الرئيسة \  مشاركات  \  كلمة التوحيد أولاً

كلمة التوحيد أولاً

26.06.2024
د. محمد رفعت زنجير



كلمة التوحيد أولاً
د. محمد رفعت زنجير
***
كلمة لا إله إلا الله هي خير كلمة وهي الحق المطلق والشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.. وهي منهج حياة، وأساس الإسلام...
وعن التوحيد تنبثق كافة قيم العدالة والحرية والمساواة والجمال والخير والحب والإيثار...
جاء في الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له).
***
*واليوم نجد تقصيرا نحوها حيث يتم تسويق الدعوة الإسلامية في الشعر والنثر والمحافل الدولية وفي الخطب والمنابر غالبا على أنها دعوة الحرية والخير والعدل وفيها مصلحة الناس.. فهي ستملأ جيوبهم وتحقق أحلامهم.. كل ذلك يكاد يكون بمعزل عن ذكر أساسها الثابت وهو التوحيد..
*لنجعل التوحيد أولا وثانيا وثالثا ثم لنتحدث بعد ذلك عن الجوانب المشرقة للإسلام والقيم الحضارية والإنسانية في دعوته متعلمين من منهج صاحب الرسالة الإلهية الخالدة في خطابه للعالم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول لهم: (يا أيهأ الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) رواه أحمد.
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه دحية الكلبي، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر، فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى: أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت عليك إثم الأريسيِّين، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران64)). رواه البخاري.
***
*إن قلة الاحتفال أو تجاهل قيمة التوحيد في نشر الدعوة قد أنشأ فراغا عقديا عند الدعاة والمدعوين ... حتى صرت تجد بيوت بعض السادة الوعاظ والدعاة يعشش فيها الشيطان وتفوح منها رائحة الزندقة.. وماذلك إلا بسبب ضعف اليقين وعدم الالتجاء إلى الواحد الأحد لا شريك له... مما جعل الناس يستهزئون بكل واعظ.. مما جعل شاعرا كأبي العتاهية ينكر ذلك ويحذر منه حيث يقول:
يا واعِظَ الناسِ قَد أَصبَحتَ مُهتَمّاً
إِذ عِبــــتَ مِنهُـم أُمــــوراً أَنتَ تاتيهــــا
كَالمُلبِسِ الثَوبَ مِن عُريٍ وَعَورَتُــــهُ
لِلنــــــــــاسِ بادِيَــــةٌ مــــــــا إِن يُواريهــــــــا
وَأَعظَــــمُ الإِثمِ بَعــــدَ الشِــــركِ نَعلَمُهُ
في كُلِّ نَفسٍ عَماها عَن مَســــاويها
وَشُــــغلُها بِعُيوبِ الناسِ تُبصِــــــــرُها
مِنهُم وَلا تُبصِرُ العَيبَ الَّذي فيها
*وكذلك أسهم عدم العناية بالتوحي في تحويل الدعوة إلى حقل معرفي ثقافي وجدل سياسي اجتماعي اقتصادي صاخب في كثير من الأحيان شأنها شأن بقية الدعوات والمذاهب الأخرى...
*لنعد إلى المنهج الصحيح في نشر الدعوة والبداية من كلمة التوحيد.. فهي المنطلق وهي الغذاء والدواء للفرد والجماعات.. بل لآفات الإنسانية المتعبة كلها..