الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سورية في الصحافة العالمية 6/6/2015

سورية في الصحافة العالمية 6/6/2015

07.06.2015
Admin




إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف :
1. لوبوان: مرتزقة جدد على ذمة بشار الأسد
2. إندبندنت تروي قصص الناجين من مذابح تنظيم الدولة في تدمر
3. معاريف: إسرائيل ستتدخل إذا تعرض دروز سوريا للخطر
4. واشنطن بوست: الأسد يقترب من حافة الانهيار
5. يديعوت: حزب الله في وضع هش بسبب خسائر الأسد
6. لوموند: ماذا يعني ترحيل روسيا لأسر مستشاريها من طرطوس؟
7. يديعوت : اليكس فيشمان :5/6/2015 : إيران هنا نصر الله يطالب علنا بالتجنيد العام من أجل الدفاع عن البيت ويسعى جاهدا للحصول على الوسائل القتالية
8. جيروزاليم بوست 2/6/2015 :سوريا ما بعد الأسد
9. لوموند: التحالف يدفع السكان السنة إلى أحضان داعش
10. واشنطن بوست: الـولايات الـمتحدة وروسيا وإيران يستعدون لسقوط «الـأسد»
11. لوفيغارو: إسرائيل قلقة من الدعم الإيراني للبنان و سوريا أكثر من برنامجها النووي
12. معهد واشنطن :هارون ي. زيلين :مباراة الشطرنج السعودية التي يلعبها تنظيم «الدولة الإسلامية»
13. فورين بوليسي  :الياس غرول  :من أين تحصل المجموعات المتمردة في العالم على أسلحتها؟
14. الدايلي بيست :أسطورة العقل المدبر في الجيش الإيراني
15. بزنس إنسايدر: آثار صفقة إيران على حرب الشرق الأوسط بدأت تظهر
16. نيويورك تايمز:ديفيد بروكس : عودة إلى استراتيجية تقسيم العراق
 
لوبوان: مرتزقة جدد على ذمة بشار الأسد
عربي21- يحيى بوناب
السبت، 06 يونيو 2015 12:03 ص
نشرت صحيفة "لوبوان الفرنسية"، تقريرا حول إقدام إيران على تجنيد مرتزقة من أفغانستان، لمساندة قوات بشار الأسد التي منيت بهزائم متتالية في الفترة الأخيرة، تحدثت فيه عن خطر وجود هذه المليشيات الشيعية في سوريا والعراق، وخطر تسببها في تأجيج حرب طائفية شاملة في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته صحيفة "عربي21"، إنه "بينما يحاول التحالف الدولي، خلال اجتماعه في باريس، مراجعة استراتيجيته، بعد أن تعرض لانتكاسات كبيرة وفشل في كبح تقدم تنظيم الدولة، تحاول إيران توسيع جبهة القتال والقيام بأي شيء لمساندة بشار الأسد ضد القوات المعارضة له".
وأوردت أن المسؤولين في طهران عرضوا مكافآت سخية للمرتزقة الشيعة، القادمين من أفغانستان وباكستان، للقتال ضد المجموعات السنية، خاصة وأن تنظيم الدولة بعد أن نجح في السيطرة على تدمر خلال الفترة الماضية، نجح أيضا في الاستيلاء على مدينة أخرى أقل كثافة سكانية وأكثر أهمية استراتيجية، وهي مدينة اعزاز الواقعة قرب الحدود التركية، التي تمثل إحدى أهم النقاط للوصول لمدينة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية، التي استعاد جنود النظام السيطرة عليها في عدة مناسبات.
وأكدت الصحيفة أن تجنيد المرتزقة للذهاب إلى سوريا، أصبح يتم بشكل علني من سفارة إيران في كابول، حيث تتولى السفارة تقديم تأشيرات سفر للمتطوعين، مع وعد بتقديم مكافأة بثلاثة آلاف دولار أمريكي.
كما يقدر عدد الملتحقين إلى حد الآن بأنه فاق خمسة آلاف، يقاتلون إلى جانب عناصر حزب الله ومليشيات أخرى تتبع كلها لإيران.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن أغلب هؤلاء المرتزقة يأتون من كابول، وينحدرون من طائفة "الهزارة"، وهي أقلية أفغانية شيعية، لطالما تعرضت للتضييق والانتهاكات من بعض المجموعات السنية المتشددة في أفغانستان، التي يمثل السنة فيها ثمانين بالمائة من مجموع السكان.
وأضافت أن إيران تقوم أيضا بتجنيد اللاجئين الأفغان الذين انتقلوا للعيش في طهران هربا من تنظيم طالبان، ولكن هؤلاء لا يتم إغراؤهم بالمال، بل يتم تهديدهم، إما بالتطوع للحرب، أو إجبارهم هم وعائلاتهم على العودة لأفغانستان ومواجهة مصيرهم.
وبحسب لوبوان، تعاني إيران من صعوبات في الحرب التي تقودها في سوريا والعراق، وقد ازدادت حاجتها للجنود، ولكنها لا تريد الزج بجيشها النظامي بشكل علني في المعارك.
ولهذا أصبحت تعتمد على مختلف المليشيات الشيعية، وهي مجبرة على ذلك في ظل الانهيارات المفاجئة للجيش العراقي، كما حصل في الرمادي، والإنهاك الذي أصاب جيش النظام السوري بعد ثلاث سنوات من المعارك العنيفة.
ولكن هذا الحل لم يغير الكثير على الواقع، لأن إيران كانت تتوقع ضم 20 ألف مرتزق بهذه الطريقة، ولكنها لم تتمكن من تجنيد أكثر من ستة آلاف.
وحذرت الصحيفة من أن هذا التصرف الإيراني ستكون له عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط، فحتى لو كانت إيران تعتمد على هذه المليشيات لمواجهة تنظيم سني متشدد يستنجد هو بدوره بمقاتلين من كل أنحاء العالم، فإن هذه التصرفات الطائفية الإيرانية تهدد بإثارة الحقد الطائفي المستمر منذ مئات السنين بين الجانبين، وتأجيج الصراع الطائفي في الشرق الأوسط، والدفع به نحو مستويات جديدة من الخطورة والاتساع.
======================
إندبندنت تروي قصص الناجين من مذابح تنظيم الدولة في تدمر
عربي21 – بلال ياسين
الجمعة، 05 يونيو 2015 08:51 م
نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا للكاتب روبرت فيسك، حول مذابح تنظيم الدولة في تدمر، بحسب روايات الناجين من تلك المذابح.
ويقول الكاتب في تقريره، الذي اطلعت عليه "عربي21"، بينما كان مقاتلو تنظيم الدولة بأقنعتهم السوداء يحتلون تدمر، كان نصف عمال حقل حيان للنفط ومجموعهم 50 عاملا يعملون في الفترة الليلية، وكانوا محظوظين لأن زملاءهم، الذين يعملون في فترة النهار كانوا نائمين في بيوتهم، بالقرب من المدينة الرومانية التاريخية تدمر، عندما دخلها مقاتلو التنظيم، وذبحوا 25 منهم، وكانوا من بين 400 مدني قتلهم التنظيم بينهم نساء وأطفال.
وينقل التقرير عن مهندس البترول أحمد، وهو الاسم الذي اختاره ليحمي عائلته في تدمر، قوله إنه كان بالصدفة يحضر دورة في جامعة دمشق في اليوم الذي سقطت فيه تدمر، ويضيف: "اتصلت بأهلي حيث كان الاتصال ممكنا، فقالوا لي إن تنظيم الدولة يمنع الناس من الخروح من بيوتهم، وبعدها خرج أخي إلى الشارع، وأخذ بعض الصور للجثث في الشارع، وكانت كلها لرجال مقطوعي الرؤوس. واستطاع أن يرسل لي الصور من الرقة عبر الإنترنت، وهي وسيلة الاتصال الوحيدة التي لا تزال تعمل هناك".
وتشير الصحيفة إلى أن بعض الصور لا يمكن نشرها، حيث تظهر الرؤوس على مسافة أقدام من بقية الجسم، والدم يسيل في خطوط على شارع من شوارع المدينة. وفي إحدى الصور هناك جسد ملقى في أحد الشوارع، بينما يمر رجلان راكبين على دراجة هوائية، لافتة إلى أن القتل تم مباشرة بعد دخول مقاتلي التنظيم؛ لأن صور القتلى تظهر أبواب البقالات وعليها علم الحكومة السورية.
ويقول أحمد للصحيفة: "أجبر تنظيم الدولة الناس على ترك الجثث في الشوراع لمدة ثلاثة أيام، ولم يسمح لهم بأخذها أو دفنها دون إذن، وكانت الجثث في كل مكان في المدينة، وقالت عائلتي إن اثنين من مقاتلي التنظيم جاءا إلى بيتنا، وكانا أجنبيين، أحدهما يبدو أنه أفغاني والآخر مغربي أو تونسي؛ لأن لهجتهما كانت غريبة، ثم غادرا. وقتل مقاتلو تنظيم الدولة ثلاث ممرضات، إحداهن في بيتها، والأخرى في بيت عمها، والثالثة في الشارع، وربما يكون قد قتلهن لأنهن كن يساعدن الجيش كونهن ممرضات. البعض قال إن رؤوسهن قطعت، ولكن أخي أخبرني أنه قد تم إطلاق الرصاص على رؤوسهن".
ويبين فيسك أن كثيرين قد فقدوا حياتهم أثناء محاولتهم الهرب من تدمر، حيث قادوا سياراتهم فوق الألغام التي زرعها مقاتلو التنظيم، أحدهم كان جنرالا متقاعدا وبرفقته زوجته الصيدلانية وابنهما (12 عاما)، حيث لمس عجل سيارته المتفجرات، وتحدثت تقارير بعد ذلك عن عمليات إعدام في المدرج الروماني في تدمر.
ويورد التقرير أن مدير حقل حيان للغاز والنفط أسد سليمان، يهز رأسه غير مصدق ما حصل للعمال غير المداومين، ويعتقد أن بعضهم سجن في حقل الغاز، الذي سيطر عليه التنظيم، وأن الآخرين أخذوا من بيوتهم وقتلوا؛ لأنهم كانوا موظفي الحكومة. ويقول إنه ولأشهر طويلة قبل سقوط تدمر استقبل مكالمات هاتفية فيها تهديد من المقاتلين، وكانت إحدى تلك المكالمات عندما كان المقاتلون يحاصرون مصنع غاز قريبا.
وأضاف سليمان للصحيفة: "اتصلوا بي على هاتفي في مكتبي هنا، وقالوا: (نحن قادمون لك)، وقلت لهم: (سأكون في انتظاركم)، وقام الجيش بإبعادهم، كما أن زملائي الموظفين وصلتهم مثل هذه المكالمات، وكانوا خائفين جدا. وحمى الجيش ثلاثة من حقولنا وطردوا المقاتلين. ومنذ احتلال تدمر استمرت مكالمات التهديد، مع أن تنظيم الدولة قطع الاتصالات كلها من الهواتف الأرضية أو النقالة في المدينة التي احتلوها حديثا".
وتروي الصحيفة قصة مهندس شاب آخر من حيان، كان في تدمر عندما وصل تنظيم الدولة، وكان خائفا جدا عندما تحدث للصحيفة، إلى درجة أنه رفض أن يعطي نفسه اسما حتى لو كان وهميا، وقال: "عدت إلى تدمر قبل يومين من سقوطها، وكان كل شيء يبدو على ما يرام، وعندما أخبرتني عائلتي بأن التنظيم وصل بقيت في البيت، وكذلك فعلت أمي وأخي وأخواتي، ولم نخرج من البيت، فالكل كان يعرف أنه عندما يصل هؤلاء الرجال لن تكون الأمور بخير، توقفت الكهرباء لمدة يومين، ثم قام التنظيم بإعادتها، كان لدينا أكل كثير، فنحن عائلة حالتها جيدة، وبقينا هناك لمدة أسبوع، وكان علينا أن نقضي شؤوننا، ولم يفتشوا بيتنا أبدا".
ويرى الكاتب أن هذه القصة دليل على الطبيعة العشوائية لحكم تنظيم الدولة، فبعد الاحتلال بأسبوع خرجت العائلة من البيت، وكانت النساء باللباس الإسلامي كاملا، وقاموا بركوب باص إلى مدينة الرقة القريبة، ومنها إلى دمشق، ويقول الرجل: "نظروا إلى هويتي، ولكن لم يسألوني عن وظيفتي. رحلة الباص كانت عادية، ولم يمنعنا أحد من المغادرة".
ويلفت التقرير إلى أن أحمد ومهندس النفط الشاب هما من السنة، من طائفة مؤيدي تنظيم الدولة ذاتها، ولكن ليست لدى المهندس أي شكوك عن طبيعة محتلي تدمر، فيقول: "عندما يصلون إلى مكان لا تبقى هناك حياة".
وتنوه الصحيفة إلى أن خطوط الغاز والنفط الضرورية لسوريا تمتد من حمص على طول مئة ميل في الصحراء الحارة خارج تدمر. وتأخذ الطريق حوالي ساعتين من الوقت للوصول إلى منطقة تبعد 28 ميلا عن تدمر، وآخر نقطة للجيش السوري تقع على بعد ثمانية أميال من ذلك.
ويذكر فيسك أنه "إلى الغرب تقع قاعدة طياس الجوية، أو (تي فور) على اسم المضخة القديمة للنفط على خط العراق فلسطين، حيث رأيت طائرات الميغ السكنية تطير وتهبط . كما أن هناك مجموعة من أطباق الرادار وتحصينات لحماية القاعدة، ويمكن رؤية الجنود السوريين في تحصيناتهم الترابية على جانبي الشارع المؤدي إلى تدمر يحمون معاقلهم بالمدافع الرشاشة، والمدافع طويلة المدى والصواريخ".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن دوريات من الجيش تقوم بحراسة الطريق في شاحنات "بيك آب"، ولا يخفون احتياطاتهم، ويشيرون إلى مكان على بعد 30 ميلا عن تدمر، وجدت فيه عبوة ناسفة قبل ساعات قليلة، وبعد ذلك هناك مخلفات سيارات مفخخة قام الجيش السوري بضربها بالصواريخ.
وتورد الصحيفة اعتراف سليمان بأن أباه سماه على اسم الأسد الأب، حافظ الأسد، ويصف كيف قام تنظيم الدولة بتدمير مصنع غاز بالقرب من مصنع حيان العام الماضي، وكيف أعادته طواقمه ليعمل بشكل كامل، باستخدام قطع من ماكينات لا تعمل من منشآت أخرى، وعاد إنتاج منشأته إلى 300 مليون قدم مكعب من الغاز في اليوم لمحطات التوليد، و 6 آلاف برميل من النفط لمصفاة البترول في حمص.
ويستدرك الكاتب بأن الشخص الذي يفهم المخاطر العسكرية هو الجنرال فؤاد، ومثل أي شخص من منطقة تدمر يحب أن يستخدم اسمه الأول فقط، وهو ضابط محترف كان انتصاره الكبير على الثوار عندما قتل ابنه العسكري في معركة حمص، ولا يخفي صدمته من سقوط تدمر، ويعتقد أن الجيش قضى وقتا طويلا يدافع عن تدمر، ولم يتوقع هجوما كاسحا كالذي حصل، وغيره من العسكريين يقولون إن تنظيم الدولة شن هجوما بعرض 50 ميلا كان أكثر من طاقة الجيش.  
ويقول الجنرال فؤاد للصحيفة: "لن يستطيعوا التقدم أكثر، لقد قاتلناهم عندما هاجموا ثلاثة حقول العام الماضي، واقتحم جيشنا مقراتهم في جبل الشاعر، ووجدنا وثائق حول منشآتنا الإنتاجية، وكتبا دينية تكفيرية، وملابس نسائية داخلية".
ويقول فيسك: "فسألت وماذا يفعل تنظيم الدولة بالملابس النسائية الداخلية؟ ولكن الجنرال لم يضحك، وقال: (نظن أنهم قد يكونون احتفظوا بنساء يزيديات كان التنظيم قد اختطفهن من العراق، فعندما وصل جنودنا هناك رأينا بعض كبار رجالات التنظيم يفرون ومعهم بعض النساء)".
ويختم فيسك تقريره بالقول: "إن الجنرال فؤاد، كغيره من الضباط والمدنيين الذين قابلتهم في هذه الرحلة الصحراوية، يتساءلون إن كانت أمريكا تريد القضاء على تنظيم الدولة، ألم تتمكن من رؤيتهم يحتشدون للهجوم على تدمر؟، بالتأكيد لم يخبروا السوريين بذلك، ولم يضربوهم أيضا، مع أنه كان لابد من وجود الكثير من الأهداف للطائرات الأمريكية في الأيام التي سبقت الهجوم على تدمر".
======================
معاريف: إسرائيل ستتدخل إذا تعرض دروز سوريا للخطر
القدس المحتلة - عربي21
الجمعة، 05 يونيو 2015 02:31 م
قال الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان إن "إسرائيل لن تسكت عن تعرض الدروز في سوريا لخطر وجودي".
وأوضح ميلمان، الصحفي الإسرائيلي المختص بالشؤون الأمنية والاستخباراتية، بصحيفة معاريف في مقال له أن العلاقة التاريخية تربط ما بين الدروز وإسرائيل، التي ترجع إلى عشرينيات القرن الماضي عندما خسر الدروز حلم الاستقلال في جبل الدروز، بعد إلغاء الحكم الذاتي.
وتابع ميلمان أنه بعد ذلك بنحو 30 سنة، ساعد يغئال ألون، الذي وصفه ميلمان بأنه "رجل الجليل وصديق الدروز في البلاد"، بفكرة استئناف استقلال الدروز، كجزء من "فكر جغرافي استراتيجي" لتلك الفترة (1950 - 1980)، تحت اسم "الحلف الإقليمي"، المعتمدة على التحالف مع الدول غير العربية في الشرق والأوسط، والأقليات الدينية الإثنية - كالأكراد في العراق والمسيحيين في لبنان والدروز في سوريا -، لمعادلة العالم العربي عن طريق الموساد.
ونقل ميلمان عن مذكرات ألون، الذي كان حينها وزير التعليم قوله: "زرت السويداء عدة مرات وحلمت بالجمهورية الدرزية التي تقع في جنوب سوريا، بما في ذلك الجولان، في حلف عسكري مع إسرائيل. كما بنيت الكثير على الطائفة الدرزية في البلاد، التي كانت منظمة في الجيش الإسرائيلي في أن يشكلوا جسرا بيننا وبين الدروز الآخرين".
وأشار مقال ميلمان إلى أن المسألة الدرزية قد تطرح مجددا على جدول الأعمال في سوريا، فتجرها إلى التدخل في الحرب الأهلية، وذلك بعد فقدان الأراضي من جانب الأسد وضعف جيشه أمام الثوار، موضحا أن السياسة الإسرائيلة في الحرب السورية أو وضع الحدود من جهة الجولان لم تتغير حتى الآن، وذلك مع الهدوء الذي تحافظ عليه جبهة النصرة من الجانب السوري من الهضبة.
ونقلا عن مقابلة خاصة لكاتب المقال مع نائب وزير تطوير النقب والجليل أيوب قارا، قال الأخير إن "وضع إخواننا الدروز في الفترة الأخيرة صعب وسبئ ومقلق جدا، مشيرا إلى أن الخطر تجاههم آخذ في الاتساع، وذلك بحسب اتصالات "يومية مستمرة، مباشرة وغير مباشرة مع زعماء الدروز في سوريا" مع نائب الوزير.
ونقل ميلمان أن زعماء الطائفة الدرزية في إسرائيل، الذين يتواصلون بشكل وثيق مع وزير الدفاع والجيش الإسرائيلي، اجتمعوا الأربعاء للتشاور والاستعداد للسيناريو الأسوأ دون قرارات، في إشارة إلى أن زعماء الطائفة سيصعب عليهم الوقوف جانبا دون تحرك "أمام سفك دماء إخوانهم"، بحسب تعبير ميلمان.
وأشار قارا إلى أن تنظيم الدولة لم يكن يجرؤ على الاقتراب من الدروز، لكن هذا تغير، بحسب تقارير زعم ميلمان وصولها إلى قارا وجهات في إسرائيل، إذ اقترب مسلحو تنظيم الدولة بالدبابات وسيارات الهامر إلى مسافة بضع عشرات كيلومترات من جبل الدروز وأصبحوا قرب مدينة السويداء، مشيرا إلى تقارير وصور "فظيعة عن قطع رؤوس وإحراق رجال ونساء دروز حتى الموت، ممن اعتقلتهم داعش أو اختطفتهم"، بحسب قارا.
مناطق الدروز الثلاث
وأوضح ميلمان أن الدروز موجودون في ثلاث مناطق رئيسية في سوريا: في الشمال، وسفوح جبل الشيخ السوري حتى القنيطرة، وجبل الدروز.
وحول الدروز الموجودين في الشمال، في منطقة حلف ومحافظة إدلب، فهم يتعرضون لهجوم من ثوار جيش الفتح، التي تتضمن جبهة النصرة، وهناك 18 قرية يسكنها 25 ألف درزي، فر عدد كبير منهم إلى الساحل السوري حيث توجد الطائفة العلوية.
المنطقة الثانية "الآمنة نسبيا" بسفوح جبال الشيخ حتى القنيطرة، وأكبر قراها هي "الخضر"، كانت تضم نحو 40 ألف درزي بقي منهم 25 ألفا، وتسيطر عليها جبهة النصرة وفصائل محلية في القرى المختلفة، مشيرا إلى أن حزب الله حاول مؤخرا نشر مسلحيه في المنطقة بقيادة سمير قنطار، الذي تحرر بصفقة تبادل الأسرى والجثث في 2008.
وأوضح الكاتب أن وجود رجال النصرة على الحدود "بارز وقوي"، دون وجود لمسلحي تنظيم الدولة الذين يحاولون الاقتراب من المنطقة، مع وجود كراهية ومعارك كبيرة بينهم وبين النصرة.
وبهذا الخصوص، أضاف قارا أن "هناك رسائل نقلت للنصرة وتنظيم الدولة بحظر لمس الدروز، وأظن أن الرسائل وصلت"، رافضا التعليق فيما إذا كانت إسرائيل هي التي نقلت الرسائل، بقوله "كل كلمة مني ستلحق ضررا، ولهذا سأقول إن الرسائل نقلت والتقطت".
وزعم ميلمان، نقلا عن منشورات أجنبية، أن هناك تعاونا سريا بين إسرائيل والنصرة، غير مستبعد أن يكون مثل هذا التعاون قائما ويسمح بوجود تفاهمات غير مكتوبة ونقل رسائل، تقتضي بأن إسرائيل ستواجه بكل قوتها النصرة أو أي تنظيم آخر في حال لم يحفظ الهدوء بالجولان، أو تم مس الدروز، مضيفا أنه مع ذلك؛ فإن جهاز الأمن يستعد لإمكانية لا تبدو واقعية بأن المئات، إن لم يكن الآلاف من الدروز سيفرون إلى إسرائيل حال حصول أزمة.
التجمع الثالث، والأكبر، للدروز في سوريا هو جبل الدروز، الذي يضم ما يقارب مليون درزي في محافظة السويداء ومئات القرى الصغيرة، وهي المناطق التي "تجرأ مسلحو تنظيم الدولة للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بالاقتراب من هذه المنطقة"، بحسب النائب قارا، مضيفا أنهم "في الماضي لم يتجرؤوا، أما الآن فهم يتحدثون عن احتلال الجبل، وهم على بعد بضع عشرات الكيلومترات، دون أن يطلقوا النار أو يقصفوا القرى، لكنهم اختطفوا دروزا وأعدموهم، مما دعا الزعماء لحظر التجول الليلي وتخزين الغذاء".
من جانب آخر، قال قارا إن مشكلة أخرى واجهت الدروز، وهي التجنيد الإلزامي الذي فرضه النظام السوري على ما يقارب 27 ألف شاب درزي بسبب ضائقته بالقوى البشرية، وهو ما سيرفع الحماية من النظام السوري حال رفض القيادة الدرزية إرسال الشباب.
وأشار قارا إلى أن هذا "أدخل الدروز في حالة ضغط وخوف أشد، لحاجتهم للدفاع عن أنفسهم وتشكيل مليشيا يترأسها ضباط دروز خدموا في جيش الأسد، بينهم رتب عالية، ويتوقعون المساعدة من كل المصادر"، بحسب نائب الوزير قارا، الذي رفض الإقرار بأن إسرائيل هي أحد مصادر هذه المساعدة، مشيرا إلى أنها لن تبقى صامتة إذا تعرض الدروز - أو أي أقلية أخرى، بحسب قوله - لخطر الإبادة في مواجهة تنظيم الدولة أو أي تنظيمات أخرى للإسلام المتطرف، على حد تعبيره.
======================
واشنطن بوست: الأسد يقترب من حافة الانهيار
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا تحليليا للكاتب ديفد إغنيشاس أشار فيه إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد على حافة الانهيار، وأن النظام يواجه ضغوطا لم يشهدها منذ الحرب التي تعصف بالبلاد قبل أكثر من أربع سنوات.
وأوضح الكاتب أن الضغوط الجديدة تطرح بعض الخيارات القاسية أمام كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران والدول المجاورة لـسوريا، وخاصة بعد أن بدأت دفة الحرب تميل إلى صالح الثوار في شمال وجنوب سوريا.
وأضاف أن مسؤولين أميركيين يرون أن الأسد يواجه ضغوطا متزايدة، يتمثل بعضها في التحالف القوي الجديد للثوار تحت مسمى "جيش الفتح"، الذي يحظى بدعم من كل من تركيا والسعودية وقطر.
وأشار إلى أن جيش الفتح استولى على مدينة إدلب في شمال غرب سوريا أواخر الشهر الماضي، وأن جبهة النصرة تقاتل إلى جانبه بشراسة ضد قوات النظام السوري.
وأضاف أن الثوار المعتدلين الذين يقاتلون ضد النظام السوري تحت مسمى "الجبهة الجنوبية" يحظون بدعم من الولايات المتحدة والأردن، وأنهم سيطروا على بعض المناطق في جنوب البلاد، بينما ينتشر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في شمال ووسط وشرق سوريا.
"كاتب أميركي:محللون استخباريون أميركيون يقولون إن الأسد يواجه خيارات صعبة مع تزايد خسائره المتلاحقة في ساحات المعارك، وإن بعض أنصاره بدؤوا باتخاذ الاحتياطات اللازمة"
خسائر متلاحقة
وأشار الكاتب إلى أن محللين استخباريين أميركيين يقولون إن الأسد يواجه خيارات صعبة مع تزايد خسائره المتلاحقة في ساحات المعارك، وإن بعض أنصاره بدؤوا باتخاذ الاحتياطات اللازمة.
 
وأوضح أن روسيا أخلت بعض العاملين من مدينة اللاذقية التي تعتبر معقل الأسد في شمال غرب سوريا، وأن بعض أعضاء الدائرة الضيقة للأسد يسعون للحصول على تأشيرات للسفر إلى الخارج أو يتخذون احتياطاتهم لاحتمالات سقوط النظام.
كما أشار الكاتب إلى تصريح للناطق باسم جيش الإسلام النقيب إسلام علوش الذي ينسق مع جيش الفتح في القتال ضد النظام السوري، المتمثل في قوله أمس إن الثوار يتحركون نحو مدينتين من معاقل الأسد الرئيسية ممثلتين في كل من اللاذقية والعاصمة دمشق.
وأضاف الكاتب أن علوش أشار أيضا في مقابلة هاتفية أثناء وجوده في منطقة قرب حلب إلى أن جيش الأسد الآن أضعف من أي وقت مضى.
كما تحدث الكاتب عن أن روسيا وإيران قد تتبنيان مفاوضات لانتقال السلطة في سوريا بعيدا عن النظام الحالي، وذلك في ظل الضغوط المتزايدة على الأسد من الجماعات الجهادية الخطيرة.
وأشار الكاتب إلى تصريحات زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في برنامج بلا حدود الذي بثته قناة الجزيرة قبل أيام، وإلى تحقيق تنظيم الدولة مكاسب في كل من العراق وسوريا الشهر الماضي.
وأضاف الكاتب أن خبراء إستراتيجيين في الشرق الأوسط يرون ضرورة التعامل مع أهون الشرين المتمثل في جبهة النصرة والفصائل الجهادية الأخرى لوقف تقدم تنظيم الدولة.
وأشار إلى أن محللين آخرين يرون أن الضربة القاضية الوحيدة للنظام السوري تتمثل في تدخل عسكري تركي بدعم من القوت الجوية الأميركية. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تبن قوة معتدلة يمكن الوثوق بها لتحكم سوريا في مرحلة ما بعد الأسد.
المصدر : الجزيرة,واشنطن بوست
======================
يديعوت: حزب الله في وضع هش بسبب خسائر الأسد
القدس المحتلة – عربي21
الخميس، 04 يونيو 2015 02:19 م
 قالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية إن تقارير سرية وردت إلى إسرائيل، أفادت بأن حزب الله اللبناني يعاني ما حالة ضغط كبيرة، بالتزامن مع مناورات الجيش الإسرائيلي للتدرب على القتال في الجبهة الشمالية.
وتأتي المناورات بحسب الصحيفة استعدادا لأي سيناريو قد يشعل الحدود مع سوريا ولبنان.
وقدرت الصحيفة قتلى الحزب في سوريا بقرابة الألفي مقاتل، مئة منهم قتلوا في الأسبوعين الأخيرين ودفنوا في الخفاء.
وتابعت بأن الوضع في سوريا يتفكك وأن وضع جيش النظام السوري صعب، وحزب الله هش أكثر من أي وقت مضى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في هيئة الأركان قوله إن حزب الله زاد قواته في سوريا إلى قرابة ثمانية آلاف مقاتل، و"مع أن إيران تفهم عمق الأزمة، فالتقديرات هي أنها لا تخطط في هذه المرحلة لاستبدال نصرالله، ولكنها تبعث بضباط كبار وعتاد ومال لمساعدته ومساعدة الأسد".
ورغم هشاشة الحزب فإن الصحيفة قالت إن أكثر من 100 ألف صاروخ لا تزال موجهة نحو إسرائيل، وإن الجيش تدرب على شل أكبر قدر ممكن من مراكز ثقل الحزب، ومهاجمة الصواريخ بعيدة المدى في مواقع التخزين.
وتهدف المناورات إلى تدفيع الحزب ثمنا باهظا مع بداية أي مواجهة، من خلال هجوم مكثف على آلاف الأهداف، ودفع مقاتلي الحزب إلى اليأس في أسرع وقت ممكن.
=====================
لوموند: ماذا يعني ترحيل روسيا لأسر مستشاريها من طرطوس؟
باريس - عربي21
عارضت سوريا أية إدانة لنظام الأسد بعد تحول المظاهرات السلمية إلى حرب - أرشيفية
أنجزت جريدة "لوموند" الفرنسية تحقيقا حول الموقف الروسي من نظام الأسد، بعد ترحيل روسيا لأُسر العسكريين والمستشارين، نهاية شهر أيار/مايو، انطلاقا من مرفأ "طرطوس" الذي يضم قاعدة بحرية روسية صغيرة.
ويشعر الروس، حسب مدير معهد بروكينغز في الدوحة سلمان شيخ، أنهم سيفقدون نفوذهم، وأن تفكك الدولة السورية ليس في صالحهم، في حين أكدت الجريدة في تحقيقها أنه "توجد عدة مؤشرات على أن روسيا بدأت تبتعد عن بشار الأسد، حيث أن ترحيل الرعايا أحد تلك المؤشرات".
ومن بين المؤشرات الأخرى التي يعطيها المراقبون اهتماما كبيرا، اللقاء الذي انعقد في "سوتشي"، قبل عملية الترحيل بأيام بين الرئيس فلاديمير بوتين، ووزير خارجية أميركا جون كيري.
 وأكدت مصادر الجريدة، أن الرجلان تطرقا في حديثهما إلى مرحلة ما بعد بشار، وبعد اللقاء أشار وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، إلى إجراء محادثات حول وسائل تسوية الحرب الدائرة في سوريا، مقرا  بأن الجهاديين ما يزالون يوسعون نفوذهم في الشرق الأوسط، وحتى خارجه"، قال لافروف: "نحن على قناعة أن مكافحة هذا التهديد تتطلب توحيد جهود الدول الكبرى".
وخلص التحقيق إلى أن "نظام الأسد بدأ يهتز، ولا ترغب روسيا في خسارة نفوذها في بلد تعتبره استراتيجيا"، وكان الاجتماعان اللذان انعقدا في موسكو، في كانون الثاني/يناير، ثم في شهر نيسان/أبريل، بين ممثلي الرئيس السوري والمعارضين الوحيدين المقبولين من دمشق، بمثابة اختبار.
 ولم يفسر الاجتماعين عن أي "حل سياسي"؛ حيث أخفقت محاولة الوساطة الروسية التي كانت تهدف إلى إبقاء الأسد في السلطة أيا كان الثمن، إلا أن ذلك لم يتحقق لها.
وهذا ما قد يدفع روسيا حسب متتبعين إلى اتخاذ موقف برغماتي، حيث أن الرئيس الروسي أثناء استقباللرئيس حكومة العراق حيدر العبادي، في 21 أيار/مايو، وأثناء نقاش المبادلات الاقتصادية بين البلدين، حرص بوتين على التطرق للوضع السياسي في المنطقة بدون مواربة، إذ قال لضيفه العراقي "نحن نرغب في أن تشجع زيارتكم تعاونا أقوى لمكافحة الإرهاب، ليس في العراق وحده بل وفي كل المنطقة"، ومع أن روسيا لا تفكر بتغيير النظام السوري، فإنه لم يعد يمثل "حلا سياسيا" لها كما في السابق.
وقد بادر الرئيس السوري إلى توجيه نداء في آخر آذار/مارس، للتعبير عن قلقه عبر ثمانية وسائل إعلام روسية، جاء فيه أن "الوجود الروسي في عدد من مناطق العالم، وفي شرق المتوسط ومرفأ "طرطوس" بصورة خاصة، أمر ضروري لإعادة التوازن الذي فقده العالم بعد تفكيك الإتحاد السوفياتي"، واعتبر أنه كلما كان الوجود الروسي كبيرا، فإن ذلك أفضل لاستقرار المنطقة.
وسبق أن اتخذت روسيا موقف دعم غير مشروط لحليفها بشار الأسد، بعد خروج مظاهرات سلمية ضد نظامه، حيث عارضت أية إدانة للنظام بعد تحول المظاهرات السلمية إلى حرب تسببت في مقتل 200 ألف مواطن سوري.
كما أنها لم تتوقف عن تسليم الأسلحة لسوريا منذ تنشيط العلاقات بين البلدين، بعد وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة في العام 2000.
=====================
يديعوت : اليكس فيشمان :5/6/2015 : إيران هنا نصر الله يطالب علنا بالتجنيد العام من أجل الدفاع عن البيت ويسعى جاهدا للحصول على الوسائل القتالية
اليكس فيشمان
JUNE 5, 2015
القدس العربي
بدأت منطقة اللاذقية في شمال سوريا تظهر مثل طهران صغيرة. السكان العلويون يغادرون، ويدخل إلى الشقق إيرانيون وصلوا إلى المنطقة مستغلين الاسعار الرخيصة من اجل السكن ومحاولة انقاذ شيء ما من الاستثمار الإيراني الضخم في سوريا.
تستعد إيران للمعركة الحاسمة على أملاكها في الشرق الاوسط. لن توجد بعد الآن حرب بين نظام الاسد وبين المتمردين. الاسد في أفضل الحالات هو عبارة عن دمية، ووظيفته الأساسية عدم تعويق الإيرانيين الذين أخذوا زمام الامور في أيديهم، ويقومون بالفعل بمحاربة المتمردين في ما تبقى من سوريا. في نهاية الاسبوع الماضي وصل الجنرال سليماني، قائد جيش القدس في حرس الثورة الإيراني، إلى اللاذقية، من اجل اقامة ما يشبه خط مغينو ـ خط دفاع من اجل المعركة الاخيرة على الحياة أو الموت للطائفة العلوية. وقد أعلن هذا الاسبوع بأن لديه «مفاجأة تغير الوضع»، وهذا نوع من التهديدات الفارغة التي تثبت أنه ليس لديه أي ورقة قوية وحقيقية.
في منطقة الشاطيء السوري، شمال اللاذقية وجنوبها، تقع مدينة طرطوس، وفوقها يوجد التركيز الاكبر في العالم للطائفة العلوية: أكثر من مليوني شخص. اذا نجحت جبهة «الفتح»، وهي ائتلاف المتمردين السني، في السيطرة عليها فذلك سيكون نهاية قصة سلالة الأسد. من ناحية سليماني سيكون هذا أشبه بـ ستالنغراد. يتدفق إلى الخط الذي يقيمه مقاتلو حزب الله ومقاتلون من منظمات مؤيدة لإيران في سوريا ومنظمات شيعية عراقية وافغانية، يحاولون معا تأجيل النهاية. حسب صحيفة «السفير» اللبنانية المقربة من حزب الله، فقد نجح الإيرانيون في احضار 20 ألف مقاتل إلى هذا الخط من جميع أرجاء الشرق الاوسط، وهم يدافعون عن كل مدينة وكل قطعة ارض.
يقف الإيرانيون الآن أمام المفارقة ـ هل يستثمرون معظم جهودهم في منطقة الشاطيء السوري والابقاء على الميناءين الكبيرين، أم يُدخلون كتائب حرس الثورة في محاولة لقمع الحرب الاهلية، حتى تعود سوريا إلى ما كانت عليه عشية الحرب. لقد قالوا في محطة «الجزيرة» هذا الاسبوع إنهم لم يتخذوا قرارا رسميا بعد، لكن 1500 من مقاتلي حرس الثورة الإيراني دخلوا إلى القطاع السوري من اجل بدء التحضيرات. صحيح أنه ليس هناك طائرات أو قوات إيرانية في سوريا، لكن الاسد لم يعد جزءاً من المعادلة وما بقي من السلطة المحلية يُدار من قبل ضباط وخبراء في نظام آيات الله.
 
سلاح للمذابح
 
جبهة «الفتح»، التي تضم 8 منظمات سنية وتحارب الاسد ولا تشمل داعش أو القاعدة، وصلت إلى مفترق طرق. بعد أن احتلت مقاطعة ادلب ومدينة غسق الشرود وأريحا، يجب عليها أن تقرر اذا كانت تريد الدخول الآن إلى معركة الحسم أمام العلويين واحتلال اللاذقية، أم توجيه القوات لاحتلال مدن حلب وحمص وحماة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى الانهيار النهائي للنظام الحالي.
الدخول إلى المنطقة العلوية سيقود إلى المعركة الحاسمة الطويلة التي سيُسفك فيها الكثير من الدماء، آلاف بل عشرات آلاف القتلى. الحديث ليس فقط عن الكراهية التي يحملها السنيون ضد العلويين بل ايضا الفوارق الدينية الشاسعة: ليس فقط اعتبار العلويين غير مسلمين حقيقيين، بل كونهم خانوا الإسلام وأدخلوا اليه عناصر من ديانات اخرى. مكانتهم أصعب من اليهود والمسيحيين، وليس غريبا أنهم في حالة فوضى لأنهم يعلمون أن النهاية قد اقتربت.
احتلال مقاطعة ادلب أدخل إلى ائتلاف المتمردين دما جديدا في مجال القدرة العسكرية. توجد في المقاطعة بضعة معسكرات تواجد فيها الجيش السوري، حيث أصبح لدى المتمردين دبابات وسلاح ثقيل. ايضا لديهم صواريخ مضادة للطائرات من نوع «ZSU23 « التي تستخدم ليس فقط لاسقاط الطائرات والمروحيات بل ايضا القتل بواسطة الاطلاق في خط مباشر. هذه الصواريخ هي سلاح فعال لمن يريد القيام بمذبحة في منطقة مدنية.
بعد الانتهاء من ادلب سيتوجه المتمردون جنوبا من اجل الهدف النهائي وهو محاصرة دمشق من الشمال والجنوب. هذه الجبهة تجد دعما مباشرا من دولتين اقليميتين كبيرتين هما السعودية وتركيا. وقد اصبح فجأة في أيدي المتمردين سلاح متقدم وصواريخ، والاموال للتدريب، التي تصل من الاردن وقطر. والملك السعودي الجديد، سلمان، دخل إلى الصورة بقوة من اجل اضعاف الجهد الإيراني في اليمن.
الطرف الثالث في الجبهة الشيعية، اضافة إلى الاسد وإيران، هو حزب الله. العدو رقم واحد لنصر الله ـ قائد جبهة النصرة التابعة للقاعدة، الجولاني ـ وصف وضع المنظمة هذا الاسبوع وقال: «في لحظة سقوط الاسد فان حزب الله سينهار». اذا حزب الله يحارب اليوم على وجوده، ويطلب نصر الله علنا التجنيد العام من اجل الدفاع عن البيت، لكن من وراء الكواليس توجد حالة هستيريا حقيقية ونقصان. يتوجه حزب الله إلى جهات كثيرة في العالم العربي وإيران من اجل الحصول على الوسائل القتالية المختلفة. الـ 100 ألف صاروخ التي خزنها من اجل اسرائيل لا تساعده الآن، والتنظيم الشيعي يحاول اقامة كتيبة فلسطينية في لبنان ودفع الرواتب للمقاتلين.
 
يُسارعون في النفي
 
تظهر علامات الخوف على زعيم حزب الله، حسن نصر الله. مصدر في المعارضة السورية قال هذا الاسبوع إن القصف الاسرائيلي في لبنان هو جزء من المناورة والحرب النفسية في محاولة لحرف الانظار عن الجبهة السورية. المناورة نجحت: حزب الله ذُعر، وعلى عكس عادته، سارع إلى نفي هذا القصف الذي كان من شأنه أن يزيد من كراهيته داخل لبنان. انجازات المنظمة العسكرية في الاسابيع الاخيرة محدودة جدا، والتهديد على المناطق اللبنانية ما زال قائما.
يستطيع حزب الله مواساة نفسه بالسيطرة على تل النبي يونس الاستراتيجية، لكن المعركة هناك مستمرة وهي تستنزف قواته، وعدد القتلى والمصابين وصل إلى الآلاف. اذا كان كل ذلك لا يكفي، فقد أصيبت المنظمة في الآونة الاخيرة باخفاقات عسكرية كان أبرزها ما حدث الاسبوع الماضي في قبرص حيث تم القاء القبض على شخص في حوزته 2 طن من المتفجرات كانت مُعدة لخلايا إرهابية في اوروبا. يوجد لدى حزب الله شعور أن شيئا فظيعا يحدث حول أمن المعلومات وأنه مكشوف.
يحاولون في اسرائيل اقناع الأمريكيين والاوروبيين بتأجيل رفع العقوبات عن إيران. حيث تخشى اسرائيل من أن تضخ هذه الاموال الادرينالين في صفوف حزب الله والإيرانيين الذين يقاتلون في سوريا. تنتشر الجهود الإيرانية الآن في الشرق الاوسط بدءً من اليمن ومرورا بالعراق وسوريا وانتهاء بلبنان. الحديث يدور عن الكثير من النفقات من اجل الابقاء على المصالح الإيرانية. الدولارات هي وصفة للتوسع الإيراني، والأمريكيون سيقدمون لهم الشيك على طبق من فضة.
يديعوت 5/6/2015
 
اليكس فيشمان
======================
جيروزاليم بوست 2/6/2015 :سوريا ما بعد الأسد
الاتحاد
جيروزاليم بوست تحدثت صحيفة «جيروزاليم بوست» في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي عن بعض المؤشرات الدالة القادمة من ساحة الصراع في سوريا، التي توحي بقرب سقوط نظام الأسد، ما يستدعي تفكيراً إسرائيل جدياً في مستقبل سوريا ومعها المنطقة.
فقد لاحظت الصحيفة إقدام روسيا على سحب مستشاريها من دمشق وبعض بؤر التوتر الأخرى داخل سوريا، ما يعني، حسب الصحيفة، أن موسكو ربما تكون قد نفضت يديها من نظام الأسد الذي باتت الدائرة تضيق حول عنقه، ويضاف إلى ذلك، تقول الصحيفة، تصاعد حدة خطاب حسن نصر الله والهستيريا التي أصابته مؤخراً، عندما ذهب إلى إمكانية فتح جبهة التجنيد الإجباري للشيعة في لبنان إن تطلب الأمر، وهو ما دفع بالأسر الشيعية إلى منع أبنائها من الذهاب إلى المدرسة الثانوية مخافة إرسالهم إلى ساحة القتال في سوريا.
ومع تراجع نفوذ الأسد، وتقهقره في سوريا أصبح الصراع مفتوحاً بين «داعش» و«جبهة النصرة»، اللتين تسيطران على مساحات واسعة من البلاد، وبين قوات «حزب الله» التي تستميت في القتال، بحيث يبدو أن الأفق المتوقع، على حد رأي الصحيفة، هو انقسام سوريا إلى كانتونات طائفية مختلفة، وحصول الأكراد على حكم ذاتي، وأيضاً دخول البلاد في مرحلة من الفوضى الطويلة على شاكلة ما تشهده ليبيا في نسختها ما بعد القذافي.
ذي تايم أوف إسرائيل في تحليله المنشور يوم الأربعاء الماضي على موقع «ذي تايم أوف إسرائيل» الإلكتروني أشار الصحفي، آفي إيساشواروف، إلى التوتر الحالي على الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة، وهو توتر لا يعكس حقيقة العلاقات الهادئة مع «حماس» بقدر ما يشير إلى صراعات أخرى، فبعد سقوط صواريخ من غزة بالقرب من بلدات إسرائيلية في الجنوب سارع الجيش الإسرائيلي إلى الرد بقصف مبنى تابع لـ«حماس» كان معروفاً سلفاً أنه غير مأهول، بحيث بات واضحاً الصراع الحالي بين «حماس» من جهة، وبعض الفصائل السلفية داخل القطاع من جهة أخرى.

وهذا الواقع تدركه إسرائيل التي لا تريد التصعيد، بل تسعى إلى بقاء «حماس» في موقعها الحالي في قطاع غزة، لأنها من وجهة نظر إسرائيل استطاعت خلال السنوات الماضية بناء أسس وهياكل يمكن من خلالها محاسبتها عكس الجهات الأخرى الأكثر تشدداً، الأمر الذي انعكس، يقول الكاتب، في تخفيف الحصار، وفتح الحدود أمام دخول بضائع غزة إلى إسرائيل، وأيضاً استفادة القطاع من مواد البناء لإعادة الإعمار، بل هناك خطط لمد أنبوب لنقل الغاز من إحدى المحطات داخل الدولة العبرية إلى غزة لتلبية احتياجات سكانها من الكهرباء، وكل ذلك يتم وفق منطق يقول، إن تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة سينعكس إيجاباً على الوضع الأمني، ويفضي إلى إخماد فتيل العنف والتوتر.
======================
لوموند: التحالف يدفع السكان السنة إلى أحضان داعش
قدّم الوزير الأوّل العراقي حيدر العبادي يوم الثلاثاء 2 يونيو في باريس خطّة لاستعادة السيطرة على محافظة الأنبار تشمل إدماج القوى السنية، وقد تمّت الإشادة بهذا المشروع الّذي اعتبر “مخطّطًا جيّدًا على المستويين العسكري والسياسي” من قبل مساعد وزير الشؤون الخارجية الأمريكي أنطوني بلنكن.
وفي مواجهة نصائح التحالف الدولي ضدّ الدولة الإسلامية لتنفيذ سياسة مصالحة واندماج تجاه المجتمع السني المهمّش؛ ففي العراق، دافع العبادي على سجله: 5 آلاف مقاتل سني تمّ إدماجهم في وحدات الحشد الشعبي والنقاشات جارية حول الإصلاحات، ولكنه يعاني حتّى الآن في إقناع المجتمع السنيّ.
كان حمال الضاري، أحد الزعماء السنة لقبيلة زوبع أحد فروع اتّحاد قبائل شمر الكبيرة ومؤسس منظمة سفراء السلام من أجل العراق في باريس، دعا أمام الصحافة إلى مصالحة سياسية حقيقية بين السنة والشيعة.
* ما هو الوضع في العراق اليوم؟
هناك مشكلة حقيقية مع مشروعين أيديولوجيين متواجهين: مشروع تنظيم الدولة الإسلامية، والمشروع الأقدم الّذي تقوده إيران والميليشيات الشيعية.
عندما ظهر المشروع الإسلامي الجهادي في أفغانستان في السنوات الـ 1980 لم يشارك فيه أي عراقي، ولكن قاتل العراقيون مرشد الثورة الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني الّذي تطوّرت أيديولوجيته في العراق لاحقًا. ولم تظهر الجهادية في البلاد إلا بعد عام 2003 والحرب الأيديولوجية الّتي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش دون دعم من الأمم المتّحدة. وقد جلب بوش هذه الأيديولوجيا إلى العراق من خلال تهميش الطائفة السنية وعدم القيام بأيّ شيء لحماية الحدود ومنع تدفّق الجهاديين الأجانب. وظهرت القاعدة وعلى رأسها أبو مصعب الزرقاوي الّذي ليس عراقيًّا.
بعد عام 2006، دافعت القبائل السنية عن العراق من خلال محاربة القاعدة، ووعدنا جورج بوش بإيجاد حلّ لتحسين النظام السياسي، ولكنه لم يف بوعوده وساءت الأوضاع. وفي عام 2013، ظهر تنظيم الدولة الإسلامية ونزل السنة إلى الشوارع واعتصموا مطالبين بمعاملتهم معاملة إنسانية؛ إذ لدينا عشرات الآلاف من الرجال والنساء في السجون ولم يهتم نوري المالكي رئيس الوزراء آنذاك بهم؛ بل هاجمهم وقتلهم ووضعهم في السجن، أمّا المجتمع الدولي فدعم المالكي عوض مقاضاته، وخلال هذه الفترة، تطوّر الوضع نحو إعلان خلافة الدولة الإسلامية في العراق ومرّت الأوضاع في البلاد من سيئ إلى أسوأ ومعالجتها الموصى بها سيئة.
* ما مدى تجذّر الدولة الإسلامية داخل المجتمع السني؟
تطوّر تنظيم الدولة الإسلامية على معاناة الناس ومؤخرًا نجح سريعًا في السيطرة على محافظة الأنبار، ففرّ الناس نحو العاصمة بغداد ولكن منعوا من الدخول إليها؛ فاضطروا إلى النوم في الشوارع، ومن المنطقي أن يعود هؤلاء الناس إلى داعش فإذا ما رغبنا في التخلّص من الإرهابيين لا يجب أنّ نقدم لهم هؤلاء الآلاف من المقاتلين المحتملين، وتضاف إلى هذا الانتهاكات الّتي ترتكبها الميليشيات الشيعية تجاه السكّان السنة، وتدفع هجمات التحالف أيضًا الشعب نحو أحضان داعش: تأتي لتدعم الميليشيات الشيعية الّتي تحرق ممتلكات السنة بعد ذلك وتنهبها، كما إنّ الـ 2000 صاروخ مضاد للدبابات الّتي أرسلها الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين ذهبت مباشرة إلى الميليشيات.
لم يتطرّق مؤتمر باريس [يوم 2 يونيو 2015] إلى معاناة السكان السنة واهتمّ فقط بتنظيم الدولة الإسلامية، في حين أنّ من غير الممكن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية دون إدماج الشعب العراقي في العملية، ربمّا سنتخلّص من داعش ولكن ستظهر مجموعة أخرى أكثر تطوّرًا بعد ذلك.
* ما هي الإصلاحات الّتي وعدت حكومة العبادي بتنفيذها من أجل إدماج أفضل للطائفة السنية؟
العبادي مدعوم من المجتمع الدولي والتحق بها السنة على قاعدة اتّفاق لتحرير المعتقلين ومراجعة القوانين الّتي تضرّ بالسنة، ولم نشهد أي تغيير منذ ذلك الحين ولم يحرّر العبادي المعتقلين ولن يحرّرهم، وبدلًا منذ ذلك مرّر قانونًا جديدًا يحدّد مهلة بستّة أشهر قبل الإفراج عن أيّ محكوم قد قضى مدّة عقوبته. إن العبادي لا يسيطر على شيء فالميليشيات الشيعية ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي وإيران يسيطرون على كلّ شيء؛ وبالتالي المشكلة ليست فيه بل في النظام.
* ورغم ذلك، دعا بعض الممثلين السنة مثل مجلس المحافظة الميليشيات الشيعية إلى مساعدتهم في محافظة الأنبار؟
نعم، الأمر عينه حدث في تكريت؛ حيث طلب مجلس المحافظة مساعدة الميليشيات الشيعية ولكن بمجرّد دخول الميليشيات رحل المجلس نفسه ولم يعد سكّان تكريت. لا يملك هؤلاء الممثلون السياسيون السنة أي سلطة ولا يبحثون إلّا عن مصالحهم الشخصية. أمّا السكّان السنة فإمكانهم دحر داعش بمفردهم.
* هل تطلبون من التحالف أن يسلّح القوّات السنية مباشرة؟
يسير الكونغرس الأمريكي في هذا الاتّجاه، والدعم مرغوب فيه إلّا في حالة التوصل إلى حلّ سياسي؛ لأنّ المشكلة لا تكمن في السلاح الّذي يملأ العراق، تنقصنا الإرادة والسنة لا يرغبون في القتال، قاموا بذلك في عام 2006 ولا يريدون تكرار التجربة.
* ما هو الحلّ السياسي الّذي توصي به؟
نحن في حاجة إلى مصالحة حقيقية وتغيير القوانين، على الناس أن يجلسوا سويّة من أجل التوصّل إلى حلّ حقيقي. بعد ذلك فقط يمكننا التخلّص من داعش. المشكلة تتمثّل هنا في استخدام تنظيم الدولة الإسلامية للسنة الّذين هم سجناء التنظيم. كما أن العديد من الشيعة يعارضون ما يحدث حاليًا في العراق؛ لأنّ الكثير منهم يقتلون كل يوم. نحن في حاجة إلى دعم دولي من أجل التوصل إلى مصالحة بين السنة والشيعة.
ترجمة: صحيفة التقرير
======================
واشنطن بوست: الـولايات الـمتحدة وروسيا وإيران يستعدون لسقوط «الـأسد»
صحيفة الاخبار
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن نظام الرئيس السوري «بشار الأسد» يواجه ضغطًا شديدًا منذ أيام للحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات.
وتابعت الصحيفة، أن هذا الضغط يطرح بعض الخيارات القاسية أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وإيران وباقي جيران سوريا.
 ونقلت الصحيفة عن مسئول بالمخابرات الأمريكية قوله: “بناءً على الوضع الحالي، فقد حان الوقت لبدأ التفكير في سوريا ما بعد الأسد”.
ونوهت الصحيفة عن أنه الى أن وقت قريب كان المحللون الأمريكيون يصفون الوضع في سوريا بالطريق المسدود، ولكن على مدى الشهر الماضي، بدأت مكاسب المتمردين في الشمال والجنوب تقلب كفة الميزان.
ورأى المسئولون الأمريكيون، أن تصاعد الضغط على “الأسد” يأتي من أربعة اتجاهات بدءًا من تحالف المتمردين الجديد المعروف باسم جيش الفتح الذي استولى على عاصمة إدلب الشهر الماضي إلى تركيا، والمملكة العربية السعودية وقطر.
ومن جانبه،اصدرمحلل بالمخابرات الأمريكية: “الأسد يواجه خيارات صعبة مع تصاعد خسائره في ساحة المعركة”.
وأشارت الصحيفة إلى اتخاذ الدول الداعمة للأسد احتياطاتها مع تصاعد الضغط عليه شبه روسيا التي أجلت عمالها من اللاذقية، شمال غرب سوريا.
وفي هذا السياق، أكد بعض المقربين من دائرة الأسد أنهم يسعون للحصول على تأشيرات للخارج مع الاستعداد لاحتمالية وقوع نظام “الأسد”.
 
وفي مكالمة هاتفية مع الصحيفة،اصدر”إسلام علوش”، المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام، إن المتمردين يتحركون الآن تجاه معاقل “الأسد” الرئيسية
======================
لوفيغارو: إسرائيل قلقة من الدعم الإيراني للبنان و سوريا أكثر من برنامجها النووي
الشاهد_يرى الجيش الإسرائيلي أن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يعود بالفائدة على حفظ و سلامة أمن إسرائيل، وفقا لما ذكرته اليوم العديد من وسائل الإعلام العبرية نقلا عن مسؤول كبير في الجيش. هذا الخطاب يتناقض مع خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ما فتئ يقدم الاتفاق الذي رجحته القوى العظمى وطهران على أنه تهديد "قاتل" لأمن إسرائيل.
و خلال لقاء سري مع صحفيين إسرائيليين، رأى المسؤول عن الجيش الإسرائيلي أن الاتفاق قد يسمح بالحصول على صورة أكثر دقة و وضوحا عن نوايا إيران التي تشتبه فيها إسرائيل والدول الغربية من كون طهران تريد تجهيز قنبلة ذرية. وأضاف أن تعزيز عمليات التفتيش على المواقع النووية الإيرانية وانخفاض عملية تخصيب اليورانيوم من قبل طهران "تشير إلى أنه في السنوات القادمة، عمليات التهديد (لإسرائيل) ستنخفض".
وأكد مصدر عسكري صحة ذلك اللقاء السري و ما صدر عنه الذي يعكس صدى تصريحات أخرى صدرت مؤخرا عن مسؤولين بجيش الدفاع الإسرائيلي الذين قالوا أنهم قلقون من الدعم الذي تقدمه طهران لحلفائها في لبنان وسوريا وقطاع غزة أكثر من برنامجها النووي.
ترجمة خاصة لموقع الشاهد
======================
معهد واشنطن :هارون ي. زيلين :مباراة الشطرنج السعودية التي يلعبها تنظيم «الدولة الإسلامية»
هارون زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن.
على مدى الأسبوعين الماضيين، تبنى ما يسمّى بـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية» هجومين على مسجدين شيعيين في المملكة العربية السعودية، واحداً في الدمام والآخر في القطيف. وعلى الرغم من أنه قد لا يكون لهذين الحادثين تأثير مباشر على أمن السعودية بشكل عام، إلا أنهما يتصلان باستراتيجية طويلة الأمد لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» لإضعاف الحكومة السعودية من خلال فضح نفاقها المزعوم، ويوضحان أيضاً الكيفية التي صمم بموجبها تنظيم «داعش» أعماله وفق مراحل في الجزيرة العربية. على سبيل المثال، عندما أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عن ولايات جديدة لما يُسمى بالخلافة في المملكة العربية السعودية واليمن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قال لأنصاره إنه يجب استهداف الشيعة أولاً. وفي تصريحات أدلى بها الشهر الماضي، ركز على الدولة السعودية وعلى ما وصفه بأنه حرب اليمن التي فشلت فيها. وبالتالي فإن الهجمات الأخيرة هي مؤشرات على تهديد أوسع من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» للشرعية الإسلامية السعودية.
حسابات «داعش»
من خلال مهاجمته للمنطقة الشرقية، يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى وضع الرياض في موقف الدفاع عن الشيعة أو استرضائهم، وذلك على حساب أيديولوجية دولة سعودية وهابية لا تذهب مفاهيمها بعيداً جداً عن أيديولوجية «داعش» (على سبيل المثال، المدارس السعودية تعلّم الطلاب أن الشيعة هم كفار وليسوا مسلمين). من هنا، من المرجح أن يعتبر تنظيم «الدولة الإسلامية» إجراءات الرياض في أعقاب الهجوم الأول على أنها نصر له.
ورداً على التفجير الانتحاري الذي وقع في 22 أيار/مايو في القطيف، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي إن هدف «داعش» من الهجوم كان نشر الطائفية، في حين زار ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مدينة القطيف، وقدم تعازيه للضحايا ولأفراد عائلاتهم. بالإضافة إلى ذلك، أدان المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ "المؤامرة الإجرامية". ومن وجهة نظر تنظيم «الدولة الإسلامية»، فإن مثل هذه الأعمال تسلط الضوء على مدى نفاق الرياض، وتبيّن للمؤمنين "الحقيقيين" في "أرض الحرمين الشريفين" كيف تخالف الدولة السعودية ما أمر به الله فضلاً عن معاييرها التي تأسست عليها. ويأمل زعماء «داعش» بجذب المزيد من المجندين والمؤيدين من خلال تقديم أنفسهم على أنهم رافعي راية الإسلام الحقيقيين.
قاعدة دعم تاريخية للجهاديين
في ما يتخطى إمكانية كسب أنصار جدد، يدرك تنظيم «الدولة الإسلامية» أن المملكة العربية السعودية تشكل مرتعاً للمقاتلين الأجانب والناشطين الجهاديين منذ الثمانينات. وكان السعوديون أكثر المندفعين إلى المشاركة في جميع العمليات الرئيسية لتعبئة المقاتلين الأجانب على مدى العقود الثلاثة الماضية (أفغانستان والشيشان والبوسنة والعراق وسوريا). والأهم من ذلك، أن السعوديين كانوا يشكلون أكبر مجموعة من أعضاء «داعش» الأجانب في العقد الماضي عندما كانت الجماعة تُطلق على نفسها اسم «تنظيم القاعدة في العراق»، ومرة أخرى في سوريا والعراق على مدى السنوات القليلة الماضية.
منذ انضمام تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى الجهاد السوري في نيسان/إبريل 2013، بعث برسائل معادية للسعودية عبر وسائل مختلفة، من بينها نشيد رسمي، وإعلانات عامة صادرة من "المحافظات" السورية التابعة لها في الرقة (مرتين) ودير الزور، وصور تظهر عبارات التأييد من داخل المملكة العربية السعودية. وادعى أنصار «داعش» أيضاً مسؤوليتهم عن محاولة اغتيال مسؤول دنماركي على طريق سريع في الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، من خلال عرض لقطات للحادث على شبكة الإنترنت.
وقد يعتبر البعض أن تنظيم «داعش» لن ينجح في هز النظام الملكي، على غرار الجهاد الذي فشل في المملكة العربية السعودية في الفترة الممتدة ما بين عامي 2002 و 2006. ورغم أن هذا السيناريو ممكناً بالتأكيد، إلا أن الظروف المحلية أيضاً مختلفة تماماً في الوقت الراهن. فمن جهة، إن عدد السعوديين الذين يشاركون الآن في تنظيم «الدولة الإسلامية» أكبر مما كان عليه في تنظيم «القاعدة في المملكة العربية السعودية» في أوائل العقد الماضي وحتى منتصفه. من جهة أخرى، يملك «داعش» قواعد واسعة من التدريب والعمليات على جانبي الحدود ما بين المملكة والعراق، وبشكل أقل في اليمن. إلى جانب ذلك، يتمتع التنظيم بقاعدة دعم صغيرة بل هامة في البحرين، ويرجع ذلك جزئياً إلى كون داعية تنظيم «الدولة الإسلامية» البارز تركي البنعلي من البحرين، ولكن أيضاً لأن حكومة المنامة غضت الطرف عن أنصار «داعش» وعن السنّة الراديكاليين بشكل عام، ولم يكن ذلك مفاجئاً نظراً إلى أن حكّام الجزيرة السنّة هم أكثر قلقاً من التهديد الذي تطرحه الغالبية الشيعية لسلطتهم. وعند أخذ هذه العوامل مجتمعة في الحسبان، يمكن لهذه القواعد أن تقدم عمقاً استراتيجياً لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» في الوقت الذي يوسع «داعش» حربه ضد الشيعة في المنطقة.
إثارة رد فعل شيعي مع مرور الوقت
تاريخياً، لم يكن السكان الشيعة في الخليج العربي - السعوديين والبحرينيين على وجه الخصوص - متقبلين للانفتاح الإيراني بنفس الطريقة التي تقبلها لبنان. لكن مع الدور الأكبر الذي تلعبه إيران في الوقت الحالي في سوريا والعراق واليمن، يأمل تنظيم «الدولة الإسلامية» أيضاً أن يلعب دوراً مشابهاً في دول الخليج ذات الأنظمة الملكية، وإن كان ذلك كوسيلة لجعل الدولة السعودية تبدو ضعيفة ولإقناع الجماهير السنّة بالنظر إلى «داعش» بصفته الحامي الطبيعي لهم بدلاً منها. هذا وقد سبق للشبكات العميلة لإيران في العراق أن أظهرت علامات محدودة على دعم الشبكات المسلحة في البحرين، على الأقل خطابياً، وربما مادياً أيضاً. ومنذ أن نشرت الرياض قواتها هناك لقمع الحركات الاحتجاجية في عام 2011، كان المسلحون الشيعة في الجزيرة يشاركون في سلسلة من الهجمات - على نطاق صغير - على مؤسسات الدولة البحرينية، بالإضافة إلى إدانتهم للعائلة المالكة السعودية واتهامها بانتهاك حقوق الإنسان. كما صوّروا الصلات العائلية التي تربطهم بالشيعة في المنطقة الشرقية المجاورة كامتداد لقتالهم ضد الحكومة البحرينية.
لذلك، إذا استمر تنظيم «الدولة الإسلامية» في مهاجمة الشيعة في المملكة العربية السعودية، فإنه من المرجح أن يأمل أن يؤدي ذلك إلى توسيع الهوّة بينهم وبين الرياض، الأمر الذي يدفع بهم إلى البحث عن الحماية من الخارج، وبشكل خاص من إيران، التي يمكن أن توفر لهم الدعم بسرعة عن طريق «حزب الله» والجماعات المسلحة الشيعية العراقية، و/أو عناصر مماثلة في البحرين. ومن شأن ذلك أن يضع الدولة السعودية في مأزق، ويجبرها على العمل على ردع زيادة النفوذ الإيراني في جوارها أو الاستمرار في محاولة تهدئة الأمور، للوصول إلى وضع تكون فيه جميع الأطراف رابحة من وجهة نظر «داعش». وقد يبدو هذا السيناريو مستحيلاً بعض الشيء في الوقت الحالي، إلا أن العديد من المراقبين اعتقدوا أيضاً أن النفوذ الإيراني على السياسة الشيعية العراقية لن يصل أبداً إلى ذروته الحالية، لذا من المهم أن نفهم التطورات الأسوأ التي يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى إثارتها في المملكة العربية السعودية. فبعض الشيعة في المملكة بدأوا بالفعل بإنشاء «لجان الحشد الشعبي». وفي حين أنه من المرجح أن هذه الجماعات غير مرتبطة بالميليشيات الشيعية القوية التي تحمل الإسم نفسه في العراق، إلا أن هذا التميز من المحتمل أن يفقد من أهميته في نظر العديد من السعوديين المحافظين الذين هم بالفعل منفعلين بسبب إيران وإمكانية تمكين الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة.
وبطبيعة الحال، فإنه لا مفر من أي من هذه السيناريوهات. فتنظيم «داعش» يراهن على ثلاث نتائج وهي أن: بإمكانه دفع الشيعة السعوديين إلى أحضان الشبكات المسلحة وربما إلى أحضان إيران، وبإمكانه الحصول على ما يكفي من الدعم السني لمشروعه من خلال الكشف عن عدم قدرة الرياض على متابعة الأيديولوجية التي تأسست عليها، وبإمكانه تشجيع المزيد من التعاطف معه على أنه "الحامي الحقيقي" للسعوديين السنّة.
الخلاصة
يعتقد تنظيم «الدولة الإسلامية» أن بإمكانه صياغة الأحداث المستقبلية لصالحه، وفي بعض النواحي، كانت استراتيجيته للمرحلة الأولى من حملة شبه الجزيرة العربية ناجحة. فقد كان هجوم القطيف بمثابة دعامة للهجمات التي شنها في آذار/مارس ضد أربعة مساجد حوثية في صنعاء في اليمن. وقد أدت تلك الحوادث إلى نشوء تفاعل تسلسلي نوعاً ما: فقد حفزت الحوثيين على التحرك ضد عدن، مما دفع بالسعوديين إلى إطلاق حملتهم العسكرية الجارية في اليمن، الأمر الذي فتح بدوره الباب بشكلٍ أوسع أمام تنظيم «داعش» لتنفيذ العمليات في السعودية نظراً للموارد التي تلتزم بها الرياض في اليمن المجاور.
من الصعب التنبؤ بكيفية سير الأمور، خاصة بعد أن أصبح الكثير من جوانب السياسة الإقليمية والمحلية في الشرق الأوسط سائباً للغاية. فقد بات العديد من القواعد القديمة غير ذي صلة بالواقع منذ عام 2011، وخاصة في العام الماضي. وعلى أقل تقدير، سعى تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى تحقيق وضعية "كش ملك" [هزيمة تامة] ضد الدولة السعودية وإحداث تغيير حتى أكبر من ذلك من شأنه أن يزيد من بث الاضطراب في السياسة الإقليمية والعالمية. لذا، يجب على الحكومة الأمريكية ألا تستخف بالهجمات والتطورات الأخيرة ذات الصلة، وإلا ستتفاجأ مرة أخرى بالنتائج المتوقعة التي تم تجاهلها في أماكن مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن.
======================
فورين بوليسي  :الياس غرول  :من أين تحصل المجموعات المتمردة في العالم على أسلحتها؟
الياس غرول — ( فورين بوليسي)
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
1/6/2015
يعج العالم اليوم بالأسلحة. فمن سورية إلى العراق، إلى صحارى منطقة الساحل وإلى الأدغال النيجيرية، يشكل هذا وقتاً جيداً ليصبح المرء مقاتل حرب عصابات –فيما يعود في جزء كبير منه إلى حقيقة أن من السهل جداً امتلاك الأسلحة الضرورية لشن حرب تمرد.
تتضح هذه الحقيقة من حقائق حياة القرن الحادي والعشرين في النسخة الأحدث من "مسح الأسلحة الصغيرة: الأسلحة والعالم"، وهو التقرير الذي وجد أن قيمة تجارة الأسلحة الصغيرة العالمية قد تضاعفت تقريباً بين العامين 2001 و2011. ومنذئذٍ، استمرت هذه القيمة في الازدياد مع تحويل أكثر من 5 مليارات دولار في شكل أسلحة في العام 2012. وبسبب الطبيعة الغامضة لسوق الأسلحة الصغيرة العالمية، فإن الإجمالي الكامل للرقم قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
في المجمل، تستمر الولايات المتحدة في الهيمنة على سوق الأسلحة الصغيرة العالمية من حيث الصادرات والواردات على حد سواء. وفي الأثناء، تشكل الأسلحة الصغيرة تحديات فريدة من نوعها للجهود التي تستهدف السيطرة على تدفق الأسلحة على الصعيد العالمي. وبالنظر إلى تعريفها، كمسدسات ومسدسات تلقائية الحشو وبنادق وكربينات ورشاشات نصف آلية وبنادق هجومية ورشاشات خفيفة، فإن نقل الأسلحة الصغيرة يكون سهلاً نسبياً، وهي تشكل معظم الأسلحة التي تستخدمها حركات التمرد في العالم اليوم. وما عليك سوى أن تسلّح عصابة من المقاتلين المدربين بشكل معقول ببنادق هجومية وبضعة رشاشات وسيارتي بيك أب، وسينتهي بك المطاف وفق كل الاحتمالات إلى تشكيل قوة مقاتلة قادرة على شن حرب عصابات.
إنها هذه الأنواع من المقاتلين هي التي ساعدت على نشر عدم الاستقرار في عموم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أعقاب الربيع العربي. كما أن وصولها إلى كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر يشكل مفتاحاً لصعودها في العراق وسورية وليبيا ومالي. وفي غمرة هذا الجيشان، وجدت دراسة الأسلحة الصغيرة أن الدول تستمر في توريد الأسلحة لهذه البلدان، على الرغم من الخطر المتزايد من احتمال إساءة استخدامها أو تحويلها.
في حالة مصر، عل سبيل المثال، يسلط التقرير الضوء على مجموعة كبيرة من المسدسات القادمة من مُصنِّع تشيكي في أعقاب الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على تصدير الأسلحة التي قد تستخدم لغايات "القمع الداخلي". ويبدو أن ذلك قد ترك مجالاً كافياً لذلك المُصنع لتوقيع عقود لتسليم أكثر من 50.000 مسدس لواجب الخدمة الأمنية، و10 ملايين طلقة 9 مم لوزارة الداخلية المصرية.
يبرز الحظر الفاتر من جانب الاتحاد الأوروبي والجهود المماثلة من جانب واشنطن لممارسة الضغط على القاهرة من خلال وقف شحنات الأسلحة المتطورة، كيف أن بلداً مثل مصر يستطيع حماية نفسه من الضغط السياسي الذي يمارسه مزودوه بالأسلحة. وكما يلاحظ التقرير، فقد أسفرت هذه الجهود في العواصم الغربية عن تطلع مصر إلى أمكنة أخرى للحصول على الأسلحة، بما في ذلك استطلاع إمكانية التوصل إلى اتفاقية لشراء الأسلحة مع روسيا.
لكن تفحص الدور الذي تلعبه تحويلات الأسلحة الدولية لإمداد العنف بالوقود في دول أخرى لما بعد الربيع العربي، هو جهد يتقوض بحدة بسبب الافتقار إلى الشفافية التي تحكم مثل هذه الشحنات. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية في العام 2011، حاولت عدة قوى عالمية منع تدفق شحنات الأسلحة المتجهة إلى القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وعلى الرغم من ذلك، يلاحظ التقرير أن التقارير الإعلامية تشير إلى أن روسيا وإيران وكوريا الشمالية تستمر في إمداد النظام بالأسلحة. وبينما فرض الإتحاد الأوروبي حظراً على الأسلحة، فقد حالت روسيا دون اتخاذ إجراء مماثل يصدر عن الأمم المتحدة.
بينما يدافع مسح الأسلحة الصغيرة عن وضع كوابح على الإمداد بالأسلحة لهذه المناطق غير المستقرة، فقد زودت عدة حكومات غربية مع ذلك بالأسلحة مجموعات من الثوار التي ينظر إليها على أنها حلفاء تعمل ضد المجموعات المتطرفة أو الأنظمة القمعية. وتشكل شحنات الأسلحة الغربية لقوات البشميرغا الكردية، على سبيل المثال، مخاطر كبيرة، سواء من جهة إساءة استخدامها أو من جهة أن ينتهي المطاف بها إلى الأيدي الخطأ. وثمة حالة تعرض مثالاً على هذه النقطة: عندما قامت طائرات مقاتلة أميركية بإسقاط أسلحة للقوات الكردية التي كانت محاصرة في مدينة كوباني (عين العرب) السورية، قامت مجموعة "الدولة الإسلامية" بالتقاط بعض الإمدادات القاتلة. وفي حالات أخرى، حصلت مجموعات من الثوار السوريين على أسلحة ممنوحة من الولايات المتحدة بعد أن قامت القوات العراقية التي كانت هذه الأسلحة قد أرسلت إليها بطرح هذه المواد للبيع في السوق السوداء.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أسلحة أخرى تزود بها الثوار السوريون، والتي تعود أصولها إلى مخزونات أسلحة ضخمة كان الاتحاد السوفياتي قد خلفها وراءه. وفي عموم جنوب شرق أوروبا، تعرض مخزونات الأسلحة التي خلفتها الحقبة السوفياتية وراءها فرصاً للصادرات –وقد اشتريت الأسلحة الكرواتية، على سبيل المثال، وتم توجيهها إلى ثوار ودودين تجاه الولايات المتحدة. ومن جهة أخرى، تمثل هذه المخزونات مخاطر تهدد حياة المواطنين المحليين. ووفق دراسة الأسلحة الصغيرة، فقد وقع 51 انفجاراً في مواقع ذخيرة في جنوب شرق أوروبا بين العامين 1980 و2014، والتي أسفرت عن 700 إصابة.
ثمة العديد من دول البلقان التي تحركت نحو خفض حجم مخزوناتها من الأسلحة، والتي تتم صيانتها وتصنيفها بطريقة بائسة. لكن ذلك الجهد تقوض بسبب الأولويات التجارية. ووفق دراسة الأسلحة الصغيرة، فإن العديد من الدول تبدي عزوفاً عن تدمير الأسلحة قبل فحص "قابليتها للتسويق"، بينما "لا تعرف دول أخرى ببساطة كميات الذخيرة بدقة"، سواء الفائضة أو التشغيلية "في مخزوناتها غالباً لأن ممارسات محاسبة المخزونات تكون بائسة"، وفق ما يقوله التقرير. ويجعل ذلك الافتقار للإشراف تلك الأسلحة جاهزة للقطف أو البيع غير المشروع.
 ربما لم يتم الشعور في أي مكان بشكل أكثر حدة بانتشار أسلحة الحقبة الباردة مما هو الحال في مالي، حيث سعت الحكومة بمساعدة فرنسا خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى إخماد ثورة انفصالية شهدت تدفقاً في المقاتلين والمجموعات الجهادية. وغالباً ما يقال أن النزاع المالي ازداد استعاراً بفعل الأسلحة المنقولة من مخازن رجل ليبيا القوي الراحل، معمر القذافي. وبينما كسب مقاتلو الثورة الماليون خبرة قتالية في النزاع الذي أفضى إلى سقوط القذافي وعادوا إلى مالي بكميات ضخمة من الأسلحة، فقد وجدت دراسة الأسلحة الصغيرة أن جل الأسلحة التي استخدمت في الانتفاضة كانت قد أخذت في الحقيقة من مخازن أسلحة الحكومة المالية.
وتشير الذخائر التي تم فحصها في مالي إلى أن هذه الأسلحة كانت قادمة في أغلبها من الصين والإتحاد السوفياتي.
بدلاً من ذلك، أمدت مخازن أسلحة القذافي المقاتلين المتمردين في مالي بتفوق نوعي. ويلاحظ التقرير أنه "يقال إنه تم التغلب على الندرة في الرشاشات الثقيلة والذخيرة ذات الصلة من خلال مادة مصدرها ليبي". ويضيف التقرير أن ليبيا تشكل مصدراً بارزاً للأسلحة ذات العيار الأثقل، والتي كان قد تم رصدها في أيدي المتمردين في العام 2012، بما في ذلك العربات التي تحمل مدفعاً مضاداً للطائرات من طراز زد يو 23-2، والموظف بشكل رئيسي لإشغال الأهداف الأرضية. وبالمثل، خدمت ليبيا كمصدر لمنصات "مان بادز" وصواريخها التي يمتلكها الجهاديون راهناً في شمالي مالي". (المان بادز تشير إلى أنظمة الدفاع الجوي التي يحملها المقاتل، والتي تعتبر نمطياً صواريخ تطلق من على الكتف وتستطيع الاشتباك مع أهداف جوية تطير على ارتفاع منخفض إلى متوسط).
إذا كان ثمة درس يمكن أن يستقى من دراسة الأسلحة الصغيرة التي تقع في مجلدات، فهو ما يلي: إن الأسلحة التي يتم توريدها للدول الصديقة العميلة اليوم تتوافر على عادة مغثية، تتمثل في إعادة ظهورها بأيدي أعداء غير متوقعين في فترة 10 أو 20 أو 30 عاماً من الآن.
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:Where the Insurgent Groups of the World Get Their Weapons
abdrahaman.alhuseini@alghad.jo
 
======================
الدايلي بيست :أسطورة العقل المدبر في الجيش الإيراني
نشر في : السبت 6 يونيو 2015 - 04:30 ص   |   آخر تحديث : السبت 6 يونيو 2015 - 04:48 ص
 
الدايلي بيست – التقرير
يُعدّ قاسم سليماني استراتيجيًا بارعًا وقائدًا ميدانيًا محنكًا، لكنّه في الآونة الأخيرة، خسر العديد من المعارك. قيل إنّه “القائد العسكري الأكثر نفوذًا في الشرق الأوسط اليوم“، ولُقّب بـ “الرجل الخارق،” ولكن هل هبط سليماني فجأة على كوكب الأرض؟
بعد زيارة سليماني إلى دمشق نهاية الأسبوع الماضي لمناقشة الاستراتيجية العسكرية، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا” عن سليماني أنّه قال: “في الأيام المقبلة سوف يفاجأ العالم بما نخطط له، بالتعاون مع القادة العسكريين السوريين“. وفي يوم الأربعاء، قال مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس: “لقد وصل نحو 7 آلاف مقاتل إيراني وعراقي في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية“.
وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه أنّ المقاتلين القادمين معظمهم من العراق، وأولويتهم الأولى هي الدفاع عن العاصمة، والهدف هو الوصول إلى 10 آلاف مقاتل لدعم الجيش السوري والميليشيات الموالية للحكومة، في دمشق أولًا، ثم لاستعادة السيطرة على جسر الشغور؛ لأنّه هو مفتاح الوصول إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ومنطقة حماة.
الهدف من هذه الدعاية هو الاستفادة من مكانة سليماني البطولية بين الشيعة، باعتباره الرجل الوحيد الذي يستطيع إنقاذ صراع خاسر، ولكن يقول بعض المحللين إنّ هذا التباهي يكشف عن واقع دفاعي، وهو أنّ هذا الجاسوس الإيراني بدأ في التراجع في الآونة الأخيرة.
منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011، عندما هاجمت قوات بشار الأسد جماعات المعارضة، كانت إيران هي الداعم الأساسي لحكومة الأسد وخط الدفاع الأخير على أرض المعركة. وبالإضافة إلى إرسال مليارات الدولارات من المساعدات، أرسلت طهران أيضًا فيلق القدس لإرشاد وتوجيه الجهود العسكرية في سوريا، وأشرف سليماني شخصيًا على إنشاء قوة الدفاع الوطني، وميليشيا عسكرية تشبه قوات الباسيج الإيرانية لدعم النظام ضد التمرد السُني القوي. لقد جلب سليماني ميليشيات موالية لإيران من العراق ولبنان، ومقاتلين من مناطق بعيدة مثل أفغانستان، للحفاظ على النظام البعثي لبشار الأسد.
وفي الوقت نفسه، كان سليماني القائد الفعلي ومهندس الحرب البرية العراقية ضد داعش، واستخدم نهجًا مماثلًا من خلال إدخال “مستشارين” إيرانيين في هياكل قوات الأمن العراقية وجماعة الحشد الشعبي التي تمثل غطاءً لمجموعة الميليشيات الشيعية. كما نظّم بعض الهجمات ضد داعش من مركز قيادة داخل المنطقة الخضراء في بغداد بمساعدة القوة الجوية بقيادة أمريكا.
ولفترة من الوقت، حقق نجاحات كبيرة: استعاد السيطرة على بعض المدن والقرى مثل قرية أمرلي وجرف الصخر من الجماعات الإرهابية. ولكن في الآونة الأخيرة، وفي ظل خسارة الأسد أمام داعش في سوريا، ومعاناة بغداد من الخسائر الفادحة في العراق، ظهرت عقيدة سليماني الحقيقة لمكافحة التمرد.
قال توني بدران زميل باحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن: “بعيدًا عن الأرقام الدقيقة، فهذا يأتي في سياق حملة الرسائل الإيرانية الأخيرة“.
وأضاف بدران: “لا يُنسب ذلك إلى سليماني فحسب، فالرئيس الإيراني حسن روحاني قال إننا سنكون مع النظام السوري حتى النهاية، وهذا كله يأتي بعد الخطاب الأخير لزعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله؛ حيث قال إننا سوف نحشد كل الشيعة للمساعدة في الدفاع عن سوريا. إنها حملة رسائل منسقة من الإيرانيين بشأن هذه المسألة“.
الرسالة الإيرانية الضمنية، كما يرى بدران، “تؤكد حقيقة أن الأسد لا يمتلك مقاتلين بدرجة كافية“. هذا النقص في عدد المقاتلين ناتج عن حقيقة أن الطبقة الحاكمة في سوريا تأتي في المقام الأول من الأقلية العلوية، وهم طائفة من الشيعة تشكّل أقل من 15% من السكّان، في حين أن الغالبية السُنية قد تخلت بشكل متزايد عن النظام، وانقلبت ضده.
قال المحلل السياسي الإيراني الأمريكي ماجد رافي زاده: “يهدف بيان سليماني إلى طمأنة الحكومة السورية وقواتها بأن إيران لن تتخلى عن الأسد، وهذا أمر ضروري؛ لأنّ الخسائر المتزايدة للنظام تشكّل خطرًا كبيرًا على المصالح الإيرانية، ليس أقلها ضمان المرور الآمن للأسلحة وضمان ممر استراتيجي من بلاد فارس إلى بلاد الشام“.
وأضاف رافي زاده: “لقد تكبدت الحكومة السورية خسائر فادحة في الأسابيع القليلة الماضية؛ ولذلك تخشى إيران أن الجماعات المتمردة يمكن أن تشنّ هجمات على اللاذقية من الحدود التركية ومن إدلب. اللاذقية هي ميناء استراتيجي بالغ الأهمية بالنسبة لإيران“.
نظرًا لخسائر نظام الأسد الأخيرة وتعزيز موقف الجماعات الإسلامية في سوريا مثل داعش وجبهة النصرة، إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة؛ فهناك حدود للطمأنة التي يمكن أن تقدمها إيران، حتى لحليف أساسي مثل سوريا.
وأوضح بدران: “بخلاف حملة الرسائل، فإنّ الهدف الفعلي محدود للغاية أكثر مما يوحي الخطاب. خلاصة القول هي أن إيران لا تساعد النظام على تعويض خسائره بقدر ما تساعده على التخندق والتراجع والاستقرار في غرب سوريا، والتوسع من دمشق على طول الطريق إلى الجبال الساحلية“.
إنّه حظ عاثر لرجل يحظى بسمعة قوية. في عام 2013، كتب ديكستر فيلكنز عن سليماني لمجلة نيويوركر، وصوّره باعتباره استراتيجيًا ماكرًا شديد الذكاء. في ذلك الوقت، قال الضابط السابق في المخابرات المركزية الأمريكية، جون ماغواير فيلكنز، إنّ: “سليماني هو أحد القادة العسكريين الأكثر نفوذًا في الشرق الأوسط اليوم، ولا أحد يسمع عنه“.
منذ سيطرة داعش على الموصل في يونيو عام 2014، أصبحت صورة سليماني المعلقة في ساحات المعارك المختلفة في جميع أنحاء المنطقة منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وهناك شائعات بأنه يروّج لنفسه للحصول على منصب سياسي محتمل بمجرد انتهاء هذه الحروب؛ فهو رمز عام للسُلطة والنفوذ الإيراني، ونظرًا لأنّه قائد عسكري؛ فهو بمثابة المنقذ لإيران. ولكن، ظهوره الغامض يُعدّ نعمةً ونقمة في الوقت ذاته؛ فهو المسؤول عن انتكاسات إيران الأخيرة بقدر مسؤوليته عن الإنجازات التي حققها
قبل سقوط الرمادي، كانت حملة سليماني في حرب العراق ضد داعش مجرد جهود مبذولة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين. تلك المعركة، التي خطط لها القادة الإيرانيون بقيادة الميليشيات الموالية لطهران، وصِفت بأنّها معركة ناجحة من قِبل كل من وسائل العراقية والإيرانية، لكنها في الواقع كانت أشبه بالكارثة.
ومع ما يقدر بأكثر من 30 ألف مقاتل من القوات العراقية والميليشيات التابعة لفيلق القدس الذي يقوده سليماني، توقفت المعركة لاستعادة تكريت ضد قوة صغيرة من تنظيم داعش تُقدّر بنحو 400 إلى 750 من الجهاديين الذين صمدوا في أرض المعركة لقرابة ثلاثة أسابيع. لكسر هذا الجمود؛ طلبت بغداد الدعم الجوي الأمريكي الذي وصل بشرط أن تنسحب الميليشيات من المعركة وتترك قوى الأمن الداخلي والشرطة العراقية تتحرك داخل المدينة بمجرد هزيمة داعش. لكنّ الميليشيات لم تغادر، في حين جاء الدعم الجوي على أي حال.
تم استعادة تكريت، وذهب كل الفضل للميليشيات وليس القوات الجوية الأمريكية. يقول مايكل آيزنشتات، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “طائراتنا عادت إلى قواعدها، ولكن الميليشيات ظلت هناك ترفع الأعلام واللافتات. قواتنا الجوية هي من حققت الانتصار، ولكن الميليشيات نسبت الفضل لها”.
وأضاف آيزنشتات أنّ سليماني لديه نهج سياسي عسكري لهذه المشاكل. ربما تعثرت الخطة إيرانية في ساحة المعركة في تكريت، لكنه حوّلها إلى دفعة معنوية للميليشيات التابعة لإيران مثل جماعة بدر وعصائب أهل الحق، وهما بمثابة رأس الحربة التي تتحرك ببطء لاستعادة مدينة الرمادي من داعش.
ومع ذلك، لم تكن هناك أي مكاسب سياسية واضحة في سوريا للتعويض عن هذه الخسائر التكتيكية. وعلى الرغم من أنّ توسّع النفوذ السياسي الإيراني في العراق بسبب نفوذ سليماني؛ إلّا أنّ مخططه الأخير لشنّ حملة لمكافحة التمرد في سوريا يعكس الرغبة في منع نظام الأسد من تكبد المزيد من الخسائر، إن لم يكن التفكك التام.
المصدر
======================
بزنس إنسايدر: آثار صفقة إيران على حرب الشرق الأوسط بدأت تظهر
نشر في : السبت 6 يونيو 2015 - 03:30 ص   |   آخر تحديث : السبت 6 يونيو 2015 - 04:44 ص
بزنس إنسايدر – التقرير
تلقى نظام الأسد قرضًا جديدًا من إيران بقيمة مليار دولار تقريبًا، ومن المرجح أن تزيد مثل عمليات الدعم هذه بعد التوصل لاتفاق نووي ورفع العقوبات عن طهران. حيث تتطلع الجمهورية الإسلامية إلى كسب مئات المليارات من الدولارات كنتيجة لصفقة نووية شاملة مع الغرب، وجزء كبير من هذه الأموال قد يذهب لدعم أنشطتها ومبادراتها الإقليمية في اليمن، والعراق، وسوريا.
وقد كتب ديفيد روثكوبف في مقال لمجلة فورين بوليسي مؤخرًا: “يبدو البيت الأبيض على قناعة تامة بأن المال الذي قد تحصل عليه إيران سوف يذهب للمساعدة في تعزيز الاقتصاد الإيراني، بدلًا من استخدامه لدعم الأنشطة والمبادرات الإقليمية الخاصة بطهران“.
ويضيف الكاتب: “حتى لو حصل الإيرانيون على 100 مليار دولار فقط، واستخدموا 90% منها لمساعدة الاقتصاد؛ فإن الـ 10 مليارات المتبقية سوف تؤثر بشكل كبير في أماكن مثل سوريا والعراق واليمن … وبالإضافة إلى ذلك، لم يتوقع أي أحد من الخبراء الإقليميين الذين تحدثت معهم مؤخرًا أن الإيرانيين سوف يستخدمون ما يصل إلى 10% من هذه الأموال فقط لدعم سياساتهم الإقليمية“.
وسيتوجب على طهران استثمار بعض هذه الأموال في الإبقاء على الزخم الذي حققته في جميع أنحاء المنطقة على مدى السنوات القليلة الماضية، والحفاظ على واحد من حلفائها الإقليميين الأكثر أهمية، وهو بشار الأسد، في السلطة.
ويعد احتمال استخدام إيران لملياراتها الجديدة في دعم نظام الأسد بشكل أكبر احتمالًا سيئًا بشكل خاص، ولا سيما في ضوء الكشف عن أن ضربات الأسد الجوية، والتي تمولها إيران بالفعل، كانت قد مهدت الطريق لمسيرة متشددي داعش إلى شمال البلاد.
وقال كريستوفر كوزاك، وهو محلل سوريا في معهد دراسات الحرب، لبزنس إنسايدر، إن الأسد مستعد لتمكين تقدم داعش إذا ما كان ذلك يعني أن الجهاديين سوف يهددون خطوط إمداد الثوار في مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية.
وكحليف لإيران في المنطقة، تعد سوريا بالغة الأهمية بالنسبة للجمهورية الإسلامية إذا ما أرادت الاحتفاظ بنفوذها الجيوسياسي في بلاد الشام. ولهذا السبب؛ تنفق طهران نحو 35 مليار دولار سنويًا لدعم نظام الأسد، وقد نشرت أيضًا الآلاف من رجال الميليشيات الشيعية الموالية للأسد في سوريا منذ أن بدأ الصراع هناك في عام 2011.
وتعمل أقوى المجموعات المقاتلة بالوكالة لإيران، وهي مجموعة حزب الله اللبناني، في سوريا بشكل علني منذ بداية عام 2013 على الأقل، وقد صعدت عمليات التجنيد في الأسابيع والأشهر الأخيرة، من خلال تعبئة الأقليات للقتال إلى جانب الميليشيات الموالية للأسد، وفقًا لفيليب سميث.
وقال سميث إن طهران “تلجأ لمجتمعات جديدة بشكل تام من المقاتلين الأجانب لدعم نظام الأسد، بما في ذلك الباكستانيون والأفغان“. وأضاف: “ليس هؤلاء المقاتلون الشيعة مجرد أجساد إضافية ترمي بها إيران في النزاع… إنهم يسلطون الضوء أيضًا على النفوذ الجيوسياسي المتزايد لطهران. ويشير وجودهم في سوريا إلى أن إيران تسعى لإبراز نفوذها في عمق المجتمعات المحلية في منطقة آسيا الوسطى“.
ورغم أن العقوبات الاقتصادية الدولية كانت تثقل كاهلها، دعمت إيران النظام المتداعي في سوريا بالأموال، والسلاح، وبالمقاتلين؛ بينما كان الثوار يشنون حرب الاستنزاف ضده. ومن المرجح أن تمكين إيران اقتصاديًا بمليارات أخرى من الدولارات سوف يؤدي إلى استمرارها في محاربة الثوار السوريين حتى النهاية، وهو ما تقول إيران بالفعل إنها ستفعله. حيث نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن الرئيس حسن روحاني قوله: “سوف تبقى الأمة والحكومة الإيرانية إلى جانب الشعب السوري وحكومته حتى نهاية الطريق… طهران لم تنس التزاماتها الأخلاقية تجاه سوريا، وسوف تستمر في تقديم المساعدة والدعم، وفقًا لشروطها، إلى الحكومة والشعب السوري“.
وبدورها، قالت إدارة أوباما مرارًا وتكرارًا إن الصفقة النووية الناشئة تتعلق حصرًا بوقف برنامج إيران النووي، وليس بوقف عدوانها العسكري في المنطقة. ولا يمكن التكهن بما سيحدث بعد توقيع الاتفاق النهائي مع طهران في نهاية هذا الشهر؛ إلا أنه، وبناءً على موقف أوباما تجاه الحرب السورية منذ بدايتها، من غير المحتمل أن تتعرض إيران لأي عقوبات جديدة في حال زادت دعمها لنظام الأسد إلى حد أكبر من أي وقت مضى بعد توقيع الاتفاق.
المصدر
======================
نيويورك تايمز:ديفيد بروكس : عودة إلى استراتيجية تقسيم العراق
نشر في : السبت 6 يونيو 2015 - 02:48 ص   |   آخر تحديث : السبت 6 يونيو 2015 - 04:37 ص
ديفيد بروكس – نيويورك تايمز (التقرير)
في عام 2006، اقترح كل من “جو بايدن” و”ليس جيلب”، وكثير غيرهما، خططًا لجعل السلطة في العراق لامركزية. وأدرك بايدن، الذي كان عضوًا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير، وجليب، وآخرون، أن المجتمع العراقي كان في طور التفكك إلى تكتلات طائفية.
واعتقد هؤلاء أنه يتوجب على مؤسسات الحكم أن تعكس الولاءات الأساسية والحقيقية الموجودة على الأرض. ووفقًا لخطة بايدن، كانت الحكومة العراقية المركزية ستبقى مشرفة على أداء بعض المهام الرئيسة، ولكن العديد من السلطات الأخرى كانت ستؤول إلى الحكومات الإقليمية في المناطق السنية، والشيعية، والكردية.
ولكن، رفضت إدارة جورج دبليو بوش هذا النهج الفيدرالي، وراهنت بدلًا من ذلك على خطة مدار (بغداد). وأشعل رئيس الوزراء العراقي في ذلك الوقت، نوري المالكي، وفرقته من العنصريين الشيعية، المزيد من التوترات الطائفية؛ من خلال الاستئثار بالسلطة، واستبعاد المنافسين، وتنفير أهل السنة والأكراد، وقيادة أجزاء من المعارضة إلى التمرد المسلح.
وقد ساعدت إدارة أوباما في الإطاحة بالمالكي، ووضع مجموعة من القادة الأكثر اعتدالًا ومسؤولية محله. ولكن هذا النهج لا يزال مركزيًا، ومعتمدًا على بغداد، وكانت نتائجه بالسوء نفسه تقريبًا. حيث ما يزال السنة يشعرون بأنهم مستبعدون ومظلومون، وقد انهارت الثقة في المؤسسات الوطنية، وتصلبت الخطوط الطائفية. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، انخفض عدد الأشخاص الذين يقولون في استطلاعات الرأي إنهم عراقيون أولًا وقبل أن يكونوا أي شيء آخر.
ويستمر مقاتلو الدولة الإسلامية، رغم قلة عددهم، في إلحاق الهزائم بالجيش العراقي في أماكن مثل الرمادي؛ لأن (إرهابيي) داعش يؤمنون بفلسفتهم، في حين أن الجنود العراقيين لم يعودوا يؤمنون بقيادتهم، وليسوا على استعداد للمخاطرة بحياتهم من أجل دولة مركزية مختلة.
وساهمت محاولة فرض حلول من أعلى إلى أسفل، جنبًا إلى جنب مع انسحاب الرئيس أوباما السريع من العراق، في إيجاد أجواء خصبة لظهور داعش. وقد تعهد أوباما بالقضاء على هذه القوة الإرهابية؛ إلا أن الولايات المتحدة تفشل في تحقيق ذلك.
والسبب في حدوث هذا، إلى حد كبير، هو أن الحكومة العراقية خسرت معركة القلوب والعقول أمام مجموعة من القتلة والمتوحشين. وكما كتب آن بارنارد وتيم أرانغو في التايمز، يوم الخميس، تقوم داعش باختطاف المظالم السنية المشروعة. ويبدو أن كثيرًا من السنة يفضلون أن يحكمهم أشخاص من ملتهم حتى لو كانوا همجيين، على أن يحكمهم الشيعة الذين يسلبونهم كرامتهم.
وتتواجد الولايات المتحدة في موقف سخيف الآن من حيث تحالفها على أرض الواقع مع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. وحتى الآن، ادعت هذه الميليشيات “تحرير” قرى سنية من داعش؛ إلا أنها، وفي كثير من الأحيان، شرعت بإعدام القادة المحليين، ونهب الممتلكات، وتدمير هذه المدن، بعد “تحريرها”.
وتأمل إدارة أوباما بأن هذه الميليشيات سوف تكبح جماح نفسها، وتصغى إلى السلطة المركزية. ولكن ذلك سيكون مناقضًا لكل التاريخ العراقي الحديث، والسيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن الميليشيات سوف تلحق هزائم بداعش أحيانًا على المستوى التكتيكي، ولكنها في الوقت نفسه ستجعل الأمور أسوأ.
لقد كانت استراتيجية مركزية السلطة فاشلة. وبدلًا من تعزيز التعاون والجهود الرامية لجلب النخب السنية والشيعية معًا؛ فاقمت هذه الاستراتيجية التوترات، وسرعت الانزلاق نحو المواجهة الإقليمية. وتستهدف داعش الآن الشيعة في المملكة العربية السعودية؛ من أجل إشعال هذا البلد، وتوسيع الحرب الدينية التي تختمر في جميع أنحاء المنطقة. وبدورها، ترعى إيران جيوش الإرهاب في المنطقة، وتحاول تحويل العراق إلى دولة تابعة.
وقد أصبحت دينامية الوحشية هذه راسخة في مكانها الآن. وأدى التوتر الطائفي إلى تطرف القيادات على كل من جانبي السنة والشيعة. ويحرض هؤلاء القادة المتطرفون على اندلاع مواجهات أكبر وأقبح.
وربما يكون الوقت قد حان لتغيير المسار. ويجب أن يكون هدف أمريكا هو المساعدة في خفض درجات الحرارة الطائفية؛ بحيث تسود ديناميكية الاعتدال محل الوحشية الحالية في نهاية المطاف.
وينبغي أن تكون الاستراتيجية الكبرى هي مساعدة الجانبين على الانفصال عن بعضهما قدر المستطاع، واحتواء المتطرفين من كلا الجانبين في الوقت نفسه. وأما التكتيك، فيجب أن يكون إعطاء أكبر قدر من السيطرة المحلية  لمجموعات مختلفة في دول مختلفة، والسماح لهذه المجموعات بإدارة شؤونها بنفسها قدر الإمكان، وتشجيعها على خلق مساحة بين السكان الطائفيين (إبعادهم عن بعضهم البعض) بحيث تبرد الكراهية مع الوقت.
لقد كان هذا هو المنطق الأساسي لخطة اللامركزية التي اقترحها بايدن وجيلب، ولا تزال هذه الخطة هي الأكثر منطقية اليوم.
وكان الاعتراض الأكبر على هذه الخطة دائمًا هو أنه إذا ما خرجت اللامركزية عن نطاق السيطرة، وتم مسح الحدود الوطنية؛ فمن الممكن أن نرى اندلاع حروب شرسة على الموارد والغنائم الوطنية.
وفي حين أن هذه المخاوف صحيحة؛ إلا أن الانفصال والاحتواء لا يزال أقل الخيارات الموجودة سوءًا. وتستطيع الولايات المتحدة أن تبدأ هذا السيناريو من خلال تسليح السنة العراقيين مباشرة، ومساعدتهم في استعادة وطنهم من (الإرهابيين)، مع التأكيد على أنهم سيتمكنون بالفعل من إدارة مناطقهم بمجرد استعادتها.
المصدر
======================