اخر تحديث
السبت-20/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ عمر واليتامى
عمر واليتامى
03.07.2016
يحيى حاج يحيى
yahyahaj@hotmail.com
حوارية شعرية مستوحاة من حياة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
المشهد الأول :
( عمر متململا قرب المحراب ، ودموعه تنهمر من عينيه )
لمن أشكو ، وقد وُليّت ُأمرا
أشق عليّ مِن ْوقع ِالحسام ِ
فيا ويلي ،وويل أبي وأمي
إذا نام اليتيمُ بلا طعام ِ
وضمّ الليل ُأناّتِ الثكالى
وطاب النومُ لي بين النيام ِ!؟
( صاحبه بجانبه وقد لفّه الظلام ) :
أبا حفص ٍ، تمهّلْ ... فاليتامى
بخير ، أنت أكرمت َاليتامى
( عمر ملتفتا إليه ):
وما يدريكَ أن ّهناك طفلا
يصيح ، ولم يجد يوما طعاما ؟!
صاحبه :
إذاً ً ، أرسلْ رسولكَ في نهار
ومثلكَ مَنْ يفتشُ في الظلام
و إنك إنْ تجدْ أني أمينٌ
أكن ْعونا لبِر أو وئام
عمر:
تُعاهدني على هذا ، وتعطي
لربكَ موثقا ، ولنا عهودا
صاحبه :
أعاهدُ – يا أبا حفص ٍ– و أمضي
غدا ، وأكون جنديا ودودا
عمر :
لِنقض ِالليلَ في وجلٍ قياما
صاحبه : ونجعله ركوعا أو سجودا
عمر :
ويوم غد توُافيني ضَحاءً
صاحبه : وأُحضر أهل َبؤس ٍ، أو شريدا
المشهد الثاني :
ويمضي الليل .... عمر بين أصحابه ينتظر قدوم صاحبه ...!!
عمر :
أَحَبُكم ُإلى قلبي النصوحُ
أحدهم : ولو يأتيك في غضب يصيح ؟!
عمر :
ولو .... لسنا أباطرة لنرضى
و نغضب ، ثم يرضينا المديح
فإنا نأتسي بالهَدْي نهجا
و أُسوتنا الرسول ُ، فلا جُنوحُ
( وقع أقدام ، عمر ينظر باتجاهها )
عمر : لقد وفًى
أحد الجالسين : وشيمته الوفاءُ
عمر : كذاك يكون يا صحبي الإخاءُ
صاحبه :
سلام ُالله ، يا عمرَ اليتامى
ويا صحبَ الخليفة أجمعينا
( يردون السلام ... ويلفت نظرهم أن معه أطفالا ثلاثة ؟!)
عمر :
أراك جلبتَ أطفالا صغارا ؟!
صاحبه : وأنت لهم ، لقد فقدوا المُعينا
عمر : أبوهم ؟؟
صاحبه : قد قضى من بعد أم ٍ
عمر ( يهز رأسه بأسى ) : لنا تركوا ديونا أو بنينا
(ثم يلتفت إلى الأطفال )
أبتم َبعد فقدهما جياعا ؟؟
الأطفال : ثلاثا لم نذق فيها طعاما
عمر :
لقد كنا – فُديتم - غافلينا
فمعذرة ً– بُنيّ- بما نَسينا
عمر ( يلتفت إلى أصحابه ):
ألم أُخبِرْكم ُ– صحبي – بعجزي
وضعفي ، واحتياج المسلمينا
فأيّكم ُيكون لها شهودا
أمامَ الله رب ِالعالمينا
بأنّا لم نقصّرْ في حقوق ٍ
وما كنا لهذا عامدينا
أصحابه :
ألا أبشِرْ – أبا حفص فإنا
شهودُ الحقّ غيرُ مقصرينا
عمر ( يلتفت إلى الأطفال) :
وأنتم – يا بُنيّ – إذا سُئلتم
فما أنتم لربي قائلونا ؟؟
أمَا – والله ِ– ما قصرّتُ فيكم
ولا أدري قدومكم ُالمدينه
فعفوَكمُ ، ومعذرة ًثلاثا
الأطفال: ألا اكفُفْ – لا عُدمتَ – فقد رضينا
عمر ( يلتفت إلى صاحبه الذي أحضر الأطفال ):
جزاك الله من خير الجزاءِ
صاحبه : وأبقاك َالإلهُ لنا إماما
عمر ( يشير إلى الأطفال ):
فزِدْني – يا أخي – من هؤلاء
صاحبه : وإنك لم تزَلْ أملَ اليتامى
عمر:
فخُذْ ثقتي بعاقبة الوفاءِ
صاحبه: أنا لولاك َ– يا صاح – أنا ، ما ؟
عمر ( يلتفت إلى أصحابه ) : أعاهد خالقي
أصحابه : إنا شهودٌ
عمر : بأن أمضي بكم سُبلَ الرشادِ
فكونوا العونَ لي في كل آن ٍ
لنقضي بيننا حقَّ العباد
أصحابه:
نعاهد يا أميرَ المؤمنينا
عمر: بأن تبقوا بنصحي قائمينا ؟
أصحابه:
بأن نبقى ، و لا ننسى العهودا
ونطعم جائعا وفتى شريدا
الأطفال ( ينظرون إلى عمر ، وقد أحسوا بالحنان ):
أبانا ! نحن لم نفقِدْ أبانا
عمر : ولن يرعاكمُ أحدٌ سوانا
فهيّا – يا بُنيّ – نُصِبْ طعاما
فأنتم خيرُ ضيف ٍقد أتانا
________________
*عضو رابطة أدباء الشام