اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ كانت الرعيّة ، أمانةَ الراعي .. فما هي اليوم !؟
كانت الرعيّة ، أمانةَ الراعي .. فما هي اليوم !؟
01.11.2018
عبدالله عيسى السلامة
الإمام العادل - في الحديث النبويّ - من السبعة ، الذين يُظلهم الله ، في ظلّه ، يوم لاظلّ إلاّ ظلّه !
وفي الحديث الشريف : الإمام راع ، ومسؤول عن رعيّته !
وفي الحديث الشريف ، أيضاً :
اللهمّ مَن وَلي ، من أمر أمّتي شيئاً ، فشَقّ عليهم ، فاشقُق عليه، ومَن وَليَ مِن أمر أمّتي شيئاً ، فرفق بهم فارفق به)([1])، رواه مسلم.
سُئل عمر بن الخطاب: ألا تنام ، ياأمير المؤمنين !؟ فقال: إذا نمت في الليل ، أضعت نفسي، وإذا نمت في النهار، أضعت رعيّتي .. فمتى أنام !؟
وقال : لو أن بغلة زلقت ، على شاطئ الفرات ، لخشيت ، أن يسألني الله عنها : لمَ لمْ أعبّد لها الطريق !؟
وقد سُمّي الناس ، في بلادهم ، رعية ، والحاكم راعياً ؛ لِما في هذه التسمية ، من أهمّية ، ومن دلالة ، على علاقة الحاكم بأمّته ، وعلاقة الأمّة بحاكمها !
وقد ورد ، هذا المعنى ، في الشعر العربي ، فقال أبو العتاهية :
إذا وضَعَ الراعي ، على الأرض ، صدرَه = فحَقٌّ ، على المِعزى ، بأنْ تَتَبدّدا !
وقال أبو مسلم الخراساني ، في إشارة منه ، إلى غفلة بني أمية ، عمّا يبيّته ، هو، ورجال بني العبّاس ، لاستلام حكم البلاد ، والسيطرة على مقدّرات الأمّة :
ومَن رَعى غَنماً ، في أرضِ مَسبعَةٍ = ونام عنها ، تولّى رعيَها الأسَدُ !
وقال عمر أبو ريشة ، حول المعنى ، ذاته ، في العصر الحديث :
لا يُلامُ الذئبُ ، في عُدوانهِ = إنْ يَكُ الراعي عَدوَّ الغَنم !
فالرعيّة ، هي أمانة ، لدى الحاكم ، كما أنّ الغَنم ، أمانة لدى راعيها ، يُسأل عنها ، في الدنيا والآخرة !
فما حال الرعيّة ، اليوم ، تحت ولاية الحكّام ، في العالم الإسلامي ، عامّة ، وفي العالم العربي ، خاصّة !؟
الرعيّة ، اليوم ، في نظرالحكّام ، هي قطيع من الدوابّ ، يتصرّفون بها ، كما تُملي عليهم مصالحهم :
ينهبون من أموالها ، ما يريدون .. وينتهكون ، من أعراضها ، بقدر مايرغبون .. ويرهنون قرارات بلادها ، لأيّة جهة خارجية ، تحقّق لهم مصالحهم ، في تثبيت كراسي حكمهم.. ويبيحونها ، لأزلامهم ، من رجال المخابرات ، وغيرهم .. يفعلون بها ما تهوى أنفسهم : من هتك للأعراض ، ونهب للأموال ، واستباحة لحرمات البيوت .. دون إحساس بأيّة مسؤولية ، أو خوف ، من أيّة مُساءلة !
فما الذي أوصل شعوب الأمّة ، إلى هذا الدرك ، من الهوان !؟
وهل مايفعله بها الحكّام، سببٌ لهوانها، أم نتيجة له..أم هو سبب ونتيجة ، في الوقت، ذاته؟
ومَن المَلوم ، في هذا ، كلّه !؟