اخر تحديث
السبت-20/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ قاعدة الأنساق ، تّحكم العالم ؛ إذا اختلّ عنصر، في نَسق منها ، اختلّ كلّ مايتّصل به !
قاعدة الأنساق ، تّحكم العالم ؛ إذا اختلّ عنصر، في نَسق منها ، اختلّ كلّ مايتّصل به !
01.02.2020
عبدالله عيسى السلامة
قال ربّنا ، عزّ وجلّ ، في كتابه الكريم ، الذي أنزله على نبيّه ، قبل ألف وأربعمئة سنة :
( ظهَرَ الفسادُ في البرّ والبحرِ بما كسبتْ أيدي الناس ..). ولم يكن العبثُ بالأنساق منتشراً ، كما هو عليه ، اليوم ! (بعضُهم يُسمّي القاعدة : نظرية ، وليست كذلك)!
فالأنساقُ تشكّل نُظماً ، أو مُنتظمات ، مُحكَمة ، تَشمل عناصرَ الكون ، كلّها!
على المستوى البشري :
الأسرة والقبيلة والمؤسّسة ، والحزب والمجتمع والدولة .. كلّها ، أنساقٌ ، كلّ منها نسق قائم ، بذاته ، متّصل بالأنساق المختلفة ، مِن حولِه ! وأيّ اختلال ، أو اضطراب ، في عنصر من عناصر النسق ، يؤدّي إلى اختلال ، أو اضطراب ، في النسق ، كلّه !
والأنساق ، على مستوى التجمّعات الكبرى : سياسياً ، واجتماعياً ، واقتصادياً ، ثلاثة : مَحلّي ، وإقليمي ، ودَولي !
والأنساق ، على مستوى المخلوقات ، غير البشر :
المخلوقات الحيّة ، قال ، تعالى :
(وما مِن دابّة في الأرضِ ولا طائرٍ يَطيرُ بجَناحَيه إلاّ أمَمٌ أمثالُكم مافَرّطنا في الكتابِ مِن شيء ثمّ إلى ربّهم يُحشرون).
وعلى مستوى النبات : كلّ نبتة ، تنتمي إلى مجموعة من النباتات ، تشكّل فصيلة، تشترك عناصرها ، فيما بينها ، بصفات تَميزُها ، عن غيرها !
وبالعودة ، إلى الحالة البشرية ، نجد مايلي :
المجتمع الإسلامي المؤمن ، بعناصره المختلفة ، أشدّ الأنساق ، ترابطاً وإحكاماً !
يؤسّس لذلك، ويَدلّ عليه، حديثان، من أحاديث النبيّ،عليه الصلاة والسلام !
الأول : مثلُ المؤمنين ، في توادّهم وتراحُمهم وتعاطفهم ، مَثلُ الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائرُ الجسد ، بالسهَر والحمّى !
الثاني : مَثلُ القائم على حدود الله ، والواقع فيها ، كمثل قوم استهَموا على سفينة، فأصاب بعضُهم أعلاها ، وبعضُهم أسفلها .. فكان الذين في أسفلها ، إذا استقَوا من الماء ، مرّوا على مَن فوقَهم ! فقالوا : لو أنّا خرَقنا ، في نصيبنا ، خَرقاً ، ولمْ نؤذِ مَن فوقَنا ! فإن تركوهم وما أرادوا ، هَلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم ، نجَوا، ونجَوا ، جميعاً !
وحسبنا أن ننظر، اليوم ، إلى نسق الأسرة ، نواة المجتمع الأساسية .. في الغرب، لنرى : كيف تفكّكت هذه الأسرة ، فعاش كلّ فرد فيها ، مستقلاًّ ، بذاته ، غريباً ، حتّى عن ذاته .. ثمّ ننظر إلى الأسرة ، في الإسلام : كيف حافظ عليها ، وعلى كلّ فرد فيها ، بأحكامه وأخلاقه وآدابه .. فظلت ، برغم كلّ عبث العابثين ، وحدةً متماسكة ، تحافظ على كلّ فرد فيها ، وتعطي كلّ فرد فيها حقوقه ، وتتأثر سمعتُها، بفساد سمعة كلّ فرد فيها ، وتفخَر كلّها ، بكلّ فرد ، يستحقّ الفخر، فيها ، وكلُّ فرد فيها مأمور، شرعاً وخُلقاً ، بالمحافظة ، على كلّ مَن فيها ، من بَشر ، وكلّ مافيها، من حقوق وعلاقات إيجابية !