الرئيسة \  كتب  \  كتاب : الحرب على الأمة السورية .. أسرار وحقائق للكاتب عمر العرودي

كتاب : الحرب على الأمة السورية .. أسرار وحقائق للكاتب عمر العرودي

19.10.2016
باسل العودات


العرب- باسل العودات
2016/10/12

باريس – يوثق الكاتب والصحافي السوري عمر العرودي، المقيم في باريس، في كتاب له صدر حديثا البعض من أسرار الثورة السورية وأوجهها، ويقدّم ملخصا لسير الأحداث، ويوميات السوريين في مختلف مراحلها، ويوثّق بإسهاب للأطراف التي شاركت النظام حربه ضد الشعب، كما يوثّق للقوى السياسية والعسكرية السورية التي ولّدتها الثورة، والتي تسلّقت عليها، وللقوى الجهادية العابرة للدول التي أتت إلى سوريا لتدعم النظام عمليا.
ويعدّ الكتاب الذي يحمل عنوان “الحرب على الأمة السورية: أسرار وحقائق 2011 – 2015”، الصادر عن دار دامسكا للنشر في باريس، والذي يعود ريعه للأطفال السوريين اللاجئين في مخيمات لبنان والأردن، وثيقة تاريخية، وشهادة مهمة لمرحلة مفصليّة في تاريخ سوريا، مرحلة يحاول النظام السوري تصويرها على أنها حرب على الإرهاب، ويعمل الإعلام العالمي على تصويرها بأنها حرب أهلية، لتتملص الدول من مسؤولياتها القانونية والأخلاقية.
حول فكرة الكتاب ودوافعه، عاد العرودي إلى مراحل مُبكّرة من الثورة، وقال لـ”العرب” موضحا “كنت أعمل في صمت، أشتري أحيانا من الشباب اليافعين صورا لمقطع من مظاهرة خرجت في المدينة دون علمي، وكنت أسهر كل يوم لتوثيق عدد المجازر والشهداء، وأدفن البعض منهم بجزء من روحي، والجزء المتبقي يكابر معي للبقاء، وقلت لنفسي سأسجل كل ما شهدته في كتاب، وأوثقه للعالم، وأُظهر لهم الجزء الذي لا يظهر بالإعلام، كي يعرفوا أننا كسوريين كنا نموت كل يوم، وواجهنا كمّا هائلا من القتل والدمار. وكخلاصة لعمل ثلاثة أعوام، رصدت الكثير من المجازر والمعارك، وسجلت ملخصا لكل يوم، ووثقت أكثر من عشرة آلاف مقطع للفيديو، وكتبت نصا لسيناريو فليم سينمائي عبر هذه المقاطع، من الصعب أن تُنتج بسبب قسوة المشاهد”.
ويتناول الكتاب الذي يأتي في أكثر من 450 صفحة، مرحلة السنوات الخمس الأخيرة الحرجة من تاريخ سوريا. وعمّا كان يجري في تلك المرحلة المُبكّرة، قال لـ”العرب” متحدثا “كان منزلنا ما بعد الساعة الثانية ليلا يعج بالشباب الأحرار، الذين يريدون الالتحاق بالجيش الحر، وكان أخي، وقبل أن ينضم إلى الجيش الحر، ويخوض العشرات من المعارك ضد الأسد وأعوانه، يدير تلك الاجتماعات في بيتنا، وتحديدا في القبو الذي خصصناه لذلك والذي يبدو من الخارج وكأنه مهجور، وكنت أبقى جالسا في سيارتي أراقب الشارع خوفا من مرور سيارات الأمن آنذاك”.
وأضاف “كنت أعمل على مساعدة النازحين إلى محافظتنا من حلب وحمص ودير الزور، والذين كانت المدارس تعج بهم، طبعا هذا قبل دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى المدينة، وكنت أرى مآسي، وفي ذهني صور لا تموت من سقوط الكبرياء وإذلال النازحين، وفي ذاكرتي الآن الآلاف من الصور المتراكمة من مشاهد الدمار والقتل والإعدام والتمثيل، لقد قُتل اثنان من زملاء دراستي أمام عيني، دهسا بسيارة للأمن، ثم رميا بالرصاص على يد أحد قتلة النظام من الأجهزة الأمنية، ولكن كانت لي الحياة أكثر من مرّة”.
وعن الكتاب يقول أيضا “بين دفتي هذا الكتاب خلاصة عمل ثلاثة أعوام متتالية، بسوادها وبياضها، ثلاثة أعوام كأنها ثلاثة قرون مرت على بلدي الحبيب سوريا، ثلاثة أعوام وأنا أجمع وأوثّق وأرصد كل يوم عدد شهداء سوريا الأم، لقد وثّقت أسماء كل من تسبب في قتل شعب سوريا، وكل من كان سببا في ذلك، وفي الكتاب تاريخ موثق لتجربة عشتها، عاهدت نفسي أن أوصلها إلى العالم، بأكثر من لغة”.