الرئيسة \  كتب  \  قراءة في كتاب الاقباط "كنيسة الشهداء"

قراءة في كتاب الاقباط "كنيسة الشهداء"

13.10.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 11‏/10‏/2015

يذكر أئمة الحديث النبوي وتاريخ الفتوحات الاسلامية ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا فتحتم مصر فاستوصوا بالاقباط خيرا فان لهم صهرا ورحما ، وفي روايات أخرى اذا افتتحتم مصر فاستوا بأهلها خيرا , وفي صحيح مسلم عن أبي ذر العفاري رضي الله عنه مرفوعا ، انكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما . أما الرحم ، وهو القرابة ، فان السيدة هاجر أم اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهم الصلاة والسام كانت من اهل مصر وهبها لسيدنا ابراهيم ملك مصر في زمانه ، أما الذمة فان المؤرخون المسلمون أعلنوا ان مصر افتتحت صلحا والمعارك التي نشبت جيوش الصحابة والروم كانت قليلة بعكس معارك فتوحات بلاد الشام والعراق ولذلك فان اهل مصر لهم ذمة قوية .
ويحظى الاقباط أو نصارى مصر يعاطفة شديدة من المسيحيين في اوروبا فالكنيسة القبطية لها تأثيرها الديني الكبير على نصارى اثيوبيا والسودان وبعض البلاد الافريقية وهي عاضد كبير لكنيسة الارتودكس في بلاد الشام وروسيا ، ولذلك نرى انه عندا أعلنت كنيسة الارتدوس الروسية موافقتها على تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتنين في سوريا الى جاب بشار اسد ومباركتها له رحبت كنيسة الاقباط بذلك واعتبرته انتصار على الارهاب .
 ولاقباط مصر بالمانيا ستة كنائس اكبرها بمنطفة بارفور مع دير كبير موضوع تحت حراسة شديدة وذلك منذ الاعتداء الذي طال كنيسة القديسين في الاسكندرية صبيحة يوم الاولى من كانون ثان / يناير من عام 2011 التي تبعتها بعد ذلك انتفاضة المصريين ضد حكم حسني مبارك . ومنذ حادثة الاسكندية ازداد التضامن مع اقباط مصر بشكل لم يسبق له مثيل وخاصة في المانيا ، فالحزب المسيحي الديموقراطي ولا سيما زعيم كتلته النيابية بالبرلمان الالماني فولكر كاودر اصبحت زيارته الى القاهرة اعتيادية وكان رئيس البرلمان الالماني نوربرت لاميرت اول مستقبلي زعيم الاقباط بالمانيا داميان واسمه قبل ان يصبح انبا رفعت ميخائيل فهمي الذي ناشد مع اسقفين اخرين احدهما سوري والاخر لبناني انقاذ اقباط مصر من الهلاك على يد المسلمين.
وما ان تهدأ النبرات ضد المسلمين في مصر على انهم متوحشون وقتلة الاقباط وغيرهم الا ويأتي من يثيرها . فقد وضع خبير المصريات فولجانغ بوخس مؤخرا كتاابا عن الاقباط يحمل عنوانا مثيرا / الاقباط – كنيسة الشهداء / يروي ماساة الاقباط على مر العصور منذ العهد الروماني الذين استعبدوا اقباط مصر . الا ان ماساتهم ازدادت بالفتوحات الاسلامية ، صحيح حقوقهم كانت مصانة ولا سيما كنائسهم اذ لم تهدم وهي عامرة الا ان حقوقهم الاجتماعية وحقوقهم بالدولة مهضومة فجميع الدول الاسلامية التي تعاقبت على حك مصر مثل عهد الصحابة والامويين والعباسيين والايونبيين والمماليك ثم العثمانيين كانوا ياملون الاقباط معاملة العبيد فقراهم الالة بهم مهملة يتعرض سكانها للسحق والقتل والاغتيال .
وأكد بوخس اثناء عرضه لكتابه هذا اليوم الاحد 11 تشرين اول/اتوبر بقاعة صغيرة بالبرلمان الالماني ان الاقباط هم اهل مصر الاصليين يجب عليهم حكم بلادهم من جديد مشيرا أن الاقباط هم كانوا اول من ايد الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع عبد فتاح سيسي الذي يراس حاليا مصر لأن سيسي يريد للاقباط الحرية وللشعب المصري ايضا مؤكدا انه لو استمر الرئيس المصري محمد مرسي رئيسا لمصر لاصبح اقباط مصر نسيا منسيا فالمسلمون بمصر يكرهون الاقباط ولا يريدونهم البقاء ببلدهم فنسبة الاقباط كانت تصل بمصر ايان الاحتلال الانجليزي الى 25 بالمائة تراجعت نسبتهم تدريجيا لتصبح ما بين 10 و 15 بالمائة وكل ذلك بسبب اضطهاد المسلمين لاقباط مصر .
وما أورده بوخس من أغاليط وافتراءات غير صحيحة فقد حافظ المسلمون منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم وحتى أيامنا هذه على وصية الرسول عليه الصلاة والسلام بهم ولا أحد ينسى قصة ذلك القبطي الذي اشتكى لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله لطم محمد بن عمرو بن العاص له لان حصان القبطي سبق حصان ابن عمرو فما كان من أبي الحفص الا ان امر القبطي بضرب ابن عمرو وامره بضرب عمرو على صلعته وقال تلك المقولة المشهورة التي بقيت خالدة الى ايامنا هذه مخاطبا ذلك الصحابي الجليل عمرو بن العاص / متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا / وقد أثبت التاريخ الانساني ومن كتابة علماء ومؤرخي الاقباط بان ااقباط صر لم يعرفوا العدالة الا من قبل المسلمين فكيف أتى هذا الكاتب بادعاءاته هذه ؟
لما قتل الانجليز مؤسس الاخوان المسلمن حسن البنا ومنعت السلطات البريطانية التي كانت تهيمن على مصر ان تقام للبنا جنازة تحدى القبطي والسياسي البارع مكرم عبيد باشا الذي حارب الاحتلال النجليزي وساهم على تحرير مصر منه ، وشارك في جنازة البنا . ان تاريخ مصر الحديث يؤكد تماما لحمة الشعب المصري . لقد حافظ المسلمون المصريون على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاقباط والتاريخ بشهد على ذلك فهل حافظ الاقباط على وفاء المسلمين ؟ الجواب لا والدليل على ذلك فتنهم لاتي ينشرونها ضد الاسلام والمسلمين والمذابح التي يرتكبونها بين الحين والآخر لمجرد ان فتاة قبطية احبت مسلما واعتنقت الاسلام من أجله اضافة لاسباب تافهة .