الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  صباحات رموش متورمة

صباحات رموش متورمة

05.04.2014
روني علي




في هذا الصباح
أتمعن في وجوه المارة
فافتقد سحنة بلدي
وكأنني خيال بين التماثيل
استنشق الهواء المبلل بقطرات المطر
فهو ليس بعبق تربة حاكورتنا
حتى الحب هنا
بساط من أشواك السعير
تنغرس في حدقات الغربة
فتفقس دمامل متقيحة
تحمل في مرارتها
طيوب العشق
من أرض الأولين
في هذا الصباح
أحن إلى صباحات
غسلت عن جفني حبيبتي
سقم الانتظار
وعقم مخاض رشقات
من بؤبؤ العينين
هلم إليّ
لتضمينني في وجعي
ولنخرج في رحلة البحث
عن مراقد العشاق
في مرابع اللهو
بقهقهة الأرض
وابتسامات السماء
في هذا الصباح
أتذكر سنابل القمح
في قريتنا المنسية 
على تخوم الموت السوري
ووجوه نسوة
تترقبن شريط الشرق
خوفاً على فلذاتهن
من لعلعة الرصاص
طيور قريتي 
فرشت أجنحتها للسكون
لا وقت للرحيل 
ولا توقيت للموت
فالأجواء ملبدة بغيوم الملل والنحل
في هذا الصباح
أمواج من القهر
تلاطم نشوة الانتظار
وأسراب من هستريا البحث في الضياع
تسافر باللثام صوب المجهول
لترتعد الذكريات في قفص الوجد
على مقربة من خط الصراخ
فحبيبتي تلملم منثورات عطرها
بمكنسة من بقايا البارود
وترانيم أشلاء قبلاتنا
تصدح أنغام الشحرور في الدخان
في هذا الصباح
صوت يبحث عن صداه
كطائر لقلق 
هوت شجرة عشه الباسقة
فينهال على وجه التراب 
ليصدح في أخاديد الأرض
أنشودة أرملة
تاهت في شبقها
وارتمت على ظل رجل
تندب الجفاء من نسمات الليل
ولم ترتوِ من البكاء