الرئيسة \  تقارير  \  كاتب فرنسي : السياسة الأمريكية الجديدة تستغل أوروبا

كاتب فرنسي : السياسة الأمريكية الجديدة تستغل أوروبا

18.02.2023
الامارتية 24

كاتب فرنسي : السياسة الأمريكية الجديدة تستغل أوروبا
الاماراتية 24
الخميس 16/2/2023
حذر الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي كلود لوبلان، من مخاطر الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي تتمثّل في السعي للحفاظ على زعامة الولايات المتحدة للعالم، من خلال استغلال التزام الدول الحليفة والصديقة وإجبارها على التورط بنزاعات وصراعات عسكرية واقتصادية دون تدخل مباشر من واشنطن، واصفاً هذه الاستراتيجية بأنها أكبر من مجرد خوض حروب حقيقية بالوكالة في ظل تحالف روسي صيني يزداد قوة.
وفي مقال له نشرته صحيفة "لو بينيون" الفرنسية، خلص لوبلان إلى أن الولايات المتحدة بدأت بتغيير استراتيجية التدخل المباشر خلال فترات رئاسة كل من باراك أوباما ودونالد ترامب، لتصبح هذه الاستراتيجية أكثر وضوحاً مع قدوم الرئيس الحالي جو بايدن، وهو ما تمثل بسحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان.
لكن ذلك برأيه لا يعني أن واشنطن بصدد التخلي عن زعامة العالم، وإنما تُريد مواصلة دور شرطي العالم بأسلوب مختلف لا يورطها بشكل مباشر، ولا يكبّدها خسائر بشرية على غرار ما حدث في تدخلها العسكري باسم الدفاع عن القيم الغربية وعن مصالحها في الحرب العالمية الثانية، ثم في الحرب الكورية وحرب فيتنام والتدخل العسكري في أفغانستان وغزو العراق.
ففي حالة أوكرانيا ومواجهة الهجوم الروسي، يقول الكاتب الفرنسي إن الولايات المتحدة تمكنت بنجاح من تحميل العبء لحلفائها في أوروبا وآسيا متبعة أسلوب الحرب بالوكالة دون ظهور أي ملامح أو بوادر على إيجاد مخرج سلمي للصراع. أما في مواجهة الصين فإن الاستراتيجية الأمريكية تتمثل في تعزيز التعاون مع الهند وبعض الدول في جنوب شرق آسيا، فضلاً عن إقناع وتشجيع حلفاء مهمين على غرار اليابان لتغيير استراتيجيتها الدفاعية عبر مضاعفة ميزانية شراء الأسلحة، وذلك على الرغم من كون سباق التسلح يتعارض مع السياسة السلمية لطوكيو وفق الدستور.
كما أبرمت الفلبين معاهدة مع واشنطن تمنحها حق استخدام المزيد من قواعدها العسكرية وسط مخاوف من بكين. وذلك فيما أثبتت قضية إسقاط مناطيد "التجسس" الصينية من قبل الولايات المتحدة خطورة التوتر المتصاعد في العلاقات الأمريكية-الصينية.
ويرى لوبلان أن الخطر الأكبر لاستراتيجية الولايات المتحدة الجديدة، وبسبب النزاع مع كل من الصين وروسيا، يكمن في سباق تسلح غير مسبوق لن يتمكن مجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى من إيقافه. ويشير في هذا الصدد إلى ارتفاع مبيعات الأسلحة بنسبة 2% في عام 2021 (قبل الحرب الروسية-الأوكرانية) لتصل إلى 592 مليار دولار أمريكي وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، مما يعني أن برميل البارود بات جاهزاً للانفجار في أي وقت.
من جهته، وفي "لو بينيون" أيضاً، حذر جان دومينيك ميرشيت، الصحافي الفرنسي المتخصص في القضايا العسكرية والاستراتيجية، من أن أوكرانيا لم يعد لديها وقت للانتظار، وهناك حاجة ملحة إلى تقديم رد سياسي من جانب الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي بشكل قد ينهي النزاع مع روسيا، مؤكداً أن طريق كييف إلى العضوية الكاملة مع بروكسل طويل وشاق، لذلك فإن التكتل السياسي الأوروبي الجديد الذي اقترحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو حل مناسب، بحيث يتعين ابتكار صيغة لأوكرانيا للانضمام بسرعة وبشكل رسمي إلى أسرة الديمقراطيات، دون مطالبتها بتكييف تشريعاتها التجارية أو قواعدها البيئية أو معاييرها الصحية مع متطلبات بروكسل.