الرئيسة \  كتب  \  قراءة في كتاب : العالم بعد مائة عام للكاتب جورج فريدمان

قراءة في كتاب : العالم بعد مائة عام للكاتب جورج فريدمان

28.07.2016
هيثم عياش




كاتب ومفكر سياسي
برلين 27‏/07‏/2016
يعتبر المفكر الامريكي من اصل هنغاري  جورج فريدمان تلميذ المفكر الامريكي الراحل صموئيل هونينغتون الذي تنبأ في عام 1995 بمعهد الفريد هيرهاوزن بمدينة فرانكفورت وقوع حرب بين الثقافات مؤكدا اندلاعها في شهر تشرين أول /اكتوبر من عام 2001  ببرلين وذلك عقب حوادث 11 ايلول / سبتمبر من العام المذكور اندلاع الحرب الثقافية وي التي تكمن حرب بين الاسلام والمسيحية .
الا ان فريدمان يتوقع بكتابه / العالم بعد مائة عام / عرضه أمام أهل الفكر والسياسة بالعاصمة برلين هذا اليوم الاربعاء 27 تموز / يوليو غير ما يتوقعه استاذه هونينغتون ، فهو يتنبأ عن مصير دول تعتبر علاقاتها مع العالم محدودة تعمل بصمت لتنهض وتصبح قوة لا يستهان بها ، فعضو مجلس اليهود العالمي واحد أبناء عائلة نجت من محارق اليهود / الهولوكست/ ببولندا فريدمان  ، أن بولندا ستصبح القوة الرئيسية في اوروبا خلال المائة العام القادمة  مستغلة بذلك الخلافات بين الاوروبيين ، فالخلافات مستمرة ستؤدي الى انهيار الاتحاد الاوروبي ، فاعلان الانجليز رغبتهم بالغاء عضوية بلادهم من الاتحاد خطوة نحو خروج دول اوروبية اخرى من الاتحاد المذكور ، وبولندا تتطلع الى البروز علىالساحة الاوروبية مضاهاة لالمانيا من غير ان يستبعد ضم بولندا دول بحر البلطيق الثلاثة / ليتوانيا ليتلاند استونا/ التي كانت  تابعة للاتحاد السوفييتي السابق وتخشى من عزو روسي لها بحجة حماية بولندا لها علما ان بولندا تستنجد بحلف شمال الاطلسي / الناتو / للخشية نفسها .
ربما تكون محاولة الانفلاب العسكري  الفاشلة التي تعرضت لها تركيا يوم الجمعة من 15 تموز /يوليو  من اسباب وضع عوائق تحول دون بروز تركيا كقوة اقتصادية وسياسية  في العالم اكثر مما عليه الان ، اذ يعتقد فريدمان ان الغاء مصطفى كمال أتاتورك الخلافة الاسلامية العثمانية عام 1923 ، سيكون عام 2023 بداية النهاية لحالة الفوضى التي يمر بها العالم الاسلامي من جديد ، فالتحالف الاسلامي العسكري الذي أعلن عنه وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان  بن عبد العزيز آل سعود مقدمة لنهاية الفوضى والعنف بالتعاون مع تركيا فاسرة آل عثمان لا تزال بقايا افرادها يعيشون بين أظهرنا بالرغم من انهم غير مؤهلين لاستلام منصب الخلافة الا انه اذا ما استطاعت تركيا والسعودية ودول الخليج النجاح في وضع حد للتفرقة والتشرد فلكل حادث حديث ولكل مقام مقال  .
يقتبس فريدمان  من وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر الذي اكد في كتابيه / السياسة الدولية خلال اثلاثين عاما القادمة من منشورات  معهد بيترلسمان للدلاراسات السياسية عام 1985 / و / توازن القوى الدولية من منشورات جروبين في زوريخ عام 1986 / حيث اكد المذكور بكتابيه بقاء الويات المتحدة الامريكية اكبر قوة بالعالم / وان الصين ستبرز على الساحة الدولية كقوة استعمارية اقتصادية لا يستهان بها وضرورة وجود سياسة توزن بين الدول العظمى والسعي لبقاء كفة امريكيا ترجح تلك الدول / ومن تأكيدات ربيجنيفف بريجنسكي صاحب جملة / باي باي ب ل او – وداعا منظمة التحرير الفلسطينية / في كتابه الذي وضعه عام 1993 الذي يحمل عنوان / مستقبل العالم بالقرن الوحد والعشرين  من منشورات دار نشر بيك في شتوتجارت / تنبؤاته منهما فهو يؤكد ان الولايات المتحدة الامريكية ان شمسها لم تافل كما هو المعتقد فسفنها الحربية والتجارية تجوب البحار والمحيطات الا انها ستواجه الصين التي بدأت تتربع تجاريا واقتصاديا على الساحة الدولية اذ   تسعى وضع افريقيا تحت قبضتها وطموحاتها بالمحيط الهادئ وتهديدها لليابان ستكون قوة تضاهي امريكا وروسيا والمائة العام القادمة ستشهد ميلاد دول ينظر اليها على انها دول ضعيفة فقيرة لا حول لها ولا قوة  وخاصة افريقيا الفقيرة والهند .
ويحث فريدمان الاوروبيين بتجاوز خلافاتهم فالاتحاد الاوروبي على وشك الانهيار ان لم يضع الاوريبون حدا لهذه الخلافات التي تكمن بقضايا كبيرة فالمانيا التي تملك وزنا سياسيا واقتصاديا كبيرا في اوروبا وكانت وراء حربين عالميتين وقعتا في القرن الماضي  بامكانها قيادة اوروبا من جديد بتعاون مطلق مع جارتها اللدودة بولندا التي تتطلع لاستلام زعامة اوروبا من المانيا فعلى الاوروبيين تجاوز خلافاتهم للمساهمة بتوازن القوى الكبرى فروسيا لا  تزال قوية والحديث عن افولها  كما يدور الحديث عن افول الولايات المتحدة الامريكية ضرب من الخيال .
مائة عام المقبلة وكما يعتقد فريدمان مليئة بالحروب وستشهد صعود قوة الاسلام من جديد ليضاهي القوى العظمى .
ولا يعلم الغيب الا الله .