الرئيسة \  كتب  \  عناوين من المكتبة العربية والعالمية في أسبوع 31/1/2019

عناوين من المكتبة العربية والعالمية في أسبوع 31/1/2019

02.02.2019
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
من المكتبة العالمية :
  • مارك ليلّا :تفتت اليسار الأميركي
  • توم إنغلهارت :الولايات المتحدة: تاريخ من الحروب
  • هَدْم" لـ توم كريستينسن: أزمة المثقّف بين الحربَين العالميّتَين
  • "رأسمالية بلا رأسمال": مستقبل العالم غير الملموس
  • “هكذا نموت”.. كتاب ألماني يسبر أسرار الموت الغامضة
  • "الإسلام دين الإنسانية".. كتاب لمستشرقة ألمانية بجناح الأزهر في معرض الكتاب
  • . كتاب خواء الذات.. هل الإسلام هو الحل لـ أوروبا؟
  • "رسائل الشدة" كتاب جديد بمشاركة البابا فرنسيس
 
من المكتبة العربية :
  • "شيخ الكار": كيف نهضت المدينة العربية أيام العثمانيين
  • إبراهيم شبّوح.. كي لا يظلّ ابن خلدون رهين مقدّمته
  • «الانهيار العربي» لغازي العريضي
  • الأكراد... حقائق التاريخ والجغرافيا..كتاب في جزأين يتتبع أصولهم ونشأتهم وثوراتهم عبر التاريخ
  • كتاب "عين الحلوة".. ربع قرن من التحولات السياسية
 
مارك ليلّا :تفتت اليسار الأميركي
بعد كتاب "الإله الذي ولد ميتا" عن الدين والسياسة والغرب المعاصر، صدر للأميركي لمارك ليلّا أستاذ علم الاجتماع بجامعة كولمبيا كتاب عنوانه "اليسار الهووي"، يفسر فيه هزيمة هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب بتشظي اليسار إلى عدة تيارات من لاتينيين وأفارقة وخضر ومثليين منعت الحزب الديمقراطي من إيجاد رؤية شاملة عن البلاد بأسرها كان يمكن أن تجمع مواطنين من أصول مختلفة، للفوز بالانتخابات، وتلبية مطالب تلك الجماعات الهووية.
 وفي رأيه أن اليسار الأميركي ترك الإقناع الديمقراطي لينخرط في الإدانة العلنية المتعالية، والجدل العقيم حول الجندرة والحرية الجنسية والمسائل العرقية، فوقع في فخ نصبه لنفسه ولم يستفد منه غير اليمين، الذي يحسن استغلال الخلافات.
 يقول الكاتب: "بعد صراع الطبقات، وغواية التمرد المسلح، والحلم الرومانسي بالعالم ثالثية، وأمام تحديات العولمة، حان الوقت كي يعيد اليسار اكتشاف فضائل التضامن الجمهوري".
نظرة شاملة لتاريخ الإنسانية عبر الآثار
مقاربة أنثروبولوجية وتاريخية للأركيولوجيا
من خلال مقاربة أنثروبولوجية وتاريخية للأركيولوجيا، يقدم كتاب "تاريخ للحضارات" حصيلة للمعرفة الراهنة عن الأصول والتطور المادي للمجتمعات، منذ أقدم العصور إلى الآن، بغرض وضع كل حضارة في إطارها عبر خصوصياتها الاجتماعية والثقافية.
في هذا الكتاب الذي أشرف عليه جان بول ديمول أستاذ التاريخ الأوائلي في السوربون، ودومنيك غارسيا أستاذ علم الآثار في جامعة إيكس مرسيليا، وألان شناب أستاذ الأركيولوجيا اليونانية في السوربون، الذي يعد من أهم العارفين بتاريخ الآثار في العالم، تركيز على الثورة الهادئة التي غيرت معرفتنا بتاريخ البشرية منذ الثمانينات، بفضل المستحدثات التكنولوجية وتطور منهجية علم الآثار، حيث تم اكتشاف جوانب هامة من ذلك التاريخ كانت مجهولة.
ولكن رغم تعدد المنشورات العلمية في هذا المجال، ظلت تفتقر إلى نظرة شمولية تقربها من غير المتخصصين، وهو ما حرص الكتاب على الاشتغال عليه، فقد تضافرت جهود مجموعة من العلماء لصياغة رؤية شاملة تعرّف بالمغامرة الإنسانية منذ بدء الخليقة، وتغطي مجمل العصور في شتى القارات، لا تستثني حتى المجتمعات التي لم تعرف الكتابة.
جنون الفلسفة
في كتابه "الفلسفة جُنّت" يتوقف جان فرنسوا برونشتاين أستاذ الفلسفة المعاصرة بالسوربون عند ثلاث مسائل مثيرة للجدل هي الجندر، وحقوق الحيوان، والموت الرحيم، تحظى باهتمام ثلاث مواد في رحاب الجامعة هي دراسات الجندر، ودراسات الحيوان، والبيو إيثيقا. بيد أننا عندما نقرأ نصوص مؤسسي تلك المواد أمثال جون موني، وجوذيث بتلر، وبيتر سنغر، ودونّا هاراوي وآخرين، نكتشف أن خلف النوايا الطيبة عواقب عبثية بل وضيعة.
 يقول الكاتب: إن لم يكن الجندر مرتبطا بالجنس، فلم لا نغيره كل صباح؟ وإن كان الجسد في خدمة وعينا، فلم لا نغيره على الدوام؟ وإن لم يكن ثمة فرق بين الحيوانات والبشر، فلم لا نجري تجاربنا العلمية على البشر بدل الحيوان؟ ولم لا نقيم علاقات جنسية مع حيواناتنا الأليفة؟ وإن كانت ثمة حيوات جديرة بأن تعاش وأخرى لا، فلم لا نتخلص من "المعوقين" بمن فيهم الأطفال "المرضى"؟ ولم لا نؤمم أعضاء الذين هم في عداد الموتى ونعطيها لبشر واعدين؟
==========================
توم إنغلهارت :الولايات المتحدة: تاريخ من الحروب
تاريخ النشر: 15/09/2018
 
تأليف: توم إنغلهارت
عرض وترجمة: نضال إبراهيم
شهدت الولايات المتحدة عبر تاريخها الكثير من الحروب الدموية، إلا أن أشدها كان بعد 11 سبتمبر، حيث فتحت أبواب الجحيم على العالم، بغزو العراق وأفغانستان، ولعبت دوراً كبيراً في الفوضى الحاصلة في الشرق الأوسط، كما يرى مؤلف هذا العمل، الذي يتطرق إلى عرض هذا التاريخ، والدور الأمريكي القادم في العالم.
يرى الكاتب توم إنغلهارت أن الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من أنها تملك جيشاً جراراً أكثر قوة، وأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية، وأفضل تمويلاً من أي قوة أخرى على هذا الكوكب، إلا أنها في العقد ونصف العقد الماضي من الحرب المستمرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط الكبير وأجزاء من إفريقيا لم تفز بشيء. في رأيه، لم تسهم حروبها التي لا نهاية لها إلا في خلق عالم أكثر فوضوية.
يأتي هذا الكتاب في 180 صفحة من القطع المتوسط في ثمانية فصول هي: أين مضى القرن الأمريكي؟، إمبراطورية الفوضى، انتخابات من الجحيم، صناعة أمة منبوذة، بلاد في مستنقع، شهر عسل الجنرالات، تفجير الركام، أمة غير قائمة على الحرب، العبث من خلال الدخان في 2025.
انتشار الفوضى
في هذا الكتاب الذي استعان فيه الكاتب بمحررين ومعلقين من الموقع الذي أنشأه ويديره «توم ديسباتش» منذ 2016، تركز كافة فصوله على دولة تصبح مع الأيام غير مستقرة ومتغيرة بفعل الحروب المنتشرة، حيث على الأقل نصف مواطنيها، في أفضل الأحوال، ينتبهون لذلك. وعلى وجه التحديد، كان انتخاب دونالد ترامب علامة على كيف أن الإحساس الأمريكي بالانحدار تعزز في الداخل الأمريكي في عهد صعود الدولة الأمنية القومية. ولا عجب أن هذا الإحساس جلب ترامب معه إلى سدة الرئاسة، وذلك ضمن تكاليف الحروب الأمريكية التي توجب على الشعب دفعها.
يقول الكاتب: «في الواقع، تكاليف الحروب الأمريكية، التي لا تزال تنتشر في عهد ترامب، لا يمكن أن تعد وتحصى. فقط انظروا إلى صور المدن التالية: الرمادي أو الموصل في العراق، الرقة أو حلب في سوريا، سرت في ليبيا، أو ماراوي في الفلبين، كلها في دمار عقب ردود فعل واشنطن التي انطلقت بعد 11 سبتمبر، 2001.
ويتساءل الكاتب: «وكيف تستطيع حتى أن تضع دولارات على التكاليف البشرية الأكبر لهذه الحروب: مئات الآلاف من الموتى؟ عشرات الملايين من الأشخاص نزحوا في حدود بلادهم وخارجها، حيث أصبحوا لاجئين يعبرون الحدود على مرأى الأبصار؟ كيف يمكن أن تحلل الطريقة التي اقتلعت بها حشود الناس من موطنها في الشرق الأوسط الكبير وإفريقيا، ولا يجدون السكينة والاستقرار في أجزء أخرى من الكوكب؟ ساعد وجودهم (أو بشكل أكثر دقة الخوف المتزايد منهم)، على سبيل المثال، على شحن المجموعات المتنامية من الحركات الشعبوية اليمينية التي تهدد بتمزيق أوروبا. ومن يستطيع أن ينسى دور هؤلاء اللاجئين في صعود دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة؟ ما الذي يمكن أن يكون في النهاية كلفة ذلك؟»
القرن الأمريكي
يبدأ الكاتب الفصل الأول من العمل بالحديث عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما قاله عن الدور الأمريكي في العالم قائلاً: «أقر فلاديمير بوتين: الولايات المتحدة تبقى القوة العظمى الوحيدة في الكوكب، كما كانت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991. وقال الرئيس الروسي في يونيو 2016: أمريكا قوة عظمى. اليوم، ربما هي القوة العظمى الوحيدة. نقبل بذلك».
ويضيف الكاتب تعليقه قائلاً: «الولايات المتحدة هي القوة العظمى الافتراضية في عالم متمرّد أكثر من أي وقت مضى. قبل خمس وسبعين عاماً، على حافة حريق عالمي بين الإمبراطوريات والقوى العظمى المتخاصمة، كان الصحفي الأمريكي هنري لوس أول من اقترح أن القرن التالي يمكن أن يكون لنا. ففي فبراير 1941، كتب مقالاً شهيراً بعنوان: «القرن الأمريكي» في مجلته «لايف» أعلن فيه أنه إذا ما كان الأمريكيون يرغبون في التفكير بشكل دولي، ويتوجهون إلى العالم، ويقبلوا أنهم كانوا في حرب سابقاً، حينها السنوات المائة القادمة ستكون لهم. فقط بعد تسعة أشهر فقط، هاجم اليابانيون الأسطول الأمريكي في القاعد البحرية بيرل هاربور، وأدخلت البلاد في حرب عالمية ثانية. في ذلك الوقت، على العموم، كان الأمريكيون في حالة من التشوش والتمزق حول كيفية التعامل مع الصراعات الإقليمية المنتشرة في أوروبا وآسيا، إضافة إلى صعود الفاشية والنازية.
تلك اللحظة كانت مرعبة، ومع ذلك كانت فقط نسخة مضاعفة مما قد ذهب من قبل. بالنسبة لنصف الألفية السابقة، كان من النادر أن تكون هناك لحظة لا توجد فيها قوتان أوروبيتان (أو ثلاث) في حالة نزاع، وغالباً ما يكون مسلحاً وعنيفاً، وذلك لأجل الهيمنة والتحكم بالأجزاء المهمة من الكوكب. على مدى العديد من القرون، صعدت وسقطت القوى العظمى، وظهرت دول جديدة منها ألمانيا واليابان على الساحة العالمية، وخاضت حروباً لأجل فرض هيمنتها. في تلك العملية، انطلق سباق التسلح العالمي الحديث ليخلق أسلحة متقدمة لم يسبق لها مثيل بالاستناد على الاختراقات الحديثة في علوم الحروب. بحلول أغسطس 1945، قاد هذا الأمر إلى إطلاق شكل مرعب من الطاقة الأولية في الاستخدام الأول للأسلحة النووية في زمن الحرب.
في السنوات التالية، نمت قوة كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وامتلكت القوتان قدرات تدميرية يمكن أن تبيد ليس فقط العدو على ساحة المعركة، أو أسطولاً حربياً في البحر، بل يمكن أن تبيد كل شيء. في سنوات الحرب الباردة التي قاربت نصف قرن، أصبحت الخصومة بين القوتين مروعة في طبيعتها، إلا أن ترسانتهما النووية بلغت نسباً متوحشة. ونتيجة لذلك، باستثناء أزمة الصواريخ الكوبية، تواجهت القوتان بشكل غير مباشر في حروب «محدودة» بالوكالة، خاصة في كوريا والهند الصينية، وكانت ذات ضراوة تكنولوجية لا تضاهى.
ثم في عام 1991، تفكك الاتحاد السوفييتي، ولأول مرة في تاريخ الذاكرة البشرية، كانت هناك قوة واحدة في العالم. كان هذا الأمر واقعياً، ربما حتى هنري لوس وجده بعيد المنال. في السابق فكرة أن تتحكم قوة واحدة بالعالم كانت محض خيال تتركز في القصص الأسطورية والخرافية عندما يسود الشر.
فتح أبواب «الجحيم»
يشير الكاتب إلى أن «صراعات أمريكا التي لم تنته في القرن الواحد والعشرين أثارتها قرار جورج دبليو. بوش وكبار موظفيه الذين عرّفوا على الفور الهجوم على البنتاغون ومركز التجارة العالمي من قبل مجموعة صغيرة من الارهابين بأنها «حرب»، ثم أعلن عن «حرب عالمية على الإرهاب»، ثم القيام بعد ذلك بغزو واحتلال أفغانستان أولاً ثم العراق، مع أحلام باحتلال الشرق الأوسط الكبير، وفي النهاية، الكون، كما لم تفعل أي قوة إمبريالية من قبل على مر التاريخ».
ويضيف: «بناء على الأوهام الجيوسياسية المجهدة وإحساسهم بأن الجيش الأمريكي كان قوة قادرة على إنجاز أي شيء يريدونه، أطلقوا عملية كلفت عالمنا الكثير بطرق وأشكال مختلفة لا يمكن إحصاؤها. ومن على سبيل المثال، يمكن أن يضمن مستقبل الأطفال الذين حياتهم، بعد تلك القرارات، ستكون قصيرة ومنكمشة بطرق مخيفة لا يمكن تخيلها حتى؟ من يمكن أن يجد معنى لتجريد ملايين الناس، وخاصة الشبان منهم، في هذا الكوكب من منازلهم، وابتعادهم عن عائلاتهم، وعدم حصولهم على التعليم؟».
ويستمر بقوله: «على الرغم من أن القليلين يتذكرون ذلك، إلا أنني لم أنس على الإطلاق التحذير الذي أطلقه عمرو موسى في 2002، امين عام الجامعة العربية حينها، تعليقاً على غزو العراق، حيث توقع أن سبتمبر «تفتح أبواب الجحيم». وبعد سنتين من ذلك، في أعقاب الغزو الفعلي والاحتلال الأمريكي للعراق غيّر تعليقه قليلاً قائلاً: «أبواب الجحيم مفتوحة في العراق».
إعلان التراجع
يتوقف الكاتب عند رئاسة دونالد ترامب الذي في رأيه تجاوز الخط المسموح للسياسيين الأمريكيين من كل الأحزاب، عندما أعلن شعاره الذي يفيد بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى. ويعلق على ذلك: «إنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي لم يكن بحاجة إلى التزام ليصر على أن الولايات المتحدة، القوة «الوحيدة» العظمى، «استثنائية»، ولا يمكن أن تضاهى، أو حتى عظيمة. كلامه يفيد العكس: إذ إن أمريكا يمكن أن تكون كل شيء سوى أن تكون استثنائية، أو عظيمة أو لا تضاهى، وأنه الوحيد الذي «يمكن أن يجعلها عظيمة» مرة أخرى. في هذا الكلام نجد اعترافاً منه بأن أمريكا لم تعد عظيمة».
ويضيف: «حقاً، دونالد ترامب هو الوحيد الذي أعلن بوضوح ومن دون اعتذار عن التراجع الأمريكي. فالإعلان بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، إنه حقاً اعتراف في شكل من التباهي».
يشير الكاتب في الخاتمة إلى أن كوكب الأرض شهد العديد من القوى الإمبريالية، وكل قوة من هذه القوى ارتكبت العديد من الأعمال المروعة من الإمبراطورية المنغولية التي اجتاح محاربوها بغداد في 1258، ودمروا المكتبات العامة، إلى درجة تحولت مياه دجلة إلى لون الحبر الأسود، والشوارع أصبحت ملونة بالأحمر بسبب الدماء المراقة، وكذلك الأمر من الإمبراطورية الإسبانية التي لم يسلم منها أحد، والنازيين. ويعلق: «بعبارة أخرى، كان هناك تنافس بين القوى الإمبريالية على ممارسة الأسوأ. ومع ذلك لا يمكننا أن نتخيل أن الولايات المتحدة احتلت الرقم الأول في هذه الأفعال والممارسات على مدى التاريخ».
ويذكر أن أفعال السياسة الأمريكية أوضحت أن عبارة «خوض حروب لا نهاية لها في الشرق الأوسط الكبير وإفريقيا وربما آسيا» باتت كشعار لها، وأن إحراق العالم سيستمر، طالما أن الذهنية نفسها. ويقدم تشبيهاً في ذلك مع روما زمن حكم نيرون، الذي يجد دونالد ترامب نسخة حديثة منه، والأفعال التي عاشتها روما تعيشها واشنطن بشكل غير مباشر.
ويجد أنه من الصعب تقبل حقيقة أن الدولة الأمريكية التي حققت الإنجازات الكبرى، تقوم اليوم بتدمير البيئة التي احتضنت الإنسانية لملايين السنوات، ويشبهها بإمبراطورية الجنون.
 
نبذة عن الكاتب
** أنشأ توم إنغلهارت موقع (TomDispatch.com)، وهو مشروع ل «ذا نيشن إنستيتيوت»، حيث هو زميل فيه. عمل كمحرر في خدمة أخبار المحيط الهادئ في أوائل السبعينات، وخلال العقود الأربعة الأخيرة كمحرر في نشر الكتب. لمدة خمسة عشر عاماً، شغل منصب كبير المحررين في مكتبة «بانثيون بوكس»، حيث قام بتحرير ونشر أعمال حائزة جوائز، وهو الآن خبير استشاري في «متروبوليتان بوكس»، إضافة إلى كونه مؤسساً ومُشاركاً في مشروع الإمبراطورية الأمريكية، حيث قام بنشر الأعمال الأكثر مبيعاً من قبل تشالمرز جونسون، وأندرو باسيفيتش، ونعوم تشومسكي، ونيك تورس وغيرهم. كان أيضاً زميل تدريس في كلية الدراسات العليا للصحافة في جامعة كاليفورنيا- بيركلي. له العديد من المؤلفات منها كتاب «ولايات الخوف المتحدة» و «حكومة الظل» و «طريقة الحرب الأمريكية».
==========================
هَدْم" لـ توم كريستينسن: أزمة المثقّف بين الحربَين العالميّتَين
بيروت - العربي الجديد
23 يناير 2019
الأكثر مشاهدة
لايوجد مقالات حالياً
في السنوات الأخيرة، بدأت تنشط نسبياً حركة الترجمة عن الدنماركية، إحدى اللغات التي لم يُنقل سوى القليل من أدبها وفكرها إلى العربية، بل إن معظم ما نُقل منها يجري عبر لغة وسيطة، الإنكليزية غالباً، كما في ترجمة أعمال الفيلسوف سورين كيركغارد (18131855).
عن اللغة الدنماركية، صدرت حديثاً عن "منشورات المتوسّط" في مدينة ميلانو الإيطالية رواية "هَدْم" للشاعر والناقد والروائي توم كريستينسن (18931974)، بترجمة أنجزتها الروائية العراقية دُنى غالي المقيمة في كوبنهاغن منذ 1992.
تتناول الرواية، التي صدرت في لغتها الأم عام 1930، حياة شاعر صحافي معروف يُدعى أول جاسترو الذي يندفع بسبب مشاكله إلى الإدمان على الشراب وتدمير حياته، في قصة تحاول تصوير الأزمات الفكرية والسياسية والشخصية التي عاشها الكثير من الكتّاب والفنانين في أوروبا بين الحربين العالميتين.
يتناول كريستينسن بتحليل عميق الشك الذي يُصيب الإنسان في بحثه عن الحقيقة، متسائلاً عن معنى وجوده وأهمِّيته، وما معنى الدِّين ودوره؟ وهل تختلف الكاثوليكية في نظرتها إلى الإنسان؟ ومن الذي يقرّبُ الإنسان من المسيح، هل هو سُكْره وانسحابهُ؟ أم إيمانهُ الدِّيني؟
هذه الأسئلة دفعَت الكاتب الحاصل على "نوبل للآداب" (1930) كنوت هامسن لكتابةِ رسالةٍ في السادس من كانون الأول/ ديسمبر 1930 إلى كريستينسن، بعد أن فرغ من قراءة الرواية، وجاء فيها: "لقد عشتُ ليومٍ وليلةٍ مع ياستراو والآخرين، لكن رفقتي لهم انتهت الآن، وها أنا أجلس مريضاً بشوقي للمزيد منهم. أشعرُ بفراغٍ كبيرٍ حقاً بانتهائها. لا أدري إن كنت قد أُخِذْتُ يوماً بكتابٍ ما في حياتي، وزوجتي شهدت كيف كنتُ أقرأ - أقرأ وأستشهد - وهي قد شرعت بقراءتها الآن. عملٌ عبقري عظيم. أرجو منك أن تتقبَّل مني خالص التهنئة. لديَّ كتبي، ولا ينقص العالم كتبٌ، ولكن عليَّ الآن أن أتواضع، فلا كتاب مثل كتابك"، بحسب ما ورد على الغلاف.
يتجاوز الهدم الذي قام به بطل الرواية طابع التمرُّد الشخصي إلى تجسيد اضطرابات مرحلةٍ زمنية كاملة من تاريخ الدنمارك، جرى فيها الكثيرُ من المتغيرات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وعُدَّت الرواية وثيقةً لما أُطلق عليه جيل ما بين الحربَين الضائع، وظهرت انعكاساته واضحة عبر فصول الرواية، متمثِّلة في استعراضٍ دقيق ممتع لإيقاع المدينة، ونبضها، في مرحلة أواخر العشرينيات.
 يعترف كريستينسن أنه رسم صورته الشخصية بقوله: "كتبتُ عن صورتي الشخصية من دون اعتبارات، بمقاسي الطبيعي قدر الإمكان.. كانت هناك لحظات في أثناء كتابتي للرواية، تناولتُ فيها شخصي كحيوان من الرخويات، لأني جمعتُ في البطل نقاط ضعفي الشخصي كلها.. أمّا الريش الفولاذي.. أو اللولب الذي أدّى إلى توقّفي عن تعاطي الكحول، وحوّلني إلى رجلٍ ممتنع عن المُسكِرات، فقد أبعدتُهُ عن الشخصية تماماً، فأنا لم أشأ أن أكتب رواية عن "كيف تمتنع عن الكحول"، لا يمكن الاقتناع بهؤلاء إلا في الواقع، وليس في الكُتُب".
كان كريستينسن من بين أكثر كُتَّاب جيله مقاومةً وعناداً وتأثُّراً بالأفكار التي استجدَّت، والحركات الفنيّة والأدبية الجديدة، عدا عن طبيعته المتمرِّدة الصدامية التي تجلَّت في شبابه الأول سعياً لاكتشاف نفسه. في عام 1967 قدَّم استقالته من وظيفته في "جريدة البوليتيكن" وانتقل إلى شمال جزيرة شيلاند لينصرف لكتابةِ "هَدْم" التي استغرقت منه ثلاثة أعوامٍ بعد توقّفه تماماً عن الشراب.
يُذكر أن دُنى غالي كاتبة ومترجمة عراقية. صدرت لها روايات: "النقطة الأبعد"، و"عندما تستيقظ الرائحة" و"منازل الوحشة"، و"بطنها المأوى"، و"لا تقصصي القصص يوم"، إضافة إلى أعمال جمعت فيها نصوصاً، مثل: "حرب نامة"، و"اكتشافات متأخّرة انتصارات صغيرة"، و"السأم يتلوّن".
==========================
"رأسمالية بلا رأسمال": مستقبل العالم غير الملموس
عثمان كباشي
29 يناير 2019
يُعدّ كتاب "رأسمالية بلا رأسمال"، الصادر حديثاً عن "منشورات جامعة برينستون"، بمثابة تقريرٍ شامل عن تزايُد هيمنة الاقتصاد غير الملموس؛ حيث يذهب مؤلّفاه، الأكاديميّان البريطانيان جوناثان هاسكل وستيان وستليك، إلى أن ثمّة ثورة اقتصادية هادئة حدثت في أوائل القرن الحادي والعشرين، تمثّلت في توجُّه الاقتصادات الكبرى في الدول المتقدّمة نحو الاقتصاد غير الملموس، وذلك عبر الاستثمار، وبشكل أكبر، في قطاعاتٍ مثل التصميم، والبرمجيات، والعلامات التجارية، وبنحوٍ أقلّ الأصول الملموسة مثل الآلات والمباني وأجهزة الكمبيوتر.
وبحسب المؤلّفَين، فقد وجدت الأنشطة التجارية المختلفة، مثل شركات التكنولوجيا والأدوية والرياضة، في القطاعات غير الملموسة فرصةً مناسبة لتحقيق النجاحات على مدىً طويل.
لا يسرد الكتابُ القصّة التقليدية والمألوفة لما يُسمى بالاقتصاد الجديد فحسب، بل يتطرّق، أيضاً، إلى الدور الهام والمحوري الذي لعبته الأصول غير الملموسة في التحوُّلات الاقتصادية الكبرى التي شهدها العالم خلال العقد الماضي. ويرى المؤلِّفان أن الطفرة المتمثّلة في ارتفاع الاستثمارات غير الملموسة قد تكون السبب الذي يُفسَّر به عدد من الظواهر؛ مثل انعدام المساواة الاقتصادية وركود الإنتاجية.
يُقدّم هاسكل ووستليك، في كتابهما، خلاصة أبحاث استمرّت قرابة عشر سنوات عن كيفية قياس الاستثمار غير الملموس، وتأثير ذلك في عملية قياس مجمل النشاط الاقتصادي لدولة ما، كما يُقدّمان معلوماتٍ عن المبالغ التي استثمرتها بعض البلدان في الاقتصاد غير الملموس، وكيف تغيّر ذلك مع مرور الوقت، مستعرضَين أحدث الأفكار حول كيفية تقييم ذلك.
يُحاول العملُ استكشاف الخصائص الاقتصادية غير العادية للاستثمار غير الملموس، ومناقشة كيف أن هذه الميزات تجعل الاقتصاد غير الملموس والغني جدّاً مختلفاً بشكل جوهري عن اقتصادٍ قائم على الأصول الملموسة.
ومن الملامح اللافتة في الكتاب اقتراحُ مؤلّفَيه ثلاثة سيناريوهات محتملة لما يُمكن أن يبدو عليه مستقبل العالم غير الملموس، وكذلك حديثهما عن كيف يمكن للمديرين والمستثمرين وواضعي السياسات استغلال خصائص العصر غير الملموس في تنمية أعمالهم ومحافظهم واقتصاداتهم.
كما يُقدّمان أربع خصائص لفهم الاستثمار غير المادي وملامحه؛ أولاها ثبات تكلفته، فإذا لم ينجح الاستثمار في قطاع الاقتصاد غير الملموس، فليس للمستثمر أصولٌ مادية مثل الآلات التي يمكنك بيعها لاسترداد بعض أمواله، وثانيتها ميلُه إلى خلق آثار غير مباشرة يُمكن الاستفادة منها من قِبل الشركات المنافسة؛ فأكبر قوّة لدى شركة "أوبر" لنقل الركّاب، مثلاً، هي شبكة سائقيها، ولكن ليس من غير المعتاد مقابلة سائق سيارة "أوبر" الذي يختار أيضاً العمل مع شركة "ليفت".
الخاصية الثالثة هي أن الاستثمار غير الملموس هو أكثر قابلية للتوسُّع مقارنةً مع الاستثمار الملموس، فبعد المصاريف الأوّلية للوحدة الأولى، يُمكن نسخ بقية المنتجات إلى ما لا نهاية.
أمّا الخاصية الرابعة، فهي وجود تآزر مع الاستثمارات غير الملموسة الأخرى، فمثلاً جهاز "آيبود" الذي تُنتجه "أبل" يجمع بين بروتوكول "MP3" الخاص بأجهزة الشركة الأميركية، وتصميم القرص الصلب المصغّر، ومهارات التصميم، واتفاقيات الترخيص الأخرى الخاصة بالشركة.
يتوزّع الكتاب على جزأَين يضمّ أوّلهما الفصول التالية: "صعود الاقتصاد غير الملموس"، و"قانون التلاشي الرأسمالي"، وكيف نقيس الاستثمار غير الملموس؟"، و"ما الذي يميز الاقتصاد غير الملموس؟"، بينما يضمّ الجزء الثاني هذه الفصول: "عواقب صعود الاقتصاد غير الملموس"، و"الاقتصاد غير الملموس: الاستثمار - الإنتاجية والركود العالمي"، و"الاقتصاد غير الملموس وصعود التفاوت"، و"البنية التحتية للاقتصاد غير الملموس"، و"التنافس والإدارة والاستثمار في الاقتصاد غير الملموس"، و"السياسة العامة في الاقتصاد غير الملموس: أسئلة صعبة".
يقول بيل غيتس إن الاقتصاد غير الملموس يتمدّد بسرعة. ورغم أنه لم يحظ بعدُ بالاهتمام المطلوب، فإن تداعياته يُمكن ملاحظتها بوضوح في مجالاتٍ عدّة؛ بدءاً بقوانين الضرائب، مروراً بالسياسات الاقتصادية العامّة، ووصولاً إلى تأثيره في ازدهار مدن واضمحلال أخرى.
ويضيف صاحب ومؤسّس عملاق البرمجيات "مايكروسوفت" أن كتاب "رأسمالية بلا رأسمال" يُقدّم شرحاً وافياً عن آلية عمل الاقتصاد غير الملموس وأهميته التي تجذّرت بسرعةٍ في حياتنا.
ويستمر غيتس، في تعليقه على الكتاب، بالقول "إن ما يُعزّزه بالنسبة إليّ هو أن المشرّعين بحاجة إلى تعديل سياساتهم الاقتصادية لتعكس هذه الحقائق الجديدة. فعلى سبيل المثال، فإن الآليات التي تستخدمها العديد من البلدان لقياس الأصول غير الملموسة تعود إلى الماضي، لذا فإن هذه البلدان تحصل على صورة غير كاملة للاقتصاد؛ فبلدٌ مثل الولايات المتّحدة الأميركية لم يُدخل البرمجيات ضمن حسابات الناتج المحلّي الاجمالي حتى عام 1999. وحتى اليوم، فإن الناتج المحلّي الإجمالي لا يضع اعتباراً للاستثمار في مجالات الاقتصاد غير الملموس التي تُنفق عليها الشركات مبالغ ضخمة، مثل أبحاث السوق والعلامات التجارية والتدريب".
وفي تعليقها على الكتاب ترى صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنَّ أضخم سبع شركاتٍ في العالم من حيث القيمة السوقية اليوم، هي شركاتٌ تعمل في قطاع التكنولوجيا؛ فشركاتٌ مثل "ألفابت" التي تملك "غوغل"، و"فيسبوك" هي كيانات متخصّصة في منتجات لا يمكن رؤيتها في مساحة ثلاثية الأبعاد. كما أنَّ أُخرى مثل "أبل" و"أمازون" تبيع منتجات حقيقية وأخرى ذات صلة بالمفاهيم، بيد أن ثرواتها وهيمنتها على السوق تقوم في الأساس على مفاهيم غير مرئية مثل النماذج والعلامات التجارية والخوارزميات.
وتضيف الصحيفة أن الثروة لم تعُد تنحصر في المصانع وخطوط الأنابيب ومنافذ البيع بالتجزئة، كما أن رأس المال الخاص بالاقتصاد غير الملموس، لم يعد مرتبطاً بولاية قضائية معيّنة، ممّا يُصعّب من عملية تنظيمه وفرض الضرائب عليه. وتصف هذه التحوُّلات بأنها نمطٌ من العولمة الاقتصادية سبق الثورة الرقمية
وفي قراءته لكتاب "رأسمالية بلا رأسمال" لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، يرى الصحافي والكاتب جورج ميلوان أن تفكيرنا حول طريقة وكيفية قياس رأس المال في عهد ما بعد الثورة الصناعية الذي نعيشه اليوم، يجب أن يتغيّر، ويجب أن نتخلّى، وإلى الأبد، عن آلياتنا القديمة التي كنّا نعمل وفقها.
ويضيف ميلوان، الذي ألّف عدداً من الكتب في المجال الاقتصادي أنَّ العصر الذي نعيشه شهد تحوُّلات كبرى، وأجبرنا على تغيير الكثير من أفكارنا، حتى صرنا لا نُصاب بأي دهشة عندما يُحدثنا مؤلِّفا الكتاب عن موضوعٍ مثل العلاقة التي تجمع بين الأغنية وشركة الطيران، فالاثنان - كما ينقل ميلوان عن الكتاب - "أصلان رأسماليان، وإن كان أحدهما أصلا ملموسا والآخر غير ملموس".
يُجمع كثيرٌ ممّن قدّموا مراجعاتٍ للكتاب على أن أيّاً منّا، سواء كان زبوناً عادياً أو مستثمراً أو موظّفاً أو أحد واضعي السياسات، سيحصل من المؤلَّف على رؤىً جديدة حول أهمية رأس المال غير الملموس.
وفي النهاية، فإن "رأسمالية بلا رأس مال"، يُقدّم، كما يقول مؤلّفاه، عدسةً مكبّرة لرؤية الاقتصاديات الحديثة والديناميكية والمبتكرة، وفهم طريقة عملها في العالم ذي التطوُّرات المتسارعة الذي نحيا فيه اليوم.
==========================
“هكذا نموت”.. كتاب ألماني يسبر أسرار الموت الغامضة
وكالات   نشر في 29 يناير 2019 الساعة 0 و 43 دقيقة
الموت أمر لا مفر منه مهما طال بنا الزمان، ولكن المجتمعات الحديثة غالباً ما تتهرب من ذكر الموت، بل وحتى تتجاهله.
الأمر الذي دفع الصحفي الألماني رولاند شولتس في كتابه “هكذا نموت” إلى تناول هذه القضية التي نادراً ما تحظى بما تستحق من اهتمام.
وتعامل شولتس مع الموت من وجوه كثيرة وبحثه بشكل مستفيض، إذ يمنح مساحة في كتابه للأطباء ومتعهدي دفن الموتى ومقدمي الرعاية الروحية وأهل المتوفى، بل والمحتضرين أنفسهم، وما يساورهم من مشاعر، وذلك بشكل مرهف وموضوعي.
آليات جسمانية
في البدء يشرح شولتس ما هي الآليات الجسمانية التي تسبق الموت الحقيقي، وبينها أن الدم لا يكاد يصل إلى الأصابع أو أطراف القدمين “حيث يصبح هذا الدم ضرورياً في مكان آخر، أي في الرأس، في قلب جسمك، حيث تقع الرئة والقلب والكبد”.
تبرد القدمان، ويصبح التنفس ثقيلاً، وتتلاشى الحواس “ويبدأ جسمك يودع الحياة”. وأحياناً يتعرض المشرفون على الموت لضغط من قبل الأصحاء، حيث يرى المحيطون بالمحتضر أنه لا تزال هناك إمكانية لمداواته إذا بُذِلت جهود مناسبة، وهو ما يراه شولتس علامة على مدى تجاهل الموت “فهي ظاهرة متناقضة، حيث أن الموت لا يزال حاضراً في كل الأرجاء، حتى في العصر الحديث، نراه كل يوم في الصحيفة، وكل مساء في التلفاز، وعلى مدار اليوم في الإنترنت، ولكننا لا نكاد نبصره في حياتنا اليومية”.
ويقول شولتس إن بعض الناس لا يرون أول جثة في حياتهم إلا في سن 50 أو 60 عاماً. ووفقاً للأطباء، يجب أن يتسم التعامل مع المحتضرين باستكانة واحترام، ولكن تعاملنا مع المشرفين على الموت لا يتميز بهاتين الصفتين، في أكثر الأحيان.
ويمكن للمحتضر أن يتجنب فكرة: ما حدث لتوه الآن حدث لآخر مرة: آخر مرة أمام البحر، وآخر مرة في الجبال، وفي العمل، وفي قيادة السيارة، وآخر مرة ينام فيها مع الإنسان الذي يحبه، وآخر ثلوج رآها، وآخر مرة دفع فيها فاتورة في مطعم”.
الموت يظهر جمال الحياة..
ويتساءل شولتس: في أي مكان تتجه إليه عين المقبل على الموت – بصرف النظر عما يقوم به- فإن الموت يخيم على جميع أفعاله “وهو ما يظهر جمال الحياة”. ويبدأ عالم المشرف على الموت في التلاشي، وتصبح وتيرة أنشطته أصغر فأصغر، وبتباعد الناس عن الأماكن القريبة منه، يصبحون بعيداً عن متناوله “فأنت تودع الأماكن، تودع الأشخاص، ثم في النهاية تودع نفسك”.
ويقول المؤلف: “بعض المقبلين على الموت يبحثون عن عزاء في حقيقة أنهم ليسوا آخر من مات، فهم يموتون كما مات آباؤهم، وأجدادهم وآباء أجدادهم، إلى آخر عضو في سلسلة القرابة”. ويرى المؤلف أن تاريخ البشر يعود إلى نحو 8000 جيل، ويعتقد خبراء الإحصاء الذين قدروا هذه الأعداد أن الآدميين الذين عاشوا وماتوا على الأرض وصلوا إلى نحو 200 مليار إنسان.
وفي هذا السياق يوضح شولتس أن سبب خطأ من يتصور النهاية كما لو كانت في آلة بسيطة ينكسر فيها جزء مهم، ويقول إن جسم الإنسان أكثر تعقيداً من ذلك، بما فيه من أكثر من 200 عظمة وأكثر من 600 عضلة، وقلب يدق أكثر من 100 ضربة في الدقيقة، ورئة تتنفس آلاف المرات يومياً، ومخ به نحو ثلاثة أرطال من الأنسجة، “فأنت تتكون من مليارات من الأجزاء بالغة الأهمية المكونة في جسمك، بعضها يصلح نفسه بنفسه على مدار الحياة، وبعضها يوجد بشكل مزدوج، مثل الرئتين، والكليتين، وقناة فالوب والخصيتين، فأنت لست آلة بسيطة، بل نظام صمم ليتعطل يوماً ما، إنه أكثر تعقيداً من أي مفاعل نووي”.
… لكنه أصعب ما يلاقيه الإنسان
يمكن للمشرف على الموت، وفقاً للمؤلف، أن يأسف على أشياء لم يكن يعي أهميتها، حيث يبدأ في إدراك عدد الأحلام التي لم يستطع تحقيقها، بل أسوأ من ذلك، أنه لم يعش أبداً. ولكنه نادراً ما يخاف من الآلام غير المحتملة “فالألم هو الشيء الذي يجيده الموتى من بين جميع جوانب الموت”.
ويتناول شولتس بشكل ناقد فكرة المسارعة في التصالح مع الأهل قبل الموت، تلك الفكرة الشائعة “وكأن الساعات تكون قادرة على أن توحد ما فصلته السنون”. ويرى المؤلف أن مثل هذه اللحظات الحماسية تنبع من تصور الإنسان أن الموت يمكن أن يمثل إحدى نقاط الذروة في الحياة، ختاماً متوجاً للحياة، ذروته وفاة طيبة جميلة “فمثل هذه الأفكار لا يبوح بها سوى الناس وهم في صحتهم”.
ويعتقد شولتس أن “الموت ليس جميلاً… إنه أصعب ما يلاقيه الإنسان في حياته، قاس ومؤلم، ورغم ذلك فهو جزء من الحياة… من الصعب الاعتراف بذلك، سواء بالنسبة للمحتضر أو الأصحاء”.
إلى جانب ذلك، يقدم الكتاب اقتراحات ملموسة عن كيفية تهدئة الشعور بضيق التنفس من خلال الشهيق، وأنه يجب عدم استخدام المحاليل الطبية ضد الشعور بالعطش، بل يفضل بدلاً من ذلك وضع مكعب شاي مجمد على اللسان. كما يوضح مؤلف كتاب “هكذا نموت” أن الزجاجات الرشاشة فكرة طيبة، بالمياه والعصير والخمر، كل بحسب ما يحب.
ويرى شولتس أن شهادة الوفاة هي أهم وثيقة في عالم الموتى “أهم من بطاقة الهوية في حياة الأحياء”. ويقول في ختام كتابه: “تمنيت لو أني وفقت لشرح أكثر جوانب الموت حزناً في حياتنا، بشكل أكبر من ذلك… انتابني شعور في بعض الأحيان بأن لهذا الكتاب تأثير مبالغ في الدفء ومبالغ في اللطف، مقارنة بالظروف التي يموت الإنسان، ويدفن، فيها”.
إن كتاب “هكذا نموت”، كتاب مؤثر، صيغ بشكل مميز، ويخاطب القارئ في جميع صفحاته بصيغة “أنت” البسيطة، ويعرض له حقائق مثيرة للغاية. إنه يقدم عزاء لقارئه، وتوعية واقتراحات عملية، وغير ذلك الكثير. كتاب موفق جداً، عن موضوع الموت الذي قلما نذكره.
 
==========================
"الإسلام دين الإنسانية".. كتاب لمستشرقة ألمانية بجناح الأزهر في معرض الكتاب
01:35 م الخميس 31 يناير 2019
كتب – محمود مصطفى:
قَدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزوّاره كتابَ "الإسلام دين الإنسانية"، للمستشرقة الألمانية أنّاماري شميل، من إصدارات هيئة كبار العلماء بالأزهر.
وتندرج دراسة أنّاماري شيميل عن الإسلام، كما يَذكر مُترجِم الكتاب، في إطار اهتمام المستشرقين بدراسة الإسلام، بعيدًا عن وجهات نظرٍ أشاعها باحثون غربيون متحيّزون. ويؤرّخ الكتاب لبداية اهتمام الباحثين الغربيين الفِعليّ بدراسة الإسلام وحضارته على أساسٍ عِلميّ منهجي، فهي تبدأ الحديثَ عن نشأة الإسلام وانتشاره، وتُقَدِّم رؤيةً صادقة عن الجوانب الإنسانية في الشريعة الإسلامية، وتستعرض بشكلٍ إجماليّ تاريخَ الفلسفة الإسلامية وعِلْم الكلام ونشأة الفِرَق، ثم تُبحِر بنا في عالَم التصوف لتتعرّفَ على رجالاته وتصوراتهم الإنسانية، وتنتهي الدراسة إلى وصْف العالم الإسلامي المُعاصِر.
يُذكر أنّ أنّاماري شميل، وُلدتْ عام ١٩٢٢م، وتعلّمت اللغة العربية في الخامسةَ عشرةَ من عمرها، ودرستْ في جامعة برلين علومَ العربية والإسلام، وحصلت على الدكتوراه تحتَ عنوان: "دراسة عن مفهوم الحُبّ في التصوف الإسلامي المُبَكِّر"، وعملت في التدريس في ألمانيا وأمريكا وعددٍ من جامعات العالم، وقد حصلت على العديد من الأَوْسِمة، من بينها: وِسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، من مصرَ، عام ١٩٩٦م، وتوفيت أناماري شميل في عام ٢٠٠٣م، وكُتب على قبرها، بالعربية والألمانية، الأثرُ الإسلاميّ المشهور: "الناس نيامٌ؛ فإذا ماتوا انتبَهوا".
==========================
. كتاب خواء الذات.. هل الإسلام هو الحل لـ أوروبا؟
الأحد، 27 يناير 2019 07:00 ص
كتب أحمد إبراهيم الشريف
هل حقا ما يذهب إليه كتاب "خواء الذات.. والأدمغة المستعمرة" لـ مراد هوفمان ترجمة عادل المعلم ونشأت جعفر،  والصادر عن مكتبة الشروق الدولية، بأن الإسلام هو الحل لأوروبا؟
فى البداية علينا أن نعرف أن الدكتور مراد ھوفمان ألمانى الجنسیة، درس القانون فى ألمانیا، وحصل على الدكتوراه فیه من الولايات المتحدة، عمل خبیرا فى حلف الأطلنطى، وسفیرا لألمانیا فى الجزائر والمغرب، تحول للإسلام فى ثمانینیات القرن الماضى، واقتنع بأن فى الإسلام حلا لمشكلات أوروبا، والغرب، والعالم كله، فھو كما يقول، يعرف الغرب، ويعرف الإسلام.
فكرة ھذا الكتاب أن الانبھار بالغرب ومذاھبه الفكرية لم يعد له ما يبرره.. فماذا نأخذ من الغرب، وماذا نترك؟ فھل نأخذ من أمريكا مثلا أن بھا أعلى نسبة مساجین لعدد السكان فى العالم؟ أو أنھا تستھلك نصف مخدرات العالم؟ أو الشذوذ والجنس المباح خارج مؤسسة الزواج؟ أو تأيیدھا ودعمھا الھائل للمشروع الصھیونى فى الشرق الأوسط؟ أم نأخذ اھتمامھا بالعلم والعلماء والبحث العلمي، بما فى ذلك المیزانیات الفلكیة لأبحاث البنتاجون، مما أثمر السبق العلمى والتكنولوجى لأمريكا فى مجالات عديدة، أھمھا وأخطرھا صناعة التسلیح؟ وأن باستطاعة أى أمريكى أن ينشئ جريدة وقناة تلیفزيون وجامعة وحزبا سیاسیا؟ بل ويرشح نفسه للرئاسة؟ أم نأخذ إطلاقھا لحرية لعمل والإنفاق الخیري. باستثناء تقیید المسلمین والذى يصل إسرائیل منه سنويا ملیارات الدولارات.
==========================
"رسائل الشدة" كتاب جديد بمشاركة البابا فرنسيس
الأربعاء 30/يناير/2019 - 06:31 م
"خورخي ماريو بيرغوليو - رسائل الشدة"، عنوان كتاب جديد صدر عن دار "أنكورا" والمجلة اليسوعية "شيفيلتا كاتوليكا"، ويقدم الكتاب نصا للبابا فرنسيس يعود إلى سنة 1987 تمحور حول عقيدة الشدة كانت قد نشرته للمرة الأولى المجلة اليسوعية في شهر مايو 2018.
"خورخى" الذى أصبح فيما بعد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، كان قد جمع خلال 30 سنة مضت ثمان رسائل حول الشدة للأبوين اليسوعيين لورنسو ريتشي ويان روتان من الفترة الممتدة من 1758 حتى 1831، وكتب مقدمة لهذه الرسائل واستخدمها في أكثر من مناسبة منذ بداية حبريته.
وحسب بيان صحفي أصدرته دار النشر أن البابا فرنسيس كتب مقدمة لهذا الإصدار عاد فيه إلى المقدمة التي كتبها 30 سنة مضت، فقال إنه حين كتب مسودة للرسائل الثمان حول الشدة نصحه الأب اليسوعي ميجيل أنجيل فيوريتو بتحسين وتطوير المقطع الأخير والذي يتحدث فيه عن محاكمة الذات، عن التمييز وكيفية مواجهة الخجل والحيرة الناتجين عن إطلاق الشيطان اضطهادا شرسا ضد أبناء الكنيسة.
وتابع البابا أنه يجب مواجهة الشرير بهذا بالخجل وهذه الحيرة السليمين اللذين تجعل رحمة الرب اللامتناهية مَن يطلب المغفرة على خطاياه يشعر بهما، وذكر البابا أن الأب اليسوعي ميجيل أنجيل فيوريتو تحدث في هذا السياق عن نعمة.
ثم تحدث بابا الفاتيكان في مقدمة الكتاب الجديد عن الرسائل التي كتب عنها ثلاثين سنة مضت، والتي تمحورت حول التمييز في فترات الحيرة والشدة، مضيفًا أنه يشعر بأن الرب يطلب منه أن يتقاسم مجددا هذه الرسائل، يتقاسمها مع كل مَن لديهم العزم على الكفاح أمام البلبلة التي يزرعها الشرير.
وتابع: أنه من المفيد أمام تجارب الشدائد والانهزامية العودة إلى لمس الروح الأبوية التي حفزت هذه الرسائل، والتي وصفها البابا في مقدمة الكتاب بمصدر تواضع وشجاعة ورجاء.
==========================
 
من المكتبة العربية :
"شيخ الكار": كيف نهضت المدينة العربية أيام العثمانيين
عمّان - العربي الجديد
28 يناير 2019
تغطّي معظم دراسات وكتب الباحث الأردني مهند مبيضين (1973) العهد العثماني حيث يتتبّع تفاصيل الحياة اليومية، كما في كتابيه "حمام السوق في العصر العثماني: التاريخ والسّرد والتقاليد الدمشقية"، و"ثقافة الترفية والتسلية في مدينة دمشق خلال القرن الثامن عشر" بوصفها انعكاساً للتحوّلات السياسية والاجتماعية والفكرية.
تقيم "مؤسسة عبد الحميد شومان" عند السادسة والنصف من مساء اليوم الإثنين حفل إشهار كتابه الجديد "شيخ الكار: السلطة والسوق والناس في دمشق العثمانية" (2018) الصادر عن "دار جامعة حمد بن خليفة للنشر"، يقدم خلاله كلّ من الأكاديمييْن سالم ساري وغالب عربيات قراءة نقدية في الكتاب.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، يشير مبيضين إلى أن "نشوء نقابات الحرف والمهن بدأ في العصر العباسي وأدار كلّ شيخ كار شؤون مهنته، ولكنه أخذ شكلاً جديداً أيام العثمانيين الذين نصبّوا شيخ مشايخ أهل الكارات وتولّى في الوقت نفسه نقابة الأشراف، ليتمّ الجمع بين المكانتيْن الدينية والاجتماعية".
وبالعودة إلى المراجع التاريخية، يوضّح أنه و"منذ القرن الثامن عشر تغلغلت المتصوّفة في الحرف حيث دعا علماؤهم إلى وقف حياة الزهد والدخول في التجارة، فأصبح شيخ الطرق الصوفية نقيباً للأشراف وشيخ مشايخ أهل الكارات ما جعله أهم من الوالي الذي لم يعد يستطيع تنفيذ أمر من دون الرجوع إليه".
ويرى صاحب كتاب "فكرة التاريخ عند العرب في العصر العثماني" أن "هذا القرن شهد أهم الحركات المحلية التي حقّقت استقلالاً ذاتياً عن الدولة العثمانية، كما في حكم الظاهر عمرو في فلسطين والشهابيين في لبنان وآل الجليلي في الموصل ومحمد علي باشا في مصر والباي في تونس والداي في الجزائر، وأن هذه الحواضن الاجتماعية هي التي أنتجت عصر النهضة لا كما يربطها معظم الباحثين بحملة نابليون".
يلفت مبيضين أن "تطوّر المدينة العربية في تلك الفترة أسهم فيه تعزيز قوة شيوخ الكار الذين فرضوا علاقة ندية مع الولاة الأغراب، وظهور علماء ينتقدون الأوضاع العامة ودعوة الفقهاء أهل الريف إلى الهجرة للمدن للتخلّص من سلطة الإقطاع، ومنها فتوى عبد الغني النابلسي "تخيير العباد في سكنى البلاد" التي يقول فيها إن الفلاحين يثابون على هجرتهم حتى لا يستبد بهم القاسطون والظالمون".
من جهة أخرى، يلفت صاحب كتاب "أنس الطاعة: السياسة والسلطة والسلطان في الإسلام" إلى أنه سيصدر له قريباً كتابان هما "الجنون في دمشق العثمانية"، و"موت الغريب: من الذاكرة إلى السجل" ويعود في الأخير إلى موت الغرباء في سجلات دمشق والقدس الشرعية، إضافة إلى تحقيق كتاب "الكشف والبيان في خصال شرار أهل الزمان" لـ محمد بن حسين الصيداوي النجار الدمشقي.
==========================
إبراهيم شبّوح.. كي لا يظلّ ابن خلدون رهين مقدّمته
تونس - ليلى بن صالح
23 يناير 2019
بعد أكثر من خمسة قرون على تأليفها، صدرت تباعاً ثلاث طبعات مختلفة من كتاب "المقدمة" لعبد الرحمن بن خلدون (1332 - 1406م)، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، لتكون أولى النسخ التي تظهر باللغة العربية وتُعرض في المكتبات، بعدما ظلّت حبيسة بعض الخزائن في فاس والقاهرة والجزائر وغير متداولة.
هذه الطبعات معروفة بـ"نشرة كاترير"، و"نشرة علي عبد الواحد وافي"، و"نشرة بولاق"، والأخيرة استنسخت وشوّهت في عشرات الطبعات التي نقلت عنها، ولم تسدّ ما نقص منها أو ما التبس من أسماء الأعلام الواردة فيها.
في عام 1985، اجتمع أستاذ التاريخ والآثار التونسي إبراهيم شبّوح مع الناقد والباحث الفلسطيني الراحل إحسان عباس في عمّان، وانكبّا على قراءة المقدّمة الخلدونية في جميع المخطوطات والمطبوعات التي توافرت لديهما، وقد صدر الجزء الأول من هذا المشروع بعد رحيل عباس في 2003، والذي وُضع اسمه عليها بالتشارك متبوعاً بعبارة: "قرأه وعارضه بأصول المؤلف، وأعد معاجمه وفهارسه".
يحاضر شبّوح، غداً، في "بيت الحكمة" في قرطاج، بالقرب من تونس العاصمة، إذ يعود إلى مجمل مساره المعرفي مع مخطوطات وطبعات ابن خلدون والتي توّجت بإصدار الأعمال الكاملة في طبعتها الأولى عن "دار سحنون" في تونس العام الماضي، وقد احتوت على المقدمة في جزءين و"كتاب العبر" و"كتاب التعريف بابن خلدون ورحلته شرقاً وغرباً". كما يتحدّث في المحاضرة الباحث أحمد مشارك.
من أبرز النقاط التي كثيراً ما توقّف عندها شبّوح، في محاضراته وحواراته الصحافية، هي اختزال ابن خلدون بمقدّمته، وكان قد فسّر ذلك بكون أعمال ابن خلدون طُبعت في العالم العربي بعدما تُرجمت إلى التركية في القرن السابع عشر (العصر العثماني)، وقد اقتصرت الترجمة على "المقدّمة" وحدها، ولم تتوفر سوى نقول قليلة في مصر عن كتابه "العبر" رغم أنه أقام في القاهرة.
وكان انشغال شبّوح بابن خلدون قد بدأ منذ ستينيات القرن الماضي، حين تعرّف على كتاب عبد الرحمن بدوي الذي لاحق فيه جميع مخطوطات ابن خلدون في الشرق والغرب وحدّد مواقعها وكتب عنها وفصّل القول بأن جميع الدراسات التي نشرت عنه تحتاج إلى مراجعة لأنها لم تعتمد نصاً موثقاً ثابتاً صدر عنه.
قرّر شبّوح بعد ذلك البدء برحلة بحثه يراوده تساؤل أساسي عما إذا كانت "المقدمة" تمثّل مجمل فكر العلّامة العربي، وما قيمتها حين توضع إلى جانب بقية المجلدات السبع؟ ولماذا لم يتمّ الاهتمام به مؤرّخاً وصنّف كعالم في العمران والسياسة والاجتماع؟
وبفضل المقارنة بين المخطوطات الأصلية والمنسوخات والمطبوعات الأولى، أبعد شبوح بعض الطبعات، مثل طبعة مكتبة "جامع القرويين"، بسبب تداول أيدي النساخ عليها وضياع جزء من أوراقها وتغيّير بعض الأسماء المشرقية منها وتعرّضها للرطوبة، وارتأى الاعتماد على خمس نسخ اعتبرها الأصول من عهد ابن خلدون، وهي جميعاً من خزائن إسطنبول، واكتشف الاختلاف في خطّه بين محطات عدة من حياته، وما كُتب منها بالخط المشرقي وقد دوّنها تلميذه ابن الفخار.
==========================
«الانهيار العربي» لغازي العريضي
الخميس - 18 جمادى الأولى 1440 هـ - 24 يناير 2019 مـ رقم العدد [ 14667]
لندن: «الشرق الأوسط»
عن الدار العربية للعلوم ناشرون، صدر لغازي العريضي كتاب «الانهيار العربي»، الذي أهداه إلى «شهداء الحرية في العالم العربي».
جاء الكتاب في 400 صفحة من الحجم الكبير، وتضمن مقالات كثيرة عالجت موضوعات عربية ودولية مختلفة.
لماذا هذا العنوان؟ يقول العريضي في مقدمته: «... كنت قد اخترت عنواناً لهذا الكتاب (أميركا لن تحكم العالم)، وصممنا الغلاف. وبدأنا التحضير لإصداره وتعميم بطاقات الدعوة لتوقيعه تحت هذا العنوان. لكنني أعترف بأن التدهور والتدحرج العربي والاندفاعة الإسرائيلية السريعة نحو عدد من الدول العربية وعزف نشيد إسرائيل فيها، والتعامل مع إسرائيل علناً كشريك، والانقلاب على المبادرة العربية ومحاولة تكريس منطق الإرهابي نتانياهو: إن العلاقات مع العرب تسهّل حل القضية الفلسطينية فيما هو يأخذ العلاقات، ويحاول أن يأخذ معها الحق الفلسطيني».
ويسجل المؤلف، أن «عام 2018 كان حافلاً بالتطورات والأحداث والقرارات الأميركية والدولية التي غيّرت وستغير أكثر صورة العالم ومصائر أمم وشعوب فيه». ومن هذه التطورات انسحاب أميركا من اليونيسكو، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واتفاق المناخ الموقّع في باريس، وتمويل صندوق الأمم المتحدة للإسكان، والاتفاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والنظامية، واتفاق الهجرة الحرة لأميركا الشمالية (مع كندا والمكسيك)، واتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي، وغيرها، وكذلك الهجوم على الشرعية الدولية وقراراتها ومؤسساتها، وعلى رأسها المحكمة الدولية، ونقل السفارة الأميركية للقدس، وإقرار قانون القومية في إسرائيل، والتبني الأميركي لهذا القرار، وغير ذلك.
يتابع العريضي هذه التطورات عبر مقالات الكتاب، ويقدم قراءة لنتائجها، ويستشرف ما قد ينجم عنها من نتائج لاحقة.
وهو يستنتج، في ضوء التطورات السابقة، أن أحداثاً كبيرة وخطيرة وقرارات صارمة سنراها هذا العام، وبخاصة من أميركا؛ ولذلك ينبغي الاستعداد لمواجهة أي قرار أو خطوة أو موقف يصدر عن الرئيس الأميركي.
ويركز الكتاب بشكل خاص على فلسطين، ويتوقع أن «الأونروا» ستشهد ضغوطات إضافية لتكريس إلغاء حق العودة وإسقاط «لمّ الشمل»، مترافقة مع اشتداد وتيرة القمع، وسنّ المزيد من القوانين المكرسة ليهودية الدولة، وبما يترجم خطوة الرئيس الأميركي بنقل السفارة إلى القدس.
==========================
الأكراد... حقائق التاريخ والجغرافيا..كتاب في جزأين يتتبع أصولهم ونشأتهم وثوراتهم عبر التاريخ
الخميس - 11 جمادى الأولى 1440 هـ - 17 يناير 2019 مـ رقم العدد [ 14660]
بيروت: عبد الرحمن مظهر الهلوش
صدر في بيروت عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) «الأكراد في العالم: تاريخهم ومستقبلهم» بجزأيه الأول والثاني للدكتورة عايدة سري الدين، الطبعة الأولى أكتوبر (تشرين الأول) 2018. وتلخص الكاتبة في هذا الكتاب واقع الكرد عبر التاريخ، والتحديات الجسيمة الراهنة التي تواجههم من جانب الدول الكبرى، وبعض القوى الإقليمية النافذة، كما تبحث في دور قياداتهم وأحزابهم، وتأثير الأوضاع الإقليمية عليهم. لكن مضمون الكتاب يتخطى عنوانه؛ إذ تنتقل المؤلفة إلى الحديث عن الوضع السوري الراهن والعراقي والتركي، بعيداً عن الحالة الكردية التي هي موضوع هذا الكتاب.
- ديار الكرد
تعني كردستان بالمفهوم الواسع ديار الكرد بوصفهم مجتمعاً ذا وحدة متجانسة، وهذه المنطقة لا حدود سياسية لها، وهي مجزّأة بين تركيا والعراق وإيران، فضلاً عن نتوءات داخلة في سوريا (ص59). وقد أدّى هذا الواقع الجغرافي إلى قيام الإمارات الكردية الكثيرة التي عرفها التاريخ والتي كانت تعتمد على ضعف وانحطاط المراكز الحضارية المجاورة، أو اشتداد الصراعات فيما بينها (ص60). أمّا المرة الأولى التي تمّ فيها استخدام مصطلح «كردستان» فكان في زمن السلاجقة التركمان في العصر العباسي (1157م). حيث كوّن السلاجقة مقاطعة بهذا الاسم مركزها «بهار» في شمال غربي همادان ومحاذية لأذربيجان، هذه المقاطعة كانت تمثل الجزء الشمالي من جبال زاغروس، أي عموم «منطقة شهرروز» التي كانت تشمل «مقاطعة كردستان» الإيرانية الحالية ومحافظة «السليمانية» الحالية في العراق. وأصبحت كردستان مطمحاً للإمبراطوريات المجاورة الفارسية والعثمانية، وهدفاً للغزاة والفاتحين عبر التاريخ، كما أصبحت مسرحاً للاضطرابات والفتن، وكثيراً ما كان حكامها الأكراد يدخلون صراعات جانبية فيما بينهم... والذي يُهزم منهم يفرّ إلى فارس يميناً أو تركيا يساراً لاجئاً. ورغم ذلك فقد صان الأكراد معاقلهم الجبلية من غزوات العالم الخارجي ومؤثراته.
وحسب الكتاب، يُعلق الأكراد أهمية كبيرة جداً على اعتقادهم بأنهم أوروبيون أصلاً، بعكس الترك والعرب الشرقيين، ويعترفون بقرابتهم بالإيرانيين الذين يعتقد أنهم من أرومة «هندو أوروبية»، ويؤكد معظم الإثنولوجيين بأن أسلاف الكرد في أزمان ما قبل التاريخ نزحوا من أوروبا عن طريق القفقاس إلى شمال العراق، ومن هناك تسربوا إلى جبال زاكروس غرباً، وإلى جبال طوروس وإلى الوديان والسهول الخصيبة، كما هو اليوم في شمال العراق وجنوب شرقي تركيا. فعندما توفي الإسكندر الأول وهو في سن الثانية والثلاثين، عمد أحد قواده إلى قتل زوجته الكردية وتم تقسيم إمبراطوريته، وفي القرون المضطربة الملأ بالفوضى التي عقبت ذلك اندمجت القبائل الكردية بأرض الميديين وممالك كوتيوم والقسيين «الكاشيين» وهو شعب يتصل اتصالاً وثيقاً بـ«الكوتي» القادمين من جبال زاكروس، التي اندمجت في إمبراطوريات السلوقيين (331-129ق.م) والبارثيين (247-226بـم) والساسانيين الفرس والإمبراطورية العربية (638-1258م).
وينقسم المجتمع الكردي إلى قبائل وعشائر متعددة ما زالت تتمتع بنفوذ وقوة وحضور، ويتمتع زعماء العشائر بسلطة ملحوظة في وسطهم الاجتماعي، حيث تصل درجات التحكم بمصير أتباعهم والسير بهم كيفما يريدون، وغالباً ما كان الزعيم القبلي زعيماً دينياً في الآن نفسه، إلا أن الزعامات القبلية غالباً ما كانت تدخل في صراعات ضارية في وجه بعضها بعضاً. ويلاحظ تعدد اللهجات بالنسبة للغة الكردية، حيث تنقسم اللهجات الكردية الحالية إلى أربع لهجات رئيسية هي: الكرمانجية، والجوزانية، والكلهرية، والسورانية، كما توجد لهجة الزازا ما بين ديار بكر وأذربيجان (ص61).لقد قسمت اتفاقية سايكس - بيكو (1916)، الكرد على مستوى الجغرافية والتاريخ.
- الثورات الموءودة
كانت أول جمعية سياسية كردية أُنشئت في آستانة سنة 1908، وقد كان من مؤسسيها البارزين: الأمير أمين عالي بدرخان، والفريق شريف باشا، والسيد عبد القادر نجل الشيخ عبيد الله النهري، والداماد أحمد ذو الكفل باشا، واثنان من الأمراء البابانيين من السليمانية. وأدى فشل الحركات والثورات الكردية في القرن التاسع عشر إلى اهتمام الأكراد بالتنظيمات السياسية والتشكيلات الحزبية، وإلى إدراك ضرورة التخطيط لكل حركة وأهمية القوى الشعبية فيها (ص21). وقد تمّ تأسيس أول منظمة سريّة في مهاباد الإيرانية سُميت «كومه لي» ومعناها «الجمعية»، حيث كانت مراسم الانتماء تحتّم أداء قَسَم على القرآن الكريم أمام أعضاء ثلاثة، حيث كان العضو المرشّح للقبول يرشِّح نفسه بالاغتسال ثم في جلسة سرية يُقَسَم على اليمين... وكذلك تم تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) برئاسة القاضي محمد، الذي أسّس جمهورية مهاباد في إيران بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) 1946، التي استمرت لمدة أحد عشر شهراً؛ فقد تم إعدام قاضي محمد وعدد من معاونيه من قادة الجمهورية في مارس (آذار) 1947. وفي العراق أُسِسّتْ أحزاب سياسية كردية كانت آيديولوجيتها بين اليمين واليسار، من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى البرزاني، على غرار الديموقراطي في إيران، إلى الاتحاد الوطني الكردستاني الذي انشق عن الديمقراطي الكردستاني (العراقي) برئاسة الراحل جلال طالباني، إلى الأحزاب الصغيرة الدائرة في فلك الحزبين الرئيسيين. وفي تركيا تعرّض الأكراد إلى نكران للوعود التي قطعتها لهم تركيا بمجرد نجاحهم في التخلص من الاحتلال اليوناني وعقد معاهدة لوزان في 24 يوليو (تموز) عام 1923، حيث بدأوا باتخاذ إجراءات معادية للأكراد، فقد أطلقوا على الأكراد «أتراك الجبال»، وعلى خلفية تلك الأحداث تشكلت في تركيا أحزاب سياسية كردية، منها الحزب الديموقراطي الكردستناني (كوك)، عام 1965، وحزب عمال كردستان تركيا عام 1971، الحزب الاشتراكي الكردستاني، حزب «العمال الكردستاني PKK - آبوجي»، وهو حزب يساري سُمي «آبوجي = العم» نسبة إلى أمينه العام «عبد الله أوجلان» المعتقل في تركيا منذ فبراير (شباط) 1999. وهناك أحزاب أخرى على الخريطة السياسية التركية.
- أصدقاء الجبال
لقد أثرت البيئة الجبلية على الأكراد وقد جعلت الشخصية الكردية كأنها قطعة من هذه الجبال في عنادها وإصرارها، فلو سألت مؤرخاً تركياً لأجابك: إن «الأكراد أتراك جبليون نسوا أصلهم»، وراحوا يرطنون بلغة أخرى، ولو انتقلت إلى إيران لقالوا عن الأكراد إن اللغة الكردية هي لهجة «فارسية عوجاء»، أَمَّا في العراق فإن الأكراد هم «عُصَاة». كل ذلك ينبع من المصالح الدولية في منطقة الشرق الأوسط التي هي ساحة للصراع الطائفي والقومي لتتمكن القوى الدولية من تحقيق مصالحها في تلك المنطقة وقد نجحت في تثبيت مصالحها نجاحاً ساحقاً.
يخلص قارئ كتاب «الأكراد في العالم» إلى أن هذا الكتاب يندرج ضمن الكتب التي تعتمد على الأسلوب الصحافي الذي يكتفي بتقديم المعلومة السريعة دون الغوص في تفاصيلها وخلفياتها واستتباعاتها، حيث تترك القارئ على ظمأ، وبالتالي فإن تلك المعلومات سرعان ما تسقط من ذهن القارئ لكثرة ما يتداول مثلها من معلومات في وسائل الإعلام المختلفة، وهي تشبه الوجبات السريعة... في طريقة إعدادها وتناولها.
==========================
كتاب "عين الحلوة".. ربع قرن من التحولات السياسية
محمد خالد-بيروت
في كتابه "عين الحلوة"، استطاع الصحفي الفلسطيني محمد الدهشة أن يلخص أبرز التحولات السياسية والأحداث الأمنية والجهود الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان على مدار أكثر من ربع قرن.
أحداث بدأت العام 1991 بعد توقيع اتفاق الطائف وانتشار الجيش اللبناني في منطقة صيدا وانكفاء العنصر الفلسطيني إلى داخل المخيمات وصولا إلى العام 2017، والتطورات التي شهدها المخيم من معارك داخلية.
اختار الدهشة عنوان كتابه بشكل يحيل مباشرة إلى محتواه من خلال 280 صفحة من القطع المتوسط و220 صورة ملونة.
ويقول الكاتب إن "الفكرة راودتني منذ العام 2014، تزامنا مع ذروة الأزمة السورية، وتداعياتها على المخيمات الفلسطينية خاصة مخيم عين الحلوة مع إطلاق مبادرة  (القوى الفلسطينية لحماية المخيمات والحفاظ على العلاقة مع الأشقاء اللبنانيين)".
حينها شعرت -يضيف الكاتب-أن عين الحلوة في مهب الريح، ووقتها قررت أن أوثق أبرز الأحداث التي عصفت وقد تعصف بالمخيم.
حيادية
يتميز كتاب "عين الحلوة" عن غيره من الكتب التي تناولت المخيم بأمرين، الأول تميزه بالحيادية السياسية المطلقة، وعدم انحيازه إلا لقضية المخيم وهموم أهله، فهو خلاصة تجربة الكاتب الدهشة لرسالته الإعلامية.
والثاني أن الكتاب يوثق الأحداث بالصور والخبر بشكل دقيق دون تضخيم أو تهويل أو تبسيط.
واختار الكاتب أن يدون المعلومات في الكتاب بطريقة مختلفة عن الآخرين، أي دون الاستناد إلى المراجع والأبحاث كالمعتاد، وسعى ليكون هو المصدر والباحث عن المعلومة ليكون الكتاب مرجعا لكل من يريد البحث والحصول على معلومات عن مخيم عين الحلوة.
يقول الدهشة "استغرق العمل على الكتاب أكثر من ثلاث سنوات من البحث والتدقيق والتصوير"، ويضيف "الأمر ليس بالسهل هناك الكثير من المعلومات وكان لا بد من أن أتأكد من كل معلومة بنفسي".
صعوبات
أما عن الصعوبات التي واجهت الدهشة فهي عدم وجود أرقام وإحصائيات دقيقة ومتطابقة.
يقول الكاتب "لقد اصطدمت بواقع مرير هو عدم وجود إحصائيات عن المخيم وإن وجدت فهي متضاربة، لكني تخطيتها بالبحث والاتصالات لتكوين إحصائية خاصة عن عين الحلوة يمكن اعتبارها دقيقة بنسبة 95%".
وعن سبب اختيار مخيم عين الحلوة عن غيره من المخيمات يقول الكاتب "اخترت عين الحلوة لأنه يشبه المخيمات الفلسطينية في لبنان، بالمعاناة والصمود والإصرار على العودة ورفض التوطين".
ويتابع "أسعى من خلال الكتاب لرسم صورة حقيقية عنها (المخيمات)، وعن كيف يجب أن يتم التعامل مع احتياجاتها وواقعها، ومع تطلعات شعبها وشبابها ونضال أبنائها".
ويتألف الكتاب من خمسة فصول، الفصل الأول يتضمن النشأة وكل المعلومات الضرورية عن المخيم، مساحته وعدد سكانه وحدوده وعائلاته، والثاني يحتوي على خريطة القوى السياسية والشعبية والمدنية والاجتماعية والجمعيات الأهلية وسواها.
أما الفصل الثالث فتضمن الأحداث الأمنية والتحولات السياسية، إذ اعتبره الكاتب أهم فصل لأنه يسلط الضوء على سلسلة من الملفات الساخنة التي جعلت المخيم يتأرجح بين معادلتي الأمن الهش والمفقود من دون الانفجار الكبير، وبه إحصائية حول الاغتيالات والتصفيات السياسية، والمطلوبين، والورقة الأمنية، والرؤية اللبنانية الموحدة.
ورابع فصل في الكاتب تضمن العلاقة بصيدا وقواها السياسية وثوابت المدينة الوطنية، والنضال والتضحيات، باعتبار مخيم عين الحلوة جزء من المدينة. أما آخر فصل فهو توثيق لأبرز الأحداث والملاحق والتواريخ من ذاكرة المخيم.
 ردود فعل إيجابية
ولاقى الكتاب ردود فعل إيجابية من القراء، الذين دعوا إلى أن يكون "عين الحلوة" مرجعا توثيقيا لفترة ربع قرن من تاريخ عاصمة الشتات الفلسطيني بكل ما حملته تلك الفترة من أحداث وتطورات وتقلبات ومآس وأفراح.
ويقول رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان بسام حمود "الكتاب يصلح ليكون مرجعا موثقا لكل باحث يحرص على الحقيقة وهو دعوة مفتوحة لكل الفصائل العاملة في ساحة المخيم للتلاقي والحوار والاحتكام للعقل وللمصلحة الفلسطينية العليا على حساب المصالح الحزبية والفئوية والعشائرية ولغة الرصاص.
والجميل في الكتاب أنه يخاطب الجانب اللبناني الرسمي والحزبي للنظر إلى واقع المخيم ببعد اجتماعي إنساني بعيدا عن النظرة الأمنية البحتة، كما أنه يبرز الدور الإيجابي للقوى السياسية والأمنية اللبنانية والفلسطينية في الحرص على المخيم والجوار.
ويتمنى الصحفي محمد دهشة أن يعتمد كتابه، وثيقة فلسطينية لدى وكالة "الأونروا" ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في الدولة اللبنانية وفي دائرة شؤون اللاجئين في "منظمة التحرير الفلسطينية"، وأن يكون مرجعا للدراسات والصحفيين وسواهم.
==========================