اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ عشاّق البطولات الوهمية ، وهوَس النضال الزائف
عشاّق البطولات الوهمية ، وهوَس النضال الزائف
27.09.2017
عبدالله عيسى السلامة
*) صناعة الأبطال المزيّـفين ، والزعامات الفذّة الزائفة.. أصبحت لعبة مكشوفة في عالمنا الإسلامي عامّة ، والعالم العربي خاصّة .. والذين يبادرون إليها، هم أعداؤنا، مع الأسف الشديد !
*) الشعوب ، بأكثريتها الساحقة ، تحبّ الأبطال ، وتطرب لذكرهم ، وتمجّد أفعالهم ، حتى لوكانوا أبطالاً أسطوريين ، ممّا نسجته خيالات الكتّاب ومؤلّفي القصص والروايات القديمة ! ولايغيب عن البال ، أن قصصاً كثيرة ، مثل : قصص عنترة بن شداد ، وأبي زيد الهلالي ، والزير سالم ، والظاهر بيبرس .. ظلت إلى عهد قريب ، وسائلَ السمر الأساسية ، للأكثرية الساحقة من شعوبنا العربية ! تُقرأ في المقاهي والبيوت ، وأماكن السمر الأخرى ، فتهتزّ لها القلوب ، وتلتهب الأكفّ بالتصفيق ، لدى ذكر أيّة بطولة خارقة ، تمرّ في الرواية المقروءة ! كما يبيت المستمعون في غمّ وحزن ، إذا مرّ فصل فيه أذى للبطل، أو ضيق ؛ من سجن ، أو أصابة في معركة ، أو نحو ذلك!
*) صنّاع الأبطال الجدد ، يعرفون من أين تؤكل الكتف ، ويدركون ، جيداً ، ماالذي يحرك المشاعر الإسلامية ، ويستثير الحمية العربية ! إنها قضية فلسطين ، بالدرجة الأولى ، وكل ماله بها صلة ، من قرار، أو شعار، أو سلوك !
*) الشعارات ، هي أهون مايمكن تقديمة ، لعشاق البطولات ! فالقرار قد يسبّب حرجاً ، أو إرباكاً .. والسلوك قد يسبّب بعض الأذى ، لأصحابه ، أو للآخرين ! لذا ؛ يأتي الشعار، لحلّ المسألة ، جذرياً !
فالشعار سهل ، ولا يكلّف شيئاً !
الشعار سهل التسويق والتعميم ، عبر وسائل الإعلام المختلفة !
الشعار يسهل حفظه ، وترديده ، وتكراره .. حتى تحفظه الجماهير كلها !
الشعار يَسهل التفنّن في صياغته ، وفي أدائه !
الشعار حين يسوّق جيداً ، ويهيمن على عقول الجماهير، ينسيها الحقائق كلها، وأولها: أن صاحب الشعار، ربّما كان دجّالاً مخادعاً! ومنها: أن الشعار، وحده ، كافٍ في مرحلة ما ، لطمأنة المغفّلين ، أنه يمكن أن يتحوّل إلى فعل، في الزمان والمكان المناسبَين! ولا سيّما إذا كان صاحبه من النوع (الشاطر!) الذي لايسمح لأحد ، أن يجرّه إلى معركة ليس مستعداً لها ! وأنه ، هو ، وحده ، من يحدّد زمان المعركة ومكانها .. حتى لو حلّقت طائرات عدوّه ، فوق قصره ، أوضربَت منشآت حيوية ، في عمق بلاده !
*) الغريب ، الذي يصعب تفسيره ، هو أن الكثيرين ، من عشّاق الشعارات ، اليوم ، الذين يحرصون على أن تلتهب أكفّهم بالتصفيق ، وحناجرهم بالهتاف ، للشعار وحامله .. هم من المثقّفين ، حملة الشهادات المختلفة ، العليا والدنيا ! وبعضهم من المتمرّسين في النضال السياسي ، وقيادة الأحزاب والجماهير ! وهم يضعون أنفسهم في مواقع متقدّمة ، من حيث الفهم والعلم، والخبرة السياسية ، والحكمة.. حتى كأنهم يحتكرون هذه الأشياء ، كلها ، ويجرّدون الآخرين منها !
*) فسبحان القائل : فإنّها لا تَعمى الأبصار ولكنْ تَعمى القلوب التي في الصدور!