اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ صناعة العقائد الفاسدة: سهلة.. ومدمّرة
صناعة العقائد الفاسدة: سهلة.. ومدمّرة
19.09.2019
عبدالله عيسى السلامة
قال الشاعر :
ويَنشأ ناشِئُ الفِتيانِ فينا على ما كان عوّدَه أبوهُ !
إنّ أخطرَ ما يعوّد الأب ابنَه عليه ، وأخطر ما يعلّمه إياه ، وما يورّثه إياه، هو العقيدة ، صالحةً كانت أم فاسدة ، ربّانية كانت ، أم شيطانية بشَرية !
وإنّ أسهلَ ما يمكن ، أن يبتكره الإنسان ويصنعه ، هو العقيدة كذلك ..! إلاّ أن العقيدة المبتكَرة ، أو المصنوعة ، هنا ، لا تكون إلاّ فاسدة ، لأن العقيدة الصالحة لا تكون إلاّ ربانية ، منزلة من السماء ! وما يبتكره الناس ، من أفكار وقيَم صالحة ، لا يَدخل في باب العقائد ، إنّما هو عادات وتقاليد وأعراف . فالعقيدة الربّانية لا تقبل الزيادة أو النقص ، وكلّ ما يزاد عليها ، أو ينقَص منها ، يفسدها !
وإن العقائد الصالحة واضحة ، كلّها ، قابلة للحوار والمناقشة ، يلتزم بها الناس ، بناء على اقتناع عقلي! وقد حاجّ الأنبياء أقوامهم ، بالرسالات التي بُعِثوا بها ، وأقاموا عليهم الحجّة ، فآمَن مَن آمَن عن بيّنة ، وهلَك مَن هلَك عن بيّنة !
أمّا العقائد الفاسدة ، فلا تقبل الحوار ولا المناقشة ، لأنّها ملفّقة هَشّة ، تسقط عند أبسط تأمّل عقلي سليم ! لذا ؛ يلتزم بها أصحابُها ، التكتّمَ والغموض! ولذا ؛ سَمّى علماء المسلمين ، كثيراً منها ب: (الحركات الباطنية) !
مثال : لو أنّ رجلاً ذا عقيدة ربانية ، خطرت له فكرة عابرة أعجبته ، فأحبّ أن يضيفها إلى عقيدته ، فأفسَدها ، ثمّ لقّن هذه العقيدة الجديدة ، لأبنائه وهم صغار، فإنّ هؤلاء الأبناء ، سيلقّنونها لأبنائهم كذلك ، ثم يلقّنها أبناؤهم لأبنائهم ، وهكذا..! لو جرى هذا ، فإنّ هذه العقيدة ، ستصبح ، بعد ثلاثة أجيال ، أو أربعة ، ديناً لمئات من البشر..!هذا ؛ إذا ظلّت العقيدة ، في إطار هذه الأسرة ! فإذا ثقِفَها رجال آخرون - ثلاثة رجال ، أو أربعة - ولقّنوها لأبنائهم ، ثمّ لقّنتْ لأحفادهم ، مِن بَعدهم ، فإن المؤمنين بها ، بَعد عشرات السنين ، سيكونون شعباً كاملاً ! سواء أكان أصل هذه العقيدة إسلامياً ، أم يهودياً ، أم نصرانياً !
ولو كانت العقيدة المبتكرة ، صناعة بشرية خالصة ، ليس لها أصل ربّاني ، فإنّ النتيجة ستكون واحدة ، من حيث كثرة أتباعها ، أو معتنقيها ، مع الزمن !
نماذج :
لقد حرّف بعض أحبار اليهود ، بعضَ النصوص الواردة في التوراة ، ثمّ لقّنوها لأتباع ديانتهم ، وطفِق هؤلاء الأتباع ، يلقّنونها مَن بَعدهم ، إلى يوم الناس هذا ! ولا يجرؤ أحد منهم ، على الشكّ بحرف واحد ، من هذه العقيدة الفاسدة المحرّفة ، مخافةَ الطرد من الملّة ، أو مخافةَ العذاب ، الذي يحلّ بالمنحرفين والمجدّفين والضالّين .. في الدنيا ، أو في الآخرة !
بعض القسّيسين حرّفوا بعضَ نصوص الإنجيل ، بالزيادة والنقص ، ولقّنوا العقيدة الجديدة المحرّفة ، لأتباع ديانتهم في زمنهم ، وصار كلّ جيل يورّث هذه العقيدة لِمن بَعده ، حتى هذه الساعة ! ومَن شَكّ في صحّة عقيدته هذه، أو صحّة شيء منها ، طُبّق عليه قانون (الحرمان) ، وطُرِد من الملّة، وحوصِر في عمله ورزقه، وقوطِع ، حتى مِن أقرب الناس إليه: زوجِه وأولاده!
بعض العقائد المنحرفة المحرّفة ، التي لها أصل إسلامي ، ابتكَرها بدايةً، بعض الماكرين اليهود ، من أمثال : عبدالله بن سَبأ ، الملقّب بابن السوداء، وغيرِه.. ثمّ ثَقِفها بعض الجهلة والسذّج ، واعتنقوها ، ثم لقّنوها لأبنائهم، وثَقِفها أحفادهم ، مِن بَعدهم ، وهكذا ..! وأتباعها ، اليوم ، يُعَدون بالملايين ، في أنحاء العالم !
في العصر الحديث ، نشأت عقائد وديانات ، لم تكن معروفة ، من قبل، إنّما ابتكرها بعض شياطين الإنس ، ولقّنوها لمجموعات ممّن حولَهم ، من المغفّلين والسذّج ، فصارت مع الزمن ، ومع كثرة أتباعها ، دياناتٍ يطالِب أصحابُها ، بحقوق لهم ، في أوطانهم ومجتمعاتهم ، ومنها حقّ الاعتراف بالديانة ،على أنها إحدى الديانات المعتبَرة ! ويُبنى على هذا الاعتراف، الإقرار بقوانين الأحوال الشخصية ، لأتباع هذه الديانات ، وإعطاؤهم سائر الحقوق الاجتماعية والسياسية ، التي تتمتّع بها سائر الفئات في الوطن! بل يثيرون زوابع سياسية ، أحياناً ، داخل أوطانهم ، وفي الهيئات والمؤسّسات الدولية ، ومنظّمات حقوق الإنسان .. يَتّهمون فيها مجتمعاتهم وحكوماتهم، بأنها تضطهدهم بصفتهم أقلية ، وتحرمهم من حقوق المواطنة ! ويستعدي أصحاب الديانات (المبتكرة !) هؤلاء ، القوى الكبرى في المجتمع الدولي ، ضدّ أوطانهم ! ومِن هذه الديانات الحديثة المبتكرة : البهائية ، والقاديانية..! وهذا كله ، في مجتمعات ودول ، تنتمي إلى أمّة الإسلام !
ومن الديانات والعقائد المبتكرة ، ما هو ذو أصل وثَني ، كالصَرعات التي تظهر، بين الحين والآخر، في اليابان ، وغيرها !
ولا يغيب عن الذهن ، ما فعله الرجل الهندي ، المدعو: ( المَهاريشي ) ، في أوروبّا ، في أواسط القرن العشرين المنصرم ؛ إذ أسّس عقيدة غريبة، اعتنقها الآلاف ، من أتباع المِلل المختلفة ، في أوروبّا ، ولاسيّما ؛ من شباب النصارى الضائعين ، الذين لا يكترثون بديانتهم النصرانية ، ويشعرون بالحاجة ، إلى دين يؤمنون به ، لإرواء غريزة الإيمان ، في نفوسهم ، حتى لو كان هذا الدين مخترَعاً ، من أساسه ، ليس له أصل ربّاني ..!
وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : كلُّ مولود يولَد على الفطرة ، فأبواه يهوّدانِه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه !