الرئيسة \  مشاركات  \  كيف خلقت مخابرات أسد طبقة فاسدة من رجال الأعمال في حلب من اجل السيطرة على المدينة وإخضاع سكانها 1-2

كيف خلقت مخابرات أسد طبقة فاسدة من رجال الأعمال في حلب من اجل السيطرة على المدينة وإخضاع سكانها 1-2

14.12.2020
المهندس هشام نجار




الجزء الاول :
موجز عن تاريخ حلب الاقتصادي
اعزائي القراء .
كما هو معروف تعتبر مدينة حلب ومنذ أكثر من ألفي عام مركزاً تجاريا هاما فهي عقدة التقاء القوافل القادمة من الصين بحريرها إلى الهند بتوابلها الى ايران بسجادها إلى العراق بحليه الذهبية إلى بلاد الشام بنسيجها ونحاسياتها حيث تحط رحالها في خانات حلب ليتلقفها تجار أوروبا وعلى رأسهم تجار البندقية فيجلبون بضائعهم من أوروبا .يقيمون في الخانات التي كانت بمثابة الفنادق ومستودعات للبضائع ومكاتب للتجار .فتتحول الخانات الى معارض اقتصادية كبيرة.
ساهمَت الخانات بشكلٍ كبيرٍ في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لبلاد الشام ، وكانت ملتقىً ومجمّعاً للتجار الذين يتبادلون السلع ويعقدون الصفقات ويستفيد بعضهم من تجارب بعضهم الآخر وخبراتهم.
أضاف العثمانيون لها خانات جديدة ومعظم هذه الخانات مازالت قائمة.
هذا التاريخ الطويل في التجارة اوجد عوائل حلبية هامة تمرست بالتجارة وطورتها إلى إقامة مراكز صناعية فأصبحت حلب الرئة الاقتصادية التي تتنفس منها سوريا .
يتألفُ التخطيط المعماري للخان العربي الإسلامي من صحنٍ واسعٍ تتوسطه بركةُ ماءٍ كبيرة وله مدخلٌ قوسيٌّ عالٍ، بابه خشبيٌّ ضخمٌ مصفحٌ بالحديد أو النحاس. وتوجد حول الباحة المستودعات والحوانيت التي تُستخدم لايداع البضائع، وعادةً ما توجد قاعةٌ ضخمةٌ على مدخل الخان واجهتها مزينة ومزخرفة بزخارف بديعة. أما في الطابق العلوي فتوجد غرف للسكن تقوم فوق المستودعات، كما ضمَّت بعض الخانات مسجداً صغيراً ملحقاً بها.
ازدادت العناية الخاصة بالخانات والأسواق في العهد العثماني. ونظراً لازديادِ أهمية حلب التجارية فقد كثرَت فيها الخانات، و تاسست داخل وقرب الأسواق القديمة وأشهرها هي:
- خان الصابون - خان الجمرك - خان الوزير - خان الحرير - خان القصابية - خان القاضي-خان خير بك - خان أوج خان (العطشان) - خان الشونة -خان الحاج موسى - خان النحاسين-خان البرغل - خان قرتباي - خان الطاف - خان التتن - خان البنادقة، - خان العلبية - خان الفرايين -  خان النقر، وغيرها...
في الجزء الثاني سنتعرض الى خطط عصابة البهرزي بالقضاء على تاريخ حلب الاقتصادي بتهجير الشرفاء المعروفين من تجار حلب لاخضاعها تماماً لسلطته ليحل محل رجال الاعمال الحلبيين عصابات من اسر غير معروفة ارتضت ان تكون شبيحة النظام لقاء شراكة مع المخابرات في التهريب والاستيلاء على اقتصاد حلب . هذه العصابات هي التي اقتنت سيارات المرسيدس وبنوا الفيلات بين عشية وضحاها فكانوا الذراع العسكري للنظام . هؤلاء هم الذين اثروا على سمعة حلب الوطنية وهم الذين أخروا تحريرها قبل أن يستولي عليها الروس من جديد بالاعتماد على هذه العصابات التي شوهت تاريخ حلب الاقتصادي والوطني .
تابعونا في الجزء الثاني
فإلى اللقاء..