الرئيسة \  كتب  \  قراءة في كتاب : العداء للإسلام - الإسلام كبش الفداء

قراءة في كتاب : العداء للإسلام - الإسلام كبش الفداء

02.04.2013
هيثم عياش

برلين /‏01‏/04‏/13
قبيل الاعلان رسميا عن انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1947 اندلعت اثرها الحرب الباردة وهي الحرب التي كانت بين المعسكرين الغربي المتمثل بحلف شمال الاطلسي / الناتو / وتقوده الولايات المتحدة الامريكية وحلف /وارسو/ تحت قيادة الاتحاد السوفييتي السابق تلك الحرب التي انتهت بشكل علني  عام 1989وتم الاعلان على نهايتها رسميا ولو بشكل رمزي عام 1991 اثر انهيار الاتحاد السوفييتي  .
لقد حاول الغرب أثناء فترة الحرب الباردة التقرب الى الدول الاسلامية وخاصة المحافظة منها واقناعهم بأن الشيوعيين اعداء الاديان وخاصة الاسلام حتى اصبح الشيوعي بنظر المسلمين المحافظين على عقيدتهم شريرا يجب معاقبته عقابا شديدا  . وقبيل الاعلان عن نهاية الحرب الباردة زف الينا قائد حلف شمال الاطلسي / الناتو / سابقا جون كولفين عام 1987 انتصار الغرب على الشرق الا أنه اشار بأن النزاع التقليدي بين الغرب والاسلام سيعود مجددا . وهكذا كان .
فما ان وضعت الحرب الباردة اوزارها حتى شمر المعادون للاسلام بالغرب عن سواعدهم وبدأوا ينشرون قصصا خيالية عن المسلمين بانهم وحوش لا يعرفون للحريات العامة وغيرها اي معنى بل ذهب أحدهم بعيدا عندما اعلن بكتاب وضعه عام 1995 بأن المانيا ستصبح خلال سنوات قليلة بجمهورية المانيا الاسلامية وساهمت الدائرة الاتحادية  للامن الداخلي / جهاز المخابرات الداخلية / الالمانية بوضع الزيت على النار بتحذيرها من المسلمين فبدل مساهمتها باطفاء نار العداوة ساهمت على تأجيجها . الا أن حوادث 11 ايلول/ سبمتبر من عام 2001 كانت بمثابة اعطاء قوة كبيرة للمادين للاسلام في القارة العجوز وذلك بعد تهديد الرئيس الامريكي السابق سيء الصيت جورج بوش / الابن / بحرب صليبية جديدة تكون اول طلائعها في افغانستان وآخرها بالبيت الابيض وابتدأ العداء للاسلام بشكل سافر خلال نشر صور السخرية وادعاءات بابا الفاتيكان السابق بينيديكت السادس عشر في جامعة مدينة ريجنسبورج  بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأتي بجديد سوى العنف وغير ذلك نقلا عن كتاب وضعه القيسيس الالماني من اصل لبناني تيودور خوري نقلا عن قصة غير صحيحة جمعت القاضي ابن حزم الاندلسي مع القيصر البيزنطي عمانوئيل الثاني . وظهرات الاحزاب القومية باوروبا تعادي الاسلامي وتطالب بتطهير اوروبا من المسلمين مثل جيرت فيلدريز زعيم الخحزب القومي الهولندي وحزب الحرية في المانيا وغيرها من الاحزاب القومية الاخرى .
ويؤكد الكاتب الامريكي جون باون  استاذ علوم السياسة في جامعة واشنطن بكتابه الذي نزل الى اسواق الكتب في المانيا/ العداء للاسلام – الاسلام كبش الفداء / ان العداء لهذا الدين ومعتنقيه في اوروبا له جذوره القديمة فبريطانيا وفرنسا اللتين احتلتا الكثير من دول شعوب المسلمين في افريقيا وآسيا خرجتا صاغرتين من تلك الدول كما ان انهزام الصليبيين واخراجهم من بلاد الشام صاغرين ايضا له دوافع لعودة المعاداة للاسلام كما ان من اسباب المعاداة هو جهل الكثير من المسلمين بقيمة الحوار مع الغرب واستخدام الغرب قصص الف ليلة وليلة الخيالية بحوارهم مع المسلمين مشيرا ان الكثير من العمال الاجانب المسلمين في اوروبا وخاصة بفرنسا وبريطانيا يعاملون معاملة العبيد وكانهم لا يزالون شعوبا مقهورة من الاستعمار . أما في المانيا التي استعانت بالاتراك حلفاء المانيا بالحرب العالمية الاولى وحلفاء القياصرة الالمان منذ عهد الدول العثمانية فالاتراك يعاملون في هذا البلد كصيوف فقط والاسلام لا يزال دينا غريبا في هذا البلد علما ان للاسلام قدم قديمة راسخة في التاريخ الاوروبي . ويشير الكاتب في كتابه بان الاسلام هو كبش الفداء بنزاع الغرب مع الدول الاسلامية ، فالغرب يتهم الاسلام بانه غير متسامح واوروبا المسيحية تتحلى بالتسامح ، الا ان التسامح الاوروبي المسيحي هو بين المسيحيين فقط وتمارس اوروبا المسيحية التمييز الديني بين المسلمين ، والاسلام دين التسامح فهو لم يهدم كنيسة او كنيس باي بلد فتحه المسلمون اما اوروبا فهي حاولت بدثر معالم المسلمين بالمدن الاوروبية التي كانت تحت سيطرة الهلال فعندما اخرج جيش ايزابيلا وفريناندو المسلمين واليهود من اسبانا سعوا لمحو آثار وحضارة المسلمين الا انهم فشلوا بذلك وفشلوا ايضا بصقلية عندما أخرجوا المسلمين منها .
ويؤكد باون بان المعادين للاسلام يعانون من امراض نفسية فهم يريدون ان يُعرفوا من خلال كتبهم التي يضعونها عن الاسلام  وخطاباتهم السياسية  التي يلقونها اثناء حملتهم الانتخابية لاثارة الغرب ضد هذا الدين ومعتنقيه وهو يشبههم بذلك القديس بيتر الذي اكرمه المسلمون عندما زار بيت المقدس قبيل الحرب الصليبية وعندما رأى حضارة الاسلام وتسامح المسلمين عاد الى اوروبا زاعما بان المسلمين وحوش يأكلون لحوم النصارى حاثا الاوروبيين الذين لم يكونوا يعرفون للحضارة اي معنى على تطهير بلاد الشام وانقاذ بيت المقدس من مخالب المسلمين والمعادون للاسلام في الغرب يحاولون العودة الى حروب ضروس مع الاسلام تكون نتائجها اسوأ من نتائج الحروب الصليبية التي كانت وراء تأخر قيام اوروبا التي اقتبست من تعاليم الاسلام طرقا  لقيامها على حد رايه بكتابه الذي تصل صفحاته الى حوالي 120 صفحة ويصل ثمنه الى حوالي 15 يورو .