الرئيسة \  كتب  \  قراءة في كتاب مجانين الله .. كيف يريد الإسلاميون احتلال العالم

قراءة في كتاب مجانين الله .. كيف يريد الإسلاميون احتلال العالم

10.03.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏09‏/03‏/14
اعتدت منذ حرب الخليج الثانية ، أي الحرب التي أخرجت الجيش العراقي من الكويت عام 1990  وأثناء تحضيري لكتابة رسالة عليا بأثر الاعلام على السياسة الدولية والعلاقات الدبلوماسية بين الاسلام والمسيحية منذ العصر النبوي الذهاب أسبوعيا  الى دور الكتب للاطلاع على الجديد مما يتناول قضايا العالم الاسلامي والمشاركة أيضا بندوات تدعو اليها دور الكتب مع الكتَّاب لقراءة كتبهم أمام العامة .   فالهجمة على الاسلام بدأت منذ ظهوره واختفت الهجمة اثناء محاربة  الغرب الشيوعية ، وما ان انهارت الانظمة الشيوعية حتى عادت تلك الحرب لتكون اكثر خطرا من تلك الحرب التي كانت تكمن بمناوشات بين الاسلام والغرب ، فخطرها يكمن بكتب ودراسات وتحاليل صحافية وعلمية تحذر من الاسلام وان المسلمين يريدون السيطرة على العالم من جديد علما بأن الكل يعلم استحالة ذلك في الوقت الراهن . وقد استعان الغرب لهجمته على الاسلام بكتَّاب يحملون اسماءا اسلامية ويتكلمون العربية أيضا ، وقد صدق رسول الله عليه وسلم في الحديث الطويل عن الفتن  الذي رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما  بأن هناك أقوام على أبواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها وهم قوم جِلدتنا ويتكلمون بألسنتنا .
وما أن أعلنت رائدة العالم الاسلامي بلا منازع والدولة القوية التي تسعى لعزة الدين الاسلامي ونصرة المسلمين المملكة العربية السعودية بشكل خاص ومعها الامارات والبحرين وضع جماعة الاخوان المسلمين ضمن لائحة الارهاب ، حتى بدأت دور الكتب تعرض تلك الكتب التي تنال بالجماعات الاسلامية وتحذر من خطرهم على الصهيونية والعالم وخاصة الاخوان المسلمين لأن هذه الجماعة تعتبر أم الحركات الاسلامية وهي امتداد لحركة الامام محمد بن عبد الوهَّاب / رحمه الله / الذي سعى لاعادة الاسلام الى فطرته السليمة التي تخلو من الغلو والبدع وغيرها تلك البدع التي كانت وراء تهميش المسلمين .
وقد دعت دار كتب / دوسمان / كبرى دور كتب   العاصمة برلين هذا اليوم الاحد 9 آذار/مارس / للاستماع الى الجزائري المتفرنس بوعلام سنسال لعرض كتابه / مجانين الله – طموحات الاسلاميين لاحتلال العالم / الذي ينزل الى أسواق الكتب  ابتداء من يوم الاثنين 10 آذار/مارس  مع مقدمة لصاحب كتاب  / المانيا تقضي على نفسها / تيلو زاراتسين الذي كان يشغل مجلس رئاسة البنك الاتحادي الالماني  الذي وضع مؤخرا كتابا ينتقد منتقديه الذين اتهموه بالعداء للاسلام والمسلمين وانها عنصري النزعة علما انه لا يزال يؤكد انتماؤه للحزب الديموقراطي الاشتراكي .  تيلو زاراتسين هذا لا يزال يؤكد بأن المسلمين في المانيا وراء مصيبة هذا البلد كما يؤكد على غباوة المسلمين وانهم لا يريدو الحرية والديموقراطية والاندماج مع المجتمع الالماني .
يرى سنسال ان الاسلام خطر على الامن والسلام العالميين والجماعات الاسلامية وخاصة الاخوان المسلمين تعتبر وراء الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الذي يعيشها العالم حاليا فانتفاضات شعوب تونس وليبيا والاحتجاجات بالجزائر والمناداة بالاصلاح بالمغرب يقف وراءها الاسلاميون الذين يريدون إعادة الخلافة من جديد للسيطرة على العالم ولولا الانقلاب الذي قاده العسكر ضد الرئيس المصري محمد مرسي لاستطاع الاسلاميون بالشمال الافريقي اقامة دولة الخلافة من جديد . وتطرق سنسال الى وضع السعودية الاخوان المسلمين ضمن قائمة الارهاب معتبرا  القرار  تمويها  لوضع حد للانتقادات الي تتعرض لها السعودية بدعمها الشعب السوري الذي يعيش مأساة القتل والتشريد على يد نظامه منذ اكثر من ثلاثة أعوام فالوهّابية / السلفية / وعلى حد رأيه ام الاخوان المسلمين بل جميع الحركات الاسلامية مثل القاعدة وغيرها خرجت من عباءة / الوهابية / واعلان الرياض طلاقها من الاخوان لا يعني انها قد حاربتهم بل ستؤيدهم من وراء  وراء فالحكومة السعودية لا تزال تصر على انها تحكم بالقرآن الكريم والسنة النبوية ومن يحكم بالقرآن والحفاظ على السنة لن يترك الجماعات الاسلامية عرضة للهلاك .
ويصف سنسال الاسلاميين الذين يحاربون النظام السوري والذين يسعون لاقامة دول لهم في القوقاز وتحرير تركستان الشرقية  من الصين والعنف في مالي ودول اخرى بشرق افريقيا بمجانين الله اذ ان القتال في سبيل الله جنون مشيرا ان ما يتعرض له المسلمون من مذابح في افريقيا الوسطى متحامل عليها فالمسلمون بتلك الدولة كانوا وراء الفوضى فيها والمسيحيون لهم الحق بالدفاع عن أنفسهم والحيلولة دون قيام دولة اسلامية بافريقيا الوسطى متطرقا الى الاحداث التي تشهدها اوكرانيا  وانفصال شبه جزيرة القرم عن تلك الدولة بأن التتار المسلمين وراء تدخل الروس بالقرم لاستشعار الروس بخطر التتار على استقرار اوروبا الشرقية وروسيا ايضا  معتبرا خطر نجاح الميليشيات الاسلامية بانهاء نظام بشار اسد من الاخطار المحدقة  على العالم  باسره .
كانت محاضرة سنسال عن كتابه تحريضا علنيا على الاسلام والمسلمين ، وقد حرص الغرب على استقطاب مثل هؤلاء الذين يزعمون بالانفتاحية وانهم احرار وذلك للنيل من الدين الاسلامي والافتراءات على تلك الدول التي تسعى بالفعل لعز الاسلام .
الا أنه أخطاء ترتكبها الجماعات الاسلامية ولا أحد يخلو من الخطأ فالتقارير التي تُنقل عن نشاطات ما يُطلق عليها بدولة العراق والشام الاسلامية / داعش / في سوريا وانه يأخذون الجزية من النصارى ويقومون باستهداف عناصر اسلامية وغير ذلك فقد اساءت للشعب السوري وللاسلام اولا والمستفيد من حماقات عناصر هذا التنظيم النظام السوري الذي أخرج وايران التنظيم من عباءته كما ان المستفيد الغرب الذي يتربص بالاسلام والمسلمين الشر واستغلال الاخطاء الصغيرة التي تخرج من حكومات بعض الدول الاسلامية .
وقد استرشدني أحد الاخوة السعوديين ذات مرة ما الذي يجب عليه أن يعمل حتى يُعرف ؟ فقلت له ما عليك الا ان تخالف فانك ستصبح نجما مشهورا وقد أصبح اولئك الكتَّاب الذين يحملون اسماء اسلامية وينالون من الاسلام والمسلمين نجوما مشهورة في اوروبا.