الرئيسة \  مشاركات  \  قياساً ، أو استئناساً: الشعوب خانعة للحكّام، والحكّام خانعون للغرباء

قياساً ، أو استئناساً: الشعوب خانعة للحكّام، والحكّام خانعون للغرباء

20.10.2018
عبدالله عيسى السلامة




إنها معادلة ، أو حالة ، أو مأساة : فلسفية ، أو سياسية ، أو اجتماعية ، أو تاريخية..إنسانية، في سائر الأحوال !
الشعوب تطأطئ ظهورها ، لحكّامها ؛ كي يمتطوها .. والحكّام يطأطئون ظهورهم ، للغرباء؛ كي يمتطوها .. فالحكّام ؛ إذاً ، واسطة امتطاء ، بين الشعوب ، وراكبيها الغرباء !
أليست هذه ، هي ، الحالة البديعة ، المنطقية ، التي تساق ، هنا : للقياس ، أو الاستئناس ، أو التمثل ، أوالاعتبار !؟
رأى الملكُ ووزيره ، سراجا، يضيء في الصحراء ، فوق كومة أحجار.. فسأل الملكُ الوزيرَ:
لمَ هذا السراج ، ينير المكان ، في الصحراء ، ولا أحد عنده !؟
قال الوزير: لكي يضيء ، على الأحجار، التي تحمله !
قال الملك : ولم الأحجار ؟
قال الوزير: لتحمل السراج !
ونقول ، قياساً ، على هذا الكلام ، أو استئناساً :
س : لمَ الشعوبُ العربية ، خانعة مستسلمة !؟
ج : ليمتطي ظهورَها الحكّام ، وأعوانهم ، وشبّيحتهم !
س : ولمَ الحكّام ، أنفسُهم ، خانعون ، مستسلمون !؟
ج : لتمتطي ظهورَهم أمريكا ، وسائر الدول القويّة ، المتنفّذة ، في العالم !
وإذا كانت حكاية الملك ووزيره ، جاءت على سبيل الطرفة ، فإن مانراه ، اليوم ، من استهتار الحكّام ، بحقّ شعوبهم ، واستباحة تامّة ، للأموال العامّة ، ولأعراض الشعوب ، ونفوسها، ومقدّساتها .. ثمّ : مِن رَهن قرارات الدول ، وكلّ مَن فيها ، وما فيها .. لإرادات الأعداء ، بما في ذلك : سيادة الأوطان ، وأخلاق الشعوب .. لقاء استمرار الحكّام ، في كراسي الحكم.. إن هذا العبث ، المأساويّ الرهيب ، لمْ يأت، على سبيل الطرفة ، كحكاية المصباح المضيء، فوق الحجارة ، والحجارةِ التي تحمله .. بل ، هو: حقائق صارخة ، مدوّية ، تدمّر العقول والنفوس ، قبل تدمير الأوطان والإنسان ، وحاضر الشعوب ، ومستقبلها !
ولله الأمرُ من قبلُ ومن بَعد !