السنية، تعامل مع الدروز مثل جالية مشبوهة، بسبب المواجهات والصدامات بينهم وبين القبائل البدوية في عام 2000 حين أرسل قوات الجيش للحفاظ على الهدوء.
تبنى الأسد طريقة أديب الشيشكلي، رئيس سوريا في السنوات 1953 و1954، الذي أعلن «أعدائي مثل الثعبان، رأسه في جبل الدروز وبطنه في حمص وذيله في حلب. واذا قطعت الرأس يموت الثعبان». الشيشكلي حاول تنفيذ تهديده عندما أرسل قوات عسكرية كبيرة إلى جبل الدروز وقصف القرى الدرزية بلا هوادة.
مع اندلاع التمرد في سوريا في 2011، خيب الدروز أمل الاسد عندما امتنعوا عن اعلان تأييدهم الغير مشروط، وهم من جانبهم احتجوا على الضعف الذي أبداه الجيش أمام المتمردين في درعا، حيث كانت عمليات اختطاف لدروز في السويداء. وفي الاسابيع الاخيرة حدث شرخ بين الدروز وبين الاسد، بعد أن رفض الدروز السماح لأبنائهم بالتجند للجيش السوري ومحاربة المتمردين. الدروز يعللون رفضهم بأن الاسد كذب عليهم قبل عدة اشهر حين وعد أن الجنود الدروز سيحاربون فقط في المنطقة الدرزية، وعدم الحاقهم بوحدات اخرى. وفيما بعد تبين لهم أن الجنود الدروز يرسلون إلى جبهات اخرى. ومع ذلك، فان الغضب الدرزي على الاسد لا يمنع أجزاء كبيرة من الطائفة في سوريا من الاعلان عن ولائها للنظام، لا سيما عندما يكون التهديد هو أن تسيطر مليشيات راديكالية مثل جبهة النصرة، القوى البدوية التي تحارب إلى جانبه، تنظيم «جيش النصر»، على سوريا، وتسعى إلى تصفية الحساب مع من أيد الاسد.
ولكن الخلاف بين تأييد الاسد وبين التخلي عنه ليس الوحيد الذي يقسم الجالية الدرزية في سوريا، والمكونة من 400 الف شخص من اصل حوالي مليون ونصف درزي بجميع انحاء العالم. والمواجهة العنيفة التي حدثت قبل عشرة ايام في منطقة قلب اللوزة في مدينة ادلب، بين قوات جبهة النصرة وبين الدروز سكان جبل السماق، والتي قتل فيها 23 درزي، وهذا يعطي اضاءة جديدة على الاشكالية التي يعيش فيها الدروز. ونشأت المواجهات على خلفية طلب أحد نشطاء جبهة النصرة من شخص درزي ترك ارضه واملاكه بحجة أنه يخدم في الجيش السوري، كان هذا اخلالا بالاتفاقية الموقعة بين الدروز في جبل السماق وبين جبهة النصرة التي احتلت مدينة ادلب في بداية العام.
حسب هذه الاتفاقية «وافق» الدروز على تبني الإسلام السني والتخلي عن الدرزية، وطبقوا الشريعة الإسلامية في القرى، ومن يعارض هذا الاتفاق يحاكم محاكمة شرعية. مقابل ذلك كان من المفترض ان يحصل الدروز على حماية وان يكونوا جزء لا يتجزأ من السكان الموالين لجبهة النصرة، وبعد المواجهة بوقت قصير قدمت قيادة جبهة النصرة اعتذارا
عن الحادثة، وقالت ان من بادروا لذلك فعلوا عكس موقف القيادة التي تعهدت بمنع هكذا اعمال والدفاع عن الدروز.
المفارقة هي انه في الوقت الذي يحظى فيه الدروز بحماية جبهة النصرة في ادلب، فان الدروز في الجبل يرون بميليشيا جبهة النصرة عدوا يجب محاربته، ولكن الحرب ضد النصرة في الجبل من شأنها ان تهدد حياة الدروز في ادلب. من هنا جاء حديث دروز في سوريا حول امكانية ان تتدخل إسرائيل لمصلحتهم في الحرب ـ عندما لا يكون معروفا مستقبل النظام، وجزء من ابناء الطائفة خاضع لرعاية جبهة النصرة، فان التدخل الإسرائيلي لن يهدد فقط الدروز في منطقة ادلب، بل سيدفعون الثمن بعد الحرب ويقوم في سوريا نظام سني راديكالي، هذا التخوف لم يأتِ من فراغ وعلى ضوء التقارير حول طرد مواطنين عرب من قبل القوات الكردية في منطقة الحسكة شمال الدولة، واذا تصرف الاكراد هكذا، فلماذا لا تتصرف المليشيات الإسلامية بنفس الطريقة ضد الدروز.
ليس فقط الدروز وحدهم يعيشون مفارقة الولاء. فالمسيحيون في سوريا ايضا حصلوا على الرعاية والحماية من السلطة خلال عشرات السنين. وقد أكد رؤساء الكنائس في سوريا خلال السنوات الاربع الماضية على ولائهم للسلطة، أو على الأقل لم يخرجوا ضدها. وفي السنوات الاولى للحرب اتهم المتمردون المسيحيين بالتعاون مع النظام واعتبروهم خونة وبدون عمود فقري، وتم تدمير ممتلكاتهم وكنائسهم بشكل منهجي. وبخلاف الدروز لا توجد للمسيحيين مليشيات خاصة، رغم أن الاسد سمح لهم اقامة لجان دفاع شعبية للحفاظ على ممتلكاتهم، إلا أنهم لا يستطيعون مواجهة مليشيات المتمردين.
على شكل أفراد انضم شباب مسيحيون لمليشيات علمانية، لكن هناك شباب مسيحيون انضموا للكتيبة المسيحية التي اقامها حزب الله. الخيار الافضل بالنسبة لهم هو الهرب إلى لبنان وتركيا أو الهجرة إلى الدول الاوروبية. أما الدروز فهم يعتبرون جبل الدروز نقطة من النقاط الجغرافية الهامة التي تخلق شعور «الدفاع عن الوطن». المسيحيون ليس لهم نقطة جغرافية خاصة في سوريا، وباستثناء لبنان لا توجد جالية مسيحية شرق اوسطية يمكنها أن تشكل ملجأ طبيعيا لهم.
في لبنان ايضا يجدون صعوبة في العيش بسبب غلاء المعيشة مقارنة مع سوريا، ونتيجة لذلك قرر اللاجئون المسيحيون ترك لبنان والذهاب إلى مدينة طرطوس السورية التي ما زالت منطقة محمية. مثل الدروز في جبل السماق والمسيحيين في مدينة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، اضطروا إلى التوقيع على «اتفاق حماية»، هذه المرة مع قيادة داعش. وفي شباط 2014 تم توقيع اتفاق يشمل 12 بندا حيث تضمن منع المسيحيين من بناء الكنائس، أو إسماع صلواتهم للمسلمين، وتم فرض ضريبة الجزية عليهم على اعتبار أنهم مواطنون تحت الحماية.
في المقابل سيحظون بالحماية طالما أنهم يعيشون حياة متواضعة ويستمعون لأوامر قيادة داعش. المسيحيون مثل اليهود هم «أهل الكتاب»، لذلك يستطيعون أن ينعموا بحماية النظام الإسلامي. في المقابل الدروز يعتبرون كفار ويجب القضاء عليهم. لكن هذا التقسيم لم يمنع داعش وجبهة النصرة من قتل المسيحيين في سوريا والعراق. ويبدو أن هذا لن يكون عائقا أمام التعاون بين الدروز المليشيات الإسلامية اذا تطلبت المصلحة ذلك.
تسفي برئيل
هآرتس 21/6/2015
صحف عبرية
======================
إسرائيل اليوم :ايال زيسر 21/6/2015 :تذكروا درس الماضي..كل تدخل إسرائيلي آخر يجب أن يتم بعيون مفتوحة وبلا توقعات وهمية
القدس العربي
JUNE 21, 2015
 
يعرف الجميع كيف يبدأ هذا. في الغالب، بالرغبة الانسانية في تقديم المساعدة للجيران الذين في ازمة خلف الحدود. هكذا ايضا بدأ التدخل الإسرائيلي في لبنان. في منتصف السبعينيات اندلعت هناك حرب اهلية، ورجال م.ت.ف الذين كانوا يسيطرون في الجنوب بدأوا ينكلون بالقرى المسيحية – المارونية.
وتوجه الاخيرون في حينه لإسرائيل بطلب تلقي المساعدة الانسانية، وهذه سارعت بالطلب إلى الاستجابة. وسرعان ما اتسعت المساعدة ايضا إلى المجال العسكري، وفي المرحلة التالية، المحتمة، توجه زعماء المارونيين من بيروت البعيدة بطلب أن تعمق إسرائيل تدخلها وتهرع لمساعدتهم في عمق لبنان كي تنقذهم «من المذبحة» المرتقبة لهم، على حد قولهم، على ايدي جيرانهم المسلمين والسوريين. وبالمقابل وعدوا إسرائيل باقامة حلف اخوة.
غير ان إسرائيل تبينت ان المسيحيين المارونيين لم يعتزموا فقط ان يقيموا معها حلفا حميميا إذ انهم، وهكذا شرح زعماؤهم بعد ذلك، رأوا أنفسهم جزءا من المجال العربي الذي يعيشون فيه، كما أن عليهم أن يواصلوا العيش إلى جانب السكان المسلمين العرب الكثيرين الذين إلى جانبهم وبين ظهرانيهم يعيشون. ونهاية القصة معروفة: فقد اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب من لبنان مكللة بالعار، فقط كي تكتشف بعد بضعة عقود من ذلك ان حلفاءها المارونيين وجدوا صديقا جديدا يعلقون عليه آمالهم، حسن نصرالله، زعيم حزب الله.
بقيت إسرائيل على مدى بضع سنين في الحزام الامني في جنوب لبنان، إلى أن انسحبت منه ايضا بعد أن فهمت بان التواجد في داخل ارض معادية بين سكان شيعة معادين ليس خيارا. وكما يذكر، استقبل الشيعة في لبنان الجنود الإسرائيليين عندما دخلوا إلى لبنان في 1982 بالارز وبالترحيب، ولكن سرعان ما غيروا ذوقهم.
الدرس من القصة اللبنانية هو ما ينبغي لإسرائيل أن تكرره لنفسها في كل صباح وتحفظه عن ظهر قلب، حين تقف امام المعضلة السورية. كل تدخل، حتى وان كان موضعيا وجزئيا، سيجر إسرائيل إلى تواجد عسكري مستمر في المنطقة التي يرحب سكانها بنا ولكنهم سيغيرون ذوقهم في المستقبل دفعة واحدة، وذلك لانهم لا يزالون يرون انفسهم ـ سواء اولئك الدروز السوريين أم جماعات الثوار السنة، بمن فيهم المعتدلين منهم ـ جزءا من المجال العربي بل والسوري.
يمكن أن نبرر استعداد إسرائيل لتقديم المساعدة الانسانية للجيران خلف الحدود. وسيكون خيرا لإسرائيل اذا ما وجدت قنوات اتصال مفتوحة في الواقع الفوضوي السائد في الجولان، مع الجماعات المسلحة العاملة خلف الحدود. ولكن هذه المساعدة يجب ان تتم بعيون مفتوحة، وبالاساس دون توقعات او اوهام.
وبعد كل هذا، واضح ان لإسرائيل دينا للطائفة الدرزية في إسرائيل. وعليه فان مساعدة ابناء الطائفة الدرزية في سوريا هو امر يجب النظر فيه بجدية. وفي هذا الاطار يمكن النظر في امكانية منح حماية للاجئين الدروز في منطقة تحدد على طول الحدود في داخل إسرائيل. وبالمناسبة، فإن الدروز في سوريا غير معنيين على الاطلاق بمساعدة إسرائيلية ويشددون على أنهم يواصلون اعتبار أنفسهم جزءا من الدولة السورية. ولكن كل تدخل إسرائيلي آخر يجب أن يتم بعيون مفتوحة وبلا اوهام او توقعات غير واقعية. محظور على إسرائيل أن تجد نفسها متواجدة عسكريا داخل سوريا، حتى لو وصل داعش لا سمح الله إلى الجدران او جبهة النصرة غيرت ذوقها وبدأت تعمل ضد إسرائيل. فالصراع في مواجهتها يجب أن تتم من الحدود على اساس معلومات استخبارية ذكية، وحذار على إسرائيل أن تنجر إلى مجالات سوريا، المليئة باللاجئين والسكان السوريين الذين سيغيرون في لحظة موقفهم منا.
 
======================
واشنطن بوست: جهود المخابرات الأمريكية في سوريا تواجه انقطاعا كبيرا في التمويل
يتجه مشرعون أمريكان رفيعون إلى خفض تمويل عمليات جهاز المخابرات المركزية الأمريكي (سي آي أيه) لتدريب وتسليح المتمردين في سوريا, وهي خطوة قال مسئولون أمريكان إنها تعكس تزايد حالة الشك في فعالية برنامج الجهاز واستراتيجية أوباما في الشرق الأوسط.
صوتت لجنة المخابرات في الكونغرس الأمريكي مؤخرا بالإجماع على تخفيض حوالي 20% من الأموال السرية التي تذهب إلى برنامج السي آي أيه الذي يقول مسئولون أمريكان إنه أصبح بمثابة أكبر العمليات السرية للجهاز, حيث وصلت ميزانيته إلى ما يقرب من مليار دولار أمريكي في العام.
قال النائب آدم بي شيف, الممثل الديمقراطي في لجنة المخابرات :” هناك حالة قلق كبير من الحزبين حيال استراتيجيتنا في سوريا”. ولكنه رفض التعليق على بنود معينة في مشروع القانون وأشار إلى تزايد التشاؤم بإمكانية أن تكون الولايات المتحدة في موقف يسمح لها بالمساعدة في تشكيل سوريا فيما بعد الحرب الأهلية.
خفض الانفاق في برنامج السي آي ايه سوف يدخل في مشروع قانون الإنفاق الذي سوف يتم التصويت عليه في الكونغرس الأسبوع المقبل. أثار هذا الإجراء المخاوف داخل السي آي أيه ومسئولي البيت الأبيض, الذي حذروا من أن سحب النقود من السي آيه أيه يمكن أن يضعف من موقف المتمردين الذين تدعمهم الولايات المتحدة مع بدئهم للتو بالظهور كمقاتلين فعالين. البيت الأبيض من جانبه رفض التعليق على الأمر.
حذرت تقديرات السي آي أيه الأخيرة  من أن الحرب وصلت إلى مرحلة حرجة  أصبح فيها الرئيس السوري بشار الأسد يفقد الأراضي والقوة, وربما يتم إجباره قريبا على التخلي عن كل ما يملك عدا ممر ضيق من البلاد لصالح جماعات التمرد – التي يسيطر على بعضها ميليشيات إسلامية.
يقول مسئول في المخابرات الأمريكية, طلب عدم الكشف عن اسمه :” النظام يخسر على امتداد جميع الجبهات الأمامية والصراع يقترب أكثر فأكثر إلى عتبة الأسد. ولكن الأسد ليس بالضرورة على أعتاب الهزيمة” مشيرا إلى أن روسيا وإيران مستمرون في دعمه ويمكن أن يساعدوه في تجنب الانهيار. ولكن بسبب خسائر النظام في إدلب وفي أماكن أخرى, يقول  المسئول :” العديد من الأشخاص بدأوا في التحدث علانية حول نهاية اللعبة بالنسبة للأسد في سوريا”.
هذه التوقعات أدت إلى سلسلة من النقاشات في البيت الأبيض والسي آي أيه والبنتاغون ووزارة الخارجية حيال السيناريوهات المتوقعة لمرحلة ما بعد الأسد, وفقا للمسئول, وفيما إذا كانت القوات المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة سوف تكون في موقف يسمح لها بمنع الجماعات المتطرفة من إدارة البلاد, بما فيها الدولة الإسلامية, التي قطعت رؤوس رهائن غربيين وأعلنت الخلافة في أجزاء كبيرة من سوريا والعراق.
هذا الأسبوع, وسع الرئيس أوباما دور الجيش الأمريكي ضد الدولة الإسلامية, وكشف عن خطط لنشر مستشارين أمريكان في قواعد جديدة في العراق, في حين لم يعلن عن أي تغيير في حملة القصف المحدودة التي بدأت في العراق وسوريا العام الماضي. وهناك برنامج تدريب منفصل  للمقاتلين المعتدلين لمواجهة الدولة الإسلامية تشرف عليه وزارة الخارجية لم يبدأ بعد.
ولكن التراجع المفاجئ في مجال سيطرة الأسد سلط الضوء مجددا على سوريا وبرنامج السي آي أيه الذي انطلق عام 2013 لدعم القوات المعتدلة التي لا زالت تشكل أكبر مشاركة أمريكية مباشرة على الأرض في الحرب الأهلية السورية.
لم يتم الكشف مسبقا عن كلفة برنامج السي آي أيه, وتوفر الأرقام أوضح مؤشر حتى الآن على مدى اهتمام الوكالة وحجم الموارد التي تحولت إلى سوريا.
عند حد مليار دولار, فإن ذلك يعني دولار واحد من كل 15 دولار من ميزانية الوكالة الكلية, هذا الحكم على مستوى الأرقام حصلت عليه الواشنطن بوست عن طريق المتعاقد السابق مع السي آي أيه إدوارد سنودن.
قال مسئولون أمريكان بأن الوكالة دربت وجهزت حوالي 10000 مقاتل أرسلوا إلى سوريا خلال السنوات الماضية – ما يعني أن الوكالة تنفق حوالي 100000 دولار سنويا على كل مقاتل مناوئ للأسد دخل ضمن برنامج التدريب.
رفضت السي آيه أيه التعليق على البرنامج أو ميزانيته. ولكن مسئولين أمريكان دافعوا عن حجم الإنفاق, قائلين بأن المال يذهب في اتجاهات أكثر بكثير من الرواتب والسلاح وأنه جزء من جهد أوسع بمليارات الدولارات تشارك فيها السعودية وقطر وتركيا وتدعم تحالف من المسلحين يعرف باسم الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر.
جزء كبير من أموال السي آي أيه تذهب لإدارة معسكرات تدريب في الأردن وجمع معلومات استخبارية للمساعدة في توجيه العمليات التي يقوم بها مسلحون تدعمهم الوكالة وإدارة شبكة لوجستية تستخدم لنقل المقاتلين والذخيرة والسلاح إلى البلاد.
خطوة لجنة المخابرات في الكونغرس لتخفيض مخصصات البرنامج غير مذكورة في النسخة السرية من قانون الإنفاق. ولكن البيانات الصادرة عن المشرعين تشير إلى بعض المخاوف, بما فيها بيان يدعو إلى “زيادة الجهود المبذولة للمشاركة في برنامج في غاية الأهمية”.
تلك اللغة, كما يقول مسئولون كانت إشارة ضمنية إلى تصاعد الإحباط لدى أعضاء اللجنة من لعدم قدرة الوكالة على إظهار أن القوات التي تدربها  كسبت أراض وانتصرت في معارك أو حققت أي نتائج أخرى يمكن قياسها.
يقول مساعد جمهوري رفيع في الكونغرس, رفض الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع :” الأسد في خطر متزايد, والعديد من الأشخاص ربما يضعون رهانهم الآن على المدة الزمنية التي سوف يبقى فيها ولكن ذلك ليس نتيجة لما يطلق عليهم المعتدلون على الأرض”.
خلال العامين السابقين, تحول هدف مهمة السي آي أيه في سوريا  من إسقاط الأسد إلى مواجهة صعود الجماعات المتطرفة التي تشمل جبهة النصرة التابعة للقاعدة والدولة الإسلامية (داعش).
يقول شيف :” لسوء الحظ, أعتقد أن داعش والنصرة وبعض الفصائل الإسلامية المتطرفة الأخرى هم في وضع أفضل للاستفادة من الفوضى التي ربما تصاحب الهبوط السريع للنظام”.
حتى المدافعون عن برنامج السي آي أيه يعترفون بأن الفصائل المعتدلة في سوريا عادة ما يكون أداؤها سيئا وعلى الأرجح سوف تتعرض للهزيمة في أي مواجهة مع الدولة الإسلامية.
ومع ذلك, يقول المسئولون إن المقاتلين الذين تدعمهم أمريكا حققوا مكاسب ملحوظة في الأسابيع الأخيرة – بما في ذلك الاستيلاء على قاعدة تابعة للحكومة- وهم يمثلون أفضل فرصة للولايات المتحدة وحلفائها للحفاظ على موطئ قدم لهم في البلاد إذا سقط الأسد.
يقول مسئول في المخابرات الأمريكية :” هذا صحيح تماما في جنوب سوريا, حيث يظهر التحالف الذي تدعمه أمريكا كقوة رئيسة قادرة على الاستيلاء على قواعد هامة للنظام. بصورة بطيئة ولكن مستمرة وأكيدة, فإن دعم حكومة الولايات المتحدة لقوات المعارضة المعتدلة كان مجديا”.
 
قال قادة المعارضة في جنوب سوريا, حيث يتمركز المقاتلون الذين تلقوا تدريبا أمريكيا بأن الجماعات أصبحت أفضل تنظيما  في الآونة الأخيرة  وأكثر فعالية في استخدامها للأسلحة الثقيلة, بما في ذلك صواريخ التاو الأمريكية المضادة للدبابات.
يقول عدي شهبندر, وهو مستشار سابق لقيادة المعارضة يحافظ على اتصال مستمر مع المتمردين على الأرض :” لديهم هيكل قيادة وسيطرة متماسك وقد وحدوا الجماعات السنية”. حافظت الميليشيات المعتدلة على السيطرة على المعابر الحدودية مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل ويخوضون قتالا على مشارف دمشق.
يقول شهبندر بأن برنامج التدريب “يعد سابقة فيما يمكن أن يؤدي إليه”, و بدلا من خفض التمويل, على الولايات المتحدة أن “تضاعف برنامجها في الجنوب” وفقا لما يقول شهبندر.
أقامت وحدات المتمردين في المنطقة حكومات مدنية يمكن أن تشكل نموذجا لذلك النوع من الانتقال السياسي التي تقول الولايات المتحدة إنها تسعى إليه كبديل عن الأسد, كما تقول لينا خطاب من مركز  كارنيغي في الشرق الأوسط.
على الرغم من هذه المكاسب في الجنوب, فإن الخبراء والمسئولون يقولو بأن الضغط الأكبر على نظام الأسد قادم من شمال سوريا, حيث الدولة الإسلامية في وضع الهجوم حاليا. في ذات الوقت, فإن تحالفا منفصلا من الجماعات المتمردة يعرف باسم جيش الفتح استفاد من دفعات السلاح والمال الجديدة المقدمة من السعودية وتركيا وقطر.
مشروع قانون الإنفاق المخابراتي سوف يضع ميزانية مالية للعام الجديد الذي سوف يبدأ في أكتوبر. رئيس لجنة المخابرات في الكونغرس النائب دافيد نونيس رفض طلب المقابلة.
يتوقع أن تبدأ لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ هذا الشهر بالعمل على ميزانيتها الخاصة لوكالات المخابرات الأمريكية. قال مسئول أمريكي بأن البيت الأبيض أشار إلى أنه سوف يسعى إلى إقناع لجنة مجلس الشيوخ بحماية برنامج السي أيه آيه من الخفض الذي يسعى له الكونغرس.
 
ترجمة: مركز الشرق العربي
======================
نيويورك تايمز: داعش يمنع الوقود من الوصول للمعارضة السورية
فى: يونيو 21, 2015القسم: قراءات في الصحف العالميةلا يوجد تعليقات
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن تنظيم داعش الإرهابي، قام بمنع الوقود من الوصول إلى أجزاء تسيطر عليها المعارضة السورية مما تسبب في نقص حاد لفرق الإسعاف على الأرض..وفقًا لعمال الإغاثة.
وأفادت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، نقلًا عن جماعات تقديم المساعدات الدولية، “إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تستهدف المراكز الطبية في مناطق المعارضة، مما أسفر عن مقتل بعض العمال وإجبار المنشآت على الإغلاق”.
ورأت “نيويورك تايمز” أن نقص الوقود يسلط الضوء على كيفية تمكن أربع سنوات من الحرب في سوريا من تدمير الاقتصاد والسماح للأطراف المتنازعة باستخدام الموارد القليلة للبلاد في الضغط على أعدائهم، مشيرة إلى أنه منذ استيلاء “داعش” على المناطق الغنية بالنفط في شمال سوريا وشرقها، استغل الإنتاج في تمويل عملياته التي يقوم بها على الحدود بين سوريا والعراق، لافتة إلى أن التجار من أماكن أخرى في سوريا، مثل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد اشتروا منذ فترة طويلة المنتجات النفطية المكررة محليًا في المناطق التي يسيطر عليها “داعش” ووضعوها في شاحنات إلى موطنهم، حيث يعتمد السكان عليها لتسيير سياراتهم ومولدات الوقود الذي تدير العيادات والمخابز وغيرها من المرافق الأساسية.
ونسبت إلى عمال الإغاثة وسائقي الشاحنات، القول إن مقاتلي “داعش” بدأوا هذا الشهر في منع نقل الوقود من مناطقهم.
 
مجلة مباشر
======================
وورلد تريبيون الأمريكية: بوتين يدعم الأسد وأمريكا تدرب المعارضة
الأحد 21/6/2015 الساعة 10:45 مساء
بوابة الأسبوع
أكدت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية، أنه علي الرغم من ضغوط الولايات المتحدة فلقد تعهد الرئيس الروسي فلاديمير  بوتين، بتقديم الدعم الكامل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تدعم الإدارة الأمريكية المتمردين الذين يسعون لإطاحة الأسد من السلطة، وتعمل واشنطن علي تدريب جماعات من المعارضة السورية لمحاربة داعش والأسد.
ولفتت الصحيفة إلي أن بوتين أعرب عن مخاوفه من أن سوريا تغرق في نفس الفوضي التي غرقت فيها ليبيا وموسكو لا تريد لسوريا نفس المصير، ولن تدعو روسيا الأسد للتنحي ولكنه حث الأسد علي التعامل مع المعارضة بطريقة صحية من خلال الإصلاحات السياسية.
======================
فاينانشيال تايمز: داعش تفرض حصارا على ثوار شمال سوريا.. لا وقود لمواصلة النضال
يقول النشطاء إن الدولة الإسلامية تحظر بيع النفط لشمال سوريا، مطلقة العنان بذلك لسلاح المقاطعة الاقتصادية الذي قد يتسبب بنقص في المواد الغذائية، وإغلاق المستشفيات، وتقويض كفاح الثوار ضد القوة الجهادية.
ويبين هذا الحصار أيضًا إلى أي حد بعيد يعتمد أعداء داعش على النفط الخام الذي تنتجه، ومدى التأثير الكبير الذي يمنحه هذا النفط للجهاديين. ويقول الناشط طارق عبد الحق، من محافظة إدلب شمال سوريا: “سنواجه خطر المجاعة إذا ظلت إمدادات الوقود مقطوعة“. ويضيف: “نعتمد هنا الآن على المولدات في الحصول على كل من الطاقة، والمياه، والزراعة“.
وتسيطر داعش على المنطقة الشرقية الغنية بالنفط من سوريا، وقد أصبحت هذه المنطقة معقلًا يقوم منه التنظيم بنشر ما يسميها “الخلافة” في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى دولة العراق المجاورة. ويقول الثوار السوريون إن داعش تستخدم سلاح الحصار لإضعاف نضالهم ضد تقدمها في محافظة حلب الشمالية.
وكانت الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات في سوريا قد بدأت كثورة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، ولكنها تحولت فيما بعد إلى صراع معقد، ومتعدد الأوجه. ويقوم كلا من نظام الأسد والثوار، الذين لا يقاتلان بعضهما البعض فقط بل يقاتلان داعش كذلك، بشراء الكثير من نفطهم الخام من المجموعة (المتشددة).
وقد حاولت الضربات الجوية لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضرب أرباح المجموعة من حقول النفط في سوريا؛ إلا أن تأثير هذه الضربات كان محدودًا؛ لأن واشنطن لم تكن مستعدة لضرب الآبار الفعلية، وفضلت بدلًا من ذلك ضرب المصافي فقط. وبدورها، مررت داعش ببساطة مهمة تكرير النفط للوسطاء.
وقال محلل شؤون سوريا، جوشوا لانديس: “تجلس داعش فوق هذا النفط، ولن يقوم الأمريكيون بقصفه؛ لأن كل هؤلاء الناس يعتمدون عليه. إذا فعلوا، سيموت الجميع جوعًا؛ لأنه المصدر الوحيد للثروة في سوريا والعراق”.
ومن جهته، قال أحمد الأحمد، وهو ناشط من حلب، إن هذا الحصار بدأ قبل نحو ثمانية أيام. وأضاف أن مناطق الثوار تعاني الآن من ارتفاع كبير جدًا في الأسعار؛ وهو ما يزيد البؤس في المنطقة الفقيرة بالفعل، والتي تواجه قصفًا بشكل منتظم من قبل قوات النظام
وقد تضاعف سعر الخبز ثلاث مرات ليصل إلى 250 ليرة للربطة، أو ما يقرب من دولار واحد، وهو ما يعادل نصف متوسط دخل السوريين اليومي في الوقت الراهن. وارتفعت أسعار البنزين ثلاثة أضعاف أيضًا.
وقال رجل من منظمة الدفاع المدني السوري، وهي منظمة إنقاذ مؤلفة من المتطوعين، إن العديد من المستشفيات أغلقت، وتوفى 14 طفلًا من حديثي الولادة في مستشفى بمعرة نعمان؛ لأنه لم يكن هناك أي وقود لعمل الحاضنات. وأضاف: “لقد أوقفنا فعل كل شيء ما عدا العمل الإسعافي. لن نستطيع استخدام آلاتنا لإخراج الناس من تحت الأنقاض بعد الآن؛ حيث إنه لا يوجد لدينا وقود لفعل ذلك. ولهذا؛ عدنا إلى الحفر بأيدينا من أجل إخراجهم”.
ويرى الثوار في هذه الخطوة محاولة من داعش للضغط عليهم للسماح لها بأخذ معبر حلب الحدودي عند عزاز. واشتكى وسام محمد، وهو عضو في مجموعة صغيرة تسمى جيش الفرات، قائلًا: “سوف تقطع داعش عنا الهواء والماء لو كان في وسعها فعل ذلك”. وأضاف: “مازال المقاتلون يقومون بعمل جيد. ولكني لا أعرف ما الذي سيحدث إذا ما استمر هذا الحصار”.
وأبلغت قوة الدفاع المدني السوري السكان المحليين في بيان نشرته أنها تسعى للمساعدة في سد هذه الفجوة، ولكنها تعاني من نقص الأموال، وتسعى لطلب المساعدة من المنظمات الإنسانية الأخرى. ومن الممكن أن تأتي إمدادات الوقود من تركيا، التي حدودها مع سوريا مغلقة الآن؛ إلا أن الترتيبات للقيام بهذا الأمر ستستغرق وقتًا طويلًا
وقال عبد الحق: “أطن أننا سنتمكن من النجاة لمدة أسبوعين آخرين“. وأضاف: “لدى بعض التجار مخزونات… ولدى الثوار أيضًا، وأظن أنهم سيبدؤون بإعطاء بعض هذه المخزونات للمخابز والمستشفيات“.
ويقول السكان الذين يسافرون بين مناطق الثوار وداعش إن مسلحي الدولة الإسلامية يهددون التجار الذين يحاولون نقل الإمدادات إلى مناطق الشمال الغربي الواقعة تحت سيطرة الثوار، على الرغم من استمرار الإمدادات إلى مناطق النظام من دون رادع على ما يبدو.
وقد استجاب الثوار من خلال محاولة فرض الحصار الخاص بهم على انتقال السلع إلى مناطق داعش، على الرغم من أن هذه الجهود لن تجدي نفعًا طالما بقي بإمكان الجهاديين الحصول على الإمدادات من العراق.
وقال أحد سكان المنطقة التي تسيطر عليها داعش طالبًا عدم الكشف عن هويته: “يوم الاثنين، كان كيس الأسمنت بـ 700 ليرة، وفي الأمس، أصبح سعر هذا الكيس 1450 ليرة“. وأضاف: “لقد قطعوا حتى إمدادات السجائر“. حيث يعتمد السكان المحليون في مناطق داعش على المهربين القادمين من مناطق الثوار في حلب للحصول على المنتجات المحظورة.
ومن جهته، قال محمد ردًا على سؤال عما سيفعله الثوار إذا ما رفعت داعش حصارها، إن المقاتلين قد يذهبون مباشرة لشراء نفطها. وأضاف: “إنهم يسيطرون على كل النفط في سوريا. ليس هناك خيار آخر“.
ترجمة: صحيفة التقرير
======================
"الجارديان": هذا ما يغري به "داعش" شباب الغرب
مفكرة الإسلام : كشفت صحيفة بريطانية أنه بعد مرور عام على ظهور "داعش"، تسعى الحكومات الغربية إلى البحث عن الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة تعاطف مواطنيها مع مقاتلي التنظيم، موضحة أن الأجانب ما زالوا يواصلون الهجرة إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، رغم الجهود العسكرية والأمنية والدعائية الكبيرة، وبغض النظر عن الهزائم التي تعرض لها "داعش" في الأشهر الأخيرة وتم التطرق إليها إعلامياً بشكل كبير.
وأوضحت صحيفة "الجارديان" أنه خلال الأسبوع الماضي، اتخذت هذه الجهود منحى جديداً، بعدما هجرت ثلاث أخوات بريطانيات أزواجهن قصد التوجه لسورية، وأخذن معهن أطفالهن التسعة، من أجل العيش بمناطق "الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن التقديرات تتحدث عن توجه سبعة آلاف بريطاني للالتحاق بالتنظيم.
وقالت الصحيفة إن مسؤولاً بريطانياً يشغل منصباً رفيعاً ضمن الجهود للحد من تأثير "داعش" على الشبان البريطانيين، أسرّ له أنه يتم استخلاص العبر من النجاحات السابقة في مطاردة تنظيم "القاعدة"، إلا أن كاتب المقال أبرز أن هذه المقاربة، الواسعة الانتشار، هي واحدة من أكبر الأخطاء التي يرتكبها المسؤولون والخبراء، بالنظر إلى كون "داعش" لا يشبه "القاعدة" كثيراً، ويتماهى مع الحركات الشعبوية، وذلك رغم التقارب الأيديولوجي بينهما. وفي هذا الجانب، ذكر المقال أنه بينما تظل "القاعدة" تنظيماً نخبوياً ومنعزلاً عن عموم المسلمين، فإن "داعش" يستعمل لغة عامية في مخاطبة الجماهير، ويسعى لاستمالة عدد واسع من الأشخاص غير الذين يسعون للانضمام إلى التنظيم أو تقديم الدعم له بشكل علني.
وأشارت الصحيفة أنه منذ صعود التنظيم، التقى بالعشرات من أفراده بسورية والعراق، واتضح له من خلال تلك الأحاديث أن ما يبرز بقوة كبيرة هو الاعتقاد الراسخ لدى أنصار "داعش" بأن التنظيم مقنع، ويمكنهم من الحصول على حريتهم والتمتع بالنفوذ، أو الهيبة كما يصفها بعض المقاتلين بصفوف التنظيم.
وشددت الصحيفة على أنه رغم أن بعض الملتحقين المحتملين بالتنظيم لديهم فكرة محدودة عن الطريقة التي يشتغل من خلالها تنظيم الدولة الإسلامية، فإن التنظيم مع ذلك يمنح لهم الفرصة للمشاركة في العمليات العسكرية.
وأضافت الصحيفة أن الجانب الأيديولوجي يصبح أداة فعالة خلال عملية جلب الملتحقين الجدد، وتجنيدهم، والاحتفاظ بهم، رغم أن واقع الحال بسورية والعراق لا ينسجم مع توقعاتهم.
======================
معهد واشنطن : ماثيو ليفيت و كيلسي سيكاوا :نتائج التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب (الجزء الأول): «حزب الله» وإيران
 
ماثيو ليفيت هو زميل "فرومر-  ويكسلر" ومدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن. كيلسي سيكاوا هي مساعدة باحثة في المعهد.
عندما أدلى "مدير الاستخبارات الوطنية" الأمريكية جيمس كلابر بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي في آذار/مارس حول التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة، كان من اللافت للإنتباه غياب إيران و «حزب الله» عن قائمة التهديدات الإرهابية. وبعد عدة أسابيع، رد كلابر على المخاوف التي أعرب عنها أعضاء مجلس الشيوخ فيما يتعلق بهذا الإغفال في رسالة أقر فيها أن إيران و «حزب الله» "يهددان مباشرةً مصالح الولايات المتحدة وحلفائنا"، مضيفاً أن الأسرة الدولية ما زالت تعتبر طهران عاصمة "الدولة الرئيسية الراعية للإرهاب".
وفي 19 حزيران/يونيو، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي عن الإرهاب في دول العالم لعام 2014، الذي يشرح كيفية ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية» في العام الماضي كالتهديد الإرهابي الأبرز للمصالح الأمريكية (وهو موضوع سيتم تغطيته في الجزء الثاني من هذا المرصد السياسي، الذي سيصدر في وقت لاحق). إلا أن التقرير، الذي يغطي معظم الإطار الزمني نفسه الذي ارتكزت عليه شهادة كلابر، يبيّن أيضاً بوضوح أن إيران و «حزب الله» نفذا بصورة نشطة أعمالاً إرهابية وإجرامية وأنشطة قتالية مزعزعة للاستقرار خلال عام 2014.
الرعاية الإيرانية "لم تشهد أي تراجع"
يركز التقرير الجديد بصورة خاصة على طهران و«حزب الله» انطلاقاً من الفصل التمهيدي: "تواصل إيران رعاية الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، وبصورة رئيسية من خلال «قوة القدس» التابعة لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني... وشملت هذه الجماعات «حزب الله» اللبناني، وعدة جماعات قتالية شيعية عراقية وحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي الفلسطيني»".  بالإضافة إلى ذلك، يتهم التقرير إيران بـ "إطالة الحرب الأهلية في سوريا وتقويض أزمة حقوق الإنسان واللاجئين هناك". ولاحقاً، يصف معدّو التقرير أن رعاية إيران للإرهاب "لم تشهد أي تراجع".
التهديدات المتعددة التي يشكلها «حزب الله»
يصف التقرير أيضاً كيف أن «حزب الله» بقي يمثل "تهديداً كبيراً لاستقرار لبنان والمنطقة الأوسع" في عام 2014. فبصفته وكيل إيران الرئيسي والأكثر نفوذاً، عمد التنظيم على "تسريع وتيرة أنشطته العسكرية دعماً للنظام السوري" واستمر في زرع الألغام على طول حدود إسرائيل الشمالية. وقد فاقمت هذه الأنشطة من الوضع الأمني ​​في لبنان وحفّزت قيام [عمليات] انتقام إسرائيلية، من بينها الضربة الجوية في مرتفعات الجولان في كانون الثاني/يناير 2015 التي أسفرت عن مقتل جنرال إيراني فضلاً عن جهاد مغنية، نجل زعيم عمليات «حزب الله» المتوفي عماد مغنية. إلا أن الضربة لم تلقَ سوى رداً متواضعاً من التنظيم، في محاولة متأنية منه لتجنب المزيد من التصعيد.
ورغم هذا الانشغال الكبير في سوريا، بقي نشاط «حزب الله» الإرهابي في جميع أنحاء العالم مستشرياً بلا هوادة. ففي نيسان/إبريل 2014، أُلقي القبض على عنصرين مشتبه بهما من «حزب الله» في تايلاند بتهمة التخطيط لهجوم في منطقة من العاصمة "تعج بالسياح الإسرائيليين". كما أن عنصراً آخراً، سبق أن اعتُقل في عام 2012 لتخزينه خمسة أطنان من الأسمدة وعشرة غالونات من نترات الأمونيوم على مقربة من بانكوك، قد أُطلق سراحه وجرى ترحيله إلى السويد في أيلول/سبتمبر.
وفي الشهر ذاته الذي سُجلت فيه عمليات الاعتقال في تايلاند، قررت ألمانيا إغلاق جمعية خيرية تابعة لـ «حزب الله» تُعرف بـ "مشروع الأطفال اللبنانيين اليتامى"، وصادرت مبلغ 80 ألف دولار من أصولها. وتشتبه السلطات بقيام الجمعية بنقل أكثر من 4 ملايين دولار إلى "مؤسسة الشهيد" التابعة لـ «حزب الله» منذ عام 2007.
كما أن التقرير سلّط الضوء أيضاً على كيفية "استمرار رعايا لبنانيين في أمريكا اللاتينية وأفريقيا في تقديم الدعم المادي لـ «حزب الله»، بما في ذلك من خلال غسل عائدات العمليات الإجرامية باستخدام المؤسسات المالية اللبنانية". وفي الواقع، إن داعمي التنظيم "غالباً ما ينخرطون في عدد من الأنشطة الإجرامية التي تعود بنفع مادي على التنظيم. وقد شملت تلك الأنشطة تهريب البضائع المحظورة، وتزوير جوازات السفر، والاتجار بالمخدرات، وغسل الأموال، وتزوير بطاقات الائتمان، والهجرة غير الشرعية، والاحتيال المصرفي".
وفي غضون ذلك، أُلقي القبض على عضو «حزب الله» محمد أمادار في بيرو في تشرين الأول/أكتوبر 2014، وعُثر في شقته على بقايا مواد متفجرة. كما اكتُشفت مواد أخرى لصنع القنابل في سلة مهملات خارج المبنى الذي يقطن فيه. وفي البداية اعترف بانتمائه إلى «حزب الله» ولكنه سرعان ما تراجع عن كلامه، زاعماً أنه قد أُرغم على الاعتراف بذلك. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أمرت محكمة بإبقائه قيد الاعتقال لمدة تصل إلى ثمانية عشر شهراً بينما يحقق المدعون في القضية ويعدّون التهم الرسمية. وفي فنزويلا، شكلت البيئة المتساهلة أرضية خصبة لتواجد أفراد مرتبطين بالعديد من الجماعات الإرهابية، بما فيها «حزب الله».
كما أشار التقرير إلى أن المحكمة العليا في قبرص أيدت في آذار/مارس 2014 إدانة حسام طالب يعقوب، الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والسويدية، وهو عنصر في «حزب الله» كان قد اعتُقل في عام 2012 على خلفية مراقبة أهداف سياحية إسرائيلية لتنفيذ أعمال إرهابية محتملة. وتم ترحيله إلى السويد بعد أن أكمل فترة عقوبته في تشرين الثاني/نوفمبر. ولم يأتِ التقرير على ذكره لأن الحادثة وقعت في عام 2015، لكن تحقيقاً منفصلاً في قبرص كشف عن كميات كبيرة من نترات الأمونيوم في منزل في لارنكا لعنصر من «حزب الله» يحمل الجنسيتين اللبنانية والكندية؛ وفي بداية الأسبوع الثالث من حزيران/يونيو، أكد وزير الخارجية القبرصي أن السلطات أحبطت مخطط تفجير لـ «حزب الله» يستهدف مجدداً سياحاً إسرائيليين.       
وبصورة إجمالية، أفادت وزارة الخارجية الأمريكية أن "إيران قد أقرت علناً" بتزويد «حزب الله» "بصواريخ 'فاتح' المتطورة البعيدة المدى والإيرانية الصنع"، في انتهاك واضح لقراري مجلس الأمن 1701 و 1747. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أقر قائد سلاح الجو في «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده علناً بأن "«فيلق الحرس الثوري الإسلامي» و «حزب الله» هما حال واحدة".
دور «قوة القدس» التابعة لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي»
يبيّن التقرير أيضاً كيف استخدمت طهران «قوة القدس» التابعة لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» لحشد عدد من المقاتلين الشيعة في العراق وسوريا في وجه تنظيم «الدولة الإسلامية»، بما في ذلك « كتائب حزب الله» التي صُنفت كتنظيم إرهابي. ووفقاً للتقرير، ارتكب هذا التنظيم وغيره من الميليشيات المدعومة من قبل إيران "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان". وبالإضافة إلى ذلك، زادت إيران من عمليات تدريب الميليشيات وتمويلها في عام 2014، وتزويدها لهم أسلحة متقدمة. كما "دفعت مئات الملايين من الدولارات" لـ «حزب الله» و "دربت الآلاف من المقاتلين التابعين لـ [الجماعة] في معسكرات في إيران."
ولا تتوقع وزارة الخارجية الأمريكية أن تغير إيران سلوكها في سوريا عما قريب، إذ تؤكد أن "إيران تعتبر سوريا ممراً محورياً في طريق الإمداد التي تعتمده لتسليح [«حزب الله»]، الذي هو المستفيد الأساسي، وركناً أساسياً من جبهة 'المقاومة' الخاصة بها". وفي الواقع، استمرت إيران في تزويد الجماعة بـ "التدريب والأسلحة والمتفجرات، بالإضافة إلى الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والتنظيمي".
كما واصلت إيران "تقديم الأسلحة والتمويل والتدريب وتعبئة شيعة عراقيين ومقاتلين أفغان بشكل أساسي لدعم القمع الهمجي الذي يمارسه نظام [الأسد]، والذي أسفر عن مقتل 191,000  شخص على الاقل في سوريا، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة من آب/أغسطس". فضلاً عن ذلك، يشير التقرير إلى أن إيران قد أقرت علناً بإرسال عناصر من «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» إلى سوريا للقيام بدور استشاري؛ وتفيد "تقارير إعلامية متوافقة" أن "بعض هؤلاء العناصر ينتمون إلى «قوة القدس» التابعة لـ «الحرس الثوري الإسلامي» وأنهم شاركوا في العمليات القتالية المباشرة"، على الرغم من أن ايران نفت هذا الدور.
دعم «حماس» وغيرها من الحركات الفلسطينية المسلحة
يشرح التقرير الجديد أيضاً كيف شرعت إيران في ترميم العلاقات مع «حماس» العام الماضي. ففي السابق، كانت طهران ولفترة طويلة من مؤيدي الحركة، التي شاركت في العديد من الحروب مع عدوها اللدود، إسرائيل. إلا أن العلاقات بين الطرفين مرت بأوقات عصيبة عندما رفضت «حماس» دعم بشار الأسد، ولكن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، "شدد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي على الدعم العسكري الإيراني لـ  'الإخوة الفلسطينيين' في غزة ونادى بتسليح الضفة الغربية كذلك". وبحلول كانون الأول/ديسمبر، "أعلن نائب زعيم حركة «حماس» موسى أبو مرزوق [أن] العلاقات الثنائية بين إيران و «حماس» 'عادت إلى المسار الصحيح'."
كما تلقت جماعات متطرفة فلسطينية أخرى مساعدات من إيران أيضاً؛ ففي آذار/مارس 2014، اعترضت إسرائيل سفينة الشحن "كلوس- سي" قبالة شواطئ السودان وعثرت على أسلحة متنوعة، يُعتقد أنها كانت متجهة إلى قطاع غزة، بما فيها 40 صاروخاً من طراز M-302، و 180 قذيفة هاون، وحوالي400,000  طلقة من الذخيرة. وكانت الأسلحة مخبأة داخل صناديق من الإسمنت كُتب عليها "صُنع في إيران".
الخلاصة
يُظهر "التقرير السنوي عن الإرهاب في دول العالم" الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، المدى الذي بقي فيه كل من إيران و«حزب الله» ملتزماً بدعم الإرهاب الدولي والانخراط فيه في عام 2014. ومع ذلك، فقد زاد هذا الالتزام في عام 2015، كما يتضح من تصنيفات وزارة الخزانة الأمريكية في شباط/فبراير (ضد شبكة الدعم التابعة لـ «حزب الله» في أفريقيا)، وفي آذار/مارس (مدعوماً بمؤامرات «حزب الله» في بلغاريا وقبرص وتايلاند)، وفي حزيران/يونيو (ضد عناصر «حزب الله» وجماعاته الداعمة للإرهاب في لبنان والعراق). وفي شباط/فبراير أيضاً، تم ترحيل السفير الإيراني في أوروغواي بعد أن شوهد أحد دبلوماسييه وهو يحوم في سيارة دبلوماسية بالقرب من قنبلة حقيقية المظهر إلى حد كبير ولكنها وهمية، وقامت الشرطة بتفجيرها عن بُعد. وفي الواقع، هناك أسباب وجيهة جعلت تقرير وزارة الخارجية يشير بشكل واضح وصريح إلى أن تنظيمي «داعش» و «القاعدة» "لا يشكلان التهديد الخطير الوحيد الذي واجهته الولايات المتحدة وحلفاؤها. فقد واصلت إيران رعاية الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم".
======================
دومينيك سيغويل - (كرستيان سينس مونيتور) 15/6/2015 :مجزرة الدروز السوريين: هل يستطيع الجهاديون تلميع صورتهم؟
  ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
الغد الاردنية
تسعى منظمة تابعة لتنظيم القاعدة إلى النأي بنفسها عن قتل 20 قروياً درزياً في الأسبوع قبل الماضي، وتبديد مخاوف الطائفة التي تعد من الأقلية في سورية.
على المحك، ثمة صورتها التي رسمتها عن نفسها بصعوبة باعتبار أنها بديل أكثر اعتدالاً من مجموعة "الدولة الإسلامية" المعلنة ذاتياً، وأنها تستطيع بالتالي التعايش مع المجموعات الأخرى المعادية للنظام، والتي لا تشاركها معتقداتها أو أيديولوجيتها ذات الخط المتشدد.
وقالت "جبهة النصرة" في بيان وزعته بواسطة شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن كل شخص منخرط في هذا الحادث سوف يقدم إلى المحكمة الشرعية وسيتحمل المسؤولية عن الدماء التي سفكت". وأضاف البيان: "ما يزال سكان القرية سالمين وآمنين ويتمتعون بحمايتنا في المناطق التي تقع تحت سيطرتنا".
وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مركزاً له، فإن 20 مواطناً درزياً قتلوا يوم الأربعاء قبل الماضي في محافظة إدلب الشمالية، بعد مشادة كلامية مع قائد تونسي في جبهة النصرة، والتي ما لبثت أن تصاعدت وانتهت إلى مجزرة.
لكن المجموعة الجهادية لم تقدم نسختها الخاصة من رواية التطورات، قائلة فقط إنها "تلقت بحزن عميق أخبار الحادثة التي وقعت في 10/6/2015 في قرية قلب اللوز في ريف إدلب". وقال البيان إن المقاتلين لم يستشيروا قادتهم، وإن تصرفاتهم كانت "انتهاكات واضحة" لتوجيهات جبهة النصرة".
يقول ثوماس جوسلين في صحيفة "ذا لونغ وور جورنال" إن "عمليات القتل تبرز كيف تنتهج القاعدة خطاً واضحاً في شن الجهاد، بينما تحتفي مجموعة الدولة الإسلامية، منافس القاعدة، بشكل روتيني بوحشية مقاتليها. لقد حاول تنظيم القاعدة تصوير نفسه بأنه بديل أكثر اعتدالاً".
قوة قتالية فعالة
كانت "جبهة النصرة" قد أسست نفسها كواحدة من الفصائل الأكثر فعالية في مقاتلة نظام الرئيس بشار الأسد، أحياناً بالتنسيق مع الثوار المدعومين من جانب الولايات المتحدة، وفي أوقات أخرى في صراع معهم. وتطبق المجموعة تأويلاً صارماً للشريعة الإسلامية في مناطق خاضعة لسيطرتها، لكنها، على العكس من الدولة الإسلامية، لم تنخرط في عمليات الذبح الجماعي للأقليات الدينية والإثنية. وكان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يسيطر على حوالي نصف الأراضي السورية قد استهدف بعنف الأقليات في سورية والعراق، وأعلن مسؤوليته عن ذبح مسيحيين في ليبيا.
في الأعوام القليلة الماضية، قطعت "جبهة النصرة" أشواطاً بعيدة في عرض نفسها وفي المقام الأول كتنظيم يخدم الشعب السوري. كما يلاحظ يزيد الصايغ من مركز الشرق الأوسط في بيروت أنها تنظيم "من الممكن أن يكون متسامحاً مع تنوع المجتمع السوري، في حين يظل متمسكاً بأيديولوجيته السلفية الخاصة".
تجدر الإشارة إلى أن الدروز هم طائفة سرية يستند نظامها العقائدي إلى الشيعية الإسماعيلية والأرواحية والفلسفة الإغريقية، بالإضافة إلى الصوفية اليهودية والمسيحية. ويتركز الدروز في سورية في الجنوب. في مقابلة أجرتها معه مؤخراً فضائية الجزيرة، قال قائد جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، إنه لا قتال ضد الذين لا يقاتلون ضد جبهة النصرة، وقال إن المجموعة ستحمي الأقليات السورية، بمن فيهم الدروز. وأضاف: "ثمة قرى درزية توجد في مناطق محررة، والتي لم تدعم بشار الأسد ولا هي حاربته، ولم يلحق بها أي ضرر".
بديل معتدل لتنظيم "داعش"
بينما يعتبر "داعش" مباشراً ووحشياً في تطبيقه للشريعة الإسلامية في الأراضي التي يستولي عليها، تبنت جبهة النصرة نهجاً أكثر تدريجية. فقد طبقت الشريعة ببطء في المناطق التي تسيطر عليها، ولم تتدخل في شؤون مجموعات الثوار الأخرى. وحول موضوع الأقليات، أرسلت المجموعة رسائل مختلطة مع ذلك، متعهدة بحمايتها إذا تخلت عن الأسد، لكنها دفعت أيضاً باتجاه تحويلها عن عقائدها.
منذ نهاية العام 2014، انخرط قادة المجموعة في نقاش داخلي حول النأي بمجموعتهم عن تنظيم القاعدة بغية "التأكيد على وطنيتها السورية ووجهها المعتدل"، كما يشير السيد الصايغ الذي يضيف: "كانت هناك محاولة واضحة لرسم صورة لأنفسهم على أنهم يستطيعون التعايش مع أناس لا يتفقون معهم، بينما يطبقون حكم الشريعة الخاص بهم في المناطق التي يسيطرون عليها بشكل حصري". جعل قتل القرويين في الحادثة الأخيرة من الأصعب على المعارضة في سورية إقناع الدروز بالبقاء محايدين في النزاع أو التخلي عن النظام. ويضيف الصايغ: "إن الحادثة تخدم في تأكيد سرد النظام الذي يقول بأن المعارضة مكونة من متطرفين وجهاديين، والذين يفرضون وجهات نظرهم الدينية الخاصة على كل مختلف، ويستخدمون العنف لفرض وجهات النظر تلك".
هل يكون هناك عقاب؟
 بينما قد تحب جبهة النصرة تأكيد أن مقاتليها لم يشنوا هجوماً معداً مسبقاً ضد أي أقلية طائفية، فإن العديد يشكون في أنها ستحاسب أعضاءها المتورطين. يقول حسان حسان، زميل تشاثام هاوس ومعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط: "ذلك أمر نمطي –إن جبهة النصرة لا تعاقب أعضاءها جهاراً أبداً، ولا تريد أن تُعاقب من جانب آخرين". ويضيف: "ولكن، ما لم تظهر (النصرة) أنها فعلت ذلك، فسيكون هناك تصعيد وستزداد الشكوك لدى الدروز".ويقول السيد حسان أيضاً: "هناك تعبئة ضخمة بين الدروز للدفاع عن مناطقهم، وهم يعرفون أن المتطرفين قادمون، ويعرفون أن عليهم أن يتصدوا لهم".
من ناحيتهم، يقول محللون أن من غير المرجح أن يجيش الدروز ضد جبهة النصرة، وهم يحاولون أن يظلوا فوق النزاع في الحرب الأهلية في سورية. وفي منطقتهم الجنوبية في السويداء، حيث توجد للنظام السوري سيطرة عسكرية، قاوم الدروز محاولات أخيرة لتجنيد الشباب الدروز في الجيش وإرسالهم للقتال في الأماكن الأخرى.
ويقول حسان: "ما يزال النظام يحاول إقناعهم بأنهم عندما يقاتلون من أجل النظام، فإنهم يقاتلون من أجل بقائهم الخاص". لكنه يضيف: "لكنهم لا يشترون ذلك الكلام. إنهم يريدون القتال في مناطقهم فقط، وللدفاع عن منطقتهم الخاصة وحسب".
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:
 Syrian Druze massacre: Can jihadists salvage their image?
 
======================
هافينجتون بوست :استغلال داعش لتويتر.. هل يمكن مواجهته؟
نشر في : الإثنين 22 يونيو 2015 - 03:58 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 22 يونيو 2015 - 03:58 ص
هافينجتون بوست – التقرير
في البداية لا بد من الإشارة إلى أن الهدف من هذا التقرير ليس مهاجمة تويتر، فشركة تويتر استجابت للضغوط التي مورست عليها من قبل المؤسسات الإعلامية والمستخدمين، خلال الأشهر الأخيرة.
فقامت بالإعلان وبشكل صريح بأن مستخدمي تويتر لا يستطيعون وبأي طريقة كانت “التهديد بالعنف أو تشجيع العنف.. بما في ذلك تشجيع الإرهاب“، حيث وفي نهاية شهر شباط/فبراير تم إيقاف 2000 حساب منسوبة إلى تنظيم داعش، أو لمناصريه، كما تم منذ شهر أكتوبر 2014 تم إيقاف آلاف الحسابات المنسوبة أو المرتبطة بالتنظيم الإرهابي، المشكلة أن هذه التدابير قد لا تكون كافية لمحاربة هذه الآفة، في ظل الأرقام الكبيرة للحسابات المرتبطة بهذا الموضوع، فكيف السبيل إذا لمواجهة استغلال داعش لتويتر؟.
يبدو واضحًا أن عملية إيقاف حسابات تويتر التي يتم استغلالها لنشر الدعاية لتنظيم داعش يجب أن تستمر، بل يجب المضي قدمًا أكثر في هذه الخطوة، وهذا يعني أن يشمل الإجراء أيضًا بعض الحسابات العاملة بهذا الإطار باللغات الأوروبية (الألمانية والفرنسية والإيطالية والتركية) بطريقة عملية أكثر، فعندما يتم الإبلاغ من قبل أحد المستخدمين عن أحد الحسابات التابعة للفرق الجهادية الناطقة بهذه اللغات، فإن عامل الوقت المتعلق بإيقاف الحساب له أهميته، وبالتالي فإن عملية إيقاف الحسابات ليست كافية وفعالة لمواجهة الجهاديين، خصوصًا مع تمكنهم الظهور مرة أخرى بعد فترة وجيزة.
ويجب على تويتر وفي حربه ضد داعش، استهداف الجهاديين الأكثر نشاطًا، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الناشط الإلكتروني XRSone استطاع تقديم حلا للمسألة، من خلال تقديمه لبرنامج يكشف نوعية الحسابات الجديدة من خلال برمجة قاعدة بيانات تلاحق البيانات الخاصة والمعلومات المتشابهة، فشركة تويتر مدعوة للقيام بتدابير احترازية إضافية، في ظل قدرة بعض الأفراد إيجاد حوالي 25000 ألف حساب مشبوه في تويتر، كما أن السلطات العامة الفرنسية والأوروبية مدعوة هي أيضًا للعمل في هذا الاتجاه.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال يفضل إبقاء هذه الحسابات الجهادية فعالة وعاملة، ليتم مراقبتها وملاحقتها لتكوين قاعدة بيانات للعمل الاستخبراتي، فطبعا هذه الحسابات تسمح بتقديم معلومات هامة للمحللين والباحثين الجامعيين، لكن في أوروبا فإن الحال مختلف، حيث يشعر الأوربيون بعدم الأمان في حال قامت السلطات فقط بمتابعة والتدقيق بهذه الحسابات لتعزيز الأمن.
وهنا لا بد من الاعتراف أنه بما أن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر أداة هامة للتجنيد، فالمطلوب وقف عملية التجنيد هذه لتعزيز الأمن، خصوصًا أنه إذا كان بعض من يتم تجنيدهم تم اقناعهم بشكل كبير بأيديولوجية الإرهابيين بشكل يصعب معه اقناعهم بالعدول عن أفكارهم، يوجد أخرون في حالة من التشتت الفكري والثقافي. مع التاكيد أن بين المجندين أو المجندات الموجودين في سوريا، يوجد الكثير ممكن تركوا البلدان الغربية بسبب الدعاية اليومية التي يتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فمنع عملية” غسل الدماغ” هو من أهم وسائل تجفيف مصدر تجنيد الأجانب للقتال إلى جانب داعش، وبالإضافة إلى ذلك، إن ما يتم نشره من قبل المجندين عبر مواقع التواصل يشكل أداة هامة من أدوات داعش الإعلامية، خصوصًا لأصحاب العقول الهشة التي يسهل اختراقها، والتي تكون غالبًا غاضبة من المجتمع. فمسألة ترك الحرية للجهاديين في استعمال موقع كتويتر تعتبر مسألة نسبية، فهناك وسائل أخرى لمعالجة العقول المريضة، فالبنسبة للآخرين يجب العمل على منع تعرضهم لدعاية داعش، وهو أمر مشابه لمنع الاستغلال الجنسي للأطفال، وذلك من خلال الحس السليم البسيط، وبالنسبة للحصول على المعلومات فمن الممكن الحصول عليها من الحلفاء ومن خلال الذكاء البشري والتكنولوجي المتوفر.
وقد فهم بعض المسؤولين كالنواب المنتخبين من قبل الشعب، هذه المعضلة، وبدؤوا يتحركون فعلا باتجاه السلطات العامة، فعلى سبيل المثال قدمت السناتور الفرنسية فرانسواز لابورد قائمة بحسابات تويتر المرتبطة بداعش إلى وزارة الداخلية، وهي تعمل أيضا وبشكل فاعل على إطلاق مشروع حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة الآلة الإعلامية لداعش، ومن المنتظر أن يأخذ بعض نواب الشعب الفرنسي هذا الأمر الذي يعتبر من أولويات الالتزام المدني على محمل الجد، فالمطلوب حاليًا طرح بعض الأسئلة في البرلمان للحكومة الفرنسية والمؤسسات الأوروبية لدفعهم لخوض الحرب الإعلامية – الإلكترونية ضد داعش، كما أن العديد من المنظمات تيقنت من الدور الهام الذي يجب أن يقوم السياسيون به على المستوى الوطني المحلي والأوروبي لإحداث تغيير حقيقي على جبهة الحرب “لكسب العقول والقلوب”.
يلاحظ هنا أنه ومن خلال اليوروبول، فإنه يتم التحضير لتنسيق أوروبي لمواجهة داعش عبر الإنترنت، ويجب على البلدان الأوروبية أن تتعاون بشكل فعال في هذا المجال، لتخطي المعضلة المتمثلة بحاجز اللغة والحدود، مع الإشارة إلى أن الانتصار في هذه المسألة غير ممكن فعليًا، ‘إلا في أماكن محددة جغرافيًا، كما يجب على شركات الإنترنت أن تتعاون وبشكل شفاف مع سلطات اليوروبول.
ولكن قبل كل شيء، يجب التأكيد على أن المعركة ليست معركة السلطات فقط، فالمعركة هذه هي معركة جميع المواطنين، فنحن ننغمس في المناقشات العقيمة حول من هو “تشارلي” ومن هو ليس تشارلي، فتاريخ الحادي عشر من يناير ينبغي أن يعني الكثير، بل هو صحوة مدنية. فليس كافيًا السير بتظاهرة شعبية محدودة ونعود بعدها إلى المنزل إن أردنا محاربة الجهاد، ويجب على الأوروبيين التعلم ليكونوا كالشعب الأميركي مواطنين فاعلين، من خلال التحرك باتجاه المسؤولين المنتخبين والتواصل معهم بشكل مكثف، وإمطارهم برسائل تعرب عن القلق من الدعاية الكبيرة التي يقوم بها داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لدفع السلطة التشريعية للقيام بواجبها، مع الإشارة إلى أن رسالة أو اثنتين لن تجديا نفعًا، بل يجب إرسال العشرات منها للفت الأنظار، وبالتالي فإن المواطن الذي شارك بإرسال رسالة أو بريد إلكتروني سيصبح جزء من حل المشكلة التي أوجدها الوحش الجهادي.
======================
فورن بوليسي: أوباما يكتب صياغة جديدة لعلاقة أمريكا بالعالم الإسلامي
كلنا شركاء
بعد أيام من حادثة شارلي إيبدو، خرج مئات الآلاف من الفرنسيين في مسيرة ضد التطرف الإسلامي. وانضم 44 من قادة العالم إلى هذه المسيرة، ولكن لم يكن بينهم الرئيس باراك أوباما، والنائب العام في ذلك الوقت، إريك هولدر، أو نائب وزير الأمن القومي اليخاندرو مايوركاس، وكان كلاهما في باريس في ذلك اليوم. كما قتل مجموعة من الإرهابيين أربعة يهود فرنسيين في إحدى الأسواق التجارية. لكنّ أوباما وصف القتلة بـ “المتعصبين الأشرار الذين أطلقوا النار بشكل عشوائي على مجموعة من الناس في محل بقالة“.
وتعرض البيت الأبيض للعديد من الضغوط بسبب عدم وجود مسؤول أمريكي رفيع المستوى في مسيرة باريس، لكنه رد من خلال عقد اتفاقية طال انتظارها بشأن “مواجهة التطرف العنيف.” وعندما قيل إنّ أحد المسلحين تفاخر بأنه ينوي قتل اليهود، أوضح السكرتير الصحفي للرئاسة، جوش ارنست، أن الضحايا لقوا حتفهم “ليس بسبب هويتهم، ولكن لأنهم تواجدوا في هذا المكان مصادفة“.
مقاطعة أوباما لحضور مراسم التأبين في باريس، مثل رفضه الاعتراف بهوية الجناة والضحايا، أو حتى موقع مذبحة السوق، تقدم نافذة واسعة حول تفكيره بشأن الإسلام والشرق الأوسط. ببساطة: الرئيس لا يمكن أن يشارك في احتجاج ضد المتطرفين المسلمين؛ لأنّه يرى أن دوافعهم تعد تشويهًا – وليس تفسيرًا متطرفًا – للإسلام. وإذا لم يكن هناك إرهابيون بدافع الدين، فإنّه لا يمكن أن يكون هناك متجر يهودي مختار بشكل متعمد أو سقوط ضحايا يهود عن قصد، ولكن متجر وزبائن متواجدين بشكل عشوائي.
لقد كان فهم أفكار أوباما أمرًا حاسمًا في منصبي كسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة. مباشرة بعد أن توليت المنصب في يونيو عام 2009، كرست أشهرًا عديدة لدراسة الرئيس الجديد، وأمعنت النظر في خطاباته، ومقابلاته، وبياناته الصحفية، ومذكراته، واجتماعاته مع عدد من أصدقائه ومؤيديه. كان الغرض من دورة التعلم الذاتي التي أطلقت عليها “أوباما 101، هو الوصول إلى نقطة حيث لم يعد يفاجئني الرئيس. وعلى مدى أربع سنوات كنت نادرًا ما أقرأ عن القضايا الإسلامية والشرق أوسطية.
نحن ننشد طريقًا جديدًا إلى العالم الإسلامي للمضي قُدمًا على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل”، هكذا أعلن أوباما في خطاب تنصيبه. كان الافتراض الأساسي أنّ العلاقات الأمريكية السابقة مع المسلمين اتسمت بالخلافات والاحتقار. ولكنّ الأمر الأكثر أهمية هو استخدام الرئيس لمصطلح “العالم الإسلامي”، وهي ترجمة تقريبية للأمة العربية. ويشير مفهوم الأمة في الإسلام إلى جماعة المؤمنين الذين يتجاوزون الحدود والثقافات والجنسيات. ولا يعتقد أوباما فقط أن مثل هذا المجتمع قائم بالفعل، ولكنه يؤمن بأنّه يمكنه التعامل معه واستيعابه.
وقد تم تجاوز حداثة هذا النهج من خلال زعم أوباما بأنه يمثل الجسر بين هذا العالم الإسلامي والغرب. وخلال الحملة الرئاسية، أشار مرارًا إلى أحد أفراد أسرته المسلمة، وعلاقاته السابقة بإندونيسيا والقرى المسلمة في كينيا، واسمه العربي، وأشارت الدراسات التي أُجريت بعد وقت قصير من انتخابه إلى أنّ ما يقرب من ربع الأمريكان يعتقدون أن رئيسهم مسلم.
لكنّ ذلك لم يمنعه من مواصلة دوره كجسر بين العالم الإسلامي والغرب. ولقد كان التصالح مع العالم الإسلامي هو الموضوع الرئيس لأول مقابلة تليفزيونية مع الرئيس — مع قناة العربية — وأول خطاب له في الخارج.  وقال للبرلمان التركي في أبريل عام 2009: “إنّ الولايات المتحدة ليست، ولن تكون أبدًا في حرب مع الإسلام. علاقة أمريكا مع المجتمع الإسلامي لا يمكن، ولن، تكون قائمة على معارضة الإرهاب … نحن نسعى إلى مشاركة واسعة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. ونحن نعرب عن تقديرنا العميق للدين الإسلامي “. ولكن التفسير الكامل لموقف أوباما تجاه الإسلام، ودوره الشخصي في تهدئة معتنقيه، جاء بعد ثلاثة أشهر في القاهرة.
أعلن البيت الأبيض عن “خطاب الرئيس أوباما إلى العالم الإسلامي، “في قاعة للطلاب المصريين المختارين بعناية. ولكن الرسالة لم تكن موجهة إليهم أو حتى إلى الشعب المصري، ولكن إلى جميع المسلمين. قال أوباما: “أمريكا والإسلام لا يعارضان بعضهما، لكنهما يتشاركان نفس المبادئ — مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة جميع البشر“. كما استشهد الرئيس بعدة آيات من القرآن الكريم — مع تصفيق بحماسٍ شديدٍ من الجمهور — وأشاد بإنجازات الإسلام وذكر الاستعمار، والحرب الباردة، والحداثة من بين أسباب الخلاف بين المسلمين والغرب. وأوضح في الإشارة الوحيدة إلى الدافع الديني لمعظم الإرهابيين: “لقد استغل المتطرفون الذين يمارسون العنف هذه التوترات عند أقلية صغيرة من المسلمين بشكل فعّال.” كما استشهد مرة أخرى بعلاقته الشخصية مع الإسلام، وقال: “لقد عرفت الإسلام في ثلاث قارات قبل المجيء إلى المنطقة التي ظهر فيها لأول مرة“.
بشّرت هذه التصريحات بإعادة صياغة عميقة لسياسة الولايات المتحدة. وعلى الرغم من تأكيد أوباما على دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل، لكنّه انتقد بشدة سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية، وأيّد مطالبة الفلسطينيين في إقامة دولة. واعترف أيضًا بحق إيران في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وأيّد مبدأ منع انتشار الأسلحة النووية، ورفض سياسة الرئيس السابق جورج دبليو بوش لتعزيز الديمقراطية على الطريقة الأمريكية في الشرق الأوسط. وقال: “لا يجب أن تتحكم دولة واحدة في اختيار دولة أن تمتلك أسلحة نووية. لا يجب أن تفرض دولة نظام حُكم معين على دولة أخرى.” في الواقع، قدّم أوباما صفقة جديدة تحترم فيها الولايات المتحدة الزعماء المسلمين المختارين بإرادة شعبية والمتأصلين في تقاليدهم، وعلى استعداد للتعامل مع الغرب.
كان خطاب القاهرة ثوريًا. ففي الماضي، تعامل القادة الغربيون مع أتباع الدين الإسلامي — نابليون في غزو مصر في عام 1798، والقيصر فيلهلم الثاني أثناء زيارته لدمشق بعد قرن من الزمن — ولكن هذا لم يحدث ذلك من قبل من خلال رئيس أمريكي. في الواقع، لم يسبق وأن تحدث أي رئيس إلى أتباع أي ديانة عالمية، سواء الكاثوليك أو البوذيين، وفي مدينة عريقة مثل القاهرة. الأهم من ذلك، أنّ خطاب القاهرة كان بمثابة الوثيقة التأسيسية لسياسة أوباما تجاه المسلمين.
كلما احتار القادة في إسرائيل بسبب قرار الإدارة الأمريكية باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا — التي قطعها بوش بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري — أو تواصلها مع ليبيا وإيران، أود أن أحليهم دائمًا لهم هذا النص. عندما فشل صنّاع القرار في فهم لماذا دعم أوباما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي سجن الصحفيين ودعم المتطرفين الإسلاميين، أو لماذا أيّد محمد مرسي، العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، كنت أقول دائمًا: “ارجعوا إلى هذا الخطاب.” لقد كان أردوغان ومرسي من الإسلاميين الملتزمين، المنتخبين ديمقراطيًا، الذين تقبلا يد أوباما الممدودة لهما، وعلى نحو مماثل كان حسن روحاني، الذي أصبح شريك أوباما في السعي إلى تسوية تفاوضية للنزاع النووي الإيراني.
كيف توصل أوباما إلى هذا النهج الفريد تجاه الإسلام؟ أصبح هذا هو السؤال الأساسي الذي يتمحور حوله بحثي عن أوباما. ثمة إجابة تكمن في الجامعات التي درس فيها — كولومبيا وهارفارد، وجامعة شيكاغو؛ حيث انتشرت فيها مثل هذه الأفكار. وترجع هذه الأفكار إلى كتاب “الاستشراق”، وهو نقد إدوارد سعيد اللاذع للدراسات المنشورة عن الشرق الأوسط، ومقالاته اللاحقة التي أصر فيها على أن جميع علماء المنطقة سوف “يلتزمون ويتعاطفون بصدق مع العالم الإسلامي.” نُشر هذا الكتاب في عام 1978، وأصبح أحد أكثر الكتب تأثيرًا في العلوم الإنسانية الأمريكية. وبصفتي محاضرًا زائرًا في الولايات المتحدة منذ الثمانيات، رأيتُ كيف أثر كتاب سعيد ليس على دراسات الشرق الأوسط فحسب؛ بل أصبح الدعامة الأساسية لمناهج دورات متخصصة في الأدب الاستعماري الفرنسي وتاريخ إيطاليا وأفريقيا. فكرة أنً الإسلام كيان عالمي موحد يجب على الغرب التعامل معه سلميًا أصبحت منتشرة على نطاق واسع في الجامعات الأمريكية وتوغلت في المجتمع والسياسات أيضًا. كان أحد النصوص الأساسية في بحثي عن أوباما هو كتاب “القيادة الاستراتيجية: إطار لاستراتيجية الأمن القومي في القرن الحادي والعشرين،” الذي كتبه خبراء العلاقات الخارجية، وكثير منهم شغل مناصب عليا في الإدارة الجديدة. وبينما يسعى الخبراء لوضع علاقة أمريكا مع الشرق الأوسط على أساس جديد، قال هؤلاء الخبراء بأنّه يجب أن تسعى أمريكا نحو “تحسين العلاقات مع العناصر الأكثر اعتدالًا في الإسلام السياسي” وتبني “سردية من الفخر والاعتزاز بإنجازات الإسلام“.
بالإضافة إلى أصوله في الشؤون الأكاديمية والدولية، تنبع مواقف أوباما تجاه الإسلام من تفاعلاته الشخصية مع المسلمين، التي وصفها بالتفصيل في مذكراته “أحلام من والدي” التي نُشرت قبل 13 عامًا من انتخابه رئيسًا للبلاد. كتب أوباما بحماس عن القرى الكينية حيث كان يشعر بدفء الوطن وتجارب من طفولته التي قضاها في إندونيسيا. يمكنني أن أتصور كيف يمكن لطفل تربى على يد أم مسيحية أن يرى نفسه جسرًا طبيعيًا بين زوجيها المسلمين. يمكنني التكهن أيضًا كيف أنّ هجر كلا الرجلين لهذا الطفل أدى به، بعد سنوات عديدة، إلى الرغبة في قبول إخوانهما في الدين له.
ومع ذلك، وبشكل مأساوي، أوباما — وتواصله مع العالم الإسلامي — لم يكن مقبولًا. مع اندلاع الربيع العربي، تم استبدال رؤية الولايات المتحدة في إحلال السلام مع الشرق الأوسط المسلم بخليط من السياسات — التدخل العسكري في ليبيا، القصف الجوي في العراق وعدم الاكتراث بما يحدث في سوريا، والتشابك مع مصر. هذا إلى جانب ضربات الطائرات بدون طيار، وكثير منها وافق عليها الرئيس شخصيًا، التي قتلت المئات من الإرهابيين، وأعداد لا تُحصى من المدنيين.
من الناحية الدبلوماسية، قوبل تواصل أوباما مع المسلمين بالرفض أيضًا. خلال فترة ولايته في منصبه، وصل تأييد شعوب الشرق الأوسط لأمريكا — وخاصة بين الأتراك والفلسطينيين — إلى الحضيض.  في عام 2007، نجح الرئيس بوش في عقد اجتماع جمع بين القادة العرب والإسرائيليين، جنبًا إلى جنب مع ممثلي 40 دولة، في مؤتمر أنابوليس للسلام. وفي مايو 2015، وجد أوباما صعوبة في إقناع عدد من القادة العرب لحضور قمة كامب ديفيد بشأن مناقشة القضية الايرانية. الرئيس الذي تعهد بالتوافق بين العرب والإسرائيليين فعل ذلك في النهاية ليس من خلال السلام، ولكن من خلال القلق المشترك بشأن مدى دعمه لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وإصراره على التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
في الواقع، تظل إيران فقط هي من تُبقي على آمال أوباما في بداية جديدة مع المسلمين. في حديث مع مجلة نيويوركر، قال أوباما: “إذا كنا قادرين على حمل إيران على العمل بطريقة مسؤولة، يمكننا حينها أن نرى توازنًا بينها وبين دول الخليج السُنية“. الافتراض بأن الاتفاق النووي مع إيران سوف يجعلها “قوة إقليمية ناجحة” قادرة على معالجة وليس تأجيج الانقسامات التاريخية يظل من القضايا المركزية في تفكير أوباما. هذا الافتراض لا تشاركه الدول السُنية التي تشاهد بقلق بالغ ما تعتبره تحالفًا أمريكيًا-إيرانيًا ناشئًا.
بعد ست سنوات من عرضه “مد يد العون إذا كنتم على استعداد للتعاون“، رأى الرئيس أوباما أنّ المسلمين يرفضون هذه اليد مرارًا وتكرارًا. لم يعد يذكر أفراد أسرته المسلمين في خطبه، وأصبح معارضوه فقط هم من يذكرون اسمه الأوسط. ولكن لا تزال سياسته دون تغيير حتى الآن؛ فهو لا يزال يجادل قسرًا عن حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب ويصر على وصف “المتطرفين العنيفين” بأولئك الذين يقتلون باسم الإسلام. وأعلن في فبراير الماضي: “جميعنا نتحمل مسؤولية دحض فكرة أن جماعات مثل داعش تمثل الإسلام.” ولا يزال مصطلح “العالم الإسلامي” جزءًا من مفرداته.
على الأرجح سوف ينظر المؤرخون إلى سياسة أوباما تجاه الإسلام بمزيج من الفضول والريبة. في حين أن البعض قد يمدح أوباما لنواياه الطيبة، قد يقول البعض الآخر أنّه ساذج ومنعزل عن الواقع المعقد، الذي يستمر فيه انقسام الشرق الأوسط والتهديدات المتعددة لأمريكا وحلفائها. وحتى إذا نجح في إبرام صفقة نووية مع إيران، فإن توسع الدولة الإسلامية والحركات الجهادية الأخرى يؤكد فشل تواصل أوباما مع العالم الإسلامي. ضرورة الانخراط معهم — عسكريًا وثقافيًا ولأغراض خيرية، ودينية — سوف تتزايد بمرور الوقت. خليفة الرئيس، سواء كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا، سيتعين عليه التعامل مع هذا الواقع لحظة دخوله البيت الأبيض. يجب أن يكون أول قرار هو الاعتراف بأنّ أولئك الذين يقتلون باسم الإسلام ليسوا مجرد متطرفين ولكنهم مجموعة من المتعصبين يحركهم الحماس والتعصب لدين معين، وأنّ ضحاياهم ليسوا مجرد عينة عشوائية.
ترجمة: صحيفة التقرير
======================
ستراتفور: هل تستطيع القوى الأربع الإقليمية تحجيم داعش؟
الإثنين 22 يونيو 2015 / 01:58
24 - إعداد: طارق عليان
يتعين أن يبدأ أي تقييم للشرق الأوسط بنشأة الجغرافيا السياسية الجديدة بعد الحرب العالمية الأولى التي فُرضت عنوة على وقائع اجتماعية وسياسية مختلفة تماماً، وكانت محاولة لتقييد سلطة الجماعات الإقليمية والعرقية الأكثر اتساعاً.
بينما أخفقت القاعدة في إشعال ثورة ضد الحكومات الفاسدة استطاعت الولايات المتحدة تدمير مجموعة من الحكومات نفسها أو تقويضها بحيث فتحت الباب على مصراعيه أمام الإسلام العابر للقوميات وكان الحل الذي تبعته العديد من الدول يتمثل في تبني العلمانية أو الأصولية واستخدامهما كأداتيْن لإدارة التجمعات دون الوطنية ومزاعم التدين الأكثر شمولاً، وكانت إسرائيل نقطة مُوَحِّدَة عارضها الجميع، لكنها حتى في تلك الفترة كانت مجرد خيال أكثر من كونها واقع، فقد عارضت الدول الاشتراكية العلمانية مثل مصر وسوريا إسرائيل بقوة، أما الدول الملكية التقليدية، التي هددها الاشتراكيون العلمانيون فرأت في إسرائيل حليفاً لها.
الصدمات التالية لانهيار الاتحاد السوفيتي
وفي هذا الإطار، يقول جورج فريدمان، المحلل الأمريكي الشهير، في تحليل له نشرته مؤسسة "ستراتفور" في موقعها على الإنترنت، إنه إثر سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار الدعم المقدم للدول الاشتراكية العلمانية، تضاعفت قوة الممالك التقليدية.
وأوضح فريدمان: ولم تكن المسألة مسألة مال، ولو أن هذه الدول كانت ثرية، بل كانت مسألة قيم أيضاً، وخسرت الحركة الاشتراكية العلمانية دعمها ومصداقيتها، وفقدت حركات مثل فتح، القائمة على العلمانية الاشتراكية والدعم السوفييتي، قوتها في مواجهة الجماعات الناشئة التي تبنت الأيديولوجية الوحيدة المتبقية؛ ألا وهي الإسلام.
وكانت هناك الكثير من التيارات المتقاطعة في هذه العملية، ولكن من الأشياء التي لا يمكن أن ننساها أن الكثير من الدول الاشتراكية العلمانية التي بدأت مسيرتها بشكل واعد صمدت، ولو أنها فقدت قوة الوعد بعالم جديد.
وأشار فريدمان إلى أن انهيار الاتحاد السوفيتي حفّز الإسلام، وذلك لأن المجاهدين هزموا السوفييت في أفغانستان، ولأن بديل الإسلام أمسى هباءً تذروه الرياح، إضافة إلى ذلك، تزامنت واقعة احتلال العراق للكويت مع الأيام الأخيرة للاتحاد السوفيتي، والدولتان كانتا من بقايا الأعمال الدبلوماسية البريطانية، وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن ورثت الدور البريطاني في المنطقة للحيلولة دون ابتكار بريطاني جديد — ممثلاً في السعودية — ولتحرير الكويت من العراق.
من وجهة النظر الغربية، كان ذلك التدخل ضرورياً لضمان استقرار المنطقة، فإذا نشأت هيمنة إقليمية ولم تجد لها تحدياً، من الممكن أن تكون التبعات وخيمة، وبدت عملية عاصفة الصحراء بسيطة ومنطقية، حيث جمعت ما بين تحالف مناوئ للسوفييت والدول العربية.
وبحسب التحليل، فتحت تجربة هزيمة السوفييت في أفغانستان وخسارة الأنظمة العلمانية للشرعية الباب على مصراعيه أمام عمليتيْن، في الأولى، بدأت الجماعات دون القومية بالمنطقة ترى الأنظمة الحاكمة الحالية قوية لكنها غير شرعية، وفي العملية الثانية، أحيت الأحداث في أفغانستان فكرة البعث الإسلامي وسلطت عليها الضوء، وفي العالم الإسلامي الذي انتصر في حرب أفغانستان، جعل نشاط إيران الشيعية — التي اغتصبت منزلة المتحدث الرسمي السياسي-العسكري للإسلام المتطرف — الدافع إلى التحرك واضحاً جلياً.
ميلاد القاعدة
ووفقاً للتحليل، كانت هناك مشكلتان، الأولى أن المتطرفين كانوا بحاجة إلى الزج بالوحدة الإسلامية في سياق تاريخي، وتمثل هذا السياق في الخلافة المتجاوزة للقوميات، وهي وحدة سياسية منفردة من شأنها الإطاحة بالدول الحالية والتوفيق ما بين الواقع السياسي والإسلام، واستدعى المتطرفون الحملات الصليبية المسيحية كسياق تاريخي، وأمست الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها قوة مسيحية عظمى بعد حملتها في الكويت الهدف الأساسي.
وثانياً، كان الإسلاميون الوحدويون بحاجة إلى إثبات أن الولايات المتحدة ضعيفة، وأنها عدو الإسلام، وثالثاً، كان عليهم استغلال الجماعات دون القومية في العديد من الدول لبناء تحالفات بغية إسقاط الأنظمة الإسلامية الفاسدة بحسب رأيهم، في كل من العالميْن العلماني والأصولي.
وكانت النتيجة ميلاد تنظيم القاعدة وحملته الساعية إلى إجبار الولايات المتحدة على إطلاق حملة صليبية على العالم الإسلامي.
لقد أراد تنظيم القاعدة أن يحقق غايته بتنفيذ عمليات يثبت من خلالها الوهن الأمريكي، ويحمل الأمريكان على اتخاذ إجراءات مضادة، إذا لم تتحرك الولايات المتحدة، فإنها ستعزز صورة أمريكا الضعيفة، وإذا تحركت، فستثبت أنها على رأس حملة صليبية عدائية للإسلام، وستشعل التحركات الأمريكية بدورها ثورات ضد الدول الإسلامية الفاسدة المنافقة، وتطيح بالحدود أوروبية الصنع، وتمهد الطريق لحركات التمرد، كان المفتاح الأساسي إثبات وهن الأنظمة وتآمرها مع الأمريكان.
وأدى ذلك إلى واقعة الحادي عشر من سبتمبر، وعلى المدى القريب، بدا أن العملية فشلت، فقد استجابت الولايات المتحدة بشكل موسّع للهجوم، لكن ما من ثورة اندلعت في المنطقة، ولم يُطاح بأي من الأنظمة الحاكمة، وكثير من الأنظمة الإسلامية تعاونت مع الأمريكان، وخلال تلك الفترة، استطاع الأمريكان شن حرب عنيفة ضد القاعدة وحلفائها في طالبان.
في المرحلة الأولى، نجحت الولايات المتحدة في مساعيها، ولكن في المرحلة الثانية، استغرقت الولايات المتحدة، رغبة منها في إعادة تشكيل العراق وأفغانستان وغيرهما من الدول، داخلياً في صراعات دون قومية، وانخرطوا في خلق حلول تكتيكية بدلاً من مواجهة المشكلة الاستراتيجية، الممثلة في أن شن حرب تسبب في انهيار مؤسسات قومية في المنطقة.
وبتدمير القاعدة، خلق الأمريكان مشكلة أكبر على ثلاث مراحل، بحسب التحليل: أولها أنهم أطلقوا عنان الجماعات دون القومية، وثانيها أنهم حيثما قاتلوا تركوا فراغاً لم يستطيعوا ملأه، وآخرها أنه بإضعاف الحكومات وتمكين الجماعات دون القومية، فقد عزز الأمريكان موقف الخلافة باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي يمكنها أن تحكم العالم الإسلامي بفعالية، والأساس الوحيد لمقاومة الولايات المتحدة وحلفائها.
وبتعبير آخر، بينما أخفقت القاعدة في إشعال ثورة ضد الحكومات الفاسدة، استطاعت الولايات المتحدة تدمير مجموعة من الحكومات نفسها أو تقويضها، بحيث فتحت الباب على مصراعيه أمام الإسلام العابر للقوميات
استراتيجية أمريكية جديدة وتداعياتها
قرابة تلك الفترة، اضطرت الولايات المتحدة إلى تغيير استراتيجيتها، فقد كان الأمريكان قادرين على تعطيل تحركات تنظيم القاعدة وتدمير الجيش العراقي، لكن القدرة الأمريكية على احتلال العراق أو أفغانستان وتهدئة الأوضاع فيهما كانت محدودة، فالانقسام الطائفي نفسه الذي يسّر تحقيق الهدفيْن الأولييْن جعل تهدئة الأوضاع مستحيلاً، والعمل مع جماعة ما غرَّبَ جماعة أخرى في عملية موازنة مستمرة تركت القوات الأمريكية مُعرضة إلى فصيل ما متحمس لإشعال حرب بسب الدعم الأمريكي لفصيل آخر.
وفي سوريا، حيث كانت الحكومة العلمانية تواجه مجموعة القوات العلمانية والدينية غير المتطرفة، علاوة على تنظيم داعش الناشئ، لم يستطع الأمريكان التوحيد ما بين قوات الدول غير الإسلامية المنقسمة في قوة فعالة استراتيجياً.
إضافة إلى ذلك، لم تستطع الولايات المتحدة أن تتعايش بسلام مع حكومة الرئيس الأسد نظراً لسياساتها القمعية، ولم تستطع مواجهة داعش بالقوات المتاحة على الأرض.
يقول فريدمان: تم تفريغ قلب منطقة الشرق الأوسط نوعاً ما وتحولت إلى دوامة من القوى المتصارعة والمتنافسة، وبين الحدود اللبنانية والإيرانية، كشفت المنطقة عن شيئيْن: أولها أنها أثبتت أن القوات دون القومية كانت الواقع الفعلي للمنطقة، وثانيهما أن هذه القوات، وخاصة تنظيم داعش، إذ طمست الحدود السورية - العراقية، خلقت عنصراً جوهرياً من عناصر الخلافة — ألا وهو قوة عابرة للقوميات، أو إن شئنا تحري المزيد من الدقة، قوة تجاوزت الحدود.
وأمست الاستراتيجية الأمريكية تنويعة أكثر تعقيداً بكثير من سياسة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في الثمانينيات الممثلة في السماح للقوات المتحاربة بإشعال حرب، وقد أحال تنظيم داعش القتال إلى حرب على البدع الشيعية والدول القومية الراسخة، وتحيط بالمنطقة أربعة قوى: إيران والسعودية وإسرائيل وتركيا، وكل منها تعاطى مع الموقف باختلاف، وداخل كل دولة من تلك الدول طوائف داخلية، ولكن كل منها استطاع أن يتصرف رغم الطائفية الداخلية.
وإذا تعاملنا مع الموقف بشكل مختلف، سنجد أن ثلاثة من تلك القوى غير عربية، والرابعة العربية، ألا وهي السعودية، ربما كانت المعنية أكثر من غيرها بالتهديدات الداخلية.
بالنسبة لإيران يكمن خطر داعش في إعادة تشكيله لحكومة فعالة في بغداد يمكنها تهديد إيران مجدداً، ولذا، فقد استمرت طهران في دعمها لشيعة العراق وحكومة الأسد في الوقت الذي حاولت فيه تقييد سلطة الأسد.
وبالنسبة للإسرائيليين، كان الموقف رائعاً ومرعباً في الوقت نفسه، كان رائعاً لأنه جعل أعداء إسرائيل في مواجهة مباشرة ضد بعضهم بعضاً، فقد دعمت حكومة الأسد في السابق حزب الله ضد إسرائيل، ويمثل تنظيم داعش تهديداً بعيد المدى لإسرائيل، فطالما انشغل التنظيم بالقتال، زادت إسرائيل أمناً وأماناً.
والمشكلة تكمن في أن تنتصر قوة ما في الحرب الدائرة في سوريا، فتمسي تلك القوة أكثر خطراً من ذي قبل، ولاسيما إذا انتشرت أيديولوجية داعش حتى فلسطين، على أية حال، فالأسد أقل خطراً من تنظيم داعش، الأمر الذي يثبت إلى أي حد يُعتبر الخيار الإسرائيلي سيئاً على المدى البعيد.
الأتراك هم الطرف الأكثر غموضاً، برأي فريدمان، أو على الأقل الحكومة التركية التي عانت من نكسة في الانتخابات البرلمانية المُختتمة حديثاً، فهم مناوئون لحكومة الرئيس الأسد لدرجة أنهم يرون أن تنظيم داعش يمثل تهديداً أقل خطورة.
وهناك طريقتان لتفسير وجهة نظرهم: الأولى أنهم يتوقعون هزيمة الولايات المتحدة لتنظيم الدولة الإسلامية في نهاية المطاف وأن التورط في سوريا سيرهق النظام السياسي التركي، والثانية أنهم ربما كانوا أقل كراهة من غيرهم بالمنطقة لانتصار تنظيم الدولة الإسلامية.
وبينما أنكرت الحكومة التركية بشدة مثل هذه التهم، فقد لاحقتها شائعات بدعم بعض فصائل تنظيم الدولة الإسلامية على الأقل، وما برحت الشكوك تتسلل إلى العواصم الغربية بهذا الصدد، كما كانت الشحنات المزعومة للأسلحة إلى أطراف مجهولة في سوريا من قِبَل المخابرات التركية فكرة مهيمنة في الانتخابات التركية، وهذا أمر عصي على الفهم، ما لم يرى الأتراك تنظيم داعش كحركة يمكنهم السيطرة عليها في النهاية، وأنها تمهد الطريق أمام السلطة التركية في المنطقة — أو ما لم يؤمن الأتراك بأن المواجهة المباشرة ستفضي إلى عملية انتقامية لتنظيم داعش داخل تركيا نفسها.
دور تنظيم داعش في المنطقة
يمثل تنظيم داعش استمراراً منطقياً لتنظيم القاعدة الذي أشعل إحساساً بالقوة الإسلامية وجعل من الولايات المتحدة تهديداً للإسلام، لقد خلق تنظيم داعش إطاراً عسكرياً وسياسياً لاستغلال الموقف الذي ابتدأته القاعدة، وعملياته العسكرية كانت مبهرة، حيث تراوحت ما بين الاستيلاء على الموصل ومن بعدها الرمادي وتدمر.
وتثير مرونة قوات تنظيم داعش في ميدان المعركة، وقدرتهم على استدعاء أعداد غفيرة من القوات إلى ميدان المعركة سؤالاً ملحاً حول مصدر مواردهم وتدريبهم.
ولكن، ما زالت غالبية قوات تنظيم داعش محاصرين في أتونهم الخاص، تحيط بهم قوات معادية وهالة من الغموض، وتتآزر القوات المعادية، لكنها أيضاً تتنافس، والإسرائيليون والسعوديون يتداولون، وهذا ليس بالأمر الجديد، فبالنسبة للجانبيْن ثمة مطلب ملح لم يكن له وجود في الماضي، والبرنامج الإيراني النووي أقل أهمية للأمريكان من التعاون مع إيران ضد تنظيم داعش، وشَكَّلَت السعودية وغيرها من دول الخليج قدرات جوية يُستعان بها في اليمن، ويمكن توظيفها في أماكن أخرى إذا دعت الحاجة.
ومن الأرجح، برأي فريدمان، أن يستمر الأتون مشتعلًا طالما كان السعوديون قادرين على استبقاء استقرارهم السياسي الداخلي، لكن تنظيم داعش انتشر بالفعل إلى ما وراء ذلك الأتون، حيث صاروا يعملون في ليبيا على سبيل المثال، وكثيرون يفترضون أن هذه القوات محسوبة على داعش اسماً وحسب، وأنها حاصلة على امتياز التنظيم إذا جاز التعبير.
لكن تنظيم داعش لا يتصرف كالقاعدة، فهو يسعى صراحةً إلى إقامة خلافة إسلامية، ولا ينبغي الاستهانة بتلك الرغبة، وعلى أقل تقدير، يعمل التنظيم وفقاً لضرب من القيادة المركزية، على المستوى الاستراتيجي، يجعله أكثر فعالية من غيره من القوات غير الدولية التي شهدناها
وتبدو العلمانية في العالم الإسلامي في حالة تراجع نهائي، وفقاً للتحليل، فمستويا الصراع داخل ذاك العالم، في قمته، السُنَّة في مقابل الشيعة، وفي قاعه الفصائل المعقدة المتفاعلة، ولقد قبل العالم الغربي الهيمنة على المنطقة من بعد العثمانيين ومارسها لقرن كامل تقريباً/ والآن، تفتقر القوة الغربية الأبرز على الإطلاق القدرة على تهدئة العالم الإسلامي، فتهدئة مليار نسمة مهمة تتجاوز قدرة أي شخص.
وقد تبنى تنظيم داعش أيديولوجية القاعدة، ويحاول أن يؤسس لها، ولدى الشعوب المحيطة به خيارات محدودة، ورغبة مُقَيَّدة في التعاون، وتفتقر القوة العالمية إلى الموارد اللازمة لهزيمة داعش، والسيطرة على التمرد الذي من المقرر أن يترتب على تلك الهزيمة، وهناك دول أخرى مثل روسيا قلقة بسبب انتشار التنظيم بين سكانها المسلمين.
جدير بالملاحظة أن سقوط الاتحاد السوفيتي أدى إلى وقوع سلسلة من الأحداث التي نشهدها هنا، ومن اللافت أيضاً ملاحظة أن الهزيمة الظاهرة للقاعدة فتحت الباب على مصراعيه أمام خلفها المنطقي تنظيم داعش، ويبقى السؤال المعلق حالياً هو ما إذا كان باستطاعة القوى الأربعة الإقليمية تحجيم تنظيم داعش، وما إذا كان ذلك مرادها أم لا.
وفي صلب هذا السؤال يكمن لغز ما يدور بخلد تركيا، ولاسيما في ظل تراجع شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
======================
"هاآرتس": مبادرة لاستعاب لاجئين دروز من سوريا شمال اسرائيل
(دي برس)
ذكرت صحيفة "هاآرتس" أن جيورا زلتس رئيس مجلس إقليمي منطقة الجليل الأعلى طلب من المستوطنات الزراعية (الكيبوتسات) في المنطقة الخاضعة لاختصاصه الاستعداد لاحتمال استقبال لاجئين دروز من سوريا.
وكتب "زلتس" في خطابه للمستوطنات وفقا للصحيفة "إن الفكرة التي نرغب في فحصها هي رصد أماكن سكنية مؤقتة، تكون بمثابة ملجأ مؤقت للاجئين الدروز من سوريا، إذا فروا خوفاً من تعرضهم للذبح حتى تكون لهم ملجأ".
وأوضح أنه طلبه هذا يأتي بناء على ما سمعه بشأن المجازر التي نفذت في إحدى القرى الدرزية بسوريا.
وأشارت مصادر في المجلس الاقليمي لمنطقة الجليل الأعلى إلى أن هذه مبادرة ذاتية، وأنه لم يتم تلقى طلب من جانب القيادة السياسية أو العسكرية بذلك. وأضافت المصادر أيضاً أن الكثيرون داخل المستوطنات سيبدون تحفظهم على هذه الخطوة.
======================
واشنطن تايمز: على أوباما إيقاف (أمطار الكيماوي السورية)
حزيران/يونيو 21, 2015كتبه وطن
في أغسطس عام 2012، حذَّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره السوري بشار الأسد من تجاوز "الخط الأحمر" باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الثوار أو أي شخص آخر، لكن الأسد استمر في تجاوز "الخط الأحمر" لأوباما ولا زلنا نرى الكثير.
بتلك الكلمات استهلت صحيفة "واشنطن تايمز" تقريرها عن تعامل الإدارة الأمريكية حيال استمرار النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية.
وتقول الصحيفة: "من السهل أن نرى أمطارًا كثيفة من الأسلحة الكيميائية تسقط على رؤوس مقاتلي المعارضة في سوريا 29 مرة خلال فصل الربيع فقط، وحتى الاتفاق الذي أبرمه أوباما العام الماضي مع الحكومة في دمشق ترك غاز الكلور كسلاح".
وأضافت: "وما يزيد الطين بلة هو استمرار الكذب من الإدارة الأمريكية ممثلة في أوباما ووزير خارجيته جون كيري حيث تزعم الإدارة أنَّها نجحت في التخلص من جميع الأسلحة الكيميائية في سوريا".
وتضيف أنَّ أوباما يدرك بوضوح عواقب عدم قيامه بأي شيء، ففي 2012 تحدث عن أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية والبيولوجية أمر غاية في الخطورة لا يثير القلق لسوريا فقط لكن لحلفاءنا في المنطقة بما في ذلك إسرائيل.
ونوهت الصحيفة إلى أكذوبة الخط الأحمر الذي تحدث أوباما عنه والذي زعم آنذاك أنه حال تخطي الأسد له، فإن ذلك سيغير من رؤيته وتحركاته وحساباته للموقف.
وأشارت إلى أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس أفاد أن مزاعم الإدارة بتخلص سوريا من الأسلحة الكيميائية جوفاء، بل وتركت نظام الأسد مزودا بترسانة قاتلة من البراميل المتفجرة المحملة بالكلور".
ونقلت الصحيفة عن رويس قوله "إن قوات الأسد صعدت مؤخرا من استخدامها للبراميل المتفجرة على المدنيين في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة لا سيما داخل وحول شمال شرق مدينة إدلب السورية، القريبة من الحدود مع تركيا".
وعلى الرغم من تصريحات مسؤولين أمميين بتخلص نظام الأسد من أسلحته الكيميائية، تقول الصحيفة إنه من الواضح إن بعض المواد فقط هي ما تم التخلص منه لكن لا يزال لدى نظام الأسد مخزون من غاز الكلور السام.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول "ينبغي أن يستدعي شخص داخل الإدارة الأمريكية الشجاعة لدى الآخرين للتصرف دون خوف وبحزم شديد تجاه استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية وقتل المزيد من الأبرياء".
======================
هافينجنون بوست" ترصد معاناة أهالي شمال سوريا بعد انقطاع الكهرباء وإمدادات الوقود
منذ 18 ساعة جريدة الشعب فى اخبار عربية 17 زيارة 0
نشرت صحيفة "هافينجنون بوست" الأمريكية اليوم الأحد 21 يونيو , تقريرًا يرصد معاناة أهالى شمال سوريا بعد قطع إمدادات الوقود واسعة النطاق والتي تهدد بانقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه وإغلاق المستشفى.
وصرح "حسام علي" طبيب بمستشفى حلب للصحيفة، اليوم الأحد، قائلًا "إذا استمر الوضع لبضعة أيام أخرى سوف يكون هناك كارثة من جميع الاتجاهات"، مشيرًا إلى أن "المستشفى قضت أسبوعين دون الحصول على شحنات جديدة من السولار في حين استنزفت مخزونها" مضيفًا "نحن بحاجة إلى الكهرباء".
وأشارت الصحيفة إلى أن المدنيين الذين يعيشون في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في معظم أنحاء حلب وإدلب وضواحي اللاذقية وحماة في شمال سوريا، يواجهون بالفعل التهديد المستمر بسبب قنابل البراميل المتفجرة والهجمات الأخرى من جانب قوات الأسد، والآن لديهم شئ آخر يدعو للقلق، وهو البقاء بدون وقود.
وأوضح "علي" أن البراميل المتفجرة تسقط يوميًا في حلب، مشيرًا إلى أنه "منذ أربعة أيام سقط برميلين بجوار المستشقى، والآن ليس لدينا مخزون وقود".
وبدون الوقود لا يمكن ضخ المياه، ولا يمكن تشغيل المعدات الزراعية، وستتوقف المولدات عن العمل ولن تستطع العربات نقل المواد الغذاية.
ولايزال السبب وراء قطع الوقود غير واضح حتى الآن، في حين يصر العديد من السوريين أن الدولة الإسلامية تمنع استراتيجيًا مبيعات النفط كوسيلة لقمع الهجمات التي يشنها المتمردون الآخرين وإضعاف الدعم الشعبي للجيش السوري الحر.
وقد أصدرت المستشفيات في جميع أنحاء شمال سوريا تحذيرات هذا الإسبوع في جميع وسائل الإعلام لطلب المساعدة لتفادي الإغلاق الكلي للخدمات، حيث أغلقت بالفعل بعض المرافق الطبية وربما العشرات منها وفقًا لما ذكره عدد من الأطباء.
وقال أحد الأطباء من مدينة ريحاني التي تقع مع الحدود التركية "إن 20 مريضًا فقط يمكنهم دخول الأراضي التركية يوميًا لتلاقي العلاج العاجل، حيث أغلق رسميًا معبر باب الهوى بين البلدين، في حين يحول باقي المرضى إلى بعض المرافق الطبية الأخرى في سوريا والتي لاتزال لديها القليل من الوقود".
وبالفعل تستضيف تركيا أكثر من 2 مليون لاجئ سوري، في حين دخل أكثر من 23 ألف لاجئ خلال الـ10 أيام الماضية فقط، ما زاد من الضغوطات على الحكومة التركية لدعم الأعداد المتزايدة من اللاجئين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بدون كهرباء، يضطر الأطباء إجراء جرأة في الظلام، فيما يتعرض الرضع الموجودين داخل الحضانات لخطر الموت، المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس لن يتمكنوا من إجراء التنفس الصناعي على الأجهزة.
من جانبه قال "ياسر سيد" محامي حقوق الإنسان بمدينة ريحانلي "كل شئ يعتمد على الكهرباء، بدءًا من المخابز لإمدادات المياه، لاشئ يعمل".
وأضاف "وصل سعر برميل الوقود لألف ليرة سورية (5.30) دولار في بعض المناطق بشمال سوريا والذي كان بما يقرب من 100 ليرة سورية (50 سينت).
ورأى سيد أن هذه استراتيجية داعش، مشيرًا إلى أن "كل شئ أصبح عُرضة للإغلاق في المناطق المحررة، وهذا يمكن أن يكون شكلاً من أشكال الانتقام.
وطالب بعض الأطباء السوريين الحكومة التركية بفتح معبر باب الهوى أمام الحالات البائسة لتلقي العلاج بالمستشفيات التركية.
كما طالبوا بالوصول للهيئات الإنسانية لتمويلهم بالوقود، حيث أوصلت بالفعل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية قبل أربعة أيام الوقود لمستشفيات باب الهوى، وفقًا لما قاله أحد أعضاء مجلس إدارة المستشفى، ولكن ستفنى تلك المساعدات بسرعة في ظل انقطاع امدادات الوقود.
بينما قال "محمود الأسود" وهو طبيب عظام وجراح بتركيا والذي ينسق مع أطباء سوريا "إذا كانت المشكلة في قطع الوقود هو الاشتباكات، يتعين على الجانبين الوصول إلى حل للسماح بمرور الوقود".
======================
"دير شبيغل" ألمانيا قلقة من زيادة سفر ألمانيات إلى سورية والعراق,,,
2015-06-22 11:02:03
الهيئة العامة اللاذاعة والتلفزيون
ذكرت تقارير صحافية أن السلطات الأمنية في ألمانيا قلقة بشأن الزيادة المستمرة لأعداد الشابات  اللائي يسافرن من ألمانيا إلى سورية والعراق باسم الإسلام. ونقلت مجلة "شبيجل" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس السبت عن دوائر أمنية أن نسبة الإسلاميات اللائي يسافرن إلى خارج ألمانيا لهذا الغرض "ارتفعت بشكل كبير"، ولم تذكر الدوائر أعدادا محددة. وأضافت المجلة الألمانية أنه كان متوقعا في بداية العام الجاري أن يبلغ عدد الفتيات اللائي يسافرن إلى مناطق الأزمات باسم الإسلام نحو مئة فتاة. وفي تقرير سابق لمجلة "دير شبيغل" بلغ عدد هؤلاء النسوة حوالي المئة. ووفق معطيات معلومات الأجهزة الأمنية الألمانية سافر نصفهن تقريبا خلال الصيف الماضي، وأغلبهن من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 16 و27 عاما.
وقالت المجلة إن بعض النساء يسافرن برفقة أزواجهن الذين يلتحقون "بالجهاد" وبعضهن سافرن إلى سوريا للزواج من "مجاهد مسلم" والبعض الآخر للقتال في صفوف تنظيم "داعش". وأغلب هؤلاء الفتيات تأثرن بالفكر الإسلامي المتطرف وتم تجنيدهن من خلال بعض المساجد في ألمانيا، ولكن للإنترنت دور أساسي في التجنيد، إذ أن هناك موقع خاص "لزواج السلفيين" على الإنترنت، بحسب شبيغل. وتقول الدوائر الأمنية إن المرأة تعتبر "إرهابيا مثاليا" بالنسبة للجماعات الإسلامية المسلحة مثل تنظيم "داعش"، حيث لا يتم تفتيش المرأة ومراقبتها بدقة كما الرجل حين يعملن لصالح التنظيم سواء في نشر فكره وايديولوجيته المساعدة في تمويله، بل وحتى القيام بعمليات انتحارية.
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من تلك الفتيات لا يعرفن كيف تورطن وانضممن إلى تنظيم "داعش". وفي سورية كثيرا ما يتم حجبهن وحجزهن، حسب الدوائر الأمنية التي تقول إن هناك من تريد العودة إلى ألمانيا، ولكنها تحتجز ولا يسمح لها بالمغادرة فتبقى في سوريا مرغمة.
القوة الثالثة
======================
التايمز: تركيا قلقة من انتصار الأكراد على داعش
منذ ساعتين عرب نت فى اخبار عالمية 9 زيارة 0
نشرت صحيفة التايمز مقالا للكاتب "محمد سنساركان" حول قلق تركيا بشأن رغبة الأكراد في الاستقلال.
وقال الكاتب: إن التقدم الكردي الأخير أمام تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًّا بـ"داعش" يعتبر من أهم نقاط التقدم الحقيقية ضد التنظيم المتطرف.
ويعيش الأكراد في المنطقة الجبلية الممتدة على حدود تركيا، والعراق، وسوريا، وإيران، وأرمينيا، ويتراوح عددهم ما بين عشرين وثلاثين مليونا، وهم رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، لكن لم تكن لهم أبدا دولة مستقلة.
وبرز دور مقاتلي الأكراد في سوريا والعراق كإحدى أكثر القوى فاعلية في الحرب ضد تنظيم "داعش" منذ إعلان إقامته ما يسمى بـ"الخلافة" في المناطق الخاضعة لسيطرته في البلدين قبل أكثر من عام.
واستفاد الأكراد من الدعم المكثف لطيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والذي يشن غارات ضد المتشددين في سوريا والعراق منذ الصيف الماضي.
وأوضح كاتب المقال أن كل هذه الانتصارات للأكراد لم تقابل بالحماس في تركيا التي تخشي دوما أن تقام لهم منطقة كردية على حدودها مع سوريا.
ونقل الكاتب عن "سيروان كايجو" محلل مختص في شئون الشرق الأوسط بواشنطن قوله: إن الأكراد هم القوة الأكثر فعالية أمام تنظيم داعش المتطرف، حيث إنها منظمة ومنضبطة ولديها قضية وهدف تحارب لأجله.
======================