اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ضياعُ عقول وأخلاق .. أم ضياعُ امرأة ، في أحد الأسواق ؟
ضياعُ عقول وأخلاق .. أم ضياعُ امرأة ، في أحد الأسواق ؟
22.08.2019
عبدالله عيسى السلامة
فطيم : هل ذهبت تبيع غزلاً ، في السوق ، أم تشتري غزلاً ؟ هذا هو السؤال !
بعد سنين طويلة ، من سيرورة المثل الشعبي المعروف : (فلان يبحث عن فطيم، بسوق الغزل)!
اختلف رجلان، في مجلس، حول ضياع فطيم، في السوق: هل كانت تبيع غزلها، أم تشتري غزلاً ؟
أحدهما : حدّثه جدّه ، عن والد زوج فطيم ، بأنهما ذهبا ، لشراء غزل ، من السوق ، فضاعت فطيم ، وبدأ زوجها يبحث عنها ، في السوق ، ويسأل المارّة عنها، ذاكراً لهم بعض صفاتها!
والآخر: حدّثته جدّته ، عن والدة أمّ فطيم ، بأنها ذهبت تبيع غزلها ، في السوق ، ومعها زوجها، الذي ضاعت منه ، فطفق يبحث عنها ، ويسأل العابرين ، وأصحاب المحلاّت : كباراً وصغاراً، نساء ورجالاً !
فأيّهما أصدَق : جدّ الأوّل ، أم جدّة الثاني ؟
وإذا كان كلّ منهما يروي ، عن ثقة ، عالم بحقيقة الأمر؛ فأيّ الثقتين أصدق ، وأوعى للمسألة؟
تحوّلت القضيّة ، بين الرجلين المتجادلين ، في المجلس ، إلى قضيّة ، مَن الأصدق : جدّ الأوّل ، أم جدّة الثاني ؟
وإذا كان الراويان ، عارفين بحقيقة المسألة ، وصادقين في نقل الحكاية .. فأيّ الرجلين المتجادلين ، أوعى للمسألة ، وأصدق في نقلها؟
ودخل عنصر( الكرامة !) ، لدى كلّ منهما ؛ فكلّ منهما يدافع ، عن ناقل الحكاية : عن معرفته بالمسألة .. وعن صدقه ، في نقلها .. كما يدافع كلّ منهما ، عن فهمه للمسألة ، وصدقه في نقلها! ومَن كانت كرامته مصونة ، فكرامة الجهة التي ينقل عنها، على المحكّ: جدّ الأوّل، أو جدّة الثاني ! وكرامة الجدّ والجدّة ، من كرامة الحفيد!
بدأ الشجار بالألسن ، ثمّ تحوّل ، إلى عراك بالأيدي ، ثمّ إلى قتال بالسلاح ؛ فالأمر، لدى كلّ منهما ، يتعلّق بالكرامة ، وهذه تراق الدماء ، في سبيل المحافظة عليها!
وشاركت العشيرتان ، في القتال ؛ كلّ منهما ، تحمي ابنها ! ثمّ دخلت القبيلتان ، في المعركة، كلّ منهما تحمي العشيرة ، التي تنتمي إليها ، وكلّ منهما تدعمها جهة ، تزوّدها بالسلاح !
فرجال القبيلتين يُقتلون ، وتجّار السلاح يربَحون ! وما تزال هذه المعارك مستمرّة ، في صور مختلفة، وفي مناطق شتّى، حول هذه الحكاية، ومثيلاتها من الحكايات، الملبسة ثياب الكرامة!
فهل هذه المسألة : هي مسألة امرأة ضاعت ، في أحد الأسواق ، أم هي مسألة عقول وأخلاق؟