اخر تحديث
الخميس-18/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ غياب المعنى في الشعر: هل انتقل إلى السياسة ؟
غياب المعنى في الشعر: هل انتقل إلى السياسة ؟
04.01.2021
عبدالله عيسى السلامة
ربّما كان ذلك عند بعضهم ، لكن بعض الذين يصنعون السياسة ، يعرفون ، جيّداً ، ما يفعلون !
ونبدأ بالحديث ، عن شعراء الحداثة :
شعراء الحداثة لديهم هوس خاصّ ، بتغييب المعنى ، حتى لو أن أحد الأشخاص ، قال لشاعر منهم: أنا عرفت معنى قصيدتك الفلانية ، لطاش صواب الشاعر، واعتقد أنه مخفق، في نظم قصيدته ، أو جاهل في الشعر! أو أنه سيتّهم القائل ، بأنه مدّع كذّاب ، فالقصيدة لايمكن فهمها ، ألبتّة ، في نظر الشاعر، لأنها لا معنى لها ، أو لأن المعنى مغيّب ، تماماً، عن عقول الناس ! وهذا المنهج ليس خاصّاّ بشعراء معيّنين من شعراء الحداثة ، بل هو يشمل أكثرهم !
وقد ثقف شعراء الحداثة ، منهجهم هذا ، من بعض التقليعات الغربية ، في القرن العشرين!
وتروى ، هنا ، طرفة عن شاعر غربي ، من روّاد هذه المدرسة ، وهي أنه قال معتدّاً بإحدى قصائده ، مفتخرا ببراعته الشعرية: هذه القصيدة لا يفهمها إلاّ اثنان ، هما :الله وأنا! وسئل بعد شهور، عن قصيدته التي نسي ماقصده فيها ، فقال : هذه القصيدة لا يفهمها ، إلاّ واحد ، هو الله !
فهل انتقل هذا المنهج ، إلى السياسة ؟ ربّما ! وأدلّة ذلك كثيرة ، منها :
الذين يُقتلون في ساحات الحروب ،عبثاً، دون أن يعرف القاتل فيمَ قَتل، ولا القتيل فيمَ قُتل؛ لأن الأمور، اختلطت فيها المبادئ ، بالمصالح ، بالعقائد الدينية ، بالنزعات الوطنية ، بأوهام القادة الصغار، الحالمين بأن يصبحوا أباطرة .. بالأموال التي يقبضها المرتزقة ، من سائر القوى ، التي تستأجرهم ، بقصد القتل !
الذين يُقتلون خارج ساحات الحروب ، وهم مطمئنّون في بيوتهم ، أو وهم يصلّون في مساجدهم !
الجياع ، الذين يموتون جوعاً ، بسبب الحصار الطويل ، الذي يمنع عنهم الطعام والشراب !
المرضى ، الذين يهلكون ، بسبب ندرة الدواء ، أو فقدانه .. ولا يعرفون لمَ يُمنع عنهم ، ولا مَن يَمنعه ، ولماذا !
قد يَعرف القتلة المجرمون ، الذين يقتلون الناس ، بسائر الأساليب المذكورة .. قد يعرفون، أو يعرف أكثرهم ، أو أكابر مجرميهم .. لمَ يفعلون هذا ، كلّه !
لكن، هل يستطيع عاقل ، من خارج دائرة المجرمين ، أن يعرف أهداف القتل ، المستمرّ من سنين ؛ لاسيّما إذا عرف أن القتلة والقتلى ، هم : من أصل واحد .. أومن وطن واحد .. أو من أتباع عقيدة دينية واحدة !
أفهذه سياسة حداثية ، كالشعر الحداثي ؟ ربّما !