الرئيسة \  مشاركات  \  فضل القرآن الكريم والفصحى على الشعوب الإسلامية وشعوب العالم

فضل القرآن الكريم والفصحى على الشعوب الإسلامية وشعوب العالم

15.11.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
قاتل الله باراك اوباما وفلاديمير بوتين ومن يؤيدهما فهم وراء استمرار ماساة الشعب السوري جراء تأييدهم ودعمهم لطاغية سوريا بشار اسد الذي طلب النجدة من ايران لمحاربة شعبه فأوعزت الى مرتزقة ما يُطلق عليه بـ / حزب الله / ومجرمين واشقياء شيعية حقودة اخرى من العراق والباكستان لدعم اسد في المجازر التي يرتكبها في سوريا ، فقد كان النصر للشعب السوري على قاب قوسين أو أدنى لولا تدخل الكيان الصهيوني واوباما وبوتين ومؤيديهم من الغرب وبعض المسلمين لصالح بشار اسد وغباء بعض زعماء ائتلاف المعارضة السورية  أيضا لجهلهم بالسياسة الدولية التي تحاك ضد انتفاضة الشعب السوري  ، كما قاتل الله المذكورين لوقوفهم وراء أزمة اوكرانيا التي صرفت أنظار العالم عن ما يجري في سوريا الى الداخل الاوكراني الذي يعيش في أجواء انقسام اوكرانيا الى شرقية وغربية واحتمال مناوشات عسكرية بين روسيا وحلف شمال الاطلسي / الناتو / ، كل هذه الاحتمالات هي فقط للعب على أعصاب الناس من أجل أن نسيان بلد يعاني من إبادة جماعية وهي سوريا .
قبحهم الله فقد صرفونا عن المشاركة بمؤتمرات علمية عن الاسلام والعربية يدعو اليها مستشرقون يبدون آراء قيمة حول ما يجري بالعالم الاسلامي وبالتالي بحوثهم حول القرآن الكريم واللغة العربية ومستقبل الاسلام كدين ودولة . وفي خضم ما يجري بالعالم الاسلامي وعدم مشاركة فعالة لبعض المستشرقين أجابني  أحدهم ممن يحظون باحترام كبير لدى السياسة واهل العلم والثقافة من الالمان بقول المتنبي :
أعز مكان بالدنيا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
فألقمني حجرا.
يشغل القرآن الكريم واللغة العربية الفصحى اهتمام المستشرقين والسياسيين في اوروبا منذ زمن بعيد. الا ان الاهتمام بكتاب الله ازداد  منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1989 وقد ازدادت ظاهرة الاهتمام به  بشكل ملحوظ منذ حوادث 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 ، فالقرآن الكريم موضع اهتمام السياسة في اوروبا فهو لا يشمل فقط التحذير من عواقب معصية الله تعالى وعاقبة تلك الشعوب التي عصت الانبياء وقتلت بعضهم واتخذت من دون الله أربابا وعبدة أصناما ويأمر بالصلاة والصيام والبر وغير ذلك بل يشمل جميع الحياة الانسانية من الارث والقضاء وعلاقة المسلمين مع غير المسلمين . هذا الدستور القرآني كان وراء تكليف  وزير الخارجية الالمانييوشكا فيشر في حكومة المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر لجنة علمية من معهد برلين براندينبورج ، أحد أقدم المعاهد العلمية بالعاصمة برلين ، يعود تاسيسه الى عام 1700 ، تتولى التحقيق عن الدستور القرآني ليس من أجل اعتناق الالمان الاسلام بل من أجل أخذ الغرب الحذر من الاسباب التي تدعو الى الجهاد وغيره وبالتالي الاستفادة من قواعد الارث والقضاء وغيرهما . وتقوم هذه اللجنة بدراسة فضل العربية الفصحى على توحيد المسلمين العرب وحرص كل مسلم غير عربي على إجادتها ، هذه اللجنة لم تنهي عملها حتى وقتنا هذا .
وتعتبر مدرسة الاستشراق في المانيا قديمة جدا ومن غير الجزم تاريخ بداية مدرسة الاستشراق في اوروبا الغربية فمنهم من يعتقد انها بدأت مع الحروب الصليبية ومن يقول انها كانت مع  فتح المسلمين العرب لشبه جزيرة ايبريا / اسبانيا البرتغال وجنوب فرنسا وايطاليا / . وتعتبر دار نشر بريل التي تتخذ من مدينة ليدن الهولندية اقدم دار نشر تهتم باللغة العربية والاسلام على الاطلاق يعود تاريخ تاسيسها الى اعوام 1683 نشرت الكثير من الكتب وخاصة دائرة المعارف الاسلامية ، وبالرغم من فضل هذه الدار بنشر امهات المخطوطات الا انها لا تقبل ان يعمل بها ويساعدها على اعمالها ‘لا كل شخصية تحمل اسما اسلاميا  معاد لدينه . ويعتبر معهد اللغة العربية والاسلام في جامعة مدينة لايبتسيغ  ثاني أقدم معهد لهذا العلم في المانيا بعد معهد مدينة هايديلبيرج اقدم جامعة بالمانيا ، وقد تم في لايبتسيغ نشر أمهات المخطوطات العربية وتحقيقها على يد علماء المان فذذة سبقوا بعلمهم ومعرفتهم الاسلام علماء دار نشر بريل . ولما دخلت فرقة عسكرية المانية دمشق خلال الحرب العالمية الاولى التي اندلعت  عام 1914 كان همهم الوحيد معرفة ما تحويه غرفة صغيرة عليها قبة بصحن المسجد الاموي على يسار الداخل الى المسجد من محلة باب البريد / تقع عند نهاية سوق الحميدية / كان قدامى دمشق يعتقدون وجود أفعى تحمي كنزا ففتحوها فوجدوا بها كنز من امهات المخطوطات وأحضروها معهم الى المانيا حيث تم جمعها بعد توحيد الالمانيتين بجامعة مدينة جوتا احدى مدن ولاية تورينجين / جنوب شرق / .
ويؤكد استاذ اللغة العربية ومادة الاسلام في جامعة مدينة بون شتيفان فيلد / 78 عاما /  ان الاسلام يأمر بالعلم والتوحيد فأول أمر سماوي لرسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم هو / إقرأ / ولذلك فانه عليه الصلاة والسلام كان اول من ساهم بنشر التعليم القراءة والكتابة في أول دولة  اسلامية تم تأسيسها أي المدينة المنورة بل ان فقراء اسارى قريش من معركة بدر من كان لا يملك مالا لفداء نفسه أمره بتعليم اهل المدينة القراءة والكتابة ولا يوجد مسلم في الدنيا من لا يقرأ القرآن الكريم ، فمعنى القرآن هو الكتاب المقروء دائما ، وهو دستور المسلمين وقد عجزت جميع الدول العربية التي اتخذت من الاشتراكية نظاما لها مثل سوريا واليمن / الجنوبي سابقا/ والعراق والجزائر القضاء على روح القرآن الكريم بل ان انتفاضة شعوب الدول العربية التي تُعرف بـ / الربيع العربي / استمدت قوتها من القرآن الكريم .
وأشار فيلد بمحاضرة القاها هذا اليوم الاثنين 14 تشرين ثان / نوفمبر  الحالي بأكاديمية برلين براندنبورج العلمية ان الاشتراكية والقومية كانت وراء تقسيم المسلمين العرب  فنجد سوريا والجزائر وغيرهما تابعة للاتحاد السوفييتي السابق بينما نجد الدول التي تؤكد على الحكم بالقرآن الكريم والسنة النبوية متعاطفة مع الغرب الذي جعل من الدين والحفاظ على المسيحية مأربا سياسيا له وخسرت الاشتراكية وبقيت تلك الدول المحافظة محافظة على كيانها فلا يوجد مثل المملكة العربية السعودية بدول العالم الاسلامي دولة مستقرة سياسيا واقتصاديا مثلها وجميع دول منطقة الخليج العربي انما هي تبع لها . وأعلن فيلد انه بالرغم من وضع السعودية والامارات وغيرهما الاخوان المسلمين بقائمة الارهاب بضغط من مصر والولايات المتحدة الامريكية فان السعودية ستبقى الدولة الوحيدة  التي ينظر المسلمون اليها  بلهفة لنصرتهم ولن تضر الاخوان المسلمين ووضعهم بقائمة الارهاب سيمحى في وقت ما فالقرآن الكريم ينهى عن الظلم والدول المحافظة على الاسلام وتؤكد على نصرة المسلمين لن تقع في الظلم فالقرآن الكريم دستور المسلمين الذين نشروا العدل بكل مكان وصلوا اليه . واعتبر فيلد ان الفكر الاسلامي بقي صامدا وانتصر على جميع الافكار السياسية وخاصة القومية وان المستقبل لهذا الفكر .
وأكد فيلد فضل اللغة العربية الفصحى على الحضارة الانسانية وهي تجمع العرب وغير العرب فهي لغة الخطابة والكتابة فقد استطاع المسلمون العرب ومن بعدهم العثمانيون نشر هذه اللغة في جميع البلاد التي وصلوا اليها فهي كانت لغة المعرفة باوروبا وفن الكتابة بتلك الدول الاسلامية غير العربية مثل تركيا وبلاد آسيا الوسطى وافريقيا وبأوروبا ولولا الفصحى لقضي على العرب مؤكدا ان كل الجهود التي بذلها المستشرقون ومعهم بعض نصارى العرب للنيل منها باءت بالفشل اذ ان العربية الفصحى هي أساس الثقافة لجميع العرب .
وقد صدق فيلد بفشل تلك الجهود لتي بذلت لتحريف اللغة العربية واستعمال اللهجات، فقد طلب مني احد المستشرقين ان اساعده بوضع كتاب عن قواعد اللهجة الحلبية فقلت له وقتها بانه لا يوجد للهجة قواعد ولما اراد المضي في غيه سحبت منه جامعة مدينة كولونيا شهادة / الدكتوراه / وطلب بعض نصارى مصر أن يُقرأ القرآن باللهجة المصرية لأنه لا يفهم الفصحى فباءت محاولته بالفشل وأراد نصارى لبنان ان تكون الكتابة باللهجة اللبنانية فباؤا بضربة موجعة .
وتعتبر القومية العربية وراء ما آلت اليه أحوال المسلمين في العالم فهي الاساس الاول للتفريق بين المسلمين فعالم اللاهوت والشاعر والفيلسوف الالماني  يوهان جوتفريد هيردر / 1744- 1803 / يعتبر أب القومية الاوروبية وأول من دعا الى القومية الالمانية وكان وراء حث العرب الذين كانوا تحت مظلة الخلافة الاسلامية العثمانية بالثورة على تلك الدولة لأنه يرى بأن الجنس العربي أفضل من الجنس التركي والجنسيات الاخرى وهم العرب مثل الالمان أفضل شعوب العالم هذه الافكار كانت وراء دعوة ادولف هتلر الى القومية الالمانية ووراء حث أنطون سعادة على تأسيس  الحزب القومي السوري . وتعتقد الكاتبة الالمانية عالمة اللاهوت سيجريد هونكه  / 1013- 1999 / صاحبة كتب شمس الله تسطع على الغرب ، بأن سبب نشر المسلمين الدين الاسلامي باوروبا وآسيا وافريقيا ليس لأنهم مسلمون بل لانهم عرب مثل الالمان يحبون الزعامة .