صوت العصافير

الكونُ يصحو على صوتِ iiالعصافيرِ      والشّامُ  تصحو على قصفٍ iiوتدميرِ
والنّاسُ تحيا الدُّجى فيضاً من النّورِ      ونـحنُ آنَ الـضُّحى نحيا بلا iiنورِ
مُـغيّبوون عـن الـدُّنيا ونحن iiبها      فـاعجبْ  لـساكنِ قبرٍ غيرِ iiمقبورِ
وكـلُّنا يـتشَهّى الـموتَ في iiعجلٍ      فـألفُ  مـوتٍ نـعاني دونَ iiتبريرِ
قـصفُ  الـمدافِعِ ما ينفكُّ iiيُمطِرُنا      بـلا  انـقطاعٍ فـيمحو كُلَّ iiمعمورِ
ولـلـصواريخِ إرعـادٌ iiوزمْـجرةٌ      بـالرُّعبِ  تـقتُلنا مـن قبلِ تفجيرِ
ومَـنْ نـجا مـن صواريخٍ iiمُدَمِّرةٍ      تـلقاهُ مـا بـينَ مـبتورٍ ومَنحورِ
فـهمسةُ الحرِّ تكفي كي يُساقَ iiإلى      مـا الـموتُ يُنقذهُ من ألفِ iiشرّيرِ
وهـمّهُ  أنْ يـرى قـبراً يكونُ iiلهُ      ولا  لألـفِ جـريحٍ فـيهِ iiمحشورِ
وذنـبُ  مَـنْ وئِدوا يا ناسُ أنّهمو      لا يـسـجدونَ لأفّــاكٍ iiومـغرورِ
حتى  غدا الخوفُ بأساً في iiعزائمنا      بـهِ  الـمخيفُ أحـلناهُ iiلـمذعورِ
فـكلُّ  طِـفلٍ لِـما يلقى غدا iiرجلاً      يـأبى ادِّعـاءاتِ إصـلاحٍ iiوتعميرِ
وكـيف  يـرضى ادّعاءاتٍ iiمُضلِّلةً      ولـيسَ يـلقى سِوى قتلٍ iiوتدميرِ!
وألـفُ طِـفلٍ يـراهُمْ حولَهُ ذُبِحوا      والأهـلُ  ما بينَ مفجوعٍ iiومحسورِ
هـيهاتَ تـلقى فـتىً إلاّ iiوتَحسبهُ      جـيشاً من البأسِ ألغى كُلَّ iiمحذورِ
وكُـلُّ حُـرٍّ بـسوريّا غـدا iiقَـدَراً      عـلى  ظَـلومٍ أبـى حُكمَ iiالمقاديرِ
لاخـوفَ  يُـقعِدهُ عـن نيل iiغايتهِ      فـليسَ يرضى سِوى نصرٍ iiوتحريرِ
ومـا الـمماتُ لـديهِ غـيرَ iiأُمنيَةٍ      بـها يـنالُ جـوارِ الـولْدِ والحورِ
يرى  الضّحايا التي لِلخُلْدِ قدْ iiسَبَقتْ      دَربَ انتصارٍ على الطّاغوتِ ميسورِ
وحـسـبُهُ أنّــهُ لـلهِ مُـحتَسبٌ      فـي ردٍّ مـا كانَ مِنْ زورٍ iiوتزويرِ
سُـبحانَ  مَـنْ جعلَ الإيمانَ iiعُدَّتَنا      لـكي نُـعيدَ بـهِ صوتَ iiالعصافيرِ